هل يكتفي الشاب المسلم غير المتخصص في العلوم الشرعية بتصحيح وتضعيف المحققين أمثالكم ؟ وإذا كان الجواب نعم فهل هذا تقليداً ؟
الشيخ : ما فهمت السؤال الأخير فهل هذا تقليد كيف يعني ؟ لأن الشطر الأول واضح ؟
السائل : يقول إذا اكتفى بالتصحيح أي المحققين فهل يعتبر هذا تقليد ؟
الشيخ : هكذا يقول ؟
السائل : نعم .
الشيخ : الجواب لا فرق (( ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )) لكن البصيرة تختلف من شخص إلى آخر فبصيرة العالم أسمى وأرقى من بصيرة طالب العلم، وبصيرة طالب العلم أرقى وأسمى من بصيرة عامة الناس، فلكل بصيرة لا بد له منها أقلها تحقيق قوله تعالى : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ففرد من أفراد العوام عامة المسلمين يسأل العالم المتخصص في الحديث هذا حديث صحيح أو ضعيف ؟ يقول له : صحيح فيتبناه ويعمل به أو يقول له في حديث آخر ضعيف لا يعمل به ، هذا هو واجبه وهذا هو مقدار بصيرته التي مكنه الله تبارك وتعالى منها لا يستطيع أكثر من ذلك،
لكن ننتقل من هذه المرتبة الدنيا إلى مرتبة أعلى منها وهي بصيرة طالب العلم فهو يسأل أو يقرأ في الكتاب أن هذا الحديث قال فيه الإمام الترمذي صحيح مثلاً أو صححه ابن حبان أو أو إلى آخر من يصحح، لكن هو عنده من الثقافة ما قد أشعره بأن هؤلاء الذين صححوا الحديث معروفون بالتساهل في بعض التصحيحات فهو باستطاعته أن يبحث ليتأكد هل هذا التصحيح أصاب الحق أم هو من التساهل الذي عرف عن هذا المصحح ؟ هذا أعلى مستوى من ذلك العامي الذي يكفيه فقط أن يأخذ كلام العالم مصححاً أو مضعفاً، أما هل هذا تقليد أم هو اتباع ؟ فأنا أعتقد أن المسألة شكلية محضة أو خلاف لفظي، فالإمام الصنعاني مثلاً له رسالة في تيسير الاجتهاد يذهب إلى أن قول المحدث هذا حديث صحيح خبر يجب توثيقه وليس له علاقة بالتقليد، وغيره يقول هو عين التقليد لأنه يجوز أن يخطئ وبيجوز باني التصحيح على توثيق إنسان للراوي والواقع أنه خطأ وأن الصواب أنه ضعيف إلى آخر ما هو معلوم من مصطلح الحديث، فأنا أرى أن الاختلاف في هذه النقطة بالذات هل هو تقليد أم هو اتباع فمسألة شكلية محضة، المهم أن كل مسلم يجب أن يحقق البصيرة التي يستطيعها، فقد ضربت آنفاً مثلاً بالعامي الذي لا يستطيع إلا أن يسأل العالم وبيقول له هذا حديث صحيح أو بيسأله يجوز مثلاً شرب الدخان أو لا يجوز ؟ فيقول له حرام ، خلاص ما عنده استطاعة أكثر من هذا السؤال، بينما طالب العلم يستطيع أن يقول بعض الشيء في معرفة هذا صواب ولا خطأ ، أما إذا كان عالماً حينئذٍ يحرم عليه التقليد لأنه يستطيع أن يدقق في الموضوع كما فعل نفس الرجل الذي صحح أو ضعف أو حكم بأنه حرام أو بأنه مباح ولذلك فقول الأئمة : " لا تقلدني ولا تقلد مالكاً وخذ من حيث أخذوا " لا شك أن هذا الكلام موجه إلى الذين يستطيعون من أهل العلم أو على الأقل من طلاب العلم الأقوياء يستطيعون أن يأخذوا من حيث أخذ الأئمة من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما عامة الناس فلا يخاطبون بهذا الخطاب خذ من حيث أخذوا، وبخاصة إذا تصورنا بلاد الأعاجم الذين لا يعرفون اللغة العربية مطلقاً فكيف يعقل أن يوجه إليهم مثل هذا الخطاب ثم نأتي إلى العرب عامة العرب الذين استعجموا وصاروا كالعجم من حيث عدم معرفتهم باللغة العربية وهكذا تسلسل حتى تصل إلى مرتبة طالب العلم القوي فهذا بإمكانه أن يأخذ من حيث أخذوا في بعض المسائل ولا يستطيع أن يأخذ في المسائل الأخرى، فإذن كل إنسان يكلف بما يستطيعه، أما هب إذا سأل السائل الشيخ عن حديث فقال صحيح هل هذا تقليد ولا لا ؟ إذا قلنا إنه تقليد فماذا يترتب ؟ ها التقليد حرام ، لا ليس على هذا الإطلاق ، التقليد حرام بالنسبة للذي يستطيع أن لا يقلد، أما إطلاق القول هكذا حينئذٍ نخالف نص القرآن الكريم (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) نخالف ما كان عليه الصحابة من سؤال أهل العلم منهم يكتفون بسؤالهم لأنهم لا يعلمون والله عز وجل يقول في الآية السابقة: (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فمن الغلو في مكان ما عليه بعض الناشئين على الكتاب والسنة من أنهم يحرمون التقليد بعامة ، هذه غفلة خطية وخطيرة جداً لأن في ذلك تكليف الناس بما لا يطيقون والله عز وجل يقول : (( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها )) فعامة الصحابة كانوا يكتفون يسألون السؤال سؤالاً موجهاً إلى أحد علمائهم فيتقبلونه دون أي مناقشة، وليس الأمر كما هو الشأن اليوم إنسان لا يفقه من العلم شيئاً بيسأل يجوز ولا لا يجوز ؟ رأساً بيقول له : ما الدليل؟ هو ليس في هذا المستوى العلمي أن يفهم الدليل، وإذا قال له هذا حديث صحيح يقول له ما الدليل في صحته؟ يقال له روح اقرأ كتب المصطلح سنين وتراجم الرجال سنين وبعدين تعال اسأل ما الدليل على صحة هذا الحديث، ولذلك فالتقليد قسمان: تقليد لا بد منه وهذا لا ينجو منه كبار العلماء، والقسم الآخر اتخاذ التقليد ديناً يخالف به ما قال الله وما قال رسول الله كما يفعل المتعصبة للمذاهب، غيره.
1 - هل يكتفي الشاب المسلم غير المتخصص في العلوم الشرعية بتصحيح وتضعيف المحققين أمثالكم ؟ وإذا كان الجواب نعم فهل هذا تقليداً ؟ أستمع حفظ
أنا طالب علم وبحثت عن حديث مثل حديث : ( الذين يصلحون إذا فسد الناس ) فالمراجع التي بين يدي مثل الترمذي والخطابي والحديث ضعيف في الاثنين ثم وجدتك تقول في المشكاة رواه أبو عمرو الداني وأبو عمرو الداني ليس بين يدي فهل أقلدك في هذا ؟
الشيخ : هذا الذي كنا ندندن حوله لا بد من التقليد سميه تقليداً أو سميه اتباعاً فمش مشكلة، لأن الصنعاني كما قلت آنفاً أنت تأخذ بخبر الواحد الذي هو أنا قلت روى الداني هذا خبر يجب أن تقبله قلت بسند صحيح أيضاً يجب أن تقبله لأنه هذا إما صواب وإما خطأ أما أنت فلا يجوز أن تعتمد على بحثك الضيق وتقول هذا حديث ضعيف وتهدر عمل من سبقك إلى هذا الحديث ودراسته وجاء بنتيجة تخالف ما أنت عليه ولم تستطيع الوقوف عند المصدر الذي هو به صح الحديث، فلا يجوز لك الاستقلال والحالة هذه بل عليك إما الاتباع وإما التقليد، نعم .
