رحلة النور-087
كلام الشيخ عن العمل السياسي وتعلقه بالسياسة الشرعية، وأنه لا ينبغي دخول السلفيين كنواب يعترفون بما يخالف الشريعة من الدساتير.
الشيخ : من هذه العبارة، وهو يعلم كما تعلمون جميعًا قوله تبارك وتعالى: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ))، لكن صدور هذا الكلام مِن أخينا هذا أعجب العجب، لأنه قد أصدر رسالةً وإن كانت هي تحمل رأيي في مسألة بيع التقسيط وأنتم على علم بذلك، ولكن هذا الحكم مع كونه معروفًا عند العلماء أنه لا شيء فيه وأن كثيرًا من التجار يتعاملون على هذا الأساس، فما فائدة تأليف هذه الرسالة مع تصريحه في رسالته الأولى بأن المسلم لا يستطيع اليوم في معاملاته إلا أن يرتكب أمرًا محرمًا، فهذا نص صريح حتى لو كان بالاتفاق محرمًا، فما فائدة تأليف مثل تلك الرسالة في أمر اختلف فيه قديمًا وحديثًا ؟!
الذي حمله على ذلك هو اشتغاله بالعمل السياسي، وهذا سيفتح طريقًا لتسويغ بعض الارتكابات الأخرى، وهو مثلًا أن يعاهد أو يبايع على تأييد نظام أو دستور لا يكون مطابقًا للكتاب والسنة، بل نقولها بعبارة أوسع:
لا يكون مطابقًا للشريعة على ما يوجد من خلافات بين العلماء، فإن هذه القضية التي هي الحكم بغير ما أنزل الله في قليل أو كثير من الأحكام لا خلاف بين المسلمين أنها لا تجوز، فكيف يختار أن يكون بعض إخواننا السلفيين أن يكونوا نوابًا يخضعون للقرارات التي لا تكون نابعة مِن الشريعة الإسلامية، ولا أقول الآن فقط من الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، لذلك بالتالي لا أؤيد العمل السياسي، لأنه سابق لأوانه، وأنا بطبيعة الحال حينما أقول العمل السياسي وهو التكتل والتجمع على أساس مِن البناء على الشريعة الإسلامية، لكن ليس فقط علم صحيح وتربية صحيحة، بل والاستعداد أيضًا للجهاد في سبيل الله، لأن هذا الجهاد لا يجوز أن يقوم به إلا من كان حاكمًا على المسلمين، وعليه أن يقوم بهذا الواجب.
الذي حمله على ذلك هو اشتغاله بالعمل السياسي، وهذا سيفتح طريقًا لتسويغ بعض الارتكابات الأخرى، وهو مثلًا أن يعاهد أو يبايع على تأييد نظام أو دستور لا يكون مطابقًا للكتاب والسنة، بل نقولها بعبارة أوسع:
لا يكون مطابقًا للشريعة على ما يوجد من خلافات بين العلماء، فإن هذه القضية التي هي الحكم بغير ما أنزل الله في قليل أو كثير من الأحكام لا خلاف بين المسلمين أنها لا تجوز، فكيف يختار أن يكون بعض إخواننا السلفيين أن يكونوا نوابًا يخضعون للقرارات التي لا تكون نابعة مِن الشريعة الإسلامية، ولا أقول الآن فقط من الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، لذلك بالتالي لا أؤيد العمل السياسي، لأنه سابق لأوانه، وأنا بطبيعة الحال حينما أقول العمل السياسي وهو التكتل والتجمع على أساس مِن البناء على الشريعة الإسلامية، لكن ليس فقط علم صحيح وتربية صحيحة، بل والاستعداد أيضًا للجهاد في سبيل الله، لأن هذا الجهاد لا يجوز أن يقوم به إلا من كان حاكمًا على المسلمين، وعليه أن يقوم بهذا الواجب.
1 - كلام الشيخ عن العمل السياسي وتعلقه بالسياسة الشرعية، وأنه لا ينبغي دخول السلفيين كنواب يعترفون بما يخالف الشريعة من الدساتير. أستمع حفظ
بيان الشيخ أن الواجب الآن هو التصفية والتربية وأن العمل السياسي من الدين لكن ليس هذا أوانه.
الشيخ : وأنا أذكر بهذه المناسبة أنني دُعيت أكثر من مرة إلى المخابرات السورية، كانت إحداها مناقشة، هناك مشايخ كما تعلمون مع الأسف الشديد يتهموننا بالوهابية، لأن كل إنسان يدعو إلى العمل بالكتاب والسنة يعتقدون أن هذا وهابي مبغض للرسول لا يحب الرسول لا يصلي على الرسول، فيتخذون هذه الفرية تكأة لهم في الوشاية بنا إلى الحكام هناك، والحكام هناك كما تعلمون علمانيون لا يهتمون بدين سواء كان إسلامًا أو غيره، المهم لما جرى التحقيق والاستجواب والاستنطاق من رئيس المخابرات هناك، أنا أجبت بأن دعوتنا قائمة على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، وأننا جماعة إصلاح الأفكار والعقائد التي دخلت للمسلمين بدءً من التوحيد إلى تطهير كتب السنة مِن الأحاديث الضعيفة والموضوعة وبعضًا من الأحكام الفقهية إلى آخره، بعد ذلك الرجل لما سمع مني الجواب قال: كانت الشكوى أن هذا يقيم دروس، وفعلًا أنا كنت أقيم دروسًا لكن ليس في المساجد وإنما في مقر لنا كان هناك، فكانوا يريدون منعنا مِن التدريس حتى في بعض البيوت، لأن الشباب ما شاء الله كان مقبلًا مثل هذا العدد أحيانًا أو أكثر، فلما سمعوا ما أنا عليه، قال لي هذا المستنطق: إذن أنت اذهب ودرّس، لكن نحو السياسة لا تقرب، هو قال هذه الكلمة، وأنا عدتها، قلت له: أنا قلت لك آنفًا: أننا لا نشتغل بالسياسة لا لأن السياسة ليست من الدين، لأنه يكفينا أن شيخ الإسلام ابن تيمية ألف رسالته المعروفة بـــ *السياسة الشرعية* لكن -هنا الشاهد- الشاهد قلت: لكن أرى أنا رأيي الآن لكثرة ما أحاط بالمسلمين من الانحراف عن العقيدة وعن السنة أن من السياسة الآن -هذا رأيي- ترك السياسة، ليس لأن السياسة ليست من الدين، السياسة من الدين، لكن أرى الآن في وضعنا في هذه البلاد -أعني هناك- من السياسة ترك السياسة، فقال لي: مع السلامة.
فالشاهد: أنا لا أعتقد أن العمل السياسي مخالف للشرع، وإلا كيف تساس الأمم والشعوب إلا بالسياسة الشرعية، ولكن لكلٍ سبيله ولكلٍ أوانه، فالآن نحن بحاجة إلى تفهيم المسلمين، على أمرين اثنين أنا أدندن دائمًا حولهما:
على ما أسميه بالتصفية والتربية.
وفي اعتقادي أنَّ هذين الواجبين لا يستطيع علماء المسلمين اليوم لو توجهت هممهم وجهودهم إلى تحقيق هذين الأساسين أو هاتين الركيزتين إلا بعد سنين طويلة، لأن إصلاح ما فسد على مرّ السنين والقرون ليس من السهل تجديد بنائه، وذلك مما يحثنا على الدأب والمواصلة على ما كان أخونا عليه، أخونا عبد الرحمن وهو كما تعلمون متخرج من الجامعة الإسلامية، وكان مِن تلامذتي أيضًا، فكان ينبغي أن يلتزم الدعوة، وأن يربي من حوله على هذا الأساس ولا يُشغل نفسه بالعمل بالسياسة وبخاصة أنه يعيش تحت حكمٍ لم يعلن عمليًّا تحكيم شريعة الإسلام، أما أنه يُتخذ كشعار أن الدولة دولة إسلامية حتى الدولة السورية تقول هذا الكلام في الدستور، ولكن كما يقال: " إنما هو حبر على ورق "، لهذا ما أرى العمل السياسي هذا إطلاقًا لما فيه من خطورة الإضرار بالعاملين به عن كثير من الأحكام الشرعية وبخاصة بعد تصريحه بذاك الكلام، هذا ما يحضرني الآن من الجواب حول ذاك السؤال.
فالشاهد: أنا لا أعتقد أن العمل السياسي مخالف للشرع، وإلا كيف تساس الأمم والشعوب إلا بالسياسة الشرعية، ولكن لكلٍ سبيله ولكلٍ أوانه، فالآن نحن بحاجة إلى تفهيم المسلمين، على أمرين اثنين أنا أدندن دائمًا حولهما:
على ما أسميه بالتصفية والتربية.
وفي اعتقادي أنَّ هذين الواجبين لا يستطيع علماء المسلمين اليوم لو توجهت هممهم وجهودهم إلى تحقيق هذين الأساسين أو هاتين الركيزتين إلا بعد سنين طويلة، لأن إصلاح ما فسد على مرّ السنين والقرون ليس من السهل تجديد بنائه، وذلك مما يحثنا على الدأب والمواصلة على ما كان أخونا عليه، أخونا عبد الرحمن وهو كما تعلمون متخرج من الجامعة الإسلامية، وكان مِن تلامذتي أيضًا، فكان ينبغي أن يلتزم الدعوة، وأن يربي من حوله على هذا الأساس ولا يُشغل نفسه بالعمل بالسياسة وبخاصة أنه يعيش تحت حكمٍ لم يعلن عمليًّا تحكيم شريعة الإسلام، أما أنه يُتخذ كشعار أن الدولة دولة إسلامية حتى الدولة السورية تقول هذا الكلام في الدستور، ولكن كما يقال: " إنما هو حبر على ورق "، لهذا ما أرى العمل السياسي هذا إطلاقًا لما فيه من خطورة الإضرار بالعاملين به عن كثير من الأحكام الشرعية وبخاصة بعد تصريحه بذاك الكلام، هذا ما يحضرني الآن من الجواب حول ذاك السؤال.
2 - بيان الشيخ أن الواجب الآن هو التصفية والتربية وأن العمل السياسي من الدين لكن ليس هذا أوانه. أستمع حفظ
ما هي أخبار تخريج سنن أبي داود الأصل ؟
السائل : فضيلة الشيخ ! جمع عظيم يا شيخ في شوق عظيم إلى تخريج * أبي داود * الأصل، فما هي أخباره ؟
الشيخ : نسأل الله أن يوفقنا لإتمام هذا المشروع، وقد وصلت به إلى نحو ثلاثة أرباعه، وبقي عليّ الربع وهذا بإمكانكم أن تلاحظوه من * صحيح أبي داود * الذي هو المختصر فقد كنت نبهت في المقدمة أنني جريت في تصحيح * سنن أبي داود * على خطة خرجت فيها عن خطتي في تخريج السنن الثلاثة قبله، ذلك لأن كل حديث هناك أُصححه أو أُحسنه أذكر بعض المصادر التي فصلت فيها القول في بيان صحة هذا الحديث أو حسنه، وكذلك في الضعيفة.
لكن في * صحيح أبي داود * قلت: سوف لا ترون سوى الحكم على الحديث بالصحة أو بالحسن لأن هذه الخلاصة أخذتها من * صحيح أبي داود* الذي بدأت به منذ أربعين سنة تقريبًا، حتى إذا وصلتُ إلى نهاية ما وصلت إليه من * صحيح أبي داود * فهناك أعود إلى النظام الذي جريت عليه في السنن الثلاثة الأُوَل، أي: أبدأ فأقول: صحيح والمصدر كذا لأنني ما وصلت بعد إلى هذا المكان من كتابي * صحيح أبي داود * فأرجو الله تبارك وتعالى أن يوفقني لإتمامه، ومدونا بدعواتكم الصالحة حتى ربنا عز وجل يبارك لنا في عمري وفي وقتي أيضًا حتى أتمكن من تقديمه كاملًا للطباعة -إن شاء الله-.
الشيخ : نسأل الله أن يوفقنا لإتمام هذا المشروع، وقد وصلت به إلى نحو ثلاثة أرباعه، وبقي عليّ الربع وهذا بإمكانكم أن تلاحظوه من * صحيح أبي داود * الذي هو المختصر فقد كنت نبهت في المقدمة أنني جريت في تصحيح * سنن أبي داود * على خطة خرجت فيها عن خطتي في تخريج السنن الثلاثة قبله، ذلك لأن كل حديث هناك أُصححه أو أُحسنه أذكر بعض المصادر التي فصلت فيها القول في بيان صحة هذا الحديث أو حسنه، وكذلك في الضعيفة.
لكن في * صحيح أبي داود * قلت: سوف لا ترون سوى الحكم على الحديث بالصحة أو بالحسن لأن هذه الخلاصة أخذتها من * صحيح أبي داود* الذي بدأت به منذ أربعين سنة تقريبًا، حتى إذا وصلتُ إلى نهاية ما وصلت إليه من * صحيح أبي داود * فهناك أعود إلى النظام الذي جريت عليه في السنن الثلاثة الأُوَل، أي: أبدأ فأقول: صحيح والمصدر كذا لأنني ما وصلت بعد إلى هذا المكان من كتابي * صحيح أبي داود * فأرجو الله تبارك وتعالى أن يوفقني لإتمامه، ومدونا بدعواتكم الصالحة حتى ربنا عز وجل يبارك لنا في عمري وفي وقتي أيضًا حتى أتمكن من تقديمه كاملًا للطباعة -إن شاء الله-.
