نحن طلاب في الجامعة الإسلامية حينما نرجع إلى بلادنا نتفرغ لمقاومة النصرانية أو الفكر الشيوعي أو البعثي أو غيرها من الأفكار، فهل من الأحسن مقاومة هذه الأفكار الهدامة أم التوقف عن مقاومتها ؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده .
أما بعد :
فضيلة شيخنا الجليل ، إنه من ... أن نجتمع بكم في هذه اللحظة ... أسئلة كثيرة ولكن يا شيخنا أكتفي بسؤال واحد،
والسؤال : نحن هنا طلاب في الجامعة الإسلامية حينما نذهب إلى بلادنا نعيش مشاكل كثيرة تواجهنا هذه المشاكل ... كالشيوعية والنصرانية والبعثية في بلدنا المسلم ... للقيام بمقاومة هذه الأفكار لدحض أفكارها ، فنحن هنا نوجِّه إليك السؤال : هل من الأحسن مقاومة الأفكار الهدَّامة أم الوقوف وعدم مقاومتها ؟ أفتونا جزاك الله خيرًا ، علما بأن هذه الفكرة التي قمنا بها وجدت معارضة من إخواننا الذين يُدارسوننا في العقيدة، فبماذا تنصحنا جزاك الله خيرًا ؟
الشيخ : الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله : جوابي عن هذا السؤال من كان يعيش في جو إسلامي لا يجد حوله ناساً من المسلمين هم بحاجة إلى تعليم وتوجيه وتثقيف وتربية فليتفرَّغ لمقاومة كما قلت أنت في سؤالك لمقاومة الشيوعيين والنصارى ونحو ذلك ، وأنا أتصوَّر أن المسلمين في كلِّ مكان في كل بلاد الإسلام هم مُحاطون بمسلمين بحاجة إلى تعليم وتوجيه وتثقيف ، ولذلك إذا كان الأصل في الإسلام أن يبدأ المسلم بالأقرب إليه فالأقرب في كل ما وجبَ عليه سواء في الزكاة أو الإنفاق أو التعليم ، فعلى من كان مثلكم من طلاب العلم أن ينشر علمه فيمن حوله في أهله الأقربين إليه ، ثم ممن كان حوله من الجوار أو الأصدقاء أو نحو ذلك ، وفي ظنِّي إذا توجَّهتم إلى القيام بمثل هذا الواجب فذلك سيصرفكم شئتم أم أبيتم عن القيام بواجب آخر هو ما عبَّرت عنه من مقاومة أولئك المخالفين للإسلام ، كالشيوعيين وأمثالهم ، ولهذا فأنا أرى أن الإخوان الذين أشرتَ إليهم في سؤالك الحقُّ معهم في ذلك ، لأنَّنا كما قلنا في الأمس القريب نحن بحاجة إلى أمرين اثنين لنمهِّد لإقامة نظام الإسلام والحكم الإسلامي في الأمة الإسلامية، ما هما الأمران ؟ التصفية والتربية، التصفية : تصفية الإسلام مما دخل فيه بكل شيء غريب سواء في العقائد أو في العبادات أو في المعاملات أو في السلوك ، والقيام بهذا لا يفسح مجالا للدعاة أبدا أن ينشغلوا بأولئك ، أو أن يتوجَّهوا إليهم قصدا ، نعم إذا جاءت مناسبة والتقى أحدنا بأمثال.
هو مثلاً كما تعلمون بالنسبة لكسرى وقيصر اكتفى بأن أرسل إليهم كتابا لكنه اهتم بمن حوله ، واهتمَّ بعد أن استجاب له من استجاب من الصحابة بتثقيفهم وتعليمهم وتربيتهم ، ولم يهتمَّ بعد ذلك بمن كفر من المشركين الذين كان يدعوهم ، لأن الخطوة التي ستكون بعد التثقيف والتعليم إعلان الجهاد في سبيل الله كما أشار إلى ذلك عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ( بُعثت بين يدي الساعة بالسيف ، حتى يُعبد الله وحده لا شريك له ، وجُعِلَ رزقي تحت ظلِّ رمحي، وجُعِلَ الذُّلُّ والصَّغار على من خالف أمري، ومن تشبَّه بقوم فهو منهم ) إذن يجب أن نُحقِّق المجتمع الإسلامي والحياة الإسلامية في أمتنا المسلمة ، أما أولئك الكفَّار والملاحدة فإن لم يتيسَّر لنا عفو الخاطر كما أشرت آنفا في الرَّدِّ عليهم ومناقشتهم ، فسيأتي دورهم إما سلما وإما حربا ، وخير الهدى هدى محمَّد صلى الله عليه وآله وسلم .
عندك شيء آخر ؟
السائل : سؤال آخر .
1 - نحن طلاب في الجامعة الإسلامية حينما نرجع إلى بلادنا نتفرغ لمقاومة النصرانية أو الفكر الشيوعي أو البعثي أو غيرها من الأفكار، فهل من الأحسن مقاومة هذه الأفكار الهدامة أم التوقف عن مقاومتها ؟ أستمع حفظ
لو كان المسلمون مضطهدون في بلد ما وقامت جماعة لتقيم الجهاد الإسلامي فهل الأفضل أن نقف في صفهم أو نخذلهم وننشر عنهم الإشاعات أو نسكت عنهم ؟
السائل : هو إذا كان يعني هؤلاء الذين يعيشون بينهم يعني كفرة غير يعني دولة إسلامية ، ولكن الأقلية الموجودة فيها من المسلمين أكثر، ومع هذا يعني ليس لهم أي كيان ولا أي اعتبار ، وهم يعني يعيشون مضطهدين فيما بينهم .
الشيخ : نعم .
السائل : من هنا يعني لو قامت جماعة باسم الجهاد الإسلامي هل يعني الأحسن نُساعدهم ونقف بصفِّهم أم يعني نبدأ في تخذيلهم ونبدأ يعني بالإشاعات من حولهم ، ونسمِّيهم يعني بكل الأسماء مع أنهم يعرفونا ونعرفهم ويعرفونا عقيدةً، هل من الأحسن يعني على الأقل السكوت عن هؤلاء أو يعني التصدِّي لهم بهذه الأقوال ؟
الشيخ : هنا فيما يبدو من سؤالك الثاني أمران اثنان ، أحدهما الانضمام إلى هؤلاء الذين أعلنوا الجهاد ، والأمر الآخر هو التصدي لهم ورميهم بشتَّى الأسماء.
