لقد حسنت حديثاً في الترمذي وابن ماجه عن جابر رضي الله عنه : ( بأن الله كلم أباه كفاحاً من غير حجاب ) فهل نعتقد بأن الله كلمه وهو في البرزخ ؟
السائل : جزاك الله خير ، فضيلة الوالد حفظك الله لقد حسنت حديثاً في الترمذي وابن ماجه وهو حديث جابر: ( بأن الله كلم أباه كفاحاً من غير حجاب ) فهل نعتقد بأن الله كلمه وهو في البرزخ وجزاك الله خيرا ؟
الشيخ : لا شك أن هذا الحديث يدل دلالة واضحة أنه كلم ولا نستطيع أن نصنع صنيع المعطلة الذين يتأولون النصوص حتى يخرجوا بها عن دلالتها الظاهرة فنقول سيكلمه، لقد قال عليه الصلاة والسلام وهو أفصح من نطق بالضاد أنه كلم والد جابر رضي الله عنهما رضي الله عن الأب والولد كلمه هكذا وما قال سيكلمه فنحن نؤمن بالغيب كما قال رب العالمين: (( ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب )) ولا نقول كيف ولم لأن ذلك يدل على ضعف الإيمان.
1 - لقد حسنت حديثاً في الترمذي وابن ماجه عن جابر رضي الله عنه : ( بأن الله كلم أباه كفاحاً من غير حجاب ) فهل نعتقد بأن الله كلمه وهو في البرزخ ؟ أستمع حفظ
ما هي المرجحات التي يستخدمها الباحث عندما يتعارض حديثان ولم يعرف الناسخ من المنسوخ ولا يمكن الجمع بينهما ؟
الشيخ : لقد عالج علماء الحديث مثل هذه الصورة التي عرضها السائل، ومن أجمع ما رأيت كلاماً في هذه المسألة كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني في رسالته * شرح النخبة * فقد ذكر وقال : إذا جاء حديثان من قسم المقبول متعارضين وجب التوفيق بينهما بوجه من الوجوه الكثيرة غير الحافظ لأن كتابه موجز قد ذكر الحافظ العراقي في شرحه على * مقدمة ابن الصلاح * أن الوجوه التي ذكرها العلماء التي تمكنهم من التوفيق بين حديثين متعارضين أكثر من مئة وجه، ولذلك فنادر جداً جداً أن نتصور الصورة التي ذكرها السائل أنه لم يمكن التوفيق بين الحدثين بوجه من هذه الوجوه، وكان يحسن بالسائل أن يضرب مثلاً لننظر أصحيح أنه لا يمكن التوفيق بوجه من تلك الوجوه الكثيرة لكننا نتابع نقل كلام الحافظ ابن حجر، لأنه هو جواب هذا السؤال قال : " جمع بين الحدثين المقبولين بوجه من الوجوه التي ذكرها العلماء " وهو حينما يقول المقبولين ينبغي التنبه إلى قصده أي أن يكون كل من الحدثين المتعارضين أن يكون ثابتاً في نفسه، أما إذا جاء حديث صحيح وعارضه حديث ضعيف فحينئذٍ لا حاجة للتوفيق بين الثابت وغير الثابت لذلك قال : " إذا جاء حديثان من قسم المقبول " أي: الثابت إما بمرتبة الحسن أو بمرتبة الصحة قال : " وجب التوفيق بينهما بوجه من الوجوه الكثيرة فإذا لم يمكن التوفيق " جاء المرحلة الثانية قال : " اعتبر الناسخ من المنسوخ منهما " أي: نظر فإذا أمكن أن نعرف المتقدم من المتأخر نسخ المتقدم بالمتأخر هذا المرحلة الثانية فيقال: الحديث الفلاني متقدم فهو منسوخ بالحديث الذي جاء بعده.
قال : " فإذا لم يمكن الوقوع على التاريخ الذي يبين أن أحدهما متقدم والآخر متأخر صير إلى الترجيح " أي: الخطوة الثالثة صير إلى الترجيح معنى هذا : هو ذكر آنفاً في الصورة الأولى التوفيق بين الحديثين المقبولين والمقصود ما كان حسناً فما فوق ، فإذا عجزنا عن التوفيق وعجزنا عن معرفة الناسخ من المنسوخ قال: صرنا إلى الترجيح ، معنى ذلك نظرنا في أي الحديثين كان أقوى من الآخر اعتمد الأقوى وأعرض عن القوي الذي دونه.
مثلاً: حديث صحيح عارضه حديث حسن ولم يمكن التوفيق ولا أمكننا معرفة التاريخ أي الناسخ من المنسوخ تركنا الحسن وأخذنا الصحيح.
حديث صحيح عارضه حديث مشهور أو مستفيض لكن الحديث الصحيح آحاد غريب فرد تركنا هذا الحديث الفرد وأخذنا بهذا الحديث المشهور المستفيض الذي له أكثر من طريق واحدة.
حديث من هذا النوع الصحيح المستفيض أو المشهور عارضه حديث متواتر قدم الحديث المتواتر.
الرابعة والأخيرة قال : فإذا تساويا بالصحة ترك الأمر لأهل العلم وقلنا الله أعلم ، بعض العلماء يقولون في مثل هذه الصورة الأخيرة: " تعارضا فتساقطا " هذا خطأ من القول لا يجوز أن يخرج من المسلم الذي يدري ما يخرج من فمه، لأن أحاديث الرسول عليه السلام لا تعامل مثل هذه المعاملة تعارضا فتساقطا وإنما نقول الله أعلم بمراده.
فيا ترى هل هناك أحاديث في ذهن السائل أو أحد الحاضرين يظن أنه لا يمكن التوفيق بينهما حتى نقول تعارضا الله أعلم بمراده ما أظن مثل هذا له وجود لكثرة الطرق التي ذكرها العلماء في كتبهم والتي كل طريق منها يمكن أن يكون وسيلة للتوفيق بين الحديثين المتعارضين، غيره؟
2 - ما هي المرجحات التي يستخدمها الباحث عندما يتعارض حديثان ولم يعرف الناسخ من المنسوخ ولا يمكن الجمع بينهما ؟ أستمع حفظ
ما هي الفرقة الناجية ؟ وما أصول دعوة السلف الصالح ؟
الشيخ : لقد جاء الحديث جوابا على هذا السؤال في كتب الحديث كـــ* سنن الترمذي * وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا سول الله؟ قال: -في رواية- الجماعة ) يعني جماعة الرسول عليه السلام أي الصحابة والدليل على هذا الرواية الأخرى قال: ( هي التي على ما أنا عليه وأصحابي ) فالفرقة الناجية هي التي تتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسنة أصحابه وبخاصة سنة الخلفاء الراشدين التي أمر بها عليه الصلاة والسلام في حديث العرباض بن سارية حيث قال هذا الصحابي الجليل وهو من أهل الصفة: ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا: أوصنا يا رسول الله فقال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن وُلّي عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) ففي هذا الحديث تخصيص سنة الخلفاء الراشدين بالاتباع بعد سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لماذا ذكر مع سنته في الحديث السابق أصحابه وفي الحديث اللاحق الخلفاء الراشدين من أصحابه؟ ذلك لأنهم قد تلقوا الشرع مبيناً من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله وبفعله، فنحن ما سمعنا أقواله ولا رأينا أفعاله وإنما تعلمنا ذلك من طريق أصحابه وأصحابه هم من طبقوا شريعة الله التي فهموها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تطبيقا صحيحا، ولذلك فلا يجوز للمسلم أن يكتفي بالرجوع إلى الكتاب وإلى السنة فقط، وإنما يضيف إلى ذلك ما أضافه الرسول عليه السلام في حديث الفرق وفي حديث الخلفاء الراشدين، وذلك مما أشار إليه رب العالمين في القرآن الكريم حينما قال عز وجل: (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) قال : (( ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً )) ما قال الله عز وجل: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى وإنما عطف على مشاققة الرسول وقال: (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) أذكر هذا ربنا عبثا؟ حاش لله تبارك وتعالى، فما في القرآن كلمة إلا لحكمة بالغة فضلاً عن جملة كهذه الجملة: (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) الحكمة في ذلك هو ما ذكرته آنفا ولذلك احتج الإمام الشافعي أنه لا يجوز مخالفة سبيل المؤمنين ولا يكون أو ولا تكون هذه المخالفة إلا بركوب بعض الناس رؤوسهم وتأويلهم لبعض النصوص من الكتاب والسنة دون الاستعانة على فهم تلك النصوص لما كان عليه سلفنا الصالح، ولذلك فنحن نعلم يقينا أن سبب تفرق المسلمين إلى ثلاث وسبعين فرقة واحدة منها هي الفرقة الناجية ذلك لأنها تمسكت بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، أما من تمسك بالكتاب والسنة على تفسيره هو وأعرض عما كان عليه السلف الصالح فقد خالف الآية: (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) وخالف الحديثين السابقين ذكراً.
