ما رأيكم في كتاب : قواعد في علوم الحديث أو كتب أحمد ظفر تهاناوي بشكل عام ؟
بالنسبة لمؤلفات أحمد ظفر تهاناوي ، الشيخ أحمد ظفر ... * قواعد في علوم الحديث * ، ما رأيكم في هذين الكتابين أو كتب أحمد ظفر تهاناوي بشكل عام ؟
الشيخ : أنا كنت كتبت كلمة حوله لما رددتُ على أبي غدة ، قلت : هذه القواعد ليست قواعد في أصول علم الحديث ، وإنما قواعد في أصول الحنفية في الحديث ، فلا يؤخذ منها قواعد حديثية وإنما يؤخذ مِن كتبه قواعد الحنفية في الحديث ، فلذلك فلا ينبغي لطالب العلم أن يقتنيَ مثل هذه الكتب لأنهم لم يلتزموا قواعد علماء الحديث بعامة وإنما حاولوا أن يطوروا كثيراً من القواعد التي هي عند علماء الحديث بحيث تتفق مع أصولهم الحنفية ، فهذا ما في نفسي الآن جواباً على هذا السؤال.
هل يقف المصلون عن يمين الإمام حتى يكتمل اليمين ثم اليسار أم يبدؤون باليمين ثم اليسار حتى يكتمل الصف ؟
إذا كان الإمام يريد أن يُسوي الصفوف ، فاتجه أغلب الناس إلى الجهة اليمين أخذاً بالحديث حول هذا الموضوع ، فهل يحق للإمام أن يقول لهم اتجهوا أو أكملوا الجهة اليسرى ؟
الشيخ : يعني : توسطوا الإمام .
السائل : نعم .
الشيخ : إي هذا الذي يبدو -والله أعلم- وإن كان ليس هناك حديث صحيح وصريح في ذلك ، ولكنه ممكن أن يُستنبط من بعض الأحاديث ، فمثلاً حديث جابر بن عبدالله الأنصاري -رضي الله عنه- : ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي مرة ، فجاء رجل من الصحابة اسمه : جبار ، فوقف عن يمينه عليه الصلاة والسلام ، ثم جاء جابر فوقف عن يساره ، فدفعهم النبي -صلى الله عليه وسلم- هكذا خلفه ) ، فإذا لاحظنا هذا الحديث أمكننا أن نفهم صحة ذلك الحديث من حيث معناه وإن كان ضعيفاً من حيث مبناه وهو قوله عليه الصلاة والسلام : ( وسِّطوا الإمام ) ، ولا شك حين ذاك أن معنى هذا الحديث إذا لاحظنا حديث جابر وجبار يبقى مفهوم هذا الحديث من حيث دلالته معمولاً به ، وقد جاء حديثٌ ضعيف الإسناد ذكره الحافظ المنذري في الترغيب : ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى ذات يوم أن الجانب الأيمن من الصف ) قد زاد -فذكر جملة لا أحفظها الآن مثل الترحم على من جاء ليصلي في الجانب الأيسر لتعديل الكفة- ، لكن الحقيقة أنه لا يوجد حديث صريح في هذا الأمر إلا ما يمكن استنباطه من حديث جابر.
السائل : أليس هناك حديث يقول ما معناه : إن الملائكة تصلي على ميامن الصفوف ؟
سائل آخر : ( إن الله وملائكته تصلي على ميامن الصفوف ) ؟
الشيخ : صحيح هذا الحديث فيه ضعفاً لكن هذا لا يعني إنه نخل في الموازنة بمعنى إنه يقف وراء الإمام شخص ثم يروح الصف كله يميناً وما يكون هناك على اليسار أحد ، وإنما فيه الحض على ترجيح الجهة اليمنى وهذا طبعاً بعض الأحاديث العامة قد تؤيد هذا المعنى ، لكن ينبغي أن نفهم منه ما أشرت آنفاً إلى حديث جابر وإلى ما يدل عليه من التوسط وراء الإمام ، فلا يكون يمين ولا يسار مبالغة ، أتصور النتيجة ينبغي أن تكون هكذا من دفع الرسول صلى الله عليه وسلم لهذين الرجلين خلفه ، فلو جاء شخص ثالث فوقف على اليمين إذا جاء الصف رجل رابع وقف على اليسار ، وحينئذ يكون الحل يمين يسار يمين يسار حتى يكمل الصف ، ويدل أيضاً على هذا جريان عمل المسلمين في جعل المحاريب في منتصف المساجد ، وإن كانت هذه المحاريب ليس لها أصل في السنة لكنها على كل حال هي تشعر أن المقام الذي كان الإمام يقف فيه للصلاة بالناس إنما هو في منتصف المسجد ، فإذا لوحظ أيضاً هذا المعنى فهمنا أنَّ القاعدة ينبغي أن تكون كما ذكرنا : يمين يسار يمين يسار حتى يكمل الصف من كل الجهتين.
2 - هل يقف المصلون عن يمين الإمام حتى يكتمل اليمين ثم اليسار أم يبدؤون باليمين ثم اليسار حتى يكتمل الصف ؟ أستمع حفظ
هل يصح الاستدلال بحديث: ( ليليني منكم أولوا الأحلام والنهى ) على الوقوف خلف الإمام مباشرة ؟
يذكر بعضهم يفرّعون على هذه يقولون : إن أفضل الأماكن في الصلاة خلف الإمام هو خلف الإمام مباشرة ثم بعد ذلك عن يمين الإمام ثم بعد ذلك عن شماله ، واستدلوا بأفضلية خلف الإمام مباشرة بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ليلني أولي الألباب منكم ) أو كما جاء في الحديث ؟
الشيخ : ( ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ) .
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، بس هذا لا يعني أن يأتي الرجل ويقف وراء الإمام مباشرة بعد أن رأينا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دفعهما سويةً ، ولو كان هذا هو المقصود لدفعهما منحرفين قليلًا إلى اليمين بحيث يأتي أحدهما خلف الرسول صلى الله عليه وسلم ، هذا من جهة ، من جهة أخرى قوله عليه السلام : ( ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ) لا يُعطي المعنى الدقيق في الوقوف وراء شخص الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه قد يكون هناك جماعة من أولو الأحلام والنهى المهم إن يكونوا خلفه عليه السلام ، أما أخذوا يميناً قليلاً أو يساراً الحديث لا يعطينا هذه ، لكن إذا نظرنا إلى حديث جابر آنفاً ممكن أن نقول إن الإمام يقف بين الرجلين أو الرجلان يكونان على جانبي الإمام يميناً ويساراً ممكن الصف عن اليمين واليسار كما ذكرنا آنفاً ، هذه المسألة كما قلت آنفاً ليس فيها نص صريح بحيث يعني يتخاصم ويتجادل الناس فيها فإنما من اقتنع بهذا فبها ، ومن كما قلت أنت آنفاً أنك أخذت من حديث ( ليليني منكم ) إنه الواحد يقف وراء الإمام تماماً فالمسألة سهلة إن شاء الله ، وهذا تماماً كما ذكرنا الليلة حديثاً بمناسبةٍ ألَا وهو حديث البراء بن عازب -رضي الله تعالى عنه- قال : ( كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحببنا أن نكون خلفه ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد لا يضعُ أحدُنا أي : لا يسجد أحدنا حتى يرى النبي صلى الله عليه وسلم قد وضع جبهته على الأرض ) : فقوله : ( خلف النبي ) ما بيعطينا أيضاً هذه الدقة لأنها كلمة عامة ، ممكن يكون يميناً ويسارًا على حسب ما يتيسر للإنسان.
3 - هل يصح الاستدلال بحديث: ( ليليني منكم أولوا الأحلام والنهى ) على الوقوف خلف الإمام مباشرة ؟ أستمع حفظ
هل يقال أن المحاريب والمآذن بدعة قياسا على ما قلت أن الخطوط في الفرش في المساجد بدعة ؟
الشيخ : أنا لا أشك في ذلك ، وخاصة فيما يتعلق بالمحاريب ، وقد ألّف الإمام السيوطي أو بالأحرى الحافظ السيوطي -رحمه الله- رسالة بسيطة سماها * تنبيه الأريب في بدعة المحاريب * وذكر هناك روايات تدل على أن هذا حَدَث أي : اتخاذ المحراب حدث في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما أذكر يوم أُدخلت الحجرة النبوية إلى المسجد وصار القبر في المسجد النبوي يومئذ اتُخذ المحراب ومن المعلوم أن المحاريب حتى اليوم مشاهدة في كنائس النصارى ، فالظاهر والله أعلم أن هذه البدعة بدعة المحراب إنما تسرَّبت إلى المسلمين من النصارى كما تسربت إليهم أشياء أخرى ومنها مثلًا السُبحة ، فسبحة النصارى لا تزال إلى الآن تُرى معلقة في زماميرهم وعليها بطبيعة الحال صلبانهم ، لذلك لا نجد ذكراً للمحراب في أي حديث مِن أحاديث النبي صلى عليه وآله وسلم يصح ، طبعاً هناك حديث طويل يرويه بعض -يمكن البزار أو الطبراني لم أعد أذكر الآن- من طريق وائل بن حُجر يذكر فيه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وقف في المحراب وكبّر ورفع يديه ويحكي صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من التفصيل ، لكن في إسناد هذا الحديث الحصيب -والله ما عاد أضبط- ابن جحدر وهو كذاب كما يقول الحافظ الهيثمي في كتابه * مجمع الزوائد ومنبع الفوائد * ما سوى هذا الحديث المتروك لم يأت للمحراب ذكر مطلقاً في أي حديث آخر ، وحديث البخاري من طريق أبي هريرة -رضي الله عنه- الذي فيه قال : ( بينما أنا أُصلي خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاة العصر إذ سلّم على رأس الركعتين ، فخرج سَرَعان الناس من المسجد ، وذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ناحية المسجد ووضع اليمنى على اليسرى -كأنه عليه الصلاة والسلام يستريح- وفي الناس رجل يقال له ذو اليدين ، فقال يا رسول الله : أقصرت الصلاة أم نسيت ؟ قال : كل ذلك لم يكن ، قال : بلى يا رسول الله ، فالتفت إلى أصحابه وقال لهم : أصدق ذو اليدين ؟ قالوا : نعم ، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مقامه -ولم يقل إلى محرابه- فصلى ركعتين ثم سجد سجدتي السهو ثم سلَّم ) فمثل هذا الحديث وأمثاله لا نجد فيه ذكر المحراب إطلاقاً ، زيادة على ذلك أن الكتب التاريخ تذكر أن المحراب أُدخل إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة الوليد بن عبدالملك حيث هو الذي أمر بإضافة الحجرة الشريفة إلى المسجد النبوي ، فهذا ما يتعلق بالمحراب .
