شرح حديث : ( خمسُ صلواتٍ افترضهنَّ اللهُ عزَّ وجلَّ منْ أحسنَ وضوئهنَّ وصلاهنَّ لوقتهنَّ ... )
الشيخ : طبعاً ألا يطلق عليه أنه لم يحسن الوضوء ؟
الطالب : لكن الإحسان لا يتفاوت يا شيخ ؟ يعني ألا يمكن أن يكون وضوءً صحيحاً غير محسن ؟
الشيخ : ما أجبتني بارك الله فيك، لأني أنا سأجيبك الإحسان يختلف لكن أنا سألتك سؤالاً .
الطالب : أعد .
الشيخ : ألا يطلق عليه أنه لا يحسن الوضوء ؟
الطالب : بلى.
الشيخ : طيب فسؤالك ولا مؤاخذة غير وارد لأني لا أخالفك فيه، فلماذا لما أسالك ألا يطلق عليه أنه لم يحسن الوضوء الجواب نعم .
أما أن تسألني أليس هناك فرق؟ الجواب نعم، لكن ليس له علاقة بموضوعنا .
وأنت تعرف بهذه المناسبة قول الرسول عليه السلام لما رأى في رجل ذلك الرجل لمعة قال له ارجع فأحسن وضوءك وأعد صلاتك، صح ولا لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : فإذن لماذا نبعد هذا الترك لإحسان الوضوء عن أذهاننا ونأخذ الاحتمال الثاني الداخل هو في كما أنت سألت ولا خلاف في ذلك ، لكن أول ما يتبادر من اللفظ المطلق هو المعنى المطلق أم المعنى الخاص ؟
هذه المشكلة التي ينبغي على الذين يدرسون المتون ويريدون أن يحكموا عليها بالشذوذ أو بالنكارة أو أنه يتقوى بغيره أو لا يتقوى، الذي ينبغي أن يدرس الحديث يجب أن يجمع بين العلم بمصطلح الحديث ورجال الحديث أي جرحاً وتعديلاً، وبين اللغة العربية ودقائق تعابيرها وملاحظة التفاوت بين بعضها البعض إلى آخره .
أنت قلت آنفاً ما صرحت به أن اللفظ الأول ليس فيه حجة بينما اللفظ الثاني فيه حجة، أنا لا أرى فرقًا بين اللفظ الأول واللفظ الآخر إلا من جانب واحد وهو أن اللفظ الآخر صريح الدلالة، أما تارك الصلاة أمره إلى الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه، أما اللفظ الأول فهذا هو الفقه الذي أشرت إليه آنفا مستدلاً بجواب علي لأبي جحيفة السوائي: " إلا فقه أو فهم يؤتيه الله عبداً في كتابه " .
فالآن الذي لم يحسن الوضوء اللفظ بارك الله فيك مطلق فيدخل فيه الذي لم يحسن الوضوء إحسانا مطلقا كهذا الذي قال له ارجع فأحسن وضوءك وأعد صلاتك فهذا الذي يصلي هو الذي يقال فيه صلى وما صلى، وهنا يأتي حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: ( إن مات هذا وهو يصلي هذه الصلاة مات على ملة غير ملة محمد صلى الله عليه وسلم ) لأنه صلى وما صلى، كما جاء في حديث المسيء صلاته الذي تعرفونه: ( حيث صلى ثم جاء إلى النبي عليه السلام فقال له ارجع فصلي فإنك لم تصلي ) ثلاث مرات كما هو معلوم أخيراً الرجل تبين له أنه فعلا لا يحسن الصلاة ( فقال والله يا رسول الله لا أعرف أو لا أعلم غيرها فعلمني فقال له إذا توضأت كما أمرك الله فاستقبل القبلة ثم كبر ثم اقرأ ما تيسر من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ) إلى آخره هذه واحدة هنا .
فإحسان الوضوء هو الذي يستوجب صحة الصلاة والإساءة في ترك الإحسان في الوضوء قد يوجب أحيانا أن تكون صلاته باطلة، وقد لا توجب إذا كان مثلا الآن أنا أقول هات لي أنت صورة يمكن أن تقول فيها كما قال الرسول عليه السلام في الشطر الأول ارجع فأحسن وضوءك وأعد صلاتك هات صورة أنت لمتوضئ تقول له ارجع فأحسن وضوءك ولا تقول له وأعد صلاتك . شو بدك تتصور أنه ترك مستحلا ترك سنة مؤكدة مثلاً ولا إيش ؟ هل بإمكانك أن تتصور هذه الصورة ؟
الطالب : طبعا لا آمره أن يعيد وضوءه لكن ممكن أقول أن هذا الرجل أو أقول له ما أحسنت الوضوء مثلاً لكن ما أقول له أعد وضوءك إذا كان أكمل ما يشترط عليه في الوضوء.
الشيخ : ما أجبتني بارك الله فيك سؤالي محدد جدا، وقوفا عند لفظ الرسول لأنه هو القدوة لنا إذا رأيت رجلا أساء وضوءه هل تقول له ارجع فأحسن وضوءك ولا تأمره بإعادة الصلاة ؟
الطالب : لا لا بد من إعادة الصلاة.
الشيخ : إذن إذن ؟
الطالب : هذا أمرته أن يرجع ويحسن وضوءه فلا بد يستلزم إعادة الصلاة.
الشيخ : جميل جدا لكن السؤال له تابع وهو إذا رأيته أخل بشيء من سنن الوضوء فهل تقول ارجع وأحسن وضوءك وبالتالي لا تقول له وأعد صلاتك، أم تقول بعبارة أخرى ؟
الشاهد من هذا كله .
الطالب : نعم
الشيخ : ولا أريد أنا أن أضيق أمرا وسع الله فيه إنما هي ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين، يجب أن نراعي ألفاظ الرسول عليه السلام وأن نضعها مواضعها، فقوله هناك: ( ارجع فأحسن وضوءك ) هذا الحديث يفسر بذاك فالإحسان هو معناه إتمام الوضوء إذا لم يتمه فكأنه لم يتوضأ وبالتالي لو صلى فكأنه لم يصل ولذلك قال له : ارجع فأحسن وضوءك وأعد صلاتك، فهذه أول ملاحظة في هذه الرواية الأولى التي إذا دققنا في التفقه فيها سوف لا تجد اختلافاً بينها وبين الرواية الأخرى إلا ما أشرت إليه آنفا من حيث صراحة الرواية الثانية دون أحسن من الرواية الأولى، ثم ولم يتم خشوعه كما يقول أو قبل ذلك ركوعه
الطالب : وأتم ركوعه .
الشيخ : لا ، بالنسبة للذي لم يتم ، بالنسبة للشطر الثاني من الحديث.
الطالب : ومن لم يفعل ، الحديث الأول أم الآخر ؟
الشيخ : الأول ، نحن لا نزال في الأول .