التحذير من القاديانية ومذهبهم المنحرف.
إذا من مثل هذا المثال الحديث يظهر لكم أنه لا يكفي المسلم أن يفهم القرآن وحديث الرسول عليه السلام منفصلاً عن فهم سلفنا الصالح للقرآن وللسنة، من هنا تظهر الحكمة البالغة في ذكر الآية سبيل المؤمنين وذكر الرسول الصحابة والخلفاء الراشدين حتى لا ينحرف المسلم في فهم بعض النصوص من الكتاب والسنة فيضل ضلالا بعيداً، والعصمة في ذلك هو اتباع السلف كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث الفرق: ( ما أنا عليه وأصحابي ) لم يقل ما أنا عليه فقط، لأن الصحابة هم الذين نقلوا إلينا ما كان عليه الرسول عليه السلام، وبينوه بيانا لم يدعوا لأحد بعد ذلك أن يأتي ويتفلسف ويفسر بعض النصوص حسب أهواءهم.
هؤلاء القاديانيون من انحرافهم عن الإسلام أنهم أنكروا خلقا أنزل الله عز وجل سورة باسم الجن فأنكروا وجود هذا الخلق مع تصريح القرآن بذلك في غير ما آية، ويكفي الآن السورة المذكورة آنفا هل أنكروا السورة؟ هل أنكروا قوله تعالى: (( قل أوحي إلي )) إيش الآية؟
السائل : (( أنه استمع نفر ))
الشيخ : (( أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا )) قولاً عجباً إلى آخره
السائل : (( قرآناً )).
الشيخ : (( قرآناً عجباً )) هل أنكروا لفظة الجن المذكورة في هذه السورة وفي آيات أخرى؟ الجواب لا، لكنهم فسروا الجن بالبشر، (( قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس )) أنكروا جنة وقالوا الجنة هنا هم البشر، والناس هو بيان لكلمة الجن وهم البشر، هذا هو التعطيل الذي كان علماؤنا من السلف يتوجهون بالإنكار على الفرق القديمة الذين كانوا يتأولون الآيات كتأول هذه الفرقة الحديثة ولذلك سموا بالمعطلة لأنهم يعطلون النصوص الشرعية
فإذا العصمة من أن يكون المسلم وبخاصة في آخر الزمان فرقة من اثنين وسبعين فرقة، والحجة في أن يكون من الفرقة الناجية هو ما سبق بيانه على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح لذلك يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله:
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة "
ما قال فقط العلم قال الله قال رسوله بل قال الثالثة : " قال الصحابة " من أين أخذ ؟ من الأدلة السابقة .
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحدُ الصفات ونفيها *** حذراً من التعطيل والتشبيه "
فإذا تذكرتم هذه النصوص من الكتاب والسنة كنتم حريصين معنا كل الحرص على ألا نستقل في فهم الكتاب والسنة ولا ننفرد في ذلك فنخالف ما كان عليه السلف الصالح، لذلك اشتهر عن العلماء أنهم كانوا يقولون:
" وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف "
نعم.
ما صحة حديث : ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) ؟
الشيخ : هذا الحديث صحيح رواه الإمام مسلم في * صحيحه *، ولكن كثيراً من الناس أو من بعض الجماعات الاسلامية اليوم يتأولون هذا الحديث على غير تأويله وينتج من وراء ذلك بعض التكتلات والتحزبات التي تزيد في فرقة المسلمين وفي تعدد الأحزاب والله عز وجل يقول: (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون )) بعض الأحزاب الموجودة اليوم في الساحة الإسلامية يرددون هذا الحديث على أنه لا بد لكل مسلم من بيعة لمن ؟ لمن يستحق البيعة، وهذا حق لأن الرسول يقول: ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية ) لكن هذا الحديث لا يعني أن نختار من الجماعة الموجودة الآن هنا شخصا نبايعه من أجل ماذا ؟ أن لا نموت ميتة جاهلية ، ليس هذا هو المقصود هذه الجماعة كبروها الآن وسعوا دائرتها إلى ألوف مؤلفة إلى ملايين مملينة فكل مليون أو ملايين يختارون لهم رئيسا ويبايعونه ليس هذا المقصود من هذا الحديث، بل المقصود من هذا الحديث أنه يجب على المسلمين وبصورة خاصة يجب على خاصتهم أن يتخذوا الأسباب التي تجعلهم كتلة واحدة وعضوا واحد جسداً واحدا ( إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) كما جاء في الحديث الصحيح ، هكذا يجب على خاصة المسلمين أن يسعوا إلى أخذ الأسباب التي توجد الجماعة المسلمة والتي يختارون عليهم خليفة يحكمهم بكتاب الله وبحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم كان من عاقبة ذلك أن هذا الذي اختير خليفة يجب أن يبايع من كل المسلمين، وإلا فإذا قام أحد يعارضه ويدعي أنه خليفة مثله فقد جاء في الحديث الصحيح: ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا آخرهما ) فإذن البيعة المقصودة في هذا الحديث هو البيعة لخليفة المسلمين، وإذا كان المسلمون مع الأسف الشديد كما هو واقعهم الآن متفرقين إلى شيع وأحزاب كثيرة فمن الذي يبايع منهم ؟ إن مبايعة عديد من الأشخاص كما قلت في أول الكلام مما يزيد فرقة المسلمين فرقة على فرقة، ولذلك ففهم هذا الحديث اليوم ليس بأن تتكتل جماعات جماعات وكل جماعة يبايعون رئيساً ينصبونه عليهم لكي لا يصدق عليهم هذا الحديث لا ليس هذا المقصود، وإنما المقصود أنه يجب على المسلمين كلهم أن يسعوا للتمهيد لإيجاد الجماعة المسلمة التي تختار رجلاً واحد في العالم الإسلامي كله يبايعونه لأنه سيحكمهم بكتاب الله وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى لا تنسوا وعلى منهج السلف الصالح ذلك هو الحق المبين، نعم.
ما مدى صحة حديث: ( إن الله خلق آدم على صورته ) وحديث: ( إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) ؟
الشيخ : لقد كتبنا بحثًا في هذه المسألة في بعض كتبي، ولعل ذلك في * سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة *، فإن الحديث الأول: ( إن الله خلق آدم على صورته ) حديث صحيح، أخرجه الشيخان في * صحيحيهما *، أما الحديث الآخر بلفظ: ( إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) فذكر لفظة الرحمن أحسن ما يقال فيها: إنها شاذة، والحقيقة إنها منكرة، لأن هذا الحديث لو كان له إسناد صحيح لقلنا: إن هذه اللفظة: الرحمن، شاذة على طريقة علماء الحديث: أن من كان ثقة فروى زيادة في الحديث خالف فيها من هو أوثق منه تكون زيادته شاذة، أما إذا كان الذي زاد على الثقة فتكون زيادته منكرة، والواقع في هذا الحديث أنه من هذا القبيل، لأنه ليس له إسناد صحيح كما فصَّلنا القول في ذلك في المصدر المشار إليه آنفًا، أما الحديث الصحيح فله روايتان: الرواية الأولى: سبق ذكرها، والرواية الأخرى: هي التي تعارض تلك الرواية المنكرة وتفسر وتعين مرجع الضمير في الرواية الصحيحة: ( إن الله خلق آدم على صورته ) ذلك هو حديث أبي هريرة في *صحيح البخاري* قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن الله خلق آدم على صورته طوله ستون ذراعًا ) في * صحيح البخاري *: ( إن الله خلق آدم على صورته طوله ستون ذراعًا ) طول من؟ هل رب العالمين من صفاته أن له طولًا وعرضًا؟! حاشا لله، وإنما هذا الحديث صريح لأن مرجع الضمير في الحديث الأول الصحيح: ( إن الله خلق آدم على صورته ) أي: صورة آدم، وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر هذا الحديث بمناسبة أن أحدهم ضرب وجه شخص فقال: ( إن الله خلق آدم على صورته ) أي: إن أبناءه على صورة آدم، وصورة آدم جاء تفسيرها في حديث البخاري: ( طوله ستون ذراعًا ) في ستة أذرع قال عليه الصلاة والسلام: ( فلم يزل الخلق يتناقص حتى الآن )، فإذن بعد مجيء هذا الحديث الصحيح الذي يحدد مرجع الضمير لم يبق مجال للتمسك بالحديث الثاني الذي يقول: ( خلق آدم على صورة الرحمن ) لسببين اثنين: أما الأول: أنه ليس له إسناد صحيح، والآخر: أنه خالف الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في *صحيحه *، والتفصيل تجدونه في ذلك الموضع.
