باب : " باب إذا نصح العبد لسيده " شرح حديث: أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : ( المملوك الذي يحسن عبادة ربه ويؤدي إلى سيده الذي فرض عليه من الطاعة والنصيحة له أجران )
السائلة : نصح
الشيخ : " إذا نصح العبد لسيده "
يروي الإمام البخاري في كتابه الأدب المفرد بالسند الصحيح .
عن أبي موسى وهو الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( المملوك الذي يحسن عبادة ربه ويؤدي إلى سيده الذي فرض عليه من الطاعة والنصيحة له أجران ) .
هذا كالأحاديث المتقدمة في الدرس الماضي في بيان فضل المملوك الذي يقوم بواجب طاعة الله عز وجل من جهة وطاعة سيده من جهة أخرى فله أجران
ويبدو من هذا الحديث بأن العبد يكون ناجيا عند الله عز وجل بمجرد القيام بواجب الطاعتين طاعة الله من جهة وطاعة السيد من جهة أخرى ولذلك سياتي في بعض الأحاديث الآتية قريبا أن أبا هريرة رضي الله عنه بسبب هذا اليسر في نجاة العبد تمنى أن يكون مملوكا أبو هريرة الحر تمنى أن يكون عبدا مملوكا لأنه يتفرغ للطاعة طاعة الله عز وجل من جهة والإخلاص في الطاعة لسيده من جهة أخرى
فإذن هذا الحديث يفيدنا أن عملية العبد في النجاة سهلة بخلاف السيد ولذلك تمنى السيد الحر أبو هريرة كما سيأتي قريبا أن يكون عبدا مملوكا لولا أنه عليه واجبات .
الحديث الثاني هو رواية أخرى للإمام البخاري من حديث أبي بردة عن أبيه وهو أبو موسى الأشعري نفسه في الحديث الذي قبله قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( المملوك له أجران إذا أدى حق الله في عبادته أو قال في حسن عبادته وحق مليكه الذي يملكه ) .
1 - باب : " باب إذا نصح العبد لسيده " شرح حديث: أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : ( المملوك الذي يحسن عبادة ربه ويؤدي إلى سيده الذي فرض عليه من الطاعة والنصيحة له أجران ) أستمع حفظ
باب : " باب العبد راع " شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( ... وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ) .
روى بإسناده .
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته )
واضح أن المصنف رحمه الله ساق هذا الحديث الطويل من أجل الفقرة الأخيرة منه وهي قوله ( وعبد الرجل راعٍ على مال سيده وهو مسؤول عنه ) إلى آخر الحديث .
وكما ذكرت في درس مضى أنه لما لم يبق الآن عبيد وأسياد بسبب بطلان أو إعراض المسلمين عن الجهاد في سبيل الله عز وجل فبطبيعة الحال لم يبق هناك عبيد حتى ندندن حول أحكام هؤلاء العبيد مع الأسياد ولولا أننا في صدد قراءة كتاب في السنة في الحديث النبوي لأمير المؤمنين في الحديث ألا وهو الإمام البخاري لم يكن ثمة فائدة كبرى من قراءة هذه الأحاديث المتعلقة بالعبيد
لأنه كما يقال اليوم هذا البحث غير ذي موضوع ولكن لابد من المرور على هذه الأحاديث وأخذ فكرة عامة لكي يكون المسلم على بينة مما جاء في السنة مما يتعلق بالعبيد ولذلك فلا نقف كثيرا عند هذه الفقرة الخاصة بالعبيد بقدر ما ينبغي أن نتكلم عن الفقرات التي قبلها فإنها مما لها علاقة بحياة المسلمين في كل عصر وفي كل مصر .
2 - باب : " باب العبد راع " شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( ... وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ) . أستمع حفظ
تتمة شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ، الأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته ... ) .
ثم يفصّل هذا الإجمال ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ) هذا نص عام فصّله الرسول عليه الصلاة والسلام ببعض الأمثلة فقال ( الأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته ) المقصود بالأمير هنا الذي على الناس إما الإمارة العامة وهو الخليفة وإما الإمارة الخاصة وهو المأمور من قبل الخليفة يعني الوالي فالأمير الذي على الناس يحتمل معنيين المعنى العام حيث ليس فوقه أمير وهو خليفة المسلمين فهذا بالطبع مسؤول عن رعيته ويشمل الأمير من أمره ذاك الأمير الأول والخليفة المسلم وهذا المعنى الثاني هذا المعنى الثاني للأمير أي الوالي الذي ولاه الخليفة هو الذي عناه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض الأحاديث الصحيحة مثل حديث العرباض بن سارية قال ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله أوصنا قال أوصيكم بالسمع والطاعة وإن ولي عليكم عبد حبشي ) الشاهد ( وإن ولي عليكم عبد حبشي ) هذا الوالي ليس هو الخليفة وإنما هو الذي ولاه الخليفة على الناس ( وإن ولي عليكم عبد حبشي ) من أين عرفنا أن المولى في هذا الحديث ليس هو الخليفة وإنما هو الذي ولاه الخليفة فنحن الآن في صدد الأمير الذي على الناس نبينه لأنه له معنيان المعنى الأول الأمير المطلق الذي هو بمعنى الخليفة والمعنى الثاني الأمير المقيد المأمور من قبل الخليفة والمولى من طرفه على ولاية ما أو أمر ما هذا الأمير بالمعنى الثاني الذي يوليه الخليفة هو المقصود في حديث العرباض بن سارية حين قال عليه الصلاة والسلام ( أوصيكم بالسمع والطاعة وإن ولي عليكم عبد حبشي ) من أين عرفنا أن هذا المولى هو أمير مولى من قبل الخليفة وليس هو الخليفة نفسه الجواب عرفنا ذلك من استحضارنا شرطا من شروط الخليفة فمن شروط الخليفة أن يكون حرا وليس هذا فقط بل ومن شروطه أيضا أن يكون عربيا قرشيا فحينما قال ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن ولي عليكم عبد حبشي ) فهمنا أنه لا يعني الخليفة لأنه الخليفة يشترط فيه أن يكون حرا وأن يكون عربيا قرشيا .
فإذن قوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث فالأمير الذي على الناس راعٍ المقصود به كل أمير سواء كانت إمارته وولايته ولاية عامة وهو الخليفة الحاكم المسلم الذي ليس فوقه حاكم أو كانت إمارته وولايته إمارة خاصة وولاية خاصة وهو المولى من قبل الأول أي الخليفة فكل من هذا وهذا راعٍ وهو مسؤول عن رعيته .
ومن هنا يأتي أن القاضي مثلا أن المؤذن أن الإمام هؤلاء رعاة هؤلاء ولاة على الأمة من الذي ولاهم المفروض طبعا ولاهم الخليفة المسلم الحاكم المسلم فهؤلاء ولايتهم ولاية خاصة والذي ولاهم ولايته ولاية عامة فكما أنه يجب على الوالي من القسم الأول أي ولاية عامة أن يرعى شؤون الأمة وأن ينصح لهم ومن ذلك ألا يولي عليهم إلا من يعلم أنه ينصح للأمة كذلك هؤلاء الولاة الذين ولاهم الحاكم المسلم على الناس في أي أمر أو في أي شأن من شؤون المسلمين على هؤلاء أيضا أن ينصحوا في ولايتهم لأمتهم .
فالقاضي مثلا هو مولى من قبل الحاكم من قبل الخليفة المسلم لأن الخليفة لا يستطيع عادة أن يقوم بكل واجبات الدولة فلابد له والحالة هذه من أن ينيب عنه من يتولى بعض شؤون الأمة من ذلك مثلا القضاء من ذلك الإفتاء من ذلك الإمامة في المساجد والخطب على المنابر ونحو ذلك فكما أن على الوالي الأول أن يرعى شؤون الأمة وأن ينصح لهم فكذلك على هؤلاء الولاة ولاية خاصة من قبل صاحب الولاية العامة أن ينصحوا أيضا لأمتهم وأن يرعوا شؤونهم ولا يتركوهم هكذا هملا .
