شرح كتاب الترغيب والترهيب-156
باب " الترغيب في كثرة المصلين على الجنازة وفي التعزية " شرح حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ( ما من ميت يصلي عليه ثلة من المسلمين ) .
الشيخ : يقول المصنف الحافظ المنذري رحمه الله في كتابه الترغيب :
" الترغيب في كثرة المصلين على الجنازة وفي التعزية " .
ونحن على ما جرينا عليه دائما وأبدا منذ بدأنا بالاستفادة من هذا الكتاب إنما نسمعكم ما صح منه وثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على طريقة علماء الحديث .
فالحديث الأول وهو صحيح قال رحمه الله .
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مئة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه ) رواه مسلم والنسائي والترمذي وعنده ( مئة فما فوقها ) .
يعني بدل قوله في رواية مسلم يبلغون مئة فالترمذي قال ( يبلغون مئة فما فوقها ) .
ففي هذا الحديث بيان فضل كثرة المصلين على جنازة المسلم وأن هذه الكثرة إذا بلغت مئة فما فوقها ودعوا لهذا الميت المصلى عليه وشفعوا له عند ربه تبارك وتعالى وأخلصوا في ذلك فالله عز وجل يستجيب دعاءهم ويغفر لميتهم هذا.
أول شيء أريد أن أوضح مما يتعلق بهذا الحديث هو قوله عليه السلام فيه ( وشفعوا فيه ) فإن كلمة الشفاعة مع أنها لفظة أصيلة في اللغة العربية أصبح معناها بعيدا عن أذهان المسلمين ولا أعني العجم منهم وإنما أعني العرب لأنهم يفهمون من الشفاعة كأنها خاصة لناس دون ناس وهي في الحقيقة لا تعني إلا الدعاء من شخص إلى آخر إذا دعا لنفسه لا يقال شفاعة ولكنه إذا دعا لغيره فقد شفّع فيه فإما أن يستجيب الله عز وجل له ويقبل شفاعته وحينئذ يقال شفّع أو شفعوا فيه وهذه اللفظة التي وردت في هذا الحديث وهي كما سمعتم خاصة بالذين يصلون على الميت وبلغ عددهم مئة وشفعوا فيه إلا شفعوا فيه قبلت شفاعتهم فيه أي دعوا فاستجيب دعاؤهم فيه هذه اللفظة هي عينها جاءت في حديث الضرير الذي يلتبس أمره على كثير من المسلمين اليوم ولا يحسنون فهمه فيستدلون به على أمر لا أصل له في الإسلام وإنما هو من محدثات الأمور ألا وهو التوسل بالأولياء والصالحين
حديث الضرير هذا لعله يعرفه كلكم أو على الأقل جلكم وهو من الأحاديث الصحيحة والتي مرت هنا في هذا الكتاب نفسه مما رواه الترمذي وغيره : ( أن رجلا جاء رجلا ضريرا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله ادع الله أن يعافيني ) فهنا الآن ينبغي أن نفهم كلمة ادع مرادفة لاشفع ادع الله أن يعافيني اشفع لي أن يعافيني المعنى واحد لكني أنبه على هذا سلفا ومقدما لتتنبهوا لبقية الحديث وليفهم فهما صحيحا .
( قال يا رسول الله ادع الله أن يعافيني قال إن شئت دعوت وإن شئت صبرت وهو خير لك قال فادع اشفع يا رسول الله ) أنا لا صبر عندي ( فقال له عليه الصلاة والسلام ائت بميضأة وتوضأ وصل لله ركعتين ثم قل اللهم إني اسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني اللهم فشفّعه فيّ وشفعني فيه ) الشاهد في هذه اللفظة المتكررة اللهم فشفعه فيّ وشفعني أنا فيه فإذا ما تذكرنا أن معنى الشفاعة هو الدعاء حينئذ يتضح لنا أن معنى هذا التعليم النبوي الكريم لهذا الرجل الضرير أن يقول في دعائه ( اللهم فشفعه فيّ وشفعني فيه ) فمعنى ذلك أنه يقول في الدعاء طالبا من الله أن يقبل دعاء النبي فيه أي في هذا الضرير وأن يقبل دعاء الضرير في النبي كيف يقبل دعاء الضرير في النبي أي أن يقبل دعاء النبي في الضرير أن يرجع بصيرا وأن يقبل دعاء الضرير في أن يقبل الله دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الضرير.
إذن كلمة الشفاعة هي بمعنى الدعاء ولا فرق أبدا إنما الفرق يأتي أن الشفاعة تكون بين اثنين أحدهما شافع والآخر مشفوع فيه أما الدعاء فيدعو لنفسه ولا يسمى شفاعة فهنا لما دعا الرسول عليه السلام للضرير فهي شفاعة كذلك تماما لما دعا الضرير أن يقبل الله دعاء النبي فيه فقد أيضا شفّع فيه لذلك علمه عليه السلام أن يقول ( اللهم فشفعه فيّ وشفعني فيه ) .
شفعه فيّ اقبل دعاءه فيّ شفعني فيه اقبل دعائي فيه طبعا رسول الله ليس بحاجة إلى دعاء الضرير له لكن الحقيقة هذا الضرير لا يدعو للرسول نفسه كما دعا الرسول للضرير نفسه وإنما هذا الدعاء من الضرير للرسول عليه السلام عائد إليه نفسه فهذا تأكيد لاستجابة الدعاء من الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الضرير الذي جاء متوسلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم متوسلا به إلى الله .
" الترغيب في كثرة المصلين على الجنازة وفي التعزية " .
ونحن على ما جرينا عليه دائما وأبدا منذ بدأنا بالاستفادة من هذا الكتاب إنما نسمعكم ما صح منه وثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على طريقة علماء الحديث .
فالحديث الأول وهو صحيح قال رحمه الله .
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مئة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه ) رواه مسلم والنسائي والترمذي وعنده ( مئة فما فوقها ) .
