رحلة النور-111
ماذا تقولون فيما يراه بعض أهل العلم أنه لا داعي لتسمية دعوى معينة كالدعوة السلفية وغيرها ولكن يقولون أهل السنة والجماعة ؟
السائل : فضيلة الشيخ يرى بعض أهل العلم أنه لا داعي لتسمية دعوى معينة كالدعوة السلفية وغيرها ، ولكن يقولون : أهل السنة والجماعة فماذا تقولون أثابكم الله ؟
الشيخ : لا أوافقهم على ما يذهبون إليه (( ولكلٍ وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات )) ، ذلك لأن العرف القديم في هذه التسمية : " أهل السنة والجماعة " إنما يدخل فيها طوائف ليسوا حقيقة من أهل السنة والجماعة مثل الأشاعرة والمعتزلة ، والذين يستعملون هذه الكلمة هم في الحقيقة كانوا قديماً يريدون أن تكون كلمةً عامَّةً شاملةً تشمل كلَّ المسلمين الذين لا يزالون في دائرة الإسلام مع شيءٍ قليل أو كثير من الانحراف عمَّا كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم ، ولذلك فإذا ثبتنا على هذا الاستعمال أي : أهل السنة والجماعة فنُدخل فيها من ليس منها حقيقة ، ولو كانوا حقيقة كذلك فعندنا سؤال امتحان وهو :
هل كل مَن كان من أهل السنة والجماعة على التعريف المتوارث حتى اليوم ، هل هو على منهج السلف الصالح ولا يجيزون مخالفة السلف الصالح فيما كانوا عليه من هدي واتباع لسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم سواء كان ذلك في العقائد أو في الأحكام ؟ !
الجواب مع الأسف الشديد : لا يزال كثيراً مِن هؤلاء الذين ينتمون إلى أنهم من أهل السنة والجماعة يقولون : بأن مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم ، لا يزالون يقولون هذه الكلمة ، وبناءً على ذلك فهم ليسوا سلفيين حتى في أعزِّ ما يجب أن يتمسك به المسلم من دينه أَلَا وهي العقيدة في الله تبارك وتعالى .
ومن كان منكم مِن طلاب العلم فستتجلى له هذه الحقيقة بصورة جلية لأنه يقرأ في بعض كتب الأشاعرة وكذلك الماتريدية هذه الجملة ، يقولونها ولا يبالون بأن فيها غمزاً ولمزاً للسلف الصالح حيث أنهم يُشعرون الخلف بأن السلف كانوا جماعة كما يقولون في بعض البلاد : " جماعة دراوييش " أي : بسطاء فمذهبهم أسلم ، أما مذهب الخلف فهو أعلم أي : أدق وأحكم ، كيف يكون هذا الذي يقول هذا الكلام يكون مِن أهل السنة وهو يغمز جماعة السنة الأولى ؟! التي سبق مِني فيما مضى قريباً أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل العلامة للفرقة الناجية أن يكون على ما عليه هو وأصحابه ، فكيف يكون من الفرقة الناجية من يقول : إن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا على لا علمٍ أو على علم قليلٍ وليس بالعلم الحكيم ، أما الخلف فمذهبهم أعلم وأحكم ؟! كيف حينئذ يكون مذهب أهل السنة وفيهم من يقول هذه الغمزة أو هذه اللَّمزة في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذين هم خير القرون ، ( خير الناس ) كما جاء في الحديث الصحيح المشهور بل المتواتِر .
ونحن من أجل ذلك حتى نكون صريحين في دعوتنا غيرَ ممالئين ولا منافقين ولا مدارين لعموم المسلمين نقول : دعوتنا على الكتاب وعلى السنة ومنهج السلف الصالح ، فمن ذا الذي يستطيع أن يتبرأ من مذهب السلف الصالح هكذا بإطلاق ؟!
وإن كانوا تبرؤوا من بعض مذهبهم كما سمعتم آنفًا حينما يقولون : " مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم " ، الذي يعلنها صريحة بأنه على مذهب السلف فإنما يعني أنه تمسك بما أمرَ الله به ورسولُه ولا أُعيد ما قلته آنفاً إلا باختصار شديد قال تعالى : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) من هم المؤمنين هنا ؟
هم السلف الأول ، ليسوا هم الأشاعرة ولا الماتريدية يقيناً إلا إذا كانوا على مذهب السلف الصالح ، والحديث السابق : الفرقة الناجية من تمسك بما كان عليه الرسول وأصحابه وبخاصة منهم الخلفاء الراشدين المهديين .
فما هو السر يا تُرى أن يأبى بعض الناس في هذا الزمان الانتساب إلى السلف الصالح الذين أثنى عليهم رسولُ الله بأنهم خير القرون ويريد أن يطلقها كلمة عامة : أهل السنة والجماعة ؟!
أهلُ السنة والجماعة هم أصحاب الرسول عليه السلام ، أما الذين جاؤوا من بعدهم فقد انقسموا فرقاً شتى وأحزابَ كثيرة وقد نهى ربنا عز وجل عن ذلك في قوله تبارك وتعالى : (( ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزبٍ بما لديهم فرحون )) فالحزب الإسلامي هو حزب واحد وهو الذي يحرص -ليس فقط يدعي- يحرص على أن يكون على ما كان عليه الرسول وأصحابه ، هذا هو الناجي ، وهو الذي يمشي سويًّا على صراط مستقيم ، أما من أخذ ببعض المذاهب المتأخرة كما أشرنا آنفاً فهو على خطر لأنه لم يتمسك بالجماعة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن التمسك بهذه الجماعة هو النجاة من النار بينما حكم بها على اثنين وسبعين فرقة إسلام مسلمون ، ولكن مسلمون قد انحرفوا في بعض ما ذهبوا إليه من عقائد ومن أحكام ومن أخلاق ، وما الصوفية وانحرافهم في السلوك عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم بل وانحرافهم في العقيدة وفي التوحيد حتى وصل بهم الأمر أن يعتقدوا اعتقاد الدَّهريين الطبيعيين الذين يقولون : أن لا خالق هناك ، وإنما هي كما قال بعض أهل الجاهلية : " إنما هي أرحام تدفع وأرض تبلع " ، يقول بعض الصوفية : " كل ما تراه بعينك فهو الله " ، فليس هناك في زعمهم خالق ومخلوق ، وهؤلاء الصوفية إلى اليوم يكتبون بعض المؤلفات ويزعمون أنهم من المسلمين بل يزعمون أنهم على الصراط المستقيم ، أما نحن فنقول لهم : (( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) .
الشيخ : لا أوافقهم على ما يذهبون إليه (( ولكلٍ وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات )) ، ذلك لأن العرف القديم في هذه التسمية : " أهل السنة والجماعة " إنما يدخل فيها طوائف ليسوا حقيقة من أهل السنة والجماعة مثل الأشاعرة والمعتزلة ، والذين يستعملون هذه الكلمة هم في الحقيقة كانوا قديماً يريدون أن تكون كلمةً عامَّةً شاملةً تشمل كلَّ المسلمين الذين لا يزالون في دائرة الإسلام مع شيءٍ قليل أو كثير من الانحراف عمَّا كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم ، ولذلك فإذا ثبتنا على هذا الاستعمال أي : أهل السنة والجماعة فنُدخل فيها من ليس منها حقيقة ، ولو كانوا حقيقة كذلك فعندنا سؤال امتحان وهو :
هل كل مَن كان من أهل السنة والجماعة على التعريف المتوارث حتى اليوم ، هل هو على منهج السلف الصالح ولا يجيزون مخالفة السلف الصالح فيما كانوا عليه من هدي واتباع لسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم سواء كان ذلك في العقائد أو في الأحكام ؟ !
الجواب مع الأسف الشديد : لا يزال كثيراً مِن هؤلاء الذين ينتمون إلى أنهم من أهل السنة والجماعة يقولون : بأن مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم ، لا يزالون يقولون هذه الكلمة ، وبناءً على ذلك فهم ليسوا سلفيين حتى في أعزِّ ما يجب أن يتمسك به المسلم من دينه أَلَا وهي العقيدة في الله تبارك وتعالى .
ومن كان منكم مِن طلاب العلم فستتجلى له هذه الحقيقة بصورة جلية لأنه يقرأ في بعض كتب الأشاعرة وكذلك الماتريدية هذه الجملة ، يقولونها ولا يبالون بأن فيها غمزاً ولمزاً للسلف الصالح حيث أنهم يُشعرون الخلف بأن السلف كانوا جماعة كما يقولون في بعض البلاد : " جماعة دراوييش " أي : بسطاء فمذهبهم أسلم ، أما مذهب الخلف فهو أعلم أي : أدق وأحكم ، كيف يكون هذا الذي يقول هذا الكلام يكون مِن أهل السنة وهو يغمز جماعة السنة الأولى ؟! التي سبق مِني فيما مضى قريباً أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل العلامة للفرقة الناجية أن يكون على ما عليه هو وأصحابه ، فكيف يكون من الفرقة الناجية من يقول : إن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا على لا علمٍ أو على علم قليلٍ وليس بالعلم الحكيم ، أما الخلف فمذهبهم أعلم وأحكم ؟! كيف حينئذ يكون مذهب أهل السنة وفيهم من يقول هذه الغمزة أو هذه اللَّمزة في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذين هم خير القرون ، ( خير الناس ) كما جاء في الحديث الصحيح المشهور بل المتواتِر .
ونحن من أجل ذلك حتى نكون صريحين في دعوتنا غيرَ ممالئين ولا منافقين ولا مدارين لعموم المسلمين نقول : دعوتنا على الكتاب وعلى السنة ومنهج السلف الصالح ، فمن ذا الذي يستطيع أن يتبرأ من مذهب السلف الصالح هكذا بإطلاق ؟!
وإن كانوا تبرؤوا من بعض مذهبهم كما سمعتم آنفًا حينما يقولون : " مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم " ، الذي يعلنها صريحة بأنه على مذهب السلف فإنما يعني أنه تمسك بما أمرَ الله به ورسولُه ولا أُعيد ما قلته آنفاً إلا باختصار شديد قال تعالى : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) من هم المؤمنين هنا ؟
هم السلف الأول ، ليسوا هم الأشاعرة ولا الماتريدية يقيناً إلا إذا كانوا على مذهب السلف الصالح ، والحديث السابق : الفرقة الناجية من تمسك بما كان عليه الرسول وأصحابه وبخاصة منهم الخلفاء الراشدين المهديين .
فما هو السر يا تُرى أن يأبى بعض الناس في هذا الزمان الانتساب إلى السلف الصالح الذين أثنى عليهم رسولُ الله بأنهم خير القرون ويريد أن يطلقها كلمة عامة : أهل السنة والجماعة ؟!
