مناقشة : أفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة مع تذكير الشيخ ببعض المواقف .
الشيخ : والله أنا
السائل : واستسميتك أنت معك واحد وإلا اثنين يسوقون وأنا معي واحد من المواطنين من إخوان من طلبة العلم أنا طالب بين يدي المشايخ إيه هذاك الوقت
الشيخ : ما شاء الله
السائل : ... أتذكر القلم والدفتر حينها معك
الشيخ : إيه هذا كان
السائل : أتذكر القلم والدفتر هذا مربع معك هنا وجلسنا في الحرم الشريف مكة في ليلة هادئة ما فيها خالي الحرم أنت ... ومعي أنا زميل لي من الرياض ... وجلسنا تلك الليلة واستسميتك بعد ما أخذنا منك وتزودنا خير إن شاء الله تعالى جاء مفاوضات وحوار فقهية أشياء فقهية مسائل فقهية منها إني مع واحد ما أدري هو سوري وإلا مع زميلي المواطن والله ما أدري لكن اختلفت أنا وإياه وصوبتني في مسألة
الشيخ : في مسألة
السائل : إيه في مسألة النافلة فضل الصلاة في المسجد وأنها بمئة ألف قلت له والنافلة في البيت أفضل منها في المسجد النبوي
الشيخ : بالضبط
السائل : قال لا هذا في مئة ألف وإن قول الرسول ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) أما المكتوبة ورديناها إليك وصوبتني
الشيخ : ولا نزال نفتي بهذا
السائل : هذا هو الحمد لله
الشيخ : الحمد لله
السائل : قلت أنا لك لأني بعد ما صرت واشتغلت في الجامعة اسأل الشيخ عبد اللطيف قلت هذا اسمه اللي أنا كنت أعرفه الألباني سمى لي لنفسه محمد نوح
الشيخ : محمد نوح والدي نعم
السائل : هاه محمد نوح
الشيخ : نوح والدي .
السائل : والدك وأنت محمد نوح قلت سمى لي لنفسه أما ناصر ما أعرفه ما قال لي ناصر قال لا هذا اسمه ناصر قلت إيه أنا والله ما أعلم أنه هو ولكن يوم تأثرت من بعض المشائخ قالوا لا هو قلت أجل هو أذكر الشعر ... كأنه مصبوغ بالحناء شبابك
الشيخ : عاصرته
السائل : قلت لهم قال بعض المشايخ هو صح هو إيه
الشيخ : هو يقال عندنا أشقر
السائل : أشقر هو
ما صحة حديث أبي الدرداء : ( أنه كان جالسا في مجلس وأتى إليه أصحابه وقالوا له يا أبا الدرداء إن بيتك قد احترق قال لا ولا ينبغي له أن يحترق ... ) ؟
الشيخ : هو الحديث أخرجه ابن السني في عمل الليلة اليوم والليلة
السائل : نعم
الشيخ : ولكن في مراجعاتي القديمة أن الحديث ضعيف إسناده لا يصح
2 - ما صحة حديث أبي الدرداء : ( أنه كان جالسا في مجلس وأتى إليه أصحابه وقالوا له يا أبا الدرداء إن بيتك قد احترق قال لا ولا ينبغي له أن يحترق ... ) ؟ أستمع حفظ
متى يسلم المأموم هل بعد انتهاء الثانية أم بعد انتهاء الأولى مع الإمام ؟
الشيخ : الذي نعتقده بعد التسليمة الأولى
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - لأن السنة ثبتت أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان في بعض الأحيان يقتصر على التسليمة الواحدة وفي أكثر الأحيان كان يسلم تسليمتين والمقصود بقوله عليه الصلاة والسلام ( وتحليلها التسليم ) إنما هو التسليمة الأولى أي إن المصلي إذا سلم التسليمة الأولى فقد خرج من الصلاة فإن أراد السنة الأفضل فيسلم التسليمة الثانية وإن اقتصر على الأولى فهو جائز ، فلذلك فإذا خرج الإمام من الصلاة بالتسليمة الأولى فعلى المقتدي أن يتابعه بهذه التسليمة فلا ينتظر التسليمة الأولى لأن
الطالب : الثانية
الشيخ : التسليمة الثانية وذلك لأن التسليمة الثانية حكمها غير التسليمة الأولى وعرفنا أن الأولى هي ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاة إلا بها على مذهب جمهور العلماء خلافا للحنفية فإنهم يعتقدون بأن التسليمة إنما هي واجبة أما التسليمة الثانية فهي سنة
السائل : يعني على اعتقادهم مفترض ... يعني على اعتقاد الحنفية واعتبارهم لو أحدث في آخر التشهد
الشيخ : هو هذا معنى كلامهم هذا معنى كلامهم ولذلك هم قالوا الخروج بإيش قالوا بنفسه أن يتعمد الخروج
السائل : بالنية
الشيخ : أما إيش الوسيلة السلام حتى قالوا له لو بفساء .
