شرح كتاب الترغيب والترهيب-153
باب : " الترهيب من كراهية الإنسان للموت والترغيب في تلقيه بالرضا والسرور إذا نزل حبا للقاء الله عز وجل " الكلام على إسناد حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ... ) .
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) .
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
يقول المصنف رحمه الله :
" الترهيب من كراهية الإنسان للموت والترغيب في تلقيه بالرضا والسرور إذا نزل حبا للقاء الله عز وجل "
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت يا نبي الله أكراهية الموت أو أكراهية الموت فكلنا يكره الموت قال ليس ذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله فكره الله لقاءه ) رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي .
هذا الحديث كما يدل عليه تخريجه من صحاح أحاديث الترغيب والترهيب إلا أن في هذا التخريج شيئا لابد من ذكره له علاقة بمصطلح الحديث ذلك أنه عزا الحديث للبخاري ومسلم وكان قد صدره عن عائشة وحينما يعزى الحديث الى البخاري فهذا العزو من حيث تعلقه بصحيح البخاري خاصة له عدة احتمالات
أولا : رواه البخاري موصولا بإسناده الصحيح
ثانيا : رواه البخاري معلقا
ثالثا : رواه البخاري في غير صحيحه من كتبه الأخرى
لهذه الاحتمالات اصطلح علماء الحديث على أمر لكيلا يحار طالب العلم حينما يرى حديثا معزوا للبخاري فيتساءل ترى هذا من أي نوع من هذه الأنواع اصطلحوا على أنه حينما يقول المحدث العالم بما يقول والدقيق فيما يقول رواه البخاري أي بإسناده المتصل الصحيح في كتابه الصحيح .
أما إذا كان القائل رواه البخاري يعني أحد الاحتمالين الآخرين أي إما معلقا وإما خارج الصحيح فلابد حين ذاك من التقييد بهذا التخريج كأن يقول رواه البخاري معلقا أو يقول رواه البخاري في جزء القراءة أو في جزء رفع اليدين أو في الأدب المفرد أو في خلق أفعال العباد أو غير ذلك من الكتب الكثيرة التي للإمام البخاري وأكثرها لما يطبع بعد مع الأسف
فدفعا لمثل هذا الاحتمال لابد أن يقول رواه البخاري معلقا وواقع هذا الحديث أن البخاري رواه عن عائشة معلقا .
ولذلك كان ينبغي على المؤلف أن لا يطلق هذا العزو لا يقول رواه البخاري ومسلم وإنما رواه البخاري معلقا ومسلم موصولا وإن شاء لم يقل مسلم موصولا لأن مسلما ليس من عادته تعليق الأحاديث بكثرة كما هي عادة الإمام البخاري فقد أحصى بعض أئمة الحديث الأحاديث المعلقة في كل صحيح مسلم فلم تبلغ العشرين حديثا بينما المعلقات في صحيح البخاري قد تتجاوز الألف حديث لذلك كان يحسن تقييد هذا التخريج أن يقول رواه البخاري تعليقا ومسلم وفلان وفلان كما ذكر إلا أن مسلما أخرج هذا الحديث بالذات بإسناد آخر عنه بعد ابن الصامت موصولا فيحتمل أيضا إنه يكون المصنف إما أنه وهم وإما أنه تساهل فأدخل حديث في حديث فهو صدره عن عائشة ثم في التخريج قال رواه البخاري ومسلم ويعني رواه البخاري عن عبادة وليس عن عائشة ورواه البخاري عن عبادة وليس عن عائشة وهذا يقع فيه بعض المتأخرين وليس في ذلك غرابة لأنهم ليسوا في هذا الصدد من علم الحديث بخلاف مؤلفنا هذا فهو من كبار حفاظ الحديث لذلك فالأمر كما يقال هنا حسنات الأبرار سيئات المقربين وإن كان في مثل هذه العبارة في مناقشة كنا ذكرناها في سلسلة الأحاديث الضعيفة الموضوعة بأن هذه العبارة تروى حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصل له ثم هي فيها كثير من التسامح لأنه لا يمكن أن تكون حسنات الأبرار سيئات المقربين لكن المعنى ما قد يكون بالنسبة لبعض الناس لا شيء فقد يكون شيئا يؤاخذ عليه إذا ما صدر من بعض الناس الآخرين ذوي المكانة والمنزلة والعلم.
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) .
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
يقول المصنف رحمه الله :
" الترهيب من كراهية الإنسان للموت والترغيب في تلقيه بالرضا والسرور إذا نزل حبا للقاء الله عز وجل "
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت يا نبي الله أكراهية الموت أو أكراهية الموت فكلنا يكره الموت قال ليس ذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله فكره الله لقاءه ) رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي .
هذا الحديث كما يدل عليه تخريجه من صحاح أحاديث الترغيب والترهيب إلا أن في هذا التخريج شيئا لابد من ذكره له علاقة بمصطلح الحديث ذلك أنه عزا الحديث للبخاري ومسلم وكان قد صدره عن عائشة وحينما يعزى الحديث الى البخاري فهذا العزو من حيث تعلقه بصحيح البخاري خاصة له عدة احتمالات
أولا : رواه البخاري موصولا بإسناده الصحيح
ثانيا : رواه البخاري معلقا
ثالثا : رواه البخاري في غير صحيحه من كتبه الأخرى
لهذه الاحتمالات اصطلح علماء الحديث على أمر لكيلا يحار طالب العلم حينما يرى حديثا معزوا للبخاري فيتساءل ترى هذا من أي نوع من هذه الأنواع اصطلحوا على أنه حينما يقول المحدث العالم بما يقول والدقيق فيما يقول رواه البخاري أي بإسناده المتصل الصحيح في كتابه الصحيح .
أما إذا كان القائل رواه البخاري يعني أحد الاحتمالين الآخرين أي إما معلقا وإما خارج الصحيح فلابد حين ذاك من التقييد بهذا التخريج كأن يقول رواه البخاري معلقا أو يقول رواه البخاري في جزء القراءة أو في جزء رفع اليدين أو في الأدب المفرد أو في خلق أفعال العباد أو غير ذلك من الكتب الكثيرة التي للإمام البخاري وأكثرها لما يطبع بعد مع الأسف
فدفعا لمثل هذا الاحتمال لابد أن يقول رواه البخاري معلقا وواقع هذا الحديث أن البخاري رواه عن عائشة معلقا .