أهلُ السنة والجماعة هم أصحاب الرسول عليه السلام ، أما الذين جاؤوا من بعدهم فقد انقسموا فرقاً شتى وأحزابَ كثيرة وقد نهى ربنا عز وجل عن ذلك في قوله تبارك وتعالى : (( ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزبٍ بما لديهم فرحون )) فالحزب الإسلامي هو حزب واحد وهو الذي يحرص -ليس فقط يدعي- يحرص على أن يكون على ما كان عليه الرسول وأصحابه ، هذا هو الناجي ، وهو الذي يمشي سويًّا على صراط مستقيم ، أما من أخذ ببعض المذاهب المتأخرة كما أشرنا آنفاً فهو على خطر لأنه لم يتمسك بالجماعة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن التمسك بهذه الجماعة هو النجاة من النار بينما حكم بها على اثنين وسبعين فرقة إسلام مسلمون ، ولكن مسلمون قد انحرفوا في بعض ما ذهبوا إليه من عقائد ومن أحكام ومن أخلاق ، وما الصوفية وانحرافهم في السلوك عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم بل وانحرافهم في العقيدة وفي التوحيد حتى وصل بهم الأمر أن يعتقدوا اعتقاد الدَّهريين الطبيعيين الذين يقولون : أن لا خالق هناك ، وإنما هي كما قال بعض أهل الجاهلية : " إنما هي أرحام تدفع وأرض تبلع " ، يقول بعض الصوفية : " كل ما تراه بعينك فهو الله " ، فليس هناك في زعمهم خالق ومخلوق ، وهؤلاء الصوفية إلى اليوم يكتبون بعض المؤلفات ويزعمون أنهم من المسلمين بل يزعمون أنهم على الصراط المستقيم ، أما نحن فنقول لهم : (( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) .
1 - ماذا تقولون فيما يراه بعض أهل العلم أنه لا داعي لتسمية دعوى معينة كالدعوة السلفية وغيرها ولكن يقولون أهل السنة والجماعة ؟ أستمع حفظ
ذكر انقسام الناس على قسمين في الانتساب للكتاب والسنة في هذا الزمان .
الشيخ : ولقد ذكرت في بعض محاضراتي أنه خاصة بهذا العصر الحاضر وبصورة أخص في الأيام الأخيرة : موضة المسلمين اليوم الجديدة ادِّعاء التمسك بالكتاب والسنة ، لم تكن هذه الدعوة الطيبة المباركة قبل نصف قرن من الزمان على الأقل معروفة ، إنما كان هناك هذا حنفي هذا شافعي هذا مالكي وهذا حنبلي ، أما أن يُسمع يومئذ أنا على الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح لم يكن هذا معروفاً ، أما الآن فقد انقسم الناس في هذه الدعوة الطيبة : الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ، انقسموا إلى قسمين :
قسم حقيقة يتمسك بالكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح وهم الذين يُسمَّون في بعض البلاد بـــ : السلفيين أو بأهل الحديث أو بأنصار السنة ، أسماء كلها تدل على مسمى واحد وعلى حقيقة واحدة وهي السير في كل ما نتعبد الله تبارك وتعالى به على كتاب الله وسنة رسول الله وعلى منهج السلف الصالح.
أما القسم الثاني : فيقنع بأن يقول : أنا أيضاً معكم على الكتاب والسنة ، ولكنك إذا حاصصته ودققت معه وجدته أبعد ما يكون عن الكتاب والسنة في عقيدته في عبادته في سلوكه في لباسه في زيه ، ليس هناك ليس هناك مع ذلك هو يدعي على الكتاب والسنة .
قسم حقيقة يتمسك بالكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح وهم الذين يُسمَّون في بعض البلاد بـــ : السلفيين أو بأهل الحديث أو بأنصار السنة ، أسماء كلها تدل على مسمى واحد وعلى حقيقة واحدة وهي السير في كل ما نتعبد الله تبارك وتعالى به على كتاب الله وسنة رسول الله وعلى منهج السلف الصالح.
أما القسم الثاني : فيقنع بأن يقول : أنا أيضاً معكم على الكتاب والسنة ، ولكنك إذا حاصصته ودققت معه وجدته أبعد ما يكون عن الكتاب والسنة في عقيدته في عبادته في سلوكه في لباسه في زيه ، ليس هناك ليس هناك مع ذلك هو يدعي على الكتاب والسنة .
بيان ضلال فرقة البهائية والقاديانية ممن ينتسبون للإسلام.
الشيخ : ذكرت بعض الأمثلة مما هو واقعٌ اليوم ويعرفه أهل العلم ، مهما انحرَفت بعض الطوائف عن هذا المنهج السليم قال الله قال رسول الله قال السلف الصالح ، فلا يصل بهم الأمر في بعض الأحيان إلى الخروج عن دائرة الإسلام ، لكن بعضهم قد خرجوا عن الإسلام باسم الإسلام ، ضربت على ذلك مثلاً بالطائفة القاديانية :
وهذه الطائفة يعرفها أهل العلم الذين لهم مشاركة في معرفة الفرق التي حدثت في العصر الحاضر ومن أشهرها البهائية ثم القاديانية ، لا نتكلم عن البهائية لأنهم لا يَغتر بهم إلا من كان مثلهم ، لأنهم لا يصلون ولا يصومون ولا يحجون ، أما القاديانية فهم على ما هم عليه مِن الضلال المبين ويشملهم أنهم خالفوا سبيل المؤمنين فهم يصلون ويصومون ويحجون ويزكون ويشهدون الشهادة الركن الأول من الإسلام خلافاً للبهائية ، ولكنهم خرجوا عن دائرة الإسلام ، فهل يقولون : نحن لسنا على الكتاب ولسنا على السنة ؟!
هذه الفرقة اليوم هي أضل فرقة تدّعي الإسلام اليوم باسم الإسلام ، لأنهم أنكروا أشياء معلومة من الدين بالضرورة منصوص عليها في الكتاب والسنة من ذلك قوله تعالى : (( ما كان محمدٌ أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) قالوا : معنى خاتم النبيين ليس كما تفهمون أنتم معشر المسلمين -هكذا زعموا- أنه لا نبي بعده ، وإنما خاتم النبيين أي : زينة الأنبياء ، كما أن الخاتم في الإصبع هو زينة الإصبع وزينة الأصابع واليد كذلك خاتم النبيين معناه أنه عليه الصلاة والسلام زينة الأنبياء ، فآمنوا بهذه الآية -وهنا الشاهد- آمنوا بهذه الآية ولكن حرّفوا معناها ليتطابق هذا المعنى مع عقيدتهم الضالة وهي اعتقادهم أنه يأتي بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنبياء وفعلاً يقولون بأنه قد جاء أحدهم في الهند واسمه " ميرزا غلام أحمد القادياني " وقصة هذا الدجَّال الذي ادَّعى النبوة واتبعه ملايين من المسلمين في الهند وباكستان وأوروبا وهم مِن أنشط الفرق الإسلامية التي تدعو إلى الإسلام ، ولكن هل هم مسلمون ؟! وهل الذين يستجيبون لدعوتهم هم مسلمون ؟!
الجواب : لا ، لأنهم ينكرون بعض العقائد المعلومة من الدين بالضرورة ، من أهمها ما ذكرت لكم آنفاً ، فإذاً لا ينبغي أن نغتر بمن يقول : نحن على الكتاب والسنة إلا أن يضيف إلى ذلك : وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح لأن هذه الضميمة هي التي تحفظ المسلمين عن أن يميلوا يميناً أو يساراً وأن يكونوا من الفرق التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث السابق إشارة صريحة أنهم من أهل النار ، وأشار في حديث آخر إلى أنهم يلتقون مع الخط المستقيم أحياناً ولكن الشيطان يخرجهم عن هذا الصراط المستقيم إلى الطرق الكثيرة التي تتصل بهذا الصراط المستقيم كما جاء في تفسير قوله تبارك وتعالى : (( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السُبُل فتفرق بكم عن سبيله )) ، ( خطّ النبي صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوم على الأرض خطا مستقيماً ، ثم خطّ حول هذا الخط خطوطاً قصيرة على جانبيه وتلا هذه الآية (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )) ومرَّ بيده الكريمة على هذا الخط المستقيم ) هذا هو الذي أشار إليه رب العالمين (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل )) أي : التي حول هذا الخط وهي خطوط قصيرة ، (( ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) هذا واقع العالم الإسلامي اليوم فمن تبرأ اسماً عن اتباع السلف الصالح فضلاً عمَّا إذا تبرأ فعلاً فلا شك أنه على طريق من هذه الطرق التي لها صلة دقيقة في الخط المستقيم ولكنه خارجٌ عنه لا يمشي سوياً على صراط مستقيم .
نسأل الله تبارك وتعالى أن يُفهِمنا كتاب ربنا وسنة نبينا على منهج سلفنا الصالح لنكون في عصمة من الانحراف يميناً ويساراً أو أن نكون من الفرق الضالة التي أوعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنار فيجعلَنا من الفرقة الناجية التي بسبب ذلك ننجو باتباعها ، ننجو أن نكون من أهل النار أعاذنا الله وإياكم منها .
وهذه الطائفة يعرفها أهل العلم الذين لهم مشاركة في معرفة الفرق التي حدثت في العصر الحاضر ومن أشهرها البهائية ثم القاديانية ، لا نتكلم عن البهائية لأنهم لا يَغتر بهم إلا من كان مثلهم ، لأنهم لا يصلون ولا يصومون ولا يحجون ، أما القاديانية فهم على ما هم عليه مِن الضلال المبين ويشملهم أنهم خالفوا سبيل المؤمنين فهم يصلون ويصومون ويحجون ويزكون ويشهدون الشهادة الركن الأول من الإسلام خلافاً للبهائية ، ولكنهم خرجوا عن دائرة الإسلام ، فهل يقولون : نحن لسنا على الكتاب ولسنا على السنة ؟!
هذه الفرقة اليوم هي أضل فرقة تدّعي الإسلام اليوم باسم الإسلام ، لأنهم أنكروا أشياء معلومة من الدين بالضرورة منصوص عليها في الكتاب والسنة من ذلك قوله تعالى : (( ما كان محمدٌ أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) قالوا : معنى خاتم النبيين ليس كما تفهمون أنتم معشر المسلمين -هكذا زعموا- أنه لا نبي بعده ، وإنما خاتم النبيين أي : زينة الأنبياء ، كما أن الخاتم في الإصبع هو زينة الإصبع وزينة الأصابع واليد كذلك خاتم النبيين معناه أنه عليه الصلاة والسلام زينة الأنبياء ، فآمنوا بهذه الآية -وهنا الشاهد- آمنوا بهذه الآية ولكن حرّفوا معناها ليتطابق هذا المعنى مع عقيدتهم الضالة وهي اعتقادهم أنه يأتي بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنبياء وفعلاً يقولون بأنه قد جاء أحدهم في الهند واسمه " ميرزا غلام أحمد القادياني " وقصة هذا الدجَّال الذي ادَّعى النبوة واتبعه ملايين من المسلمين في الهند وباكستان وأوروبا وهم مِن أنشط الفرق الإسلامية التي تدعو إلى الإسلام ، ولكن هل هم مسلمون ؟! وهل الذين يستجيبون لدعوتهم هم مسلمون ؟!
