رحلة النور-142
ما حكم الدم النازل من المرأة بعد الإسقاط وقبيل الإسقاط بيوم أو يومين ؟
السائل : ولكن بسبب الإسقاط ، وما حكم الدم الذي يكون قُبيل الإسقاط ربَّما بيوم أو يومين ؟
الشيخ : ما دام أسقطت فهي نفساء ، فلا تصوم ولا تصلي ، أما قبل ذلك فالدَّم الذي يُرى قبل الولادة وقبل العادة فكلاهما لا يمنع المرأة مما فرضَ الله عليها من صلاة أو صيام .
الشيخ : ما دام أسقطت فهي نفساء ، فلا تصوم ولا تصلي ، أما قبل ذلك فالدَّم الذي يُرى قبل الولادة وقبل العادة فكلاهما لا يمنع المرأة مما فرضَ الله عليها من صلاة أو صيام .
هل يجوز للمرأة أن تسترقي بسبب العين أو من الحسد من شيخ معروف بصلاحه ؟
السائل : السؤال الثاني : هل يجوز للمرأة أن تسترقي بسبب العين أو من الحسد من شيخ معروف بصلاحه ؟
الشيخ : لا فرق في هذا الحكم بين المرأة والرجل سوى من ناحية يُشترط عليها في كل ما يتعلَّق بها من أحكام أخرى ، منها مثلًا إذا أرادت أن تستفتي الشيخ عن مسألة يهمُّها أمرُها فعليها أن تكون محتجبةً وأن تكون غير متزيِّنة ، فكذلك للتي تطلب الرقية فيجوز للرجل أن يرقيها دون أن يمسَّ شيئًا من بدنها ، لأنَّ هذا المسَّ لا يجوز ، وقد يكون وسيلة للافتتان بها ، أما مجرَّد الإلقاء والدعاء لها هو أمر جائز لا تختلف عن الرجال ، لقوله عليه السلام : ( إنَّما النِّساء شقائق الرجال ) .
الشيخ : لا فرق في هذا الحكم بين المرأة والرجل سوى من ناحية يُشترط عليها في كل ما يتعلَّق بها من أحكام أخرى ، منها مثلًا إذا أرادت أن تستفتي الشيخ عن مسألة يهمُّها أمرُها فعليها أن تكون محتجبةً وأن تكون غير متزيِّنة ، فكذلك للتي تطلب الرقية فيجوز للرجل أن يرقيها دون أن يمسَّ شيئًا من بدنها ، لأنَّ هذا المسَّ لا يجوز ، وقد يكون وسيلة للافتتان بها ، أما مجرَّد الإلقاء والدعاء لها هو أمر جائز لا تختلف عن الرجال ، لقوله عليه السلام : ( إنَّما النِّساء شقائق الرجال ) .
هل صحَّ عنك أنك قلت: إذا انفرد الطبراني بإخراج حديث فهو ضعيف وذلك في قصَّة غياث بن إبراهيم مع المهدي ؟
السائل : هل صحَّ عنك أنك قلت: إذا انفرد الطبراني بإخراج حديث فهو ضعيف وذلك في قصَّة غياث بن إبراهيم مع المهدي ؟
الشيخ : إذا انفرد إيش الطبراني ؟
السائل : الطبراني بإخراج حديث فهو ضعيف .
الشيخ : لأ ، هذا ما قلته ولا أقوله ولن أقوله، لأن العبرة بالنسبة لأمثال الطبراني هو النظر إلى إسناده في أيِّ حديث ساقه ، فإن كان إسناده صحيحًا ابتداءً من شيخه وانتهاءً إلى صحابيِّه ، فهو حديث صحيح ، ولو يتفرَّد به الطبراني .
الشيخ : إذا انفرد إيش الطبراني ؟
السائل : الطبراني بإخراج حديث فهو ضعيف .
الشيخ : لأ ، هذا ما قلته ولا أقوله ولن أقوله، لأن العبرة بالنسبة لأمثال الطبراني هو النظر إلى إسناده في أيِّ حديث ساقه ، فإن كان إسناده صحيحًا ابتداءً من شيخه وانتهاءً إلى صحابيِّه ، فهو حديث صحيح ، ولو يتفرَّد به الطبراني .
3 - هل صحَّ عنك أنك قلت: إذا انفرد الطبراني بإخراج حديث فهو ضعيف وذلك في قصَّة غياث بن إبراهيم مع المهدي ؟ أستمع حفظ
ما حكم الحديث الذي تفرد به الديلمي وابن عساكر ؟
الشيخ : نعم
السائل : ...
الشيخ : نعم ؟
السائل : ... تفرَّد به الدَّيلمي فهو ضعيف ما معنى هذا ؟
الشيخ : القاعدة فيما تفرَّد به الدَّيلميُّ وما تفرَّد به ابن عساكر وأمثالهما ممَّن نزلت طبقتهما أي : كثرت الوسائط بينه وبين الرسول عليه الصلاة والسلام فالقاعدة أن ما تفرَّد به أمثالهما فهو ضعيف ، لكن هذا لا يعني أنَّه ليس لمثل هذه القاعدة شواذ ، لكل قاعدة شواذ ، ولهذا يقول بعض علماء الأصول : " ما من عامٍّ إلا وقد خُصَّ " ، فهذا عموم معروف ، وأوَّل من عرفنا نصَّ عليه الحافظ السيوطي في مقدمة كتابه * الجامع الكبير * ، قد ذكر هناك أن العلامة على ضعف الحديث تفرُّد ابن عساكر والدَّيلميُّ وأمثالهما، لكن الأمر كما قلت لكم هذه هي القاعدة ، ولكن لكل قاعدة شواذ ، لهذا إذا تيسَّر للباحث الوقوف على إسناد ابن عساكر أو على إسناد الدَّيلميُّ في أيِّ حديث ، فلا ينبغي له أن يُطلق الضَّعف عليه ما دام أنه قد وقف على إسناده ، فعليه أن يحكم على الحديث به ، أما إذا لم يتيسَّر له الوقوف على إسناد مثل هذا الحديث مما رواه ابن عساكر والديلمي ، فالأصل والقاعدة كما ذكرنا أنَّه ضعيف، ذلك لأن الحافظ ابن عساكر والدَّيلمي قريب من عهده يبعد عادة أن يفوت العلماء الذين تقدَّموهم طبقةً وعلوًّا أن يفوتهم مثل هذه الأحاديث التي يتفرَّد بها الديلمي أو ابن عساكر ، من هنا قال من قال من أهل العلم أن تفرُّدهما بالحديث يعني أنَّه ضعيف ، ولكن لكل قاعدة شواذ، غيره.
السائل : ...
الشيخ : نعم ؟
السائل : ... تفرَّد به الدَّيلمي فهو ضعيف ما معنى هذا ؟
الشيخ : القاعدة فيما تفرَّد به الدَّيلميُّ وما تفرَّد به ابن عساكر وأمثالهما ممَّن نزلت طبقتهما أي : كثرت الوسائط بينه وبين الرسول عليه الصلاة والسلام فالقاعدة أن ما تفرَّد به أمثالهما فهو ضعيف ، لكن هذا لا يعني أنَّه ليس لمثل هذه القاعدة شواذ ، لكل قاعدة شواذ ، ولهذا يقول بعض علماء الأصول : " ما من عامٍّ إلا وقد خُصَّ " ، فهذا عموم معروف ، وأوَّل من عرفنا نصَّ عليه الحافظ السيوطي في مقدمة كتابه * الجامع الكبير * ، قد ذكر هناك أن العلامة على ضعف الحديث تفرُّد ابن عساكر والدَّيلميُّ وأمثالهما، لكن الأمر كما قلت لكم هذه هي القاعدة ، ولكن لكل قاعدة شواذ ، لهذا إذا تيسَّر للباحث الوقوف على إسناد ابن عساكر أو على إسناد الدَّيلميُّ في أيِّ حديث ، فلا ينبغي له أن يُطلق الضَّعف عليه ما دام أنه قد وقف على إسناده ، فعليه أن يحكم على الحديث به ، أما إذا لم يتيسَّر له الوقوف على إسناد مثل هذا الحديث مما رواه ابن عساكر والديلمي ، فالأصل والقاعدة كما ذكرنا أنَّه ضعيف، ذلك لأن الحافظ ابن عساكر والدَّيلمي قريب من عهده يبعد عادة أن يفوت العلماء الذين تقدَّموهم طبقةً وعلوًّا أن يفوتهم مثل هذه الأحاديث التي يتفرَّد بها الديلمي أو ابن عساكر ، من هنا قال من قال من أهل العلم أن تفرُّدهما بالحديث يعني أنَّه ضعيف ، ولكن لكل قاعدة شواذ، غيره.
ما معنى قول العراقي : " لا يلزم من كون الشيء بأصل صحيح أو له أصل صحيح أن يكون هو صحيح " ؟ وما مفهوم قولهم : " أصل الحديث " ؟
السائل : ما معنى قول العراقي : " لا يلزم من كون الشيء الأصل الصحيح في أصل صحيح أن يكون هو صحيح " ؟ وما مفهوم قولهم : " أصل الحديث " ؟
الشيخ : هذا سؤال مهم في الواقع بالنسبة لطلَّاب العلم بصورة عامة وبالنسبة لطلَّاب علم مصطلح الحديث بصورة خاصة ، نضرب مثالًا لفهم هذا الكلام يُقال في حديث ما رواه فلان وفلان وأصله في *صحيح البخاري * ، أي: هذا الحديث بهذا التمام ليس هو في *صحيح البخاري *، وإنما أصله أي قطعة منه ، وبخاصة في الغالب من أوله هو في * صحيح البخاري * ، أما بهذا التَّمام فهو عند عزي الحديث إليه بتمامه لكن أصله في * صحيح البخاري * ، نضرب على ذلك مثلًا موضِّحًا ومنبِّهًا لكثير من الناس الذين لا يهتمُّون بأداء الأوراد والأذكار التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يهتمون بذكرها كما جاءت دون زيادة أو نقصان، ومعهود عن هؤلاء الناس أنَّه إذا ذُكروا بأن فيما ذكرته من الرواية أو من الذِّكر أو من الدُّعاء زيادة لا تثبت بيقول لك : يا أخي شو فيها ؟ زيادة الخير خير، مثال على ذلك مما يقع فيه كثير من الناس قال عليه الصلاة والسلام والحديث في * صحيح البخاري * من حديث جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من قال حين يسمع النداء : اللهمَّ ربَّ هذه الدَّعوة التَّامَّة ، والصَّلاة القائمة ، آتِ محمَّدًا الوسيلةَ والفضيلة ، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته حلَّت له شفاعتي يوم القيامة ) هكذا الحديث في * صحيح البخاري * ، وهكذا الحديث في غير ما كتاب من كتب الإمام البخاري ، مثلا ككتاب * خلق أفعال العباد * للإمام البخاري ، جاء هذا الحديث في * سنن البيهقي الكبرى * ومن طريق الإمام البخاري بزيادة في آخر الدعاء وهي: ( إنك لا تخاف الميعاد ) ، وأنتم تسمعون الناس اليوم محافظين على هذه الزيادة بحيث لا تكاد أحدًا يقف عند قوله عليه السلام : ( وابعثه المقام المحمود الذي وعدته ) لا يقفون إلى هنا، وإنما يزيدون : ( إنك لا تخلف الميعاد )، إذا أردنا أن نقول في تخريج هذا الحديث: أخرجه الإمام البيهقي في سننه ، وأصله في *صحيح البخاري * ، هذا مثال ، أي : أنه لا يوجد في * صحيح البخاري * زيادة : ( إنك لا تخلف الميعاد ) ، وعلى ذلك فقيسوا لتفهموا هذه الجملة التي ذكرها السائل نقلًا عن الحافظ العراقي .