4 - هل يقال أن المحاريب والمآذن بدعة قياسا على ما قلت أن الخطوط في الفرش في المساجد بدعة ؟ أستمع حفظ
هل الخطوط التي في الفرش في المساجد فيها نوع من البدعة أو هي بدعة حقاً ؟
فنحن نعلم أن بعض العلماء يقسمون السنة إلى مؤكدة ومستحبة ، هذا هو سنة عبادة ، فجاء التقسيم الأخير والجديد من نوع آخر لكنه سليم :
فقسَّم السنة إلى قسمين : سنة فعلية وسنة تركية ، أي : ما فعله الرسول عليه السلام من العبادات فيسن فعلها ، وما تركه عليه الصلاة والسلام من العبادات فيسن تركها ، والمثال هو عدم فعل الرسول عليه السلام أو تشريعه للأذان في صلاة العيدين ، في صلاة الاستسقاء ، في صلاة الكسوف والخسوف إلى آخره .
فإذا جئنا إلى الخط ما الذي يحمل الناس اليوم إلى مد الخط في المساجد سواءٌ كان خيطاً كما هو الشأن في الأردن وفي سوريا أو كان مطبوعاً كما هو الشأن في البسط التي نراها اليوم عندكم في بعض المساجد ، هذه قد يُقال فيها مصلحة لتسوية الصف ، لكن ما الذي حمل الناس على اتخاذ هذا الخط ؟!
في اعتقادي تقصير العلماء من جهة في اتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي تدل على أنه عليه الصلاة السلام كان له عِناية خاصة بأمره للناس بتسوية الصفوف ، حتى كان أحياناً يبالغ في ذلك فيقول : ( لتسوُّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) ، فأعرض أئمة المساجد عن مثل هذا التذكير الذي صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعباراتٍ شتى كلها تلتقي على أنه ينبغي للإمام أن يكون له عناية خاصة بتوجيه المصلين واعتنائهم بتسوية صفوفهم ، فلمَّا أهمل أئمة المساجد إلا مَن شاء الله منهم هذه السنة في الاهتمام بتسوية الصف نتج مِن وراء ذلك اختلال الصف ، وعدم تمرن المصلين بتسوية الصفوف ، فوجدوا الحل في ذلك أن يربطوهم بالخيط ، هذا بلا شك أنه سيكون من نتائجه استمرار الإعراض عن السنة القديمة زائد أن المصلين إذا خرجوا إلى العراء بمناسبة ما من المناسبات كما كنا اليوم مثلًا هناك في مخيم فما يستطيع أن يصفوا لأنه ما في خيط هناك وما نذهب بكم بعيدًا فنتذكر الصلاة في المصلى ، مصلى العيد ليس هناك خيط ، ولذلك فسيجد الإمام إن أراد أن يسوي الصفوف مشقة كبيرة جدًّا لأن هؤلاء الناس تمرنوا واعتادوا أن يُصلوا على الخيط ، وهذا الخيط لا يتيسر في كل مكان ، فإذاً معنى هذه البدعة صدُّ السنة وقد اتفق العلماء حتى من قال منهم بالبدعة الحسنة قالوا : إنه البدعة السيئة هي التي تعارض السنة وهذه فعلاً تعارض السنة فينبغي أن تكون بدعة باتفاق العلماء حتى الذين يقسمون البدعة إلى خمسة أقسام كما هو معلوم ، فبالأولى الذين لا يقولون إلا بقول الرسول عليه السلام : ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ).
هل المآذن التي تنشأ على المساجد من البدع ؟
الشيخ : المئذنة كان من الممكن أن تكون فيما مَضى قبل هذا العصر ، يمكن أن يقال : إنها مصلحة مرسلة ، ذلك لأنها تحقق غرضاً شرعياً بخلاف الخيط فالخيط يقضي على سنة الأمر بالصفوف ، بتسوية الصفوف واعتناء المصلين بتسوية الصفوف كما ذكرنا آنفاً ، أما المئذنة فلم يكن هناك وسيلة أخرى لتبليغ الصوت إلى أبعد مكان ممكن فَوُجدت هذه المئذنة خاصة لما بدأت الأبنية تكثُر في بعض المدن أو العواصم ، ثم بعضها ترتفع فلم يعد صوت المؤذن مِن على ظهر المسجد يبلغ حيث ينبغي أن يبلغ ، فوُجدت هذه الوسيلة .
أما اليوم فأصبحت كما يقال : " غير ذي موضوع " ، لأنها لا أحد يصعد إليها يؤذن عليها ويبلغ الناس ، وإنما أصبحت رمزاً اليوم للمسجد ، وأنا أرى ما دام وجد مكبر الصوت فلا يجوز بناء المئذنة لسببين اثنين :
السبب الأول : أنَّ المئذنة من الأصل ليس لها أصل ، وقلنا بجواز اتخاذها يومئذٍ لأنها تحقق مصلحة مرسلة الآن مكبر الصوت يحقق مصلحة مرسلة فما يجوز بناء مئذنة وبخاصة على الطرق التي تتبع في كثير من المساجد حيث يباهى بها بطريقة بنائها ورفع بنيانها ونحو ذلك مما لا يخلو من الإسراف والتبذير وإضاعة المال وبخاصة إذا كانت هذه الأموال هي أموال وقف أو ناس تبرعوا على أساس أنه يراد أن يبنى بهذه الأموال مسجد وفي ذلك فضل معروف في بعض الأحاديث كقوله عليه الصلاة والسلام : ( من بنى مسجداً ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة ) ، وإذا كثير من هذه الأموال تذهب هكذا سُدى دون فائدة ، قديماً كنا نقول لتحقيق مصلحة مرسلة أما بهذا الارتفاع الكبير فليس في ذلك مصلحة إطلاقاً يومئذ ، وإنما كأن يكون إلى مكان ما على حسب البنيان التي تحيط بالمسجد .
أما اليوم فلا مصلحة إطلاقاً في بناء مئذنة لولا العرف السائد فيدل الغريب إنه هذا مسجد فلا مانع من اتخاذ مئذنة مصغرة جدًّا وبأقل كِلفة ، لأننا قلنا بأن مكبر الصوت يغني عن تلك المآذن ، ولي كلام يتصل بهذا الموضوع لكن أريد الآن أن أخرج لقضاء الحاجة .
ما رأي فضيلتكم في كتاب الغزالي * السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث * وما رأيكم في الردود عليه ؟
الشيخ : نعم .
السائل : وردت عليه ، طبعاً له مآخذ على الكثير من الأحاديث ، رد عليه كثير من العلماء ، ما رأيكم في الكتاب وما رأيكم في الردود ؟
الشيخ : كتاب خطير جدًّا على السنة وعلى علماء السنة وأتباع السنة ، والذين ردوا عليه - يرحمك الله - لاشك أنهم أَجمعوا على الحق في الرد عليه وإن كانت أساليبهم اختلفت ، فمنهم المتشدد ومنهم المتساهل ومنهم المتوسط ، والرجل لم يكن ناقداً فقط ، بل قد أضاف إلى نقده وهو ليس قائماً لا على علم بالحديث ولا بالقواعد الأصولية الفقهية ، مع ذلك فقد أضاف إليه استهزاءَهُ بآراء الآخرين استهزاءً لا يفعله من كان هدفه نُصح الناس ، ولذلك فقد عرَّض نفسه لمطاعن كثيرة وكثيرة جدًّا هو حريٌّ بها ، وحسبه أنه طعن في أحاديث موجودة في الصحيح دون سلوك طريق العلماء النقَّاد كما فعلوا قديماً مثل الدارقطني ومثل ابن تيمية ومثل ابن القيم حينما ينقدون بعض الأحاديث الواردة في بعض الصحاح ، لكنهم ينقدون بعلم ورويّة وتفكير ، أما هذا الرجل فلا ينقد إلا بهوىً من جهة ، وبجهل بالأحاديث ومتونها من جهة أخرى ، فلذلك فمجال الرد عليه واسع جدًّا ، فلعل الذين قاموا بالرد على اختلاف أساليبهم فيه قاموا بما يجب عليهم من الانتصار للحديث أولًا ، ولعلماء الحديث وأتباعهم ثانياً ، هذا كلمة موجزة حسب ما رغبتم.