الجواب : لا ، لأنهم ينكرون بعض العقائد المعلومة من الدين بالضرورة ، من أهمها ما ذكرت لكم آنفاً ، فإذاً لا ينبغي أن نغتر بمن يقول : نحن على الكتاب والسنة إلا أن يضيف إلى ذلك : وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح لأن هذه الضميمة هي التي تحفظ المسلمين عن أن يميلوا يميناً أو يساراً وأن يكونوا من الفرق التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث السابق إشارة صريحة أنهم من أهل النار ، وأشار في حديث آخر إلى أنهم يلتقون مع الخط المستقيم أحياناً ولكن الشيطان يخرجهم عن هذا الصراط المستقيم إلى الطرق الكثيرة التي تتصل بهذا الصراط المستقيم كما جاء في تفسير قوله تبارك وتعالى : (( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السُبُل فتفرق بكم عن سبيله )) ، ( خطّ النبي صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوم على الأرض خطا مستقيماً ، ثم خطّ حول هذا الخط خطوطاً قصيرة على جانبيه وتلا هذه الآية (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )) ومرَّ بيده الكريمة على هذا الخط المستقيم ) هذا هو الذي أشار إليه رب العالمين (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل )) أي : التي حول هذا الخط وهي خطوط قصيرة ، (( ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) هذا واقع العالم الإسلامي اليوم فمن تبرأ اسماً عن اتباع السلف الصالح فضلاً عمَّا إذا تبرأ فعلاً فلا شك أنه على طريق من هذه الطرق التي لها صلة دقيقة في الخط المستقيم ولكنه خارجٌ عنه لا يمشي سوياً على صراط مستقيم .
نسأل الله تبارك وتعالى أن يُفهِمنا كتاب ربنا وسنة نبينا على منهج سلفنا الصالح لنكون في عصمة من الانحراف يميناً ويساراً أو أن نكون من الفرق الضالة التي أوعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنار فيجعلَنا من الفرقة الناجية التي بسبب ذلك ننجو باتباعها ، ننجو أن نكون من أهل النار أعاذنا الله وإياكم منها .
هل أتزوج من ابن عمي وهو لا يحضر الجمعة ولا الجماعة , ولكن أظن لو أني تزوجته سأؤثر فيه ؟
السائل : فضيلة الشيخ -حفظك الله- جاءت رسالة من أخت تسأل تقول : لقد تقدم لي ابن عم لي طالباً الزواج مني وهذه بعض صفاته لا يحضر الجمعة ولا الجماعة وغير ملتزم بالسنة ، وأنا في حيرة من أمري هل أتزوجه أم لا ، وأظن أني لو تزوجته سأؤثر فيه ، فأرجو توجيهي وأمثالي هل يجوز التزوج من مثل هذا الرجل والله يحفظكم ؟
الشيخ : هذا سؤال عجيب غريب ولكن لابد من الإجابة عليه ولو بإيجاز :
إن هذا الرجل الموصوف بهذه الصفات لا يُصلي الجمعة ولا الجماعة أحسن أحواله أن يكون فاسقاً وأن لا يكون كُفئاً لهذه المرأة التي يبدو أنها من المؤمنات الملتزمات هذا أحسن أحواله ، وأسوأ أحواله أنه كافر مرتد عن دينه لأنه لا يصلي الجمعة ولا الجماعة ، ولكن هذه المرأة مُخطئة كل الخطأ حينما تظنُّ تتمسك بالمفقود المعدوم ولا تنظر إلى الواقع المــــــُؤسف ، تظن أنها تستطيع أن تؤثر على هذا الرجل الذي قلنا إنه أقل أحواله أنه فاسق فتعتد بشخصيتها وبقوة علمها ونحن بطبيعة الحال لا ندري مبلغ عِلمها وإن كان سؤالها يدلنا على أنها مِن النساء اللاتي لا علم عندهن ، لأنها لو كانت على شيء من العلم لما وجهت مثل هذا السؤال وهي تعلم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا أتاكم مَن ترضون دينه وخُلُقه فزوجوه إلَّا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٌ عريض ) هذا خطابٌ لأولياء الأمور بأن يختاروا الزوج الصالح ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في حديث آخر : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، وجمالها ، وحسبها ، ودينها فعليك بذات الدين تربت يداك ) : إذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأمر أولياء الأمور أن يختاروا الزوج الصالح لولي أمرها ، ولي أمره لابنته لبنت أخيه ونحو ذلك ، ومن جهة أخرى يحض الرجال على أن يكون الباعثَ لهم على اختيار المرأة إنما هو أن تكون امرأةً متدينة ، علماً بأننا نعلم جميعاً ما طبع الله تبارك وتعالى به الرجال وفضلهم بذلك على النساء حينما قال : (( الرجال قوَّامون على النساء بما فضل الله به بعضهم على بعض )) فهذه السائلة تقلب نظام الشرع من جهة ، ونظام الواقع الطبيعي من جهة أخرى ، لأن الرجل ولو كان فاسقاً فهو القوَّام على المرأة وليست المرأة هي القوَّامة على الرجل ولو كانت صالحة ، فلذلك أنا أحكم استنباطاً مما سبق من الأدلة أن هذه المرأة ومثيلاتها كثر مع الأسف وطالما سمعنا أخباراً تزوُّج المرأة الصالحة بالشاب الطالح بزعمها أنها ستؤثر فيه ، ثم كانت العاقبة أسوأ مما تصورتْ :
تارة أثّر هو فيها وانحرف بها عن خطها المستقيم ، كانت تحتجب فجعلها لا تحتجب ، كانت تصلي الصلوات الخمس فجعلها لا تحافظ على الأقل كما كانت من قبل .
أو إذا ثبتت على دينها فتكون النتيجة أن تفارقه ويفارقها ولذلك فننصح كما ننصح الرجال أن يتزوجوا النساء الصالحات كما سمعتم فيما تقدم من الأحاديث ، فبالأولى والأولى أن ننصح النساء فنقول لهن : إياكنَّ ثم إياكنَّ أن تتزوجن بالرجل الفاسق فضلاً عن الرجل الذي قد يقال فيه إنه كافر ، فالغالب أن هذه المرأة الضعيفة لا تستطيع أن تقوّم الرجل القوي وبخاصة إذا كان فاسقاً فاجراً .
الشيخ : هذا سؤال عجيب غريب ولكن لابد من الإجابة عليه ولو بإيجاز :
إن هذا الرجل الموصوف بهذه الصفات لا يُصلي الجمعة ولا الجماعة أحسن أحواله أن يكون فاسقاً وأن لا يكون كُفئاً لهذه المرأة التي يبدو أنها من المؤمنات الملتزمات هذا أحسن أحواله ، وأسوأ أحواله أنه كافر مرتد عن دينه لأنه لا يصلي الجمعة ولا الجماعة ، ولكن هذه المرأة مُخطئة كل الخطأ حينما تظنُّ تتمسك بالمفقود المعدوم ولا تنظر إلى الواقع المــــــُؤسف ، تظن أنها تستطيع أن تؤثر على هذا الرجل الذي قلنا إنه أقل أحواله أنه فاسق فتعتد بشخصيتها وبقوة علمها ونحن بطبيعة الحال لا ندري مبلغ عِلمها وإن كان سؤالها يدلنا على أنها مِن النساء اللاتي لا علم عندهن ، لأنها لو كانت على شيء من العلم لما وجهت مثل هذا السؤال وهي تعلم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا أتاكم مَن ترضون دينه وخُلُقه فزوجوه إلَّا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٌ عريض ) هذا خطابٌ لأولياء الأمور بأن يختاروا الزوج الصالح ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في حديث آخر : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، وجمالها ، وحسبها ، ودينها فعليك بذات الدين تربت يداك ) : إذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأمر أولياء الأمور أن يختاروا الزوج الصالح لولي أمرها ، ولي أمره لابنته لبنت أخيه ونحو ذلك ، ومن جهة أخرى يحض الرجال على أن يكون الباعثَ لهم على اختيار المرأة إنما هو أن تكون امرأةً متدينة ، علماً بأننا نعلم جميعاً ما طبع الله تبارك وتعالى به الرجال وفضلهم بذلك على النساء حينما قال : (( الرجال قوَّامون على النساء بما فضل الله به بعضهم على بعض )) فهذه السائلة تقلب نظام الشرع من جهة ، ونظام الواقع الطبيعي من جهة أخرى ، لأن الرجل ولو كان فاسقاً فهو القوَّام على المرأة وليست المرأة هي القوَّامة على الرجل ولو كانت صالحة ، فلذلك أنا أحكم استنباطاً مما سبق من الأدلة أن هذه المرأة ومثيلاتها كثر مع الأسف وطالما سمعنا أخباراً تزوُّج المرأة الصالحة بالشاب الطالح بزعمها أنها ستؤثر فيه ، ثم كانت العاقبة أسوأ مما تصورتْ :
تارة أثّر هو فيها وانحرف بها عن خطها المستقيم ، كانت تحتجب فجعلها لا تحتجب ، كانت تصلي الصلوات الخمس فجعلها لا تحافظ على الأقل كما كانت من قبل .
أو إذا ثبتت على دينها فتكون النتيجة أن تفارقه ويفارقها ولذلك فننصح كما ننصح الرجال أن يتزوجوا النساء الصالحات كما سمعتم فيما تقدم من الأحاديث ، فبالأولى والأولى أن ننصح النساء فنقول لهن : إياكنَّ ثم إياكنَّ أن تتزوجن بالرجل الفاسق فضلاً عن الرجل الذي قد يقال فيه إنه كافر ، فالغالب أن هذه المرأة الضعيفة لا تستطيع أن تقوّم الرجل القوي وبخاصة إذا كان فاسقاً فاجراً .
4 - هل أتزوج من ابن عمي وهو لا يحضر الجمعة ولا الجماعة , ولكن أظن لو أني تزوجته سأؤثر فيه ؟ أستمع حفظ
ما حكم زكاة عروض التجارة ؟
السائل : فضيلة الشيخ -حفظك الله- يقول السائل : ما حكم زكاة عروض التجارة ؟
الشيخ : عروض التجارة جماهير العلماء يوجبون عليها الزكاة المعروفة والتي يقولون إن هذه العروض في آخر كل سنة تقوّم ويُخرج منها بالمئة اثنين ونصف كما لو كانت نقداً .
وبعض العلماء كابن حزم الظاهري ونقل ذلك هو وغيره عن بعض السلف لا يرون مثل هذه الزكاة في عروض التجارة ، وإنما يرون زكاةً مطلقةً ، والفرق بين هذا وبين المذهب الأول الذي ذكرتُ إنه مذهب الجمهور : أنَّ هؤلاء لا يكلفون التجار بأن يقوّموا تجارتهم وأن يخرجوا كما قلنا بالمئة اثنين ونصف ، وإنما يقولون : أَخرج من هذا المال الذي لديك من العروض ما تطيب به نفسُك وتزكي بها نفسَك ، لأن الله عز وجل قال : (( قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها )) ، وقد جاء في مسند الإمام أحمد -رحمه الله- : " أن جماعة من التجار جاؤوا من دمشق الشام إلى المدينة بخيل لهم للتجارة ، جاؤوا إلى عمر بن الخطاب في عهد خلافته فقالوا : يا أمير المؤمنين خذ منا زكاتها قال -رضي الله عنه- : إنه لم يفعله صاحباي من قبلي -يعني النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر الصديق- ألحُّوا عليه أن يأخذ الزكاة فأبى ، ولما رأى ذلك علي -رضي الله عنه- وكان جالساً في المجلس قال : يا أمير المؤمنين لو أخذتها منهم صدقة تطوع ، فأخذها وطابت بها نفوسهم " :
ففي هذا الأثر عن عمر كما جاء عن غيره أيضاً أن الزكاة التي تجب عليها الزكاة إنما هي ما نُصّ على وجوب الزكاة فيها ، وعروض التجارة لم يكن من هذا القبيل ، كما أن كثيراً من الثمار أو الفواكه أو الحبوب لم يفرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الزكاة عليها ، بل قد جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه لما أرسل معاذًا إلى اليمن ، وأمره أن يجبيَ الزكاة منهم قال : ( لا تأخذ منهم صدقة إلا من هذه الأربع : وذكر القمح والشعير والتمر والزبيب ) فقوله : ( لا تأخذ ) دليل على أن الأصل في الأموال الحرمة كما قال عليه الصلاة والسلام : ( لا يطيب مال امرئٍ مسلم إلا بطيب نفسه ) فلا يجوز لنا أن نفرض على الناس شيئاً لم يفرضه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا بطيب نفوسهم كما سمعتم آنفاً قصة التجار الذين جاؤوا بالخيول إلى أمير المؤمنين عمر فأخذها منهم على أنها صدقة وأنها ليست زكاة ، ولا غرابة في هذا بعد قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا صدقة على فرس المؤمن وعلى عبده ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، نعم ؟
السائل : ألا يقال بأن في هذا إجماع سكوتي ؟ ما يكون حجة ؟
الشيخ : إجماع ؟!
