رحلة النور-119
اختلفت آراء الشباب حول ما تحتاجه الأمة الآن من إعداد وإصلاح فنرجو منكم بيان الصواب في ذلك ؟
السائل : فضيلة الشيخ : لقد انقسم الشباب إلى أحزاب وجماعات ، فمنهم من يقول : الدعوة إلى التوحيد هي الأصل الأصيل لهذا الدين ، وإليه ترجع عقيدة السلف ، ومنهم من يقول : التربية والتصفية واجتماع الأمة هو الآن الذي تحتاجه الأمة في هذا الزمان ، والبعض يقول : انتشال الشباب من الحضيض إلى الرفعة هو هدف الأمة وهدف الإسلام ، فنرجو كلمة متوسطة في هذا المجال ، والحث والتوجيه إلى المنهج الصحيح السليم ؟
الشيخ : في اعتقادي أن ما سبق من الكلام يمكن اعتباره جوابًا عن هذا السؤال ولابد من شيء من البيان :
السؤال : أن بعض المسلمين اليوم يهتمون أو يرون الاهتمام بالدعوة إلى التوحيد ، وناس بالتصفية والتربية ، وناس بجمع الكلمة ونحو ذلك ، فأقول : إنّ البدأ بالدعوة إلى التوحيد هي سنة الأنبياء والرسل من قبل فإن الآيات متوفرة على أن الله عز وجل ما أرسل نبياً إلا دعا قومه إلى عبادة الله تبارك وتعالى وحده لا شريك له ، وما قصة نوح -عليه السلام- في السورة التي سُميت باسمه عنكم ببعيد ، ولكن الاشتغال بالتوحيد لا يعني الانصراف عن الدعوة إلى الإسلام ككل لا يتجزأ وذلك لابد من أن يكون الداعي كما قلتُ بالأمس القريب وفي اجتماع مبارك كاجتماعكم هذا أو أكبر :
الدعوة إلى الله عز وجل ينبغي أن يكون الدعاة على قسمٍ وافرٍ مِن العلم ، وقد ذكرنا لكم آنفاً ما هو العلم ، وأنه هو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح ، فالدعوة ينبغي أن يكون من أهل العلم وليس ممن أوتي شيئاً قليلاً مِن الثقافة ثم هو لا يعلم ربما التوحيدَ نفسَه مِن كل وجوهه حتى يتمَّ فهمه لكلمة الشهادة لا إله إلا الله فكيف به يستطيع أن يكون داعيةً وهو لم يؤت حظاً وافراً مِن العلم ، فالدعوة يجب أن تكون أولاً : من العلماء ، ثم يجب أن تكون شاملة وجامعة لهذا الإسلام الذي قال الله فيه في القرآن : (( إن الدِّين عند الله الإسلام )) ، فلئن كان بعض الناس يهتمون بالدعوة إلى التوحيد وهذا واجبهم ، فذلك لا يعني أنهم لا يدعون إلى كلِّ ناحية من نواحي الإسلام ، لكن هذا يعني أن الداعية يجب أن يكون على علم بكل أو على الأقل بأكثر أبواب الشريعة .
والناشئون اليوم ممن ينتمون إلى ما يُسمون بالدعاة ، ثم يختلفون في الطريق الذي ينبغي أن يسلكوه في الدعوة ، وكما سمعتم في السؤال وإن كان هذا السؤال ليس واضحاً جدًّا ، لأنه لا اختلاف اختلافاً كثيراً بين خطة وأخرى ولكن الذي يجب أن تقوم كل الدعوات التي نسمع صوتها في كل البلاد الإسلامية على كلمةٍ سواء ألا وهي أن ندعو إلى الله على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى منهج السلف الصالح ، مع حض الناس للناس على أن يحرصوا على الفعل أكثر من حرصهم على القول ، وهذا كله سبق تفصيل الكلام فيه فيما سبق ، فنكتفي بهذه الكلمة الموجزة.
الشيخ : في اعتقادي أن ما سبق من الكلام يمكن اعتباره جوابًا عن هذا السؤال ولابد من شيء من البيان :
السؤال : أن بعض المسلمين اليوم يهتمون أو يرون الاهتمام بالدعوة إلى التوحيد ، وناس بالتصفية والتربية ، وناس بجمع الكلمة ونحو ذلك ، فأقول : إنّ البدأ بالدعوة إلى التوحيد هي سنة الأنبياء والرسل من قبل فإن الآيات متوفرة على أن الله عز وجل ما أرسل نبياً إلا دعا قومه إلى عبادة الله تبارك وتعالى وحده لا شريك له ، وما قصة نوح -عليه السلام- في السورة التي سُميت باسمه عنكم ببعيد ، ولكن الاشتغال بالتوحيد لا يعني الانصراف عن الدعوة إلى الإسلام ككل لا يتجزأ وذلك لابد من أن يكون الداعي كما قلتُ بالأمس القريب وفي اجتماع مبارك كاجتماعكم هذا أو أكبر :
الدعوة إلى الله عز وجل ينبغي أن يكون الدعاة على قسمٍ وافرٍ مِن العلم ، وقد ذكرنا لكم آنفاً ما هو العلم ، وأنه هو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح ، فالدعوة ينبغي أن يكون من أهل العلم وليس ممن أوتي شيئاً قليلاً مِن الثقافة ثم هو لا يعلم ربما التوحيدَ نفسَه مِن كل وجوهه حتى يتمَّ فهمه لكلمة الشهادة لا إله إلا الله فكيف به يستطيع أن يكون داعيةً وهو لم يؤت حظاً وافراً مِن العلم ، فالدعوة يجب أن تكون أولاً : من العلماء ، ثم يجب أن تكون شاملة وجامعة لهذا الإسلام الذي قال الله فيه في القرآن : (( إن الدِّين عند الله الإسلام )) ، فلئن كان بعض الناس يهتمون بالدعوة إلى التوحيد وهذا واجبهم ، فذلك لا يعني أنهم لا يدعون إلى كلِّ ناحية من نواحي الإسلام ، لكن هذا يعني أن الداعية يجب أن يكون على علم بكل أو على الأقل بأكثر أبواب الشريعة .
والناشئون اليوم ممن ينتمون إلى ما يُسمون بالدعاة ، ثم يختلفون في الطريق الذي ينبغي أن يسلكوه في الدعوة ، وكما سمعتم في السؤال وإن كان هذا السؤال ليس واضحاً جدًّا ، لأنه لا اختلاف اختلافاً كثيراً بين خطة وأخرى ولكن الذي يجب أن تقوم كل الدعوات التي نسمع صوتها في كل البلاد الإسلامية على كلمةٍ سواء ألا وهي أن ندعو إلى الله على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى منهج السلف الصالح ، مع حض الناس للناس على أن يحرصوا على الفعل أكثر من حرصهم على القول ، وهذا كله سبق تفصيل الكلام فيه فيما سبق ، فنكتفي بهذه الكلمة الموجزة.