السائل : إيه
الشيخ : إيه سبحان الله مع قوله عليه السلام ( تحريمها التكبير وتحليلها التسليم ) فالشاهد نرى إنه كل تسليمة على حدة وكل تسليمة لها حكم غير الأخرى فقوله ( إذا كبر فكبروا ) إلى آخر الحديث الذي ذكرناه مرارا فينبغي متابعة الإمام في كل ذكر فإذا سلم سلمنا معه إن سلم الثانية سلمنا معه وإن اكتفى بالأولى
السائل : لكن يا شيخ ...
الشيخ : إي تفضلوا
ما أصح ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في التشهد ؟
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
تقدموا ما دام مافي مكبر فليسمع المتأخر إن شاء الله أيضا
فقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعرفون التشهد في جلوس التشهد ولذلك فقد كانوا يقرؤون بعض الكلمات من عند أنفسهم يمجدون الله تبارك وتعالى كما يبدو لهم ( فكان أحدهم إذا جلس في التشهد يقول السلام على الله السلام على جبريل السلام على عباد الله الصالحين فقال لهم عليه الصلاة والسلام إن الله هو السلام ) فقول المصلي " السلام على الله " فهذا ما يناسب مقام الله تبارك وتعالى لأن السلام اسم من أسماء الله فكأن العبد يعيد اسم الله على الله وهذا لا يليق.
ولذلك علمهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأحسن تعليمهم فقال لهم ( إذا جلس أحدكم في التشهد فليقل التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) قال عليه السلام ( ثم ليتخير أحدكم من الدعاء ما شاء ) فمن هنا فرض التشهد على المصلين ولم يكن قبل ذلك مفروضا وقد جاء في حديث مختصر عن ابن مسعود نفسه التصريح بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرض قراءة التشهد في الصلاة فمن يومئذ صار التشهد فريضة من فرائض الصلاة.
وقد اختلف العلماء قديما في حكم هذا التشهد فمن قائل بما جاء في الحديث إنه فرض ومن قائل إنه واجب ولا أريد أن أخوض الآن ببيان الفرق بين الفرض والواجب لأنه أولا قول مرجوح فالفرض هو الواجب والواجب هو الفرض وإنما هو مجرد اصطلاح من بعض المذاهب
وقد علمتم وهذا ثانيا أنه خلاف ما عليه جماهير العلماء وخلاف الحديث السابق أن التشهد في الصلاة فرض أي فرضه الرسول على بوحي من رب العالمين فبعد هذا التشريع الجديد لم يجز لأحد أن يتساهل بترك التشهد في جلوس التشهد وهذه الصيغة التي سمعتموها لابد من أن نذكر حولها أمرين اثنين:
أولهما هو الجواب عن سؤال السائل أي إن هذه الصيغة هي أفضل الصيغ وأصح الصيغ التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإن كانت هناك صيغ أخرى كنت أحصيتها وجمعتها في كتابي صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها وإنما ذلك أعني إنما أصح هذه التشهدات هو تشهد ابن مسعود هذا لأنه اتفق على إفراده البخاري ومسلم في صحيحيهما ولأن علماء الحديث قاطبة يذهبون إلى أصحية هذه الصيغة على الصيغ الأخرى هناك صيغة الثانية المشهورة وهي التي أخذ بها الإمام الشافعي وهي تختلف بعض الشيء عن صيغة تشهد ابن مسعود ( التحيات الطيبات لله ) في بعض الروايات ( الزاكيات ) فكان من جملة الأسباب التي جعل بعض المحدثين يرجحون رواية ابن مسعود لهذه الصيغة على رواية ابن عباس أن ابن مسعود قديم الصحبة أما ابن عباس فحديث الصحبة لأنه مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو قريب من بلوغ سن التكليف
وأيضا إن حديث ابن مسعود لم يختلف الرواة عليه ولو في حرف واحد فكلهم رووا هذه الصيغة كما روى روت الأمة بالإجماع فاتحة الكتاب ليس فيها اختلاف ولا في حرف واحد
كذلك تشهد ابن مسعود رضي الله عنه كل الرواة الذين رووه حافظوا عليه بالحرف الواحد ولا جرم ولا غرابة في ذلك لأن ابن مسعود رضي الله عنه كان من اهتمامه بتلقينه وتعليمه لأصحابه من بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين أصحاب ابن مسعود الذين لم يدركوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان ابن مسعود يعلمه أصحابه ومنهم علقمة فعلقمة هذا يقول عن ابن مسعود أنه " كان إذا علمنا التشهد يأخذ علينا حتى الحرف الواحد " كان ابن مسعود إذا علمهم التشهد يأخذ عليهم حتى الحرف الواحد.