الطالب : الأول ( من أحسن وضوءهن وصلاهن بوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ).
الشيخ : مفهوم هذا .
الطالب : ومن لم يفعل.
الشيخ : لم يفعل ماذا ؟
الطالب : قلنا هذه الأربعة نعم.
الشيخ : هذا هو فأنا أخذت أول واحدة وهي .
الطالب : أحسن وضوءهن .
الشيخ : لم يحسن وضوءه ومن لم يفعل ذلك إيش معناه ؟ لم يحسن وضوءه صح ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : ولم يتم ركوعهن
الطالب : نعم .
الشيخ : ولا خشوعهن.
الطالب : ولم يصل في وقته.
الشيخ : طيب فالآن نأخذ العبارة الثانية وهي لم يتم الركوع.
الطالب : الثانية وصلاهن لوقتهن ...
طالب آخر : ولم يصل .
طالب آخر : الحديث هو من أحسن وضوءهن هذه أولا ثانيا وصلاهن لوقتهن.
الشيخ : كويس ، صلاهن لوقتهن ، نأتي إلى الثانية هذه وصلاهن لوقتهن، الرجل الثاني لم يصلها في وقتها هل هي صلاة مقبولة ؟
الطالب : طبعاً لا.
الشيخ : فإذا ما فائدة هذه الصلاة ؟ هل هناك فرق عندك بين من يصلي الصلاة قبل وقتها أو يصليها بعد وقتها ؟ هذه صورة بالنسبة لمن يصلي يصلي الصلاة قبل وقتها أو يصليها بعد وقتها هذا شخص، وشخص آخر لا يصليها لا في وقتها ولا قبل وقتها ولا بعد وقتها، هل هناك يعني خلاف بين الرجلين بأن هذا الذي صلي قبل الوقت لا صلاة له والذي صلى بعد الوقت لا صلاة له، وإنما الذي له صلاة الذي حافظ على مثل قوله تعالى: (( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا )) نحن الآن في رجل لا يصلي الصلاة في وقتها فهذا لا صلاة له، فإيش الفرق بين هذا المعنى في اللفظ في الرواية الأولى التي لم تجدها إلا من طريق ذلك المجهول وفي الرواية الأخرى ؟ لا فرق إلا في اللفظ، هناك في وضوح وهنا في خفاء وهذا الخفاء حينما يشرح يصبح جليا ويلتقي مع الرواية الثاني .
1 - شرح حديث : ( خمسُ صلواتٍ افترضهنَّ اللهُ عزَّ وجلَّ منْ أحسنَ وضوئهنَّ وصلاهنَّ لوقتهنَّ ... ) أستمع حفظ
تتمة شرح حديث : ( ... وأتمَّ ركوعهنَّ وخشوعهنَّ كانَ لهُ على اللهِ عهدٌ أن يغفرَ لهُ ، ومنْ لمْ يفعلْ فليسَ لهُ على اللهِ عهدٌ إنْ شاءَ غفرَ لهُ وإنْ شاءَ عذبَهُ ).
الطالب : نعم .
الشيخ : بالنسة للرجل الثاني .
الطالب : الركوع والخشوع .
الشيخ : خشوع ؟
الطالب : الركوع والخشوع.
الشيخ : الركوع والخشوع .
فالآن انتهينا من ملاحظة إحسان الوضوء ومن ملاحظة عدم الصلاة في وقتها حيث لم يصلها في وقتها الأول أحسن الوضوء وصلى في الوقت الثاني لم يحسن الوضوء ولم يصلها في وقتها
نأتي الصفة الأخرى أنه لم يتم الركوع فهل لهذا الذي لم يتم الركوع صلاة صحيحة ؟
فإذن بارك الله فيك ما يحتاج الأمر إلى أن نتكلم بقا في الخشوع لأن الخشوع فيه خلاف بين العلماء هل هو ركن من أركان الصلاة أم هو واجب من واجبات الصلاة أم هو من مستحبات الصلاة؟ فليس عندنا دليل أن الخشوع في الصلاة هو ركن من أركان الصلاة، هذا قولا واحدا، بل عندنا دليل أن هذا الخشوع من لطف الله تعالى بعباده أنه ما جعله فرضاً عليهم فرض شرط وليس فرضاً دون شرط رحمة بهم، وأعنى بذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن الرجل ليصلي الصلاة وما يكتب له منها إلا عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها نصفها ) الخشوع الذي هو الصفة الرابعة الكاملة بالنسبة للذي يحافظ على الصلاة.
فهذا الخشوع إما أن نقول كما أعتقد أنه ليس بركن فحينئذ إذا صلى صلاة بعد أن أحسن الوضوء وصلاها في الوقت وأتم الركوع فصلاته صحيحة وإن لم يخشع لأنه لا دليل لدينا على شرطية أو ركنية الخشوع في الصلاة، وإن قيل بأنه ركن وما أظن أحد منكم يقول بهذا فحينئذٍ تأتي صفة رابعة أن هذا الرجل الثاني الذي أمره إلى الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه أن هذا لم يصل لأنه لم يخشع في صلاته، أنا لا أدندن حول هذه لأني لا أعتقد أن الخشوع ركن من أركان الصلاة، فكل من لم يخشع فصلاته باطلة، لكن لا شك في الخصال الثلاث الأولى أنها من أركان الصلاة، فإذن يقال في هذا الذي لم يحسن الوضوء ولم يصلها في الوقت ولم يتم الركوع فلا صلاة له، هذا يلتقي مع اللفظ الثاني،
وبعد ذلك أقول شيئاً: هذا الرجل المجهول هو رجل تابعي وجهالة التابعي ليست بمنزلة جهالة من دونه، وكثير من علماء الحديث ولعل مالكاً منهم كانوا يحملون حديث الرجل التابعي المجهول على ما سبق أن تحدثنا مع الأخ الكريم هنا أنه يحسن الظن به لسببين اثنين : السبب الأول: أنه لم يكن قد اشتهر الكذب بين التابعين بل ليس فيهم من الضعف ما ظهر فيمن بعدهم من حيث سوء الحفظ، ولعل هذا تعليلا ماديا بسبب هناء النفس التي كانوا يعيشونها، والطمأنينة التي كانوا يحيونها .
فالشاهد أن هذه الجهالة هنا قد تغتفر بالنسبة لبعض وجوه نظر بعض المحدثين ومنهم ابن كثير ومنهم ابن رجب، فإنهم يسلكون أحاديث المجهولين من التابعين مسلك الاحتجاج بحديثهم، فلو فرضنا وهذه فرضية لا بد من ملاحظتها أن هذا اللفظ الثاني لا يوجد له شاهد بوضوحه وصراحته، فإذا ضممنا إليه الملاحظة الأولى وهي قوية كما ترونها والملاحظة الثانية التي عزوتها لابن كثير وابن رجب فحينئذٍ يخرج الإنسان بنتيجة هي تكاد تكون قطعية أن تارك الصلاة أو المؤدي لها مخلا ببعض أركانها وشروطها فلا صلاة له.
