باب : " باب إماطة الأذى " شرح حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه : ( قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة قال : أمط الأذى عن طريق الناس ).
" باب إماطة الأذى " .
روى بإسناده الصحيح .
عن أبي برزة الأسلمي قال: ( قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة، قال : أمط الأذى عن طريق الناس ).
( أمط ) بعمنى أزل وزناً ومعنى ، الأذى هو كل ما يؤذي الناس في الطريق سواء كان مما يعرقل السير بالنسبة لوضع اليوم فإنا نلاحظ مثلاً أن بعض أصحاب السيارات يوقفون السيارة بعرض الطريق فيعطلون السير فهذا لا ينبغي، الواجب أن لا يعرقل المسلم الطريق بل هذا الحديث يأمر بأن يزيل هو كل ما يعرقل السير في الطريق ولو من أشياء بسيطة كالأشياء التي يتعثر بها الناس في الطريق كالشوك والحجر وقشر الموز ونحو ذلك مما يؤذي الناس، إلى هذا أشار الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله: ( أمط الأذى عن طريق الناس ) فإن إماطة الأذى عن طريق الناس هو عمل من الأعمال التي يستحق صاحبها دخول الجنة.
1 - باب : " باب إماطة الأذى " شرح حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه : ( قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة قال : أمط الأذى عن طريق الناس ). أستمع حفظ
شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( مر رجل بشوك في الطريق فقال لأميطن هذا الشوك لا يضر رجلاً مسلماً فغفر له ).
هذا حديث مما وقع والظاهر أنه وقع فيما قبل الرسول عليه السلام أن رجلاً من الصالحين مر بشوك في الطريق فقال لأميطن هذا الشوك لأزيلنه من الطريق خشية أن يتضرر به أحد من المارة، فكان جزاؤه من الله تبارك وتعالى أن غفر له ، فهذا من فضائل إماطة الأذى عن الطريق أن هذا الرجل بمجرد أنه أزال الشوك من الطريق قاصداً بذلك دفع الأذى عن المسلمين استحق مغفرة الله تبارك وتعالى بسبب ذلك، ومن هذا الحديث وأمثاله نأخذ فائدة هامة ألا وهي أن المسلم ليست عبادته وتقربه إلى الله تبارك وتعالى محصورة بالقيام بما فرض الله عليه من عبادات أو شرع له واستحبه له من طاعات، بل هناك أمور تتعلق بالأوضاع الاجتماعية التي للمسلم بها علاقة يكتسب بها رضى الله تبارك وتعالى ومغفرته وهي ليست من العبادات الواضحة الصريحة، فها هنا مثال أن رجلاً بمجرد أنه أزال الشوك من الطريق فقد استحق غفران الله تبارك وتعالى ورحمته، فإزالة الشوك في الطريق من الذي لا يتبادر من الذهن أنه عبادة وصلاح، ولكن الله تبارك وتعالى الذي جمع في هذا الإسلام كل الفضائل وكل المحاسن قد جعل من العبادات التي يكسب بها المسلم مغفرة الله أن يميط الأذى عن الطريق، وعلى هذا فالمسلم إذا خرج من بيته إلى دكانه إلى معمله إلى وظيفته ثم عاد ولم يصل إلا الظهر مثلاً لكنه مع ذلك فهو يستطيع في ذهابه وإيابه في بقائه في دكانه ومعمله أن يحصل على كثير من العبادات التي يستحق ببعضها مغفرة الله تبارك وتعالى، فمن منا مثلاً لا يتعثر في الطريق بقشرة موز فيغلب على ظنه بأن إنساناً لا سيما إذا كان طفلاً صغيراً إذا وطأ على هذه القشرة زلت به القدم، فإذا أماطها عن الطريق إلى جانب الرصيف فهو بهذه الحركة البسيطة يستحق مغفرة الله تبارك وتعالى، فضلاً عما إذا رأى محتاجاً إلى الإعانة حمالاً قد عجزت دابته عن النهوض بعد أن عثرت فهو يخفف عنها يساعده في إقامتها وإنقاذها من عثرتها، فكل هذه الأعمال هي في نظر الإسلام تعتبر من العبادات، فليست الصلاة وليست الصدقة فقط هي العبادات بل كما سبق معنا في الدروس الماضية: ( كل معروف صدقة ) وبعض هذه الصدقات مما يستحق بها مغفرة الله تبارك وتعالى ولو أنها كما يقال اليوم لا تعبئ العين ، شوك أزاله ذلك الرجل من الطريق فغفر الله له، وكما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أن الله عز وجل غفر لمومس لبغي مومس لأنها كانت تمشي في الطريق فأصابها العطش فنزلت في بئر فشربت منه، فلما صعدت إلى ظهر الأرض إذا بها ترى كلباً يأكل الثرى من العطش أي التراب، فقالت في نفسها : لقد أصاب هذا الكلب من العطش ما أصابني ثم وضعت نعلها في فمها ونزلت إلى البئر فملأته ثم قدمت الماء الباقي في ذلك النعل فشرب الكلب حتى ارتوى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فشكر الله لها فغر لها ) فإذن مجال المسلم في حياته في منطلقه في حياته حيثما كان وحيثما ذهب ليحظى بمغفرة الله عز وجل مجال واسع وواسع جداً وذلك من فضل الله عليها وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون .
السائلة : ...