ولذلك تتابع أصحاب ابن مسعود على رواية صيغة تشهد ابن مسعود بالحرف الواحد لا اختلاف بينهم إطلاقا بخلاف تشهد ابن عباس فإذا كان السؤال أي الصيغ أصح فقد عرفتم الجواب أنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه وعرفتم الأسباب أنها متعددة وكثيرة
فائدة : قول ابن مسعود في حديث التشهد " السلام على النبي " هل هو توقيف من النبي أم لا ؟
لقد قال ابن مسعود فيما رواياه أعني البخاري وأحمد بإسنادهما الصحيح ( علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكفي بين كفيه ) كف ابن مسعود بين كفي الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا كناية عن اهتمامه صلى الله عليه وآله وسلم بصاحبه ابن مسعود حيث وضع ولما وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) قال عليه الصلاة والسلام ( فإنك إذا قلتها أصابت كل عبد صالح في السماء أو في الأرض ) ( وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) قال ابن مسعود وهنا الفائدة قلنا ( السلام عليك أيها النبي والنبي بين ظهرانينا ) أي وهو حي يعيش بين ظهراني أصحابه قال ابن مسعود ( فلما مات قلنا السلام على النبي ) ( فلما مات عليه الصلاة والسلام قلنا السلام على النبي ) فقول ابن مسعود في التفريق في السلام على النبي في التشهد إنما هو تفريق بتوقيف من النبي صلى الله عليه وآله وسلم له ولأصحابه والمقصود بتوقيف يعني بإشعار من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم أن يقولوا في التشهد بالسلام عليه بعد وفاته السلام على النبي ولذلك استجابة من أصحابه عليه الصلاة والسلام بإيقاف النبي إياهم على هذا التشريع الجديد بعد وفاته استجابوا له فصرّح ابن مسعود في تشهده هذا أنما قلنا ( السلام عليك أيها النبي وهو بين ظهرانينا فلما مات قلنا السلام على النبي ) أي تركوا كاف الخطاب وانتقلوا إلى لفظة الغيب فقالوا السلام على النبي.
وقد تناقش بعض العلماء من الشافعية حول قول ابن مسعود هذا هل هو توقيف من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو باجتهاد من ابن مسعود فقيل وقيل لكن كان القول الراجح ما ذكره الإمام السبكي من الشافعية أنه قال " إذا صح قول ابن مسعود فلما مات قلنا السلام على النبي وجب العدول من لفظة الخطاب السلام عليك أيها النبي إلى لفظة الغيبة السلام على النبي " لكن الفرق بين قول السبكي وبين استدراك الحافظ بن حجر العسقلاني هو ما يلحظه كل من سمع آنفا أن هذا الحديث رواه البخاري فقول السبكي " إن صح " فتحفظ لا محل له ولذلك استدرك عليه ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني فقال " قد صح ذلك كما جاء في رواية البخاري السابقة فلما مات قلنا السلام على النبي "
فإذن صح وثانيا أن ابن مسعود لم يحك ذلك عن نفسه فقط بل حكاه عن الصحابة لأنه قال ( كنا نقول وهو صلى الله عليه وسلم بين ظهرانينا السلام عليك أيها النبي ) كنا نقول مش كنت أقول " فلما مات قلنا السلام على النبي " ثم أيد الحافظ ابن حجر رحمه الله هذا البيان الشافي من التفريق بين ما روى البخاري بلفظ فلما مات قلنا مش قلت أيد هذه الرواية برواية أخرى عزاها لمصنف عبد الزراق وقد طبع هذا المصنف والحمد لله منذ بضع سنين أو أكثر حيث روى عبدالرزاق في مصنفه بإسناد صحيح عن عطاء بن أبي رباح قال " كان أصحاب النبي " هذه رواية صريحة " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقولون في حياته السلام عليك أيها النبي فلما مات قالوا السلام على النبي " ولذلك صار لزاما علينا أن نقول كما صار إليه أصحابه بعد وفاته " السلام على النبي وليس السلام عليك أيها النبي "
5 - فائدة : قول ابن مسعود في حديث التشهد " السلام على النبي " هل هو توقيف من النبي أم لا ؟ أستمع حفظ
فائدة : بيان السبب الذي لأجله يجب أن تكون الدعوة إلى الكتاب والسنة قائمة على فهم السلف الصالح .
6 - فائدة : بيان السبب الذي لأجله يجب أن تكون الدعوة إلى الكتاب والسنة قائمة على فهم السلف الصالح . أستمع حفظ
مثال على تطبيق فهم الدين وفق فهم السلف .
فائدة : ضرورة اعتبار فهم السلف الصالح في الدعوة إلى الكتاب والسنة .