السائل : سكوتي .
الشيخ : لا ، ذكرنا آنفاً قد وُجد من قال مصرحاً بأنه لا تجب وما العهد عنك ببعيد ، فابن حزم يصرح بذلك في المحلى وينقل روايات بأسانيده كما هي عادته عن بعض من سلف .
الشيخ : عروض التجارة جماهير العلماء يوجبون عليها الزكاة المعروفة والتي يقولون إن هذه العروض في آخر كل سنة تقوّم ويُخرج منها بالمئة اثنين ونصف كما لو كانت نقداً .
وبعض العلماء كابن حزم الظاهري ونقل ذلك هو وغيره عن بعض السلف لا يرون مثل هذه الزكاة في عروض التجارة ، وإنما يرون زكاةً مطلقةً ، والفرق بين هذا وبين المذهب الأول الذي ذكرتُ إنه مذهب الجمهور : أنَّ هؤلاء لا يكلفون التجار بأن يقوّموا تجارتهم وأن يخرجوا كما قلنا بالمئة اثنين ونصف ، وإنما يقولون : أَخرج من هذا المال الذي لديك من العروض ما تطيب به نفسُك وتزكي بها نفسَك ، لأن الله عز وجل قال : (( قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها )) ، وقد جاء في مسند الإمام أحمد -رحمه الله- : " أن جماعة من التجار جاؤوا من دمشق الشام إلى المدينة بخيل لهم للتجارة ، جاؤوا إلى عمر بن الخطاب في عهد خلافته فقالوا : يا أمير المؤمنين خذ منا زكاتها قال -رضي الله عنه- : إنه لم يفعله صاحباي من قبلي -يعني النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر الصديق- ألحُّوا عليه أن يأخذ الزكاة فأبى ، ولما رأى ذلك علي -رضي الله عنه- وكان جالساً في المجلس قال : يا أمير المؤمنين لو أخذتها منهم صدقة تطوع ، فأخذها وطابت بها نفوسهم " :
ففي هذا الأثر عن عمر كما جاء عن غيره أيضاً أن الزكاة التي تجب عليها الزكاة إنما هي ما نُصّ على وجوب الزكاة فيها ، وعروض التجارة لم يكن من هذا القبيل ، كما أن كثيراً من الثمار أو الفواكه أو الحبوب لم يفرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الزكاة عليها ، بل قد جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه لما أرسل معاذًا إلى اليمن ، وأمره أن يجبيَ الزكاة منهم قال : ( لا تأخذ منهم صدقة إلا من هذه الأربع : وذكر القمح والشعير والتمر والزبيب ) فقوله : ( لا تأخذ ) دليل على أن الأصل في الأموال الحرمة كما قال عليه الصلاة والسلام : ( لا يطيب مال امرئٍ مسلم إلا بطيب نفسه ) فلا يجوز لنا أن نفرض على الناس شيئاً لم يفرضه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا بطيب نفوسهم كما سمعتم آنفاً قصة التجار الذين جاؤوا بالخيول إلى أمير المؤمنين عمر فأخذها منهم على أنها صدقة وأنها ليست زكاة ، ولا غرابة في هذا بعد قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا صدقة على فرس المؤمن وعلى عبده ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، نعم ؟
السائل : ألا يقال بأن في هذا إجماع سكوتي ؟ ما يكون حجة ؟
الشيخ : إجماع ؟!
السائل : سكوتي .
الشيخ : لا ، ذكرنا آنفاً قد وُجد من قال مصرحاً بأنه لا تجب وما العهد عنك ببعيد ، فابن حزم يصرح بذلك في المحلى وينقل روايات بأسانيده كما هي عادته عن بعض من سلف .
ما صحة حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) ؟ وهل هذا يعني عدم صحة الوضوء بدون تسمية ؟
السائل : فضيلة الوالد الكريم -حفظك الله- ما صحة حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) وهذا يعني أن الوضوء لا يصح بدون التسمية وما يترتب على ذلك الرجاء التوضيح -وحفظكم الله- ؟
الشيخ : قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) هذا حديثٌ قد اختلفت أقوال علماء الحديث قديماً وحديثاً ، والذي اطمأنت إليه نفسي وانشرح له صدري أن الحديث بمجموع طرقه حديث صحيح ثابت وبذلك صرّح الحافظ بن أبي شيبة مؤلف كتابه المعروف بــــــ * المصنف * فقد قال : " ثبت لدينا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) " ، وإذ ثبت الحديث فدلالة الحديث صريحة لأن من لم يسم الله تبارك وتعالى في وضوئه فلا وضوء له ، ويؤيد هذا أن هذه الفقرة هي تمام حديثٍ لفظه : ( لا صلاة لمن لا وضوء له ، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) :
( لا صلاة لمن لا وضوء له ، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) فكما أن الفقرة الأولى تعني أنه لا تصح الصلاة إلا بالوضوء فكذلك لا يصح الوضوء إلا بالتسمية ، وهذا فيما أذكر مما ذهب إليه الإمام أحمد أن التسمية في الوضوء شرط لصحة الوضوء ، وأقل ما يقال في هذه المناسبة :
أن الأحوط أن يعتاد المتوضئ التسمية دائماً وأبداً على الأقل كما قلنا للاحتياط أن يخرج من الخلاف الموجود بين العلماء أولاً في صحة الحديث وثانياً في هذا الحكم ، لأن منهم من يقول أنه سنة وليس بواجب ، والاحتياط أن يسمي الله تبارك وتعالى على وضوئه ـ وأن يعتاد ذلك دائما أبدا حتى تصبح له سجية وكأنها طبيعة ولكنها عبادة هذا ما عندي .
الشيخ : قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) هذا حديثٌ قد اختلفت أقوال علماء الحديث قديماً وحديثاً ، والذي اطمأنت إليه نفسي وانشرح له صدري أن الحديث بمجموع طرقه حديث صحيح ثابت وبذلك صرّح الحافظ بن أبي شيبة مؤلف كتابه المعروف بــــــ * المصنف * فقد قال : " ثبت لدينا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) " ، وإذ ثبت الحديث فدلالة الحديث صريحة لأن من لم يسم الله تبارك وتعالى في وضوئه فلا وضوء له ، ويؤيد هذا أن هذه الفقرة هي تمام حديثٍ لفظه : ( لا صلاة لمن لا وضوء له ، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) :
( لا صلاة لمن لا وضوء له ، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) فكما أن الفقرة الأولى تعني أنه لا تصح الصلاة إلا بالوضوء فكذلك لا يصح الوضوء إلا بالتسمية ، وهذا فيما أذكر مما ذهب إليه الإمام أحمد أن التسمية في الوضوء شرط لصحة الوضوء ، وأقل ما يقال في هذه المناسبة :
أن الأحوط أن يعتاد المتوضئ التسمية دائماً وأبداً على الأقل كما قلنا للاحتياط أن يخرج من الخلاف الموجود بين العلماء أولاً في صحة الحديث وثانياً في هذا الحكم ، لأن منهم من يقول أنه سنة وليس بواجب ، والاحتياط أن يسمي الله تبارك وتعالى على وضوئه ـ وأن يعتاد ذلك دائما أبدا حتى تصبح له سجية وكأنها طبيعة ولكنها عبادة هذا ما عندي .
6 - ما صحة حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) ؟ وهل هذا يعني عدم صحة الوضوء بدون تسمية ؟ أستمع حفظ
هل يجوز التسمية في دورة المياه لأن محلات الوضوء أكثرها في داخل الحمام ؟
السائل : لو تكرمت يا شيخ هل يجوز التسمية في دورة المياه لأن محلات الوضوء أكثرها في داخل الحمام ؟
الشيخ : هذا أيضاً سؤالٌ تكرر في هذا الزمان لأن طريقة البنيان فيه أن المرحاض يكون في غرفة فيها المغسلة الذي يتوضأ فيها المسلم ، وفيها الحمام الدوش الذي يستحم فيه ، فهل يسمي الله تبارك وتعالى إذا قام على وضوئه ، بل هل يسمي الله عز وجل عند دخوله أو قيامه لقضاء حاجته ؟!
هذه مسألة كثيراً ما يُسأل العلماء عنها والجواب : أنه لابد من كلٍّ من الأمرين :
إذا وقف لقضاء حاجته على هذا المرحاض الذي في تلك الغرفة وفيها المغسلة وغيرها كما ذكرنا لابد له من التسمية ، وأن يستعيذ بالله من الشيطان كما هو ثابت في الأحاديث الصحيحة ، لكن متى ؟!
إنما يفعل ذلك حينما يقوم لقضاء الحاجة وقبل أن يضطر إلى كشف عورته يقول : ( بسم الله ، اللهم إني أعوذ بك من شرِّ الخبث والخبائث ) ثم يُنزل ثيابه ويجلس لقضاء الحاجة ، فإذا انتهى من ذلك وضمَّ إليه ثيابه ومشى ولو خطوةً واحدة نحو المغسلة أو نحو الدوش الحمَّام يقول كما ثبت في الحديث الصحيح : ( غفرانك ) وبذلك يكون قد خرج من محل قضاء الحاجة .
وهذا الجواب يؤخذ مما إذا استحضرنا كيف كان السلف الأول في المدينة حيث لم تكن الكُنُف في دورهم ، كيف كانوا يقضون حاجتهم حتى النساء منهم ؟
كن يخرجن إلى العراء بعيدين عن الدور والبنيان إلى مكان منخفض هو المسمى بــــ " الغائط " أي : المنخفض ، فهناك لا بنيان ، لا كنيف يقف عليه الذي يريد أن يقضي حاجته ، تُرى فمتى يقول هذا الذي خرج إلى الصحراء لقضاء حاجته في منخفض من الأرض هو كما قلت آنفاً : قبل أن ينزع ثيابه يقول : ( بسم الله ، اللهم إني أعوذ بك من شر الخبث والخبائث ) ، ثم إذا ضمَّ إليه ثيابه ومشى خطوة عن المكان الذي قضى فيه حاجته قال : ( غفرانك ) إذا تذكرنا هذه الصورة سهل عليكم أن تفهموا حكم الصورة الجديدة ، حيث في مكان واحد يكون المرحاض ويكون الميضأة ، فالذي سمى الله قبل نزع ثيابه لم يذكر الله في الخلاء أي : في أثناء قضاء الحاجة ، كذلك إذا قضى حاجته وضم إليه ثيابه وقال : ( غفرانك ) لم يذكر الله في الخلاء ، فإذا مشى خطوة أو خطوتين حسب بعد المغسلة التي يتوضأ فيها عن بيت الخلاء يقول هناك : بسم الله ويبدأ ويتوضأ .