جوابًا عن السؤال الأول : نقول يا أخي جواب هذا السؤال يمكن أن نفهمه من كلامي السابق ، أنا لا أعتقد أن هؤلاء الذين يريدون أن يجاهدوا الكفار قد جاهدوا أنفسهم وقد تربَّوا على الإسلام الصحيح ، هل أنت تعتقد هذا ؟ أم هم فرق ومذاهب شتى كما نرى في العالم الإسلامي كله ؟ فان كان الأمر هو الأمر الأول وهذا ما نرجوه وما نظنُّه واقعا ، هذا ما نرجوه ونظنه أنه غير واقع،ـ فإذن هؤلاء الذين أعلنوا الجهاد كيف يمكن أن يُجاهدوا وهم متفرِّقون متشاكسون متباغضون ؟ بسبب أنهم لا تجمعهم فكرة واحدة ، لا توحِّدهم عقيدة واحدة إذا كان الأمر هكذا فهم ليسوا مستعدِّين لأن يُجاهدوا ، ولئن جاهدوا لن يُنصروا ، لأن الاختلاف في العقيدة وبل وفي الأخلاق هو من أكبر أسباب الانهزام وعدم الثبات فأنت الآن تستطيع أن تأخذ الجواب لأن أنا ما أستطيع أن أحكم على الناس الغائبين لكن إذا جاز لنا أن نقيسَ الحاضر الغائب على الحاضر فالعالم الاسلامي كله متفرِّقٌ منشقٌّ بعضه على بعض ، ولذلك لا ينجح الجهاد إلا بعد هذه التصفية التي أشرنا إليها ، أن يقوم بها طائفة من المسلمين يُربَّون تربيةً إسلامية صحيحة ، فإذا انتهوا من هذا الدور الذي لا بدَّ منه ، حينئذٍ يأتي دور الجهاد ، فإذا كنت تعتقد أن هؤلاء الذين تقول إنهم يجاهدون الكفار هم انتهوا من جهاد أنفسهم كما قلنا في الأمس القريب في مجتمع كان هامًّا ما شاء الله قلنا : إن بعض المعاصرين الدعاة يقول : " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقَمْ لكم في أرضكم " ، فإن كان هؤلاء المجاهدون انتهوا من هذه المرحلة فنحن نهنِّئهم ونؤيِّدهم في جهادهم لأولئك الكفار ، أما إن كانوا هم لا يزالون هذا حنفي وهذا شافعي وذاك شاذلي وقادري، وما أدري إيش هناك مذاهب وطرق شتَّى هذا .
السائل : ...
الشيخ : ما أدري إيش هناك أسماء أخرى ، المهم أنَّهم لا يستطيعون أن يُجاهدوا لأنَّهم متفرِّقون ، وإذ الأمر كذلك يعود الأمر إلى ما أجبتُ في الجواب عن السؤال الأول ، لا بد للمسلمين في كل منطقة يعيشون فيها كما قلنا في الأمس بشيء من التفصيل من التصفية والتربية ، أن يفهموا الإسلام في شهادتين ، لا إله إلا الله محمَّد رسول الله ، يعبدوا الله وحده لا شريك له ، ثم لا يعبدون الله إلا بما شرع الله على لسان نبيِّه عليه السلام ، هذا المعنى المتضمَّن في هاتين الشهادتين في اعتقادي العالم العربي الصَّميم في العروبة لم يفهموا بعد ، فضلا عن بعض البلاد الأخرى إما هي عربيَّة دخلته العجمة ، أو هي أعجميَّة في الأصل فأنَّى لهم أن يفهموا هذا الفهم الصحيح ؟! إذن علينا أن نأتسي برسول الله صلى الله عليه وسلم .
أولًا : أن نفهم ما جاء فيه حقَّ الفهم .
وثانياً : أن ندعو الناس إلى ذلك .
فإذا اجتمع الناس على هذا الفهم الصحيح حينذاك نقول يجب الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الله حتى تكون كلمة الله هي العليا ، وكلمة الكفار هي السفلى .
غيره ، عندك شيء ؟
السائل : سؤال أخير .
الشيخ : تفضَّل .
السائل : ...
الشيخ : كيف ؟
2 - لو كان المسلمون مضطهدون في بلد ما وقامت جماعة لتقيم الجهاد الإسلامي فهل الأفضل أن نقف في صفهم أو نخذلهم وننشر عنهم الإشاعات أو نسكت عنهم ؟ أستمع حفظ
ما رأيك لو قمنا نحن طلاب العلم بالرد على الملاحدة في الصحف مثلاً ؟
السائل : السؤال الأخير: طيب لو جزاك الله خيرًا على هذه النصيحة ، على الأقل مثلاً نحن الآن كطلاب لو قمنا مثلاً قمنا مثلاً يعني بالرَّدِّ ، يعني على الأقل الرَّد .
الشيخ : على ؟
السائل : يعني في الصُّحف .
الشيخ : الرَّدّ على من ؟
السائل : على يعني الملاحدة الذين يُوجدون في بلادنا .
الشيخ : نعم .
السائل : فهل هذا يعني ممكن يعني يقوم به أحد أو يعني فيه مضرَّة للدعوة ويتركه ؟
الشيخ : هذا بارك الله فيك ليس سؤالا جديدا ، هو مكانك راوِحْ ، أنت تسأل سؤال ثالث وهو الثاني ، والثاني هو الأول ، أنا أقول لك الآن ، ألا تشعر أنت في تلك البلاد أنّ بديل أن تكتب مقالا في الرَّدِّ على الملاحدة والزَّنادقة وهم سوفَ لا يستجيبونَ لك ألا تشعر بأن هناك مسلمين يظنُّون أنهم على الإسلام وهم بعيدون كل البعد عن الإسلام، ألا تظنُّ أنّ هناك ناس يدعون غير الله ، ويتوسَّلون بغير الله ، ولا يُحسنون صلاة رسول الله ألا تعتقد هذا ؟
السائل : نعم
الشيخ : طيب ، فبدلَ أن تكتب مقالًا في الرَّدِّ على ملحد لا ترجو منه هداية اكتب مقالا تبيِّن للمسلمين الذين حولك يمكن يكون أبوك وجدك وأمك وعمك وخالك وإلى آخره لا يُحسنون صلاتك أنت، فالأقربون أولى بالمعروف، فاشتغل بهؤلاء ، اكتب مقالا في بيان هدي الرسول عليه السلام في بعض ما جاء به لهؤلاء الناس الذين هم بحاجة إلى إرشادك وتعليمك بدل أن تكتب مقالا في الرَّدِّ على هؤلاء الكفار، أما والله أنتم كثر وبعضكم يقوم بهذا الواجب الذي أنا أقول به ، وهو واجب واسع جدّاً ما أظن أنه يوجد العدد المطلوب به ، فإن فرضنا هذا فيقوم زيد من الناس ويرد على الملاحدة ما عندنا مانع .
مع ذلك هنا ملاحظة هامة ، الذي يريد أن يردَّ على الملاحدة ينبغي أن يكون من أهل العلم ، ليس طالب علم قد يكون مبتداً أو ثانوياً أو نحو ذلك ، حتى يصدق عليه إنه يعرف كيف تُؤكل الكَتِف ، يعني يعرف أولاً شبهات هؤلاء الكفار ، ثم يعرف كيف يُردُّ على شبهاتهم لأنه متشبِّع بأدلة الكتاب وأدلة السُّنَّة .
وفي النهاية أقول : يا أخي اشتغلوا بأنفسكم ودعوا غيركم من الفرق الأخرى أو الأمم الأخرى أو الملل الأخرى، حتى تستوي الأمة وتنهض على قدميها، بعد ذلك تنطلق الدعوة في سبيلها ، فمن وقف في طريقها لم يكن أمامه إلا السيف الذي أشار إليه الرسول عليه السلام في قوله السابق : ( بُعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يُعبد الله وحده لا شريك له ) .