ما صحة حديث: ( أيما امرأة خلعت ثوبها في غير بيت زوجها ) ؟
السائل : فضيلة الشيخ -حفظكم الله-، ما صحة حديث: ( أيما امرأة خلعت ثوبها في غير بيت زوجها ) ؟
الشيخ : طبعًا هذا الحديث صحيح وهو مخرج في * آداب الزفاف * فلا نطيل الكلام فيه.
الشيخ : طبعًا هذا الحديث صحيح وهو مخرج في * آداب الزفاف * فلا نطيل الكلام فيه.
ما صحة حديث: ( نهى عن الترجل إلا غَبًّا ) وما هو معناه ؟
السائل : ( كان صلى الله عليه وسلم بنهانا عن الترجل إلا غَبًّا ) ؟
الشيخ : ( إلا غِبًّا ).
السائل : ( إلا غِبًّا ).
الشيخ : الذي كنا انتهينا إليه أنه حديث صحيح، ومعناه واضح لأنه من تمام الحديث الذي يقول: ( نهانا عن كثير مِن الإرفاه ) وهو الترفه وعناية الإنسان بهندسة جسده وثيابه، فالإنسان وإن كان مكلفًا أن يُظهر أثر نعمته على عبده، ولكن هو من ناحية أخرى ينبغي ألا يهتم كثيرًا بإصلاح ظواهره لأن هذا يدل على شيء من المبالغة في التنعم، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: ( إياي والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ): ( إياي والتنعم ) أي: إياكم والمبالغة في التنعم، فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين، أما قوله تبارك وتعالى: (( قُلْ مَن حرَّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قلْ هي للذين ءامنوا في الحياة الدنيا خالصةً يوم القيامة )) هذه الآية لا تنافي ما سبق من الحديث، بل الآية تفسر بالحديث كما هي القاعدة، فربنا ما حرم على عباده النعم المباحة في حدود السُّنة المبينة، ومن ذلك أنه نهى عن المبالغة في التنعم كما في هذا الحديث، وإن قال عليه السلام في مناسبة حديث معروف -إن شاء الله- لديكم حينما قال: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر، قالوا: يا رسول الله! أحدنا يحب أن ترى عليه ثياب حسنة أذلك من الكِبر؟ قال: لا ) ثم قال الثاني والثالث، ذكروا النعل وذكروا السوط وفي كل مرة يقول لهم عليه الصلاة والسلام: ( لا، لا، ليس ذاك من الكِبر ) ثم قال عليه السلام: ( إن الله جميل يحب الجمال، الكِبر بَطَرُ الحقِّ وغمصُ الناس ) هذا هو الكبر الذي من كان في صاحبه ذرة منه لا يدخل الجنة كما قال عليه السلام، هذا الترجل المنهي عنه هو من باب تعديل الترفه وتعديل التنعم فلا خلاف في ذلك.
الشيخ : ( إلا غِبًّا ).
السائل : ( إلا غِبًّا ).
الشيخ : الذي كنا انتهينا إليه أنه حديث صحيح، ومعناه واضح لأنه من تمام الحديث الذي يقول: ( نهانا عن كثير مِن الإرفاه ) وهو الترفه وعناية الإنسان بهندسة جسده وثيابه، فالإنسان وإن كان مكلفًا أن يُظهر أثر نعمته على عبده، ولكن هو من ناحية أخرى ينبغي ألا يهتم كثيرًا بإصلاح ظواهره لأن هذا يدل على شيء من المبالغة في التنعم، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: ( إياي والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ): ( إياي والتنعم ) أي: إياكم والمبالغة في التنعم، فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين، أما قوله تبارك وتعالى: (( قُلْ مَن حرَّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قلْ هي للذين ءامنوا في الحياة الدنيا خالصةً يوم القيامة )) هذه الآية لا تنافي ما سبق من الحديث، بل الآية تفسر بالحديث كما هي القاعدة، فربنا ما حرم على عباده النعم المباحة في حدود السُّنة المبينة، ومن ذلك أنه نهى عن المبالغة في التنعم كما في هذا الحديث، وإن قال عليه السلام في مناسبة حديث معروف -إن شاء الله- لديكم حينما قال: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر، قالوا: يا رسول الله! أحدنا يحب أن ترى عليه ثياب حسنة أذلك من الكِبر؟ قال: لا ) ثم قال الثاني والثالث، ذكروا النعل وذكروا السوط وفي كل مرة يقول لهم عليه الصلاة والسلام: ( لا، لا، ليس ذاك من الكِبر ) ثم قال عليه السلام: ( إن الله جميل يحب الجمال، الكِبر بَطَرُ الحقِّ وغمصُ الناس ) هذا هو الكبر الذي من كان في صاحبه ذرة منه لا يدخل الجنة كما قال عليه السلام، هذا الترجل المنهي عنه هو من باب تعديل الترفه وتعديل التنعم فلا خلاف في ذلك.
توضيح يتعلق بكتاب عبد الرحمن عبد الخالق: عن مشروعية العمل الجماعي والدعوة إلى التحزب والتكتل وخطورة ذلك على الإسلام.
الشيخ : لا تختلفوا يا جماعة، لا تختلفوا، نعم.
السائل : فضيلة الشيخ عودًا على بدءٍ:
أيضًا الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ألف كتابه * مشروعية العمل الجماعي * ومفهومُه في هذا الكتاب الدعوة إلى الحزبية والتنظيم بالمفهوم الحزبي، ثم أكثر من ذلك حيث كما تعلمون أنه يصدر * مجلة الفرقان * وأصبح يكثر من المقالات حول مفهوم هذا الكتاب، وينسب ذلك أيضًا لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- حيث التقط بعض النصوص وفسرها بالمفهوم الذي يريده، وكثير من الشباب قد يغترون بما يكتبه في هذا المفهوم، فلو أوضحتم ذلك توضيحًا شافيًا أثابكم الله ؟
الشيخ : الحقيقة أنا ما قرأت كتبه كلها خاصة الحديثة منها، ولا أستطيع أن أرد عليها تفصيلًا، خاصة فيما ذكرتَ أنه نقل كلام ابن تيمية، وتأوله تأويلًا يلتقي مع دعوته إلى الحزبية، لكني كنتُ اطلعت على أنه يقر الحزبية ويقر الجماعات، لكني أنا أرى أن الأمر ليس بهذا الإطلاق، واعتقادي أن الجماعات الإسلامية كلَّها يجب أن تكون متفقة على كلمة سواء بينها، وهي كما نقول دائمًا أبدًا أن يكونوا جميعًا على الكتاب وعلى السنة وعلى منهج السلف الصالح، وألَّا يتفرقوا شيعًا وأحزابًا لأن هذا منهي في نصوص من الكتاب والسنة نهيًا صريحًا كمثل قوله تعالى: (( ولا تكونوا مِن المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزب بما لديهم فرحون )) فنحن لا نؤيد التحزب، وإنما الحزب هو واحد وهو حزب الكتاب والسنة، فإطلاق تقرير التحزب والتكتل مع خلاف المناهج وعدم الاجتماع على منهج عام يشملهم جميعًا، ولا يكفي أن يكون هو الإسلام فقط بمفاهيمه العديدة، بل أن يكون بالمفهوم الواضح البيِّن، كما جاءنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح، فإطلاق القول بتجويز التحزب مع أن كل جماعة لها منهجها ولها دعوتها، وقد تختلف مع دعوة الجماعة الأخرى، والواحدة هي تكون على الحق والأخرى تكون على الخطأ، هذا لا شك أنَّ كل من يدعو إلى إقرار هذا التحزب فهو يدعو إلى جعل هذا التفرق أمرًا مشروعًا، قد يكون هناك أمر مخالف للشرع لكن يعرفه المسلم أو المسلمون أنه مخالف للشرع، فيحاولون أن يتخلصوا منه، كمسألة مثلًا الربا ونحو ذلك من المحرمات، أما أن يُصبغ شرعية الشرعية على أمر مخالف للشريعة هنا يكمن الخطأ، فإذا كان الأخ عبد الرحمن يدعو إلى مثل هذا التكتل والتحزب على ما بينهم من اختلافات، وما بينهم من تناحرات أيضًا تكون كنتيجة لهذا الاختلاف فأنا لا أقر هذا، والآن بدا لي شيء وهو:
أن محاولة الخلاف الذي ظهر الآن بين بعض إخواننا أننا نصبنا وجعلنا هدفنا الآن الرد على شخص معين، وهذا في الواقع وإن كان ينبغي أن يكون النقاش فيه واجبًا، لكن ما ينبغي أن يكون معلنًا، لأن الرجل وإن زلت به القدم في بعض النقاط والسرف كما ذكرناه آنفًا فما خرج عن الكتاب والسنة بحيث أنه نعتبره من الفرق الضالة، وإنما يجب أن يُترفق به، وأن نحاول أن ندله على ما زلت به قدمه في بعض المسائل، وهذا في الواقع لا يكون بمجرد توجيه سؤال إلى مثلي مثلًا يكون ذهنه خاليًا عمَّا قال بدقة وعما استشهد، هذا يحتاج إلى عرض ما قال على فراش البحث أو بساط البحث ومناقشته، وأعتقد أن مثل هذا الجمع ليس هذا مجالًا لمثل هذه المناقشة، ولكن في الوقت نفسه أرى أنه إذا كان قد أخطأ في بعض ما كتب -وهذا أنا أشهد به مع الأسف- فمن كان عنده سوية معينة من العلم والثقافة والمعرفة بالشريعة الإسلامية فعليه أن يرد عليه بالتي هي أحسن لعلَّ الله عز وجل أن يهديه ويهديَ به من قد انحرف معه، هذا ما عندي جوابًا عن مثل هذا السؤال.
السائل : فضيلة الشيخ عودًا على بدءٍ:
أيضًا الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ألف كتابه * مشروعية العمل الجماعي * ومفهومُه في هذا الكتاب الدعوة إلى الحزبية والتنظيم بالمفهوم الحزبي، ثم أكثر من ذلك حيث كما تعلمون أنه يصدر * مجلة الفرقان * وأصبح يكثر من المقالات حول مفهوم هذا الكتاب، وينسب ذلك أيضًا لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- حيث التقط بعض النصوص وفسرها بالمفهوم الذي يريده، وكثير من الشباب قد يغترون بما يكتبه في هذا المفهوم، فلو أوضحتم ذلك توضيحًا شافيًا أثابكم الله ؟
الشيخ : الحقيقة أنا ما قرأت كتبه كلها خاصة الحديثة منها، ولا أستطيع أن أرد عليها تفصيلًا، خاصة فيما ذكرتَ أنه نقل كلام ابن تيمية، وتأوله تأويلًا يلتقي مع دعوته إلى الحزبية، لكني كنتُ اطلعت على أنه يقر الحزبية ويقر الجماعات، لكني أنا أرى أن الأمر ليس بهذا الإطلاق، واعتقادي أن الجماعات الإسلامية كلَّها يجب أن تكون متفقة على كلمة سواء بينها، وهي كما نقول دائمًا أبدًا أن يكونوا جميعًا على الكتاب وعلى السنة وعلى منهج السلف الصالح، وألَّا يتفرقوا شيعًا وأحزابًا لأن هذا منهي في نصوص من الكتاب والسنة نهيًا صريحًا كمثل قوله تعالى: (( ولا تكونوا مِن المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزب بما لديهم فرحون )) فنحن لا نؤيد التحزب، وإنما الحزب هو واحد وهو حزب الكتاب والسنة، فإطلاق تقرير التحزب والتكتل مع خلاف المناهج وعدم الاجتماع على منهج عام يشملهم جميعًا، ولا يكفي أن يكون هو الإسلام فقط بمفاهيمه العديدة، بل أن يكون بالمفهوم الواضح البيِّن، كما جاءنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح، فإطلاق القول بتجويز التحزب مع أن كل جماعة لها منهجها ولها دعوتها، وقد تختلف مع دعوة الجماعة الأخرى، والواحدة هي تكون على الحق والأخرى تكون على الخطأ، هذا لا شك أنَّ كل من يدعو إلى إقرار هذا التحزب فهو يدعو إلى جعل هذا التفرق أمرًا مشروعًا، قد يكون هناك أمر مخالف للشرع لكن يعرفه المسلم أو المسلمون أنه مخالف للشرع، فيحاولون أن يتخلصوا منه، كمسألة مثلًا الربا ونحو ذلك من المحرمات، أما أن يُصبغ شرعية الشرعية على أمر مخالف للشريعة هنا يكمن الخطأ، فإذا كان الأخ عبد الرحمن يدعو إلى مثل هذا التكتل والتحزب على ما بينهم من اختلافات، وما بينهم من تناحرات أيضًا تكون كنتيجة لهذا الاختلاف فأنا لا أقر هذا، والآن بدا لي شيء وهو:
أن محاولة الخلاف الذي ظهر الآن بين بعض إخواننا أننا نصبنا وجعلنا هدفنا الآن الرد على شخص معين، وهذا في الواقع وإن كان ينبغي أن يكون النقاش فيه واجبًا، لكن ما ينبغي أن يكون معلنًا، لأن الرجل وإن زلت به القدم في بعض النقاط والسرف كما ذكرناه آنفًا فما خرج عن الكتاب والسنة بحيث أنه نعتبره من الفرق الضالة، وإنما يجب أن يُترفق به، وأن نحاول أن ندله على ما زلت به قدمه في بعض المسائل، وهذا في الواقع لا يكون بمجرد توجيه سؤال إلى مثلي مثلًا يكون ذهنه خاليًا عمَّا قال بدقة وعما استشهد، هذا يحتاج إلى عرض ما قال على فراش البحث أو بساط البحث ومناقشته، وأعتقد أن مثل هذا الجمع ليس هذا مجالًا لمثل هذه المناقشة، ولكن في الوقت نفسه أرى أنه إذا كان قد أخطأ في بعض ما كتب -وهذا أنا أشهد به مع الأسف- فمن كان عنده سوية معينة من العلم والثقافة والمعرفة بالشريعة الإسلامية فعليه أن يرد عليه بالتي هي أحسن لعلَّ الله عز وجل أن يهديه ويهديَ به من قد انحرف معه، هذا ما عندي جوابًا عن مثل هذا السؤال.
