هل قول الصحابي أو فعله حجة إذا لم يكن ثمّ إلا هو مثل دعاء عمر : " فحيينا ربنا بالسلام " ؟
الشيخ : إذا جاء فعل عن صحابي ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم المعروفين بكثرة صحبتهم لنبيهم وتفقههم على يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا جاء عن مثل هذا الصحابي قول أو فعل لا يُعرف له مخالف فحينئذ اتباعه خير من اتباع خيره لما سبق ذكره أن الله عز وجل أنطق نبيه صلى الله عليه وسلم فوصف العصر الذي ولد هو فيه وأصحابه بأنه خير القرون فمثل هذا الأثر إذا صحّ عن ابن عمر فابن عمر أبعد ما يكون عن الابتداع في الدين الذي يقع فيه كثير من المتأخرين بل هو من أشهر الصحابة المعروفين بحرصه رضي الله عنه على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فالأصل في مثله هو أن يتبع وأن يقتدى به إلا إذا خولف من مثله من أصحابه عليه الصلاة والسلام وحينئذ تأتي القاعدة العامة : (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) هذه هي القاعدة وقد يكون فعل الصحابي أحياناً كما يقول علماء الحديث في حكم المرفوع أي كما لو قال : قال رسول الله أو فعل رسول الله وذلك أو تمييز هذا النوع من ذاك النوع من شأن العلماء المتخصصين في علم الحديث وفقه الحديث فهذا إذن يترك أمره لأهل العلم أما القاعدة فهو أن فعل الصحابي إذا لم يخالف فعلى المسلمين أن يتبع في ذلك لما ذكرته آنفاً وإذا كان فعله أو قوله مما يعرف عند أهل العلم أنه لا يخالف الاجتهاد والرأي فحينئذ يكون واجباً اتباعه لأنه متصل بفعله صلى الله عليه وآله وسلم أو قوله .
نعم .
1 - هل قول الصحابي أو فعله حجة إذا لم يكن ثمّ إلا هو مثل دعاء عمر : " فحيينا ربنا بالسلام " ؟ أستمع حفظ
أيها أفضل دراسة الفقه من خلال كتب الفقه أم من خلال كتب الحديث ؟ وكيف تكون الدراسة ؟
الشيخ : لا شك أن الأصل أن يدرس الفقه من مصدريه المعروفين بإجماع المسلمين الكتاب والسنة لكن هذا يتطلب شيئين اثنين إما مجتمعاً علماؤه توارثوا العلم الصحيح من الكتاب والسنة وصار مجتمعهم يذكر بالمجتمعات الأولى في القرون الأولى فحينئذٍ ينبغي لكل طالب أن يدرس العلم من الكتاب والسنة على هؤلاء العلماء أما مع الأسف الشديد ومثل هذا المجتمع الذي توارث دراسة الفقه من الكتاب والسنة فإنه يكاد أن يكون مفقوداً في عصرنا الحاضر لغلبة اتباع العلماء فضلاً عمن دونهم في العلم فضلا عن العامة يغلب عليهم جميعاً اتباع مذهب من المذاهب ولذلك فيختلف الجواب عن مثل هذا السؤال من وُجد في مثل الجو الأول علماء توارثوا الفقه من الكتاب والسنة وهم يدرسونه على الطلبة فهذا هو سبيل طلب هذا العلم من الكتاب والسنة أما إذا كان الجو الآخر كما هو الغالب على كثير من المجتمعات الإسلامية جو اتباع وتقليد المذاهب الأربعة فضلا عن غيرهم فحينئذٍ يجب على كل مسلم أن يطلب العلم في حدود مذهب من المذاهب الأربعة المتبعة بعد أن يدرس شيئاً مما يسمونه بعلم الأصول أصول الفقه وأصول الحديث وإن