يعني بدل قوله في رواية مسلم يبلغون مئة فالترمذي قال ( يبلغون مئة فما فوقها ) .
ففي هذا الحديث بيان فضل كثرة المصلين على جنازة المسلم وأن هذه الكثرة إذا بلغت مئة فما فوقها ودعوا لهذا الميت المصلى عليه وشفعوا له عند ربه تبارك وتعالى وأخلصوا في ذلك فالله عز وجل يستجيب دعاءهم ويغفر لميتهم هذا.
أول شيء أريد أن أوضح مما يتعلق بهذا الحديث هو قوله عليه السلام فيه ( وشفعوا فيه ) فإن كلمة الشفاعة مع أنها لفظة أصيلة في اللغة العربية أصبح معناها بعيدا عن أذهان المسلمين ولا أعني العجم منهم وإنما أعني العرب لأنهم يفهمون من الشفاعة كأنها خاصة لناس دون ناس وهي في الحقيقة لا تعني إلا الدعاء من شخص إلى آخر إذا دعا لنفسه لا يقال شفاعة ولكنه إذا دعا لغيره فقد شفّع فيه فإما أن يستجيب الله عز وجل له ويقبل شفاعته وحينئذ يقال شفّع أو شفعوا فيه وهذه اللفظة التي وردت في هذا الحديث وهي كما سمعتم خاصة بالذين يصلون على الميت وبلغ عددهم مئة وشفعوا فيه إلا شفعوا فيه قبلت شفاعتهم فيه أي دعوا فاستجيب دعاؤهم فيه هذه اللفظة هي عينها جاءت في حديث الضرير الذي يلتبس أمره على كثير من المسلمين اليوم ولا يحسنون فهمه فيستدلون به على أمر لا أصل له في الإسلام وإنما هو من محدثات الأمور ألا وهو التوسل بالأولياء والصالحين
حديث الضرير هذا لعله يعرفه كلكم أو على الأقل جلكم وهو من الأحاديث الصحيحة والتي مرت هنا في هذا الكتاب نفسه مما رواه الترمذي وغيره : ( أن رجلا جاء رجلا ضريرا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله ادع الله أن يعافيني ) فهنا الآن ينبغي أن نفهم كلمة ادع مرادفة لاشفع ادع الله أن يعافيني اشفع لي أن يعافيني المعنى واحد لكني أنبه على هذا سلفا ومقدما لتتنبهوا لبقية الحديث وليفهم فهما صحيحا .
( قال يا رسول الله ادع الله أن يعافيني قال إن شئت دعوت وإن شئت صبرت وهو خير لك قال فادع اشفع يا رسول الله ) أنا لا صبر عندي ( فقال له عليه الصلاة والسلام ائت بميضأة وتوضأ وصل لله ركعتين ثم قل اللهم إني اسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني اللهم فشفّعه فيّ وشفعني فيه ) الشاهد في هذه اللفظة المتكررة اللهم فشفعه فيّ وشفعني أنا فيه فإذا ما تذكرنا أن معنى الشفاعة هو الدعاء حينئذ يتضح لنا أن معنى هذا التعليم النبوي الكريم لهذا الرجل الضرير أن يقول في دعائه ( اللهم فشفعه فيّ وشفعني فيه ) فمعنى ذلك أنه يقول في الدعاء طالبا من الله أن يقبل دعاء النبي فيه أي في هذا الضرير وأن يقبل دعاء الضرير في النبي كيف يقبل دعاء الضرير في النبي أي أن يقبل دعاء النبي في الضرير أن يرجع بصيرا وأن يقبل دعاء الضرير في أن يقبل الله دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الضرير.
إذن كلمة الشفاعة هي بمعنى الدعاء ولا فرق أبدا إنما الفرق يأتي أن الشفاعة تكون بين اثنين أحدهما شافع والآخر مشفوع فيه أما الدعاء فيدعو لنفسه ولا يسمى شفاعة فهنا لما دعا الرسول عليه السلام للضرير فهي شفاعة كذلك تماما لما دعا الضرير أن يقبل الله دعاء النبي فيه فقد أيضا شفّع فيه لذلك علمه عليه السلام أن يقول ( اللهم فشفعه فيّ وشفعني فيه ) .
شفعه فيّ اقبل دعاءه فيّ شفعني فيه اقبل دعائي فيه طبعا رسول الله ليس بحاجة إلى دعاء الضرير له لكن الحقيقة هذا الضرير لا يدعو للرسول نفسه كما دعا الرسول للضرير نفسه وإنما هذا الدعاء من الضرير للرسول عليه السلام عائد إليه نفسه فهذا تأكيد لاستجابة الدعاء من الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الضرير الذي جاء متوسلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم متوسلا به إلى الله .
1 - باب " الترغيب في كثرة المصلين على الجنازة وفي التعزية " شرح حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ( ما من ميت يصلي عليه ثلة من المسلمين ) . أستمع حفظ
بيان معى التوسل في اللغة والشرع في حديث الضرير.
