تتمة لباب : " الترغيب في حفر القبور وتغسيل الموتى وتكفينهم " شرح حديث رافع رضي الله عنه قال : ( من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين كبيرة ومن حفر لأخيه قبرا حتى يجنبه فكأنما أسكنه مسكنا حتى يبعث
فما هو اللحد وما هو الشق ؟
الحفرة التي تحفر على شكل المستطيل وإلا إيش نسميه نعم
الطالب : متوازي المستطيلات
الشيخ : متوازي
الطالب : المستطيلات
الشيخ : المستطيلات الحفرة هذه التي تحفر هكذا هذه حفرة سوانا معشر المسلمين أما اللحد الذي هو لنا في الحديث الذي ذكرناه آنفا فهو هذه الحفرة التي لابد منها أولا ثم يحفر حفرة في جدار تلك الحفرة الأولى الجدار القبلي منها هذه القبلة قبلتنا وهذه الحفرة المستطيلة كما ذكرنا وهذه الواجهة وهذا الجدار هو الجدار الذي يستقبل القبلة فيحفر من الداخل حفرة بمقدار جسد الميت كبيرا كان أو صغيرا بحيث تتسع هذه الحفرة الثانية لجسد هذا الميت فيودع فيه ووجهه إلى القبلة وظهره إلى الحفرة الكبيرة والسر في ذلك أنه إذا أهيل التراب عليه جاء التراب من خلفه ولم يتساقط التراب على وجهه كما هو الشأن في الحفرة في الشق الذي هو لغيرنا .
فحينما يقول الرسول عليه السلام في هذا الحديث ( من حفر لأخيه قبرا ) فإنما يعني الحفرة المشروعة لدينا وليس كل حفرة ولو كانت تلك من عادة غيرنا من أهل الكتاب ومع الأسف إن هذه السنة أي ما سماه الرسول عليه السلام باللحد أصبح أمرا منسيا في كثير لا أقول في كل البلاد الإسلامية فقد رأيت في بعض البلاد التي لا تزال أقرب من بلادنا إلى السنة من يحافظون على اللحد.
وأنا شخصيا أنعم الله تبارك وتعالى عليّ أن شاركت ولا أقول حفرت لأني ما أستطيع ذلك مع الأسف لكنني شاركت أولا بالتوجيه إلى حفر اللحد ثم شاركت بالتعاون معهم في حفر هذا اللحد في بعض البلاد العربية ولذلك فالمسلم يجب أيضا أن يلاحظ هذه القضية ولا يهملها ولا شك أن ذلك في حدود (( اتقوا الله ما استطعتم )) لأنه مع الأسف الشديد اليوم أصبح المسلم لا يستطيع أن يؤمن بنفسه قبره الذي سيكون مصيره إليه وإنما ذلك راجع إلى من اتخذ ذلك مهنة وتسلط على الناس بأن يأخذ ثمن القبر أثمانا بالغة باهظة وقد يعجز عن القيام بهذا الثمن كثير من الناس إلا أن يستقرضوا أو أن يسألوا بينما كانت المسألة فطرية بدهية كل من مات فسرعان ما سيجد من يهيئ له القبر بدون أي ثمن وبدون أي منة لأنه من الأمور التي كانوا يتقربون بها إلى الله تبارك وتعالى.
فإن كنا لا نستطيع مع الأسف أن نحقق مثل هذه الأمور عمليا للأمور التي تحيط بنا مع الأسف الشديد فعلى الأقل يجب أن يبقى هذا في أذهاننا لكي لا ننسى شريعتنا مع مضي الأيام والسنين فيعود أمرنا إلى الضلال الذي وقع فيه النصارى .