تفضَّل .
ما هو الموقف السليم نحو ما يجري في الانتخابات سواء كان على مستوى الدولة أم على مستوى أصغر كاتحادات الجامعات ونحوها ؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه تابعة أيضاً للأسئلة السودانية ، يقول السؤال الأول : ما هو الموقف السليم نحو ما يجري في الانتخابات سواء كان على مستوى الدولة أم على مستوى أصغر كاتحادات الجامعات ونحوهما ؟
الشيخ : إن كان الدخول في الانتخابات وقد سمعتم أنواعا منها يستلزم مخالفة للشرع وانجرافاً مع التيار المنحرف عن الكتاب والسنة فالجواب بدهيٌّ أنه لا يجوز المشاركة في مثل هذه الانتخابات ، أنا شخصيّاً أستطيع أن أقول : أن الانتخابات انتخابات الدولة هذه يتورَّط فيها في زعم كثير من الشباب المسلم ، ويظنُّون أنهم بذلك يُحسنون ، وقد يعترفون بصراحة بأن مَن يدخل هذه المداخل قد يقع في مخالفة الشريعة ، لكنهم يبرِّرون ذلك بأنه لا بد من ذلك كأنهم يقولون : " أن الغاية تبرر الوسيلة " ، وهذا بلا شك لا توجد مثل هذه القاعدة في ديننا الإسلامي ، ثم إن هذا الدخول فيه استباق للنتائج التي نحن نريد أن تكون أثراً للدعوة التي سبيلها ما أشرنا إليه آنفاً ما كنينا عنه بـ " التصفية والتربية " ، أما إن كان الدخول في انتخابات في بعض الجامعات أو نحو ذلك وهذا أنا لا أدري ما الذي يقع الناس ؟ إن كان لا يترتَّب مخالفة شرعية فلا نرى في ذلك بأساً ، لأن هذه وسائل مُحدثة ، وهذه الوسائل المُحدثة ما لم تكن لها علاقة بالتعبد أي : بالزيادة في الدين فلا نرى منها مانعاً ، لأنها تكون والحالة هذه من المصالح المرسلة ، فإذا كان دخول الشباب المسلم في مثل هذه الانتخابات في الجامعات ونحوها التي لا أعرف أنا أن لها مخالفات بخلاف انتخابات الدول ، إذا كان لا يترتَّب من وراء ذلك مفسدة فحينئذٍ لا أرى مانعاً من المشاركة في هذه الانتخابات إذا كانت تحقِّق مصلحة شرعية ، لأنها ليست من التعبُّديَّات وإنما هي من العاديَّات والعاديَّات الأصل فيها الإباحة ما لم تخالف حكماً شرعيّاً .
السائل : طيب يا شيخ إذا كان يترتَّب على دخول الاتحادات هذه اتحادات الجامعة ، إذا كان يترتَّب عليها نفس الاتحاد عندهم أنظمة أنهم يناقشون من يأتيهم سواء كان امرأة أو رجل ، وهذا من
الشيخ : يناقشون في ماذا ؟
السائل : في أصول الاتحاد وفي أعمالهم تكون يعني لجنة عموميَّة فتخرج امرأة سافرة عارية .
الشيخ : ما أخذت الجواب في كلامي ، سامحك الله أنا بقول بشرط كذا .
السائل : للإيضاح أنا أقول هذا ، لأنك ما تعرف عن الاتحادات يا شيخ .
الشيخ : صحيح لكن أنا بالنسبة إليَّ أعطيت الجواب ، لكن أنت إذا رأيت إنسانا يريد مثلا أن ينضمَّ ، قل له أمامك كذا وكذا باعتبارك أنك تعرف ، لكن أنا لو أطلقت القول بالجواز فجزاك الله خير بتنبّهني ، لكن أنا وضعتُ قيداً وشرطاً ، ففي هذه الحالة التي أنت تقولها يكون الدخول في هذه الانتخابات كالدخول في الانتخابات الأولى .
السائل : ألا يترتَّب عليها يا شيخ أيضاً مفسدة مثل الأشياء هذه ، أنه يجبر أفراد الاتحاد أنفسهم يقول لك : ماذا فيها ؟ لما تنشر دعوتك في هذه المرأة السافرة وتدعوها وتبيِّن لها يعني منهجك وتبين لها أشياء، وهي يعني والعياذ بالله امرأة سافرة ساقطة ، يعني مجرَّد الكلام معها فتنة.
الشيخ : ومن هذا الباب يُجيز البعض الدخول في الجامعات المختلطة .
السائل : إي نعم .
الشيخ : طيِّب ، وحينئذٍ نحن نقول : هؤلاء الناس الذين يُجيزون هذه الأمور كأنهم أخذوا ضماناً من الله أنهم أصبحوا من حيث عدم تأثُّرهم بمخالطة الفتيات والنساء أنهم في ضمان وفي أمان ، فنحن نقول لهؤلاء : يا أخوان انجوا بأنفسكم ، حافظوا على أنفسكم قبل أن تُحاولوا أن تنفعوا الناس الآخرين احفظوا أنفسكم ، وكيف يكون المحافظة على الأنفس ؟
هو كما يُقال في بعض الأمثال العامية : " ابعد عن الشر وغنِّي له " ، وهذا يعني ليس معنى عامي ، هذا مأخوذ من شريعة الله ، من ذلك قوله عليه السلام: ( كُتب على ابن آدم حظُّه من الزنا فهو مُدركه لا محالة ، فالعين تزني وزناها النظر ، والأذن تزني وزناها السمع ، واليد تزني وزناها البطش ) وفي رواية : ( اللمس ) ، لا شك أن هذا الشاب يجرُّ شرّا كما يُسلسل هذا الحديث الصحيح العظيم ، ومن الدليل على ذلك أن الذين يقولون بجواز هذا الإصلاح هؤلاء النساء الكافرات الفاسقات سيقع في ورطة أخرى ، وأنه يُجيز لنفسه أن يُصافح المرأة ، يُصافحها حتى ما تقول المرأة هذه رجعيِّين وغلاظ ووإلى آخره ، فإذا لازم يكونوا ناعمين مع الجنس اللطيف فلازم إيش ؟ يسمحوا لأنفسهم بالمصافحة وهذه حقيقة واقعة ، لأن الشَّرَّ يا إخوانا لا يأتي طفرة ، الشيطان من كيده لبني الإنسان يأتي بالشَّرِّ الصغير ، كما قال الشاعر في بعض الأشعار :
" وما معظم النار إلا من مستصغر الشَّرر "