6 - ما مدى صحة حديث: ( إن الله خلق آدم على صورته ) وحديث: ( إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) ؟ أستمع حفظ
هل الله سبحانه وتعالى نور بذاته بدليل قوله تعالى: (( اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) ؟
الشيخ : لا، لأن معنى الآية منورهما، ولأنه قد جاء في حديث في * صحيح مسلم * والحديث فيه من حديث أبي ذر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سُئل: ( هل رأى محمد ربه ؟ قال: نور أنى أراه ؟! ) وفي حديث ذكره مسلم بعد هذا الحديث من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وعن كل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال في ذاك الحديث: ( حجابه النور ) فالنور هو حجاب يمنع البَشَر من أن ينظروا إلى الله تبارك وتعالى وليس هو صفة من صفات الله عز وجل، هذا هو الراجح في هذه الآية، نعم.
7 - هل الله سبحانه وتعالى نور بذاته بدليل قوله تعالى: (( اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) ؟ أستمع حفظ
ما حكم العمل في شركة أو في الفصول الدراسية فيها اختلاط بين الرجال والنساء وهن سافرات متبرجات وكان نظام الشركة يتطلب ذلك ؟ وهل من الممكن أن يكون هناك مصلحة راجحة تبيح هذا الفعل مع ضرب بعض الأمثلة الواقعية على المصالح الراجحة ؟
الشيخ : قال الله تعالى (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) ولذلك يجب على المسلم أن يتقي فتنة النساء فإن أول فتنة كانت في بني إسرائيل هي النساء، ولقد كان فيما مضى من بني إسرائيل أن المرأة كانت تخالط الرجال وكانت الواحدة تريد أن ترى عشيقها فكانت إحداهن تتخذ نعالا عالية لتبرز فيراها عشيقها ويلتقيان ويذهبان كما يقولون اليوم يقضيان شهر العسل، فلا يجوز للمسلمين أن يتبعوا سنن الأولين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنكر ما هو أقل فتنة من هذه الفتنة وهي اختلاط النساء بالرجال، كما تعلمون من حديث أبي واقد الليثي الذي رواه الترمذي وغيره: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأصحابه على شجرة على سدر شجرة عظيمة فقال بعضهم: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال عليه الصلاة والسلام: الله أكبر ! هذه السُنن هذه السَّنن لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى: (( اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة )) ) انظروا الفرق بين موقف اليهود مع كليم الله موسى حيث قالوا له: (( اجعل لنا إلها )) كالعجل نعبده من دون الله تعالى، والفرق بين قول ذلك الصحابي اجعل لنا ذات أنواط شجر نعلق عليها أسلحتنا، قال الله أكبر عظم عليه الأمر، وقال: ( لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى: (( اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة )) ) إلى آخره، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم سد باب القول مع باب الشبه بين من قال هذه الكلمة وبين تلك الكلمة التي قالها اليهود، فكيف يرضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمسلمين أن يعملوا عملا فيه مخالطة النساء وهي أكبر فتنة تركها الرسول عليه السلام، كما سمعتم في الحديث السابق ثم كيف يمكن أن يكون في ذلك مصلحة يغتفر بسببها زعم تلك المخالطة التي لا تأتي إلا بالشر، وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد صح عنه أنه قال: ( كتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة، فالعين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، واليد تزني وزناها البطش، -أي: المصافحة- والرجل تزني وزناها المشي، والفرج يصدق كل ذلك أو يكذبه ) فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إن المرأة إذا خرجت من بيتها متعطرة فهي زانية ) فكيف يتصور مسلم أن يحيا في مجتمع مألف من خليط من الرجال والنساء كيف يضمن نفسه هذا أو تلك وهي قد تبرجت كما جاء في السؤال؟ كيف يحفظ نفسه من عينه أن تزني من أذنه أن تزني من يده أن تزنى؟ وهل تجدون اليوم في هذه المجتمعات المختلطات رجل مسلم يثبت على عدم المصافحة شهر شهرين ثلاثة وبعدين؟ يأخذه التيار ويجرفه ثم يعود ليقول مبرراً لخطيئته هذه : مصلحة الدعوة تقتضي مثل هذه المخالفة، هذا هو مثل عمل اليهود تماماً يرتكبون المخالفات الشرعية ثم يحاولون تسويغها وتمريرها بشتى الحيل، المصلحة هكذا تقتضي، المصلحة هي إقامة حكم الله في الأرض كل إنسان بحسب استطاعته، وهؤلاء الذين ابتلوا بالعمل في شركات أو نحوها فيها اختلاط بين الجنسين فعليهم أن يتقوا الله تبارك وتعالى مرتين المرة الأولى: أن لا يخالطوا هذا المجتمع، والمرة الثانية : ألا يحالوا إيجاد فتاوى لتبرير هذا الواقع السيئ الذي هو واقعون فيه.
8 - ما حكم العمل في شركة أو في الفصول الدراسية فيها اختلاط بين الرجال والنساء وهن سافرات متبرجات وكان نظام الشركة يتطلب ذلك ؟ وهل من الممكن أن يكون هناك مصلحة راجحة تبيح هذا الفعل مع ضرب بعض الأمثلة الواقعية على المصالح الراجحة ؟ أستمع حفظ
هل المعنى المذكور في الحديث ( حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) أن بصره سبحانه وتعالى له نهاية ؟
الشيخ : ما انتهى إليه من الخلق يعني الخلق هو الذي له نهاية، أما بصره تعالى وكل صفاته ليس لها حد محدود، لكن المخلوقات فهي محدودة هذا هو المقصود من الحديث، فالتحديد ليس له علاقة بالصفة وإنما بالمخلوق فقط.
9 - هل المعنى المذكور في الحديث ( حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) أن بصره سبحانه وتعالى له نهاية ؟ أستمع حفظ
يقال أنكم تقولون بأقوال لم تُسبقوا إليها كالقول بتحريم الذهب المحلق وأن يعود الحاج إلى إحرامه إذا لم يطف طواف الإفاضة قبل غروب يوم العيد، والقول بإيجاب إلقاء السلام أرجو التوضيح ؟
الشيخ : أما القول بإيجاب السلام فقد سبق عليه الكلام .
أما المسألتان الأخريان فزور لأن من خطتي ألا أقول رأياً ولا أتبنى فقها إلا إذا قد سبقت إليه .
وكل من المسألتين المذكورتين في السؤال ألا وهو القول بتحريم الذهب المحلق على النساء والقول الآخر أن يعود من رمى رمية الجمرة الكبرى يوم النحر ثم تحلل ولبس قميصه أو ثيابه ثم دخل عليه المساء ولم يطف طواف الإفاضة فهذا القول وذاك أولا قام على أدلة شرعية انتهينا إليها وقفنا عندها .
وثانياً : وهنا الشاهد فلكل من هاتين المسألتين لي فيهما سلف، وقد بينت ذلك بيانا شافيا في كتاب ما يتعلق بالذهب في * آداب الزفاف * وبخاصة في الطبعة الجديدة التي صدرت أخيراً فقد رددنا فيها على بعض من يزعم أنه من أهل السنة ولكنه يحقد حقداً عجيباً على بعض أهل السنة ويحاول أن يتتبع عثراته وأن يشهر به بين الناس بزعم أنه خالف الإجماع ويغض نظره عن كل النصوص التي كنا ذكرناها لأننا لم نقل بتحريم الذهب المحلق نحن فقط بل قد سبقنا إليه جماعة من السلف الصالح، وبصورة خاصة الإمام البغوي في كتابه * شرح السنة *.