والذين وصّفوا في سورة الفاتحة بقوله تعالى (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) أي المغضوب عليهم هم كل جنس من البشر عرفوا الحق وحادوا عنه أما الضالون فهم الذين جهلوا الحق فحادوا عنه بطبيعة الحال فمثال الفريق الأول من المغضوب عليهم اليهود ومثال الفريق الآخر النصارى وهذا أصح ما قيل في تفسير هذه الآية (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) ولا يظنن ظان أن الحديث الذي جاء في تفسير هذه الآية قائلا (( غير المغضوب عليهم )) اليهود (( ولا الضالين )) النصارى لا يظنن ظان أن هذا التفسير هو على سبيل الحصر أي المغضوب عليهم هم اليهود فقط والضالين هم النصارى فقط ليس الأمر كذلك وإنما جاء الحديث على سبيل التمثيل وليس على سبيل التحديد.
لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إن لكثير من علماء المسلمين شبها بالمغضوب عليهم والضالين فالذين عرفوا الحق وحادوا عنه مثلهم مثل اليهود والذين جهلوا الحق وحادوا بطبيعة الحال عنه فمثلهم مثل النصارى
فعلينا نحن أن نعرف شريعتنا ولا ننساها لكي نعمل بها حينما يتيسر لنا سبيل العمل والتطبيق هذا ما أردت لفت النظر إليه بمناسبة قوله عليه السلام ( ومن حفر لأخيه قبرا حتى يجنه فكأنما أسكنه مسكنا حتى يبعث ) .
1 - تتمة لباب : " الترغيب في حفر القبور وتغسيل الموتى وتكفينهم " شرح حديث رافع رضي الله عنه قال : ( من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين كبيرة ومن حفر لأخيه قبرا حتى يجنبه فكأنما أسكنه مسكنا حتى يبعث أستمع حفظ
الكلام على إسناد حديث جابر رضي الله عنه : ( من حفر قبرا بنى الله له بيتا في الجنة ومن غسل ميتا خرج من ذنوبه ... )
2 - الكلام على إسناد حديث جابر رضي الله عنه : ( من حفر قبرا بنى الله له بيتا في الجنة ومن غسل ميتا خرج من ذنوبه ... ) أستمع حفظ
شرح حديث أبي أمامة قال: ( من غسل ميتا فكتم عليه طهره الله من ذنوبه فإن كفنه كساه الله من السندس ) .
حديث أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من غسّل ميتا فكتم عليه طهره الله من ذنوبه فإن كفّنه كساه الله من السندس ) رواه الطبراني في الكبير .
وهذا حديث حسن .
وفيه حض على نوع آخر هو أيسر من الأمرين السابقين على كثير من الناس وبخاصة منهم الأغنياء الميسورين
في الحديث السابق فيه حض على غسل الميت هذا الغسل يخشاه كثير من الناس توهما كثير من الناس يخشون من تولي غسل الميت أنهم يمكن يشوفوه في الليل فينزعجون برؤياه هذا كله من ضعف الإيمان وقلة قوة القلب وضعف قوة القلب .
كما أنه تولي حفر القبر ماهو بالأمر بالسهل لأنه يحتاج إلى قوة كما أشرنا آنفا لكن هنا شيء ثالث سهل جدا وهو أن يتولى رجل تكفين الميت ولكن هل المقصود بتولي تكفينه هو فقط شراء الكفن ويقول مثلا للجنائزي الذي يتولى التكفين ثمن الكفن مني وإلا المعنى أنه يتولى تكفينه شراء للكفن وتوليا منه لتكفين الميت فيه ولا شك أن هذا المعنى هو الذي ينبغي أن يفهم لأنه اللفظ مطلق وهذه طريقة اللغة العربية أن اللفظ المطلق ينبغي إجراؤه على إطلاقه ما لم يأت شيء يقيده فقوله ( فإن كفنه ) شامل لشراء الكفن ولتولي تكفينه بيده .
فهذا إذن أمر ثالث فيه حض الشارع للمسلم على أن يتولى تكفين الميت ويكون أجره عند الله عز وجل أن يجازى بخير من جنس عمله لأننا نقول الجزاء من جنس العمل فهذا المسلم تولى تكفين أخيه الميت المسلم لكن الله عز وجل يجازيه بخير من ذلك أن يلبسه في الجنة من حريرها ومن أستبرقها ومن سندسها .