2 - أنا طالب علم وبحثت عن حديث مثل حديث : ( الذين يصلحون إذا فسد الناس ) فالمراجع التي بين يدي مثل الترمذي والخطابي والحديث ضعيف في الاثنين ثم وجدتك تقول في المشكاة رواه أبو عمرو الداني وأبو عمرو الداني ليس بين يدي فهل أقلدك في هذا ؟ أستمع حفظ
ما رأيك في قول بعض الناس : لا نقلد الشيخ الألباني لأنه لا يزال يتراجع في كتبه في الحكم على الأحاديث، ويقولون : إن تقليد الميت أولى من تقليد الحي ؟
السائل : يا شيخ أحسن الله إليك يعني نقطة تثار في هذا الموضوع نعرضها عليك.
الشيخ : تفضل .
السائل : يقولون يعهد عن الشيخ ناصر حفظه الله أنه يتراجع عن أحاديث فينقلها من الصحيحة أو الضعيفة أو العكس، وإذا صدرت الطبعة الجديدة من *صحيح الجامع الصغير وزيادته* سيكون هناك كثير من الأحاديث التي تراجع عنها الشيخ ... فيقولون إذن هذا الكتاب كيف نعتمد على كتب الشيخ الآن وهو لا زال يتراجع، ويقولون: الميت أولى بالتقليد من الحي، فإذا جاء حديث الخط في السترة مثلاً قال أنا أقلد الحافظ ابن حجر في تحسينه لأن الحافظ ابن حجر توفي وهذا حكمه على الحديث وهو حي ولا يدرينا طبعاً هم يقولون بعض هذا الكلام ولا يدرينا أنه قد يعثر في شيء على مخطوطة فيحسن الحديث كما فعل ابن حجر فلذلك أنا أقلد الميت أولى فكيف يكون البيان ؟
الشيخ : طيب من أين أخذوا هذا الحكم أنه يقلد الميت دون الحي ؟ من أين جاؤوا بهذا الحكم ؟
السائل : طبعاً هذه عبارة مشهورة عند .
الشيخ : أنا عارف بس لا تحد عن الجواب.
السائل : نعم .
الشيخ : عبارة مشهورة لكن نحن يجب هذه العبارة أن نفحصها ونقيسها بميزان الشرع، من قال بأن تقليد الحي أولى من تقليد الميت ؟
السائل : بالعكس .
الشيخ : عفواً من قال تقليد الميت أولى من تقليد الحي؟ الميت الذي لا يستطاع الوصول إليه بطريقة أو بأخرى أما الحي الذي يمكن الاتصال به بأي وسيلة أيضاً أو بأخرى ويمكن هذا أن يتراجع وذاك لا يمكن أن يتراجع كيف كانت قلب هذه الحقيقة بقول الجهلة الذين لا علم عندهم وأنا أقلد الميت ولا أقلد الحي ما هو الدليل على هذا إلا هو الجهل إن فرضنا أنه ليس هناك حقد أو حسد أو نحو ذلك من الأخلاق التي تجلت في العصر الحاضر مع الأسف في بعض الخاصة فضلاً عن بعض العامة فضلاً عن بعض المتعصبة، فالخلاصة إن التراجع الذي يلمسه طلاب العلم في الألباني، هذا التراجع من الألباني واجب لأن الإصرار على الخطأ هو خطيئة أخرى بينما الخطأ حينما وقع فيه ليس خطيئة لأنه أفرغ جهده وأنتم ترون بفضل الله تبارك وتعالى أن الجهد الذي يفرغه الألباني للوصول إلى -وأنا لا أزكي نفسي بطبيعة الحال- لكن قلت قد لا يعرف لأن الإنسان مكلف بما يشهد، أما ما وراء الغيب فقد يكون كما يقال: " في الزوايا خبايا " فإذا كان هذا الألباني كما قلت في بعض مقدمات كتبي إن علم الحديث لا يقبل الجمود بل العلم كل العلم اللي داخل تحت التجربة لا يقبل الجمود كل يوم هو في تقدم، ولذلك كتاب ألفته منذ عشرين أو ثلاثين سنة لا يمكن أنا أن أعيد طبعه في هذه الأيام بنفس العلم والاجتهاد الذي كان صدر مني في ذلك الزمان، بل أنا أجد من واجبي أن أعيد النظر وأجد من واجب من قد يعثر على خطأ في كتاب من كتبي أن ينبهني عليه، فإما أن يكون فعلاً أنا مخطئ وأشكره على دلالته على الخير وإما أن أعود وأكرر عليه بأنك أنت المخطئ وهذا وقع كثيراً من كل من النوعين، فإذا كان تراجعي هذا حسناً فلماذا يتخذون الشخص الميت الذي لا يمكنه أن يتراجع هو القدوة وهذا الإنسان الحي الذي بإمكانه أن يتراجع وهذه حقيقة واقعة فإذن أنا لا أقلد هذا الحي وإنما أقلد الميت، أنا أقول شأنك وما تريد لأن الله هو الحسيب هو الذي سيحاسبك أولاً على هذا المنطق، من أين جئت من أن الميت أولى بالاتباع ما دام أن هذا الحي إذا تبين له خطأه تراجع عنه؟ أما ذاك الميت ما تستطيع أن تقول يتبين له الخطأ أو لا يتبين لأنه مات وفارق هذه الحياة الدنيا.
أنا أعتقد أن لهذه الكلمة محلاً أو نصيباً من الحق في غير هذا المجال ، الميت أحق بأن يتبع حيث ليس معرضاً للفتنة أي نحن نرى في كثير من الأحيان شخص يعيش ما شاء الله من الزمان مستقيماً ثم تزل به القدم ويميل ميلاً كثيراً أو قليلاً عن الإسلام ففي هذه النواحي المتعلقة بالأخلاق وبالسلوك وبالعقيدة الميت أولى بالاتباع، أما هذا العلم الذي يستمر نضجه وتحريره فلا شك أن اتباع الأحياء خير من اتباع الأموات، نعم .
3 - ما رأيك في قول بعض الناس : لا نقلد الشيخ الألباني لأنه لا يزال يتراجع في كتبه في الحكم على الأحاديث، ويقولون : إن تقليد الميت أولى من تقليد الحي ؟ أستمع حفظ
هل يكون الضعف شديداً إذا كان الرواي ضعيفا ومدلسا يضطرب في جديثه ؟
يقول إذا كان الراوي ضعيف ومدلس ويضطرب في حديث فهل يكون الضعف شديداً ؟
الشيخ : أعد .