السائل : ألا ترون فضيلة الشيخ في هذا المجال أنه أفضل لعلماء الإسلام المعاصرين أن يُعقد مجلس ومُناظرة حول هذا الموضوع ، هذه من جهة ، أيضاً ألا ترون أنه ينبغي لعلماء الإسلام الأجلاء أمثالكم الكتابة في الرد عليه لما لهذه الردود العظيمة من تأثير على الناس ، ثم ألا ترون أن إكثار الردود عليه في أكثر من محاضرة ومجلس ، لأنه أثر على أفكار كثير من المسلمين ؟
الشيخ : هذا حق .
السائل : وهو قضية العصر .
الشيخ : هذا حق لا شك ولا ريب فيه ، ولكن القضية كما قيل قديماً :
" ما كل ما يتمنى المرء يدركه *** تجري الرياح بما لا تشتهي السفن " ،
أنا عندي من الأعمال مع الأسف ما تفسح لي المجال للقيام ببعض الواجبات الدينية الأخرى لكثرة المشاريع التي أنا مُلاحَق بها ، ولكن لعلَّ الذين قاموا بالرد عليه تُشكَّل لجنة لدراسة هذه الردود ولاستصفاء خيرها ثم تطبع وتوزع على الناس لتقريب الرد هذا على الناس كلهم ، وبخاصة على الذين قد يكونون افتُتِنوا بفلسفة الرجل وبلسانه .
أما أنا شخصياً والله أنا قاصر ولا أستطيع وقد رأيت مثلاً أن أذهب إلى أفغانستان على الأقل للدَّعوة إلى الكتاب والسنة ، وعلى الأقل بين الفئات الناس العربية المختلفة ، فاعتذرت كما ترون لشيخوختي ، وإلا فلابد من القيام بالرد على هذا الرجل ، والذين قاموا وفيهم مثلاً مثل أخونا الدكتور الربيع بن هادي -ولعلكم الأستاذ المدرس مادة الحديث في الجامعة- لعلكم وقفتم على رده ، فإن هذا على علمٍ بالحديث أكثر من غيره ، على كل حال فاقتراحك بتشكيل جماعة من العلماء يناظرون الرجل فما أظن هذا يفيد شيئاً ، لأنه قد ابتليتم من قبله ببعض الصوفيين الذين انتصروا لبعض البدع والخرافات الصوفية وطولب لتثويبه أو مناظرته ثم لم يفد ذلك شيئاً ، فلعل الأنصح أو الأصلح والأنفع تشكيل لجنة قليلة من بعض العلماء الأفاضل أن يستصفوا من هذه الردود أقواها وأقربها فهماً ، أو أن يختاروا من هذه المجموعة من الردود المسائل التي عولجت ويؤلفونها مِن جديد بعبارات تكون واضحة ومفهومة لعامة الناس، هذا ما عندي والله أعلم.
7 - ما رأي فضيلتكم في كتاب الغزالي * السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث * وما رأيكم في الردود عليه ؟ أستمع حفظ
الجهاد الأفغاني آمال الأمة الإسلامية وكذلك آلامها، فما رأيكم فضيلتكم فيما يحدث ؟
الشيخ : نعم ، رأيي أن نمضي إلى النهاية حتى يختم الله عز وجل الأمر إما بالنجاح وطرد الكافر نهائياً ثم يبقى الأمر بيد أولئك الناس ليثبتوا للناس للمسلمين جميعاً أنهم فعلًا كانوا يدعون ويجاهدون من أجل إقامة الدولة المسلمة ، لكن لا أرى بوجه من الوجوه أن نتركهم وحداناً في آخر الطريق ، ومضى عليهم شهور مع الأسف أمام جلال آباد كما يسمونه أو كابل لا يتقدمون وهم ثابتون مكانهم لا يتقدمون ولا يتأخرون ، فأنا في اعتقادي أنه من واجب المسلمين الذي كان وهو لا يزال قائماً حتى يصلوا بهم إلى النهاية ، أما أن نتركهم واقفين هكذا ففيه خسارة قرابة عشر سنوات من الانتصار الذي تحدث به الكفار فضلاً عن المسلمين ، فما وقع مع الأسف من الخلافات بين طوائفهم وأحزابهم وإن كان شيئاً سيئاً ولا يبشر بخير ، لكن هذا لا يسوِّغ لنا ولا يجوّز لنا أن ندعهم وشأنهم ، ولابد أنكم قرأتم فيما يُنشر في بعض الجرائد والمجلات كمجلة الجهاد التي كان يُقيمها وينشرها عبدالله عزام أنه كان يسعى في سبيل التأليف بين قُوّاد هذه الأحزاب ، وأنه كما ذكروا والله أعلم نجح أخيراً في التوفيق بين قائدين من هؤلاء القوّاد ، وهذا بلا شك عمل مهم جدًّا عدم تسليمهم لهذا الواقع السيء وعدم الاهتمام بإمدادهم سواء بالفكر والرأي ومحاولة الإصلاح بين هذه الأحزاب ، أو إمدادهم بالسلاح والقوة ونحو ذلك هذا بلا شك في اعتقادي أنَّ الذين يستطيعون أن يفعلوا شيئاً من ذلك ثم لا يفعلون يكونون مؤاخذين عند الله عز وجل حيث أنهم لم يقوموا بنصرة إخوانهم المسلمين مهما كان شأنهم وبعدهم عن السنة وجمودهم على التقليد وبعض الخرافات كما يُنقل ذلك عنهم ، فهم على كل حال مسلمون ما خرجوا مِن دائرة الإسلام ، وهذا يؤكد علينا نحن معشر العرب الذين امتنَّ الله علينا بالفهم الصحيح للإسلام مِن جهة وبالمال الوفير من جهة أخرى أن نمدهم بعلمِنا وبأموالنا إن لم نستطع أن نمدهم بأنفسنا كما قال عليه الصلاة والسلام : ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) .
مناقشة الشيخ حول رأيه في موضع قول آمين هل هو بعد ولا الضالين أم بعد قول الإمام آمين، وكيف الجمع بين الأحاديث الواردةفي المسألة ؟
الشيخ : كيف هذا وأنا رويت لهم مراراً وشرحت لهم تكراراً قوله عليه الصلاة والسلام : ( إذا أمّن الإمام فأمنوا ) كيف يخرجون بهذه النتيجة التي حكيتها ؟
السائل : نحن قلنا هذا ، لكن أردنا حتى نتأكد .
الشيخ : جزاك الله خير.
السائل : لكن ما رأيكم في الرواية الموجودة في صحيح البخاري وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قال الإمام : (( ولا الضالين )) فقولوا آمين ) ؟
الشيخ : إي ماذا يدل الحديث ؟
السائل : ألا يدل هذا على أن المأموم يقول هذا بعد قول الإمام : (( ولا الضالين )) ؟
الشيخ : وذاك على ماذا يدل ؟
السائل : طيب وإن قال قائل !!
الشيخ : كيف طيب ، عم اسألك سؤال ذاك على ماذا يدل ؟
السائل : بخلاف ذاك .
الشيخ : بخلاف ذاك ، فإذاً كيف التوفيق ؟
السائل : تعارضا !
الشيخ : فتساقطا ؟!
السائل : لا .
الشيخ : طيب .
السائل : ألا يصح أن يقال في هذا : أن هذا الحديث : ( إذا قال : (( ولا الضالين )) فقولوا آمين ) أن هذا خاص بالتأمين ، أما ذاك الحديث ففي المتابعة ؟
الشيخ : كيف يعني خاص بالتأمين ؟
السائل : يعني أن هذا الحكم قد جاء في بيان حال المأموم مع الإمام في تأمينه ، أما ذلك الحديث فقد جاء فيه المتابعة بشكل عام ؟
الشيخ : كيف يعني بشكل عام هو يذكر : ( إذا أمّن فأمنوا ).
السائل : إيه هو مع بداية الحديث : ( إذا كبّر فكبروا ) أصل الحديث في متابعة المأموم للإمام !
الشيخ : طيب .
السائل : ويقال أن الحديث الآخر فيه تفصيل .
الشيخ : أي آخر ؟
السائل : الذي هو : ( إذا قال : (( ولا الضالين )) فقولوا : آمين ) يعني في رواية ..
الشيخ : الحديث فأمنوا أوله : ( إذا أمّن الإمام فأمنوا ) هذا أول الحديث : ( إذا أمّن الإمام فأمنوا ، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه ) ماشي هذا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : دلالته محتملة ولا صريحة ؟
السائل : صريحة .
الشيخ : صريحة طيب ، قوله عليه السلام : ( وإذا قال : (( ولا الضالين )) فقولوا : آمين ) دلالته صريحة إنه الإمام لا يقول آمين ؟
السائل : لا ما هي صريحة .
الشيخ : إذاً ما الذي يُقدم والحالة هذه : آلنص الصريح على غير الصريح أم العكس ؟
السائل : يقدم النص الصريح .
9 - مناقشة الشيخ حول رأيه في موضع قول آمين هل هو بعد ولا الضالين أم بعد قول الإمام آمين، وكيف الجمع بين الأحاديث الواردةفي المسألة ؟ أستمع حفظ
توضيح الشيخ لحكم قول الإمام والمأموم سمع الله لمن حمده عند الرفع من الركوع.
السائل : إي .
الشيخ : الحديث الثالث -فلنقل هكذا- : ( وإذا قال الإمام : سمع الله لمن حمده فقولوا : ربنا ولك الحمد ) تُرى هل يقول المقتدي سمع الله لمن حمده كما يقول الإمام أم لا ؟
السائل : على ظاهر هذا الحديث لا يقول .