1 - اختلفت آراء الشباب حول ما تحتاجه الأمة الآن من إعداد وإصلاح فنرجو منكم بيان الصواب في ذلك ؟ أستمع حفظ
ما الفرق بين قول الراوي حدثنا أو أخبرنا أو أنبأنا ؟
السائل : فضيلة الشيخ -جزاك الله خيراً وأثابك الله ونفع الله بعلمك الجميع- ما الفرق بين قول الراوي حدثنا أو أخبرنا أو أنبأنا ؟
الشيخ : هناك اصطلاحات في هذه الألفاظ الثلاثة : حدثنا يقول الراوي أو المحدث : حدثنا فلان ، أي : شفهياً ، ويقوم مقامه أحياناً قول : أخبرنا ، إلا أن كلمة أخبرنا قد يراد بها ليس التحديث شفهياً وإنما بأي وسيلة حدّث بها المحدث ومن ذلك أن يكتب إليه بكتاب ، لكن اللفظة الثالثة وهي قوله : أنبأنا ، أدق في التعبير عندهم مِن عبارة أخبرنا ، لأنها وضعت للإخبار كتابة ، فإذا قال المحدث : أنبأنا ففي الغالب هذا يكون إعلاماً من المحدث بأن شيخه حدثه كتابةً ، أما إذا قال : حدثنا فإنما سمعه بأذنه من فم الشيخ وليس كتابة منه إليه.
الشيخ : هناك اصطلاحات في هذه الألفاظ الثلاثة : حدثنا يقول الراوي أو المحدث : حدثنا فلان ، أي : شفهياً ، ويقوم مقامه أحياناً قول : أخبرنا ، إلا أن كلمة أخبرنا قد يراد بها ليس التحديث شفهياً وإنما بأي وسيلة حدّث بها المحدث ومن ذلك أن يكتب إليه بكتاب ، لكن اللفظة الثالثة وهي قوله : أنبأنا ، أدق في التعبير عندهم مِن عبارة أخبرنا ، لأنها وضعت للإخبار كتابة ، فإذا قال المحدث : أنبأنا ففي الغالب هذا يكون إعلاماً من المحدث بأن شيخه حدثه كتابةً ، أما إذا قال : حدثنا فإنما سمعه بأذنه من فم الشيخ وليس كتابة منه إليه.
ما هو التوسل المشروع وما قولكم في التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وما صحة الأحاديث التي وردت في التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً ؟
السائل : فضيلة الشيخ سائل يسأل يقول : ما هو التوسل المشروع ، وما قولكم في التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم ، وما صحة الأحاديث التي وردت في التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً ؟
الشيخ : هذا بحث طويل وما أظن أنكم تصبرون عليه ، لا لرغبتكم عن العلم وإنما لشوقكم أن تسمعوا الجواب عما يمكن الجواب عنه عن بقية الأسئلة ، ولذلك فأنا سأوجز الجواب عن هذا السؤال بقدر ما أستطيع ، فإن أطلتُ فلا مؤاخذة ، وسلفاً أُحيل إلى كتاب لي من كان حريصاً على القراءة والاطّلاع إن لم يكن قد اطلع عليه بعدُ ألا وهو الذي كنت سميته : *التوسل أنواعه وأحكامه* وهو كتاب قد طبع مراراً وتكراراً .
التوسل نوعان :
مشروع وغير مشروع ، عبادة وغير عبادة :
أما التوسل المشروع فهو : توسل العبد إلى الله تبارك وتعالى باسم من أسمائه أو بصفة من صفاته تبارك وتعالى ، أو بعمله الصالح ، أو بدعاء أخيه المسلم ، كما جاء في هذا القسم الأخير : الاستسقاء بالصالحين كما فعل عمر بن الخطاب حينما أُصيبوا بالمجاعة في عام الرمادة ، خرج يستسقي فقال : ( اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبيك فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ، فيُسقون ) هذا هو التوسل المشروع باسم من أسماء الله أو بصفة من صفات الله أو بعمله الصالح أو بدعاء الرجل الصالح وبخاصة إذا كان من أهل البيت كالعباس عمِّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
الشيخ : هذا بحث طويل وما أظن أنكم تصبرون عليه ، لا لرغبتكم عن العلم وإنما لشوقكم أن تسمعوا الجواب عما يمكن الجواب عنه عن بقية الأسئلة ، ولذلك فأنا سأوجز الجواب عن هذا السؤال بقدر ما أستطيع ، فإن أطلتُ فلا مؤاخذة ، وسلفاً أُحيل إلى كتاب لي من كان حريصاً على القراءة والاطّلاع إن لم يكن قد اطلع عليه بعدُ ألا وهو الذي كنت سميته : *التوسل أنواعه وأحكامه* وهو كتاب قد طبع مراراً وتكراراً .
التوسل نوعان :
مشروع وغير مشروع ، عبادة وغير عبادة :
أما التوسل المشروع فهو : توسل العبد إلى الله تبارك وتعالى باسم من أسمائه أو بصفة من صفاته تبارك وتعالى ، أو بعمله الصالح ، أو بدعاء أخيه المسلم ، كما جاء في هذا القسم الأخير : الاستسقاء بالصالحين كما فعل عمر بن الخطاب حينما أُصيبوا بالمجاعة في عام الرمادة ، خرج يستسقي فقال : ( اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبيك فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ، فيُسقون ) هذا هو التوسل المشروع باسم من أسماء الله أو بصفة من صفات الله أو بعمله الصالح أو بدعاء الرجل الصالح وبخاصة إذا كان من أهل البيت كالعباس عمِّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
3 - ما هو التوسل المشروع وما قولكم في التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وما صحة الأحاديث التي وردت في التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً ؟ أستمع حفظ
الدليل على مشروعية التوسل بالعمل الصالح .