والآن نقول وقد سمعتم الأذان بقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا عليّ ، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لرجل وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسلية ، حلَّت له شفاعتي يوم القيامة ) .
قصةً تناسب المقام وهي التي رواها الإمام مسلم .
فجاؤوا لنبي صلى الله عليه وآله وسلم فتجمع لديهم من تلك الأموال فأعطاها وقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأولئك الأعراب ففرّج الله عنهم ، وقد جاء في الحديث الصحيح : ( فمن فرَّج عن مؤمن كربة من كُرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) فلعلكم تستجيبون لمثلِ هذه الموعظة التي ما ألفتها أنا وإنما رويتها لكم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نقلاً من صحيح الإمام مسلم .
الشيخ : هذا أيضاً سؤالٌ تكرر في هذا الزمان لأن طريقة البنيان فيه أن المرحاض يكون في غرفة فيها المغسلة الذي يتوضأ فيها المسلم ، وفيها الحمام الدوش الذي يستحم فيه ، فهل يسمي الله تبارك وتعالى إذا قام على وضوئه ، بل هل يسمي الله عز وجل عند دخوله أو قيامه لقضاء حاجته ؟!
هذه مسألة كثيراً ما يُسأل العلماء عنها والجواب : أنه لابد من كلٍّ من الأمرين :
إذا وقف لقضاء حاجته على هذا المرحاض الذي في تلك الغرفة وفيها المغسلة وغيرها كما ذكرنا لابد له من التسمية ، وأن يستعيذ بالله من الشيطان كما هو ثابت في الأحاديث الصحيحة ، لكن متى ؟!
إنما يفعل ذلك حينما يقوم لقضاء الحاجة وقبل أن يضطر إلى كشف عورته يقول : ( بسم الله ، اللهم إني أعوذ بك من شرِّ الخبث والخبائث ) ثم يُنزل ثيابه ويجلس لقضاء الحاجة ، فإذا انتهى من ذلك وضمَّ إليه ثيابه ومشى ولو خطوةً واحدة نحو المغسلة أو نحو الدوش الحمَّام يقول كما ثبت في الحديث الصحيح : ( غفرانك ) وبذلك يكون قد خرج من محل قضاء الحاجة .
وهذا الجواب يؤخذ مما إذا استحضرنا كيف كان السلف الأول في المدينة حيث لم تكن الكُنُف في دورهم ، كيف كانوا يقضون حاجتهم حتى النساء منهم ؟
كن يخرجن إلى العراء بعيدين عن الدور والبنيان إلى مكان منخفض هو المسمى بــــ " الغائط " أي : المنخفض ، فهناك لا بنيان ، لا كنيف يقف عليه الذي يريد أن يقضي حاجته ، تُرى فمتى يقول هذا الذي خرج إلى الصحراء لقضاء حاجته في منخفض من الأرض هو كما قلت آنفاً : قبل أن ينزع ثيابه يقول : ( بسم الله ، اللهم إني أعوذ بك من شر الخبث والخبائث ) ، ثم إذا ضمَّ إليه ثيابه ومشى خطوة عن المكان الذي قضى فيه حاجته قال : ( غفرانك ) إذا تذكرنا هذه الصورة سهل عليكم أن تفهموا حكم الصورة الجديدة ، حيث في مكان واحد يكون المرحاض ويكون الميضأة ، فالذي سمى الله قبل نزع ثيابه لم يذكر الله في الخلاء أي : في أثناء قضاء الحاجة ، كذلك إذا قضى حاجته وضم إليه ثيابه وقال : ( غفرانك ) لم يذكر الله في الخلاء ، فإذا مشى خطوة أو خطوتين حسب بعد المغسلة التي يتوضأ فيها عن بيت الخلاء يقول هناك : بسم الله ويبدأ ويتوضأ .
والآن نقول وقد سمعتم الأذان بقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا عليّ ، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لرجل وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسلية ، حلَّت له شفاعتي يوم القيامة ) .
قصةً تناسب المقام وهي التي رواها الإمام مسلم .
فجاؤوا لنبي صلى الله عليه وآله وسلم فتجمع لديهم من تلك الأموال فأعطاها وقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأولئك الأعراب ففرّج الله عنهم ، وقد جاء في الحديث الصحيح : ( فمن فرَّج عن مؤمن كربة من كُرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) فلعلكم تستجيبون لمثلِ هذه الموعظة التي ما ألفتها أنا وإنما رويتها لكم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نقلاً من صحيح الإمام مسلم .
إذا سمع شخص بحديث لأول مرة هل هو صحيح أو ضعيف متى يعتقده ويعمل به ؟
السائل : فضيلة الشيخ -حفظك الله- إذا سمعت الحديث لأول مرة هل هو صحيح حتى يثبت ضعفه أو العكس أرجو التوضيح جزاك الله خيراً ؟
الشيخ : لا هذا ولا هذا ، إذا سمع المسلم حديثاً ما فلا يجوز أن يصدِّق به ولا أن يكذبه إلا بعد أن يتثبت مِن أهل العلم عن مرتبته ، فإن أخبروه بصحته وجب أن يتبناه وأن يعمل به أولاً ، ثم إذا حفظه ، ضبطه أن يبلغه ثانياً إلى من يتيسر له من الناس ، لقوله عليه الصلاة والسلام : ( بلِّغوا عني ولو آية ) : الآية هنا ليست الآية من القرآن فقط ، وإنما المقصود بها : الجملة ، فسواء كانت هذه الجملة التي حفظها من القرآن الكريم أو من أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فعليه أن يُبلغها الناس عملاً بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( نضّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأدَّاها كما سمعها ، فربّ مبلغ أوعى له مِن سامع وربّ مبلغ أفقه من المبلغ ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، هذا إذا أُعلم المسلم بأن الحديث صحيح .
أما إذا أُعلِم من أهل العلم بأن الحديث ضعيف فلا يجوز أن يحدث به اكتفاءً بالأحاديث الصحيحة التي لو عمَّت المسلمين لكانوا على هُدى من ربهم ، أما إذا لم يُقيّض له ولم يُيُسر له من يُفهِمه مرتبة الحديث فحين ذاك لا يجوز أن يحدث به لقوله عليه الصلاة والسلام : ( كفى المرءَ كذباً أن يحدث بكل ما سمع ) ، وهذا حديث هام جدًّا يشمل الحياة الاجتماعية من كل جوانبها أي : ليس فقط حديث الرسول عليه السلام ، بل حديث الناس كلهم ، لأن الإنسان إذا نقل عن بعض الناس أنه قال كذا وكان مِن عادته أن ينقل بكثرة فلابد أنه سيقع في الكذب سواء كان النقل مِن الأحاديث المنسوبة للرسول عليه السلام أو من الأحاديث التي تُنسب إلى بعض الناس ، فقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( كفى المرأ كذباً أن يُحدث بكل ما سمع ) معناه أنه لا يجوز للمسلم أن يحدّث إلا بما تثبت منه حتى ولو كان ليس حديثاً نبوياً لا ينبغي أن يقول قال فلان كذا إلا بعد أن يتحقق من صحة الخبر فلا جرم أن الله عز وجل قال : (( يا أيها الذين إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا )) ، وفي القراءة الأخرى : (( فتثبتوا )) (( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )) هل هذا الخبر صحيح أم هو غير صحيح ، (( تثبتوا )) : كذلك بنفس المعنى ، هذا أشمل من الحديث السابق ، الحديث السابق يقول : ( بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع ) : قد جاء هذا الحديث في *مقدمة صحيح مسلم* وقد ذكر فيه حديثاً آخر : ( سيأتيكم الناس يحدثون من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم ) ، فالآية المذكورة آنفاً : (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )) أيَّ نبأ كان ، ونحن جربنا في هذا العصر الحاضر أخباراً تُنشر عجيبة جدّاً فكم من رجل عالم قد أُميت وهو لا يزال حيّاً ولعلكم سمعتم شيئاً من ذلك ، وكم من أخبار فقهية كاذبة نسبت أيضاً إلى بعض من ينتمي إلى العلم ثم تبين أيضاً أن ذلك كذب ، وفي هذه الرحلة سمعت أسئلة هل قلت كذا ؟ أقول : لا والله ما قلت هذا ، هل قلت كذا ما قلت هذا ، لماذا ؟ لأننا لم نتربى على كتاب الله ولا على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك قالوا قديماً فما بالك اليوم حديثاً : " فما آفة الأخبار إلا رواتها " .
الشيخ : لا هذا ولا هذا ، إذا سمع المسلم حديثاً ما فلا يجوز أن يصدِّق به ولا أن يكذبه إلا بعد أن يتثبت مِن أهل العلم عن مرتبته ، فإن أخبروه بصحته وجب أن يتبناه وأن يعمل به أولاً ، ثم إذا حفظه ، ضبطه أن يبلغه ثانياً إلى من يتيسر له من الناس ، لقوله عليه الصلاة والسلام : ( بلِّغوا عني ولو آية ) : الآية هنا ليست الآية من القرآن فقط ، وإنما المقصود بها : الجملة ، فسواء كانت هذه الجملة التي حفظها من القرآن الكريم أو من أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فعليه أن يُبلغها الناس عملاً بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( نضّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأدَّاها كما سمعها ، فربّ مبلغ أوعى له مِن سامع وربّ مبلغ أفقه من المبلغ ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، هذا إذا أُعلم المسلم بأن الحديث صحيح .
أما إذا أُعلِم من أهل العلم بأن الحديث ضعيف فلا يجوز أن يحدث به اكتفاءً بالأحاديث الصحيحة التي لو عمَّت المسلمين لكانوا على هُدى من ربهم ، أما إذا لم يُقيّض له ولم يُيُسر له من يُفهِمه مرتبة الحديث فحين ذاك لا يجوز أن يحدث به لقوله عليه الصلاة والسلام : ( كفى المرءَ كذباً أن يحدث بكل ما سمع ) ، وهذا حديث هام جدًّا يشمل الحياة الاجتماعية من كل جوانبها أي : ليس فقط حديث الرسول عليه السلام ، بل حديث الناس كلهم ، لأن الإنسان إذا نقل عن بعض الناس أنه قال كذا وكان مِن عادته أن ينقل بكثرة فلابد أنه سيقع في الكذب سواء كان النقل مِن الأحاديث المنسوبة للرسول عليه السلام أو من الأحاديث التي تُنسب إلى بعض الناس ، فقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( كفى المرأ كذباً أن يُحدث بكل ما سمع ) معناه أنه لا يجوز للمسلم أن يحدّث إلا بما تثبت منه حتى ولو كان ليس حديثاً نبوياً لا ينبغي أن يقول قال فلان كذا إلا بعد أن يتحقق من صحة الخبر فلا جرم أن الله عز وجل قال : (( يا أيها الذين إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا )) ، وفي القراءة الأخرى : (( فتثبتوا )) (( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )) هل هذا الخبر صحيح أم هو غير صحيح ، (( تثبتوا )) : كذلك بنفس المعنى ، هذا أشمل من الحديث السابق ، الحديث السابق يقول : ( بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع ) : قد جاء هذا الحديث في *مقدمة صحيح مسلم* وقد ذكر فيه حديثاً آخر : ( سيأتيكم الناس يحدثون من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم ) ، فالآية المذكورة آنفاً : (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )) أيَّ نبأ كان ، ونحن جربنا في هذا العصر الحاضر أخباراً تُنشر عجيبة جدّاً فكم من رجل عالم قد أُميت وهو لا يزال حيّاً ولعلكم سمعتم شيئاً من ذلك ، وكم من أخبار فقهية كاذبة نسبت أيضاً إلى بعض من ينتمي إلى العلم ثم تبين أيضاً أن ذلك كذب ، وفي هذه الرحلة سمعت أسئلة هل قلت كذا ؟ أقول : لا والله ما قلت هذا ، هل قلت كذا ما قلت هذا ، لماذا ؟ لأننا لم نتربى على كتاب الله ولا على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك قالوا قديماً فما بالك اليوم حديثاً : " فما آفة الأخبار إلا رواتها " .