2 - تتمة شرح حديث : ( ... وأتمَّ ركوعهنَّ وخشوعهنَّ كانَ لهُ على اللهِ عهدٌ أن يغفرَ لهُ ، ومنْ لمْ يفعلْ فليسَ لهُ على اللهِ عهدٌ إنْ شاءَ غفرَ لهُ وإنْ شاءَ عذبَهُ ). أستمع حفظ
تعليق الشيخ على اختلاف العلماء في تارك الصلاة - هل يكفر بتركه لصلاة واحدة أم بتركها بالكلية -؟
نحن نعلم التحذير الشديد من الرسول عليه السلام حين يقول مثلا : ( من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله ) أكفر ؟ إن قيل نعم قلنا ما الدليل ؟ وإن وضع شروط ولا سبيل إلى هذه الشروط لأنه لا وجود لها فما هي الشروط؟ وبأي عدد إذا ترك الكسلان عن الصلاة وليس المنكر لها ما هي الصلوات التي إذا أجمع التارك لها على تركها بحيث يصبح مرتدا عن دينه خارجا عن ملته مع أنه يؤمن بشرعية ربه لها وأنه يعترف بقصوره بسبب تركه إياها، لا يستطيع أحد أن يضع حدا لهذا، ولذلك لا يجوز والحالة هذه إطلاق كلمة التكفير والذي يطلق هذه الكلمة لا يستطيع أن يضع حدا لتنفيذها، فهل علمتم لهذا السؤال جوابا متى يكفر ؟ تفضل.
السائل : بعض العلماء يقول من ترك صلاة واحدة حتى يخرج وقتها عمداً فهو كافر .
الشيخ : معليش .
السائل : عفواً وبعضهم يقول.
الشيخ : تفضل .
السائل : من تركها بالكلية فهو لا يصلي مطلقا، لا صلاة جمعة ولا صلاة عيدين ولا صلاة الفريضة هذا الذي يكفر .
الشيخ : كويس ، فما الدليل على هذا أو ذاك ؟
السائل : الترك، بعضهم يقول من تركها.
الشيخ : معليش في خلاف أصبح بعضهم بصلاة واحدة بكفره وبعضهم لا يكفره إلا إذا تركها بالكلية، بمعنى إذا كان من النوع الذي نقول نحن عنه في بلاد الشام يوقع صلاته يعني تارة يصلي وتارة لا يصلي كهؤلاء الذين لا يعرفون الصلاة إلا في رمضان مثلاً، هذا الشيء كثير عندنا، هؤلاء كفار ؟ عند الأولين كفار عند الآخرين ليسوا بكفار هذا الاختلاف وحده، دعكم عن الذين يقولون لا يكفر مطلقا إلا بالجحد هذا هو المعروف في كتب الفقه، لكن الآن هذا التفصيل منهم من يقول يكفر بترك صلاة واحدة، ومنهم من يقول بإعراضه عن الصلاة طيلة حياته، إذن المسألة فيها خلاف إي هذا الخلاف بماذا نرفعه ما هو الدليل الذي يجعلنا نطمئن بعد أن نقول بأن تارك الصلاة كافر، تارك الصلاة كافر ، من هو ؟ من ترك صلاة واحدة كما قال في الحديث : ( من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله ) هذا وعيد شديد جدا، لكن هل هو متفق على دلالته على الكفر ؟ واضح جدا أن الذين يطلقون القول بكفر تارك الصلاة ما اتفقوا على هذا، إذن المسألة تحتاج إلى تأني، لأننا نعلم الأحاديث الكثيرة التي جاءت تحذر المسلم من أن يطلق كلمة الكفر على أخيه المسلم، والمسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لا يجوز إخراجه من دائرة الاسلام بمجرد أنه أخل بركن من أركانها، تفضل.
3 - تعليق الشيخ على اختلاف العلماء في تارك الصلاة - هل يكفر بتركه لصلاة واحدة أم بتركها بالكلية -؟ أستمع حفظ
ما رأيك بأن يفسر الحديث : ( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ) أي جنس الصلاة فإذا صدق عليه أنه ترك جنس الصلاة فإنه يكفر . وجاء في الحديث : ( أن ناس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يخرجون من النار ويُعرفون بآثار السجود ) كيف يخرج من النار من ترك الصلاة نهائياً ؟
الشيخ : إي نعم .
السائل : فلو قال إن ترك الصلاة ( بين الرجل وبين الكفر أو الشرك ترك الصلاة ) هذه اسم الجنس فإذن إذا صدق أن يطلق عليه أنه ترك جنس الصلاة فإنه يكفر.
الشيخ : نعم .
السائل : فيكون هذا الجواب الذي يرفع الخلاف، والحديث الذي يقول : ( أن الناس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يخرجون من النار ويعرفون بآثار السجود ) فناس يجوزون الصراط بالكلية يدخلون الجنة وأناس يعذبون ثم يخرجون بالشفاعة بآثار السجود، فأين ترى أن تاركي الصلاة بالكلية الذين ليست عليهم آثار السجود نهائياً أين ترى أن يخرجوا من النار فيعني أرجوا الإجابة عن هاتين النقطتين ؟
الشيخ : أرى أنهم يخرجون بشفاعة رب العالمين، الذي قال: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) فهل تارك الصلاة مشرك، وهل شفاعة رب العالمين هي كشفاعة سيد الأنبياء والمرسلين فضلا عن سائر الأنبياء والمرسلين أم هي أعم وأشمل ؟
السائل : لا، أعم وأشمل.
الشيخ : طيب، فليشمل كما جاء في بعض الأحاديث: ( أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ) فهل يمكن أن نقول بأن تارك الصلاة لا عن جحد ليس في قلبه ذرة من إيمان ما أظن يقول هذا إلا الخوارج حتى الخوارج ما أظن يقولون بهذا.
السائل : طيب والكلام الأول ؟
الشيخ : وهو ؟
السائل : أنه لو صدق أن يطلق عليه أنه ترك جنس الصلاة فإنك يكفر.
الشيخ : الكلام الأول جوابه: ( سباب المسلم فسق وقتاله كفر ) لو صح حديث أبي يعلى الذي فيه: ( فهو كافر حلال الدم ) في أحد منكم مستحضر المتن ؟ ولا يكفي الجزء هذا منه ؟ لو صح هذا اللفظ انتهى الموضوع وختم بطابع الكفر.
السائل : الأكبر يعني ؟
الشيخ : ها ؟
السائل : وختم بطابع الكفر الأكبر على تارك الصلاة .
الشيخ : أي نعم .
السائل : لو صح الحديث .