ولذلك ففي الواقع إن هذا الحديث ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ) هو من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه لا يكاد يخرج منه مكلف إلا وله رعاية خاصة وعناية خاصة على بعض شؤون فرد أو جماعة من أفراد أو جماعة الأمة حتى العبد فالعبد راعٍ على مال سيده وهو مسؤول عن مال سيده.
كذلك وهذا مما يهم كل إنسان منا من زوج أو زوجة فالرجل راعٍ وهو مسؤول عن رعيته والمرأة أيضا راعية وهي مسؤولة عن رعيتها عن زوجها وعن أولادها فما هي رعاية الرجل وماهي رعاية المرأة ؟
لا يخفى على المسلم أن رعاية الرجل أن يقوم بكل ما يجب عليه تجاه زوجته وتجاه أولاده من إنفاق ومن تربية ومن تثقيف بالثقافة الإسلامية الواجبة التي لابد منها أي المقدار الذي يعرف به الولد ولد ذاك الرجل كيف يعبد الله تبارك وتعالى وكيف يؤمن به الإيمان الذي به ينجو عند الله تبارك وتعالى فإذن هذه الرعايات المتنوعة أهم ما يهمنا نحن كأفراد إنما هو الرجل والمرأة .
3 - تتمة شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ، الأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته ... ) . أستمع حفظ
بيان خطر منصب القضاء والإفتاء وبيان المسؤولية عليهما.
فاليوم النواب هم أو منهم القضاء ومنهم المفتون فهؤلاء أمرهم دقيق وخطر جدا لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول مثلا في القاضي ( قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة ) لماذا لأن القاضي أول كل شيء يجب أن يحكم بالحق والحق ليس هو إلا ما جاء في الكتاب والسنة فإذا كان معلوما اليوم أن القضاة منذ مئات السنين فضلا عن اليوم حيث اختلط الحابل بالنابل فالقضاة منذ مئات السنين إذا ما قضوا بين متخاصمين لم يرجعوا إلى الكتاب والسنة حيث النص الصريح في ذلك في مثل قوله تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر )) هذا حينما كانت أحكام المذاهب الأربعة هي المتحكمة في توجيه المسلمين على اختلاف أو في كل اختلاف شؤونهم .
أما اليوم فقد زيد كما يقال في الطين بلة وفي الطنبور نغمة حينما أخذ هؤلاء القضاة يستفتون القضاء الأجنبي أيضا ويستفيدون منه ما ليس حتى في مذاهب المسلمين ولذلك كان أمر هؤلاء القضاة اليوم خطرا أكثر من ذي قبل فالحريص منهم على دينه هو أحد رجلين إما أنه قبل أن يتولى القضاء يتعرف على الكتاب والسنة فإذا استطاع أن يحكم بهما تولى القضاء فإن لم يستطع اعتزل القضاء وترك الأمر لغيره حتى لا يكون هو كبش الفداء كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق ( قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة ) وكذلك يقال بالنسبة للمفتي بل المفتي أمره من جهة أيسر ومن جهة أخطر أما أنه أيسر فليس مكلفا بنظم وقوانين مفروضة من قبل رؤساء الدول أما أنه أمره أخطر ذلك لسعة دائرة عمله فإنه يستفتى في اليوم الواحد ربما عن كثير بل عشرات من المسائل فعليه ألا يفتي إلا إذا عرف الحكم الشرعي من الكتاب والسنة هذا كله يدخل في مثل قوله عليه الصلاة والسلام ( كلكم راعٍ وكلكم مسوؤل عن رعيته فالأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته ) فالقاضي والمفتي كل منهما أمير على الناس فهو مسؤول في حكمه في قضائه في إفتائه بينهم ألا يقضي وألا يفتي إلا على ضوء الكتاب والسنة.
كذلك الرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته فلا يجوز الرجل أن يتهاون في تربية أهل بيته نساء أو رجالا ولو أن المسلمين جميعا قاموا بواجب الرعاية على أهاليهم لما وجد هذا الفساد الذي استشرى وانتشر بين الشباب والشابات من التفرنج والتشبه والتأنث والترجل ونحو ذلك من المفاسد التي تشاهد اليوم مع الأسف بكثرة
فعلينا إذن أن نأخذ من هذا الحديث ذكرى تنبهنا إلى ما قد نكون قد قصرنا فيه من القيام ببعض الواجبات تجاه أهل البيت ( والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته وعبد الرجل راعٍ على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ) الحديث الأخير في هذا الباب حديث ضعيف لذلك نتنكبه ونتجاوزه كالعادة.
باب : " باب من أحب أن يكون عبدا " شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : ( والذي نفس أبي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أكون مملوكا )
" باب من أحب أن يكون عبدا " .
روى المصنف رحمه الله بإسناده الصحيح .
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( العبد المسلم إذا أدى حق الله وحق سيده له أجران ) .
هذا بمعنى الأحاديث السابقة لكن الشاهد منه هو قول أبي هريرة الآتي قال " والذي نفس أبي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أكون مملوكا " وهذا لما ذكرناه آنفا من أن نجاة المملوك مربوط بطاعتين طاعة لسيده وطاعة لربه تبارك وتعالى فتمنى أبو هريرة أن يكون مملوكا لكن لا يستطيع ذلك من حيث أنه عليه واجبات الجهاد في سبيل الله والحج إلى بيت الله الحرام والقيام بطاعة أمه وبره بها وعلى كل حال فهذا التمني يبدو أنه ليس حقيقة لأن الحر لا يجوز أن يستعبد نفسه لغيره ولكن غرضه من مثل هذا الكلام هو بيان أن هذا المملوك حينما ربنا عز وجل ابتلاه بالرق فلا ينقم بسبب ذلك على ربه بل ليتخذ ذلك وسيلة تقربه من ربه وتنجيه من عذابه وذلك طريقه سهل أن يطيع مولاه سيده وأن يعبد ربه حتى يأتيه اليقين هذا هو قصد أبي هريرة من هذه الكلمة .
السائلة : ما فهمت قول أبو هريرة .
الشيخ : نعم
السائلة : ما فهمت قوله جيدا " لولا الجهاد والحج وبر أمي " .
الشيخ : لأحببت أن أكون مملوكا
السائلة : إيه يعني هذه الثلاثة أشياء ليست واجبة على العبد كالحج والجهاد وبر الأم .
الشيخ : العبد مملوك لسيده فلا يجب عليه شيء إطلاقا إلا أن يأذن له سيده .
5 - باب : " باب من أحب أن يكون عبدا " شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : ( والذي نفس أبي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أكون مملوكا ) أستمع حفظ
شرح باب : " باب لا يقول عبدي "
" باب لا يقول عبدي " .
من الآداب التي فرضها الله عز وجل على الأسياد ألا ينادي عبده بعبدي ذلك لأن التعبّد ولو باللفظ إنما هو من حق الله على عباده فلا ينادي السيد عبده بعبدي كما أن العبد لا ينادي سيده بربي لأن هذين الاسمين الرب هو خاص بالله عز وجل وكذلك العبد يتعبد بالانتساب إلى الله عز وجل .
شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( لا يقل أحدكم عبدي أمتي كلكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله وليقل غلامي جاريتي وفتاي وفتاتي )
عن أبي هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لا يقل أحدكم عبدي أمتي كلكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله وليقل غلامي جاريتي وفتاي وفتاتي ) .
هكذا يعلم الرسول عليه الصلاة والسلام الأسياد بأن يلتزموا الأدب مع الله عز وجل فلا ينادوا رقيقا من أرقائهم بلفظ عبدي فيقول الرسول عليه الصلاة والسلام فكلكم عبيد الله ولا ينادي جاريته بقوله أمتي يا أمتي فكل نسائكم إماء الله ثم يعلمنا الرسول عليه السلام بالألفاظ التي يجب أن ننادي بها العبيد فيقول عليه السلام ( وليقل غلامي ) إذا كان ذكرا ( جاريتي ) إذا كانت أنثى أو ( فتاي وفتاتي ) .