وإذن في الحديث تبشير لمن تولى تكفين الميت بأنه يدخل الجنة لأن هذا الإكساء من السندس لا يمكن أن نتصوره خارج الجنة لأنه ليس هناك إلا الدنيا وإلا البرزخ وإلا الآخرة فالدنيا غير وارد هذا الإكساء لأنه السندس محرم على المسلم البرزخ ليس هناك حياة مادية كالحياة التي نحياها الآن والحياة الأسمى والأعلى التي سنحياها إن شاء الله فيما بعد في الجنان .
فإذن لم يبق إلا أن يكون هذا الإكساء جزاء تكفين المسلم لأخيه الميت إلا في الجنة.
وهذا أسلوب نعرفه من الشارع الحكيم لازم الشيء يجب أن يفهم ما دام أنه بشّر بالإكساء فذلك يتضمن أنه بشّر بالجنة كما أنه من لم يشرب الخمر في الدنيا شربها في الآخرة ( ومن شربها في الدنيا لم يشربها في الآخرة ) فمعنى هذا وهذاك أن من لم يشرب الخمر في الدنيا شربها في الآخرة يعني في الجنة كذلك من لم يلبس الحرير في الدنيا لبسه في الآخرة (( ولباسهم فيها حرير )) إذن من هذه الجملة الموجزة القصيرة كساه الله عز وجل من السندس معنى ذلك أن الله تبارك وتعالى يتولى من كفّن أخاه المسلم بأن يدخله الجنة وأن يلبسه من حريرها وسندسها .
أما بقية الأحاديث الآتية في الباب فهي ما بين ضعيف وضعيف جدا ودرسنا الآتي إن شاء الله الترغيب في تشييع الميت وحضور دفنه .
وبهذا القدر كفاية .
والحمد لله رب العالمين.
3 - شرح حديث أبي أمامة قال: ( من غسل ميتا فكتم عليه طهره الله من ذنوبه فإن كفنه كساه الله من السندس ) . أستمع حفظ
الكلام على إسناد أحاديث : حديث علي رضي الله عنه قال : ( من غسل ميتا وكفنه وحنطه وحمله ... ) حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( من غسل ميتا فأدى فيه الأمانة ولم يفش عليه ... ) حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : ( زر القبور تذكر بها الآخرة واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو ... )
ودرسنا الآتي إن شاء الله " الترغيب في تشييع الميت وحضور دفنه " .
وبهذا القدر كفاية .
والحمد لله رب العالمين.
4 - الكلام على إسناد أحاديث : حديث علي رضي الله عنه قال : ( من غسل ميتا وكفنه وحنطه وحمله ... ) حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( من غسل ميتا فأدى فيه الأمانة ولم يفش عليه ... ) حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : ( زر القبور تذكر بها الآخرة واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو ... ) أستمع حفظ
باب : " الترغيب في تشييع الميت وحضور دفنه " الكلام على إسناد حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( حق المسلم على المسلم ست قيل وما هن يا رسول الله قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه )
" الترغيب في تشييع الميت وحضور دفنه " .
روى أحاديث في هذا الباب جلها ثابتة وصحيحة وبعضها قد تقدم معنا في عيادة المريض فلذلك فسوف لا نقف عندها كثيرا بل وربما ولا قليلا .
الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( حق المسلم على المسلم ست قيل وما هن يا رسول الله قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه ) رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه .
هذا من الأحاديث التي تقدمت في عيادة المريض وهو صحيح بطبيعة الحال .
5 - باب : " الترغيب في تشييع الميت وحضور دفنه " الكلام على إسناد حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( حق المسلم على المسلم ست قيل وما هن يا رسول الله قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه ) أستمع حفظ
شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما : ( كان يقول المسلم أخو المسلم ... )
قال وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ) ويقول يعني الرسول عليه السلام ( والذي نفسي بيده ما تواد اثنان ) هذا حديث يمكن نادر أن تسمعوه فتنبهوا له ( والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ) وكان يقول للمسلم على المسلم ست ( يشمته إذا عطس ويعوده إذا مرض وينصحه إذا غاب أو شهد ويسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويتبعه إذا مات ) رواه أحمد بإسناد حسن.
