تتمة لباب " الترغيب في الصبر سيما لمن ابتلي في نفسه أو ماله وفضل البلاء والمرض والحمى وما جاء فيمن فقد بصره " شرح حديث أنس رضي الله عنه قال : ( إن الله عز وجل قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة ).
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) .
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) .
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
نحن الليلة في فصل جديد من فصول الترغيب على الصبر يقول المصنف رحمه الله والحديث صحيح .
عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( إن الله عز وجل قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة ) يريد عينيه . رواه البخاري والترمذي .
ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( يقول الله عز وجل إذا أخذت كريمتي عبدي في الدنيا لم يكن له جزاء عندي إلا الجنة ) .
وفي رواية له ( من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة ) .
في هذا الحديث بيان لفضيلة صبر خاص مما إذا ابتلي المسلم به ألا وهو عمى البصر فإن الله عز وجل يبتلي عباده بما يشاء ومن ذلك أن يبتلي بعضهم بعمى البصر فجزاء هذا المبتلى كما سمعتم أن الله عز وجل لا يرضى له ثوابا بغير الجنة ولكن يجب أن تلاحظوا معي دائما وأبدا أن ذلك مقرون بالصبر واحتساب الأجر عند الله عز وجل أما المتضجر المتأفف المعترض على قضاء الله وقدره فهذا إن نجا بإيمانه لكي لا يخلد في العذاب المهين فحسبه أجرا أما أن يكون له الجنة ثوابا له على هذا البلاء وهو لم يصبر عليه ولم يحتسب أجره عند الله فليس له شيء من ذلك مطلقا ينبغي أن نتذكر هذا دائما وأبدا.
وهناك في الباب عدة أحاديث لهذا المعنى ينبغي أن نلاحظ فيها هذه القيود الصبر واحتساب الأجر عند الله عز وجل ففي حديث أنس هذا التصريح بقوله عليه السلام ( فصبر ) قال في الرواية الأولى وفي الرواية الأخيرة ( فصبر واحتسب ) قال تبارك وتعالى في هذا الحديث ( لم أرض له ثوابا دون الجنة ) وهذا الحديث من الأحاديث التي تحشر في زمرة الأحاديث الفقهية .
1 - تتمة لباب " الترغيب في الصبر سيما لمن ابتلي في نفسه أو ماله وفضل البلاء والمرض والحمى وما جاء فيمن فقد بصره " شرح حديث أنس رضي الله عنه قال : ( إن الله عز وجل قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة ). أستمع حفظ
بيان أقسام الحديث النبوي من حيث نسبته إلى قائله إلى مرفوع وقدسي.
فالحديث النبوي هذا الذي هو مثل القرآن من حيث وجوب التمسك به والتحكم إليه ينقسم الحديث النبوي إلى قسمين .
القسم الأول : وهو القسم الأكثر ما كان لفظه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإنما يكون معناه موحى به من الله تبارك وتعالى إليه اللفظ والسبك والعبارة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أما المعنى فهو وحي من الله هذا هو الحديث المطلق حينما يطلق الحديث ويعزى إلى الرسول عليه السلام فالمقصود به هو هذا الذي لفظه منه ومعناه من ربه أما الحديث القدسي فهو مصدره ليس من القرآن وإنما من الرسول عليه السلام يحكيه عن الله عز وجل فكما تسمعون هنا أنه يقول عن الله عز وجل ( إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه ) إلى آخر الحديث الله يقول كذا وكذا وهذا ليس في القرآن لكنه فيما أوحى الله عز وجل إلى نبيه عليه الصلاة والسلام مما سوى القرآن من كلامه تبارك وتعالى فالحديث القدسي هو كلام الله أيضا كما أن القرآن كما هو معلوم كلام الله الحديث القدسي أيضا هو كلام الله عز وجل والفرق أن هذا الكلام الإلهي الذي يأتي من طريق الرسول عليه السلام حكاية عن ربه لم يأت مذكورا في القرآن الكريم هذا من جهة .
ومن جهة أخرى الحديث القدسي مع كونه من كلام الله عز وجل فهو ليس متعبدا بتلاوته كالقرآن والمقصود ليس متعبدا بتلاوته كالقرآن أي إن لتلاوة القرآن أجرا خاصا كما هو معلوم من مثل قوله عليه الصلاة والسلام ( من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات لا أقول آلم حرف بل ألف حرف لام حرف ميم حرف ) فالقرآن يؤجر المسلم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات سواء فهم أو لم يفهم أما الحديث فليس له هذه الفضيلة له فضيلة أخرى وهي من واجب العلماء بصورة خاصة لأن القرآن كما تعلمون من بيانات كثيرة لا يمكن فهمه إلا من طريق السنة وحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب فلابد من حفظ الحديث لتفسير القرآن به ولكن ليس له تلك الخصوصية خصوصية التقرب إلى الله عز وجل بتلاوة أحرف الحديث كما أن هذه الخصوصية للقرآن الكريم
فإذن الحديث القدسي لفظه ومعناه إلى الله ولكنه لم يأت في القرآن أما الحديث النبوي العادي فاللفظ منه والمعنى وحي من الله تبارك وتعالى .