إذن لم يقل هي التي على ما أنا عليه فقط وإنما أيضا عطف على ذلك فقال ( وأصحابي ) هذا تماما إن لم يكن وحيا من الله مباشرة على قلب نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فهو اقتباس من الآية السابقة (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) ماهي سبيل المؤمنين هي أصحابه الذين قال فيهم ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) .
هذا حديث مشهور جدا يعطي معنى الآية ويوضحها والحديث الآخر الذي فيه وأختصره لأن الوقت قد ضاق ولابد أن عند بعض الأخوان أسئلة أخرى وقد استطردت كثيرا في الإجابة عن ذاك السؤال واستغللته استغلالا شرعيا لأوضح لكم هذه الحقيقة التي غفل عنها كثير من الدعاة الإسلاميين حتى الذين يتبنون الكتاب والسنة لا يتنبهون لضرورة تفهمهم للكتاب والسنة على ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى بلغني عن بعض الناشئة الأغرار والمنتمين إلى العمل بالكتاب والسنة أنهم قالوا عن السلف " أولئك رجال ونحن رجال " كأنهم ساووا بين أنفسهم وبين أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين قال فيهم عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) لقد جهلوا أو تجاهلوا هذا الحديث وقالوا نحن رجال وهم رجال هنا يأتي
" وابن اللبون إذا ما لز في قرن *** لم يستطع صولة البزل القناعيس "
ختاما أذكر بذاك الحديث ولا أسرده بطوله وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) كأن سائلا يقول فماذا نفعل يا رسول الله أجاب بدون سؤال ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ) لم يقل أيضا هنا فعليكم بسنتي فحسب وإنما قال عاطفا عليها هذا الجملة ( وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) زيادة وكل ضلالة في النار في حديث جابر بن عبدالله المعروف وهي في سنن النسائي بالسند الصحيح .
غيره تفضل
لماذا لا يختصر إرواء الغليل ويضم إلى كتاب منار السبيل ليسهل على طالب العلم اقتناءه ؟
الشيخ : هذا الحقيقة أمر لا يعود إليّ ولو كان يعود إليّ لما استطعت أن أفعله لأنني في شغل شاغل عن تجديد عمل إلا بعد أن أفرغ من طباعة كثير من كتبي التي هي جاهزة للطبع فأنا مضى عليّ منذ بضع سنين قلما أتفرغ لإيجاد تأليف جديد وإنما وقتي الآن هو في تصحيح تجارب بعض الكتب التي أكثرها لم يكن قد طبع مطلقا وبعضها نفدت نسخها فأضطر إلى تجديدها لا يعلم ماذا يعاني المؤلف اليوم حينما يشرك هو على تصحيح التجارب كتاب من كتبه من الوقت والتعب والانشغال عن التأليف الذي كان ديدنه قبل انشغاله بطباعة بعض كتبه
فأنا الآن قبل أن آتي إليكم بهذه السفرة تحت الطبع المجلد الخامس من سلسلة الأحاديث الصحيحة والمجلد الخامس أيضا من سلسلة الأحاديث الضعيفة وإعادة المجلد الأول من هذه السلسلة أي سلسلة الأحاديث الضعيفة إعادة طبعه بتحقيقات وإضافات وفوائد جديدة ومقدمة تتناسب مع الطبعة الجديدة وأيضا تحت الطبع المجلد الثاني من مختصري لصحيح البخاري وطبعنا قريبا تمام المنة في التعليق على فقه السنة .
فهذا كله يأخذ الآن وقتي على استمرار ما نكاد ننتهي من كتاب تصحيحا ووضع فهارس ووضع مقدمة إلا ويأتينا الكتاب الثاني وهكذا دواليك ولذلك فلا أستطيع أن أفعل ذلك والطريق أن تكتبوا إلى ناشر الكتاب وهو صاحب المكتب الإسلامي بمثل هذا الاقتراح لعله يكلف أحدا ممن عنده من الاستعداد والثقافة الحديثية التي تمكنه من اختصار إرواء الغليل غيره
لماذا عمم صلى الله عليه وسلم في حديث ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) ثم خصص في حديث ( اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر ) ؟
الشيخ : لا تخالف بين الحديثين لأن الأقل لا يخالف الأكثر نحن ذكرناكم بالحديث الأول تفرق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة إحداها هي الفرقة الناجية وعلامتها أن تكون متمسكة بما كان عليه رسول الله وأصحابه فشمل الصحابة.
ثم ذكرنا لكم الحديث الثاني ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ) فدخل هؤلاء في أصحابه وهم أفضلهم ثم جاء هذا الحديث الذي سأل عنه السائل ففيه أن هؤلاء أيضا لهم مكانة خاصة من بين الصحابة من بعد الخلفاء الراشدين فصار مجموع من خصصوا بالذكر من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث وذاك ستة وهم من أصحابه عليه السلام الذين ذكروا في الحديث الأول.