الشيخ : لو صح الحديث، لكن لا يوجد أن من ترك الصلاة فهو كافر بالأحاديث الصحيحة بل الحسنة، لكن أنه كفر فلا شك في ذلك، لكن هنا يدخل البحث الدقيق الذي فهمناه من أئمة السنة كابن تيمية وابن قيم الجوزية أن الكفر قسمان، كفر اعتقادي وكفر عملي، أو تقسيم آخر وفيه دقة أيضاً : كفر لفظي وكفر قلبي فالكفر اللفظي والكفر العملي لا يخرجان صاحبهما من الملة، لأنه كفر بمعنى عمِل عمَل الكفار، فإذا اعتقد اعتقاد الكفار فحين ذاك ألحق بهم، أما والبحث في تارك الصلاة معترفا بفرضيتها معترفاً بتقصيره في تركه أداءها فهنا لا نستطيع أن نقول هذا كفره كفر اعتقادي لأنه يخالف واقع ما استقر في قلبه من الإيمان بشرعية هذه الصلاة، فكفره إذن كفر عملي فلا ينبغي أن نقطع بأن الحديث الذي ذكرته: ( فمن ترك الصلاة فقد كفر ) أي بمعنى أنه ارتد عن دينه، لأن مثل هذه اللفظة جاءت في كثير من العصاة.
4 - ما رأيك بأن يفسر الحديث : ( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ) أي جنس الصلاة فإذا صدق عليه أنه ترك جنس الصلاة فإنه يكفر . وجاء في الحديث : ( أن ناس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يخرجون من النار ويُعرفون بآثار السجود ) كيف يخرج من النار من ترك الصلاة نهائياً ؟ أستمع حفظ
هل الكفر الإعتقادي فقط هو الذي يخلد صاحبه في النار ؟
الشيخ : إي نعم
السائل : وأن جميع أنواع الكفر العملي لا يمكن صاحبها يخلد في النار.
الشيخ : أي نعم هو كذلك.
هل نص العلماء الذين قسموا الكفر على أن الكفر العملي لا يخلد صاحبه في النار وأن الكفر الإعتقادي يخلد صاحبه في النار ؟
الشيخ : لا مش ضروري ينصوا هذا أمر لازم لا يختلف فيه اثنان يعني إذا كان الكفر كفرا عمليا وإلا ما فائدة التقسيم؟ لما يفصلون أن الكفر كما قلنا كفر عملي وكفر اعتقادي أو كفر قلبي وكفر لفظي شو فائدة هذا التقسيم إذا أردنا أن نقول: النهاية واحدة وهي الخلود في نار جهنم لا، هم من الوضوح بمكان أنهم قصدوا بذلك أنه لا يجوز أن نسوق من كفر كفراً عملياً مساق من كفر كفرا اعتقاديا لا يجوز أن نسوق من كفر كفرا لفظيا كالذي كفر كفرا قلبيا،
وأنتم تستحضرون معي ما رواه الإمام أحمد في * مسنده * من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: ( خطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أصحابه فقام رجل وقال له ما شاء الله وشئت يا رسول الله قال أجعلتني لله نداً، قل ما شاء الله وحده ) فهل كان هذا كفره كفراً عمليا أم كفرا اعتقاديا ؟ ما أظن أحدا يقول بأن كفر هذا كان كفرا اعتقاديا مخرجا له عن الملة، مع ذلك أنكر عليه الرسول عليه السلام بالاستفهام الاستنكاري الشديد أجعلتني لله ندا ؟ كما لو أخبر مخبر أن هذا الذي خاطب الرسول بقوله ماشاء الله وشئت جعل النبي لله ندا، فمن جعل عبدا من عباد الله لله نداً لا شك أنه في ذلك يكون قد خرج عن الملة ويكون مخلداً في النار إلا أن يتوب إلى الله تبارك وتعالى .
والآن نقول بالنسبة لهذا الصحابي الذي أشرك الله أشرك نبيه مع الله بقوله ( ما شاء الله وشئت ) ماذا كان شركه لفظياً أم قلبيا ؟ لا يشك ذو رأي وفهم أن شركه كان شركاً لفظيا، ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم مع كونه بالغ في الإنكار عليه بهذه الصيغة الشديدة ما حشره في زمرة المشركين المرتدين عن دينهم لأنه لم يأمره بأن يجدد إيمانه وأن يجدد عقده على زوجته وما رتب كما يترتب على من ارتد عن دينه من الأحكام، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ونحن منه نتعلم أن هذا الرجل أخطأ بلسانه كذاك الرجل الذي تعرفون حديثه في * صحيح مسلم *: ( الذي خرج مسافراً على ناقته وعليها زاده وطعامه وشرابه ثم لما صار وقت القيلولة وضع رأسه ونام تحت شجرة فلما استيقظ لم يجد الناقة وفقد طعامه وشرابه معها فأخذ يبحث عنها عبثاً ثم استسلم للموت جوعاً وعطشاً ثم لما استيقظ وإذا الناقة عند رأسه كما عرفها عليها طعامه وشرابه فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك ) هذا كفر لكن هذا كفر لفظي، لأنه من هول الفرح وشدة السرور أخطأ هذا الخطأ الفاحش لفظاً .
كذلك ذلك الصحابي لما قال: ( ما شاء الله وشئت ) إنما يعني هنا الآن التأويل الذي لابد منه لأنه يعني يا رسول الله يجب إطاعتك كما يجب إطاعة الله لأن الله يقول: (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) لكن تعبيره كان مشكلا فصحح له عليه الصلاة والسلام تعبيره بعد أن أنكر عليه وأفهمه أن هذا التعبير شرك لفظي وعليك أن تقول: ما شاء الله وحده .
فإذن هذا التفريق بين الكفر العملي والكفر الاعتقادي والكفر اللفظي والكفر القلبي مجرد أن يفرق العالم هذا التفريق فمعنى أن العاقبة تختلف .
هذا الذي كفر كفرا عمليا أو كفرا لفظيا لا يخلد في النار .
وهذا الذي كفر كفراً قلبيا أو كفراً اعتقاديا فهو المخلد في النار.
6 - هل نص العلماء الذين قسموا الكفر على أن الكفر العملي لا يخلد صاحبه في النار وأن الكفر الإعتقادي يخلد صاحبه في النار ؟ أستمع حفظ
إذا صححتم الحديث أو حسنتموه بمجموع طرقه فهل هذا الحكم يشمل كل طرق الحديث التي جعلتموها شاهدا قد يكون فيها زيادة أو نقص ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : سؤال حديثي آخر.
الشيخ : ما فهمت .
السائل : يا شيخنا نحن أتينا عندنا بعض الأسئلة الحديثية والرجال ولذلك لما نأتي ببعض الشواهد إنما نقصد بها شواهد لأسئلة تتعلق بالحديث .
الشيخ : بارك الله فيك .
