الشيخ محمد ناصر الالباني-متفرقات-رحلة النور-الشريط 128

السائل : هو قال الشيخ قال إذا لا يعارض هذا الرجل العمل فأظن أنه لا بأس بذلك يعني هذه كلمة الشيخ وجدتها
الشيخ : والله
السائل : لا أرى بأسا في ذلك في دفع الضرر الأكبر يعني هذا إن كنت تدور حول هذا المعنى
الشيخ : هو لا يقال الصحيح لكن يعني الإحاطة بالموضوع بالنسبة للسامع غير الرائي كما قيل " وما رأى كمن سمع " أما قاعدة " دفع الشر الأكبر بالشر الأصغر " فهذا صحيح
السائل : هو الشخص اللي ذكر لك السؤال يعني ... بدقة أكثر لأنه أنا صاحب القضية فنقلت لك إياه بدقة بحكم إنه نعاني من هذه المشكلة
الشيخ : إيه نعم
السائل : نعاني من هذا الأمر لأنه لا نستطيع سجن مثلا هؤلاء لكن ... مثل البحر
الشيخ : عمليا عم توصلوا للرأس
السائل : نعم في سبيل إنه هو هذا الشخص يتعاون معنا مقابل ذلك أما في حالة عدم تعاونه يسجن
الشيخ : إيه فسؤالي إنه عم توصلوا للرأس بهالطريقة هي
السائل : نعم نعم
الشيخ : بصورة غالبية وإلا نادرة ؟
السائل : الشيخ يعني تستطيع أن تقول الأمر وسط
الشيخ : وهي المشكلة
السائل : يعني هو غالبا يوصلك للشخص اللي بعده يعني هذا أمر قطعي هذا مما لا شك فيه
الشيخ : يعني مثلا هو الأخير هاللي فوقه
السائل : نعم اللي فوقه وهذا الشخص اللي فوقه يكون حول الثمانين بالمئة منهم يكون هو الرأس الكبير واحتمال قريب جدا يعني حذرين جدا من بعض مثل هذه الأمور يكون أيضا بينهم شخص آخر قبل لكن بشكل قطعي يقبض على الشخص الذي بعده مباشرة هذا بشكل قطعي أما صاحب المصنع فيتساوى الأمر يعني بنسبة خمسين بالمئة ستين بعض الأحيان ترجع إلى نسبة القبض عليه وبعض الأحيان لا
الشيخ : طيب المصنع هذا كيف يعني يخفى ؟
السائل : يصنعون فيه المسكرات
الشيخ : كيف يخفى على المسؤولين
السائل : لأنهم يعملون بخفاء
الشيخ : ابدأ باليمين من هناك
السائل : بيتي
الشيخ : كيف
السائل : ماهو آلات كثيرة وأشياء يعني شيء محدود
سائل آخر : يعني مثلا هذه الشقة يستطيع تحويلها إلى مصنع يعني الآن أخذ قدور الضغط يعني قدور الضغط ... عشرة سنط مثلا لابد براميل كبيرة مثلا
الشيخ : إيه
السائل : الآن ما يحتاج براميل كبيرة أتت براميل البلاستيك هذه تأخذ نسبة ثلاث أرباع السعة الحجم الكبير برميل البلاستيك يكون أعرض قليلا ونفس الطول ليس بعيدا هذا ممكن إدخال ستة أو ثمانية أو عشرة في غرفة ثم قدور الضغط هذه الصغيرة أيضا التي تقوم بتحويل الخمر إلى مادة العرق المسكر تقديرها ستة أو ثمانية من قدور الضغط يعني مثل شقة مثل هذه يستطيع تحويلها إلى مصنع خمرة لكن هي غالبا المصانع أين توجد في الكامبات عند البوذية والفلبينية والتلايندية الأماكن اللي خلف الجبال اللي عند محطات تكسير الجبال محلات الحفر أماكن بعيدة عن السكان أو في فلل ما تطرق إليها الشبه
الطالب : السلام عليكم ورحمة الله
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الطالب : كيف حالك
الشيخ : أهلا أهلا مرحبا
السائل : والسؤال اللي ... لم أكن صاحب السؤال إنما كلفت واحد شخص أنا كنت في الخارج كلفت أحد شخص يسألك وسمعني إجابتك إجابتك تقول إنه إذا كان يعني كلام طويل الحقيقة يتجاوز الخمسة وعشرين دقيقة لكن في النهاية أنا أرى لا بأس إذا كان يعني يؤدي ... يعني هذا آخر ...