أما المسألة الأخرى المتعلقة بالرجوع إلى الإحرام فذلك مفصل في رسالتي * الحج والعمرة على الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح * فمن كان يريد الحق على الإنصاف رجع إلى ذلك على الأقل لكي لا يتهم الأبرياء، بأنهم خالفوا الإجماع كما يدعي ذلك الحاقد الحاسد .
أما هل اقتنع أم لم يقتنع فالله حسيب كل إنسان .
أما أن يفتري ويكذب فهذا بلا شك أمر خطير جداً من الناحية الإسلامية، لأن من اتهم مسلما بما ليس فيه كان له عذاب شديد يوم القيامة وفي القرآن الكريم: (( فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً )) هذا جواب هذا السؤال.
10 - يقال أنكم تقولون بأقوال لم تُسبقوا إليها كالقول بتحريم الذهب المحلق وأن يعود الحاج إلى إحرامه إذا لم يطف طواف الإفاضة قبل غروب يوم العيد، والقول بإيجاب إلقاء السلام أرجو التوضيح ؟ أستمع حفظ
ما حكم الصلاة خلف بعض الأئمة الذين تقع منهم أعمال شركية، كسؤال الله بجاه النبي، وما شابه ذلك ؟
الشيخ : تكلمنا عن هذه المسألة في بعض المجالس، ولا أدري الآن الوقت قارب الساعة التاسعة فيكفينا الخمس دقائق نتكلم فيها حول هذا السؤال
أولًا: لا يجوز المبادرة إلى تكفير بعض أهل البدع لمجرد وقوعهم في شيء منها قبل أن تقام حجة العلماء عليهم، لما عُرِف من قواعد الشريعة أن الكفار كفرًا بواحًا لا نحكم لهم بنار إلا بعد أن تقوم حجة الله عليهم، كما في قوله تعالى: (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) وكما في قوله عليه الصلاة والسلام كما رواه الإمام مسلم في * صحيحه * من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( ما من رجل من هذه الأمة من يهودي أو نصراني يسمع بي، ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ) فإذن: الذي يدخل النار هو الذي تبلغه الحجة، برسالة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لا يُؤمن بها، على هذا علماء المسلمين قاطبة .
ولذلك فالسلف الصالح في عقائدهم التي ورثها الخلف عنهم يقولون بصحة الصلاة وراء كل بر وفاجر وبالصلاة على الميت سواء كان برًا أو كان فاجرًا، ولا يكفرون من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله إلا بعد أن تقوم أو تقام حجة الله عليه .
إذا عرفنا هذه الحقيقة ورأينا بعض الطوائف الإسلامية قد وقعوا في بدع شركية محضة لا مجال لأن تفسر بغير الشرك، فلا يجوز المبادرة إلى التكفير إلا بعد إقامة الحجة .
وأنا أعتقد أن الحجة بالنسبة لكثير من الناس وبخاصة منهم الأعاجم الذين لا يفقهون اللغة العربية، وبخاصة منهم الذين لم يسبق أن هُدوا هم أو آباؤهم إلى الإسلام كالأوروبيين والأمريكيين ونحوهم، فهؤلاء ليس من السهل أن يقال: قد أقيمت حجة الله عليهم فهذا هو كلام الله يتلى عليهم ليلًا نهارًا، أنتم تعلمون أن كثيرًا من العرب المسلمين العرب المسلمين لا يفهمون كلام رب العالمين، فكيف نظن بالأعاجم الكفار أنهم فهموا القرآن وقامت حجة الله عليهم هذا أولًا.
وثانيًا: أن بعض البدع ليست شركًا، وإنما يمكن اعتبارها خطأً أو ضلالًا أو بدعة، لأن الشرك أمر عظيم كما قال ربنا في القرآن الكريم: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) .
والمثال السابق الوارد في السؤال وهو: يتوسلون بجاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هذا بلا شك خطأ مخالف للسنة، وهذا له بحث طويل وقد جاوزت الساعة التاسعة .
ولكن لا بد من إتمام هذه الملاحظة فالتوسل بجاه الرسول.
المتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشبهاً الخالق بالمخلوق كما كنا نسمع هذا كثيراً في بلادنا السورية، ولنا مجادلات ومناقشات مع بعض المبتدعة الضالة، فكان أحدهم يعالج القضية بعقله الأعوج المنحرف، فيقول: أن الإنسان إذا كان له حاجة عند أمير أو وزير، هل يأتيه ويطلب منه حاجته أن يقضيها أم يدخل بينه وبين ذلك الأمير واسطة، فكنا نقول لهم: إي نعم لا بد من واسطة، لكن إيش رأيك الأمير الذي ليس بحاجة للواسطة ويقبل ويفتح بابه لكل الناس أن يخاطبوه وجهًا لوجه، وألا يُدخلوا واسطة بينه وبينهم، هل هذا أفضل عندك أم الأمير الذي لا بد من واسطة ؟ يفكر قليلًا المسكين ويتبع لضلاله على تردد، لكن لا يسعه أن يقول ، خاصة حينما أُذَكِّره بعمر بن الخطاب الذي أطلق عليه بعض المعاصرين وكذبة: " إنه أول ديمقراطي في الإسلام "، وهم يعنون بالديمقراطية كما تعرفون: العدالة، عمر بن الخطاب هو أول ديمقراطي بزعمهم، أما أبو بكر وأما الرسول الذي رباهم فلم يكن أول ديمقراطي في حد تعبيره
الشاهد: فحينما نُذَكِّر هؤلاء الضالين بأن عمر بن الخطاب كان يأتيه البدوي ويقول له: يا عمر حاجتي كذا وكذا، ماذا ترى ؟ هذا أفضل وإلا هذا الأمير الذي ضربتَ به المثل ؟ فلا يسعه إلا أن يقول: إن عمر أفضل، فنقول لهم: يا مساكين يا ويلكم لقد شبهتم رب العالمين بالأمراء الضالين وأبيتم أن تشبهوه بعمر العادل الحكيم، ولو أنكم شبهتموه لكنتم في ضلال مبين، لأن الله يقول: (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )) فكيف وأبيتم أن تشبهوه بعمر وشبهتموه بالضلالة، ألا يكفيكم هذا تنبيهًا في ضلالكم في توسلكم إلى الله بالنبي عليه الصلاة والسلام، فضلًا عن توسلكم بمن دونه مقامًا ومنزلًة فيسقط في أيديهم كما يقال .
هذا النوع لا شك فيه أنه شرك أكبر .
لكن هناك نوع من التوسل ليس من هذا القبيل إطلاقًا، فقد جاء عن بعض المعروفين بتمسكهم بالكتاب والسنة أنهم جوزوا التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فقط دون كل الأنبياء دون كل المخلوقات، تمسكوا بحديث الضرير منهم العز بن عبد السلام، منهم الإمام الشوكاني الذي خالف مذهبه مذهب الزيدية وانتمى إلى الكتاب والسنة ولم يرض بديلهما شيئًا آخر، بل قد روي عن الإمام أحمد إمام السنة أنه قال بالتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وقوفًا منه عند حديث أو ظاهر حديث الضرير، فهل نقول في هذا النوع الثاني ممن أجاز التوسل وإن كنا لا ندين الله به أنهم ارتكبوا الشرك أو وقعوا فيه ؟ الجواب: لا .
إذن: التوسل بالمخلوقات له حالتان:
من توسل مشبهًا الخالق بالمخلوق فهو الكفر بعينه .
ومن توسل ظانًا منه أن هذا عليه دليل، هو حديث الأعمى فيخطَّأ ولا يُضلل، فكيف يُكفر .
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا هادين مهتدين، غير ضالين ولا مفتونين.
السائل : آمين.
الشيخ : والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
11 - ما حكم الصلاة خلف بعض الأئمة الذين تقع منهم أعمال شركية، كسؤال الله بجاه النبي، وما شابه ذلك ؟ أستمع حفظ
ذكرتم أن صورة الفديو أشد حرمة من الصور الفوتغرافية ، فهل يدخل في ذلك التلفزيون ؟
الشيخ : إي نعم.
السائل : أنها أشد حرمة.
الشيخ : إي نعم.
السائل : وهل يدخل في ذلك التلفزيون وعندي تعليق على ذلك إذا أمكن ؟
الشيخ : ما هو الفيديو هو التلفزيون أليس هو الفيديو أحدهما ناتج من الآخر فأي فرق ؟
السائل : هناك شيخ يعني حسب ما نعلم بالنسبة لتصوير الفيديو أنه تصوير ذبذبات أو أمواج كهرومغناطيسية والصور التي تظهر على الشاشة ليست صورة حسية ؟
الشيخ : هذه الفلسفة التي أضلت المسلمين، يا ترى مكلف المسلم أن يعرف هذه الفلسفة أم ينظر فقط هذه صورة ولا ليست بصورة ؟
السائل : لكنها ليست على رقم وليست على يعني صورة مادية وإنما هي أشبه ما تكون بالأشباح.