6 - توضيح يتعلق بكتاب عبد الرحمن عبد الخالق: عن مشروعية العمل الجماعي والدعوة إلى التحزب والتكتل وخطورة ذلك على الإسلام. أستمع حفظ
مدالخة لتوضيح ما أثير حول كتاب عبد الرحمن عبد الخالق: العمل الجماعي ودعوى أنه دعى للتحزب بالمفهوم الشرعي.
الشيخ : نعم.
السائل : أنا قرأت كتابه * العمل الجماعي * الشيخ عبد الرحمن يركز على العمل الجماعي على أساسٍ من كتاب وسنة، مو على أساس تعدد الأحزاب، ولذا نتحفظ على صيغة السؤال الذي ورد، ونصوغ السؤال بأسلوب آخر.
الشيخ : معليش !
السائل : أنا قرأت الكتاب.
سائل آخر : يا شيخ عبد الله أنا قرأت أيضًا الكتاب وتابعت مقالات الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في * مجلة الفرقان *، وفي بعض الأشرطة أيضًا التي يتكلم فيها فوجدت أنَّ الرجل يريد العمل الجماعي بالمفهوم الحزبي لا غير، وأنا عندي الأدلة وقريبة جدًّا، يعني إن أردتم مستعد آتي بها بعد قليل.
الشيخ : لا، نحن نريد منك أن تعرضها على الناس.
السائل : أي نعم، الدليل موجود، فهو ينسب إلى شيخ الإسلام كان في السجن -رحمه الله- في مصر، ويكتب إلى جماعته أو بالمفهوم الصحيح إلى تلاميذه في دمشق ويقول: ما أخبار الجماعة؟! وهذه لفظة متعارف عليها بأن الجماعة أي: الأصحاب والخلان وما إلى ذلك، فهو يستدل بعبارات شيخ الإسلام هذه على أن هناك جماعة لها كيان ولها تنظيم بالمفهوم الحزبي الذي يريده، فكذلك أيضًا هو أصدر هذا الكتاب في الرد على الشيخ مقبل حينما تكلم عن نبذ الحزبية ومقت الحزبية، فهو أصدر هذا الكتاب وانتقده وإن لم يصرح باسمه، لكن معروف، لأن الشيخ مقبل له شريط، وتحدث فيه عن هذا وربما وصل الشريط لفضيلتكم.
الشيخ : أنا وصل إليَّ وأيدته.
السائل : ففي هذا الكتاب هو ينقد الشيخ مقبل على ما أصدر من هذا الشريط، ونحن نعرف أن شريط الشيخ مقبل في هذا يعني غاية في الجودة والحمد لله.
الشيخ : أنا أيدته في هذا.
السائل : أيدت من يا شيخ؟
الشيخ : الشيخ مقبل، وأرسلتُ الشريط إلى الأخ عبد الرحمن، لكن بارك الله فيك المهم في الموضوع أن يكون البحث علميًّا وليس مشاعًا هكذا بين الناس، لأنه سيعمل زيادة بلبلة نحن في حاجة إلى تقليلها، فإذا توفرت على دراسة أقواله وما بدا لك مِن أخطائه فجمعتها في رسالة ورددت عليه بأسلوبك العلمي الهادئ -إن شاء الله- يكون في ذلك فائدة.
السائل : هذا إذا نشر، لو لم ينشر؟
سائل آخر : لكن ما دام نشر واطلع عليه القاصي والداني.
الشيخ : أنا بقولك انشر كما نشر هو انشر أنت.
السائل : إذن هذا السؤال في مثل هذا المقام كالنشر تمامًا.
الشيخ : صحيح، لكن بارك الله فيك يحتاج إلى استيعاب ما قال، واستيعاب ما احتج به، واستيعاب ما يرد عليه، وهذا ليس بالمستطاع في مثل ما أنا فيه الآن.
السائل : أنا قرأت كتابه * العمل الجماعي * الشيخ عبد الرحمن يركز على العمل الجماعي على أساسٍ من كتاب وسنة، مو على أساس تعدد الأحزاب، ولذا نتحفظ على صيغة السؤال الذي ورد، ونصوغ السؤال بأسلوب آخر.
الشيخ : معليش !
السائل : أنا قرأت الكتاب.
سائل آخر : يا شيخ عبد الله أنا قرأت أيضًا الكتاب وتابعت مقالات الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في * مجلة الفرقان *، وفي بعض الأشرطة أيضًا التي يتكلم فيها فوجدت أنَّ الرجل يريد العمل الجماعي بالمفهوم الحزبي لا غير، وأنا عندي الأدلة وقريبة جدًّا، يعني إن أردتم مستعد آتي بها بعد قليل.
الشيخ : لا، نحن نريد منك أن تعرضها على الناس.
السائل : أي نعم، الدليل موجود، فهو ينسب إلى شيخ الإسلام كان في السجن -رحمه الله- في مصر، ويكتب إلى جماعته أو بالمفهوم الصحيح إلى تلاميذه في دمشق ويقول: ما أخبار الجماعة؟! وهذه لفظة متعارف عليها بأن الجماعة أي: الأصحاب والخلان وما إلى ذلك، فهو يستدل بعبارات شيخ الإسلام هذه على أن هناك جماعة لها كيان ولها تنظيم بالمفهوم الحزبي الذي يريده، فكذلك أيضًا هو أصدر هذا الكتاب في الرد على الشيخ مقبل حينما تكلم عن نبذ الحزبية ومقت الحزبية، فهو أصدر هذا الكتاب وانتقده وإن لم يصرح باسمه، لكن معروف، لأن الشيخ مقبل له شريط، وتحدث فيه عن هذا وربما وصل الشريط لفضيلتكم.
الشيخ : أنا وصل إليَّ وأيدته.
السائل : ففي هذا الكتاب هو ينقد الشيخ مقبل على ما أصدر من هذا الشريط، ونحن نعرف أن شريط الشيخ مقبل في هذا يعني غاية في الجودة والحمد لله.
الشيخ : أنا أيدته في هذا.
السائل : أيدت من يا شيخ؟
الشيخ : الشيخ مقبل، وأرسلتُ الشريط إلى الأخ عبد الرحمن، لكن بارك الله فيك المهم في الموضوع أن يكون البحث علميًّا وليس مشاعًا هكذا بين الناس، لأنه سيعمل زيادة بلبلة نحن في حاجة إلى تقليلها، فإذا توفرت على دراسة أقواله وما بدا لك مِن أخطائه فجمعتها في رسالة ورددت عليه بأسلوبك العلمي الهادئ -إن شاء الله- يكون في ذلك فائدة.
السائل : هذا إذا نشر، لو لم ينشر؟
سائل آخر : لكن ما دام نشر واطلع عليه القاصي والداني.
الشيخ : أنا بقولك انشر كما نشر هو انشر أنت.
السائل : إذن هذا السؤال في مثل هذا المقام كالنشر تمامًا.
الشيخ : صحيح، لكن بارك الله فيك يحتاج إلى استيعاب ما قال، واستيعاب ما احتج به، واستيعاب ما يرد عليه، وهذا ليس بالمستطاع في مثل ما أنا فيه الآن.
7 - مدالخة لتوضيح ما أثير حول كتاب عبد الرحمن عبد الخالق: العمل الجماعي ودعوى أنه دعى للتحزب بالمفهوم الشرعي. أستمع حفظ
الكلام على الدعوة السلفية وما ينبغي أن تكون عليه من التصفية والتربية.
السائل : بارك الله فيك بالنسبة للدعوة السلفية الآن دعوة مستهدفة، سوف ينشق الصف السلفي خاصة مثل هذه القضايا، وإثارة مثلاً الخلاف بين الشيخ الألباني والشيخ عبد الرحمن أو هكذا بين علماء السلف، فكان ينبغي لطلبة العلم وأرجو أن تنبه على هذا، أن الإخوة كلهم من رأى شيء رآه صوابًا ينبغي أن يعمل بهذا الجانب، ويعذر أخاه، ويبين له بالتي هي أحسن، حتى لا تفقد الجماعة، فالجماعة السلفية مستهدفة حتى تقسّم كما قسمت الجماعات الأخرى، فالذين قسّموا الجماعات هم يريدون أن يقسموا السلفية حتى يقسموها؟
الشيخ : لعلك سمعت قولي آنفًا: أنه ينبغي أن يدرس من كان عنده استعداد ويرد عليه بالتي هي أحسن، وما يشاع مثل هذا الكلام لأنه يزيد في البلبلة قلت آنفا هذا الكلام، تفضل إيش عندك؟
الشيخ : لعلك سمعت قولي آنفًا: أنه ينبغي أن يدرس من كان عنده استعداد ويرد عليه بالتي هي أحسن، وما يشاع مثل هذا الكلام لأنه يزيد في البلبلة قلت آنفا هذا الكلام، تفضل إيش عندك؟
ما هو المنهج الصحيح الواضح لإقامة الدولة الإسلامية ؟
السائل : فضيلة الشيخ بالنسبة للذي يدعوا لمثل هذه البلبلة والانحرافات إنما هو عدم وضوح المنهج وبخاصةٍ أن كل مسلم ينشد إقامة الدولة الإسلامية لكن عَمِيت الطريق عن كثير من الناس الذين ينشدون هذا المطلب السامي، فلو أوضَح فضيلتكم المنهج الصحيح لإقامة هذه الدولة والمفاهيم التي ينبغي أن ترسخ في الأذهان لمثل ذلك ؟
الشيخ : أنا أعتقد أنه سبق الجواب عن هذا بارك الله فيك حينما قلنا: لابد من التصفية والتربية، وأن التصفية تحتاج إلى جهود علماء متكاتفين متعاونين في سائر أقطار العالم الاسلامي، ثم أن يتبع ذلك بل أن يقترن مع ذلك تربية المسلمين على العمل لهذا الإسلام المصفى، فنقطة البدء من هاهنا أنا ذكرت هذا المعنى آنفًا وذكرناه دائمًا ومرارًا وتكرارًا منذ أكثر من عشرين سنة، هذه دعوتنا لابد مِن التصفية والتربية، الجماعات الأخرى لا تصفية عندها ولا تربية عندها إلا على هذا الإسلام الذي لا شخصية بارزة له، كل منهم على حسب ما ورث من مذهبه أو آبائه وأجداده، فلا تقوم قائمة المسلمين إلا على هاتين الركيزتين اللتين لا يمكن لأحد من المسلمين أن يجادل في صحتهما، نحن نستشهد على هذا الذي نقول ببحث طويل جدًّا وما أعتقد أن الوقت الآن يساعد في إعادة كثير من المحاضرات التي كنا نلقيها في مثل هذه المناسبة، نحن نروي مثلاً قوله عليه الصلاو والسلام في تأكيد التصفية والتربية نروي حديثين اثنين:
الحديث الأول: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلَّط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا عن دينكم ) فكنت أقول: إن هذا الحديث قد بين فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ المسلمين إذا فعلوا كذا وكذا وذكر أمثلة من المحرمات فسيسلط الله عليهم ذلًّا لا ينزعه عنهم حتى يرجعوا إلى دينهم، ذكر الداء والدواء، ويهمنا الآن هنا الدواء وهو الرجوع إلى الدين، والدين اليوم كما تعلمون جيدًا له عدة مفاهيم ليس فقط في الأحكام الشرعية بل وفي العقيدة، بل وفي أس هذه العقيدة ألا وهو التوحيد، فلا يزال هناك الملايين من المسلمين يعيشون معنا ويصلون معنا ويصومون ويحجون وهم يعتقدون أنّ معنى لا اله الا الله، لا ربّ إلا الله، لا يفهمون توحيد العبادة أو توحيد الألوهية فضلًا عن أن يفهموا توحيد الأسماء والصفات، فإذن الرجوع إلى الدين إنما يكون بالمفهوم الذي كان يوم أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (( اليومَ أكملتُ لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا )).
وما أجمل ما جاء في * صحيح البخاري *: ( أن رجلًا من أحبار اليهود جاء إلى عمر أمير المؤمنين فقال: يا أمير المؤمنين -أو قال: يا عمر- آية في كتاب الله -يعني: القرآن الكريم- لو نزلت فينا معشر يهود لاتخذنا يوم نزولها عيدًا، قال: ما هي؟ فذكر هذه الآية، فقال: لقد نزلت يوم عيد وعلى عرفة ): أي: يوم جمعة، فعرف هذا الحبر مِن اليهود عظمة الإسلام لأن الله امتنَّ عليهم وأكمل النعمة بإكمال هذا الدين لهم، لذلك قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس -رحمه الله- قال: " من ابتدع في الاسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أنَّ محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم خان الرسالة، اقرءوا قول الله تبارك وتعالى وذكر الآية: (( اليوم أكملت لكم دينكم ))، ثم عقب على ذلك بقوله: ولا يصلح آخرُ هذه الامة إلا بما صلح به أولها، فما لم يكن يومئذ دينًا لا يكون اليوم دينًا ".
