باب " باب نفقة الرجل على عبده وخادمه صدقة " شرح حديث: أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالصدقة فقال رجل عندي دينار قال: أنفقه على نفسك ... ).
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) .
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وصل بنا الدرس الماضي إلى الباب مئة .
باب " إذا كره أن يأكل مع عبده " .
الطالبة : عمو في الحديث الذي قبله
الشيخ : قبله
الطالبة : إيه
الشيخ : صح إيه نعم باقي الحديث الأخير من الباب التاسع والتسعين " باب نفقة الرجل على عبده وخادمه صدقة "
وهو ما رواه بإسناده الحسن .
عن أبي هريرة قال : ( أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالصدقة ، فقال رجل عندي دينار قال أنفقه على نفسك قال عندي آخر قال أنفقه على زوجتك قال عندي آخر قال أنفقه على خادمك ثم أنت أبصر ) .
هذا الحديث كالشرح لحديث مضى أيضا من حديث أبي هريرة بلفظ ( ابدأ بنفسك ثم بمن تعول ) فهو ها هنا يشرح هذا الحديث في قصة واقعية وذلك حينما أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بالصدقة فقال أحد الحاضرين ( عندي دينار فقال له عليه السلام أنفقه على نفسك ) هذا بمعنى ( ابدأ بنفسك ثم بمن تعول ) ( قال عندي آخر قال أنفقه على زوجتك قال عندي آخر قال أنفقه على خادمك ثم أنت أبصر ) أي أعرف وأعلم بإنفاق بقية ما قد يكون عندك من دراهم .
فالحديث إذن توضيح واقعي لقوله عليه الصلاة والسلام المتقدم ( ابدأ بنفسك ثم بمن تعول ).
1 - باب " باب نفقة الرجل على عبده وخادمه صدقة " شرح حديث: أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالصدقة فقال رجل عندي دينار قال: أنفقه على نفسك ... ). أستمع حفظ
باب " باب إذا كره أن يأكل مع عبده " شرح حديث أبي الزبير : ( أنه سمع رجلا يسأل جابرا عن خادم الرجل، إذا كفاه المشقة والحر، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوه؟ قال: نعم ... )
روى بإسناده الصحيح عن هنا عندي ابن الزبير والصواب أبي الزبير إذا كان حدا منكم عنده نسخة أبي الزبير .
أنه : ( سمعه يسأل جابرا عن خادم الرجل إذا كفاه المشقة والحرة أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يدعوه قال نعم ) .
جابر بن عبد الله الأنصاري يحدث عنه أبو الزبير وهذا من التابعين الذين يكثرون من الرواية عن أبي الزبير
سئل جابر (عن الخادم ) أي العبد ( الذي يطبخ الطعام لسيده فيكفيه مؤنة طبخه والنفخ في ناره ) فيكفيه المشقة ودخان الطبخ يومئذ فهل الرسول عليه السلام ( أمر السيد أن يدعو عبده ليأكل معه من هذا الطعام الذي حضره له أجاب جابر بنعم ) أي أن الرسول عليه السلام أمر بذلك قال ( فإن كره أحدكم أن يطعم معه فليطعمه أكلة في يده ) إذا كان هذا السيد في عنده نفس شوية عزيزة عليه أكثر من اللازم بحيث أنه يأنف من أن يشاركه في طعامه عبده وخادمه الذي هيأ له هذا الطعام وهذا مثاله إنه الطباخ يشارك رب البيت بأن يأكل معه فهذا قد يشق على بعض الناس ويكره ذلك وهذا طبعا يدل على شيء من العنجهية ومن التكبر في نفس هذا السيد ولكن ليس هذا من المنكر الكبير لأن بعض النفوس تتقزز من مثل هذه الأمور فالرسول عليه الصلاة والسلام عالج هذا الأمر وهذه الأنفة من أن يشارك الخادم سيده في طعامه عالج ذلك بأنه إن كان ولابد فليسلمه شيئا من ذلك الطعام ترضية لذلك العبد أو الخادم .
أما إنه هو هذا الخادم قام بطبخ فلا يذوق منه شيئا لأنه هذا طبخ خاصة للسيد فهذا لا يجوز بل الأفضل لهذا السيد أن يجلس عبده معه فيشاركه في طعامه فإن كانت نفسه تأبى ذلك عليه فلا أقل من أن يسلمه أكلة لقمة لقمتين فتطمئن نفس هذه الخادم على سيده وهذا في الواقع من جملة الأساليب التي قضى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المشاكل التي قد تقع بين الأغنياء والفقراء بين الأسياد وبين العبيد تلطف شقة الخلاف والتباين بين السيد وبين عبده بأن أمر بمثل هذه المؤانسة والمشاركة في الطعام بين السيد وبين عبده وجعل ذلك كما أفادنا هذا الحديث على مرتبتين الأولى وهي العليا أن يجلس العبد مع السيد على مائدة واحدة فإن أبت نفسه ذلك عليه فلا أقل من أن يطعمه من هذا الطعام الذي حضره له .
2 - باب " باب إذا كره أن يأكل مع عبده " شرح حديث أبي الزبير : ( أنه سمع رجلا يسأل جابرا عن خادم الرجل، إذا كفاه المشقة والحر، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوه؟ قال: نعم ... ) أستمع حفظ
قراءة باب " باب يطعم العبد مما يأكل " شرح حديث: جابر بن عبد الله قال: ( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بالمملوكين خيرا...)
الباب يقول " باب يطعم العبد مما يأكل "
روى المصنف بإسناده الصحيح .
عن جابر بن عبد الله قال : ( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بالمملوكين خيرا ويقول أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم من لبوسكم ولا تعذبوا خلق الله ) .
الحديث الذي بعده هو يجمع في المعنى بين ما تضمنه حديث جابر الأول والثاني وهو في الباب الثاني بعد المئة
" باب هل يجلس خادمه معه "
إذا أكل روى بإسناده الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( إذا جاء أحدكم خادمه بطعامه فليجلسه فإن لم يقبل فليناوله منه ) .