الشيخ : أختي مثل هذه الشبهة ترد في كثير من المسائل والفضائل والجواب على هذا أن الغرض من مثل هذه الأحاديث هو الحض على فضائل الأعمال، ولكن ليس كل من صلى مثلاً غفرت له ذنوبه يقيناً ليس كل من أماط الأذى عن الطريق غفرت له ذنوبه يقيناً بل ليس كل من حج إلى بيت الله الحرام ذلك الحج الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه : ( من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) كذلك في الصلوات مثلاً الصلوات كفارات لما بينهما هذه الفضائل هي أولاً لحض المسلم على القيام بهذه الأعمال الفضائل.
ثانياً: الحصول على ثوابها ليس أمراً مقطوعاً به بالنسبة لكل فرد من أفراد المسلمين، نحن لولا هذا الحديث الصحيح الذي يحدثنا بأن ذلك الرجل لما أزال الشوك عن الطريق غفر الله له ما يدرينا نحن أن الله عز وجل قد غفر له ، ثم إذا أزال مسلم آخر شوكاً من الطريق ترى هل الله عز وجل غفر لهذا أم لا ؟ كل ما عندنا أننا نأمل ونرجو من فضل الله عز وجل أن يغفر لهذا الذي آماط الأذى عن الطريق أو فعل كل تلك الفضائل التي جاءت فيها تلك المراتب، فليس عندنا يقين أن من فعل كذا غفر له لأنه ليحصل على المغفرة يجب أن يفعل ما فعل بشروط أهمها الإخلاص لله تبارك وتعالى بما فعل والإخلاص درجات لا يعلمها إلى الله تبارك وتعالى فمن توفر فيه الإخلاص بالعمل المرغوب فيه والذي رتب الشارع عليه المغفرة فهو الذي سيحظى بالمغفرة، فمن أين لنا أن كل إنسان يميط الأذى عن الطريق كان في ذلك مخلصاً لله تبارك وتعالى، بل لعل كثيراً من الناس يفعلوا ما يفعلون لا يخطرون في بالهم مغفرة الله كما يقولون اليوم مثلاً فلان يطلب العلم للعلم هذا إذا ما قيل يطلبه للمال والجاه والمنزلة عند الناس إنما يطلب العلم للعلم هذا كلام لا قيمة له إطلاقاً في ميزان الشرع الذي قال : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) لذلك فمناط استحقاق هذه المراتب والفضائل يعود بعد العمل الصالح إلى الإخلاص فيه والإخلاص مما يعز في الناس ، ولذلك فالمسلم يعتبر هذه الأحاديث من الدوافع والحوافز له على العمل الصالح ثم رجوا من الله تبارك وتعالى أن يحظى على مثل هذه المغفرة التي حدث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بعض من سبقنا من الناس .
2 - شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( مر رجل بشوك في الطريق فقال لأميطن هذا الشوك لا يضر رجلاً مسلماً فغفر له ). أستمع حفظ
شرح حديث أبي ذر رضي الله عنه: ( عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها أن الأذى يماط عن الطريق ... ).
في هذا الحديث يحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بعض ما شاهد من الطريق الذي يعرف عند الصوفية بطريق الكشف، وهذا الكشف إنما يختص به الرسول عليه الصلاة والسلام، أما ما يقال أنه من صفات المتصوفة أو البارزين منهم فهذا مما لم يثبت، إنما هذا ثبت للرسول عليه السلام في حوادث عديدة منها في هذا الحديث فإن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ( عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها ) هذا العرض هو عرض بطريق الكشف وقد وقع للرسول عليه السلام من مثل هذا العرض الشيء الكثير، مثلاً: كان عليه الصلاة والسلام يصلي صلاة الكسوف وهو واقف إماماً بالناس فدهش أصحابه حينما رأو الرسول عليه السلام يتقدم يمد يده كأنه يريد أن يأخذ شيئاً ولكن لم يأخذ شيئاً، ثم سرعان ما تقهقر الرسول عليه السلام خلفه حتى تقهقر الصف من خلفه فتداخلت الصفوف بعضها في بعض لأن الرسول عليه السلام تقهقر، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة سألوه فقال لهم عليه الصلاة والسلام : ( لقد عرضت علي الجنة والنار في حائطكم هذا ) فهذا هو الكشف والتمثيل للرسول عليه السلام وقد وصفت له الجنة في حائط المسجد فرأى الجنة ورأى من عنبها فهم عليه الصلاة والسلام بأن يقتطف منها عنقوداً ثم تركه لأنه سبق في علم الله عز وجل ألا يأكل أحد من ثمار الجنة في هذه الدنيا الفانية ثم قال : ( عرضت علي النار فأحسست بلهيبها وحرارتها فتقهقرت ) فهذا عرض من نوع عرض الحسنات والسيئات على النبي عليه الصلاة والسلام، ومن هذا القبيل أيضاً قوله عليه الصلاة والسلام : ( زويت لي الأرض ) الأرض كلها زويت لي يعني انطوت له ( حتى رأيت مشارقها ومغاربها ورأيت مبلغ ملك أمتي فيها ) فمن هذا الباب كمعجزة وكرامة للرسول عليه السلام عرضت عليه حسنات الأمة المسلمة وسيئاتها فرأى في تلك الحسنات وفي تلك السيئات رأى في الحسنات أن الأذى يماط عن الطريق فهو حسن، وعلى العكس من ذلك وجد الرسول عليه السلام في مساوئ أعمال الأمة النخاعة في المسجد لا تدفن، قد يستغرب هذا التعبير بالنسبة لمساجدنا اليوم المفروشة بالبسط والسجاجيد والحصر فكيف يذكر في هذا الحديث أن من المساوي النخاعة في المسجد لكن يقول لا تدفن، ومعنى هذه الجملة لا تدفن أنها إن دفنت لم تكن سيئة، فكيف إذن يتضمن هذا الحديث جواز البصق في المسجد مع الدفن والنهي عن البصق في المسجد واعتباره سيئة بدون دفن ؟ ذلك لأن المساجد يومئذٍ كانت مفروشة بالحصباء والرمل الناعم كما هو الشأن تماماً في القسم الخارجي حتى اليوم من المسجد النبوي، فالأرض هناك مفروشة بالرمل فإذا بصق باصق مضطراً يحفر عفيرة صغيرة ثم يطمرها فالبصق سيئة وطرها حسنة وهذا تفسيره: ( وأتبع السيئة الحسنة تمحها ) فإذا بصق في المسجد المفروش بالرمل والتراب كان كفارة ذلك طمرها بالتراب، أما مساجدنا اليوم فهي طبعاً مما لا يجوز للمسلم أن يبصق فيها لأنه لا مجال ولا سبيل إلى طمرها ودفنها، فهذا الحكم الذي اعتبره عليه السلام سيئة لا تكفر بالدفن إنما هو في المساجد التي ليست مفروشة بالرمل، أما إذا كانت رملية أرضها فطمر تلك النخاعة هو حسنة تمحو لك السيئة، وبيت القصيد من الجملة الأخيرة من هذا الحديث هو ضرورة المحافظة على نظافة المساجد وصيانتها مما يقذرها أو يلوثها، ولذلك كان من آداب المساجد في الزمن النبوي الأول ولا يزال هذا مثابراً عليه في المسجدين الحرمين المكي والنبوي إلى اليوم ألا وهو تطييبها بالطيب وتجميرها بالعود فهذا من الآداب التي أهملت في كثير من مساجد العالم الإسلامي اليوم، تجمير المساجد وتطييبها هذا مما أمر به الرسول عليه الصلاة والسلام ذلك لأنه من تعظيم شعائر الله تبارك وتعالى والله عز وجل يقول : (( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )) المهم أن إماطة الأذى من الطريق أنه حسنة مما مثل للرسول عليه السلام في هذا العرض الذي عرضت عليه أعمال الأمة.
3 - شرح حديث أبي ذر رضي الله عنه: ( عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها أن الأذى يماط عن الطريق ... ). أستمع حفظ
شرح حديث أنس رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أتي بالشيء يقول اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة ... ).
" باب قول المعروف " يعني تقدم أن كل معروف صدقة، فالآن يفصل أن من المعروف أن تقول قولاً حسناً .
ذكر فيه حديثين أحدهما :
عن عبد الله بن يزيد الخطمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل معروف صدقة ) وقد سبق هذا الحديث وأمثاله، والحديث الآخر عن أنس قال : ( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أتي بالشيء يقول اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة ، اذهبوا به إلى بيت فلانة فإنها كانت تحب خديجة ).
هذا من مكارم أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام حيث كان يذكر خديجة زوجته الأولى يذكرها بخير، بل ويتتبع صواحب خديجة بالخير والهبة والهدية فكان الرسول عليه الصلاة والسلام إذا أتي بالشيء يعني مما يهدى يقول اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة، هذا بعد وفاة السيدة خديجة كان عليه الصلاة والسلام يتتبع بالهدايا صديقات خديجة رضي الله عنها، كذلك إذا جاء بعض الناس بالشيء إليه صلى الله عليه وسلم قال : ( اذهبوا به إلى بيت فلانة فإنها كانت تحب خديجة ) الفرق أن الشخص قد يحب آخر وليس صديقاً له، ولذلك تفنن أنس هنا في الرواية فمرة يقول : كان الرسول عليه السلام إذا جاءه الشيء مما يهدى إليه يقول اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة وتارة يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( اذهبوا به إلى بيت فلانة فإنها كانت تحب خديجة ) لم تكن صديقة لكن يكفيها أنها كانت تحب خديجة، ومن ذكر خديجة بالخير الإحسان إلى صديقاتها وإلى محبيها وهذا من الأمثلة العالية من أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام في حسن معاملته لأهله حتى ولو بعد وفاتها.
والشاهد من هذا الحديث أن الرسول عليه السلام حين قال : ( كل معروف صدقة ) فإرسال الرسول للهدية التي جاءته إلى فلانة لأنه صديقة خديجة أو محبة خديجة هو قول لكن قول معروف فهو يكتب أيضاً صدقة لصاحب هذا القول وهو هنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
أعاد الحديث الأول في هذا الباب من رواية صحابي آخر وهو حذيفة قال : قال نبيكم صلى الله عليه وسلم : ( كل معروف صدقة ).
4 - شرح حديث أنس رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أتي بالشيء يقول اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة ... ). أستمع حفظ
شرح باب "باب الخروج إلى المبقلة وحمل الشيء على عاتقه إلى أهله بالزبيل "
"باب الخروج إلى المبقلة وحمل الشيء على عاتقه إلى أهله بالزبيل ".
