رحلة النور-118
مقدمة الشيخ وبيانه لحقيقة النجاة في الآخرة والسعادة في الدنيا .
الطالب : إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه واستنَّ بسنته إلى يوم الدين .
أما بعد : فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
الطالب : أرجو من الإخوة الكرام ألَّا يكون هناك تدخلاً وتعارضاً للأسئلة الشفوية ، أرجو أن تكون مكتوبة حتى لا يضيع الوقت وحتى لا تكون الإجابة أو السؤال محدودة على واحد منا ، حيث إن الإخوة كلهم محتجون بكتابة أسئلتهم ، وإذا تدخل أحد فاحتجوا بأن الأسئلة مكتوبة ونكون في حرج ولا نريد أن نكون سبباً في إقلاق أحدٍ من إخواننا .
الشيخ : إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حقَّ تُقاته ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون )) ، (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم مِن نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رجالًا كثيرًا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا )) ، (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا )) .
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، وخيرَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وشرَّ الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
مما يحبُ أنْ يعلَمه كلُّ مسلم أن النجاة عند الله تبارك وتعالى في الآخرة ، والسَّعادَة في الدنيا إنما تكون على أساسين اثنين :
أحدهما : العلم النافع ، والآخر : العمل الصالح .
وأما العلم النافع فلا يمكن الوصول إليه والتعرُّف عليه إلا مِن طريق واحدة لا ثانية لها أَلَا وهي : طريق محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ذلك الطريق الذي أشار ربُّنا تبارك وتعالى إليه بمثل قوله عز وجل في القرآن الكريم : (( وأنَّ هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السُّبُل فتفرق بكم عن سبيله )) ، ففي هذه الآية الصراط والسبيل وجمع السبيل حيث قال تعالى : (( وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السُّبُل فَتَفرَّق بكم عن سبيله )) فالآية تنص نصًا صريحاً على أن الهداية إنما تكون لمن سار على طريق واحدة وليس على طرق متعددة ، وهذا الطريق الواحد لا يشك مسلم في ملايين من المسلمين في كل زمان ومكان مِن حيث العقيدة أنها طريقة محمد -عليه الصلاة والسلام- وإن كانوا قد تفرَّقوا عملياً إلى مذاهب شتى وطرائق قِددًا ، فإذا أرادوا أن يكونوا كما ذكرت آنفًا سعداء في الدنيا ناجيين في الآخرة فعليهم أن يسلكوا عمليًا هذا الطريق الواحد ألا وهو الصراط المستقيم .
وقد جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه أبو عبدالله الحاكم في *مستدركه* من حديث عبدالله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- : ( أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطَّ يومًا وهو بين أصحابه خطًّا مستقيماً على الأرض وقرأ تلك الآية : (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) ، فخطَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على جانبي الصراط المستقيم خطوطًا قصيرةً )، فتلا الآية السابقة وهو يمر بيده الشريفة على الخط المستقيم : (( وأنَّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) ، ثم قال عليه الصلاة والسلام ( هذا صراطُ الله ، وهذه طرق وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه ) :
فهذا الحديث يبين مع هذا التصوير الجميل المجسد لمعنى الآية الكريمة أن هناك طرقاً متفرعةً عن هذا الطريق لكن سار عليها ، كلما سار عليها ابتعد عن الطريق المستقيم ، ولذلك الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم يحض أمته على أن يسلكوا طريقه عليه الصلاة والسلام مستقيمًا وينهاهم أن يتبعوا تلك الطرق المتفرقة عنه ، هذه الطرق المتفرقة عنه ليست هي الموصِلة إلى طريق الله عز وجل التي قد جاء في نصّ بعضها ممن سلكه كقوله عليه الصلاة والسلام : ( من سلك طريقاً يلتمس به علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة ) فهذا الطريق هو من يمشي سويًّا على ذاك الصراط المستقيم .
أما بعد : فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
الطالب : أرجو من الإخوة الكرام ألَّا يكون هناك تدخلاً وتعارضاً للأسئلة الشفوية ، أرجو أن تكون مكتوبة حتى لا يضيع الوقت وحتى لا تكون الإجابة أو السؤال محدودة على واحد منا ، حيث إن الإخوة كلهم محتجون بكتابة أسئلتهم ، وإذا تدخل أحد فاحتجوا بأن الأسئلة مكتوبة ونكون في حرج ولا نريد أن نكون سبباً في إقلاق أحدٍ من إخواننا .
الشيخ : إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حقَّ تُقاته ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون )) ، (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم مِن نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رجالًا كثيرًا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا )) ، (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا )) .
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، وخيرَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وشرَّ الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
مما يحبُ أنْ يعلَمه كلُّ مسلم أن النجاة عند الله تبارك وتعالى في الآخرة ، والسَّعادَة في الدنيا إنما تكون على أساسين اثنين :
أحدهما : العلم النافع ، والآخر : العمل الصالح .
وأما العلم النافع فلا يمكن الوصول إليه والتعرُّف عليه إلا مِن طريق واحدة لا ثانية لها أَلَا وهي : طريق محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ذلك الطريق الذي أشار ربُّنا تبارك وتعالى إليه بمثل قوله عز وجل في القرآن الكريم : (( وأنَّ هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السُّبُل فتفرق بكم عن سبيله )) ، ففي هذه الآية الصراط والسبيل وجمع السبيل حيث قال تعالى : (( وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السُّبُل فَتَفرَّق بكم عن سبيله )) فالآية تنص نصًا صريحاً على أن الهداية إنما تكون لمن سار على طريق واحدة وليس على طرق متعددة ، وهذا الطريق الواحد لا يشك مسلم في ملايين من المسلمين في كل زمان ومكان مِن حيث العقيدة أنها طريقة محمد -عليه الصلاة والسلام- وإن كانوا قد تفرَّقوا عملياً إلى مذاهب شتى وطرائق قِددًا ، فإذا أرادوا أن يكونوا كما ذكرت آنفًا سعداء في الدنيا ناجيين في الآخرة فعليهم أن يسلكوا عمليًا هذا الطريق الواحد ألا وهو الصراط المستقيم .
وقد جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه أبو عبدالله الحاكم في *مستدركه* من حديث عبدالله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- : ( أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطَّ يومًا وهو بين أصحابه خطًّا مستقيماً على الأرض وقرأ تلك الآية : (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) ، فخطَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على جانبي الصراط المستقيم خطوطًا قصيرةً )، فتلا الآية السابقة وهو يمر بيده الشريفة على الخط المستقيم : (( وأنَّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) ، ثم قال عليه الصلاة والسلام ( هذا صراطُ الله ، وهذه طرق وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه ) :
فهذا الحديث يبين مع هذا التصوير الجميل المجسد لمعنى الآية الكريمة أن هناك طرقاً متفرعةً عن هذا الطريق لكن سار عليها ، كلما سار عليها ابتعد عن الطريق المستقيم ، ولذلك الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم يحض أمته على أن يسلكوا طريقه عليه الصلاة والسلام مستقيمًا وينهاهم أن يتبعوا تلك الطرق المتفرقة عنه ، هذه الطرق المتفرقة عنه ليست هي الموصِلة إلى طريق الله عز وجل التي قد جاء في نصّ بعضها ممن سلكه كقوله عليه الصلاة والسلام : ( من سلك طريقاً يلتمس به علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة ) فهذا الطريق هو من يمشي سويًّا على ذاك الصراط المستقيم .
بيان مصادر الطريق المستقيم من النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : وقد بيّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ الطريق التي كان ماشيًا وسالكًا عليها إنما تؤخذ من مصدرين اثنين أَلَا وهما:
كتاب الله ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : ( تركتُ فيكم شيئين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتابَ الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ) .
( تركت فيكم شيئين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتابَ الله وسنتي ) : فهذا النصُّ دليل على أن العصمة في النجاة في الآخرة وأن الطريق المستقيم إنما يؤخذ من كتاب الله فقط ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فهذا الطريق هو العلم النافع الذي إذا تمسك به المسلمون نجو دنيا وأخرى كما ذكرنا آنفاً .