السائل : إذا كان الراوي ضعيفاً ومدلس ويضطرب في حديث فهل يكون الضعف شديداً ؟
الشيخ : لا يبقى على ضعفه كل ما في الأمر أنه توفر فيه علتان إذا استقلت إحداهما به كان ضعيفاً فإذا توفر فيه علتان كلتاهما يجعلانه ضعيفاً لكن هو ما يزداد حديثه ضعفاً أي يقال فيه شديد الضعف لاسيما أنه يحتمل أنه إذا كان مدلساً أن يكون قد صرح بالتحديث وإن لم يصرح بالتحديث فيبقى ضعيفاً يمكن أن يتطور بغيره من الضعفاء الذين لا يشتد ضعفهم، فالمرتبة واحدة فهو ضعيف ولا يقال في مثله ضعيف جداً هذا الذي نعلمه من علماء الحديث، نعم.
ما رأيك فيمن يترك بعض السنن بحجة أن في إقامتها والتمسك بها عرقلة للدعوة ؟
الشيخ : هذه من مصائب العصر الحاضر أصبح كل الناس ما شاء الله دعاة وهو لا يكاد يفهم من العلم إلا نزراً قليلاً، وعلى ذلك فهو يعالج المواضيع بعقله وبعلمه الضيق فيدي بأن المحافظ على السنن يعرق الدعوة، ما هي الدعوة يا جماعة ؟ الدعوة هي الإسلام، ما هو الإسلام ؟ الإسلام عبارة عن عقيدة وعن أحكام وعن أخلاق وسلوك وآداب ونحو ذلك، فمن الذي يقول أن المسلم إذا تمسك بالسنن التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعرقل الدعوة؟ من الذي يقول هذا الكلام ؟ هل هو من أهل العلم والمجتهدين الذين ينبغي للآخرين أن يخضوا لأقوالهم كما استشهدنا آنفاً بقول الله: (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) أم هو في العلم كما يقال : " لا في العير ولا في النفير " ؟ مع ذلك يقول بعض هؤلاء : إن التمسك بالسنة يعرقل الدعوة، علينا نحن إذا تمسكنا بالسنة أن نبينها للناس، فإذا نفر الناس من شيء من السنة بعد البيان فالمسؤولية تقع على الذين ينفرون نفور الحُمر من الأسد، فلا يجوز أن ندع نحن السنة لأننا نتوهم أن التمسك بالسنة ينفر الناس، أنا أعلم أنه ينفر الناس الجهلة لكننا إذا قلنا لهم إن هذه سنة عن رسول الله وبينا لهم فعارضنا بهذا الكلام نعم هذه سنة لكن تعرقل الدعوة، أمام من تكون العرقلة أمام الذين يؤمنون بالسنة ويحبون ويحرصون على تطبيقها أم أمام الذين يكرهون السنة ؟ إن كانت الأولى فهو كذب لأن الذين يحبون السنة يعملون بها أولاً ثم لا يزعمون أنها تعرق الدعوة، أما الذين يكرهون السنة ويعتبرون المتمسكين بها من المتشددين فهؤلاء هم أعداء السنة سواء قالوا إننا نحب السنة وندعو إليها أو ندعو إلى الفقه ولا ندعو إلى العمل بالسنة فكلاهما سواء، فلذلك أنا أعتقد من آفة هذا العصر نشوء هذه الأقوال من بعض الناس أن التمسك بالسنة يعرقل الدعوة ولا يعلمون من يلقنهم ما يشبه أنها حجة، ومن ذلك مثلاً قوله عليه الصلاة والسلام للسيدة عائشة حينما أرادت أن تدخل الكعبة وتصلي في الكعبة اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال لها عليه الصلاة والسلام : ( صلي في الحجر فإنه من الكعبة فلولا أن قومك حديثوا عهد بالشرك لهدمت الكعبة ولبنيتها على أساس إبراهيم عليه الصلاة والسلام ولجعلت لها بابين مع الأرض بابا يدخلون منه وبابا يخرجون منه ) فنقول : من الذي قال لولا أهو مثلك أنت لم تفهم من العلم شيئاً أم هو سيد العلماء وهو الذي جاءنا بهذا العلم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يدري متى يفعل هذا الشيء وأنت لا تدري فأنت تترك السنة دفاعاً عن هوى نفسك هذه الحقيقة، وليس كما تزعم إنما هو حرصاً على الدعوة وأن لا يكون التمسك بالسنة مؤخراً للدعوة.
وبالإضافة إلى هذا أقول شيئاً آخر: السنة تنقسم إلى أقسام فمنها ما هو فرض ومنها ما هو سنة مؤكدة ومنها ما هو دون ذلك، من الذي يستطيع أن يفرق بين ما كان منها فرضاً وما كان منها سنة مؤكدة وما كان سنة مستحبة أهؤلاء الذين يقولون أنه لا يجوز التمسك بالسنة لأنها تعرقل الدعوة؟ هؤلاء لا يعلمون من العلم إلا نذراً قليلاً.
الرد على شبهة من يقول أن الدين فيه قشر ولب.
أحدهما: أن ننسب الشرع إلى أن فيه قشراً لا فائدة منه والواقع أن هذا القشر الذي يمثل به الشرع هو مأخوذ من قشر بعض الثمار وبعض الفواكه، فهل من قائل يقول: إن الله عز وجل لما جعل للثمرات كلها لباً وقشراً أن ذلك كان منه تبارك وتعالى عبثاً حاشا لله عز وجل، بل هذا أمر بدهي لو لم يكن في هذا اللب قشر يحافظ عليه لما كان لدينا شيء اسمه لب نتغذى به ، حتى القمح والشعير له تلك القشرة الناعمة التي تغربل ليأكل الإنسان طحيناً مصفاً مغربلاً ، إذا شبهوا الإسلام وهذا لا يجوز بأنه كهذه الثمار لب وقشر نقول هب أن الأمر كذلك لكن ما خلق الله شيئاً عبثاً، ما جعل الإسلام لباً وقشراً عبثاً بل لأن هذا القشر يحافظ على اللب فمن لا يحافظ على القشر أضاع القشر واللب معا .
هذا من مصائب هذا العصر الحاضر ولا يقول ذلك إلا الذين لا يهتمون بالسنة وإنما يهملونها ولا يعرفون قيمتها ويريدون أن يجمعوا الناس على شيء يخالف السنة بزعمهم، وهذا الشيء لا يمكن أن يكون صحيحاً وسليماً دون أن يكون على السنة لقوله تبارك وتعالى مخاطباً نبيه عليه السلام : (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) فبيانه عليه الصلاة والسلام هو السنة بكل أقسامها، ومن عجب أن هؤلاء قد كانوا من قبل للسلفيين ولأهل الحديث الذين يقولون يجب أن نعمل بالإسلام كلاً لا يتجزأ كانوا لما يرونهم يبحثون في موضوع السنة والبدعة ولا يشتغلون بما يسمونه بالسياسة ونحو ذلك يقولون كانوا ثم رجعوا يجب علينا أن نتبنى الإسلام كلاً إيش يعني كلاً ؟
يعني مو بس نشتغل بالطهارة والصلاة والزكاة لازم نشتغل بالسياسة والاقتصاد وإلى آخره، إذا بهم أخيراً حصروا الدعوة ببعض الجوانب وبخاصة ما كان منها متعلقاً بالسياسة ، تركوا البحث في العقيدة تركوا البحث في العبادات ما وافق منها الكتاب والسنة أو لم يوافق فلا يهمهم ذلك فقد رجعوا بخفي لا ما دعوا إليه سابقاً من تحمل الإسلام كلاً لا يتجزأ هم ...