ولذلك كان ينبغي على المؤلف أن لا يطلق هذا العزو لا يقول رواه البخاري ومسلم وإنما رواه البخاري معلقا ومسلم موصولا وإن شاء لم يقل مسلم موصولا لأن مسلما ليس من عادته تعليق الأحاديث بكثرة كما هي عادة الإمام البخاري فقد أحصى بعض أئمة الحديث الأحاديث المعلقة في كل صحيح مسلم فلم تبلغ العشرين حديثا بينما المعلقات في صحيح البخاري قد تتجاوز الألف حديث لذلك كان يحسن تقييد هذا التخريج أن يقول رواه البخاري تعليقا ومسلم وفلان وفلان كما ذكر إلا أن مسلما أخرج هذا الحديث بالذات بإسناد آخر عنه بعد ابن الصامت موصولا فيحتمل أيضا إنه يكون المصنف إما أنه وهم وإما أنه تساهل فأدخل حديث في حديث فهو صدره عن عائشة ثم في التخريج قال رواه البخاري ومسلم ويعني رواه البخاري عن عبادة وليس عن عائشة ورواه البخاري عن عبادة وليس عن عائشة وهذا يقع فيه بعض المتأخرين وليس في ذلك غرابة لأنهم ليسوا في هذا الصدد من علم الحديث بخلاف مؤلفنا هذا فهو من كبار حفاظ الحديث لذلك فالأمر كما يقال هنا حسنات الأبرار سيئات المقربين وإن كان في مثل هذه العبارة في مناقشة كنا ذكرناها في سلسلة الأحاديث الضعيفة الموضوعة بأن هذه العبارة تروى حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصل له ثم هي فيها كثير من التسامح لأنه لا يمكن أن تكون حسنات الأبرار سيئات المقربين لكن المعنى ما قد يكون بالنسبة لبعض الناس لا شيء فقد يكون شيئا يؤاخذ عليه إذا ما صدر من بعض الناس الآخرين ذوي المكانة والمنزلة والعلم.
1 - باب : " الترهيب من كراهية الإنسان للموت والترغيب في تلقيه بالرضا والسرور إذا نزل حبا للقاء الله عز وجل " الكلام على إسناد حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ... ) . أستمع حفظ
بيان أن العلم الشرعي يلقى للجميع.
الشيخ : أقول هذا ولابد من أن أذكّر بأن بعض إخوانا في الدرس الماضي كأنه لفت نظري إلى أنني حينما أخوض في مثل هذه البحوث فكأنه يلاحظ أن الجو لا يتحمل مثل هذا البحث وأنا أجد لرأيه وجها لكننا نعتقد وكنا قديما ذكرنا هذا بشيء من التفصيل نحن نرى أن خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ونعتقد أن حلقات الرسول صلى الله عليه وسلم التي كانت تعقد في مسجده لتعليم الناس وتبليغهم الإسلام من كل جوانبه وأصوله وفروعه كانت حلقات عامة ليس فيها حلقة خاصة أو حلقة خاصة لأبو بكر وعمر وعلي في القوم مثلا وحلقة أخرى خاصة لمن دونهم وأخرى للأعراب وأمثالهم ونحو ذلك وإنما كان مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم يجمع كل هذه الأنواع من الطبقات وهذه منتهى الحكمة فيما نعتقد ويكفي أن مصدر ذلك هو رسولنا صلوات الله وسلامه عليه
فنعتقد أن مجلس العلم لا ينبغي أن يكون على الطريقة التي جرى عليها الاصطلاح في العصر الحاضر إلا بالنسبة لصفوف معينة أما العلم الشرعي فيجب أن يكون عاما لجميع الناس ثم كل طبقة من هؤلاء الناس تأخذ مما يلقى في أسماعها وآذانها ما يتناسب مع إعدادها العلم الفكري الثقافي إلى آخره .
ولذلك فأنا أرى لاسيما ولا يوجد هناك مع الأسف من يعطي دروسا لا عامة ولا خاصة في مصطلح الحديث ليس فقط في دمشق وليس فقط في سوريا بل في أكثر البلاد الإسلامية اللهم لابد من استثناء البلاد الهندية والباكستانية فهي في الواقع لها السبق ولها الفضل في استمرارها في دراسة هذا العلم علم الحديث مصطلحا وحديثا وشرحا وتعليقا .
ولهذا أرى أنه ليس لا مانع فقط بل أرى من الواجب أن أتعرض لمثل هذه النكات الحديثية ليلتقطها من كان عنده أولا رغبة في مثل هذا العلم ثم كان عنده استعداد نفسي ثانيا .
فنعتقد أن مجلس العلم لا ينبغي أن يكون على الطريقة التي جرى عليها الاصطلاح في العصر الحاضر إلا بالنسبة لصفوف معينة أما العلم الشرعي فيجب أن يكون عاما لجميع الناس ثم كل طبقة من هؤلاء الناس تأخذ مما يلقى في أسماعها وآذانها ما يتناسب مع إعدادها العلم الفكري الثقافي إلى آخره .
ولذلك فأنا أرى لاسيما ولا يوجد هناك مع الأسف من يعطي دروسا لا عامة ولا خاصة في مصطلح الحديث ليس فقط في دمشق وليس فقط في سوريا بل في أكثر البلاد الإسلامية اللهم لابد من استثناء البلاد الهندية والباكستانية فهي في الواقع لها السبق ولها الفضل في استمرارها في دراسة هذا العلم علم الحديث مصطلحا وحديثا وشرحا وتعليقا .
ولهذا أرى أنه ليس لا مانع فقط بل أرى من الواجب أن أتعرض لمثل هذه النكات الحديثية ليلتقطها من كان عنده أولا رغبة في مثل هذا العلم ثم كان عنده استعداد نفسي ثانيا .
شرح حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ... ) .
الشيخ : بعد هذا نعود إلى الحديث وما أرى أن الحديث يحتاج إلى شرح كبير بعد ما وجهت السيدة عائشة رضي الله عنها السؤال الذي أجاب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أزال الإشكال ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ) يتبادر من معنى هذا الحديث ما تبادر إلى ذهن السيدة عائشة وهو مقصود بلقاء الله هو الموت مطلق الموت فهي قالت أكراهية الموت وفي سؤالها هنا شيء من أدبها الذي تلقته من سيدها ومن زوجها محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأن سؤالها لم يكن سؤال تقرير وإنما كان سؤال استفهام واستيضاح ويختلف الناس في مثل هذا المجال بعضهم عن بعض .