الشيخ : وهذا الأخير إذا دل على من فوقه
السائل : نعم
الشيخ : تطلقون سراحه
السائل : نعم هذا أيضا أضيف لك أمر أنه لا يجوز يعني لا يسمح لنا نظاما نظاما لا يجوز
الشيخ : إيش اللي لا يجوز
السائل : يعني نظاما يقول لا يجوز إنك إنت تخرج لو يعني يعلم عنك المسؤول ما يرضى مديرك أو مدير الشرطة لكن أنت تعلم أن سجن هذا لا يجوز لأنه يعني إذا وزع لهذا الشخص أو هذا الشخص لأنه استطاع ... بدل هذا خمسة بدلا منه نحن نتصرف بصورة فردية
الشيخ : يعني تصرف إداري
السائل : فردي
الشيخ : فردي
السائل : نعم
الشيخ : الذي يبدو لي بعد هذا أنه إذا كان في الغالب تنجح هذه القضية فيجوز والله أعلم
السائل : في سبيل دفع الضرر الأكبر
الشيخ : أيوة
السائل : إذا الغالب كما قلت لك يا شيخ يتساوى ممكن يزيد هذا
الشيخ : على كل حال الشاهد يرى ما لا يرى الغائب والفتوى على قدر النص كما يقول الفقهاء ففي حدود ما سمعنا منك فالظاهر والله أعلم هو ما ذكرنا إذا كان الغالب أن هذه الطريقة توصل الباحثين إلى الرؤوس فما في مانع من ذلك القاعدة واضحة " إذا دار المسلم بين مفسدتين اختار أيسرهما "
هاتوا ما عندكم

السائل : شيخ بارك الله فيك بالنسبة لعذاب القبر هل للمؤمن والكافر أقصد إنه عذاب القبر أحيانا يقال إنه يأتي الملكان الأسودان زرقاوا العين أصواتهما كالرعد أبصارهما كالبرق الخاطف هل هذا المنظر العظيم الشديد على أي إنسان يراه أيضا المؤمن المسلم في قبره مثل ما يراه الكافر فيذهل ؟
الشيخ : الظاهر من الحديث الذي جاء أن هذا أمر مشترك بين جميع المقبورين لأنهم يأتون لتوجيه السؤال
السائل : نعم
الشيخ : ولكن من كان من المؤمنين وكان يعني مهيئا للإجابة الصحيحة فلا يزعجه ذلك والعكس بالعكس لكن الذي بدا لي من سؤالك أنك بدأت بشيء وانتهيت بشيء آخر بدأت بالسؤال عن عذاب القبر وإذا بك انتهيت إلى السؤال عن منكر ونكير اللذين ليس من وظيفتهما تسليط العذاب على الميت وإنما السؤال فقط ولذلك فينبغي أن تحدد سؤالك هل هو كما قلت في مطلع سؤالك عن عذاب القبر وإلا عن سؤال الملكين
السائل : أنا بارك الله فيك أنا أرى في نظرتي على إنه رؤية المنظر هذا للملكان أراه في نفسي إنه هذا يعتبر عذاب لأنه منظرهم بشع لو خرج أي واحد كان على الدنيا هذه كان أذهل من وجه الدنيا فهل يعني المنظر البشع هذا العظيم لو يراه المسلم أو المؤمن في قبره هل يعني
الشيخ : هذا بارك الله فيك من التوسع غير المحمود في قياس الأمور الغائبة على الحواس على الأمور المحسوسة بالحواس فالبرزخ الحياة البرزخية لا تقاس لا على الحياة الدنيوية ولا على الحياة الأخروية فمثلا لا شك أنكم تعلمون قوله عليه الصلاة والسلام ( مررت ليلة أسري بي بموسى عليه السلام وهو قائم في قبره يصلي ) فنحن ما نستطيع الآن أن نتصور تصورا ماديا قيام موسى في القبر يصلي لأننا إن تصورنا هذا التصور المادي صدمنا بالمادي فقلنا كيف يصلي وهو قائم في قبره.