الشيخ : آه ، وأنا أقول على ظاهر هذا الحديث لا يقول ، لكن الصواب ما هو ؟
الصواب هو : أنه لابد للمقتدي أن يتابع الإمام في قوله أيضاً : سمع الله لمن حمده وذلك لسببين اثنين :
أولاً : أن الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- حينما نقلوا لنا صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما هي الصلاة التي كان يُقيمها بين ظهرانَيهم وذلك في الغالب إنما هي الفرائض ، فإذا استحضرنا هذه الحقيقة أولاً ، ثم استحضرنا في أذهاننا أنه قال لمالك بن الحويرث ولأصحابه الذين جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كوفد وجلسوا عنده نحو عشرين يوماً ثم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إنا قد اشتقنا إلى أهلِنا فأذن لهم عليه الصلاة والسلام بالانصراف إلى أهاليهم ، فقال لهم معلماً لهم : ( إذا صليتما فليؤذن أحدكما وليؤمكما أكبركم سناً ) قال في هذه الرواية أو في رواية أخرى : ( وصلوا كما رأيتموني أصلي ) ، فلا شك أن هذا مالك بن الحويرث أو غيره حينما يسمع كلام الرسول عليه السلام : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) هو ما يعني الصلاة اللي كان يصليها بالليل والناس نيام وإنما يعني بداهة الصلاة التي كان يصلي خلفه هؤلاء مالك بن الحويرث وغيره من الصحابة ، فالرسول بلا شك كان يقول : سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ، فقوله بالخطاب العام : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) يشمل المقتدين كما يشمل المنفردين أن يقول كل منهم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ) هذا من جهة .
من جهة أخرى إذا أخذنا بظاهر الحديث الثالث الذي ذكرته أنا : ( وإذا قال الإمام : سمع الله لمن حمده ، فقولوا : ربنا ولك الحمد ) عطلنا سنة ومكاناً عن الذكر ، فإن الثابت من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في صحيح البخاري: ( أن النبي صلى الله عليه كان إذا رفع رأسه من الركوع قال : سمع الله لمن حمده ، فإذا قام واعتدل قال : ربنا ولك الحمد ) .
فإذاً نستطيع أن نأخذ من هذا الحديث ومن غيره أن ورد : " سمع الله لمن حمده " إنما هو عند الاعتدال ، وورد " ربنا ولك الحمد " عند القيام الثاني ، فإذا قلنا بالحديث الثالث الذي ظاهره أنَّ المقتدي لا يقول سمع الله لمن حمده ، فالذي سيكون هو ما نراه كائنًا اليوم لا يكاد الإمام يقول سمع الله لمن حمده إلا المقتدون يقولون : ربنا ولك الحمد ، فنقلوا ورد ربنا ولك الحمد إلى مكان سمع الله لمن حمده ، وعطلوا مكان سمع الله لمن حمده فجعلوه عطلًا ، هذا قلب للسنة من جهة تغيير مكان هذا الورد وتعطيل المكان الآخر من الورد .
رجوع الشيخ لتوضيح مسألة تأمين الإمام والمأموم ، ومتى تكون.
السائل : الموضع في سؤال يا شيخ حول هذه : سمع الله لمن حمده ، نسأله يا شيخ ولا ؟
الشيخ : تفضل .
ما رأيك بمن بتهاون بالسنن بدعوى أنه لا يعاقب تاركها ؟
الشيخ : مش حديث هذا ، كلام الفقهاء .
السائل : نعم كلام الفقهاء ، فالبعض من الناس يترك السنن اعتماداً على هذا القول فما رأيك في التهاون بالسنن بدعوى أنه لا يعاقب تاركها ولذلك يقول ما دام ما في عقاب على تاركها فما أفعلها ؟
الشيخ : إي فهل يكون يعني العلاج بأن نعاكس ونقول : يعاقب تاركها ؟
السائل : لا ، قصدي توجيه من فضيلتكم .
الشيخ : طيب التوجيه واجب ، أما أن هذا الكلام ليس حديثاً فهو ليس حديثاً ، أما أنه كلام الفقهاء فهذا أمر لا يختلف فيه الفقهاء بدليل حديث أبي طلحة أو طلحة بن عبيد الله في صحيح البخاري : ( أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عما فرض الله عليه ، فذكر له خمسة صلوات في كل يوم وليلة ، فقال له : هل عليّ غيرهنّ؟ قال : لا ، إلا أن تطَّوع ، فقال : والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص ، فقال عليه الصلاة والسلام : أفلح الرجل إن صدق ، دخل الجنة إن صدق ) فما في مجال لمخالفة هذه القاعدة : " أنَّ السنن يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها " بدليل شهادة الرسول لهذا الرجل بأنه إن صدق في المحافظة على الصلوات الخمس دخل الجنة ، لكن هذا لا يعني عدم الاهتمام بالسنن لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ذكر في بعض الأحاديث الصحيحة قوله عليه السلام : ( أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة ، فإن تمَّت فقد أفلح وأنجح وإن نقصت فقد خاب وخسر ) ، في رواية أخرى في سنن أبي داود : ( فإن نقصت قال الله عز وجل لملائكته : انظروا هل لعبدي من تطوع فتتم له به فريضته ) ، ولذلك فالاهتمام بالسنن أمرٌ هام جدًّا وبخاصة بالنسبة لأهل هذا الزمان الذين لا يتقنون صلاتهم ويصدق عليهم قوله عليه السلام في الحديث الآخر : ( إن الرجل ليصلي صلاة ما يكتب له منها إلا عشرها تسعُها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها نصفها ) فهذا كأنه يشير خيرهم من كُتب له نصف الصلاة ، فإذاً لابد لهؤلاء الناس أن يكون عندهم زاد من التطوع لكي يُتمم رب العالمين تبارك وتعالى النقص الذي وقع في صلاتهم إما كَمّاً وإما كَيفاً وهذا هو الوجه في عدم الاغترار بتلك القاعدة الصحيحة ، فعلى الإنسان أن يحتاط لدينه وأن يحافظ على سنن نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ولاسيّما أن بعض هذه السنن كما هو شأن سنة الفجر فضلها عظيم كبير جدًّا حيث قال عليه الصلاة والسلام : ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) ، ركعتا الفجر فقط ، وغير قوله : ( من حافظ على أربع ركعات قبل صلاة الظهر وأربع ركعات بعدها حرم الله بدنه على النار ) ، فتذكير الناس بمثل هذه الفضائل لمن حافظ على السنن هو العلاج في ألَّا يتورطوا بتلك الكلمة التي يقال : إن تعريف السنة هي : التي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها .
السائل : فضيلة الشيخ فيه سؤال جزاك الله خير.
سائل آخر : نختم بهذا السؤال إن شاء الله.
الشيخ : إن شاء الله.
إذا قلنا بعدم وجوب ستر المرأة وجهها ألا نكون قد فتحنا أبواب على كثير من النساء بأن يكشفن وجوههن وتنتشر الفتنة ؟
الشيخ : إي نعم.
السائل : وكما تعلم اليوم والفتن الحاصلة في الشوارع والبلاد.
الشيخ : إي نعم.
السائل : فطبعاً فتواكم هذه طبعاً ربما فتحت أبواب على كثير من النساء الآن يكشفون وجوههن.
الشيخ : سبحان الله !
السائل : وكما تعلم أن الوجه !!
الشيخ : وهل أنا فتحت هذا الباب أم العلماء الذين سبقوني ؟!
السائل : أُكمل السؤال يا شيخ !
الشيخ : آه لكن مفهوم السؤال.
السائل : فإذا كان كما ذكرت يا شيخ وجه المرأة وكفيها عورة .
الشيخ : ليس بعورة !
السائل : معناته نحن متحجبون يا شيخ ، لأنه الآن يدي طالعة ووجهي كاشف معناته متحجب الآن .
الشيخ : إي نعم .
السائل : شايف كيف .
الشيخ : وصدرك ؟
السائل : آه ؟
الشيخ : صدرك ؟
السائل : أبدًا لا لا متحجب ، صح ولا لا يا شيخ ؟
الشيخ : أنت قلت ، لا ، ما صح .
السائل : هاه ؟
الشيخ : ما صح .
السائل : الآن وجهي ويعني كاشفين وأنت تقول أنها ليس بعورة ، معناته الآن أنا متحجب .
الشيخ : أنا بس أرجو منك واحدة وهي ألا تأخذ المسائل العلمية بالعاطفة وأن تأخذها بالتؤدة والأناة .
كيف ينبغي الآية التي تحتجون بها على أنها تدل على وجوب ستر المرأة لوجهها ، هل تستطيع أنت الآن مقابل ما وصفت لي آنفاً حسب رأيي إنك الآن أنت متحجب ، فالصواب كيف يكون التحجب ؟
السائل : التحجب طبعاً لما أرجع .
الشيخ : لا لا ، طبق طبق .
السائل : أن يكون في حجاب .
الشيخ : يا أخي بلاش كلام طبق ، إيه خلاص ؟ امشِ لشوف !
السائل : امشي افتح لي فتحة صغيرة بحيث إني أرى.
الشيخ : من أين جبت الفتحة ؟
السائل : أو يكون شفاف .
الشيخ : شفاف ؟!
السائل : أو شفاف !
الشيخ : أنا وصيتك ألا تستعجل ! كن مُتأني ، الفتحة هذه من أين جئت بها ؟
السائل : الفتحة إذا كانت صغيرة.
الشيخ : يا أخي الله يرضى عليك! أنا ما عم أسألك كيف هي ؟
من أين جئت بالفتحة ؟
السائل : عشان أرى الطريق.
الشيخ : لكن الآية ما تقول هيك.