السائل : يعني الزيادة ثابتة يا شيخ ها ما هي ثابتة الزيادة ؟
الشيخ : الزيادة شاذة ، ولنا على ذلك أدلة كنَّا تكلَّمنا عليها بالتفصيل فيما أظن في * إرواء الغليل * لكن ممَّا يحضرني وأنا أجيب بهذا الجواب ، أن الحديث كما سمعتم آنفًا رواه البخاري في *صحيحه * ورواه أيضا في * خلق أفعال العباد * ، لماذا أنا ذكرت كتاب * أفعال العباد * وهو ليس من الصحيح وهو يروي فيه ما صح وما لم يصح ، كسائر كتبه التي لم يلتزم فيها الصحة ككتابه المشهور بـ * الأدب المفرد * للإمام البخاري ، يروي ما صحَّ وما لم يصحَّ ، لماذا ذكرتُ عطفًا على قوله رواه البخاري في * صحيحه * : ورواه أيضًا في كتابه * خلق أفعال العباد * ؟
لأُلفِتَ النَّظرَ أنه في كل من الكتابين لم يروِ الحديث بهذه الزيادة التي رواها البيهقي في * سننه * من طريق البخاري نفسه ، أو لعلي أستدرك الآن على نفسي : من طريق شيخ البخاري ، فرواية البخاري لهذا الحديث في كتابيه بدون الزيادة ذلك من الأدلة على أن هذه الزيادة غير ثابتة ، فهي مروية في * سنن البيهقي * ولكنَّها شاذَّة ، لأن البخاري في كتابيه ولأن الإمام أحمد أيضا روى هذا الحديث بدون زيادة ، ورواة أو أئمَّة كثيرون أخرجوا الحديث كما جاء في *صحيح البخاري * وفي * خلق أفعال العباد * ، فالحديث صحيح بدون الزِّيادة ، فإذا ذكر الذَّاكر الحديث بالزيادة وعزاها للبيهقي له أن يقول : أصله في * صحيح البخاري * أي : إنَّ هذا الحديث له وجود في * صحيح البخاري * لكن ليس بهذا التمام .
هذا يقوله الإنسان حينما لا يُساعده المجال على تفصيل الكلام ، لكن الحق والحق يجب أن يُقال إن مثل هذا الكلام لا يروي ولا يشفي أن يُقال أصله في * صحيح البخاري * ما يدل على قصد المتكلِّم ، ولذلك فالبيان يطرد الشيطان ، بدل أن يقول : أصله في البخاري ، يقول : وهو في * صحيح البخاري * دون هذه الزيادة ، هذا أوضح وأبعد للاشتباه ، وعن إساءة الفهم لكلام هذا الإمام الذي يقول : رواه فلان وأصله في * صحيح البخاري * فالأولى التصريح دون التلويح .
وبهذه المناسبة أنبِّه إلى مثال يُشبه هذا ، وينبغي على طلَّاب العلم أن يَعُوه وأن يفهموه، من المصطلح عليه في كتب علم الحديث مصطلح الحديث أنَّه لا يجوز رواية الحديث مصدَّرًا بصيغة تُشعر بصحة الحديث ، فلا يقال في الحديث الضعيف : قال رسول الله ، أو جاء عن رسول الله ، أو كان رسول الله يفعل كذا وكذا إلى آخره ، وإنما قالوا : وإنما يقال في الحديث الضعيف : رُوي وحُكي وذُكر ونحو ذلك من صور التَّمريض المبنيَّة على المجهول ، هذا أمر مقرَّر في كتب المصطلح ، رأيي الشخصي الذي لم أرَ من سبقني إليه وأرجو أن يكون صوابًا ، ذلك لأن العلماء يقولون.
الشيخ : هذا سؤال مهم في الواقع بالنسبة لطلَّاب العلم بصورة عامة وبالنسبة لطلَّاب علم مصطلح الحديث بصورة خاصة ، نضرب مثالًا لفهم هذا الكلام يُقال في حديث ما رواه فلان وفلان وأصله في *صحيح البخاري * ، أي: هذا الحديث بهذا التمام ليس هو في *صحيح البخاري *، وإنما أصله أي قطعة منه ، وبخاصة في الغالب من أوله هو في * صحيح البخاري * ، أما بهذا التَّمام فهو عند عزي الحديث إليه بتمامه لكن أصله في * صحيح البخاري * ، نضرب على ذلك مثلًا موضِّحًا ومنبِّهًا لكثير من الناس الذين لا يهتمُّون بأداء الأوراد والأذكار التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يهتمون بذكرها كما جاءت دون زيادة أو نقصان، ومعهود عن هؤلاء الناس أنَّه إذا ذُكروا بأن فيما ذكرته من الرواية أو من الذِّكر أو من الدُّعاء زيادة لا تثبت بيقول لك : يا أخي شو فيها ؟ زيادة الخير خير، مثال على ذلك مما يقع فيه كثير من الناس قال عليه الصلاة والسلام والحديث في * صحيح البخاري * من حديث جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من قال حين يسمع النداء : اللهمَّ ربَّ هذه الدَّعوة التَّامَّة ، والصَّلاة القائمة ، آتِ محمَّدًا الوسيلةَ والفضيلة ، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته حلَّت له شفاعتي يوم القيامة ) هكذا الحديث في * صحيح البخاري * ، وهكذا الحديث في غير ما كتاب من كتب الإمام البخاري ، مثلا ككتاب * خلق أفعال العباد * للإمام البخاري ، جاء هذا الحديث في * سنن البيهقي الكبرى * ومن طريق الإمام البخاري بزيادة في آخر الدعاء وهي: ( إنك لا تخاف الميعاد ) ، وأنتم تسمعون الناس اليوم محافظين على هذه الزيادة بحيث لا تكاد أحدًا يقف عند قوله عليه السلام : ( وابعثه المقام المحمود الذي وعدته ) لا يقفون إلى هنا، وإنما يزيدون : ( إنك لا تخلف الميعاد )، إذا أردنا أن نقول في تخريج هذا الحديث: أخرجه الإمام البيهقي في سننه ، وأصله في *صحيح البخاري * ، هذا مثال ، أي : أنه لا يوجد في * صحيح البخاري * زيادة : ( إنك لا تخلف الميعاد ) ، وعلى ذلك فقيسوا لتفهموا هذه الجملة التي ذكرها السائل نقلًا عن الحافظ العراقي .
السائل : يعني الزيادة ثابتة يا شيخ ها ما هي ثابتة الزيادة ؟
الشيخ : الزيادة شاذة ، ولنا على ذلك أدلة كنَّا تكلَّمنا عليها بالتفصيل فيما أظن في * إرواء الغليل * لكن ممَّا يحضرني وأنا أجيب بهذا الجواب ، أن الحديث كما سمعتم آنفًا رواه البخاري في *صحيحه * ورواه أيضا في * خلق أفعال العباد * ، لماذا أنا ذكرت كتاب * أفعال العباد * وهو ليس من الصحيح وهو يروي فيه ما صح وما لم يصح ، كسائر كتبه التي لم يلتزم فيها الصحة ككتابه المشهور بـ * الأدب المفرد * للإمام البخاري ، يروي ما صحَّ وما لم يصحَّ ، لماذا ذكرتُ عطفًا على قوله رواه البخاري في * صحيحه * : ورواه أيضًا في كتابه * خلق أفعال العباد * ؟
لأُلفِتَ النَّظرَ أنه في كل من الكتابين لم يروِ الحديث بهذه الزيادة التي رواها البيهقي في * سننه * من طريق البخاري نفسه ، أو لعلي أستدرك الآن على نفسي : من طريق شيخ البخاري ، فرواية البخاري لهذا الحديث في كتابيه بدون الزيادة ذلك من الأدلة على أن هذه الزيادة غير ثابتة ، فهي مروية في * سنن البيهقي * ولكنَّها شاذَّة ، لأن البخاري في كتابيه ولأن الإمام أحمد أيضا روى هذا الحديث بدون زيادة ، ورواة أو أئمَّة كثيرون أخرجوا الحديث كما جاء في *صحيح البخاري * وفي * خلق أفعال العباد * ، فالحديث صحيح بدون الزِّيادة ، فإذا ذكر الذَّاكر الحديث بالزيادة وعزاها للبيهقي له أن يقول : أصله في * صحيح البخاري * أي : إنَّ هذا الحديث له وجود في * صحيح البخاري * لكن ليس بهذا التمام .
هذا يقوله الإنسان حينما لا يُساعده المجال على تفصيل الكلام ، لكن الحق والحق يجب أن يُقال إن مثل هذا الكلام لا يروي ولا يشفي أن يُقال أصله في * صحيح البخاري * ما يدل على قصد المتكلِّم ، ولذلك فالبيان يطرد الشيطان ، بدل أن يقول : أصله في البخاري ، يقول : وهو في * صحيح البخاري * دون هذه الزيادة ، هذا أوضح وأبعد للاشتباه ، وعن إساءة الفهم لكلام هذا الإمام الذي يقول : رواه فلان وأصله في * صحيح البخاري * فالأولى التصريح دون التلويح .
وبهذه المناسبة أنبِّه إلى مثال يُشبه هذا ، وينبغي على طلَّاب العلم أن يَعُوه وأن يفهموه، من المصطلح عليه في كتب علم الحديث مصطلح الحديث أنَّه لا يجوز رواية الحديث مصدَّرًا بصيغة تُشعر بصحة الحديث ، فلا يقال في الحديث الضعيف : قال رسول الله ، أو جاء عن رسول الله ، أو كان رسول الله يفعل كذا وكذا إلى آخره ، وإنما قالوا : وإنما يقال في الحديث الضعيف : رُوي وحُكي وذُكر ونحو ذلك من صور التَّمريض المبنيَّة على المجهول ، هذا أمر مقرَّر في كتب المصطلح ، رأيي الشخصي الذي لم أرَ من سبقني إليه وأرجو أن يكون صوابًا ، ذلك لأن العلماء يقولون.
5 - ما معنى قول العراقي : " لا يلزم من كون الشيء بأصل صحيح أو له أصل صحيح أن يكون هو صحيح " ؟ وما مفهوم قولهم : " أصل الحديث " ؟ أستمع حفظ
بيان خطأ قول " الأحكام تتغيَّر بتغيُّر الزمان والمكان " والصواب في ذلك.
