ما حكم استبدال الذهب المستعمل بذهب جديد من محلات الذهب بفارق من المال ؟
السائل : فضيلة الوالد -حفظك الله- يقول السائل : ما حكم استبدال الذهب المستعمل بذهب جديد من محلات الذهب بفارق من المال ، وإذا حصل الاستبدال من شخص ما فما حكم الذهب الذي بحيازته الآن وجزاكم الله خيراً ؟
الشيخ : هذا حكمه معروف لا خلاف فيه بين علماء المسلمين ، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( الذهب بالذهب يدًا بيد مثلاً بمثل فإذا زاد أحدهما على الآخر فقد أربى ) أي : أكل أو أطعم الربا ، فكون الذهب قديم أو كون الذهب جديد فهو ذهب فلا يجوز المفاضلة بينهما إلا مثلاً بمثل ، وهذه مشكلة يقع فيها الصوَّاغون الذين يبيعون الذهب بالذهب متفاضلًا وهذه مشكلة في اعتقادي لا تُحل إلا بأن يكون هناك عملات ورِقية فضية لأنه في هذه الحالة إذا بيع جنس بجنس آخر مع التفاضل ويدًا بيد فلا بأس بذلك.
هل يعد سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن الراوي تعديلا وتوثيقا له وعلى أي أساس بنى العلماء الذين قالوا بهذه القاعدة ؟
الشيخ : الذي أشكل عليّ أني ظننتُ أنني أسأت سمعاً لأنه ذكر ابن حبان مع البخاري والظاهر أنه إما أن يكون سهواً من الكاتب سبقه قلمه أو فكره ، فأياً ما كان فالصواب أن يصحح السؤال !
السائل : ابن أبي حاتم الرازي.
الشيخ : البخاري وابن أبي حاتم الرازي ، إذن أنت الذي أخطأت ، يعني إذا كنت أنت ولا هو فالثمن واحد .
فالمعلوم عند أهل العلم أن الذي يسكت عن الراوي ليس هو ابن حبان صاحب الكتابين المشهورين * الثقات * و* الضعفاء والمجروحين * وإنما الذي يسكت إنما هو ابن أبي حاتم الرازي في كتابه المعروف بـــ * الجرح والتعديل * ، كذلك الإمام البخاري وهو قبل ابن أبي حاتم الرازي وأحفظ منه وأعلم منه فحينما يُذكر سكوت بعض العلماء عن الراوي بالحديث في ترجمته له إنما هما البخاري وابن أبي حاتم الرازي ، والجواب الآن : هل سكوتهما ، سكوت هذين الحافظين البخاري وابن أبي حاتم عن الراوي الذي يترجمه بكلماتٍ قصيراتٍ هل ذلك توثيقٌ أو تجريحٌ ؟
الجواب الذي يعرفه من مارس وقضى ليله ونهاره في تقليب هذين الكتابين يفهم بتجارب كثيرة جدًا جدًّا أن سكوتهما لا يعني توثيقاً ولا يعني تجريحاً ، ولذلك فالباحث أو طالب هذا العلم إذا وجد ترجمة في هذين الكتابين لم يصرّح أحدُهما بتوثيقٍ أو بتجريح فليبحث في الكتب الأخرى وبخاصةٍ الكتب الجامعة التي أُلفت من بعدهما كمثل كتاب * الكامل لابن عَدي * والكتب التي تلته ككتاب * الكمال لعبدالغني الأزدي * ثم * تهذيب الكمال * للحافظ المزي ، ثم *تهذيب تهذيب الكمال * للحافظ العسقلاني ونحو ذلك من هذه الكتب وهي كثيرة ، يراجع ترجمة هذا الذي سكت عنه البخاري ومثلها ابن أبي حاتم فإن وجد هناك ترجمة صريحة في التوثيق أو التجريح اعتمدها ، وإلا فسكوت هذين الحافظين لا يعني توثيقاً ولا تجريحاً ، أما البخاري فقد عُرف ذلك بمقابلة بعض كتبه الأخرى بهذا الكتاب الذي يُعرف بــــ * التاريخ الكبير * للإمام البخاري حيث جمع الألوف المؤلفة من تراجم رواة الحديث وهو يسكت كثيراً عن بعض رواته ، بينما له هناك كتاب آخر اسمه * التاريخ الصغير * وكلاهما مطبوعٌ ، فيجد الباحث بعض التراجم القليلة التي سكت عنها البخاري في الكتاب الأول * التاريخ الكبير * قد ضعف هذا المتَرجَم في * تاريخه الصغير * أو فيما ينقله أولئك العلماء الذين أشرتُ إلى بعض كتبهم آنفاً .
أما ابن أبي حاتم فقد رفع الإشكال بنفسه حيث نصَّ وصرّح في مقدمة كتابه * الجرح والتعديل * أن هناك رواة لم يذكر فيهم توثيقاً ولا تجريحاً وإنما كتبهم في كتابه حتى إذا تبين له فيهم توثيق أو تجريح ألحق ذلك بتراجمهم ، فهذا نص منه -رحمه الله- على أن سكوته عن بعض المترجمين في كتابه لا يعني توثيقاً ولا يعني تجريحاً .
ثم إن الباحث المتمكن في هذا العلم يرى على الغالب أن هؤلاء المترجَمين في الكتابين المسكوت عن حالهما في الغالب يكونون إما من مجهولي العين أو من مجهولي الحال ، هذا ما يناسب المقام من الجواب .
2 - هل يعد سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن الراوي تعديلا وتوثيقا له وعلى أي أساس بنى العلماء الذين قالوا بهذه القاعدة ؟ أستمع حفظ
هل يكشف الله تعالى عن ساقه للمؤمنين يوم القيامة كما جاء في بعض الأحاديث ؟
الشيخ : الحديث في ذلك في صحيح البخاري وقد اختلفت مواقف العلماء تجاهه ، والذي يترجح عندي الوقوف مع ظاهر الحديث ، لأنه صفة من صفات الله تعالى فيجب الإيمان بذلك دون تكييف ودون تعطيل كما هو موقف علماء السلف من كل صفات الله عز وجل كاليد والعين والسمع والاستواء ونحو ذلك .