كان أعجمياً فلابد أن يتعلم اللغة العربية مما يعرف بالنحو والصرف والبلاغة ونحو ذلك حتى يتأهل فيما بعد هؤلاء الذين درسوا العلمين الأصولين أصول الحديث وأصول الفقه حتى يتمكنوا فيما بعد أن يدرسوا الفقه التقليدي أن ينجو بأنفسهم من الجمود المذهبي إلى اتباع ما أمكنهم اتباعه من الكتاب والسنة هذا هو الطريق الذي يجب على طلاب العلم اليوم أن يسلكوه انفراد طالب العلم بدراسة العلم ابتداءاً رأساً من الكتاب والسنة وهو لم يدرس الأصول لا أصول الفقه ولا أصول الحديث بل حتى العرب اليوم يفوتهم كثير من معرفتهم بلغتهم العربية فلا بد من قراءة كتب تُعرف بكتب الأدب يتقوى فيها المسلم في معرفة أساليب اللغة العربية ومفاهيمها ودلالاتها وأحسن سبيل لتقوية اللغة العربية هو دراسة الكتاب والسنة ثم بعد ذلك يأتي دراسة بعض كتب الأدب من القدامى أو المحدَثين وإلا فلا يستطيع العربي أن يتوصل إلى أن يعرف الترجيح بين أقوال العلماء الذين اختلفوا إذا كان لا علم عنده بهذين الأصلين ثم بالقواعد العربية هذا هو الذي ينبغي أن يكون عليه طلاب العلم .
ما هو ردكم على من يقول أن الدعوة إلى التوحيد والعقيدة الصحيحة ومنهج السلف يفرّق الناس ؟
الشيخ : الله أكبر وهل من يقول في هذا الزمان أن الدعوة إلى التوحيد والدعوة إلى كتاب الله وسنة رسول الله ومنهج السلف الصالح يفرّق الأمة سبحان الله! ذلك القول هو الضلال البعيد هذا السؤال يذكرني بحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في حديث لا أستحضر لفظه الآن وإنما فيه أن من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم المفرّق وهذا بلا شك قد تستغربونه من أسماء النبي أحمد ومحمد والماحي ونحو ذلك مما هو وارد في الحديث الصحيح لكن حديث في صحيح البخاري فيه أن من أسمائه عليه الصلاة والسلام المفرّق، تُرى لماذا كان هذا الاسم من أسمائه صلى الله عليه وآله وسلم ذلك لأنه يفرّق بين الحق والباطل والقرآن من أسمائه الفرقان يفرّق من تمسّك به واهتدى به بين الحق والباطل يهدي إلى صراط مستقيم ومن دعا إليه فهو أيضاً مفرّق فرسول الله بحق مفرّق، ثم من تمام هذا الاسم أو من لوازمه أن نتيجة الدعوة إلى الحق والتفريق بينه وبين الباطل هو التفريق من نتائج ذلك حتماً والتاريخ الأول يؤكد ذلك أن يفرّق بين الرجل وابنه بين الزوجة وزوجها لماذا؟ لأن الزوجة أسلمت وبقي زوجها على الكفر فأوجب عليها الإسلام أن تفارقه أسلم الابن ففارق أباه بل وربما قتله إذا لقيه في المعركة وهكذا فأين هؤلاء الذين يقولون إن الدعوة إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح يفرّق الأمة؟ سبحان الله! كأنهم يتجاهلون الحديث الذي ذكرناه قبل صلاة المغرب وهو قوله عليه الصلاة والسلام: ( وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) إلى آخر الحديث، فالفرقة قائمة وموجودة فما حلها وما الخلاص منها وما النجاة من هذه الفرقة؟ أليس هو قال الله قال رسول الله وأليس هو اتباع سبيل المؤمنين كما قال رب العالمين في القرآن الكريم: (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى )) (( ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً )) هذا أمر واضح لا يحتاج إلى زيادة بيان لكني أقول جدلاً إذا تركنا لا سمح الله الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح لأنه بزعمهم يفرّق الأمة فما الذي يجمع الأمة ليت شعري ما الذي يجمعها إذا تركنا الكتاب والسنة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما بُعث في قومه العرب فكلنا يعلم أنهم كانوا مستعبدين من فارس والروم وما الذي جعلهم أعزاء ومتسلطين على الأمم التي هي أقوى منهم مادية أليس أن الله جمعهم على كلمة سواء هي لا إله إلا الله محمد رسول الله فنصرهم الله بسبب ذلك فكيف يقول هؤلاء أن هذه الدعوة تفرّق؟ فما هو البديل؟ لا أعتقد إلا أنهم يريدون خلاف ما يظهرون يريدون القضاء على دعوة الإسلام الصحيحة وإقامة إسلام إما أن يكون إسلاماً أوروبياً أو إسلاماً أمريكياً أو إسلاماً خلفيا كل هذا وهذا لا يقربنا إلى الله زُلفى إلا كما سمعتم في الآية السابقة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) ومن هذه السبل من يقول هذه الكلمة الباطلة التي هي الكفر بعينه وقد شهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أمثال هؤلاء بالحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) فهؤلاء الناس الذين يفتون الناس بمثل هذه الكلمات هم الذين عناهم الرسول عليه السلام بقوله: ( اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) نسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمنا العلم النافع وليس هو إلا العلم بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ثم أن يقوينا ويساعدنا على العمل به إنه سميع مجيب .
نعم .
3 - ما هو ردكم على من يقول أن الدعوة إلى التوحيد والعقيدة الصحيحة ومنهج السلف يفرّق الناس ؟ أستمع حفظ
كما تعلمون أن الليرة اللبنانية قد انخفض سعرها في السوق فما حكم الشرع فيمن اشترى مليون ليرة من بنك وأخذ على ذلك شيكا مؤجلا حتى يرتفع سعر الليرة ثم يبيعها بسعر زائد ؟
الشيخ : لا أرى المتاجرة بالعملات الورقية ولا التعامل بها إلا في حدود الظروف الضرورية فقط لكي يسلّك الإنسان نفسه ويقضي حاجاته وأما أن يتاجر بها وبخاصة في مثل هذه الأوضاع التي تضطرب فيها بعض العملات الورقية اضطرابا يكاد يجعل المتاجرة بها من باب المخاطرة والمقامرة هذا رأيي في هذه المسألة وقد تكلمنا فيها بتفصيل في بعض المجالس فحسبنا هذا المقدار في هذا الوقت .
نعم .
4 - كما تعلمون أن الليرة اللبنانية قد انخفض سعرها في السوق فما حكم الشرع فيمن اشترى مليون ليرة من بنك وأخذ على ذلك شيكا مؤجلا حتى يرتفع سعر الليرة ثم يبيعها بسعر زائد ؟ أستمع حفظ
هل يجوز أن يقال في الكلمة الترحيبية مثلاً : " باسمكم جميعاً نرحب بالشيخ " ؟
الشيخ : لا ما يجوز الاسم لله وبه نتبرك في كل ما نأتي ونذر .
نعم .