ولذلك فالأمور الغيبية لا يجوز التوسع فيها فمن هذا القبيل أنت بنيت قولك إنه مجيئهم بهذه الصورة الرهيبة مجيئهم بهذه الصورة الرهيبة هو عذاب سميته أنت لكن نحن نقول هذا يختلف باختلاف المسؤول إن كان مؤمنا فربنا عز وجل يطمن نفسه ويشرح صدره ويجيب عن الأسئلة بدون أي تلكؤ وبدون أي تتأتؤ وتأخر في الجواب والعكس بالعكس .
ثم العذاب الصحيح هو حينما يضرب تلك الضربة فتتداخل إيش أضلاعه بعضها في بعض هذا هو العذاب أما مجرد السؤال والمجيء بتلك الصورة الرهيبة فلا نستطيع أن نستنتج من ذلك أن هناك عذابا بالنسبة لكل مقبور أو بالنسبة لكل ميت نعم ضغطة القبر حق وكما قال عليه الصلاة والسلام ( لو نجا من ضغطة القبر أحد لنجا سعد بن معاذ ) لكن مجرد السؤال بتلك الصورة الرهيبة هذا لا نستطيع أن نستلزم منه أنه عذاب هذا خلاصة الجواب

السائل : سمعت صباحا في لندن أن عبدالله بن سبأ كلام نقله أو سؤال وجه إلى نيكولا زيادا وهو أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية فيقول ماهي حقيقة عبدالله بن سبأ هذا ؟ هذا السؤال
الشيخ : يُسأل هو
السائل : يسأل فأجاب إنه عبدالله بن سبأ ويدعى عبدالله بن وهب ويدعى عبدالله بن السوداء ويقول إنه هذا خلاصة الكلام إنه عبارة عن مسمى لشيء وهمي وهو بطل قصة قصة الخلاف على الخلافة اصطنعها الناس ليكون هناك سبب يعني فما هل في أسماء متعددة لعبدالله بن سبأ وهل هو
الشيخ : لا هو شخص حقيقي بلا شك لكن الشيعة
السائل : نعم
الشيخ : الشيعة أحدهم ألف كتابا في العصر الحاضر يثبت أن عبدالله بن سبأ هذا شخصية وهمية لأنه الشيعة يرجعون إليه وهو له ترجمة مبسطة جدا في تاريخ دمشق للحافظ بن عساكر الدمشقي وهذا الرجل يبدو أنه تبنى مذهب الشيعة في هذا فطرح خلاصة رأي الشيعة في هذا الإنسان.
أما هو بلا شك له شخصية وأن أصله يهودي وأنه هو الذي فتن بعض الشيعة في زمن علي رضي الله عنه وأوهمهم بأنه هو المتمثل فيه الإله وأنه حال فيه الإله ولذلك لما علي رضي الله عنه أحرق بعضهم ورأوه فعلا يهم بحرقهم ازدادوا زعموا إيمانا بأنه هو الإله لأنه لا يحرّق بالنار إلا رب النار.
فهي حقيقة تاريخية لا شك في وجودها سوى إنه بعض الشيعة المتأخرين لما رأوا أن لهم صلة بالقديم بهذا الإنسان حاولوا يقطعوا هذه الصلة ويوهموا العالم الإسلامي كله بإنه هذه شخصية وهمية هذا نصراني أظن
السائل : نعم يقول ...