كتاب الله ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : ( تركتُ فيكم شيئين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتابَ الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ) .
( تركت فيكم شيئين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتابَ الله وسنتي ) : فهذا النصُّ دليل على أن العصمة في النجاة في الآخرة وأن الطريق المستقيم إنما يؤخذ من كتاب الله فقط ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فهذا الطريق هو العلم النافع الذي إذا تمسك به المسلمون نجو دنيا وأخرى كما ذكرنا آنفاً .
بيان أن العمل الصالح هو الركن والأساس الثاني بعد التمسك بالكتاب والسنة والذي ينبغي على كل مسلم أن يكون عليه.
الشيخ : أما الركن الآخر أو الأساس الآخر الذي ينبغي على كل مسلم أن يكون عليه فهو : العمل الصالح ، فإن المسلم إذا علم ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم لم يقرُن العملَ مع العلم كان علمه وبالاً عليه ، ذلك كما قال ربنا عز وجل : (( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) : فمن الكبائر أن يكون المسلم عالماً غير عامل ، فلابد من أن يقرُن عمله مطابقاً لعلمه النافع وقد عرفتم العلم النافع بإيجاز مما سبق بيانه .
أما العمل الصالح فقد اشترط له العلماء شرطين اثنين :
الشرط الأول : أن يكون على سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأَلَّا يكون مال به عن سنته متبعاً في ذلك هواه أو هوى غيره مما مضى وسلف ممن انحرف به هواه عن الجادة والصراط المستقيم ، لقد روى الإمامُ البخاري ومسلم في صحيحهما مِن حديث أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( يُؤتى بالعالم يوم القيامة فيُلقى في النار فتندلقُ أقتاب بطنه فيطيق به أهل النار ، فيقولون له : يا فلان أَلَستَ كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ، فيقول : نعم كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وأنهاكم عن المنكر وآتيه ) : فهذا تصوير رائع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمن علم ولم يعمل بعلمه ، فلذلك فلابد لكلِّ مسلم أن يجتمع فيه هاتان الركيزتان أو الدعامتان ، العلم النافع والعمل الصالح .
العلم النافع ما كان على ما كان عليه الرسول عليه السلام ، والعمل الصالح أن يكون مخلصًا فيه لله تبارك وتعالى ، كما قال عز وجل : (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يُشرك بعبادة ربه أحدًا )) .
أما العمل الصالح فقد اشترط له العلماء شرطين اثنين :
الشرط الأول : أن يكون على سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأَلَّا يكون مال به عن سنته متبعاً في ذلك هواه أو هوى غيره مما مضى وسلف ممن انحرف به هواه عن الجادة والصراط المستقيم ، لقد روى الإمامُ البخاري ومسلم في صحيحهما مِن حديث أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( يُؤتى بالعالم يوم القيامة فيُلقى في النار فتندلقُ أقتاب بطنه فيطيق به أهل النار ، فيقولون له : يا فلان أَلَستَ كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ، فيقول : نعم كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وأنهاكم عن المنكر وآتيه ) : فهذا تصوير رائع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمن علم ولم يعمل بعلمه ، فلذلك فلابد لكلِّ مسلم أن يجتمع فيه هاتان الركيزتان أو الدعامتان ، العلم النافع والعمل الصالح .
العلم النافع ما كان على ما كان عليه الرسول عليه السلام ، والعمل الصالح أن يكون مخلصًا فيه لله تبارك وتعالى ، كما قال عز وجل : (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يُشرك بعبادة ربه أحدًا )) .
3 - بيان أن العمل الصالح هو الركن والأساس الثاني بعد التمسك بالكتاب والسنة والذي ينبغي على كل مسلم أن يكون عليه. أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا )).
الشيخ : (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا )) قال علماء التفسير في هذه الآية :
العمل الصالح هو ما كان على سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فإن خالفها كان عمله مردوداً عليه ، وذلك ما جاء مصرَّحاً به في بعض الأحاديث الصحيحة كقول عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) .
( من أحدث في أمرنا هذا ) أي : في ديننا هذا ما لم يكن منه فهو مردود عليه مضروبٌ به وجهُ صاحبِهِ ، لأنه لن يتبع النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي جاء بالهدى والنور شاملًا كاملًا كما قال ربنا تبارك وتعالى في كتابه : (( اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا )) :
قد تمت النعمة من ربنا تبارك وتعالى بإكماله لدينه فلم يدع مجالًا لأحدٍ أن يُحدث في دينه ما لم يكن منه ، لهذا قال عليه السلام كما سمعتم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، قد يكون المحدَث مما يغري بعض الناس على القيام به فيتورط ويظن أنه عمل صالح ، ولكنه في الواقع إنما هو عمل طالح وذلك لأنه لم يأت به النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
العمل الصالح هو ما كان على سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فإن خالفها كان عمله مردوداً عليه ، وذلك ما جاء مصرَّحاً به في بعض الأحاديث الصحيحة كقول عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) .
( من أحدث في أمرنا هذا ) أي : في ديننا هذا ما لم يكن منه فهو مردود عليه مضروبٌ به وجهُ صاحبِهِ ، لأنه لن يتبع النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي جاء بالهدى والنور شاملًا كاملًا كما قال ربنا تبارك وتعالى في كتابه : (( اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا )) :
قد تمت النعمة من ربنا تبارك وتعالى بإكماله لدينه فلم يدع مجالًا لأحدٍ أن يُحدث في دينه ما لم يكن منه ، لهذا قال عليه السلام كما سمعتم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، قد يكون المحدَث مما يغري بعض الناس على القيام به فيتورط ويظن أنه عمل صالح ، ولكنه في الواقع إنما هو عمل طالح وذلك لأنه لم يأت به النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
بيان السبيل الصحيح لمعرفة العمل الصالح من غيره.