الشيخ : فعامة الناس اليوم مع الأسف الشديد يفهمون القضية فهما أعجميا لا صلة له بالفهم العربي إطلاقا توسل به بمعنى قال في دعائه اللهم بحق محمد أو بجاه محمد هذا المعنى لا يعرفه العرب إطلاقا إذا قال العربي فلان توسل بفلان إلى فلان لا أحد أبدا يفهم سواء كان مسلما أو غير مسلم المهم أنه عربي وأن عربيته لم تصب بلكنة أو عجمة كل عربي يفهم أنه حينما يقول قائلهم فلان توسل بالأمير الفلاني إلى الوزير الفلاني مثل لا يعني إنه بينه وبين ربه حطه واسطة وإنما يعني هذا الكلام الموجز بأن هذا المتوسل بالأمير إلى الوزير ذهب إلى الأمير وكلمه في حاجة له إلى الوزير فتوسط أي تشفّع هذا الأمير لدى إيه الوزير طبعا المقصود بهذا المثال هو فهم المعنى لهذه الجملة الوسيلة وبالطبع ليس المقصود بها التشبيه لأن هذا التشبيه هو الذي نرده على هؤلاء الناس الذين انحرفوا في فهم هذا الحديث فانحرفوا في عقيدتهم وفي تقديرهم لله عز وجل حق قدره انحرفوا عن ذلك كل الانحراف فشبهوه بخلقه وكان تشبيههم بخلقه بشر خلقه ذلك لأنك إذا أنكرت عليهم مثل هذا التوسل التوسل بالشخص إلى الله وليس بدعائه إذا قلت لماذا أنت تقول في دعائك اللهم إني اسألك بحق فلان بحق الباج وعبد القادر الجيلاني والبدوي ونحو ذلك قال يا أخي إذا كان لك حاجة عند الأمير أو الوزير فهل أنت تطلبها منه مباشرة أم تدخل بينك وبينه واسطة انظروا إلى أي حضيض انحط فهم هؤلاء المسلمين للعظمة الإلهية يشبهونه بالأمير إذا كان لك حاجة إليه فلابد لك من واسطة هكذا يتساءلون وكأن الأمر أمر بدهي إذا كان لك حاجة عند أمير أو وزير تطلب هذه الحاجة رأسا منه أم بتحط واسطة كثيرا ما كنا ولا نزال نتجادل مع هؤلاء فنقول متجاوبين معهم لنوصلهم إلى الخطر الذي انحطوا فيه نقول صحيح نحن لا يمكننا إلا أن نحط واسطة إلى هذا الوزير فيصمت هو ويظن بأن الحجة أقيمت علينا لأننا أقررناهم على هذه الحقيقة السيئة لكننا سرعان ما نعود فنذكره لكن إيش رأيك إذا كان هذا الوزير هو بمثابة عمر بن الخطاب فهو ليس بحاجة إلى وسيط ولا إلى بواب فأيهما ترى أحسن هذا الذي هو شبيه عمر نطلب منه حاجتنا بدون أي وسيط أم ذاك الأمير الذي أنت تقول يمكننا أن نخاطبه بدون وسيط ؟
لا يستطيع لأن المسألة واضحة إلا أن يقول لا والله عمر بن الخطاب أولى من ذاك الأمير فنقول حين ذاك انظر ماذا فعلت بنفسك لقد شبهت ربك بالأمير الجائر وأبيت أن تشبهه بالأمير العادل ولو أنك فعلت ذلك كفرت لأن الله عز وجل كما قال (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ليس كمثله شيء من البشر من الملائكة فهو فوق فوق ما يتصور الإنسان من الكمال .
حين ذاك يسقط في أيديهم وتتبين لهم الحقيقة ولكن مع الأسف الشديد (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم )) لذلك لما نقول هذا الحديث حديث الضرير فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه هذا الدعاء ومما جاء فيه ( اللهم فشفعه في وشفعني فيه ) فتوسل هذا الضرير بالرسول صلى الله عليه وسلم ليس هو بهذا المعنى الجاهل لا أقول جاهل لأن الجاهلية أنفسهم لا يعرفون هذا المعنى الحادث المبتدع الذي أدخل في اللغة العربية أقول إن فهم هذا التفسير بهذا المعنى هو فهم منحرف عن أسلوب اللغة العربية فضلا عن مقاصد الشريعة الإسلامية .
فنحن نجد في هذا الحديث حديث الضرير أولا أنه جاء إليه قائلا ادع الله أن يعافيني إذن ما جاء ليتوسل بذاته عليه السلام وإلا فالجماهير اليوم من المسلمين يتوسلون بذات الرسول عليه السلام وهم أبعد ما يكونون عنه لاسيما وهو في قبره عليه السلام .
إذن هو جاء ليتوسل بدعائه عليه السلام لهذا قال له ( ادع الله أن يعافيني ) فالرسول صلوات الله وسلامه عليه خيره بصراحة قال له ( إن شئت دعوت وإن شئت صبرت وهو خير لك ) قال فادع فعلمه عليه السلام ماذا يقول وعرفتم أن معنى اللهم فشفعه أي اقبل شفاعته أي دعاءه فيّ وشفعني فيه أي اقبل شفاعتي أي دعائي في قبول دعائه فيّ.
لا يستطيع لأن المسألة واضحة إلا أن يقول لا والله عمر بن الخطاب أولى من ذاك الأمير فنقول حين ذاك انظر ماذا فعلت بنفسك لقد شبهت ربك بالأمير الجائر وأبيت أن تشبهه بالأمير العادل ولو أنك فعلت ذلك كفرت لأن الله عز وجل كما قال (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ليس كمثله شيء من البشر من الملائكة فهو فوق فوق ما يتصور الإنسان من الكمال .
حين ذاك يسقط في أيديهم وتتبين لهم الحقيقة ولكن مع الأسف الشديد (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم )) لذلك لما نقول هذا الحديث حديث الضرير فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه هذا الدعاء ومما جاء فيه ( اللهم فشفعه في وشفعني فيه ) فتوسل هذا الضرير بالرسول صلى الله عليه وسلم ليس هو بهذا المعنى الجاهل لا أقول جاهل لأن الجاهلية أنفسهم لا يعرفون هذا المعنى الحادث المبتدع الذي أدخل في اللغة العربية أقول إن فهم هذا التفسير بهذا المعنى هو فهم منحرف عن أسلوب اللغة العربية فضلا عن مقاصد الشريعة الإسلامية .
فنحن نجد في هذا الحديث حديث الضرير أولا أنه جاء إليه قائلا ادع الله أن يعافيني إذن ما جاء ليتوسل بذاته عليه السلام وإلا فالجماهير اليوم من المسلمين يتوسلون بذات الرسول عليه السلام وهم أبعد ما يكونون عنه لاسيما وهو في قبره عليه السلام .