الشيخ : نصراني يدل على ذلك اسمه فالظاهر أنه تبنى هذا الرأي
السائل : وعبد الله بن وهب وعبد الله بن السوداء أسماء لمسمى واحد
الشيخ : ابن وهب ما أذكر أما السوداء نعم
السائل : عبد الله بن السوداء
الشيخ : إيه نعم لا إله إلا الله غيره

السائل : يا شيخ تجمع اليهود هناك في فلسطين هل هي بشرى للمسلمين بتحقيق اللقاء اللي ...
الشيخ : لا ليس أن يتجمع اليهود هذه البشرى التي يتوهمها كثير من الناس اليوم أنا اعتقادي أن اليهود لابد أن يأتيهم يوم قريب أو بعيد علمه عند ربي أنهم يخرجون من فلسطين والسبب في ذلك أن هناك أحاديث كثيرة وصحيحة أن المهدي حينما يخرج ويؤم الناس في دمشق في مسجد هناك ينزل عيسى عليه الصلاة والسلام كما جاء في صحيح مسلم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق وقد أقيمت الصلاة للمهدي فلما يراه المهدي يرى عيسى عليهما السلام يقدمه ليصلي بالناس إماما فيأبى عيسى عليه الصلاة والسلام ( ويقول تقدم وصل بالناس تكرمة الله لهذه الأمة ) والشاهد ومن الأحاديث أن عيسى عليه الصلاة والسلام حينما يخرج الدجال يأتي ويكون عيسى عليه السلام في القدس
السائل : يقتله
الشيخ : آه يكون حينما يأتي الدجال يكون عيسى في بيت المقدس ويخرج مع الدجال من يهود أصفهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة هكذا جاء في الأحاديث الصحيحة .
وهناك يخرج عيسى عليه الصلاة والسلام وبيده حربة فيرمي بها الدجال فيقتله ويذوب كما يذوب الملح في الماء، وهنا تظهر المعجزة المبشر فيها أن الحجر والشجر ينطق ويقول يا مسلم هذا يهودي خلفي فاقتله.
فإذن اليهود يومئذ ما يكونون في فلسطين يأتون من أصفهان مع الدجال فاحتلال اليهود الآن فلسطين هذا كاحتلال الصليبين قديما لفسلطين -يرحمك الله- أما متى يكون خروجهم فهذا علمه عند ربي لكن خلاصة الأحاديث أنه لا ينبغي لنا أن نربط وجود اليهود الآن في فلسطين بنزول عيسى أو خروج المهدي عليهما السلام إنما ذلك يكون فيما بعد ويكون اليهود خارج فلسطين ويكون عيسى عليه السلام في بيت المقدس هذا ما يمكن أن يقال.

السائل : شيخ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم من ناحية الشرب قائم ونهيه هذا النهي للوجوب والكراهية هنا كراهية تحريم أو تنزيه ؟
الشيخ : إيه العلماء اختلفوا في هذا على قولين أحدهما أنه للتحريم والآخر للتنزيه والقول الأول هو الصحيح الذي لا شك ولا ريب فيه
السائل : للتحريم ؟
الشيخ : إيه نعم هو القول الأول والسبب في هذا يعود إلى أمرين اثنين أو نستطيع أن نقول إلى ثلاثة أمور:
الأول أن الأصل في النهي التحريم كما إنه الأصل في الأمر الوجوب كما هو معلوم من علم الأصول فحينما جاء الحديث في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال ( نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الشرب قائما ) فالأصل في النهي الوجوب التحريم فوجب الوقوف عند التحريم هذا هو الأمر الأول .
الأمر الثاني أن لفظة النهي وإن كان ممكن بل هذا وقع في كثير من النواهي التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإن كان من الممكن صرف النهي من التحريم إلى الكراهة أما هنا فلا يمكن للأمر الثاني وهو في رواية في صحيح مسلم بلفظ ( زجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الشرب قائما ) ولئن كان من الممكن كما ذكرنا تفسير النهي أحيانا بالتحريم بالكراهة التنزيهية أما الزجر فلا يساعد على ذلك لأن معنى الزجر مبالغة في النهي فحينئذ يكون هذا الوجه الثاني الذي يمنع العالم الذي وقف على هذا اللفظ الثاني من أن يؤول اللفظ الأول نهى بمعنى أنه نهي تنزيه وليس تحريم ومعلوم عند العلماء أن الروايات يفسر بعضها بعضا وأن اللفظ الذي يعطي معنى زائدا على اللفظ الآخر فينبغي أن يتشبث به العالم ولا يهدر الزيادة التي فيه والأمر هنا كذلك حيث أن قوله ( زجر ) أفادنا النهي المؤكد فلا يجوز والحالة هذه أن يفسر النهي بالكراهة التنزيهية وإنما يحمل على الكراهة التحريمية.