شرارة صغيرة بتحرق بلد ، من أولها إلى آخرها ، الحديث يقول : ( والأذن تزني وزناها السمع ، واليد تزني وزناها البطش ، والفم يزني ) في بعض الروايات خارج الصحيح بالسند الصحيح : ( والفم يزني وزناه القُبَل ، والرجل تزني وزناها المشي ، والفرج يُصدِّق ذلك كلَّه أو يكذِّبه ) ، فحينما يفتح المسلم أو بعض الشباب المسلم لأنفسهم باب الشَّرِّ من باب " الغاية تبرِّر الوسيلة " فتحت أبواب الشَّرِّ عليهم بصورة لا يستطيعون فيما بعد أن يردُّوها ، كالسَّيل الذي كان محصورا بسدٍّ مُحكم فحينما رُفع هذا السَّدُّ يجرف ما أمامه تماماً ، قد أخذ من هذا الحديث الصحيح شاعر مصر في زمانه شوقي المشهور فقال متمثِّلاً معنى هذا الحديث العظيم :
" نظرةٌ فابتسامةٌ فسلامٌ *** فكلامٌ فموعدٌ فلقاءُ "
جاء الشَّرُّ الأكبر ! لذلك أنا أعتقد أنه يجب أن نستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها ، أن نستمسك بشرعنا بكامله ، من أوَّله إلى يائه ، ولا نبرِّر لأنفسنا مخالفات بحجَّة أن نقدِّم الخير إلى الآخرين على حسابنا أي : أن نجعل أنفسنا كبش الفداء ، وهذا له أنواع كثيرة مثلاً بعض الشباب المسلم في كثير من البلاد في الأردن في سوريا في غيرها كما نعلم يُبيحون للمرأة أن تتعلَّم الطِّبَّ خليطاً مع الشباب ومع أساتذة الطِّبِّ إلى آخره فإذا قيل هذا لا يجوز هذا اختلاط وبخاصة أن هذه المرأة أو الطالبة التي تريد أن تتطلَّب العلم قد يلتصق رأسها برأس إيش ؟ الطبيب المعلم الأستاذ المدرِّب ونحو ذلك ، يقولون لا بدَّ أن نتحمَّل هذه المشاكل من أجل أن نخلص من مشكلة أكبر ، وهي أنّ اليوم نحن بحاجة إلى نساء طبيبات هذه دعوى صحيحة ، لأننا نضطرُّ في كثير من الأحيان أن نعرضَ نساءَنا وبناتنا على من ؟ على الرجال ، وهذا لا يجوز إسلاميّاً.
فإذا لننجوَ بأنفسنا من هذه المخالفة الشرعية لا بد من أن نُنتجَ ونُخرِّج فتيات مسلمات طبيبات، هذا نقول هذا واجب ، و " ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " ، لكن ما لا يتم الواجب إلا به ولو كان حراماً ؟! الجواب لا ، ما لا يقوم الواجب به من الأسباب الجائزة شرعاً فالقيام به واجب .
رجل لا يستطيع أن يمشي إلى الحجِّ مشياً هذا سقط عنه فرض الحج ، لكن ننظر يستطيع أن يحجَّ على وسيلة من الوسائل التي خلقها الله قديماً أو حديثاً على الدابة مثلا أو على السيارة أو الطيارة ؟ يستطيع إذا ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب ، لأن ركوب هذه الوسائل ما هو مخالفة للشريعة ، أمَّا أن نُخرِّجَ نساء مسلمات طبيبات بوسائل محرَّمة قد نُعرِّض بنتَنا أو زوجاتِنا أو قريباتنا قد نعرِّضهم للفتنة في سبيل تحقيق واجب بطريق غير مشروع ، هذا لا يجوز ، لا بد أنا لا أزال أقول عند الرأي الأول لا بد من أن يكون عندنا نساء طبيبات، لكن الفرق أنا أقول أمر واقع لا خلاف في ذلك أبداً أن المُكلَّفين نساء ورجالاً ليسوا كلهم بنسبةٍ واحدةٍ في تقوى الله وفي التمسُّك بأحكام شريعة الله ، فمنهم الحازم الذي يحرص على أن لا يفوتَه حكمٌ شرعيٌّ ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ، منهم دون ذلك ، منهم من لا يرعوي ولا يهتم بشيء من أحكام الشريعة إلا أنّ إيه ؟ هو مسلم أو هي مسلمة ، نحن بقى نُفسح المجال لهذا الجنس الأخير ، لأن هذا لا يُحرِّم ولا يُحلِّل فهن فليكنَّ إذن كبش الفداء مش نساءنا وبناتنا ، ما نفادي نحن بنسائنا وبناتنا منشان نحقق هداك الواجب على حساب ديننا وعقيدتنا وشريعتنا ، نُفسح المجال كما عكس ما يقول بعض الناس نحن بحاجة مثلا إلى صُوَّاغ يُصيغون الذهب ، وفي هذه المهنة مخالفات للشريعة كثيرة ، فلأمرٍ ما تجد الصُّوَّاغ في أكثر البلاد الإسلامية من النصارى أو اليهود ، لماذا ؟ لأن المسلمين كانوا متمسِّكين بأحكام شريعتهم فيُفسحون المجال لبعض المهن التي فيها ارتكاب مخالفات للشريعة لمن لا يُحرِّمون كما قال الله عز وجل : (( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ )) ، فيقول بعض الناس اللي بيدّعوا الإصلاح : لا اقتصاديّا ما بيجوز نفسح المجال لبعض المهن أن يُسيطر عليها غير المسلمين ، وكذلك يقولون في الطبابة مثلا النساء الكافرات ، نحن نقول : نساء الكافرات كالرجال تماما بالنسبة لمعالجة المرضى ، أي : المرأة المسلمة عرضت نفسها على رجل مسلم بحيث إنها تضطرُّ لأن تكشف عن عورتها كما لو عرضت نفسها على طبيبة نصرانية ، وهذا يُؤكِّد أننا بحاجة إلى طبيبات مسلمات ، لكن البحث في السبيل، هل السبيل يجوز أن يكون بارتكاب ما حرَّم الله ؟ نحن نقول : لا، طيب إذا كيف حلُّ المشكلة ما دام أنت بتوافق معنا على ضرورة وجود طبيبات مسلمات ؟ نقول : المجال واسع للَّاتي لا تحرِّم ولا تحلِّل ، ثم يأتي بعد ذلك دور هذه المرأة التي تخرَّجت طبيبة تتعلَّم وتتخرَّج على مثيلاتها نساؤنا وبناتنا المسلمات بدون أن نُعرِّضهنَّ للوقوع في مشاكل ، ما يُسمَّى اليوم بالجنس، فإذا لعلي ابتعدتُ كثيرا عن السؤال ، والشاهد : أن الانتخابات هذه وسائل بالأصل هي غير إسلامية ، لكن نحن لا نرفض هذه الوسائل رفضاً تامّا باتّا ، كما أننا لا نقبلها قبولاً تامّاً ، وإنما نقول : ما كان منها من الوسائل يُحقِّق مصلحة شرعية أو غرضاً نفسيّاً مباح شرعاً فنحن نتبنَّاه أما إذا كان يُؤدِّي إلى ما هو مخالف للشَّريعة فنرفضه رفضاً باتّاً .