السائل : أي آية ؟
الشيخ : سبحان الله !! (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن )) فأنت الآن أدنيت على وجهك حسب فهمك أنت وغيرك : الجلباب على وجهك ، فلم تعد ترى الطريق ولذلك اضطررت أن تقول : فتحة ، من أين جئت بهذه الفتحة هل هي موجودة في الآية ؟
السائل : لا ، مو موجودة في الآية .
الشيخ : نعم ؟
السائل : لا مو موجودة .
الشيخ : إذاً لماذا خالفت ما تقوله ؟
السائل : شفاف .
الشيخ : اسمح لي شوية هذيك لها معالجة ثانية.
السائل : الفتحة .
الشيخ : طولوا بالكم هذا هو التحمس ، أرجوك الآن استريح ، أنا قصدت أن ترينا الجلباب الشرعي : (( يدنين عليهنَّ من جلابيبهن )) يعني تغطي وجهها من منبت شعرها إلى أسفل ذقنها ، شعرت أنت أن هذا غير عملي ، ولهذا وجدت نفسك مضطرة أن تقول : تفتح فتحة ، من أين جئت بهذه الفتحة، ما دام أنك تفسر الآية يغطين وجوههن ؟!
آنفاً جئت أنت وأمثالُك وما أدري كيف أنتم تسوغون وتجوزون لأنفسكم أن تدخلوا في بحثكم هذه المسألة من طريقِ الرأي والنظر وهو ضد مذهب أهل السنة ، وهو مذهب أهل الرأي ، لماذا لا تباشرون الاستدلال بالآية أو بالحديث ؟!
ولكن بماذا تقولون ؟!
أجمل مافي المرأة وجهها ! ها ! " ختم يقولون عندنا: على بياض " هذا كلام صحيح ، لكن من هذا الطريق ينبغي أن نأخذ الأحكام الشرعية ؟!
أنا سأقول لك الآن وأنت تجيبني بصراحة كما أنا أجبتك بصراحة ، أجمل ما في المرأة وجهها ، فما هو أجمل مافي المرأة من وجهها ؟
السائل : عينها .
الشيخ : طيب ، كيف أجزت أن تكشف المرأة أجمل ما في وجهها ؟
السائل : إذا فتحت ثقب صغير لا أستطيع أرى عينها.
الشيخ : يا أخي ما هكذا يقال بارك الله فيك ، أنا ما عم أسألك كيف تفعل، كيف أبحت لها ؟! كيف أبحت لها ؟!
أنت منعتني من القول بحجة إنه الوجه في المرأة أجمل ما فيها ، إذاً هذا الكلام بارك الله فيك معناه كيف أنت يا شيخ بتقول : إنه أجمل ما في المرأة تقول إنه جائز مع أنني أنا هذا ما قلته بالرأي كما تفعل أنت الآن ، قلتُ بنصوص وآثار صحيحة لا قِبَل لأحد بردها إطلاقاً مهما يعني تكلفوا في التأويل وصرف النصوص إلى آخره ، لكن الآن نحن أمام هذه الصورة :
أجمل مافي المرأة وجهها نعم ، فماذا ؟ إذاً يجب ستره ، أليس كذلك ؟! طيب.
السائل : ممكن ؟
الشيخ : لا مش ممكن الآن ، لما يجي دورك تتكلم أنت ، فبارك الله فيك ، سألناك ونسأل الجميع وما أظن فيه خلاف في هذه القضية :
ما هو أجمل ما في المرأة ؟ قلت : العين ، والصواب أن نقول بوضوح : عيناها ، فمن أين أبحت إذاً بالطريق الذي أنكرته عليّ أنت فلتَّ منه وأبحت لها أن تظهر أجمل ما في وجهها أين هذا النص ؟!
إذاً " قال مَن طَرَق الباب سمع الجواب " ، أنت دخلت من باب المنطق والفلسفة :
أجمل مافي المرأة وجهها هل من قائل لا ؟
كلنا نقول بلى .
وأجمل مافي الوجه ؟
العينان، فهل يجوز لها أن تكشف العينين وهما أجمل مافي الوجه ؟
الجواب: لازم يكون بكل صراحة: لا، إذاً ماذا تفعل المرأة ؟
السائل : تستطيع أن ترى الطريق بدون ما تكشف عينها .
الشيخ : ما استطعتَ !!
السائل : الآن .
الشيخ : ما استطعتَ !
السائل : الآن فيه أقمشة الحمد لله .
الشيخ : يا أخي أنا بقول لك ، مش المقصود أنا أتكلم وأنت تتكلم وكل ما تكلمنا شو صار فينا ؟!
ابتعدنا ، لا بدنا نتكلم نتقارب ، أنت بارك الله فيك وغيرك من المشايخ الأفاضل يفسرون : (( يدنين عليهن من جلابيبهن )) أن يسترن وجوههن أي بجلابيبهن ، أليس كذلك ؟
السائل : (( إذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب )) .
الشيخ : الله المستعان !
أنت بارك الله فيك ما يكون البحث قفزاً شرق وغرب، نحن الآن ما انتهينا من الآية الأولى !
السائل : حول النقطة هذه يا شيخ !
الشيخ : أي نقطة يا أخي ؟ خلصت من النقطة الأولى ؟
السائل : لا نفس النقطة الأولى.
الشيخ : أنا أرى أنك يعني أشد حرارة من كلام صاحبك هذا .
السائل : لا لا يا شيخ .
الشيخ : فإذاً معليش معليش .
السائل : أرد على !
الشيخ : أنا عم أقول لك : رح أفتح لك المجال ، أنت ماذا تقول ؟
هل أجمل مافي المرأة وجهها أم لا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، وأجمل مافي الوجه العينان أم لا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب .
السائل : لكن قبل هذا طال عمرك ! ذكرتم أنه لو قلنا أن العبرة أو الهدف من ستر المرأة لوجهها أو من حجاب المرأة هو أن تسلم من الفتنة لا تفتتن !
الشيخ : أنا ما قلت هذا .
السائل : لا ، أقول ما هي الحكمة من وراء هذا كله ؟
الشيخ : هذا سابق، أنا أسألك سؤالاً : لما سألت الشيخ هناك أجاب فأنت موافق عن جوابه ولا لا ، ولا هي طريقة القفز ما نصل إلى نتيجة ولو بقينا إلى الفجر.
فأنا أسألك : أجمل ما في المرأة ماذا ؟ وجهها ، وأجمل ما في وجهها ؟ عيناها ، فمنطقكم هذا يوجب عليكم أن تقولوا : لا يجوز للمرأة أن تبدي من وجهها ولا عيناً واحدة ، فهل أنتم قائلون بذلك ؟ قل : نعم قل : لا ، لك الخيرة ؟
السائل : إن قلنا بنعم .
الشيخ : لا ما في إن !
13 - إذا قلنا بعدم وجوب ستر المرأة وجهها ألا نكون قد فتحنا أبواب على كثير من النساء بأن يكشفن وجوههن وتنتشر الفتنة ؟ أستمع حفظ
مناقشة الشيخ لاستدلال من يقول بوجوب تغطية المرأة وجه المرأة بأن أجمل ما فيها هو وجهها .
الشيخ : اسمح لي يا أخي الله يرضى عليك نحن لسنا بصدد الاحتجاج الآن ، الآن بدنا نحرر ماذا تقولون وما نقول ، بعد ذلك إن لزم الأمر الاحتجاج لما نقول أو تقول هذه لها صفحة لوحدها ، فالآن أنت سُئلت وأجبت ، أجمل مافي وجهها عيناها ، فإذا فسرتم بأن المرأة يجب عليها أن تغطي وجهها وفيه عيناها ، فهل تقولون بظاهر قولكم هذا أم تُبيحون لها أن تكشف عينيها ؟
السائل : لنقل أنها ما تكشف عينيها .
الشيخ : ياخي ماهو جدل بارك الله فيك .
السائل : نعم نعم .
الشيخ : ما هو جدل القضية ، كل واحد يفضي بما يعتقد ، أما لنقل أو إن قلنا كذا أو إن قلنا كذا هذا معناه جدل ، وهنا يأتي قوله عليه السلام : ( ومن ترك المراء وهو مُحق بني له بيت في وسط الجنة ) ، فبارك الله فيك اذكروا ما تعتقدون وما تدينون اللهَ به ، ثم انظروا أين أنتم من الآية هل أخذتم بها أم أنتم من المخالفين لها مثلي كما تدعون ، فمن أين أخذتم جواز أن تكشف المرأة عن عين واحدة بجلبابها أو العينتين كليهما ما دليلكم في هذا ؟
السائل : دليل من وين من السنة أو من ؟
الشيخ : ها ، أنت استرحت آنفاً واستلم عنك ، فكأنكم تتبادلان الموضوع .
السائل : لا تحضرنا جميع الأدلة التي يُحتج بها في هذا المجال لكن !
الشيخ : أنا يا أخي ما عم أجيب أدلة بالعكس ، أنا أريحكم عن أن تطلبوا مني أدلة أو أن أطلب أنا منكم أدلة ، لكن أنا أُحاججكم بمنطقكم وأقول منطقكم فلسفة لا يرضاه الإسلام ، واضح كلامي ولا لا ؟
لماذا ؟
لأن الأخ الفاضل دخل في الموضوع كما يفعل غيره التويجري وأمثاله إلى آخره أجمل ما في المرأة وجهها ، نعم وماذا وراء ذلك ؟
إذاً يجب ستر المرأة لوجهها ، هذا هو الدليل ؟
من قال إن الرأي هو الدليل من قال إن الرأي هو الذي يوجب ، ولئن كان كذلك فلماذا تقولون بجواز أن تكشف المرأة عن عين واحدة وهو أجمل مافي وجهها ، تناقض متنافر .