فأنا أذكر مثلا السيدة حفصة أيضا زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكنها ليست بالشهرة في العلم النبوي في منزلة السيدة عائشة رضي الله عنها فلابد أن يظهر أثر هذا الفرق في العلم في تصرفات كل منهما في كلامهما في سؤالهما
فأذكر مثلا حديث مسلم في صحيحه وهو من رواية السيدة حفصة هذه رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا يدخل النار أحد من أصحاب الشجرة ) ( لا يدخل النار أحد من أصحاب الشجرة قالت كيف هذا والله عز وجل يقول (( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا )) قال عليه السلام جوابا لها أليس قال الله عز وجل بعد ذلك (( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )) ) .
فأنا ألاحظ فرق بين هذا السؤال وهذا السؤال هنا تقول السيدة عائشة رضي الله عنها ( يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا يكره الموت قال ليس ذلك ) فسّر الرسول عليه السلام بأن هذا الحب للقاء الله وتلك الكراهة لهذا اللقاء ليس هو في أثناء حياة الإنسان وانطلاقه في الدنيا وإنما في لحظة واحدة فيما إذا حضره الموت وليس في لحظات الحضور هذا وإنما في لحظة واحدة حينما يكشف عن بصره وبصيرته فيرى مكانه في الجنة أو في النار فمن كان مؤمنا بشّر بأن له الجنة ومن كان كافرا والعياذ بالله بشر بالنار
فهناك الحب المذكور للقاء الله والكراهية المذكورة للقاء الله أي إن المسلم إذا حضره الموت فهناك كما قال الله عز وجل في القرآن الكريم (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون )) تتنزل عليهم الملائكة متى في ساعة حضور الموت وليس كما يظن بعض الصوفية المنحرفين عن الكتاب والسنة المحمدية أن الملائكة تنزل على أهل الله زعموا دائما وأبدا لا
هذه الآية مفسرة هكذا في كتب تفسير على الطريقة السلفية تتنزل عليهم الملائكة أي مبشرين لهم حينما يحضرهم الموت حين ذاك يفرح المؤمن بلقاء الله عز وجل فيتلقاه الله عز وجل بمثل ذلك والعكس بالعكس أنه الكافر ينذر بالنار فيكره بطبيعة الحال لقاء الله فيكره الله لقاءه .
فأنا أذكر مثلا السيدة حفصة أيضا زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكنها ليست بالشهرة في العلم النبوي في منزلة السيدة عائشة رضي الله عنها فلابد أن يظهر أثر هذا الفرق في العلم في تصرفات كل منهما في كلامهما في سؤالهما
فأذكر مثلا حديث مسلم في صحيحه وهو من رواية السيدة حفصة هذه رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا يدخل النار أحد من أصحاب الشجرة ) ( لا يدخل النار أحد من أصحاب الشجرة قالت كيف هذا والله عز وجل يقول (( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا )) قال عليه السلام جوابا لها أليس قال الله عز وجل بعد ذلك (( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )) ) .
فأنا ألاحظ فرق بين هذا السؤال وهذا السؤال هنا تقول السيدة عائشة رضي الله عنها ( يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا يكره الموت قال ليس ذلك ) فسّر الرسول عليه السلام بأن هذا الحب للقاء الله وتلك الكراهة لهذا اللقاء ليس هو في أثناء حياة الإنسان وانطلاقه في الدنيا وإنما في لحظة واحدة فيما إذا حضره الموت وليس في لحظات الحضور هذا وإنما في لحظة واحدة حينما يكشف عن بصره وبصيرته فيرى مكانه في الجنة أو في النار فمن كان مؤمنا بشّر بأن له الجنة ومن كان كافرا والعياذ بالله بشر بالنار
فهناك الحب المذكور للقاء الله والكراهية المذكورة للقاء الله أي إن المسلم إذا حضره الموت فهناك كما قال الله عز وجل في القرآن الكريم (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون )) تتنزل عليهم الملائكة متى في ساعة حضور الموت وليس كما يظن بعض الصوفية المنحرفين عن الكتاب والسنة المحمدية أن الملائكة تنزل على أهل الله زعموا دائما وأبدا لا
هذه الآية مفسرة هكذا في كتب تفسير على الطريقة السلفية تتنزل عليهم الملائكة أي مبشرين لهم حينما يحضرهم الموت حين ذاك يفرح المؤمن بلقاء الله عز وجل فيتلقاه الله عز وجل بمثل ذلك والعكس بالعكس أنه الكافر ينذر بالنار فيكره بطبيعة الحال لقاء الله فيكره الله لقاءه .
3 - شرح حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ... ) . أستمع حفظ
فائدة في بيان أهمية الاخلاص في العمل الصالح.
الشيخ : إذن هذا الحب للقاء الله المستلزم لحب الموت في تلك اللحظة ليس حبا عاما يعني أن المسلم يحب الموت دائما وأبدا هذا كما ألمحت إليه السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أن الإنسان بطبيعته يكره الموت ثم المسلم يكره الموت ليس لأنه ينخلع وينفك من هذه الحياة الدنيا والتنعم بملذاتها والتلهي بملاهيها وإنما هو يشفق من ذاك اللقاء في الآخرة أن يكون مقصرا مع ربه تبارك وتعالى .
ولذلك كان أيضا من صفات المؤمنين أنهم من لقاء ربهم مشفقون يخافون من لقاء الله عز وجل لماذا لأنهم لا يعيشون في الحياة الدنيا مغترين معجبين بما قد يكونوا قدموا لأنفسهم من أعمال صالحة ذلك لأن الإنسان المسلم المشفق على مستقبل حياته الأبدية لا ينظر إلى عمله نظرة رضا ونظرة قبول لأنه يشترط أن يكون العمل المقبول عند الله عز وجل أن يكون صافيا خالصا لوجه الله تبارك وتعالى وهذا هو الجهاد الأكبر في الواقع .
ليس الجهاد الأكبر أن يعمل المسلم عملا صالحا فها نحن نصلي وها نحن نصوم وقد نحج مرارا وتكرارا ولكن الجهاد الأكبر أولا أن يكون أو أن تكون أعمالنا هذه الصالحة على وجه السنة ولا يكون فيها شيء من البدعة التي تفسد العمل الصالح فمن كان يرجو لقاء ربه (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) .