الشيخ : وهذه أيضًا فائدة أخرى أنبِّهكم عليها : " الأحكام تتغيَّر بتغيُّر الزمان والمكان " هذه القاعدة خطيرة جدًّا إذا ما أُطلقت هكذا " الأحكام تتغيَّر بتغيُّر الزمان والمكان " ، صواب هذه القاعدة : " الأحكام المستنبطة باجتهاد الأئمَّة "، وليست هي الأحكام التي جاءت منصوصة في كتاب الله وفي حديث رسول الله هذه الأحكام ، حاشا أن تدخل في هذه القاعدة التي تقول : الأحكام تتغيَّر بتغيُّر الزمان والمكان ، وإنما هذه الأحكام هي الأحكام التي قالها الأئمة استنباطًا واجتهادًا ، لأن الاستنباط والاجتهاد معرض أولاً للخطأ والصواب بخلاف ما كان منصوصًا في الكتاب والسنة، وثانيًا هذه الأحكام التي قيلت بالاجتهاد والاستنباط رُوعي أثناء الاجتهاد والاستنباط الوضع الذي كان الناس فيه أو عليه فوُضعت هذه الأحكام تتناسب مع ذلك الزمان .
لعله من المفيد أن نضرب مثلًا غريبًا بعض الشيء ، ومبيِّنًا كيف تتغيَّر الأحكام بتغيُّر الزمان والمكان بالقيد السابق ، الأحكام التي تُقال استنباطًا واجتهادًا وليس اعتمادًا على النَّصِّ ، جاء في * شرح الوجيز * للإمام الرافعي من كتب الشافعية المعتمدة ما نصُّه : " لو صلى رجل في أرجوحة - انتبهوا ما يقول - ليست مدعمةً من الأرض ولا معلَّقةً بالسقف " ، سمعتم بهذه الأرجوحة ؟ ليست مستندة على الأرض ولا هي معلَّقة في السقف ، لو صلى في مثل هذه الأرجوحة قال هذا الإمام الفاضل : " فصلاته باطلة " ، لماذا ؟ لأنه يصلي في الفراغ ، " لو صلَّى في أرجوحةٍ ليست مدعمةً من الأرض ولا معلَّقة في السقف فصلاته باطلة " ، الآن هذه الأرجوحة خلقها الله كما قال عز وجل مشيرًا : (( ويخلق ما لا تعلمون )) ، تدرون ما هذه الأرجوحة ؟ الطائرة المعروفة بصورة خاصة بـالهيلوكبتر التي تقف فوق الرؤوس لا تتحرَّك لا تهبط ولا ترتفع ، لا تدور لا يمين ولا يسار ، تُرى لو كان هذا القائل لتلك الكلمة في العصر الحاضر هل يقول أن الصلاة في الطائرة باطلة ؟ ما يقول ، هو تخيَّل شيئًا ما تصوَّره أن يصبح حقيقة واقعة !
ولذلك وقع لي فيما وقع لي من مناقشات ومناظرات مع بعض مشايخ التقليد في بلادنا السورية ، زرت بلدةً هناك في شمال سوريا لأوَّل مرة في سبيل نقل الدعوة من بلد إلى أخرى ، فاجتمع ما شاء الله في المكان الذي نزلتُ فيه ، وكان منهم مفتي البلدة ، وذاك المفتي بطبيعة الحال يقلِّد يُفتي بناءً على مذهبه الشافعي ، ابتدأ الكلام بكلام فيه ترحاب جميل ويعني سياسة لطيفة وإلى آخره ، ولكن هو يمهِّد للغمز واللَّمز ، قال أخيرًا : بلغنا أنَّك لا تقلِّد وأنك تجتهد ، دخلنا معه في حديث ولا يهمُّنا التطويل ، قلت له : يا شيخ ، نحن الآن في عصر حدثت أمور وقضايا جديدة فقد لا يجد الإنسان في كتب الفقه جوابًا صريحًا عن هذه المسألة الحادثة ، فماذا يفعل ؟ يعني قلت له : لا بد من الاجتهاد ، وفتح باب الاجتهاد هذا رحمة من رحمة الله وإغلاقه هو كما قال عليه السلام لذلك الأعرابي الذي بال في مسجده ، ثم كان من خطئه أي ضلاله كما جاء في الحديث : أنه لما غضب من أصحاب الرسول الذين همُّوا به ضربًا حينما رأوه يبول في المسجد النبوي ، وقال لهم عليه السلام : ( لا تزرموه ، إنما بُعثتم ميسِّرين ، ولم تُبعثوا معسِّرين ) تركوه حتى قضى حاجته في المسجد النبوي بول، من خطئه ومن بداوته أنه بعد الصلاة دعا ربَّه كأنه يروي غيظ قلبه من أصحاب الرسول الذين كانوا همُّوا به فقال : " اللهم ارحمني ومحمَّدًا ولا تشرك معنا أحدًا " هؤلاء غلاظ القلوب الذين همُّوا به ، لا تشركهم بالرحمة ، إنَّما " اللهم ارحمني ومحمَّدًا ولا تشرك معنا أحدًا " ، قال له عليه السلام : ( لقد حجَّرت واسعًا من رحمة الله ) .
وهؤلاء الذين ضيَّقوا على الأمة الإسلامية ، وحرَّموا الاجتهاد ، وزعموا أن بابه قد أغلق منذ القرن الرابع من الهجرة ! قلت لهذا الشيخ : كيف تفعل ببعض المسائل التي تنزل اليوم بالمسلمين ؟ قال لي : مثلًا وهنا الشاهد قلت : مثلًا الصلاة في الطائرة ، ماذا تقول تصحُّ أم لا ؟ على البداهة والفور أجاب بالجواب الصحيح : تصحُّ ، قلت له : ما الدليل ؟ قال : قياسًا على الصلاة في السفينة ، قلت : الآن وقعتَ فيما تنقم عليَّ ، قال : كيف ؟ قلت : اجتهدتَ ، مَن سبقك من أهل العلم بأن الصلاة في الطائرة جائزة أولًا ، ثم الدليل على ذلك القياس على الصلاة في الطائرة على الصلاة في السفينة ؟ فبُهت الرجل، قلت : ومن العجب أنك أخطأت من حيث أصبت ، كلام متناقض بطبيعة الحال ويتعجَّب منه ، وأنا أعني ما أقول . قال : كيف ؟ قلت : لما اجتهدتَ أصبتَ ، ولكن لو قلَّدت أخطأت! قال : ما أفهم . قلت فذكرت العبارة السابقة ، قلت : قال الإمام الرافعي في كتابه * الشرح الوجيز * : ( لو أن رجلًا صلَّى في أرجوحة ليست مدعمةً بالأرض ولا معلَّقةً بالسَّقف لم تصحَّ صلاته ) ، هذه هي الطائرة ، فأنت لو قلَّدتَ هذا الإمام لَقلت بأن الصلاة لا تصحُّ ، أرأيت كيف أن الاجتهاد رحمة وليس بنقمة ؟ قال : أنا ما وجدت هذه العبارة ، قلت : قد قيل : " من علم حجَّة على مَن لم يعلم ، ومن حفظ حجَّة على من لم يحفظ " ، ها هو كتاب * شرح الوجيز * للرافعي مطبوع في حاشية المجموع للإمام النووي ، باستطاعتك أن.
لعله من المفيد أن نضرب مثلًا غريبًا بعض الشيء ، ومبيِّنًا كيف تتغيَّر الأحكام بتغيُّر الزمان والمكان بالقيد السابق ، الأحكام التي تُقال استنباطًا واجتهادًا وليس اعتمادًا على النَّصِّ ، جاء في * شرح الوجيز * للإمام الرافعي من كتب الشافعية المعتمدة ما نصُّه : " لو صلى رجل في أرجوحة - انتبهوا ما يقول - ليست مدعمةً من الأرض ولا معلَّقةً بالسقف " ، سمعتم بهذه الأرجوحة ؟ ليست مستندة على الأرض ولا هي معلَّقة في السقف ، لو صلى في مثل هذه الأرجوحة قال هذا الإمام الفاضل : " فصلاته باطلة " ، لماذا ؟ لأنه يصلي في الفراغ ، " لو صلَّى في أرجوحةٍ ليست مدعمةً من الأرض ولا معلَّقة في السقف فصلاته باطلة " ، الآن هذه الأرجوحة خلقها الله كما قال عز وجل مشيرًا : (( ويخلق ما لا تعلمون )) ، تدرون ما هذه الأرجوحة ؟ الطائرة المعروفة بصورة خاصة بـالهيلوكبتر التي تقف فوق الرؤوس لا تتحرَّك لا تهبط ولا ترتفع ، لا تدور لا يمين ولا يسار ، تُرى لو كان هذا القائل لتلك الكلمة في العصر الحاضر هل يقول أن الصلاة في الطائرة باطلة ؟ ما يقول ، هو تخيَّل شيئًا ما تصوَّره أن يصبح حقيقة واقعة !
ولذلك وقع لي فيما وقع لي من مناقشات ومناظرات مع بعض مشايخ التقليد في بلادنا السورية ، زرت بلدةً هناك في شمال سوريا لأوَّل مرة في سبيل نقل الدعوة من بلد إلى أخرى ، فاجتمع ما شاء الله في المكان الذي نزلتُ فيه ، وكان منهم مفتي البلدة ، وذاك المفتي بطبيعة الحال يقلِّد يُفتي بناءً على مذهبه الشافعي ، ابتدأ الكلام بكلام فيه ترحاب جميل ويعني سياسة لطيفة وإلى آخره ، ولكن هو يمهِّد للغمز واللَّمز ، قال أخيرًا : بلغنا أنَّك لا تقلِّد وأنك تجتهد ، دخلنا معه في حديث ولا يهمُّنا التطويل ، قلت له : يا شيخ ، نحن الآن في عصر حدثت أمور وقضايا جديدة فقد لا يجد الإنسان في كتب الفقه جوابًا صريحًا عن هذه المسألة الحادثة ، فماذا يفعل ؟ يعني قلت له : لا بد من الاجتهاد ، وفتح باب الاجتهاد هذا رحمة من رحمة الله وإغلاقه هو كما قال عليه السلام لذلك الأعرابي الذي بال في مسجده ، ثم كان من خطئه أي ضلاله كما جاء في الحديث : أنه لما غضب من أصحاب الرسول الذين همُّوا به ضربًا حينما رأوه يبول في المسجد النبوي ، وقال لهم عليه السلام : ( لا تزرموه ، إنما بُعثتم ميسِّرين ، ولم تُبعثوا معسِّرين ) تركوه حتى قضى حاجته في المسجد النبوي بول، من خطئه ومن بداوته أنه بعد الصلاة دعا ربَّه كأنه يروي غيظ قلبه من أصحاب الرسول الذين كانوا همُّوا به فقال : " اللهم ارحمني ومحمَّدًا ولا تشرك معنا أحدًا " هؤلاء غلاظ القلوب الذين همُّوا به ، لا تشركهم بالرحمة ، إنَّما " اللهم ارحمني ومحمَّدًا ولا تشرك معنا أحدًا " ، قال له عليه السلام : ( لقد حجَّرت واسعًا من رحمة الله ) .