من الدعوة إلى السياسة وإلى اقتصاد وما شابه ذلك بدليل أن بعض هذه الجماعات مضى عليها أكثر من نصف قرن من الزمان ثم على النظام العسكري في بعض البلاد مكانك راوح في حركة وفي نشاط لكن ما في أي تقدم ، بينما ما شاء الله عامة السلفيين يقولون بالتعبير السوري مطمسين يعني مغفلين لا يعرفون شيئاً من الإسلام وإذا هم ما بين عشية وضحاها يعرفون التوحيد ويعرفون في حديث صحيح في حديث ضعيف في فرض في سنة في كذا إلى آخره فما بين سنين قليلة تغيرت أوضاع هؤلاء لأنهم رجعوا إلى الكتاب والسنة مصداق قوله عليه الصلاة والسلام: ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي فلن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) نعم .
نحن طلاب ندرس في مكة لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر فهل نقصر الصلاة أم نتم ؟ وما رأيكم بمن يقول: تقصر الصلاة ما دمت تدرس ولو لبثت لمدة سنة ؟
الشيخ : الذي عرفته من أقوال السلف أنهم كانوا يفرقون بين من خرج من بلده وأقام في بلدة إقامة مؤقتة لم يجمع في قلبه الإقامة ولو لشهور فهذا يضل في حكم المسافر يقصر ويجمع .
أما من نوى الإقامة واطمأن لها وعمل في سبيلها ما يعمل أهل البلد أنفسهم فهو مقيم، وعلى ضوء هذا أقول : إن الطلبة الذين يسافرون من بلادهم إلى مكة لمدة شهور أو سنة أو سنتين فأنا لا أتصور هؤلاء إلا أنهم أجمعوا الإقامة في نفوسهم وفي قلوبهم وفي قرارة صدورهم أجمعوا على الإقامة مع ذلك، والعكس هو بالنسبة للرجل الذي يأتي بلد بحالة ما ولا يدري متى سيعود إلى بلده وهو يقول : اليوم أسافر ، لا غداً لا وتمتد معه المدة ربما أكثر من الثلاثة أشهر هذه ، فهذه صورة يعبر عنها بأنه لم يجمع الإقامة بل هو متردد فيها عازم على أن يرحل إن ما كان هذا اليوم فغداً في أقرب وقت ممكن، أما الذي يسكن في بلد يخطط لنفسه ويجمع أمره على الإقامة في ذلك البلد لمدة شهر فلنقل لمدة أسابيع فهذا مقيم وتجري عليه أحكام المقيم، نعم.
7 - نحن طلاب ندرس في مكة لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر فهل نقصر الصلاة أم نتم ؟ وما رأيكم بمن يقول: تقصر الصلاة ما دمت تدرس ولو لبثت لمدة سنة ؟ أستمع حفظ
هل صحيح أن كتاب * هل المسلم ملزم باتباع مذهب معين * لك أو أنه للمعصومي رحمه الله ؟
الشيخ : ما فهمت السؤال .
السائل : كتاب المعصوم يا شيخ .
الشيخ : كيف ؟
السائل : يسأل عن كتاب المعصومي.
الشيخ : المعصومي ؟
السائل : يقول هل هو صحيح النسبة ...
الشيخ : أعد أعد .
السائل : يقول هل كتاب: * هل المسلم ملزم باتباع مذهب معين * صحيح نسبته إلى مؤلفه كما زعم مقدم الكتاب وأن مؤلفه قد التقى بك في مكة المكرمة لأن بعض الدعاة يزعم أن الكتاب إليك من مؤلفاتك ؟
الشيخ : أن الكتاب ليس من مؤلفات المعصومي ؟
السائل : إي .
الشيخ : آه ، لا شك أن هذا الكتاب هو من تأليف الشيخ المعصومي رحمه الله ، والتعبير هنا في السؤال أنه التقى به خطأ لغوي، لأن الواقع أنني أنا الذي التقيت به لأنه كان مقيماً في مكة وكان من أفاضل العلماء البخاريين الذي هاجروا من ظلم الروس الشيوعيين يوم أقاموا الشيوعية مذهباً لهم فلجأ بنفسه وهاجر إلى مكة وأقام فيها، وأنا حينما حججت لأول مرة وكنت قد سمعت به واطلعت على بعض آثاره فعجبني فتبين لي أنه على هذا المذهب الذي ندعو الناس إليه كتاب الله وسنة رسوله وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح فزرته في داره فأهدى إلي بعض الرسائل منها هذه الرسالة ولا تزال موجودة عندي وعليها خطه كهدية إلى محمد ناصر الدين الألباني، ورأينا من وسائل نشر الدعوة السلفية في دمشق أن نطبع هذه الرسالة بعنوان جديد ليس هو عنوان المؤلف لأن المؤلف كان سمى هذه الرسالة بــــ.
السائل : هدية السلطان .
الشيخ : إيش ؟
السائل : هدية السلطان .
الشيخ : هدية السلطان إلى بلاد الجابان في اليابان .
السائل : مسلمي بلاد اليابان .
الشيخ : نعم .
السائل : مسلمي بلاد اليابان .
الشيخ : مسلمي بلاد اليابان ، فنحن وجدنا أن الأحسن نضع هذا العنوان وتركنا الرسالة من ألفها إلى يائها كما هي، فقام بعض الدكاترة المتعصبين هناك للتقليد وللجمود فرد على هذه الرسالة بما لا يجوز لنا الآن الخوض في ذلك .
ومما ذكر هناك أن هذه الرسالة نسبت زوراً إلى هذا المعصومي رحمه الله وأنه من تأليف بعض الدمشقيين وهذا من رجمه بالغيب والرسالة كما قلت لكم عندي بخط وبتوقيع هذا الإنسان.
فإذن الرسالة صحيحة النسبة إلى المعصومي رحمه الله وليست من عمل غيره إلا العنوان فقط.
السائل : العشا يا شيخ .
الشيخ : نعم ؟
السائل : العشاء جاهز.
إذا دخل شخص المسجد في وقت صلاة المغرب ووجد الإمام قد صلى المغرب والعشاء جمعا بسبب المطر، فهل يجوز له الدخول مع الإمام بنية المغرب ؟
الشيخ : يجوز .
السائل : طيب يسلمون والإمام الإمام يصلي أربع وهم يريدون ثلاث ركعات المغرب والإمام يصلي العشاء ؟
الشيخ : هنا تختلف المسألة إذا أدركوا الإمام في أول الصلاة .
السائل : إي من أول الصلاة .
الشيخ : إذا أدركوا لإمام في أول الصلاة .
السائل : نعم .
الشيخ : أو أدركوها فيما بعد، فإذا كانت الصورة أدركوا الإمام في أول الصلاة فحينما يقوم الإمام إلى الركعة الرابعة هم ينوون المفارقة ويجلسون في الركعة الثالثة .
السائل : يخالفون الإمام .
الشيخ : ويجلسون للتشهد الثاني أي نعم ، لأن هنا الصلاة بتصير رباعية والمغرب لا يجوز الزيادة فيها ففي ضرورة للمخالفة .
السائل : إي نعم .
الشيخ : إي نعم .
السائل : يعني يتشهدوا ؟
الشيخ : وإذا كان فاتتهم ركعة حينئذٍ بيسلموا معه.