أما التخصيص بالذكر فلا شك أن ذلك أسلوب عربي معروف عند أهل العربية أن تخصيص الشيء بالذكر يعني تنبيه السامعين على خصوصية لهذا الشيء المخصص فحينما ذكر سنته وقرن معهم الخلفاء الأربعة وفي ذلك تنبيه قوي إلى فضيلة الخلفاء الراشدين فلا غرابة أنهم كانوا من العشرة المبشرين بالجنة ثم لما خصص ابن مسعود ومن معه فيه تنبيه على أنهما لهم أيضا مكانة في الصحبة وفي العلم بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذا أسلوب معروف.
كما نعود لنقول لماذا خص الصحابة في ذاك الحديث من بين القرون التي تأتي بعد الصحابة وقد شملهم جميعا في الحديث الصحيح بل المتواتر ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) ففي هذا الحديث ذكر الثلاثة قرون في حديث الفرق ذكر القرن الأول لماذا خصهم بالذكر لأنهم أفضل من القرون التالية وهكذا فتخصيص الشخص أو الجماعة أو أي شيء أو أي حكم بالذكر يدل على أن له عناية خاصة في الشرع .
من أشهر الأمثلة التي تقرب إليكم هذا الذي نقول قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( الحج عرفة ) الحج عرفة من لم يكن عارفا بهذا الأسلوب الذي لفت النظر إليه آنفا يفهم أن الإنسان إذا وقف في عرفات خلاص هذا هو الحج وليس عليه طواف ولا عليه سعي لأن الرسول حصر الحج في الوقوف بعرفة والأمر ليس كذلك إذن لماذا ذكر الرسول الحج دون سائر الأركان أو الفرائض في الحج قالوا ذلك تنبيه تنبيه منه عليه الصلاة والسلام لأن الوقوف في عرفة هو من أعظم أركان الحج فلا يصح الحج إلا بالوقوف في عرفة .
غيره
10 - لماذا عمم صلى الله عليه وسلم في حديث ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) ثم خصص في حديث ( اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر ) ؟ أستمع حفظ
ما صحة حديث ( طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يراني ) ؟
الشيخ : صحيح بلفظ ( ثم لم يرني ) أما لم يراني فتحريف لا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو حديث صحيح ولا شك وفيه تنبيه إلى نحو ما ذكرنا آنفا أن الذين رأوه طوبى لهم لكن الذين جاؤوا من بعده عليه السلام ثم لم يروه فطوبى لهم مكررا.
ما السر في ذلك هنا حديثان ينبغي أن نذكرهما مع بيان الصحيح منهما الأول أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في قصة فيها أيضا طول وأنا مضطر إلى اختصاره وإلى رواية ما يتعلق بهذا السؤال منه قال عليه الصلاة والسلام يوما لأصحابه ( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ولا عذاب وجوههم كالقمر ليلة البدر ) فدخل الرسول حجرته والشاهد هنا فأخذ الناس يعني أصحابه يتحزرون من يكون هؤلاء السعداء ذوي الوجوه البيضاء والذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ( منهم من قال من يكون هؤلاء إلا نحن المهاجرين ) الذين هاجروا في سبيل الله وتركوا بلدهم إلى الرسول عليه السلام ( منهم من قال لا إنما هم الأنصار الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ساعة العسرة منهم من قال ) وهنا الشاهد ( لا أنتم ولا أنتم إنما هؤلاء أولادكم الذين يأتون من بعدكم ويؤمنون بنبيكم ولم يروه فطوبى لهم طوبى لهم ) هذا الحديث الأول.
الحديث الثاني وهذا في صحيح البخاري ومسلم الحديث الثاني من الأحاديث التي تذكر في كتب المصطلح في باب الوجادة هناك في علم المصطلح نوع من أنواع الرواية يسمونها بالوجادة أي أن يقول الراوي قديما وجدت في كتاب فلان قال حدثني فلان إلى آخره هو لم يسمع الحديث من مؤلف الكتاب وإنما قرأ الحديث في ذاك المؤلف هذه تسمى بالرواية بالوجادة.