ماذا ترجح من الأقوال في سماع الحسن البصري من سمرة ، وما درجة حديث سمرة ؟
الشيخ : لقد سمع الحسن من سمرة يقيناً ، ولكنه إلى جانب ذلك كان معروفاً بما يُسمى عند علماء الحديث بالتدليس ، وأرجو ألّا يسبق إلى ذهن أحدكم إذا ما طرق سمعه مثل هذه الكلمة يوصف بها بعض الأئمة وبعض الرجالات الكبار مِن السلف كالحسن البصري لا يفهمنَّ أحدٌ أن معنى ذلك الطعن في شخص هذا الذي وصف بالتدليس ذلك لأن شرح هذه الكلمة أن الحسن البصري الذي سمع سمرة بن جندب بعض أحاديثه منه ، ومنه حديث العقيقة الذي قال فيه الرسول عليه السلام : ( كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ) : هذا الحديث سمعه الحسن البصري من سمرة ، هذا الحسن التابعي الجليل قد روى أحاديث أخرى عن سمرة وغيره من الصحابة لم يسمعها منهم ، روايته لبعض الأحاديث عن سمرة وغيره يسمى تدليساً هذا عرف واصطلاح بين علماء الحديث ، ولا يعني اتهام هذا الراوي وهو الحسن البصري بشيء من الكذب ، كل ما في الأمر أنه روى شيئاً عمن كان من عادته أن يسمع منه بعض الأحاديث لكن شيئاً من الأحاديث التي رواها عنه لم يسمعها منه ، فإذا جاء الحديث -في علم المصطلح- إذا جاء الحديث عن الحسن البصري فيه التصريح بسماعه من سمرة أو من غيره من أصحاب النبي فحديثه صحيح غايةً ، أما إذا جاء الحديث عنه بالعنعنة أو ما شابهها كأن يقول : عن سمرة أو يقول : قال سمرة ، حين ذلك توقف عن هذا الحديث وعن الاحتجاج به ، لأنه لم يصرّح بسماعه في هذا الحديث فيعود روايته عن رجل بينه وبين هذا الصحابي لم يُسمه فهو أشبه برواية الثقة عن رجل مجهول ولو سُمي ، فكيف يكون حال روايته عمن لم يسم ، هذا هو الجواب عن هذه المسألة.
ما صحة حديث الحسن عن سمرة في نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة ؟
الشيخ : نعم، هذا سؤال آخر ولكن أريد أن أقول له هذا : أن قولك ما كمل فخطأ ، لأن الحديث الذي ذكرتَه لم يذكر في السؤال ، فالصحيح أن يقال هذا سؤال ثانٍ ولا بأس منه .
فالحديث المذكور هو إذا وقفنا عند رواية الحسن عن سمرة فقد عُرف آنفاً أنه إن لم يصرح بالتحديث فهو يتوقف عن قبوله ، لكن هذا الحديث قد جاء له شاهد من حديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- فبه ارتقى الحديث إلى مرتبة الصحة ووجب العمل به .
5 - ما صحة حديث الحسن عن سمرة في نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة ؟ أستمع حفظ
ما هو المنهج الصحيح في الدعوة السلفية خاصة في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن وقل فيه العلم ؟
الشيخ : أما الدعوة فلا ينهض بها إلا أولوا العلم القائمين بالقِسط ، أمَّا ما شاع في هذا الزمان أن كثيراً من الناس الذين لم يُؤتوا من العلم إلا نصيباً لا يكاد يذكر يسمون أنفسهم بالدعاة إلى الله فهذا في اعتقادي وربما تستغربون لكن أنا أتحمل مسؤوليةَ ما أقول : من بدع العصر الحاضر ، من بدع العصر الحاضر أن يشاع الآن بين الناس أن هناك ألوفاً من الدعاة وليسوا على علم لا بالكتاب ولا بالسنة ولا بآثار السلف بل ولا بالمذاهب القائمة التقليدية اليوم ، وإنما يعرفون بعض الأحكام البسيطة وربما بعض الآيات وبعض الأحاديث التي يمكن أن يُلقيها أقلُّ الناس علماً ثم ينصبون أنفسهم دعاةً ، فإذا سُئلوا عن مسألة ما حاروا ولم يستطيعوا الجواب وقد يجيبون على جهل بالغ وهذا من آفة العصر الحاضر ، وليس الأمر يقف عند هؤلاء الشبيبة النابتة ، بل قد نجد رجالاتٍ كبارًا لم يؤتوا ذلك الحظ الوافر من العلم مع ذلك قد اشتهروا بأنهم دعاة إلى ماذا ؟!