شرح حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : ( إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرضَ له ثوابا دون الجنة إذا هو حمدني عليهما ) .
وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعني عن ربه تبارك وتعالى أنه قال : ( إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرضَ له ثوابا دون الجنة إذا هو حمدني عليهما ) رواه ابن حبان في صحيحه .
في هذه الرواية من حديث العرباض بن سارية زيادتان لم تردا في الرواية الأولى من حديث أنس الزيادة الأولى قوله عليه السلام ( وهو بهما ضنين ) وهذه الزيادة تصف الأمر الطبيعي الذي يكون عليه الإنسان فإن كل إنسان يضن ويبخل ويشح بأن يخرج عن شيء من النعم التي أنعم الله تبارك وتعالى بها عليه فإذا ما أخذ منه هذه النعمة نعمة البصر فلا شك بطبيعة الواقع يكون ضنينا بذلك أي يكون من الصعوبة عنده بمكان أن يصبح مفقود العينين مفقود البصر بعد أن خلقه الله عز وجل بصيرا .
فهذه الصعوبة التي يجدها الذي أشعر من ذلك قوله عليه السلام ( وهو بها ضنين ) إذا تلقى ذلك بالصبر كما ذكرنا وفي الزيادة الثانية في هذا الحديث بصورة خاصة وحمدني عليهما كيف ذلك؟ لأن المسلم يحمد الله على كل حال لأنه إن أصابته سراء أي نعمة حمد الله وشكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء مصيبة كهذه المصيبة العظيمة أن يبتلى بحبيبتيه بعينيه فأيضا يحمد الله ويصبر أيضا على ذلك .
ومن أجل هذا جاء في بعض الأحاديث الصحيحة من طريق عائشة وغيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه كان له حمدان يحمدهما كان إذا جاءه أمر يسره ويفرحه قال الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا جاءه أمر يكربه ويحزنه قال الحمدلله على كل حال ) في هذا الحديث إشارة إلى هذا النوع من الحمد الحمد الثاني أن هذا المسلم الذي ابتلاه الله عز وجل بحبيبتيه وعينيه فصبر وحمد الله على ذلك لم يكن له عند الله عز وجل جزاء إلا الجنة.
3 - شرح حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : ( إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرضَ له ثوابا دون الجنة إذا هو حمدني عليهما ) . أستمع حفظ
الكلام على إسناد حديث عائشة بنت قدامة رضي الله عنها قال : ( عزيز على الله أن يأخذ كريمتي مؤمن ثم يدخله النار )
4 - الكلام على إسناد حديث عائشة بنت قدامة رضي الله عنها قال : ( عزيز على الله أن يأخذ كريمتي مؤمن ثم يدخله النار ) أستمع حفظ
شرح حديثي أبي هريرة رضي الله عنه و ابن عباس رضي الله عنهم : ( لا يذهب الله بحبيبتي عبد فيصبر ويحتسب إلا أدخله الله الجنة ) . ( يقول الله إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة ) .
الحديث الذي بعده مثله في الصحة وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( يقول الله إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة ) .
بقية أحاديث الباب أحاديث ضعيفة نضرب عنها صفحا كما هي العادة خلاصة القول في هذه الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يحض المسلم أنه إذا ابتلي بمثل هذه المصيبة الكبيرة العظيمة أن يتلقى ذلك بالصبر وبالرضا وبالحمد محتسبا أجر ذلك عند الله تبارك وتعالى حتى يكون رابحا ولا يكون عند الله عز وجل من الخاسرين .
5 - شرح حديثي أبي هريرة رضي الله عنه و ابن عباس رضي الله عنهم : ( لا يذهب الله بحبيبتي عبد فيصبر ويحتسب إلا أدخله الله الجنة ) . ( يقول الله إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة ) . أستمع حفظ
باب : " الترغيب في كلمات يقولهن من آلمه شيء من جسده " شرح حديث عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه : ( أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضع يدك على الذي تألم ... )
قال المصنف رحمه الله :
" الترغيب في كلمات يقولهن من آلمه شيء من جسده " .
وأرى على خلاف العادة أن من كان يهتم بأدعية الرسول صلى الله عليه وسلم أن يهيئ ورقة ويكتب هذا الدعاء لصحته أولا ولأهميته ثانيا كما سترون.