تساءلوا علماء الحديث هل تصح هذه الرواية الذي استقر عليه رأيهم هو أنها تصح ونحن الآن وما قبلنا إنما روايتنا لأحاديث نبينا صلى الله عليه وآله وسلم إنما هي وجادة لأني أنا أقول روى البخاري ومسلم إيش وصلني للبخاري ومسلم وبيني وبينهما أكثر من ألف سنة أنا قرأت في كتابه فهذه هي الوجادة استدلوا على ذلك بالنظر السليم وهذا الذي ذكرته لكم آنفا وبعضهم استدل بحديث وهو الشاهد ولكنه فيه ضعف وهو ( أتدرون أيكم أشد إيمانا أو أقوى إيمانا قالوا نحن قال لا أنتم سمعتم من نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم ولكن الأعجب منكم إيمانا هم الذين يأتون من بعدكم يجدون في الورق القرآن أو الحديث ) هذه هي الوجادة هذه الوجادة تعني أن هؤلاء الناس آمنوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان إيمانهم بالغيب وليس بالمشاهدة كما شاهده أصحابه وسمعوا منه مباشرة
فالرسول عليه السلام يقول في هذا الحديث إن صح فلا غرابة أن تؤمنوا بي وأنتم تسمعون كلامي وترون معجزاتي و و إلى آخره لكن العجب من أولئك الذين يؤمنون بما يجدونه في الورق وفي الصحف
لا يعني هذا أنهم أي الذين آمنوا من بعد الصحابة إلى آخر الزمان هم أفضل من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم لا لأنكم سمعتم الحديث القرون ولا حاجة لإعادته وإنما المقصود بهذا الحديث تأكيد أن هؤلاء الذين آمنوا به عليه السلام ولم يروه فطوبى لهم وهي شجرة في الجنة كما جاء في الحديث الصحيح شجرة في الجنة طوبى أولا هذه اللفظة وردت في القرآن الكريم (( طوبى لهم وحسن مآب )) جاء تفسيرها في قوله عليه الصلاة والسلام ( طوبى شجرة في الجنة يمشي الراكب المسرع أو السريع تحت ظلها مئة عام لا يقطعها ) فيقول الرسول عليه السلام طوبى هذه لهؤلاء المؤمنين الذين آمنوا به عليه الصلاة والسلام ولم يروه وقد قال تبارك وتعالى في أول سورة البقرة (( آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )) من هم (( الذين يؤمنون بالغيب )) والغيب في لغة العرب هو كل ما غاب عن حسك وعقلك فعليك أن تؤمن به ولا شك أن من آمن بالغيب كل الغيب وعلى رأس ذلك من جاء بالغيب عن رب العالمين وهو رسوله الكريم لا شك أن هذا الإيمان مما يهنأ به صاحبه ويقال فيه من قبل نبيه طوبى له طوبى له
هل البشارة ب " طوبى " التي جاءت في الحديث : ( طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني ) تشمل كل مؤمن في كل عصر وفي كل مكان ؟
الجواب نعم تختص بطائفة من الناس هم الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ) جاء في بعض الروايات الصحيحة ( قيل يا رسول الله من هم الغرباء ) كان جوابه على وجهين اثنين بمناسبة المقام الذي جاء فيه السؤال فمرة قال عليه الصلاة والسلام ( هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم )
والرواية الأخرى قال عليه الصلاة والسلام ( هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا من هؤلاء المتمسكين بالسنة الذابين عنها والمدافعين عنها والداعين للناس جميعا إليها إنه سميع مجيب .
غيره
12 - هل البشارة ب " طوبى " التي جاءت في الحديث : ( طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني ) تشمل كل مؤمن في كل عصر وفي كل مكان ؟ أستمع حفظ
هل قضاء السنة الراتبة بعد العصر هل هو خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام أم هو عام ؟
الشيخ : الجواب قضاء السنة في وقت الكراهة ليس خاصا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإنما هو حكم يشمل أفراد الأمة جميعهم لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله وآله وسلم أنه قال ( من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها حين يذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ) من نسي صلاة الصلاة هنا تشمل الفريضة والنافلة لأنه لم يقل عليه السلام من نسي الصلاة بالتعريف لأنه لو قال ذلك لتبادر للذهن أنه يعني الصلاة المفروضة وإنما قال ( من نسي صلاة ).
وتأكد هذا المعنى العام الشامل بحديث آخر يرويه الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( من نسي صلاة الوتر أو نام عنها فليصلها ) أيضا ( حين يذكرها ) ومعلوم أن صلاة الوتر ليس فريضة ولا واجبة عند من لا يفرّق بين الفريضة والواجب.