3 - قراءة باب " باب يطعم العبد مما يأكل " شرح حديث: جابر بن عبد الله قال: ( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بالمملوكين خيرا...) أستمع حفظ
ترجمة أبي محذورة رضي الله عنه ، وبيان مشروعية الترجيع في الأذان
هذا من أصحاب الرسول عليه السلام بل هو أحد مؤذني الرسول عليه السلام أبو محذورة هذا " كان بيأذن بعد أن تعلم الأذان من النبي عليه الصلاة والسلام كان يؤذن في مكة في حياته عليه الصلاة والسلام وبعد وفاته وتوارث بنوه الأذان منه " .
وكان في أذانه سنة لا تعرف في كثير من البلاد الإسلامية وبصورة خاصة اليوم هذه السنة في الأذان الذي كان الرسول عليه الصلاة والسلام علمها لأبي محذورة هي ما يسمى عند الفقهاء بالترجيع .
والترجيع في الأذان هو أن يهلل أو يتشهد المؤذن الشهادتين سرا في نفسه ثم يجهر بعد ذلك فالأذان المعروف اليوم هو يكبر أربعا في أول الأذان رافعا صوته فإذا جاء عند الشهادتين خفض صوته بهما فقال مسمعا نفسه أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله ثم رجع فرفع بها صوته أشهد أن لا إله إلا الله إلى آخره هذا اسمه الترجيع وهو سنة في الأذان .
ولكن ليس سنة مؤكدة لأن بلالا لم يكن يرجّع مثل هذا الترجيع فإذن السنة بالنسبة إلينا اليوم أن نرجّع تارة ولا نرجّع تارة لنجمع بذلك بين تعليم الرسول عليه السلام لبلال الأذان حسب ماهو معروف اليوم وبين تعليمه أبا محذورة الأذان كما سمعنا الآن وفيه الترجيع .
شرح حديث أبي محذورة رضي الله عنه قال : ( كنت جالسا عند عمر رضي الله عنه، إذ جاء صفوان بن أمية بجفنة يحملها نفر في عباءة ... )
فيقول أبو محذورة : ( كنت جالسا عند عمر رضي الله عنه إذ جاء صفوان بن أمية ، صفوان هذا صحابي أيضا فالقصة تدور بين هؤلاء الأصحاب الثلاثة أبو محذورة الراوي وعمر بن الخطاب الموجه وصفوان بن أمية الذي حضر هذه القصة قال : كنت جالسا عند عمر رضي الله عنه إذ جاء صفوان بن أمية بجفنة ) الجفنة هو القصعة أو بالمعنى العام المعروف اليوم الطنجرة الكبيرة .
( جاء بجفنة يحملها نفر في عباءة ) من ضخامة هذه الجفنة أنه لا يمكن أن يحملها اثنان وإنما بيفرشوا العباءة الضخمة وبيمسكوا العباءة من أربعة أركانها وبيرفعوا الجفنة وبينقولها إلى المكان المطلوب .
( إذ جاء صفوان بن أمية بجفنة يحملها نفر في عباءة فوضعوها بين يدي عمر فدعا عمر ناس مساكين وأرقاء من أرقاء الناس حوله ) أرقاء يعني عبيد كما هو معلوم .
( فأكلوا معه ) أمير المؤمنين يجلس ويأكل مع المساكين ومع العبيد من تلك القصعة الكبيرة وهي الجفنة ثم قال عند ذلك ( عمر يقول : فعل الله بقوم ) أو قال ( لحا الله قوما ) فعل الله بقوم يعني انتقم منهم أو قال لحا الله قوما أي استأصلهم وقضى عليهم الخلاصة أن عمر يدعو على هؤلاء القوم شو صفتهم قال : ( يرغبون عن أرقائهم أن يأكلوا معهم ) فعمر بن الخطاب رضي الله عنه يستنكر على الأسياد الذين لا يجالسون العبيد ليؤاكلوهم وصفوان هذا ابن أمية كان من كرام العرب ومن المشهورين بإطعام الطعام الظاهر أن عمر رضي الله عنه لاحظ أن صفوان الذي جاء بتلك الجفنة الضخمة وفيها طعام كأن هذا فعله تكرما منه وإطعاما للفقراء والمساكين والعبيد لكن يظهر أن صفوان لم يجالس الجماعة كما فعل عمر فدعا عمر على الأسياد الذين لا يجالسون العبيد ولا يؤاكلونهم فقال : ( فعل الله بقوم ) أو ( لحا الله قوما يرغبون عن أرقائهم أن يأكلوا معهم ) فقال صفوان معتذرا ( أما والله ما نرغب عنهم ولكنا نستأثر عليهم لا نجد والله من الطعام الطيب ما نأكل ونطعمهم ) هذا في الواقع سمو من صفوان خلاف ما قد يبدو لبعض الأذهان أنه اعتذار عن خطأ بدر منه ليس كذلك هو يقول ما مفاده أنه لا يتيسر له من الطعام الطيب ما يتسع له ولأهل بيته ولعبيده أيضا والآن قد تيسر له هذه الجفنة من الطعام فجاء بها خالصة للفقراء والمساكين فهو لم يجالسهم ولم يطعم معهم لا أنفة وكبرياء وإنما إفرادا لهم بهذا الطعام الطيب وعدم مشاركة منه لهم فيه وهذا في الواقع تدل على نفس كريمة وسخية منتهى السخاء لأنه خص العبيد بأن يأكلوا من هذا الطعام الطيب ولم يشاركهم فيه ليأكلوا ويشبعوا ... منه .
فإذن أفادنا هذا الأثر من عمر رضي الله عنه أنه يكره أشد الكراهة أن يترفع السيد عن أن يشارك عبيده فضلا عن خادمه الحر في الطعام والشراب هذا في الواقع من سمو الإسلام في الربط بين أفراد المسلمين في مجتمعهم حيث لا يفرق بين سيد ومسود بين حر وعبد فكلهم يجلسون على مائدة واحدة ويطعمون من طعام واحد هذا منتهى العدل بين المسلمين جميعا في الحديث الثاني وهو في الباب الثالث بعد المئة باب إذا نصح العبد لسيده .