وهؤلاء الذين ضيَّقوا على الأمة الإسلامية ، وحرَّموا الاجتهاد ، وزعموا أن بابه قد أغلق منذ القرن الرابع من الهجرة ! قلت لهذا الشيخ : كيف تفعل ببعض المسائل التي تنزل اليوم بالمسلمين ؟ قال لي : مثلًا وهنا الشاهد قلت : مثلًا الصلاة في الطائرة ، ماذا تقول تصحُّ أم لا ؟ على البداهة والفور أجاب بالجواب الصحيح : تصحُّ ، قلت له : ما الدليل ؟ قال : قياسًا على الصلاة في السفينة ، قلت : الآن وقعتَ فيما تنقم عليَّ ، قال : كيف ؟ قلت : اجتهدتَ ، مَن سبقك من أهل العلم بأن الصلاة في الطائرة جائزة أولًا ، ثم الدليل على ذلك القياس على الصلاة في الطائرة على الصلاة في السفينة ؟ فبُهت الرجل، قلت : ومن العجب أنك أخطأت من حيث أصبت ، كلام متناقض بطبيعة الحال ويتعجَّب منه ، وأنا أعني ما أقول . قال : كيف ؟ قلت : لما اجتهدتَ أصبتَ ، ولكن لو قلَّدت أخطأت! قال : ما أفهم . قلت فذكرت العبارة السابقة ، قلت : قال الإمام الرافعي في كتابه * الشرح الوجيز * : ( لو أن رجلًا صلَّى في أرجوحة ليست مدعمةً بالأرض ولا معلَّقةً بالسَّقف لم تصحَّ صلاته ) ، هذه هي الطائرة ، فأنت لو قلَّدتَ هذا الإمام لَقلت بأن الصلاة لا تصحُّ ، أرأيت كيف أن الاجتهاد رحمة وليس بنقمة ؟ قال : أنا ما وجدت هذه العبارة ، قلت : قد قيل : " من علم حجَّة على مَن لم يعلم ، ومن حفظ حجَّة على من لم يحفظ " ، ها هو كتاب * شرح الوجيز * للرافعي مطبوع في حاشية المجموع للإمام النووي ، باستطاعتك أن.
بيان حرمة التدين بالتقليد ، لا التقليد نفسه.
الشيخ : إنَّما نحرِّم شيئًا نعبِّر عنه بالتدين بالتقليد ، لا نحرِّم التقليد ، بل هو أمر لا ينجو منه أهل العلم فضلًا عن غيرهم ، وإنما نحرِّم التديُّن بالتقليد ، ما معنى التديُّن بالتقليد ؟ أي : أن نجعل تقليد إمام من أئمَّة المسلمين دينا نعبد الله به ، ولا نقدِّر أئمة المسلمين الآخرين ولا نستفيد من علمهم شيئا ، لا ممَّا روَوا لنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أحاديث صحيحة ، ولا ما حدَّثونا به من آثار عن الصَّحابة ثابتة ، ولا بما أفادونا إيَّاه من استنباطات ثابتة أيضا استنبطوها من كتاب الله وحديث ، لا نستفيد إلا من هذا الإمام الواحد ، وبفقهه وعلمه فقط نتديَّن ونتقرَّب إلى الله ، هذا التديُّن بهذا التقليد هذا الذي نحرِّمه ، لماذا ؟ لأن هذا أوَّلًا معناه أنه أعني هذا المقلِّد أو ذاك يخصُّ هذا المقلَّد بما لا يخصُّ به الأئمة الآخرين ، وهذا تعصُّبٌ يؤدِّي إلى افتتان المقلِّدين بالمُقلَّدين من العلم ، وحينئذٍ يرد عليهم ما ذكرَه الله عز وجل في بعض الأمم الذين كانوا من قبلنا ألا وهم النَّصارى حين قال ربُّنا عز وجل في حقِّهم : (( اتَّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله والمسيح ابن مريم )) (( اتَّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله )) من صفة الرَّبِّ التي لا يجوز لأحدٍ أو من خصوصيَّات الرَّبِّ التي لا يجوز لأحدٍ أن يُشاركه فيها أن له حقَّ التشريع المتضمِّن للتحليل والتحريم ، فليس لأحدٍ من أهل الأرض حتى الملائكة المقرَّبين أن يحرِّموا ويحلِّلوا لأحدٍ إلا وحيا من الله تبارك وتعالى ينقلونه إلى المُصطَفين من الأنبياء والرسل الأخيار.
النصارى خالفوا هذا النهج ، وأعطوا ما كان من خصوصيَّات الله من حقِّ التشريع نقلوه لبعض قسِّيسيهم ورهبانهم وعلمائهم ، فكانوا إذا حرَّموا لهم شيئاً حرَّموه خضعوا ، وإذا أحلَّوا لهم شيئاً أحلُّوه ، وقد أشكلت هذه الآية على بعض أصحاب الرسول عليه السلام حينما نزلت ، وكان هو من العرب الأقلَّاء الذين تنصَّروا في الجاهلية ، لأنَّكم تعلمون أن العرب أمة أمية كما جاء في الحديث الصحيح ، فما كانوا أهل كتاب لكن بعض الأفراد منهم ممن أوتوا نباهةً وفطنةً تبيَّنت لهم أن أحوال قومهم العرب وثنيَّة محضة ، ووجدوا أن في دين النصارى شيء من العلم والثقافة فتنصَّر بعضهم ، كان من هؤلاء عديُّ بن حاتم الطائي، - حاتم الطائي المشهور بكرمه في العرب - ، تنصَّر في الجاهلية ، فلما جاء الله عز وجل بالإسلام على يد محمَّد عليه الصلاة والسلام أسلم وآمن به في قصة مرويَّة في * مسند الإمام أحمد * وغيره ، لما أسلم كان يجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم يتلقَّى العلم منه ، لأنه عرف أن ما كان عليه من دين النصارى كان فيه انحراف كبير وكثير ، لما نزلت هذه الآية ما فهم المقصد منها ، قال : ( يا رسول الله ! ما اتَّخذناهم أربابًا من دون الله ) لأنه فهم كما يفهم كثير من الناس حتى اليوم أن معنى ذلك أن يقولوا : أنّ فلان خالق مع الله وفلان خالق مع الله هذا الكفر الذي اصطلح على تسميته بعض المحقِّقين من أهل العلم بكفر الربوبيَّة ، يُقابله توحيد الربوبيَّة ، ليس هذا هو المقصود في الآية ، خلافًا لما تبادر إلى ذهن عديِّ بن حاتم الطائي ، ما اتَّخذناهم أربابًا من دون الله ! ، فبيَّن له رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق السُّؤال والجواب ، ومنه تعلمنا نحن بعض أساليبنا في مناقشتنا لبعض الناس ، نسأله لنأخذ الجواب منه ، قال عليه السلام : ( ألستم كنتم إذا حرَّموا لكم حلالًا حرَّمتموه ؟ ) إذا حرَّموا لكم حلالًا معروف عندكم أنَّه حلال ، لكن القسِّيس والراهب حرَّمه لكم ألستم كنتم تتبعونه ؟ قال : لا والعكس بالعكس ، أي : إذا حلَّل لكم حرامًا ألستم كنتم تحلِّلونه ؟! قال : بلى . قال عليه السلام : ( فذاك اتِّخاذكم إيَّاهم أربابًا من دون الله ) ، فالمقلِّد اليوم الذي تقول له : قال الله قال رسول الله فيُجابهك بقوله : هذا خلاف مذهبي
أئمة آخرين قد يكونون أعلى منه علمًا ومقامًا ، وهم على الأقل مثله في ذلك ، لكن معهم كتاب الله وحديث رسول الله ، فلا يُعرِّجوا على كلِّ ذلك ، لماذا ؟ لأنه تديَّن بالتقليد ، هذا التديُّن بالتقليد هذا الذي نحن معشرَ أهل السنة ، معشرَ أهل الحديث ، معشرَ أنصار السنة ، معشرَ السلفيين هذا الذي نحن ننكره ، لا ننكر على عامة الناس أن يُقلِّدوا ، لكن من الذين يُقلِّدون ؟ من هم المُقلَّدون لديهم ؟ هم الذين يقولون : قال الله قال رسول الله ، لا يجب عليهم بل لا يجوز لهم أن يُقلِّدوا من قال لهم هذا حرام ، ليه ؟ شو بعرفك أنت ؟ هيك النَّص هيك الفقه هيك الإمام قال هيك شيخي، هذا هو تطبيق حديث للضَّلال القديم (( اتَّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله )) فنحن نريد من عامة المسلمين من عموم المسلمين عامَّتهم وخاصَّتهم ، الخاصَّة يقومون بواجب العلم الصحيح المستنبط من الكتاب والسًّنَّة ، العامَّة أن يسألوا أهل الذِّكر كم قال تعالى : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) .
إذن نحن لا نقول بهذه الرواية التي جاء السؤال عنها ، ولا أدري لها أصلًا أيضًا ، لا نحرِّم التقليد ولا نُوجب التقليد ، إنما نُوجب أن نكون عند أمر الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: (( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )) (( على بصيرة أنا ومن اتبعني )) فنحن ندعو كل المسلمين خاصَّتهم وعامَّتهم أن يكونوا على بصيرة من دينهم، لكن الطريق يختلف، الخاصَّة يكونون على بصيرة من دينهم بدون واسطة السؤال لغيرهم ، وإنما بالرجوع إلى كتاب الله وحديث رسول الله حينما يكونون أهلًا لذلك ، العامة بواسطة سؤالهم لهؤلاء، وحينذاك تتحقَّق البصيرة للأمة كلها.
ويجب أن نعلم أن أثر هذا التوجيه وهذه البصيرة التي ندعو المسلمين- كما قلنا نكرِّر - عامَّتهم وخاصَّتهم أن يكونوا عليها أنَّنا بذلك نغلق باب التدجيل أن ينطلي على بعض المسلمين ، لأن هؤلاء قد تسلَّحوا بقال الله وقال رسول الله ، فإذا جاءهم أحد الدَّجَّالين ليقول لهم قولًا ما سبقه أحد من العلماء السابقين السالفين ، ولا له دليل من كتاب الله ولا من حديث رسول الله ، فهذه البصيرة تدفع أهل البصيرة أن يُجابهوا هؤلاء بقولهم : (( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) وسوف لا يستطيعون أن يُثبتوا أنهم من الصادقين، بل حين يعجزون عن الإتيان بالبرهان يثبتون لأنفسهم أنهم من الكاذبين، غيره .
السائل : السائل السابق يزعم أن هذا رواه أبو يعلى في ترجمة أحمد بن جعفر بن يعقوب الفارسي الصفدي عن الإمام أحمد ... زعم.
الشيخ : يراجع لأن ليس كل ما يذكر في ترجمة إمام من أئمة المسلمين معنى ذلك أن الرواية صحيحة، غيره .