أما الحنفية فقد ذهبوا إلى القول بوجوب صلاة الوتر ولا دليل لهم ينهض لإثبات قولهم وليس الآن مجال فصل الكلام في ذلك وإنما الشاهد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ألحق الوتر وأدخله في عموم الحديث الأول ( من نسي صلاة ) والراجح أن الوتر سنة مؤكدة هي وركعتا الفجر آكد السنن بدليل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يدعهما حضرا ولا سفرا فإذن دلنا هذا الحديث على أن السنة تقضى كما تقضى الفريضة ولكن هل كان قضاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد العصر للسنة التي كانت فاتته قضاء لها في وقت مكروه حتى نتساءل ذاك السؤال فنقول هل هو خاص به أم يشمل كل أمته ؟
لم تكن صلاته عليه السلام في وسط الكراهة وهنا ينبغي الوقوف قليلا لتعلموا تفصيل الوقت المكروه بعد صلاة العصر ذلك لأن هناك بعض الأحاديث تدل بإطلاقها أن وقت الكراهة بعد العصر تبدأ بعد صلاة العصر
كمثل قوله عليه الصلاة والسلام وهو حديث متفق على صحته ( ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ) والنبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما شغل بوفد قيس عن السنة صلاها بعد العصر ولما سئل عن ذلك قال ( شغلني الوفد ) فيتبادر لذهن من كان الحديث المتفق عليه في ذهنه أنه صلاه في وقت الكراهة لأن الحديث قال ( لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ) فهو إذن صلاها بعد العصر ولذلك جاء السؤال ولكن لله عز وجل كما جاء في حديث لسنا الآن في صدد ذكره أيضا لأن الوقت ضاق جدا من حديث ابن مسعود قال قال عليه الصلاة والسلام ( إن الله يحدث في أمره هذا ما يشاء ) أي في دينه ما يشاء ( وإنه مما أحدث ألا كلام في الصلاة ) فالله عز وجل كان يأتي بل كان ينزل الشرع والوحي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنجما وبمناسبات شتى فقد كان الكلام في الصلاة مباحا ثم حرمه بهذا الحديث ( إن الله يحدث في أمره ما يشاء وإن مما أحدث ألا كلام في الصلاة )
قد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( لا صلاة بعد العصر ) ولكن جاء في أحاديث أخرى ( لا صلاة بعد العصر إلا أن تكون الشمس بيضاء نقية ) أو ( مرتفعة نقية ) فدخل بهذا الحديث على الحديث الأول تخصيص الحديث الأول كان مطلقا ( لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ) أما هذا الحديث الثاني فقال ( إلا أن تكون الشمس مرتفعة نقية ) وهذا الحديث صحيح صح عن علي رضي الله عنه وعن أنس رضي الله عنه.
إذا كان الأمر كذلك فحينما صلى النبي صلى الله عليه وسلم السنة التي فاتته بعد العصر فلم يصلها في وقت الكراهة إلا بناء على حديث ( لا صلاة بعد العصر ) أما وقد دخله هذا الاستثناء ( إلا أن تكون الشمس مرتفعة نقية ) فحين ذاك وقعت الصلاة التي فاتت الرسول عليه السلام أو السنة التي فاتته حين صلاها بعد العصر صلاها في وقت مشروع غير مكروه لذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يدع تلك السنة التي قضاها بعد العصر بل واظب عليها بدليل ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت ( ما دخل النبي صلى الله عليه وسلم بيتي يوما بعد العصر إلا صلى ركعتين ) إلا صلى ركعتين أي بعد أن يصلي العصر أن يصلوا هذه السنة لما ذكرت آنفا أنه صلاها في وقت كراهة وأخيرا لأنه واظب عليها
هل حديث صلاة التسابيح صحيح أم لا ؟
الشيخ : حديث صلاة التسابيح اختلف العلماء فيه اختلافا كثيرا لأنه قيل في صحته وقيل بوضعه وبينهما درجات والذي ترجح عندي تبعا لبعض من سبقني من الحفاظ المشهورين بالدقة في تخريجهم لأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم كالحافظ ابن ناصر الدمشقي الذي كان معاصرا للحافظ الذهبي الدمشقي فإن له رسالة جمع فيها طرق صلاة التسابيح ومن درسها ودرس طرق هذه الصلاة أو طرق حديث صلاة التسابيح تبين له أن الحديث بمجموع طرقه صحيح أما مفردات طرقه فلا يوجد فيها حديث يمكن أن يقال فيه إنه صحيح بل ولا يمكن أن يقال فيه حسن لذاته وإنما جاءته الصحة من مجموع طرقه وهذا هو السبب في اختلاف العلماء ذلك الاختلاف الكبير .
فابن الجوزي ومعه ابن تيمية وغيره ذهبوا إلى أن هذا الحديث موضوع لا يعنون بذلك أن إسناده موضوع فإن بعض أسانيده في سنن أبي داود وغيره وليس فيها من اتهم وليس من هو وضاع كذاب بل ليس في إسناده من اتهم بالكذب أو بالوضع وإنما بسوء الحفظ ولكن ابن الجوزي وابن تيمية نظروا إلى متن الحديث ووجدوه غريبا في سياقه غريبا في فضل هذه الصلاة ولو في العمر مرة فقالوا إن مثل هذه الصلاة لا شبه لها بالصلوات المعروفة بالأحاديث الصحيحة ولذلك مالوا إلى القول بوضعه والذين علوا في الحكم وارتفعوا قليلا عن الحكم عليه بالوضع وقفوا عند ظواهر الطرق والأسانيد إن كانوا جمعوها ووقفوا على مجموعها إن كانوا لأني في شك أن يكونوا فعلوا ذلك لأن من فعل لم يحكم لا بالوضع ولا بالضعف.