الشطر الأخير من الحديث هو كالذي قبله وكما قلنا سبق الكلام عليه لكن قوله في طرفه الأول ( المسلم أخو المسلم ) هذه حقيقة قررها ربنا عز وجل في القرآن الكريم ورسوله عليه السلام يؤكد هذه الأخوة الخاصة أخوة خاصة بين المسلم والمسلم .
أما الأخوة العامة هذه فهي حقيقة واقعة يعني أخوة في الإنسانية ولكن يجب أن نتنبه وأن نتذكر جيدا إنه هذه الإخوة الإنسانية العامة لا يترتب من ورائها أمور هامة وإنما الذي يترتب من ورائه مثل هذه الأمور الهامة هي الإخوة في الإسلام ثم هذه الأخوة يجب أن نحتفظ لها بقيمتها وقداستها إن صح التعبير.
وأريد أن أقول بأنه ما دامت هذه الأخوة الأخوة الإسلامية أخوة خاصة ولها أحكام خاصة في الإسلام فلا ينبغي أن نميّع قيمتها وحرمتها ونضيعها في استعمال الأخوة الإنسانية العامة فلا نقول مثلا في الآخرين إنهم إخواننا كما يفعل بعض المشايخ وغيرهم من الكتاب فنظل نحتفظ بهذه الإخوة الخاصة التي لا يشاركنا فيها إلا من كان على ديننا وعلى إسلامنا فهو عليه السلام حين يقول ( المسلم أخو المسلم ) يقرر هذه الحقيقة ويرتب من ورائها مثل هذه الآداب الاجتماعية التي سمعتم بها في الحديث الأول وفي الأخير وفيما سبق فهو يقول ( إذا لقيته فسلم عليه ) وعلى ذلك فقس سائر الأحكام المذكورة هنا من التشييع وما شابه ذلك من الآداب ذكرت هنا وفي غيرها ولو جمعها المسلم لخرجت في كتاب.
ولذلك هناك كتب ألّفها علماء الحديث تسمى بكتب الأدب أو الآداب وحسبكم في ذلك كتاب الأدب المفرد للإمام البخاري فهو يجمع الآداب التي يجب على المسلمين أو يستحب لهم على الأقل أن يتعاشروا وأن يتعاملوا على أساسها .
بيان بأن حقوق المسلم مع أخيه المسلم قطعا هي غير حقوق الذمي مع المسلم والخلط الذي حصل في هذه المسألة، وبيان أن حديث ( لهم ما لنا وعليهم ما علينا ) لا أصل له ، مع ضرب أمثلة على أحاديث لا أصل لها .
ولكن حقوق المسلم مع أخيه المسلم قطعا هي غير حقوق الذمي مع المسلم فأقول استعمال هذه الأخوة العامة بديل الأخوة الخاصة فيها تمييع هذه الخصائص وهذه الخصال التي جعلها الشارع الحكيم متعلقة فقط بالأخوة الإسلامية وزد على ذلك كما يقال " ضغثا على إبالة " .
حينما نأتي ببعض الأحكام الفقهية بل نجعلها أحاديث نبوية فنقرر بكل صراحة كتابة ومحاضرة وإذاعة وإلى آخره .
نقول مخطئين قال رسولنا صلى الله عليه وسلم في بيان حقوق غير المسلمين حينما يعيشون تحت نظام الإسلام وحكم الإسلام قال عليه السلام : ( لهم ما لنا وعليهم ما علينا ) هذا حديث لا أصل له حديث يقال إنه الرسول عليه السلام قال هذا في غير المسلمين من الذين يعيشون تحت راية الإسلام وحكم الإسلام لهم ما لنا وعليهم ما علينا هذا لا أصل له في كتب الإسلام إطلاقا.