ولذلك أنا أقول : أن الشيء الذي تحتجون به علينا هو عائد عليكم مش علينا ، أما نحن ما نقول بالفلسفة .
السائل : نعم .
الشيخ : طيب .
السائل : الذي أفهمه منكم فضيلة الشيخ أنكم سئلتم عن هذه المسألة فتكون شرعاً تكشف وجهها لكن خوفاً من الفتنة يجب أن تستره ؟!
الشيخ : لا ، أنا ما أقول هذا .
السائل : أو أنكم تسترون أهلكم ؟
الشيخ : كتابي بارك الله فيك مطبوع عدة طبعات ، فصل خاص مشروعية ستر الوجه ، وأكدت في المقدمة وفي هذا الفصل أن الأفضل لكل امرأة ولو كانت سوداء !
السائل : الأفضل لها .
الشيخ : الأفضل لها أن تستر وجهها ، لأن المثل يقول : " لكل ساقطة في الحي لاقطة " ، لكن أنا بقول : إن نساء الصحابة والتابعين من بعدهم كانوا على يعني نوعين :
منهن متشبهات بنساء الرسول عليه السلام اللاتي كان لا يُرى شيء من وجوههن ، فكذلك كثير من فُضليات الصحابيات ، وبعضهن كنَّ كاشفات عن وجوههن وما كان هذا أمراً نُكراً وهن يُقرَرن على هذا العمل بمشهد من الرسول والصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من الأئمة ، أبو حنيفة يقول بأنه ليس بعورة ، والشافعي يقول كذلك ، ومالك يقول كذلك ، وغيرهم يقولون بأنه عورة إذاً المسألة فيها خلاف .
فلماذا نتحمس ونعالج القضية بالمنطق الذي يعاكس بمنطق مثله ، وها أنتم ووجهتم بمنطقكم مش منطقي أجمل مافي المرأة وجهها نعم فماذا ؟ يجب أن تستره ، أجمل مافي وجه المرأة : عيناها ، إذاً يجب أن تسترهما ، لا ، ما تسترها ، إيش هذا التنافر والآية واحدة وهي : (( يُدنين عليهن من جلابيبهن )) .
فالآن يا ارفعوا هذا المنطق الذي يرد بمنطق مثله وقولوا شو حجتكم علينا حتى نتناقش بهدوء.
14 - مناقشة الشيخ لاستدلال من يقول بوجوب تغطية المرأة وجه المرأة بأن أجمل ما فيها هو وجهها . أستمع حفظ
ما هي توجيهاتكم حول قوله تعالى : (( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أَطهرُ لقلوبكم وقلوبهن )) كدليل لمن يقول بوجوب تغطية الوجه ؟
الشيخ : إي نعم هذا تمام الآية ، إي هذا الأمر سهل يرد عليكم بكلام من هو معكم في المسألة الأولى أو في الآية الأولى وليس معكم في الآية الأخرى ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : " هذه الآية تتعلق بحجاب البيوت ، أما الآية الأولى فتتعلق بجلباب الخروج " ، فالجلباب شيء والحجاب شيء ، (( فاسألوهن متاعاً )) إيش معنى اسألوهن متاعاً ؟
يعني يجي الرجل يدق الباب فتخرج المرأة المتسترة فتتكلم ما تفتح الباب ، ما ترفع الحجاب فهذا هو الأدب الثاني الذي أدب الله به نساء المؤمنات وهن في بيوتهن ، لأنهن في بيوتهن يكن متبذلات ، آخذة الوحدة حريتها لأنه مافي هناك أحد يرى رأسها وعنقها ونحو ذلك ، فقال : (( فاسألوهن من وراء حجاب )) أي : من وراء جدار أي : من وراء ستارة ، أي : من وراء باب فهذا خلط عجيب بين الآيتين تماماً ، وكل من الآيتين لها موضعها .
موضع الآية الأولى هو الحجاب إذا خرجت .
موضع الآية الثانية لا علاقة لها بالجلباب لها علاقة بالحجاب وهو جدار أو ستار أو إلى آخره وهذا صريح في كلام ابن تيمية فضلاً عن غيره من أهل العلم .
السائل : والآية الثالثة يا شيخ التي هي : (( والقواعد )) ؟
الشيخ : حجة عليكم .
السائل : كيف يا شيخ ؟
الشيخ : شو معنى آية القواعد ؟
السائل : القواعد .
الشيخ : إيه شو معناها شو معناها بقول ؟
السائل : التي لا تحيض .
سائل آخر : (( ليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات ))
الشيخ : إيش المقصود بثيابهن ؟
السائل : ثيابهن يعني غطاء الوجه .
الشيخ : أنت ما آمنت بغطاء الوجه .
السائل : ها ؟
الشيخ : أنت ما آمنت بغطاء الوجه .
السائل : أجل الثياب والثوب .
الشيخ : ما آمنت يا أخي بعد بغطاء الوجه أنت .
15 - ما هي توجيهاتكم حول قوله تعالى : (( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أَطهرُ لقلوبكم وقلوبهن )) كدليل لمن يقول بوجوب تغطية الوجه ؟ أستمع حفظ
ما دام أنكم تقولون باستحباب ستر المرأة وجهها فما هي الطريقة التي من خلالها ترى الطريق ؟
الشيخ : إي نعم .
السائل : فكيف ترى الطريق على قولكم أنها ؟
الشيخ : ليس بجلبابكم وإنما بجلبابنا .
السائل : دون أن تكشف عينيها ؟
الشيخ : أما بلغكم قوله عليه السلام : ( لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين ) ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، الآن وأنا قد أجبتك : ( لا تنتقب المرأة المحرمة ) .
السائل : نعم .
الشيخ : لكن غير المحرمة ماذا تفعل ؟
تنتقب ، النقاب هو الجلباب ؟
السائل : لا .
الشيخ : ها ، ولذلك فأنتم تناقضون أنفسكم : لما بتقولوا آية الجلباب تنص على وجوب ستر المرأة ، كبار مشايخكم يصرحون بهذا ، يناقضون أنفسهم بأنفسهم ، الجلباب لا يعطي ستر الوجه ، وإنما قال : بلسان عربي مبين كانت المرأة تمشي هكذا في الجاهلية كالعراقيات إذا رأيتموهن ، تلقي الجلباب على رأسها ، ناصيتها مكشوفة أذناها وحُليها ورقبتها ، فأدبهن ربنا عز وجل فقال : (( يدنين عليهن من جلابيبهن )) : هذا الإدناء يقول بعض أهل العلم -وهذه شبه فلسفة لكن المعنى واضح- : " مقول بالتشكيك " ، يدنين كم يدنين ؟ يدنين هكذا مثل ما قال شيخنا آنفاً ، لم تعد ترى الطريق ، لكن هذا ممكن ، إذاً رأت الآن الطريق ، كل كلامي هذا أولاً :
لتلطيف شوية من حرارتكم وتحججكم بإنَّ الآية توجب على المرأة أن تستر وجهها ، هذا ليس بصحيح أبداً ، الآية حجة عليكم ، وبخاصة إذا ظللتم تتمسكون بفلسفتكم ! أجمل مافي المرأة وجهها !
نعم يا سيدي ربنا خلقها لفتنة الرجال وفتنة النساء بالرجال ، لذلك قال : (( وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم )) وخاطب النساء بمثل ما خاطب الرجال : (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن )) فما أرى من الصواب في شيء الإصرار والمكابرة في ادِّعاء أن آية الحجاب تدل على وجوب ستر المرأة لوجهها بتعليل أنه أجمل ما في بدنها ، هذا لو سُلِّم به ورد عليكم ما أوردناه ، أجمل مافي وجهها عيناها ، فإذاً !
16 - ما دام أنكم تقولون باستحباب ستر المرأة وجهها فما هي الطريقة التي من خلالها ترى الطريق ؟ أستمع حفظ
ما قولكم في تفسير قوله تعالى : (( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين )) ؟
الشيخ : خلصنا ؟
السائل : لا لا فيه بس سؤال الآية يا شيخ .
الشيخ : كيف ؟
السائل : (( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين )) ؟
الشيخ : ما هذا يا جماعة عم تلحنوا في القرآن ، الآية : (( ذلك أدنى أن يعرفن )) مش لا يعرفن ، طيب يعرفن بماذا ؟
السائل : ما أحد يعرف وجوههن .
الشيخ : رجعت للتحريف ، هو يقول : (( ذلك أدنى أن يعرفن )) مش ألا يعرفن .
السائل : نعم نعم .
الشيخ : ها العجب ما تآخذني قلت لك آنفاً : المسألة بدها تأني ، مين بده يتكلم الآن
السائل : شيخ فيه إشكال !
ما قولكم بالاستدلال بحديث عائشة رضي الله عنها : " كنا إذا مرّ بنا الركبان أسدلت إحدانا خمارها على وجهها وهي محرمة " ؟
الشيخ : سامحكم الله .
السائل : يعني ما أدري نص الحديث .
الشيخ : سامحكم الله يا جماعة ! هل هذا يدل على الفرضية ؟ أنا أفعل هذا بنسائي قلت لكم ، وهذا هو الأفضل والأشرف ، إيش فيه هذا الحديث ؟
السائل : يعني ألا يدل على وجوب الستر ؟
الشيخ : ما وجه دلالة الوجوب ، هل هو أمرٌ من الله أو رسوله أم هو فعل ؟
السائل : هو فعل الصحابية وأقرها الرسول .
الشيخ : اسمع -بارك الله فيك- إذا الرسول فعل فعلاً فعله يدل على الوجوب ؟
السائل : على السنية ، قد يكون !
الشيخ : ها رجعنا للقدقدة .