هذا الأدب في الواقع ليس هو الأدب الفريد فإن هناك آداب كثيرة في السنة المطهرة كلها تدور حول الآداب في الألفاظ وفي الكلام .
هذه الآداب مع الأسف الشديد قلّ من يرعاها اليوم من المسلمين حق رعايتها لا أريد طبعا مثل هذا الأدب فهو كما قلت آنفا بالنسبة لأحكام العبيد بصورة عامة أصبحت اليوم غير ذي موضوع فليس هناك عبد نناديه بعبدي أو جارية نناديها بأمتي فقد أصبح الاسترقاق الإسلامي في خبر كان مع الأسف .
7 - شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( لا يقل أحدكم عبدي أمتي كلكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله وليقل غلامي جاريتي وفتاي وفتاتي ) أستمع حفظ
تنبيه عن تغيير الاسم إذا كان فيه تعبيد لغير الله، كعبد النبي ونحوه.
مثلا في كثير من الأحيان يطرق سمعنا فلان ينادى بـ يا عبد النبي فلفظة عبد النبي شائعة فإذا كان الرسول عليه السلام نهى في هذا الحديث والذي بعده أيضا أن يقول السيد لعبده يا عبدي وذلك معللا بقوله ( فكلكم عبيد الله ) فما بال المسلمين اليوم ينتسبون في العبودية إلى غير الله ولو إلى النبي فيقولون عبد النبي هذا لا يجوز في الإسلام .
ومثله كثير وكثير في الشيعة فعندهم عبد الحسين وعندهم عبد علي وعندهم التعبيد إلى غير الله الشيء الكثير والكثير جدا ولعل الاسم الأول عبدالنبي سرى إلى المسلمين من أهل السنة من عدوى تأثرهم بآداب الشيعة .
فإذن نحن نأخذ من هذا الحديث ما نعالج به خطأ قائما ومستمرا إلى اليوم وهو التعبد إلى النبي فيقال عبد النبي عبد الرسول أيضا بعضهم وسمعت هذا في الأردن فهذا لا يجوز إطلاقا كلنا عبيد الله فلماذا ننتسب في التعبد إلى عبد من عباد الله وهو عبد لله عز وجل مثلنا .
التحذير من الوقوع في الشرك اللفظي، كقول مالي غير الله وغيرك, ونحوه.
فهناك تعابير نهى الشارع الحكيم عنها مثلا حينما ( رأى أحد الصحابة في منامه أنه كان يمشي في بعض طرق المدينة فلقي رجلا من اليهود فقال له المسلم نعم القوم أنتم معشر يهود لولا أنكم تشركون بالله فتقولون عزير ابن الله فقال اليهودي ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون ما شاء الله وشاء محمد قال ثم انطلق يمشي فلقي رجلا من النصارى فقال له المسلم نعم القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تشركون بالله فتقولون عيسى ابن الله فقال ذلك النصراني للمسلم ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون ما شاء الله وشاء محمد فلما استيقظ الرجل صار إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقص له الرؤيا فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم خطيبا وقال لا يقولن أحدكم ما شاء الله وشاء محمد ولكن ليقل ما شاء الله وحده ) أو ( ما شاء الله ثم شاء محمد ) .
هذا الأدب قد أخل به جماهير المسلمين اليوم فما أكثر ما نقع في هذا الخطأ دون أن ننتبه أو ننبه فيأتي الرجل إلى عميله فيقول له مالي غيرك وغير الله أو مالي غير الله وغيرك هذا هو الذي أنكره الرسول عليه السلام بالنص ( لا يقولن أحدكم ما شاء الله وشاء محمد ولكن ليقل ما شاء الله وحده ) إن كان ولابد بيذكر الرسول عليه السلام مع الله ها هنا فليذكر ذلك مش بواو العطف هاللي بيجمع وبيقرن الرسول مع الله وإنما بثمّ اللي بتعطي التراخي وبتعطي أن المعنى دون الله عز وجل بمراتب لذلك فقول الناس اليوم مالي غير الله وأنت هذا كما يسميه العلماء من الشرك اللفظي طبعا هذا الذي يقول للآخر ما لي غير الله وأنت هو لا يعتقد بإنه هذا الإنسان الذي يخاطبه بهذا الكلام يملك له نفعا أو ضرا وإلا لو اعتقد ذلك كفر وارتد عن دينه لكن يريد أن يستعين به في قضاء حاجته كوسيلة وكسبب وهذا أمر طبعا مشروع لكن أساء التعبير عن ذلك الذي يقصده فقال مالي غير الله وأنت إذا كان ولابد لازم يقول .
السائلة : ...
الشيخ : نعم
السائلة : مالي غير الله وإيديك .
الشيخ : إيه إيد الله وإيدك يقولوا أيضا إيد الله وإيدك كما هذا خطأ إذا كان ولابد يقول مالي غير الله ثم أنت إيد الله ثم إيدك وهكذا كذلك يأتي رجل آخر بيتفق معه على عمل بينهي هالاتفاقية خلاص توكلنا على الله وعليك الله أكبر الله يقول في القرآن الكريم (( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )) (( وعلى الله فليتوكل المتوكلون )) وإذ جعلوا لله شريكا في التوكل بس هذا شرك لفظي لأنهم لا يعنوا ما يقولون فلا يجوز للمسلم أن يقول توكلت على الله وعليك أو ما لي غيرك أو غير الله وغيرك إلى آخره إما ألا يذكر مع الله أحدا مطلقا وهذا أقطع لدابر الشرك اللفظي وإما إذا ذكر فبلفظ وبحرف ثم لا بحرف الواو الجامع .
السائلة : طيب اللي بيذكر الشرك اللفظي يعاقب .
الشيخ : يعاقب بعد أن ينبه يعني بعد أن ينبه ويعلم لأنه الرسول نهى عن هذا فحينئذ لم ينته حتما يعاقب أما قبل أن يأتيه البيان فلا يعاقب لذلك أنا قلت آنفا في كلامي كثيرا ما نقع في مثل هذا دون أن نتنبه أو ننبه لأنه مافي أحد ينبه الناس على هذا الخطأ مع إنه الأحاديث في ذلك كثيرة وكثيرة جدا من ذلك مثلا لما ( قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب يوما قام رجل من الصحابة وقال ما شاء الله وشئت يا رسول الله فقال أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده ) وأكثر من هذا جاء في صحيح مسلم ( أن رجلا خطب فقال في خطبته من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال له عليه الصلاة والسلام بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله ) لا تجمع بينهما بضمير واحد كما قلت من يطع الله ورسوله فقد رشد قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوى فهو أخطأ حينما قال ( من يطع الله ورسوله فقد رشد ) هذا صواب لكن لما أتى بالجملة الثانية وقال ( ومن يعصهما فقد غوى ) أخطأ في هذا وأمره الرسول عليه الصلاة والسلام أن يقول ومن يعص الله ورسوله فقد غوى هذا من الآداب اللفظية التي يجهلها جماهير المسلمين اليوم .
فمن هذا القبيل ما نحن الآن في صدده لا يجوز أن ينادي السيد عبده أي غلامه بعبدي الله هذا كلام الله لعباده كما أنه لا يجوز أن ينادي جاريته بأمتي يعلل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعنى واضح مبين فيقول ( كل رجالكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله ) إذن قل فتاي وفتاتي غلامي جاريتي وهكذا .
بيان أن لفظ الجارية وما في معناها لا بأس به.
الشيخ : لا شوفيها هي .
السائلة : يعني السامعة بمثابة الجارية .
الشيخ : إيه الجارية مافيها شيء نفس الجارية ما فيها شيء المشكل هنا المشكل هنا إنه العبودية خاصة لله فلا تنسب ولو اللفظ إلى غير الله أما سامعتي أما خادمي ما فيها شيء هذه .