الشيء الثالث أنه جاء في مسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى رجلا يشرب قائما فقال يا فلان أترضى أن يشرب معك الهر قال لا يا رسول الله )
ما سبق ذكره أولا وثانيا وهذا من ناحيتين الناحية الأولى أي هذا الحديث يدل مؤكدا ما سبق من الوجه الأول والثاني من الناحيتين الناحية الأولى أنه يذكر عليه الصلاة والسلام بأن الشيطان شرب مع هذا الذي شرب قائما وهذا بلا شك فيه إشارة قوية إلى أنه لا يجوز للمسلم أن يجعل الشيطان يشاركه في شرابه وفي طعامه وأنتم تعلمون أن من الوسائل الشرعية في دفع الشيطان ومنعه أن يشارك الإنسان في كثير من الخيرات هو أن يسمي الله عز وجل على طعامه وعلى شرابه وفي مجامعته لزوجته هذا الوجه الأول في نفس الحديث أي أن الشيطان يشارك الشارب من قيام
والشيء الثاني أنه أمره بالاستفراغ ومثل هذا الأمر الذي فيه إزعاج للإنسان لا يعقل أن يكون مثله في الشرع مقابل مكروه تنزيها لأنه كون الشيء مكروه تنزيها أنه مباح لكن الأولى تركه فكيف يقال بالنسبة لأمر مباح أي مستوي الطرفين لكن الأولى تركه أنه يؤمر في أن يخرج ذلك الماء الذي شربه فهذه المجموعة كلها من الأدلة على أن الشرب من قيام حرام لا يجوز للإنسان هذا هو الأصل إلا إذا كان هناك ضرورة أو حاجة ملحة فحينئذ لكل حادث حديث.
وعلى ذلك تحمل بعض الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه شرب قائما

السائل : الرسول صلى الله عليه وسلم شرب قائما
الشيخ : ( سبقك بها عكاشة ) ، ما أنا قلت لك آنفا أن الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شرب قائما تحمل على الضرورة أو الحاجة هذا آخر ما قلته
السائل : طيب والحديث الذي في مسند أحمد اللي أرسله وقيل ... ( اتريد أن يشرب معك الهر ) الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال له الحديث هذا هل قال له ذلك لأنه شرب قائما أم وربما قال له لأنه ما ذكر اسم الله ؟
الشيخ : آه هنا يقال اجعل ربما عند ذاك الكوكب ، كيف نترك الحديث والمنصوص في الحديث إلى شيء لم يذكر في الحديث هذا ما يجوز بارك الله فيك
السائل : نعم
الشيخ : ولذلك فنحن مع الحديث لا نتزود عليه ولا ننقص منه وهذا هو واجب كل مسلم ، وإلا ما يستقيم دليل من أدلة الكتاب والسنة إذا ما قيل ربما كان الأمر كذا وربما كان الأمر كذا .