الشيخ : أنت الآن ولا مؤاخذة تحكي كلاماً تخالف المادة تقول ليست مادية وإذن هي مصورة في إيش في الهواء ولا في عندك أشرطة وعندك أجهزة هذه ليست مادة ؟
السائل : الضوء ليس مادة يا شيخ.
الشيخ : عجيب وإذن ؟
السائل : طاقة.
الشيخ : طاقة والطاقة ليست مادة ؟
السائل : والله حسب ما تعلمنا في حسب ما درسنا في مجال تخصصي يا شيخ فيزيا أن الطاقة والمادية شيئان يعني متغايران فيمكن للطاقة أن تدخل المادة.
الشيخ : أين قرأت هذا الكلام في كتاب الله ولا في حديث رسول الله ولا في كتب النصارى ؟
السائل : هذا العلم يثبت ذلك ما أدري عاد .
سائل آخر : في المسألة فيها نظرة تانية يا شيخ.
الشيخ : العلم يثبت ذلك ويقول أنه ليس مادة.
السائل : يقول أن الطاقة شيء.
الشيخ : لا أجبني، يقول العلم أن الطاقة ليس مادة ؟
السائل : نعم.
الشيخ : العلم يقول كل شيء مادة ولذلك أنكروا وجود الله لأنه وراء المادة، كيف تقول أنت يقول العلم ما هو طاقة الطاقة ما هي مادة كل شيء هو مادي لكن طبعا هذه المواد تختلف إحداهما عن الأخرى.
السائل : محسوس .
الشيخ : نعم .
السائل : أقول الضوء محسوس
الشيخ : هذا هو ، فلا يقال، يعني أنا أخشى ما أخشاه أن تقولوا الطاقة ليست مخلوقا.
السائل : لا هي مخلوقة متفقين على هذا.
الشيخ : كل مخلوق مادي يا أخي.
السائل : اكتشفوا أخيراً أن المادة والطاقة شيء واحد وأن المادة تحول إلى الطاقة.
الشيخ : (( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )).
الطالب : يا شيخ هذه نظرية أنشتاين كلها .
السائل : أنشتاين.
بالنسبة لرفع اليد لرد السلام في الصلاة، قلت إن كان أتى من أمام الصف يرفع شيئاً قليلا وإذا أتى من وراء الصف يرفع أكثر حتى يبين، طيب بالنسبة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم رده بحركة الرأس ألا يفهمها وينتبه إليها من هو يعني من أتى من خلف الصف دون أن يحتاج إلى مبالغة في الرفع؟
الشيخ : لا، ما ينتبه لها مجرد تحريك الرأس، لأنك ستسأل تحريك اليد أظهر في الإشارة ولا الرأس ؟
السائل : تحريك اليد.
الشيخ : اليد بلا شك ما تحتاج إلى وقفة ، رؤية الرأس حينما تحرك من أمام أظهر ولا من الخلف ؟
السائل : من أمام.
الشيخ : هذا هو يعني .
السائل : القضية.
الشيخ : نعم ؟
السائل : الاثنان معا ؟
الشيخ : لا لا واحدة بس قلنا نحن واحدة، المهم أن يعني المسلم حتى لو كان عاميا لازم أن يكون كيسا فطنا فقيها ولو كان عامي يعني، يقدر الأمور بقدر الظروف التي هو قد يكون فيها، فجاء أما المصلي فقال له السلام عليك المصلي بقا يعرف أنه اذا عمل هكذا فهم المسلم أنه رد السلام، لكن جاء من الخلف أو سلم من بعيد فما يكفي حينذاك إلا أن تكون الإشارة أجلى وأظهر وأوضح.
السائل : معناتو الإشارة ممكن تكون خارج الصلاة يا شيخ.
13 - بالنسبة لرفع اليد لرد السلام في الصلاة، قلت إن كان أتى من أمام الصف يرفع شيئاً قليلا وإذا أتى من وراء الصف يرفع أكثر حتى يبين، طيب بالنسبة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم رده بحركة الرأس ألا يفهمها وينتبه إليها من هو يعني من أتى من خلف الصف دون أن يحتاج إلى مبالغة في الرفع؟ أستمع حفظ
هل صحيح أن من لم يُسمع نفسه في الصلاة مثل سورة الفاتحة فصلاته باطلة ؟
السائل : بالنسبة للصلاة يا شيخ هل يشترط أو هل يبطل الصلاة إذا لم يتلفظ الإنسان بالأمور الواجبة أو الأحكام التي يعني يكون فيها قول هل يبطل هذا يا شيخ ؟ لأن بعض أهل العلم يقولون أنه يبطل الصلاة ؟
الشيخ : حدد ما هو الشيء الذي يبطل أو لا يبطل ؟
السائل : إذا لم يسمع المصلي نفسه مثلاً سورة الفاتحة فإن صلاته بباطلة هل هذا صحيح ؟
الشيخ : أنت تقول إذا لم يُسمع أم تريد أن تقول إذا لم يحرك لسانه ؟
السائل : لم يسمع يا شيخ ومن باب أولى إذا.
الشيخ : لآ .
السائل : يعني يا شيخ إذا ما أسمع نفسه يعني شو اسمه .
سائل آخر : الحالتين .
السائل : يعني الأولى أعم من الثانية يا شيخ الأولى أعم من الثانية فتدخل هديك في الأولى.
الشيخ : الأولى أعم من الثانية الأولى إيش هي ؟
السائل : أنه يسمع نفسه
الشيخ : طيب
السائل : وأما الثانية هذه أخص يعني.
الشيخ : أيهم أهم الأولى أم الثانية ؟
السائل : عندي يعني ؟
الشيخ : عندك ولا عندي !
السائل : الأولى يا شيخ.
الشيخ : لا الثانية.
السائل : طيب الثانية نعم صح.
الشيخ : صح ؟
السائل : صح.
الشيخ : طيب الله يهديك ، أنت نعسان مثل حكايتي .
تعبيرك أن يُسمِع نفسه قد يصح أحيانا ولا يصح دائماً، أما تعبيرك الثاني أن يحرك لسانه فهذا قاعدة متطردة، فقد يكون هناك إنسان سمعه ثقيل بل هو أصم لا يسمع صوته بأذنه لكن يعرف أنه يحرك إي لسانه وتحريك اللسان هو كناية عن أنه قرأ، فيمكن أن نقول قرأ فلان وأسمع نفسه وقرأ فلان وما أسمع نفسه، إذا كان الثاني ما أسمع نفسه لصمم في أذنيه فهو قارئ، وإذا ما أسمع نفسه ولا صمم في أذنيه بل سمعه طبيعي جدا فهو لم يقرأ كما ينبغي، لأنه تعرف أنت الأحرف العربية لها مخارج يختلف مخرج عن آخر، ولذلك فالعبارة الدقيقة هو أن يحرك لسانه وهذا التعبير هو الذي جاء القرآن قال: (( لا تحرك به لسانك لتعجل به )) .
السائل : لا تحرك به .
الشيخ : ها ؟
السائل : (( لا تحرك به لسانك )).
الشيخ : (( لا تحرك به لسانك )) .
الطالب : العشاء جاهز .
السائل : يكمل الجواب وبعدها العشاء .
الشيخ : طيب اسمحوا لنا إذن .
السائل : نكمل .
الشيخ : نكمل هالكلمة فأقول فتحريك اللسان هو كناية عن القراءة فالقراءة ولا شك هو المقصود لأنه قد تكون القراءة تصور ذهني، وليست هذه بالقراءة المشروعة فحينما نسمع قوله عليه الصلاة والسلام: (( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )) رجل مثلاً وضع المصحف أمامه وصار يقرأ بعينه ما حرك لسانه هذا ما قرأ، فلذلك فقول العلماء الذين أشرت إليهم قولهم حق لكن التعبير ما هو دقيق حين يقال أن يسمع نفسه لأنه قد يعرض له شيء يمنعه من أن يسمع نفسه قد يكون رجل سمعه كما قلنا طبيعي لكن في حوله غوغاء وضوضاء ويقرأ قراءة لو خلا بنفسه لسمعها أليس هذا معلوما ؟
السائل : نعم .