وأعني بطبيعة الحال ما دام إنه الكلام من الناحية الحديثية أولا فأقول لا أصل لهذا الحديث في كتب الإسلام وإلا فإذا استثنينا من كلامنا هذا التخصيص ففي كتب الإسلام في بعضها أعني أحاديث باطلة وموضوعة كثيرة خاصة في كتب الرقائق كتب المواعظ كتب الأدب ... يوجد الكثير من الأحاديث التي لا أصل لها بل وفي كثير من الكتب الفقهية خاصة منها الكتب المتأخرة تأليفا .
فأقول حديثنا هذا بحق غير المسلمين لهم ما لنا وعليهم ما علينا أولا لا أصل له هكذا في كتب السنة ولست أقول هذا ببحث خاص مني وتحقيق وإن هذا أمر سبقنا إليه من قول وحسبنا على ذلك مثالا الإمام الحنفي المحدث المشهور بالإمام جمال الدين الزيلعي صاحب الكتاب الذي يعتبر أُمًا وأصلا ومرجعا في تخريج أحاديث المذهب الحنفي أعني كتابه نصب الراية لأحاديث الهداية فالهداية كتاب من كتب الحنفية في الفقه للمذهب ... المشهور هو أورد هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( في أهل الذمة لهم ما لنا وعليهم ما علينا ) فقال الزيلعي هذا حديث وله تعديل يعني هو لطيف وناعم ولكن أظن أن كثيرا من الناس أو أكثر الناس كما قال تعالى لا يعلمون ولا يفقهون هذا التعبير الناعم فهو يقول في هذا الحديث غريب لا أصل له كما يقول الحافظ العسقلاني ومن قبله الحافظ العراقي شيخه ونحو ذلك تصريحا لأنه هنا مافي يعني مجال للمجاملة فيما يتعلق بنسبة حديث لا أصل له إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكن هو باعتبار أنه عاش في هذه المدرسة كما يقولون اليوم مدرسة الأحناف ولكن الله عز وجل تفضل عليه بما نادرا ما يتفضل على مثله من الحنفية حيث كان إماما حافظا نقادا في علم الحديث وبذلك تمكن بتخريج هذا الكتاب الكبير من كتب الحنفية الهداية .
فلما جاء إلى الكلام على هذا الحديث حديث غريب ونحن نعرف من اصطلاحه هذا أنه لا يعني المصطلح العام عند علماء الحديث .
واليوم جاءني بعض الشباب في المكتبة الظاهرية يسألونني عن حديث أظن ( أول ما عرضت علي ذنوب أمتي فرأيت منها الرجل يحفظ القرآن ثم ينساه ) فكان هذا الحديث مشكلا عليهم ويظهر عليهم إنه في عندهم عناية بحفظ القرآن وخاصة تبين إنه منتمين للجندية من جديد وهذا سيصرفهم طبعا عن إيش متابعة القرآن كما قال عليه السلام ( تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده إنه أشد تفلتا من صدور الرجال من الإبل من عقلها ) فهؤلاء سوف لا يستطيعون المتابعة التي قد يكونون يعني مواظبين متمسكين بها قبل هذا الوضع الجديد لذلك شعروا بحرج كبير حينما وقفوا على هذا الحديث إنه من الذنوب التي عرضت على الرسول عليه السلام أنه رجل يحفظ القرآن ثم ينساه فسألوني إنه هذا الحديث رواه أبو داود فمن أين نخرجه من أبي داود المهم يسرت لهم السبيل
سألتهم ماذا تقصدون من الحديث قالوا بدنا نشوف إيش معنى ثم نسيه فمن باب إنه الدين النصيحة قلت لهم إنه هذا الحديث ما يحتاج إلى مثل هذا التعب وهذا البحث لأنه حديث ضعيف لا يصح إسناده وعلى كل حال قلت لهم من أين أنت عرفت أن هذا الحديث في أبي داود قال من الترغيب خرجت له الحديث من الترغيب وأنا كما علمتم ... أكثر من ربع قرن من الزمان وأنا أعمل فيه تحقيقا وتدقيقا وتصحيحا وتضعيفا ونحو ذلك فسرعان ما خرجت لهم الحديث وإذا بهم يقرؤون بأن المنذري ينقل عن البخاري بأنه قال في هذا الحديث إنه استغربه المنذري يحكي عن البخاري أنه استغربه يعني قال إنه غريب فقالوا إيش معنى غريب الشاهد هنا بأى قلنا يعني الحديث يتفرد به رجل أو طريق ضعيف لا يصح هذا معنى كلمة غريب في الاصطلاح العام
لكن له اصطلاحات أخرى منها وهي تأتي في المرتبة الثانية غريب يعني فرد لأنه هذا الفرد قد يكون ثقة وقد يكون ضعيف لكن في الغالب ما يقولون عن الحديث غريب ويطلقون ذلك إلا ويكون إيه الحديث ضعيفا هذا الاصطلاح لم يستعمله الزيلعي في كتابه وإنما تعارف واصطلح هو على اصطلاح خاص فالحديث الذي نجده في كتاب الفقيه الذي هو في صدد تخريجه لا أصل له ما يقول لا أصل له يقول الحديث غريب ولكن من كان له عناية بهذا العلم سرعان ما يفهم من حديثين ثلاثة هذا الاصطلاح الخاص لماذا لأنه بعدما يقول هذا حديث غريب يقول وإنما جاء في كتاب كذا وكذا بلفظ كذا وكذا فيؤكد أن معنى قوله غريب لا أصل له.
وهذا الذي فعله الإمام أحمد في صدده الآن قال هذا الحديث رواه الترمذي ولعله ذكر غيره أيضا والعهد به بعيد رواه الترمذي ولعله عن سلمان الفارسي ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أرسل جيشا أمّر عليهم أميرا وأوصاه قائلا له إذا لقيت المشركين ) هذا معنى الحديث أو لفظه ( إذا لقيت المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث إلى الإسلام فإن أسلموا ) هنا انتبهوا ( فإن أسلموا فلهم ما لنا وعليهم ما علينا وإن أبوا فالجزية وإن أبوا فالقتال ) الشاهد أن هذا الحديث الذي يستعمله كبار الكتاب العصريين اليوم والموجهين و و إلى آخره في أهل الكتاب أهل الذمة ليس له أصل في السنة إطلاقا بل الذي له أصل نقيضه تماما أي أهل الذمة إذا أسلموا حينئذ لهم ما لنا وعليهم ما علينا فحينما يأتي إنسان ويلقي محاضرة أو يكتب مقالة ويعمم مثل هذا الحديث الذي لا أصل له وهو فيه هذا التعميم لهم ما لنا وعليهم ما علينا صاروا إخوة بأى لهم ما لنا وعليهم ما علينا والحقيقة أن الأمر ليس كذلك وأنتم الآن بين يدي مثل هذا الحديث يقول للمسلم على المسلم ست لكن ليس لمن يسمونه اليوم بالمواطن واسمه الشرعي بالذمي ليس لهذا الذمي للمسلم على المسلم ست خصال أو أكثر من ذلك
لهذا يجب أن نحافظ يجب أن نحافظ على هذه الاستعمالات الشرعية ونعرف أنها استعمالات خاصة بنا نحن المسلمين فهو عليه السلام يقول ( المسلم أخو المسلم ).
7 - بيان بأن حقوق المسلم مع أخيه المسلم قطعا هي غير حقوق الذمي مع المسلم والخلط الذي حصل في هذه المسألة، وبيان أن حديث ( لهم ما لنا وعليهم ما علينا ) لا أصل له ، مع ضرب أمثلة على أحاديث لا أصل لها . أستمع حفظ
تتمة شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما : ( لا يظلمه ولا يخذله ... )
نسأل الله عز وجل أن يعيدنا إلى ديننا فهما صحيحا وتطبيقا صحيحا وإلا لو قلنا نحن هكذا نفهم الإسلام فهما صحيحا ونطبقه تطبيقا صحيحا لاستطعنا أن ننصر فردا ليس فقط جماعة وليس فقط أمة لكن الذي لا يستطيع أن ينصر فردا هل يستطيع أن ينصر جمعا هل يستطيع أن ينصر جماعة هل يستطيع أن ينصر أمة كلا ثم كلا ثم كلا
إذن ما هو العلاج نحن نقول دائما العلاج (( إن تنصروا الله ينصركم )) لا نأتي بشيء جديد نتجاوب مع العواطف الجامحة التي لا حدود لها (( انصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) إلا تنصروه فهو لا ينصركم أبدا هذه سنة الله عز وجل في خلقه في عباده المؤمنين ولن تجد لسنة الله تبديلا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ويقول الحديث إذا لاحظتم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ).
