شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( ما شبع نبي الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعا من خبز حنطة حتى فارق الدنيا )
فإذن في هذا الحديث أمران:
أحدهما من أجله سيق الحديث وهو : بيان ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من الحياة وشظف العيش وهذا يعلله العلماء بأنه كان تارة لأنه لا يجد ما يأكل ، وقد كانوا في ضنك من العيش خاصة في أول الدعوة أول ما جاء الرسول عليه السلام مهاجراً وأصحابه إلى المدينة ، فبهذا التعليل الأول يعللون هذه الحياة الشديدة ، وهناك لهم تعليل آخر وهو أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يؤثر غيره من فقراء الصحابة على ما يأتيه من طعام فيمضي عليه الأيام والليالي لا يدخل جوفه شيء من ذلك، فإذن هذه الحياة كانت لسبب من سببين :
إما لقلة الخير يومئذٍ والطعام ، وإما لإيثار الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه على ما لديه من الطعام
والشيء الآخر الذي يستفاد من هذا الحديث هو جواز أن يشفع الإنسان أحياناً ولكنه جواز مرجوح غير مفضل كما ذكرنا آنفاً
1 - شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( ما شبع نبي الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعا من خبز حنطة حتى فارق الدنيا ) أستمع حفظ
شرح حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة وأهله طاويا لا يجدون عشاء وإنما كان أكثر خبزهم الشعير )
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبيت الليالي المتتابعة وأهله طاوين لا يجدون عشاءً وإنما كان أكثر خبزهم الشعير ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
هنا يقول : أن خبز الصحابة لم يكن من البر الحنطة وإنما كان غالباً من الشعير ومن العبرة البالغة أنهم مع ذلك أيضاً كانوا لا يجدون الخبز من الشعير في كثير من الأحيان كما سيأتي في حديث آت إن شاء الله
يقول ابن عباس : ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبيت الليالي المتتابعة وأهله طاوين لا يجدون عشاءً وإنما كان أكثر خبزهم الشعير )
2 - شرح حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة وأهله طاويا لا يجدون عشاء وإنما كان أكثر خبزهم الشعير ) أستمع حفظ
شرح حديث عائشة رضي الله عنها : ( ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) رواه البخاري ومسلم ، وفي رواية لمسلم قالت : ( لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين ) .
أكلة واحدة قد يحصل عليها أما أنه يتوفر له أكلتين ووقعتين كما يقولوا اليوم هذا مما كان لا يتيسر للرسول صلى الله عليه وآله وسلم
والواقع إنه في هذه الأحاديث تهذيباً لنفوسنا التي تكالبت على الدنيا وأصبحت لا يعجبها لذيذ الطعام والشراب لما اعتدنا عليه من النعيم فحينما نتذكر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه وهم خير الناس بعد الأنبياء يعيشون هذه الحياة الشديدة الضنك فسيكون ذلك إن شاء الله عبرة لنا وحافزاً لنا على أن نعرف قدر نعمة الله عز وجل علينا وأن نشكره تبارك وتعالى على ذلك ولا نكفره .
3 - شرح حديث عائشة رضي الله عنها : ( ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ). أستمع حفظ
الكلام على إسناد حديث عائشة رضي الله عنها : ( دخلت على عائشة فدعت لي بطعام فقالت ما أشبع " من طعام " ... ) .