الشيخ : فإذن ليس التعبير هذا بالتعبير الدقيق وإنما أن يحرك لسانه فهذا هو القراءة فإذا ما حرك لسانه فما قرأ فقول العلماء هو الصحيح.
ما حكم البسملة للوضوء داخل دورة المياه خاصة وكما تعلم أن دورة المياه تشمل المغاسل ومكان قضاء الحاجة ؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
أما بعد:
فحياك الله يا شيخنا في بلدك الثاني ونقول لك لا بأس طهور إن شاء الله وأطال الله في عمرك حتى ننتفع بعلمك ونخبرك بمحبتنا لك في الله، وإن الفضل لله ثم لك في تعريفنا بالمنهج الصحيح إلى تلقي الإسلام قولا وعملا فجزاك الله عنا خير الجزاء.
السؤال الأول: ما حكم البسملة للوضوء داخل دورة المياه، خاصة وكما تعلم أن دورة المياه تشمل المغاسل ومكان قضاء الحاجة؟
الشيخ : هذا أسئلة النساء قلت ؟
السائل : نعم.
الشيخ : ما شاء الله .
السائل : نساء الخبر والدمام.
الشيخ : لقد تكلمنا كثيراً في هذه المسألة وإذ قد طلبتم الاختصار في الإجابة، فنقول إن البسملة التي تشرع بالنسبة لمن يريد قضاء الحاجة قبيل أن يخلع ثيابه ويجلس لقضاء الحاجة ولا يضر بعد ذلك أن يكون المرحاض في غرفة صغيرة وبجانب المرحاض حمام ومغسلة لا يضر هذا كله لأننا نفترض أنه لو كانت المغسلة بجانب المرحاض المغسلة التي يتوضأ فيها، فهو حينما يقف ليقعد على المرحاض فقبل أن ينزع ثيابه يقول: بسم الله وكذلك عند الخروج يقول: غفرانك، هنا ما في خروج لأنه سينتقل إلى المغسلة لكن المقصود هنا بالخروج يعني أن يجمع ثيابه وأن يمشي ولو خطوة واحدة فيقول: غفرانك هذه الجواب عن هذه المسألة.
السائل : إذن حتى ذكر الدخول يكون في دورة المياه ؟
الشيخ : فكذلك إي نعم ، ليس في داخلها لأنه الذي فهمته أنه ليس مرحاضاً محصورا إنما في داخل غرفة.
السائل : فيه مرحاض في مغسلة.
الشيخ : أيوا فحينما إذا تقدم إلى المرحاض ليجلس هنا يقول: أعوذ بالله من شر الخبث والخبائث، وإذا انتهى ورفع ثيابه حينئذٍ يقول: غفرانك ولو مشى خطوة واحدة.
15 - ما حكم البسملة للوضوء داخل دورة المياه خاصة وكما تعلم أن دورة المياه تشمل المغاسل ومكان قضاء الحاجة ؟ أستمع حفظ
إذا كان مكان قضاء الحاجة في بيوتنا باتجاه القبلة فماذا نعمل ؟ وكذا لو كنا في سفر فعند قضاء الحاجة هل يجوز استدبار القبلة في البيان ؟
الشيخ : يعني بين جدران ؟
السائل : بين جدران.
الشيخ : الصحيح في هذه المسألة التي كثر الخلاف فيها قديماً وحديثاً هو أنه لا فرق بين الجدران والصحراء، لعموم قوله عليه الصلاة والسلام: ( إذا أتيتم الخلاء أو الغائط فلا تستقبلوا القبلة ببول أو غائط ولكن شرقوا أو غربوا )، راوي الحديث هو أبو أيوب الأنصاري قال: " فلما ذهبنا إلى الشام وجدنا الكنف متجهة أو موجهة إلى القبلة فنحن نستغفر الله تبارك وتعالى "، - روح شوف يا محمد - فنحن نستغفر الله ، وهذا فيه فائدة وهي أن راوي الحديث أدرى بمرويه من غيره، فهو روى العموم وعمل به لأنه يقول وجد الكنف هناك في الشام وهي بطبيعة الحال في البنيان فقال: " نحن نسنغفر الله ".
فإذن جواب السؤال أولاً: هو الاقتداء بقول أبي أيوب الأنصاري راوي الحديث.
ثانياً: إذا كانت الدار ملكا للقاطنين فيها فعليهم أن يجروا الإصلاح بحيث أنهم لا يضطرون للمخالفة والاختصار على الاستغفار، هذا هو الجواب، هذا نزولاً لرغبتك في الاختصار .
السائل : نعم.
16 - إذا كان مكان قضاء الحاجة في بيوتنا باتجاه القبلة فماذا نعمل ؟ وكذا لو كنا في سفر فعند قضاء الحاجة هل يجوز استدبار القبلة في البيان ؟ أستمع حفظ
ما هي كيفية عمرة الحائض ؟ وهل يشترط أن تحرم من التنعيم ؟ ومن قال بذلك من العلماء المتقدمين ؟
الشيخ : عمرة الحائض هي تتعلق بالحاجَّة ، الحاجَّة التي نوت التمتع بالعمرة إلى الحج ثم لما دنت من مكة جاءها الحيض فيمنعها الحيض من أن تطوف البيت كما يمنعها من الصلاة، وبذلك ينقلب تمتعها بالعمرة إلى الحج إلى حج مفرد، فإذا ما انتهت هذه الحاجة من إتمام مناسك الحج وذلك بطواف الإفاضة ثم بطواف الوداع فتعويضاً لما فاتها من العمرة التي كانت قدمتها بين يدي الحج ثم لم تستطع إتمامها فتعويضاً لها عما فاتها من العمرة بين يدي الحج حينئذٍ تؤمر أن تخرج إلى التنعيم وتحرم من هناك وتدخل مكة وتطوف وتسعى وتأتي بالعمرة، هذا هو الثابت في حديث عائشة رضي الله عنها، والأمر هنا كما قال الإمام الشافعي: " الحديث حجة بنفسه " ولا يحتاج إلى دعم لأن نعرف من قال بذلك .
وأنا شخصيا لا يحضرني الآن من قال بهذه المسألة حسبنا حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
17 - ما هي كيفية عمرة الحائض ؟ وهل يشترط أن تحرم من التنعيم ؟ ومن قال بذلك من العلماء المتقدمين ؟ أستمع حفظ
ما هي علامات انقطاع الحيض وهل هو انقطاع الدم حتى وان كان باستمرار ما ينزل من سوائل وافرازات أم بانتظار نزول القصة البيضاء ؟
الشيخ : لا شيء من ذلك كله سوى أن ترى القصة البيضاء أو ما يسمى في بعض البلاد بالطهر وهو السائل الأبيض المعلوم عند النساء بعد انتهاء الحيض، أما مجرد انقطاع الدم فلا يعتبر ذلك انتهاء مدة الحيض فلا بد من القصة البيضاء.
18 - ما هي علامات انقطاع الحيض وهل هو انقطاع الدم حتى وان كان باستمرار ما ينزل من سوائل وافرازات أم بانتظار نزول القصة البيضاء ؟ أستمع حفظ
ما الدليل على تخليل أصابع الرجلين بأصبع اليد البنصر وهل نخلل أصابع الرجل اليمنى بالأصبع البنصر لليد اليمنى وكذلك اليسرى بالأيسر ؟
الشيخ : أما الدليل على تخليل أصابع الرجلين بالخنصر فهو الحديث الذي رواه أبو داود في * سننه * بالسند الصحيح وقد روى ابن أبي حاتم في مقدمة كتابه * الجرح والتعديل * أن الإمام مالك رحمه الله كان لا يرى ذلك حتى أوقف على هذا الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ولست بذاكر الآن صحابيه وإنما هو صريح في أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخلل بين أصابع رجليه بالخنصر، أما هل هو باليمين أو باليسرى فلا أعلم في ذلك أو على الأقل لا أستحضر في ذلك حديثا فالأصل في هذا أن يفعل ما يتيسر له من اليمين أو اليسار .
السائل : حديث الأسود.
الشيخ : ها ؟
السائل : حديث الأسود .
الشيخ : إيش نصه ؟
السائل : أنه يخلل بأصبعه.
الشيخ : لا أستحضر الآن قد يكون هو أو غيره إنما هو في * سنن أبي داود *.