تتمة شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما : ( ويقول والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ... )
نحن هنا يجب أن نأخذ حكما شرعيا من هذا الحديث وأمثاله عشرات بل مئات ماهو هذا الحكم يتورع منه كثير من الناس يدعى إلى أن يحلف بالله عز وجل في قضية ما وهو يتظاهر بأنه صادق فيما يقول فحينما يدعى إلى الحلف يقول أنا بحلف والله كذا وكذا لو مالي وبيتي وكذا كله بده يروح ما بحلف بالله ليه يا أخي ليش ما بتحلف بالله من الجهل الذي أصاب المسلمين إنه الحلف بالله ماهو مشروع بينما ها هنا الرسول ما أحد حلفه في مئات الأحاديث ( والذي نفس محمد بيده لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ) إلى آخره كثير من الأحاديث وهذا منها هذا معناه أن الحلف بالله لتأكيد أمر ما هذه عبادة وسنة مستحبة لأنه غرض المتكلم الحالف هو تركيز هذا الكلام في قلوب المخاطبين وتأكيده في نفوسهم ولذلك يتقدمه من النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا اليمين فلا يتورعن أحد عن الحلف بالله صادقا لأن الحلف بالله صادقا هو ذكر لله عز وجل وهو تعظيم لله عز وجل أيضا يغفل عنه جهلة الناس كما إنه العكس العكس أي الحلف بغير الله عز وجل هو تعظيم لغير الله عز وجل من أجل ذلك جاء الإسلام لينهى عن الحلف بغير الله لماذا؟ لأن كل من يحلف بشيء فهو في قرارة قلبه لا يحلف به إلا وله هذا المحلوف به في نفسه منزلة وعظمة وقداسة واحترام
ولا شك أن أعظم شيء في قلب المؤمن إنما هو الله تبارك وتعالى فكما أن النبي عليه السلام يقول ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) فأنا أقول اقتباسا ولا حرج من حلف بالله وحده فقد وحد لذلك مافي حرج من أن يحلف الإنسان بالله عز وجل صادقا وهذا هو قدوتنا نبينا عليه الصلاة والسلام يحلف بالله في مئات الأحاديث وهذا منها.
يقول عليه السلام يؤكد ما يقول ( والذي نفس محمد بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ) لا شك أن هذا التوادد المذكور في هذا الحديث والذي يخبر فيه الرسول صلوات الله وسلامه عليه صادقا أن هذا التوادد والتحابب إذا ما انفرط عقده يكون بسبب أن أحد المتواددين المتحابين قد أتى ذنبا هذا التوادد وهذا التحابب إنما هو تحابب في الله والحب في الله هذا الذي عزّ عزّ وجوده في هذا الزمان كما عز التمسك بالإسلام بصورة عامة فالحب في الله عز وجل قد كان مضى عندنا فصل في هذا الكتاب يذكر فيه الرسول عليه السلام أنواعا من الأحاديث والمواعظ والترغيب على التحابب في الله عز وجل بعضها أحاديث قدسية كما في بعضها مثلا ( حقت محبتي للمتحابين فيّ )
فهذا التحابب في الله عز وجل إذا انفرط وزال من بين اثنين فهذا يكون بسبب أن أحدهما يكون قد ارتكب معصية استحق هذه العقوبة عدلا من الله عز وجل عليه فلم يبق عنده أخٌ محب له ينصحه نحن نتوهم أن الحب في الله عز وجل هو أشبه ما يكون بالحب الشعري العذري الذي يمكن أو يحسن قرنه مع العنقاء الذي له اسم وليس له حقيقة.