باب : " باب هل يقول سيدي " شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي ولا يقولن المملوك ربي وربتي وليقل فتاي وفتاتي وسيدي وسيدتي كلكم مملوكون والرب الله عز وجل ) .
" باب هل يقول سيدي " جائي اسمع الكلام " هل يقول سيدي "
روى بإسناده الصحيح .
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي ولا يقولن المملوك ربي وربتي وليقل فتاي وفتاتي وسيدي وسيدتي كلكم مملوكون والرب الله عز وجل ) .
السائلة : شيخ هنا جاريتي أو ...
الشيخ : إيه نعم
السائلة : ...
الشيخ : لا الجارية تقول لسيدها وسيدتها
هذا الحديث أفاد جواز إطلاق العبد أو العبدة لفظة السيد والسيدة على مولاه وإلا مولاها أي أن لفظة السيد ليس خاصا بالله عز وجل هذا الحديث دلنا وأفادنا جواز إطلاق لفظة السيد على غير الله عز وجل وإن كان الأصل نعم وإن كان الأصل أن لفظة السيد السيد الحق من هو هو الله تبارك وتعالى لكن الله عز وجل على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام أجاز للمسلمين أن يستعملوا كلمة السيد في غير الله عز وجل فهذا الحديث صريح .
السائلة : ... الشيخ ناصر
الشيخ : الشيخ ناصر ما بتقولي بيجوز تقولي غيره يعني إيه نعم المهم أن الشارع أباح في هذا الحديث وفي غيره إطلاق لفظة السيد على عبد من عباد الله عز وجل فهنا أجاز للغلام والجارية أن يقول كل منهما سيدي سيدتي وهناك مثلا حينما ( جاء سعد بن معاذ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو راكب على دابته وكان مريضا مصابا في أكحله عرق في عضده )كان مريضا لا يستطيع أن ينزل بنفسه عن دابته ( لما جاء إلى الرسول عليه السلام وكان عنده قوم سعد بن معاذ فقال عليه الصلاة والسلام لهم ) أي للأنصار الذين عند الرسول الذين هم قوم سعد بن معاذ وهو رئيسهم ( قال لهم عليه الصلاة والسلام قوموا إلى سيدكم فأنزلوه ) فسماه سيدا ( قوموا إلى سيدكم فأنزلوه ) جاز هذا بنص هذا الحديث كذلك قال عليه الصلاة والسلام في حديث رواه الإمام مسلم في صحيحه ( أنا سيد الناس يوم القيامة أتدرون مم ذاك ) ثم ذكر عليه الصلاة والسلام حديث الشفاعة وهو حديث طويل جدا ومعروف لدى الناس جميعا وخلاصته ( لما يشتد الكرب بأهل المحشر ويسيل منهم العرق فيأتي وفد منهم ) ويتشاورون مع بعضهم البعض إنه شو نساوي ( فيذهبون إلى آدم عليه الصلاة والسلام ) فيخاطبونه متوسلين به أن يدعو الله ليفرج ما بهم من ضيق وكرب ( يقولون له يا آدم خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته ألا ترى ما نحن فيه ألا تدعو الله لنا فيقول نفسي نفسي إني نهيت عن أكل الشجرة فأكلتها اذهبوا إلى نوح عليه الصلاة والسلام فإنه أول رسول إلى أهل الأرض ) فيأتونه ويذكرونه أيضا بما تفضل الله به عليه من فضائل ( يقول أيضا هو نفسي نفسي إني دعوت على قومي دعوة اذهبوا إلى إبراهيم فإنه خليل الرحمن فيذبهون إلى إبراهيم ) ويرجونه كما فعلوا بآدم ونوح من قبل ( فيقول نفسي نفسي إني كذبت ثلاث كذبات ائتوا موسى عليه الصلاة والسلام فإنه كليم الله ) فإذاً يأتون موسى ويطلبون منه ما طلبوا ممن قبله ( فيقول لا نفسي نفسي إني قتلت نفسا بغير حق اذهبوا إلى عيسى فإنه روح الله وكلمته فيذهبون إلى عيسى عليه الصلاة والسلام ) ويرجونه أيضا كما رجوا من قبله ( فيقول نفسي نفسي يقول نبينا صلوات الله وسلامه عليه فلا يذكر ذنبا ) عيسى من بين كل الرسل لا يذكر ذنبا ولكن مع ذلك ( يقول نفسي نفسي اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإنه رجل غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتون الرسول عليه السلام ) ويقولون له كما قالوا لمن قبله فيكون الجواب منه عليه الصلاة والسلام فضيلة من الله اختصها بها ( أنا لها أنا لها ) قال عليه الصلاة والسلام ( فأذهب وأسجد تحت العرش فأحمده بمحامد لا أذكرها الآن ) الله عز وجل يلهمه في تلك اللحظة وفي تلك الساعة عبارات يثني بها على ربه .
11 - باب : " باب هل يقول سيدي " شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي ولا يقولن المملوك ربي وربتي وليقل فتاي وفتاتي وسيدي وسيدتي كلكم مملوكون والرب الله عز وجل ) . أستمع حفظ
شرح حديث عبد الله بن الشخير رضي الله عنهما قال : ( انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا أنت سيدنا، فقال: السيد الله )
هذا وفد أول ما جاء إلى الرسول عليه السلام مما جاء ليؤمن على يديه أو كان قد آمن من قبل فجاء ليسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبادروه بقولهم له ( أنت سيدنا قال السيد الله ) فكيف هذا وقد عرفنا مما سبق أنه هو فعلا عليه الصلاة والسلام سيد بل هو نفسه قال بالنسبة لسعد بن معاذ ( قوموا لسيدكم ) فلماذا قال عليه الصلاة والسلام ( السيد الله ) ذلك ليلفت النظر أن السيادة الحقيقية إنما هي لله عز وجل .
مثل هذا الحديث تماما وهو الذي يزيل الإشكال في الواقع من بعض الأذهان أنه جاء في سنن أبي داود ( أن الرسول عليه السلام مرض ذات يوم فقيل له ألا نأتي لك بالطبيب قال الطبيب الله ) فهو طبعا لا يريد مثل هذه العبارة بقوله عليه الصلاة والسلام الطبيب الله يعني ينكر الطب والأطباء من أصلهم لا لأنه هو الذي قال ( يا عباد الله تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء ) قال في حديث آخر ( علمه من علمه وجهله من جهله ) لذلك لا يمكن والحالة هذه للرسول عليه السلام أن ينكر الطب من أصله أو الأطباء الذين يتعاطون مهنة الطب .
إذن ما الذي عناه حينما قيل له ألا نأتي لك بطبيب فقال ( الطبيب الله ) أن يلفت النظر إلى أن الطبيب الحق الذي يداوي الناس ويشفيهم بأمره فقط إنما هو الله والأطباء هؤلاء الذين يتعاطون مهنة الطب إنما هم وسطاء يعني كأسباب فقط كأنه يعني عليه الصلاة والسلام بقوله ( الطبيب الله ) أن يذكر الناس ألا يقفوا عند الأسباب فقط فينسوا رب الأرباب الذي خلق الطب والأطباء والأسباب والمسببات على هذا النحو حينما قالوا له أنت سيدنا قال ( السيد الله ) يريد أن يذكر بهذا عليه الصلاة والسلام أن السيادة الحق إنما هي لله عز وجل فكأنه يقول إذا أطلقتم لفظة السيد عليّ فلا تغالوا في هذا الإطلاق وإنما قفوا عند الحقوق التي أعطاها ربي عز وجل لي ولا تزيدوا فيها فهو على هذا بمعنى حديث آخر يقول فيه الرسول عليه الصلاة والسلام ( لا ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله فيها ) ( لا ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله فيها ) لما قال عليه الصلاة والسلام ( السيد الله ) عادوا ( فقالوا وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا قال فقال عليه الصلاة والسلام قولوا بقولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) لم ينكر عليهم لما قالوا أنت أفضلنا فضلا وأطولنا طولا ولكنه عليه الصلاة والسلام أيضا نبههم إلى ضرورة عدم الغلو فيما يخاطبون به الرسول عليه السلام من مدح وتزكية لا يغالوا في ذلك فقال ( ولا يستجرينكم الشيطان ) يعني قولوا هذا الكلام لأنه هو فعلا أفضلهم ولكن لا يجركم الشيطان أن تقولوا من الكلام ما لا يرضي الرحمن وإنما يرضي الشيطان ( لا يستجرينكم الشيطان ) لا يجركم نحوه بسبب مبالغتكم في الثناء على الرسول عليه الصلاة والسلام.