النصارى خالفوا هذا النهج ، وأعطوا ما كان من خصوصيَّات الله من حقِّ التشريع نقلوه لبعض قسِّيسيهم ورهبانهم وعلمائهم ، فكانوا إذا حرَّموا لهم شيئاً حرَّموه خضعوا ، وإذا أحلَّوا لهم شيئاً أحلُّوه ، وقد أشكلت هذه الآية على بعض أصحاب الرسول عليه السلام حينما نزلت ، وكان هو من العرب الأقلَّاء الذين تنصَّروا في الجاهلية ، لأنَّكم تعلمون أن العرب أمة أمية كما جاء في الحديث الصحيح ، فما كانوا أهل كتاب لكن بعض الأفراد منهم ممن أوتوا نباهةً وفطنةً تبيَّنت لهم أن أحوال قومهم العرب وثنيَّة محضة ، ووجدوا أن في دين النصارى شيء من العلم والثقافة فتنصَّر بعضهم ، كان من هؤلاء عديُّ بن حاتم الطائي، - حاتم الطائي المشهور بكرمه في العرب - ، تنصَّر في الجاهلية ، فلما جاء الله عز وجل بالإسلام على يد محمَّد عليه الصلاة والسلام أسلم وآمن به في قصة مرويَّة في * مسند الإمام أحمد * وغيره ، لما أسلم كان يجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم يتلقَّى العلم منه ، لأنه عرف أن ما كان عليه من دين النصارى كان فيه انحراف كبير وكثير ، لما نزلت هذه الآية ما فهم المقصد منها ، قال : ( يا رسول الله ! ما اتَّخذناهم أربابًا من دون الله ) لأنه فهم كما يفهم كثير من الناس حتى اليوم أن معنى ذلك أن يقولوا : أنّ فلان خالق مع الله وفلان خالق مع الله هذا الكفر الذي اصطلح على تسميته بعض المحقِّقين من أهل العلم بكفر الربوبيَّة ، يُقابله توحيد الربوبيَّة ، ليس هذا هو المقصود في الآية ، خلافًا لما تبادر إلى ذهن عديِّ بن حاتم الطائي ، ما اتَّخذناهم أربابًا من دون الله ! ، فبيَّن له رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق السُّؤال والجواب ، ومنه تعلمنا نحن بعض أساليبنا في مناقشتنا لبعض الناس ، نسأله لنأخذ الجواب منه ، قال عليه السلام : ( ألستم كنتم إذا حرَّموا لكم حلالًا حرَّمتموه ؟ ) إذا حرَّموا لكم حلالًا معروف عندكم أنَّه حلال ، لكن القسِّيس والراهب حرَّمه لكم ألستم كنتم تتبعونه ؟ قال : لا والعكس بالعكس ، أي : إذا حلَّل لكم حرامًا ألستم كنتم تحلِّلونه ؟! قال : بلى . قال عليه السلام : ( فذاك اتِّخاذكم إيَّاهم أربابًا من دون الله ) ، فالمقلِّد اليوم الذي تقول له : قال الله قال رسول الله فيُجابهك بقوله : هذا خلاف مذهبي
أئمة آخرين قد يكونون أعلى منه علمًا ومقامًا ، وهم على الأقل مثله في ذلك ، لكن معهم كتاب الله وحديث رسول الله ، فلا يُعرِّجوا على كلِّ ذلك ، لماذا ؟ لأنه تديَّن بالتقليد ، هذا التديُّن بالتقليد هذا الذي نحن معشرَ أهل السنة ، معشرَ أهل الحديث ، معشرَ أنصار السنة ، معشرَ السلفيين هذا الذي نحن ننكره ، لا ننكر على عامة الناس أن يُقلِّدوا ، لكن من الذين يُقلِّدون ؟ من هم المُقلَّدون لديهم ؟ هم الذين يقولون : قال الله قال رسول الله ، لا يجب عليهم بل لا يجوز لهم أن يُقلِّدوا من قال لهم هذا حرام ، ليه ؟ شو بعرفك أنت ؟ هيك النَّص هيك الفقه هيك الإمام قال هيك شيخي، هذا هو تطبيق حديث للضَّلال القديم (( اتَّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله )) فنحن نريد من عامة المسلمين من عموم المسلمين عامَّتهم وخاصَّتهم ، الخاصَّة يقومون بواجب العلم الصحيح المستنبط من الكتاب والسًّنَّة ، العامَّة أن يسألوا أهل الذِّكر كم قال تعالى : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) .
إذن نحن لا نقول بهذه الرواية التي جاء السؤال عنها ، ولا أدري لها أصلًا أيضًا ، لا نحرِّم التقليد ولا نُوجب التقليد ، إنما نُوجب أن نكون عند أمر الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: (( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )) (( على بصيرة أنا ومن اتبعني )) فنحن ندعو كل المسلمين خاصَّتهم وعامَّتهم أن يكونوا على بصيرة من دينهم، لكن الطريق يختلف، الخاصَّة يكونون على بصيرة من دينهم بدون واسطة السؤال لغيرهم ، وإنما بالرجوع إلى كتاب الله وحديث رسول الله حينما يكونون أهلًا لذلك ، العامة بواسطة سؤالهم لهؤلاء، وحينذاك تتحقَّق البصيرة للأمة كلها.
ويجب أن نعلم أن أثر هذا التوجيه وهذه البصيرة التي ندعو المسلمين- كما قلنا نكرِّر - عامَّتهم وخاصَّتهم أن يكونوا عليها أنَّنا بذلك نغلق باب التدجيل أن ينطلي على بعض المسلمين ، لأن هؤلاء قد تسلَّحوا بقال الله وقال رسول الله ، فإذا جاءهم أحد الدَّجَّالين ليقول لهم قولًا ما سبقه أحد من العلماء السابقين السالفين ، ولا له دليل من كتاب الله ولا من حديث رسول الله ، فهذه البصيرة تدفع أهل البصيرة أن يُجابهوا هؤلاء بقولهم : (( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) وسوف لا يستطيعون أن يُثبتوا أنهم من الصادقين، بل حين يعجزون عن الإتيان بالبرهان يثبتون لأنفسهم أنهم من الكاذبين، غيره .
السائل : السائل السابق يزعم أن هذا رواه أبو يعلى في ترجمة أحمد بن جعفر بن يعقوب الفارسي الصفدي عن الإمام أحمد ... زعم.
الشيخ : يراجع لأن ليس كل ما يذكر في ترجمة إمام من أئمة المسلمين معنى ذلك أن الرواية صحيحة، غيره .
ما هو الرد على من يشكك في الصحيحين ؟
السائل : هناك من يقول : أن قولك : في * العقيدة الطحاوية * رواه مسلم وهو صحيح ، رواه البخاري وهو صحيح ، يقولوا : يورد الشك على الصحيحين فما الرد ؟
الشيخ : هذه شنشنة نعرفها من أخزم، لقد تكلَّمنا مبسَّطًا عن هذه الشبهة التي أثارَها أحد أعداء السنة، والذي لم يكتفِ بأن يُثبت عداءه الشديد لأهل السنة وأتباع السنة عملًا إلا وانتسبَ إلى من سبقه إلى مثل هذا العداء بأن انتسب إلى تلك النسبة ، فقال عن نفسه وهو ليس في تلك النسبة ، ولكنه تشرفاً بشيخه ، قال : إنه فلان الكوثري أي : يفخر بشيخه الكوثري المعروف بشدَّة عدائه لأهل السنة ، هذا الإنسان حاول منذ سنين طويلة أن يغمز من قناة من خرَّج أحاديث تخريج الطحاوية بهذا الأسلوب الذي يشير إليه السائل ، ولو أنَّ فيه تقديمًا وتأخيرًا ، وهذا التقديم والتأخير في الحقيقية يرضى بها يرضى عنها ذلك الكوثري الصغير ، الكوثري الصغير انتقدني في أسلوبي الموجز في تخريجي لـ * شرح أحاديث الطحاوية * ، جريتُ على الأسلوب التالي : صحيح أخرجه البخاري ومسلم ، إلى آخره ، صحيح رواه أبو داود والنسائي إلى آخره ، حسن أخرجه الإمام أحمد في المسند، ضعيف رواه أبو يعلى في مسنده إلى آخره ، فأوهم ونشر في العالم الإسلامي ما ادَّعاه زورًا وبهتانًا أن الحديث المروي في * صحيح البخاري * و* مسلم * لا يصير صحيحًا عند هذا المخرِّج الألباني إلا إذا هو صحَّحه من عند نفسه ، ولذلك هو يقول: صحيح رواه البخاري ومسلم إلى آخر ما ذكرته.
والواقع أن هذا الأسلوب أولًا لستُ أنا الذي ابتدعتُه، وقد أقمتُ الحجَّة عليه وأفحمتُه بنقول من كتاب مخطوط أصبح اليوم مطبوعًا ومعروفًا بين أيدي طُلَّاب العلم ، فضلًا عن العلماء أعني بذلك كتاب * شرح السنة * للإمام البغوي ، هذا الرجل الفاضل يسوق الحديث بسنده إلى النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، وأحيانًا يسوقه من طريق الإمام البخاري ، وتارةً من طريق الإمام مسلم، بعد أن يسوق المتن يقول : " هذا حديث صحيح متفق عليه " ، " هذا حديث صحيح رواه البخاري " ، فإذا كان يتَّهمني بهذه التُّهمة فهل معنى ذلك أن الإمام البغوي كان لا يصحِّح الحديث الذي رواه الشيخان إلا أن يُصحِّحَه هو ؟ لا ، وإنما هذا أسلوب في تقديم الحديث من أقرب طريق بعبارة واضحة هذا صحيح أو حسن أو ضعيف إلى آخره ، ثم يلي بعد ذلك التخريج وقد قلنا نحن في الرَّدِّ على هذا الإنسان فيما يدلُّ على أنه صاحب هوى وليس ناصحًا هلَّا تعقب الكوثريُّ الصغيرُ الكوثريَّ الكبيرَ حينما صرَّح بتضعيف أحاديث كثيرة من *صحيح البخاري * و* صحيح مسلم * ؟ أوردتُ بعض الأمثلة من تلك المقدمة ، لماذا لا ينتقد شيخه وهو يصرِّح بالتضعيف وينتقدنا نحن لأننا جرينا على هذا الأسلوب من قولنا : صحيح رواه البخاري ومسلم إلى آخره .
وأخيرًا : قلنا " وللناس فيما يعشقون مذاهب "نحن ارتأينا هذا الأسلوب ولسنا نعني أن الحديث لا يكون صحيحًا إلا إذا نحن صحَّحناه ، ولذلك - وأقولها صريحةً - يسألني بعد طلاب العلم : هل هناك أحاديث في الصحيحين متكلَّم فيها ؟ أقول : نعم ، فيقولون لي : لماذا لا تنبِّهنا عليها ؟ أقول : أمامنا ألوف الأحاديث التي هي بحاجة إلى التَّنبيه أكثر من تلك، وما خرَّجه الإمام البخاري والإمام مسلم فكما قال الحافظ الذهبي : " ما أخرجه البخاري ومسلم فقد جاوزَ القنطرة " أي : نجا من النقد ، فلسنا نحن بالمتوجِّهين لنقد هذين الكتابين ، وهذا في الواقع عملٌ جبَّار جدًّا ، وما فينا يكفينا ، يعني الأحاديث التي نحن بحاجة إلى بيان وتمييز صحيحها من ضعيفها هذا الذي نحن يُشغلنا ، أما أن نتعقَّب البخاري ومسلم فهذا ليس من سبيلنا وليس من منهجنا .