19 - ما الدليل على تخليل أصابع الرجلين بأصبع اليد البنصر وهل نخلل أصابع الرجل اليمنى بالأصبع البنصر لليد اليمنى وكذلك اليسرى بالأيسر ؟ أستمع حفظ
أيهما أفضل للمرأة أن تصلي المكتوبة والنافلة في الحرم أو في الفندق ؟
الشيخ : في الفندق.
السائل : نعم
هل تعاد الاستخارة أكثر من مرة حتى ينشرح الصدر أم فقط تكون مرة واحدة ؟
الشيخ : الذي أراه أن الأصل في الاستخارة هو عدم التكرار وليس المقصود من الاستخارة المشروعة هو اطمئنان القلب أو عدم اطمئنانه، وإنما الأمر كما جاء في الحديث صراحة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول : ( إذا هم أحدكم بالأمر فليصل لله ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني استخيرك ) إلى آخر الدعاء، فإذن إذا هم بالأمر فليصل هذا هو الواجب عليه، أما أن يراقب نفسه انشرح صدره انقبض صدره فهذه أشياء كلها ليس لها أصل في السنة، وعلى ذلك فلا داعي إلى التكرار إلا في حالة واحدة وهي: أن يشعر الإنسان إذا صلى ركعتين ودعا بذاك الدعاء الوارد عن الرسول عليه السلام شعر بأنه لم يكن جامعا قلبه ولبه وعقله في هذه الصلاة وفي ذاك الدعاء ففي هذه الحالة يستحب له أن يكرر الاستخارة.
في حديث أو في راوية عن ابن الزبير فنحن إذا تأملنا فيها من الناحية الفقهية لا يظهر صراحة أنه يعني بالاستخارة هي الصلاة الشرعية، لأن في بعض الأحاديث وإن كانت يعني ضعيفة السند ما ما إيش أول الحديث ( ما خاب من استخار ولا ندم من استشار، وما عال من اقتصد ) فليس المقصود هنا الاستخارة هي الصلاة بل مجرد الدعاء، كما جاء أيضاً في حديث آخر أن الرسول عليه السلام كان يقول: ( اللهم خر لي واختر لي )، فهذه استخارة لكن ليست هي الاستخارة التي ذكرت في الحديث السابق، ولذلك فما لا نستطيع أن نقول أن ابن الزبير عنى الاستخارة الشرعية التي تتطلب صلاة ركعتين والدعاء بعدها فهو سيصلي ركعتين ويدعو بعدها ثم أيضاً يصلي ركعتين ويدعو بعدها فيكون قد صلى ست ركعات بست تسليمات وبثلاثة أدعية ما يتبادر أنه يقصد هذا، ولذلك فيبقى الحكم كما جاء في الحديث دون زيادة أو تكرار، هذا هو الجواب.
ما حكم الصلاة على السجادة المزخرفة ؟
الشيخ : لا شك في كراهة ذلك، وينبغي على المسلم أن يختار للصلاة في مكان ساذج ليس فيه سجادة فيها زخارف ولا في القبلة شيء أيضاً من مثل تلك الزخارف.
ما هي كيفية عقد التسبح بعد الصلاة المفروضة ؟
الشيخ : أولاً عزو الحديث لأبي هريرة في السؤال خطأ .
ثانيا : أن العقد فيما علمت ليس له كيفية معينة لأن الراوي اكتفى بالإخبار أن عليه الصلاة والسلام كان يعقد التسبيح بيمينه فالأمر فيه سهل إن شاء الله، فكل مصل سواء كان ذكرا أو أنثى فليعقد بالأسلوب وبالطريقة التي يراها أسهل بالنسبة إليه، أنا مثلا أعقد في كل أصبع ثلاث مفاصل فأعتبرها ثلاثة وممكن إنسان أن يعد واحد في أصبع والثانية اثنين وهكذا فعلى ما يتيسر للذاكر في العد فهو الذي يفعله لأنه ليس لدينا سنة بكيفية معينة في هذا العقد.
السائل : كلمة يعقد يا شيخ ما كأنها تشبيه الأصبع بالعقدة عقدة الحبل ؟
الشيخ : هاي هو موجود على كل حال.
السائل : في كل الصلاة ؟
الشيخ : إي نعم.
إذا صلت المرأة إمامة بالنساء هل تنصرف تجاه الشمال أم جهة اليمين ؟
الشيخ : إيش العبارة الأولى ما فهمتها .
السائل : ما حكم انصراف المرأة يعني بعد التسليم من صلاتها تجاه المصليات كما يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم أم تستقبلهن بوجهها إذا كانت إمامة ؟
الشيخ : إذا تقصد الإمامة ؟
السائل : إمامة لكنها لم تذكر.
الشيخ : آه لذلك أشكل علي الأمر، لا شك أن الحكم كما هو في عموم قوله عليه السلام : ( إنما النساء شقائق الرجال ) فإذا صلت المرأة إمامة بالنساء فإن شاءت انصرفت يمينا أو يسارا، كل ذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله.
السائل : وأيهما الأرجح الانصراف إلى اليمين أم إلى اليسار ؟
الشيخ : على حسب المقصد، ليس هناك شيء مقصود لو فرضنا مثلا أن الباب عن اليمين وهي تريد أن تخرج من هذا الباب فتنصرف عن يمينها أو الباب عن اليسار فلا تتكلف تلف وتدور إلى آخره، المسألة سمحة وسهلة .
ما حكم إصدار أصوات من قبل النساء في حفلات الزواج بما يعرف بالزغاريد ؟ وما حكم سماع الرجال لها ؟
الشيخ : يبدوا والله أعلم أنه لا مانع من ذلك ما لم يكن هناك محرم.
25 - ما حكم إصدار أصوات من قبل النساء في حفلات الزواج بما يعرف بالزغاريد ؟ وما حكم سماع الرجال لها ؟ أستمع حفظ
ما حكم لبس العروس للأبيض في ليلة الزفاف ؟
الشيخ : لا مانع من ذلك لأن لكل حالة لبوسها، إلا إذا كان هناك موضوع التشبه بالكافرات أو الفاسقات فهذا شيء ثان سواء كان لباس أبيض أو أحمر أو أسود، أما كون خصص العرف لباساً أبيضاً في حالة الزفاف ولم يقصد بذلك التقرب إلى الله عز وجل فلا شيء في ذلك .
ماذا يجوز للخاطب أن يرى من مخطوبته وهل لها أن تتزين بالكحل والحناء كما فعلت سبيعة الأسلمية كما ورد في البخاري ؟
الشيخ : ليس له أن يرى باتفاق بينه وبين ولي أمرها أكثر من وجهها وكفيها وما جاء في بعض الأحاديث مما يدل على أن لمن ألقي في نفسه خطبة امرأة أنه يرى منها ما يدعوه إلى نكاحها فإنما ذلك دون اتفاق سابق ، يعني المسألة تكون عن اختلاس وليس عن اتفاق، أما الكحل في العينين والخضاب في اليدين فلا شك أن ذلك أمر جائز وحسبنا الدلالة على ذلك حديث إيش هي المرأة .
السائل : سبيعة.
الشيخ : سبيعة الأسلمية هذه.
نعم
27 - ماذا يجوز للخاطب أن يرى من مخطوبته وهل لها أن تتزين بالكحل والحناء كما فعلت سبيعة الأسلمية كما ورد في البخاري ؟ أستمع حفظ
ما حكم رقص النساء أمام النساء ؟
الشيخ : كرقص الرجال أمام الرجال.
ما رأيكم في كتاب * بذل الجهد في تحقيق حديثي السوق والزهد * ؟ وهل صحيح أنكم تراجعتم على تضعيف حديثين كنتم قد حكمتم عليها بالصحة والحسن كما قال ذلك الشيخ مقبل ؟
فما رأيك في هذا الكتاب وما رأيك في مقولة الشيخ الوادعي عنكم ؟
وما رأيكم في التأليف المبكر ؟
الشيخ : هنا ثلاث مسائل، أما ما نقل عني أني عازم على جمع ما رجعت عنه في رسالة فهذه خاطرة لبعض الناس لا أتعهد بأنني أستطيع أن أقوم بذلك وإن كان هذا شيء جيد، أما أنني تراجعت فهذا شيء صحيح بل هو أمر واجب عن كثير مما صححته أو ضعفته، لأن الرجوع إلى الحق فضيلة، أما رأيي في هذا الكتيب الذي ضعف حديث الزهد هذا وإيش الحديث الآخر ؟
السائل : حديث السوق.