4 - الكلام على إسناد حديث عائشة رضي الله عنها : ( دخلت على عائشة فدعت لي بطعام فقالت ما أشبع " من طعام " ... ) . أستمع حفظ
الكلام على إسناد حديث أنس بن مالك رضي الله عنه : ( إن فاطمة رضي الله عنها ناولت النبي صلى الله عليه وسلم كسرة من خبز شعير ... )
5 - الكلام على إسناد حديث أنس بن مالك رضي الله عنه : ( إن فاطمة رضي الله عنها ناولت النبي صلى الله عليه وسلم كسرة من خبز شعير ... ) أستمع حفظ
الكلام على إسناد حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام سخن فأكل ... ) . بيان سبب عدم حكم الشيخ على الحديث
إنه يقول هنا في الحديث : رواه ابن ماجة بإسناد حسن والبيهقي بإسناد صحيح ، فهذه مغايرة بين إسناد ابن ماجة وبين إسناد البيهقي ، إسناد ابن ماجة وقفنا عليه بطبيعة الحال لأن سنن ابن ماجة مبذول وميسور ، فوجدناه ضعيفاً لا يبلغ مرتبة الحسن ، لكن إسناد البيهقي الذي صححه لم نطله لأنه يعني: كتاب البيهقي المعروف ب * شعب الإيمان * وهذا لم يطبع منه حتى الآن إلا الجزء الأول وليس فيه ما يتعلق بحياة الرسول عليه السلام ومعيشته على أنه لدينا جزء مصور من نسخة في مصر ومع ذلك فلم نجد الحديث في هذا القسم أيضاً ولذلك تركنا الحديث تركنا له البياض إلى أن ييسر الله عز وجل لنا الوقوف على إسناد البيهقي، فإما نصححه مع المصنف أو نحسنه أو نقوي به على الأقل إسناد ابن ماجة الذي حسنه المصنف .
6 - الكلام على إسناد حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام سخن فأكل ... ) . بيان سبب عدم حكم الشيخ على الحديث أستمع حفظ
الكلام على إسناد حديثي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان الأنصار فجعل يلتقط من التمر ويأكل ... ) وحديث أبي أمامة رضي الله عنه : ( عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا ... )
كذلك الحديث السابع.
7 - الكلام على إسناد حديثي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان الأنصار فجعل يلتقط من التمر ويأكل ... ) وحديث أبي أمامة رضي الله عنه : ( عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا ... ) أستمع حفظ
شرح حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : ( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع هو ولا أهله من خبز الشعير )
وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: ( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع هو ولا أهله من خبز الشعير ) .
جملة ( من الدنيا ) ساقطة من نسختي فليعلم أنني استدركتها من البزار النص في نسختي من الترغيب : ( خرج رسول الله ولم يشبع ) العبارة قاصرة وصحتها : ( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ) فجملة من الدنيا توضع بين قوسين معقوفتين
( خرج رسول الله صلى الله عليه آله وسلم ولم يشبع هو ولا أهله من خبز الشعير )
8 - شرح حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : ( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع هو ولا أهله من خبز الشعير ) أستمع حفظ
شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية فدعوه فأبى أن يأكل ... )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ( أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية ) يعني مشوية ( فدعوه فأبى أن يأكل وقال : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير ) رواه البخاري والترمذي .
من تأثر أبي هريرة بحياة الرسول عليه السلام في معيشته حينما دعي إلى أن يأكل من شاة مشوية أبى لأنه تذكر حياة الرسول عليه السلام التي حييها صلى الله عليه وسلم ولم يشبع من خبز الشعير وكأنه يقول: فكيف هو يتمتع بعده عليه السلام بالأكل من الطيبات التي لم تتح لنبيه عليه الصلاة والسلام .
وبدهي أن امتناع أبي هريرة من الطعام من الأكل من الشاة المشوية ليس من باب التحريم وإنما ذلك من باب التنزه عن أكل الطيبات خشية أن يدخل فيما خاطب الله عز وجل به الكفار المشركين الذين كفروا بنعم ربهم (( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها )) ولا أدري لعله مضى أو يأتي حديث موقوف على عمر بن الخطاب ينزع لهذه الآية مستدلاً بها على الناس الذين يتكالبون على الأكل من الطيبات والمسألة فيها دقة متناهية لأن الإكثار من الإقبال على التمتع بالطيبات سواء كانت من المطاعم أو المشارب أو الملابس فيه تعويد للإنسان على التنعم وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( إياي والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ) .