والله عز وجل هو المسؤول أن يهدي المسلمين ليسلكوا سنن سيِّد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، في غيره؟
السائل : أقول بارك الله فيك.
الشيخ : تفضَّل .
السائل : إضافة إلى ما ذكرتم .
الشيخ : تفضل .
السائل : أن البغوي قد سبقكم إلى هذا فيخرج الحديث من البخاري ومسلم ويقول صحيح متفق رواه البخاري رواه مسلم إلى آخره ، قد سبق البغوي إلى هذا الإمام الترمذي ، فإنه يخرِّج الحديث المتفق عليه أو في أحد الصحيحين ويقول فيه: حسن صحيح، الجوزقي في كتاب * الأباطيل * يأتي بالأحاديث الضعيفة وينقدها ويبين الأحاديث الصحيحة ويقول صحيح رواه البخاري أو صحيح رواه مسلم.
الشيخ : جزاك الله خير أحسنت.
الشيخ : هذه شنشنة نعرفها من أخزم، لقد تكلَّمنا مبسَّطًا عن هذه الشبهة التي أثارَها أحد أعداء السنة، والذي لم يكتفِ بأن يُثبت عداءه الشديد لأهل السنة وأتباع السنة عملًا إلا وانتسبَ إلى من سبقه إلى مثل هذا العداء بأن انتسب إلى تلك النسبة ، فقال عن نفسه وهو ليس في تلك النسبة ، ولكنه تشرفاً بشيخه ، قال : إنه فلان الكوثري أي : يفخر بشيخه الكوثري المعروف بشدَّة عدائه لأهل السنة ، هذا الإنسان حاول منذ سنين طويلة أن يغمز من قناة من خرَّج أحاديث تخريج الطحاوية بهذا الأسلوب الذي يشير إليه السائل ، ولو أنَّ فيه تقديمًا وتأخيرًا ، وهذا التقديم والتأخير في الحقيقية يرضى بها يرضى عنها ذلك الكوثري الصغير ، الكوثري الصغير انتقدني في أسلوبي الموجز في تخريجي لـ * شرح أحاديث الطحاوية * ، جريتُ على الأسلوب التالي : صحيح أخرجه البخاري ومسلم ، إلى آخره ، صحيح رواه أبو داود والنسائي إلى آخره ، حسن أخرجه الإمام أحمد في المسند، ضعيف رواه أبو يعلى في مسنده إلى آخره ، فأوهم ونشر في العالم الإسلامي ما ادَّعاه زورًا وبهتانًا أن الحديث المروي في * صحيح البخاري * و* مسلم * لا يصير صحيحًا عند هذا المخرِّج الألباني إلا إذا هو صحَّحه من عند نفسه ، ولذلك هو يقول: صحيح رواه البخاري ومسلم إلى آخر ما ذكرته.
والواقع أن هذا الأسلوب أولًا لستُ أنا الذي ابتدعتُه، وقد أقمتُ الحجَّة عليه وأفحمتُه بنقول من كتاب مخطوط أصبح اليوم مطبوعًا ومعروفًا بين أيدي طُلَّاب العلم ، فضلًا عن العلماء أعني بذلك كتاب * شرح السنة * للإمام البغوي ، هذا الرجل الفاضل يسوق الحديث بسنده إلى النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، وأحيانًا يسوقه من طريق الإمام البخاري ، وتارةً من طريق الإمام مسلم، بعد أن يسوق المتن يقول : " هذا حديث صحيح متفق عليه " ، " هذا حديث صحيح رواه البخاري " ، فإذا كان يتَّهمني بهذه التُّهمة فهل معنى ذلك أن الإمام البغوي كان لا يصحِّح الحديث الذي رواه الشيخان إلا أن يُصحِّحَه هو ؟ لا ، وإنما هذا أسلوب في تقديم الحديث من أقرب طريق بعبارة واضحة هذا صحيح أو حسن أو ضعيف إلى آخره ، ثم يلي بعد ذلك التخريج وقد قلنا نحن في الرَّدِّ على هذا الإنسان فيما يدلُّ على أنه صاحب هوى وليس ناصحًا هلَّا تعقب الكوثريُّ الصغيرُ الكوثريَّ الكبيرَ حينما صرَّح بتضعيف أحاديث كثيرة من *صحيح البخاري * و* صحيح مسلم * ؟ أوردتُ بعض الأمثلة من تلك المقدمة ، لماذا لا ينتقد شيخه وهو يصرِّح بالتضعيف وينتقدنا نحن لأننا جرينا على هذا الأسلوب من قولنا : صحيح رواه البخاري ومسلم إلى آخره .
وأخيرًا : قلنا " وللناس فيما يعشقون مذاهب "نحن ارتأينا هذا الأسلوب ولسنا نعني أن الحديث لا يكون صحيحًا إلا إذا نحن صحَّحناه ، ولذلك - وأقولها صريحةً - يسألني بعد طلاب العلم : هل هناك أحاديث في الصحيحين متكلَّم فيها ؟ أقول : نعم ، فيقولون لي : لماذا لا تنبِّهنا عليها ؟ أقول : أمامنا ألوف الأحاديث التي هي بحاجة إلى التَّنبيه أكثر من تلك، وما خرَّجه الإمام البخاري والإمام مسلم فكما قال الحافظ الذهبي : " ما أخرجه البخاري ومسلم فقد جاوزَ القنطرة " أي : نجا من النقد ، فلسنا نحن بالمتوجِّهين لنقد هذين الكتابين ، وهذا في الواقع عملٌ جبَّار جدًّا ، وما فينا يكفينا ، يعني الأحاديث التي نحن بحاجة إلى بيان وتمييز صحيحها من ضعيفها هذا الذي نحن يُشغلنا ، أما أن نتعقَّب البخاري ومسلم فهذا ليس من سبيلنا وليس من منهجنا .
والله عز وجل هو المسؤول أن يهدي المسلمين ليسلكوا سنن سيِّد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، في غيره؟
السائل : أقول بارك الله فيك.
الشيخ : تفضَّل .
السائل : إضافة إلى ما ذكرتم .
الشيخ : تفضل .
السائل : أن البغوي قد سبقكم إلى هذا فيخرج الحديث من البخاري ومسلم ويقول صحيح متفق رواه البخاري رواه مسلم إلى آخره ، قد سبق البغوي إلى هذا الإمام الترمذي ، فإنه يخرِّج الحديث المتفق عليه أو في أحد الصحيحين ويقول فيه: حسن صحيح، الجوزقي في كتاب * الأباطيل * يأتي بالأحاديث الضعيفة وينقدها ويبين الأحاديث الصحيحة ويقول صحيح رواه البخاري أو صحيح رواه مسلم.
الشيخ : جزاك الله خير أحسنت.
ما قولكم في من يدَّعي أن الدعوة السلفية دعوة التوحيد لا يقوم لها قائمة كما ينبغي على الواقع إلا مع الدعم السياسي , والواقع يؤكد هذا كما هو الحال في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ؟
السائل : هناك من يدَّعي أن الدعوة السلفية دعوة التوحيد لا يقوم لها قائمة كما ينبغي على الواقع إلا مع الدعم السياسي والواقع يؤكد هذا كما هو الحال في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فما قولكم ؟
الشيخ : نحن نقول آسفين أن هؤلاء الناس الذين يظنُّون أنهم يحسنون صنعا بالعمل السياسي وهم بعدُ ما صحَّحوا عقيدتهم ، ولا فهموا توحيد ربِّهم ، نقول لهم : الدعوة السلفية بأسمائها المختلفة التي ذكرتُها آنفًا هي معناها فهم الإسلام فهما عامّا شاملاً في جميع أحكامه ، لا يتعلق فقط بالتوحيد ، ولا بما هو أعم من ذلك فيما ما يتعلق في دائرة العقائد في اصطلاح العلماء ، ولا يتعلق فقط في العبادات ولا في الأخلاق ولا في المعاملات، وإنما هو يتعلَّق بفهم الإسلام من مصدرَيه الصَّافيين كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بزيادة هامَّة جدًّا ألا وهي على منهج السلف الصالح رضي الله عنهم، نحن عملنا كلٌّ في حدود استطاعته زيد وبكر وعمرو وإلى آخره كلٌّ يعمل في حدود استطاعته لتوضيح هذا الإسلام من جميع نواحيه، وقد لا يستطيع الفرد الواحد أن يتولَّى بيان الإسلام من جميع نواحيه، لكن يجب على الأمة على مجموع الأمة أو بعبارة أخرى على مجموع خاصَّة الأمة، أو على مجموع العلماء حقًّا هؤلاء أن يتولَّوا بيان الإسلام على ضوء الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ، هذه هي الدعوة ، أما إذا إنسان منَّا قام مثلًا فقط فقط بتصحيح الأحاديث الصحيحة وتضعيف الأحاديث الضعيفة فهذا لا يعني أنه لا يعمل عملًا آخر ، لكن قد يكون عمله الآخر دون ذلك، أو قريبا من ذلك ، كما أنه إذا قام رجل آخر يستنبط الأحكام من كتاب الله وحده ، آخر من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدها ، ثالث من مجموع المصدرين الكتاب والسنة ، لكن هو لا يستطيع مثلًا يصحِّح أو يضعِّف ، ما نطعن في هذا لأنه لا يعمل عمل ذاك ، ولا نتكلم في هذا لأنه لا يعمل عمل الأول ولا الثالث وهكذا ، وإنما يجب على المجموعة هذه من العلماء أن يعملوا في سبيل تفهيم الأمة الإسلامية كلها الإسلامَ بالمفهوم الصحيح بالشرط السابق .
يوم توجد الجماعة التي تنهض بهذا الواجب من التفهيم على المنهاج السابق الذكر يومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله ، أما نريد أن نعمل العمل السياسي ولو أخذنا رئيس جماعة يعملون بالعمل السياسي ويزعم أنه يعمل للإسلام ولإقامة دولة الإسلام لو سألناه : ما هو توحيد الربوبية؟ وما هو توحيد الألوهية؟ وما هو توحيد الصفات؟ لربما كان كما يُقال في المثل العربي القديم : " أعيا من باقل " يعني بمنتهى العجز عن الإجابة عن هذا السؤال الذي يتعلَّق بالشهادة الأولى، التي لا ينجو الكافر إلا بالاعتراف بها، من سيف الإسلام أوَّلًا ، ثم لا ينجو من الخلود في النار إلا إذا فهمَ معناها أوَّلًا فهما صحيحا على التفصيل السابق المُشار إليه آنفا ، والذي يتضمَّن أن لا إله إلا الله أي : لا معبود بحقٍّ في الوجود إلا الله ، فإذا فهمَ هذا المعنى وآمن به من قرارة قلبه نجا من الخلود في النار يوم القيامة ، وإلا لم يُفده شيئا أنه قال لا إله إلا الله إلا أنه نجا من السيف في الدنيا .