فلا يجوز الحديث واضح جدا أنه لما رآه يشرب قائما قال ( أترضى أن يشرب معك الهر ، قال لا ، قال : فقد شرب معك من هو شر منه الشيطان ) فإذن القضية متعلقة بكل صراحة ووضوح بأنه شرب قائما
السائل : حتى الشيخ لو ذكرت قلت بسم الله
الشيخ : كيف
السائل : أنا شربت قائم لكن قلت بسم الله
الشيخ : نعم
السائل : يشرب الشيطان معي
الشيخ : الله أعلم ، قد يكون هنا فيه كما يقول الفقهاء في بعض الأمور فيه مقتضي وفي مانع إذا سمى الله فهذا مقتضي ألا يشرب معه ، لكن إذا شرب قائما فهذا مانع من هذا المقتضي أي فيشرب معه الشيطان فيجب حينئذ أن يجمع بين الأمرين بخلاف من شرب وهو جالس وسمى الله عز وجل فحينئذ لا يشاركه الشيطان أما سمى وخالف أيضا فشرب قائما فذاك المقتضي لمنع الشيطان يزول بسبب حلول هذا المانع الثاني وهو أنه شرب قائما
السائل : طيب يا شيخ

الشيخ : أما أحاديث الرسول عليه السلام التي فيها أنه شرب قائما جوابها من وجوه أيضا وهذه يجب أن تكون معلوما هذه الوجوه عند طلاب العلم لأنه قد يعترض سبيلهم بعض الأحاديث المتعارضة فيحار في التوفيق بينها.
فينبغي أن نتذكر قاعدتين اثنتين أصوليتين تساعد كل طالب علم إذا ما كان متقنا لهما على التوفيق بين الأحاديث المتعارضة ، وهذا له يعني أمثلة كثيرة تشبه هذه القضية قد نتعرض لذكر بعضها ، لكن لنبقى حيث نحن الآن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صح عنه أنه شرب قائما في غير ما حديث صحيح هنا يقول الفقهاء في القاعدتين :
الأولى : " إذا تعارض حاظر ومبيح قدّم الحاظر على المبيح " الحاظر أظن كلمة هذه معروفة عندكم من الحظر وهو المنع إذا تعارض نص يحظّر من شيء تحظيرا يمنع منعا وهناك نص آخر يدل على إباحة هذا الشيء فما التوفيق بينهما إذا تعارض حاظر ومبيح قدّم الحاظر على المبيح.
الآن مثال بين أيديكم نهى عن الشرب قائما هذا حاظر شرب قائما هذا مبيح إذن عند التعارض قدّم الحاظر على المبيح.
قاعدة ثانية : " إذا جاء نصان أحدهما قول منه عليه الصلاة والسلام والآخر فعل له عليه الصلاة والسلام حينئذ يقدم القول على الفعل " عند التعارض لماذا لأن القول شريعة عامة أما الفعل فقد يكون أيضا يرد عليه احتمالان قد يكون على الأصل لأنه لما جاء الشرع كما تعلمون جميعا لم يأت بكل أحكامه وتفاصيلها طفرة واحدة وقصة تحريم الخمر كلكم يعرفها فالذهب مثلا ما حرم الحرير ما حرم أول ما قيل له عليه الصلاة والسلام (( يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر )) هذا هو أصل الإيمان فبعد ذلك على المدى التشريع ثلاث وعشرين سنة كملت أحكام الشريعة على التدرج المعروف فيمكن حينما يكون هناك قول منه عليه السلام يخالف فعلا له أن يكون الفعل على الإباحة الأصلية بعد ذلك جاء القول المخالف له ويمكن أن يكون لعذر وقع له عليه السلام في الفعل ويمكن أخيرا أن يكون من خصوصياته عليه الصلاة والسلام.
من أجل هذه الاحتمالات التي يمكن أن يحيط بفعله عليه السلام حينما يخالف قوله قال العلماء أن القول مقدم على الفعل هذا هو مثاله عندكم الآن
وقلت أنه قد نذكر مثلا آخر وعليكم السلام ورحمة الله وهذا مثل واقعي وينبغي أن نستحضره في مثل معالجتنا لمثل هذه القضية لقد جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صحيح البخاري ومسلم قوله ( إذا أتيتم الخلاء فلا تستقبلوا القبلة ببول أو غائط ولكن شرقوا أو غربوا ) ثم جاءت أحاديث صحيحة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رئي مستقبلا القبلة أو مستدبرا لها فاختلف العلماء والفقهاء بالتوفيق بين حديث النهي الأول وبين الأحاديث التي ظاهرها الإباحة وهي والحالة هذه مخالفة للنهي ( فلا تستقبلوا القبلة ببول أو غائط ولكن شرقوا أو غربوا ) فقد وجدنا بيوتا كثيرة في الواقع لم يراع فيها هذا الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم وكان الجواب أنهم تبنوا رأي أحد المذاهب التي تفرق بين البنيان وبين الصحراء فيحملون الحديث الأول ( فلا تستقبلوا القبلة ببول أو غائط ولكن شرقوا أو غربوا ) على الصحراء ويحملون ما وقع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم على البنيان هذا مذهب معروف.