الزبيل هو الزنبيل يعني شو بسموها اليوم الأفة ما يشبه الأفة متخذ مما ينبت من النباتات من النخيل أو نحو ذلك فيقول هنا : باب جواز خروج الرجل إلى المبقلة والمبقلة هي المزرعة التي تزرع فيها البقول وجواز حمله الزبيل يعين الأفة ونحو ذلك مما توضع فيه البقول ، يحمله على عاتقه ليخدم بذلك أهله.
شرح حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما : ( عرض أبي على سلمان أخته فأبى -أي سلمان- وتزوج مولاة له يقال لها بقيرة، فبلغ أبا قرة أنه كان بين حذيفة وسلمان شيء فأتاه يطلبه فأخبر أنه في مبقلة له فتوجه إليه ... ).
عن عمرو بن أبي قرة الكندي قال: ( عرض أبي على سلمان أخته فأبى -أي سلمان- وتزوج مولاة له يقال لها بقيرة، فبلغ أبا قرة أنه كان بين حذيفة وسلمان شيء فأتاه يطلبه فأخبر أنه في مبقلة له فتوجه إليه، فلقيه معه زبيل فيه بقل قد أدخل عصاه في عروة الزبيل وهو على عاتقه فقال: يا أبا عبد الله ما كان بينك وبين حذيفة ؟ قال: يقول سلمان: (( وكان الإنسان عجولا )) فانطلقا حتى أتيا دار سلمان، فدخل سلمان الدار فقال: السلام عليكم، ثم أذن لأبي قرة فدخل فإذا نمط موضوع على باب وعند رأسه لبنات وإذا قرطاط فقال: اجلس على فراش مولاتك التي تمهد لنفسها ثم أنشأ يحدثه، فقال: إن حذيفة كان يحدث بأشياء كان يقولها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غضبه لأقوام فأوتى فأسأل عنها فأقول حذيفة أعلم بما يقول وأكره أن تكون ضغائن بين أقوام فأتي حذيفة فقيل له: إن سلمان لا يصدقك ولا يكذبك بما تقول، فجاءني حذيفة فقال: يا سلمان بن أم سلمان، فقلت: يا حذيفة بن أم حذيفة، لتنتهين أو لأكتبن فيك إلى عمر، فلما خوفته بعمر تركني وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ولد آدم أنا فأيما عبد من أمتي لعنته لعنة أو سببته سبة في غير كنهه فاجعلها عليه صلاة ).
هذا الحديث فيه قصة مما كان يجري بين السلف الصالح أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مما ينبغي أن نحذوا حذوهم ونحرص حرصهم على التباعد عن الكلام الذي قد يجرح بعضاً من النفوس فيوجد الضغائن والحقد والبغضاء بينها
هذه القصة نبدأ من أولها للتعليق على بعض وبيان بعض فوائدها.
أول ذلك يقول راوي هذا الحديث وهو تابعي معروف اسمه : عمرو بن أبي قرة الكندي : " عرض أبي على سلمان أخته " هذا نوع من الصفاء النفسي والثقة النفسية حيث يهم الرجل المسلم بأن يعرض ابنته أو أخته على رجل صالح فيقول عندي فلانة أختي هنا في القصة أختي أريد أن تتزوجها فإذا فعلها فاعل اليوم يقولوا يا فضيحة الدهر، لكن هذا لم يكن شيئاً يذكر بالعار أو المسبة في الزمن الأول، بل هذا في الواقع من عقل العارف لأن المسلم يحرص أن يضع ابنته أو أخته في المكان ... الحصين الأمين ديناً وخلقاً فلماذا لا يفعل ؟! اليوم تغيرت المفاهيم فأصبح الحسن قبيحاً والقبيح حسناً، فيجب أن نعلم أن عرض الرجل ابنته أو أخته على رجل صالح هذا أمر مشكور مرغوب فيه وهذا ما فعله هذا الرجل العاقل وهو أبو قرة، ومع ذلك فلم يجد عند سلمان رغبة في أخته فلم يقبل ذلك العرض وتزوج مولاة له شوفوا هذا الإنسان ... أيضاً سلمان الفارسي كنا ذكرنا لكن في درس مضى شيئاً من قصته حينما هاجر من فارس هو ابن ... يعني ابن رئيس الذي يوقد النار للمجوس ليعبدوها من دون الله تبارك وتعالى.