الطالب : إياكم ؟
الشيخ : ( إياي والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ) وهذا التحذير من التنعم إنما يقصد به المبالغة فيه ، هذا موقف
والموقف الآخر : المبالغة في الإعراض عن التمتع بما أحل الله عز وجل ، هذا ليس أيضاً موقفاً إسلامياً صحيحاً فذاك الموقف في طرف وهذا الموقف الآخر في طرف والحق وسط بين ذلك
فالإعراض عن التنعم بما أنزل الله معناه الإعراض عن القيام بشكر نعم الله عز وجل وهو القائل : (( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )) والرسول صلى الله عليه وآله وسلم تعديلاً لهذين الموقفين وحملاً للمسلم على الوقوف في الوسط بينهما تأتي عنه أنواع من التوجيهات فنوع منها كما نحن هنا الآن فيها صرف للناس عن المبالغة في التنعم ونوع منها حمل الناس على التنعم فإنما يقصد بهذا وهذا النوع هو حمل المسلم على الاعتدال على ترك المبالغة في التنعم وعلى ترك الإعراض عن التنعم مطلقاً ولهذا جاء في القرآن الكريم : (( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة )) ففي هذه الآية إنكار بالغ على الذين يحرمون على أنفسهم أن يتمتعوا وأن يتنعموا بنعم الله عز وجل فيقول : (( من حرم زينة الله )) إلى آخر الآية .
والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يؤكد هذا المعنى في غير ما حديث فقد جاء في السنن والمسند وغيرها ( أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعليه آثار الفقر فقال له عليه الصلاة والسلام: يا فلان أليس عندك من مال؟ قال: من كل المال آتاني الله يا رسول الله ، قال: فإذا آتاك الله من مال فلير عليك فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) ( فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) هذا حض من الرسول عليه السلام على التمتع بما أنعم الله على الإنسان .
ومن هذا القبيل أيضاً ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، قالوا يا رسول الله! أحدنا يحب أن ترى عليه ثياب حسنة أذلك من الكبر ؟ قال: لا ، قال آخر : أحدنا يحب أن ترى عليه نعلان حسنتان أذلك من الكبر؟ قال: لا ، قال: ثالث: يحب أن يرى في يده سوط جميل، أذلك من الكبر ؟ قال: لا ، إن الله جميل يحب الجمال ) .
وبهذه المناسبة أذكر بأن هذه الجملة يستعملها كثير من الكتاب المعاصرين ( إن الله جميل يحب الجمال ) في الجمال المعنوي ، وهو إنما ورد في الجمال المادي، لأنه جاء بعد أسئلتهم المتتالية في الثياب الجميلة والنعال الجميلة والسياط الجميلة ( قال : لا ذلك ليس من الكبر إن الله جميل يحب الجمال ) .
( قالوا فما الكبر يا رسول الله ؟ قال: الكبر بطر الحق وغمص الناس ) وفي رواية : ( غمط الناس ) بالصاد والطاء .
( الكبر بطر الحق ) أي رده بعد ظهوره .
( وغمط الناس ) : الطعن فيهم بغير حق .
وهذا الحديث أيضاً من الأحاديث التي فيها حض للمسلم على أن يتمتع بما أنعم الله عليه من جمال مادي فما نحن فيه لا ينافي هذه الأحاديث الأخيرة التي ذكرناها لأن المقصود منها هو أن الإنسان يعتاد من الحياة النعيم والحياة الشظف حتى إذا ما تعرض لحياة ضنك صبر عليها لأنه قد ذاك يكون قد ذاق مرارتها وليس كالذين يعيشون دائماً ودائماً في النعيم فهؤلاء لما ابتلوا لم يصبروا فالإنسان إذن يجب أن يعتاد شيئاً من هذه الحياة التي تسمعونها من عيش الرسول عليه الصلاة والسلام .
9 - شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية فدعوه فأبى أن يأكل ... ) أستمع حفظ
الكلام على إسناد حديثي سهل بن سعد رضي الله عنه : ( ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شبعتين حتى فارق الدنيا ) وحديث عمران بن حثين رضي الله عنه : ( والله ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غداء وعشاء حتى لقي الله عز وجل )
والحديث الذي بعده بياض
10 - الكلام على إسناد حديثي سهل بن سعد رضي الله عنه : ( ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شبعتين حتى فارق الدنيا ) وحديث عمران بن حثين رضي الله عنه : ( والله ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غداء وعشاء حتى لقي الله عز وجل ) أستمع حفظ
شرح حديث أبي أمامة رضي الله عنه : ( ما كان يفضل عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم خبز الشعير )
أبي أمامة قال : ( ما كان يفضل عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم خبز الشعير )
يعني ما في عندهم خبز بايت وليس من خبز القمح والبر وإنما من خبز الشعير
اليوم في أكثر البيوت تجد الخبز مهما يكن فهو ليس بالخبز الشعير ولو أنهم قد أفسدوه علينا في هذه الأيام ومع ذلك فهو خير من خبز الشعير مع ذلك نراه ملقى في القمامات في الزبالة أين هذا الذي نعيشه نحن من الحياة وأين حياة الرسول عليه السلام وأهل بيته حيث لا يفضل عندهم شيء من خبز الشعير حتى يأكلوه ثاني يوم ، الله أكبر !