إلى الإسلام ، وهم يحاربون الإسلام بمحاربة السنة التي لا يمكن للمسلم أن يفهم كتاب الله إلا من طريق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فكيف يكون داعيةً للإسلام مَن يجهل السنة عِلماً ثم من يحاربها في بعض جوانبها على الأقل عقيدةً ، هذا لا يصلح أن يكون داعية إلى الإسلام إلا كنحو ما أشرت لكم آنفاً وأرجو أن تقفوا عند لفظي حتى لا يُساء نقل كلامي : إلا كنحو -ما أقول كمثل- ما ذكرت آنفاً عن القاديانيين فإنهم أنشط الفرق الإسلامية في الدعوة إلى الإسلام ، لكن هذه الدعوة ليست إلى الإسلام وإنما إلى إسلامهم هم الذي أخرجهم عن دائرة الإسلام المتوارث خَلَفاً عن سلف ، كذلك يوجد اليوم بعض الدعاة لم يؤتوا حظاً وافراً وعلماً كثيراً بالسنة التي على ضوئها يمكن تفسير القرآن الكريم تفسيراً صحيحاً ، فماذا يقول الإنسان في مثل هؤلاء ، بل ماذا نقول في النابتة العصرية التي لا يكاد أحدهم يتخرج من المدرسة في الثانوية فضلاً أن يأخذ شهادة أعلى من تلك حتى شهادة دكتوراه وحتى في الشريعة ، فإنهم لم يتعلموا بعد كثيراً مِن أحكام الشريعة ، ماذا نقول في هؤلاء وقد نصبوا أنفسهم للدعوة إلى الإسلام وقد قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعاً من صدور العلماء ، ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبقِ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسُئِلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأَضلُّوا ) : أنا أعرف بعض المفتين في بعض البلاد الإسلامية العربية وليس البلاد الأعجمية سُئل عن الخادمات الأجنبيات التي يُؤتى بها إلى بعض البلاد الإسلامية كخدم ، هل يجوز لهذه النساء الكافرات الخادمات أن تتكشَّف سيدة الدار المسلمة أمامها ، أم يجب أن تحتجب أمامها كما تحتجب عن الرجال الأجانب كما هو صريح القرآن في قوله تبارك وتعالى : (( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن )) إلى أن قال تعالى في آخر الآية : (( أو نسائهن )) أو نسائهن المسلمات ، فهن اللاتي يجوز للمرأة المسلمة أن تظهر برأسها وبذراعيها وقدميها والقسم الأدنى مِن ساقيها ، أما غير ذلك كما تعيش حاسرة كاشفة عن صدرها كاشفة عن عضدها لأنها تأخذ حريتها في عُقر دارها لكن عندها كافرة ، خادمة كافرة ، تدرون ماذا أجاب ؟!
أجاب بأنه يجوز قياساً على الإماء أي : العبيدات اللاتي كن يؤخذن بطريق شرعية فتكون هي سيدتها ، ونحن نعلم من السنة أنَّ غلام المرأة وهو ذكر يجوز له أن يرى منها ما يجوز للمحرم منها أن يرى منها ، فقد جاء في سنن أبي داود : ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل يوماً على فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومعه عبد لها وهي مضطجعة ، فلما رأت الرسول عليه السلام ومعه عبدها حاولت أن تتستر وأن تتسجى بغطائها ، فقال لها عليه الصلاة والسلام : لا بأس عليكِ إنما هو أبوك وغلامك ) ، فبالأولى والأحرى إذا كانت امرأة ، فقاس هذه الخادمة الكافرة التي ليست عبدة مملوكة على العبدة المملوكة ، ألا يصدق على مثل هذا قوله عليه السلام الآنف الذكر : ( اتخذ الناس رؤوساً جُهالًا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأَضلوا ) هذا وله منصب كبير ، فماذا نقول عن الناشئة الحديثة التي تنصب نفسها للدعوة زعموا إلى الإسلام وهم لا يعلمون من الإسلام إلا شيئاً قليلاً ؟!!
6 - ما هو المنهج الصحيح في الدعوة السلفية خاصة في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن وقل فيه العلم ؟ أستمع حفظ
مثال يوضح حال أكثر الدعاة اليوم .
" يزعمون أن رجلاً أعجمياً متحمسًا للإسلام وعامي ، ليس عالماً ولا طالب علم لقي رجلاً من اليهود في الطريق ، فأخرج السكين أو المدية وجاء إليه وقال : وَلَكْ أسلم وإلا قتلتك ، قال دخلك ماذا أقول ؟ قال : والله لا أدري "، هذا مبلغه مسكين هو يدعوه إلى الإسلام ويهدده بالقتل لكن لا يحسن أن يقول قل : لا إله إلا الله ، هذا مثال تقريبي وليس تحديدي.
المهم أن الدعوة إلى الله يجب أن تكون قبل كل شيء على علم (( ومن أحسن قولًا ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين )) : إذا لم يكن عاملاً عالماً فسوف لا يكون عاملاً صالحاً وفاقد الشيء كما يقال قديماً لا يعطيه ، فالذي ينبغي أن يكون داعية يجب أن يكون عالماً ، ثم لا يكفي هذا يجب أن يكون عالماً بالكتاب والسنة ليس عالماً ببعض الآراء الفقهية المتأخرة فيقع في مثل ذاك القياس الذي سمعتموه آنفاً قاس الخادمة الكافرة الحرة على العبدة الكافرة وشتان ما بينهما هذا أولاً : أن يكون عالماً .
ثانياً : أن يكون عالماً بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح .
وأخيراً : أن يكون عاملاً بعلمه ، فإن الدعوة إلى الله تبارك وتعالى ولو كانت صحيحة مئة بالمئة إذا لم تكن مقرونة بعمل هذا الداعية فلا تؤثر تأثيراً مطلوب لجماهير الناس ، لأن الناس يهتمون بالاقتداء بأهل العلم والفضل بأعمالهم أكثر مِن أقوالهم ، هذا ما يتعلق بطريق الدعوة إلى الله.
ما الفرق بين التنظيم والترتيب والتوجيه الجائز وبين التكتيل ؟
فالتنظيم له صورتان ، لا شك أن أيَّ عمل يراد الاستفادة منه فلابد من تنظيم له ، كالدروس التي قد تلقى مثلاً في بعض المدارس أو في بعض الجامعات فهي تنظيمٌ، لأنه إن لم يفعل ذلك صار أمر التعليم فوضى ولا مانع من هذا التنظيم على الطريقة الموجودة اليوم في العصر الحاضر ، كما كان نحو ذلك قديماً حيث كانت توجد الحلقات العلمية في كل المساجد التي كانت في البلاد ، وأنا شخصياً أدركتُ أكبر مسجد في سوريا وهو المعروف بــــ *المسجد الأُموي* مسجد بني أمية ، أدركت فيه حلقات متعددة صباحاً ومساءً ، هذا يدرس في التفسير وهذا يدرس في الفقه الحنفي وذاك في الفقه الشافعي وإن كان لم يكن هناك إلا درس واحد في الأسبوع في الحديث النبوي ، وهكذا ، أما اليوم فقد أصبحت المساجد قاعاً صفصفاً .