الواقع الآن خلاف ما أراد مالك تمامًا، ما لم يكن يومئذ دينًا صار اليوم دينًا، ما لم يكن يومئذ العقيدة صار اليوم عقيدة، ما لم يكن أحكامًا صارت اليوم أحكامًا، ما لم يكن سلوكًا وأخلاقًا صار اليوم سلوكًا وأخلاقًا، هذا مما يشر إلى أنه لا بد من تصفية هذا الدين مما دخل فيه مما أنتم تعلمون تفاصيله.
هذه التصفية لو اجتمع عليها ألوف علماء المسلمين المتخصصين كل منهم في علمه، هذا في تفسيره، وهذا في حديثه، وهذا في فقهه، وهذا في لغته إلى آخره لأن هذه الأمور كلها من الواجبات الكفائية إذا قام بها البعض سقط الحق عن الباقيين، فهل الآن هناك جماعة نشعر بأن هذا الواجب الكِفائي قد قام به علماء المسلمين ؟!
أنا أعتقد أن هذا فيه نقص كبير وكبير جدًّا، هذا ما نعني نحن بالتصفية، لأن الرسول عليه السلام قال: إذا فعلتم كذا وكذا وكذا فالدواء هو الرجوع إلى الدين، أي دين هذا ؟
هو الدين الذي ذكر في القرآن الكريم، إذن يجب أن نعتني بارجاع المسلمين في فهمهم للدين إلى ما كان مفهومًا عليه في زمن الصحابة والتابعين وأتباعهم، هذا الحديث الذي يتعلق بالإشارة إلى أنه لابد من تصفية هذا الدين مما كان غريبًا عنه، وما مِن ابتداع في الدين ووجود أكثر علماء المسلمين اليوم يقولون بالبدعة الحسنة ويفسرون الأحاديث على غير تفسيرها ويتأولونها على غير تأويلها كمثل حديث: ( مَن سَنَّ في الإسلام سنة حسنة ) فسروه بما يستحي الأعجمي أن يقول معناه: مَن استدعى في الإسلام بدعة حسنة، وهذا أيضًا كنا ألقينا كلمة طويلة عنه.
أعود إلى الحديث الثاني وهو قوله عليه الصلاة السلام:
( ستداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا: أوَ مِن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال: لا، بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله الرَّهبة من صدور عدوكم، وليقذفن في قلوبكم الوَهَن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا، وكراهية الموت ):
هذا الحديث يتطلب منا أن نهتم بالتربية على أساس الإسلام المصفى ومن ذلك ألا تأخذنا في الله لومةُ لائم، ألّا نخشى أحدًا إلا الله تبارك وتعالى، وأن نكون كما قال عليه السلام: ( مثل المؤمنين في تواددهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) فهل المسلمون الآن على ما فيهم من تكتلات حققوا هذا الحديث الواحد وهو كالجسد الواحد ؟!
مع الأسف لا التصفية قائمة كما ينبغي، ولا التربية أيضًا متحققة كما ينبغي، وإنما هم أفراد جماعات متفرقة، لكن لا توجد رابطة بينهم على أساس من هذا الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، فأنا أعتقد أن كل جماعة لا تقوم على هذا الأساس فهي فاشلة ولا مناص، والتاريخ منذ أكثر مِن نصف قرن من الزمان أكبر دليل على ذلك، لأن هناك بعض جماعات يهتفون بإقامة الدولة المسلمة منذ أكثر من ستين سبعين سنة وهم على النظام العصري في بعض البلاد العربية مكانك راوح، في حركة لكن ما في تقدم، السبب: " أوردها سعد وسعد مشتمل، ما هكذا يا سعد تورد الإبل ".
الشيخ : أنا أعتقد أنه سبق الجواب عن هذا بارك الله فيك حينما قلنا: لابد من التصفية والتربية، وأن التصفية تحتاج إلى جهود علماء متكاتفين متعاونين في سائر أقطار العالم الاسلامي، ثم أن يتبع ذلك بل أن يقترن مع ذلك تربية المسلمين على العمل لهذا الإسلام المصفى، فنقطة البدء من هاهنا أنا ذكرت هذا المعنى آنفًا وذكرناه دائمًا ومرارًا وتكرارًا منذ أكثر من عشرين سنة، هذه دعوتنا لابد مِن التصفية والتربية، الجماعات الأخرى لا تصفية عندها ولا تربية عندها إلا على هذا الإسلام الذي لا شخصية بارزة له، كل منهم على حسب ما ورث من مذهبه أو آبائه وأجداده، فلا تقوم قائمة المسلمين إلا على هاتين الركيزتين اللتين لا يمكن لأحد من المسلمين أن يجادل في صحتهما، نحن نستشهد على هذا الذي نقول ببحث طويل جدًّا وما أعتقد أن الوقت الآن يساعد في إعادة كثير من المحاضرات التي كنا نلقيها في مثل هذه المناسبة، نحن نروي مثلاً قوله عليه الصلاو والسلام في تأكيد التصفية والتربية نروي حديثين اثنين:
الحديث الأول: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلَّط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا عن دينكم ) فكنت أقول: إن هذا الحديث قد بين فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ المسلمين إذا فعلوا كذا وكذا وذكر أمثلة من المحرمات فسيسلط الله عليهم ذلًّا لا ينزعه عنهم حتى يرجعوا إلى دينهم، ذكر الداء والدواء، ويهمنا الآن هنا الدواء وهو الرجوع إلى الدين، والدين اليوم كما تعلمون جيدًا له عدة مفاهيم ليس فقط في الأحكام الشرعية بل وفي العقيدة، بل وفي أس هذه العقيدة ألا وهو التوحيد، فلا يزال هناك الملايين من المسلمين يعيشون معنا ويصلون معنا ويصومون ويحجون وهم يعتقدون أنّ معنى لا اله الا الله، لا ربّ إلا الله، لا يفهمون توحيد العبادة أو توحيد الألوهية فضلًا عن أن يفهموا توحيد الأسماء والصفات، فإذن الرجوع إلى الدين إنما يكون بالمفهوم الذي كان يوم أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (( اليومَ أكملتُ لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا )).
وما أجمل ما جاء في * صحيح البخاري *: ( أن رجلًا من أحبار اليهود جاء إلى عمر أمير المؤمنين فقال: يا أمير المؤمنين -أو قال: يا عمر- آية في كتاب الله -يعني: القرآن الكريم- لو نزلت فينا معشر يهود لاتخذنا يوم نزولها عيدًا، قال: ما هي؟ فذكر هذه الآية، فقال: لقد نزلت يوم عيد وعلى عرفة ): أي: يوم جمعة، فعرف هذا الحبر مِن اليهود عظمة الإسلام لأن الله امتنَّ عليهم وأكمل النعمة بإكمال هذا الدين لهم، لذلك قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس -رحمه الله- قال: " من ابتدع في الاسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أنَّ محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم خان الرسالة، اقرءوا قول الله تبارك وتعالى وذكر الآية: (( اليوم أكملت لكم دينكم ))، ثم عقب على ذلك بقوله: ولا يصلح آخرُ هذه الامة إلا بما صلح به أولها، فما لم يكن يومئذ دينًا لا يكون اليوم دينًا ".
الواقع الآن خلاف ما أراد مالك تمامًا، ما لم يكن يومئذ دينًا صار اليوم دينًا، ما لم يكن يومئذ العقيدة صار اليوم عقيدة، ما لم يكن أحكامًا صارت اليوم أحكامًا، ما لم يكن سلوكًا وأخلاقًا صار اليوم سلوكًا وأخلاقًا، هذا مما يشر إلى أنه لا بد من تصفية هذا الدين مما دخل فيه مما أنتم تعلمون تفاصيله.
هذه التصفية لو اجتمع عليها ألوف علماء المسلمين المتخصصين كل منهم في علمه، هذا في تفسيره، وهذا في حديثه، وهذا في فقهه، وهذا في لغته إلى آخره لأن هذه الأمور كلها من الواجبات الكفائية إذا قام بها البعض سقط الحق عن الباقيين، فهل الآن هناك جماعة نشعر بأن هذا الواجب الكِفائي قد قام به علماء المسلمين ؟!
أنا أعتقد أن هذا فيه نقص كبير وكبير جدًّا، هذا ما نعني نحن بالتصفية، لأن الرسول عليه السلام قال: إذا فعلتم كذا وكذا وكذا فالدواء هو الرجوع إلى الدين، أي دين هذا ؟
هو الدين الذي ذكر في القرآن الكريم، إذن يجب أن نعتني بارجاع المسلمين في فهمهم للدين إلى ما كان مفهومًا عليه في زمن الصحابة والتابعين وأتباعهم، هذا الحديث الذي يتعلق بالإشارة إلى أنه لابد من تصفية هذا الدين مما كان غريبًا عنه، وما مِن ابتداع في الدين ووجود أكثر علماء المسلمين اليوم يقولون بالبدعة الحسنة ويفسرون الأحاديث على غير تفسيرها ويتأولونها على غير تأويلها كمثل حديث: ( مَن سَنَّ في الإسلام سنة حسنة ) فسروه بما يستحي الأعجمي أن يقول معناه: مَن استدعى في الإسلام بدعة حسنة، وهذا أيضًا كنا ألقينا كلمة طويلة عنه.
أعود إلى الحديث الثاني وهو قوله عليه الصلاة السلام:
( ستداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا: أوَ مِن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال: لا، بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله الرَّهبة من صدور عدوكم، وليقذفن في قلوبكم الوَهَن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا، وكراهية الموت ):
هذا الحديث يتطلب منا أن نهتم بالتربية على أساس الإسلام المصفى ومن ذلك ألا تأخذنا في الله لومةُ لائم، ألّا نخشى أحدًا إلا الله تبارك وتعالى، وأن نكون كما قال عليه السلام: ( مثل المؤمنين في تواددهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) فهل المسلمون الآن على ما فيهم من تكتلات حققوا هذا الحديث الواحد وهو كالجسد الواحد ؟!
مع الأسف لا التصفية قائمة كما ينبغي، ولا التربية أيضًا متحققة كما ينبغي، وإنما هم أفراد جماعات متفرقة، لكن لا توجد رابطة بينهم على أساس من هذا الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، فأنا أعتقد أن كل جماعة لا تقوم على هذا الأساس فهي فاشلة ولا مناص، والتاريخ منذ أكثر مِن نصف قرن من الزمان أكبر دليل على ذلك، لأن هناك بعض جماعات يهتفون بإقامة الدولة المسلمة منذ أكثر من ستين سبعين سنة وهم على النظام العصري في بعض البلاد العربية مكانك راوح، في حركة لكن ما في تقدم، السبب: " أوردها سعد وسعد مشتمل، ما هكذا يا سعد تورد الإبل ".
هل الخروج عن عن أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته يُعَدُّ خروجًا عن المنهج ؟
الشيخ : غيره ؟
السائل : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسلوب في دعوته وإقامة دولته، فهل الخروج عن هذا الأسلوب باتّباع أساليب الكفار هو انحراف عن المنهاج أم استخدام الوسائل المعاصرة ؟
الشيخ : مفهوم الجواب إنما شيء يعني من باب تحصيل حاصل: (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )).
السائل : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسلوب في دعوته وإقامة دولته، فهل الخروج عن هذا الأسلوب باتّباع أساليب الكفار هو انحراف عن المنهاج أم استخدام الوسائل المعاصرة ؟
الشيخ : مفهوم الجواب إنما شيء يعني من باب تحصيل حاصل: (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )).
هل التكني بأبي القاسم منهي عنه حتى بعد وفاته صلى الله عليه وسلم : ( سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ) ؟
السائل : يا شيخ سؤال بالنسبة لحديث -الحديث معناه-: ( تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ) ؟
الشيخ : لا هذا لفظه وليس معناه.
السائل : طيب لفظه عفواً، فقهه هل نهى عن التكني بأبي القاسم على طول ولا ؟
الشيخ : على طول على طول.
السائل : يعني مش بعد وفاته كما يدعي البعض ؟
الشيخ : إلى يوم يبعثون.
السائل : لأن واحد تكلم.
الشيخ : ... محمد لكنه تكنى بأبي القاسم.
السائل : هذا ما يصح ؟
الشيخ : ما يصح.
السائل : طيب يا شيخ الحديث روي عن علي بن أبي طالب.
الشيخ : هذه خصوصية لعلي خصه بها.
السائل : وهي ؟
الشيخ : أنه سمح له بتسمية ابنه محمدًا وتكنيته بأبي القاسم.
الشيخ : لا هذا لفظه وليس معناه.
السائل : طيب لفظه عفواً، فقهه هل نهى عن التكني بأبي القاسم على طول ولا ؟
الشيخ : على طول على طول.
السائل : يعني مش بعد وفاته كما يدعي البعض ؟
الشيخ : إلى يوم يبعثون.
السائل : لأن واحد تكلم.
الشيخ : ... محمد لكنه تكنى بأبي القاسم.
السائل : هذا ما يصح ؟
الشيخ : ما يصح.
السائل : طيب يا شيخ الحديث روي عن علي بن أبي طالب.
الشيخ : هذه خصوصية لعلي خصه بها.
السائل : وهي ؟
الشيخ : أنه سمح له بتسمية ابنه محمدًا وتكنيته بأبي القاسم.
11 - هل التكني بأبي القاسم منهي عنه حتى بعد وفاته صلى الله عليه وسلم : ( سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ) ؟ أستمع حفظ
ما حكم تسمية المولودة بملاك ؟
السائل : ...
الشيخ : ملاك ؟
السائل : إي نعم.
الشيخ : ما يجوز.
السائل : ما يجوز ؟!