ولكن يخالفه المذهب الآخر وهو الذي تقتضيه طريقة التوفيق بين الأدلة كما ضربنا على ذلك مثلا آنفا بالتوفيق بين أحاديث النهي عن الشرب قائما وأحاديث شربه صلى الله عليه وآله وسلم قائما وقدمنا هنا القاعدتين المذكورتين آنفا " إذا تعارض حاظر ومبيح قدم الحاظر على المبيح " " وإذا تعارض القول وفعله عليه السلام قدم قوله على الفعل " كما صحّ تطبيق القاعدتين في مسألة الشرب من قيام كذلك هنا يصح تطبيق القاعدتين كلتيهما معا في مسألة عدم استقبال القبلة ببول أو غائط وذلك بأن نقول فعله صلى الله عليه وآله وسلم المخالف للحديث يمكن أن يكون قبل تشريع النهي عن استقبال القبلة ببول أو غائط.
ويمكن أن يكون المكان ضيقا لا يستطيع أن يتحول إنه عم يتصرف وهذا ما وقع لراوي الحديث الأول وهو أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه حيث هو الذي روى الحديث الأول بلفظ ( إذا أتيتم الخلاء فلا تستقبلوا القبلة ببول أو غائط ولكن شرقوا أو غربوا ) قال رضي الله عنه " فلما أتينا الشام وجدنا الكنف هناك موجهة إلى القبلة فنحن نستغفر الله " هكذا قال راوي الحديث وهنا تأتي قاعدة ثالثة بهذه المناسبة وهي أيضا مهمة جدا
السائل : ما فيه يا شيخ الاستغفار مع الانحراف ( كنا نستغفر وننحرف )
الشيخ : ما يستطيع، الاستغفار لعدم الانحراف هم لو انحرفوا من أجل ماذا الاستغفار إيه .
نعم

الشيخ : أما النظر : فهو إنه من الواضح أن نهي الرسول عليه الصلاة والسلام عن البول والغائط والبصق تجاه القبلة إنما هو احترام هذه الجهة التي نتوجه إليها في صلواتنا وكما أن توجهنا في صلواتنا لا فرق فيه بين الصحراء وبين البنيان فهذه الجدر لا تحول بيننا وبين تحقيق أننا استقبلنا الكعبة في صلاتنا وكذلك إذا تبول أو تغوط أو بصق في البنيان فذلك لا يعني أنه لم يفعل تجاه القبلة
فإذن المقصود من هذه الأحاديث كلها هو تعظيم هذه الجهة التي نتوجه إليها في عبادتنا في صلاتنا فينبغي أن نصونها من أن نوجه إليها شيئا من هذه الأشياء المستقذرة والمستنكرة من هنا قلنا إن القول مقدم على الفعل والحاظر مقدم على المبيح لأن الفعل يحيط به عدة احتمالات وقد ذكرنا آنفا يمكن أن يكون الرسول عليه السلام حينما شوهد أنه فعل خلاف ما نهى الأمة أن يكون هذا بسبب ضيق المكان يمكن أن يكون ذلك قبل النهي يمكن أن يكون له خصوصية كما جاءت له خصوصيات .
من أوضحها مثلا أنه عليه الصلاة والسلام مات وتحت عصمته تسع من زوجاته بينما لما جاءه ذاك الرجل حينما أسلم وتحته تسع نسوة قال له عليه الصلاة والسلام ( أمسك أربعا منهن وطلق سائرهن ) فهذا قول ينبغي نحن أن نتبناه أما فعله عليه السلام فهو من خصوصياته.