فذات يوم وهو يمشي إلى مكان العبادة والشرك إذا به يرى فيه شخص متطرف في مكان بعيد جالس يعبد الله وراهب من رهبان النصارى فذهب إليه وجلس عنده فاستمع منه فوائد ونصائح مما كان أهل الكتاب لا يزالون إلى ذلك العهد مما احتفظوه من بقايا التوراة والإنجيل فدخل كلام هذا الراهب في قلب سلمان وتنصر وأعرض عن دين أيه ثم هاجر في قصة طويلة حتى وصل إلى المدينة وهو مستعبد رقيق فكان يعمل في بستان من نخيل حتى سمع بالرسول عليه السلام أنه جاء إلى المدينة فجاء إليه وأسلم إلى آخر قصته ، هذا الرجل الفاضل عرض عليه أبو قرة هذا الكندي أخته فأبى وتزوج مولاة له، ثم بلغ أبا قرة أنه كان بين حذيفة وسلمان شيء يعني من فتور فأتاه يطلبه ، الذي يلفت النظر في هذه القصة أن أبا قرة الذي عرض أخته على سلمان ولم يقبل سلمان المفروض لو وقعت مثل هذه القصة اليوم أن يصير في نفس العارض شيء تجاه المعروض عليه وهو شيء من فتور أيضاً فلا يعود يزوره ،لكن الأمر لم يكن كذلك أبداً بل لم تزل المودة بين أبو قرة وبين سلمان كما كانت قبل العرض، ولذلك فما أن بلغ أبا قرة أن بين حذيفة وبين سلمان شيء من البرود والفتور حتى جاء إلى سلمان، فأتاه يطلبه أي في بيته فأخبر أنه في مبقلة له يعني في المزرعة التي يزرع فيها البقول فتوجه إليه فلقيه معه زبيل فيه بقل قد أدخل عصاه في عروة الزبيل وهو على عاتقه هذا مناسبة الباب الذي عقده المصنف أن هذا الرجل سلمان الفارسي الصحابي الجليل خرج من بيته إلى مبقلته فحمل في الزبيل أن الزنبيل ما تيسر له من بقول ووضعها في العصى وألقاها وراء ظهره ثم خرج يمشي من مبقلته إلى بيته حين لقيه أبو قرة هذا.
6 - شرح حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما : ( عرض أبي على سلمان أخته فأبى -أي سلمان- وتزوج مولاة له يقال لها بقيرة، فبلغ أبا قرة أنه كان بين حذيفة وسلمان شيء فأتاه يطلبه فأخبر أنه في مبقلة له فتوجه إليه ... ). أستمع حفظ
تتمة شرح حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما : ( ... ما كان بينك وبين حذيفة فقال سلمان (( وكان الإنسان عجولاً )) )
" فانطلقا حتى أتيا دار سلمان فدخل سلمان الدار فقال السلام عليكم " وهذا أدب إسلامي لا يزال كثير من المسلمين اليوم يحافظون على هذا الأدب والحمد لله ولكن الأكثرين منهم قد أهملوه وأصبح عندهم نسياً منسياً فيدخل الداخل منهم البيت فيمسي بالخير ويصبح بالخير، أما كلمة السلام عليكم فقليل منهم من يحافظ عليها لاسيما إذا دخل على زوجته كأن زوجته يعني ما بتستحق إلقاء السلام عليها أو لقي ولده في البيت ما بيستحق إلقاء السلام عليه لا ، يجب أن يلقى السلام على الصغير والكبير، وإن كان هناك آداب في إلقاء السلام ( يسلم الصغير على الكبير، والقليل على الكثير، والراكب على الماشي، والماشي على القاعد ) وهذا كله سيأتي في أبواب هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
فالشاهد فسلمان حينما دخل بيته ألقى السلام أي على من فيه أهله وزوجته التي سبق ذكرها فقال: السلام عليكم، ثم أذن لأبي قرة بعد ما دخل يعني أخذ طريق أذن لأبي قرة بالدخول ( فدخل فإذا نمط موضوع على باب وعند رأسه لبنات وإذا قرطاط ) ، الغرض من هذه العبارة هو أن أبو قرة يصف بيت سلمان المتواضع، فماذا رأى ؟ ما رأى سرر ولا رأى فرش ولا رأى كراسي ولا رأى ستر وإنما رأى نمط يعني بساط عادي ورأى لبنات يعني آجر من طين لبن معروف وقرطاط وهو ما يوضع على الدابة مثل السرج ونحو ذلك فقال سلمان لأبي قرة : اجلس على فراش مولاتك ذات النمط يقول له اجلس على فراش مولاتك يعني الي هو كان كانت عبدة له وتزوجها التي تمهد لنفسها أي تعمل لنفسها بيدها.
7 - تتمة شرح حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما : ( ... ما كان بينك وبين حذيفة فقال سلمان (( وكان الإنسان عجولاً )) ) أستمع حفظ
تتمة شرح حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما : ( ... إن حذيفة كان يحدث بأشياء يعني عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غضبه لأقوام ... )
الشاهد من موقف سلمان تجاه حذيفة يأتي في قول سلمان : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من ولد آدم أنا ) في روايات أخرى : ( إنما أنا بشر مثلكم فأيما عبد من أمتي لعنته لعنة أو سببته سبة في غير كنهه ) أي استحقاقه ( فاجعلها عليه صلاة ) هذا حديث مروي عن الرسول عليه السلام من طريق جماعة من الصحابة وهذا سلمان أحدهم ومنهم أم سلمة ومنهم السيدة عائشة جماعة من أصحاب الرسول عليه السلام سمعوا الرسول عليه السلام يقول : ( إنما أنا بشر فأيما رجل سببته أو لعنته وهو ليس لها بأهل فاجعل ذلك له صدقة ورحمة وزكاة ).
معنى هذا الحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام الذي اصطفاه الله تبارك وتعالى بنبوته ورسالته وسيادته على الأنبياء والرسل جميعاً مع ذلك فهو لم يخرج بهذا الاصطفاء عن كونه بشراً، لذلك فتعرض له أحياناً ما يعرض للبشر فيغضب الرسول عليه السلام من إنسان لسبب فيسبه ويشتمه، لكن ذاك الإنسان الذي صدر منه ما صدر مما أزعج الرسول عليه السلام لا يستحق هذه ...
في كتب الفقه وهذا موجز من ذلك.