في الحديث الذي رواه مسلم من رواية سعد بن أبي وقاص : ( إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطُوبى للغرباء ) جاء في رواية أخرى قال الرسول عليه السلام في أحدها جواباً عن سؤال منهم الغرباء ؟ قال عليه الصلاة والسلام : ( هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) ، وقال في الرواية الأخرى جواباً عن مثل ذاك السؤال : ( هم الذين ) عفوًا هذه الرواية سبقت : ( هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) .
الرواية الأخرى قال عليه الصلاة والسلام : ( هم الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) ، ( هم الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) : هؤلاء في هذا الزمان هم الغرباء حقاً ، لماذا ؟!
لأنهم يعيشون بين ناس مسلمين هم مثلهم ولكنهم متَّبعين ألوفَ البدع حتى بعض الناس الصالحين والذين يسرهم أن يتعرفوا على السنن الصحيحة ولكنهم لا يجدون بين ظهرانَيهم من يرشدهم ومن يعلمهم ويدلهم على سنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
الشاهد أن مثل ذاك التنظيم لتعليم الناس وتوجيههم إلى العلم الصحيح هذا أمر لا يحتاج إلى توضيح كثير.
أما التنظيم بمعنى تكتيل الناس على تجمعات وتكتلات وحزبيات يعادي بعضهم بعضاً ويبغض بعضهم بعضاً فيزدادون فرقةً واختلافاً فهذا تنظيمٌ أولى أن يسمى مكان التنظيم بـــــ التحطيم ، هذا تنظيم لا يجوز أن يكون اليوم من سعي المسلمين لأنه يؤدي أن يزدادوا فرقة على فرقتهم ، وتفرقاً زيادة على تفرقهم ، والله عز وجل يقول : (( ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزبٍ بما لديهم فرحون )) .
لعل في إطفاء هذه الأنوار إيذانا أو بلسان الحال يقول : حسبك أو حسبكم فماذا ترون ؟
إذا كان هناك رجال ثقات فهل لهم أن ينصبوا أنفسهم دعاة ؟
الشيخ : وهو ؟
السائل : هل ... قولاً وعملاً الرجال الثقات والعلماء المتبعين للسلف فهل تكون ... ؟
الشيخ : قلت أولاً : إذا كانوا علماء ، أما إذا كانوا بالتعبير السوري : " في الرقراق " أي : في الضحضاح فما ينبغي ، عليهم أن يجبروا أنفسهم لطلب العلم.
السائل : ...
الشيخ : وإيش معنى كلامي ؟
السائل : بسألك هل هؤلاء علماء ؟
الشيخ : أنا بكرر لك يا أخي إذا كانوا مبتدئين في العلم فما ينبغي لهم أن ينصبوا أنفسهم دعاة ، وعليهم أن يكملوا ما استطاعوا من العلم من تحصيل العلم وذلك بأن يتدارسوا العلم جماعات جماعات ، لا أن ينصبوا أنفسهم دعاة ، لأنهم بعد ما تأهلوا لهذا المقام ولهذا المنصب ، لكني أنا أضطر أن أقول الآن كلمة :
أن أهل العلم إذا لم يقوموا بواجبهم قام غير أهل العلم بهذا الواجب وهذا مشكلة العصر الحاضر ، وهذا بلاء وفتنة وابتلاء من الله عز وجل للعلماء الذين يقصرون فلا يقومون بواجب الدعوة وعليهم المسؤولية تقع ، فحينما يجد الشباب أن لا أحد في هذا الميدان يقوم بهذا الواجب فينتصب للقيام به من ليس أهلاً للقيام بهذا الواجب ، والأمر ليس هذا كلام ، ليس أن يقوم بالواجب من ليس أهلاً له ولا أن يسكت من كان أهلاً للقيام به عن القيام بهذا الواجب .
إذا كان رجال ثقات فهل لهم أن ينصبوا أنفسهم دعاة للخطابة والوعظ دون الفتوى ؟
الشيخ : طيب خلاص ؟
الجواب : إذا انحصر الأمر من هؤلاء بمثل ما ذكرت فهذا كما يقال : " أمر لا يختلف فيه اثنان ، ولا ينتطح فيه عنزان " ، ولكنني اسألك الآن :
هل يقف عمل هؤلاء فقط عند ما أشرت أنت إليه أم يتعدون هذا المجال فإذا ما سئلوا أفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ؟
فإن كان الأمر وقف عندما قلت ، فأنا مع ما قلتَ ، وإن تعدى الأمر إلى ما قلت أنا من الواقع فينبغي أن تكون أنت معي فيما قلت ، جزاك الله خير.
السائل : حفظك الله ...
الشيخ : عفواً يبدو أن فصل النور آنفاً كان في محله ، لم ؟!
لأني أرى أن الملل تسرب إليكم من ثباتكم السابق وأدبكم مع العلم ، فتسرب إليكم شيء من الملل ، ولذلك هذا يسأل من هنا وهذا يسأل من هنا لأجل أن يضيع علينا ربع الساعة التي قدمناها إليكم ، فإن شئتم أنا ما عندي مانع أنا عشت هذا العمر فأجتمع مع الناس وأحاضرهم ويسألونني وأجيبهم ويناقشونني وأناقشهم ، لكن تجربتي تدلني حينما يصبح الأمر سؤال من هنا وسؤال من هنا ، فالمعنى أن الفوضى ضربت أطنابها بين هؤلاء الناس ، فإن شئتم جرينا معكم وإن شئتم جريتم معي كما كنتم فما الذي تريدون؟
السائل : ههههههه
ما المقصود بالمعية في قوله تعالى: (( وهو معكم أين ما كنتم )) ؟ وهل المقصود بعا المعية الحقيقية ؟
الشيخ : هذه معية علمية كما يدل على ذلك سياق الآية الكريمة ، وأنا ربما ذهني القديم لا يساعدني على استحضار الآية بتمامها ، فالله عز وجل يقول : (( ما من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم )) وبعدين ؟
السائل : الآية الثانية.