على هذه القواعد نستطيع أن ندفع كثيرا من التعارض الذي قد يبدو لطالب العلم في أول وهلة بين بعض الأحاديث منها قولية ومنها فعلية.
من ذلك موضوع النهي عن الشرب قائما وأنه عليه الصلاة والسلام شرب قائما النتيجة أن القول هنا مقدم على الفعل لسببين اثنين أنه حاظر من جهة وأنه قول من جهة أخرى هذا خلاصة ما يمكن أن يذكر

الشيخ : نعم
السائل : الإقرار يدخل في المبيح الحديث ( كنا على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم نأكل ونحن نمشي ونشرب من قيام )
الشيخ : نعم هذا الإقرار ليس فيه إقرار بعد النهي ليس فيه هذا فعل ترى إذا فعل الرسول شيئا أهم أم إذا فعله أصحابه ؟ ابن عمر هو الذي يقول هذا فهو يتحدث عما كانوا يفعلونه صح هذا فعل وقد سبق الجواب فعله عليه السلام أهم من فعل بعض الأصحاب.
وهب أن هناك إقرارا لكن هنا لا يجوز أن نقول أقرّ متى يقال أقرّ إذا رأى وسكت أما هنا يمكن أن يقال أنهم كانوا يفعلون على البراءة الأصلية كما قلنا آنفا لكن هب أنه رأى وأقرّ ماذا نفعل ماهو الجمع؟ قد سبق الجمع إقراره ليس بأهم من فعله لأن العلماء يقسمون سنته عليه السلام قول وفعل وتقرير التقرير هذا يأتي في المرحلة الثالثة المرحلة الأولى يأتي القول من بعده فعله أخيرا تقريره والتقرير لا يكون دائما يعني شرعا وهذا مثاله بين أيديكم الآن هذا إذا سايرناك على قولك إقراره هنا ليس إقرار وإنما هم كانوا يفعلون ذلك على البراءة الأصلية
لكن مع ذلك لو فرضنا أن فيه نص بإقرار الرسول عليه السلام لبعض الصحابة الذين شربوا قياما فقد رأينا هناك الحديث الصحيح أنه أنكر على من شرب قائما فلا يغب عن بالك هذا النهي عن ذاك الإقرار المفترض وليس هناك إقرار فعلا وإنما هناك أنهم كانوا يفعلون على البراءة الأصلية.
وهنا نكتة علمية يجرنا الحديث إليها وهي قلنا أن العلماء يصنفون السنة ثلاثة أقسام: قول وفعل وتقرير لماذا يجعلون التقرير في المرتبة الثالثة لأنه أحيانا قد يحيط بالتقرير ما يجعله لا يحتج به.
قد جاء في مستدرك الحاكم ومسند أبي يعلى بإسناد صحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ( أن الرجل كان يأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيسأله فيعطيه عليه السلام يعطيه وهو قوي ) السائل قوي يسأل الرسول وهو معلوم في بعض الأحاديث الأخرى من قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا صدقة لغني ولا لذي مرة سوي ) فقد كان الرجل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم وهو قوي فيسأله فيعطيه ولكنه عليه الصلاة والسلام كان يتبع إعطاءه إياه بقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( إنه يخرج وقد تأبط نارا ) فهنا يأتي سؤال من بعض الصحابة إذن ( يا رسول الله لم تعطيه قال يسألونني ويكره الله لي البخل ) ( يسألونني ويكره الله لي البخل ) فلو أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعط هذا الإنسان لربما ذهب يتحدث بشيء يمس مقام النبوة والرسالة ولذلك قال ( يسألونني ويكره الله لي البخل ) فهو يعطي لكنه كان ينبغي ألا يعطي ولكن للمحافظة على مقام النبوة والرسالة آثر الإعطاء على التحريم فهنا سأل وسكت هذا السكوت هنا لا يعتبر إقرارا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما بعد ( يسألونني ويكره الله لي البخل ) هذا جواب عن قضية الإقرار المدعى .
تفضل نعم