نظروا إلى بعض مفردات هذه الطرق فحكموا على الحديث بالضعف أما الذين قووه وذهبوا إلى صحته فهم نظروا إلى مجموع طرقه فرأوا أن القاعدة الحديثية التي قعّدها علماء الحديث في قواعد علم الحديث أن الحديث الضعيف يتقوى بكثرة الطرق نظروا في هذه الكثرة من الطرق ووجدوا قسما لا بأس فيها من حيث صلاحيتها لأن تقوي الحديث بمجموع هذه الطرق فذهبوا إلى قوة الحديث ما بين محسن ومصحح والاختلاف حينئذ بين المصحح وبين المحسّن ليس اختلافا جوهريا لأن كلا من المصحح والمحسّن يذهب إلى ثبوت الحديث وبالتالي إلى شرعيته وشرعية العمل به.
وقد تأيد هذا الحكم لأنه قد جاء عن عبدالله بن المبارك رضي الله عنه أنه كان يصلي هذه الصلاة وعبدالله بن المبارك إمام من أئمة المسلمين وهو من شيوخ إمام السنة الإمام أحمد رحمه الله فلولا أنه كان قد ثبت الحديث عنده لم يتعبد الله بهذه الصلاة التي فيها تلك الغرابة في هيئتها وكيفيتها هذه الغرابة التي حملت ابن الجوزي وابن تيمية بالحكم بالوضع ولم يكن حكمهم كما ذكرنا من النظر في أسانيد هذا الحديث وأن فيها كلها وضاعون كذابون لا.
فبمجموع هذا الذي ذكرناه اطمأنت نفسي إلى أن الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى ذلك فالمسلم عليه -وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته- عليه أن يفعل ذلك في كل يوم مرة فإن لم يستطع ففي كل أسبوع فإن لم يستطع ففي كل شهر فإن لم يستطع ففي كل سنة فإن لم يستطع فعلى الأقل في العمر مرة واحدة هذا رأيي في صلاة التسابيح
فائدة : هل يسلّم بالحكم على حديث صلاة التسابيح بالنكارة لأجل أنه يخالف هيئة الصلاة المعهودة .
أما هذه الصلاة فقد اختلفت عن كل الصلوات فصلى ركعتين في كل ركعة ركوعان وسجدتان فهل يصح أن يقال إنه هذا الحديث شاذ أو منكر لأنه خالف النظام العام في صفة كل الصلوات نقول لا ما دام صح الحديث بذلك فهذه عبادة شرعها الله عز وجل في عباده بمناسبة كسوف الشمس فعلينا أن نصلي كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي .
وعلى ذلك نقول هذا شاهد ولو من باب القريب لصلاة التسابيح أنها وإن خالفت بقية الصلوات المعهودة فإن صلاة الكسوف قد خالفت أيضا في بعض النواحي تلك الصلوات المعهودة فلم يكن ذلك علة فيها وإنما بقيت شريعة إلى يوم القيامة نعم
15 - فائدة : هل يسلّم بالحكم على حديث صلاة التسابيح بالنكارة لأجل أنه يخالف هيئة الصلاة المعهودة . أستمع حفظ
ما كيفية صلاة التسابيح ؟
سائل آخر : كيفية الصلاة
الشيخ : كيفية الصلاة أي ؟
السائل : كيفية صلاة التسابيح ؟
الشيخ : التسابيح نعم صلاة التسابيح كما جاء في طرق الحديث هي كبقية الصلوات وإنما تختلف فقط بأنك في كل ركعة خمس وسبعون تسبيحة ويكون المجموع ثلاثمئة تسبيحة ففي الركعة الأولى قبل الركوع يسبح خمس عشرة تسبيحة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثم يركع وبعد إتمام الركوع المعهود يقرأ هذه التسبيحات عشر مرات فهذه خمس وعشرون ثم يرفع رأسه من الركوع ويقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يسبح عشر تسبيحات وهكذا مع كل ركن عشر تسبيحات أي إذا سجد بعد تسبيحات السجود عشر تسبيحات جلس بين السجدتين عشر تسبيحات رفع رأسه من السجدة الثانية جلس جلسة الاستراحة فسبح عشر تسبيحات فهذه مجموعها خمس وسبعون تسبيحة هكذا يفعل في كل ركعة فيكون المجموع ثلاثمئة تسبيحة هذه صفتها ولا تمتاز على بقية السنن إلا بهذه التسبيحات وعلى هذا الترتيب الذي ذكرته آنفا وبهذا القدر كفاية