ماذا أفعل إذا أقيمت الصلاة وأنا أصلي النافلة ؟
الشيخ : هناك أحاديث تصلح جواباً لهذا السؤال مع شيء من التوضيح والبيان، روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة ) ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة ) ومعنى إذا أقيمت الصلاة أي إذا شرع المؤذن في إقامة الإقامة فحينئذٍ لا ينبغي ... المتنفل في نافلته وعليه أن يقطعها وليس أن يسلم منها لأنه ليس في صلاة ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة ) وجاء في بعض الأحاديث ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل مسجده ذات صباح وقد أقيمت الصلاة فرأى رجلاً يصلي ركعتي الفجر فقال: أتصلي الصبح أربعاً؟!) وفي رواية ( آلصبح أربعا؟! ) وهو المعنى ( آلصبح أربعا؟! ) يعني أنت تصلي الآن ركعتين وستصلي ركعتين وراء الإمام فأنت تصلي الصبح أربعاً ومعلوم أن صلاة الصبح ركعتان هذا اسمه استفهام استنكاري أي لا تصلي الآن وقد أقيمت الصلاة ، لكن الذي يشكل على بعض الناس هو أن في بعض الأحوال يكون المتنفل في آخر صلاته وقد يكون في منتصفها فهل أينما كان قد وصل بصلاته من النافلة مجرد أن يقول المؤذن الله أكبر الله أكبر إلى آخر الإقامة يقطع الصلاة أم في ذلك خلاف أو تفصيل؟ الجواب نعم منهم من يقول بظاهر الحديث لو هو لم يبق عليه إلا السلام والخروج من الصلاة بالسلام وقال المؤذن الله أكبر الله أكبر قطع الصلاة ولا يسلم وإنما يقوم يتهيأ للصف ومنهم ومنهم أقوال كثيرة والراجح والله أعلم التفصيل الآتي وهو تفقه من بعض الأئمة لا نخالفهم بل نؤيدهم المقصود من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( إذا أقيمت الصلاة ) أو كما يقال اليوم فقه هذا الحديث أن يحاول المسلم أن يدرك الصلاة مع الإمام في تكبيرة الإحرام فلا يفوته شيء من الصلاة وراء الإمام حتى ولا تكبيرة الإحرام لما في ذلك من الأجر والفضيلة التي جاء ذكرها في بعض الأحاديث في سنن الترمذي وغيره من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه ( من صلى في مسجدٍ أربعين يوماً لا تفوته تكبيرة الإحرام كتبت له براءتان براءة من النفاق وبراءة من النار ) فنفهم من هذا الحديث حض المسلم على المواظبة على إدراك الصلاة وراء الإمام من أولها فإذا عدنا إلى مسألتنا زيد من الناس قام يصلي سنة الظهر القبلية مثلاً وبينما هو كذلك إذْ أقيمت الصلاة فماذا يفعل؟ أيقطعها فورا كما قلنا في القول الأول ولو كان لم يبق عليه إلا أن يسلم عن يمينه أم المسألة فيها تفصيل؟ أقول نعم الراجح التفصيل التالي: وهو لا بد على هذا المتنفل الذي أقيمت الصلاة وهو في نافلته من أن يجتهد ويقدّر ونحن نأخذ مثلين متعاكسين تماماً نأخذ المثل الأول الذي لم يبق عليه لإتمام صلاته إلا أن يسلم عن يمينه ونأخذ مثلاً معاكساً له تماماً هو قال ناوياً صلاة السنة القبلية الله أكبر والمؤذن قال مقيماً للصلاة الله أكبر، لا شك أن الصورة الأولى لا يقطع الصلاة، ولا شك أن الصورة الأولى يقطع الصلاة وما بينهما صور عديدة شتى فالإنسان المصلي هذا عليه في هذه الحالة أن يقدّر وأن يجتهد فإذا غلب على ظنه في بعض الصور لنفترض مثلا إنه هو قام من الركعة من السجدة الثانية إلى الركعة الثانية وأقيمت الصلاة فهنا ليتم صلاة ركعتين يحتاج أن يؤدي الركعة الثانية وهذه تأخذ بعض الوقت فيقدر إذا أتى بهذه الركعة ولو بأقل قراءة كقراءة الفاتحة فقط لأن لابد منها ويستطيع أن يختصر الركوع والسجود وما بينها ويسلم قبل أن يكبّر الإمام فيتابع الصلاة ولا يقطعها أما إذا غلب على ظنه بأن تكبيرة الإحرام تفوته وراء الإمام فحينئذ يقطع الصلاة ولا يتمها لقوله: ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة ) أما في الصورة الأولى فهو على يقين لأنه يدرك الصلاة إذا سلم فبيكون كتبت له فضيلة هاتين الركعتين أما في الصورة الأخرى هو أحرم بالصلاة وكبر المقيم فهو يقينا لا يستطيع أن يدرك تكبيرة الإحرام فهذه المسألة فيها دقة متناهية لأنها تختلف من مسجد إلى مسجد ومن إمام إلى إمام ومن بلد إلى بلد وإقليم إلى إقليم ومذهب إمام ومذهب إمام آخر كل هذه القضايا يجب أن يكون هذا المصلي على معرفة بها وإلا فالاحتياط حين ذاك إذا كان جاهلا أن يقطع الصلاة فورا .