ولعل هذا تفسيره فيما وقع فيه بعض الناس اليوم من مخاطبتهم في بعض أناشيدهم بقولهم للنبي عليه الصلاة والسلام .
" فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم "
فهذا الكلام هو الذي أشار إليه الرسول عليه السلام ( قولوا بقولكم هذا أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) يعني لا تسترسلوا في المدح حتى تقولوا ما ليس بحق لأن الرسول عليه السلام في القرآن الكريم يقول (( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء )) فكيف يخاطب بذلك الشعر :
" فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم " .
فنسب علم الغيب إلى أنه من بعض علم الرسول لأنه يقول " من جودك الدنيا وضرتها " بعض جودك " ومن علومك " أي بعض علمك " علم اللوح والقلم " وعلم اللوح والقلم هو ما وصفه الله عز وجل في القرآن وفي السنة أما في القرآن فقال تعالى (( ما فرطنا في الكتاب من شيء )) هو اللوح هذا المعنى الصحيح إذن ما من شيء إلا علمه الرسول عليه السلام فهذا غلو من القوم وفي السنة يقول الرسول عليه السلام ( أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب قال ما أكتب قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) فلا يجوز أن ينسب إلى الرسول عليه السلام بأنه علم ماهو كائن إلى يوم القيامة هذا بالنسبة للشطر الثاني من البيت .
" *** ومن علومك علم اللوح والقلم " .
لكن في الشطر الأول من البيت ماهو غريب مثل ذلك أو أغرب كلام لا يكاد يعقله إنسان عاقل :
" فإن من جودك الدنيا وضرتها *** " .
إيش ضرة الدنيا هي طبعا الآخرة فكيف الرسول جاد بالآخرة أيضا طبعا نستطيع نحن أن نتأول جوده بالدنيا لما جاءه الملك وعرض عليه أن يجعل الجبل فضة وذهب قال لا أرضى أن أكون عبدا رسولا أو نبيا رسولا فأعرض عن الدنيا لكن كيف بالآخرة :
" فإن من جودك الدنيا وضرتها *** " .
هل يعقل لإنسان مسلم يؤمن باليوم الآخر وبما فيه من نعيم أبدي مقيم أن يعرض عن ذلك هذا لا يتصور إلا لمن لم يعلم إيش فيه بالآخرة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فيها كما قال تعالى (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) الحسنى للذين أحسنوا في الدنيا الحسنى في الآخرة يعني الجنة وزيادة إيش هي الزيادة قال رؤية الله في الآخرة ورؤية الله في الجنة هذه الرؤية كما جاء في الأحاديث الصحيحة حينما يرى المؤمنون ربهم ينسون كل ما هم في من نعيم الجنة فهل يعقل إنه الرسول عليه السلام أنه قال أنه جاد بالدنيا وبالآخرة ونحن لماذا نعيش في الدنيا أليس من أجل أن نكسب رضا الله في الآخرة فنحظى بجنته وبزيادته وهو النظر إليه تبارك وتعالى هذا الكلام الذي خشيه الرسول على أمته فقال محذرا ( ولا يستجرينكم الشيطان ) نسأل الله عز وجل أن يعرفنا بكلام نبينا عليه الصلاة والسلام وأن يؤدبنا بأدبه إنه سميع مجيب .
الآن نبدأ بالإجابة على الأسئلة نعم .
السائلة : السيد ...
الشيخ : هذا بيظهر السيد اسم عندهم اسم علم يعني .
السائلة : يجوز.
12 - شرح حديث عبد الله بن الشخير رضي الله عنهما قال : ( انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا أنت سيدنا، فقال: السيد الله ) أستمع حفظ
التنبيه بعدم إضافة لفظ " سيدنا " في التشهد أي الصلاة الإبراهيمية، والاقتصار على ما ورد في السنة.
الشيخ : هذه مسألة أخرى السيادة في الصلوات الإبراهيمية موضع خلاف بين الحنفية والشافعية فالحنفية يقولون إن لفظة السيادة لم تأت في التعليم النبوي لأصحابه بالصلاة عليه والشافعية يعترفون مع هذا بهذا لكن يقولون إنه أدبا مع الرسول عليه السلام نأتي بلفظة السيد .
ونحن نرى أن الصواب مع الحنفية طبعا لا لأني نشأت على المذهب الحنفي فكلكن يعلم بأني لا تعصب عندي وإنما أتعصب للكتاب والسنة فأقول إن الصواب مع الحنفية ذلك لأن بعض العلماء الأذكياء حينما تعرض لبيان الخلاف في هذه المسألة بين الحنفية وبين الشافعية فالأحناف آثروا الاتباع على الأدب الذي يأتي به الإنسان من عند نفسه والشافعية آثروا الأدب على الاتباع فالاتباع سماه الأحناف بالامتثال ويعنون بذلك أو يشيرون بذلك إلى أن الله عز وجل حينما أنزل قوله في القرآن (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) ( قال أصحاب النبي يا رسول الله هذه السلام قد عرفناه فكيف الصلاة عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ) إلى آخر الصلوات الإبراهيمية فهذا هو الأمر فقال الأحناف الامتثال خير من الأدب يعني خير من زيادة لفظة سيد الشافعية قالوا كما سمعتن لا الأدب خير من الامتثال فجاء بعض أذكياء العلماء حينما تعرض لهذا الخلاف فقال بل الامتثال هو الأدب فقضى على الخلاف بكلمة مختصرة مفيدة الامتثال هو الأدب وهذا لا شك فيه حينما يفكر الإنسان بهذه الجملة .
وأنا أضرب لكنّ مثلا لتفهموا أن الامتثال هو الأدب ومخالفة الامتثال هو قلة الأدب عكس ما يظن كثير من الناس إذا كان من الأدب تعظيم الرسول عليه السلام بلفظة نحن نضيفها إلى التعليم النبوي إذن أولى وأولى أن نعظم الله عز وجل وأن نتأدب معه بلفظ نضيفه نحن من عند أنفسنا في التعليم النبوي فهو عليه الصلاة والسلام مثلا يقول والصلاة الإبراهيمية لها علاقة بالصلاة فلنأت بمثل آخر له علاقة بالصلاة .
( إذا جلس أحدكم في التشهد فليقل التحيات لله والصلوات والطيبات ) إلى آخر التشهد المعروف فشو رأي عقلاء المسلمين إذا جاء إنسان وسمع تلك العبارة الأدب خير من الامتثال وهو الرسول قال ( قولوا التحيات لله ) إلى آخره ما دام الأدب خير من الامتثال لكان أنا بقول التحيات لله تعالى أو التحيات لله سبحانه وتعالى أو التحيات لله عز وجل والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله عز وجل إلى آخره حيطلع معنا تشهد غريب بعيد عن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام وهكذا قل عن كل تعليم إذا ما أردنا أن ندخل فيه عقلنا وأدبنا البارد فذلك سيؤدي بنا إلى تغيير تشريع شريعة الله عز وجل التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فلذلك فالامتثال هو الأدب فالصلاة على الرسول عليه السلام نتلوها كما علمنا إياها بدون زيادة من عندنا لكن في الوقت نفسه أقول ما عندي مانع أنا إذا قلت أحيانا قال سيدنا رسول الله كذا وكذا لبيان أنه سيدنا فعلا كما ذكرنا في الأحاديث السابقة أما في الأوراد التي جاءت عن الرسول عليه السلام محفوظة بالحرف الواحد فلا يجوز فيها الزيادة كما لا يجوز منها النقص ولهذا تقول العامة الزائد أخو الناقص .
السائلة : شيخ هناك حديث ...
الشيخ : ما له أصل هذا الحديث.
السائلة : أنا بفكر بالسبع يا أستاذ إنه نحن بين يدي الإله بلا نقول اللهم صل على سيدنا محمد أدبا لأجل محمد عبده ورسوله .
الشيخ : نعم
السائلة : بنقول اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
الشيخ : هو هذا بس
السائلة : لأنه بين يدي الإله يعني ...
الشيخ : يعني الأدب الأكبر يجب أن يكون مع الله
السائلة : أنا حددت ...
13 - التنبيه بعدم إضافة لفظ " سيدنا " في التشهد أي الصلاة الإبراهيمية، والاقتصار على ما ورد في السنة. أستمع حفظ
هل يجوز للذي أعتق جاريته أن يطأها بدون عقد زواج ؟ وهل كان في ذلك الزمان زمن السيد والعبد يتعاملون بذلك ؟
بسم الله الرحمن الرحيم .
ذكرتم في الدرس الإثنين بتاريخ كذا أن السيد يجوز له أن يتمتع بالجارية أو الأمة التي تعيش بين أفراد أسرته والتي جاءت إما سبيا أو شراء إلى آخره وإذا صارت أم ولده له حسنة إذا أعتقها ثم تزوجها .
السؤال كيف يتمتع بها وهي جاريته ولا يوجد عقد زواج منهما هل هذا جائز ؟ وهل كان المسلمون في هذا الزمن زمن السيد والعبد يتعاملون كما أسلفت أرجو إيضاح ذلك ؟
فما أظن بعد ما أوضحنا فيما سبق بزيادة لأن الله عز وجل يقول في وصف عباده المؤمنين (( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين )) وملك اليمين عند المسلمين جميعا هو خلاف الزواج المعروف فالزواج المعروف لابد له من شروط وأركان منها موافقة ولي البنت ومنها الشهود إلى آخر ذلك
أما ملك اليمين فليس فيه هذه الشروط لذلك ذكرنا في درس مضى أن قائد الجيش المسلم حينما وقع في يده أسرى فيوزع هذه الأسرى على الجند الذي يقع له رجل فهو عبد له مملوك يخدمه والذي يقع له جارية امرأة فهو يستمتع بها بدون عقد شرعي هذه طريقة التملك في الإسلام ولهذا طبعا شروط مثلا إذا كانت المملوكة التي وقعت في يد رجل من الجند سيدا يعني كامل متزوج ثم أسرت فصارت رقيقة فلا يجوز والحالة هذه أن يتمتع بها سيدها المسلم إلا بعد أن تستبرأ بحيضة خشية أن تكون حاملا من زوجها الكافر فلا يجوز له أن يتمتع بها إلا بعد أن تحيض وتطهر هذا شرط معروف لكن ليس هناك عقد مجرد أن يتملكها بتمليك الرئيس الجيش فهذا هو الذي يقوم مقام العقد الشرعي بالنسبة للزوجين الحرين .
فإذن تمتع السيد بالجارية ليس يشترط فيه العقد المعروف بين الزوجين الحرين وهذا نص القرآن الكريم (( والذين هم لفرجوهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم )) ملك اليمين هو هذا كما قلناه في الدرس الماضي إما أن يأخذه بحق كونه في ذلك الجند الذي وقع تحت يديه ذلك السبي أو أنه اشترى ذلك شراء شرعيا وهذا له تفاصيل في كتب الحديث والفقه .
14 - هل يجوز للذي أعتق جاريته أن يطأها بدون عقد زواج ؟ وهل كان في ذلك الزمان زمن السيد والعبد يتعاملون بذلك ؟ أستمع حفظ
ما هي الحكمة من الإسترقاء وكذلك من وطأ ملك اليمين ؟
الشيخ : نعم
السائلة : ... الآية يمكن ندور عليها من الكتب ... (( وما ملكت أيمانكم )) يدور عليها الإنسان ... الحكمة من ذلك .
الشيخ : الحكمة ما ذكرنا لكم في درس مضى الحكمة إنه هالأسرى هذول بيعيشو في جو إسلامي فبيتعلموا الإسلام عن قرب لأنه هذا الكافر في بلاده شو بيصوروا الرؤساء الكفار هذول شو بيصوروا المسلمين مثلا بالنسبة للمسلمين يقولوا بيعبدوا الحجر الأسود لمجرد إنه المسلم لما بيطوف حول الكعبة بيقبل الحجر بينسبوا لنا نحن عبادة الأصنام .
محمد بن عبد الله نبي المسلمين شو بيصوروه إنه رجل بلا مؤاخذة نسونجي يعني شهواني لأنه تزوج تسع نساء لكن لما بيقرأ الإنسان التاريخ بيطلع إنه ما تزوج من بين النساء امرأة بكر سوى السيدة عائشة ولو كان الرجل كما يزعم هؤلاء الكفار كان بيلاقي بنات العرب كلها مثل الخدم بين يديه فلما بيجي هالأسير هذا وبيعيش تحت ضغط الأسر والعبودية في جو إسلامي وإذا به تتبين له الحقائق على خلاف ما كان لقنها وهو في بلاد الكفر والضلال ولذلك فهذا الأسر الذي يظنه مع الأسف المسلمون أنفسهم إنه هذا هضم لحق هذا الإنسان الذي خلقه الله حرا فضلا عن الكفار هؤلاء يغفلون عن هذه الحقيقة إنه هذا في الحقيقة أسر أذى في ظاهره لكن في حقيقة أمره وعاقبته إنما هو خير وذكرت في درس مضى أن الرسول عليه السلام أشار إلى هذه الحقيقة حينما قال ( إن ربك ليعجب من أقوام يجرون إلى الجنة بالسلاسل ) فكبار علماء التابعين مثل الحسن البصري وعطاء بن أبي رباح وغيره هو عبارة عن إما كانوا عبيد أصالة أو أبناء عبيد آباؤهم يعني فلما اضطروا بطريق الأسر جروا بالأغلال إلى بلاد الإسلام ونشأوا فيها عاشوا فيها عرفوا دين الله عز وجل فآمنوا وأسلموا بل صاروا من كبار علماء المسلمين صرنا نحن اليوم نعيش على علمهم وجهودهم فهذا الأسر الذي أصيبوا به خير لهم وإلا شر لا شك إنه خير لذلك الإنسان لازم يكون نظرته بعيدة فلا ينظر إلى ظاهر الأمر ليش هذول استؤسروا مئة جواب وجواب على مثل هذا السؤال ؟
استؤسروا لأنهم وقفوا في طريق الدعوة ما بيكفي هذا السبب لأسرهم إذا كانوا الكفار اليوم بيطاحنوا وبيموت كل يوم ألوف مؤلفة من الناس في سبيل ماذا في سبيل الشيطان لا لشيء إطلاقا أفلا يجوز للدين الإسلامي أن يأذن للمسلمين بأن يسترقوا أعداء الدين وأعداء الدين معناه أنهم حالوا بين الناس جميعا وبين أن يصل إليهم نور الإسلام لأنهم يحاربون الإسلام فهذا أول شيء .
وثاني شيء أن الله عز وجل حينما سمح باسترقاقهم فليس هو عقوبة لهم أولا فقط كما ذكرنا بسبب وقوفهم حجر عثرة في طريق الدعوة بل هو أيضا فرصة ثانية لفتح طريق الهداية والتبصر في هذا الطريق لهم وهم في عقر دار الأسر فالحكم كثيرة وكثيرة جدا .