الشيخ : لا، أولاً: ليس مِن أسماء الأعلام، ملاك جمع ملك أو ملائكة، فملاك ما هو اسم علم كهند كزينب إلى آخره، فهذه موضة العصر الحاضر الآن يختارون اسم الذي ليس اسم علم أنت تعرف عليّ ماذا أعني.
السائل : نعم.
الشيخ : مثلًا بعضهم يسمي دعاء، هذا اسم علم دعاء ؟!
وبعضهم يسمون إيمان، يعني يختارون أسماء فيها معنى لكن ما هي أسماء أشخاص وأعلام، فملاك يعني تشبيه بملائكة الرحمن تبارك وتعالى، فهذا ليس بالمشروع، أعني: ليس من عمل السلف، هذا أولًا، ثانيًا: في عندكم إن شاء الله مولودة ؟
السائل : نعم نعم.
الشيخ : جاءت وانتهى الأمر ؟
السائل : وسميت بملاك، لكن ننقض الاسم.
الشيخ : متى كانت الولادة ؟
السائل : سنة كاملة.
الشيخ : ما شاء الله !
السائل : ليست لي، لأخي.
الشيخ : مش مهم، المهم أنها وقعت الولادة وسميت المولودة بملاك.
السائل : نعم.
الشيخ : أنا أنصح بالتغيير، وينبغي أن يُختار اسم من أسماء الصحابة لنحيي هذه الأسماء التي أماتها الناس اليوم بأسماء ما أنزل الله بها مِن سلطان، بعضهم يسمون بـ نهاد وبعضهم يسمون بوصال وبعضهم كذا وكذا إلى آخره، ولا أحد يحيي فاطمة وعائشة وزينب وووإلى آخره، فينبغي أحياء هذه الأسماء، هذه نصيحتي.
السائل : جُزيتَ خيراً.
الشيخ : ملاك ؟
السائل : إي نعم.
الشيخ : ما يجوز.
السائل : ما يجوز ؟!
الشيخ : لا، أولاً: ليس مِن أسماء الأعلام، ملاك جمع ملك أو ملائكة، فملاك ما هو اسم علم كهند كزينب إلى آخره، فهذه موضة العصر الحاضر الآن يختارون اسم الذي ليس اسم علم أنت تعرف عليّ ماذا أعني.
السائل : نعم.
الشيخ : مثلًا بعضهم يسمي دعاء، هذا اسم علم دعاء ؟!
وبعضهم يسمون إيمان، يعني يختارون أسماء فيها معنى لكن ما هي أسماء أشخاص وأعلام، فملاك يعني تشبيه بملائكة الرحمن تبارك وتعالى، فهذا ليس بالمشروع، أعني: ليس من عمل السلف، هذا أولًا، ثانيًا: في عندكم إن شاء الله مولودة ؟
السائل : نعم نعم.
الشيخ : جاءت وانتهى الأمر ؟
السائل : وسميت بملاك، لكن ننقض الاسم.
الشيخ : متى كانت الولادة ؟
السائل : سنة كاملة.
الشيخ : ما شاء الله !
السائل : ليست لي، لأخي.
الشيخ : مش مهم، المهم أنها وقعت الولادة وسميت المولودة بملاك.
السائل : نعم.
الشيخ : أنا أنصح بالتغيير، وينبغي أن يُختار اسم من أسماء الصحابة لنحيي هذه الأسماء التي أماتها الناس اليوم بأسماء ما أنزل الله بها مِن سلطان، بعضهم يسمون بـ نهاد وبعضهم يسمون بوصال وبعضهم كذا وكذا إلى آخره، ولا أحد يحيي فاطمة وعائشة وزينب وووإلى آخره، فينبغي أحياء هذه الأسماء، هذه نصيحتي.
السائل : جُزيتَ خيراً.
تنبيه الشيخ على ما يقع فيه كثير من الناس في مسابقتهم للإمام في قولهم آمين.
الشيخ : إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبده ورسوله ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )) ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) .
أما بعد :
فإنَّ خير الكلام كلامُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار ، قال تعالى : (( وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) ، ولقد تنبهت في ليلتكم المباركة هذه -إن شاء الله- إلى التنبيه والتذكير بمسألتين اثنتين رأيتهما في كثير من البلاد التي طُفت فيها مخالفة للشرع، إحداهما تخالف نص الحديث الصحيح الصريح، والأخرى تخالف بعض الآداب الإسلامية التي جرت بعض التقاليد الحديثة على الاستهتار بها وعدم الاهتمام لها.
أما المسألة الأولى: فهي أن جماهير المصلين المقتدين وراء الإمام في الصلاة الجهرية يقعون في مسابقة الإمام في قضية هي كما لو أن الشارع الحكيم فرضها عليهم على ما هم عليه مِن الخطأ، أعني بذلك: مسابقة جماهير المصلين لإمامهم بالصلاة الجهرية بقولهم: آمين، قبل أن يشرع الإمام بقوله: آمين، وهذه قضية رأيتها -مع الأسف- في أكثر البلاد الإسلامية لا نحاشي ولا نستثني منها بعض البلاد المقدسة كمكة والمدينة، فإنَّ الناس عن هذه السنة بل عن هذا الأمر النبوي هم مِن الغافلين، ذلك هو قوله عليه الصلاة والسلام: ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا، فإنَّه مَن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه )، هذا الحديث جاء تطبيقًا لقاعدةٍ وأَصلٍ أصَّله النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ربط المأموم بالإمام وعدم جواز مسابقة هذا المأموم لذاك الإمام، ذلك هو قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنما جُعل الإمام ليؤتم به ) زاد في رواية : ( فلا تختلفوا عليه، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإذا صلى جالساً فصلوا جلوسًا أجمعين ):
فكما قال صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث: ( إنما جُعل الامام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا ) إلى آخر الحديث، كذلك قال في الحديث الأول : ( إذا أمّن الامام فأمّنوا ) فكما أنه لا يجوز للمقتدي أن يسابق الإمام في شيء مما سبق ذكره في الحديث الثاني: ( إذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا ) كذلك لا يجوز للمقتدين أن يسابقوا الإمام بقولهم: آمين، والغفلة في هذه القضية عامة في أكثر البلاد التي رأيتها، ولذلك فينبغي على عامة المصلين أولًا:
أن يستحضروا عقولهم وألبابهم في الصلاة ولا يكونوا من الغافلين عن ذكر الله فيها، فإن مسابقة الإمام في " آمين " تنشأ من قضيتين اثنتين:
لأمور دنياهم في صلاتهم، والأخرى: جهلهم في هذا الحكم الشرعي الصريح في هذا الحديث الصحيح: ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا ):
لقد تكلم شراح الحديث في هذه الجملة من الحديث فقالوا: ( إذا أمن الإمام فأمنوا ) له معنيان:
المعنى الأول: -وهو المعنى الراجح والله أعلم-: إذا شرع الإمام آمين فاشرعوا أنتم بدوركم في آمين.
والمعنى الثاني: إذا انتهى الإمام من: آمين فابدأوا أنتم بقولكم آمين، وعلى كل من الوجهين أو الشرحين فمعنى ذلك أن الإمام ينبغي أن يتأخر.
فعلى كلٍ من التفسيرين لهذا الحديث فهما يلتقيان في أن المقتدي ينبغي أن يتأخر عن الإمام في الشروع بآمين، وعلى هذا فينبغي على كل مصلٍّ أن يراقب قراءة الإمام وأن يكون قلبه ولُبه معه، فإذا وصل الإمام إلى قوله: (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) لا يُبادر المقتدي إلى قوله: آمين، وإنما يحبس نفسه إلى أن يبدأ يسمع شروع الإمام في آمين فهو بعد ذلك يشرع في: آمين، هذا الحديث صريحٌ جدًّا في هذا الحكم الذي خالفه جماهير المقتدين، ولذلك فينبغي ملاحظة ذلك حتى لا نقع في أمرين اثنين:
الأمر الأول: -وهو الأهم بلا شك بالنسبة للتعبد لله في عباده بما شاء من أحكام شريعته ألا وهو-: ألا نقع في مخالفة قوله عليه السلام: ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا ).
أما بعد :
فإنَّ خير الكلام كلامُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار ، قال تعالى : (( وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) ، ولقد تنبهت في ليلتكم المباركة هذه -إن شاء الله- إلى التنبيه والتذكير بمسألتين اثنتين رأيتهما في كثير من البلاد التي طُفت فيها مخالفة للشرع، إحداهما تخالف نص الحديث الصحيح الصريح، والأخرى تخالف بعض الآداب الإسلامية التي جرت بعض التقاليد الحديثة على الاستهتار بها وعدم الاهتمام لها.
أما المسألة الأولى: فهي أن جماهير المصلين المقتدين وراء الإمام في الصلاة الجهرية يقعون في مسابقة الإمام في قضية هي كما لو أن الشارع الحكيم فرضها عليهم على ما هم عليه مِن الخطأ، أعني بذلك: مسابقة جماهير المصلين لإمامهم بالصلاة الجهرية بقولهم: آمين، قبل أن يشرع الإمام بقوله: آمين، وهذه قضية رأيتها -مع الأسف- في أكثر البلاد الإسلامية لا نحاشي ولا نستثني منها بعض البلاد المقدسة كمكة والمدينة، فإنَّ الناس عن هذه السنة بل عن هذا الأمر النبوي هم مِن الغافلين، ذلك هو قوله عليه الصلاة والسلام: ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا، فإنَّه مَن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه )، هذا الحديث جاء تطبيقًا لقاعدةٍ وأَصلٍ أصَّله النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ربط المأموم بالإمام وعدم جواز مسابقة هذا المأموم لذاك الإمام، ذلك هو قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنما جُعل الإمام ليؤتم به ) زاد في رواية : ( فلا تختلفوا عليه، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإذا صلى جالساً فصلوا جلوسًا أجمعين ):
فكما قال صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث: ( إنما جُعل الامام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا ) إلى آخر الحديث، كذلك قال في الحديث الأول : ( إذا أمّن الامام فأمّنوا ) فكما أنه لا يجوز للمقتدي أن يسابق الإمام في شيء مما سبق ذكره في الحديث الثاني: ( إذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا ) كذلك لا يجوز للمقتدين أن يسابقوا الإمام بقولهم: آمين، والغفلة في هذه القضية عامة في أكثر البلاد التي رأيتها، ولذلك فينبغي على عامة المصلين أولًا:
أن يستحضروا عقولهم وألبابهم في الصلاة ولا يكونوا من الغافلين عن ذكر الله فيها، فإن مسابقة الإمام في " آمين " تنشأ من قضيتين اثنتين:
لأمور دنياهم في صلاتهم، والأخرى: جهلهم في هذا الحكم الشرعي الصريح في هذا الحديث الصحيح: ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا ):
لقد تكلم شراح الحديث في هذه الجملة من الحديث فقالوا: ( إذا أمن الإمام فأمنوا ) له معنيان:
المعنى الأول: -وهو المعنى الراجح والله أعلم-: إذا شرع الإمام آمين فاشرعوا أنتم بدوركم في آمين.
والمعنى الثاني: إذا انتهى الإمام من: آمين فابدأوا أنتم بقولكم آمين، وعلى كل من الوجهين أو الشرحين فمعنى ذلك أن الإمام ينبغي أن يتأخر.
فعلى كلٍ من التفسيرين لهذا الحديث فهما يلتقيان في أن المقتدي ينبغي أن يتأخر عن الإمام في الشروع بآمين، وعلى هذا فينبغي على كل مصلٍّ أن يراقب قراءة الإمام وأن يكون قلبه ولُبه معه، فإذا وصل الإمام إلى قوله: (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) لا يُبادر المقتدي إلى قوله: آمين، وإنما يحبس نفسه إلى أن يبدأ يسمع شروع الإمام في آمين فهو بعد ذلك يشرع في: آمين، هذا الحديث صريحٌ جدًّا في هذا الحكم الذي خالفه جماهير المقتدين، ولذلك فينبغي ملاحظة ذلك حتى لا نقع في أمرين اثنين:
الأمر الأول: -وهو الأهم بلا شك بالنسبة للتعبد لله في عباده بما شاء من أحكام شريعته ألا وهو-: ألا نقع في مخالفة قوله عليه السلام: ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا ).
فائدة : التي يرجاها المسلم في عدم مسابقة الإمام بالتأمين من الأجر العظيم
الشيخ : والأمر الآخر: وهو في الحقيقة مما يسعى إليه كل مسلم في هذه الحياة الدنيا العاجلة الفانية ليهتبلها فرصة ليكسب فيها مرضاة الله تبارك وتعالى حيث قال: ( فمن وافق تأمينُه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ):
فهذا أجر عظيم تشد -كما كانوا يقولون- إليه الرحال، أي: تتكبد كل المشاق في سبيل الوصول إلى مغفرة الله تبارك وتعالى، وأنتم تعلمون الأحاديث الصحيحة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن حديث المغيرة بن شعبة وغيره من أصحابه: ( أنه قام حتى تفطرت قدماه، فقالوا: يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال: عليه الصلاة والسلام أفلا أكون عبدًا شكورًا ):
الشاهد: أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قام حتى تفطَّرت قدماه، لماذا هذا القيام، ولماذا هذه المشقة ؟!
ذلك لينال مغفرة الله تبارك وتعالى.