الطالبة : قلنا الحديث إنه بيقول الأثر إنه الانسان .
الشيخ : شلون .
الطالبة : بيدل الحديث على إنه الإنسان أن يؤثر نفسه على غيره .
الشيخ : يؤثر غيره على نفسه .
الطالبة : نفسه يعني هو عم يقول ولكننا نستأثر عليهم لا نجد والله من الطعام الطيب ما نأكل ونطعمهم يعني إذا ما عنده هو يأكل هو بيجوز له بيجوز يأكل .
الشيخ : بيجوز .
الطالبة : ما يطعم غيره .
الشيخ : لأنه هذه الفقرة هي موضحين عليها فالفقرة هاي بتنبهنا بالحديث السابق ( أنفقه على نفسك قال عندي آخر قال أنفقه على زوجك قال عندي آخر قال أنفقه على خادم ثم فيما بقي أنت أبصر ) يجوز طبعا لكن المهم هنا في عنا قضيتين في قصة عمر القضية الأولى إنه عمر يحض على مشاركة الأسياد للعبيد في الطعام القضية الثانية صفوان بن أمية هذا لم يستنكف عن مشاركتهم في الطعام أنفة واستكبارا وإنما لأنه وجد طعام جيد فخصه بهؤلاء فهذا هو سبب عدم جلوسه معهم أما إذا كان السيد ما عنده غير ما يكفي نفسه وعياله وأطعم عبده ما دون ذلك من الطعام فهذا يجوز طبعا .
5 - شرح حديث أبي محذورة رضي الله عنه قال : ( كنت جالسا عند عمر رضي الله عنه، إذ جاء صفوان بن أمية بجفنة يحملها نفر في عباءة ... ) أستمع حفظ
باب " باب إذا نصح العبد لسيده " شرح حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : ( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة ربه فله أجره مرتين ).
أي بيان ما له من الأجر
روى بإسناده .
عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة ربه فله أجره مرتين ) .
هذا من توجيه الشارع للعبيد على النصح لأسيادهم في خدمتهم إياهم حيث يجعل له لهذا العبد الذي ينصح لسيده ويعبد ربه أجرين أجر العبادة لله وحده وأجر النصح لسيده أي إنه يقول للعبيد إن قيامكم لخدمة أسيادكم ليس هكذا يذهب هباء منثورا بل لكم أجر عند الله عز وجل فيما إذا نصحتم في خدمتكم لأسيادكم.
( إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة ربه فله أجره مرتين ) مرة لعبادته ربه وحده لا شريك له والمرة الأخرى لنصحه لسيده في قيامه بخدمته .
6 - باب " باب إذا نصح العبد لسيده " شرح حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : ( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة ربه فله أجره مرتين ). أستمع حفظ
الكلام على إسناد حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : ( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة ربه فله أجره مرتين ) .
الشيخ : هذا إسناد صحيح لكن هذا مما يقال فيه صحيح لغيره وهذا مما له علاقة بعلم الحديث لأنه في السند يقول حدثنا إسماعيل حدثني مالك إسماعيل هذا هو ابن أبي مالك الأصبحي المدني وهو من شيوخ البخاري الذين تكلم فيهم بسبب سوء حفظهم فهذا السند لا يثبت للحديث وحده وإنما لأنه جاء من طريق غير إسماعيل هذا فالحديث صحيح بلا شك ولذلك هنا في التخريج مخرّج في البخاري وفي مسلم أي من طريق أخرى غير طريق إسماعيل هذا المهم أن الحديث صحيح لكن السند لا يقال فيه صحيح وهذا من الدقة في تخريج الأحاديث.
7 - الكلام على إسناد حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : ( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة ربه فله أجره مرتين ) . أستمع حفظ
شرح حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: ( قال لرجل قال رجل لعامر الشعبي يا أبا عمرو إنا نتحدث عندنا أن الرجل إذا أعتق أم ولده ثم تزوجها كان كالراكب بدنته فقال عامر حدثني أبو بردة : ثلاثة لهم أجران ... ).
عن صالح بن حيّ قال : ( قال لرجل قال رجل لعامر الشعبي يا أبا عمرو إنا نتحدث عندنا أن الرجل إذا أعتق أم ولده ثم تزوجها كان كالراكب بدنته فقال عامر حدثني أبو بردة عن أبيه ) .
أو بردة هو تابعي ابن أبي موسى الأشعري فقوله هنا عن أبيه يعني أبا موسى الأشعري .
قال أي أبو موسى قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ثلاثة لهم أجران رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فله أجران والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه ) أي أيضا له أجران ( ورجل كانت عنده أمة يطؤها فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران ) .
نعود إلى شرح الحديث:
أولا : قول يا أبا عمرو كنية عامر الشعبي وهو تابعي مشهور قال الرجل له إنا نتحدث عندنا السائل كما في بعض الروايات من خراسان فقوله عندنا يعني في خراسان هناك يتحدثون وكانت تلك البلاد من المواطن التي يرابط فيها المسلمون ويغيرون منها على البلاد الشرقية نحو الهند والصين وما يحوم حول هذه البلاد هناك يقول السائل ( نتحدث عندنا أن الرجل إذا أعتق أم ولده ثم تزوجها كان كالراكب بدنته ) أم ولده هذا عبارة وكناية عن عبدة الرجل الحر إذا كان يستمتع بها ثم رزق منها ولدا فهي أم ولده فأم ولده من حيث أصل الكلمة تقال لكل زوجة وزوج فكل زوج له زوجة وله منها ولد أو أكثر فهي أم ولده ولكن اصطلح في هذه الكلمة أم الولد أنها خاصة بالإماء أو بالعبيدات فحين يرد هذا السؤال فيقول السائل إن الرجل إذا أعتق أم ولده ثم تزوجها كان كالراكب بدنته هو كما يأتي في نفس الحديث من المستحب في الإسلام أن الرجل إذا جاءت إليه أمة إما بطريق الحرب كما شرحنا ذلك في درس مضى أي بتقسيم قائد الجيش للسبايا فخرج للرجل امرأة فهي أمته وهي جاريته سواء كان بهذا الطريق أو بطريق الشراء الشرعي .