الشيخ : ولعلَّ مِن المستحسن والمفيد أن نذكّركم ، وقد لا يكون بعضكم سمع بالحديث الذي فيه مشروعية توسل الداعي إلى الله بعمله الصالح وليس بعمل غيره الصالح ، أَلَا وهو حديث عبدالله بن عمر -رضي الله تعالى عنه- قال : ( بينما ثلاثة نفر ممن قبلكم يمشون في فلاة ، إذ أصابهم المطر ، فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم ) : صخرة من الجبل : يعني جبل كبير سد عليهم طريق الخروج من الغار ، فهم في مشكلة لا مُغيث لهم إلا الله تبارك وتعالى ، فلما وجدوا أنفسهم محصورين في ذلك الغار ( قال أحدهم : يا هؤلاء ادعُ الله بأعمالكم الصالحة ، توسلوا إلى الله بعمل لكم صالح لعل الله يفرجها عنكم ، فقام أحدهم داعياً فقال : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران وامرأتي ، وكان لي صبيةٌ صغار أرعى عليهم ) : وأظنكم تفهمون بدون شرح هذه الكلمات لأنها عربية أصيلة ( كان لي أبوان شيخان كبيران أرعى عليهم فإذا أرحت حلبت فبدأت بأبوي قبل بني ، فنأى بي ذات يوم الشجر ، فأرحت وقد أمسيت ، فوجدتهما قد ناما فحلبت كما كنت أحلب وجئت بالحلاب ، فقمت على رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما وأكره أن أسقي الصبية قبلهما ، والصبية يتضاغون مِن الجوع عند قدمي فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر ) : بقي واقفاً حيران أيوقظ أبويه ليبدأ بهما كما هي عادته يقول : لعل هذا هو الأفضل لكن لا أريد أن أزعجهما أأبدأ إذاً بالصبية الصغار وهم يتضاغون : يصيحون جوعاً إذاً أبدأ بهما قبل أبوي عاش هكذا منذ المساء حتى الصباح ، وهذا من تمام تبجيله وتقديمه لحق أبويه على أولاده الصغار ، لذلك قال : ( فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر ، قال : فاللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك فافرج لنا منها فرجة نرى منها السماء ، فانزاحت الصخرة شيئاً قليلاً ، ولكن لا يستطيعون الخروج حتى قام الرجل الثاني فقال : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنةُ عم أحببتها كأشد ما يُحب الرجال النساء فطلبتُ منها نفسَها فأبت حتى آتيها بمئة دينار ، قال : فتعبتُ حتى جمعت لها مئة دينار ، فلما وقعت بين رجليها قالت : يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه فقمت عنها وتركت لها المئة دينار ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرج عنا فرجة ، فانزاحت الصخرة أيضاً شيئاً قليلاً ولكن لا يستطيعون الخروج ) يرون آيات الله واستجابة الله لدعاء عباده الصالحين بأعينهم ولكن لما تتم المعجزة بعد حتى يقوم الرجل الثالث ليقول : ( اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيراً على فَرَقٍ من أرز -يعني كيل من أرز- فلما قضى عمله عرضتُ عليه فرقه فرغب عنه ، قال : فلم أزل أزرعُ هذا الفرق حتى جمعت منه بقرًا ورِعاءا ، ثم جاءني بعد زمن طويل ) : سنين عديدة الظاهر أن الرجل ألمت به مصيبة أو أصاب قومه جوعٌ فتذكر أن له عند ذلك الرجل صاحب المزرعة فَرَق من أرز فذهب إليه وقال له : ( يا عبد الله أعطني حقي ، قال : انظر إلى تلك البقر فاذهب وخذها ، قال : يا عبد الله اتق الله ولا تستهزئ بي ، إنما لي عندك فرق من أرز ، قال اذهب وخذها فإنما تلك البقر مِن ذاك الفرق ، فذهب واستاقها ، فاللهم إن كنت تعلم أنني فعلتُ ذلك ابتغاء مرضاتك ففرج عنا ما بقي ، ففرج الله عنهم ما بقي ، وانزاحت الصخرة فخرجوا يتمشون ) :
هذا دليل التوسل الثالث ، وهو توسل المتوسل إلى الله بعمل صالحٍ توفر فيه الشرطان اللذان سبق ذكرهما في الكلمة الأولى وهي : صالح ، لأنكم ترون الرجل الأول يُعنى بخدمة أبيه أكثر من أولاده ، والرجل الثاني هَمَّ بالفجور والزنا بالمرأة الغريبة عنه فلما ذكرته بالله تذكر وانتهى ، وذاك الرجل الغني لم يطمع بالرغم أنه استغل ذلك الفرق فجمع منه مالاً كثيراً فلم يستغل هذا المال لصالح نفسه بل أعاده إلى صاحب الأصل ألا وهو الفرق ، فهذه بلا شك أعمال صالحة جلية .
ثم قالوا في توسلهم : إن كنت تعلم أننا فعلنا ذلك ابتغاء مرضاة الله ، وهذا الإخلاص ولذلك استجاب الله لهم وأنقذهم من ذلك الضيق الذي ألمَّ بهم لا يقدر على تفريج كربهم هذا إلا الله تبارك وتعالى .
هذا دليل التوسل الثالث ، وهو توسل المتوسل إلى الله بعمل صالحٍ توفر فيه الشرطان اللذان سبق ذكرهما في الكلمة الأولى وهي : صالح ، لأنكم ترون الرجل الأول يُعنى بخدمة أبيه أكثر من أولاده ، والرجل الثاني هَمَّ بالفجور والزنا بالمرأة الغريبة عنه فلما ذكرته بالله تذكر وانتهى ، وذاك الرجل الغني لم يطمع بالرغم أنه استغل ذلك الفرق فجمع منه مالاً كثيراً فلم يستغل هذا المال لصالح نفسه بل أعاده إلى صاحب الأصل ألا وهو الفرق ، فهذه بلا شك أعمال صالحة جلية .
ثم قالوا في توسلهم : إن كنت تعلم أننا فعلنا ذلك ابتغاء مرضاة الله ، وهذا الإخلاص ولذلك استجاب الله لهم وأنقذهم من ذلك الضيق الذي ألمَّ بهم لا يقدر على تفريج كربهم هذا إلا الله تبارك وتعالى .
ذكر شيء من صور التوسل الممنوع .
الشيخ : أما غير هذه التوسلات الأربع : التوسل باسم من أسماء الله ، أو بصفة من صفات الله ، أو بعمل الداعي الصالح ، أو التوسل بدعاء الرجل الصالح ، ما سوى ذلك من التوسلات فكلها مِن محدثات الأمور وطالما سمعتم قول الرسول عليه الصلاة والسلام في بعض خطبه : ( وإياكم ومحدثات الأمور فإنَّ كلَّ محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) :
وشر البدع ما كان منها يؤدي إلى الإشراك بالله تبارك وتعالى ، وبعض هذه التوسلات المبتدعة غير المشروعة كثيراً ما يقترن بها ما هو الشرك الأكبر كقولهم: اللهم إني أسألك بحق فلان وبحق فلان بجاه نبيك أو بنحو ذلك ، لأن هذا التوسل يُشعر أن هذا المتوسِّل يعتقد أن المتوسَّل به له تأثير على الله عز وجل ، وأن الله ليس يفعل ما يشاء ، كما هو نص القرآن إن الله عز وجل يفعل ما يشاء : (( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله )) بل بعض هؤلاء المتوسلين يشعرون أنفسهم بأن لصاحب الجاه تأثيراً على الخالق للناس أجمعين ، والدليل على ذلك كما جربنا كثيراً وناقشنا فيه العامة وبعض الخاصة ، يقولون في إنكارهم علينا حينما نُنكر عليهم التوسل المبتدع بغير هذه التوسلات الأربعة يقولون يضربون مثلاً وبئس المثل : أليس إذا كان لأحدنا حاجة عند ملك أو وزيرٍ أو أمير أنه لابد مِن أن نقدم إليه واسطة ليقضي حاجتنا ، نقول : نعم هكذا الناس ، ولكن هل هذا مدحٌ في ذاك الأمير أو الوزير أو الملك أم هو قدح ؟!