السائل : يسلمون معه ، الله يجزاك خير .
سائل : يعني يتشهدوا وبيسلموا ؟
الشيخ : لا كيف يسلموا ؟
السائل : ينتظروا الإمام ، في الثالثة.
الشيخ : في الثالثة يعني الصورة الأولى.
السائل : بدؤوا معه أيوا .
الشيخ : الصورة الأولى يسلمون ويقومون ويقتطعون الصلاة.
الطالب : ... في سنغافورة ... أنا أسبقهم لما قال ولا الضالين يقول آمين ... يأخرون ...
الشيخ : ما شاء الله .
السائل : سبحان الله هم على السنة ونحن ...
الشيخ : شايف كيف ؟! سنغافورة على ما قلت كنت مسافراً أم مقيماً ؟
السائل : لا ، كنت مسافراً .
الشيخ : يعني مارا بها ؟
السائل : لا، كنت قاصدها ؟
الشيخ : كم مكثت بها ؟
السائل : خمسة أيام.
9 - إذا دخل شخص المسجد في وقت صلاة المغرب ووجد الإمام قد صلى المغرب والعشاء جمعا بسبب المطر، فهل يجوز له الدخول مع الإمام بنية المغرب ؟ أستمع حفظ
ما هي الكتب التي يبدأ بدراستها طالب علم في الحديث ؟
الشيخ : لقد تكرر مثل هذا السؤال في كل منزل نزلناه فالجواب يكون بالإيجاز التالي :
من كان يريد أن يدرس علم مصطلح الحديث فعليه أن يبدأ بكتاب الباعث الحثيث - يهديكم الله ويصلح بالكم - * الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث * الشرح للشيخ أحمد شاكر القاضي المصري رحمه الله، وهو كان من نوادر علماء الحديث في العصر الحاضر، والمتن المشروح * اختصار علوم الحديث * للحافظ ابن كثير الدمشقي اختصر به * مقدمة علوم الحديث * لابن الصلاح ، فهذا الكتاب هو الذي يحسن للمبتدئ في هذا العلم أن يبدأ به، ثم من بعده يشغل نفسه وفراغه بـــــ* شرح النخبة * للحافظ ابن حجر العسقلان فإن هذا الحافظ مشهود له بأنه كان أمير المؤمنين في الحديث في زمانه واستمرت له مثل هذه الإمارة إلى يومنا هذا حيث لم يأت أحد من بعده يخلفه في هذا العلم والإحاطة به علماً وتطبيقاً، فإن كثيراً من العلماء في مختلف الفنون والعلوم تكون دراساتهم في الغالب نظرية غير عملية كالذين يقرؤون مثلاً كتب أصول الفقه ولكنهم لا يستفيدون من هذا العلم شيئاً، لأنهم لا يطبقونه على المسائل الفقهية التي يجدون العلماء مختلفين فيها فتبقى علمهم يبقى علمهم نظرياً لا يفيدهم كما ذكرنا شيئاً، أما الحافظ ابن حجر رحمه الله فقد جمع العلوم فكراً وتطبيقاً عملياً ولذلك فشرحه المسمى بـــــــ* شرح النخبة * هو من أجمع مع لطافة حجمه من أجمع كتب علم المصطلح ومن أدقها فهماً، فإذا عني طالب العلم بهذا الكتيب صغير جداً فقد جمع أصول هذا العلم وعليه بعد ذلك أن يتمرن على تطبيق ما درس من هذا العلم المصطلح ولا بد أن يستمر في الصعود في قراءة ما ألوف في هذا المجال من التآليف القديمة.
ثم يشغل بادئ ذي بدء نفسه بقراءة بعض كتب الرجال ويقترح ويستحسن أن تكون بداءته هذه بكتاب : * ميزان الاعتدال في نقد الرجال * لإمام النقاد الحافظ الذهبي الدمشقي، وهو في هذا الكتاب يتكلم عن جملة كبيرة جداً من الرواة الذين تكلم فيهم بعض الأئمة المتقدمين بكلام فيه تضعيف هذا المترجم وقد يكون تضعيفه صواباً وقد يكون خطأً، فالحافظ الذهبي في هذا الكتاب يبين م يراه هو صواباً من حيث ترجيح النقد الذي قيل فيه أو ترجيح التوثيق، وهذا الكتاب * ميزان الاعتدال في نقد الرجال * ليس مختصاً في طائفة من الرجال وإنما ألم بكثير ممن ذكر له حديث في الكتب السنة وبآخرين لم يرو لهم في هذه الكتب وإنما في غيرها فهو كتاب جامع لأنواع من الرواة وفيه بيان أسلوب نقض المحدثين لبعض هؤلاء الرواة وبيان نماذج لأحاديثهم التي رووها واستنكرت عليهم وفي كثير من الأحيان تكون هذه الأحاديث سبب الطعن فيهم وسبباً لتضعيفهم، فيتمرن قارئ هذا الكتاب على طريقة علماء الحديث في تجريح الرواة بحيث يصبح هذا العلم علماً منطقياً معقول المعنى وليس علماً يسلم لهم به تسليماً.
ويضم في أول ما يبدأ من كتب الرجال إلى هذا الكتاب كتاب الحافظ ابن حجر العسقلاني المسمى بـــــ* تقريب التهذيب * وهذا حقاً اسم على مسمى * تقريب التهذيب * ذلك لأن التهذيب الذي لخصه بهذا التقريب قد تكون ترجمة كثير من الرواة فيه مطولة جداً، فتكون في بعض التراجم الأقوال المذكورة فيها متضاربة كل التضارب وبخاصة في ذهن من لا علم عنده بعلم الجرح والتعديل فيحار إلى ماذا يميل من هذه الأقوال التي بعضها توثيق لهذا المترجم وبعضها تضعيف، فالحافظ في تقريبه يقرب للمبتدي هذا الأمر الصعب بكلمة واحدة، وهو في ذلك يلتزم علماً من علوم مصطلح الحديث ألا وهو قاعدة: " الجرح مقدم على التعديل " بشروطه المعروفة في المصطلح وهكذا يمشي هذا المبتدي بهذا النوع من العلم حتى يعلو بالرجوع إلى أصول هذه الكتب المختصرة مما ألفها علماء الحديث القدامى كالحاكم أبي عبد الله النيسابوري والخطيب البغدادي ونحو ذلك فإنهم الذين ألفوا وأسسوا لهذا العلم ثم الذي جاؤوا من بعدهم ما كان منهم إلا أن جمعوا أقوال أولئك وحرروا ما استطاعوا التحرير، هذا كلمة موجزة بالنسبة لهذا السؤال فيما يتعلق بعلم المصطلح.