الشيخ : ولذلك فليس سبيل معرفة العمل الصالح هو هوى الأشخاص أو تقاليدهم أو عاداتهم ، وإنما سبيل معرفة ذلك أن نرجع إلى ما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ، ومن الدليل على ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم أيضاً في صحيحهما : ( أنَّ رهطاً مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاؤوا إلى نسائه فسألوهن عن عبادته عليه الصلاة والسلام، عن قيامه في الليل ، وصيامه في النهار ، وإتيانه للنساء ، فوصفن لهم ما يعلمنه من ذلك فقلن : إن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يقوم الليل وينام ، وكان يصوم ويفطر ، وكان يأتي النساء ويتزوجهن ) : ذكرن لهؤلاء الرهط عبادة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ، ومعنى ذلك أنه -عليه الصلاة والسلام- لم يكن راهبًا لم يكن قائمًا الليل كله ولا صائمًا الدهر كلَّه ولا هو مترهب لا يأتي أهله ، وإنما كان يجمع بين هذه الحقوق كلها ، فهو يقوم الليل لكنه ينام ، ويصوم النهار ولكنه لا يصوم الدهر ثم هو يؤتي نفسه حظها الحلال كما أنه يؤتي أهله أيضاً حظهن منه ، لكن الرهط المذكور لما سمعوا الوصف المذكور وجدوا في زعمهم عبادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قليلة ، فقال راوي الحديث وهو أنس بن مالك رضي الله عنه : ( فتقآلوها ) أي : وجدوا عبادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قليلة ، وهنا يكمُن الهوى ، ويقترن مع الهوى الخطر ، كيف تكون عبادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قليلةً وهو الذي قام كما جاء في الصحيحين أيضاً من حديث المغيرة بن شعبة وغيره قال : ( قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تشققت قدماه ، فقالوا : يا رسول الله قد غفر اللهُ لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) : كأنهم أشفقوا عليه صلى الله عليه وآله وسلم مِن إتعابه لنفسه في عبادته لربه في قيامه لليله ، فكان جوابه صلى الله عليه وآله وسلم : ( أفلا أكون عبدًا شكورًا ) ، كيف تكون عبادة هذا النبي الكريم وهذه حاله حتى أشفق عليه أصحابُه العارفين بحقيقة عبادته ، أما الرهط فلجهلهم بالعدل في كل شيءٍ ومنها العبادة لله عز وجل ، قال أنس : وجدوا عبادته صلى الله عليه وآله وسلم قليلةً ، يشيرون إلى أنهم كانوا يتصورون ويتخيلون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينبغي أن يقوم الليل كله ولا ينام ، وأن يصوم الدهر كله فلا يفطر ، وألا يقترب من النساء ، هكذا كانوا قد تخيلوا النبيَّ الكامل ففوجئوا بوصف نسائه إياه بخلاف ما تخيلوه ، لذلك قالوا بأنها عبادة قليلة ، وعلى ذلك أجابوا عن قلة عبادته -عليه السلام- التي زعموها بتعليلٍ لولا أنهم كانوا مخطئين لكان فيما وَصفوا به النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الفسقُ إن لم يكن هو الكفر بعينه، فقد قالوا : ( هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) أما نحن فينبغي أن نسعى وأن نكد وأن نجد حتى ننال مغفرة الله تبارك وتعالى ، ثم خَطُّوا لهم خطة زعموها أنها هي الطريق للوصول إلى مغفرة الله عز وجل ، ( فقال أحدهم : أمَّا أنا ... وأخبر خبرهم خطب في المسجد وقال : ما بال أقوام يقولون كذا وكذا وكذا ) حكى عليه الصلاة والسلام مقالة كل منهم : الذي قال أصوم الدهر ، والذي قال أقوم الليل كله ، والذي قال لا أتزوج النساء فكنى عنهم وستر أسماءهم ولم يفضحهم ، تلك سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وعظه لأصحابه الذين قد يُخطئون في بعض أقوالهم أو أفعالهم ، يؤدبهم ويربيهم دون أن يفضحهم ، بل يستر عليهم كما هي سنته صلى الله عليه وسلم قولًا وفعلًا : ( ما بال أقوام يقولون كذا وكذا ، أَمَا إني أخشاكم لله وأتقاكم لله ، أمَا إني أصوم وأفطر وأقوم الليل وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ) : ففي هذا الحديث أن الصلاح والتقرب إلى الله تبارك وتعالى في سبيل الوصول أو الحصول على مغفرة الله عز وجل ليس هو بكثرة العبادة وقد سمعتم ما عزم عليه هؤلاء الرهط من الإكثار والاستزادة على عبادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنكرها عليهم وقال معللًا ما كان عليه السلام من الاقتصاد في العبادات كلها وعدم الغلو فيها قائلاً : ( أمَا إني أخشاكم لله وأتقاكم لله ، أمَا إني أصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ) :
فمن رغب عن سنتي فليس مني : فمعنى هذه الجملة الأخيرة من هذا الحديث الصحيح : أن سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما هي الطريقة التي سار عليها طيلة حياته في كل أفعاله وعباداته ، لا إفراط فيها ولا تفريط ، فمن زاد على ما كان عليه الصلاة والسلام فحينئذٍ يقول : ( فليس مني ) ، ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) : فهذا الحديث يوجب علينا أن نعرف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم مِن الدِّين سواءٌ ما كان منه عقيدة أو عبادة أو سلوكاً وأخلاقاً حتى نسير على ذلك ليكون عملنا قد توفرت فيه الشرط الأول من الشرطين اللَّذين أشار ربنا عز وجل في الآية السابقة بقوله : (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا )).
فمن رغب عن سنتي فليس مني : فمعنى هذه الجملة الأخيرة من هذا الحديث الصحيح : أن سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما هي الطريقة التي سار عليها طيلة حياته في كل أفعاله وعباداته ، لا إفراط فيها ولا تفريط ، فمن زاد على ما كان عليه الصلاة والسلام فحينئذٍ يقول : ( فليس مني ) ، ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) : فهذا الحديث يوجب علينا أن نعرف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم مِن الدِّين سواءٌ ما كان منه عقيدة أو عبادة أو سلوكاً وأخلاقاً حتى نسير على ذلك ليكون عملنا قد توفرت فيه الشرط الأول من الشرطين اللَّذين أشار ربنا عز وجل في الآية السابقة بقوله : (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا )).
من لوازم معرفة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم معرفة السبيل الذي كان عليه صحابته رضوان الله عليهم .
الشيخ : ومن لوازم هذه المعرفة لما كان عليه صلى الله عليه وآله وسلم ألا نزيد على عبادته شيئاً مُطلقاً لما سبق من الآية مِن إتمام الله عز وجل لهذا الدين وجعله ذلك نعمة كبرى على هذه الأمة ، لهذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعرفون هذه الحقيقة ولا يزيدون على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الهدى والنور ، كيف وهو -عليه الصلاة والسلام- كان دائماً إذا خطبهم يقول في ابتداء خطبته كما سمعتم آنفاً في مطلع هذه الكلمة :
( أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي ) وفي رواية : ( وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ) بذلك جاءت الآثار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حاضة على التمسك بهديه دون زيادة عليه ، وكذلك جاءت أقوال أصحابه مِن ذلك قول عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- : " اقتصادٌ في سنة خير من اجتهاد في بدعة " ، كذلك روي عن حذيفة بن اليمان -رضي الله تعالى عنه- أنه قال : " كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا تتعبدوها " ، والآثار والقصص التي وردت عن السلف التي تدور حول الوقوف على ما جاءَنا عن الرسول دون الزيادة عليه كثيرة جدًّا فحسبنا هذا المقدار مما ذكرنا من الأحاديث والآثار لتبيان أنَّ ما كان عليه الرسول عليه السلام هو الذي يجب الوقوفُ عنده والتعرف عليه دون أن نزيد على ذلك ، لأننا لن نستطيع الإحاطة والقيام بكل العبادات التي جاء بها الرسول -عليه الصلاة والسلام- .
( أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي ) وفي رواية : ( وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ) بذلك جاءت الآثار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حاضة على التمسك بهديه دون زيادة عليه ، وكذلك جاءت أقوال أصحابه مِن ذلك قول عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- : " اقتصادٌ في سنة خير من اجتهاد في بدعة " ، كذلك روي عن حذيفة بن اليمان -رضي الله تعالى عنه- أنه قال : " كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا تتعبدوها " ، والآثار والقصص التي وردت عن السلف التي تدور حول الوقوف على ما جاءَنا عن الرسول دون الزيادة عليه كثيرة جدًّا فحسبنا هذا المقدار مما ذكرنا من الأحاديث والآثار لتبيان أنَّ ما كان عليه الرسول عليه السلام هو الذي يجب الوقوفُ عنده والتعرف عليه دون أن نزيد على ذلك ، لأننا لن نستطيع الإحاطة والقيام بكل العبادات التي جاء بها الرسول -عليه الصلاة والسلام- .
6 - من لوازم معرفة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم معرفة السبيل الذي كان عليه صحابته رضوان الله عليهم . أستمع حفظ
تتمة الكلام حول قوله تعالى : (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) والمتضمن الحديث حول الركيزة الثانية وهي الإخلاص .
الشيخ : لنعود إلى إكمال الكلام فيما يتعلق بالركيزة الثانية التي أشار إليها ربنا عز وجل في تمام الآية السابقة حيث قال : (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يُشرك بعبادة ربه أحدًا )) : فقد عرفنا كيف يكون العمل الصالح وهو ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام دون زيادة ما .