وأريد بهذا التفصيل أن أذكّر بأن بعض المذاهب تقول إذا قال المؤذن قد قامت الصلاة فالإمام يكبر إي هذا ما يستطيع أن يدرك بهذه السرعة لو كان باقي عليه نصف ركعة لكن بعض الأئمة الآخرين ما شاء الله يحافظون على السنة يأمرون الناس بتسوية الصلاة ويقول لهذا تقدم ولهذا تأخر واستووا لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله وجوهكم في مثل هذا الوقت يستطيع أن يتم صلاته فإذن المسألة فيها دقة فمن كان على معرفة بمثل هذه التفاصيل يستطيع أن يتم الصلاة في بعض الأحوال ومن لم يستطع ذلك لعدم معرفته التفصيلية بأحوال الأئمة فعليه أن يقطع الصلاة فور قول المؤذن الله أكبر الله أكبر .
هذا هو الجواب .
أرجوا توضيح ما ذكرتم في أحد مؤلفاتكم حديث ( أن الأنبياء يصلون في قبورهم ) ؟
الشيخ : هذا الحديث من أنباء الغيب التي لا يجوز للمسلم أن يعمل عقله فيها بل من الواجب عليه أن يسلّم بها تسليماً وهذا الحديث وإن كان وقع فيه خلاف من بعض العلماء علماء الحديث تصحيحاً وتضعيفاً فالراجح عندي أنه صحيح ومذكور في سلسلة الأحاديث الصحيحة ومخرج تخريجاً علمياً لكن إن كان يشك بعضهم في صحة هذا الحديث فهناك حديث لا شك في صحته، لأن الإمام مسلما قد أخرجه في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( مررت ليلة أسري بي بموسى قائماً يصلي في قبره ) ( قائماً يصلي في قبره ) فإذن صلاة الأنبياء في قبورهم عقيدة صحيحة يجب على المسلم أن يؤمن بها ولكن لا يتوسع في محاولة تكييف هذه الصلاة فلا يقول مثلاً: كيف يصلي موسى في قبره والقبر لا يتسع لقيام موسى في القبر، لأننا نقول عالم الغيب لا يقاس على عالم الشهادة، عالم البرزخ لا يقاس على عالم الآخرة، فلكل طبائعه وخواصه، فإذا أخبرنا الصادق المصدوق أنه رأى موسى عليه الصلاة والسلام قائماً يصلي في قبره صدقناه وآمنا به ووكلنا معرفة حقيقة هذه الصلاة إلى الله تبارك وتعالى وعلى هذا الوزان قوله عليه الصلاة والسلام: ( إن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ) فليست هذه الحياة بالحياة المادية بحيث أننا إذا خاطبناهم يردون علينا ويسمعون كلامنا كما كانوا يسمعون كلام الناس في الدنيا حينما كانوا أحياء لا نتوسع في مثل هذه التفاصيل لأنه كما قلت آنفاً عالم الغيب لا يقاس على عالم الشهادة على عالم المادة .
نعم .