فكنا نقول : ما رأيك في عمر بن الخطاب الذي ضرب به الكفار مثلاً للحاكم العادل فسمَّوه بالحاكم الديموقراطي -زعموا- لعدالته في شعبه ، فهل كان عمر أهدى سبيلًا من هؤلاء الأمراء الذين تضربُ المثل لهم بالله تبارك وتعالى فتقولون : كما أننا نتوسل إلى هؤلاء بالواسطة ، نحن أيضاً نتوسل إلى الله بالواسطة ، ما رأيكم عمر خير أم هؤلاء الذين لا يقبلون حاجة إلا بالواسطة ؟!
مساكين ضالين تائهين لا يعرفون ما يليق بالله عز وجل وما لا يليق فما يسعهم إلا أن يقولوا : لا والله عمر بن الخطاب خير من هؤلاء الأمراء الذين لا نصل إليهم إلا بالوساطة ، فنقول حينئذ : اتقوا الله عز وجل ، لو أنكم شبهتم رب العالمين بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب لكفرتم ، لأن الله يقول : (( ليس كمثله شيء )) فكيف وأنتم قد أَبيتم أن تشبهوا الله بالأمير العادل والتشبيه هذا كفرٌ حتى شبهتموه بالظلمة من الحكام والأمراء أفلا تتقون ، إذا اقترن بالتوسل هذا المعنى وهو شرك في الربوبية وليس هو في العبادة ، في الربوبية ، أما إذا تعرَّى التوسل عن هذا التشبيه للخالق بالمخلوقين فهو بدعة وكفى بذلك تحذيرًا كما سمعتم آنفاً من قوله عليه السلام : ( وإياكم ومحدثات الأمور ) إلى آخر الحديث .
وشر البدع ما كان منها يؤدي إلى الإشراك بالله تبارك وتعالى ، وبعض هذه التوسلات المبتدعة غير المشروعة كثيراً ما يقترن بها ما هو الشرك الأكبر كقولهم: اللهم إني أسألك بحق فلان وبحق فلان بجاه نبيك أو بنحو ذلك ، لأن هذا التوسل يُشعر أن هذا المتوسِّل يعتقد أن المتوسَّل به له تأثير على الله عز وجل ، وأن الله ليس يفعل ما يشاء ، كما هو نص القرآن إن الله عز وجل يفعل ما يشاء : (( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله )) بل بعض هؤلاء المتوسلين يشعرون أنفسهم بأن لصاحب الجاه تأثيراً على الخالق للناس أجمعين ، والدليل على ذلك كما جربنا كثيراً وناقشنا فيه العامة وبعض الخاصة ، يقولون في إنكارهم علينا حينما نُنكر عليهم التوسل المبتدع بغير هذه التوسلات الأربعة يقولون يضربون مثلاً وبئس المثل : أليس إذا كان لأحدنا حاجة عند ملك أو وزيرٍ أو أمير أنه لابد مِن أن نقدم إليه واسطة ليقضي حاجتنا ، نقول : نعم هكذا الناس ، ولكن هل هذا مدحٌ في ذاك الأمير أو الوزير أو الملك أم هو قدح ؟!
فكنا نقول : ما رأيك في عمر بن الخطاب الذي ضرب به الكفار مثلاً للحاكم العادل فسمَّوه بالحاكم الديموقراطي -زعموا- لعدالته في شعبه ، فهل كان عمر أهدى سبيلًا من هؤلاء الأمراء الذين تضربُ المثل لهم بالله تبارك وتعالى فتقولون : كما أننا نتوسل إلى هؤلاء بالواسطة ، نحن أيضاً نتوسل إلى الله بالواسطة ، ما رأيكم عمر خير أم هؤلاء الذين لا يقبلون حاجة إلا بالواسطة ؟!
مساكين ضالين تائهين لا يعرفون ما يليق بالله عز وجل وما لا يليق فما يسعهم إلا أن يقولوا : لا والله عمر بن الخطاب خير من هؤلاء الأمراء الذين لا نصل إليهم إلا بالوساطة ، فنقول حينئذ : اتقوا الله عز وجل ، لو أنكم شبهتم رب العالمين بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب لكفرتم ، لأن الله يقول : (( ليس كمثله شيء )) فكيف وأنتم قد أَبيتم أن تشبهوا الله بالأمير العادل والتشبيه هذا كفرٌ حتى شبهتموه بالظلمة من الحكام والأمراء أفلا تتقون ، إذا اقترن بالتوسل هذا المعنى وهو شرك في الربوبية وليس هو في العبادة ، في الربوبية ، أما إذا تعرَّى التوسل عن هذا التشبيه للخالق بالمخلوقين فهو بدعة وكفى بذلك تحذيرًا كما سمعتم آنفاً من قوله عليه السلام : ( وإياكم ومحدثات الأمور ) إلى آخر الحديث .
ما هو المسوغ لأدائكم صلاة المغرب هنا مع كثرة المساجد وقربها منا ؟ وهل هو مسوغ شرعي يبيح ترك المسجد ؟
السائل : فضيلة الشيخ -جزاك الله خيرًا وحفظك الله- يقول : ما هو المسوغ لأدائكم صلاة المغرب هنا مع كثرة المساجد هنا وقربها منا ، وهل هو مسوغ شرعي يبيح ترك المسجد وما هو المسجد المقصود وهل هو الذي تؤدى فيه الصلوات الخمس أما هو وإن كان جائزاً فما هو الأفضل مع التفصيل جزاك الله خيراً ؟
الشيخ : هنا مسألتان :
المسألة الأولى : تتعلق بنا نحن المسافرين ، والمسألة الأخرى تتعلق بكم أنتم معشر المقيمين في هذا البلد .