قال المصنف رحمه الله :
عن عثمان بن أبي العاصي وفي النسخة عندي ابن أبي العباس وهو خطأ مطبعي قال عن عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه : ( أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) رواه مالك والبخاري هكذا قال ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وعند مالك ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد قال ففعلت ذلك فأذهب الله ما كان بي فلم أزل أأمر بها أهلي وغيرها ) .
وعند الترمذي وأبي داود مثل ذلك وقالا في أول حديثهما : ( أتاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبي وجع قد كاد يهلكني فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم امسح بيمينك سبع مرات ثم قل بعزة الله وقدرته ) .
الحديث نعود إلى أول الحديث .
عثمان بن أبي العاص هو من الصحابة المشهورين الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جعله إمام قبيلته وهو ثقفي وكان لما أرسله إليهم إماما وأميرا أوصاه ببعض الوصايا وكان منها قوله عليه السلام له ( أنت إمامهم واقتد بأضعفهم ولا تتخذ مؤذنا يأخذ على أذانه أجرا )
هذا الصحابي الجليل شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجعا لازمه مدة طويلة من يوم أسلم شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الألم فوصف له عليه الصلاة والسلام طبا نبويا طبا إسلاميا محضا قال له الآن يعني يحسن أن تكتبوا ( ضع يدك على الذي تألم ) أي تتألم ( من جسدك وقل بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله ) وفي الرواية الأخرى ( بعزة الله ) ( فقل سبع مرات أعوذ بالله أو بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) ففعل هذا الرجل ما وصفه له النبي صلى الله عليه وسلم فعاد سليما لا يجد في بدنه ألما .
وفي هذا الحديث جواز الاستعاذة بصفة من صفات الله عز وجل الاستعاذة بالله أمر متواتر معروف في الإسلام أما الاستعاذة بصفة من صفات الله عز وجل فقد لا يكون مشهورا من حيث الرواية شهرة الأمر الأول الاستعاذة بالله عز وجل أي باسم الله الأعظم
ففي هذا الحديث كما في أحاديث أخرى جواز استعاذة المسلم بصفة من صفات الله عز وجل لأن صفة الله كذاته أزلية قديمة فالذي يستعيذ بالله كالذي يستعيذ بصفة من صفات الله فهو لا يستعيذ بمخلوق
ومن هنا اتخذ بعض العلماء جواز الحلف بصفة من صفات الله عز وجل ومن ذلك ما يرد أحيانا سؤال عنه هل يجوز الحلف بالقرآن؟
الجواب نعم لأن القرآن كلام الله عز وجل وهذا الجواب يتخرج على ماهو الاعتقاد الصحيح عند أهل السنة من أن القرآن كلام الله تبارك وتعالى وإذ الأمر كذلك جاز الحلف كما جاز الاستعاذة بكلام الله عز وجل وقد جاء ذلك صريحا ( أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق ) من جملة الاستعاذات النبوية الثابتة قوله عليه الصلاة والسلام ( أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق ) وكان الإمام أحمد رحمه الله من جملة ما احتج به على المعتزلة على أتباع الخليفة العباسي المأمون يومئذ حينما ابتلي الناس بالقول بخلق القرآن هذا القول الذي أشاعه المعتزلة في زمان المأمون وجرت هناك مناقشات كثيرة بين أهل السنة من جهة وأهل الاعتزال من جهة أخرى بصورة عامة وبين الإمام أحمد والمعتزلة من جهة أخرى بصورة خاصة وكان من جملة ما احتج به الإمام أحمد رحمه الله على المعتزلة القائلين بأن القرآن ليس كلام الله حقيقة وإنما هو مخلوق قال لهم لو كان القرآن كلام الله مخلوقا لم يجز الاستعاذة به وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله ( أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق ) كذلك نحن نقول كل حديث كحديثنا هذا فيه استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم بعزة الله وبقدرته جاز لنا أن نقول يجوز أن نحلف بعزة الله وبقدرته كما جاز لنا أن نحلف بكلام الله عز وجل لأن كل ذلك يعود إلى الحلف بالله عز وجل وصفاته .
إذن هذا الورد لمعالجة الأمراض التي تلم بالإنسان وتصيبه فأمر هام جدا لاسيما ما كان من الأمراض التي تخفى عللها على الأطباء فهنا لا يفيد في ذكره إلا الطب النبوي فخلاصة ذلك أن يقول بسم الله ثلاثا واضعا إصبعه على المكان الذي يتألم منه ثم يستعيذ بالله عز وجل كما جاء في هذا الحديث ( أعوذ بالله أو بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) فإنه سوف يبرأ بإذن الله عز وجل.