الشيخ : طيب هات الآية.
السائل : (( هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء )) .
الشيخ : اسمعني فيها اسمعوا .
السائل : هذا قرآن ما هو!
الشيخ : نعم.
السائل : (( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير )) .
الشيخ : هذا هوَ فسياق الآية يدل أن الله معه بعلمه وبصير بأعماله ، فالمعية هنا هي معية علمية وليست معية ذاتية ، وهكذا فسر الحافظ ابن كثير وغيره هذه الآية الكريمة.
11 - ما المقصود بالمعية في قوله تعالى: (( وهو معكم أين ما كنتم )) ؟ وهل المقصود بعا المعية الحقيقية ؟ أستمع حفظ
بيان خطورة تأويل آيات الصفات، وأن المعنى الظاهر هو المعنى الحقيقي ولا يعد تأويلاً.
جوابنا على ذلك أن نقول كما كنا سابقاً : أن هذا ليس تأويلًا كما أن تفسير (( واسأل القرية )) ليس تأويلًا بل هو المعنى الحقيقي من تمام هذه الآية كذلك هذه الآية وأمثالها التي فيها ذكر المعية فهي معية علمية يدل على ذلك السياق والسباق فهذا ليس تأويلًا ، وليس من قبيل إخراج الجملة عن معناها الحقيقي بل هذا المعنى هو المعنى الحقيقي ، ويضرب شيخ الإسلام ابن تيمية على مثل هذه الآية وآية : (( اسأل القرية )) ونحوها المثل العربي أو الجملة العربية القديمة وهي التي تقول : أن الواحد منهم كان يقول : " سرتُ والقمر " ، " سرتُ والشمس " إنما يعني أنه حينما سار كان القمر بنوره معه ولا يعني أن القمر بجانبه لذاته ، هكذا الأسلوب العربي يعطي هذا المعنى وهذا ليس تأويلًا ، لأنه لا أحد يفهم من هذا التعبير العربي " سرت والقمر " أي : القمر كان معه بذاته ، كذلك الآية السابقة : (( وهو معكم أين ما كنتم )) لا يعني معكم بذاته فالله تبارك وتعالى على العرش استوى (( تعرج الملائكة والروح إليه )).
بيان مذهب السلف في باب الأسماء والصفات وشرح أثر ابن المبارك في ذات الله عزوجل.
الله في كل مكان ، الله موجود في كل الوجود ، هذه عبارة نسمعها من العالم والمتعلم والجاهل لا فرق بينهم مع تفريق الله عز وجل في صريح القرآن الكريم بين العالم وغيره حيث قال : (( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) أما هؤلاء فقد استووا في إنكار هذه العقيدة الصحيحة التي سمعتموها آنفاً عن عبدالله بن المبارك : " الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته ، بائن من خلقه ، وهو معكم بعلمه " :
أما بذاته فهو فوق العرش تبارك وتعالى ، ماذا يقول الخلف ؟
هو في كل مكان ، الله في كل مكان ، الله موجود في كل الوجود ، كيف يعتقدون هذا وهم يعلمون أن الله كان ولا شيء معه كما في حديث عمران بن حصين الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه : ( كان ولا شيء معه ) أي : لا كون معه ، والله عز وجل يقول في صريح القرآن : (( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون )) فخلق الخلق في ست أيام كما هو مذكور في القرآن والسنة ، فقبل أن يخلق هل كان في مكان ؟!
حاشاه فهو الغني عن الزمان والمكان ، وحينما خلق المكان كيف يقول هؤلاء إن الله في كل مكان ، معنى ذلك أنهم جسموه ، في الوقت الذي يتهمون أهل السنة بالتجسيم على قاعدة من قال : " رمتني بدائها وانسلَّت " ، هم يعلمون أنَّ المكان كما ذكرتُ آنفاً كان عدماً ثم خلقه الله عز وجل ، ثم هذا المكان يختلف فهناك مكان خير ومكان شر ، وكما تعلمون من قوله صلى الله عليه وسلم لما سُئل عن خير البقاع وعن شر البقاع ، أجاب بقوله عليه الصلاة والسلام : ( خير البقاع المساجد ، وشر البقاع الأسواق ) : تُرى أليس المسجد مكاناً ، أليس السوق مكاناً ، أليس في السوق مراحيض ، أليس في بعض البلاد الكافرة مراحيض وأماكن زنا ونحو ذلك ، أليس هناك دهاليز ومجاري للقاذورات ؟!
هذه كلها أمكنة ، هل الله عز وجل في هذه الأماكن ؟!
تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا ، فلذلك فالعقيدة الصحيحة أن نفهم الآيات كلها على ما فسرها السلف الصالح ، لذلك نحن ندندن دائماً وأبداً : القرآن والسنة وعمل الصحابة والسلف الصالح ، فلا جرم أن إماماً من الأئمة الذين يتبعون السلف قال تلك الكلمة التي تكتب كما كانوا يقولون قديماً بماء الذهب قال -لا فض فوه- :
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه "
العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة :
ما وقف عند ما يقف الناس اليوم قال الله وقال رسول الله ، وذلك لما ذكرنا لكم آنفاً أن كلام الله وكلام رسول الله يتأوله الفِرَق الضالة بتآويل تحكم على هذه النصوص بالعدم ، وما العهد عنكم بالمثال السابق عن القاديانيين ببعيد كيف فسروا (( خاتم النبيين )) أي : زينة الأنبياء ، وهكذا الفرق القديمة الضالة والموجودة بعضها اليوم كلها تنهج هذا المنهج في تعطيل الآيات والأحاديث دون التفاف إلى ما كان عليه السلف ، لذلك أحسن ابن القيم -رحمه الله- حينما قال :
" العلمُ قال الله قال رســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــوله *** قال الصحابة ليس بالتمـــــــــــــــــــــــويهِ
ما العلمُ نَصبَكَ للخلاف ســـــفاهةً *** بين الرسولِ وبين رأي فقيـــــــــــــــــــــــــهِ
كلَا ولا جحدُ الصِّفاتِ ونفيُهـــــــــا *** حذرًا من التعطيل والتَّشبيـــــــــــــــــــــــــــــهِ "
هكذا يجب أن نفهم دعوة الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ، وهكذا يجب أن يقوم الدعاة إلى الله إذا كانوا علماء ، أما إذا كانوا بعد كما قلنا بالتعبير السوري : " كالرقراق " وربما لا تفهمون هذا الاصطلاح فأقول : من كان في الضحضاح يعني أول العلم في أول بحر العلم ، فما عليه أن ينصب نفسه داعية يدعو أمثاله كما قال أخونا سابقاً لينقذه من الضلال أن يشرب الخمر أن يسرق أن يزني إلى آخره ما في مانع ، أما أن يورثه ذلك وأن يظن بنفسه أنه داعية وبخاصة إذا ورّث وهذه مشكلة ، ورّث داعية وأُرسل إلى بلاد الكفر باسم داعية وهناك لا علماء فيضطر أن يفتي فيَضل ويُضل ففاقد الشيء إذاً لا يعطيه ، وبهذا القدر كفاية والحمدلله رب العالمين .
ما حكم صلاة من يقول أصراط الذين بدل ما يقول : (( اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين )) وما نصيحتكم لهم ؟
الشيخ : أعوذ بالله !
السائل : فهذا سمعته كثير من الناس وفي كل المحلات ، ونبهت عليه وما أدري هل أنا مخطئ ؟
الشيخ : لا ، أنت مصيب بارك الله فيك .
السائل : وأنا لا متعلم ولا عندي شيء من العلم .
الشيخ : أنت تسمع لهذا !
السائل : أنا هنا في موضع السؤال ، في هذه الآية التي هي أولها نكرة ومعرفة فيما بعدها ، فهم يقولون بدل ما يقولون : (( اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين )) يقولون : أصراط الذين ، فما أدري ما جوابك وتعليقك على الشيء ذا ؟
الشيخ : هذا الخطأ يعرض صاحبه لبطلان الصلاة ، ولكن عليهم أن يصححوا كلامهم وعباراتهم .
السائل : هذا الشيء الذي شاغلني طول الليل.
ونصحته وأخيراً جاهرني !
الشيخ : وقال ؟
السائل : فقال: أنا أصلي وأنتم تُبطلون عليَّ وأنا وأنا وأنا.
الشيخ : قول له: أنت بارك الله فيك !
السائل : قلت له. جزاك الله خير.
الشيخ : قل له : قال تعالى : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ))، اسأل العلماء قل له هكذا، لأنه هو قد يرى ينظر إليك أنك لست من أهل العلم، ولذلك فهو يستعلي عليك، لكن !
السائل : وهذا هو يمكن عين الصواب.
الشيخ : هو هذا بارك الله فيك.
السائل : لكن المسألة إنه أنا هذا ما قال يوم ولا يومين ولا سنة ولا سنتين ولكن في الآخر قال: على أساس أني أنا أصلي ولا أصلي لك، أنا ما أصلي لك، وأنا أصلي في مساجد ثانية وعمره ما صلى معي في مسجدي، فقلت له: يا ابني حتى إذا كنت تحسن خليني أحسن الظن بك، صل معي، ها.
الشيخ : إيه.
السائل : لكنه ما صلى معي وأخيرًا اختلفت أنا وإياه وقلت له: يا ابني شرطي الوحيد عليك إنك تطيع الله فإن لم تطيع الله فهذا بيتي يتعذرك، فهل أنا مخطئ بهذا الشيء ؟
الشيخ : أنت مخطئ في ناحية واحدة: أنك جعلت نفسك معه كِلمة أحله على العلماء.
السائل : طلبت منه الشيء هذا، وهو متعلم هو ما هو جاهل هو متعلم.
الشيخ : معليش متعلم، ذكره بالآية التي قلت لك آنفاً (( فاسألوا أهل الذكر )) : أهل العلم يعني الذين يحسنون قراءة القرآن ، وحينئذ سيؤيدونك أنت عليه وإن كان فيه خير سيستجيب لهم ، هو قد لا يستجيب لك لأنه يظن فيك أنك لست من أهل العلم ، ويقول لك : مين أنت أنا أفقه منك وأعلم منك و و إلى آخره ، لكن إذا أحلته إلى أهل العلم فحينئذ تكون قد أقمت الحجة عليه.
السائل : هو على كل حال ما هو عندي الآن.
الشيخ : ماهو إيش ؟
السائل : ماهو عندي الآن، لأنه أنا قلت له شرطي الوحيد لصلاتك في المسجد، قلت له: وإن كنت يعني كاذب فكذبك عليك وإنما خليني أحسن الظن فيك، صل معي وأنت كذبك بينك وبين نفسك، سمعت فإن كان هذا شيء صحيح فأنا رأيته والناس يشهدون على الشيء الذي يرونه بعيونهم.
الشيخ : إي نعم ، على كل حال إذا رأيته فأنصحك بأن تقول : (( اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) .