أما فيما يتعلق بالمسافرين فلا يجب عليهم حضور الجماعة في المسجد ، لأنهم مسافرون ، وهذه مسألة تَبين لي أن كثيراً من الناس لم يُحيطوا بها علماً مع أنهم أحاطوا بمسألةٍ تضاهيها وتشابهها وهي أهم من هذه وعرفوا أنها لا تجب على المسافرين ألا وهي صلاة الجمعة ، ولا يخفى على الجميع أنَّ صلاة الجمعة هي فرضُ عين على كل مصلٍ مقيمٍ ، أما المسافر فهو أحد أربعة أصناف لا تجب عليهم صلاة الجمعة ، ولذلك لما صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عرفات وكان ذلك يومَ جمعة لم يصلِّ يوم الجمعة صلاة الجمعة وإنما صلاها ظهراً ، فليس على المسافر صلاة جمعة .
وإذا كانت هذه الحقيقة معروفةً لديكم وانضم إليكم معرفة أخرى وهي : أن صلاة الجمعة آكد مِن صلاة الجماعة فإذا سقطت فرضيتها عن المسافر فبالأولى أن تسقط فرضية صلاة الجماعة عن المسافر ، ولكن ذلك لا يعني أنَّ صلاة الجماعة لا تجب على المسافرين إذا كانوا جماعة وهذا ما فعلناه آنفاً لقوله عليه الصلاة والسلام لمالك بن الحُويرث : ( إذا سافرتما فأذنا وليؤمكُما أكبركما سنّاً ) : فأمر النبي صلى الله عليه وسلم هذين الصحابين إذا سافرا أن يؤذنا وأن يقيما جماعةً ويكون الإمام فيها أكبرهما سنّاً ، والظاهر من هذا الحديث أنهما كانا في نسبة واحدة في معرفتهم وحظهم للقرآن ، وإلا فلعلكم تذكرون معي قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( يؤمُّ القوم أقرؤهم لكتاب الله ، فإن كانوا في القراءة سواء ، فأعلمهم للسنة فإن كانوا سواء -في العلم سواء أو في السنة سواء- فأكبرهم سنّاً ) لذلك قال عليه السلام : ( وليؤمكما أكبركما ) فإذاً نستطيع أن نقول : صلاة الجماعة على المسافرين تجب ولا تجب :
تجب عليهم بعضهم مع بعض ، ولا يجب عليهم الحضور إلى المسجد ، لأن الله أسقط عنهم فرضية الجمعة ، فبالأولى أن تسقط عنهم فرضية الجماعة ، هذا فيما يتعلق بالمسافر .
أما المقيمون فلا شكَّ أنه يجب عليهم كلما سمعوا أذان المؤذن في المسجد أن يجيبوه وأن يُسارعوا إلى المسجد ليحضروا جماعة المسلمين لقول رب العالمين : (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )).
إلا أن هناك أثرًا صحيحًا عن إمام السنة الإمام أحمد -رحمه الله- : " أنه كان في مجلس علم فيه من كبار أصحابه وأقرانه في الحديث كيحيى بن معين وغيره ، فلما أُذن لصلاة الظهر أشار بعض الحاضرين إلى أن يقوموا من مجلس العلم ذاك إلى الصلاة فطمأنهم أحمد -رحمه الله- بأننا نحن في مجلس علمٍ فسنصلي هنا جماعة " : أي : إنه اعتبر اشتغاله وأصحابه بالعلم -وهو دراسة الكتاب والسنة كما هو معلوم عن أولئك الأئمة فما كانوا يشتغلون بالرأي وبعلم ليس بالواجب كواجب دراسة الكتاب والسنة- اعتبر ذلك عذرًا لعدم الذهاب إلى المسجد وإقامة الصلاة في ذلك المكان الذي كانوا يتدارسون فيه العلم وقد حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة .
من هنا نرى إذا كنا مقيمين وكنا في مجلس عِلمٍ أنه مِن الأعذار التي تُبيح لهذه الجماعة أن يقيموا الصلاةَ صلاةَ الجماعة في المكان الذي فيه العلم ، وبخاصة إذا كان الجمعُ في ذلك المنزل الذي كان يُدرس فيه العلم أكثر من بعض المساجد ، وهذا يتفق أحياناً -وأنتم على كل حال كما يقال: " أهل مكة أدرى بشعابها "- فلو أننا قمنا مثلاً جميعاً كمقيمين وانطلقنا إلى أقرب مسجد إلينا تُرى أيكون المصلون هناك أكثر أم هنا ؟!
فإذا كان هنا فلا شك أن هذا عذر ثانٍ يسوغ لنا أن نقيم صلاة الجماعة في منزلنا هذا ، لأننا في هذه الحالة جمعنا بين فضيلة العلم وفضيلة الجماعة الأكثر من تلك الجماعة ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده ، وصلاة الثلاثة أزكى من صلاة الرجلين ) وهكذا صلاة الأربعة أزكى عند الله تبارك وتعالى من الثلاثة ، فكلما زاد العدد كان أفضلَ ، لكن ينبغي أن نتنبه أخيراً أن هذه الصورة تنبغي أن تكون محصورة في مثل هذا الوضع الذي ذكرناه حتى لا يُتخذ ذلك ذريعةً للتكاسل أو لتسهيل عدم الاستجابة للمؤذن في مسجد من المساجد .
الشيخ : نعم ؟
الشيخ : هنا مسألتان :
المسألة الأولى : تتعلق بنا نحن المسافرين ، والمسألة الأخرى تتعلق بكم أنتم معشر المقيمين في هذا البلد .
أما فيما يتعلق بالمسافرين فلا يجب عليهم حضور الجماعة في المسجد ، لأنهم مسافرون ، وهذه مسألة تَبين لي أن كثيراً من الناس لم يُحيطوا بها علماً مع أنهم أحاطوا بمسألةٍ تضاهيها وتشابهها وهي أهم من هذه وعرفوا أنها لا تجب على المسافرين ألا وهي صلاة الجمعة ، ولا يخفى على الجميع أنَّ صلاة الجمعة هي فرضُ عين على كل مصلٍ مقيمٍ ، أما المسافر فهو أحد أربعة أصناف لا تجب عليهم صلاة الجمعة ، ولذلك لما صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عرفات وكان ذلك يومَ جمعة لم يصلِّ يوم الجمعة صلاة الجمعة وإنما صلاها ظهراً ، فليس على المسافر صلاة جمعة .