غيره ؟
4 - ما هو الموقف السليم نحو ما يجري في الانتخابات سواء كان على مستوى الدولة أم على مستوى أصغر كاتحادات الجامعات ونحوها ؟ أستمع حفظ
نحن نعيش في بلادنا تحت ظلِّ حكومة علمانية لا تطبِّق نظام الإسلام في الحكم فما الطريق السليم التي ينبغي أن تسلكها الدعوة مع هذا النظام من حيث الرضا بهذا الوضع وعدمه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن حيث ما إذا تعرَّضت الدعوة لبعض المظالم من الحكومة كإغلاق بعض المساجد ، أو إيقاف بعض الأنشطة ؟
الشيخ : التاريخ يعيد نفسه كما يقولون، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما قال محمد نفسه عليه الصلاة والسلام، عجيب من المسلمين ما أدري هل هو الجهل أو الغفلة أو يجتمعان معا؟ هم يعلمون أنَّ ما يُصيب المسلمين اليوم في كثير من البلاد أو في بعضها قد أصاب الدعوة في أوَّل نشأتها، فأنتم تعلمون أن الدعوة كان لها مرحلتان مكية ومدنية ، ففي المرحلة المكِّيَّة كان يُلاقي المؤمنون بالله ورسوله أكثر مما يُلاقي المسلمون في مثل هذا الحكم العلماني الذي ذكرَه السائل، فماذا يفعل هؤلاء تحت هذا الحكم الكافر الجائر ؟ يفعل ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ما الذي فعلوه ؟ لا شيء سوى أنهم صبروا على ما أوذوا مع الدعوة بقدر ، وأوذي رسول الله وأوذي أصحاب رسول الله كما تعلمون كثيرا وكثيرا ، وإما إذا كان لا يجدون صبراً على الأذى الذي يلقونه مع أني أشهد بأن الأذى الذي لقيَه الجيل الأول لا مثل له في زماننا هذا بسبب تطور ما يسمُّونه بالحرية والقوانين و وإلى آخره ، وإن كان لا يخلو الأمر من الظلم ، هذا لا يُمكن إنكاره ، لكن وين الذين كانوا يُنشرون بالمناشير ، والذي كان يُوضع تحت أشعَّة الشمس الحارَّة ، ويوضع على بطنه الصخرة نار وثقل وما شابه ذلك ؟ حتى لم يصبر أحدهم وهو عدي بن حاتم الطائي كما جاء في بعض الروايات ولو أن فيها ضعفا ، لكنَّها تمثِّل الحياة الضَّنك والعذاب الشَّديد الذي كان ييلقاه هؤلاء الصحابة فماذا فعلوا ؟ صبروا كما قال تعالى : (( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )) يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح كالتفسير لهذه الآية الكريمة : ( كان من قبلكم كان أحدهم يُؤخذ فيوضع المنشار على مفرق رأسه ليرتدَّ عن دينه فلا يرتدُّ عن دينه حتى يقعَ فلقتين على الأرض ) ، شو أصابنا نحن ؟ ما أصابنا شيء من هذا العذاب الأليم الذي أُصيب به الأولون ، مع ذلك صبروا وصبروا حتى نفذ الصبر فأذن الرسول عليه السلام لمن شاء منهم بالهجرة ، وبعضهم بقي يأكل العذاب ويتلقَّى العذاب حتى جاء الأمر بالهجرة إلى ...
جو علماني فهو ذاك ، جو العرب جو قُريش في بيت الله الحرام هو الجو الوثني العلماني الملحد ، التاريخ يُعيد نفسَه ، إما أن يصبر وإما أن يُهاجر ، (( أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَة فَتُهَاجِرُوا فِيهَا )) ، فإن استطاع أن يُهاجر فَبِها وإلا فليس له إلا الصبر ، مع الانشغال بالعلم والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن حتى يأتي الله عز وجل بالفرج .
أما القيام بالثورات الدموية وبالانقلابات الليلية في ليلة لا قمر فيها فهذا ليس من صنع الإسلام أبداً ، ليس في الإسلام ثورات ، وليس في الإسلام انقلابات ، لأنها لا تأتي إلا بالشَّرِّ الأكبر ، نريد أن نفرَّ من الشَّرِّ الأصغر فنقع في الشَّرِّ الأكبر ، والواقع في العصر الحاضر يؤكِّد لكم هذه الحقيقة ، فلا جرمَ أنه كان من عقائد السلف أنه لا يجوز الخروج على الحكام هم يعنون طبعا الحكَّام المسلمين الذين ينحرفون في قليل أو كثير ، في قريب أو بعيد عن الأحكام الشرعية لماذا لا يجوز الخروج ؟ لأن هذا الخروج سيؤدي إلى سفك الدماء ثم لا يُحقِّق الغرض المنشود ، أما إذا كان الحاكم غير مسلم فعرفتم الجواب، أن نصبر على ذلك ، وأن نهتمَّ بأنفسنا ، وبتعلُّمنا لديننا ، وتربيتنا لأولادنا على هذا الإسلام ، ومن الإسلام أن نُغذِّي نفوسنا ونفوس أولادنا بتحمُّل الأذى في سبيل الله عز وجل، وأن لا نتصوَّر أن الدنيا تصبح جنَّة بالنسبة للمسلمين ، هذا أمر مستحيل ، الأمر كما قال عليه السلام : ( الدُّنيا سجنُ المؤمنِ وجنَّةُ الكافرِ ) فمن كان سجيناً فمعنى ذلك أنَّه يكون تصرُّفه في حدود ضيِّقة جدّاً إلى أن يأذن الله عز وجل بالفرج .
نعم .
5 - نحن نعيش في بلادنا تحت ظلِّ حكومة علمانية لا تطبِّق نظام الإسلام في الحكم فما الطريق السليم التي ينبغي أن تسلكها الدعوة مع هذا النظام من حيث الرضا بهذا الوضع وعدمه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن حيث ما إذا تعرَّضت الدعوة لبعض المظالم من الحكومة كإغلاق بعض المساجد ، أو إيقاف بعض الأنشطة ؟ أستمع حفظ
هل صحيح ما يقوله بعض أهل العلم يرى أن قول ابن عباس رضي الله عنهما: " كفر دون كفر " إنما قاله للمظالم التي كانت من بني أمية ، أما إلقاء التشريعات الإسلامية كلها كحال هذه المجتمعات فلا ينطبق عليه هذا القول ؟
الشيخ : ما أدري من المقصود في هذا البعض ولا يهمني أن أدري، لكنه خطأ على كلِّ حال ، لأن ابن عباس قال هذا القول في تفسير الآية ، فلا مجال لحمل هذا الحديث على ولاة بني أمية أو غيرهم ، أعني هذا الحديث يعني الموقوف ، ذكرَ ابن عباس هذه الآية فقال : " ليس كما يظنُّون أو كما يقولون، إنما هو كفر دون كفر " ، وذكر إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري في " تفسيره " العظيم أنَّ هذه الآية تعني الكفار من اليهود والنصارى، فهم الذين لا يُحكِّمون ما أنزل الله ، ولا يرضَون به حَكَماً ، فمن فعلَ فعلهم فهو مثلهم ، لكن فعلهم ليس مجرد فعل غير مقرون بالعقيدة ، بل فعلهم مقرون بالعقيدة أي : إنهم كانوا لا يؤمنون بحكم الله ، وبالتالي يكون رفضُهم بحكم الله عملاً ، فمن توفَّر فيه هذان الشَّرطان من المسلمين الحُكَّام فشأنه شأن اليهود والنصارى أي : من أنكر شريعة الله كلّاً أو جزءاً في قرارة قلبه ثم جرى على هذا الإنكار في قانونه وفي تطبيقه فيصدق عليه الآية ، لأنها نزلت في الكفار ، وهو عَمِلَ واعتقدَ عملَ الكفار وعقيدة الكفار ، أما إذا كان هذا الحاكم أو ذاك يعتقد في قرارة قلبه أن الحكم بما أنزلَ الله هو الواجب وهو حقٌّ ، لكن يبرِّر خطأه بترك الحكم بما أنزل الله بتبريرات ما أنزل الله بها من سلطان .