السائل : وثانيًا : إني أنا أقسمت إنه أنا ما أسلم عليه لأنه في ناس قالوا تعالوا سلم عليه وكذا قلت ما أسلم عليه إلا في المسجد ، في بيت الله وأشرط عليه شروط في الله بس ، ما أدري أنا هل أنا أخطأت في الأشياء هذه ؟
الشيخ : أنا أجبتك أين الخطأ وبس يعني هذا.
السائل : جزاك الله خير.
14 - ما حكم صلاة من يقول أصراط الذين بدل ما يقول : (( اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين )) وما نصيحتكم لهم ؟ أستمع حفظ
هل هذه الكتب: الأسئلة العشرة الكاملة لأبي الحسنات محمد بن عبد الحي اللكنوي و: قاعدة الجرح والتعديل لتاج الدين السبكي محررة ومعتمدة ؟
الشيخ : نعم ، أليست هي التي علّق عليها عبدالفتاح أبو غدة؟
السائل : بلى يا شيخ.
الشيخ : يُعرض عن التعليقات إلا ما ندر منها ويعتمد على ما في المتن الذي هو لأبي الحسنات اللَّكنوي ، فإن هذا الرجل الحقيقة أنه عالم فاضل من نوادر علماء الحنفية في الهند في زمانه ، وفي اعتقادي لولا أنه مات ولم يبلغ سن الشيخوخة لكان أفاد العالم الإسلامي أكثر ، ولكانت كتبه أنضج وأطيب ، هذا الكتاب أو هذه الكتب في علم المصطلح تدل على حافظته أولاً ودقة ملاحظاته ثانياً ، والتنبيهات التي ذكرها في فصول كتاب * الأجوبة * فهي مفيدة ومهمة جدًّا للمبتدئين في علم الحديث ومصطلحه .
15 - هل هذه الكتب: الأسئلة العشرة الكاملة لأبي الحسنات محمد بن عبد الحي اللكنوي و: قاعدة الجرح والتعديل لتاج الدين السبكي محررة ومعتمدة ؟ أستمع حفظ
كلام الشيخ حول كتاب اللكنوي في شرح موطأ الإمام مالك برواية محمد بن الحسن الشيباني والكتاب الأصل .
الإمام محمد بن حسن الشيباني -رحمه الله- لما روى هذا الموطأ عن الإمام مالك حذف آراءه وأقواله واعتماده على علماء المدينة ، وعكس ذلك فكان كلما ذكر حديثاً من طريق الإمام مالك ذكر مذهبه هو وقول إمامه أبي حنيفة ، ففي كثير مِن الأحاديث يقول : " وبه قال أبو حنيفة وعليه العامة من أصحابنا وبه نأخذ " .
وترى الشارح -الآن تذكرت اسمه بتمامه : * التعليق الممجد على موطأ الإمام محمد *- ترى أبا الحسنات هذا في كثير من تعليقاته على هذا الكتاب يخالف فيه ما عليه جماهير العلماء .
نعود إلى ما كنا فيه : فهذا أبو الحسنات اللَّكنوي حينما يتكلم عقب كل حديث من أحاديث موطئه وأكثرها مما رواه هو عن شيخه مالك مباشرة، وأحياناً قد يروي بعض الأحاديث التي يؤيد بها مذهبه أو مذهب إمامه من غير طريق الإمام مالك ، لكنه يظهر من كلامه بأنه قد بدأ ينجو من التعصب المذهبي الحنفي الذي يغلب على عامة علماء الهند والباكستان الذين هم من الأحناف ، فيُنصف في مناقشته لأدلة المذاهب ، ثم يصرِّح بما هو الأرجح عنده متابعةً منه للسنة .
16 - كلام الشيخ حول كتاب اللكنوي في شرح موطأ الإمام مالك برواية محمد بن الحسن الشيباني والكتاب الأصل . أستمع حفظ
من أمثلة متابعة أبي الحسنات اللكنوي في كتابه شرح الموطأ برواية الشيباني للسنة النبوية وترك التعصب المذهبي.
كذلك خالف مذهب الحنفية كلِّهم حينما رجَّح سُنية رفع اليدين أو لعل الأصح أن نقول : استحباب رفع اليدين عند الركوع والرفع منه ، فلعله ذهب إلى الرفع مع كل تكبيرة ولست بالذي أجزم بذلك الآن ، أما أنَه رجح الرفع عند الركوع والرفع منه وعند القيام من التشهد الأول إلى الركعة الثالثة فهذا تيقن أنه قال ذلك وخالف بذلك علماء الحنفية الذين يُصرِّحون بأن رفع اليدين في غير تكبيرة الإحرام مكروهٌ تحريماً ، وبنوا على هذا الحكم الشديد كما تسمعون قولهم بكراهة الصلاة وراء الشافعية ، لأنهم يرفعون أيديهم في هذه التكبيرات ، وقلت آنفاً : بأنهم قالوا باستحباب الرفع وليس بالسنية لأنه وقف موقفاً وسطاً بين الحنفية من جهة وبين الشافعية من أخرى للجمع بين الأحاديث المثبِتة كحديث ابن عمر وأبي حميد الساعدي ومالك بن حويرث وغيرهم ممن روى الرفع في تلك الأماكن الثلاثة : عند تكبيرة الإحرام ، وعند الركوع ، وعند رفع الرأس منه ، جمع بين هذه الأحاديث وبين حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- الذي روى عنه أبو داود وغيره أنه قال لبعض أصحابه : ( ألا أُصلي لكم صلاة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ثم رفع يديه عند تكبيرة الإحرام ولم يعد ) فهو أراد ألا يهدر هذا الحديث النافي فخرج بالنتيجة التالية : أن كلاً من الرفع والترك سنة ، والسنة إذاً أن يرفع أحيانًا ويترك أحيانًا استعمالًا للجانبين من الأحاديث الأحاديث المثبتة وحديث ابن مسعود النافي .