إذن الجهاد ليس هو بالإتيان أو لمجرد الإتيان بالعمل الذي هو عبادة وطاعة لله عز وجل كالأمثلة التي ذكرناها من صلاة وحج وزكاة ونحو ذلك وإنما أن يتوفر في ذلك العمل الشرطان الأساسيان لأن يكون مقبولا عند الله عز وجل .
الشرط الأول أن يكون على السنة كما ذكرنا وإلا فكل عمل كما قال عليه السلام ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) ولذلك كم من مصل لم يصل كم من حاج لم يحج كما قيل سابقا " وما حججت ولكن حجت الإبل " كثير من الناس اليوم حينما نلتقي بهم هناك في الحج يتهافتون بعد فوات الوقت وبعد كما يقال أيضا خراب البصرة يتساءلون يا سيدي أنا فعلت كذا وكذا شو يعني فعل يعني ما وقف في عرفة وقف دونها إي والرسول يقول ( الحج عرفة ) فماذا استفاد هذا الإنسان هيأ يمكن يكون من ناحية المعيشة فقيرا أو أحسن من ذلك متوسط الحال عم يقتر على نفسه حتى يجمع له نفقة الحج وإذا به ذهبت نفقته هباء منثورا .
وهكذا كم من مصل كما قال عليه السلام ( ليس له من صلاته إلا التعب ) لذلك فالمسلم يبقى خائفا مشفقا على عمله أن يكون لم يتوفر فيه على الأقل أحد الشرطين فإن كان حريصا أمثالنا نحن مثلا الذين ننتمي إلى السنة ونحرص أن تكون أعمالنا وعبادتنا كلها وفق السنة فقد يفوتنا الإخلاص قد يفوتنا الإخلاص ولذلك فلا يجتمع الركون والاعتداد بعمل الإنسان الصالح إذا كان مشفقا من أولئك المؤمنين الذين وفقهم رب العالمين كما سمعتم في الآية السابقة (( والذين هم من عذاب ربهم مشفقون )) فلذلك لا يغتر الإنسان يقول والله أنا رجل مسلم وأنا أعمل صالحا وأنا بحب لقاء الله هذا الحب يكون كاذبا مدعيه وإنما الحب الحقيقي الذي أراده الرسول عليه السلام هو حينما يلقى ثمرة عمله الصالح حقا حينما يحضره الموت كما سيأتي في حديث ثانٍ بعده .
إذن تقول السيدة عائشة رضي الله عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا يكره الموت قال ليس ذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه ) رواه البخاري أي تعليقا كما قلنا ومسلم والترمذي والنسائي .
ولذلك كان أيضا من صفات المؤمنين أنهم من لقاء ربهم مشفقون يخافون من لقاء الله عز وجل لماذا لأنهم لا يعيشون في الحياة الدنيا مغترين معجبين بما قد يكونوا قدموا لأنفسهم من أعمال صالحة ذلك لأن الإنسان المسلم المشفق على مستقبل حياته الأبدية لا ينظر إلى عمله نظرة رضا ونظرة قبول لأنه يشترط أن يكون العمل المقبول عند الله عز وجل أن يكون صافيا خالصا لوجه الله تبارك وتعالى وهذا هو الجهاد الأكبر في الواقع .
ليس الجهاد الأكبر أن يعمل المسلم عملا صالحا فها نحن نصلي وها نحن نصوم وقد نحج مرارا وتكرارا ولكن الجهاد الأكبر أولا أن يكون أو أن تكون أعمالنا هذه الصالحة على وجه السنة ولا يكون فيها شيء من البدعة التي تفسد العمل الصالح فمن كان يرجو لقاء ربه (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) .
إذن الجهاد ليس هو بالإتيان أو لمجرد الإتيان بالعمل الذي هو عبادة وطاعة لله عز وجل كالأمثلة التي ذكرناها من صلاة وحج وزكاة ونحو ذلك وإنما أن يتوفر في ذلك العمل الشرطان الأساسيان لأن يكون مقبولا عند الله عز وجل .
الشرط الأول أن يكون على السنة كما ذكرنا وإلا فكل عمل كما قال عليه السلام ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) ولذلك كم من مصل لم يصل كم من حاج لم يحج كما قيل سابقا " وما حججت ولكن حجت الإبل " كثير من الناس اليوم حينما نلتقي بهم هناك في الحج يتهافتون بعد فوات الوقت وبعد كما يقال أيضا خراب البصرة يتساءلون يا سيدي أنا فعلت كذا وكذا شو يعني فعل يعني ما وقف في عرفة وقف دونها إي والرسول يقول ( الحج عرفة ) فماذا استفاد هذا الإنسان هيأ يمكن يكون من ناحية المعيشة فقيرا أو أحسن من ذلك متوسط الحال عم يقتر على نفسه حتى يجمع له نفقة الحج وإذا به ذهبت نفقته هباء منثورا .
وهكذا كم من مصل كما قال عليه السلام ( ليس له من صلاته إلا التعب ) لذلك فالمسلم يبقى خائفا مشفقا على عمله أن يكون لم يتوفر فيه على الأقل أحد الشرطين فإن كان حريصا أمثالنا نحن مثلا الذين ننتمي إلى السنة ونحرص أن تكون أعمالنا وعبادتنا كلها وفق السنة فقد يفوتنا الإخلاص قد يفوتنا الإخلاص ولذلك فلا يجتمع الركون والاعتداد بعمل الإنسان الصالح إذا كان مشفقا من أولئك المؤمنين الذين وفقهم رب العالمين كما سمعتم في الآية السابقة (( والذين هم من عذاب ربهم مشفقون )) فلذلك لا يغتر الإنسان يقول والله أنا رجل مسلم وأنا أعمل صالحا وأنا بحب لقاء الله هذا الحب يكون كاذبا مدعيه وإنما الحب الحقيقي الذي أراده الرسول عليه السلام هو حينما يلقى ثمرة عمله الصالح حقا حينما يحضره الموت كما سيأتي في حديث ثانٍ بعده .
إذن تقول السيدة عائشة رضي الله عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا يكره الموت قال ليس ذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه ) رواه البخاري أي تعليقا كما قلنا ومسلم والترمذي والنسائي .
قراءة حديثي أنس رضي الله عنه قال: ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ). حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( عن الله عز وجل إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه وإذا كره لقائي كرهت لقاءه ) .