ومن فضل الله عز وجل على هذه الأمة المحمدية أنَّه عزوجل تفضل على عباده بأسباب ميسرة مذللة تكون سببًا للحصول على مغفرة الله تبارك وتعالى، من هذه الأسباب ما جاء في هذا الحديث الصحيح ألا يسابق المقتدي إمامه بقوله: آمين، وإنما يأتي بالتأمين كما ذكرنا آنفًا بعد أن يشرع الإمام بقوله: آمين، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( فمن وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة )، أي: إن الملائكة الذين وُصفوا بقوله تعالى: (( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) إنهم ليسوا كهؤلاء الناس الذين يسابقون الإمام بآمين، وإنما يتأخرون عنه على ما ذكرناه آنفاً، فمن كان من المصلين من البشر موافقاً في تأمينه تأمين الملائكة أي: لم يسابق الإمام بالتأمين وإنما تأخر عنه كما تتأخر الملائكة، ( فمن وافق تأمنُه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه ، أفلا تشد الرحال إلى الحصول على هذه الفضيلة وعلى هذه المغفرة مهما كانت الصعاب والمشاق ؟!
لا شك أن الأمر كذلك، فكيف والأمر ميسر مذلل لا يحتاج إلا إلى شيء من الانتباه لقراءة الإمام وحبس النفس إلى ما انتهى هذا الإمام مِن قراءته: (( ولا الضالين )) يمسك كل فرد لفظه فلا يقول آمين إلا بعد أن يشرع الإمام: آمين، هذه هي المسألة الأولى.
وأنا بتجربتي الخاصة ستشعرون أنه ليس من السهل بعد أن اعتاد الجماهير على تلك المخالفة والمسابقة، فإن لم تراقبوا هذه القضية وقعتم في مخالفة أمر الرسول عليه السلام أولًا، وخسرتم الغاية التي أرداها الرسول عليه السلام للمسلمين باتِّباعهم لهذا الأمر النبوي الكريم ألا وهي: الحصول على مغفرة رب العالمين، فأرجو أن تُلاحظوا أنفسكم وأن تنتهوا لأخطائكم، لعل الله عز وجل يغفرها لكم، هذه هي المسألة الأولى.
فهذا أجر عظيم تشد -كما كانوا يقولون- إليه الرحال، أي: تتكبد كل المشاق في سبيل الوصول إلى مغفرة الله تبارك وتعالى، وأنتم تعلمون الأحاديث الصحيحة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن حديث المغيرة بن شعبة وغيره من أصحابه: ( أنه قام حتى تفطرت قدماه، فقالوا: يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال: عليه الصلاة والسلام أفلا أكون عبدًا شكورًا ):
الشاهد: أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قام حتى تفطَّرت قدماه، لماذا هذا القيام، ولماذا هذه المشقة ؟!
ذلك لينال مغفرة الله تبارك وتعالى.
ومن فضل الله عز وجل على هذه الأمة المحمدية أنَّه عزوجل تفضل على عباده بأسباب ميسرة مذللة تكون سببًا للحصول على مغفرة الله تبارك وتعالى، من هذه الأسباب ما جاء في هذا الحديث الصحيح ألا يسابق المقتدي إمامه بقوله: آمين، وإنما يأتي بالتأمين كما ذكرنا آنفًا بعد أن يشرع الإمام بقوله: آمين، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( فمن وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة )، أي: إن الملائكة الذين وُصفوا بقوله تعالى: (( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) إنهم ليسوا كهؤلاء الناس الذين يسابقون الإمام بآمين، وإنما يتأخرون عنه على ما ذكرناه آنفاً، فمن كان من المصلين من البشر موافقاً في تأمينه تأمين الملائكة أي: لم يسابق الإمام بالتأمين وإنما تأخر عنه كما تتأخر الملائكة، ( فمن وافق تأمنُه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه ، أفلا تشد الرحال إلى الحصول على هذه الفضيلة وعلى هذه المغفرة مهما كانت الصعاب والمشاق ؟!
لا شك أن الأمر كذلك، فكيف والأمر ميسر مذلل لا يحتاج إلا إلى شيء من الانتباه لقراءة الإمام وحبس النفس إلى ما انتهى هذا الإمام مِن قراءته: (( ولا الضالين )) يمسك كل فرد لفظه فلا يقول آمين إلا بعد أن يشرع الإمام: آمين، هذه هي المسألة الأولى.
وأنا بتجربتي الخاصة ستشعرون أنه ليس من السهل بعد أن اعتاد الجماهير على تلك المخالفة والمسابقة، فإن لم تراقبوا هذه القضية وقعتم في مخالفة أمر الرسول عليه السلام أولًا، وخسرتم الغاية التي أرداها الرسول عليه السلام للمسلمين باتِّباعهم لهذا الأمر النبوي الكريم ألا وهي: الحصول على مغفرة رب العالمين، فأرجو أن تُلاحظوا أنفسكم وأن تنتهوا لأخطائكم، لعل الله عز وجل يغفرها لكم، هذه هي المسألة الأولى.
بيان الشيخ لأصل اتخاذ مكبرات الصوت في الأذان وأنه مشروع فيه.
الشيخ : والمسألة الأخرى تتعلق بمكبر الصوت هذا، فقد اعتاد المسلمون اليوم أن يستغلوا هذه الوسيلة التي خلقها الله تبارك وتعالى في العصر الحاضر فاستعملوه فيما ينبغي وفيما لا ينبغي، وهنا التنبيه الثاني:
لاشك أنَّه يُشرع للمؤذن أن يكون صيِّتًا وأن يكون جهوري الصوت، لأنه قد جاءت أحاديث كثيرة تأكد ذلك بل وتذكر أنَّ صوت المؤذن مهما بلغ من حَجر أو شجر أو مدرٍ إلا كان له شاهدًا يوم القيامة، ولذلك جاء في قصة ابتداء شرعية الأذان ولعل الكثيرين منكم يعرفها وقرأها من كتب السنة أو على الأقل سمع بها من بعض العلماء الفضلاء، خلاصة تلك القصة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما كان يصلي بالناس جماعة لم يكن قد شُرع الأذانُ بعدُ، فكان بعضهم يذكر بعضًا بمثل ما يفعل بعض الناس اليوم في يعض البلاد مِن قولهم: الصلاة الصلاة، هكذا كانوا قبل شرعية الأذان، ثم بدا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يتخذ وسيلة يُعلِم بها الناس بحضور وقت الصلاة فجمعهم وأتمروا وتشاوروا فأبدى كل فرد ما كان عنده مِن رأي، فكان من هذه الآراء ثلاثة:
الرأي الأول: أن توقد نار عظيمة تبدو للناس البعيدين فيفهمون من ذلك أن هذه شعار لحضور وقت الصلاة، فرفض النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك رفضًا باتًّا وقال: ( هذه شعار المجوس ).
وثانٍ اقترح بالضرب بالبوق قال عليه السلام: ( هذا شعار اليهود ).
وثالث قال: نضرب عليه بالناقوس، فأبى ذلك أيضًا عليه الصلاة والسلام وقال: ( هذا شعار النصارى ).
ثم انفضَّ المجلس دون أن يتخذوا قرارًا، ( فرأى أحدُ الصحابة الذين كانوا من جملة مَن حضر المجلس رأى في المنام أنه بينما كان يمشي في طريق مِن طرق المدينة رأى رجلًا في يده ناقوس، فقال له: اتبيعني هذا الناقوس يا عبد الله ؟ قال لم ؟ قال: لنضرب عليه في وقت الصلاة، قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك، ثم وقف أو قام على جذر جدر أي: على جدار مهدوم وقد بقي منه شيء فوق الأرض فعلى عليه ووضع أُصبعيه في أذنيه وقال: الله أكبر الله أكبر هذا الأذان المعروف لديكم والحمد لله، ثم نزل من ذلك الجذر إلى الأرض وأقام الصلاة ، فلما أصبح الرجل قصَّ رؤياه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنها رؤيا حق فألقه -هنا الشاهد- قال عليه السلام: إنها رؤيا حق فألقه على بلال فإنه أندى صوتًا منك ) :
لذلك اتفق العلماء على أن المؤذن ينبغي أن يكون صيّتاً نديّ الصوت جهوري الصوت بحيث أنه يبلغ إلى أبعد مكان عن المسجد، فلما وُجدت هذه الوسيلة التي تُبلِغ الصوت إلى مسافات بعيدة -ما شاء الله- أجمع العلماء عمليًّا على شرعية اتخاذ هذه الوسيلة، لأنها تؤكد تلك الغاية التي شرحها الرسول عليه السلام في الأحاديث المشار إليها وهي: تبليغ الصوت إلى أبعد مكان ممكن، فهذا في الأذان أمر مرغوب مشروع، استعمال هذه الوسيلة في الأذان فقط أمر مرغوب مشروع لأنه يحقق غاية مشروعة.
لاشك أنَّه يُشرع للمؤذن أن يكون صيِّتًا وأن يكون جهوري الصوت، لأنه قد جاءت أحاديث كثيرة تأكد ذلك بل وتذكر أنَّ صوت المؤذن مهما بلغ من حَجر أو شجر أو مدرٍ إلا كان له شاهدًا يوم القيامة، ولذلك جاء في قصة ابتداء شرعية الأذان ولعل الكثيرين منكم يعرفها وقرأها من كتب السنة أو على الأقل سمع بها من بعض العلماء الفضلاء، خلاصة تلك القصة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما كان يصلي بالناس جماعة لم يكن قد شُرع الأذانُ بعدُ، فكان بعضهم يذكر بعضًا بمثل ما يفعل بعض الناس اليوم في يعض البلاد مِن قولهم: الصلاة الصلاة، هكذا كانوا قبل شرعية الأذان، ثم بدا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يتخذ وسيلة يُعلِم بها الناس بحضور وقت الصلاة فجمعهم وأتمروا وتشاوروا فأبدى كل فرد ما كان عنده مِن رأي، فكان من هذه الآراء ثلاثة:
الرأي الأول: أن توقد نار عظيمة تبدو للناس البعيدين فيفهمون من ذلك أن هذه شعار لحضور وقت الصلاة، فرفض النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك رفضًا باتًّا وقال: ( هذه شعار المجوس ).
وثانٍ اقترح بالضرب بالبوق قال عليه السلام: ( هذا شعار اليهود ).
وثالث قال: نضرب عليه بالناقوس، فأبى ذلك أيضًا عليه الصلاة والسلام وقال: ( هذا شعار النصارى ).
ثم انفضَّ المجلس دون أن يتخذوا قرارًا، ( فرأى أحدُ الصحابة الذين كانوا من جملة مَن حضر المجلس رأى في المنام أنه بينما كان يمشي في طريق مِن طرق المدينة رأى رجلًا في يده ناقوس، فقال له: اتبيعني هذا الناقوس يا عبد الله ؟ قال لم ؟ قال: لنضرب عليه في وقت الصلاة، قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك، ثم وقف أو قام على جذر جدر أي: على جدار مهدوم وقد بقي منه شيء فوق الأرض فعلى عليه ووضع أُصبعيه في أذنيه وقال: الله أكبر الله أكبر هذا الأذان المعروف لديكم والحمد لله، ثم نزل من ذلك الجذر إلى الأرض وأقام الصلاة ، فلما أصبح الرجل قصَّ رؤياه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنها رؤيا حق فألقه -هنا الشاهد- قال عليه السلام: إنها رؤيا حق فألقه على بلال فإنه أندى صوتًا منك ) :
لذلك اتفق العلماء على أن المؤذن ينبغي أن يكون صيّتاً نديّ الصوت جهوري الصوت بحيث أنه يبلغ إلى أبعد مكان عن المسجد، فلما وُجدت هذه الوسيلة التي تُبلِغ الصوت إلى مسافات بعيدة -ما شاء الله- أجمع العلماء عمليًّا على شرعية اتخاذ هذه الوسيلة، لأنها تؤكد تلك الغاية التي شرحها الرسول عليه السلام في الأحاديث المشار إليها وهي: تبليغ الصوت إلى أبعد مكان ممكن، فهذا في الأذان أمر مرغوب مشروع، استعمال هذه الوسيلة في الأذان فقط أمر مرغوب مشروع لأنه يحقق غاية مشروعة.
بيان الشيخ لعدم مشروعية إذاعة الإقامة على مكبرات الصوت.
الشيخ : لكن ليس الأمر كذلك في أمرين اثنين، مما هو واقع في هذه المساجد التي تُستعمل فيها هذه الوسيلة:
الأمر الأول: إذاعة الإقامة في هذا الجهاز، هذا لا يُشرع، لأن الإقامة لم تكن في مكان الأذان لأنه ليس المقصود بالإقامة إبلاغها إلى أبعد مدى كما هو الشأن بالأذان، وإنما الإقامة إعلامٌ خاص للذين في المسجد فهم ينهضون للصلاة، فليس هناك حاجة إلا نادر جدًّا جدًّا في مسجد كبير ويكون المصلون فيه جمعًا غفيرًا جدًّا بحيث أن كثيرين ممن هم بعيدين من يمين الصف أو شماله، في مثل هذا المسجد الكبير يمكن أن يقال باستعمال هذا المكبر للصوت في الإقامة، أما في المساجد التي ليست بتلك التوسعة فلا ينبغي أن نُشغل الناس خارج المسجد بمثل هذه الإقامة، لأن الإقامة إعلام خاص متعلق بمن كان في داخل المسجد، ولا ينبغي لنا أن نحسن ما لم يحسنه الشارع، فنقول كما قيل لي في بعض ما ذكرت بهذا، قيل:
أليس من الأحسن أن نُسمع الإقامة أيضًا لمن كان خارج المسجد؟
نقول: من مثل هذا التحسين فُتح على المسلمين باب الابتداع في الدين، ومن هنا جاء ما يعرف عند علماء الكلام أن المعتزلة يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين، المعتزلة مِن الأمور التي خالفوا فيها أهل السنة أنهم يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين، معنى ذلك يصرحون بما يأتي من البيان، يقولون: ما حسنه العقل فهو حسن، وما قبحه العقل فهو قبيح، وأهل السنة يقولون بخلاف ذلك وقولهم هو الحق: ما حسنه الله تبارك وتعالى فهو الحسن وما قبحه الله فهو قبيح، فلا يجوز للمسلمين أن يُدخلوا عقولهم في التحسين والتقبيح العقليين من ذلك ما نحن في صدده الآن، وقد قيل بهذا القول فرددته بما يأتي، قيل: ما المانع أن نسمع الإقامة كما نسمع الأذان ؟
الجواب: لماذا فرق الشارع الحكيم بين الأذان وجعله على ظهر المسجد أو في مكان مرتفع وجعل الإقامة في المسجد أليس هو أعلم بما ينفع الناس ؟
لا شك في ذلك أبدًا، ولذلك ينبغي أن نؤمن إيمانًا جازمًا أنّ هذا التشريع الإلهي الذي جاء به نبينا صلوات الله وسلامه عليه هو تشريع كامل لا مجال لأحد أن يستدرك عليه قِيد شعرة، كيف وقد قال ربنا تبارك وتعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا )) وقال نبينا صلوات الله وسلامه عليه: ( ما تركت شيئًا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به وما تركت شيئًا يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه )، فتفريق الشارع الحكيم بين الأذان والإقامة هو فيه حكمة سواء نحن أدركناها أو لم ندركها، علينا أن نقف كما قال تعالى: (( وتلك حدود الله فلا تعتدوها )) فالأذان الذي شرعه الرسول عليه السلام كان على ظهر مسجد لتحقيق الغاية وهي تسميع الناس إلى أبعد مسافة، أما الإقامة فلأمر ما جعلها داخل المسجد ولم يجعلها على ظهر المسجد، فنحن اليوم -وهنا بيت القصيد كما يقال- حينما نذيع الأذان بمكبر الصوت نحقق غاية شرعية، ولكننا حينما نذيع الإقامة بمكبر الصوت هذا نخالف حُكمًا شرعيًّا فنرجو الانتباه لهذا حتى لا نتعدى شريعة الله تبارك وتعالى.
الأمر الأول: إذاعة الإقامة في هذا الجهاز، هذا لا يُشرع، لأن الإقامة لم تكن في مكان الأذان لأنه ليس المقصود بالإقامة إبلاغها إلى أبعد مدى كما هو الشأن بالأذان، وإنما الإقامة إعلامٌ خاص للذين في المسجد فهم ينهضون للصلاة، فليس هناك حاجة إلا نادر جدًّا جدًّا في مسجد كبير ويكون المصلون فيه جمعًا غفيرًا جدًّا بحيث أن كثيرين ممن هم بعيدين من يمين الصف أو شماله، في مثل هذا المسجد الكبير يمكن أن يقال باستعمال هذا المكبر للصوت في الإقامة، أما في المساجد التي ليست بتلك التوسعة فلا ينبغي أن نُشغل الناس خارج المسجد بمثل هذه الإقامة، لأن الإقامة إعلام خاص متعلق بمن كان في داخل المسجد، ولا ينبغي لنا أن نحسن ما لم يحسنه الشارع، فنقول كما قيل لي في بعض ما ذكرت بهذا، قيل:
أليس من الأحسن أن نُسمع الإقامة أيضًا لمن كان خارج المسجد؟
نقول: من مثل هذا التحسين فُتح على المسلمين باب الابتداع في الدين، ومن هنا جاء ما يعرف عند علماء الكلام أن المعتزلة يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين، المعتزلة مِن الأمور التي خالفوا فيها أهل السنة أنهم يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين، معنى ذلك يصرحون بما يأتي من البيان، يقولون: ما حسنه العقل فهو حسن، وما قبحه العقل فهو قبيح، وأهل السنة يقولون بخلاف ذلك وقولهم هو الحق: ما حسنه الله تبارك وتعالى فهو الحسن وما قبحه الله فهو قبيح، فلا يجوز للمسلمين أن يُدخلوا عقولهم في التحسين والتقبيح العقليين من ذلك ما نحن في صدده الآن، وقد قيل بهذا القول فرددته بما يأتي، قيل: ما المانع أن نسمع الإقامة كما نسمع الأذان ؟
الجواب: لماذا فرق الشارع الحكيم بين الأذان وجعله على ظهر المسجد أو في مكان مرتفع وجعل الإقامة في المسجد أليس هو أعلم بما ينفع الناس ؟
لا شك في ذلك أبدًا، ولذلك ينبغي أن نؤمن إيمانًا جازمًا أنّ هذا التشريع الإلهي الذي جاء به نبينا صلوات الله وسلامه عليه هو تشريع كامل لا مجال لأحد أن يستدرك عليه قِيد شعرة، كيف وقد قال ربنا تبارك وتعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا )) وقال نبينا صلوات الله وسلامه عليه: ( ما تركت شيئًا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به وما تركت شيئًا يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه )، فتفريق الشارع الحكيم بين الأذان والإقامة هو فيه حكمة سواء نحن أدركناها أو لم ندركها، علينا أن نقف كما قال تعالى: (( وتلك حدود الله فلا تعتدوها )) فالأذان الذي شرعه الرسول عليه السلام كان على ظهر مسجد لتحقيق الغاية وهي تسميع الناس إلى أبعد مسافة، أما الإقامة فلأمر ما جعلها داخل المسجد ولم يجعلها على ظهر المسجد، فنحن اليوم -وهنا بيت القصيد كما يقال- حينما نذيع الأذان بمكبر الصوت نحقق غاية شرعية، ولكننا حينما نذيع الإقامة بمكبر الصوت هذا نخالف حُكمًا شرعيًّا فنرجو الانتباه لهذا حتى لا نتعدى شريعة الله تبارك وتعالى.
توضيح الشيخ لحكم إذاعة الصلاة الجهرية بمكبرات الصوت خارج المسجد، وكذا خطبة الجمعة.
الشيخ : والتنبيه الثاني أهم من هذا وهو يتعلق بنفس هذا المكبر وهو:
أنَّ عامة الأئمة في المساجد يذيعون قراءتهم بمكبر الصوت فيحرّجون الأمر على الناس الذين يكونون في بيوتهم وفي محلاتهم وفي مصانعهم ومعاملهم والنساء في البيوت قد يكن في شغل شاغل، ويكون الناس كذلك الذين هم خارج المسجد لا يستطيعون أن يحققوا أدبًا قرآنيًّا حيث يقول ربنا تبارك وتعالى: (( وإذا قُرأ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم تُرحمون )) وقد وقع شيء من هذا الإشكال لنا ونحن في الطائف، فقد كنا مسافرين، وعزمنا أن نجمع بين المغرب والعشاء جمع تأخير فتهيأنها، ولما دخلنا في صلاة المغرب أظن وإذا بالإمام دخل في صلاة العشاء وصوته بقراءة القرآن شوش علينا فضلًا عن أنه شوش أيضاً على غيرنا ممن لا يكون عنده استعداد لسماع القرآن، فإذاعة صوت الإمام حينما يقرأ القرآن في المسجد إلى خارج المسجد هو أيضاً اعتداء وتجاوز لحدود الله، وإحراج للناس وإيقاعهم في أحد أمرين:
إما أن يدعوا حديثهم أن يدعوا عملهم ليتفرغوا لتحقيق الآية السابقة.
وإما أن يظلوا كما هو الواقع سادرين ماضين في كلامهم في أعمالهم، فإذن هذا التسميع لهذه الآيات لمن ينبغي أن يكون محصورًا لمن كان في المسجد، ولذلك أنا أقترح أحد شيئين على حسب المسجد:
إن كان المسجد ليس فيه جمع كبير وصوت الإمام جهوري فلا حاجة لاستعمال هذا المكبر.
وإن كان المسجد كبيرًا والناس كثير فحينئذ يرفع الصوت بمقدار ما يُسمع من كان مقتديًا وراء الإمام ولا يخرج الصوت إلى خارج المسجد، هذا ما أردت التذكير به، وأرجو الله عز وجل أن ينفعنا بما نذكّر به بعضنا بعضًا، والآن هات ما عندك.
السائل : خطبة الجمعة هل يشملها ؟
الشيخ : خطبة الجمعة! أي: إذاعتها أيضًا ؟
السائل : نعم.
الشيخ : هو كذلك ما ينبغي أن تذاع، كل ما كان خاصًا بالمسجد لا يخرج خارج المسجد، وما كان شاملًا لمن كان خارج المسجد فكما قلنا بالنسبة للأذان يُشرع إذاعته بالمذياع، نعم.
أنَّ عامة الأئمة في المساجد يذيعون قراءتهم بمكبر الصوت فيحرّجون الأمر على الناس الذين يكونون في بيوتهم وفي محلاتهم وفي مصانعهم ومعاملهم والنساء في البيوت قد يكن في شغل شاغل، ويكون الناس كذلك الذين هم خارج المسجد لا يستطيعون أن يحققوا أدبًا قرآنيًّا حيث يقول ربنا تبارك وتعالى: (( وإذا قُرأ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم تُرحمون )) وقد وقع شيء من هذا الإشكال لنا ونحن في الطائف، فقد كنا مسافرين، وعزمنا أن نجمع بين المغرب والعشاء جمع تأخير فتهيأنها، ولما دخلنا في صلاة المغرب أظن وإذا بالإمام دخل في صلاة العشاء وصوته بقراءة القرآن شوش علينا فضلًا عن أنه شوش أيضاً على غيرنا ممن لا يكون عنده استعداد لسماع القرآن، فإذاعة صوت الإمام حينما يقرأ القرآن في المسجد إلى خارج المسجد هو أيضاً اعتداء وتجاوز لحدود الله، وإحراج للناس وإيقاعهم في أحد أمرين:
إما أن يدعوا حديثهم أن يدعوا عملهم ليتفرغوا لتحقيق الآية السابقة.
وإما أن يظلوا كما هو الواقع سادرين ماضين في كلامهم في أعمالهم، فإذن هذا التسميع لهذه الآيات لمن ينبغي أن يكون محصورًا لمن كان في المسجد، ولذلك أنا أقترح أحد شيئين على حسب المسجد:
إن كان المسجد ليس فيه جمع كبير وصوت الإمام جهوري فلا حاجة لاستعمال هذا المكبر.
وإن كان المسجد كبيرًا والناس كثير فحينئذ يرفع الصوت بمقدار ما يُسمع من كان مقتديًا وراء الإمام ولا يخرج الصوت إلى خارج المسجد، هذا ما أردت التذكير به، وأرجو الله عز وجل أن ينفعنا بما نذكّر به بعضنا بعضًا، والآن هات ما عندك.
السائل : خطبة الجمعة هل يشملها ؟
الشيخ : خطبة الجمعة! أي: إذاعتها أيضًا ؟
السائل : نعم.
الشيخ : هو كذلك ما ينبغي أن تذاع، كل ما كان خاصًا بالمسجد لا يخرج خارج المسجد، وما كان شاملًا لمن كان خارج المسجد فكما قلنا بالنسبة للأذان يُشرع إذاعته بالمذياع، نعم.
ما حكم ما يفعله كثير من المؤذنين حيث يلحنون أصواتهم ويمدونه مدًّا طويلًا ؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم:
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد:
فضيلة الشيخ -حفظكم الله-، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : ما حكم ما يفعله كثير من المؤذنين حيث يلحنون أصواتهم ويمدونه مدًّا طويلًا، وهل الأذان لصلاة الفجر يقال فيه: الصلاة خير من النوم ؟
الشيخ : مِن البدع التي نبَّه عليها الأئمة السابقون وعلماء الحديث والفقه وفي مقدمتهم إمام السنة أحمد بن حنبل -رحمه الله-: التلحين والتطريب في الأذان، ذلك لأن أذان المؤذنين في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن فيه تطريب أو تلحين، فقد توارث السلفُ عن الصحابة أذانهم عن مثل بلالٍ وعمرو بن أم مكتوم وأبي محذورة السلام باللهجة العربية التي لا تطريب فيها ولا تلحين، وواضحٌ فيما أعتقد لدى الجميع ما هو المقصود بالتلحين والتطريب، وهو: مدُّ الصوت حيث لا يجوز المد فيه لغة ولا شرعًا، وقصره حيث يشرع المد، كل ذلك مراعاةً للقواعد الموسيقية التي يقوم عليها نظام التطريب والتلحين، وقد جاء عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنه-: ( أنَّ رجلًا جاء إليه فقال: يا ابن عمر إني أحبك في الله، فقال له: أما أنا فأُبغضك في الله، قال: لم؟ قال: لأنك تُلحِن في أذانك وتأخذُ عليه أجرًا ) تلحن: تطرب في الأذان، وتأخذ عليه أيضًا أجرًا:
ففي هذا الأثر الثابت عن ابن عمر تنبيهٌ صريحٌ على أن المؤذن لا يجوز له أن يطرب في أذانه، وقد عرفتم التطريب، بل لستم في حاجة لأنكم مع الأسف تسمعون الأذان من مِصر ومن بعض البلاد العربية أيضًا هذا الأذان الذي أبغض ابنُ عمر صاحبه لأنه كان يلحن فيه ويطرِّب فيه.