وهناك حديث آخر بمعنى حديث ابن مسعود أَلَا وهو حديث البراء بن عازب لكن هذا حديث البراء فيه رجل ضعيف أظنه -لأن العهد به قديم- الراوي له اسمه : يزيد بن أبي زياد الهاشمي الدمشقي .
الشاهد أن هذا الرجل لو طال عمُره لرأينا منه إنصافاً في المسائل الخلافية بين الحنفية وغيرهم أكثر مما ظهر بهذا الشرح ، لأنه شرح ليس بالكبير ، وهو : * التعليق الممجد على موطأ الإمام محمد * .
فهو في بعض المسائل التي أشرت بالسؤال عنها هو في الواقع يدل على أنه كان يجمع بين علم مصطلح الحديث وعلم الفقه الذي يُسمى اليوم بالفقه المقارن ، ولكن يجب أن نقول الحقيقة : أن أيّ إنسان عاش سنين طويلة يتعبد الله تبارك وتعالى بمذهب مِن المذاهب المتبعة فليس مِن السهل أبداً أن يتخلص من التقليد بطرة واحدة وإنما يتدرج في ذلك ، ولهذا فقد يوجد في تلك الوسائل شيء لا يمكن التسليم بصحته كالميل مثلا وأيده بطبيعة الحال في ذلك عبدالفتاح أبو غدة بالاعتداد لقول مَن وثّق أبا حنيفة وإهدار أقوال الأئمة الآخرين وهم جمهور العلماء من النقاد الذين ضعفوا أبا حنيفة على الأقل من جهة سوء حفظه ، فهو مال ونرجو أن يكون هذا الميل ليس هو من آثار التعصب لإمامه وإنما هو الذي تبين له فذهب إلى توثيق أبي حنيفة خلافاً للإمام أحمد والبخاري ومسلم وجماهير المحدثين ، فهذا ما يحضرني الآن جوابًا عن ذاك السؤال.
17 - من أمثلة متابعة أبي الحسنات اللكنوي في كتابه شرح الموطأ برواية الشيباني للسنة النبوية وترك التعصب المذهبي. أستمع حفظ
ما رأيكم في كتاب : قاعدة الجرح والتعديل لتاج الدين السبكي ؟
الشيخ : كيف؟
السائل : * قاعدة الجرح والتعديل * لتاج الدين السبكي.
الشيخ : إي.
السائل : إيش قاعدة الرسالة ؟
الشيخ : قاعدة إنه إيش ؟ في الجرح والتعديل ؟
السائل : إي.
الشيخ : بس هذا سؤالك ؟
السائل : إي.
سائل آخر : الكتاب.
السائل : كلها حققها عبد الفتاح أبو غدة.
الشيخ : آه ، أرجو أن تحدد السؤال لأني إذا وقفت عند هذا السؤال فقد أنحو في الجواب منحًا قد لا تريده ، فتستطيع أن توضح السؤال بالضبط لأنه أنا ما أستحضر الآن رأيه تفصيلياً ، لكن أعرف أنه يقول : إن بعض هؤلاء متشددون وبعضهم متوسطون وبعضهم متساهلون ، فعن أي باب تسأل فيما يتعلق بالجرح والتعديل ؟
السائل : أنا اسألك عن رأيك يا شيخ !
الشيخ : رأيي أنا ؟
السائل : رأيك في رسالة تاج الدين السبكي ؟
الشيخ : إي ، ذكرني بما فيها بصورة معينة ، ما هي النقطة ، لأنه أنا ماني حافظ الآن رسالة السبكي ، فهذا السؤال الواسع لا أستطيع أن أجيب عنه إلا بأن يحدد ، فإذا كان في ذهنك عدة نقاط مما جاء في رسالة السبكي فذكرني ببعضها إذا كنت بحاجة إلى أن تعرف رأيي فيها .
ما رأي فضيلتكم في كلام السبكي في الإمام الذهبي ؟ , وما التفصيل الصحيح في القاعدة التي تقول : " إن طعن المعاصر في معاصره لا يقبل " ؟
السائل : الحقيقة أنا ما قرأته ، قرأت بداية الرسالة فتوقفت عند النقطة هذه ، لما شفت الكلام عن الذهبي كثير فتوقفت عن القراءة ، قلت أسأل عنه قبل .
الشيخ : لا شك أن الإمام الذهبي يعني نادر وُجوده ودقة نقده للرجال وللأحاديث ، وقد كان بينه وبين السبكي مع أنه يعترف السبكيُ بفضل الذهبي وعلمه وو إلى آخره لكن في الأخير بيحط أن تعصبه لأهل الحديث كان يحمله على التشدد في الطعن على الأشاعرة ، وهذا ما لا نجده يعني حقاً في الذهبي -رحمه الله- ومن هنا جاءت تلك القاعدة القديمة التي تقول : " إن طعن المعاصر في معاصره لا يقبل " ، وهذا كلام وإن كنت أرى له وجاهة ولكن لا أقبله على إطلاقه ، لأن الناس كلَّهم ما نستطيع أن نتهمهم بأن المعاصرة تحملهم على أن يقولوا غير الحق فيمن يرونه قد خرج عن الجادة برأي أو برواية ، فلا شك أن مكانة الحافظ الذهبي عند العلماء والحفاظ الذين جاؤوا من بعده هي أرقى بكثير وأسمى من الإمام السبكي ، فإن السبكي -رحمه الله- كان يميل إلى الفقه أكثر من ميله إلى الحديث من جهة ، ثم كان لم يتأثر بمذهب أهل الحديث بل غلبت عليه الأشعرية ، ومن هنا وقعت المنافرة بينه وبين الذهبي فنسبه إلى التشدد في بعض أحكامه التي يصدرها في بعض العلماء إذا كانوا من الأشاعرة .