الشيخ : ثم قال وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قلنا يا رسول الله كلنا يكره الموت قال ليس ذلك كراهية الموت ولكن المؤمن إذا حُضر جاءه البشير من الله فليس شيء أحب إليه من أن يكون قد لقي الله فأحب الله لقاءه وإن الفاجر أو الكافر إذا حضر جاءه ما هو صائر إليه من الشر وما يلقى من الشر فكره لقاء الله فكره الله لقاءه ) رواه الإمام أحمد ورواته رواة الصحيح والنسائي بإسناد جيد إلا أنه قال ( قيل يا رسول الله وما منا من أحد إلا يكره الموت قال إنه ليس بكراهية الموت إن المؤمن إذا جاءه البشرى من الله عز وجل لم يكن شيء أحب إليه من لقاء الله وكان الله للقائه أحب وإن الكافر إذا جاءه ما يكره لم يكن شيء أكره إليه من لقاء الله وكان الله عز وجل للقائه أكره ) .
ثم قال وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعني عن الله عز وجل قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعني : ( عن الله عز وجل إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه وإذا كره لقائي كرهت لقاءه ) رواه مالك والبخاري واللفظ له ومسلم والنسائي .
وعن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ) رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي .
في الدرس الآتي إن شاء الله نذكر بقية هذا الباب مما يصح .
وبهذا القدر كفاية .
والحمد لله رب العالمين
ثم قال وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعني عن الله عز وجل قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعني : ( عن الله عز وجل إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه وإذا كره لقائي كرهت لقاءه ) رواه مالك والبخاري واللفظ له ومسلم والنسائي .
وعن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ) رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي .
في الدرس الآتي إن شاء الله نذكر بقية هذا الباب مما يصح .
وبهذا القدر كفاية .
والحمد لله رب العالمين
5 - قراءة حديثي أنس رضي الله عنه قال: ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ). حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( عن الله عز وجل إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه وإذا كره لقائي كرهت لقاءه ) . أستمع حفظ
بيان لماذا قال الراوي لفظة: " يعني " .
الطالب : في الحديث قال ( يعني عن الله عز وجل ) ... .
الشيخ : حديث مسلم .
السائل : ... عن الإمام قال الله تبارك وتعالى في ... .
الشيخ : إيه لكن ... لو قيل قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله عز وجل ما بيجي الكلام .
السائل : ما بيجي
الشيخ : هذا هو ... دائما تأتي
السائل : ...
الشيخ : وهي ناحية نحوية عفوا إذا كان أحد إخواننا متخصصين في النحو أو لغوية ماهو نحوية نحن نشاهد في كثير من الأحاديث مثل هذا التعبير فنستغرب وسبب الاستغراب هو من كان أعجمي الأصل مثلي فلا غرابة لأنه تعلم العربية ولما يصبح عربيا أما من كان عربيا أصيلا فلبعده عن اللغة العربية لأنه يعيش باللغة العامية فالاستغراب قائم .
فهنا مثلا يقول في الحديث الصحيح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني عن الله عز وجل فلو حذفنا كلمة أو لفظة يعني استقام الكلام تصير العبارة عن أبي هريرة قال قال رسول الله عن الله عز وجل ( إذا أحب عبدي لقائي ) إلى آخره لماذا يضعون هذه اللفظة يعني أنا حتى الآن ما عرفت ولذلك من كان عنده علم ولو في جلسة خاصة فليفدنا به وجزاه الله خير يعني الكلام ماشي لو حذفنا هذه اللفظة وليس في هذا الحديث كثير جدا ومنذ أيام قريبة كنت في هذا الحديث مع الأستاذ عيد قلت له انظر لماذا يعني هذه لو حذفت استقام الكلام حتى الآن ما بدا لي شيء ولكن الذين يتخصصون في الأدب العربي ربما عندهم شيء في هذا الصدد ولحرصي للتعلم كنت سألت بعض الأدباء المشهورين في بلدتنا هذه وهو الأستاذ سعيد الأفغاني فما جاء ولا ذهب ما أتانا بشيء إطلاقا واستغرب وكأنه هذه اللغة خاصة بلغة ... .
لذلك من كان عنده يعني رغبة في مثل هذا العلم فليزرع هذه المسألة في ذهنه لعله ينكشف له شيء أو يسأل أهل العلم كما قال تعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ))
السائل : هو الظاهر لأول وهلة أن الذي قال يعني هو غير الذي روى الحديث فكأنه كتم شيئا ففسره أحد الرواة .
الشيخ : يعني من دون أبي هريرة مثلا هنا
السائل : أو من دونه هكذا يعني كلمة يعني تفسير لشيء كان تداوله أو فهمه من قرائن الأحوال السامعون فهو وضحه فهي الظاهر قد يكون في الصدد من أحاديث النبي ... يعني .
الشيخ : وليس من
السائل : القائل الأول
الشيخ : يعني من الرسول
السائل : إيه نعم أو الصحابي إذا كان ... هذا الأصل يعني
الشيخ : هي على كل حال تفسيرية لكن ما ندري
السائل : يعني لتمييز أصل الحديث عما أدخل عليه توضيحا والله أعلم
الشيخ : نعم تفضل.
الشيخ : حديث مسلم .
السائل : ... عن الإمام قال الله تبارك وتعالى في ... .
الشيخ : إيه لكن ... لو قيل قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله عز وجل ما بيجي الكلام .
السائل : ما بيجي
الشيخ : هذا هو ... دائما تأتي
السائل : ...
الشيخ : وهي ناحية نحوية عفوا إذا كان أحد إخواننا متخصصين في النحو أو لغوية ماهو نحوية نحن نشاهد في كثير من الأحاديث مثل هذا التعبير فنستغرب وسبب الاستغراب هو من كان أعجمي الأصل مثلي فلا غرابة لأنه تعلم العربية ولما يصبح عربيا أما من كان عربيا أصيلا فلبعده عن اللغة العربية لأنه يعيش باللغة العامية فالاستغراب قائم .