ومثل هذا ينبغي ألا تنحصر أذهانكم في الحُكَّام فقط ، لنقف قليلا مع غير الحُكَّام ، ماذا نقول لأفراد هم أكثر من الحكام عدداً الذين يستحلُّون الربا عملاً ما حكمهم هؤلاء ؟ سبحان الله ! مع أن هؤلاء شرُّهم كبير وعددهم كثير ما نجد أحدا من هؤلاء يقول هؤلاء كفَّار لماذا ؟ لأنهم لا يفكِّرون إلا في الحاكم ! مع أن هذا الحاكم ما نزل عليهم من المرِّيخ ، هو منهم ، وكما يُقال في المثال العامي القديم : " دود الخل منُّو وفيه " ، فما الفرق يا تُرى بين من يستحلُّ الربا أكلاً وإيكالاً ، أكلاً وإطعاماً ، ما الفرق بين هذا وبين مَن لا يحكم بما أنزل الله ؟ لا فرقَ في شريعة الله أبداً ، وعلى ذلك قِسْ الذين يُقامرون والذين يبيعون للنساء ما يساعدهم على الفسق والفجور ووإلى آخره ، تُرى هؤلاء كفار كلهم ؟ نحن ما نقول هم كفَّار ولا نقول ليسوا بكفار ، لكننا نقول قاعدة تطبيقها ليس علينا ، لأننا لا نستطيع أن نصل إلى قلوب هؤلاء ، وإنَّما حكمهم إلى الله ، حسبنا أن نقول هؤلاء كلهم ضالُّون ، لأنهم لا يُحكِّمون شريعة الله ، لكن هل هم مرتدُّون ؟ هل يجوز قتالهم ؟ إن قالوا نعم يجوز قتال هؤلاء إذا يجوز قتال أكثر الأمة الإسلامية ، ثم نقول بعد ذلك : من الذي يُقاتلهم ؟
يعود البحث إلى من يعيش في المجتمع العلماني من الذي يقاتل هؤلاء المجتمع العلماني والحاكم الكافر ؟ الكافر اعتقاداً وعملاً ونسباً ، من الذي يُقاتل ؟ يجب أن يكون هناك مسلمون تمرَّنوا على العمل بالإسلام الصحيح ومضى عليهم فلم يبقَ لهم عمل سوى الجهاد في سبيل الله هؤلاء الذين يقومون بهذا الواجب ، فإذن يجب ألَّا ننسى أن المشكلة ما هي محصورة بالحُكَّام ، بل المشكلة محصورة بالحُكَّام والمحكومين معا ، وبدليل أن ترى اليوم فلان هو الرئيس ، بعد أيام قليلة أو كثيرة تجد رئيساً آخر ، من أين جاء هذا ؟ منَّا وفينا ، إذا هو كان يعيش بنفس العقل والفكر الذي يعيشه الآن وهو على رأس الحكم ، فعلينا أن نُفرِّق حتى لا نقع في الخروج ، وأعني بالخروج أي : أن نكون كالخوراج ، أن نفرِّق بين الكفر الاعتقادي وبين الكفر العملي ، الكفر الاعتقادي علاقته بالقلب ، والكفر العملي علاقته بالعمل، العمل ظاهر ، الذي نراه لا يُصلي نستطيع أن نقول لا يُصلِّي ، لكننا لا نستطيع أن نشقَّ على قلبه ونقول هذا جاحد للصلاة ولا يؤمن بالصلاة إلا إذا سمعنا منه ، فهذا حينئذٍ صار عملاً ظاهراً فنُدينه بما قال ، فمن كان كفره اعتقاديّاً فهذا كافر ، وشأنه شأن اليهود والنصارى ، ومن كان كفره عمليّاً فشأنه شأن الفُسَّاق والفُجَّار بأيِّ نوع من أنواع الفسق والفجور .
لهذا أقول ختاماً أن أثر ابن عباس في الحقيقة أعطانا بياناً لكي لا نقع في الإفراط والتفريط ، لا نقول أن الذي لا يحكم بما أنزل الله سواء كان حاكماً أو محكوماً، خذ القضاة الآن ، لأن الناس أول ما ينصرف ذهنهم (( من لم يحكم )) مين هو ؟ رئيس الدولة ، طيب والحُكَّام الذين هم تحت أيديهم الذين يسمُّونهم اليوم بالقضاة في كثير من الدول الإسلامية يصدق عليهم في كثير من أحكامهم أنَّهم يحكمون بغير ما أنزل الله ؟ وأنا ناقشتُ كثيراً ممن كانوا يُعرفون من قبل بجماعة الْـ إيش ؟ الإيش ؟
السائل : التكفير والهجرة .
الشيخ : التكفير والهجرة ، كانوا يكفِّرون ، يكفِّرون من هدفهم الخروج عليه ، فكنت أنزل معهم ، أقول لهم : إيش رأيكم بقاضي الشرعي الذي يحكم بالشرع لكنَّه في مسألة ما حكم بغير ما أنزل الله ؟ هل تقول بكفره ؟ كان بادي الرأي يقف مفكِّراً ، لأنه ما فكَّر في هذه الجزئية ، هو دائما فكره وين ؟ بالرئيس فوق ، بينما نحن بيهمّنا أنفسنا قبل كل شيء ، يمكن هذا القاضي الشرعي يكون أبوه أو يكون أخوه أو إلى آخره ! ما فكَّر فيه ، بعد مناقشة طويلة أو قصيرة يختلف الأمر باختلاف الأشخاص كان يقول : لا ما يكفر ! أقول له : ليش ؟ قال : لأنّ هذا مرة واحدة ، قلنا له طيِّب ، نتصوَّر أنّ هذا القاضي نفسه في قضيَّة أخرى أيضاً حكمَ حكومة أخرى على خلاف الشرع ، فهل كفرَ ؟ كل ما قال : لا لا ، قلت له : متى إذن هو يكفر هذا القاضي الشرعي ؟ لا تستطيع أن تقول بعدد قضاء حكومة كذا وكذا ، وإنما تقول : ولو بحكومة واحدة هو يعلم أنها خلاف الشرع ويستحلُّ ذلك بقلبه ، فما دام استحلَّ الحكم بغير ما أنزل الله بقلبه فهو كافر مرتد عن دينه ، ومهما ارتكب من مخالفات للشريعة والتعامل بخلاف الشريعة فنحن لا نستطيع أن نُكفِّره ، شأن آكلي الربا وموكلي الربا ، وما أكثرهم اليوم في العالم الإسلامي ! لا نستطيع أن نكفِّر أحد من هؤلاء إلا إذا كان الكفر قد حلَّ في قلبه ، وليس في عمله فقط.