الشيخ : السوق إي نعم، حديث السوق لا أعتقد إلا أنه لا يزال عندي ثابتا بمجموع طرقه، أما حديث الزهد فلأول مرة وجدت هذه الرسالة في سفرتي هذه وقرأتها والجزم برأيي حول هذه الرسالة بخصوص هذا الحديث فذلك يتوقف على الرجوع إلى * السلسلة الصحيحة * لعلي أنا قد كتبت حاشية جديدة إما تأكيدا للصحة أو رجوعا عنها، فهذا جوابه فيما بعد إن شاء الله.
29 - ما رأيكم في كتاب * بذل الجهد في تحقيق حديثي السوق والزهد * ؟ وهل صحيح أنكم تراجعتم على تضعيف حديثين كنتم قد حكمتم عليها بالصحة والحسن كما قال ذلك الشيخ مقبل ؟ أستمع حفظ
ما رأيكم في التأليف المبكر ؟
الشيخ : لا أنصح بهذا طلبة العلم وطالما كررت هذا على مسامعهم فقلت منذ عهد قريب في هذا اليوم أيضاً أن أنا عندي كتاب ألفته وهو الذي أعزو إليه في كثير من كتبي وهو الذي أنشر اسمه مختصراً * الروض النضير * وهو تمام اسمه * الروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير * هذا ألفته وسني في حدود الرابع والعشرين والخامس والعشرين حينما أرجع إليه أجد فيه أشياء أتعجب أنا الآن من وقوعي في هذه الأوهام، ولذلك فلا أتشجع من نشر هذا الكتاب إلا بعد أن أتمكن من إعادة النظر فيه من أوله إلى آخره، وحين أراجع ببعض المناسبات أعلق عليه تصحيحاً، لكن هو يحتاج إلى دراسة كاملة من أوله إلى آخره، وهذا مما لا أجد الفرصة للقيام بهذه النظرة، فأمثل بهذا لبعض الشباب المتحمس اليوم إلى التأليف، وأنصح أنا الشباب أن يؤالفوا لأنفسهم وألا يفاجئوا الناس بباكورة أعمالهم لأن ذلك سوف لا يكون ناضجاً فهذا رأيي في التأليف المبكر.
هل من علامات حسن الخاتمة رؤية المغسل بياض جلد الميت، أو يرى أنه يبتسم وكذا بالنسبة لما نسمعه عن المجاهدين في أفغانستان بعد موت أحدهم من شم رائحة المسك ؟
الشيخ : أما ما ذكر قبل رائحة المسك فلا يوجد شيء يستلزم أن يكون ذلك من البشائر، أما رائحة المسك ككرامة يمكن أن يكون ذلك ولكن القضية تحتاج إلى تروي وتبصر في رواية هذه القصص التي تنقل عن بعض المجاهدين من فوحان رائحة المسك بالنسبة لبعضهم فقد تناقضت الأقوال في هذه المسألة فبعضهم أنكرها أشد الإنكار وبعضهم أقرها مؤكدا لصحتها، ومنهم الشيخ عبد الله عزام رحمه الله أكد ذلك في غير ما حديث له، بل لعلكم اطلعت على رسالة له في ذلك ثم أشيع عنه لما قُتل رحمه الله أيضاً أنهم شموا منه رائحة طيبة، فأنا أقول هذا ممكن لأن ربنا عز وجل يكرم بعض عباده بما يشاء، أما هل هذا وقع أم لا؟ فأنا لست شاهدا ولست مصدقا ولا مكذبا.
31 - هل من علامات حسن الخاتمة رؤية المغسل بياض جلد الميت، أو يرى أنه يبتسم وكذا بالنسبة لما نسمعه عن المجاهدين في أفغانستان بعد موت أحدهم من شم رائحة المسك ؟ أستمع حفظ
لقد قرأت في كتاب حياة الألباني لمحمد الشيبان أنك قد علقت على كتاب * الباعث الحديث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير * تأليف أحمد شاكر ولكننا لم نطلع عليه فيما نعلم فأين هو ونتعجب يا شيخ كثيرا أنك لم تؤلف في المصطلح كتاباً سهل التناول لطلبة العلم وهذا من حسن الظن بك ؟
الشيخ : جزاهن الله خيراً على حسن الظن .
ولكني أقول بالنسبة *للباعث الحثيث * هي دروس كنت ألقيها على بعض الطلبة في دمشق أفراد قليلين جداً فكنت أعلق على بعض المواضيع وليست تعليقات متكاملة آخذا بعضها برقاب بعض بحيث أنه يصح أن يطبع الكتاب بتعليقات الألباني كما طُبع بتعليقات أو حواشي الشيخ محمد شاكر القاضي المصري، ولذلك النسخة موجودة عندي وأنا أستفيد من بعض هذه التعليقات وأنا ما أرى أنه يصلح للنشر لأنه ينبغي إعادة النظر مجددا وإتمام التعليقات كما ينبغي وهذا ما لا أجد سبيلا إليه.
32 - لقد قرأت في كتاب حياة الألباني لمحمد الشيبان أنك قد علقت على كتاب * الباعث الحديث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير * تأليف أحمد شاكر ولكننا لم نطلع عليه فيما نعلم فأين هو ونتعجب يا شيخ كثيرا أنك لم تؤلف في المصطلح كتاباً سهل التناول لطلبة العلم وهذا من حسن الظن بك ؟ أستمع حفظ
هل يجوز للمرأة أن تتصرف في مالها بغير إذن زوجها كأن تتصدق منه ؟ وما الحكم إذا تصرفت بحليها وهي تعلم مسبقا أن زوجها لا يوافق بالتصرف في مالها بغير إذنه ؟
الشيخ : الحكم واضح في هذا الأمر وهو قوله عليه السلام: ( لا يجوز لامرأة أن تتصرف في مالها إلا بإذن زوجها ) وقد أثير هذا الموضوع في سفرتي هذه في مجلس أحد إخواننا في الرياض والذي أثاره بعض المشايخ الأفاضل حيث وجه السؤال حول هذا الحديث فأجبته بأنه صحيح حسن لذاته وصحيح لطرقه، وأن كل ما يُظن أنه يخالف هذا الحديث فليس يصح الاعتماد عليه وادعاء أنه مخالف للحديث، وأشرنا إلى حديث تصدق النساء بالخواتم والأقراط ونحو ذلك كما في الصحيح فإن هذا يجاب عنه من وجوه كثيرة منها: أنه يمكن أن يكون ذلك التصدق بإذن من الزوج من زوج النساء أزواج النساء، ويمكن أن يكون ذلك بعد أن يستقر هذا الحكم الذي جاء في الحديث الأول، ولذلك فننصح كل امرأة مسلمة ملتزمة بالعمل بالكتاب والسنة أن لا تتصرف في مالها بغير إذن زوجها، لأن ذلك يكون مدعاة وسببا لإثارة الخلافات بين الزوجين وقد يكون عاقبة ذلك سيئة جدا.
وإذا كان هناك زوج وقد قلت هذا الكلام في نفس المجلس يمكن أن نتصور زوجاً جبارا عاتيا ظالماً لزوجته فهي تستطيع أن ترفع أمرها إلى القضاء الشرعي، وبخاصة أن القضاء الشرعي اليوم من يم النساء وبصورة أخص في هذه المسألة فكلهم يفتون بأن للمرأة أن تتصرف في مالها بدون إذن زوجها، فإذا رفعت الأمر إلى القضاء وحكم القاضي بأن هذا اعتداء من الزوج على الزوجة ومنع لها أن تتصرف في مالها، إلا إذا كان الزوج يرى أنها مسرفة وحينئذٍ فالقاضي سيمنعها، ولو كان يتبنى أن الأصل في هذه المسألة الحل وجواز التصرف لكن سوف لا يسمح لها أن تتصرف تصرفاً يوقعها في الإسراف وتبذير المال، نعم.
السائل : شيخ آية النساء ما لها دلالة يا شيخ ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : آية النساء فإن طبن قول الله سبحانه وتعالى: (( فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً )) هذه يعني ظاهر الآية أنه ملك الزوجة وهي حرة في التصرف فيه.
الشيخ : سبحان الله كأنكم متخرجون من مدرسة واحدة، ليس البحث أن هذا المال ملك المرأة هو ملكها وإذا ماتت ورثتها للورثة، ليس البحث هنا لكن هذا المملوك.