أما قوله عز وجل : (( فلا يشرك بعبادة ربه أحدًا )) فإنما يعني في هذه الآية أي ليكن من كان يرجو لقاء ربه في عمله الصالح مخلصًا لله عز وجل لا يُرائي ولا يرجو مِن وراء عمله الصالح سوى مرضاة الله تبارك وتعالى ، وقد جاءت في هذه المناسبة أحاديث كثيرة وكثيرةٌ جدًّا فيها ما يكفي لوعظ وإيقاظِ قلب المسلم مِن غفلته في بعض أعماله الصالحة التي قد تتغلب عليه نفسُه الأمارة بالسوء فتقلب عبادته التي على السنة تقلب عبادته وبالًا عليه ، ولماذا ؟! لأنه لم يخلص فيها لله تبارك وتعالى ، بل أشرك فيها معه غيره ، أي : أراد وجه غير الله عز وجل في عمله ، من تلك الأحاديث ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله تعالى عنه- : ( أنَّ رجلًا قال للنبي -عليه الصلاة والسلام- : الرجل منا يا رسول الله يقاتل شجاعة ، هل هو في سبيل الله ؟ قال : لا ، قال : الرجل منا يقاتل حمية هل هو في سبيل الله ؟ قال : لا ، الرجل يقاتل كذا وكذا هل هو في سبيل الله ؟ قال : لا ) في كل مرة لا لا ، ( قالوا : فمن في سبيل الله ؟ قال : مَن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) : ومعنى ذلك أنَّ من قاتل لغير إعلاء كلمة الله تبارك وتعالى فليس في سبيل الله ، وإنما هو في سبيل الشيطان ، ولذلك فينبغي أن يراقب كلُّ مسلمٍ أعمالَه وبخاصة جهادَه الذي قد يعرض نفسه للموت ، فعليه أن يجعل جهاده خالصًا لوجه الله تبارك وتعالى كما قال -عليه الصلاة والسلام- في حديثٍ رواه الحاكم في *المستدرك* من حديث أُبي بن كعب -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : ( بشر هذه الأمة بالرفعة والسناء والمجد والتمكين في الأرض ، ومن عمل منهم عملاً للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب ، ومن عمل منهم عملاً من أعمال الآخرة للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب ) .
أما قوله عز وجل : (( فلا يشرك بعبادة ربه أحدًا )) فإنما يعني في هذه الآية أي ليكن من كان يرجو لقاء ربه في عمله الصالح مخلصًا لله عز وجل لا يُرائي ولا يرجو مِن وراء عمله الصالح سوى مرضاة الله تبارك وتعالى ، وقد جاءت في هذه المناسبة أحاديث كثيرة وكثيرةٌ جدًّا فيها ما يكفي لوعظ وإيقاظِ قلب المسلم مِن غفلته في بعض أعماله الصالحة التي قد تتغلب عليه نفسُه الأمارة بالسوء فتقلب عبادته التي على السنة تقلب عبادته وبالًا عليه ، ولماذا ؟! لأنه لم يخلص فيها لله تبارك وتعالى ، بل أشرك فيها معه غيره ، أي : أراد وجه غير الله عز وجل في عمله ، من تلك الأحاديث ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله تعالى عنه- : ( أنَّ رجلًا قال للنبي -عليه الصلاة والسلام- : الرجل منا يا رسول الله يقاتل شجاعة ، هل هو في سبيل الله ؟ قال : لا ، قال : الرجل منا يقاتل حمية هل هو في سبيل الله ؟ قال : لا ، الرجل يقاتل كذا وكذا هل هو في سبيل الله ؟ قال : لا ) في كل مرة لا لا ، ( قالوا : فمن في سبيل الله ؟ قال : مَن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) : ومعنى ذلك أنَّ من قاتل لغير إعلاء كلمة الله تبارك وتعالى فليس في سبيل الله ، وإنما هو في سبيل الشيطان ، ولذلك فينبغي أن يراقب كلُّ مسلمٍ أعمالَه وبخاصة جهادَه الذي قد يعرض نفسه للموت ، فعليه أن يجعل جهاده خالصًا لوجه الله تبارك وتعالى كما قال -عليه الصلاة والسلام- في حديثٍ رواه الحاكم في *المستدرك* من حديث أُبي بن كعب -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : ( بشر هذه الأمة بالرفعة والسناء والمجد والتمكين في الأرض ، ومن عمل منهم عملاً للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب ، ومن عمل منهم عملاً من أعمال الآخرة للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب ) .
7 - تتمة الكلام حول قوله تعالى : (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) والمتضمن الحديث حول الركيزة الثانية وهي الإخلاص . أستمع حفظ
بيان ما ورد في السنة من أحاديث تحذر من الشرك في العمل .
الشيخ : وإنَّ مِن أشد الأحاديث تخويفاً وترهيباً لِمن لا يخلص لله عز وجل في عمله ولو كان من أعلى الأعمال عند الله رِفعةً ومنزلةً ومع ذلك فينقلب عليه هذا العمل وبالاً ، لأنه ما أخلص فيه لله تبارك وتعالى ، ذلك الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه مِن حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أوَّلُ مَن تُسعّر بهم النار يوم القيامة ثلاثة : عالمٌ ومجاهدٌ وغنيٌ ) انظروا خير الناس أعمالاً هم هؤلاء الثلاثة عالم ومجاهد وغني ، مع ذلك يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الصادق الأمين بأنَّ أول مَن تُشعل بهم النار وتُوقد بهم جهنم يوم القيامة هم هؤلاء الأجناس الثلاثة : العالم والمجاهد والغني ، يقول -عليه الصلاة والسلام- في تمام الحديث : ( يُؤتى بالعالم يوم القيامة فيقال له : ماذا عملتَ فيما علِمت ؟ فيقول : يا رب نشرته في سبيلك ، فيقال له : كذبتَ إنما علمت ليقول الناس فلان عالم وقد قيل ، خذوا به إلى النار ) أي : إنَّ ما سعى إليه من حب الشهرة والظهور قد وصل إليه بعلمه فليس له في الآخرة من نصيب كما تقدم في حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه .
( ثم يُؤتى بالمجاهد فيقال له : ماذا علمتَ بما أنعمت عليك من قوة ؟ فيقول : يا رب قاتلت في سبيلك ، فيقال له : كذبتَ إنما جاهدت ليقال : فلان بطل فلان شجاع وقد قيل ، خذوا به إلى النار ، فيُلقى به إلى جهنم ، ثم يؤتى بالغني الذي أنفق أمواله في سبيل الله فيما يبدو للناس فالله يحاسبه ويسأله وهو أعلم بما في نفسه ماذا فعلتَ بما أنعمتُ عليك من مال ؟ فيقول : يا رب أنفقته في سبيلك ، فيقال له : كذبت إنما أنفقت ليقول الناس فلانٌ كريم وقد قيل ، خذوا به إلى النار ) ، قال أبو هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( فأول من تسعر بهم النار يوم القيامة هؤلاء الثلاثة : العالم والمجاهد والغني ) :
ومن هنا نتلخص شيئاً هامّاً جدًّا هو ما أشار إليه ربنا عز وجل في الآية السابقة : (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً )) أي : على وجه السنة .
(( ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا )) أي : ليخلص في كل عبادة يأتي بها لله عز وجل لا يريد من الناس جزاء ولا شكورًا .
فنسأل الله عز وجل أن يعرفنا وأن يعلمنا العمل الذي كان عليه رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم وأن يُلهمنا الإخلاص فيه له وحده لا شريك له.
( ثم يُؤتى بالمجاهد فيقال له : ماذا علمتَ بما أنعمت عليك من قوة ؟ فيقول : يا رب قاتلت في سبيلك ، فيقال له : كذبتَ إنما جاهدت ليقال : فلان بطل فلان شجاع وقد قيل ، خذوا به إلى النار ، فيُلقى به إلى جهنم ، ثم يؤتى بالغني الذي أنفق أمواله في سبيل الله فيما يبدو للناس فالله يحاسبه ويسأله وهو أعلم بما في نفسه ماذا فعلتَ بما أنعمتُ عليك من مال ؟ فيقول : يا رب أنفقته في سبيلك ، فيقال له : كذبت إنما أنفقت ليقول الناس فلانٌ كريم وقد قيل ، خذوا به إلى النار ) ، قال أبو هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( فأول من تسعر بهم النار يوم القيامة هؤلاء الثلاثة : العالم والمجاهد والغني ) :
ومن هنا نتلخص شيئاً هامّاً جدًّا هو ما أشار إليه ربنا عز وجل في الآية السابقة : (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً )) أي : على وجه السنة .
(( ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا )) أي : ليخلص في كل عبادة يأتي بها لله عز وجل لا يريد من الناس جزاء ولا شكورًا .
فنسأل الله عز وجل أن يعرفنا وأن يعلمنا العمل الذي كان عليه رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم وأن يُلهمنا الإخلاص فيه له وحده لا شريك له.