السائل : فاستفدنا جزاك الله خير مما ذكرت ولكننا سنعود إلى نفس الحديث أو نفس المسألة التي ذكرت .
الشيخ : تفضل .
السائل : والأخ أظن أيضاً عنده مسألة قريبة من هذه .
نفهم من كلامك يا شيخ أنه إذا صححتم أو أي محدث صحح حديث أو حسنه بمجموع طرقه وكانت المتون مختلفة فمعنى هذا - أنا أسأل الآن - هل يعني هذا أننا نستطيع أن نقول هذا التحسين للمتون المختلفة أم للمتن الذي يدندن حوله هذا المحدث ؟ فأنتم مثلا تذكرون في الصحيحة حديثا وتقولون أنه صحيح أو حسن متناً معيناً ثم تذكرون طرق أخرى ذات متون يكون فيها زيادة كلمة أو نقصانها أو يختلف إلى آخره ثم تقولون مثلاً : ومن مجموع هذه الطرق تطمئن النفس إلى أنه أو يتقوى إلى أنه حسن.
الشيخ : صحيح .
السائل : هذه الطرق أو هذه المتون في هذه الطرق التي ذكرتموها هل يشملها هذا الحسن أم أن الحسن لذاك الحديث ؟
الشيخ : ذاك الحديث .
السائل : وهذه المتون تظل على ما هي عليه ؟
الشيخ : أنا أذكر لك بقا القاعدة التي نحن ندندن حولها ونبني أحكامنا عليها، إلا ما يسهو الإنسان أو ينسى .
إذا فرضنا حديثاً فيه جملة واحدة نحن نضرب هذا المثال من أجل تقريب الموضوع للأذهان .
حديث فيه جملة واحدة وهذا الحديث ليس له سند صحيح فنبحث والحالة هذه في كتب الحديث مطبوعها ومخطوطها ما ساعدنا الوقت والجهد لعلنا نجد ما يشهد لهذا المتن الذي هو جملة واحدة فوجدنا له شواهد هذه الشواهد تزيد على هذا المتن وعلى هذه الجملة عبارات أخرى فنسردها ونفترض أنها كلها ضعيفة الأسانيد فأنا آخذ من هذه الشواهد ما اجتمعت الشواهد على الشهادة، فالمفروض هنا اجتمعت على الجملة الواحدة هذه الجملة الواحدة هي التي أضعها متناً في الصحيحة ثم أسرد الطرق تأييدا لثبوت هذه الجملة .
قد يكون الحديث فيه جملتان أو ثلاثة أو أكثر من ذلك فأقول هذا الحديث الذي فيه أو هذه الرواية التي فيها هذه الجملة الواحدة تصلح أن تكون مشهود لها ولا تصلح هي أن تكون شاهدة للرواية الأخرى المذكورة تحتها واضح هذا الكلام ؟
السائل : بالتالي تكون الزيادات لا تدخل في هذه الحسبة ؟
الشيخ : لا تدخل
السائل : نعم
الشيخ : إي نعم ، قد يكون الحديث فيه طول وفيه زيادة عن قصة صحيحة فأنا لا أعتمد على هذا الحديث الذي فيه طول وإنما أذكره شاهدا للحديث الذي هو مقتصر على ما دون الرواية المطولة فأجعل هذه الرواية المطولة شاهدا للرواية المختصرة ولا عكس، هكذا أجري وهكذا ينبغي أن يكون.
وأنا أذكر الآن مثالا هناك في * الصحيحة * ما أدري في أي جزء لعله في المجلد الثاني حديث أنس بن مالك الذي رواه الترمذي ( أن رجلا قال يا رسول الله أحدنا يلقى أخاه أفينحني له قال: لا ، قال: أفيلتزمه قال: لا قال: أفيقبله قال: لا قال: أفيصافحه ؟ قال: نعم ) أنا خرجت هذا الحديث في السلسلة .
السائل : في المجلد الأول يا شيخ .
الشيخ : في الأول، أحسنت.
السائل : ...
الشيخ : هو هذا الالتزام ، هو الالتزام والشاهد هنا فخرجت الحديث مع ضعف إسناده في الترمذي قويته بالشواهد التي سقتها تحته لكن تبين فيما بعد أن زيادة أفيلتزمه أو يعانقه لم ترد في تلك الشواهد فحذفتها ووضعت مكانها في الطبعة التي أهيئها للطبعة الجديدة نقط كما جريت في * صحيح الجامع * تذكرون هذا الأسلوب ؟
السائل : نعم .
الشيخ : لماذا لأنه تفرد الترمذي بهذه الزيادة والسند ضعيف إنما الشواهد التي تشهد بكل الفقرات الأخرى لم يرد فيها ذكر لزيادة: ( أفيعانقه أو أفيلتزمه قال لا ) هذه الزيادة بقيت على الضعف الأصيل الذي نأخذه من رواية الترمذي، فمثل هذا ما قلت آنفا قد يشذ الإنسان ويخطئ أما القاعدة فهو التي وضحتها لكم آنفا ولعلها مفهومة إن شاء الله .
السائل : نعم .
7 - إذا صححتم الحديث أو حسنتموه بمجموع طرقه فهل هذا الحكم يشمل كل طرق الحديث التي جعلتموها شاهدا قد يكون فيها زيادة أو نقص ؟ أستمع حفظ
فائدة : أنه يجوز للإنسان أحيانا أن يلتزم أخاه المسلم حتى لو لم يكن مسافرا
السائل : نعم.
الشيخ : فحنظلة تفرد بهذه الزيادة فأعرضنا عنها أخيرا وبخاصة لما وجدنا، التزام أبي التيهان للنبي صلى الله عليه وسلم ومعانقته إياه وإقرار الرسول صلى الله عليه وسلم له على ذلك فأخذنا منه خلاف ما جاء في حديث حنظلة عن أنس بن مالك عند الترمذي.
السائل : أين يا شيخ ذكرتها في أي مكان الحديث هذا حديث أبي التيهان ؟
الشيخ : هذا في * مختصر الشمائل * بارك الله فيك.
السائل : الشمائل.
ذكرت أن ابن رجب وابن كثير يقويان حديث المجهول من التابعين فهل تقصد بذلك مجهول الحال ؟
الشيخ : لا أعم من ذلك.
السائل : لأن قرأت في الأحاديث الضعيفة .
الشيخ : أعم من ذلك .
السائل : أذكر قرأت في الضعيفة أن الراوي لا بد أن يكون معروفاً .