الحديث الذي بعده رقم اثنا عشر أيضاً بياض
11 - شرح حديث أبي أمامة رضي الله عنه : ( ما كان يفضل عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم خبز الشعير ) أستمع حفظ
شرح حديث أنس رضي الله عنه : ( لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات ... ) .
وعن أنس رضي الله عنه قال : ( لم يأكل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على خوان حتى مات ولم يأكل خبزا مرققا حتى مات ) وفي رواية : ( ولا رأى شاةً سميطاً بعينه قط ) رواه البخاري .
يقول أنس : ( لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان ) يعني: على مائدة ذات قوائم مرتفعة من الأرض وإنما كان الرسول عليه السلام يأكل على السفرة أشبه ما لا يزال كثير من المسلمين في البلاد العربية يفرشون بساطاً ويجلسون قعوداً ويجتمعون على هذا الطعام هكذا كان الرسول عليه السلام يأكل على سفرة وكان لا يأكل على خِوان ويجوز أن يقال خُوان أيضاً كما يفعل جماهير الناس اليوم، وهذا ينبغي أن نتخذه عبرة من جهة وسنة لنا ، لا نقول نحن بأنه لا يجوز الأكل على خوان أو مائدة أو طاولة لكننا نقول: إنه خلاف ما كان عليه الرسول عليه السلام مما يدل على التواضع، فما استطاع أحدنا أن يأكل على الأرض على السفرة فعل ولا يأكل على الطاولة لاسيما والأكل على الطاولة اليوم أصبحت عادة غربية تناولها وتلقاها جماهير المسلمين فأصبحت عادتهم خلاف عادة نبيهم عليه الصلاة والسلام التي يحدثنا عنها أنس بن مالك رضي الله عنه في حديثه هذا .
( لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات، ولم يأكل خبزاً مرققاً ) مشروحاً ( حتى مات ) هذا أيضاً من حياته عليه الصلاة والسلام التي عاشها طيلة حياته المباركة .
12 - شرح حديث أنس رضي الله عنه : ( لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات ... ) . أستمع حفظ
الكلام على إنساد حديث الحسن رضي الله عنه : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواسي الناس بنفسه حتى جعل يرقع إزاره بالأدم وما جمع بين غداء وعشاء ثلاثة أيام ولاء حتى لحق بالله عز وجل )
13 - الكلام على إنساد حديث الحسن رضي الله عنه : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواسي الناس بنفسه حتى جعل يرقع إزاره بالأدم وما جمع بين غداء وعشاء ثلاثة أيام ولاء حتى لحق بالله عز وجل ) أستمع حفظ
شرح حديث سهل بن سعد رضي الله عنه : ( ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله تعالى حتى قبضه الله ... )
يعني الخبز المصنوع من الخبز من الطحين الأبيض يعني المغربل
الطالب : المنخل
الشيخ : منخل ( ما رأى رسول الله صلى الله عليه آله وسلم النقي من حين ابتعثه الله تعالى حتى قبضه الله فقيل: هل كان لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه آله وسلم منخل قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلا من حين ابتعثه الله تعالى حتى قبضه الله فقيل فكيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول قال كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار وما بقي ثريناه ) .
يعني عملية فطرية طبيعية بحركوا ها الطحين الذي لم ينخل وبينفخوا بطير النخالة منه طبعاً بطير قسم ويبقى قسم ، فما ( بقي ثريناه ) يعني بللوه وعجنوه وخبزوه وأكلوا منه ولعل هذا من الثابت طبياً أنه أنفع للمعدة من هذا الدقيق والطحين الذي نخل وأخرجت منه النخالة
هذا الحديث رواه الإمام البخاري يفسر يقول : النقي هو الخبز الأبيض الحواري .