إذن هو جاء ليتوسل بدعائه عليه السلام لهذا قال له ( ادع الله أن يعافيني ) فالرسول صلوات الله وسلامه عليه خيره بصراحة قال له ( إن شئت دعوت وإن شئت صبرت وهو خير لك ) قال فادع فعلمه عليه السلام ماذا يقول وعرفتم أن معنى اللهم فشفعه أي اقبل شفاعته أي دعاءه فيّ وشفعني فيه أي اقبل شفاعتي أي دعائي في قبول دعائه فيّ.
وبيان معنى الشفاعة.
الشيخ : إذن الشفاعة في اللغة وفي الأحاديث وفي القرآن (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) هذه الشفاعة لا تخرج عن هذا المعنى لذلك الشفاعة يوم القيامة كما تعلمون لها أنواع وأهمها وهو المقام المحمود الذي وعد به الرسول عليه السلام في قوله تعالى (( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا )) المقام المحمود هو الشفاعة الكبرى وهو ( حينما يشتد الكرب بأهل المحشر فيذهب وفد منهم إلى أبي البشر آدم عليه الصلاة والسلام فيطلبون منه الدعاء إلى الله يطلبون منه الشفاعة فيقول نفسي نفسي إني نهيت عن أكل الشجرة فأكلتها ) الحديث معروف أنهم جاءوا إلى إبراهيم إلى نوح إلى موسى إلى عيسى وكلهم يعتذر لخطأ وقع فيه إلا عيسى عليه السلام لكنه مع ذلك يكل الأمر إلى من وعد هذا الوعد الصادق إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول ( اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فإنه قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيذهبون إليه صلوات الله وسلامه عليه فيقول أنا لها أنا لها ) قال عليه السلام وهنا الشاهد ( فأذهب وأسجد تحت العرش وأحمده بمحامد ) لا أذكرها الآن ( فيقال لي اشفع تشفّع وسل تعط ) هذه الشفاعة هي عبارة عن دعاء أيضا في هذا الحشد للبشر كلهم من يوم ربنا خلق آدم إلى أن تقوم الساعة يجتمعون في صعيد واحد ويشتد بهم الكرب فيشفع فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتعجيل بحسابهم هذه الشفاعة الكبرى وهي المقام المحمود.
الخلاصة في هذا الحديث :
يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( ما من ميت يصلي عليه أمة أي جماعة من المسلمين يبلغون مئة ) في الرواية الأخرى ( فما فوقها كلهم يشفعون له ) يشفعون له أي يدعون له ( إلا شفعوا فيه ) .
هذا هو الأمر الأول الذي أردت التنبيه عليه وهو فهم معنى الشفاعة في اللغة العربية في هذا الحديث وفي غيره من النصوص الشرعية كتابا أو سنة.
الخلاصة في هذا الحديث :
يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( ما من ميت يصلي عليه أمة أي جماعة من المسلمين يبلغون مئة ) في الرواية الأخرى ( فما فوقها كلهم يشفعون له ) يشفعون له أي يدعون له ( إلا شفعوا فيه ) .
هذا هو الأمر الأول الذي أردت التنبيه عليه وهو فهم معنى الشفاعة في اللغة العربية في هذا الحديث وفي غيره من النصوص الشرعية كتابا أو سنة.
بيان الشروط الواجب توفرها في الدعاء ليكون مستجابا وأهمها الإخلاص والرزق الحلال
الشيخ : الشيء الآخر هو أن ليس كل دعاء يستجاب وأنا أشرح هذا لسببين اثنين :
أولا : بيان الحقيقة .
وثانيا : دفعا للتواكل الذي قد يقع فيه بعض الناس لاسيما أولئك الذين يتكلفون لتكثير عدد المصلين على الجنازة يتكلفون تكلفا ربما وصل بهم الأمر إلى مخالفة الشريعة التي تأمر بالاستعجال بتجهيز الميت وتكفينه وإيداعه في المقر الأخير كما يقولوا اليوم .
أقول أن ليس كل دعاء يقبل وإنما يقبل الدعاء الذي يكون خالصا صادرا من قلب مؤمن واثق بالله عز وجل مع الشروط الأخرى سأذكرها قريبا إن شاء الله ولذلك جاء في بعض الأحاديث أن الذين يصلون الجنازة يخلصون الدعاء له من السنة التي كان عليها الرسول عليه السلام وأصحابه أنهم يدعون الميت في صلاة الجنازة ويخلصون له الدعاء فهنا حينما يقول عليه السلام ويشفعون فيه يجب أن نلاحظ أن هذه الشفاعة التي بمعنى الدعاء أن يقترن مع هذا الدعاء الإخلاص وليس من هذا الإخلاص أبدا الدعاء الصادر من لسان من قلب لاهٍ غافل هذا ليس من الإخلاص في شيء ولذلك فلا يغرنكم العدد لأن المهم الكيف ثم العدد فكم من داعٍ لا يستجاب دعاؤه لماذا؟ لقد جاء توضيح ذلك في حديث واحد أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ( إن الله طيب ولا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم )) ) ثم قال أبو هريرة ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يرفع يديه يقول يا رب يا رب ومأكله حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ) .