الشيخ : كيف ؟
السائل : هذا في الأحاديث الضعيفة في الجزء الأول أو الثاني في رد على الكوثري ذكرتم أنه لا بد ترتفع الجهالة أولاً جهالة العين ثم يقال هذا الكلام
الشيخ : هذا كقاعدة بارك الله فيك أنا معك في هذا ولست مع ابن كثير أو ابن رجب، لكن أنا أذكر لكم نماذج وأمثلة من رأي بعض الحفاظ المتأخرين أنهم يمشون ويسلكون رواية التابعي المجهول من باب إحسان الظن به إذا كان تابعيا، أما القاعدة فأنا أعتقد وهذا ما بحثته صراحة في الآونة الأخيرة مع بعض الأفاضل أن الرجل المستور إذا روى عنه جمع من الثقات سواء كان تابعياً أو دونه ولم يعرف من رواية هؤلاء الثقات عن ذلك الرجل المستور رواية منكرة فيما روى فحينئذٍ هذا الرجل المستور يأخذ مرتبة الصدوق إن لم نقل يأخذ مرتبة الثقة، وذكرت على هذا عشرة أمثلة أظن في كتابي * تمام المنة في التعليق على فقه السنة * نقلا عن الذهبي وعن ابن حجر العسقلاني كيف وثقوا من لم يوثقه أحد قبلهم وما لاحظوا في ذلك إلا ما ذكرته لكم أي أن هناك راويا في حكم مجهول الحال لكن لما وجدوا له عنه كثير من الرواة الثقات فاطمئنوا لكون هذا الرجل المستور ثقة صدوق لأنه لو لم يكن كذلك لم يرو عنه هؤلاء الثقات ولو كان في رواياته شيء من المنكرات لكانت تبينت برواية هؤلاء الثقات عنه، لكن أنا تمثيلي السابق هو أن بعض الأئمة كنظرة خاصة بمجهول العين من التابعين، يمشون حديثه ويحسنون ويحتجون به، أما القاعدة فهو أن يكون له عنه رواة كثر ويخرج من جهالة الحال إلى أنه صدوق أو ثقة.
السائل : كالذهبي يا شيخ مثلا.
الشيخ : كيف ؟
السائل : كالذهبي يا شيخ يقول إذا كان المجهول من التابعين يحسن به الظن ويؤخذ بحديثه.
الطالب : عند أخانا تكملة .
الشيخ : تفضل .
السائل : عفواً بالنسبة لابن حجر أنا راجعت التهذيب وقارنت التهذيب بالتقريب في تراجم كثيرة ولم يوثقهم أحمد، أو وثقهم ابن حبان فقط وروى عنه جمع من الثقات فوجدت في بعض التراجم يقول مقبول وفي قليل منها يقول ثقة وفي كثير منها يقول مقبول .
الشيخ : طيب .
السائل : إي نعم.
الشيخ : هات لنشوف شو طلع معك .
السائل : السؤال هل هي قاعدة عن ابن حجر ؟
الشيخ : إيش هي القاعدة؟
السائل : ما ذكرت أن .
الشيخ : لا ليست قاعدة .
السائل : نعم .
الشيخ : هو مضطرب فيها ولذلك نحن ننتقده في كثير من المقبولين عنده أنه يخالف ما قال في غيره من مثله بأنه صدوق أو ثقة لأنه لا يظهر الفرق بين هذا الذي قال فيه مقبول وذلك الذي قال فيه صدوق.
السائل : لكن هل نستطيع أن نقول أن حجة ابن حجر في توثيق أولئك أو الحكم عليهم بأنهم صدوقون أنها ناشئة من هذا لأني ألاحظ أحياناً .
الشيخ : ناشئ من إيش ؟
السائل : ناشئة من أن هؤلاء روى عنهم جمع من الثقات فهو حكم عليهم من هذا الباب.
الشيخ : ولماذا لم يحكم على المقبول بنفس الحكم ؟
السائل : أنا أقول إذا كان عدد التراجم هناك أكبر الذي قال فيهم مقبول.
الشيخ : نحن نقول فيمن تحقق فيه الوصف الواحد بمعنى إذا روى خمسة من الثقات عن راوي لم يوثقه أحد قال الحافظ فيه صدوق أو ثقة راو آخر روى عنه خمسة من الثقات قال فيه مقبول ، السبب ما في جواب إلا أنه هكذا رأيه وهكذا اجتهاده، ولذلك يشكل على بعض الطلبة الناشئين اليوم حينما يرونني أنني حسنت حديثا فيه رجل قال الحافظ ابن حجر فيه مقبول، كيف أنت حسنت أو صححت فأنا جوابي يكون كالتالي : يا أخي هذا الكتاب ألفه الحافظ ابن حجر جزاه الله خيراً ونفع بكتابه كثيراً أنا أولهم ولكن هو ليس هو وحي السماء وكل ما قاله يجب أن نلتزمه أما المبتدئين عليهم ولابد التزام رأي هذا العالم بعلمه، لكن إذا تناقض قولان قول الحافظ الذهبي مثلاً مع قول ابن حجر فهنا لا بد يعمل مراجعة إن كان من أهل ... فلست أنا ولا غيري ممن هو مثلي أو علمه فوق علمي بملزم بأن يقلد ابن حجر العسقلاني حذو القذة بالقذة، وإنما في الغالب يتبعه وأحيان يخالفه مراعاة منه للقواعد الأصولية التي صرحوا بالكثير منها وطبقوا بعضها ولم يفصحوا عنها وهذا من هذا القبيل.
متى نقبل عنعنة الأعمش وتدليسه ؟
الشيخ : إذا لم يظهر في ما رواه من الحديث ما يجعلنا نتردد في قبوله، يعني الأصل في عنعتنه أن نمشيها ولا نقف عندها، لأن هذا هو الغالب على أحاديثه في الصحيحين وفي غيرهما من أصحاب الصحاح فإنهم لا يهتمون بالتدليس الذي نقرأه في ترجمته، إلا نادراً جداً حين يعوزهم الدليل الذي يضطرون إلى الكشف عنه لأنهم وجدوا في متن ما نكارة ما فيبحثون فلا يجدون متمسكاً لهم إلا العنعنة، هنا يقولون ربما تكون العلة هنا لأنه كان يدلس أحيانا فعلى هذا نحن جرينا تباعا لسلفنا ولم أهتم كثيرا بتصنيف بعضهم له وجعلهم إياه في المرتبة الثالثة مثلاً .
... لها تصريحا بالتحديث أو شاهد يقوي حديث الذي عنعن.
السائل : هل هذا ي شيخ ... لجلالة الأعمش أم تصريحه أنه لا يعنعن أو لا يدلس إلا عن ثقة؟
الشيخ : لا ليس من هذا الباب وإنما هذا كما قلت لك فقط اتباعاً للأئمة.
السائل : لكن ألا تعرفون لماذا الأئمة فعلوا هذا يعني هل هناك تصريح من أحدهم أو سار عليه؟
الشيخ : يقولون مثلا في الصحيحين أنهم لابد أنه ثبت الحديث عندهم في بعض الطرق فيها التصريح بالتحديث، هذا في الواقع أعتقد أنه من قبيل الدفاع عن الشيخين مثلاً وإلا فكثيرا ما يعجز أحفظ الحفاظ وهو الحافظ ابن حجر العسقلاني أن يأتي بشاهد فيه التصريح بالتحديث من قِبل الأعمش في بعض أحاديث الصحيحين، ولذلك اطمأنت نفسي إلى ما ذكرت لكم آنفاً.