ثريناه بثاء مثلثة مفتوحة وراء مشددة بعدها ياء مثناة تحت ثم نون أي بللناه وعجناه .
وروي عن أم أيمن رضي الله عنها هكذا هو صدرها صدر الحديث بصيغة التمريض وهو ثابت ( أنها غربلت دقيقا ) ... أني واهم .
14 - شرح حديث سهل بن سعد رضي الله عنه : ( ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله تعالى حتى قبضه الله ... ) أستمع حفظ
بيان حكم حلق اللحية ومن صلى بدونها .
ففي هذا الحديث نفى الرسول عليه السلام الإيمان عمن لا أمانة له ، لا يؤدي الأمانات إلى أهلها وهو يعني الإيمان الكامل الذي إذا تحقق به صاحبه كان ذلك بشيراً له لأنه من أهل الجنة أما إن نقص عن ذلك فهو يستحق دخول النار أما هل يدخلها أو لا فهذا أمره إلى الله وحسابه عند الله .
لذلك نقول حلق اللحية معصية كبيرة فهي وإن لم تكن شرطاً من شروط صحة الصلاة لأن كون الشيء شرطاً من شروط صحة الصلاة قد يتوهم بعض الناس أنه أمر كبير مع أن العكس هو الصواب كون الشيء شرطاً من شروط الإيمان الكامل أخطر من أن يكون شرطاً من شروط صحة الصلاة .
مثلاً : يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( لا يصلين أحدكم وليس على عاتقيه من ثوبه شيء ) لو صلى إنسان عاري نصف البدن الأعلى هذا المعروف عند جميع الناس إلا أهل العلم بالحديث أن هذا ليس شيء عليه لأنه صلى ساتر العورة لكن الرسول عليه السلام يلفت النظر إلى أن في الصلاة شيء آخر يليق بالصلاة وهو أن يستر القسم الأعلى من بدنه أيضاً كما قال : ( من وجد إزاراً ورداءً فليتزر وليرتدي فإن الله أحق أن يتزين له ) لكن هذا الرجل لو خرج يمشي في الطريق مكشوف القسم الأعلى ما عليه بأس إطلاقاً من الناحية الإسلامية ، أما العرف فإذا خرجت أنت الرجل مكشوف القسم الأعلى وهو ليس بعورة عيرك الناس حتى النساء، أما إذا خرجنا هن مكشوفات القسم الأدنى فلا بأس هيك الموضة .
المهم فهذا الكشف خارج الصلاة لا بأس فيه فإذا كان هناك حكم عام يتعلق بالمسلم خارج الصلاة لا يجوز أن يكون حليقاً فحينئذٍ هذا الحكم أخطر من أن يكون شرطاً من شروط الصلاة يعني لو كان لا يجوز للمسلم أن يمشي مكشوف القسم الأعلى هذا أخطر وأشد في الحكم مما هو عليه الآن لا يجوز هكذا أن يصلي لكن يجوز أن يمشي هكذا .
ولذلك فيجب أن نتنبه للأمور ونضعها في مواضعها ، فحلق اللحية ليس خاصاً بالصلاة بل هي معصية خارج الصلاة وداخل الصلاة ، لكن الإنسان لو صلى وهو حليق صلاته صحيحة كما أنه إيمانه صحيح لكن إيمانه ناقص وصلاته ناقصة بطبيعة الحال.
نصيحة الشيخ لمن ابتلي بحلق لحيته.
لذلك أرجو أن يبادر المبتلون إلى طاعة الله والرسول والخلاص من هذه الموبقة والمعصية .
ما الحكم إذا وجد شخصان أحدهما حليق وهو قارئ والثاني ملتحي ولكنه دونه في القراءة في التقديم للإمامة ؟
الشيخ : هنا عندنا نص لا نستطيع أن نتجاوزه، يقدم الأقرأ لقوله عليه السلام : ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ) إلى آخر الحديث ، وهذا الحليق كذلك الفاسق كذلك المرابي إلى آخره كل هؤلاء إنما يتحملون إثمهم على جنبهم وليس من آثامهم وأوزارهم على الذين يصلون من ورائهم
فإذا كان هناك قارئ وحالق وملتحي وليس بقارئ فالقارئ يقدم وليس على الذين يصلون خلفه من إثم .