هيهات هيهات لذلك المهم في هؤلاء المئة الذين يشفعون ويدعون الميت ليشفعوا فيه أن يكون دعاؤهم مقرونا بالإخلاص وليس هذا فقط وقد تطهرت أبدانهم من الحرام مأكلا ومشربا واكتساء وغذاء هذا هو المهم الذي يجب أن نلاحظه في مثل هذه الأحاديث حتى لا يغتر مغتر فيقول والله الشغلة هينة أحدهم يعمل التسعة وتسعين وبيقول يا أخي بكرة بيصلوا عليّ مئة شخص وإذا كان ما بيتوفروا نتكلف وذلك باتخاذ إيش ما يسمونه بالنعوة وما نسميه بنعي الجاهلية الذي نهى عنه الرسول عليه السلام وحذر عنه السلف الكرام حتى بالغ بعضهم فقال كحذيفة قال لأهله " إذا أنا مت فلا تؤذنوا بي أحدا " لا تخبروا بي أحدا خوفا من أن يقع المخبرون عن وفاته فيما كان عليه الجاهليون قبل أن يبعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإعلان الذي لا يكاد يذكر بالنسبة للإعلان الراقي اليوم زعموا ذلك لأن نعيهم إنما كان على طريقة الإدلال المعروفة إلى عهد قريب في هذه البلاد أو إذا واحد مضيع شيء بيطلع رجل يقف على مفارق الطرق أو في الساحات العامة وبينادي كذلك كانوا في الجاهلية ينعون ميتهم بأن ينادي ناديهم بمثل هذه المجتمعات أما الآن فخذ ما شئت من الوسائل فالنعي على صفحات الجرائد والنعي على المناشير الخاصة وهو حتى المآذن وهذا شر النعي أن تتخذ المساجد التي بنيت لعبادة الله عز وجل وحده لا شريك له للنعي نعي الجاهلية إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد صح عنه أنه سمع من رجل في المسجد ماهو أهون من نعي الجاهلية ( سمع رجلا ينشد ضالة له فقال له لا وجدت ) دعا عليه ( لا وجدت ) هو يقول من وجد ضالة كذا ربما يتبعها بقوله كذا فدعا عليه الرسول عليه السلام وقال ( لا وجدت ) وفي حديث آخر ( إن المساجد لم تبن لهذا ) فأصبحت مساجدنا اليوم يعلن منها نعي الجاهلية حتى المسجد الأكبر مسجد بني أمية على ما فيه من صياح وزعاق لا يليق بذكر الله عز وجل وبقول المؤذن الله أكبر مع ذلك يعلن من هناك أنه فلان توفي وليت أن الإعلان كان هكذا يعني إعلانا ساذجا لم يقترن معه شيء من الكلام مما فيه تزكية لهذا المعلن عن وفاته ليت الأمر كان كذلك لكان الشر أهون وأقل لكنهم قد جروا على عبارة نسميها كليشة والله ما حفظتها ولكن أتذكر منها الكلمة التي تناسب مقامنا يقولون وبقية السلف الصالحين فلان بن فلان .
فإذن هذا صار بقية السلف الصالحين وقد يكون من أشقياء من أشقى الأشقياء ذلك لأن الأمر تقاليد ومراسيم وطقوس وربما يقترن معها شيء من الدراهم والفلوس وحين ذاك ما يهم القائل إنه فلان بقية السلف أو الخلف
هذا كله سببه عدم الاهتداء بهدي الرسول عليه السلام والتمسك بسنته التي كان دائما وأبدا يدعو الناس ويذكرهم بها في أوائل ومفتتحات خطبه بمثل ما تسمعوننا هنا حين نقول .
أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ( وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )
أولا : بيان الحقيقة .
وثانيا : دفعا للتواكل الذي قد يقع فيه بعض الناس لاسيما أولئك الذين يتكلفون لتكثير عدد المصلين على الجنازة يتكلفون تكلفا ربما وصل بهم الأمر إلى مخالفة الشريعة التي تأمر بالاستعجال بتجهيز الميت وتكفينه وإيداعه في المقر الأخير كما يقولوا اليوم .
أقول أن ليس كل دعاء يقبل وإنما يقبل الدعاء الذي يكون خالصا صادرا من قلب مؤمن واثق بالله عز وجل مع الشروط الأخرى سأذكرها قريبا إن شاء الله ولذلك جاء في بعض الأحاديث أن الذين يصلون الجنازة يخلصون الدعاء له من السنة التي كان عليها الرسول عليه السلام وأصحابه أنهم يدعون الميت في صلاة الجنازة ويخلصون له الدعاء فهنا حينما يقول عليه السلام ويشفعون فيه يجب أن نلاحظ أن هذه الشفاعة التي بمعنى الدعاء أن يقترن مع هذا الدعاء الإخلاص وليس من هذا الإخلاص أبدا الدعاء الصادر من لسان من قلب لاهٍ غافل هذا ليس من الإخلاص في شيء ولذلك فلا يغرنكم العدد لأن المهم الكيف ثم العدد فكم من داعٍ لا يستجاب دعاؤه لماذا؟ لقد جاء توضيح ذلك في حديث واحد أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ( إن الله طيب ولا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم )) ) ثم قال أبو هريرة ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يرفع يديه يقول يا رب يا رب ومأكله حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ) .
هيهات هيهات لذلك المهم في هؤلاء المئة الذين يشفعون ويدعون الميت ليشفعوا فيه أن يكون دعاؤهم مقرونا بالإخلاص وليس هذا فقط وقد تطهرت أبدانهم من الحرام مأكلا ومشربا واكتساء وغذاء هذا هو المهم الذي يجب أن نلاحظه في مثل هذه الأحاديث حتى لا يغتر مغتر فيقول والله الشغلة هينة أحدهم يعمل التسعة وتسعين وبيقول يا أخي بكرة بيصلوا عليّ مئة شخص وإذا كان ما بيتوفروا نتكلف وذلك باتخاذ إيش ما يسمونه بالنعوة وما نسميه بنعي الجاهلية الذي نهى عنه الرسول عليه السلام وحذر عنه السلف الكرام حتى بالغ بعضهم فقال كحذيفة قال لأهله " إذا أنا مت فلا تؤذنوا بي أحدا " لا تخبروا بي أحدا خوفا من أن يقع المخبرون عن وفاته فيما كان عليه الجاهليون قبل أن يبعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإعلان الذي لا يكاد يذكر بالنسبة للإعلان الراقي اليوم زعموا ذلك لأن نعيهم إنما كان على طريقة الإدلال المعروفة إلى عهد قريب في هذه البلاد أو إذا واحد مضيع شيء بيطلع رجل يقف على مفارق الطرق أو في الساحات العامة وبينادي كذلك كانوا في الجاهلية ينعون ميتهم بأن ينادي ناديهم بمثل هذه المجتمعات أما الآن فخذ ما شئت من الوسائل فالنعي على صفحات الجرائد والنعي على المناشير الخاصة وهو حتى المآذن وهذا شر النعي أن تتخذ المساجد التي بنيت لعبادة الله عز وجل وحده لا شريك له للنعي نعي الجاهلية إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد صح عنه أنه سمع من رجل في المسجد ماهو أهون من نعي الجاهلية ( سمع رجلا ينشد ضالة له فقال له لا وجدت ) دعا عليه ( لا وجدت ) هو يقول من وجد ضالة كذا ربما يتبعها بقوله كذا فدعا عليه الرسول عليه السلام وقال ( لا وجدت ) وفي حديث آخر ( إن المساجد لم تبن لهذا ) فأصبحت مساجدنا اليوم يعلن منها نعي الجاهلية حتى المسجد الأكبر مسجد بني أمية على ما فيه من صياح وزعاق لا يليق بذكر الله عز وجل وبقول المؤذن الله أكبر مع ذلك يعلن من هناك أنه فلان توفي وليت أن الإعلان كان هكذا يعني إعلانا ساذجا لم يقترن معه شيء من الكلام مما فيه تزكية لهذا المعلن عن وفاته ليت الأمر كان كذلك لكان الشر أهون وأقل لكنهم قد جروا على عبارة نسميها كليشة والله ما حفظتها ولكن أتذكر منها الكلمة التي تناسب مقامنا يقولون وبقية السلف الصالحين فلان بن فلان .
فإذن هذا صار بقية السلف الصالحين وقد يكون من أشقياء من أشقى الأشقياء ذلك لأن الأمر تقاليد ومراسيم وطقوس وربما يقترن معها شيء من الدراهم والفلوس وحين ذاك ما يهم القائل إنه فلان بقية السلف أو الخلف
هذا كله سببه عدم الاهتداء بهدي الرسول عليه السلام والتمسك بسنته التي كان دائما وأبدا يدعو الناس ويذكرهم بها في أوائل ومفتتحات خطبه بمثل ما تسمعوننا هنا حين نقول .
أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ( وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )
تتمة شرح حديث عائشة رضي الله عنها : ( ... يبلغون مئة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه ) .
الشيخ : إذن شفاعة الشافعين المصلين على الميت تقبل بشروط بعضها ظاهرة وهو العدد مئة فصاعدا وبعضها قلبية وهو الإخلاص وأن يكون الداعي طاهر البدن من مخالفة الله عز وجل في مأكله ومشربه وملبسه طبعا هذا لا يعني فقط من هذه الزاوية قد يكون هذا مثلا يسرق أو يزني أو يشرب الخمر أو أو إلى آخره كل هذه المعاصي تكون سببا لا يستجاب دعاء هذا الداعي على إذا ما راعينا العدل الإلهي أما الفضل الإلهي فهناك لا نتحدث فيه لأنه هذا أولا غير مضمون ثم غير معهود غير معروف بالنسبة إلينا بمعنى مثلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حق المصلي وتارك الصلاة قال ( خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن أداها وأحسن أداءها وأتم خشوعها وركوعها وسجودها كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ) ... لكن الآخر قال فيه ( ومن لم يؤدها ولم يتم خشوعها وركوعها وسجودها لم يكن له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له )
إذن المقيم الصلاة مضمون إلى الجنة ولا شك ولا ريب لأن الله عز وجل لا يخلف وعده أما تارك الصلاة فهو كما سمعتم في هذا الحديث وكما يدل على ذلك عموم قوله تعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) من هؤلاء تاركي الصلاة فهؤلاء داخلون أيضا في المشيئة ولكن هذا راجع إلى فضل الله إذا طبّق ربنا عدله في تارك الصلاة ففي النار أما إذا عامل تارك الصلاة بالفضل فيغفر له حين ذاك لكن هذا كما قلت آنفا غير مضمون لذلك فلا تظنوا إنه القضية سهلة بمجرد ما نجد جنازة كثر المصلون عليها خلاص هذه ذهبت إلى الجنة ترانزيت لأنه بلغ العدد مئة فأكثر لا المسألة فيها دقة ولعلي أوضحت بعضها
إذن المقيم الصلاة مضمون إلى الجنة ولا شك ولا ريب لأن الله عز وجل لا يخلف وعده أما تارك الصلاة فهو كما سمعتم في هذا الحديث وكما يدل على ذلك عموم قوله تعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) من هؤلاء تاركي الصلاة فهؤلاء داخلون أيضا في المشيئة ولكن هذا راجع إلى فضل الله إذا طبّق ربنا عدله في تارك الصلاة ففي النار أما إذا عامل تارك الصلاة بالفضل فيغفر له حين ذاك لكن هذا كما قلت آنفا غير مضمون لذلك فلا تظنوا إنه القضية سهلة بمجرد ما نجد جنازة كثر المصلون عليها خلاص هذه ذهبت إلى الجنة ترانزيت لأنه بلغ العدد مئة فأكثر لا المسألة فيها دقة ولعلي أوضحت بعضها
شرح حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا ... )
الشيخ : الأحاديث الباقية في هذا الباب كلها تنحو هذا المنحى فبعد هذا البيان ما أظننا بحاجة إلى تعليق كثير .
الحديث الثاني وهو صحيح أيضا يقول .
وعن كريب أن ابن عباس رضي الله عنهما : ( مات له ابن بقديد أو بعسفان فقال يا كريب انظر ما اجتمع له من الناس قال فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا فأخبرته فقال فكلهم أربعون قال قلت نعم قال أخرجوه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه ) رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة.
هذا الحديث فيه نحو ما في الحديث السابق لكن مع شيء يختلف عنه في الظاهر أولهما العدد هناك كان العدد مئة وهنا العدد أربعون فهل هناك اختلاف الجواب لا.
يوجد مثل هذا الاختلاف في العدد في كثير من الأحاديث التي تتعلق بباب الترغيب في أمر ما وسبب عدم الاختلاف هو أن العدد الأكثر فيه فضل الله عز وجل أكثر والذي فيه العدد الأقل فهو الذي كان في أول الأمر بمعنى أن الله تبارك وتعالى شرع لعباده أول الأمر أن من صلى على الميت مئة فهؤلاء يشفعون فيه فبالنسبة لأربعين فيه تضييق العدد هنا كثير لكن بالنسبة لصالح الميت فيه تضييق لأنه قد لا يتوفر مئة شخص فزاد الله عز وجل في فضله على عباده فأنزل العدد إلى الأربعين ولم يشترط أن يكون العدد مئة .
هذا هو التوفيق بين العددين الذين يظهر بينهما التعارض بادي الرأي لكن في هذا الحديث تنبيه لأمر هام أنا نبهت آنفا تفقها من بعض الأحاديث كما ذكرت بضرورة الإخلاص في الدعاء للداعين للميت .
لكن أنتم الآن أمام قيد هام جدا ويناسب وضع المسلمين اليوم من حيث بعدهم عن فهمهم لحقيقة التوحيد فهنا اشترط أن يكون العدد أربعين لا يشركون بالله شيئا ترى هل نحن نضمن أن يجتمع أربعون أو أكثر في هؤلاء المسلمين الذين نعرفهم اليوم يصدق فيهم هذا الشرط لا يشركون بالله شيئا أرجو أرجو أن يكون كذلك ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه كيف ونحن لا نزال حتى اليوم يجادل بعضنا بعضا في كثير من الشركيات القائمة ليس في دمشق فقط أو في حلب أو في سوريا بل في العالم الإسلامي كله.
لقد قرأنا في بعض المجلات منذ عهد قريب بعض الاستطلاعات التي يقوم بعض الناس اليوم في بعض البلاد الإسلامية وإذا بهم يتحدثون عن البلاد التي يسيطر اليوم على قسم كبير منها من البلاد الإسلامية السوفيات التي كانت فيها دول إسلامية بعضها ... وإذا بهذا المستطلع يتحدث إنه القبور هناك قائمة على ساق وقدم في التعظيم لها والنذر لها و و إلى آخره فنقول لماذا يستغرب الناس اليوم أن يعود المسلمون أذلاء وهم لا يوحدون الله تبارك وتعالى حق توحيده نحن نشكو هذا هنا وهناك .
( لا يشركون بالله شيئا ) فمن منا لا يسمع عامة الناس في أثناء حديثهم هذا يحلف بأبيه وذاك يحلف بابنه لأنه عزيز لديه وبعض الناس اللي كانوا لهم اسم فاصل ... الأباضيات اللي يحلف بشواربه وإن كانت الشوارب طارت الآن يعني لم يبق لها فهذه كلها أيمان ما أنزل الله بها من سلطان لكن الناس هل يتذكرون إنه هذا كله شرك ؟
أنا أعتقد أن قلّ من لم يسمع مثل قول الرسول عليه السلام ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) ولكن بيدخل من هون وبيطلع من هون لا يبقى لهذا الكلام أثر في قلب هؤلاء السامعين لماذا لأن كفار قريش مثلا كانوا يسمعون ولكنهم لا يسمعون لذلك شبهوا بأنهم كالموتى (( إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء )) لا تسمع الموتى المقصود هنا والكلام بيجر كلام المقصود في الآية مباشرة هم الأحياء من المشركين لكنهم شبهوا بالموتى الحقيقين في قبورهم لأن هؤلاء الموتى لا يسمعون فشبه هؤلاء الأحياء الأموات من حيث أنهم لا يستفيدون مما يسمعون من النبي صلى الله عليه وسلم من المواعظ شبهوا بالموتى في قبورهم نحن مع الأسف الشديد في نواحٍ كثيرة كأولئك الموتى نسمع الكلام ولا نتأثر به أبدا وهذا هو المثال حديث ما أظن إلا نادر جدا جدا من جهلة المسلمين من لم يسمع هذا الحديث لكن مع ذلك جهلة المسلمين والمثقفين منهم وبعض المشايخ نعرفهم في بعض البلاد الإسلامية يحلفون بغير الله وبيقول لك هذه لغوة لا قيمة لها لكن قال مافي القلب يظهر على اللسان كما قررنا لكم دائما وأبدا الظاهر عنوان الباطن " وكل إناء بما فيه ينضح " فإذا كان هذا الإنسان الذي يحلف بالله بغير الله قد امتلأ قلبه حبا لله وتعظيما له كيف يخطر في باله أو يجري على لسانه أن يحلف بغيره تبارك وتعالى لا يمكن هذا أبدا ولكن أكثرهم لا يفقهون ولا يعلمون .
إذن هنا قيد مهم جدا بالنسبة لبعدنا نحن عن التوحيد إلا من شاء الله وقليل ما هم قال عليه السلام ( لا يشركون بالله شيئا ) ( ما من رجل مسلم يموت يقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه ) .
الحديث الثاني وهو صحيح أيضا يقول .
وعن كريب أن ابن عباس رضي الله عنهما : ( مات له ابن بقديد أو بعسفان فقال يا كريب انظر ما اجتمع له من الناس قال فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا فأخبرته فقال فكلهم أربعون قال قلت نعم قال أخرجوه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه ) رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة.
هذا الحديث فيه نحو ما في الحديث السابق لكن مع شيء يختلف عنه في الظاهر أولهما العدد هناك كان العدد مئة وهنا العدد أربعون فهل هناك اختلاف الجواب لا.
يوجد مثل هذا الاختلاف في العدد في كثير من الأحاديث التي تتعلق بباب الترغيب في أمر ما وسبب عدم الاختلاف هو أن العدد الأكثر فيه فضل الله عز وجل أكثر والذي فيه العدد الأقل فهو الذي كان في أول الأمر بمعنى أن الله تبارك وتعالى شرع لعباده أول الأمر أن من صلى على الميت مئة فهؤلاء يشفعون فيه فبالنسبة لأربعين فيه تضييق العدد هنا كثير لكن بالنسبة لصالح الميت فيه تضييق لأنه قد لا يتوفر مئة شخص فزاد الله عز وجل في فضله على عباده فأنزل العدد إلى الأربعين ولم يشترط أن يكون العدد مئة .
هذا هو التوفيق بين العددين الذين يظهر بينهما التعارض بادي الرأي لكن في هذا الحديث تنبيه لأمر هام أنا نبهت آنفا تفقها من بعض الأحاديث كما ذكرت بضرورة الإخلاص في الدعاء للداعين للميت .
لكن أنتم الآن أمام قيد هام جدا ويناسب وضع المسلمين اليوم من حيث بعدهم عن فهمهم لحقيقة التوحيد فهنا اشترط أن يكون العدد أربعين لا يشركون بالله شيئا ترى هل نحن نضمن أن يجتمع أربعون أو أكثر في هؤلاء المسلمين الذين نعرفهم اليوم يصدق فيهم هذا الشرط لا يشركون بالله شيئا أرجو أرجو أن يكون كذلك ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه كيف ونحن لا نزال حتى اليوم يجادل بعضنا بعضا في كثير من الشركيات القائمة ليس في دمشق فقط أو في حلب أو في سوريا بل في العالم الإسلامي كله.
لقد قرأنا في بعض المجلات منذ عهد قريب بعض الاستطلاعات التي يقوم بعض الناس اليوم في بعض البلاد الإسلامية وإذا بهم يتحدثون عن البلاد التي يسيطر اليوم على قسم كبير منها من البلاد الإسلامية السوفيات التي كانت فيها دول إسلامية بعضها ... وإذا بهذا المستطلع يتحدث إنه القبور هناك قائمة على ساق وقدم في التعظيم لها والنذر لها و و إلى آخره فنقول لماذا يستغرب الناس اليوم أن يعود المسلمون أذلاء وهم لا يوحدون الله تبارك وتعالى حق توحيده نحن نشكو هذا هنا وهناك .
( لا يشركون بالله شيئا ) فمن منا لا يسمع عامة الناس في أثناء حديثهم هذا يحلف بأبيه وذاك يحلف بابنه لأنه عزيز لديه وبعض الناس اللي كانوا لهم اسم فاصل ... الأباضيات اللي يحلف بشواربه وإن كانت الشوارب طارت الآن يعني لم يبق لها فهذه كلها أيمان ما أنزل الله بها من سلطان لكن الناس هل يتذكرون إنه هذا كله شرك ؟
أنا أعتقد أن قلّ من لم يسمع مثل قول الرسول عليه السلام ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) ولكن بيدخل من هون وبيطلع من هون لا يبقى لهذا الكلام أثر في قلب هؤلاء السامعين لماذا لأن كفار قريش مثلا كانوا يسمعون ولكنهم لا يسمعون لذلك شبهوا بأنهم كالموتى (( إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء )) لا تسمع الموتى المقصود هنا والكلام بيجر كلام المقصود في الآية مباشرة هم الأحياء من المشركين لكنهم شبهوا بالموتى الحقيقين في قبورهم لأن هؤلاء الموتى لا يسمعون فشبه هؤلاء الأحياء الأموات من حيث أنهم لا يستفيدون مما يسمعون من النبي صلى الله عليه وسلم من المواعظ شبهوا بالموتى في قبورهم نحن مع الأسف الشديد في نواحٍ كثيرة كأولئك الموتى نسمع الكلام ولا نتأثر به أبدا وهذا هو المثال حديث ما أظن إلا نادر جدا جدا من جهلة المسلمين من لم يسمع هذا الحديث لكن مع ذلك جهلة المسلمين والمثقفين منهم وبعض المشايخ نعرفهم في بعض البلاد الإسلامية يحلفون بغير الله وبيقول لك هذه لغوة لا قيمة لها لكن قال مافي القلب يظهر على اللسان كما قررنا لكم دائما وأبدا الظاهر عنوان الباطن " وكل إناء بما فيه ينضح " فإذا كان هذا الإنسان الذي يحلف بالله بغير الله قد امتلأ قلبه حبا لله وتعظيما له كيف يخطر في باله أو يجري على لسانه أن يحلف بغيره تبارك وتعالى لا يمكن هذا أبدا ولكن أكثرهم لا يفقهون ولا يعلمون .
إذن هنا قيد مهم جدا بالنسبة لبعدنا نحن عن التوحيد إلا من شاء الله وقليل ما هم قال عليه السلام ( لا يشركون بالله شيئا ) ( ما من رجل مسلم يموت يقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه ) .
6 - شرح حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا ... ) أستمع حفظ
قراءة حديث ابن عمر رضي الله عنهما : ( ما من رجل يصلي عليه مئة إلا غفر الله له ).
الشيخ : ثم قال .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( ما من رجل يصلي عليه مئة إلا غفر الله له ) رواه الطبراني في الكبير وفيه مبشر بن أبي المليح لا يحضرني حاله سنتكلم عن حال هذا الرجل من الناحية الحديثية ، في الدرس الآتي إن شاء الله تعالى .
والآن نكتفي بهذا القدر .
والحمد لله رب العالمين .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( ما من رجل يصلي عليه مئة إلا غفر الله له ) رواه الطبراني في الكبير وفيه مبشر بن أبي المليح لا يحضرني حاله سنتكلم عن حال هذا الرجل من الناحية الحديثية ، في الدرس الآتي إن شاء الله تعالى .
والآن نكتفي بهذا القدر .
والحمد لله رب العالمين .
اضيفت في - 2021-08-29