ما هو اللفظ الصحيح للمهر ؟ وهل يوجد في الشرع مهر مؤجل ومعجل ؟
يقولون صداق مهر مؤجل معجل متقدم ومتأخر إلى آخره ماهو اللفظ الصحيح في السنة وهل يوجد مؤجل ومعجل في الزواج وما الذي ورد في السنة ؟
الذي ورد في السنة أنه لابد من مهر لكل زواج شرعي لابد من مهر لكن لم يرد في السنة أن من نظام هذا المهر أن يكون نصفين أو نوعين الأول معجل والآخر مؤجل هذا التقسيم الذي اصطلحوا عليه في الأزمنة المتأخرة وأصبح أمرا لازما عرفا بحيث أن المهر المؤجل يضعه أكبر غني في الدنيا ولو كان مليونيرا فلابد من أن يجعل مهر معجل ومهر مؤجل هذا التقسيم ليس له أصل في الإسلام .
وإنما ممكن أن يقع المهر كله مؤجلا أو نصه أو ثلاث أرباعه أو ربعه أي حسب وضع الزوج الخاطب فالأصل في هذا الزوج أنه إذا كان قادرا على أن يدفع المهر الذي طلبه ولي البنت دفعه نقدا عدا وإن كان لا يستطيع يدفع منه ولو قرشا واحدا بقي هذا الدين ذمة عليه ويجوز له أن يدخل بزوجته ولم يدفع ولا قرشا واحدا ولكن في ذمته هذا المهر حينما يتيسر له الوفاء به .
أما أن يلتزم هكذا التزام لابد من أن يكون هناك مهر مؤجل هذا من محدثات الأمور في الدين وهذا طبعا لا يجوز لاسيما وقد تبين عمليا أن هذا المهر المؤجل في كثير من الأحيان يكون طوقا بل غلا في عنق الزوج لأنه في كثير من الأحيان يرد بعد معاشرة سنة أو سنتين بين الزوجين أنه لا وفاق بينهما .
فالله عز وجل من أجل مثل هذا الذي قد يقع من قلة الوفاق بين الزوجين شرع الطلاق وأباحه تبارك وتعالى فحينما يعزم هذا الزوج الذي لم يجد في زوجته السكن المقصود في آية التزاوج المفروض في الإسلام كما قال تعالى (( وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا )) (( وجعل بينكم مودة ورحمة )) فحينما لا يجد الزوج السكن والمودة والرحمة بينه وبين زوجته فليس له سبيل إلا أن يفك عقد الزواج بالطلاق الذي ملكه الله إياه فيريد أن يطلق ولكنه مغلل لأنه عليه مهر مؤجل مثلا عشرة آلاف من أين بده يجيب عشرة آلاف فيظل يعيش هو وزوجته الظاهر أنها زوجته لكن في واقع الأمر أنها عدوته ولذلك يعيشان كلاهما في جحيم من الحياة شو سببه هو التزام ما لا يلزم شرعا وهو فرض مهر مؤجل فصار غلا له لا يستطيع الخلاص من زوجته .
وسمعنا عن مشاكل كثيرة من هذا النوع لذلك فالأصل في المهر أن يدفع كله إن استطاع وإلا يدفع ما استطاع ويبقى ما بقي في ذمته وإن كان لم يستطع يفعل شيئا فلا مانع يبقى المتفق عليه في ذمته بل يجوز في الإسلام أن يتزوج الرجل المرأة بدون ما يبحثوا في موضوع المهر إطلاقا لكن فيما بعد لها مهر المثل يقول الفقهاء مهر المثل يعني المعروف عند الناس من البيت مثلا أو من هالقبيلة أو من العشيرة أو من البلدة شو مهر مثيلاتها من النساء فهو مفروض عليه إنه يدفع إنما خلاصة الكلام تقسيم المهر إلى قسمين ... لازمة هذا لا يجوز في الإسلام .
السائلة : طيب متى ما صار معه دراهم يعني ...
الشيخ : لا خير البر عاجله
السائلة : ايوا
هل هناك نهي في السنة عن تغميض العيين في الصلاة ؟
هل هناك نهي في السنة عن تغميض العينين في الصلاة ؟
الجواب أما نهي صريحا هذا فلا يوجد في السنة ولكن في السنة ما يدل إنه الرسول عليه السلام كان إذا قامت الصلاة كان مفتح ماهو مغمض وهذا يكفي أو يغنينا عن حديث مثل هذا الحديث المسؤول عنه عن حديث ينهى عن تغميض العين في الصلاة لأن الرسول عليه السلام حينما ندرس سيرته فنجده يبصر في الصلاة وينظر وهو قد قال لنا ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) فهذا يغنينا عن حديث صريح في النهي عن تغميض العينين في الصلاة بل إن الرسول عليه السلام كان له معجزة في الصلاة كأنها ضرب في مقصد هؤلاء الذين يتعمدون إغماض العين في الصلاة فهو يقول عليه الصلاة والسلام ( لا تسبقوني بالركوع والسجود فإني أراكم من ورائي كما أراكم من أمامي ) .
فإذن هو في الصلاة مو بس يشوف قدام بيشوف أيضا وراء فإذا كان الرسول عليه السلام بيصلي مفتح وهو أسوتنا فلا ينبغي أيضا نحن نختلق كيفية في الصلاة خلاف كيفيته ولو استطعنا أن نرى من خلفنا لكان حسنا ولكن هذا ليس في طوقنا ولا في قدرتنا لأنه خصوصية خص الله بها نبيه عليه الصلاة والسلام لذلك فتقصد تغميض العينين في الصلاة هو بدعة في الصلاة لاسيما أن هذا التغميض ليس فقط يضيع السنة العامة كما شرحنا آنفا فهو كان يصلي مفتح فنحن لازم نصلي مفتح لقوله ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) بل يؤدي إلى إضاعة سنن خاصة مثلا ( قبل نزول قوله تعالى (( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون )) إلى آخر الآيات كان الرسول عليه السلام يقف في الصلاة ويلمح بدون أن يلتفت ببدنه ينظر هكذا بطرف عينه فلما أنزل الله هذه الآية (( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون )) رمى ببصره إلى موضع سجوده ) .
إذن بأى أنت بدك تصلي مغمض معناها ضيعت سنة النظر إلى موضع السجود في حالة القيام هذه وحدة .
وهناك سنة أخرى أن الجالس في التشهد يرمي ببصره إلى أصبعه السبابة التي يسب بها شيطانه ويحرك أصبعه نكاية بالشيطان ولذلك جاء في الحديث بأن تحريك الأصبع أشد على الشيطان من السنان ففي هذه الحالة حالة جلوسك في التشهد وتحريكك لأصبعك من السنة أن ترمي ببصرك إلى أصبعك فإذا غمضت عينك أيضا ضيعت هذه السنة لذلك صدق رسول الله خير الهدى هدى محمد .
السائلة : لو ... يعني لو صلى عليه أمام ...
الشيخ : ماهو هلا حكينا هلا حكينا .
السائلة : ...
الشيخ : قلنا ( كان الرسول عليه السلام قبل أن ينزل عليه قوله (( قد أفلح المؤمنون )) يلتفت ببصره ... تحت إلى آخره فلما نزلت هذه الآية رمى ببصره إلى الأرض يعني إلى موضع السجود ) .