فهنا مثلا يقول في الحديث الصحيح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني عن الله عز وجل فلو حذفنا كلمة أو لفظة يعني استقام الكلام تصير العبارة عن أبي هريرة قال قال رسول الله عن الله عز وجل ( إذا أحب عبدي لقائي ) إلى آخره لماذا يضعون هذه اللفظة يعني أنا حتى الآن ما عرفت ولذلك من كان عنده علم ولو في جلسة خاصة فليفدنا به وجزاه الله خير يعني الكلام ماشي لو حذفنا هذه اللفظة وليس في هذا الحديث كثير جدا ومنذ أيام قريبة كنت في هذا الحديث مع الأستاذ عيد قلت له انظر لماذا يعني هذه لو حذفت استقام الكلام حتى الآن ما بدا لي شيء ولكن الذين يتخصصون في الأدب العربي ربما عندهم شيء في هذا الصدد ولحرصي للتعلم كنت سألت بعض الأدباء المشهورين في بلدتنا هذه وهو الأستاذ سعيد الأفغاني فما جاء ولا ذهب ما أتانا بشيء إطلاقا واستغرب وكأنه هذه اللغة خاصة بلغة ... .
لذلك من كان عنده يعني رغبة في مثل هذا العلم فليزرع هذه المسألة في ذهنه لعله ينكشف له شيء أو يسأل أهل العلم كما قال تعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ))
السائل : هو الظاهر لأول وهلة أن الذي قال يعني هو غير الذي روى الحديث فكأنه كتم شيئا ففسره أحد الرواة .
الشيخ : يعني من دون أبي هريرة مثلا هنا
السائل : أو من دونه هكذا يعني كلمة يعني تفسير لشيء كان تداوله أو فهمه من قرائن الأحوال السامعون فهو وضحه فهي الظاهر قد يكون في الصدد من أحاديث النبي ... يعني .
الشيخ : وليس من
السائل : القائل الأول
الشيخ : يعني من الرسول
السائل : إيه نعم أو الصحابي إذا كان ... هذا الأصل يعني
الشيخ : هي على كل حال تفسيرية لكن ما ندري
السائل : يعني لتمييز أصل الحديث عما أدخل عليه توضيحا والله أعلم
الشيخ : نعم تفضل.
ما حكم الإسلام في سب الأئمة والعلماء أحياء وأمواتا ؟
السائل : من الأسئلة ما حكم الإسلام في سب الأئمة والعلماء أحياء وأمواتا ؟
الشيخ : قال عليه السلام ( لا تسبوا الأموات فقد أفضوا إلى ما قدموا ) يعني لا يجوز سب المسلم حتى لو كان يعني مطعونا في إسلامه لأنه ليس هناك فائدة من هذا الطعن بعد أن انتقل إلى حكم الله عز وجل وبالأولى والأولى ألا يجوز سب المسلمين الصالحين ثم أولى وأولى وأولى لا يجوز سب الأئمة لأنهم يجمعون إلى صلاحهم العلم وخدمة الدين ونقل الأحاديث وتوضيحها وتفصيل الأحكام الشرعية وغير ذلك مما هو معروف وأنا أستغرب مثل هذا السؤال لأننا لا نعتقد أن في المسلمين ولو يعني في الدرجة السفلى من الإسلام .
السائل : أحيانا بعض العلماء قد يفهمونه سبا فهذا ... يستثني شيء .
الشيخ : إن كان هذا هو المقصود فبئس ما قصد لأن تخطئة الإنسان الآخر هذا أمر واجب في الإسلام والتخطئة لا تعني نقدا ولا تعني طعنا فضلا أن تعني شتما وسبا وإنما بيان الحق ولذلك قال عليه السلام في الحديث الصحيح في البخاري ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ له أجر واحد ) ما الذي يخطر في باله إنه الرسول لما بيقول عن قاضٍ ما عن حاكم ما أنه اخطأ أنه ينال منه ويسبه وهو يجعل له أجرا واحدا .
كذلك في قصة رواها البخاري أيضا في تأويل رؤيا فسرها أبو بكر بين يدي الرسول عليه السلام فقال له عليه السلام ( أصبت بعضا وأخطأت بعضا ) فهل يخطر في بال إنسان يفقه ما يقول بأن الرسول سب صاحبه في الغار أبا بكر الصديق حينما قال له أخطأت بعضا.
لكن هذا من تأخر المسلمين في ثقافتهم الإسلامية وابتعادهم عن اللغة الشرعية الحقيقة أن المتأخرين حتى من الفقهاء أو لعله الأصح أن نقول المتفقهين يتحاشون مثل هذه العبارة لأنهم هم أنفسهم قد انقلبت عليهم هذه الحقيقة فهم قد يتصورون والعامة تبع لهم في ذلك إنه إذا قيل أخطأ فلان فهذا غمز ولمز وطعن في هذا المخطأ والأمر كما سمعتم ليس كذلك وهذا أمر لا يحتاج إلى كبير بيان وحسبنا هذا القدر .
نعم
الشيخ : قال عليه السلام ( لا تسبوا الأموات فقد أفضوا إلى ما قدموا ) يعني لا يجوز سب المسلم حتى لو كان يعني مطعونا في إسلامه لأنه ليس هناك فائدة من هذا الطعن بعد أن انتقل إلى حكم الله عز وجل وبالأولى والأولى ألا يجوز سب المسلمين الصالحين ثم أولى وأولى وأولى لا يجوز سب الأئمة لأنهم يجمعون إلى صلاحهم العلم وخدمة الدين ونقل الأحاديث وتوضيحها وتفصيل الأحكام الشرعية وغير ذلك مما هو معروف وأنا أستغرب مثل هذا السؤال لأننا لا نعتقد أن في المسلمين ولو يعني في الدرجة السفلى من الإسلام .
السائل : أحيانا بعض العلماء قد يفهمونه سبا فهذا ... يستثني شيء .
الشيخ : إن كان هذا هو المقصود فبئس ما قصد لأن تخطئة الإنسان الآخر هذا أمر واجب في الإسلام والتخطئة لا تعني نقدا ولا تعني طعنا فضلا أن تعني شتما وسبا وإنما بيان الحق ولذلك قال عليه السلام في الحديث الصحيح في البخاري ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ له أجر واحد ) ما الذي يخطر في باله إنه الرسول لما بيقول عن قاضٍ ما عن حاكم ما أنه اخطأ أنه ينال منه ويسبه وهو يجعل له أجرا واحدا .
كذلك في قصة رواها البخاري أيضا في تأويل رؤيا فسرها أبو بكر بين يدي الرسول عليه السلام فقال له عليه السلام ( أصبت بعضا وأخطأت بعضا ) فهل يخطر في بال إنسان يفقه ما يقول بأن الرسول سب صاحبه في الغار أبا بكر الصديق حينما قال له أخطأت بعضا.