ما الراجح عندكم في مسألة عروض التجارة ؟ وإن كنتم ترجحون عدمها فأكثر التجار أموالهم في عروضهم فأين الزكاة ؟
السائل : يا شيخ -جزاك الله خير- عندي استفسار حول سؤال الزكاة في عروض التجارة !
الشيخ : تفضل !
السائل : كأنني فهمت أنك ترجح القول بعدم الزكاة ؟
الشيخ : كيف لا !!
السائل : طيب كثير من التجار معظم الحول وأموالهم في عروض ، يعني نادراً ما يتوفر لدى التاجر سيولة يمر عليها الحول تكون نصاب تجب فيها الزكاة ؟
الشيخ : هذا من الحجة عليك وليس لك ، لأننا الآن سنقول قولاً يعرفه العلماء المختصون في الاقتصاد ، بل ويشاركهم في ذلك ربما نستطيع أن نقول: عامة الناس، وإن لم نقل ذلك فعلى الأقل التجار ، الآن نوجه سؤالاً :
هناك تاجران ومالُهما بنسبة واحدة من الكثرة ، هذا عنده مثلاً مليون وهذا عنده مليون ، أحدهما قد كنز المليون في صندوق حديد ، ولا أقول في البنك لأن هذا حرام لا يجوز ، إنما كنز هذا المال في صندوق الحديد الموضوع في مكان حريز أمين ، وكلما حال الحول على هذا المليون أخرج صدقة هذا المال بالمئة اثنين ونص ووزعها على الفقراء والمساكين ، لا شك أن هذا قد زكى ماله ، وبالتالي زكَّى نفسه ، الرجل الآخر الغني المليون سواءٌ كانوا ريالات أو دنانير المهم تقريب الموضوع إلى الأذهان :
هذا الرجل الثاني حوَّل المليون إلى عروض التجارة وطرحها في السوق وتعامل بها ، تصوروا الآن : كم أولاً من الناس سيستفيدون من مال هذا الغني الذي تحول ماله إلى عروض تجارة ؟!
لقد نفع الفقراء والمساكين الذين لا تجب الزكاة عليهم ونفع ناساً آخرين من العمال والتجار الذين هم وسط دونه في المال هذا من جهة ، ومن جهة أخرى أعني الجهة هذه الأولى أن منفعة المال الذي يُشتغل به ويُدار بين الناس لا شك أنه أنفع من ذلك المال المكتنز والذي يخرج في آخر كل سنة منه بالمئة اثنين ونص .
ومن جهة أخرى أي المالين أشرف شرعاً آلمال الذي يعطى من اليد العليا إلى اليد السفلى أم المال الذي يُؤخذ بحق بعرق الجبين وكد اليمين ؟!
أنتم تعلمون قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى ، واليد العليا هي المعطية ) وفي لهجة عربية كما جاء في الحديث نفسه : ( هي المنطية واليد الأخرى هي اليد الآخذة ) ، فإذاً حينما يعطي الغني الأول ماله فإنما يعطي ويده هي العليا ويد المسكين الآخذ هي السفلى .
أما الغني الآخر الذي طرح ماله في التعامل بين الناس فهو والمتعاملين معه في ذلك سواء كلٌّ منهم يأخذ حقه على الطريقة المشروعة .
فإذاً لو تركنا الناحية الأخرى ناحية الأكمل للمسلم أن يأخذ حقه بيد سفلى أم بيد مساوية للعليا إذا تركتنا هذه الناحية جانباً ونظرنا إلى الناحية الأولى لوجدنا أن الأمر من الناحية الاقتصادية أنّ عروض التجارة التي لا يُعطى عليها الزكاة إنما قلنا آنفاً يخرج منها ما تطيب نفسه فوق أنه أشغل الأمة بهذا المال .
وتصوروا أنا ضربت مثالاً رجلين غنيين فتصوروا إذا كان عندنا مئات الأغنياء وكلهم خزنوا أموالهم في صناديقهم ، تُرى ما يكون حال الاقتصاد ؟
لا شك أنه سينهار ، فإذاً نحن نعتقد وهذا من فضل الاقتداء بالسلف ولا نقول عبثاً ما ألقينا على مسامعكم آنفاً الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ، لأن ذلك الاقتداء هو الذي يصلح المجتمع ، من أجل ذلك قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس -رضي الله تعالى عنه- : " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم خان الرسالة اقرؤوا قول الله تبارك وتعالى : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً )) ، فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً -والشاهد قال:- ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " : ومن هنا نفهم أهمية الفقه المستنبط من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار السلفية فبذلك يصلح المجتمع كما قال مالك آنفاً : " ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " .
أنا ما أردت أن أذكر هذه الناحية الاقتصادية لأنه ليس من منهجي العلمي أن أُدعم الحكم الشرعي بأكثر مما جاء في الكتاب والسنة ، ولكني إنما ذكرت هذا جواب ذاك السؤال الذي سمعناه مراراً وتكراراً بمثل الإجابة عن ذاك السؤال :
هل تجب الزكاة على عروض التجارة ، فنحن نذكر ما جاء في الكتاب والسنة والآثار السلفية كما ذكرت آنفاً .
أما إذا قال سائل متوهماً أننا إذا قلنا بأن عروض التجارة ألحقنا ضرراً بالفقراء والمساكين لا والله ، الأمر على خلاف ذلك تماماً ، إنّ تشغيل هذه الأموال المكدسة في بعض الخزائن وتحويلها إلى عروض التجارة هو أنفع للمساكين ولغيرهم أيضاً ثم في ذلك لا مانع أن يضيف إلى هذا الإشغال أن يخرج منه ما تطيب به نفسه كما جاء في الآية الكريمة : (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها )) ، وكما قلنا آنفاً : (( قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دسّاها )) .
نعم
الشيخ : تفضل !
السائل : كأنني فهمت أنك ترجح القول بعدم الزكاة ؟
الشيخ : كيف لا !!
السائل : طيب كثير من التجار معظم الحول وأموالهم في عروض ، يعني نادراً ما يتوفر لدى التاجر سيولة يمر عليها الحول تكون نصاب تجب فيها الزكاة ؟
الشيخ : هذا من الحجة عليك وليس لك ، لأننا الآن سنقول قولاً يعرفه العلماء المختصون في الاقتصاد ، بل ويشاركهم في ذلك ربما نستطيع أن نقول: عامة الناس، وإن لم نقل ذلك فعلى الأقل التجار ، الآن نوجه سؤالاً :
هناك تاجران ومالُهما بنسبة واحدة من الكثرة ، هذا عنده مثلاً مليون وهذا عنده مليون ، أحدهما قد كنز المليون في صندوق حديد ، ولا أقول في البنك لأن هذا حرام لا يجوز ، إنما كنز هذا المال في صندوق الحديد الموضوع في مكان حريز أمين ، وكلما حال الحول على هذا المليون أخرج صدقة هذا المال بالمئة اثنين ونص ووزعها على الفقراء والمساكين ، لا شك أن هذا قد زكى ماله ، وبالتالي زكَّى نفسه ، الرجل الآخر الغني المليون سواءٌ كانوا ريالات أو دنانير المهم تقريب الموضوع إلى الأذهان :
هذا الرجل الثاني حوَّل المليون إلى عروض التجارة وطرحها في السوق وتعامل بها ، تصوروا الآن : كم أولاً من الناس سيستفيدون من مال هذا الغني الذي تحول ماله إلى عروض تجارة ؟!
لقد نفع الفقراء والمساكين الذين لا تجب الزكاة عليهم ونفع ناساً آخرين من العمال والتجار الذين هم وسط دونه في المال هذا من جهة ، ومن جهة أخرى أعني الجهة هذه الأولى أن منفعة المال الذي يُشتغل به ويُدار بين الناس لا شك أنه أنفع من ذلك المال المكتنز والذي يخرج في آخر كل سنة منه بالمئة اثنين ونص .
ومن جهة أخرى أي المالين أشرف شرعاً آلمال الذي يعطى من اليد العليا إلى اليد السفلى أم المال الذي يُؤخذ بحق بعرق الجبين وكد اليمين ؟!
أنتم تعلمون قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى ، واليد العليا هي المعطية ) وفي لهجة عربية كما جاء في الحديث نفسه : ( هي المنطية واليد الأخرى هي اليد الآخذة ) ، فإذاً حينما يعطي الغني الأول ماله فإنما يعطي ويده هي العليا ويد المسكين الآخذ هي السفلى .
أما الغني الآخر الذي طرح ماله في التعامل بين الناس فهو والمتعاملين معه في ذلك سواء كلٌّ منهم يأخذ حقه على الطريقة المشروعة .
فإذاً لو تركنا الناحية الأخرى ناحية الأكمل للمسلم أن يأخذ حقه بيد سفلى أم بيد مساوية للعليا إذا تركتنا هذه الناحية جانباً ونظرنا إلى الناحية الأولى لوجدنا أن الأمر من الناحية الاقتصادية أنّ عروض التجارة التي لا يُعطى عليها الزكاة إنما قلنا آنفاً يخرج منها ما تطيب نفسه فوق أنه أشغل الأمة بهذا المال .
وتصوروا أنا ضربت مثالاً رجلين غنيين فتصوروا إذا كان عندنا مئات الأغنياء وكلهم خزنوا أموالهم في صناديقهم ، تُرى ما يكون حال الاقتصاد ؟
لا شك أنه سينهار ، فإذاً نحن نعتقد وهذا من فضل الاقتداء بالسلف ولا نقول عبثاً ما ألقينا على مسامعكم آنفاً الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ، لأن ذلك الاقتداء هو الذي يصلح المجتمع ، من أجل ذلك قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس -رضي الله تعالى عنه- : " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم خان الرسالة اقرؤوا قول الله تبارك وتعالى : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً )) ، فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً -والشاهد قال:- ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " : ومن هنا نفهم أهمية الفقه المستنبط من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار السلفية فبذلك يصلح المجتمع كما قال مالك آنفاً : " ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " .
أنا ما أردت أن أذكر هذه الناحية الاقتصادية لأنه ليس من منهجي العلمي أن أُدعم الحكم الشرعي بأكثر مما جاء في الكتاب والسنة ، ولكني إنما ذكرت هذا جواب ذاك السؤال الذي سمعناه مراراً وتكراراً بمثل الإجابة عن ذاك السؤال :
هل تجب الزكاة على عروض التجارة ، فنحن نذكر ما جاء في الكتاب والسنة والآثار السلفية كما ذكرت آنفاً .