ولذلك كان من العقائد المتوارثة خلفاً عن سلف الصلاة وراء كل بر وفاجر هكذا من عقائد السلفيين الصلاة وراء كل بر وفاجر، وما يذاع اليوم عن بعض الناس الذين ينتسبون إلى العمل بالسنة من عدم الصلاة وراء المبتدعة بصورة عامة والحليقين بصورة خاصة فهذا إنما أوتوا من جهلهم .
17 - ما الحكم إذا وجد شخصان أحدهما حليق وهو قارئ والثاني ملتحي ولكنه دونه في القراءة في التقديم للإمامة ؟ أستمع حفظ
ما الحكم في حج الابن عن والده المتوفى غير المستطيع ؟
الجواب : نعم ، وذلك صريح في حديث الخثعمية حيث وصفت أباها ( بأنه أدركه الحج وهو شيخ فان لا يثبت على الراحلة قالت : أفأحج عنه ؟ قال عليه السلام : حجي عنه ) وفي بعض الأحاديث : ( أرأيت إن كان على أبيك دين أفكنت تقضينه عنه ؟ قالت بلى قال عليه السلام فدين الله أحق أن يقضى ) ولكن يجب أن يلاحظ ما جاء في السؤال في الحديث ، وفي السؤال هنا ، أي لا يستطيع ، الوالد لا يستطيع الحج ، بمعنى: بالنسبة للحديث لما فرض الحج كان الرجل مسناً فلا يستطيع أن يحج . بالنسبة لما يمكن أن يسأل عنه اليوم: رجل يبلغ من السن ما بلغ ثم يتوفى ولم يستطع الحج إما لفقدان المال أو القوة والصحة أو أي سبب من أسباب إيجاب الحج فهو لم يستطع الحج بمعنى: لم يفرض عليه الحج ، هكذا فإنسان مات ولم يفرض عليه الحج أي لم يستطع الحج وله ولد حتى لو كان أنثى وهو يستطيع الحج فعليه أن يحج بدليل حديث الخثعمية السابق .
ما حكم الحج عن الجد والجدة ؟
الجواب : لا والدليل هو ما سبق من أن يحج عن أبيه الذي هو من صلبه.
ما صحة حديث ( إنا نجد في التوراة أن من بركعة الطعام الوضوء قبله ... ) ؟
الجواب : أقول : هذا ضعيف وليس بصحيح وظني أن شيخ الإسلام ابن تيمية ممن ينبه على ضعفه فلا أدري هل لم يقف السائل على هذا التنبيه أم الشيخ رحمه الله فاته هذا التنبيه .
ما حكم حلق الشاربين ؟
الجواب : هذا السؤال طريف لأن الواقع حلق الشاربين له صورتان
الطالب : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كان في بعض السلف من الصحابة وغيرهم طبعاً ممن ائتمروا بقوله عليه السلام : ( واعفوا اللحى ) كانوا يحلقون شواربهم وذلك فهم منهم لطرف الحديث للطرف الأول من الحديث ( احفوا الشارب ) أو ( حفوا الشارب ) وفي رواية : ( أنهكوا ) وفي أخرى : ( جزوا ) فهموا من هذه الأحاديث استئصال الشارب فكانوا يستأصلون الشارب ويعفون اللحى كما أمر الرسول عليه السلام .
لكن علماء آخرون لم يفهموا فهمهم الخاص بالشوارب وإنما فهموا أن المقصود بالاستئصال والحف والجز هو ما يزيد على الشفة وليس استئصال الشارب من أصله وجزره ولهم أدلة كثيرة على ذلك لسنا الآن في صددها .
من أوضحها ما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث المغيرة بن شعبة ( أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد وفى شاربه ) أي نما وطال حتى سد الشفة كما هو شأن بعض الذين خرجوا عن الإسلام قديماً وحديثاً ممن يتشبهون باستالين ولينين وأمثالهم فيطيلون شواربهم ( فأخذ الرسول عليه السلام سواكاً ووضعه تحت ما طال من الشارب وأخذ مقراضاً سكيناً فقرضه ) فكان هذا بيان عملي من الرسول عليه السلام لقوله : ( احفوا الشارب ) بمعنى استأصلوا ما زاد على الشفة، فهذا هو الصواب في مسألة الشارب، ليس هو الحلق .