8 - تتمة شرح حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما : ( ... إن حذيفة كان يحدث بأشياء يعني عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غضبه لأقوام ... ) أستمع حفظ
إذا دخلت المرأة إلى دكان وفيه رجل فهل يشرع لها أن تسلم عليه ؟
الشيخ : والله أختي هذه تختلف بين المرأة الداخلة وبين الرجل صاحب الحانوت أو الدكان ، يعني بين تكون المرأة فتاة مثلاً محشومة جليلة محترمة وبين تكون من هاي النساء اللي بيلفتوا الأنظار وبين يكون صاحب المكان صاحب الحانوت رجل كهل أو عجوز مسن وبين يكون شاب في ف رق يعني، فالي بدها تدخل المكان وبدها تسلم بدها تقيس الأمور يعني وما تكون ماشية بميزان لا يختلف بدها اجتهاد يعني كل حالة يعطيها لبوسها مفهوم أظن هذا الكلام طيب .
ما صحة حديث : ( يا ابن آدم خلقتك وجعلت لك قراراً في بطن أمك وغشيت وجهك بغشاء لئلا تفزع من الرحم وجعلت وجهك إلى ظهر أمك ... ) ؟
هذا من الاسرائيليات ليس بحديث .
10 - ما صحة حديث : ( يا ابن آدم خلقتك وجعلت لك قراراً في بطن أمك وغشيت وجهك بغشاء لئلا تفزع من الرحم وجعلت وجهك إلى ظهر أمك ... ) ؟ أستمع حفظ
ما صحة حديث : ( من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ) ؟
الشيخ : الجواب: نعم هو حديث صحيح .
ما هي الساعات المذكورة في حديث : أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ... ) ؟
السؤال: ما هي هذه الساعات المذكورة في الحديث ؟
الجواب : هي هذه الساعات الزمنية المعروفة اليوم التي هي في اليوم والليلة أربع وعشرون ساعة، فالمقصود هنا في الساعة الأولى يعني الساعة واحدة بالعربي والساعة السادسة هي وسط النهار، والساعة اثنا عشر هي آخر النهار إلى الآن يوجد بعض الدول الإسلامية لا يزال أهلها يستعملون الساعة العربية التي أصبحت نسياً منسية في البلاد العربية زعموا، فالساعة العربية بتكون اثنا عشر في المغرب وستة في وسط النهار فالرسول عليه السلام يقول : ( من راح في الساعة الأولى ) يعني الساعة واحدة الساعة الثانية يعني ثنتين وثلاثة أربعة خمسة ففي الساعة الخامسة ينتهي التفاضل في التسابق إلى التبكير إلى حضور صلاة الجمعة.
وقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة في * سنن النسائي *: ( أن النهار اثنا عشر ساعة ، النهار اثنا عشر ساعة وفي يوم الجمعة ساعة لا يدعو الله تبارك وتعالى فيها إنسان إلا استجاب الله له ) وهي في آخر ساعة من يوم الجمعة يعني الساعة إحدى عشر بالعربي قبل المغرب بساعة.
12 - ما هي الساعات المذكورة في حديث : أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ... ) ؟ أستمع حفظ
ما حكم سماع خطبة الجمعة هل هو واجب أم مندوب ؟
الظاهر من قوله تبارك وتعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله )) أي: إلى خطبته والصلاة (( وذروا البيع )) الظاهر من هذا أن المقصود حضور الخطبة ، ولكن حضور الخطبة ليس شرطاً من شروط صحة صلاة الجمعة، فمن حضر فقد أدى هذا الواجب ومن فاته شيء من هذه الخطبة أو فاتته الخطبة كلها فصلاته صحيحة لما ثبت ( أن من أدرك ركعة من صلاة الجمعة فقد أدرك الجمعة، ومن فاتته رالكعة فليصليها ظهراً ).
هل يشرع للجمعة أكثر من أذان ؟
الظاهر من السؤال أن السائل يعني هل يشرع للجمعة أكثر من أذان واحد ؟ فالجواب لا يشرع إلا أذن واحد وهذا الأذان وقته حين يصعد الخطيب على المنبر فقد ثبت في * صحيح البخاري *: ( أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا خرج من بيته صعد على المنبر فجلس قام بلال وأذن فإذا انتهى بلال من الأذان قام الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا انتهى من الخطبة أقام الصلاة ولم يكن يومئذٍ إلا أذان واحد ).
أما الأذان الثاني فهو مما أوجده عثمان بن عفان رضي الله عنه ولكن ليس هذا هو الذي يفعلونه اليوم، فهناك فرق كبير ببين الأذان العثماني وبين الأذان الموجود اليوم، أذان عثمان كان على الزوراء أي مكان خارج المسجد النبوي من أطراف المدينة في مكان يتعاطى الناس فيه يوم الجمعة البيع والشراء يعني على النحو الذي يسمى اليوم بسوق الجمعة، فكان الناس يجتمعون هناك يوم الجمعة فلا يبلغهم أذان المؤذن على المسجد النبوي، فجعل عثمان أذاناً هناك ليعلمهم بحضور وقت الصلاة، ومعنى هذا أنه لو كان في زمن عثمان مكبر الصوت لكان سحب شريطاً من المؤذن على ظهر المسجد إلى مكان السوق فيسمعون الأذان الواحد لكن لم تكن هذه الوسيلة يومئذٍ ولذلك اضطر لتحقيق تسميع الأذان إلى أيجاد ذلك الأذان في ذلك المكان لكن مع الزمن تغير هذا الأذان فأدخل إلى المسجد النبوي وهو اليوم هكذا مع الأسف في المسجد النبوي، يعني الأذان الأول كما هو هنا اليوم على المنارة والأذان الثاني في المسجد وهذا قلب للسنة، فليس في يوم الجمعة إلا أذان واحد وهذا الأذان الواحد حين يصعد الخطيب المنبر، والأذان على ظهر المسجد مش في المسجد هذا هو الأذان المشروع لا غير.
هل تجهر المرأة في الصلوات الجهرية مثل الرجال ؟
الجواب : نعم لقوله عليه الصلاة والسلام : ( إنما النساء شقائق الرجال ) ( إنما النساء شقائق الرجال ) فما فرض الله على الرجال فرض على النساء إلا ما استثني ولم تستثن النساء في حكم الجهر بالصلوات الجهرية ولكن تجهر بقدر ما تسمع من تخلفه أو إذا كانت تصلي وحدها فتسمع نفسها.
ما صحة حديث : ( حضرنا عرس علي وفاطمة رضي الله عنهما فما رأينا عرساً أحسن منها وقد حشونا الفراش وأوتينا بتمر وزبيب فأكلنا وكان فراشها ليلة عرسها إهاب كبش ) ؟
لا يحضرني الآن وسأراجع ، وليس هذا غريباً عن حالتهم المادية يومئذٍ أن يكون فراشها جلد كبش، واليوم أم العبد عندها عدة جلود مو بس جلد واحد لذلك تطورت الأمور كثير ، ومن الواجب علينا في هذا الزمان أن لا تغرنا الحياة الدنيا ومتاعها وأن نتذكر سيرة السلف الصالح من النساء والرجال ونحاول الاقتداء بهن وبهن ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، وفي هذا القدر كفاية،
رأينا من المناسب وقد تأخر وقت العصر عما سبق من الوقت أن نبدأ الدرس في الساعة الخامسة والنصف فليكن هذا معلوماً لدى الجميع.
16 - ما صحة حديث : ( حضرنا عرس علي وفاطمة رضي الله عنهما فما رأينا عرساً أحسن منها وقد حشونا الفراش وأوتينا بتمر وزبيب فأكلنا وكان فراشها ليلة عرسها إهاب كبش ) ؟ أستمع حفظ
توفي رجل في حياة والديه وعنده أولاد كبار وكان قبل وفاته قد أوصى والدته بأن تتنازل عن ما ترثه منه وكان هذا، فهل عليه إثم في هذا ؟
هل المقصود بالوصية كتابة ؟ ولا شفاهة ؟
السائلة : ...
الشيخ : شو كان موقف الأم ؟
السائلة : ...
الشيخ : إذا تنازل ، هو ما له حق بهذه الوصية هنا في عندنا قضيتين هو ما له حق بهذه الوصية لأن الشارع الحكيم يقول : ( لا وصية لوارث ) ولكن إذا كان الوارث هي الأم هنا مثلاً تنازلت عن حقها بطيب نفسها ماشي، أما لو أصرت على حقها.
السائلة : ...
الشيخ : ما بهمنا ، لو واحد مات وخلف مليونير من الورثة وما بيطلع لهذا المليونير إلا خمس قروش هذا حقه يأخذه فيه العافية ، بيتنازل عنه وعن كثير من ماله كثر خيره ، الحق حق ، المهم أن هذه الأم إذا رضيت بوصية ابنها فمعناها تنازلت عن حقها وانتهى الأمر، أما هو ما له حق وغفر الله لنا وله واضحة ؟ طيب.
17 - توفي رجل في حياة والديه وعنده أولاد كبار وكان قبل وفاته قد أوصى والدته بأن تتنازل عن ما ترثه منه وكان هذا، فهل عليه إثم في هذا ؟ أستمع حفظ
رجل عنده مال في البنك وقد أخذ فائدة يريد أن ينفقها على الفقراء حصل له حادث تحطمت بسببه سيارته وكان هذا الحادث بسبب رجل فقير جداً ، فهل يجوز للغني أن ينفق الفائدة التي أخذها من البنك على إصلاح سيارته ثم يسامح هذا الرجل الفقير ؟
شلون فقير جداً ووضع مال في البنك ؟
السائلة : لا فقير جداً اللي عمل الحادث.
الشيخ : آه الي حطم السيارة طيب وهو فقير جداً فهل ينفق على إصلاح سيارته من مال الفائدة عن هذا الرجل الفقير ويسامحه أو أنه يأخذ منه ما سيكتب له ؟
السائلة : ...
الشيخ : يعني معناه المال هذا راح يفيد اللي بدو يطلع عليه ، ما بجوز.
السائلة : ما بجوز ؟
الشيخ : لا ، يعني مثل لا سمح الله أنا أصبت بحادث بسيارتي.
السائلة : ...
الشيخ : المال الفائدة مين اللي بيستفيده ؟
السائلة : الفقير ... ما باخذ منك لكن هذا المال الفائدة. ..
الشيخ : أنا سوف أضرب مثال ... أنا سيارتي ضربها ضارب وهو فقير ما هيك ؟ طيب وأنا حاطط مال في البنك وأخذت الفائدة هاي بدي أعطيها للفقراء مو هيك طيب ، فأنا بدل ما أعطيها لهداك الفقير راح أصلح سيارتي الي حطمها لي الفقير مو هيك عمبتقولي ؟ ما بجوز ، لأنه ما بجوز هنا مرتين بقا إذا وضحت الأولى تتضح الأخرى ما بجوز أن آخذ الفائدة وأعطيها للفقير.