أما إذا قال سائل متوهماً أننا إذا قلنا بأن عروض التجارة ألحقنا ضرراً بالفقراء والمساكين لا والله ، الأمر على خلاف ذلك تماماً ، إنّ تشغيل هذه الأموال المكدسة في بعض الخزائن وتحويلها إلى عروض التجارة هو أنفع للمساكين ولغيرهم أيضاً ثم في ذلك لا مانع أن يضيف إلى هذا الإشغال أن يخرج منه ما تطيب به نفسه كما جاء في الآية الكريمة : (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها )) ، وكما قلنا آنفاً : (( قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دسّاها )) .
نعم
9 - ما الراجح عندكم في مسألة عروض التجارة ؟ وإن كنتم ترجحون عدمها فأكثر التجار أموالهم في عروضهم فأين الزكاة ؟ أستمع حفظ
ما تفسير الوجه في قوله تعالى (( كل شيء هالك إلا وجهه )) ؟ وهل يعنى بها المجاز ؟
السائل : فضيلة الوالد -حفظك الله- يقول السائل : ما تفسير الوجه في قوله تعالى : (( كل شيء هالك إلا وجهه )) فهل يعني في هذه الآية المجاز أرجو التوضيح وجزاك الله خيراً ؟
الشيخ : أيضاً هذه من الآيات التي يطلقون عليها المجاز ولا مجاز هنا ، لأن المقصود كما هو اصطلاح القرآن الكريم في بعض الآيات أن المقصود هنا ذات الله تبارك وتعالى ، ولو كان الأمر متعلقاً ببشر لقلنا إنه من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل لكن لا يوصف ربنا بأنه له أجزاء ، ولكن هذا التعبير معروف في اللغة العربية ، الله تبارك وتعالى يقول : (( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إنَّ قرآن الفجر كان مشهوداً )) فقوله تبارك وتعالى : (( وقرآن الفجر )) يعني صلاة الفجر ، ولا مجاز هنا ، لأن هذا هو الأسلوب القرآني الذي يدل عليه السياق أو السباق بالمعنى الأدق حيث قال في أول الآية : (( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن )) أي : أقم القرآن (( وقرآن الفجر )) فالقرآن المقصود هنا إنما هي صلاة الفجر ، لذلك قال : (( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً )) لو رجعنا إلى الأحاديث الصحيحة لوجدنا أنه يعني صلاة الفجر تشهدها الملائكة ، فإذاً هذا تسميته مجاز كما سبق ذكره في الإجابة عن سؤال سابق اصطلاحٌ من بعضهم ، ولكن الحقيقة أن هذا هو الحقيقة ، وهذا منه كثير وكثير جدّاً من إطلاق الجزء وإرادة الكل ، قال تعالى : (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) أيضاً المقصود هنا فاقرؤوا أي : فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل ، هذا هو معنى هذه الآية ، فليس المقصود بها اقرأ في صلاة الليل ما تيسر لك من القرآن وإنما صلّ ما تيسر لك من قيام الليل ربعه ثلثه نصفه كما جاء في الآيات المتقدمة على هذه الآية ، كذلك مثلاً قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( الحج عرفة ) لا يفهم العربي أنّ المسلم إذا لم يأت بأي شيء من أركان الحج سوى أنه وقف على عرفة وخلاص انتهى كل شيء لا طاف طواف القدوم ولا سعى ولا طاف طواف الإفاضة ، وإنما وقف على عرفة ، من يفهم هذا الفهم ؟
الأعجمي ، وأما العربي يقول : ( الحج عرفة ) أي : أعظم أركان الحج عرفة هذا الأسلوب هو المعروف عند العرب بعضهم يسميه مجازاً ، لا مشاحة في الاصطلاح ، لكن لا أحد يفهم أنه الحج كل الحج هو الوقوف في عرفة ، فالمهم في الموضوع أن الآية : (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) لا يعني يبقى وجهه دون ذاته تبارك وتعالى ، وإنما يبقى ذاته تبارك وتعالى بكامل صفاته .
الشيخ : أيضاً هذه من الآيات التي يطلقون عليها المجاز ولا مجاز هنا ، لأن المقصود كما هو اصطلاح القرآن الكريم في بعض الآيات أن المقصود هنا ذات الله تبارك وتعالى ، ولو كان الأمر متعلقاً ببشر لقلنا إنه من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل لكن لا يوصف ربنا بأنه له أجزاء ، ولكن هذا التعبير معروف في اللغة العربية ، الله تبارك وتعالى يقول : (( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إنَّ قرآن الفجر كان مشهوداً )) فقوله تبارك وتعالى : (( وقرآن الفجر )) يعني صلاة الفجر ، ولا مجاز هنا ، لأن هذا هو الأسلوب القرآني الذي يدل عليه السياق أو السباق بالمعنى الأدق حيث قال في أول الآية : (( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن )) أي : أقم القرآن (( وقرآن الفجر )) فالقرآن المقصود هنا إنما هي صلاة الفجر ، لذلك قال : (( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً )) لو رجعنا إلى الأحاديث الصحيحة لوجدنا أنه يعني صلاة الفجر تشهدها الملائكة ، فإذاً هذا تسميته مجاز كما سبق ذكره في الإجابة عن سؤال سابق اصطلاحٌ من بعضهم ، ولكن الحقيقة أن هذا هو الحقيقة ، وهذا منه كثير وكثير جدّاً من إطلاق الجزء وإرادة الكل ، قال تعالى : (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) أيضاً المقصود هنا فاقرؤوا أي : فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل ، هذا هو معنى هذه الآية ، فليس المقصود بها اقرأ في صلاة الليل ما تيسر لك من القرآن وإنما صلّ ما تيسر لك من قيام الليل ربعه ثلثه نصفه كما جاء في الآيات المتقدمة على هذه الآية ، كذلك مثلاً قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( الحج عرفة ) لا يفهم العربي أنّ المسلم إذا لم يأت بأي شيء من أركان الحج سوى أنه وقف على عرفة وخلاص انتهى كل شيء لا طاف طواف القدوم ولا سعى ولا طاف طواف الإفاضة ، وإنما وقف على عرفة ، من يفهم هذا الفهم ؟
الأعجمي ، وأما العربي يقول : ( الحج عرفة ) أي : أعظم أركان الحج عرفة هذا الأسلوب هو المعروف عند العرب بعضهم يسميه مجازاً ، لا مشاحة في الاصطلاح ، لكن لا أحد يفهم أنه الحج كل الحج هو الوقوف في عرفة ، فالمهم في الموضوع أن الآية : (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) لا يعني يبقى وجهه دون ذاته تبارك وتعالى ، وإنما يبقى ذاته تبارك وتعالى بكامل صفاته .
هل يجوز القسم بالقرآن الكريم ؟
السائل : فضيلة الوالد -حفظكم الله- هل يجوز القسم بالقرآن علماً بأنه قد جاء في كتاب الله قوله تعالى : (( ق * والقرآن المجيد )) أرجو التوضيح وجزاكم الله خيراً ؟
الشيخ : لا شك في جواز الحلف بالقرآن الكريم على مذهب أهل السنة والجماعة ، لأن القرآن كلام الله تبارك وتعالى .
أما الذين يقولون كالمعتزلة وغيرهم ممن ينتسب إلى أهل السنة والجماعة كما أشرنا آنفاً فإن فيهم ممن ينتمي إلى الأشاعرة أو الماتريدية من لا يقول بأن كلام الله عز وجل هو صفة مِن صفاته .
فمن كان يعتقد اعتقاد أهل الحديث واعتقاد السلف أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق فإذا حلف بكلام الله فإنما حلف بصفة من صفات الله القديمة كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أن بعض الذين يخرجون أو يخرجهم الله عز وجل من النار في حديث طويل لا أستحضره الآن يحلف ويقول : ( بعزتك يا رب العالمين ) ، وأقرب من هذا مثالاً ما هو مذكور عن الإمام أحمد أنه كان يستدل على أنه لا يجوز الاستعاذة بمخلوق لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : ( أعوذ بكلمات الله التامَّة ) ، ولما كانت كلمات الله التامَّة صفة من صفاته جاز الاستعاذة بها وبالتالي جاز الحلف بها ولم يجز الحلف بغير ذلك من المخلوقات.
فإذن هذا دليلٌ واضحٌ على أن كلام الله ليس مخلوقاً كما يقول المعتزلة ومن شايعهم في اعتقادهم فيجوز للمسلم أن يحلف بالقرآن الكريم ، ولكن هنا دقيقة يجب الانتباه لها :
القرآن الكريم كما ذكرنا آنفاً هو صفة من صفات الله عز وجل ، لأنه كلامه .
لكن المصحف الذي هو مِن جلد ومن ورق وفيه القرآن مسجَّل هذا المصحف لا يجوز الحلف به إلا بتأويل بعيد : أن الحالف بالمصحف إنما يعني كلام الله الذي فيه ، فالأولى أن يحلف المسلم بالقرآن ولا يحلف بالمصحف لأن المصحف فيه شيء مخلوق ، وحينئذ حلفه بالمصحف معناه الحلف بكلام الله من جهة وبشيء من خلق الله من جهة أخرى ، فينبغي أن نلاحظ هذا فإذا حلف الحالف منَّا فليحلف بكلام الله وليس بالمصحف لأن المصحف مخلوق كجلد وورق وإلى آخره ، ولولا أن فيه كلامَ الله عز وجل لم يكن له أيُّ قيمة إلا كقيمة أي ورق يكتب عليه ويستفاد منه ، فهذا الفرق لابد من ملاحظته ، -أما الحلف باختصار- أما الحلف بكلام الله عز وجل فهو حلف مشروع ومن حنث فيه فعليه الكفارة كما لو قال : والله وبالله ونحو ذلك .
السائل : يعني لو قال يا شيخ : وكلام الله وآيات الله الصيغة هذه ؟
الشيخ : هو هو يجوز .
الشيخ : لا شك في جواز الحلف بالقرآن الكريم على مذهب أهل السنة والجماعة ، لأن القرآن كلام الله تبارك وتعالى .
أما الذين يقولون كالمعتزلة وغيرهم ممن ينتسب إلى أهل السنة والجماعة كما أشرنا آنفاً فإن فيهم ممن ينتمي إلى الأشاعرة أو الماتريدية من لا يقول بأن كلام الله عز وجل هو صفة مِن صفاته .
فمن كان يعتقد اعتقاد أهل الحديث واعتقاد السلف أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق فإذا حلف بكلام الله فإنما حلف بصفة من صفات الله القديمة كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أن بعض الذين يخرجون أو يخرجهم الله عز وجل من النار في حديث طويل لا أستحضره الآن يحلف ويقول : ( بعزتك يا رب العالمين ) ، وأقرب من هذا مثالاً ما هو مذكور عن الإمام أحمد أنه كان يستدل على أنه لا يجوز الاستعاذة بمخلوق لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : ( أعوذ بكلمات الله التامَّة ) ، ولما كانت كلمات الله التامَّة صفة من صفاته جاز الاستعاذة بها وبالتالي جاز الحلف بها ولم يجز الحلف بغير ذلك من المخلوقات.
فإذن هذا دليلٌ واضحٌ على أن كلام الله ليس مخلوقاً كما يقول المعتزلة ومن شايعهم في اعتقادهم فيجوز للمسلم أن يحلف بالقرآن الكريم ، ولكن هنا دقيقة يجب الانتباه لها :
القرآن الكريم كما ذكرنا آنفاً هو صفة من صفات الله عز وجل ، لأنه كلامه .