ما حكم حديث : ( كنا إذا سلم النبي علينا قلنا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ) ؟
الشيخ : نعم.
السائل : السؤال ليس في فقه الحديث ولا في جواز زيادة ( ومغفرته ) ونعلم إجابتك أنه لو ضربنا على الحديث بأنه ضعيف فعندنا قرآن يؤيده، ولكن السؤال في مسألة حديثية نريد أن نعرف رأيك فيها.
هذا الحديث ذكرتم له طريق واحد فقط ولم تصححه أو قلت أنت عنه: وهذا إسناد جيد رجاله ثقات ، فلم تجود إسناده أو قلت عنه أن إسناده جيد وفي هذا الإسناد رجل اسمه إبراهيم بن المختار وهو الرازي، والرازي هذا قلت عنه: " روى عنه جماعة من الثقات، وذكره ابن حبان ثم قال سألت أبي عنه فقال: صالح الحديث، وهو أحب الي من سلمة بن الفضل وعلي بن مجاهد، سلمة هذا متروك " .
ثم ذكرت في بحث جيد ولطيف في الضعيفة الثالث عن قول الرازي ابن أبي حاتم: صالح الحديث، وخرجتم بعد كلام طويل رددتم فيه على بعض الدكاترة وقلتم : هذا نص منه أن كلمة صالح الحديث بعد أن ذكرت كلام أظن ابنه ذكر في الجرح والتعديل: " فإذا قيل للواحد إنه ثقة أو متقن أو ثبت فهو ممن يحتج بحديثه، وإذا قيل إنه صدوق أو محله الصدق أو لا بأس به فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه وهي المنزلة الثانية، وإذا قيل شيخ فهو بالمنزلة الثالثة يكتب حديثه وينظر فيه إلا أنه دون الثانية، وإذا قيل صالح الحديث " أنت حبرتها بالأسود .
الشيخ : إي نعم .
السائل : " وإذا قيل صالح الحديث فإنه يكتب حديثه للاعتبار، وإذا أجابوا في الرجل بلين الحديث فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه اعتبارا "
الشيخ : وإذا إيش ؟
السائل : " وإذا أجابوا في الرجل : بلين الحديث فهو ممكن يكتب حديثه وينظر فيه اعتباراً ".
الشيخ : نعم .
السائل : ثم قلت هذا نص منه على أن كلمة : " صالح الحديث " مثل قولهم " لين الحديث " يكتب حديثه للاعتبار والشواهد ومعنى ذلك أنه لا يحتج به فهذه العبارة من ألفاظ التجريح لا التعديل عند أبي حاتم أقول بعد هذا الاسطراد : ما أدري ما تقول في هذا الحديث في هذا السند الذي جودته ؟
الشيخ : الجواب عندك.
السائل : إذن ترى أن الحديث هذا الإسناد لا يصح ؟
الشيخ : الجواب عندك هنا، هل قرأت البحث كله ؟
السائل : أقول هذا في موضع آخر يا شيخ.
الشيخ : أنا عارف.
الشيخ : نعم .
السائل : هذا الموضع الآخر أليس هو ردا على من ضعف هذا الحديث في موضوع.
السائل : لا لا، في موضوع آخر في حديث : ( يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم ) .
الشيخ : ...
السائل : أقول هذا في حديث آخر .
الشيخ : طيب.
السائل : أنا عندما قرأت تجويدكم لهذا الحديث حديث السلام.
الشيخ : نعم .
السائل : رجعت إلى رجال سند الحديث.
الشيخ : أيوا.
السائل : فلفت انتباهي قول الرازي في هذا الحديث : " صالح الحديث " في هذا الرجل ابراهيم المختار الرازي.
الشيخ : إي نعم .
السائل : ثم راجعت كلامكم في إبراهيم المختار أقصد في كلمة " صالح الحديث " عند ابن أبي حاتم فخرجتم.
الشيخ : في أي حديث ؟
السائل : في حديث آخر: ( يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم خيرا في الطهور فما طهوركم هذا ؟ ) إلى آخره.
الشيخ : طيب .
السائل : هذا الكلام في الضعيفة في الثالث قلت: " ضعيف بهذا اللفظ "
الشيخ : طيب .
السائل : وهناك ممن صحح هذا الحديث وأنت يعني كان كلامك عن تضعيف هذا الحديث بسبب رجل قال عنه ابن أبي حاتم أنه صالح الحديث فاستطردت في الكلام لكي تبين أن ابن أبي حاتم إذا قال في رجل " صالح الحديث " فهو من ألفاظ التجريح عنده لا التعديل.
الشيخ : فهمت عليك طيب.
السائل : فأنا أريد أن أطبق كلامك هذا .
الشيخ : أيوا .
السائل : في قول ابن أبي حاتم في الرجل صالح الحديث .
الشيخ : إي نعم.
السائل : على إبراهيم المختار في حديث السلام الذي لم تذكر له سند آخر أو الذي جودت إسناده مع أن فيه إبراهيم المختار الذي قال عنه ابن أبي حاتم أنه صالح الحديث فإذا قلنا أن قول ابن أبي حاتم صالح الحديث أي لين من ألفاظ التجريح فكيف يجود هذا الإسناد ؟
الشيخ : هل قال لين ووقف ولا في عبارة زائدة ؟
السائل : قال صالح الحديث، ثم قال : وهو أحب إلي من سلمة بن الفضل.
الشيخ : لالا إيش قال يعتبر به ولا إيش قال ؟
السائل : كلام ابن أبي حاتم ؟
الشيخ : أيوا هو.
السائل : كلام الابن قال إذا قيل صالح الحديث فإنه يكتب حديثه للاعتبار.
الشيخ : للاعتبار .
السائل : نعم .
الشيخ : أنت تدري إيش معنى الاعتبار ولا شك .
السائل : نعم .
الشيخ : وهو ؟
السائل : يعني يعتبر بالحديث يعني وينظر فيه طرق أخرى للحديث حتى يؤيده.
الشيخ : يعني هذا الذي يكون فيه هذا الراوي يحتمل أن يكون الحديث ثابتا أو غير ثابت.
السائل : نعم.
الشيخ : أليس كذلك ؟ طيب، فالآن هذا الحديث الذي فيه هذا الرجل الذي قال فيه الرجل أبو حاتم صالح الحديث وجد ما يشهد له أم لم يوجد ؟
السائل : فيما أعلم يوجد من يشهد له من الكتاب لا من السنة.
الشيخ : والآثار التي ذُكرت.