لكن هذا من تأخر المسلمين في ثقافتهم الإسلامية وابتعادهم عن اللغة الشرعية الحقيقة أن المتأخرين حتى من الفقهاء أو لعله الأصح أن نقول المتفقهين يتحاشون مثل هذه العبارة لأنهم هم أنفسهم قد انقلبت عليهم هذه الحقيقة فهم قد يتصورون والعامة تبع لهم في ذلك إنه إذا قيل أخطأ فلان فهذا غمز ولمز وطعن في هذا المخطأ والأمر كما سمعتم ليس كذلك وهذا أمر لا يحتاج إلى كبير بيان وحسبنا هذا القدر .
نعم
هل ورد منع بصيد الحمام في السنة وخاصة في موسم التزويج وما شابه ذلك ؟
السائل : هل ورد منع بصيد الحمام في السنة وخاصة في موسم التزويج وما شابه ذلك ؟
الشيخ : الحمام من الطير المباح أكله والله عز وجل أحل الصيد إلا للمحرم أما منع الصيد في ظرف معين حين مجيء وقت التناسل والتوالد فهذه تدخل في القاعدة التي تحدثنا عنها أكثر من مرة المصالح المرسلة فإذا كان هناك حكام مسلمون يدرسون الوضع دراسة واسعة على نور الإسلام وعلى ضوء الكتاب فبدا لهم منع الصيد حيوان من الحيوانات المأكولة اللحم شرعا فحينئذ يجب التقيد بهذا المنع لأنه صادر بناء على حكم شرعي والواقع أن مثل هذه القضايا الإسلام يقدرها أكثر من الأجانب لكن مع الأسف المسلمون ابتعدوا عن دينهم وعن إسلامهم بعضا جهلا به وبعضا إهمالا في تطبيقه .
نعم
الشيخ : الحمام من الطير المباح أكله والله عز وجل أحل الصيد إلا للمحرم أما منع الصيد في ظرف معين حين مجيء وقت التناسل والتوالد فهذه تدخل في القاعدة التي تحدثنا عنها أكثر من مرة المصالح المرسلة فإذا كان هناك حكام مسلمون يدرسون الوضع دراسة واسعة على نور الإسلام وعلى ضوء الكتاب فبدا لهم منع الصيد حيوان من الحيوانات المأكولة اللحم شرعا فحينئذ يجب التقيد بهذا المنع لأنه صادر بناء على حكم شرعي والواقع أن مثل هذه القضايا الإسلام يقدرها أكثر من الأجانب لكن مع الأسف المسلمون ابتعدوا عن دينهم وعن إسلامهم بعضا جهلا به وبعضا إهمالا في تطبيقه .
نعم
هل هناك دليل من حديث صريح في موضوع الجهاد الأكبر الذي ذكرتموه آنفا ؟
السائل : هل هناك دليل من حديث صريح في موضوع الجهاد الأكبر الذي ذكرتموه آنفا ؟
الشيخ : ليس هناك حديث إلا الحديث المشهور وهو حديث منكر ضعيف ( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ) يعني جهاد النفس هذا الحديث مع شهرته فهو حديث ضعيف .
ومعناه منتقد وليس بسليم لأن كثيرا من الناس ممن يصلون ويحجون ويزكون لا يقدمون على الجهاد في سبيل الله يفترض لأنه الأمر كما تقول العامة " أعطي دمه بكفه " يعني أمامه الموت وعرفتم سابقا إنه الإنسان بطبيعته يكره الموت لكن المؤمن يخضّع نفسه لأوامر الله عز وجل فإذا كان الله قد أمر بالجهاد في سبيل الله عز وجل فحين ذاك يكون هذا الجهاد من الناحية النفسية أمقت شيء إلى النفس وليس مجرد الصلاة والحج حيث لا يشعر الإنسان بمثل ذاك الجهاد للنفس الأمارة بالسوء وعلى كل حال هذا الحديث نحن نقول عنه إنه ضعيف سندا منكر متنا نعم .
السائل : لعله على الجهاد في حديث ذروة سنامه الجهاد في سبيل الله أيضا يؤيد ذلك .
الشيخ : نعم هذا حديث معروف .
الشيخ : ليس هناك حديث إلا الحديث المشهور وهو حديث منكر ضعيف ( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ) يعني جهاد النفس هذا الحديث مع شهرته فهو حديث ضعيف .
ومعناه منتقد وليس بسليم لأن كثيرا من الناس ممن يصلون ويحجون ويزكون لا يقدمون على الجهاد في سبيل الله يفترض لأنه الأمر كما تقول العامة " أعطي دمه بكفه " يعني أمامه الموت وعرفتم سابقا إنه الإنسان بطبيعته يكره الموت لكن المؤمن يخضّع نفسه لأوامر الله عز وجل فإذا كان الله قد أمر بالجهاد في سبيل الله عز وجل فحين ذاك يكون هذا الجهاد من الناحية النفسية أمقت شيء إلى النفس وليس مجرد الصلاة والحج حيث لا يشعر الإنسان بمثل ذاك الجهاد للنفس الأمارة بالسوء وعلى كل حال هذا الحديث نحن نقول عنه إنه ضعيف سندا منكر متنا نعم .
السائل : لعله على الجهاد في حديث ذروة سنامه الجهاد في سبيل الله أيضا يؤيد ذلك .
الشيخ : نعم هذا حديث معروف .
ما حكم من صلى فرضا في غرفة فيها صور ولم ينتبه إلى وجودها إلا بعد الصلاة ؟.
السائل : ماهو حكم من صلى فرضا في غرفة فيها صور وهو لم ينتبه إلى وجودها إلا بعد الصلاة فهل تقضى أو تقطع ؟
الشيخ : ليس فيه شيء لكن ينبغي أن يتنبه وأن يلاحظ والإنسان إذا فعل شيئا ولم يخطر في باله أنه يخالف الشرع فربنا عز وجل أرحم من أن يؤاخذ هذا الإنسان على ذلك .
وعلى كل حال لو صلى في مكان في صور وهو عالم متذكر فالصلاة صحيحة من حيث أنها يعني أدى صاحبها الفرض فهو كذلك لكن بلا شك فيه مخالفة مثل رجل يصلي مثلا وهو ينظر إلى بعض الملاهي أو ينظر إلى امرأة مرت بين يديه فالصلاة صحيحة لكن هذا الفعل بالذات فعل مخالف للشريعة فينبغي على الإنسان أنه حينما يدخل في الصلاة أن يكون مبتعد عن كل شيء يخالف شرع الله عز وجل سواء كان من أركان الصلاة أو من فرائض الصلاة أو من سنن الصلاة وكمالها .