الكتب التي ينصح بها الشيخ طالب العلم بدراستها في متون الحديث
وخير من كتاب الحافظ هذا كتاب لابن دقيق العيد اسمه *الإلمام بأحاديث الأحكام* وهو مطبوع في دمشق الشام قديماً وعلق عليه بعض إخواننا من طلبة العلم اسمه سعيد المولوي فكتاب الإلمام هذا خير من سابقه لأنه لم يذكر فيه إلا ما صح عنده ولم يشغل بال طالب العلم بإيراد بعض الأحاديث الضعيفة التي قد تختلط في ذهنه مع مضي الزمن بالأحاديث الصحيحة فيقع في الإشكال من حيث لا يريد ولا يشعر، ومن هذا القبيل أيضاً مثل كتاب *الإلمام بأحاديث الأحكام* كتاب لم يطبع بعد وأرجوا أن ييسر له بعض أقوياء طلاب العلم فينسخه ويعلق عليه اسمه *الأحكام الصغرى* لعبد الحق الإشبيلي، عبد الحق الإشبيلي هذا من كبار علماء الأندلس وحفاظ الحديث ونقاده ، له كتاب كبير هو أصل هذا الكتاب الصغير، الكتاب الكبير سماه بـــــ*الأحكام الكبرى* جمع فيه أحاديث الأحكام من الكتب الستة وغيرها، ومن مزايا هذا الكتاب أو من صفاته قلت أو من صفاته، لأن هذه الصفات أو بعض هذه الصفات ليست متميزة وتفيد القارئ كثيراً ذلك لأنه يسوق الأحاديث التي نقلها من الكتب السنة وغيرها بأسانيد هذه الكتب السنة فهو مثلاً يقول: البخاري، حدثنا فلان عن فلان يسوق الحديث من البخاري بسنده ومتنه ولا أرى كبير فائدة في ذكر الأسانيد للأحاديث بالنسبة لأكثر قراء ومثقفي العصر الحاضر وبخاصة إذا كان الحديث في الصحيحين، فإن ذكر الإسناد هو من باب الوسيلة والغاية هو المتن وإذا كان الصحيحان قد اتفق جماهير علماء الحديث على صحتهما إلا في قليل من الأحاديث المنتقدة عليهما فلا فائدة تذكر من سوق إسناد البخاري أو إسناد مسلم للحديث لسببين أحدهما ما ذكرته آنفاً من أن الأحاديث المذكورة في الصحيحين صحيحة إلا أفراد قليلة منها.
السبب الثاني : أن الذين يشغلون بدراسة هذه الكتب ليس عندهم من الثقافة ما يمكنهم أن يستفيدوا من ذكر إسناد الحديث لو كان في غير لو كان الحديث مع السند منقولاً في غير الصحيحين، فما الفائدة من ذكر سند البخاري وسند مسلم ليس هناك فائدة إلا بالنسبة للعلماء الكبار الذين قد يجدون وهم يقرؤون هذا السند يجدون فيه علة وقد تكون علة قادحة فحينئذٍ يبتعد عن الاحتجاج بالحديث، وقد تكون تلك العلة غير قادحة فلا يستفيد من سوق المؤلف إسناد الحديث فائدة تذكر، هكذا أسلوب الحافظ عبد الحق الإشبيلي في كتابه *الأحكام الكبرى* يسوق كل الأحاديث التي يذكرها بأسانيدها فلا فائدة تذكر من سوق الأحاديث التي نقلها عن الصحيحين بأسانيدها قد تكون الفائدة في ذكر أحاديث ينقلها عن السنن مثلاً وعن بعض الأسانيد كــ* مسند البزار * لكي ينظر القارئ في العلة التي سيتحدث عنها هو فيقول بعد أن يذكر السند مع المتن هذا إسناد ضعيف فيه فلان كما رأيتم الإسناد وهو ضعيف أو سيئ الحفظ أو نحو ذلك.
أنفع من كتابه هذا وكأنه لاحظ شيئاً مما ذكرته آنفاً من التطويل بذكر أسانيد المتون إطالة لا فائدة كبرى من ذكرها وكأنها لذلك لخص هذا الكتاب بكتاب آخر له وسماه * الأحكام الوسطى * هو الكتاب نفسه الكتاب الأول بعناوين كتبه وأبوابه ومتونه سوى أنه حذف الأسانيد وأعطى الخلاصة عنها، إذا كان الحديث في خارج الصحيحين لأنه إذا كان الحديث في الصحيحين فقوله رواه البخاري ومسلم أو رواه البخاري ... في حديث يعزوه المؤلف إلى غير الشيخين كقوله : رواه أبو داود أو الترمذي أو غيرهما ففي هذه الحالة مزية * الأحكام الصغرى * أنه يقول إسناده صحيح أو إسناده ضعيف مع بيان ذلك ، هذا الكتاب أنفع من الكتاب الأول لما بينهما من تطويل وتلخيص.
ثم ألف كتاباً ثالثاً وأخيراً سماه بـــــ* الأحكام الصغرى * هي نفس الكبرى ونفس الوسطى ولكن مقتصراً على ما صح عنده من الأحاديث فقط ودون أي كلام فتجد الحديث هناك متناً وتخريجاً رواه أبو داود ويسكت لأنه نص في المقدمة أن هذا الكتاب * الأحكام الصغرى * انتقاه من الكبرى والوسطى ما كان منها صحيحاً فهو يسرد الأحاديث بإيجاز.
خصها بما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلو نشر هذا الكتاب لكان فائدة عظيمة جداً لطلاب العلم الذين يريدون أن يعرفوا الأحاديث الصحيحة من أقرب طريق، أما الذي يريد أن يتمرن ويتمرس على التخريج وكيف يكون التصحيح والتضعيف فهو يستفيد من * الأحكام الوسطى * ثم التي قبلها وهي * الأحكام الكبرى * هذا ما يمكن ذكره بمناسبة هذا السؤال، نعم .
هل من السنة حلق شعر الأمة في اليوم السابع كالذكر ؟ أم هو خاص بالذكر ؟
الشيخ : لا نجد في السنة ما يستثني الجارية ولا نقول الأمة لأن الأمة خاصة بغير الحرة والمقصود الجارية البنت ، لا نجد ما يفرق بين الجارية وبين الغلام فيما يتعلق بحلق الرأس في اليوم السابع ، أقول هذا وإن كان ليس هناك حديث صريح بأن الجارية كالغلام لكننا نأخذ ذلك من عموم قوله عليه الصلاة والسلام : ( إنما النساء شقائق الرجال ) فإذا لم يأت حكم خاص بالنساء ألحقن بالرجال في هذا الحديث وإن كان في بعض الأحكام ينفصلن فيها عن الرجال لكن هذا لا بد له من نص يدل على خصوصية المرأة بذلك الحكم والأمر هنا ليس كذلك فنقول حين ذلك يحلق شعر الجارية كما يحلق شعر الغلام في اليوم السابع، نعم .
السائل : جزاك الله خيراً.
ما حكم تصوير الفيديو ؟
الشيخ : تكلمنا أيضاً عن هذه المسألة في بعض المجالس في بعض البلاد التي مررنا بالمملكة، والخلاصة أن الفيديو هو شر أنواع الصور لأن التصوير حرم في الشرع لعلتين اثنتين:
الأولى: للمضاهاة كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة الذين يضاهون بخلق الله.
والعلة الثانية: أن الصور والتماثيل كانت سبباً قبل الأمة الإسلامية لعبادة الأصنام كما ذكر ذلك في صورة نوح عليه الصلاة والسلام حيث قال ربنا تبارك وتعالى : (( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا )) وقد جاء في كتب التفاسير التي تروي التفسير بالمأثور أن هؤلاء الخمسة كانوا عباداً لله صالحين، وفي قصة طويلة نقول: أوحى إليهم الشيطان أن ينحتوا لهؤلاء الخمسة أصناماً من باب التذكير ببطولة هؤلاء الخمسة كما هو الشأن الآن مع الأسف في بعض البلاد الإسلامية حيث ينصبون تماثيل بعض الزعماء زعموا في بعض الساحات من كل بلدة ذكرى لهم، ثم مضت الأيام فصاروا بوسوسة من الشيطان يعبدونها من دون الله تبارك وتعالى فأرسل الله عز وجل إليهم نوحاً فدعاهم إلى عبادة الله فأبوا ذلك وتناصحوا بينهم وقالوا : (( لا تذرن آلهتكم )) إلى آخر الآية.