هل يجوز قول الله أكبر عندما يرفع من الركوع بدل سمع الله لمن حمده ؟
الشيخ : هذا جهل
السائلة : فما بيجوز يعني
الشيخ : ما بيجوز لا
ما حكم الحركة المتعمة في الصلاة ؟ وما هو مقدار أقلها وأكثرها ؟
الحركة المتعمدة في الصلاة -يا بنت هلا ... بعدين ...- الحركة المتعمدة إما أن تكون متعمدة لحاجة المصلي إليها فلا بأس فيها مثلا واحد هج الذبانة حس بحكك فحك هذه حركة متعمدة لا بأس فيها أما إن كانت من باب العبث فذلك حرام لا يجوز لقوله عليه الصلاة والسلام ( اسكنوا في الصلاة ) ( اسكنوا في الصلاة ) أما الحركات الكثيرة والقليلة فالحركات التي تبطل الصلاة ولا تبطلها ففيه خلاف كثير بين الفقهاء والقول المعتمد قديما عند علماء الحنفية وهو الصواب أن الحركات التي تصدر من المصلي وهي بحيث إذا نظر إليه الناظر هذا الذي تصدر منه هذه الحركات إذا نظر إليه الناظر غلب على ظنه أنه ليس في صلاة فهذا النوع من الحركات هي التي تبطل صلاة صاحب الحركات أما إذا كانت الحركات قلت أو كثرت لا توحي إلى الناظر بأنه لا يصلي فلا بأس فيها وذكرنا في درس مضى من قريب أو من بعيد ما رواه الإمام البخاري في صحيحه من ( أن الرسول عليه السلام دخل يوما في الصلاة وعلى عاتقيه أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ركع أخذها ووضعها على الأرض وسجد ولما قام إلى الركعة الثانية أخذها من الأرض ووضعها على عاتقه وهو يصلي بالناس إماما ) ليس وحده وليس نفلا بل فريضة وإماما وهكذا حتى قضى عليه الصلاة والسلام الصلاة فالذي ينظر إلى هذه الحركات ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بين يدي الله عز وجل بكل خشوع ما بيغلب على ظنه إنه هو ليس في صلاة ومع ذلك فهو يرى على عاتقه عليه السلام هذه البنت كذلك حينما ( صلى يوما وسجد سجدة أطالها بين ظهراني صلاته حتى خطر في بال أحد أصحابه أنه عليه الصلاة والسلام لعله مات وهو ساجد ) وهلا مافي بالعادة يسجد هذا السجود الطويل ( حتى رفع أحدهم رأسه ونظر هكذا فإذا به يرى الرسول عليه السلام على ظهره الحسن أو الحسين ) ففهم أن سبب إطالة السجود من أجل خاطر الحسن أو الحسين ( فلما اطمأن رجع للسجود كما كان فلما سلم الرسول عليه الصلاة والسلام من صلاته قالوا له يا رسول الله رأيناك سجدت سجدة بين ظهراني صلاتك ما كنت تسجدها فقال عليه الصلاة والسلام إن ابني هذا يشير إلى الحسن أو الحسين كان قد ارتحلني ) أي ابن بنته وينزله من ظهره غصبا عنه مو لأنه لو مسكه هيك ونزله بيكون عمل حركات بطلت صلاته لا لأنه نفس العمل عمله مع بنته أمامة بنت بنته لكن لا هو لم يزعجه لم يرد أن يحمله قصرا من ظهره إلى الأرض لكي لا يزعجه قال عليه السلام ( إن ابني هذا كان قد ارتحلني فكرهت أن أعجله ) .
وفي صحيح البخاري أيضا ( أن رجلا من الصحابة في بعض الغزوات قام يصلي ومقود الفرس في يده ) يلاحظ هذا رجل من التابعين ما بيعرف الرجل هاللي بيعمل العمل هو صحابي جليل قال ( ما أظنه إلا رجل خرف أو أصم ) يعني ما عم يعرف شو عم يصلي وإلا ما عم يصلي ( وإذا الرجل يسمع ما يقال فيه فبعد الصلاة قال لهم ) ما معناه ( مابي من خرف ولا بي من ضياع للصلاة ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا غزوة ولكن خفت على فرسي أن تضيع وتشرد ) فمشي يعني خطوات عديدة كثيرة جدا وهو لا يزال في الصلاة فالشاهد الحركات مهما كثرت .
أولا : إذا كانت لحاجة فلا بأس فيها إطلاقا .
ثانيا : إذا كانت ولو كثيرة ولكن لا يظهر أنه ليس في صلاة فالصلاة صحيحة وعلى كل حال دين الله يسر ومن يشاد هذا الدين يغلبه .
من صلى لغير القبلة خطأ أو ناسيا هل عليه إعادة الصلاة ؟
هل عمل المصلي الذي صلى لغير القبلة خطأ أو ناسيا إعادة الصلاة ؟
الجواب : لا فقد ذكرت في كتابي صفة صلاة النبي قصة الصحابة الذين صلوا يوما والوقت غيم ولما حضرت الصلاة من شدة الضباب لم يتميزوا جهة القبلة فصلى كل منهم باجتهاده ولما انجلى الضباب تبين أنهم كانوا مختلفين أشد الاختلاف وأن كثيرين منهم كانوا منحرفين عن القبلة فلما ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بالإعادة .
وإنما المهم في المسألة أن يجتهد الإنسان ويتقصد الجهة التي يجب أن يستقبلها فإن أخطأها فلا بأس بعد ذلك وهذا من معاني قوله تعالى (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) .
ماهو معنى الحديث المتواتر ؟
ما معنى الحديث المتواتر ؟
يقول العلماء في الحديث المتواتر هو ما رواه جمع عن جمع يستحيل تواطؤهم على الكذب يعني الطبقات التي تبدأ من عند الصحابي الطبقة الأولى يكون كلهم رووا عن الرسول عليه السلام حديثا معينا ثم هذه الطبقة يتلقى ذلك الحديث عنها طبقة أخرى هي من العدد عدد التواتر عشرة عشرين ثلاثين اللي هو فكل طبقة يكون فيها عدد التواتر هذا الحديث يسمى عندهم بالمتواتر واختلفوا اختلافا كثيرا في تحديد عدد التواتر فما بين القائل خمسين وأربعين وستين إلى آخره
والصحيح أنه لا عدد محدود للتواتر لأن المسألة نسبية فرب خمسة من الثقات الحفاظ يتفقون على رواية حديث فيقطع الإنسان بأن هؤلاء حفظوا وما أخطأوا فضلا عن أنهم يكونوا قد كذبوا فيقال في هذا الحديث إذا ورد بهذه الصورة خمسة عن خمسة عن خمسة حديث متواتر ربما يجتمع عشرة أو عشرين أو ثلاثين كذابين يروون حديث واحد فلا يفيد هذا العدد شيئا لأنهم متهمون وهكذا كلما كانت الثقة أقوى تحمل قلة العدد وبالعكس لا كلما كانت الثقة أضعف كلما تطلب كثرة العدد فالقضية نسبية في عدد التواتر .
ما صحة حديث: ( إذا نام العبد في صلاته باهى الله ملائكته يقول عبدي روحه عندي وجسده ساجد بين يدي ) ؟ وهل يوجد حديث صحيح بهذا المعنى ؟ وهل تفسد صلاة المرء إذا استغرق في النوم أثناء الصلاة ؟
الجواب هذا حديث ضعيف .
وإلا هل يوجد حديث صحيح بهذا المعنى وهل تفسد صلاة المرء إذا استغرق في النوم أثناء الصلاة ؟
لا يوجد حديث بهذا المعنى والصلاة من نام في صلاته باطلة بل لو نام خارج الصلاة انتقض وضوؤه لقوله عليه الصلاة والسلام ( العينان وكاء السه فإذا نامت العينان انطلق الوكاء ) وقال عليه الصلاة والسلام ( من نام فليتوضأ ) .
وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين
22 - ما صحة حديث: ( إذا نام العبد في صلاته باهى الله ملائكته يقول عبدي روحه عندي وجسده ساجد بين يدي ) ؟ وهل يوجد حديث صحيح بهذا المعنى ؟ وهل تفسد صلاة المرء إذا استغرق في النوم أثناء الصلاة ؟ أستمع حفظ
إذا بقي المهر في ذمة الزوج ومات هل يخرج من تركته ؟.
السائلة : المهر العدة ...
الشيخ : قلنا نحن خير البر عاجله ، فإذا مات الزوج فبقيت في ذمته وعلى الورثة أن يخرجوا قبل كل شيء هذا المهر ويقدموه لزوجته لأنه حق في ذمته .