فحينما يحوي الرجل أمة من الإماء تصبح حلالا له كما لو تزوجها بالكتاب والسنة لكن هنا لا عقد مجرد أن تصبح أمة له لا تشرب بيدك الشمال مجرد أن تصبح أمة له بطريق من الطريقين المذكورين تحل له هذه أمة ولكن متى تسمى أم ولد إذا رزق منها ولدا تصبح أم ولد .
8 - شرح حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: ( قال لرجل قال رجل لعامر الشعبي يا أبا عمرو إنا نتحدث عندنا أن الرجل إذا أعتق أم ولده ثم تزوجها كان كالراكب بدنته فقال عامر حدثني أبو بردة : ثلاثة لهم أجران ... ). أستمع حفظ
بيان المشكل الذي ورد في حديث أبي موسى رضي الله عنه : ( إذا أعتق أم ولده ثم تزوجها )، وبيان شذوذ لفظ: إذا أعتق أم ولده. والصواب ( إذا أعتق أمته )
ولذلك هذه الرواية في مصطلح الحديث تسمى شاذة أي لفظة أم ولده شاذة والصواب أمته وعلى الصواب روى هذه اللفظة الإمام مسلم في صحيحه وغيره في غيره يعني بدل أم ولده أمته هذا هو الصواب .
ومن دقة الإمام البخاري في صحيحه أنه هو نفسه صاحب الكتاب الذي نقرؤه روى هذا الحديث بنفس السند المذكور ها هنا رواه في الصحيح لكن ما ذكر السؤال والجواب وإنما ذكر الحديث المرفوع إلى الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه فيما يبدو لي والله أعلم أنه لاحظ هذه النكارة فما أحب أن يودع في كتابه الذي سماه بالمسند الصحيح مثل هذه النكارة فحذف السؤال والجواب وذكر الحديث ( ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين ) في صحيح البخاري هكذا فعل مع أن السند نفسه اللي رواه في هذا الكتاب هو نفسه رواه في الصحيح لكن هذا الكتاب بيتحمل من الروايات والألفاظ ما لا يتحمله كتابه المسمى بالمسند الصحيح لأن المسند الصحيح خصه بالصحيح أما الأدب المفرد فما خصه بالصحيح فلذلك ترين أنني في كثير من الأحيان لا أقرأ بعض الأحاديث لضعفها وضعف أسانيدها فالخلاصة .
9 - بيان المشكل الذي ورد في حديث أبي موسى رضي الله عنه : ( إذا أعتق أم ولده ثم تزوجها )، وبيان شذوذ لفظ: إذا أعتق أم ولده. والصواب ( إذا أعتق أمته ) أستمع حفظ
بيان طريقة المحدثين في تصنيف كتب الحديث.
الشيخ : ليش جعل الكتابين
السائلة : يمكن ... يعني بالنسبة ...
الشيخ : لأنه هذا اللي عم نقرؤه اسمه الأدب المفرد لم يخصه بالصحيح نوع من أساليب التأليف فكثير من المحدثين بل أكثر المحدثين رووا في كتبهم ما صح وما ضعف من الأحاديث وقليل جدا من علماء الحديث الذين أفردوا للحديث الصحيح كتبا خاصة وفي مقدمة هؤلاء البخاري ومسلم فهو في الأدب المفرد لا يتقيد بالصحيح هذا مذهبه مشرب في التأليف يشاركه في ذلك جماهير المحدثين .
أما في الصحيح وكذلك صاحبه الإمام مسلم فإنما يوردان فيهما ما صح عندهما عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولما كانت هذه اللفظة بهذه الصيغة التي وقعت للإمام البخاري بهذا السند أنكرها الإمام البخاري كما يبدو لي لم يورد السؤال في الصحيح مع إنه نفس السند ونفس الرواية موجودة في الصحيح فحذف هذه اللفظة لما فيها من نكارة .
تتمة شرح حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: ( إنا نتحدث عندنا أن الرجل إذا أعتق أم ولده ثم تزوجها كان كالراكب بدنته ... ), وبيان بطلان ما كان يعتقد في خراسان ونحوها أن من أعتق جاريته ثم تزوجها كان كمن يركب بدنته.
وهذا طبعا النص عام ليس كما يقول بعض الشرّاح إنه خاص بأهل الكتاب الذين كانوا في عهد الرسول عليه السلام هكذا يقول بعضهم الحديث ليس فيه هذا التخصيص ثم هناك تخصيص آخر لا نرى له وجاهة أيضا يقولون هذا الأجر للذي كان من أهل الكتاب فيما إذا كان إيمانه بعيسى لم يكن قد شابه شيء من الانحراف أو الزيغ أو الضلال هذا أيضا لا يصح التقييد بالحديث به لأن الحديث مطلق لاسيما ونحن نعلم أن الذين كانوا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام من أهل الكتاب وآمنوا به عليه الصلاة والسلام ما كانوا مؤمنين بعيسى وبشريعة عيسى كما أنزلها الله هذا شبه مستحيل في تلك الأيام ولكن المقصود أن الكتابي الذي أدرك رسالة الرسول عليه السلام سواء بشخصه أو بالرواية عنه كما هو شأن أهل الكتاب اليوم ثم آمن وصدق فهذا له أجره مرتين ولو كان إيمانه الأول مشوب بشيء من الانحراف كما هو طبيعة أهل الكتاب جميعا فعلى كل حال هو خير من الوثنيين خير من المشركين الذين ليس عندهم شيء من العلوم شيء من الأخلاق التي تأتي الناس عادة مما ورثوه من النبوات والرسالات التي كانت قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام .
النوع الثاني ( والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه ) أي أسياده هذا أيضا له أجره مرتين كما تقدم في الحديث الذي قبله.
( ورجل كانت عنده أمة يطؤها فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران ) الشاهد من الحديث هو الفقرة الأخيرة فبها يرد الشعبي على ذلك الخراساني الذي يحكي عن قومه أنهم كانوا يستقبحون من السيد أن يعتق أمته ثم يتزوجها ويعتبرون ذلك كالراكب بدنته فروى له الشعبي هذا الحديث وفيه أن الذي يكون عنده أمة فيؤدبها ويحسن تأديبها ويعلمها ويحسن تعليمها ثم يعتقها ثم يتزوجها فله أجره مرتين أيضا .
ففيه حض كبير للرجل السيد أنه إذا كان تحته جارية عبده مملوكة أن يعتقها ويجعل عتقها صداقها ويتزوجها مقابل تحريره إياها من العبودية وهذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفسه بصفية وصفية معلوم لديكن جميعا أن أصلها كانت امرأة لأحد اليهود هي يهودية بنت يهودية من خيبر فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ووقع السبي الكثير في يد الرسول عليه السلام وقعت صفية في قسمة دحية دحية من أصحاب الرسول عليه السلام ( فجاء رجل وأخبر الرسول عليه السلام بأن عند دحية جارية أو عبدة لا تليق إلا لك فأرسل الرسول عليه السلام وراء دحية وأخذها منه بسبعة رؤوس ) يعني مقابل صفية اشتراها منه بسبعة رؤوس من العبيد ( ثم أعتقها الرسول عليه الصلاة والسلام وجعل عتقها صداقها وتزوجها ) فكان في فعله هذا عليه الصلاة والسلام تأييدا لقوله في هذا الحديث أن من الأشخاص الثلاثة الذين لهم أجرهم مرتين الرجل عنده العبدة الجارية فيعتقها فله على ذلك أجران.
11 - تتمة شرح حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: ( إنا نتحدث عندنا أن الرجل إذا أعتق أم ولده ثم تزوجها كان كالراكب بدنته ... ), وبيان بطلان ما كان يعتقد في خراسان ونحوها أن من أعتق جاريته ثم تزوجها كان كمن يركب بدنته. أستمع حفظ
بيان مشروعية تعليم الرجل لأهل بيته العلم الشرعي والتنبيه على بعض المخالفات التي تقع فيها بعض النساء ومنها النهي عن الترجل وتعلم مهن تخص الرجال .
إذا كان الأمر كذلك فينبغي ألا يشك أحد وإن كان هذا الشك قد قضي عليه في الوقت الحاضر وأقول آسفا ليس لأن المسلمين تفقهوا في دينهم وإنما لأن الأمواج الصاخبة التي تجرف كل شيء وتأتي من بلاد أوروبا هي التي جعلت العالم الإسلامي اليوم يجعل النساء يقبلن على العلم كالرجال ولا فرق فهم لم يتجهوا هذا الاتجاه بتوجيه مثل هذا الحديث وإنما اتجهوا هذا الاتجاه كتجاوب مع هذه الموجات الوافدة إلينا من أوروبا وإلا لو كان انصراف المسلمين اليوم إلى الاهتمام بتعليم النساء العلم لأن الشارع الحكيم حض على ذلك في أحاديث وهذا أحدها لكانوا تجاوبوا مع الشارع أيضا في تحديد درجات العلم وفي تحديد نوعية الوسائل التي ينبغي على النساء أن يلتزموها فيما إذا أردن أن يتعلمن العلم لأن الشارع الحكيم رغّب فيه فعدم تقيد النساء في العصر الحاضر بمثل هذه الوسائل والحدود التي يفرضها الشارع هذا دليل لما قلت من أن هذا الاتجاه للعلم من النساء اليوم ليس لأن الشارع هو حضهم أو حضهن على ذلك وإنما لأنه الموضة التيار هكذا يقول.
فهذا الحديث فيه الحض الصريح لتعليم الرجل أهل بيته حتى لو كانت أمته فيحسن به أن يعلمها وهكذا وهكذا نجد الرسول عليه الصلاة والسلام كما وجدناه قد طبّق الفقرة الأخيرة فيمن يعتق أمته وأن له أجرين طبّق ذلك في صفية فأعتقها وتزوجها كذلك أيضا نجد الرسول عليه السلام قد باشر الحض لنسائه على أن يتعلمن في حديث آخر وقد ( دخل عليه صلى الله عليه وسلم يوما امرأة صحابية جليلة اسمها الشفاء ) وكانت من النساء القليلات اللاتي ممكن يعبّر عنهن اليوم بالمثقفات المتعلمات يحسن القراءة والكتابة أقول قليلات لأن الرجال في ذلك العهد كان يقل فيهم المتعلمون المثقفون بحكم كون العرب يومئذ أمة أمية الرجل اليوم مثلا لو فرضنا أنها تدرس هندسة البناء فهي مهندسة تدرس مثلا الحقوق فهي محامية إلى آخر ما هنالك من العلوم لا يجوز للمرأة أن تقترب إليها مطلقا لأن هذا ينافي أمر الله لها بأن يكون الأصل فيها أن تلزم عقر دارها (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )) والعلوم التي تدرس اليوم في الجامعات رجالا كثيرة وكثيرة جدا ومع ذلك فأصبحت النساء يشاركن الرجال في كل هذه العلوم هذا علم لكن هذا النوع من العلم ليس للمرأة أن تباشره وأن تتعاطاه .
العلم الذي يحسن بالمرأة أن تتعلمه وتتثقف فيه هو ما يصلح عقيدتها هو ما يثقفها يفهمها أحكام دينها وما تستعين به على إصلاح خلقها ونفسها وأخيرا على تربية أولادها في هذه الحدود يحسن المرأة أن تتعلم وأن تتثقف وأما أن تتعلم هذه العلوم التي يتعلمها الرجال وهي من طبيعة الرجال تتعلم مثلا لتصبح نائبة اسما بمعناه اللغوي لا بالمعنى الاصطلاحي هذا طبعا لا يجوز لأنها هذا العلم يستدعيها أن تخرج لأدنى مناسبة وأن تخالط الرجال وأخيرا أن تستحق بذلك لعنة الله حينما قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم ( لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ) وفي لفظ آخر ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجلة من النساء ) يمكن النساء بيعرفوا رجل لفظة رجل بيعرفوها أما رجلة ما بيعرفوها والحمد لله لكن الشرع نبّه على هذا إنه امرأة ورجلة ضدان لا يجتمعان أبدا في الإسلام فلعن الرسول عليه السلام الرجلة من النساء من هي هي مترجلة هي التي تمشي في الطريق ولها صدر الطريق لها الشارع من الطريق بينما في الإسلام الله أكبر .