كيف نرد على من ترك كثيراً من السنن كالصلاة إلى سترة وضع الثوب على منتصف الساقين وحجتهم في ذلك أن مصلحة الدعوة تقتضي ذلك ؟
السائل : فضيلة الشيخ -بارك الله فيك ، ونفع الله بعلمك الجميع- يقول : كيف نرد على من ترك كثيرًا من السنن كالصلاة إلى سترة ، ووضع الثوب على منتصف الساقين ، وحجتهم في ذلك أن مصلحة الدعوة تقتضي ذلك ، وأنهم لا يريدون تنفير الناس أو تفريق الصف ، وجزاكم الله خيراً ؟
الشيخ : مثل هذا السؤال مِن أعجب ما أسمعه في سفرتي هذه إليكم ، لأنه من باب : " وداوِني بالتي كانت هي الداءُ " : إن هؤلاء الناس أو بعض هؤلاء يرون مُعالجة واقع المسلمين وعدم تفريق الصف وتفريق كلمتهم إنما تكون بمخالفة سنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم وكأنما لم يسمعوا الحديث السابق حديث الرهط وقد ختمه عليه الصلاة والسلام بقوله : ( فمن رَغِب عن سنتي فليس مني ) : فيا سبحان الله مَن كان متمسكًا بهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى في بذَّتِه وفي ثيابه هذا يكون مفارقاً للصف ، والذي يُنكر ذلك ويخالف هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو الذي يجمع الكلمة ولا يفرق الصف ، لقد قلبوا شريعة الله تبارك وتعالى ، وزعموا أنَّ الإصلاح إنما يكون بمخالفة السنة ، وقد ذكرت آنفاً في جملة ما ذكرتُ : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي ) ، فهؤلاء يدعون الناس إلى ترك السنة وهي عن مما أن يكون مستحباً أو سنة أو فريضة ، فكل ما كان عليه الرسول عليه السلام من الهدى أو الهدي فهو سنته صلى الله عليه وآله وسلم ، وكلَّما كان المؤمن متمسكاً بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلَّما كان أكثر حباً له عليه الصلاة والسلام مِن أولئك الذين يتساهلون بسنته بل يزيدون على تساهلهم أنْ يُظفوا عليها وأن يُلقوا عليها ستارًا من المخادعة ، يسمون ترك السنة إصلاحاً والتمسك بها إفساداً وتفريقاً للكلمة ، أين هم من قوله تبارك وتعالى : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) : فدليل الحب الصادق لله تبارك وتعالى إنما هو اتِّباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن قصّر في اتِّباعه صلى الله عليه وآله وسلم فقد قصَّر في حبه تبارك وتعالى إياه ، وقد يكون من عاقبة ذلك أن يدخل النار مع الدَّاخلين إما خلودًا إذا استحلَّ بقلبه ما شرع اللهُ على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وإما مكثًا أحقابًا تتناسب مع عقيدته التي انحرفت به عن سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذه مزلةُ أقدامٍ وسوسَ بها الشيطان إلى بعض الناس في آخر الزمان ليصدهم عن سبيل الله بمخالفة طريقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد سمعتم آنفاً ما هو الصراط المستقيم وما هي الطرق التي تخرج بالناس عن هذا الصراط المستقيم ، فأنا أرى أنَّ من هذه الطرق المحدثة اليوم هذه الدعوة التي هي التي تفرق الكلمة وهي : الحض على ترك بعض السنن.
الشيخ : مثل هذا السؤال مِن أعجب ما أسمعه في سفرتي هذه إليكم ، لأنه من باب : " وداوِني بالتي كانت هي الداءُ " : إن هؤلاء الناس أو بعض هؤلاء يرون مُعالجة واقع المسلمين وعدم تفريق الصف وتفريق كلمتهم إنما تكون بمخالفة سنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم وكأنما لم يسمعوا الحديث السابق حديث الرهط وقد ختمه عليه الصلاة والسلام بقوله : ( فمن رَغِب عن سنتي فليس مني ) : فيا سبحان الله مَن كان متمسكًا بهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى في بذَّتِه وفي ثيابه هذا يكون مفارقاً للصف ، والذي يُنكر ذلك ويخالف هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو الذي يجمع الكلمة ولا يفرق الصف ، لقد قلبوا شريعة الله تبارك وتعالى ، وزعموا أنَّ الإصلاح إنما يكون بمخالفة السنة ، وقد ذكرت آنفاً في جملة ما ذكرتُ : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي ) ، فهؤلاء يدعون الناس إلى ترك السنة وهي عن مما أن يكون مستحباً أو سنة أو فريضة ، فكل ما كان عليه الرسول عليه السلام من الهدى أو الهدي فهو سنته صلى الله عليه وآله وسلم ، وكلَّما كان المؤمن متمسكاً بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلَّما كان أكثر حباً له عليه الصلاة والسلام مِن أولئك الذين يتساهلون بسنته بل يزيدون على تساهلهم أنْ يُظفوا عليها وأن يُلقوا عليها ستارًا من المخادعة ، يسمون ترك السنة إصلاحاً والتمسك بها إفساداً وتفريقاً للكلمة ، أين هم من قوله تبارك وتعالى : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) : فدليل الحب الصادق لله تبارك وتعالى إنما هو اتِّباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن قصّر في اتِّباعه صلى الله عليه وآله وسلم فقد قصَّر في حبه تبارك وتعالى إياه ، وقد يكون من عاقبة ذلك أن يدخل النار مع الدَّاخلين إما خلودًا إذا استحلَّ بقلبه ما شرع اللهُ على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وإما مكثًا أحقابًا تتناسب مع عقيدته التي انحرفت به عن سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذه مزلةُ أقدامٍ وسوسَ بها الشيطان إلى بعض الناس في آخر الزمان ليصدهم عن سبيل الله بمخالفة طريقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد سمعتم آنفاً ما هو الصراط المستقيم وما هي الطرق التي تخرج بالناس عن هذا الصراط المستقيم ، فأنا أرى أنَّ من هذه الطرق المحدثة اليوم هذه الدعوة التي هي التي تفرق الكلمة وهي : الحض على ترك بعض السنن.
9 - كيف نرد على من ترك كثيراً من السنن كالصلاة إلى سترة وضع الثوب على منتصف الساقين وحجتهم في ذلك أن مصلحة الدعوة تقتضي ذلك ؟ أستمع حفظ
بيان حكم اتخاذ المصلي للسترة .
الشيخ : أمَّا الصلاة إلى السترة فهذه من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهدي أصحابه من بعده ، ذلك أن كثيراً من المصلين اليوم يقومون في المسجد يصلون لا إلى سترة ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) ، وفي حديث آخر : ( إذا صلى أحدكم فليدنُ مِن سترته لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) : لذلك كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أذن المؤذن أذان المغرب قاموا يصلون الركعتين قبل فرض المغرب ، يصلون وراء السواري قال أنس بن مالك -هذا حديث في البخاري- : ( كان المؤذن إذا أذن لصلاة المغرب ابتدر الناس السواري ) أي : الأعمدة في المسجد ( يصلون إليها ) :
هذه من السترة التي أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالصلاة إليها أمراً مُؤكِدًا له ، وقد بنى على ذلك بعض الأحكام الشرعية منها :
أنه أحياناً إذا لم يتستر بشيء مثل مؤخرة الرحل أي : ما هو مرتفع قدر شبر أو شبرين أن بعض من يمر قد يفسد عليه صلاته كما قال عليه الصلاة والسلام : ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثلُ مؤخرة الرَّحل المرأة والحمار والكلب الأسود ) : فعلى المصلين إذا دخلوا المسجد أن يكون في بالهم الصلاة إلى السترة فلا يصلون في منتصف المسجد ، وإنما يتقدمون إلى الجدار القبلي أو إلى عمود أو سارية أو إلى طاولة أو أي شيء قائم بين يديه فيصلي إليه ائتمارًا مِنه بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخاص الذي ذكرته آنفاً : ( إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة ) ، وائتمارًا بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم العام الذي كان يقول : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) : فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلى في مسجده كان بين موضع سجوده والجدار ممر شاة ، بمقدار ما تمرُّ به الشاة ، أي : المسافة بين موضع سجوده عليه السلام على الأرض والسترة أو الجدار الذي بين يديه إنما هو بمقدار شبر أو شبرين هكذا ( صلوا كما رأيتموني أُصلي ) هذا أمره عليه الصلاة والسلام للناس جميعاً وعليكم أن تحيووا هذه السنة التي أماتها جماهير المصلين ، فيكتب لكم أجرها كما قال عليه الصلاة والسلام : ( مَن سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر مَن عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص مِن أجورهم شيء ) .