ولكن إذا كانت النيات لها علاقة ببعض الأعمال أحياناً فلا شك أن ثمة فرقاً كبيراً بين أولئك الذين يأتمرون بالأمرين بإحفاء الشارب وإعفاء اللحى ولكنهم يخطئون في فهم معنى الإحفاء لا شك أن هناك فرقاً كبيراً بين هؤلاء الذين يستأصلون شاربهم وبين الشباب اليوم الذين يستأصلون الشارب مع اللحية من باب التشبه بالكفار
ولذلك فإذا كان الدافع على حلق الشارب هو التشبه فهذا لا يجوز وإذا كان الدافع على ذلك هو الفهم الخطأ فهو خطأ وصاحبه مأجور عليه أجر واحداً غير مأزور .
ما عدد القراءات ؟
الجواب : أقول في الحديث الصحيح : ( نزل القرآن على سبعة أحرف ) لكن الواقع أن العلماء اختلفوا اختلافاً كبيراً جداً جداً في تفسير السبعة أحرف إلى نحو أربعين قولاً وبما أني لست متخصصاً بالقراءة ولا في القراءات من باب أولى ولذلك فليس عندي جواب حاسم في موضوع السبعة أحرف المذكورة في الحديث وبالتالي السبع قراءات المسؤول عنها
ولكني أعلم أن هذه القراءات السبع فضلاً عن ا لقراءات العشر ليس كل ما فيها متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى كل حال فمثل هذا السؤال يسأل إلى أهل الاختصاص إذا كان يوجد عندنا اليوم أهل اختصاص في هذا العلم
ما رأيكم بالقراءة التي يقرؤها عبد الباسط وأمثاله ؟
الجواب : الذي أعتقده أن عبد الباسط له قراءتان القراءة التي نسمعها منذ سنين طويلة ففيها شيء من التلحين غير الجائز
وأخيراً ظهرت له قراءة مرتلة فهي خير بكثير من قراءته السابقة وأنصح بالاعتناء بهذا النوع من التلاوة خير من تلك بكثير خاصة إذا كان تاليها عبد الباسط .
هل حديث ( حفو الشارب واعفوا اللحى ) يفيد تحريم حلق اللحى ؟
الجواب : نقول نعم الأصل في الأمر يفيد الوجوب مخالفته التحريم وهناك أمور كثيرة جداً اقترنت مع أمر الرسول عليه السلام بإعفاء اللحى بسطنا القول فيها في كتاب * آداب الزفاف في السنة المطهرة * فمن شاء التوسع فليرجع إليه
ما حكم صلاة الجماعة لراكب الباص إذا سمع المؤذن ؟
الجواب : هذا يختلف باختلاف الإنسان، إذا كان السؤال إنما هو محصور بسبب ركوب الباص فمجرد ركوب الباص ليس عذراً ، أما إذا كان ركب الباص لعمل عمله هو العذر فإذا كان عذراً شرعياً فهو عذر وإلا فلا، فيجب التفصيل بين أن يكون السؤال منصباً على مجرد كون راكب الباص ركوبه هو العذر فلا يجب عليه أن ينزل عليه لأول محطة ليدرك الصلاة مع الجماعة أو أنه ركب لأمر آخر وهو عذر شرعي .
فإذا كان الأمر الأول فليس مجرد ركوب الباص عذراً أما إذا كان هناك شيء آخر فلا بد أن يعرف ما هو حتى يقال هل هو عذر شرعي أو لا
السائل : ...
الشيخ : نعم
السائل : ...
الشيخ : إي في زمننا الآن مثل هذه الأعمال تعتبر أعذاراً لأن المجتمع ليس مجتمع إسلامياً أما حينما يأخذ هذا المجتمع مسيرته الأولى فستظهر تظاهرة غريبة جدا لأول مرة وهي أن تقف السيارات والباصات على جوانب الطرق لأن سائقيها وراكبيها كلهم نزلوا استجابة لداعي الله تبارك وتعالى ، ولكن أي نحن من تحقيق مثل هذه التظاهرة الإسلامية العجيبة العظيمة ونحن نكون مشاة ونسمع نادي الله ثم لا يلبي إلا القليل من الناس وصدق الله وقليل من عبادي الشكور .
وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .