باب : " باب من ختم على خادمه مخافة سوء الظن " شرح أثر أبي العالية رحمه الله : ( كنا نؤمر أن نختم على الخادم، ونكيل، ونعدها، كراهية أن يتعودوا خلق سوء، أو يظن أحدنا ظن سوء )
فإذن هو يقول أبو العالية القائل كان أصحاب النبي أو بعضهم يأمرنا أن نختم على الخادم الظاهر والله أعلم أن المقصود من هذا الختم هو أنه كان السيد في ذلك الزمن إذا أعطى كيسا فيه فلوس للخادم ختمه لكي لا يطمع الخادم بفتحه والأخذ لشيء من ما فيه هذا معنى قولهم ( كنا نؤمر أن نختم على الخادم ) ويؤكد هذا المعنى قوله ( ونكيل ) يعني إذا أعطينا قمحا وقلنا له انزل إلى السوق وبعه فنعطيه بالكيل لا نعتمد عليه نعطيه هكذا جزافا بناء على الثقة به لا وإنما نحتاط ونعطيه الحب الذي نسلمه له مكيلا أي معروفا وزنه أو كيله وكذلك قوله فيما بعد ونعدها الضمير يعود والله أعلم للفلوس فهذه ثلاثة أشياء كان أصحاب النبي يأمرون الأسياد أن يحتاطوا فيها مع خوادمهم فإذا سلموا كيسا فيه فلوس ختموا الكيس كي لا يفتح ويسلم هذا الخادم الكيس إلى من أمر بتسليمه له وأن وإذا سلموا للخادم قمحا كالوه لكي يكونوا على بصيرة مما سلموا له وكذلك إذا سلموه فلوسا عدوها عليه حتى يكونوا على بينة من عددها لماذا أمروا بمثل هذه الأمور الثلاثة قال " كراهية أن يتعودوا خلق سوء أو يظن أحدنا ظن سوء " أمر أصحاب النبي الأسياد بأن يتصرفوا مثل هذا التصرف مع الخادم فإذا سلموا كيسا فيه فلوس ختموا الكيس كي لا يفتح ويسلم هذا الخادم الكيس إلى من أمر بتسليمه إياه وأن وإذا سلموا للخادم قمحا كالوه لكي يكونوا على بصيرة مما سلموا له المال الداشر بيعلم الناس الحرمية فهم كانوا إذا سلموا المال للعبد أحصوه عددا وكالوه وزنا لماذا لكي لا يطمع الخادم في هذا المال فيسرق منه شيء وهذا طبعا إنما يتمكن الخادم منه حينما يعلم أن سيده قد وثق به خذ القمحات روح انزل بهم على السوق قد إيش كيلهم قد إيش وزنهم ما كالهم السيد ولا وزنهم فهو بيطمع إذن بيأخذ حصة منه والباقي بيبيعه بيقول هذا الذي بعناه مثلا كذلك الكيس اللي فيه مصاري إذا ما عده السيد فالخادم يأخذ منه شيئا ويسلم الباقي والفلوس إذا أعطاه هيك كورجة مثل ما بيقولوا كمان قد يطمع الخادم فيأخذ منه بعضها فلكي لا يتعود الخادم عادة سيئة ولكي لا يتخلق بخلق سيء كانوا يدققون معه ويحاصصونه فيكيلون ويعدون ويختمون هذا السبب الأول وهو ألا يتعود الخادم خلقا سيئا.
والشيء الثاني ألا يسيء السيد ظنه بخادمه لأنه بطريقة الكيل والعد والختم سد الطريق السيد على نفسه أن يسيء الظن بخادمه لأنه إذا أعطاه عشرة بيعرف إنه أعطاه عشرة ما بيقدر يأخذ منها شيء فما راح يستطيع إنه يسيء الظن به هذا في الواقع أدب من الآداب المتعلقة بالأسياد مع الخدم والعبيد .
ولكن يمكن نقل هذا الأدب من هذا المجال إلى مجال آخر وهو مجال الوالد مع الولد أو مجال الأم مع ولدها إذا كان يخشى على الولد أن يتخلق بخلق سوء فيأخذ من المال الذي سلمه من أبيه أو أمه ليشتري بعض الحاجات فينبغي ألا يعود هذه العادة وأن يسلم له المال معدا محسوب عليه حتى لا يتمرن على شيء من الاختلاس أو السرقة أو نحو ذلك فهذا مما نستفيده نحن اليوم وإلا فالعبيد انقرض أمرهم والخدم من الأحرار الذين يخدمون في البيوت هم قلة .
لأن العبيد يومئذ كان لهم حكم المخالطة مع أهل البيت كما لو كان ولدا من أولاد أهل البيت ومن أجل ذلك اقتضت حكمة التشريع ويسره أن يكون العبد مع سيدته كالولد مع أمه بمعنى يجوز العبد أن يطلع على شعر سيدته وعنقها وذراعيها كما لو كان ولدا من بطنها لماذا لكثرة المخالطة هذا بالنسبة للعبيد .
أما بالنسبة للخدم فلا فهو أجنبي لذلك فالعبيد اليوم لا وجود لهم فمثل هذا الأدب لا يترتب أو كما يقال اليوم هو غير ذي موضوع ولكن إذا نقلناه إلى تعاملنا مع أولادنا نأخذ منه حين ذاك أعني هذا الباب الأدب المذكور فيه من الاحتياط في معاملة الأولاد بحيث ألا نؤدبهم ألا نسمح لهم بألا يتخلقوا بخلق سيء ولا نسمح لأنفسنا بأن نسيء الظن بأحد منهم .
1 - باب : " باب من ختم على خادمه مخافة سوء الظن " شرح أثر أبي العالية رحمه الله : ( كنا نؤمر أن نختم على الخادم، ونكيل، ونعدها، كراهية أن يتعودوا خلق سوء، أو يظن أحدنا ظن سوء ) أستمع حفظ
باب : " باب من عد على خادمه مخافة الظن " شرح أثر سلمان رضي الله عنه قال : ( إني لأعد العراق على خادمي مخافة الظن )
عن سلمان قال : ( إني لأعد العراق على خادمي مخافة الظن ) .
نفس الحكمة السابقة لكن هنا ما ذكر الكيل ولا الفلوس وإنما العرّاق والعرّاق هو جمع عرق وهي العظمة هاللي أخذ منها اللحم وما بقي فيها شيء له قيمة من اللحم يظهر أن هذه العظام كان لها قيمة يومئذ فتباع فكان سلمان إذا كان عنده خادم وبيسلمه هذه العظام بيعدها عليه حتى ما يتصرف فيها في بعضها تصرفا يعود فائدته إلى جيبه الخاص لماذا مخافة الظن أيضا كما سبق في الأثر السابق.
2 - باب : " باب من عد على خادمه مخافة الظن " شرح أثر سلمان رضي الله عنه قال : ( إني لأعد العراق على خادمي مخافة الظن ) أستمع حفظ
ترجمة سلمان الفارسي رضي الله عنه والتقلب في جميع الأديان ليعرف على الحق.
ذلك أن سلمان كما ذكرنا كان من فارس وكان أبوه من رجال الدين فهو الذي هناك فهو الذي كان يوقد النار لعباد النار في فارس وبحكم كونه ابن هذا الوالد الذي يخدم النار لعبادها كان هو يتردد مع أبيه على مكان النار لإشعالها وإيقادها في الأوقات المقننة عندهم ثم أراد الله عز وجل لسلمان هدايته فمر ذات يوم في طريقه برجل راهب نصراني فمال إليه وسمع من كلامه فدخل كلامه إلى قلبه .
والحقيقة أن النصرانية ولو أنها كانت قد طرأ عليها التغيير والتبديل ولكنها مع ذلك بقي فيها بقايا من شريعة عيسى الأولى فكانت بسبب هذه البقايا الصادقة الصالحة كانت متميزة في صلاحها وفي قربها من قلوب الناس المخلصين أكثر من دين المجوس والوثنيين.
فحينما سمع سلمان الفارسي كلام ذلك الراهب ومواعظه تبين له أن دين أبيه دين باطل ولذلك آمن بالنصرانية دين عيسى وكفر بدين أبيه ومنذ ذلك اليوم بدأ النزاع بينه وبين أبيه شأن كل حق وباطل في كل زمان ومكان لابد ما يظهر الخلاف بين أهل الحق والباطل .
ولذلك اضطر سلمان بأن يهجر وأن يترك أباه ومجوسيته ويهاجر إلى بلاد أخرى لكي يتفقه في الدين الذي تبناه من جديد ألا وهو دين النصارى فجاء إلى العراق واتصل هناك برجل من كبار أحبار النصارى كان ذلك الراهب الذي أسلم على يديه وأقول أسلم لأن الدين عند الله الإسلام سواء دين الإسلام اليوم أو دين عيسى أو دين موسى فكله إسلام ولكن بشرط قبل أن يصاب بشيء من الانحراف فذلك الراهب الذي أسلم سلمان على يديه دله على حبر من أحبار النصارى وعلمائهم في العراق فذهب إليه وجلس عنده أياما طويلة يتفقه ويتعلم من دين النصارى ثم دله هذا العالم النصراني على عالم آخر فانتقل إليه فلم يزل ينتقل من مكان إلى مكان حتى دل على عالم من علماء النصارى هنا في الشام فهاجر إلى الشام وجلس إليه الذي اكتشفه من هذا العالم النصراني الشامي هو يختلف كل الاختلاف عما كان اطلع عليه من أولئك القسيسين أو رؤساء النصارى الذين تعلم على يديهم فقد وجد منهم الزهد والإخلاص لدينهم ولربهم بخلاف هذا العالم النصراني الشامي فقد تكشف له بأنه يجمع المال من أتباعه باسم توزيعه على الفقراء والمساكين ومع ذلك فهو يدخره في جرار فخار لديه وهو يتظاهر بأنه زاهد وإنما يجمع المال للفقراء والمساكين ثم كتب الله على هذا الراهب أو العابد المزعوم الموت فمات فكشف سلمان عن حقيقة أمره للناس وقال لهم هذا الرجل كان يدندن عليكم وهذه أمواله التي خلفها فأخذوا هذه الأموال ثم هو هاجر وكان أن أخبر من كل علماء النصارى هؤلاء من واحد إلى الآخر بأنه هذا الزمن يا سلمان الذي تعيش أنت فيه هو زمن بعثة آخر نبي من الأنبياء وهو محمد أو أحمد وجاء عندهم في زبرهم وفي كتبهم أنه سيهاجر إلى أرض ذات نخيل فحضوه على أن يتتبع هذه البلدة التي يمكن أن تتحقق فيها الصفات التي ذكرت لبلدة مهاجرة الرسول عليه السلام إليها وهي ذات نخيل وبين حرتين يعني بين ساحتين كبيرتين لا زرع فيها ولا نبات وإنما فيها الحصباء والحجارة السوداء وفي سبيل هذا هاجر سلمان من دمشق في طريقه إلى الحجاز بحثا عن المكان الذي سيخرج الرسول عليه السلام أو سيهاجر إليه وفي الطريق استعبده بعض القبائل العربية يعني فرضوا عليه الأسر والاسترقاق وهو رجل حر ما عرف الرقة في حياته كلها .
هذه القبيلة التي استعبدته جاءوا به إلى المدينة فباعوه لرجل هناك صاحب نخيل وهذه القصة في الواقع هي مثال تفسيري لحديث الرسول عليه السلام مثال من أمثلة كثيرة لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي يقول ( إن ربك ليعجب من أقوام يجرون إلى الجنة بالسلاسل ) فسلمان هذا حر استرق ووضعت الأغلال في يده رغما عنه وبيع بيع العبيد لسيد في المدينة فماذا فعل هذا السيد ألقاه في حقله في نخيله وأمره أن يعمل هناك ليلا نهارا لصالح هذا السيد عبد وانتهى الأمر .
لكن الله عز وجل أراد له الهداية فبينما هو ذات يوم سلمان على نخلة يعمل فيها إذا به يسمع سيده وهو على الأرض وسلمان فوق على الشجرة يتحدث مع بعض أصحابه عن الرجل الذي هاجر إلى المدينة وهو يدعو إلى دين جديد وإلى عبادة الله وحده فما كاد سلمان يسمع مثل هذا الخبر حتى لهف قلبه وقذف نفسه من النخلة إلى الأرض وقال " أصحيح أنه جاء " هذا فضربه لأنه شعر من لهفه أنه كأنه يحبه في الغيب .
ذكر قصة إسلامه، والتعرف على علامات النبوة التي سمع بها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
تمام القصة والعبرة في هذه الحادثة العجيبة أن سلمان كان سيده قد كاتبه ومعنى المكاتبة في لغة الإسلام هو السيد يكون له عبد فيتفق هذا العبد مع سيده على أن يفك أسره ورقه من سيده بمال يقدمه إلى سيده فيتفق مع السيد فيقدم هذا المال لمدة طالت أو قصرت فحينما يقدم آخر قرش منه ويسلمه للسيد يصبح السيد مضطرا إلى إعتاقه من عبوديته فكان سلمان قد كاتب سيده على مال معين ليعطيه للسيد فيفك رقبته منه فجاء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وذكر له أمر المكاتبة فساعده الرسول عليه السلام وفك رقه ثم استعان به عليه الصلاة والسلام على زرع نخيل من الفسيل والفسيل هو الشتل الخاص بالنسبة للنخيل فالشتل معروف يربى في أراضي معينة ثم ينقل إلى الأرض التي يراد زرعها إلى الأبد .
فأخذ سلمان ما شاء من هذا الفسيل وزرعه وكان الرسول عليه السلام قد ساعده على زرع قسم من هذا الفسيل فكان هذا الفسيل يعني الشتيل الذي غرسه الرسول بيده يطعم في السنة مرتين من بركة وضع الرسول عليه السلام وغرسه إياه .
هذا سلمان الذي رفع الله عز وجل شأنه بالإسلام وأعتقه من الرق صار بعد ذلك بفضل الإسلام سيدا وصار عنده خادم وصار بأى يعامله بمثل هذا الأدب الذي ذكرناه كي لا يسيء الظن بخادمه يعد عليه ما يسلمه من العظام التي يريد أن ينقلها أو أن يبيعها حتى يحفظ نفسه من أن يسيء الظن بخادمه هذا هو فضل الإسلام في توجيه الأسياد وتعليمهم كيف يعاملون خادمهم أو عبيدهم .
4 - ذكر قصة إسلامه، والتعرف على علامات النبوة التي سمع بها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. أستمع حفظ
باب " أدب الخادم " . شرح أثر ابن عمر رضي الله عنهما : ( أرسل عبد الله بن عمر غلاما له بذهب أو بورق يعني فضة فصرفه فأنظر بالصرف ) .
باب " أدب الخادم " .
بمعنى تأديب الخادم يروي بإسناده الحسن .
عن يزيد بن عبد الله بن قسيط قال : ( أرسل عبد الله بن عمر غلاما له بذهب أو بورق - يعني فضة - فصرفه فأنظر بالصرف ) أي صرفه إلى أجل وذلك حرام يعني يشير بهذا إلى قول الرسول عليه السلام ( الذهب بالذهب يدا بيد هاء بهاء مثل بمثل ) يعني واحد بده يصرف ذهب بذهب لازم أولا ما يصير فيه مفاضلة كذلك الفضة ما لازم يكون فيه مفاضلة يعني مثلا ما بيجوز عشر ليرات فضة عشر شئف كل شأفة ليرة ما بيجوز نأخذ عليهم زيادة من الفراطة أنا مثلا بحاجة إلى فراطة فأعطيت عشر ليرات فضية فأعطاني عشرة إلا ربع ليرة فراطة هذا ما بيجوز شرعا كذلك إذا كان بدي أصرف هالعشر ليرات حجر بفراطة أرباع أو أنصاص متساوية تماما ما بيجوز إلى أجل ولو فيه بالتساوي هلا أنا بنقل العشر ليرات باستلم الفراطة بمقدارهم تماما سلفا ما بيجوز يقولي الصراف ارجع لعندي وخذ الفكة خذ صرافة لا إلا يدا بيد ومثل بمثل وإلا بيكون ربا وين الربا هنا بيستفيد أحد الطرفين بالصرافة لحتى يسلمها صار فيه ربا .
فعبد الله بن عمر بن الخطاب " أرسل خادمه ليصرف له بذهب أو ورق يعني فضة فصرفه فأنظر بالصرف " يعني أجل لما صرف " فرجع الغلام إلى سيده عبد الله بن عمر فجلده جلدا وجيعا ضربه ضرب موجع وقال اذهب فخذ الذي لي ولا تصرفه " يعني هاللي سلمته على أساس تستلمه فيما بعد ارجع جيب لي إياه لأنه هذا ما بيجوز في الإسلام الشاهد أن ابن عمر ضرب خادمه هنا فنستفيد من هذا الأثر وابن عمر من أصحاب الرسول المشهورين بأنه يجوز للسيد أن يضرب خادمه أو عبده بحق مثل ما فعل هنا عبد الله بن عمر مع خادمه حينما ارتكب مخالفة للشريعة وهو أنه أنظر بالصرف في الصرف سلم هاللي بده يصرفه وقال له برجع لعندك وبأخذ إيش الصرف رأسا لما جاء عند ابن عمر وقال له أنا فعلت كذا وكذا ضربه ضربا موجعا وقال له ارجع اركض وقام جيب لي الفلوس الذهب أو الفضة فاستفدنا منه أنه يجوز للسيد أن يضرب عبده أو خادمه إذا ارتكب مخالفة للشريعة .
5 - باب " أدب الخادم " . شرح أثر ابن عمر رضي الله عنهما : ( أرسل عبد الله بن عمر غلاما له بذهب أو بورق يعني فضة فصرفه فأنظر بالصرف ) . أستمع حفظ
شرح أثر أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه : ( كنت أضرب غلاما لي أي عبدا لي فسمعت من خلفي صوتا ماذا يقول هذا الصوت اعلم أبا مسعود اعلم يا أبا مسعود لله أقدر عليك منك عليه )
عن أبي مسعود وهو أبو مسعود وليس ابن مسعود فقد يتوهم كثير من القراء بل كثيرا ما ينحرف على الطابع أبو مسعود إلى ابن مسعود لجهلهم بتراجم أصحاب الرسول عليه السلام أول ما بيقرأ عن أبي مسعود بيقول هذا خطأ مطبعي والصواب ابن مسعود لا هذا أبي مسعود وهو غير عبد الله بن مسعود .
فأبو مسعود هذا هو البدري واسمه عقبة بن عامر من أصحاب الرسول عليه السلام ومن الذين شهدوا معه واقعة بدر الكبرى هذا هو الذي يروى لنا القصة الآتية .
يقول : ( كنت أضرب غلاما لي أي عبدا لي فسمعت من خلفي صوتا ماذا يقول هذا الصوت اعلم أبا مسعود اعلم يا أبا مسعود لله أقدر عليك منك عليه ) .
بيسمع الصوت من خلفه بيقول اعرف يا أبا مسعود بإنه الله عز وجل هاللي فوق رأسك ورأس الجميع هو أقدر عليك منك أنت على هذا الغلام الذي تضربه وتوجعه ( قال فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) هو الذي ناداه وخوفه بالله عز وجل وأنه أقدر على تعذيب أبي مسعود من تعذيب أبي مسعود لغلامه ( قلت يا رسول الله فهو حر لوجه الله ) هذا طبيعة الإنسان الكامل ليس الإنسان الكامل بالذي لا يخطئ لكن الإنسان الكامل هو الذي يخطئ ثم يتراجع عن خطئه ولا يسوف ولا يماطل ويماطل فيفسح المجال للشيطان أن يحول بينه وبين أوبته وتوبته إلى ربه هذا أبو مسعود رجل مؤمن فما كان ينتبه إلى أنه أخطأ مع ربه حينما ضرب غلامه ضربا ظالما له فيه فناداه الرسول عليه السلام ونبهه على ذلك يقول له الله أقدر على تعذيبك منك له ينبهه بأنك أنت تظلمه فماذا يكون جوابه إذن هو حر لوجه الله عز وجل .
هذه التوبة النصوح أن يعجل الإنسان بها لأنه ما يدري الإنسان ماذا يصيبه إذا ما ماطل وسوف بالتوبة قال ( إذن هو حر لوجه الله فقال يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أما إن لو لم تفعل لمستك النار ) لو ما بادرت إلى إطلاقه من عبوديته وجعله حرا لوجه الله عز وجل لمسك الله بعذاب من عنده لقاء أنك بغيت واعتديت عليه ( أما إن لو لم تفعل لمستك النار ) أو ( للفحتك النار ) والمعنى واحد .
ففي هذا إذن شيئان :
الشيء الأول : أنه لا يجوز السيد أن يظلم عبده وأنه إن وقع في شيء من مثل هذا الظلم فتبريء ذمته هو أن يطلق سبيله وجعله حرا لوجه الله عز وجل وإنسان حينما يقرأ مثل هذه الأحاديث والتوجيهات النبوية للأسياد مع عبيدهم يتذكر أن الاسترقاق في الإسلام هو نعمة للمسترقين كما كنت شرحت لكن ذلك في درس مضى واتخذت ذلك وسيلة للتنبيه على خطأ بعض الكتاب الإسلاميين اليوم الذين يتجاوبون مع الأمم المتحدة ومجالسها التي قررت بزعمها تحريم الاسترقاق فيتجاوب كثير من الكتاب الإسلاميين مع هذا الاتجاه الغربي فيعلن بأن الإسلام لا يمانع في تحريم الاسترقاق فقلت إن هؤلاء الكتاب لا يتنبهون إلى الفرق بين استرقاق المسلمين لأعدائهم وبين استرقاق أعدائهم للمسلمين فاسترقاق المسلمين لأعدائهم إنما هو نعمة يقدمونها إلى هؤلاء الأعداء كما ذكرت آنفا قول الرسول عليه السلام ( إن ربك ليعجب من أقوام يجرون إلى الجنة بالسلاسل ) فهؤلاء الأسرى الذين يؤتى بهم إلى دار الإسلام يطلعون على الإسلام من كثب ومن قرب فيتعرفون على الحقيقة التي دعا إليها الإسلام فيؤمنون ويسلمون فيكون أسرهم نعمة عاد هذا الأسر بنعمة عليهم فالذين يدعون اليوم إلى تحريم الاسترقاق معنى هذا أنهم لا يفرقون بين استرقاق المسلم للكافر وهذه النماذج نقرؤها في كتاب الأدب المفرد للإمام البخاري وبين استرقاق الكافر المسلم حيث يعود هذا المسلم مع الزمن أو على الأقل أولاده فيصبحون وثنيين وكفارا مشركين .
بينما إن لم يسلم ذلك الأسير الكافر بنفسه كما وقع في أول الإسلام فعلى الأقل النسل الذي سيتناسل منه سيعيش في جو إسلامي وسينتج ويخرج مسلما لا شك ولا ريب فيه فهذه آداب من آداب الإسلام في توجيه الأسياد إلى حسن معاملتهم للعبيد .
6 - شرح أثر أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه : ( كنت أضرب غلاما لي أي عبدا لي فسمعت من خلفي صوتا ماذا يقول هذا الصوت اعلم أبا مسعود اعلم يا أبا مسعود لله أقدر عليك منك عليه ) أستمع حفظ
شرح باب " لا تقل قبح الله وجهك "
باب : " لا تقل قبح الله وجهك " نحن بنقول هذه الكلمة بعضنا لبعض اليوم ونحن أحرار والإسلام ينهى السيد أن يقول لعبده قبح الله وجهك شو ما أسوده مثلا هذا لا يجوز في الإسلام فنحن لجهلنا بالإسلام وبعدنا عن التأدب بآداب الإسلام نستعمل مثل هذه الكلمة ولا نحس بأقل وخز أو مسؤولية أو مخالفة للشريعة الإسلامية حينما نقول لأحد أولادنا قبح الله وجهك .
شرح حديثي أبي هريرة رضي الله عنه : ( لا تقولوا قبح الله وجهه ... )
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( لا تقولوا قبح الله وجهه ) .
يعني هذا البعيد هذا العبد
في الحديث الثاني عن أبي هريرة وهو حسن أيضا .
قال ( لا تقولن قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله عز وجل خلق آدم صلى الله عليه وآله وسلم على صورته ) .
يعني أن المسلم حينما يسب إنسانا في وجهه يكون في وجهه سواد أو دمامة أو قباحة فيفعل صاحب هذا الوجه فعلا قبيحا فلا يجد مسبة له إلا في وجهه ثم لا يكتفي أن يسبه في خصوص وجهه بل يتعداه إلى وجه يشبه وجهه فيقول له قبح الله وجهك ووجه من شابه وجهك فيقول الرسول عليه الصلاة والسلام لا يقل أحدكم أي لعبده لغلامه ( قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك ) ليه ؟ لأن الله خلق آدم على صورته كلنا من آدم وآدم من تراب فكل هذه الوجوه ما كان منها من بيضاء أو سمراء أو سوداء أو حمراء أو صفراء هي تعود إلى أبينا الأول إلى آدم عليه الصلاة والسلام .
السائلة : ...
الشيخ : نعم نعم
السائلة : على صورة ...
الشيخ : لا لا هنا المقصود كنت راح أشرح لكم هنا المقصود في تمام كلامي إنه هذه الوجوه البيضاء والسمراء والسوداء والصفراء كلها وجوه تنتمي إلى أب واحد وهو آدم عليه الصلاة والسلام فحينما يقول الشاتم والساب لوجه إنسان من أي لون كان قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك معناها عاد بالسب إلى أبيه الأول إلى آدم عليه الصلاة والسلام لأن الله خلق آدم على صورة هذا الوجه الذي أنت تقبحه فلا تقل قبح الله وجهك لأنه هالوجه خلق الله آدم على صورته وبصورة خاصة لا تقل ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورة هذا الوجه الذي تقبحه .
ولذلك أيضا جاء في أحاديث أخرى أنك إن احتجت إلى ضربك لغلامك أو لولدك فلا تضربه في وجهه لأن الله كرّم آدم فخلق آدم في هذه الصورة الجميلة التي ميزه فيها على سائر خلقه كما قال ربنا تبارك وتعالى في القرآن الكريم (( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر )) .
فإذن الله ميّز آدم بهذه الخلقة الجميلة فلا يجوز للمسلم أن يقبّح الوجه وكذلك لا يجوز أن يضرب أيضا في الوجه اضرب في أي مكان آخر لأن الوجه هو أكرم شيء في هذا الإنسان الذي كرمه الله عز وجل على سائر خلقه.
باب : " ليجتنب الوجه في الضرب " شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( إذا ضرب أحدكم خادمه فليجتنب الوجه )
باب : " لا تقل قبح الله وجهه " أتبعه بباب " ليجتنب الوجه في الضرب " وهو الباب الثاني والتسعين .
باب " ليجتنب الوجه في الضرب " .
وروى بإسناده الصحيح .
عن أبي هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إذا ضرب أحدكم خادمه فليجتنب الوجه ) .
يضربه في أي مكان كان بس لا يضربه في وجهه تكريما لهذا الوجه الذي هو على وجه آدم وقد كرمه الله عز وجل على سائر ما خلق لهذا الوجه.
9 - باب : " ليجتنب الوجه في الضرب " شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( إذا ضرب أحدكم خادمه فليجتنب الوجه ) أستمع حفظ
شرح حديث جابر رضي الله عنه قال: ( مرّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدابة قد وسم يدخن منخراه فقال لعن الله من فعل هذا لا يسمن أحد الوجه ولا يضربنه ) .
عن جابر قال : ( مرّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدابة قد وسم يدخن منخراه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعن الله من فعل هذا لا يسمن أحد الوجه ولا يضربنه ) .
هذا أيضا انتقل الأدب في تكريم الوجه من تكريم وجه الإنسان فلا يجوز ضربه إلى تكريم أيضا وجه الحيوان فلا يجوز وسمه والوسم تعرفوه العلامة تعرفوا مثلا بعض الدواب مثل الغنم بيوسموا في الأذن أو الجمل في ظهره ... يجوز لأنه لصاحب المواشي مصلحة في هذا الوسم حتى لا تختلط بمواشي غيره .
ولكن نهى الشارع وبالغ في النهي عن وسم الدابة في وجهها لذلك لما مر الرسول عليه الصلاة والسلام بدابة قد وسم يعني في الوجه لم يذكر هنا في الحديث في الوجه لكن تمام الحديث يدل أن الوسم كان في الوجه والوجه أحس شيء من بدن الحيوان ولذلك تضايق هذا الحيوان وتضجر حتى ظهر الدخان من منخريه من شدة إيش ما لقي من أثر النار الكي يعني في الوجه فظهر الدخان يعني البخار من شدة تألمه من هذا الوسم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لعن الله من فعل هذا ) يعني أبعده الله عن رحمته هذا الذي وسم هذه الدابة في وجهها ثم توجه إلى جميع الناس بأدب الوسم فقال ( لا يسمن أحد الوجه ) لا يسم لا يخط خط بالنار في الوجه ولا يضربنه أيضا حتى الحيوان ما بيجوز ضربه في الوجه فيجب إكرامه عن ذلك وإنما يضرب في مكان آخر لأن هذا الوجه هو أيضا مما يتميز به الحيوان عن سائر أعضائه وبدنه .
لذلك إذا كان الشارع الحكيم ترفّع بالمسلمين عن إهانة الحيوان بضربه في وجهه فأولى وأولى بالمسلم أن يترفع عن ضرب الإنسان في وجهه حتى ولو كان عبدا مملوكا حتى ولو كان كافرا ذلك من آداب الإسلام .
نسأل الله عز وجل أن يفقهنا في الدين ويلهمنا العمل به .
والحمد لله رب العالمين .
10 - شرح حديث جابر رضي الله عنه قال: ( مرّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدابة قد وسم يدخن منخراه فقال لعن الله من فعل هذا لا يسمن أحد الوجه ولا يضربنه ) . أستمع حفظ
تنبيه: تشرع الاستعاذة في تلاوة القرآن دون غيرها كالسؤال والتعليم.
السؤال هكذا بسم الله الرحمن الرحيم .
قال تعالى (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )) السؤال تفسير هذا المقطع القرآني تفسيرا شافيا ؟
قبل التفسير المطلوب والذي نقول ما ييسر الله لنا منه .
أريد التنبيه جرت عادة كثير من الناس أنهم إن قرأوا آية ابتدؤوها بالبسملة أو بالاستعاذة البسملة هنا لا أقول كتبت من أجل الآية فقد تكون كتبت من أجل الآية وقد تكون كتبت من أجل إنه أي كتاب يبتدأ ببسم الله كما هو الشأن في كل سؤال يأتيني كما سيأتي في السؤال الآتي لكن قصدي التنبيه أن المسلم إذا تلا آية للاستشهاد أو للسؤال عنها فليس من الشرع أن نقول بسم الله الرحمن الرحيم (( ومن أعرض عن ذكري )) أو أن نقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( ومن أعرض عن ذكري )) والاستعاذة بين يدي الآية أشهر من البسملة بين يديها عند الناس يعني تجد الخطيب وهو يخطب في الناس ويريد أن يذكر آية يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كذا وكذا وبعضهم يخطئ حتى في التركيب العربي فيقول قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هذا خطأ في التعبير بل هذا كذب لأن الله ما قال بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كذا وكذا فيجب أن نكون دقيقين فيما نعزو إلى الله بل حتى إلى رسوله الذي يقول قال الله بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( ومن أعرض عن ذكري )) هل نجد في القرآن أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( ومن أعرض عن ذكري )) لا إذن هذا خطأ من أين جاء من سوء فهم لقول الله عز وجل (( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله )) سوء الفهم ما هو يظن الناس أن هذه الآية معناها فإذا قرأت القرآن سواء للتلاوة أو للاستشهاد فاستعذ بالله هذا خطأ وإنما معنى الآية فإذا قرأت القرآن للتلاوة لا للاستشهاد فاستعذ بالله .
شو الفرق بين القضيتين ومن أين عرفنا هذا الفرق أولا الفرق بين القضيتين هذه السائلة تسأل عن الآية شو تفسيرها لما تريد أن تجلس لتتلو القرآن للاعتبار والتذكر فلابد من أن تستعيذ بالله عز وجل لكن إذا أرادت أن تسأل عن الآية شو معناها ماهي بصدد التلاوة وإنما هي بصدد العلم والاستيضاح والاستفهام فلا ينبغي أن يبتدأ الآية حين ذاك بالاستعاذة أنا في صدد الوعظ والتعليم لا ينبغي أن أقول قال الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وإنما رأسا أقول قال الله تعالى (( ومن أعرض عن ذكري )) إلى آخره .
ودليل التفريق هو السنة العملية فهناك عشرات الأحاديث كان الرسول عليه الصلاة والسلام يخطب في الناس يعلمهم فيأتي إلى آية فنجده لا يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويتلو الآية رأسا يبتدئ بالآية مثلا وما أكثر الأمثلة لما جاءه الأعراب الفقراء فتغيره وجهه حزنا عليهم فوعظ الناس وعلمهم ونصحهم وقال قال تعالى شو الآية تبع سورة الجمعة (( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول )) إلى آخر الآية ما قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا )) إلى آخره هذا التنبيه أحببت أن أقدمه بين يدي الجواب عن هذا السؤال .
تفسير قوله تعالى: (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )) ؟ ، وما هو المراد بالإعراض عن الأيات ؟
أي عن كتابي وقرآني أعرض عنه مستكبرا والذكر أول ما يذكر هو القرآن كما قال تعالى (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) فالله عز وجل يخبر بحال من أعرض عن اتباع كتابه حاله في الدنيا وحاله في الآخرة فيقول (( ومن أعرض عن ذكري )) عن كتابي وعن اتباعه والعمل به فجزاؤه أن له معيشة ضنكا أي له حياة شديدة تعيسة في الحياة الدنيا وبالعكس أو ليس بالعكس وبالإضافة إلى ذلك يقول تعالى (( ونحشره يوم القيامة أعمى )) يعني أن الله عز وجل يعذب الكافر في الدنيا قبل الآخرة بسبب إعراضه عن ذكره واتباع كتابه .
ولا يشكل هذا أننا نرى كثيرا من الكفار والفساق نراهم يتمتعون في الدنيا كما تتمتع الأنعام فنظن أنهم مسرورون وأنهم في رغد من العيش يغبطون ويحسدون عليه لا ينبغي للمسلم أن يظن هذا الظن بهؤلاء الكفار أو الفساق لأن الحقيقة أن هؤلاء الناس الذين يعيشون على مخالفة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم إنما يعيشون كما قال تعالى عيشة ضنكا وإن كنا نراهم يتلهون ويأكلون ويشربون ويتمتعون لكن هذا السرور ليس هو السرور الظاهري الذي تراه يلبس مثلا ثياب جميلة براقة ولكن قلبه يغلي خوفا على صحته خوفا على أولاده خوفا أن يأتي الموت فجأة فهو في قلبه يعيش حياة تعيسة وشديدة فلا نغتر بما نراه من الظواهر .
وعلى العكس من ذلك نجد رجلا مؤمنا تقيا صالحا رث الثياب رث الهيئة لكن هو قرير النفس مطمئن البال لماذا لأنه يعيش لله ويموت لله عز وجل فهو لا يخشى ما يخشاه هذا الكافر من أن يعذب في الدنيا قبل الآخرة هو يعلم يقينا أن حياته في الآخرة أن يحشر أيضا كما قال ربنا في هذه الآية أعمى ويخشى في الحياة الدنيا من طوارئ الزمن أما المسلم فليس يعيش هذه الحياة الضنك لماذا لأن حديثا واحدا فقط يتذكره يجعل حياته حياة رغيدة سعيدة ولو كان يأكل الخبز اليابس ولو كان يشرب الماء العكر لأن المهم ليس المادة والجسد بقدر ماهو المهم من استقرار النفس والقلب حديث واحد يجعل المسلم في حياته سعيدا في الدنيا قبل الآخرة ذلك مثلا كقوله عليه الصلاة والسلام ( عجب أمر المؤمن كله إن أصابته سراء حمد الله وشكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له فأمر المؤمن كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن ) فإذن لا ينجو الإنسان في هذه الحياة إما أن يعيش في فرح أو يعيش في ترح أو ما بين هذا وهذا فإذا كان الترح يساوي عند المسلم فرحا وإذا كان الضر يساوي عند المؤمن السرور فإذن حياته كلها خير له فهو يعيش إذن في حياة سعيدة أما الكافر فعلى العكس من ذلك هو يكد ويشقى في سبيل جمع المال ثم تتاح له الفرصة ليأكل شيئا لذيذا ولكن هو هذه اللقيمات التي يأكلها لا يشعر بسعادته فيها لأنه محاط قبلها وبعدها بأن يكد وأن يتعب وينصب ليجمع هذا المال ويحرص عليه بيخاف أن يسرق أن ينهب ولذلك بيدعه في البنك بيخاف إنه البنك يفلس فيذهب عليه المال كله فهو عائش دائما وأبدا كيفما دار وكيفما انتقل كما قال تعالى في معيشة ضنكا (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )) يعني لا يهتدي سبيلا يوصله إلى الطمأنينة وإلى الحياة السعيدة لأن الله عز وجل إنما يهدي سبيل من أناب إليه في الدنيا فهناك في الآخرة فأمامه النور وخلفه النور يمشون في نور ويؤديهم ذلك النور إلى طريقهم إلى الجنة .
أما الكافر فيبعث أعمى فيقول رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا أي في الدنيا خلقتني بصيرا فما بالك الآن تحشرني أعمى فيجيبه ربنا تبارك وتعالى بما خلاصة الآية أن الجزاء من جنس العمل قال تبارك وتعالى (( قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )) أنا خلقتك بصيرا لا لتستغل هذه النعمة وغيرها في معصيتي وأنما خلقتك بصيرا لتتبصر طريق الحق فتتبعه لترضيني هذا وأنت لم تفعل ذلك فقد أتتك آياتنا أي جاءتك آيات الله أي الذكر الذي أعرض عنه فنسيتها النسيان هنا ليس بمعنى ذهاب الآيات من الذاكرة وإنما النسيان هنا بمعنى الترك والإعراض (( كذلك أتتك آياتنا فنسيتها )) أي أعرضت عنها تركت العمل بها (( وكذلك اليوم تنسى )) الله عز وجل ما بينسى بالطبع ولذلك فهذه قرينة على أن النسيان المقصود في الموضعين من الآية إنما هو الترك والإعراض .
فكما قلت الجزاء من جنس العمل كما أعرض هذا الأعمى في الدنيا عن ذكر الله عز وجل والعمل به فجعله نسيا منسيا كذلك ربنا عز وجل يجازيه من نوع عمله فهو ينساه يعرض عنه ويلقيه في جهنم وبئس المصير هذا معنى الآية (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )) في الدنيا (( ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها )) أي تركت العمل بها (( وكذلك اليوم تنسى )) أي نتركك في جهنم بعيدا عن رحمتي وعن عفوي ومرضاتي هذا ما تيسر حول هذه الآية .
السائلة : أتتك آياتي
الشيخ : آياتنا
السائلة : ... يعني عدم القراءة والتدبر ...؟
الشيخ : لا لا لأنه هذا إعراض هذا نسيان تلاوة الذي تعنينه هنا ليس هو المقصود ولعلك أوتيت من حديث والحديث ضعيف وهو أن معنى الحديث ( أن من حفظ شيئا من القرآن ثم نسيه جاء يوم القيامة وهو أجذم ) هذا الحديث ضعيف السند ولا شك .
السائلة : ماهو الجذام .
الشيخ : مجذوم مجذوم مصاب بداء الجذام أجذم مصاب بداء الجذام لكن الحديث ضعيف المهم في هذه الآية أن المقصود هنا بالنسيان هو الترك العمل وإلا لو افترضنا إنسانا عرف كثيرا من أحكام القرآن مثل الصلاة والزكاة لكن حفظ الآيات الواردة فيها ثم نسيها وهو الله يقول له (( أقم الصلاة )) يقيم الصلاة (( آتوا الزكاة )) بيؤتي الزكاة حج إلى البيت فيحج قائم بفرائض الله عز وجل ولكن هو مو طالب علم حفظ في أول الأمر سور أو آيات من سور من القرآن مع الزمن نسيها لا شك أن هذا ليس كمالا ولكن هل هذا يقال له (( كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا )) لا المقصود بالنسيان هنا ترك العمل مش نسيان التلاوة أبدا
السائلة : شيخ ... آياتنا
الشيخ : آياتنا (( كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )) هنا أسئلة نجيب عنها باختصار فقد تـأخر الوقت
بسم الله الرحمن الرحيم السؤال الأول .
12 - تفسير قوله تعالى: (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )) ؟ ، وما هو المراد بالإعراض عن الأيات ؟ أستمع حفظ
إذا ظهر للمصلي بعد فراغه من صلاته أنه صلى في ثياب متنجسه هل يعيد صلاته أم هي صحيحة ؟.
الجواب : صلاته صحيحة بدليل ( أن الرسول عليه السلام صلى يوما في نعليه ثم خلع نعليه فخلع أصحابه نعالهم وهم يصلون خلفه بعد أن سلم قال لهم عليه الصلاة والسلام لم نزعتكم نعالكم قالوا رأيناك نزعت فنزعنا قال إن جبريل عليه السلام أخبرني بأن في نعليّ أذى ) يقول فخلعتهم لما علمت إنه في نجاسة في النعلين ومعنى هذا بأنه اعتبر صلاته السابقة صلاة صحيحة وما استأنف الصلاة فإذا كان تبين له في آخر الصلاة أنه في نجاسة في الثوب أو المكان فذلك لا يضر في صلاته فهي صحيحة .
13 - إذا ظهر للمصلي بعد فراغه من صلاته أنه صلى في ثياب متنجسه هل يعيد صلاته أم هي صحيحة ؟. أستمع حفظ
هل يفهم من الحديثين ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي في ثوب واحد مشتملا به ... ) و ( ... يشتمل أحدكم في صلاته اشتمال اليهود ) أن الإشتمال كما في القاعدة الفقهية القول مقدم على الفعل ؟ أم أن الإشتمال كان غير اشتمال اليهود ؟
عن عمر بن أبي سلمة قال : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي في ثوب واحد مشتملا به في بيت أم سلمة واضعا طرفيه على عاتقيه ) متفق عليه .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه فإن الله أحق من تزين له فإن لم يكن له ثوبان فليتزر إذا صلى ولا يشتمل أحدكم في صلاته اشتمال اليهود ) هل نفهم من الحديثين في كلمة الاشتمال القاعدة الفقهية القول مقدم على الفعل أم أن اشتمال الرسول صلى الله عليه وسلم كان غير اشتمال اليهود ؟
الجواب الأخير هو الذي ينبغي تبنيه اشتمال الرسول عليه السلام الذي جاء في حديث عمر بن أبي سلمة هو غير اشتمال اليهود هو مفسّر في نفس الحديث ( واضعا طرفيه على عاتقيه ) يعني كالاضطباع في الحج طرف من هون وطرف من هون فهذا ليس اشتمال اليهود اشتمال اليهود بيرمي البطانية على كتافه بيضبها هيك فهذا معرض لأقل حركة إنه ينكشف وقد يبدو عورته أو شيء من عورته فاشتمال اليهود ليس فيه الحيطة في ستر العورة بخلاف رمي طرف من هنا وطرف من هنا فحديث عمر بن أبي سلمة فيه ذكر لفظة الاشتمال لكن ليس فيه أن الاشتمال صار اشتمال يهود بل فيه بيان أن هذا الاشتمال كان برمي أحد طرف من الثوب ها هنا وطرف من الثوب ها هنا والمنهي عنه هو اشتمال اليهود واشتمال اليهود قطعا هو غير الذي فعله الرسول وغير الذي أمر به الرسول عليه الصلاة والسلام .
14 - هل يفهم من الحديثين ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي في ثوب واحد مشتملا به ... ) و ( ... يشتمل أحدكم في صلاته اشتمال اليهود ) أن الإشتمال كما في القاعدة الفقهية القول مقدم على الفعل ؟ أم أن الإشتمال كان غير اشتمال اليهود ؟ أستمع حفظ
ما الصحيح في اختلف العلماء والفقهاء في التسليم من الصلاة فمنهم من يوجب التسليم إلى اليمين واليسار ومنهم من يقول بأن السنة تسليمتين والواجب واحدة ؟
اختلف العلماء والفقهاء في التسليم من الصلاة فمنهم من يوجب التسليم إلى اليمين واليسار ومنهم من يقول بأن السنة تسليمتين والواجب واحدة ؟
الجواب : هو هذا الأخير التسليمتان لا تجبان معاً وإنما الواجب منها التسليمة الأولى وهي ركن لا تصح الصلاة إلا بهذه التسليمة الأولى أما التسليمة الثانية فهي سنة فهي سنة لأنه ثبت عن الرسول عليه السلام أنه في بعض الأحيان كان يقول السلام عليكم ورحمة الله وبس فهذا هو الركن ولا تصح الصلاة إلا بهذه التسليمة أما التسليمة الثانية فهي سنة والأفضل الإتيان بها ولو أحيانا .
15 - ما الصحيح في اختلف العلماء والفقهاء في التسليم من الصلاة فمنهم من يوجب التسليم إلى اليمين واليسار ومنهم من يقول بأن السنة تسليمتين والواجب واحدة ؟ أستمع حفظ
ماهو المقدار الذي يفتح المصلي به بين قدميه ؟ وما هي السنة في كيفية التراص في صفوف الصلاة ؟
ليس في هذا السؤال سنة والمسلم إذا صلى وحده أو إماما وقف الوقفة التي يرتاح لها سواء فرّج بين قدميه خمس أصابع كما تقول بعض المذاهب بدون حجة أو أكثر من ذلك و أقل المهم يقف الوقفة التي لا يتضايق منها لكن كما قلت هذا في حالة كونه يصلي وحده منفردا أو إماما أما إذا كان يصلي في الصف فهناك وقفة متكلفة لابد منها لابد من التفريج بين القدمين بحيث يلتصق قدم اليمنى بقدم جاره اليسرى وقدمه اليسرى بقدم جاره اليمنى وبيصير الصف كما قال تعالى كالبنيان المرصوص فالصف الذي يصفونه اليوم الرجال فضلا عن النساء النساء أبعد ما يكن عن التراص في الصف الرجال أحسن منهم لكن بقليل فتسوية الصفوف مع تراص الأقدام والمناكب هذا من واجبات الصلاة كما قال عليه الصلاة والسلام ( سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف ) في رواية يقول ( من إقامة الصلاة ) وفي أخرى يقول ( من تمام الصلاة ) فالصلاة التي لا تسوى فيها الصفوف فهي ناقصة بدليل هذا الحديث لذلك يجب التراص بالأقدام وهذا التراص يتطلب فرجة تختلف من إنسان لآخر من إنسان بدين مثلا فلازم يوسع رجليه كثير من إنسان نحيف فعلى نسبة نحافته بتكون الفرجة بين قدميه .
وينبغي أن يلاحظ فيه بهذه المناسبة الرجال فضلا عن النساء أن التفريج بين القدمين ما لازم يكون مبالغ فيه بحيث أننا حينما نسعى بالتفريج بين القدمين للصق الأقدام بعضها في بعض نعمل فرجة بين المنكب والمنكب بيكون يعني مثل ما بيقول المثل العامي " بدنا نكحّلها بنعميها " تعمية لأنه يجب لصق الأقدام ولصق المناكب أيضا المنكب مع المنكب والقدم مع القدم فأنا مثلا لما بفرّج أبالغ في التفريج بعمل هيك هذاك مهما رص معي هون رح يتم في فرجة لكن لما بوقف وقفة طبيعية وبركز حالي شوية على التراص ولصقت منكبي بمنكب جاري من هون ومن هون كذلك قدمي هذا التفريج المبالغ فيه يفعله بعض إخواننا السلفيين حرصا وجهلا حرصا منهم بلصق القدم بالقدم هو يبنقل هيك رجله شوية هذاك ماهو سلفي ولا هو سني مجرد ما يشعر إنه مست قدم جاره قدمه هو يبعد بيهرب عنه شو بيساوي صاحبنا كمان نقلة ثانية لحتى يمكن ينفرج بين رجليه منشان إيش يلحقه لك أخي أفأنت تكره الناس على أن يكونوا مؤمنين أنت اعمل واجبك مجرد ما تنقل قدمك شوية حسيته هرب فهمت إنه هو ليس على السنة اتركه بأى فلا توجد شقة بأى بعيدة بينك وبينه حتى في المنكب في الكتف هذا أدب يجب أن يلاحظه السلفيون نساء ورجالا لصق القدم بالقدم والمنكب بالمنكب مو بس نلصق القدم ونفرج بين المنكب والمنكب لا هو إذا أخذنا القضية بالعقل لصق المنكب بالمنكب أحسن من لصق القدم بالقدم مع التفريج بين المنكبين يعني عنا صور عديدة الصورة الكاملة لصق القدم بالقدم والمنكب بالمنكب عنا صورة ثانية لصق المنكب بالمنكب مع عدم لصق القدم بالقدم هي الصورة الثانية الصورة الثالثة لصق القدم بالقدم والتفريج بالمنكب هذه بتجي بالمرتبة الثالثة والمرتبة الأخيرة الرابعة والأخيرة هو التفريج بين الأقدام وبين المناكب معناها هالصف هذا ... ماهو كالبنيان المرصوص فهذا جواب بالنسبة لما يتعلق بالتفريج بين القدمين إذا صلى وحده إماما أو منفردا مافي سنة معينة أما إذا صلى في الصف فلابد من لصق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم نعم .
السائلة : بنصلي مثلا جماعة رأسا ... .
الشيخ : واجب مو بس لازم .
16 - ماهو المقدار الذي يفتح المصلي به بين قدميه ؟ وما هي السنة في كيفية التراص في صفوف الصلاة ؟ أستمع حفظ
هل يستعاذ شخص عندما يريد أ، يقرأ آية الكرسي قبل أن ينام ؟
الشيخ : متى بدك تقرأيها ؟
السائلة : قبل ما ننام .
الشيخ : لا بدك تستعيذي لأنه هذه تلاوة .
طيب خلصنا نحن فانصرفن راشدات
إذا تذكر الشخص أن ثوبه فيه نجاسة هل ينزعه أم يكمل صلاته ؟
الشيخ : إذا قدرت تشلحه وبتم مستورة ماشي أما إذا بدها تشلحه انكشفت عورتها معناها بدها تقطع الصلاة وتلبس ثوب ثاني أو تغسله .
السائلة : بيقولوا بكتاب فقه الإسلام إنه يعني ناس علماء بيقولوا واجب .
الشيخ : شو
السائلة : تطهير المكان وناس بيقولوا سنة يعني بيختلفوا فيه .
الشيخ : إيه بيختلفوا هو الصواب إنه شرط إيه نعم لكن هالشرط بيسقط بعذر إيش الجهل .