كانت المرأة في العهد الأول تمشي مع الجدار جلبابها يمس الجدار يمينا أو يسارا أما اليوم فإذا كان هناك صف من الرجال وامرأة واحدة تشق هذا الصف ولا تباليه لجرأتها وقلة حيائها هذا هو الترجل وأنا آسف أن أقول حتى النساء المسلمات قد خالطهن كثير من هذا الترجل وبنسب طبعا متفاوتة ولذلك فعلى النساء والفتيات المؤمنات أن يجاهدن في جملة ما يجاهدن فيه أن يبتعدن عن الترجل ما استطعن إلى ذلك سبيلا.
12 - بيان مشروعية تعليم الرجل لأهل بيته العلم الشرعي والتنبيه على بعض المخالفات التي تقع فيها بعض النساء ومنها النهي عن الترجل وتعلم مهن تخص الرجال . أستمع حفظ
التحذير من تشبه النساء بالرجال فيما هو من خصائص الرجال في العلم.
من ذلك مثلا أي من العلم الذي يحاول بعض النساء المسلمات والمؤمنات الغيورات ولا أتكلم عن غيرهن جاءني شاب اليوم يستشيرني في المكتبة الظاهرية قال خطب فتاة وهي سافرة قال أنا أعرف كلمة سافرة كلمة مطاطة فكلمة سافرة يعني وجهها وإلا عن شعرها وإلا أكثر من ذلك؟ قلت تعني إيش سافرة شلون يعني قال هالسفور لا ساترة شعرها ولا عنقها ولا أي شيء قلت له الله يحفظك هذه التي خطبتها قال لي شو بدي أساوي يا أستاذ ما عم ألاقي وعم يرفضوني هو ... أنه سلفي قلت له بيظهر أنت لك شروط قال إيه طبعا قلت له من شروطك قال بدي إياها تكون مثقفة وهنا بيت القصيد بدي إياها مثقفة قلت له إيش قال منشان تكون داعية قلت له يا أخي أنت هلا داعية أنت هلا كرجل أنا أعرفه إنه معلوماته في الإسلام سطحية لكنه غيور فعلا ككثير من الشباب والشابات قلت له أنت داعية قال لا والله بس ها بنحاول قلت له إذا كانت زوجتك بتعرف تقرأ وتكتب كفاية وبركة فأنت لازم تتزوج امرأة أولا تحصنك عن الفاحشة عن النظر يمينا ويسارا بالتالي أنت تحصنها ثانيا بتقوم بواجب البيت وواجب تربية الأولاد إن رزقكم الله ولدا شو داعية ما داعية هذا الزمن الرجال قل فيهم الدعاة فضلا عن النساء فباسم الدعاة بأى من النساء تخرج المرأة من بلدها لا محرم معها في سبيل ماذا؟ الدعوة للإسلام الله أكبر هذا مثله كمن يبني قصرا ويهدم مصرا في سبيل أو كمثل الحديث الصحيح ( مثل العالم الذي لا يعمل بعلمه كمثل الشمعة تحرق نفسها وتضيء لغيرها ) فهذه المرأة تسافر سفرا محرما لا يجوز لها أن تسافر من ها هنا إلى الجنوب إلى الكعبة إلا ومعها محرم وإذا بها هي تسافر من ها هنا تستدبر الكعبة لماذا زعمت تدعو إلى الإسلام أم تدعو نفسها للإسلام ودعوتها لنفسها أن تلتزم أحكام دينها .
فإذن لم يكن في الإسلام الأول دعاة اسم على مسمى اسم مؤنث وعلى مؤنث أيضا داعية للإسلام تنطلق هكذا وأن تحاور الرجال لم يكن مثل هذا الاختلاط في زمن الصحابة ولا التابعين ولا ولا لا نعم موجود امرأة الله عز وجل أنعم عليها بالعلم الصحيح تلزم بيتها بيجوا بنات جنسها إليها تتعلم يتعلمن منها هذا طبعا نادر وواجب أما أن تنطلق هكذا كأنها رجل لا يحول بينها وبين أن تسافر ها هنا وها هنا شيء إطلاقا مع أنها تقرأ الأحاديث الصحيحة وفي الدرس الماضي في درس الرجال جاء معنا ثلاثة أحاديث في الصحيحين وغيرهما عن ثلاثة من أصحاب الرسول عليه السلام كل منهم يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر ثلاثة أيام ) وفي رواية ( يومين ) وفي رواية ( يوما وليلة ) وفي أخرى ( يوما ) ( أن تسافر يوما إلا ومعها أبوها أو أخوها أو ذو محرم منها ) ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر سفرا ) مطلقا أي كان طويلا أم قصيرا قريبا أم بعيدا في طاعة الله أو في الاستمتاع بما أباح الله لها لا يحل لها أبدا أن تسافر سفرا إلا ومعها أبوها أو أخوها أو زوجها أو ذو محرم منها فإذا كانت المرأة صحيح داعية للإسلام فلتبدأ بنفسها ولتدعها إلى الإسلام وإلا يرد هنا قول الشاعر :
" تعصي الإله وأنت تظهر حبه *** هذا لعمرك في القياس بديع .
لو كان حبك صادقا لأعطته *** إن المحب لمن يحب مطيع "
وهذا البحث في الواقع طويل الذيل فحسبنا هذا القدر وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
ما هو الفرقر بين كلمة " حدثنا " و " أخبرنا " و " أنبأنا " و " ذكر لنا " و " قال لنا " ؟
ماهو الفرق بين الكلمات الآتية حدثنا فلان أو أخبرنا أو أنبأنا أو ذكر لنا أو قال لنا ؟
هناك بعض الاصطلاحات متفق عليها والبعض فيه خلاف فمثلا حدثنا أو أخبرنا لا فرق بينهما إلا أن حدثنا أنص وأصرح في البيان أن هذا التلميذ الذي يقول حدثنا فلان سمع الحديث منه مباشرة بينما أخبرنا يتضمن إنه قد يكون الإخبار بالتحديث وهو الوجه الأول ويحتمل أن يكون الإخبار بالكتابة .
أنبأنا أقرب في الدلالة على المعنى الثاني من الأول فصار معنا هون ثلاثة مراتب حدثنا نص صريح في السماع أخبرنا نص راجح في السماع يحتمل أنه في الكتابة حيث لا سماع أنبأنا نص في الكتابة لا في السماع هذه مصطلحات أما ذكر لنا فقد يكون ذكر له إما تحديثا وإما كتابة كذلك قال لنا فليس في كل من قوله ذكر أو قال ما يشعر بأن ذلك كان بطريق التحديث والتسميع أو بطريق الكتابة .
الطالبة : ... له علاقة ...
الشيخ : لا ما لها علاقة يعني إذا كان التحديث بلفظ سماع أو كتابة أو أي طريقة كان كما هو المذكور في المصطلح وهو الإجازة مثلا فكل ذلك لا يخدش بصحة الرواية إذا توفرت فيها شروط الصحة .
14 - ما هو الفرقر بين كلمة " حدثنا " و " أخبرنا " و " أنبأنا " و " ذكر لنا " و " قال لنا " ؟ أستمع حفظ
هل يجوز اقتداء المأموم بالإمام مع الحائل بينهما ؟
هل يجوز اقتداء المأموم بالإمام مع الحائل بينهما ؟
الجواب التفصيل إذا كان الحائل لضيق المسجد أي اغتص المسجد بالمصلين فلم يبق هناك مجال للصلاة فحين ذاك جاز سواء هذا للرجل أو المرأة بالنسبة للرجل إذا صلى في المسجد ليس بينه وبين الإمام حائل لكن بين يدي الصف فرجة ممكن هو أن يقوم فيها ويصلي فما فعل وصلى وحده فلا صلاة له فإن صلى معه ناس آخرون والفرجة لا تزال فرجة فالصلاة صحيحة لكنه آثم هو ومن عقد الصف معه لأن من الواجب على كل منهم أن يسد الفرجة فما دام الفرجة لم تسد وانعقد الصف وهي لا تزال فرجة فكلهم آثمون لكن صلاتهم صحيحة بخلاف ما لو صلى أحدهم في الصف وحده والفرجة فرجة فالصلاة باطلة هذا بالنسبة للرجال .
أما النساء فإذا صلت المرأة وراء حائل كجدار أو نحو ذلك لأن المسجد ضاق وهي لو صلت فيه تختلط مع الرجال فصلت من وراء حائل فصلاتها صحيحة أما المسجد واسع كمسجدنا ها هنا والرجال يعقدون صفا أو صفين فهي تستطيع أن تصلي بعدهم بصف أو صفين بكل راحة بكل سهولة فتصلي خارج المسجد وهي تسمع صوت الإمام في هذه الحالة لا تصح أيضا صلاتها
هذا التفصيل لابد من مراعاته المهم الحائل تارة يعتبر وتارة لا يعتبر أي تارة يضر وتارة لا يضر يضر حينما يتمكن الإنسان من الصلاة والحائل خلفه لا أمامه ولا يضر إذا كان لا يتمكن والتفصيل فيما سبق .
ما حكم البكاء في الصلاة الذي لا يمكن دفعه إذا كان من ألم أو وجع أو مصيبة ؟
ما حكم البكاء في الصلاة الذي لا يمكن دفعه إذا كان من ألم أو وجع أو مصيبة ؟
فالصلاة صحيحة
هل المطلقة التي تقضي عدتها في بيت زوجها ملزمة بخدمة زوجها كما لو كانت غير مطلقة نرجو البيان ؟
نعم له عليها كل الحقوق لأنها لم تصبح حرة إلا بعد مضي العدة فإذا انقضت عدتها أصبحت حرة ولا يجوز للرجل أن يعيدها إليه إلا كما يأتي بامرأة أجنبية إليه بعقد نكاح تام ما دام العدة لم تنقض فهي لا تزال في حكم الزوجية فتلزمها جميع أحكام الزوجية .
السائلة : يا شيخ ... .
الشيخ : إي هذا دليل بعد المسلمين عن الشريعة .
السائلة : ... .
الشيخ : إيه نعم لأنه ماهو مسلم إلا بالنفوس كما يقولون .
السائلة : في حديث إنه تخير بين أن تبقى في بيتها أو في بيت زوجها .
الشيخ : لا هذيك اللي طلقت ثلاثا أما هذه طلقة رجعية التي طلقت ثلاثا لا تحل له من بعد ... ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه المطلقة طلاق رجعي غير المطلقة ثلاثا المطلقة ثلاثا خلاص لا تحل له من بعد حتى تنكح زوجها غيره فلم يبق له عليها من الحقوق مطلقا والأصل في المطلقة ثلاثا أن تخرج إلى بيت أهلها ولا تبقى في بيت الرجل لأنه خلاص حرمت عليه بينما هذه المطلقة طلاقا رجعيا هي لا تزال في عصمته ومن حكم أمر الشارع الحكيم ببقاء المطلقة طلاقا رجعيا في بيت الزوج هو كما قال في القرآن (( لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )) يعني لعله يميل إليها وتميل إليه فيبقى مجال أن تعود المياه إلى مجاريها قريب التناول أما المرأة مطلقة ثلاثا خلاص هالخيط انقطع ما بقى إمكان إلى وصله فلازم رأسا تنتقل إلى بيت أهلها أبوها وأمها
أما المطلقة طلاقا رجعيا فيجب عليها أن تظل في بيت الزوج إلا لأمر بأى عارض فهذا يعود معالجته إلى القاضي الشرعي لو فرضنا إنه تخشى على نفسها أن يقتلها زوجها هذا حكم آخر إنما الأصل أنها تبقى في بيت الزوج لاسيما إذا كان الزوج حاضرا فلا يجوز أن تخرج أبدا ولا يجوز له هو نفسه أن يخرجها فضلا عن أنه لا يجوز لأبيها ولا لأخيها أن يفرضوا إرادتهم على زوجها ويأخذوها من بيته رغما عنه هذا كله خلاف الإسلام لذلك لا تستغربوا من المسلمين ما عم يلتزموا هذا الحكم لأنه ماهو أول حكم خالفوه من أحكام الإسلام نعم شو بتريدي
السائلة : ...