السائل : نذكر إخواننا أن صلاة المغرب قد قربت فمن كان أراد أن يجهز نفسه بالوضوء فليفعل ، ونحن نواصل إلى وقت الأذان ثم نصلي ونعود بعد الصلاة .
هذه من السترة التي أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالصلاة إليها أمراً مُؤكِدًا له ، وقد بنى على ذلك بعض الأحكام الشرعية منها :
أنه أحياناً إذا لم يتستر بشيء مثل مؤخرة الرحل أي : ما هو مرتفع قدر شبر أو شبرين أن بعض من يمر قد يفسد عليه صلاته كما قال عليه الصلاة والسلام : ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثلُ مؤخرة الرَّحل المرأة والحمار والكلب الأسود ) : فعلى المصلين إذا دخلوا المسجد أن يكون في بالهم الصلاة إلى السترة فلا يصلون في منتصف المسجد ، وإنما يتقدمون إلى الجدار القبلي أو إلى عمود أو سارية أو إلى طاولة أو أي شيء قائم بين يديه فيصلي إليه ائتمارًا مِنه بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخاص الذي ذكرته آنفاً : ( إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة ) ، وائتمارًا بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم العام الذي كان يقول : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) : فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلى في مسجده كان بين موضع سجوده والجدار ممر شاة ، بمقدار ما تمرُّ به الشاة ، أي : المسافة بين موضع سجوده عليه السلام على الأرض والسترة أو الجدار الذي بين يديه إنما هو بمقدار شبر أو شبرين هكذا ( صلوا كما رأيتموني أُصلي ) هذا أمره عليه الصلاة والسلام للناس جميعاً وعليكم أن تحيووا هذه السنة التي أماتها جماهير المصلين ، فيكتب لكم أجرها كما قال عليه الصلاة والسلام : ( مَن سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر مَن عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص مِن أجورهم شيء ) .
السائل : نذكر إخواننا أن صلاة المغرب قد قربت فمن كان أراد أن يجهز نفسه بالوضوء فليفعل ، ونحن نواصل إلى وقت الأذان ثم نصلي ونعود بعد الصلاة .
ما رأيكم في بعض الشباب الذين يتركون الدراسة والعمل بحجة وجود بعض المنكرات ويدعون أنهم أهل الحديث فهل عملهم هذا هو عمل أهل الحديث من السلف الصالح ؟
السائل : يقول ما رأيكم في بعض الشباب الذين يتركون الدراسة والعمل بحجة وجود بعض المنكرات ، ويدَّعون أنهم أهل الحديث ، فهل عملهم هذا هو عمل أهل الحديث السلف الصالح ؟
الشيخ : في السؤال شيءٌ لم يظهر لي إلا إن كان يريد السائل أنَّ كُلَّ الدراسات التي تقام اليوم في كل المدارس وفي كل الجامعات فيها مخالفة شرعية هذا كلام مردود على صاحبه ، لأن الواقع والحمدلله لا يزال فيه خير كثير كما أشار إلى ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا تزال طائفة من أُمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم مَن خالفهم حتى يأتيَ أمر الله ) ، وأما إن كان يريد السائل بكلامه هذا أو بِسؤاله الإشارة إلى ما هو موجودٌ في بعض الجامعات من اختلاط الجنسين النساء بالرجال والرجال بالنساء فهذا حقٌّ لا سبيل إلى إنكاره أنه منكرٌ ، لأن الفصل بين الرجال والنساء سنة تلقاها المسلمون عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خلفاً عن سلفٍ ، فأنتم تعلمون قوله عليه الصلاة والسلام : ( خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ) : فقد فصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفرَّق بين الرجال والنساء في خير البقاع ألا وهي المساجد ، كما جاء في الحديث الصحيح : أنه سُئل عليه الصلاة والسلام عن خير البقاع وشر البقاع ، فصبر حتى نزل عليه جبريل عليه السلام فقال : ( خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق ) : فإذا كان خير البقاع المساجد كما قال صلى الله عليه وآله وسلم ومع ذلك فقد فرّق فيها بين الرجال والنساء ، فلا شك أن مثل هذا التفريق ينبغي أن يكون في تلك الجامعات أولى وأولى لأنَّ تلك الجامعات أقل ما يقال فيها مهما كانت مستقيمة في برامجها وفي مناهجها فهي ليست خير البقاع ، لأن النبي قال : إنما خير البقاع المساجد ، فهي أولى أن يكون من برنامجها الفصل بين الرجال والنساء ، إن كان السائل يشير إلى هذا .
" فهذا هو الحق ما به خفاء *** فدعني عن بنيات الطريق " .
نعم .
السائل : ملاحظة في دراستنا هنا في المملكة لا يوجد هذا الاختلاط الذي ذكرتموه .
الشيخ : هذا مما ينكروه ، وهذا ما أشرتُ إليه أنَّ الأمة لا تزال في خير ، ولذلك فكان السؤال إما على ظاهره فهو خطأ ، وإما أن يكون في نفس السائل شيء لم يُحسن التعبير عنه ، ولذلك فالجواب في حدود ما سمعنا هو ما سمعتم .
السائل : كأني فهمتُ أنه غلو مِن بعض شباب هذه الصحوة ، تركوا العمل واتجهوا إلى بيت الله الحرام وقد لقيت بعضهم في بعض الرمضانات السابقة.
الشيخ : أي لا يدرسون في المساجد ؟
السائل : لا يدرسون ولا يعملون .
الشيخ : إي ، هذا انحرافٌ عن السنة الصحيحة التي منها قوله عليه الصلاة والسلام -أذكر الآن حديثين بهذه المناسبة- : أولهما قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ) : في بيت من بيوت الله في مسجد من المساجد التي بنيت لله ، ( يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده ) .
والحديث الآخر : ( أنه كان في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخوان ، أحدهما يطلب العلم والآخر يعمل للرزق ، فشكا هذا أخاه طالبَ العلم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً : إنه لا يعمل ، وإنما يطلب العلم فأدبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعبارة لطيفة حيث قال عليه السلام : وما يدريك لعلك تُرزق به ) :
وما يدريك أيها العامل الكاسِب بكد يمينك وعرق جبينك حيث تنكر على أخيك المسلم أنه لا يعمل كما تعمل ، لأنه مشغول بطلب العلم ، قال له عليه الصلاة والسلام : ( وما يدريك لعلك ترزق به ) : فإذاً طلب العلم كما ألمحنا في حديث سبق ذكره : ( من سلك طريقاً يطلب به علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة ) والآن أجيبوا المؤذن .
الشيخ : في السؤال شيءٌ لم يظهر لي إلا إن كان يريد السائل أنَّ كُلَّ الدراسات التي تقام اليوم في كل المدارس وفي كل الجامعات فيها مخالفة شرعية هذا كلام مردود على صاحبه ، لأن الواقع والحمدلله لا يزال فيه خير كثير كما أشار إلى ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا تزال طائفة من أُمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم مَن خالفهم حتى يأتيَ أمر الله ) ، وأما إن كان يريد السائل بكلامه هذا أو بِسؤاله الإشارة إلى ما هو موجودٌ في بعض الجامعات من اختلاط الجنسين النساء بالرجال والرجال بالنساء فهذا حقٌّ لا سبيل إلى إنكاره أنه منكرٌ ، لأن الفصل بين الرجال والنساء سنة تلقاها المسلمون عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خلفاً عن سلفٍ ، فأنتم تعلمون قوله عليه الصلاة والسلام : ( خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ) : فقد فصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفرَّق بين الرجال والنساء في خير البقاع ألا وهي المساجد ، كما جاء في الحديث الصحيح : أنه سُئل عليه الصلاة والسلام عن خير البقاع وشر البقاع ، فصبر حتى نزل عليه جبريل عليه السلام فقال : ( خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق ) : فإذا كان خير البقاع المساجد كما قال صلى الله عليه وآله وسلم ومع ذلك فقد فرّق فيها بين الرجال والنساء ، فلا شك أن مثل هذا التفريق ينبغي أن يكون في تلك الجامعات أولى وأولى لأنَّ تلك الجامعات أقل ما يقال فيها مهما كانت مستقيمة في برامجها وفي مناهجها فهي ليست خير البقاع ، لأن النبي قال : إنما خير البقاع المساجد ، فهي أولى أن يكون من برنامجها الفصل بين الرجال والنساء ، إن كان السائل يشير إلى هذا .