نعم
الشيخ : ليس فيه شيء لكن ينبغي أن يتنبه وأن يلاحظ والإنسان إذا فعل شيئا ولم يخطر في باله أنه يخالف الشرع فربنا عز وجل أرحم من أن يؤاخذ هذا الإنسان على ذلك .
وعلى كل حال لو صلى في مكان في صور وهو عالم متذكر فالصلاة صحيحة من حيث أنها يعني أدى صاحبها الفرض فهو كذلك لكن بلا شك فيه مخالفة مثل رجل يصلي مثلا وهو ينظر إلى بعض الملاهي أو ينظر إلى امرأة مرت بين يديه فالصلاة صحيحة لكن هذا الفعل بالذات فعل مخالف للشريعة فينبغي على الإنسان أنه حينما يدخل في الصلاة أن يكون مبتعد عن كل شيء يخالف شرع الله عز وجل سواء كان من أركان الصلاة أو من فرائض الصلاة أو من سنن الصلاة وكمالها .
نعم
ما حكم قول الرجل لصاحبه يا سيدي ؟
السائل : هل يجوز أن يقول الرجل لصاحبه يا سيدي ؟
الشيخ : شوية ماء بالله عليك نعم .
السائل : حكم قول كلمة سيدي في الحديث للناس ...
الشيخ : كلمة السيد في اللغة العربية لها دلالة ولها معنى مثل كلمة العالم مثلا فإذا كان هناك رجل جاهل وقيل له عالم ما حكمه في الإسلام معروف إنه هذا لا يجوز لأنه وصف الشيء على خلافه .
المثال أظن بدهي واضح لجميع الناس لكن انظروا العادات كيف تقلب الحقائق ولا فرق بين إطلاق لفظة سيد على إنسان ليس سيدا لا فرق بين هذا الإطلاق وذاك الإطلاق إطلاق عالم على جاهل مثله إطلاق سيد على من ليس بسيد لاسيما إذا أضاف السيادة إلى نفسه فقال يا سيدي لاسيما ولاسيما إذا كان المقول له ذلك اللفظ فاسقا أو منافقا .
وقد جاء النص الصحيح الصريح في النهي عن قول سيد للمنافق ( لا تقول للمنافق سيدنا فإنكم إذا قلتم ذلك أغضبتم الله تبارك وتعالى ) هذا معنى الحديث فإذن درجات أقلها أن هذا اللفظ يجب وضعه في محله إذا كنت مثلا تعمل تحت سيادة معلم صاحب عمل فهو في هذا العمل سيده إذا كنت فرع من قبيلة هذه القبيلة لها سيد لها رئيس فهو سيده وهكذا أما إنسان يمكن أن يكون زبال قلت له يا سيدي ولا في أي علاقة بينك وبينه إطلاقا هذا من الإسفاف ومن الانحطاظ في استعمال هذه الألفاظ التي تدل على معنى له منزلة لغة فضلا عن أن لهذه اللفظة معنى في الشرع أحيانا فخلاصة القول إذا وضعت هذه الكلمة في محلها فلا شيء في ذلك بل قد تستحب لبيان مكانة ذلك السيد .
أما إذا وضعت في غير محلها فذلك غير جائز لأنه من وضع الشيء في غيره محله وحديث الوارد في صحيح البخاري ( قوموا إلى سيدكم فأنزلوه ) أشهر من أن يذكر ذلك لأن سعد بن معاذ كان سيد الأنصار فخاطبهم الرسول عليه السلام بهذا اللفظ ( قوموا إلى سيدكم فأنزلوه ) لأنه كان مريضا جريحا مصابا في عضده في اكحله .
نعم
الشيخ : شوية ماء بالله عليك نعم .
السائل : حكم قول كلمة سيدي في الحديث للناس ...
الشيخ : كلمة السيد في اللغة العربية لها دلالة ولها معنى مثل كلمة العالم مثلا فإذا كان هناك رجل جاهل وقيل له عالم ما حكمه في الإسلام معروف إنه هذا لا يجوز لأنه وصف الشيء على خلافه .
المثال أظن بدهي واضح لجميع الناس لكن انظروا العادات كيف تقلب الحقائق ولا فرق بين إطلاق لفظة سيد على إنسان ليس سيدا لا فرق بين هذا الإطلاق وذاك الإطلاق إطلاق عالم على جاهل مثله إطلاق سيد على من ليس بسيد لاسيما إذا أضاف السيادة إلى نفسه فقال يا سيدي لاسيما ولاسيما إذا كان المقول له ذلك اللفظ فاسقا أو منافقا .
وقد جاء النص الصحيح الصريح في النهي عن قول سيد للمنافق ( لا تقول للمنافق سيدنا فإنكم إذا قلتم ذلك أغضبتم الله تبارك وتعالى ) هذا معنى الحديث فإذن درجات أقلها أن هذا اللفظ يجب وضعه في محله إذا كنت مثلا تعمل تحت سيادة معلم صاحب عمل فهو في هذا العمل سيده إذا كنت فرع من قبيلة هذه القبيلة لها سيد لها رئيس فهو سيده وهكذا أما إنسان يمكن أن يكون زبال قلت له يا سيدي ولا في أي علاقة بينك وبينه إطلاقا هذا من الإسفاف ومن الانحطاظ في استعمال هذه الألفاظ التي تدل على معنى له منزلة لغة فضلا عن أن لهذه اللفظة معنى في الشرع أحيانا فخلاصة القول إذا وضعت هذه الكلمة في محلها فلا شيء في ذلك بل قد تستحب لبيان مكانة ذلك السيد .
أما إذا وضعت في غير محلها فذلك غير جائز لأنه من وضع الشيء في غيره محله وحديث الوارد في صحيح البخاري ( قوموا إلى سيدكم فأنزلوه ) أشهر من أن يذكر ذلك لأن سعد بن معاذ كان سيد الأنصار فخاطبهم الرسول عليه السلام بهذا اللفظ ( قوموا إلى سيدكم فأنزلوه ) لأنه كان مريضا جريحا مصابا في عضده في اكحله .
نعم
اضيفت في - 2021-08-29