السائل : أتذكر إذا فعل فعلاً ، يعني أفعال الرسول وأقواله قد تكون لها خمسة أوجه إما !
الشيخ : سامحك الله ! ركبت مع الفعل القول ، والبحث في الفعل دون القول ، يعني أنتم بتجيبوا المشاكل بألسنتكم ، أنت بتقول أنا بسألك عن الفعل فعل الرسول للشيء يدل على الوجوب ؟
ترجع بتفكر بتقول : أفعاله وأقواله ، يا أخي سيعود سؤال كنت في حِل منه أقواله كلها تدل على الوجوب ؟
السائل : لا .
الشيخ : قال عليه السلام آنفاً ذكرنا : ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) هذا قول ، فهل دل ذلك على الوجوب ؟
السائل : لا .
الشيخ : طيب كان يصلي الركعتين هل دل ذلك على الوجوب ؟
السائل : لا .
الشيخ : فكيف تستدلون -والغريب مش أنت الذي تستدل ولا مآخذة لأنه أنا ما أدري إنه لك تآليف ولك اسم في المجتمع الإسلامي إلى آخره- لكن كبار علمائكم مثل التويجري وغيره يستدل بهذا الحديث على الوجوب ، شو وجه الدلالة يا أخي ؟
الوجوب يدل عليه أمر الرسول عليه السلام بعد أمر الله عز وجل بالشيء والأمر يفيد الوجوب إلا إذا جاءت قرينة ، حتى الأمر نفسه مش دائماً يفيد الوجوب ، لكن إذا جاء أمر ليس له قرينة يصرفه من الوجوب إلى السنية أو الاستحباب حين ذاك يقال إنه للوجوب ، لكن الفعل كيف تستدلون بفعل السيدة عائشة على الوجوب ؟!
وأنا أفعل هذا قلت لكم ، الفعل هذا ما يدل على الوجوب ، لكن يدل على الأفضلية ، فاستدلوا بأشياء تكون حجة فعلًا .
السائل : وهل فعلكم يا فضيلة الشيخ أنها تقول هكذا هذا الذي يعني ترونه ولا تقول هكذا ؟
الشيخ : هذا لا يمكن ، هذا مستحيل أنّ رب العالمين يُعمّي الطريق على النساء ، لذلك أنتم تشعرون بهذا ، ولذلك قال صاحبك آنفاً : بيفتح من الجلباب بمقدار العين ، لأنه ما بيتصور بإمكانية مشي المرأة لقضاء حوائجها وذهابها إلى حقلها وجني الثمار وما شابه ذلك هذا أمر مستحيل ، أنتم بتظنوا أنّ نساء المسلمين مثل ما يضرب المثل بنساء بعض الأمراء الأتراك ، كانوا بس مرفهين ومتروكين في العروش وفي القصور لأجل الاستمتاع بهن ، أما سائر النساء المسلمات لهنَّ أعمال في الحقول في الشوارع في الطرقات لشراء الحاجات إلى آخره ، كيف تتصورون إنه يمكن هذه المرأة تنطلق وقد سدلت الجلباب على وجهها ، هذا مستحيل .
18 - ما قولكم بالاستدلال بحديث عائشة رضي الله عنها : " كنا إذا مرّ بنا الركبان أسدلت إحدانا خمارها على وجهها وهي محرمة " ؟ أستمع حفظ
الاستدلال بالجلباب وبقوله تعالى (( يدنين عليهن من جلابيبهن )) على وجوب تغطية الوجه استدلال خاطئ ؟
الشيخ : يا شيخ هذا عندنا موجود ، نحن عم نحكي بمعنى الآية مش الذي يوجد ، الآن أسألكم سؤالًا : هذا الغطاء الذي اسمه المنديل هل هو شفاف ، يعني ترى المرأة الطريق ولا يُرى وجهها ، إيش تسمونه ؟ نحن نسميه منديل.
السائل : منديل .
الشيخ : منديل طيب ، هالمنديل هذا ذكر في الآية ؟
السائل : لا.
الشيخ : نحن ما عم نحكي عن المناديل ، عم نحكي عن الجلابيب : (( يدنين عليهن من جلابيبهن )) ، ليس استدلالكم بالمنديل الذي وجد فيما بعد ، وليس استدلالكم بالمنظار الأسود ، النظارة هذه ، لأنه هذه كلها أشياء حديثة ، استدلالكم بالجلباب وبقوله تعالى : (( يدنين عليهن من جلابيبهن )) ، استدلالكم خطأ .
أما أن المرأة بإمكانها أن تسدل على وجهها منديلاً ترى الطريق ولا يُرى وجهها ، هذه بضاعتنا نحن السوريين والألبانيين و و إلى آخره ، ما نحن بحاجة تذكروا لنا شو بيعملوا نساءكم ، لكن بحثنا إيش معنى (( يدنين عليهن من جلابيبهن )) ؟
لم يكن المنديل في ذاك الزمان ، ولئن كان موجوداً لم يُذكر لا في الآية ولا في الحديث كل ما ذُكر : ( لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين ) .
19 - الاستدلال بالجلباب وبقوله تعالى (( يدنين عليهن من جلابيبهن )) على وجوب تغطية الوجه استدلال خاطئ ؟ أستمع حفظ
ظاهرة الانتقاب سائدة على نساء المسلمين أثناء أداء الحج والعمرة وهو محظور من محظورات الإحرام وذلك لتشددكم.
أنا اعتمرتُ قبل أن أطوف على هذه البلاد ، أنا وزوجتي ، وربما تشاركونني الآن بهذه الملاحظة :
أجد النساء العرب هذه البلاد كلُّهن إما متنقبات وهن محرمات أو سادلات المناديل كما قلنا ، لم ؟
لتشددكم في الموضوع مع اتفاق علماء المسلمين جميعاً إنه المرأة لا يجوز لها أن تستر وجهها بالمنديل في سدل ، هذا السدل هو الذي جاء في حديث عائشة ، أما أن تشد المنديل على رأسها وتسدله على وجهها فهذا كالانتقاب ، من فَعَلت ذلك وجب عليها فدو عند كثير من العلماء ، فلماذا هذه الظاهرة ؟
السائل : فيه إجابة يا شيخ .
الشيخ : ما هي ؟
السائل : يا شيخ الانتقاب لا يجوز، الحديث صريح .
الشيخ : مو هذا سؤالي !
السائل : أما التغطية فيعني .
الشيخ : ما هو هذا سؤالي الله يهدينا وإياكم ، سؤالي : ما الذي يحمل الحاجَّات والمعتمرات على شد المناديل على وجوههن أو الانتقاب وهن محرمات لأن ؟
السائل : تشددنا .
الشيخ : أحسنت .
السائل : كما ذكرت .
الشيخ : هو هذا بارك الله فيك .
السائل : فيه إجابة .
الشيخ : اسمع يا أخي الله يهديك نحن بدنا نعالج الواقع .
السائل : هذا الواقع .
الشيخ : إيش الواقع ؟
السائل : أقول : في إجابة على هذا ذكره ابن القيم رحمه الله .
الشيخ : نحن عم نحكي عن ابن القيم الآن ؟!
السائل : لا ، أقول : فيه إجابة على هذا ، على تغطية الوجه بالنسبة للمرأة المحرمة يقول ابن القيم رحمه الله : " وحديث المنتقبة ليس فيه دلالة على أن تكشف المرأة وجهها " .
الشيخ : الله يهديك .
السائل : يقول : " بل تغطي وجهها ".
الشيخ : الله يهديك !!
" سارت مشرِّقة وسرتُ مغربًا *** شتَّان بين مشرق ومغربِ ".
أنا عم أحكي عن المحرمات .
السائل : أيوا هذا كلام ابن القيم عن المحرمات.
الشيخ : لك حبيبي ابن القيم بيقول : " إنه ما في دليل إنه غير المحرمة تكشف عن وجهها " .
السائل : لا ، الكلام عن المحرمة أنها تغطي وجهها وقد ذكر هذا في * بدائع الفوائد *.
الشيخ : يا أخي الله يهديك لا تستعجل ما تآخذوني إذا قلت لكم : كلكم هكذا بهذا التسرع ؟!
السائل : لا لا .
الشيخ : اسمع يا أخي أنا ما الذي أقوله هه أنا بصبر منشان أنت تتكلم ما الذي قلته أخيراً ؟
السائل : تقول يا شيخ : أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى المرأة أن تلبس القفازين وأن تنتقب ، تقول وكيف وأنت ترى الحاجات والمعتمرات وبعضهن ينتقبن أو يغطين وجوههن بهذا المنديل .
الشيخ : طيب .
السائل : فتقول ما الذي حملهن على هذا الفعل الذي هو تغطية الوجه أو ؟
الشيخ : عشان اختصار الطريق يجوز هذا ؟
السائل : تغطية الوجه تجوز .
الشيخ : أنا بقول عن تغطية الآن ؟
السائل : لا عن النقاب.
الشيخ : شفت وشلون .
السائل : لا أنت جمعت بين الاثنين شيخ قلت : إما التغطية بالمنديل أو النقاب .
الشيخ : الله يهديك ، المنديل غير السدل ، أنا الآن ذكرت سدل ، وقلت منديل شده ما يجوز ، الانتقاب ما يجوز للمحرمة ، أنا ذكرت ثلاثة أشياء ولذلك الآن أنا شفت إنك أنت بتستعجل مثل غيرك ، كلام ابن القيم لا يعالج المشكلة ، أنا بقول : ليش النساء العربيات وهن حاجات أو معتمرات يتنقبن أو يتمندلن مش يسدلن ، يتمندلن ، أنت بتقول ابن القيم قال كذا .