لو سألنا بعض المشتغلين بالسياسة مثل هذا السؤال لَعجزوا عن الجواب، وكما تُروى عندنا نكتة في بعض البلاد السورية يقولون : أحد الأكراد لقي يهوديّا في الطَّريق يوم عزَّة الإسلام ، فأخذ بتلابيبه وأخرجَ الخنجر بجانبه ، قال له: أسلم وإلا قتلتك ، قال : دَخْلَك ، ماذا أقول ؟ قال : والله لا أدري، هو بيهده بالقتل منشان يأسلم لكن لما بيسأله عن طريق الإسلام ، يقول : لا أعلم . بمثل هؤلاء الناس يريد الساسة أن ينتصروا على العدو المحيط بنا من كل جانب، لا نصر أبدًا إلا قبل كل شيء بفهم التوحيد في الشهادة الأولى لا إله إلا الله ، ثم بفهم الشهادة الثانية وأن محمَّدًا رسول الله ، وكما قلنا ويقول الدعاة جميعًا في هذه البلاد وغيرها أن الشهادة الأولى تستلزم ألَّا نعبد مع الله أحدًا ، والشهادة الأخرى تستلزم ألَّا نعبد الله إلا بما شرع الله، فالمعنيين هدول أكثر المسلمين اليوم وبخاصة الذين يشتغلون بالسياسة هم لا يعرفون هذا ، وفاقد الشيء لا يعطيه، فإذن نحن لا ندعو للعمل السياسي ليس لأن العمل في السياسة ليس مشروعًا فالإسلام أوسع مما يتوهَّمون ، ولكن كما قال بعضهم :
" العلم إن طلبته كثير *** والعمر عن تحصيله قصير
فقدِّم الأهمَّ منه فالأهمّ *** "
فنحن يجب أن ننظر اليوم ما هو الأحوج للعالم الاسلامي ؟ العالم الإسلامي ما هو الأحوج أن يتعرَّف عليه ؟ أَهُو العمل السياسي أم أن يفهم عقيدة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمَّدًا رسول الله ؟ ويحسِّن إيمانه بالغيب الذي هو الوصف الأول الذي ذكره الله عز وجل في أول سورة البقرة (( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )) من هم ؟ (( الذين يؤمنون بالغيب )) ثم ذكر (( ويقيمون الصلاة )) فما بالكم اليوم العالم الإسلامي يعيش في متاهات تتعلق بالإيمان بالغيب، وبصورة خاصة إذا صحَّ التعبير الناس تائهون اليوم بالإيمان بغيب الغيوب ، وهو ربُّ العالمين تبارك وتعالى بدليل أن خاصة العالم الإسلامي اليوم في كثير من البلاد لا يعرفون الله كما وصف الله نفسه في كتابه ، وكما وصفه نبيُّه في سنَّته ؟ بل لا ، المصيبة أكبر ، أنا أقول أو قلت آنفًا : لا يعرفون الله كما وصف به نفسه، وكما وصفَه به نبيُّه ، بل هم يعرفونه على خلاف ذلك ، هم يعرفون الله على خلاف ما وصف الله به نفسه ، هذه مشكلة المشاكل.
الشيخ : نحن نقول آسفين أن هؤلاء الناس الذين يظنُّون أنهم يحسنون صنعا بالعمل السياسي وهم بعدُ ما صحَّحوا عقيدتهم ، ولا فهموا توحيد ربِّهم ، نقول لهم : الدعوة السلفية بأسمائها المختلفة التي ذكرتُها آنفًا هي معناها فهم الإسلام فهما عامّا شاملاً في جميع أحكامه ، لا يتعلق فقط بالتوحيد ، ولا بما هو أعم من ذلك فيما ما يتعلق في دائرة العقائد في اصطلاح العلماء ، ولا يتعلق فقط في العبادات ولا في الأخلاق ولا في المعاملات، وإنما هو يتعلَّق بفهم الإسلام من مصدرَيه الصَّافيين كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بزيادة هامَّة جدًّا ألا وهي على منهج السلف الصالح رضي الله عنهم، نحن عملنا كلٌّ في حدود استطاعته زيد وبكر وعمرو وإلى آخره كلٌّ يعمل في حدود استطاعته لتوضيح هذا الإسلام من جميع نواحيه، وقد لا يستطيع الفرد الواحد أن يتولَّى بيان الإسلام من جميع نواحيه، لكن يجب على الأمة على مجموع الأمة أو بعبارة أخرى على مجموع خاصَّة الأمة، أو على مجموع العلماء حقًّا هؤلاء أن يتولَّوا بيان الإسلام على ضوء الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ، هذه هي الدعوة ، أما إذا إنسان منَّا قام مثلًا فقط فقط بتصحيح الأحاديث الصحيحة وتضعيف الأحاديث الضعيفة فهذا لا يعني أنه لا يعمل عملًا آخر ، لكن قد يكون عمله الآخر دون ذلك، أو قريبا من ذلك ، كما أنه إذا قام رجل آخر يستنبط الأحكام من كتاب الله وحده ، آخر من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدها ، ثالث من مجموع المصدرين الكتاب والسنة ، لكن هو لا يستطيع مثلًا يصحِّح أو يضعِّف ، ما نطعن في هذا لأنه لا يعمل عمل ذاك ، ولا نتكلم في هذا لأنه لا يعمل عمل الأول ولا الثالث وهكذا ، وإنما يجب على المجموعة هذه من العلماء أن يعملوا في سبيل تفهيم الأمة الإسلامية كلها الإسلامَ بالمفهوم الصحيح بالشرط السابق .
يوم توجد الجماعة التي تنهض بهذا الواجب من التفهيم على المنهاج السابق الذكر يومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله ، أما نريد أن نعمل العمل السياسي ولو أخذنا رئيس جماعة يعملون بالعمل السياسي ويزعم أنه يعمل للإسلام ولإقامة دولة الإسلام لو سألناه : ما هو توحيد الربوبية؟ وما هو توحيد الألوهية؟ وما هو توحيد الصفات؟ لربما كان كما يُقال في المثل العربي القديم : " أعيا من باقل " يعني بمنتهى العجز عن الإجابة عن هذا السؤال الذي يتعلَّق بالشهادة الأولى، التي لا ينجو الكافر إلا بالاعتراف بها، من سيف الإسلام أوَّلًا ، ثم لا ينجو من الخلود في النار إلا إذا فهمَ معناها أوَّلًا فهما صحيحا على التفصيل السابق المُشار إليه آنفا ، والذي يتضمَّن أن لا إله إلا الله أي : لا معبود بحقٍّ في الوجود إلا الله ، فإذا فهمَ هذا المعنى وآمن به من قرارة قلبه نجا من الخلود في النار يوم القيامة ، وإلا لم يُفده شيئا أنه قال لا إله إلا الله إلا أنه نجا من السيف في الدنيا .
لو سألنا بعض المشتغلين بالسياسة مثل هذا السؤال لَعجزوا عن الجواب، وكما تُروى عندنا نكتة في بعض البلاد السورية يقولون : أحد الأكراد لقي يهوديّا في الطَّريق يوم عزَّة الإسلام ، فأخذ بتلابيبه وأخرجَ الخنجر بجانبه ، قال له: أسلم وإلا قتلتك ، قال : دَخْلَك ، ماذا أقول ؟ قال : والله لا أدري، هو بيهده بالقتل منشان يأسلم لكن لما بيسأله عن طريق الإسلام ، يقول : لا أعلم . بمثل هؤلاء الناس يريد الساسة أن ينتصروا على العدو المحيط بنا من كل جانب، لا نصر أبدًا إلا قبل كل شيء بفهم التوحيد في الشهادة الأولى لا إله إلا الله ، ثم بفهم الشهادة الثانية وأن محمَّدًا رسول الله ، وكما قلنا ويقول الدعاة جميعًا في هذه البلاد وغيرها أن الشهادة الأولى تستلزم ألَّا نعبد مع الله أحدًا ، والشهادة الأخرى تستلزم ألَّا نعبد الله إلا بما شرع الله، فالمعنيين هدول أكثر المسلمين اليوم وبخاصة الذين يشتغلون بالسياسة هم لا يعرفون هذا ، وفاقد الشيء لا يعطيه، فإذن نحن لا ندعو للعمل السياسي ليس لأن العمل في السياسة ليس مشروعًا فالإسلام أوسع مما يتوهَّمون ، ولكن كما قال بعضهم :
" العلم إن طلبته كثير *** والعمر عن تحصيله قصير
فقدِّم الأهمَّ منه فالأهمّ *** "
فنحن يجب أن ننظر اليوم ما هو الأحوج للعالم الاسلامي ؟ العالم الإسلامي ما هو الأحوج أن يتعرَّف عليه ؟ أَهُو العمل السياسي أم أن يفهم عقيدة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمَّدًا رسول الله ؟ ويحسِّن إيمانه بالغيب الذي هو الوصف الأول الذي ذكره الله عز وجل في أول سورة البقرة (( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )) من هم ؟ (( الذين يؤمنون بالغيب )) ثم ذكر (( ويقيمون الصلاة )) فما بالكم اليوم العالم الإسلامي يعيش في متاهات تتعلق بالإيمان بالغيب، وبصورة خاصة إذا صحَّ التعبير الناس تائهون اليوم بالإيمان بغيب الغيوب ، وهو ربُّ العالمين تبارك وتعالى بدليل أن خاصة العالم الإسلامي اليوم في كثير من البلاد لا يعرفون الله كما وصف الله نفسه في كتابه ، وكما وصفه نبيُّه في سنَّته ؟ بل لا ، المصيبة أكبر ، أنا أقول أو قلت آنفًا : لا يعرفون الله كما وصف به نفسه، وكما وصفَه به نبيُّه ، بل هم يعرفونه على خلاف ذلك ، هم يعرفون الله على خلاف ما وصف الله به نفسه ، هذه مشكلة المشاكل.
9 - ما قولكم في من يدَّعي أن الدعوة السلفية دعوة التوحيد لا يقوم لها قائمة كما ينبغي على الواقع إلا مع الدعم السياسي , والواقع يؤكد هذا كما هو الحال في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ؟ أستمع حفظ
أمثلة عن العقائد الفاسدة المنتشرة بين المسلمين والتي تدل على أهمية الدعوة إلى العقيدة الصحيحة وتقديمها على العمل السياسي
الشيخ : وفي مثل المشهور اليوم ، والخلاف قائم على ساق وقدم ، ربنا يقول في غير ما آية في القرآن : (( الرحمن على العرش استوى )) ما رأيكم كبار العلماء أو كبار هيئة العلماء في كثير من البلاد المشهورة بطلب العلم وتدريس العلم يقولون : لا ، ربُّنا ما استوى، هكذا، لماذا ؟ لأنهم يعطِّلون الآية ، ويفسِّرونها بغير تفسيرها ، ( ينزل الله ) صدق رسول الله ، الحديث متواتر ، ( في كل ليلة إلى السَّماء الدنيا ) ، هم يقولون : لا ، ربُّنا لا بينزل ولا يجي ولا يتحرَّك ولا شيء ، أرادو أن ينزِّهوا الله عن صفات المخلوقين المُميَّزين ، أعني الملائكة والبشر ، ربنا عز وجل فضَّلهم كما قال بالنسبة للبشر : (( ولقد كرَّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر )) (( كرَّمنا بني آدم )) أرادوا أن يُنزِّهوا الله أن لا يشبِّهوه ببني آدم ، لأن بني آدم ينزل ويصعد ويجيء ويقف ووإلى آخره ، فوقعوا فيما هو شرٌّ ممَّا منه هربوا ، هربوا من تشبيه الخالق بالمخلوق ، وهذا حقٌّ ، حاشا لمسلم أن يشبِّه الله بخلق من خلقه ، لكنهم وقعوا فيما هو أشرُّ مما منه فرُّوا ، فشبَّهوه ليس بمن كرَّمه الله وهم بنو آدم كما سمعتم، بل شبَّهوه بالصَّخر والجمد الذي لا يأتي ولا يتحرَّك ، فسبحان الله ! صدق فيهم المثل الذي يقول : " كان تحت المطر صار تحت المزراب " ، فرَّ من نقاط من المطر وإذا هو يقف تحت الميزاب الذي يجمع المطر فيصبُّه عليه ، فهم شرٌّ يعيشون في العقيدة بعيدًا عن الكتاب والسنة وعن منهج السلف الصالح ، مع ذلك يريدون تشغيل الأمة بالسياسة .