وإذا كانت هذه الحقيقة معروفةً لديكم وانضم إليكم معرفة أخرى وهي : أن صلاة الجمعة آكد مِن صلاة الجماعة فإذا سقطت فرضيتها عن المسافر فبالأولى أن تسقط فرضية صلاة الجماعة عن المسافر ، ولكن ذلك لا يعني أنَّ صلاة الجماعة لا تجب على المسافرين إذا كانوا جماعة وهذا ما فعلناه آنفاً لقوله عليه الصلاة والسلام لمالك بن الحُويرث : ( إذا سافرتما فأذنا وليؤمكُما أكبركما سنّاً ) : فأمر النبي صلى الله عليه وسلم هذين الصحابين إذا سافرا أن يؤذنا وأن يقيما جماعةً ويكون الإمام فيها أكبرهما سنّاً ، والظاهر من هذا الحديث أنهما كانا في نسبة واحدة في معرفتهم وحظهم للقرآن ، وإلا فلعلكم تذكرون معي قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( يؤمُّ القوم أقرؤهم لكتاب الله ، فإن كانوا في القراءة سواء ، فأعلمهم للسنة فإن كانوا سواء -في العلم سواء أو في السنة سواء- فأكبرهم سنّاً ) لذلك قال عليه السلام : ( وليؤمكما أكبركما ) فإذاً نستطيع أن نقول : صلاة الجماعة على المسافرين تجب ولا تجب :
تجب عليهم بعضهم مع بعض ، ولا يجب عليهم الحضور إلى المسجد ، لأن الله أسقط عنهم فرضية الجمعة ، فبالأولى أن تسقط عنهم فرضية الجماعة ، هذا فيما يتعلق بالمسافر .
أما المقيمون فلا شكَّ أنه يجب عليهم كلما سمعوا أذان المؤذن في المسجد أن يجيبوه وأن يُسارعوا إلى المسجد ليحضروا جماعة المسلمين لقول رب العالمين : (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )).
إلا أن هناك أثرًا صحيحًا عن إمام السنة الإمام أحمد -رحمه الله- : " أنه كان في مجلس علم فيه من كبار أصحابه وأقرانه في الحديث كيحيى بن معين وغيره ، فلما أُذن لصلاة الظهر أشار بعض الحاضرين إلى أن يقوموا من مجلس العلم ذاك إلى الصلاة فطمأنهم أحمد -رحمه الله- بأننا نحن في مجلس علمٍ فسنصلي هنا جماعة " : أي : إنه اعتبر اشتغاله وأصحابه بالعلم -وهو دراسة الكتاب والسنة كما هو معلوم عن أولئك الأئمة فما كانوا يشتغلون بالرأي وبعلم ليس بالواجب كواجب دراسة الكتاب والسنة- اعتبر ذلك عذرًا لعدم الذهاب إلى المسجد وإقامة الصلاة في ذلك المكان الذي كانوا يتدارسون فيه العلم وقد حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة .
من هنا نرى إذا كنا مقيمين وكنا في مجلس عِلمٍ أنه مِن الأعذار التي تُبيح لهذه الجماعة أن يقيموا الصلاةَ صلاةَ الجماعة في المكان الذي فيه العلم ، وبخاصة إذا كان الجمعُ في ذلك المنزل الذي كان يُدرس فيه العلم أكثر من بعض المساجد ، وهذا يتفق أحياناً -وأنتم على كل حال كما يقال: " أهل مكة أدرى بشعابها "- فلو أننا قمنا مثلاً جميعاً كمقيمين وانطلقنا إلى أقرب مسجد إلينا تُرى أيكون المصلون هناك أكثر أم هنا ؟!
فإذا كان هنا فلا شك أن هذا عذر ثانٍ يسوغ لنا أن نقيم صلاة الجماعة في منزلنا هذا ، لأننا في هذه الحالة جمعنا بين فضيلة العلم وفضيلة الجماعة الأكثر من تلك الجماعة ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده ، وصلاة الثلاثة أزكى من صلاة الرجلين ) وهكذا صلاة الأربعة أزكى عند الله تبارك وتعالى من الثلاثة ، فكلما زاد العدد كان أفضلَ ، لكن ينبغي أن نتنبه أخيراً أن هذه الصورة تنبغي أن تكون محصورة في مثل هذا الوضع الذي ذكرناه حتى لا يُتخذ ذلك ذريعةً للتكاسل أو لتسهيل عدم الاستجابة للمؤذن في مسجد من المساجد .
الشيخ : نعم ؟
6 - ما هو المسوغ لأدائكم صلاة المغرب هنا مع كثرة المساجد وقربها منا ؟ وهل هو مسوغ شرعي يبيح ترك المسجد ؟ أستمع حفظ
يزعم البعض أن كثرة الردود بين أهل العلم ظاهرة مرضية وأن الواجب طرح ذلك والرد على أهل الضلال كالعلمانية والماسونية فما رأي فضيلتكم ؟
السائل : -جزاك الله خيراً وأثابك الله- يقول السائل : يزعم البعض أن كثرة الردود بين أهل العلم ظاهرة مرضية ، وفي هذا تشتت للفكر وطعن فيما بينهم ، وهذا الوقت ليس وقت رد ، وإنما هو وقت اتحاد ووقفة في وجه الغزوات الصليبية والشيوعية والرأسمالية والماسونية والعلمانية ، فينبغي طرح تلك الردود والالتفات إلى الخطر الأعظم ، فما تعليق فضيلتكم على ذلك ، جزاكم الله خيرًا ؟
الشيخ : كلامٌ نسمعه في كثير من البلاد التي فيها بعض الشباب المتحمسين للإسلام الذين لو سألتهم ما هو الإسلام ، لقالوا مثل ذلك الرجل الأعجمي الذي ضُرب به المثل في جهله بإسلامه حين لقي رجلًا مِن اليهود -ممن يسمونهم اليوم بالمواطنين ، وهذه التسمية مِن بدع العصر الحاضر ، وإنما اسمهم في الإسلام : الذميين ، لأن كلمة المواطنيين تعطي أنه لا فرق بين مسلم وكافر يقيم بين ظهراني المسلمين ، أما التسمية الشرعية وهي : أنهم من أهل الذمة أي : أُعطيت لهم ذمة الله أن تصان أموالهم وأعراضهم مقابل خضوعهم للحكم بالإسلام في الأرض التي هم يعيشون فيها- الشاهد لقي هذا الرجل الأعجمي رجلًا من اليهود من أهل الذمة فأخرج الخنجر من غمده ، وهدد هذا الرجل بقتله ، قال له : أسلم وإلا قتلتك ، فارتعشت فرائص هذا اليهودي ، وقال : " لا دخلك ماذا أقول ؟ قال : لا أدري " ، هذا المتحمس للإسلام حتى همّ بقتل رجل ذمي يقول حينما خضع الذمي لأمره إياه بالإسلام فسأله ماذا يقول ، لم يحسن أن يقول له : قل لا إله إلا الله ، لأن الرسول عليه السلام قال : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ) ، ومع ذلك فهذا الأعجمي مِن جهله أنه لا يعلم أن هذا الذمي دمه مصون ، لأنه من أهل الذمة فلا يجوز أن يفرض عليه الإسلام لأن في مثله قال رب الأنام : (( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )) .