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد:
فضيلة الشيخ -حفظكم الله-، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : ما حكم ما يفعله كثير من المؤذنين حيث يلحنون أصواتهم ويمدونه مدًّا طويلًا، وهل الأذان لصلاة الفجر يقال فيه: الصلاة خير من النوم ؟
الشيخ : مِن البدع التي نبَّه عليها الأئمة السابقون وعلماء الحديث والفقه وفي مقدمتهم إمام السنة أحمد بن حنبل -رحمه الله-: التلحين والتطريب في الأذان، ذلك لأن أذان المؤذنين في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن فيه تطريب أو تلحين، فقد توارث السلفُ عن الصحابة أذانهم عن مثل بلالٍ وعمرو بن أم مكتوم وأبي محذورة السلام باللهجة العربية التي لا تطريب فيها ولا تلحين، وواضحٌ فيما أعتقد لدى الجميع ما هو المقصود بالتلحين والتطريب، وهو: مدُّ الصوت حيث لا يجوز المد فيه لغة ولا شرعًا، وقصره حيث يشرع المد، كل ذلك مراعاةً للقواعد الموسيقية التي يقوم عليها نظام التطريب والتلحين، وقد جاء عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنه-: ( أنَّ رجلًا جاء إليه فقال: يا ابن عمر إني أحبك في الله، فقال له: أما أنا فأُبغضك في الله، قال: لم؟ قال: لأنك تُلحِن في أذانك وتأخذُ عليه أجرًا ) تلحن: تطرب في الأذان، وتأخذ عليه أيضًا أجرًا:
ففي هذا الأثر الثابت عن ابن عمر تنبيهٌ صريحٌ على أن المؤذن لا يجوز له أن يطرب في أذانه، وقد عرفتم التطريب، بل لستم في حاجة لأنكم مع الأسف تسمعون الأذان من مِصر ومن بعض البلاد العربية أيضًا هذا الأذان الذي أبغض ابنُ عمر صاحبه لأنه كان يلحن فيه ويطرِّب فيه.
بيان حكم أخذ الأجرة على الأذان.
الشيخ : الشيء الثاني وهذا مهمٌ جدًّا حيث ذكر له أنَّ مما حمل ابن عمر على ألّا يحبه في الله بل على أن يبغضه أنه يأخذ على أذانه أجرًا، ولا شك ولا ريب أنه لا يجوز عند علماء المسلمين قاطبة دون أي خلاف يذكر منهم: أنه لا يجوز أخذ الأجر على أي نوع من أنواع العبادات، ذلك لأن الله تعالى قد ذكر في غير ما آية من القرآن الكريم أن العبادة لا تكون مقبولة إلا إذا كانت خالصة لوجهه تبارك وتعالى، كما قال عز وجل: (( وما أمروا إلا ليعبوا الله مخلصين له الدين ))، وكما قال تبارك وتعالى: (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )).
قوله: (( وما أنا من المشركين )): يشمل الشرك بكل أنواعه، ومن ذلك الشرك في الإخلاص لله عزوجل، فإذا أتى الإنسان بعبادة ليس لوجه الله وإنما لقصد الأجر الدنيوي العاجل فذلك نوع من الشرك، كما قال تبارك وتعالى في آية أخرى: (( فمن كان يرجو لقآء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا ))، (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا )) قال أهل التفسير: أي: فليعمل عملًا موافقًا للسنة، فإنَّ أيّ عمل أيّ عبادة لا توافق السنة فلا تكون عملًا صالحًا، وفي ذلك أحاديث كثيرة، حسبنا حديث واحد ألا وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ).
فإذن العمل الصالح ينبغي أن يكون على السنة هذا هو الشرط الأول الذي ذكر في هذه الآية: (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا )).
والشرط الثاني: (( ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا )) أي: لا يبتغي بعبادة ربه أجرًا دُنيويًّا.
وعلى هذا فينبغي التنبيه أنّ من كان مؤذنًا وله راتبٌ فلا ينبغي أن يأخذ هذا الراتب على أنه أجرٌ على أذانه لأنه قبل كل شيء خالف الله في أمره في أن يكون في عبادته خالصًا لوجهه تبارك وتعالى، ثم يخسر فضيلة المؤذن التي جاء ذكرها في بعض الأحاديث الصحيحة، فما يأخذه مِن الراتب يأخذه راتبًا ولا يأخذنّه أجرًا، لما سمعتم من أثر ابن عمر حيث قال له: أبغضك لأنك تأخذ على أذانك أجرًا وتلحن فيه، والشطر الأول من هذه الجملة قد جاء الحديث الصريح الصحيح في ذلك، حينما أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عثمان بن أبي العاص أميرًا على قبيلته بني ثقيف، قال له عليه الصلاة والسلام: ( أنت إمامُهم، واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا )، فإذن لا يجوز للمؤذن أن يلحن في أذانه وإنما يرفع صوته به دون تمديد ودون تمطيط.
قوله: (( وما أنا من المشركين )): يشمل الشرك بكل أنواعه، ومن ذلك الشرك في الإخلاص لله عزوجل، فإذا أتى الإنسان بعبادة ليس لوجه الله وإنما لقصد الأجر الدنيوي العاجل فذلك نوع من الشرك، كما قال تبارك وتعالى في آية أخرى: (( فمن كان يرجو لقآء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا ))، (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا )) قال أهل التفسير: أي: فليعمل عملًا موافقًا للسنة، فإنَّ أيّ عمل أيّ عبادة لا توافق السنة فلا تكون عملًا صالحًا، وفي ذلك أحاديث كثيرة، حسبنا حديث واحد ألا وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ).
فإذن العمل الصالح ينبغي أن يكون على السنة هذا هو الشرط الأول الذي ذكر في هذه الآية: (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا )).
والشرط الثاني: (( ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا )) أي: لا يبتغي بعبادة ربه أجرًا دُنيويًّا.
وعلى هذا فينبغي التنبيه أنّ من كان مؤذنًا وله راتبٌ فلا ينبغي أن يأخذ هذا الراتب على أنه أجرٌ على أذانه لأنه قبل كل شيء خالف الله في أمره في أن يكون في عبادته خالصًا لوجهه تبارك وتعالى، ثم يخسر فضيلة المؤذن التي جاء ذكرها في بعض الأحاديث الصحيحة، فما يأخذه مِن الراتب يأخذه راتبًا ولا يأخذنّه أجرًا، لما سمعتم من أثر ابن عمر حيث قال له: أبغضك لأنك تأخذ على أذانك أجرًا وتلحن فيه، والشطر الأول من هذه الجملة قد جاء الحديث الصريح الصحيح في ذلك، حينما أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عثمان بن أبي العاص أميرًا على قبيلته بني ثقيف، قال له عليه الصلاة والسلام: ( أنت إمامُهم، واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا )، فإذن لا يجوز للمؤذن أن يلحن في أذانه وإنما يرفع صوته به دون تمديد ودون تمطيط.
ما حكم قول: الصلاة خير من النوم في أذان الفجر ؟
الشيخ : إيش كان في السؤال شيء آخر غير هذا ؟
السائل : مقولة الصلاة خير من النوم في أذان الفجر ؟
الشيخ : هذا السؤال الثاني:
الصلاة خير من النوم لم تأت في حديث إلا في الأذان الأول أذان الفجر، أما الأذان الثاني فليس فيه حديث إطلاقًا، فهذا في الواقع مِن الأمور التي غيرت فيها السنة في أكثر البلاد.
أحدهما: من حديث أبي محذورة: ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع صوته وأعجبه علّمه الأذان )، وكان في تعليمه إياه بعد أن علّمه الأذان من أوله إلى آخره كما هو معروف اليوم -بدون طبعًا بعض الزيادات من المقدمات أو المأخرات في بعض البلاد- وإنما هو يبدأ كما هو في بلادكم هذه والحمد لله، بـ الله أكبر الله أكبر وينتهي بلا إله إلا الله، قال له: ( فإذا أذنت الأذان الأول في الصبح فقل: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم )، هذا هو الحديث الأول، وهو في * صحيح ابن خزيمة *، و* سنن النسائي * وغيرهما من كتب السنن.
الحديث الثاني: رواه النسائي أيضًا عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: ( كان في الأذان الأول في الفجر: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم )، هكذا يقول ابن عمر مخبرًا عمّا كان عليه هذا الأذان في الصبح وهو الأذان الأول في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فمن كان في بلدة وباستطاعته أن يحييَ هذه السنة فليفعل، لأنه يُرجى له أن يكون قد أحيا سنة وله ذلك الأجر الكثير البليغ الذي جاء في قوله عليه السلام كما في صحيح مسلم: ( مَن سنَّ في الإسلام سُنة حسنة فله أجرها وأجر مَن عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيئاً ).
ولكن لابد من التنبيه على أنَّ من أراد الإصلاح وتغيير بعض العادات والتقاليد لابد له من التنبيه والتذكير والتوطئة لكي لا يكون لإحياء السنة رد فعل يعود على الناس بشرٍ لا يكون في بالهم أو في حسبانهم، هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.
السائل : مقولة الصلاة خير من النوم في أذان الفجر ؟
الشيخ : هذا السؤال الثاني:
الصلاة خير من النوم لم تأت في حديث إلا في الأذان الأول أذان الفجر، أما الأذان الثاني فليس فيه حديث إطلاقًا، فهذا في الواقع مِن الأمور التي غيرت فيها السنة في أكثر البلاد.
أحدهما: من حديث أبي محذورة: ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع صوته وأعجبه علّمه الأذان )، وكان في تعليمه إياه بعد أن علّمه الأذان من أوله إلى آخره كما هو معروف اليوم -بدون طبعًا بعض الزيادات من المقدمات أو المأخرات في بعض البلاد- وإنما هو يبدأ كما هو في بلادكم هذه والحمد لله، بـ الله أكبر الله أكبر وينتهي بلا إله إلا الله، قال له: ( فإذا أذنت الأذان الأول في الصبح فقل: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم )، هذا هو الحديث الأول، وهو في * صحيح ابن خزيمة *، و* سنن النسائي * وغيرهما من كتب السنن.
الحديث الثاني: رواه النسائي أيضًا عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: ( كان في الأذان الأول في الفجر: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم )، هكذا يقول ابن عمر مخبرًا عمّا كان عليه هذا الأذان في الصبح وهو الأذان الأول في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فمن كان في بلدة وباستطاعته أن يحييَ هذه السنة فليفعل، لأنه يُرجى له أن يكون قد أحيا سنة وله ذلك الأجر الكثير البليغ الذي جاء في قوله عليه السلام كما في صحيح مسلم: ( مَن سنَّ في الإسلام سُنة حسنة فله أجرها وأجر مَن عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيئاً ).
ولكن لابد من التنبيه على أنَّ من أراد الإصلاح وتغيير بعض العادات والتقاليد لابد له من التنبيه والتذكير والتوطئة لكي لا يكون لإحياء السنة رد فعل يعود على الناس بشرٍ لا يكون في بالهم أو في حسبانهم، هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.
هل هناك فرق بين دعوة الشيخ الألباني وبين الجماعات السلفية المنظمة ؟
السائل : فضيلة الشيخ سمعت منك أنك لا ترى الحزبية، والذي نعرفه أنك من أبرز قيادات السلفيين، فهل هناك فرق بينكم وبين الجماعات السلفية المنظَّمة ؟
الشيخ : لاشك أنه لا حزبية في الإسلام، وأنَّ المسلمين يجب عليهم أن يكونوا كَتلة واحدة وعلى قلب رجلٍ واحد، وأنه لا يجوز لهم أن يتفرقوا إلى جماعات وإلى فرق وإلى طوائف لكل جماعة منهم رئيسٌ يأتمرون به، ويتوجهون بتوجيهاته، فنحن لا ندعو إلى تكتلٍ ولا إلى تحزبٍ ولا إلى تجمعٍ وإنما ندعو كآفة المسلمين إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى منهج السلف الصالح، هذه دعوتنا لكلِّ المسلمين في كل بلاد الدنيا.
والفرق بين دعوتنا ودعوة غيرنا سواءٌ كان في الأصل دعوته سلفية ثم تحزّب وتكتّل وبين أيضًا الكتل الأخرى أو الجماعات الأخرى أنَّ الدعوة السلفية تجمع المسلمين كلَّهم وتتسع لهم جميعهم بخلاف أيّ جماعة أو أيّ حزب آخر فلا يتسع حزبهم لجميع الأحزاب والكتل الأخرى، وكما قيل:
" وحسبُكُمُ هذا التفاوت بيننا *** وكل إناء بما فيه ينضحُ ".
الشيخ : لاشك أنه لا حزبية في الإسلام، وأنَّ المسلمين يجب عليهم أن يكونوا كَتلة واحدة وعلى قلب رجلٍ واحد، وأنه لا يجوز لهم أن يتفرقوا إلى جماعات وإلى فرق وإلى طوائف لكل جماعة منهم رئيسٌ يأتمرون به، ويتوجهون بتوجيهاته، فنحن لا ندعو إلى تكتلٍ ولا إلى تحزبٍ ولا إلى تجمعٍ وإنما ندعو كآفة المسلمين إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى منهج السلف الصالح، هذه دعوتنا لكلِّ المسلمين في كل بلاد الدنيا.
والفرق بين دعوتنا ودعوة غيرنا سواءٌ كان في الأصل دعوته سلفية ثم تحزّب وتكتّل وبين أيضًا الكتل الأخرى أو الجماعات الأخرى أنَّ الدعوة السلفية تجمع المسلمين كلَّهم وتتسع لهم جميعهم بخلاف أيّ جماعة أو أيّ حزب آخر فلا يتسع حزبهم لجميع الأحزاب والكتل الأخرى، وكما قيل:
" وحسبُكُمُ هذا التفاوت بيننا *** وكل إناء بما فيه ينضحُ ".
اضيفت في - 2021-08-29