فالتصوير من حيث هو تصوير لا فرق بين التصوير اليدوي والفوتغرافي والفيديو بل الفيديو أخطر، لأنه أشد مضاهاة لخلق الله فإن الصنم مثلاً الذي كانوا ينحتونه صنم جامد لا يتحرك صورة على الجدار أو على الستارة لا تتحرك، مع ذلك لما دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على عائشة ورأى القرام وعليه الصور أنكر ذلك عليها وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة هؤلاء المصورون يضاهون بخلق الله ) هذه الصورة جامدة كما قلنا فكيف لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصور المتحركة هذه يخيل إليك بأنه شخص حقيقة كهذا الشخص الذي خلقه الله تبارك وتعالى، ولذلك فالفيديو أشد تحريماً من كل الصور التي كانت قبل اختراعهم لهذا الجهاز، والرسول عليه السلام كما تعلمون لعن كل مصور حيث قال : ( لعن الله المصورين ) وقال : ( كل مصور في النار ) وقال : ( لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة أو كلب ) هذا موجز القول للإجابة عن هذا السؤال.
ما هو السن الذي يصف الصبي في الصلاة ؟
الشيخ : في أي إيش ؟
السائل : في أي سن يصف الصبي في الصلاة ؟
الشيخ : ليس هناك نص يصرح بالسن المسؤول عنه، ولكن النظر السليم يقتضي أن الصبيان يقفون مع الرجال إذا كانوا مميزين إذا كانوا مميزين أي يحافظون على الصلاة وهم في الصف وليسوا من الصغار الذين لا يعرفون قد الصلاة وقيمتها حيث تراه الآن في الصف ثم بعد لحظات يولي الأدبار لأنه ولد طفل صغير فيوجد فراغاً في الصف وخللا فيه وهذا لا يجوز، فإذا كان الصبيان من ذوي العقل والفهم ولو أنهم لم يبلغوا بعد سن التكليف فإنما يسمح لهم أن يقفوا في الصف مع الرجال، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسن للمسلمين في تسوية الصفوف المتعلقة بالرجال والصبيان سنة معينة وإن كان جاء هناك حديث في * سنن أبي داود * ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصف الرجال ثم الصبيان ثم النساء ) وصف النساء بالنسبة بتأخرهن عن الرجال هذا صحيح مقطوع به، أما صف الصبيان بين الرجال وبين النساء فإنما فيه حديث واحد يرويه أبو داود في * السنن * والإمام أحمد في * المسند * ولكن في سنده رجل ضعيف الحفظ ضعيف الذاكرة اسمه شهر بن حوشب هذا إذا وجد في حديث ما وتفرد هو به يكون حديثه ضعيفاً لا يصح ، لو صح هذا الحديث بهذا السند لقلنا بأن السنة صف الرجال ثم الصبيان ثم النساء، ولكن لم يصح هذا الحديث ولم يجر العمل به، وعلى هذا لا بد من إعمال النظر في الصبيان الذين يحضرون المساجد وهم في الغالب يعرفون بعبثهم في الصلاة فيصفون خلف الرجال أو باستقامتهم وهدوئهم في الصلاة فيصفون مع الرجال حتى يتمرنوا على هذه الصلاة التي كان من أقواله عليه الصلاة والسلام للتمرين قوله : ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) فقوله عليه السلام : ( واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ) لا شك أن هؤلاء الأبناء أبناء العشر يكونون عادة مميزين لكن مع ذلك فهم لم يجر عليهم قلم التكليف لكن من باب التمرين على الخير وعلى أعمال الصالحة أمر عليه الصلاة والسلام الآباء والأمهات أن يعنوا بتربية الأولاد منذ نعومة أظفارهم فقال: ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ) ففي الغالب إذا كان الولد في سن السابعة وعلم بأحكام الصلاة وآداب الصلاة إذا وقف الصف التزم الهدوء والسكوت وإلا فهذا يجعل خلف الصف لما ذكرنا من عدم الإخلال بالصف ، أما من بلغ السن العاشرة وهو يلتزم الصلاة بآدابها فهذا ينبغي أن يصف مع الرجال أما لا سمح الله إذا كان لا زال ذا حركات وعبث ولهو فيؤخر، هذا هو الضابط في مسألة تصفيف الأولاد أو الصبيان تارة مع الرجال وتارة خلف الرجال، نعم .
هل يصف الصبي خلف الإمام أم في أطراف الصف ؟
السائل : تعليقاً على هذا السؤال قد يتساءل البعض هل يصف خلف الإمام أم في أطراف الصف ؟
الشيخ : هو في إطراف الصف طبعاً لأن خلف الإمام هناك حديث صحيح قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( ليليني منكم أولوا الأحلام والنهى ) وقد طبق هذا الحديث مرة أبي بن كعب رضي الله عنه كما في * سنن النسائي * : ( دخل المسجد فوجد غلاماً خلف الإمام فأخذه وأخره وأنزل نفسه مكانه، وقد لاحظ أنه أصابه شيء من الاضطراب أن كيف هذا الصحابي الجليل يحل في مكان هذا الإنسان بعد الصلاة قال له أبي مؤانساً له : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ليليني منكم أولوا الأحلام والنهى ) أي فلا يلقى في نفسك شيء من الكراهة لأني إنما فعلت هذا ليس تنقيصاً لك وإنما تنفيذ مني لهذا الأمر النبوي الكريم: ( ليليني منكم أولوا الأحلام والنهى ) فالذين يقفون وراء الصف حتى ولو كانوا من الرجالات الكبار لا ينبغي أن يحتلوا هذا المكان خلف الإمام إلا إذا كانوا من أهل العلم والفضل، فقد يعرض لهذا الإمام شيء يستلزم أن يقدم رجلاً ينوب منابه فإذا كان الذي قام خلفه من عامة المسلمين قد لا يعرف يتقن قراءة الفاتحة فهذا المكان لا ينبغي أن يحتله إلا أولوا الأحلام والنهى كما في هذا الحديث الصحيح، نعم.