إن هذا النوع من الأسئلة إنما تنبع من ناس لا يُقدرون الإسلام حقَّ قدره ولا يهتمون بالعمل به ، من هم هؤلاء المسلمون الذين يقول عنهم إنه يجب عليهم أن يتّحدوا لمحاربة الكفار بأشكاله وأنواعه كما جاء في السؤال ، آلذين فهموا الإسلام ، أم الذين جهلوه ؟!
لا شك أنه إن أنصفَ وتجردَ عن الحزبية والعصبية الجاهلية لقال جوابا عن هذا السؤال : إنما هم الذين عرفوا الإسلام ، نقول : عرفت فالزم .
إذاً يأتيك السؤال الثاني : من هؤلاء الذين بإمكانهم أن يقفوا أمام الكفار على أنواعهم واختلاف عقائدهم ، أهؤلاء المسلمين الذين فهموا الإسلام وطبقوه على أنفسهم وعلى ذراريهم وأهاليهم ، أم الذين أهملوا الإسلام جانباً واكتفوا بالصياحِ والزعاق وقول : دعوا الاختلافات بينكم وتوجهوا لمحاربة الأعداء ، قد قال آنفاً أن هؤلاء إن لم يكونوا عالمين بالإسلام لا يستطيعون أن يجاهدوا الكفار فقلنا له : عرفت فالزم .
والآن نقول : عالمين بالإسلام ولكن لا يعملون بالإسلام ، أهؤلاء يستطيعون أن يقفوا تجاه الأعداء هؤلاء ، أم لابد أن يكونوا عاملين بالإسلام لا يكتفون فقط على معرفته ؟!
فإن قال كما هو الظن به : لابد أن يكونوا أيضاً عاملين بالإسلام ، فحينئذ نقول له ولأمثاله من المغرورين بالدعاوى الفارغة : قوموا وحاربوا الكفار ودعوا الخلافات ، نقول له كما قال رب العالمين : (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسولُه والمؤمنون ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )) ، والعمل كما قدمنا آنفاً ينبغي أن يكون على علم ، فكيف تفعل أنت يا مسكين إذا وجدت قولين للعلماء من تلك الأقوال الكثيرة التي غضضت الطرف عنها وأمرتهم بأن يستجيبوا لأمرك هذا الفج بأن يتفقوا .
الشيخ : كلامٌ نسمعه في كثير من البلاد التي فيها بعض الشباب المتحمسين للإسلام الذين لو سألتهم ما هو الإسلام ، لقالوا مثل ذلك الرجل الأعجمي الذي ضُرب به المثل في جهله بإسلامه حين لقي رجلًا مِن اليهود -ممن يسمونهم اليوم بالمواطنين ، وهذه التسمية مِن بدع العصر الحاضر ، وإنما اسمهم في الإسلام : الذميين ، لأن كلمة المواطنيين تعطي أنه لا فرق بين مسلم وكافر يقيم بين ظهراني المسلمين ، أما التسمية الشرعية وهي : أنهم من أهل الذمة أي : أُعطيت لهم ذمة الله أن تصان أموالهم وأعراضهم مقابل خضوعهم للحكم بالإسلام في الأرض التي هم يعيشون فيها- الشاهد لقي هذا الرجل الأعجمي رجلًا من اليهود من أهل الذمة فأخرج الخنجر من غمده ، وهدد هذا الرجل بقتله ، قال له : أسلم وإلا قتلتك ، فارتعشت فرائص هذا اليهودي ، وقال : " لا دخلك ماذا أقول ؟ قال : لا أدري " ، هذا المتحمس للإسلام حتى همّ بقتل رجل ذمي يقول حينما خضع الذمي لأمره إياه بالإسلام فسأله ماذا يقول ، لم يحسن أن يقول له : قل لا إله إلا الله ، لأن الرسول عليه السلام قال : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ) ، ومع ذلك فهذا الأعجمي مِن جهله أنه لا يعلم أن هذا الذمي دمه مصون ، لأنه من أهل الذمة فلا يجوز أن يفرض عليه الإسلام لأن في مثله قال رب الأنام : (( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )) .
إن هذا النوع من الأسئلة إنما تنبع من ناس لا يُقدرون الإسلام حقَّ قدره ولا يهتمون بالعمل به ، من هم هؤلاء المسلمون الذين يقول عنهم إنه يجب عليهم أن يتّحدوا لمحاربة الكفار بأشكاله وأنواعه كما جاء في السؤال ، آلذين فهموا الإسلام ، أم الذين جهلوه ؟!
لا شك أنه إن أنصفَ وتجردَ عن الحزبية والعصبية الجاهلية لقال جوابا عن هذا السؤال : إنما هم الذين عرفوا الإسلام ، نقول : عرفت فالزم .
إذاً يأتيك السؤال الثاني : من هؤلاء الذين بإمكانهم أن يقفوا أمام الكفار على أنواعهم واختلاف عقائدهم ، أهؤلاء المسلمين الذين فهموا الإسلام وطبقوه على أنفسهم وعلى ذراريهم وأهاليهم ، أم الذين أهملوا الإسلام جانباً واكتفوا بالصياحِ والزعاق وقول : دعوا الاختلافات بينكم وتوجهوا لمحاربة الأعداء ، قد قال آنفاً أن هؤلاء إن لم يكونوا عالمين بالإسلام لا يستطيعون أن يجاهدوا الكفار فقلنا له : عرفت فالزم .
والآن نقول : عالمين بالإسلام ولكن لا يعملون بالإسلام ، أهؤلاء يستطيعون أن يقفوا تجاه الأعداء هؤلاء ، أم لابد أن يكونوا عاملين بالإسلام لا يكتفون فقط على معرفته ؟!
فإن قال كما هو الظن به : لابد أن يكونوا أيضاً عاملين بالإسلام ، فحينئذ نقول له ولأمثاله من المغرورين بالدعاوى الفارغة : قوموا وحاربوا الكفار ودعوا الخلافات ، نقول له كما قال رب العالمين : (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسولُه والمؤمنون ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )) ، والعمل كما قدمنا آنفاً ينبغي أن يكون على علم ، فكيف تفعل أنت يا مسكين إذا وجدت قولين للعلماء من تلك الأقوال الكثيرة التي غضضت الطرف عنها وأمرتهم بأن يستجيبوا لأمرك هذا الفج بأن يتفقوا .