السائل : ...
الشيخ : نعم ؟
السائل : ...
الشيخ : قلت آنفا إذا سمعنا منه ، فحينئذٍ نُدينه بقوله قلنا، نعم .
السائل : شيخ تصلي هنا ولا تصلي في الحرم ؟
الشيخ : أيش في ؟ ندرك الحرم ؟ يلا نعتذر، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت نستغرك ونتوب إليك.
6 - هل صحيح ما يقوله بعض أهل العلم يرى أن قول ابن عباس رضي الله عنهما: " كفر دون كفر " إنما قاله للمظالم التي كانت من بني أمية ، أما إلقاء التشريعات الإسلامية كلها كحال هذه المجتمعات فلا ينطبق عليه هذا القول ؟ أستمع حفظ
كيف لنا أن نعرف إذا كان لكم استدراكات على مؤلفاتكم المطبوعة كالسلسلتين الصحيحة و الضعيفة والإرواء، وصحيح وضعيف الجامع والمشكاة ، وغيرها ؟
الشيخ : الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وسلم .
لا يمكن معرفة ذلك إلا بطريقة واحدة وهي إذا يسَّر الله لنا أن نُعيد طبع شيء من هذه الكتب التي جاء السؤال عنها ، وأمامكم الآن بعض النماذج والأمثلة ، فقد أعدنا طباعة المجلد الأول من * صحيح الترغيب والترهيب * وعمَّا قريب ستجدون فيه مقدِّمة تتناسب مع هذه الطبعة الجديدة الثانية ، والتذكير والتنبيه على بعض التعديلات والتحقيقات التي بدت لنا في هذه البرهة التي لم أتمكَّن من إعادة طبع هذا الكتاب إلا في هذه الآونة الأخيرة ، وهكذا إذا أُعيد طبع المجلد الأول والثاني والثالث من * الصحيحة * فكذلك نستدرك نحن ونعلِّق على نسختنا الخاصة استعدادًا لإلحاق هذه المستدركات أو تلك التصحيحات بالطبعات الجديدة التي قد تتيسَّر لنا في القريب العاجل إن شاء الله، هذا هو السبيل لمعرفة تلك الاستدراكات أو التحقيقات الجديدة .
7 - كيف لنا أن نعرف إذا كان لكم استدراكات على مؤلفاتكم المطبوعة كالسلسلتين الصحيحة و الضعيفة والإرواء، وصحيح وضعيف الجامع والمشكاة ، وغيرها ؟ أستمع حفظ
ما هو الفرق الحقيقي بين السلفيين عقيدة والإخوانيين منهجاً ، وبين السلفيين عقيدة ومنهجاً ؟
الشيخ : ربما يمكننا أن نقول بأننا في الأمس القريب كان في بعض ما تكلَّمنا فيه ما يُمكن أن يكون جوابا لهذا السؤال أو بعض الجواب ، فإننا قلنا إن الإسلام يجب أن يفهم كلِّيّا من كل جوانبه فهماً صحيحاً قائماً على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح رضي الله عنهم.
وقلنا أن الدعوة السلفية إنما هي تقوم على كلمتين اثنتين ، وهذا اصطلاح جَرَينا عليه ، وهما أنه لا بد من التصفية والتربية ، وشرحنا أن المقصود بـالتصفية هو أن يتوجَّه أهل العلم إلى أن يفهموا الإسلام من مصدريه الصَّافيَين وعلى منهج السلف الصالح ، ثم أن ينشروا هذا العلم الصحيح بين الأمة المسلمة ، هذا هو النقطة أو الرَّكيزة الأولى للدعوة السلفية أن يُفهمَ الإسلام فهماً صحيحاً من كل جوانبه بناء على المنهج المذكور آنفاً على كتاب الله وحديث رسول الله ومنهج السلف الصالح .
وقلنا إن هذه المهمة لا يستطيع أن ينهض بها فردٌ ولا عشرة ، وإنما ينبغي أن يقوم به الألوف المؤلفة من علماء المسلمين في أقطاب أرض الإسلام كلها ، ثم ينبغي أن يقترنَ مع هذا التعليل والنشر لهذا المفهوم الصحيح للإسلام ، أن يقترنَ معه تربية المسلمين على هذا الإسلام الصحيح ، هذا هو المنهج ، وليس مجرَّد ادِّعاء وأن يكون الدَّاعي أو الداعية بعيداً عن الفهم الصحيح على هذا المنهاج ثم هو ينادي ويصيح أنَّ دعوته قائمة على الكتاب وعلى السنة ، ثم لا شيء أكثر من مجرَّد هذه الدعوى.
ونحن نعرف بالتجربة من كثير من الجماعات الإسلامية ولسنا بحاجة إلى أن نسمِّي بعضها، لأن الغاية إنما هو التذكير والذكرى تنفع المؤمنين، نعرف بعض الجماعات الإسلامية التي لها عناية أو شبه عناية بما نقول نحن في الشرط الثاني الذي ينبغي أن يقوم به الدعاة إلى الإسلام ، ألا وهو التربية أو ما يُسمَّى بالسلوك في بعض الاصطلاحات ، إن بعض هؤلاء الجماعات كنَّا نراهم يجتمعون كلَّ ليلة جمعة لِيُحيوها بالصلاة والعبادة وقيام الليل ، ولا بأس من قيام الليل ولكن يشترط في ذلك إذا ما استندنا على المنهج الصحيح لفهم الإسلام يُشترط أن لا يكون قيام الليل جماعيّا ، أي : على التداعي كما كان يفعل هؤلاء يتداعون في كلِّ أسبوع أن يجتمعوا ليلةَ الجمعة لِيُحيوا الليل ، ثم كانوا بسبب بعدهم عن دراسة الإسلام من مصدرَيه كما ذكرنا كانوا في غفلة تامَّةٍ عن قوله عليه الصلاة والسلام: ( لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام ولا نهارها بصيام ) فهم إذن باسم إصلاح النفوس وتحسين السلوك كانوا يجمعون بعض سراياهم لإحياء هذه الليلة التي نهى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن إحيائها فكيف يمكن إذا أن تقومَ قائمة الإسلام بمثل هذا المفهوم الخاطئ للسنة بل للعبادة التي جاء بها الإسلام ؟! لذلك فلا بد من أن يقوم كل الدعاة الإسلاميين كلٌّ بحسبه ، أنا لا أدَّعي أن على كل جماعة إسلامية أن تعملَ عملا واحداً أي : أن يكون كل جماعة يكونوا فقهاء أو أن يكونوا محدِّثين أو أن يكونوا مفسِّرين ، ولكن لا بد لكل هذه الجماعة أن يكونوا جميعاً متفقين على منهج واحد لا يختلفون في المنهج وإن كانوا يختلفون في الاختصاصات لكن تجمعهم دائرة الإسلام على المفهوم السلفي الصحيح، فإذا كانوا يريدون حقّاً أن تكون كلمةُ المسلمين واحدة ، وأن تكون جماعتهم جماعة واحدة ، وأن لا يُفرِّقوا جماعة المسلمين فعليهم أن يكونوا جميعاً على منهج واحد ، ثم من كان يستطيع منهم أن يُحقِّق هذا المنهج علماً فعليهم أن يتبنَّوا هذا العلم ، وهذا لا يعني أن يتَّبعوا شخصاً أو أشخاص ، وإنما الأمر كما قلنا آنفاً ينبغي أن يقوم به الألوف من علماء المسلمين ، لكن على منهج واحد .