" فهذا هو الحق ما به خفاء *** فدعني عن بنيات الطريق " .
نعم .
السائل : ملاحظة في دراستنا هنا في المملكة لا يوجد هذا الاختلاط الذي ذكرتموه .
الشيخ : هذا مما ينكروه ، وهذا ما أشرتُ إليه أنَّ الأمة لا تزال في خير ، ولذلك فكان السؤال إما على ظاهره فهو خطأ ، وإما أن يكون في نفس السائل شيء لم يُحسن التعبير عنه ، ولذلك فالجواب في حدود ما سمعنا هو ما سمعتم .
السائل : كأني فهمتُ أنه غلو مِن بعض شباب هذه الصحوة ، تركوا العمل واتجهوا إلى بيت الله الحرام وقد لقيت بعضهم في بعض الرمضانات السابقة.
الشيخ : أي لا يدرسون في المساجد ؟
السائل : لا يدرسون ولا يعملون .
الشيخ : إي ، هذا انحرافٌ عن السنة الصحيحة التي منها قوله عليه الصلاة والسلام -أذكر الآن حديثين بهذه المناسبة- : أولهما قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ) : في بيت من بيوت الله في مسجد من المساجد التي بنيت لله ، ( يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده ) .
والحديث الآخر : ( أنه كان في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخوان ، أحدهما يطلب العلم والآخر يعمل للرزق ، فشكا هذا أخاه طالبَ العلم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً : إنه لا يعمل ، وإنما يطلب العلم فأدبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعبارة لطيفة حيث قال عليه السلام : وما يدريك لعلك تُرزق به ) :
وما يدريك أيها العامل الكاسِب بكد يمينك وعرق جبينك حيث تنكر على أخيك المسلم أنه لا يعمل كما تعمل ، لأنه مشغول بطلب العلم ، قال له عليه الصلاة والسلام : ( وما يدريك لعلك ترزق به ) : فإذاً طلب العلم كما ألمحنا في حديث سبق ذكره : ( من سلك طريقاً يطلب به علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة ) والآن أجيبوا المؤذن .
11 - ما رأيكم في بعض الشباب الذين يتركون الدراسة والعمل بحجة وجود بعض المنكرات ويدعون أنهم أهل الحديث فهل عملهم هذا هو عمل أهل الحديث من السلف الصالح ؟ أستمع حفظ
ما قولكم فيمن أجاز إقامة حفلات المولد وحفلات ليلة الإسراء ونحوهما ؟
السائل : شيخ -أثابك الله وجزاك الله خيراً- يقول السائل : ما قولكم فيمن أجاز إقامة حفلات المولد وحفلات ليلة الإسراء كما يزعمون ، وخذ وقس على هذه مِن الحفلات التي لا نعلم لها أصلاً في السنة ، وإن كان لها أصلاً فأرجو التنبيه وبالأدلة جزاكم الله خيراً ؟
الشيخ : إذا تذكرتم كلمتي ومحاضرتي في هذا المجلس وأنَّه يُشترط في العمل أن يتوفر فيه شرطان اثنان :
الأول : أن يكون موافقاً للسنة ، والآخر : أن يكون خالصاً لوجه الله تبارك وتعالى .
وهذه الحفلات التي أُشير إلى بعضها في سؤال السائل هي بلا شك لم يتوفر فيها الشرط الأول وقد لا يتوفر أيضاً الشرط الآخر ، الشرط الأول : هو موافقة السنة ، فهذا ليس من السنة في شيء ، الاحتفال بالمولد النبوي وبليلة الإسراء والمعراج ، وليلة النصف في شعبان ، ونحو ذلك مِن الاحتفالات ليست من السنة لا مِن قريب ولا من بعيد ، فهذا الشرط إذاً منفي أي : أن يكون هذا عملًا صالحًا مطابقًا للسنة فليس مطابقًا للسنة بل هو مخالف للسنة ( ومن رغب عن سنتي فليس مني ) .
أما الشرط الثاني : فهو الإخلاص لله عز وجل فقد لا يقترن كثيراً في مثل هذه الحفلات لأن المقصود بها الظهور والمباهاة والمفاخرة ، وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول في بعض الأمور المشروعة إذا كانت للمباهاة فلا أجر عليها بل عليها الوزر ، لعلكم سمعتم قول نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم : ( من بنى لله مسجدًا مثل مَفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة ) لقد قال عليه الصلاة والسلام في المساجد التي هي بيوت الله : ( مَن بنى مسجدًا لله ) مهما كان صغيراً بالغ عليه الصلاة والسلام في الحض على العناية ببناء المساجد بشرط أن تكون خالصةً لوجه الله ، حتى ولو كانت كمفحص قطاة ( بنى الله له بيتاً في الجنة ) فمن بنى مسجدًا مباهاة ومفاخرة فليس له بيت في الجنة بل قد يبنى له بيت في النار من باب المعاقبة على عدم إخلاصه في بنائه للمسجد لوجه الله تبارك وتعالى ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : ( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس بالمساجد ) ، ( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس بالمساجد ) : فكيف يكون شأن مَن قام ببدعة وقد خالف السنة ورُد أمره عليه ، هذا لو كان مخلصاً كما شرحنا لكم في أول هذه الجلسة فكيف إذا اجتمع إلى ذلك أن يقصد المباهاة والمفاخرة والظهور ، وقديماً قال بعضهم : " حب الظهور يقطع الظهور " .
الشيخ : إذا تذكرتم كلمتي ومحاضرتي في هذا المجلس وأنَّه يُشترط في العمل أن يتوفر فيه شرطان اثنان :
الأول : أن يكون موافقاً للسنة ، والآخر : أن يكون خالصاً لوجه الله تبارك وتعالى .
وهذه الحفلات التي أُشير إلى بعضها في سؤال السائل هي بلا شك لم يتوفر فيها الشرط الأول وقد لا يتوفر أيضاً الشرط الآخر ، الشرط الأول : هو موافقة السنة ، فهذا ليس من السنة في شيء ، الاحتفال بالمولد النبوي وبليلة الإسراء والمعراج ، وليلة النصف في شعبان ، ونحو ذلك مِن الاحتفالات ليست من السنة لا مِن قريب ولا من بعيد ، فهذا الشرط إذاً منفي أي : أن يكون هذا عملًا صالحًا مطابقًا للسنة فليس مطابقًا للسنة بل هو مخالف للسنة ( ومن رغب عن سنتي فليس مني ) .
أما الشرط الثاني : فهو الإخلاص لله عز وجل فقد لا يقترن كثيراً في مثل هذه الحفلات لأن المقصود بها الظهور والمباهاة والمفاخرة ، وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول في بعض الأمور المشروعة إذا كانت للمباهاة فلا أجر عليها بل عليها الوزر ، لعلكم سمعتم قول نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم : ( من بنى لله مسجدًا مثل مَفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة ) لقد قال عليه الصلاة والسلام في المساجد التي هي بيوت الله : ( مَن بنى مسجدًا لله ) مهما كان صغيراً بالغ عليه الصلاة والسلام في الحض على العناية ببناء المساجد بشرط أن تكون خالصةً لوجه الله ، حتى ولو كانت كمفحص قطاة ( بنى الله له بيتاً في الجنة ) فمن بنى مسجدًا مباهاة ومفاخرة فليس له بيت في الجنة بل قد يبنى له بيت في النار من باب المعاقبة على عدم إخلاصه في بنائه للمسجد لوجه الله تبارك وتعالى ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : ( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس بالمساجد ) ، ( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس بالمساجد ) : فكيف يكون شأن مَن قام ببدعة وقد خالف السنة ورُد أمره عليه ، هذا لو كان مخلصاً كما شرحنا لكم في أول هذه الجلسة فكيف إذا اجتمع إلى ذلك أن يقصد المباهاة والمفاخرة والظهور ، وقديماً قال بعضهم : " حب الظهور يقطع الظهور " .