الحديث الذي بعده حديث ضعيف جدا إسناده.
6 - باب : " الترغيب في كلمات يقولهن من آلمه شيء من جسده " شرح حديث عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه : ( أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضع يدك على الذي تألم ... ) أستمع حفظ
شرح حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وفيه زيادة : ( إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا . ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا )
يرويه عن محمد بن سالم قال قال لي ثابت البناني يعني لسالم : ( إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا ) .
فإلى هنا الحديث مطابق لحديث عثمان بن أبي العاص وإن كان فيه كلمة من وجعي زيادة لكن هذه الزيادة لا تنافي المعنى الذي جاء من أجله الحديث إلا أنه زاد زيادة أخرى فقال بعد قوله : ( من شر ما أجد من وجعي هذا ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا ) هذه الجملة لم ترد في حديثنا الأول الصحيح بينما تمام الحديث مطابق له فإنه يقول ( ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا . فإن أنس بن مالك حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه بذلك ) رواه الترمذي .
فهذا الحديث من حيث الإسناد ضعيف ولو كان إسناده ثابتا لأخذنا هذه الزيادة يضع ويرفع يضع ويرفع هذا لم يرد في الحديث الأول فلما تفرّد بهذه الزيادة محمد بن سالم الذي يرويه عن ثابت البناني ومحمد بن سالم هذا ضعيف غير محتج به تركنا حديثه من أجل هذه الزيادة التي تفرد بها دون الراوي للحديث الصحيح
في الدرس الآتي إن شاء الله فصل جديد بعنوان الترهيب من تعليق التمائم والحروز والكلام يأتي إن شاء الله فيما يلي. نعم
السائل : نأخذ الحديث ...
الشيخ : يعني أخذت بالأول وأخذت بالأول
السائل : ...
الشيخ : صار ماذا
السائل : ...
الشيخ : مجمل شو أخذت هنا لما قال وترا ماذا أخذت .
السائل : طبعا ...
الشيخ : الناحية العملية كيف تريد أن تأخذه .
السائل : مرة واحدة .
الشيخ : لا يكون خالفت الحديث الصحيح والوتر لا ينافي إنه يكون واحد أو ثلاثة أو خمسة أو سبعة أو تسعة أو أكثر من ذلك ما يدخل في الأذكار لذلك الحديث الضعيف هذا يغني عنه الحديث الصحيح الآن عندنا هنا بعض الأسئلة نجيب عنها ما أمكننا بإيجاز نعم.
7 - شرح حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وفيه زيادة : ( إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا . ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا ) أستمع حفظ
بيان كيفية علاج الأمراض الحسية والمعنوية.
الشيخ : بشكل عام لكن أرى ما ألمحت إليه آنفا إذا كان الوجع له علاج مادي معروف فيتعاطى لأن الله عز وجل أمر باتخاذ الأسباب والرسول عليه السلام أكد ذلك بهذه المناسبة حين قال ( تداووا عباد الله فإن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء ) فإذا لم يكن للألم والوجع دواء مادي معروف فهنا لا مناص من استعمال هذا الطب النبوي .
السائل : ...
الشيخ : طول بالك تفضل.
السائل : لو كان المرض نفسي ...
الشيخ : المرض النفسي بأى له معالجات ... عامة يعني دائما يلجأ إلى الله ويتوسل إليه بتلاوة القرآن ونحو ذلك ليس له هذا العلاج الخاص الذي سمعتموه الليلة نعم.
السائل : إذا الدواء أو الداء له دواء يعني مادي وما حب يستعمل الدواء المادي بده يرجع للقرآن والسنة ... ما بده هالدواء المادي ما بيصير .
الشيخ : بدنا نشوف الدافع له على الإعراض عن تعاطي الدواء المادي لأنه هنا قد يصل الأمر لهذا المعرض إلى شيء من الإعراض عن الأخذ بالأسباب المشروعة فأنا ذكرت آنفا قريبا قوله عليه السلام ( تداووا عباد الله ) فأمره هذا ليس يعني هذا التداوي النبوي الخاص وإنما يعني التداوي المعروف عند الناس بالتجربة فإذا المسلم أعرض عن التداوي بمثل هذا الدواء المادي المعروف يكون أعرض عن الأخذ بالأسباب وهذا طبعا خلاف الشريعة فإذا كان هذا المعرض أعرض عن الدواء المادي ربما يكون عنده شك مثلا يكون فيه خمر فيه كحول فيه كذا فيحنئذ نقول له أحسنت وعرفت فالزم أما دواء ليس فيه أي شيء من الناحية الشرعية فهو طبيعي يتعاطاه لأنه الرسول عليه السلام نفسه.