ولذلك كنَّا في بعض المؤتمرات التي دعت المؤتمرين إلى أن ينطلقوا في دعوتهم المسلمين إلى دينهم على الكتاب والسنة ، اقترحنا مع بعض إخواننا أن يُضمَّ إلى هذه الدعوة أي : أن تكون دعوة الدعاة قائمة على الكتاب والسنة فاقترحنا أن يُضمَّ إلى ذلك وعلى منهج السلف الصالح ، فنحن نرى أن كثيراً من الدعاة أولاً : لا يهتمُّون فكريّاً لمثل هذا الشرط وهو أن يكون فهم الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ، لا يهتمُّون فكريّا وبصورة طبيعيَّة ولازم هذا عدم الاهتمام ألَّا يهتمُّوا بهذا في ذوات نفوسهم ، وبعضهم قد يقول بلسانه بأن هذا المنهج هو الصحيح ولكن لا يُحقِّقه لماذا ؟ لأنه لا يستفيد من جهود المتخصِّصين في الدعوة إلى الإسلام على ضوء الكتاب والسنة ، فإذن بعض الجماعات التي تريد أن تعمل للإسلام فإذا كان عملهم ليس على هذا المنهج فسوف لا يُثمر عملهم ما يبتغونه من إقامة دولة الإسلام على وجه الأرض ، فنحن إذن ندعو كل الجماعات الاسلامية أن يكونوا على كلمةٍ سواء ، وهذه الكلمة لا تكون إلا على هذا المنهج بدليل أنه لا يستطيع أحد أوتي ذرَّة من علم أن يأتي بمنهج آخر يُخالف هذا المنهاج القائم على كتاب الله وعلى حديث رسول الله وعلى منهج سلفنا الصالح رضي الله عنهم.
ومما لا شك فيه ولا ريب فيه أن إقامة دولة الإسلام التي هي مُبتغى كل الجماعات الإسلامية لا شك في ذلك، خلافاً لما قد يقول البعض عن السلفيين بأنهم لا يهتمُّون بإقامة دولة الإسلام ، هذه فرية نعرفها من قديم الزمان ، لكن الحقيقة أن العمل لإقامة الدولة الإسلامية هي بغية كل مسلم ، لكن الأساليب تختلف، فنحن نقول : أن أيَّ أسلوب لأيَّة جماعة تقوم على أساس العمل بالإسلام هذا الذي ورثناه ، وفيه فيما يتعلَّق بالعقائد ما يُخالف الكتاب والسنة ويُخالف منهج السلف الصالح ، وفيه من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، وفيه من الأحكام الشرعية ما تُخالف الكتاب والسنة ، وفيه من الحضِّ على الزهد والانحراف عن السعي في الأرض ما يُخالف أيضاً الكتاب والسنة، هذا السلوك الذي يسلكه بعض الجماعات دون الاهتمام بتصفية هذا الإسلام مما دخل فيه سوف لا يُثمر البغية التي ينشدها أو تنشدها كل الجماعات الإسلامية ، وإنما ستقوم هذه الدولة بإذن الله على أكتاف وعلى أيدي الذين يتبنَّونَ هذا المنهج الصحيح بإجماع جميع الجماعات، لا أظنُّ ولا أتصوَّر أن جماعة تدّعي الإسلام بإمكانها أن تُنكر هذا المنهاج ، وإلَّا كان ذلك انحرافاً عن الإسلام انحرافا كلِّيّا وكان داخلاً في وعيد قول الله تبارك وتعالى : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً )) ، فنحن إذا كنَّا صادقين في حسن ظنِّنا هذا بكل الجماعات الإسلامية الموجودة اليوم في الساحة الإسلامية فعليها أن تُؤكِّد حسن ظنِّنا بهم أن يتعاونوا بنا على الاتحاد معنا على هذا النهج الصحيح فكريّا ، ثم أن يتعاونوا معنا على تطبيق هذا النهج عمليّا وإلا فستكون الجماعة التي تقوم تكون هي الأحق بأن تُقيم حكم الله في الأرض هي التي تتبنَّى هذا المنهج المُجمع عليه فكراً ، وتقوم بتحقيقه عمليّاً .
لعلي بهذا أجبتُ عن السؤال السابق .
8 - ما هو الفرق الحقيقي بين السلفيين عقيدة والإخوانيين منهجاً ، وبين السلفيين عقيدة ومنهجاً ؟ أستمع حفظ
بلغنا عن بعضهم بأنك تقول : " اجتهد السلف في الفروع ونحن نجتهد في الأصول " ، ومثَّل لذلك بأنك تقول : " إن لله أعينا " ما صحَّة ذلك ؟ ويقول الآخر : كيف تدعون إلى اللَّامذهبية وتلاميذكم يقلِّدونكم ، ويقولون عن الصحابة : " هم رجال ونحن رجال " ؟
يقول الأول : بلغنا عن بعضهم بأنك تقول : " اجتهد السلف في الفروع ونحن نجتهد في الأصول " ، ومثَّلوا لذلك بأنك تقول : " إن لله أعينا " ما صحَّة ذلك ؟ ويقول الآخر : كيف تدعون إلى اللَّامذهبية وتلاميذكم يقلِّدونكم ، ويقولون عن الصحابة : " هم رجال ونحن رجال " ؟
الشيخ : سبحانك هذا بهتان عظيم ! نحن أوَّلا لا ندَّعي الاجتهاد ، وإنما ندَّعي الاتباع ، وإن اجتهدنا فنجتهد فيما لم يجتهد فيه من كان قبلنا.
إن علماء الأمة الإسلامية بإخلاصهم في علمهم وفي دعوتهم لأمتهم إلى العمل بالكتاب والسنة لم يَدَعُوا قولاً لقائل يأتي من بعدهم ، من منهجنا وعقيدتنا ما نقوله في مناسبات شتَّى ، ولعل ذلك كان في الأمس القريب أو الذي قبله ، نقول : إذا جاء عن علماء المسلمين قولان في مسألة واحدة نحن نقول : لا يجوز لأحد أن يُحدث قولا ثالثا ، بل هو عليه أن يختار إن كان من أهل العلم والاختيار قولا من هذين القولين ، وإلا افترضنا أن هناك ثلاثة أقوال فـعليه أن يختار...