لكن المصحف الذي هو مِن جلد ومن ورق وفيه القرآن مسجَّل هذا المصحف لا يجوز الحلف به إلا بتأويل بعيد : أن الحالف بالمصحف إنما يعني كلام الله الذي فيه ، فالأولى أن يحلف المسلم بالقرآن ولا يحلف بالمصحف لأن المصحف فيه شيء مخلوق ، وحينئذ حلفه بالمصحف معناه الحلف بكلام الله من جهة وبشيء من خلق الله من جهة أخرى ، فينبغي أن نلاحظ هذا فإذا حلف الحالف منَّا فليحلف بكلام الله وليس بالمصحف لأن المصحف مخلوق كجلد وورق وإلى آخره ، ولولا أن فيه كلامَ الله عز وجل لم يكن له أيُّ قيمة إلا كقيمة أي ورق يكتب عليه ويستفاد منه ، فهذا الفرق لابد من ملاحظته ، -أما الحلف باختصار- أما الحلف بكلام الله عز وجل فهو حلف مشروع ومن حنث فيه فعليه الكفارة كما لو قال : والله وبالله ونحو ذلك .
السائل : يعني لو قال يا شيخ : وكلام الله وآيات الله الصيغة هذه ؟
الشيخ : هو هو يجوز .
ما صحة حديث : ( إذا رأيتم الراية السوداء ترفع في بلاد العجم فازحفوا عليها ولو على الثلج ) ؟
السائل : فضيلة الشيخ -حفظكم الله- جاء في الحديث : ( إذا رأيتم الراية السوداء ترفع في بلاد العجم فازحفوا عليها ولو على الثلج ) ماهي مرتبة هذا الحديث إن كان حديثاً ، أرجو التوضيح وجزاكم الله خيراً ؟
الشيخ : هو حديث مروي في بعض السنن وفي * مستدرك الحاكم * لكن فيه علة قد لا يتنبه لها بعض الناس وهي : أنه من رواية أبي قلابة عن ثوبان فيما أذكر ، وأبو قلابة قد رُمي بشيء من التدليس ، ففي الحديث هذه العلة من حيث الإسناد ، ثم فيه نكارة من حيث لفظه فإن فيه : ( فأتوها ولو حبوا فإنه خليفة الله المهدي ) : لا يصح أن يقول المسلم الواعي المؤمن بعظمة الله تبارك وتعالى وأنه لا يليق أن يقال بأن لله خليفة ، ما هذا الإنسان الذي يصلح أن يكون خليفة لله ؟!
أنا أضرب مثلاً على هذا القول الذي شاع استعماله اليوم من بعض الكتاب الإسلاميين وأدبائهم حينما يريدون أن يتحدثوا عن تفضيل الله لهذا الإنسان الذي جعله من خير مخلوقاته ، يقولون : بأنه جعله خليفته في الأرض ، ما مثل هذا القول لو كانوا ينتبهون لأن النسبة بين الخالق وبين هذا المخلوق الذي جعلوه خليفة لله في الأرض أبعد ما يمكن أن يُتصور مستحيل من المثال التالي :
كأن يقال : أنّ الملك الفلاني خلفه من بعده خادمه ، خادمه الذي لا يعلم شيئاً ، ولا يحسن إدارة الملك ، أليس في هذا التعبير تحقير لهذا الملك الذي أُخبر عنه أنه أخلف من بعده خادمه ألم يجد من يخلفه من بعده من هو قريب منه ، لا شك أنّ هذا مثال يقرّب البعد الشاسع بين الخالق في كماله وعظمته وبين هذا المخلوق مهما كان عظيماً فلا يصلح أن يكون خليفة لله عز وجل إذا لوحظ هذا كان واضحاً جدّاً أن هذا الحديث المروي في المهدي فيه هذه الجملة المنكرة : ( فإنه خليفة الله في أرضه ) لا يصلح لأحد أن يكون خليفة الله في الأرض .
الشيخ : هو حديث مروي في بعض السنن وفي * مستدرك الحاكم * لكن فيه علة قد لا يتنبه لها بعض الناس وهي : أنه من رواية أبي قلابة عن ثوبان فيما أذكر ، وأبو قلابة قد رُمي بشيء من التدليس ، ففي الحديث هذه العلة من حيث الإسناد ، ثم فيه نكارة من حيث لفظه فإن فيه : ( فأتوها ولو حبوا فإنه خليفة الله المهدي ) : لا يصح أن يقول المسلم الواعي المؤمن بعظمة الله تبارك وتعالى وأنه لا يليق أن يقال بأن لله خليفة ، ما هذا الإنسان الذي يصلح أن يكون خليفة لله ؟!
أنا أضرب مثلاً على هذا القول الذي شاع استعماله اليوم من بعض الكتاب الإسلاميين وأدبائهم حينما يريدون أن يتحدثوا عن تفضيل الله لهذا الإنسان الذي جعله من خير مخلوقاته ، يقولون : بأنه جعله خليفته في الأرض ، ما مثل هذا القول لو كانوا ينتبهون لأن النسبة بين الخالق وبين هذا المخلوق الذي جعلوه خليفة لله في الأرض أبعد ما يمكن أن يُتصور مستحيل من المثال التالي :
كأن يقال : أنّ الملك الفلاني خلفه من بعده خادمه ، خادمه الذي لا يعلم شيئاً ، ولا يحسن إدارة الملك ، أليس في هذا التعبير تحقير لهذا الملك الذي أُخبر عنه أنه أخلف من بعده خادمه ألم يجد من يخلفه من بعده من هو قريب منه ، لا شك أنّ هذا مثال يقرّب البعد الشاسع بين الخالق في كماله وعظمته وبين هذا المخلوق مهما كان عظيماً فلا يصلح أن يكون خليفة لله عز وجل إذا لوحظ هذا كان واضحاً جدّاً أن هذا الحديث المروي في المهدي فيه هذه الجملة المنكرة : ( فإنه خليفة الله في أرضه ) لا يصلح لأحد أن يكون خليفة الله في الأرض .
12 - ما صحة حديث : ( إذا رأيتم الراية السوداء ترفع في بلاد العجم فازحفوا عليها ولو على الثلج ) ؟ أستمع حفظ
توضيح معنى قوله تعالى: ( إني جاعلك في الأرض خليفة ) وبيان حكم قول: خليفة الله ؟
الشيخ : والآية التي تقول مخاطباً آدم : (( إني جاعلك في الأرض خليفة )) :
لا يعني ربنا عز وجل أنه يجعله خليفة عن نفسه تبارك وتعالى حاشا من ذلك ، وإنما جعله خليفة لقوم من الجن كانوا أكثروا الفساد في الأرض ، هذا ما يذكره علماء التفسير وما ذكره في هذه المسألة بخصوصها شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تبارك وتعالى- وهو يذكر شيئاً يحسُن ذكره الآن :
أن هذه الجملة إنما ابتدعها بعض غلاة الصوفية الذين يؤمنون بالحلول أو بالاتحاد ، أن لا شيء هناك خالق ومخلوق ، لا ، إنما هي وحدة ، فالإنسان خليفة الله في الأرض يمكن أن تُمشَّى هذه الجملة على مذهب القائلين بوحدة الوجود من غلاة الصوفية ، أما الذين يعظمون .
ضعيف من حديث السند ومنكرة من حيث المتن .
لا يعني ربنا عز وجل أنه يجعله خليفة عن نفسه تبارك وتعالى حاشا من ذلك ، وإنما جعله خليفة لقوم من الجن كانوا أكثروا الفساد في الأرض ، هذا ما يذكره علماء التفسير وما ذكره في هذه المسألة بخصوصها شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تبارك وتعالى- وهو يذكر شيئاً يحسُن ذكره الآن :
أن هذه الجملة إنما ابتدعها بعض غلاة الصوفية الذين يؤمنون بالحلول أو بالاتحاد ، أن لا شيء هناك خالق ومخلوق ، لا ، إنما هي وحدة ، فالإنسان خليفة الله في الأرض يمكن أن تُمشَّى هذه الجملة على مذهب القائلين بوحدة الوجود من غلاة الصوفية ، أما الذين يعظمون .
ضعيف من حديث السند ومنكرة من حيث المتن .
هل صح أحاديث في المهدي المنتظر ؟
الشيخ : لكن هذا لا يعني عدم وجود أحاديث في المهدي صحيحة ، فإن هناك أحاديث لا يصح لمسلم أن ينكرها من هذه الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا تنقضي الدنيا حتى يبعث الله رجلاً يوافق اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئت جوراً وظلماً ) هذا حديث من أحاديث كثيرة صحَّت عن المهدي عليه السلام لكن مقابل هذا بعض الأحاديث التي لا تصح وما سُئلنا عنه آنفاً هو مما لا يصح ، ولكن هنا تنبيه لابد منه وهو :
أنَّ إيمان المسلمين بمجيء المهدي يومًا ما لم يحدده ربنا عز وجل لا يعني أن يتواكل المسلمون وأن ينتظروا خروج المهدي حتى ينصروا على أعدائهم ، بل عليهم أن يأخذوا بوسائل النصر سواءٌ ما كان منها خُلُقاً أو كان مادةً فإن الله عز وجل ينصر عباده الذين يأخذون بأسباب النصر كما هو في الآية المعروفة : (( إن تنصروا الله ينصركم )) ، فلا ينبغي انتظار المهدي أو عيسى عليه الصلاة والسلام ، نزول عيسى عليه الصلاة والسلام ، فنزوله عقيدة سلفية أقوى من عقيدة المهدي ، فلا يجوز للمسلمين أن ينتظروا نزول هذا أو خروج ذاك ، بل عليهم أن يتخذوا أسباب النصر ، فإنهم حينئذٍ إن جاء المهدي أو نزل عيسى يجدون الأرض مُهيأة لنزول الغيث عليهم وينصرهم الله تبارك وتعالى على عدوهم ، هذا ما يمكن أن يقال تعليقاً على ذاك الحديث الذي لا يصح ، وعلى بعض الأحاديث الصحيحة في خروج المهدي ونزول عيسى عليه السلام.
أنَّ إيمان المسلمين بمجيء المهدي يومًا ما لم يحدده ربنا عز وجل لا يعني أن يتواكل المسلمون وأن ينتظروا خروج المهدي حتى ينصروا على أعدائهم ، بل عليهم أن يأخذوا بوسائل النصر سواءٌ ما كان منها خُلُقاً أو كان مادةً فإن الله عز وجل ينصر عباده الذين يأخذون بأسباب النصر كما هو في الآية المعروفة : (( إن تنصروا الله ينصركم )) ، فلا ينبغي انتظار المهدي أو عيسى عليه الصلاة والسلام ، نزول عيسى عليه الصلاة والسلام ، فنزوله عقيدة سلفية أقوى من عقيدة المهدي ، فلا يجوز للمسلمين أن ينتظروا نزول هذا أو خروج ذاك ، بل عليهم أن يتخذوا أسباب النصر ، فإنهم حينئذٍ إن جاء المهدي أو نزل عيسى يجدون الأرض مُهيأة لنزول الغيث عليهم وينصرهم الله تبارك وتعالى على عدوهم ، هذا ما يمكن أن يقال تعليقاً على ذاك الحديث الذي لا يصح ، وعلى بعض الأحاديث الصحيحة في خروج المهدي ونزول عيسى عليه السلام.
اضيفت في - 2021-08-29