السائلة : هذا أصلا هو اللي عمبيصير.
الشيخ : يا أختي عمبتصير نحن شو وظيفتنا بدنا نقرر الي عمبيصير خطأ أو صوواب ولا بدنا نبين الصواب من الخطأ الي عمبيصير شي منه صواب وشي منه خطأ المال الحرام بعيد عنه نحن نفتي أولاً لا تضع مالا في البنك مطلقاً.
السائلة : حتى لو كان بلا فائدة ؟
الشيخ : أنا هبين لك لا توصي حريص ، لا تضع مالاً في البنك مطلقاً إلا طريقة صندوق الأمانة بتحط أجرة ... تقبض فائدة بتحط أجرة شهرية سنوية ... فهذا بجوز، أما تحط المال في البنك بدون فائدة ما بصير بدون فائدة لأن إذا أنت ما استفدت استفاد البنك هالألف هالعشرة آلاف هالخمسين ألف الي أنا زعمت رجل صالح ما باكل فائدة لما بحطها في البنك البنك شو عمبساوي فيها عميحفظ لي إياها أنا عميحفظ لي إياها ولا عمبشغله بين الناس ؟ عمبشغله بين الناس فهو عميوكل من المال الحرام ويطعم حرام ، مين السبب ؟ أنا وأنت وفلان وعلان إلى آخره، لذلك ما بجوز وضع المال في البنك مطلقاً إلا بطريق الأجرة صندوق خاص لك المال الذي تضعه فيه لا تمتد يد الموظفين إليه وتتصرف فيه بأعمال ربوية.
في إنسان أفتوه بعض الناس متساهلين قالوا له ما عليه شيء إذا وضعت مالك في البنك بس أنت لا تأخذ فائدة في بعض ناس هيك بيعملوا فإذا اغتر ووضع المال في البنك بعدين صح له مفتي ثاني قال له يا أخي بدل ما ياكلوها الفائدة هم خذه أنت وتصدق به على الفقراء والمساكين ، نحن نقول أولاً: ابعد عن البنك إذا أمكنك لا تدخله إطلاقاً لا تدخله ، ثانياً: إذا كنتت مضطر أنت تحفظ مالك ففي صندوق أمانات تدفع أجرة متفق بينك وبين البنك ، ثالثاً: إذا ورطوك وأفتوك أن ما عليه شيء أن تضع المال في البنك بشرط ما تأخذ فائدة فتورطت ووضعت مالك لما جئت تسحب المال طلع لك فوائد كثيرة أفتاك مفتي ثاني أن بدل ما هم ياكلوا الفائدة خذها أنت تصدق بها ، نقول لا الصدقة هذه ما بجوز أن تتصرف فيها لأنك أنت ما بتمتلك هذه الفائدة الفائدة حرام أنت مانك مالكها لحتى أنت تضعها هنا وهنا وإلى آخره.
أخيراً إنسان ما استطاع يحصل ماله رأس ماله إلا بالفائدة هيك بعض ناس يحدثونا يعني فإن كان لا يمكن إلا هكذا حينئذٍ هاي الفائدة هذه ما بيتصدق هو صدقة فيها وإما بيفرغها في مشاريع عامة ما بيعطيها لإنسان معين عرفت شلون؟ إنسان معين ما بيعطي ، إنما مرافق عامة مثلاً سبيل مدرسة مكتبة كتب إسلامية إلى آخره لإنسان معين لا يصرف.
السائلة : ...
الشيخ : إن شاء الله بنفهمها بين تعطي لزيد من الناس سواء كان فقيراً أو غنياً أنت تتصرف فيه لا، وإنما تشتري به شيء ينتفع به عامة المسلمين ما هو شخص معين هذه الحالة الأخيرة الحالة الأخيرة أنه ما بتقدري تحصلي على رأس مالك إلا مع الفائدة.
السائلة : ...
الشيخ : شلون ؟
السائلة : ...
الشيخ : عمبقول لك هيك قالوا لنا بعض الناس أنت حرة ... أنا بزماني مع ناس من إخوانا اشترينا أرض ... اللي صارت مساكن الآن بعد أربع خمس سنين صادرتها الدولة وقسمت الأثمان الأراضي إلى أصحابها كل ... أربع مئة ورقة بفائدة مدري أديش ، أنا كتبت استدعاء أن أرجو إعفائي من الفائدة المذكورة إلى آخره وأخذت رأس مالي فعلاً، لكن في صور صوروها لنا بعض الإخوان ... بيقولوا مثلاً بعض البنوك النظامية بيقولوا لك هذا الي بيطلع لك نحن ما بنعرف غير هيك ، مين بياخذ الفائدة هذه ؟ أنت دبر راسك وعمأفرض أنا الصورة هذه إذا ما أمكن إلا هيك فهذا المال لا تتصدق فيه على إنسان معين وإنما في المرافق العامة والمشاريع العامة .
وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.
السائلة : ...
الشيخ : لا ما بجوز.
السائلة : ...
الشيخ : نعم ؟
السائلة : المعاشات.
الشيخ : المعاشات ، في فرق بين اللي يوضع معاشه رغماً عنه فما هو مسؤول عنه وبين واحد باختياره يفعل ذلك، يا الله .