احتفال مشروع بديل عن الاحتفال بالمولد وبليلة الإسراء والمعراج .
الشيخ : وعلى ذلك فأنا أُذكِّر باحتفالٍ مشروع إن صحّ هذا التعبير ، وإنما قلتُ باحتفالٍ مشروع لأبين للناس كيف أنَّ البدع تصرفهم عن السنن كما قال بعض السلف : " ما أُحدثت بدعة إلا وأُمِيتت سنة " ، لعلكم جميعاً تعلمون أنَّ من الصيام المستحب صيام يوم الاثنين ، وكثير من المسلمين وإن كانوا هم الأقلين لا يزالون والحمد لله يحافظون على صيام يوم الإثنين ، ولكن القليل جدًّا من هؤلاء القليل مَن يعلم الحكمة في شرعية صيام يوم الاثنين فهذا الذي أريد أن ألفت نظركم إليه :
روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي قتادة الأنصاري -رضي الله تعالى عنه- : ( أن رجلاً قال : يا رسول الله ما تقول في صوم يوم عاشوراء ؟ قال : كفارة سنة ، قال : ما تقول في صوم يوم عرفة ؟ قال : كفارة سنتين ، قال : ما تقول في صوم يوم الاثنين ؟ قال : ذاك يوم ولدت فيه وبعثت فيه ) وفي رواية : ( أُنزل الوحي عليّ فيه ) :
فإذاً في هذا الحديث إشارة لطيفة جدًّا أن الذي يصوم يوم الإثنين فإنما ينبغي أن يصومه احتفالًا وفرحًا بولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا اليوم ونزول الغيث والخير الكثير وهو الوحي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا اليوم ، فالناس صدق في أكثرهم ما قال الله في اليهود من قبل : (( أتستبدلون الذي هو أَدنى بالذي هو خير )) : فقد استبدلوا الاحتفال المعروف اليوم بالاحتفال بالمولد بالصيام في يوم الاثنين ، فالاحتفال الحقيقي والمتكرر في كل أسبوع وليس في السنة مرةً واحدةً إنما هو صوم يوم الاثنين فقد سمعتم قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ذاك يوم ولدت فيه ، وذاك يوم أُنزل الوحي عليّ فيه ) ، هذا إن جاز لنا أن نسميَ شيئاَ احتفالاَ بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنما هو أن نصوم يوم الاثنين بهذا المعنى الذي دلنا عليه هذا الحديث الصحيح ، والبحث في الموالد والبدع التي يحتفل فيها الناس اليوم -ولا أصل لها في السنة مطلقاً إنما هي العادات والتقاليد- بحرٌ لا ساحل له.
وحسبكم أن أذكركم أخيراً بأن هذه البدعة بدأت بالاحتفال في هذه الأمة المحمدية بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بعد نحو أربعة قرون كان السلف لا يعرفون مثل هذا الاحتفال إلا الصيام الذي ذكرته يوم الاثنين ، ثم انتهى هذا الاحتفال المبتدع إلى ما قد تسمعونه اليوم تقليدًا للكفار أصلًا وتفريعًا أنه أصبح كل أهل بيت يحتفلون بولادة الولد الصغير ، اليوم سنة ولادة البنت ، سنة ولادة الولد ، يوقدون الشموع ويتشبهون بالكفار ، أصل هذا الاحتفال بالمولد النبوي هو من النصارى ، لأن النصارى يحتفلون بميلاد عيسى عليه الصلاة والسلام.
قال عليه الصلاة والسلام : ( لتتبعن سَننَ مَن قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) لقد بدأ الاحتفال بالمولد النبوي بوسوسة من الشيطان الرجيم تعظيماً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم تسلسل مثل هذا الاحتفال حتى صار الاحتفال بكثير ممن يظن بهم الصلاح والولاية كالاحتفال بمولد أحمد البدوي في بعض البلاد المصرية ، إلى أن وصل الأمر كما ذكرت آنفاً الاحتفال بالأطفال والأولاد ذلك أو تلك هي السنن ، كما قال عليه الصلاة والسلام فحذاري أيها المسلمون أن تتبعوا سَنن مَن قبلكم فتهلكوا كما هلكوا .
روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي قتادة الأنصاري -رضي الله تعالى عنه- : ( أن رجلاً قال : يا رسول الله ما تقول في صوم يوم عاشوراء ؟ قال : كفارة سنة ، قال : ما تقول في صوم يوم عرفة ؟ قال : كفارة سنتين ، قال : ما تقول في صوم يوم الاثنين ؟ قال : ذاك يوم ولدت فيه وبعثت فيه ) وفي رواية : ( أُنزل الوحي عليّ فيه ) :
فإذاً في هذا الحديث إشارة لطيفة جدًّا أن الذي يصوم يوم الإثنين فإنما ينبغي أن يصومه احتفالًا وفرحًا بولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا اليوم ونزول الغيث والخير الكثير وهو الوحي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا اليوم ، فالناس صدق في أكثرهم ما قال الله في اليهود من قبل : (( أتستبدلون الذي هو أَدنى بالذي هو خير )) : فقد استبدلوا الاحتفال المعروف اليوم بالاحتفال بالمولد بالصيام في يوم الاثنين ، فالاحتفال الحقيقي والمتكرر في كل أسبوع وليس في السنة مرةً واحدةً إنما هو صوم يوم الاثنين فقد سمعتم قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ذاك يوم ولدت فيه ، وذاك يوم أُنزل الوحي عليّ فيه ) ، هذا إن جاز لنا أن نسميَ شيئاَ احتفالاَ بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنما هو أن نصوم يوم الاثنين بهذا المعنى الذي دلنا عليه هذا الحديث الصحيح ، والبحث في الموالد والبدع التي يحتفل فيها الناس اليوم -ولا أصل لها في السنة مطلقاً إنما هي العادات والتقاليد- بحرٌ لا ساحل له.
وحسبكم أن أذكركم أخيراً بأن هذه البدعة بدأت بالاحتفال في هذه الأمة المحمدية بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بعد نحو أربعة قرون كان السلف لا يعرفون مثل هذا الاحتفال إلا الصيام الذي ذكرته يوم الاثنين ، ثم انتهى هذا الاحتفال المبتدع إلى ما قد تسمعونه اليوم تقليدًا للكفار أصلًا وتفريعًا أنه أصبح كل أهل بيت يحتفلون بولادة الولد الصغير ، اليوم سنة ولادة البنت ، سنة ولادة الولد ، يوقدون الشموع ويتشبهون بالكفار ، أصل هذا الاحتفال بالمولد النبوي هو من النصارى ، لأن النصارى يحتفلون بميلاد عيسى عليه الصلاة والسلام.
قال عليه الصلاة والسلام : ( لتتبعن سَننَ مَن قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) لقد بدأ الاحتفال بالمولد النبوي بوسوسة من الشيطان الرجيم تعظيماً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم تسلسل مثل هذا الاحتفال حتى صار الاحتفال بكثير ممن يظن بهم الصلاح والولاية كالاحتفال بمولد أحمد البدوي في بعض البلاد المصرية ، إلى أن وصل الأمر كما ذكرت آنفاً الاحتفال بالأطفال والأولاد ذلك أو تلك هي السنن ، كما قال عليه الصلاة والسلام فحذاري أيها المسلمون أن تتبعوا سَنن مَن قبلكم فتهلكوا كما هلكوا .
اضيفت في - 2021-08-29