7 - يزعم البعض أن كثرة الردود بين أهل العلم ظاهرة مرضية وأن الواجب طرح ذلك والرد على أهل الضلال كالعلمانية والماسونية فما رأي فضيلتكم ؟ أستمع حفظ
بيان بعض الصورالتي يختلف فيها أهل الحق وأهل الضلال من المسلمين والتي يجب بيان ضلال القائلين بها .
الشيخ : إذا قيل لك مثلاً في طرفٍ مِن أطراف العقيدة المتعلقة بالله عز وجل ، إذا قيل لك : أين الله ؟
فستسمع جوابين متناقضين متنافرين ، وهو الذي يمثل ما أشرتَ إليه آنفاً من الاختلاف ، فبعضهم وهم أهل السنة يقولون بما قالت به الأئمة المتقدمون تبعًا لأصحاب الرسول عليه السلام ، تبعًا للقرآن وللسنة الصحيحة سيقولون جوابًا لهذا السؤال أين الله ؟
الله في السماء ، كما قال الله عز وجل في القرآن : (( أأمنتم مَن في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم مَن في السماء أن يرسل عليكم حاصبًا فستعلمون كيف نذير )) .
وتجد قولاً آخر يقول : الله في كل مكان ، الله موجود في كل الوجود ، ومن الأمكنة الكهاليز والمجاري القذرة والكُنُف ونحو ذلك ، هذه من الأمكنة فقد أدخلوا معبودهم الحق في هذه الأماكن التي بعضها لا يدخلونها مطلقاً وبعضها يدخلونها مكرهين ، أهكذا يجوز الاعتقاد في رب العالمين ؟!
ما موقفك أيها الشاب المتحمس والذي تدعو الناس إلى أن يتجاهلوا هذا الاختلاف الواقع بينهم ، فمع أي الفريقين أنتَ ، سواء كنت مع هؤلاء أو مع هؤلاء أيمكنك أن تجمع بين النقيضين في ذهنك وتقول :
الذي يقول إن الله في السماء كما قالت الجارية جواباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سألها أين الله ، في السماء فهي على حق ، والذين يقولون : إن الله في كل مكان ومن تلك الأمكنة أمكنة القاذورات كما ذكرنا ، إن قلتَ : أن كلاً على صواب خالفت صريح القرآن أَلَا وهو قوله تبارك وتعالى : (( فماذا بعد الحقِّ إلا الضلال )) : إن كان قول الأولين الله في السماء حقاً وهو كذلك لأنه قول رب العالمين كما سمعتم فضلًا عن آيات وأحاديث أخرى ، يكون حينذاك القول المخالف لهم باطلًا بنص القرآن .
وإن قلتَ العكس أي : قول الآخرين هو الصواب ، يجب من ذلك أن قول الأولين باطل ، فكيف تجمع في مخك قولين متنافرين متناقضين ، ثم تريد من كل هؤلاء العلماء -وأنت لست منهم يقيناً- لأن الذي يقول هذا الكلام لم يعرف الإسلام ، لم يقرأ هذه الآية ولئن قرأها فما فهمها : (( فماذا بعد الحق إلا الضلال )) ، وهناك قوله عليه السلام : ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر واحد ) .
فإذاً المسألة إذا كان فيها قولان متنافران فلا شكَّ أن أحدهما صوابٌ والآخر خطأ ، فليت شعري كيف يعيش هؤلاء المسلمون من الشباب المتحمس لماذا ؟! لشيء لاسمٍ اسمه الإسلام ، ولكن إن سألته ما هو الإسلام .
نسأله تعالى أن يعلمنا سنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم التي منها أنه كان يدعو في بعض أدعية استفتاح الصلاة في الليل : ( اهدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) .
فستسمع جوابين متناقضين متنافرين ، وهو الذي يمثل ما أشرتَ إليه آنفاً من الاختلاف ، فبعضهم وهم أهل السنة يقولون بما قالت به الأئمة المتقدمون تبعًا لأصحاب الرسول عليه السلام ، تبعًا للقرآن وللسنة الصحيحة سيقولون جوابًا لهذا السؤال أين الله ؟
الله في السماء ، كما قال الله عز وجل في القرآن : (( أأمنتم مَن في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم مَن في السماء أن يرسل عليكم حاصبًا فستعلمون كيف نذير )) .
وتجد قولاً آخر يقول : الله في كل مكان ، الله موجود في كل الوجود ، ومن الأمكنة الكهاليز والمجاري القذرة والكُنُف ونحو ذلك ، هذه من الأمكنة فقد أدخلوا معبودهم الحق في هذه الأماكن التي بعضها لا يدخلونها مطلقاً وبعضها يدخلونها مكرهين ، أهكذا يجوز الاعتقاد في رب العالمين ؟!
ما موقفك أيها الشاب المتحمس والذي تدعو الناس إلى أن يتجاهلوا هذا الاختلاف الواقع بينهم ، فمع أي الفريقين أنتَ ، سواء كنت مع هؤلاء أو مع هؤلاء أيمكنك أن تجمع بين النقيضين في ذهنك وتقول :
الذي يقول إن الله في السماء كما قالت الجارية جواباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سألها أين الله ، في السماء فهي على حق ، والذين يقولون : إن الله في كل مكان ومن تلك الأمكنة أمكنة القاذورات كما ذكرنا ، إن قلتَ : أن كلاً على صواب خالفت صريح القرآن أَلَا وهو قوله تبارك وتعالى : (( فماذا بعد الحقِّ إلا الضلال )) : إن كان قول الأولين الله في السماء حقاً وهو كذلك لأنه قول رب العالمين كما سمعتم فضلًا عن آيات وأحاديث أخرى ، يكون حينذاك القول المخالف لهم باطلًا بنص القرآن .
وإن قلتَ العكس أي : قول الآخرين هو الصواب ، يجب من ذلك أن قول الأولين باطل ، فكيف تجمع في مخك قولين متنافرين متناقضين ، ثم تريد من كل هؤلاء العلماء -وأنت لست منهم يقيناً- لأن الذي يقول هذا الكلام لم يعرف الإسلام ، لم يقرأ هذه الآية ولئن قرأها فما فهمها : (( فماذا بعد الحق إلا الضلال )) ، وهناك قوله عليه السلام : ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر واحد ) .
فإذاً المسألة إذا كان فيها قولان متنافران فلا شكَّ أن أحدهما صوابٌ والآخر خطأ ، فليت شعري كيف يعيش هؤلاء المسلمون من الشباب المتحمس لماذا ؟! لشيء لاسمٍ اسمه الإسلام ، ولكن إن سألته ما هو الإسلام .
نسأله تعالى أن يعلمنا سنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم التي منها أنه كان يدعو في بعض أدعية استفتاح الصلاة في الليل : ( اهدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) .
اضيفت في - 2021-08-29