يكون بعض الناس في رحلة لمدة يومين مثلاً فيقولون نبدل بين الأئمة في الصلاة فيصلي الظهر فلان والعصر فلان وهكذا بقية الصلوات، فهل يتنافى هذا مع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ... ) الحديث ؟
فضيلة الشيخ يكون بعض الناس في رحلة لمدة مثلاً يومين فيقول هؤلاء الناس : يبدل في الأئمة وذلك لفوائد شتى فمثلاً يأم هؤلاء الناس الظهر رجلاً ويؤمهم في العصر غيره وهكذا بقية الصلوات فهل هذا يتنافى مع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ) الحديث ؟
الشيخ : لا شك أن هذا يخالف للحديث المذكور، ولذلك فلا يجوز لأحد أن يأتي بهذه التمارين على خلاف سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
والحقيقة أن هذا يذكرنا بشيء هام وهو أننا إذا أردنا أن نربي الناس تربية إسلامية فلا يجوز أن تكون هذه التربية على خلاف السنة، فإذا كان معلوماً هذا الحديث الذي ذكر الطرف الأول منه في السؤال: ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأكبرهم سناً، وإن كانوا في السن سواء فأقدمهم هجرة ) إذا كان هذا هو القاعدة التي قعدها وأسسها وأصلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيمن هو الأحق بالإمامة فكيف يجوز أن نتخذ من وسائل التربية والتعليم خلاف هذه القاعدة قيل من باب إيش؟ التعليم والتمرين، التعليم والتمرين يجب أن لا يكون على حساب مخالفة السنة فلا يؤم القوم إلا كما قال الرسول عليه السلام: ( أقرؤهم لكتاب الله ) فيمكن التعويض بالتعليم المباشر لهؤلاء الذين يقدمهم على نوبات مختلفة فعليه أن لا يخالف السنة في هذه المسألة أو في غيرها باسم التربية والتعليم، لأن الغاية لا تبرر الوسيلة كما هو الشأن عند الكفار الغاية تبرر الوسيلة عند الكفار فيتخذون من الوسائل ما يخالفون فيها أحكام الله لأنهم كفار، فنحن ما ينبغي أن نتشبه بهم وأن يكون دائماً في بالنا أن القاعدة الصحيحة : " الغاية لا تبرر الوسيلة " فالغاية في مثل هذه الصورة التي عرضت آنفاً هو تمرين هؤلاء الأئمة وتشجيعهم على إمامة الناس والصلاة بهم ، لكن الأمر كما قيل :
" أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل "
ما هكذا يكون التعليم والتمرين على أساس من المخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، نعم.
16 - يكون بعض الناس في رحلة لمدة يومين مثلاً فيقولون نبدل بين الأئمة في الصلاة فيصلي الظهر فلان والعصر فلان وهكذا بقية الصلوات، فهل يتنافى هذا مع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ... ) الحديث ؟ أستمع حفظ
إذا أذن المغرب وأنا في البر وقد تلوثت ثيابي بنجاسة وليس عندي غيرها فهل يجوز لي أن أؤخر صلاة المغرب حتى أرجع إلى البيت ؟
هل يجوز تأخير صلاة المغرب ووقتها كما يقول قصير إذا كنت في البر وقد تلوثت ثيابي بنجاسة وليس عندي غيرها حتى أصل إلى البيت ؟ أعيده ؟
الشيخ : لا بس أظن السؤال حتى يصل إلى البيت بعد نصف الليل ولا متى؟ المسألة تحتاج إلى شيء من التوضيح لا شك أن الصلاة وهو حامل للنجاسة لا تصح ولا تجوز لقوله تعالى : (( وثيابك فطهر )) فإذا كان الإنسان في وضع لا يستطيع أن يطهر ثيابه فينبغي أن يتأمل هل الثوب النجس الذي لا يتمكن من غسله هو مثلاً ثوب داخلي ففي هذه الحالة يمكن أن يقال له : انزعه وتكفيك الثياب الأخرى كالعباءة مثلاً أو كالقميص فالمتنجس السروال مثلاً ولم يتمكن من غسله فيقال له : اخلع سروالك وصل بالقميص الطويل وبخاصة أنه قديماً كانوا لا يلبسون السراويل حتى النساء وإنما كانوا يكتفون بلبس هذا القميص الطويل الذي يسمى في بعض البلاد بالجلابية أو الدشداشة أو نحو ذلك، وهو لغة هو القميص فقد يطول وقد يقصر فهذا مخرج لكي لا يؤخر الصلاة عن وقتها أن يخلع الثوب النجس ويصلي بالثوب الآخر.
أما إذا فرضنا وضيقنا الصورة أنه لا يستطيع أن يصلي إلا عارياً فحينئذٍ نقول له إذا أمكنك أن تتأخر بالصلاة إلى ما قبل خروج وقتها من أجل غسل الثوب فهذا هو المخرج ، أما إذا لزم من ذلك إخراج الصلاة عن وقتها بحيث أنها لا تصلى بعد خروج وقتها فحينئذٍ يصلي في حدود ما يستطيع، وقد ذكرنا صورة من الاستطاعة وهو خلع الثوب النجس، فإذا كان ليس له إلا هذا الثوب الواحد ودار الأمر بين أن يصلي مكشوف العورة وبين أن يصلي مستور العورة ولكن بثوب نجس فهنا يقال : يقدم الشر الأصغر على الشر الأكبر فنقول له: صل بالثوب النجس أخف جرماً أو خطأً أو قباحة من أن تصلي عارياً عن ستر العورة في حالة خشية إخراج الصلاة عن وقتها، لأن الصلاة إذا خرجت عن وقتها لم يمكن للمكلف أن يقضيها إلا بعذر واحد من عذرين اثنين هما النوم أو النسيان لقوله عليه الصلاة والسلام : ( من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها حين يذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ) من نسي صلاة في أثناء عمله غفل عن صلاة الظهر مثلاً حتى دخل وقت صلاة العصر فلما سمع أذان العصر أو نبه بأي وسيلة أخرى تذكر أنه لم يصل الظهر حينئذٍ فوراً يباشر صلاة الظهر ثم صلاة العصر أو نام مثلاً عن صلاة الظهر أو صلاة الفجر فلم يستيقظ لها إلا بعد خروجها عن وقتها فالرسول عليه السلام يقول في كل من الحالتين حالة النوم عن الصلاة أو حالة نسيانها قال عليه السلام : ( فليصلها حين يذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ) لهذا لا يجوز أن يؤخر الصلاة بحكم أن الثوب نجس إلى خروج وقتها، وإنما يسعى لحل المشكلة بأقرب طريق كما ذكرنا، نعم.
17 - إذا أذن المغرب وأنا في البر وقد تلوثت ثيابي بنجاسة وليس عندي غيرها فهل يجوز لي أن أؤخر صلاة المغرب حتى أرجع إلى البيت ؟ أستمع حفظ
إذا لم يسمع المأمون قول الإمام آمين فهل يقولها أم لا ؟
الشيخ : الجواب نعم يقولها ولكن كما نبهنا في الأمس القريب لا يستعجل إذا سمع سكون النون من الإمام (( ولا الضالين )) يأخذ القارئ كما لو كان يأخذ المقتدي كما لو كان هو القارئ ثم يقول آمين وبهذه الحالة يكون لم يسبق الإمام خلاف ما نشاهده اليوم في كثير من البلاد ( إذا أمن فأمنوا ) وليس من الضروري حينذاك أن تسمع لأن كثير من الأئمة يكون مذهبهم الإسرار بآمين في بعض البلاد وبخاصة بلاد بعض الأعاجم كالأتراك الذين يغلب عليهم التمسك بالمذهب الحنفي ، فالمذهب الحنفي يرى أن الإمام لا يجهر بآمين إنما يسر وهذا خلاف السنة الصحيحة، لأن السنة صرحت بأن النبي صلى الله عليه وسلم ( كان إذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال آمين ورفع بها صوته ) فإذا ابتلي المصلي .
الشيخ : بالاقتداء بإمام حنفي المذهب مثلاً لا يرى سنية الجهر بآمين، أو هو يرى ولكنه متكاسل لا يهتم بالتمسك بالسنة ولا يجهر بآمين فذلك لا يحول بين المقتدي وبين قوله آمين ولكن عليه أن لا يستعجل بها كما ذكرنا.