الشيخ : نعم.
السائلة : تحتجب ...
الشيخ : تحتجب
السائلة : إيه
الشيخ : لا مو شرط تحتجب تحتجب لما تنقضي عدتها وبتصبح حرة بيجوز هو يتزوجها بيجوز غيره يتجوزها حينئذ تحتجب قبل انقضاء العدة لا تزال في عصمته هلا ما بتعرفوا إنه هالمرأة هي إذا مات زوجها وهي في العدة ما انتهت عدتها فهي ترث منه انتهت عدتها لا ترث منه معناه هذا إنه لا تزال إيش في عصمته .
السائلة : شيخ
الشيخ : نعم.
17 - هل المطلقة التي تقضي عدتها في بيت زوجها ملزمة بخدمة زوجها كما لو كانت غير مطلقة نرجو البيان ؟ أستمع حفظ
ما صحة حديث ( المرأة عورة وإذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان ) ؟ وما هي الحدود التي تبيح لها الخروج ؟
الشيخ : إيه نعم
السائلة : ( فإنها تكون ... ) هذا الحديث صحيح
الشيخ : إيه نعم
السائلة : ...
الشيخ : نعم
السائل : ...
الشيخ : إيه يعني الغاية من الحديث هو ما أشرنا إليه آنفا إنه ما تكون المرأة كالرجل إمتى ما بدها بتطلع وين ما بدها تروح بتروح الأصل في المرأة أن تظل في بيتها لما أنزل الله عز وجل قوله تعالى (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )) اسمعي يا أم العبد أم العبد فالأصل كما تدل هذه الآية (( وقرن في بيوتكن )) لكن حتى ما تفهم المرأة إنه المرأة خديمة البيت ما بتطلع أبدا جاء الحديث ( قد أذن الله لكن أن تخرجن لحاجتكن ) فيجوز المرأة أن تخرج من بيتها لقضاء حاجة لها لكن ما تصبح كالرجل إطلاقا لما بيجي الحديث ( المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) تعرفوا شو معنى استشرفها الشيطان يعني أهلا وسهلا بك بيستقبلها استقبال حار لأنه بيريد يورطها يورط الرجال بها لذلك إذا علمت المرأة المسلمة هذا الحكم الشرعي كانت حريصة أن تلزم دارها كما عكس الرجل حريص إنه يخرج من البيت طبيعة الرجال هكذا لكن العكس من ذلك طبيعة النساء قبل أن تفسد هذه الطبيعة أن تلزم دارها ولا تخرج من بيتها إلا لحاجة لها لابد لها منه .
فإذن معنى الحديث أن المرأة تلزم البيت لا تخرج إلا لحاجة وإلا الشيطان بيمهد السبيل لها لزحلقتها وزحلقة غيرها بها .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( المرأة ناقصة عقل ودين ) فما معنى ذلك مع الشرع الحديث نفسه يشرح لأنه لما قال الرسول عليه السلام ( المرأة ناقصة عقل ودين ) قال نقصان عقلها أن شهادتها على النصف من شهادة الرجل ونقصان دينها أنها تقضي شطرا من حياتها لا تصلي بسبب العذر المعروف .
وكأنه معنى هذا الحديث لفت النظر إلى أن الله عز وجل بحكمته فاوت بين الرجال والنساء في العقل وفي الدين وفي غير ذلك من القدرات والطاقات كما فاوت مثلا بين الإنس وبين الجن في القوة والطاقة والاستطاعة كل هذا لحكم يعرفها ربنا تبارك وتعالى فالحديث ليس فيه ذم كما يتوهم البعض ذم للنساء بقلة العقل وبقلة الدين ليس فيه ذم لكن الحقيقة فيه بيان الواقع يعني بلا مؤاخذة وبلا تشبيه لما ربنا عز وجل بيخلق إنسانا مجنونا فيه بعد الجنون بأى جنون لا فهذا نقص بلا شك لكن لا يؤاخذ هذا المجنون لأنه كما يقول العلماء " إن الله إذا أخذ ما وهب أسقط ما أوجب " هذا نقص بلا شك فلان مجنون نقص لكن مافي عليه مؤاخذة كذلك طبيعة المرأة إنه ربنا عز وجل خلقها كل شهر لابد ما تتعطل عن الصلاة هذا نقص لا شك بالنسبة للرجال لكن ماهو نقص بيترتب عليه مؤاخذة وبيترتب عليه نقصان الدرجات في الآخرة لا بيجوز هذه المرأة على هذا النقص الذي فطرت عليه أن تكون في منازل من الجنان أعلى بكثير من درجات كثير من الرجال .
فإذن هذا نقص طبيعي لا تعاب المرأة ولا تؤاخذ عليه لكن المؤاخذة بأى تأتي كمثل ما لو صدر من إنسان من رجل من الناس وهو عصيان الأحكام الشرعية فهذا العصيان حيث هو في طوق الإنسان ذكر أو أنثى ألا يعصيه فعصى ربه فهنا تأتي المسؤولية أما إنسان لا يستطيع أن يصلي المرأة مثلا في عادتها ليست مؤاخذة لكن بلا شك هذا نقص كذلك شهادتها على النصف بسبب انشغالها بأمورها البيتية والمنزلية ونحو ذلك فهذا نقص لكن لا تعاب ولا تؤاخذ عليه .
وبهذا القدر كفاية .
والحمدلله رب العالمين .