نحن نعتقد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أول ما بدأ بدأ بدعوة الناس إلى عبادة الله عز وجل وحده ، أن يعبدوا الله ويجتنبوا الطَّاغوت ، تلك دعوة الأنبياء والرسل جميعًا .
سبحان الله! حينما نقرأ قصة نوح عليه السلام، وأقول نوح ، لأنه ضرب مثلًا قياسيّا في طول العمر وصبره على قومه في دعوته إياهم ، تُرى إلى ماذا كان يدعوهم ؟ ليس إلا فقط لعبادة الله وحده لا شريك له ألف سنة إلا خمسين عامًا ، مسلمونا في آخر الزمان يقولون: إلى متى أنتم تشغلون المسلمين بدعوة التوحيد؟ هكذا يقولون ولا يفكِّرون في أن نوحًا عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا ، ليس هناك تشريع كالتشريع الذي جاء به الإسلام ، وليس هناك توسُّع في السلوك والأخلاق والعبادات ، وإنما أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ، ثم هم مع ذلك يستكثرون علينا أن نذكِّر مثل هذه الذكرى ، لأنه يجب على المسلمين جميعًا ، هذا فرض عين على كل مسلم .
العلم قسمان : فرض عين وفرض كفاية ، فرض عين على كل مسلم أن يعرف الله كما وصف الله به نفسه ، ونبيُّه أيضا وصفه في سنَّته كما ذكرنا ، لا يعرِّجون على هذا إطلاقًا، حتى لقد صرَّح لي أحد دعاتهم منذ أكثر من عشرين عاما أنّ هذا الزمان ليس هو زمان البحث في التفاصيل وفي الخلافيَّات، قلنا يعني حتى في التوحيد ؟ قال : نعم ، حتى في التوحيد . قلت : حتى في فهم لا إله إلا الله وأنت تعرف أن بعضهم ألَّف رسالةً فسَّر لا إله إلا الله بمعنى لا معبود إلا الله ؟ أي : فسَّر جملة التوحيد الكلمة الطَّيِّبة بالعقيدة التي هي أضلُّ عقيدة على وجه الأرض وهي وحدة الوجود ، لأنّه - انتبهوا للفرق - المعنى الصحيح للكلمة الطَّيِّبة لا معبود بحقٍّ في الوجود إلا الله ، هذا يعني أن هناك معبودات كثيرة ، لكنها كلها باطلة إلا المعبود الحق وهو الله تبارك وتعالى ، فإذا لم تُقرن إن لم يُقرن هذا التفسير بكلمة بحقٍّ انقلب التوحيد إلى الشرك الأكبر ، والضلال الأكبر ، وهو القول بوحدة الوجود .
أُلِّفت رسالة عندنا في دمشق وفي باكستان أو الهند من بعض الجماعات المشهورة اليوم ، فسِّر لا إله إلا الله ، أي : لا معبود إلا الله ، وهذه المعبودات الأخرى التي عُبدت وتُعبد إلى الآن من دون الله تبارك وتعالى؟ الجواب في كتب الصوفية : " لما عبد المجوس النار ما عبدوا إلا الواحد القهار " ، هذا تأويل التفسير الخاطئ للكلمة الطيبة ، لا إله إلا الله ، أي : لا معبود إلا الله ، فـ " كلُّ ما تراه بعينك فهو الله " ، هذا قول آخر لابن عربي المعروف عندنا في الشام " كلُّ ما تراه بعينك فهو الله " ، النار التي يعبدها المجوس قديمًا وربما حديثًا هذه لا تخرج عن كونها الإله ، البوذيُّون الذين يعبدون البقر ما يعبدون غير الله ، لأن هذا ... يقول في كتابه الذي سمَّاه على غير اسمه ما هو :* الإنسان الكامل * وهو الإنسان الناقص في كتاب *الإنسان الكامل * يقول تلك العبارة : " لما عبد المجوس الناس ما عبدوا إلا الواحد القهار " ، هذا كناية عن جملة توحيد الإيه؟ وحدة الوجود ، يعني ليس هناك شيئان ، ليس هناك خالق ومخلوق ، حتى إنهم ليصرِّحون هذا شرك أنتم مشركون حينما تقولون : في وجودان ، وجود أزلي وهو الله ، ووجود حادث وهو خلق الله هذا شركٌ لكن نحن الموحدون حيث نقول في أذكارنا: " لا هو إلا هو " .
العالم الإسلامي يعيش في ضلال كبير ويريد بعض الناس الذين يجهلون هذه الحقائق المرَّة أن يُشغلوا الناس بالسياسة ، وأنا أضرب لكم مثلًا قريبا يدلُّكم على جهل الناس وليس عامَّة الناس بل خاصَّة الناس ، وليس خاصَّة الناس الذين لا يهتمُّون بالمسلمين والإسلام ، بل هم الذين يهتفون بمناسبات شتَّى بإقامة الدولة الإسلامية وقرآننا ودستورنا ونحو ذلك !
لما قام الخميني.
نحن نعتقد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أول ما بدأ بدأ بدعوة الناس إلى عبادة الله عز وجل وحده ، أن يعبدوا الله ويجتنبوا الطَّاغوت ، تلك دعوة الأنبياء والرسل جميعًا .
سبحان الله! حينما نقرأ قصة نوح عليه السلام، وأقول نوح ، لأنه ضرب مثلًا قياسيّا في طول العمر وصبره على قومه في دعوته إياهم ، تُرى إلى ماذا كان يدعوهم ؟ ليس إلا فقط لعبادة الله وحده لا شريك له ألف سنة إلا خمسين عامًا ، مسلمونا في آخر الزمان يقولون: إلى متى أنتم تشغلون المسلمين بدعوة التوحيد؟ هكذا يقولون ولا يفكِّرون في أن نوحًا عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا ، ليس هناك تشريع كالتشريع الذي جاء به الإسلام ، وليس هناك توسُّع في السلوك والأخلاق والعبادات ، وإنما أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ، ثم هم مع ذلك يستكثرون علينا أن نذكِّر مثل هذه الذكرى ، لأنه يجب على المسلمين جميعًا ، هذا فرض عين على كل مسلم .
العلم قسمان : فرض عين وفرض كفاية ، فرض عين على كل مسلم أن يعرف الله كما وصف الله به نفسه ، ونبيُّه أيضا وصفه في سنَّته كما ذكرنا ، لا يعرِّجون على هذا إطلاقًا، حتى لقد صرَّح لي أحد دعاتهم منذ أكثر من عشرين عاما أنّ هذا الزمان ليس هو زمان البحث في التفاصيل وفي الخلافيَّات، قلنا يعني حتى في التوحيد ؟ قال : نعم ، حتى في التوحيد . قلت : حتى في فهم لا إله إلا الله وأنت تعرف أن بعضهم ألَّف رسالةً فسَّر لا إله إلا الله بمعنى لا معبود إلا الله ؟ أي : فسَّر جملة التوحيد الكلمة الطَّيِّبة بالعقيدة التي هي أضلُّ عقيدة على وجه الأرض وهي وحدة الوجود ، لأنّه - انتبهوا للفرق - المعنى الصحيح للكلمة الطَّيِّبة لا معبود بحقٍّ في الوجود إلا الله ، هذا يعني أن هناك معبودات كثيرة ، لكنها كلها باطلة إلا المعبود الحق وهو الله تبارك وتعالى ، فإذا لم تُقرن إن لم يُقرن هذا التفسير بكلمة بحقٍّ انقلب التوحيد إلى الشرك الأكبر ، والضلال الأكبر ، وهو القول بوحدة الوجود .
أُلِّفت رسالة عندنا في دمشق وفي باكستان أو الهند من بعض الجماعات المشهورة اليوم ، فسِّر لا إله إلا الله ، أي : لا معبود إلا الله ، وهذه المعبودات الأخرى التي عُبدت وتُعبد إلى الآن من دون الله تبارك وتعالى؟ الجواب في كتب الصوفية : " لما عبد المجوس النار ما عبدوا إلا الواحد القهار " ، هذا تأويل التفسير الخاطئ للكلمة الطيبة ، لا إله إلا الله ، أي : لا معبود إلا الله ، فـ " كلُّ ما تراه بعينك فهو الله " ، هذا قول آخر لابن عربي المعروف عندنا في الشام " كلُّ ما تراه بعينك فهو الله " ، النار التي يعبدها المجوس قديمًا وربما حديثًا هذه لا تخرج عن كونها الإله ، البوذيُّون الذين يعبدون البقر ما يعبدون غير الله ، لأن هذا ... يقول في كتابه الذي سمَّاه على غير اسمه ما هو :* الإنسان الكامل * وهو الإنسان الناقص في كتاب *الإنسان الكامل * يقول تلك العبارة : " لما عبد المجوس الناس ما عبدوا إلا الواحد القهار " ، هذا كناية عن جملة توحيد الإيه؟ وحدة الوجود ، يعني ليس هناك شيئان ، ليس هناك خالق ومخلوق ، حتى إنهم ليصرِّحون هذا شرك أنتم مشركون حينما تقولون : في وجودان ، وجود أزلي وهو الله ، ووجود حادث وهو خلق الله هذا شركٌ لكن نحن الموحدون حيث نقول في أذكارنا: " لا هو إلا هو " .
العالم الإسلامي يعيش في ضلال كبير ويريد بعض الناس الذين يجهلون هذه الحقائق المرَّة أن يُشغلوا الناس بالسياسة ، وأنا أضرب لكم مثلًا قريبا يدلُّكم على جهل الناس وليس عامَّة الناس بل خاصَّة الناس ، وليس خاصَّة الناس الذين لا يهتمُّون بالمسلمين والإسلام ، بل هم الذين يهتفون بمناسبات شتَّى بإقامة الدولة الإسلامية وقرآننا ودستورنا ونحو ذلك !
لما قام الخميني.
اضيفت في - 2021-08-29