ذكرتم في بعض كتبكم أنكم أعدتم تحقيق المشكاة فهل يصح أن نعتمد على الطبعة التي بين أيدينا حتى تخرج الطبعة الجديدة ومتى تتوقعون ذلك ؟
الشيخ : لابد من الاعتماد على الطبعة القديمة حتى تظهر الطبعة الجديدة أما متى يكون ذلك فلا يعلم ذلك إلا الله لا أنا ولا غيري لأن ذلك حسب الظروف التي تساعدنا على إخراج المخطوطات إلى عالم المطبوعات فنحن الآن في صدد إخراج تمام *السلسلة الصحيحة* *والسلسلة الضعيفة* وغير ذلك من الكتب الهامة والآن تحت الطبع وقد خرجت مسافرا إلى هذه البلاد وتحت يدي تأليف مقدمة *السلسلة الصحيحة* المجلد الخامس والضعيفة أيضا المجلد الخامس وانتهينا من تصحيح تجارب المجلد الثاني من مختصري لصحيح البخاري وعلى ذلك نحن نمشي والتيسير والتوفيق من الله تبارك وتعالى فأمدونا بدعواتكم الصالحة .
نعم .
8 - ذكرتم في بعض كتبكم أنكم أعدتم تحقيق المشكاة فهل يصح أن نعتمد على الطبعة التي بين أيدينا حتى تخرج الطبعة الجديدة ومتى تتوقعون ذلك ؟ أستمع حفظ
ما صحة القول الذي روي عن بعض الصحابة في قولهم : " إذا كنت غير مطاع في أهلك أو قومك فافعل كما يفعلون " ؟
الشيخ : سخافة متناهية ربنا يقول: (( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض )) ويقول الرسول عليه السلام: ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته فالرجل راعٍ وهو مسؤول عن رعيته ) وهذا كلام لا يصدر من رجل مسلم على شيء من الفقه الإسلامي .
نعم .
9 - ما صحة القول الذي روي عن بعض الصحابة في قولهم : " إذا كنت غير مطاع في أهلك أو قومك فافعل كما يفعلون " ؟ أستمع حفظ
ما ضابط الأسماء المكروهة شرعاً ؟ فإن قيل هو ما غلب عليه الوصف بالمدح أو الذم فما القول في مثل محمد والحارث وهمام ففيها الوصف وهي من الأسماء المحمودة في الشرع أرجو التوضيح ؟
الشيخ : الأصل كما جاء في السؤال نفسه أنه لا ينبغي أن يسمي الوالد ولده باسم فيه تزكية ولكن إذا جاء في السنة بعض الأسماء قد يكون فيها شيء من التزكية فذلك مما ينبغي أن نقف عنده ولا نقيس عليها لنبطل القاعدة المذكورة في الأحاديث التي تنهى عن التسمية بمثل بركة ونحو ذلك من الأسماء التي جاء النهي عنها فيوقف عند ما ثبت من الأسماء التي فيها ما يبدو من التزكية ومن المدح والثناء فالاسم مثلا محمد وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ) وكمثل التسمي بأسماء الأنبياء كصالح ونحو ذلك فهذه الأسماء تشرع ولا يقاس عليها ما يكون فيها مدح أو ثناء هذا هو الأصل في مثل هذه القضية أن نمشي مع القاعدة وإذا جاء لها مستثنيات استثنيناها ووقفنا عند هذه المستثنيات ولا نقيس عليها لأننا بذلك نعطّل القاعدة وهذا ما لا يجوز باتفاق أهل العلم .
نعم .