السائل : نحن فهمنا من المنديل يا شيخ هو، ما هو معروف عندنا فهمنا قصدك بالمنديل هو أن تضع المرأة أو أن تسدل المرأة غطاء على وجهها هذا ما قصدناه بالمنديل .
الشيخ : يا حبيبي أنا ذكرت ثلاثة أشياء ، أما أنت شو فهمت أن ما أُسأل ، أنا ذكرت ثلاثة أشياء : وهو الأول السدل ، قلت بالمرأة وقلت للشيخ هنا على ذلك حديث عائشة أليس كذلك خلصنا من السدل ، أي المرأة المحرمة تُسدل ، لكن لا تشد على وجهها ، فالمنديل يشد هنا على الجبهة ويسدل على الوجه ، هذا لا يجوز بالاتفاق ، بالأولى لا يجوز الانتقاب ، فقلنا آنفاً متسائلين مذكرين فقط لماذا هذا ؟
أجاب الأخ الفاضل هنا من التشدد ، وهذا هو فعلاً ، لماذا ؟
لأن النساء العربيات في هذه البلاد ما يسمعن إلا أن وجه المرأة عورة ويجب أن تستره ، وأنا أعتقد ما في مانع الإنسان أن يفتي بما يطمئن لكن يجب أن يُعالج الواقع ، فلان وفلان من المشائخ يحجون وهم مبصرون والحمد لله يرون النساء وهن يطفن ويسعين وهن متنقبات أو متمندلات يعني : شادات المنديل ، كلما تذكر إنه وجه المرأة عورة يجب أن يقرن معه إلا المحرمة فلا يجوز لها أن تنتقب ولا أن تشد المنديل هذا الذي أقوله ، فكلام ابن القيم ليس له علاقة بهذا الكلام .
السائل : لما سألت عن المرأة التي تضع على وجهها وقلت : المنديل يعني ظن الإخوان أو كلامنا ، كنا نظن أن المنديل هو ليس ما تشده المرأة.
الشيخ : أنت عفوًا لا تحشر الإخوان معك ، هذا رأيك .
السائل : لا أظن أن الجميع هكذا !
الشيخ : يا أخي ظن بهم خيرًا.
السائل : هذا خير يا شيخ.
الشيخ : هذا خطأ الآن ما وضح لك إنه هناك ثلاثة أشياء ؟
السائل : بس فيه إشكال عندي ، إيش الدليل على عدم شد المنديل يا شيخ، يعني لماذا المرأة لا تشد المنديل ؟
الشيخ : لأنه نهى الرسول عن الانتقاب .
السائل : يعني هو المنديل نفسه الانتقاب ؟
الشيخ : اسمع لأقول لك ، وهذا هو الفقه : اسمع الآن !
إذا فعلت هكذا يجوز ؟
السائل : لا أعلم .
الشيخ : نحن نعلم والحمد لله ، هذا لا يجوز أما هذا يجوز ، مثلك كمثل من يسأل : هل يجوز للمحرم أن يضع القلنسوة على رأسه ؟!
السائل : ما يجوز إنه يغطي رأسه .
الشيخ : لا ما تقول هكذا ، أنا اسألك عن وضع القلنسوة على رأسه ؟!
السائل : بالتحديد لا أدري لا أعلم .
الشيخ : كيف لا ، أليس قال الرسول : لا يلبس القميص ولا العمامة ولا ولا إلى آخره .
السائل : ولا البرانس .
الشيخ : ما قال ؟
السائل : بلى .
الشيخ : فيجوز أن يضع العمامة على رأسه ؟
السائل : لا ، ما يجوز .
الشيخ : إذاً أشكل عليك اللفظ ، تركنا قضية اللفظ ورجعنا للعمامة ، طيب فهل يجوز أن يَتَغطى بالخيمة أو بالمظلة التي تسمى اليوم الشمسية ؟
السائل : يجوز .
الشيخ : يجوز ، لماذا ؟
السائل : لأنه ليس بلبس .
الشيخ : وهذا كذلك ، هذا سدل وليس لبس ، هذا هو ، ثم لو رجعنا إلى الانتقاب ، هذا الانتقاب يجوز ؟
السائل : لا ، للمحرمة ما يجوز .
الشيخ : هو بحثنا في المحرمة ، وهكذا ؟
السائل : أيضاً ما يجوز .
سائل آخر : هل يسمى لغة انتقاب أم لا ما أدري !
الشيخ : طبعاً .
السائل : يسمى انتقاب ما يجوز .
الشيخ : ما يجوز ، شو بيسمى ؟ إذا لم نسميه انتقاب ماذا يسمى هذا ؟
السائل : لثام .
الشيخ : لثام، يجوز ؟ وهكذا أبالغ فأنزل هكذا يجوز ؟
السائل : لا .
الشيخ : يالله السلام عليكم .
20 - ظاهرة الانتقاب سائدة على نساء المسلمين أثناء أداء الحج والعمرة وهو محظور من محظورات الإحرام وذلك لتشددكم. أستمع حفظ
إذا تحققت الفتنة بسبب كشف المرأة وجهها فما العمل ؟
الشيخ : أنت بتقول تحققت الفتنة .
السائل : أنا فتنت بها مثلاً ، يعني جميلة جداً ؟
الشيخ : إذا فتنت بها يجب على أحدكما أن يعود ، يجب ولا لا ؟
طيب أن يهرب المفتتن من التي فتنته يجب عليها .
السائل : ولا تتغطى .
الشيخ : يجب عليها أن تهرب مش قضية إنه سترت الوجه ، أن تهرب ، لكن أنتم !
السائل : لأنه أنا درسني أستاذ دكتور سوري ، قال : إنه يعني لا يرى بجواز كشف الوجه لكن يقول : إذا كانت هناك فتنة فيجب أن تستر وجهها لا كأنه عورة ، ليس على أساس أنه عورة ، وإنما للفتنة " درء المفاسد أولى من جلب المصالح ".
الشيخ : في فرق يا أستاذ بين إذا كان يُخشى عليه أن يتحقق الفتنة ، وبين تحققت الفتنة .
السائل : طيب .
الشيخ : تحققت الفتنة مش بس تستر ، يجب أن تولي الأدبار ، أما يُخشى أن تتحقق الفتنة ويخشى ألا تتحقق ، فلماذا نضيق على الناس في شيء ما حرمه الله ولا رسوله ، هذه النقطة يلجئ إليها العالم حينما لا يجد الدليل الملزم للمرأة المسلمة أن تستر وجهها كقاعدة الإمام يجي يقول : إذا فسد الزمان وخُشيت الفتنة ، فهو في حديث الخثعمية شو موقفه؟ ألم توجد الفتنة ؟
لماذا ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لهؤلاء !
السائل : أرى تخريج لبعض العلماء يقول : إنها هذه الخثعمية ربما لأنها كانت محرمة، أو احتمال آخر: كانت قبل نزول الحجاب، كيف نرد عليها ؟
الشيخ : هذا في آخر سنة من حياته عليه السلام ، لكن الذي بيقولوه الأوّلانية إيش قلت أنت ؟
السائل : إنها في حالة كونها محرمة .
الشيخ : محرمة إي نعم ، فهذا عجب أن يقال هذا الكلام ، ما قلت أنت آنفاً حديث عائشة أنها كانت تسدل ما كانت محرمة ؟
السائل : بلى .
الشيخ : لماذا لم يأمرها الرسول بأن تسدل على وجهها ؟ هذا هو الحديث الي ذكره مسلم، وعلى استعمال الأحاديث على ما جاءت ، وإبطال الإيرادات التي ما هي صحيحة ، كانت محرمة نعم ، كانت محرمة يأمرها أن تسدل فإن كانت فتنة تقع بينك وبينها أسدلي ، بس قال للفضل وما يقول لها استري ، أي : بالستر الجائز وليس بالانتقاب أو بشد المنديل إن كان عند البدوية منديل .
السائل : طيب ردنا أو كيف توجيهنا حول قضية قول الله سبحانه وتعالى : (( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن )) ؟
الشيخ : إي نعم .
السائل : ألا نجد هنا دلالة على أنه إذا كانت المرأة مأمورة ألا تضرب بأرجلها حتى لا تفتن .
الشيخ : إي نعم .
السائل : أفلا يكون من باب أولى أن يأمرها الإسلام بستر وجهها ؟
الشيخ : لا ، وسامحكم الله ، جمال الوجه اصنطاعي أم فطري ؟
السائل : فطري .
الشيخ : طيب ، والخلاخيل فطري ولا اصطناعي ؟
السائل : اصطناعي .
الشيخ : إي شتان ما بينهما سامحكم الله ، هذا الحقيقة مثل ما بيقول ابن حزم، الشطره الثاني من كلامه، الشطر الأول لا أؤمن به، هو يقول : " القياس كله باطل " هذا نحن لا نؤمن به ، لكن الشاهد فيما يأتي : لما بيخاصم المخالفين له بيقول لهم : " هذا قياس ، والقياس كله باطل ، ولو كان منه حق لكان هذا منه عين الباطل " ، نحن نعتقد بالقياس ، لكن هذا القياس باطل ، لأنك تقيس ما يصنعه المخلوق في نفسه لإفتان الناس وما صنعه الخالق في المرأة كجمال طبيعي فتقيسون ذاك الفتنة المصطنعة على الفتنة التي خلقها الله ، أنا الآن أضطر لما يذكرون هذا القياس أقول الآن : ألا يمكن أن يكون رجل أجمل من امرأة ؟
السائل : بلى .
الشيخ : طيب ، أيجب على هذا الوجه الجميل !