السائل : ما ذكرتم شيئا يا شيخ.
الشيخ : كيف ؟
السائل : ما ذكرتم آثار .
الشيخ : في بعض الكتب.
السائل : يعني أقرأ عليك كلامك هنا في هذا
الشيخ : لا ، أذكرك ما دام أنت متتبع الموضوع فلابد أنك على ذكر مما سأنبه عليه ألم يمر بك في مقدمة من هذه المقدمات أن أحد إخوانا الطلاب أرسل إلي خطابا يدندن حول ما تقول أنت من تضعيف هذا الرجل أو غيره لا أذكر الآن، فكتبت ردا عليه، مر عليك هذا ؟
السائل : نعم أظن في مقدمة هذا الكتاب.
الشيخ : كويس ، ففي المقدمة ألم تر الآثار التي تشهد لهذا الحديث ؟
السائل : أظنها آثار لكن فيما أذكر أنا بعيد عن المقدمة لكن ما أذكر أن هناك طريق آخر للحديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : ما أسأل عن طريق آخر بارك الله فيك، باختصار أنا أقولك هنا شيئان ولذلك فقضية صالح للاعتبار هذا مسألة مثل بعض المسائل التي سبقت آنفا، وأنت الآن لما سألناك إيش معني صالح الاعتبار ؟ يعني هذا الراوي يوقف عنده ويتأمل هل ما رواه منكر تفرد به أم هو مما له ما يشهد فحينئذٍ يصلح للاحتجاج ويكون صالحا .
فأول ذلك ما أشرت إليه في أول كلامك أن الآية لا تبحث فيها، لأنها أمر مفروغ في دلالتها .
11 - ما حكم حديث : ( كنا إذا سلم النبي علينا قلنا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ) ؟ أستمع حفظ
تنبه الشيخ أن لهذا الحديث آثار تشهد له وقرائن تقويه : ( كنا إذا سلم النبي علينا قلنا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته )
فأنا ذكرت هناك ردا على من ضعف هذا الحديث متمسكا ربما بهذا أنا بعيد العهد أو برجل آخر وأنت تقول أيضاً بأنك بعيد العهد بردي عليهم، لكن الشاهد أن أنا ذكرت هناك أن هناك بعض الآثار عن ابن عمر وغيره أنه إذا سلم عليه مسلم سلاما كاملا " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " زاد هو " ومغفرته " ففهمت أنا من ذلك أن هذا الرجل الذي قال فيه الإمام أبو حاتم بأنه صالح هنا يجب أن نفسر صالحا بخصوص هذا الحديث ليس بمصطلح أبي حاتم، وإنما بمصطلح العام الذي يساوي حكم الحديث إسناده جيد، فلو تعرى هذا الحديث في هذا الإسناد عن الشاهد من القرآن وعن الشاهد من الأثر، يكون الكلام حينذاك على وجهه الذي ذكرت أنت آنفا .
أما وأنا حينما أكتب الحديث أعمل ذهني وفكري وأبحث يمينا ويسارا وأمام وخلف لعلي أجد له شاهدا يقويه فحينئذٍ ولو كان فيه شيء من الضعف فأنا أعتبر أن هذا الإسناد صالح، ولا يضرني بعد ذلك أنني تكلمت عن أحد رواته واستشهدت بكلام أبي حاتم أنه صالح يعني معناه أنه ضعيف يستشهد به فأنا هنا وجدت الآية، ولذلك أقول لما يناقشني بعضهم ما المقصود من هذا الحديث هل فيه حكم زائد عن النص القرآني ؟ الجواب: لا، بل هذا الحديث هو تفصيل القرآن وتنبيه لجماهير المسلمين الذين ما عرفوا هذه الزيادة ما عرفوها من القرآن لأن السنة توضح القرآن، فمن تعرفون أنه كان يفهم القرآن على ضوء هذا الحديث ؟ لا أحد، وإنما كانوا يعتقدون أن من ألقى السلام بكامله وبركاته أنه لا يجوز أن تقول في الرد ومغفرته، لكن هذا الحديث هو الذي فتح الأذهان ولفتها إلى أن الآية تعني (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) فإذا سلم علي أخي المسلم بأتم السلام فما ردي عليه، سدو علي الباب وقالوا ما عليك إلا أن ترد بالمثل، طيب هل أصاب الآية نسخ ؟ الجواب: لا، ما هو طريقة تطبيق إذن هذه الآية المحكمة هو ما جاء في هذا الحديث .
فإذن أنا لاحظت شيئا آخر لا يلاحظه بعضهم ربما ألا وهو أن هذا الحديث شاهده القرآن الكريم، شاهده فعل بعض السلف وهذا مذكور في الرد فبإمكانك أن تعود إليه .
هذه وجهة نظري ولهذا فقد تختلف الأنظار في معالجة بعض النصوص والسبب أنه قد يخطر في بال بعضهم ما لا يخطر في بعض الآخرين.
السائل : يا شيخ أنا سؤالي عن السند السند يا شيخ هل يقال عنه جيد ؟ السند الذي فيه هذا الرجل ؟
الشيخ : إيش معنى جيد ؟
السائل : يعني الصحيح أقل مرتبة فيما أعلم أنه أعلى من الحسن وأدنى من الصحيح .
الشيخ : لا، السند الجيد والصالح والثابت ليس كالإسناد الصحيح هذه الألفاظ يدخل فيها ما دون الصحيح وهو الحسن، فأنا أعني هنا جيد بمعنى أنه إسناد حسن، والحسن قد جاء بملاحظة التخريج الذي قرأته آنفا، أعد علي التخريج.
السائل : قلت: " وهذا إسناد جيد رجاله ثقات كلهم من رجال التهذيب إبراهيم بن المختار وهو الرازي روى عن جماعة من الثقات ذكرهم ابن أبي حاتم ".
الشيخ : روى ؟
السائل : روى عنه .
الشيخ : عنه .
السائل : " جماعة من الثقاة ذكرهم ابن أبي حاتم ثم قال سألت أبي عنهم ".
الشيخ : إلى آخره .
السائل : إلى أخره.
الشيخ : إلى آخره، فأنت بخاصة بعد البيان السابق في مجهول الذي روى عنه جماعة من الثقات خاصة بعد البيان السابق فينبغي أن تلاحظ لماذا قلت أنا عنه " روى جماعة من الثقات "، إشارة أن رواية هؤلاء الثقات عنه ترفع من شأنه، فهذا والآية والأثر هو الذي أوحى إلي في نفسي أنه رفع من قيمة هذا الراوي في هذا الحديث فقلت إن إسناده جيد ولا يعني علماء الحديث بأنه جيد يعني صحيح الإسناد، وإنما يعنون أنه دون الصحيح وفوق الضعيف وما ذلك إلا الحديث الحسن فهذا ونرجو من الله التوفيق لنا ولكم.