10 - ما ضابط الأسماء المكروهة شرعاً ؟ فإن قيل هو ما غلب عليه الوصف بالمدح أو الذم فما القول في مثل محمد والحارث وهمام ففيها الوصف وهي من الأسماء المحمودة في الشرع أرجو التوضيح ؟ أستمع حفظ
سمعت أنك تقول بقضاء الوتر في النهار وتراً أي إذا كان من عادة الرجل أن يصلي الوتر ثلاث ركعات ولم يصلها في الليل فله أن يقضيها في النهار ثلاثاً وليس أربعاً وقد جاء في صحيح مسلم ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقضي صلاة الليل اثنا عشر ركعة ) فما هو الدليل على قولكم بقضاء الوتر وتراً ؟
الشيخ : الدليل قوله عليه الصلاة والسلام: ( إذا نسي أحدكم الوتر أو نام عنه فليصله حين يذكره أو حين يستيقظ له ) فقد عامل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الوتر معاملته للفريضة فالحديث المروي في الصحيحين بلفظ: ( من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها حين يذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ) فمن نام عن الوتر أو سها عن الوتر فحكمه حكم الفريضة التي نام عنها أو غفل عنها فحينئذ يصلي الوتر حين ساعة التذكر أو ساعة الاستيقاظ أما الحديث المذكور والمعزو إلى صحيح مسلم فهذا مع كونه صحيحا ومن فعله عليه الصلاة والسلام فلا معارضة بين الحديث الذي ذكرته وبين هذا الحديث لأن هذا لا يكون في من نسي أو نام وإنما لمن لم يتيسر له صلاة الليل فحينئذ يعوّض ما فاته من صلاة الليل ليس بعذر النوم والنسيان وإنما لأنه لم يتيسر له ذلك فله أن يصلي في النهار اثني عشرة ركعة .
نعم .
11 - سمعت أنك تقول بقضاء الوتر في النهار وتراً أي إذا كان من عادة الرجل أن يصلي الوتر ثلاث ركعات ولم يصلها في الليل فله أن يقضيها في النهار ثلاثاً وليس أربعاً وقد جاء في صحيح مسلم ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقضي صلاة الليل اثنا عشر ركعة ) فما هو الدليل على قولكم بقضاء الوتر وتراً ؟ أستمع حفظ
متى يدرك المصلي الركعة بتكبيرة الركوع أم بقراءة الفاتحة ؟
الشيخ : بالتكبيرة ولا بقراءة الفاتحة يعني تكبيرة الركوع ؟
السائل : نعم
الشيخ : المسألة كان فيها خلاف قديم بين بعض العلماء من المحدثين وغيرهم وقد اتفق الأئمة الأربعة على أن من أدرك الركوع مع الإمام فقد أدرك الركعة وذهب آخرون من المخالفين في هذه المسألة من الجمهور ذهب بعض المخالفين من الجمهور في هذه المسألة إلى أن مدرك الركوع لا يدرك الركعة إلا إذا قرأ فاتحة الكتاب للحديث المروي عند الأئمة الستة عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) وهذا الذي أدرك الإمام راكعا لم يقرأ فاتحة الكتاب وإذاً عند هذا المخالف لمذهب الجمهور لم يدرك الركعة لكن الصواب في هذه المسألة هو ما ذهب إليه الجمهور وذلك لبعض الأحاديث والآثار الصحيحة عن بعض الصحابة الكبار قد جاء حديث في سنن أبي داود في سنده ضعف ولين وهو من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إذا أدركتم الإمام راكعا فاعتدوا بالركعة ) ( إذا أدركتم الإمام راكعا فاركعوا واعتدوا بالركعة وإذا أدركتم الإمام ساجدا فاسجدوا ولا تعتدوا بالركعة ) هذا الحديث كما قلنا من حيث رواية أبي داود له فإسناده ضعيف لا يحتج به لوحده ولكن قد جاء الحديث عن غير هذا الطريق في سنن البيهقي الكبرى ثم وجدته من طريق أخرى صحيحة في بعض الكتب المخطوطة والموجودة في المكتبة الظاهرية وقد تكلمت عن هذا الحديث بصورة خاصة في بعض مؤلفاتي المطبوعة ثم تأيد هذا الحديث ببعض الآثار الصحيحة في مصنف ابن أبي شيبة والسنن الكبرى للبيهقي وغيرهما عن أبي بكر الصديق وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمر " أنهم كانوا يقولون أن من أدرك الركوع فقد أدرك الركعة " هذه الأدلة ترجّح عندي مذهب جماهير العلماء ومنهم الأئمة الأربعة على ما ذهب إليه البخاري وتبعه بعض أئمة الحديث والسنة كالإمام الشوكاني فالحق أحق أن يتبع والله عز وجل نسأله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه .