شرح كتاب الأدب المفرد-172
فائدة : التربية الحقيقية هي التي تكون على الكتاب والسنة.
الشيخ : أو على الإسلام لأن هذه كلمة أصبحت اليوم لها دلالات متعددة ومتضاربة ، ولذلك قلت فلا بد أن كون التربية على الكتاب والسنّة ، لأن الكتاب والسنّة هما المصدران الوحيدان اللذذان يجب الرجوع إليهما حينما نجد الناس مختلفين متضاربين متنازعين ، ولأن الرجوع إلى الكتاب والسنة يجعل الواقف عليهما مندفعا إلى العمل فيهما أكثر مما لو أخذ الحكم من الكتب التي لم يجر مؤلفوها على دعم أقوالهم أحكامهم بالكتاب والسنّة، فقد رأيت آنفاً بنتاً صغيرة وهي تشرب تخالف السنة في أمرين اثنين، ونحن طبعا لا نريد أن نعتب عليها لأنها لم تدخل في طور التكليف وإنما التذكير يتعلق بالوالدين لأنه كما يقال ويروى حديثاً وليس حديثاً صحيح وإنما هو حكمة : " العلم في الصغر كالنقش في الحجر ".
فنحن إذا عنينا بتريية أولادنا ذكوراً وإناثاً على الكتاب والسنّة نشأ هذا الولد المربى كبيراً على الكتاب والسنّة.
لأن في الحديث الصحيح: ( المرء يشيب على ما شبّ عليه ) فإن شب على الصلاح والتقوى شاب شيخاً على الصلاح والتقوى والعكس بالعكس هذه سنة الله تبارك وتعالى في أرضه: (( ولن تجد لسنة الله تبديلاً )).
لذلك يجب أن نغتنم فرصة قيامنا أي وجودنا بعد في الحياة الدنيا على أبنائنا ولاة عليهم أن نقوم بحسن تربيتهم وتوجيههم منذ نعومة أظفارهم، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح المشهور: ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرّقوا بينهم في المضاجع ) هذا الحديث إنما خص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة من بين سائر الفرائض والأحكام والآداب لأهمية الصلاة في الإسلام ، فليس معنى الحديث أن ولي الأمر لا يؤمَر إلا لأن يأمر الولد فقط بالصلاة وإنما هذا عنوان أمر الولي ولي الولد أن يأمره بالصلاة للدلال والإشعار إلى وجوب الاهتمام بالأركان والواجبات الآخرى، فذكر الصلاة في هذا الحديث ليس من باب الحصر والقيد وإنما هو من باب التمثيل لأهم ما ينبغي على الولي أن يأمر ولده من العبادات.
ومن هنا نفهم بأننا إذا أردنا أن ننفذ أمر الرسول عليه السلام : ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ) ليس معنى هذا أن نأمر الأولاد هؤلاء بأن يصلوا بغير طهارة مثلاً ، وليس معنى هذا بان نأمر أولادنا بأن يصلوا غير مستوري العورة، لأن الرسول علسه السلام حينما أمر بالصلاة فإنما يعني الصلاة الشرعية وإنما يعني بالصلاة بأركانها وشروطها، فإذن هذا الأمر بالصلاة يستلزم أموراً أخرى يستلزم أن نأمر أولادنا بالتطهر للصلاة في البد وفي المكان وفي الثياب كل هذا وهذا مما يجب علينا أن نربي أطفالنا في صغرهم حتى ينشؤوا كباراً وهم طائعون لله عز وجل.
وكذلك ليس معنى هذا ألأمر أنه لا يأمر الرسول عليه السلام إلا بأن نأمر أولادنا بالصلاة وما يتعلق بها فقط ، بل إنما ذلك كإرشاد إلى أنه ينبغي علينا أن نربي أولادنا على الشرع الإسلامي الثابت في الكتاب والسنة، من ذلك مثلاً وهذا هو بيت القصيد من هذه المقدّمة: أنني شاهدت آنفاً فتاة صغيرة تشرب وتخالف امرين اثنين حكمين اثنين في الإسلام : تشرب وهي قائمة ، وتشرب بيدها اليسرى ، فأنا أخذت من هذا أن القائمين على تربية هذه الفتاة لم يُعنوا بتربيتها منذ صغرها على الشرع، وممكن أن نذكّر بهذه المناسبة أنه يجب أن نربي فتياتنا صغارا على الحجاب الشرعي لا على التبرج وعلى الألبسة القصيرة والشفافة ونحو ذلك لأنها إذا كبرت على هذه الألبسة المخالفة للشريعة فحينما تبلغ مبلغ التكليف فيتنبه ولي الأمر لأمرها فلا تستجيب هذه الفتاة إلى هذه الأوامر لأنها لم تكن قد رُبّيت على ذلك منذ صغرها .
فنحن إذا عنينا بتريية أولادنا ذكوراً وإناثاً على الكتاب والسنّة نشأ هذا الولد المربى كبيراً على الكتاب والسنّة.
لأن في الحديث الصحيح: ( المرء يشيب على ما شبّ عليه ) فإن شب على الصلاح والتقوى شاب شيخاً على الصلاح والتقوى والعكس بالعكس هذه سنة الله تبارك وتعالى في أرضه: (( ولن تجد لسنة الله تبديلاً )).
لذلك يجب أن نغتنم فرصة قيامنا أي وجودنا بعد في الحياة الدنيا على أبنائنا ولاة عليهم أن نقوم بحسن تربيتهم وتوجيههم منذ نعومة أظفارهم، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح المشهور: ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرّقوا بينهم في المضاجع ) هذا الحديث إنما خص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة من بين سائر الفرائض والأحكام والآداب لأهمية الصلاة في الإسلام ، فليس معنى الحديث أن ولي الأمر لا يؤمَر إلا لأن يأمر الولد فقط بالصلاة وإنما هذا عنوان أمر الولي ولي الولد أن يأمره بالصلاة للدلال والإشعار إلى وجوب الاهتمام بالأركان والواجبات الآخرى، فذكر الصلاة في هذا الحديث ليس من باب الحصر والقيد وإنما هو من باب التمثيل لأهم ما ينبغي على الولي أن يأمر ولده من العبادات.
ومن هنا نفهم بأننا إذا أردنا أن ننفذ أمر الرسول عليه السلام : ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ) ليس معنى هذا أن نأمر الأولاد هؤلاء بأن يصلوا بغير طهارة مثلاً ، وليس معنى هذا بان نأمر أولادنا بأن يصلوا غير مستوري العورة، لأن الرسول علسه السلام حينما أمر بالصلاة فإنما يعني الصلاة الشرعية وإنما يعني بالصلاة بأركانها وشروطها، فإذن هذا الأمر بالصلاة يستلزم أموراً أخرى يستلزم أن نأمر أولادنا بالتطهر للصلاة في البد وفي المكان وفي الثياب كل هذا وهذا مما يجب علينا أن نربي أطفالنا في صغرهم حتى ينشؤوا كباراً وهم طائعون لله عز وجل.
وكذلك ليس معنى هذا ألأمر أنه لا يأمر الرسول عليه السلام إلا بأن نأمر أولادنا بالصلاة وما يتعلق بها فقط ، بل إنما ذلك كإرشاد إلى أنه ينبغي علينا أن نربي أولادنا على الشرع الإسلامي الثابت في الكتاب والسنة، من ذلك مثلاً وهذا هو بيت القصيد من هذه المقدّمة: أنني شاهدت آنفاً فتاة صغيرة تشرب وتخالف امرين اثنين حكمين اثنين في الإسلام : تشرب وهي قائمة ، وتشرب بيدها اليسرى ، فأنا أخذت من هذا أن القائمين على تربية هذه الفتاة لم يُعنوا بتربيتها منذ صغرها على الشرع، وممكن أن نذكّر بهذه المناسبة أنه يجب أن نربي فتياتنا صغارا على الحجاب الشرعي لا على التبرج وعلى الألبسة القصيرة والشفافة ونحو ذلك لأنها إذا كبرت على هذه الألبسة المخالفة للشريعة فحينما تبلغ مبلغ التكليف فيتنبه ولي الأمر لأمرها فلا تستجيب هذه الفتاة إلى هذه الأوامر لأنها لم تكن قد رُبّيت على ذلك منذ صغرها .
فائدة : حكم الشرب قائماً .
الشيخ : ولا أريد الإطالة في هذا وإنما أردت التذكير بأدب بل آداب واجبةٍ مراعاتها حينما نأتي أمرا لا يُلقي عادة الناس إليه بالاً ألا وهو كيف نشرب.
فيأتي أحدنا ويشرب كيفما اتفق فأخذ الكأس بيمينه أم بشماله لا فرق عنده أشرب قاعداً أم قائما لا فرق عنده، مع أنه في كلٍ من الشرب قائما والشرب باليد اليسر أحاديث تنهى عن ذلك، فيجب أن نعلم هذه الأحاديث حتى نتأثر نحن كأولياء الأولاد أولا وبالتالي نتأثر بذلك لنربي أولادنا على ذلك .
فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم نهى وفي رواية زجر عن الشرب قائماً : ( زجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الشرب قائماً ) .
وفي حديث آخر أنه عليه الصلاة والسلام رأى رجلاً يشرب قائماً فقال له عليه الصلاة والسلام : ( يا فلان أترضى أن يشرب معك الهر ؟ قال: لا يا رسول الله ، قال: قد شرب معك ما هو شر منه : الشيطان ) ثم قال له أو لغيره : ( قِئ قِئ ) من القيء أمر من القيء أي استفرغ هذا الماء الذي شربته وأنت قائم.
وكل ذي لب وعقل وفقه يعلم أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما كان ليأمر هذا الذي شرب قائماً أن يستفرغ ذلك الماء لولا أن هذا الشرب معصيةً لله عز وجل، وإلا فلو كان الشرب قائما كما يزعم كثيرون من الشيوخ فضلا عن غيرهم أنه مكروه تنزيها فقط فلو كان مكروها فقط ما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأمر هذا الشارب قائما بأن يُجهد نفسه بل وقد يعرضها إلى شيء من الإزعاج الشديد الذي يثمر من بعد ذلك شيء من الاضطراب في صحته .
فأمر الرسول عليه السلام هذا الشارب بالاستقاء واستفراغ ما دخل في جوفه من ذلك الماء لأكبر دليل على أن الشرب قائما معصية، لذلك يجب علينا نحن الأولياء أن ننتهي عن الشرب قائماً إلا لضروروة أو عذر هذا بحث ثاني، ومعنى هذا أن نتمرن دائما وأبداً حينما نكون في الأوضاع الطبيعية أننا إذا أخذنا الكأس ونحن قيام نجلس نشرب قاعدين خشية أن نخالف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نهيه إيانا أن نشرب قياماً هذا فيما يتعلق بالشرب قياماً .
فيأتي أحدنا ويشرب كيفما اتفق فأخذ الكأس بيمينه أم بشماله لا فرق عنده أشرب قاعداً أم قائما لا فرق عنده، مع أنه في كلٍ من الشرب قائما والشرب باليد اليسر أحاديث تنهى عن ذلك، فيجب أن نعلم هذه الأحاديث حتى نتأثر نحن كأولياء الأولاد أولا وبالتالي نتأثر بذلك لنربي أولادنا على ذلك .
فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم نهى وفي رواية زجر عن الشرب قائماً : ( زجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الشرب قائماً ) .
وفي حديث آخر أنه عليه الصلاة والسلام رأى رجلاً يشرب قائماً فقال له عليه الصلاة والسلام : ( يا فلان أترضى أن يشرب معك الهر ؟ قال: لا يا رسول الله ، قال: قد شرب معك ما هو شر منه : الشيطان ) ثم قال له أو لغيره : ( قِئ قِئ ) من القيء أمر من القيء أي استفرغ هذا الماء الذي شربته وأنت قائم.
وكل ذي لب وعقل وفقه يعلم أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما كان ليأمر هذا الذي شرب قائماً أن يستفرغ ذلك الماء لولا أن هذا الشرب معصيةً لله عز وجل، وإلا فلو كان الشرب قائما كما يزعم كثيرون من الشيوخ فضلا عن غيرهم أنه مكروه تنزيها فقط فلو كان مكروها فقط ما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأمر هذا الشارب قائما بأن يُجهد نفسه بل وقد يعرضها إلى شيء من الإزعاج الشديد الذي يثمر من بعد ذلك شيء من الاضطراب في صحته .
فأمر الرسول عليه السلام هذا الشارب بالاستقاء واستفراغ ما دخل في جوفه من ذلك الماء لأكبر دليل على أن الشرب قائما معصية، لذلك يجب علينا نحن الأولياء أن ننتهي عن الشرب قائماً إلا لضروروة أو عذر هذا بحث ثاني، ومعنى هذا أن نتمرن دائما وأبداً حينما نكون في الأوضاع الطبيعية أننا إذا أخذنا الكأس ونحن قيام نجلس نشرب قاعدين خشية أن نخالف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نهيه إيانا أن نشرب قياماً هذا فيما يتعلق بالشرب قياماً .
فائدة : التنبيه على ظاهرة استعمال الشمال في كثير من مناحي حياة الناس اليوم.
الشيخ : أما المسألة الأخرى وهي الأخذ باليمين والإعطاء باليمين والأكل باليمين والشرب باليمين فهذا واجب، وعلى نقيض ذلك فحرام لا يجوز أن تأكل بالشمال وأن تشرب بالشمال وأن تعطي بالشمال وأن تأخذ بالشمال، وهذه القضايا كلها لا يكاد أكثر المسلمين مع الأسف يتنبعهون لها.
وأنا بصورة خاصة لي عناية خاصة بهذه القضية ، فلا أكاد أمرّ في مكان مثلاً من مطاعم أو بائع فلافل أو نحو ذلك سندوتشات مما يمسى اليوم إلا وأتقصّد النظر إلى هؤلاء كيف يأكلون أما أنهم يأكلون قياماً فهذا أيضًا مما لا يلقون إليه بالاً، بل أصبحت الموضة اليوم في الدعوات الخاصة أن يأكلوا من قيام شو بدهم ف الكراسي يصفونها والطاولات إلخ ، فاختصروا المسألة فيأكلوا من قيام ثم تلاحظ أكثرهم يأكلون باليد اليسرى وهذا مما يشعرنا نحن بصفتنا مسلمين أن الشيطان قد استحوذ على جماهير الناس فهو يحملهم على مخالفة الله ورسوله فهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين رجالاً ونساءً.
وأختصر ذلك أقول : أولاً يجب أن نربي أولادنا ذكوراً وإناثا على الكتاب والسنة، وثاني ذلك يجب أن نعلم هذا الحكم وهو أنه لا يجوز الشرب قائماً ولا يجوز الشرب باليد اليسرى هاتان معصيتان اثنتان ينجو منهما المسلم بأن يشرب جالساً وأن يأكل أو يشرب بيده اليمنى، هذا ما أردت التذكير به وأرجو الله عز وجل أن ينفع الحاضرين أو الحاضرات به.
وأنا بصورة خاصة لي عناية خاصة بهذه القضية ، فلا أكاد أمرّ في مكان مثلاً من مطاعم أو بائع فلافل أو نحو ذلك سندوتشات مما يمسى اليوم إلا وأتقصّد النظر إلى هؤلاء كيف يأكلون أما أنهم يأكلون قياماً فهذا أيضًا مما لا يلقون إليه بالاً، بل أصبحت الموضة اليوم في الدعوات الخاصة أن يأكلوا من قيام شو بدهم ف الكراسي يصفونها والطاولات إلخ ، فاختصروا المسألة فيأكلوا من قيام ثم تلاحظ أكثرهم يأكلون باليد اليسرى وهذا مما يشعرنا نحن بصفتنا مسلمين أن الشيطان قد استحوذ على جماهير الناس فهو يحملهم على مخالفة الله ورسوله فهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين رجالاً ونساءً.
وأختصر ذلك أقول : أولاً يجب أن نربي أولادنا ذكوراً وإناثا على الكتاب والسنة، وثاني ذلك يجب أن نعلم هذا الحكم وهو أنه لا يجوز الشرب قائماً ولا يجوز الشرب باليد اليسرى هاتان معصيتان اثنتان ينجو منهما المسلم بأن يشرب جالساً وأن يأكل أو يشرب بيده اليمنى، هذا ما أردت التذكير به وأرجو الله عز وجل أن ينفع الحاضرين أو الحاضرات به.
باب : " باب التحاب بين الناس " شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تسلموا ولا تسلموا حتى تحابوا ... ) .
الشيخ : أعود إلى درسنا النظامي وقد كان وصل بنا في الدرس الماضي إلى الباب الواحد والثلاثين بعد المئة وهو قول المصنّف رحمه الله تعالى:
" باب التحاب بين الناس ":
يروي بإسناده الحسن
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تسلموا، ولا تسلموا حتى تحابوا، أفشوا السلام تحابوا، وإياكم والبغضة، فإنها هي الحالقة، لا أقول لكم: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين ) .
في هذا الحديث وصايا كريمة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتأديب لهم بشيء غير قليل من الآداب الشرعية أول ذلك أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بإفشاء السلام .
أمر عليه الصلاة والسلام المسلمين أن يفشو السلام بينهم وجعل ذلك سبباً لتحقيق المحبة بين المسلمين، لقد قال في هذا الحديث وهو يحلف بمن لا يُحلف إلا به : ( والذي نفسسي بيده ) ففي هذا أدب وما أكثر ما حلف الرسول عليه الصلاة والسلام بربه من الأحاديث الصحيحية، ففي ذلك تعليم عملي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمسلمين أنهم إذا أرادوا أن يحلفوا بشيء فلا ينبغي أن يحلفوا إلا بربهم تبارك وتعالى لأنه أكبر شيء وأعظم شيء لدى المسلم.
فقال: ( والذي نفسي بيده ) وهكذا يجب على المسلم أن لا يحلف إلا بربّه وقد أكّد هذا الرسول عليه السلام بأحاديث كثيرة ، حينما قال مثلاً : ( لا تحلفوا بآبائكم من كان منكم حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ).
لا تحلفوا بآبائكم قد كانوا في الجاهلية الأولى وعاد إلى تلك الجاهلية الكثير ممن يعيش اليوم في الجاهلية الأخرى فتجد الكثير من المسلمين اليوم يحلفون بآبائهم يحلفون بأبنائهم يحلفون بشرفهم إلخ ما هناك من أيمان باطلة لا تجوز في الإسلام، لأن الرسول عليه السلام ما كان يحلف إلا بالله ولأن ... فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت.
كثير من الناس حينما يُنهون عن أن يحلفوا بغير الله عز وجل يقول لك: يا أخي أحسن ما نحلف بالله ونجعله عرضة لأيماننا نحلف بغيره تبارك وتعالى ، طبعا هذا كلام إنسان ليس عنده من الفقه الإسلامي شيء مطلقاً فهو يتكلم بجهله ليبرر خطأه بحلفه بغير ربّه تبارك وتعالى .
ولو فقه هذا الإنسان لتذكر قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وقد روي مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح رفعه ، قال ابن مسعود : " لأن أحلف بغير الله صادقا أحب إلي من أن أحلف بغير الله كاذبا " فلا يجوز أن يحلف الإنسان بغير الله مطلقاً فالحلف له هذان الطريقان إما أن تحلف بالله وإما أن تسكت ، أما أن تحلف بغير الله عز وجل بحجة أن الأمر هذا لا يستحق الاهتمام به الذي يستلزم الحلف بالله فهذا لا يجوز ، ثم يُرد على هذا أن الحلف بالله عز وجل عبادة ، فلا بأس أن تعبد الله وأن تذكره بأقل مناسبة ، لكن المهم ألا تحلف بالله إلا صادقاً.
فلو حلف إنسان وقال : والله البارحة أكلت تفاحة شو هذا الأمر العظيم ؟! أكل تفاحة فهو يتوهم الحلف في هذه الحالة لا يجوز إسلامياً هذا خطأ، فأنت إما أن تحلف بالله ولو في أمر لا قيمة له كهذا المثال، وإما أن تسكت كما قال عليه السلام : ( لا تحلفوا بآبائكم من كان منكم حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ) فلا يجوز إذن تبرير الحلف بغير الله لأن الأمر لا يستحق الحلف بالله لأن الرسول يخيرك إما أن تحلف بالله إن كنت حالفاً وإما أن تصمت ولا تحلف بالله فضلاً عن غير الله تبارك وتعالى.
وأيضًا يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( من حلف بغير الله فقد أشرَك ) فالحلف بالله ليس لفظاَ حقيراً صغيراً كما يتوهم كثير من الناس بل هو نوع من الإشراك بالله تبارك وتعالى .
ولهذا كله نجد الرسول عليه الصلاة والسلام جرى في أحاديث كثيرة على أن يحلف فيها بمثل قوله : ( والذي نفس محمد بيده ) ( والذي نفسي بيده ) وهكذا ، حلف في هذا الحديث بربه تبارك وتعالى الذي نفسه بيده فقال: ( لا تدخلوا الجنّة حتى تسلموا ) وفي هذا الحديث في رواية الإمام مسلم قال: ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ) هنا قال : ( حتى تسلموا ) قال : ( ولا تسلموا ) أو ( ولا تؤمنوا حتى تحابوا ) هنا قال في هذا الحديث كأنه مختصر : ( وأفشوا السلام تحابوا ) في الحديث الي رواه مسلم وهو أتم من هذا : ( والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) .
ففي هذا الحديث إشارة بليغة جدا وهي أن الجنة لا يمكن شرعا دخولها إلا باتخاذ السبب الموصل إليها، فهو عليه الصلاة والسلام يحلف بهذا الحديث صادقا بأن المسلمين أو بأن الناس لا يدخلون الجنة إلا إذا أسلموا فالإسلام إذن هو شرط في دخول الجنة، وهذا مما أشار إليه ربنا عز وجل في القرآن حينما قال مخاطباً أهل الجنة يوم دخولهم فيها : (( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )) فالجنة إذن دخولها لا بد من تعاطي سببها والسبب الأول في ذلك هو الإسلام والإيمان الصادق ثم الأعمال الصالحة التي بها يتفاضل الناس بالجنة في درجاتهم فيها، أما أصل الدخول إلى الجنة فلا بد من الإيمان والإسلام، ولذلك كان مما أمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر الصديق حينما أرسله إلى الحج في السنة الثامنة التي كانت قبل حجة الوداع أمره أن ينادي في القبائل وفي منى في أيام الحج أنه: ( لا يطوف بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ) لذلك الجنة حرّمت إلا على المتّقين كما جاء في القرآن الكريم.
" باب التحاب بين الناس ":
يروي بإسناده الحسن
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تسلموا، ولا تسلموا حتى تحابوا، أفشوا السلام تحابوا، وإياكم والبغضة، فإنها هي الحالقة، لا أقول لكم: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين ) .
في هذا الحديث وصايا كريمة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتأديب لهم بشيء غير قليل من الآداب الشرعية أول ذلك أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بإفشاء السلام .
أمر عليه الصلاة والسلام المسلمين أن يفشو السلام بينهم وجعل ذلك سبباً لتحقيق المحبة بين المسلمين، لقد قال في هذا الحديث وهو يحلف بمن لا يُحلف إلا به : ( والذي نفسسي بيده ) ففي هذا أدب وما أكثر ما حلف الرسول عليه الصلاة والسلام بربه من الأحاديث الصحيحية، ففي ذلك تعليم عملي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمسلمين أنهم إذا أرادوا أن يحلفوا بشيء فلا ينبغي أن يحلفوا إلا بربهم تبارك وتعالى لأنه أكبر شيء وأعظم شيء لدى المسلم.
فقال: ( والذي نفسي بيده ) وهكذا يجب على المسلم أن لا يحلف إلا بربّه وقد أكّد هذا الرسول عليه السلام بأحاديث كثيرة ، حينما قال مثلاً : ( لا تحلفوا بآبائكم من كان منكم حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ).
لا تحلفوا بآبائكم قد كانوا في الجاهلية الأولى وعاد إلى تلك الجاهلية الكثير ممن يعيش اليوم في الجاهلية الأخرى فتجد الكثير من المسلمين اليوم يحلفون بآبائهم يحلفون بأبنائهم يحلفون بشرفهم إلخ ما هناك من أيمان باطلة لا تجوز في الإسلام، لأن الرسول عليه السلام ما كان يحلف إلا بالله ولأن ... فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت.
كثير من الناس حينما يُنهون عن أن يحلفوا بغير الله عز وجل يقول لك: يا أخي أحسن ما نحلف بالله ونجعله عرضة لأيماننا نحلف بغيره تبارك وتعالى ، طبعا هذا كلام إنسان ليس عنده من الفقه الإسلامي شيء مطلقاً فهو يتكلم بجهله ليبرر خطأه بحلفه بغير ربّه تبارك وتعالى .
ولو فقه هذا الإنسان لتذكر قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وقد روي مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح رفعه ، قال ابن مسعود : " لأن أحلف بغير الله صادقا أحب إلي من أن أحلف بغير الله كاذبا " فلا يجوز أن يحلف الإنسان بغير الله مطلقاً فالحلف له هذان الطريقان إما أن تحلف بالله وإما أن تسكت ، أما أن تحلف بغير الله عز وجل بحجة أن الأمر هذا لا يستحق الاهتمام به الذي يستلزم الحلف بالله فهذا لا يجوز ، ثم يُرد على هذا أن الحلف بالله عز وجل عبادة ، فلا بأس أن تعبد الله وأن تذكره بأقل مناسبة ، لكن المهم ألا تحلف بالله إلا صادقاً.
فلو حلف إنسان وقال : والله البارحة أكلت تفاحة شو هذا الأمر العظيم ؟! أكل تفاحة فهو يتوهم الحلف في هذه الحالة لا يجوز إسلامياً هذا خطأ، فأنت إما أن تحلف بالله ولو في أمر لا قيمة له كهذا المثال، وإما أن تسكت كما قال عليه السلام : ( لا تحلفوا بآبائكم من كان منكم حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ) فلا يجوز إذن تبرير الحلف بغير الله لأن الأمر لا يستحق الحلف بالله لأن الرسول يخيرك إما أن تحلف بالله إن كنت حالفاً وإما أن تصمت ولا تحلف بالله فضلاً عن غير الله تبارك وتعالى.
وأيضًا يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( من حلف بغير الله فقد أشرَك ) فالحلف بالله ليس لفظاَ حقيراً صغيراً كما يتوهم كثير من الناس بل هو نوع من الإشراك بالله تبارك وتعالى .
ولهذا كله نجد الرسول عليه الصلاة والسلام جرى في أحاديث كثيرة على أن يحلف فيها بمثل قوله : ( والذي نفس محمد بيده ) ( والذي نفسي بيده ) وهكذا ، حلف في هذا الحديث بربه تبارك وتعالى الذي نفسه بيده فقال: ( لا تدخلوا الجنّة حتى تسلموا ) وفي هذا الحديث في رواية الإمام مسلم قال: ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ) هنا قال : ( حتى تسلموا ) قال : ( ولا تسلموا ) أو ( ولا تؤمنوا حتى تحابوا ) هنا قال في هذا الحديث كأنه مختصر : ( وأفشوا السلام تحابوا ) في الحديث الي رواه مسلم وهو أتم من هذا : ( والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) .
ففي هذا الحديث إشارة بليغة جدا وهي أن الجنة لا يمكن شرعا دخولها إلا باتخاذ السبب الموصل إليها، فهو عليه الصلاة والسلام يحلف بهذا الحديث صادقا بأن المسلمين أو بأن الناس لا يدخلون الجنة إلا إذا أسلموا فالإسلام إذن هو شرط في دخول الجنة، وهذا مما أشار إليه ربنا عز وجل في القرآن حينما قال مخاطباً أهل الجنة يوم دخولهم فيها : (( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )) فالجنة إذن دخولها لا بد من تعاطي سببها والسبب الأول في ذلك هو الإسلام والإيمان الصادق ثم الأعمال الصالحة التي بها يتفاضل الناس بالجنة في درجاتهم فيها، أما أصل الدخول إلى الجنة فلا بد من الإيمان والإسلام، ولذلك كان مما أمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر الصديق حينما أرسله إلى الحج في السنة الثامنة التي كانت قبل حجة الوداع أمره أن ينادي في القبائل وفي منى في أيام الحج أنه: ( لا يطوف بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ) لذلك الجنة حرّمت إلا على المتّقين كما جاء في القرآن الكريم.
4 - باب : " باب التحاب بين الناس " شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تسلموا ولا تسلموا حتى تحابوا ... ) . أستمع حفظ
تتمة شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( ... وأفشوا السلام تحابوا ... )
الشيخ : فهنا يذكر لنا الرسول عليه الصلاة والسلام أن هذا الإسلام الذي هو سبب لدخول الجنة لا يتم للمسلم إلا إذا تحابب مع أخيه المسلم، ثم يلفت النظر إلى السبب الذي به تتحقق المودة والمحبة بين المسلمين فيقول : ( أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ).
فإذن جعل الرسول عليه السلام إفشاء السلام سبباً لتحقيق المودة والمحبة بين المسلمين وهذه المودة والمحبة جعلها سبباً لتحقيق الإيمان والإسلام الصحيح وهذا الإيمان والإسلام الصحيح سبب دخول الجنة، فيجب أن ننظر إلى هذا التسلسل لنعرف أن هذا الدخول إلى الجنة مرتبط أيضًا بوسائل وأسباب شرعية تأكيداً لسنة الله عز وجل في الأرض وهي أنه ربط المسبببات بأسبابها: (( سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا )).
وهاهنا ملاحظة وهي أنه عليه الصلاة والسلام لم يجعل سبب تحقيق المودة والمحبة بين المسلمين هو إلقاء السلام وإنما إفشاء السلام ، فيجب أن نتذكر هذا التفريق بين إلقاء السلام وبين إفشاء السلام .
فإلقاء السلام شيء وإفشاء السلام شيء آخر .
فإفشاء السلام : كما هو أظن واضح للحاضرات جميعا وهو إلقاء السلام وزيادة، هو تكرار إلقاء السلام هذا هو إفشاء السلام، وهذا الإفشاء قد كاد يصبح نسياً منسياً بعد أن كاد أن يكون مجرد إلقاء السلام نسياً منسيًا في هذا الزمان، ذلك لأن كثيراً من الشباب المسلم الذي لم يُربّ تربية إسلامية ألغى السلام بإلقائه فهو لا يحييك بتحية الإسلام وإنما يصبّحك ويمسّيك بالخير وهو يمسيك بالشر لأنه لا يحييك بتحية الإسلام، فكيثير من الناس يقول صباح الخير مساء الخير هذا في معاملتهم يكاد يكون شيئاً عاماً وقليل من الخلّص من المسلمين ممن لا يزال محتفظاً بأدب بل بواجب إلقاء السلام، أما إفشاء السلام الذي هو كما ذكرنا الإكثار من إلقاء السلام في كل مناسبة فهذا الإفشاء يكاد يصبح في خبر كان في هذا الزمان.
مثلاً يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إذا دخل أحدكم المجلس فليسلم، وإذا خرج فليسلّم، فليست الأولى بأحق من الأخرى ).
( إذا دخل أحدكم المجلس، فليسلم وإذا خرج فليسلّم، فليست الأولى بأحق من الأخرى ) إذن فالسلام عند الخروج من المجلس ينبغي ويجب كهو عند الدخول إلى المجلس، فلا يزال كثير الناس يحافظون على إلقاء السلام حين دخول المجلس لكن عند الإنصراف "بخاطركم " " مع السلامة " هذا خطأ، وإنما كما دخلت أو دخلتِ بالسلام فيجب أن خرج أو تخرجي بالسلام، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( فليست الأولى ) أي: التسليمة الأولى ( بأحق من الأخرى ) أي: التسلمية الثانية ، الأولى عند الدخول والثانية عند الخروج .
فهذا صورة أو نوع من أنواع إفشاء السلام ، وهو أن تسلّم ليس فقط دخولا بل دخولاً وخروجاً، كذلك من إلقاء السلام أنك تدخل البيت أو المسجد فتجد صديقك قائماً يصلي فتدخل على...مثل ما بيقولوا على السكوت لا تلقي السلام عليه بحجة ماذا ؟ بحجة أنه يصلي وزعموا أنه لا يجوز إلقاء السلام على المصلي وهذا خطأ مخالف للسنة الصحيحة، فقد ثبت في أحاديث عدّة أن الرسول عليه السلام: سُلّم عليه وهو يصلي فكان يردّ السلام وهو يصلي ولكن إشارة لا لفظاً، والإشارة تارة كانت بيده وتارة إيماءً برأسه هكذا، وهذا نسخ لرد السلام من المصلي لفظاً هذا كان في أول الإسلام، كان إذا دخل رجل على المصلي يقول له السلام عليكم فيبادره برد السلام لفظاً وهو يصلي فيقول : وعليكم السلام فهذا كان في أول الإسلام، ثم نُسخ رد السلام من المصلي باللفظ إلى رد السلام منه بالإشارة بالرأس أو باليد هكذا، وقد جاء أحاديث كثيرة في ذلك ولست الآن في صدد لأنني أريد أن أعلق فقط بالتنبيه إلى الفرق بين إلقاء السلام وبين إفشاء السلام، فمن إفشاء السلام أن تسلم على المصلي وهو يرد عليم بالإشارة لا باللفظ، فاللفظ لا يجوز بل هو مُبطل للصلاة، أما الإشارة فهي سنّة من سنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
كذلك من إفشاء السلام وهذا فيه عبرة بالغة للذين أهملوا إفشاءالسلام أن يكون ناس من الناس يمشون في الطريق فيعترض سبيلهم شجر أو حجر ثم يرتقون وراء ذلك ، فكان أصحاب النبي يلقي بعضهم السلام على بعض لمجرد هذا الفصل العاجل، فصل بين الجماعة شجر أو حجر ثم التقوا من وراء ذلك فتجدهم كأنهم بعد عهدهم بالتلاقي يلقي بعضهم على بعض السلام، وصح أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بذلك أيضًا، أمر بإلقاء السلام إذا فرّق بينك وبين مسلم شجر أو حجر، هذا أيضًا من إفشاء السلام ومن إفشاء السلام إذا عرفنا أن السلام يُلقى على المصلي فبالأولى أن يُلقى السلام على التالي للقرآن.
فإذن جعل الرسول عليه السلام إفشاء السلام سبباً لتحقيق المودة والمحبة بين المسلمين وهذه المودة والمحبة جعلها سبباً لتحقيق الإيمان والإسلام الصحيح وهذا الإيمان والإسلام الصحيح سبب دخول الجنة، فيجب أن ننظر إلى هذا التسلسل لنعرف أن هذا الدخول إلى الجنة مرتبط أيضًا بوسائل وأسباب شرعية تأكيداً لسنة الله عز وجل في الأرض وهي أنه ربط المسبببات بأسبابها: (( سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا )).
وهاهنا ملاحظة وهي أنه عليه الصلاة والسلام لم يجعل سبب تحقيق المودة والمحبة بين المسلمين هو إلقاء السلام وإنما إفشاء السلام ، فيجب أن نتذكر هذا التفريق بين إلقاء السلام وبين إفشاء السلام .
فإلقاء السلام شيء وإفشاء السلام شيء آخر .
فإفشاء السلام : كما هو أظن واضح للحاضرات جميعا وهو إلقاء السلام وزيادة، هو تكرار إلقاء السلام هذا هو إفشاء السلام، وهذا الإفشاء قد كاد يصبح نسياً منسياً بعد أن كاد أن يكون مجرد إلقاء السلام نسياً منسيًا في هذا الزمان، ذلك لأن كثيراً من الشباب المسلم الذي لم يُربّ تربية إسلامية ألغى السلام بإلقائه فهو لا يحييك بتحية الإسلام وإنما يصبّحك ويمسّيك بالخير وهو يمسيك بالشر لأنه لا يحييك بتحية الإسلام، فكيثير من الناس يقول صباح الخير مساء الخير هذا في معاملتهم يكاد يكون شيئاً عاماً وقليل من الخلّص من المسلمين ممن لا يزال محتفظاً بأدب بل بواجب إلقاء السلام، أما إفشاء السلام الذي هو كما ذكرنا الإكثار من إلقاء السلام في كل مناسبة فهذا الإفشاء يكاد يصبح في خبر كان في هذا الزمان.
مثلاً يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إذا دخل أحدكم المجلس فليسلم، وإذا خرج فليسلّم، فليست الأولى بأحق من الأخرى ).
( إذا دخل أحدكم المجلس، فليسلم وإذا خرج فليسلّم، فليست الأولى بأحق من الأخرى ) إذن فالسلام عند الخروج من المجلس ينبغي ويجب كهو عند الدخول إلى المجلس، فلا يزال كثير الناس يحافظون على إلقاء السلام حين دخول المجلس لكن عند الإنصراف "بخاطركم " " مع السلامة " هذا خطأ، وإنما كما دخلت أو دخلتِ بالسلام فيجب أن خرج أو تخرجي بالسلام، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( فليست الأولى ) أي: التسليمة الأولى ( بأحق من الأخرى ) أي: التسلمية الثانية ، الأولى عند الدخول والثانية عند الخروج .
فهذا صورة أو نوع من أنواع إفشاء السلام ، وهو أن تسلّم ليس فقط دخولا بل دخولاً وخروجاً، كذلك من إلقاء السلام أنك تدخل البيت أو المسجد فتجد صديقك قائماً يصلي فتدخل على...مثل ما بيقولوا على السكوت لا تلقي السلام عليه بحجة ماذا ؟ بحجة أنه يصلي وزعموا أنه لا يجوز إلقاء السلام على المصلي وهذا خطأ مخالف للسنة الصحيحة، فقد ثبت في أحاديث عدّة أن الرسول عليه السلام: سُلّم عليه وهو يصلي فكان يردّ السلام وهو يصلي ولكن إشارة لا لفظاً، والإشارة تارة كانت بيده وتارة إيماءً برأسه هكذا، وهذا نسخ لرد السلام من المصلي لفظاً هذا كان في أول الإسلام، كان إذا دخل رجل على المصلي يقول له السلام عليكم فيبادره برد السلام لفظاً وهو يصلي فيقول : وعليكم السلام فهذا كان في أول الإسلام، ثم نُسخ رد السلام من المصلي باللفظ إلى رد السلام منه بالإشارة بالرأس أو باليد هكذا، وقد جاء أحاديث كثيرة في ذلك ولست الآن في صدد لأنني أريد أن أعلق فقط بالتنبيه إلى الفرق بين إلقاء السلام وبين إفشاء السلام، فمن إفشاء السلام أن تسلم على المصلي وهو يرد عليم بالإشارة لا باللفظ، فاللفظ لا يجوز بل هو مُبطل للصلاة، أما الإشارة فهي سنّة من سنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
كذلك من إفشاء السلام وهذا فيه عبرة بالغة للذين أهملوا إفشاءالسلام أن يكون ناس من الناس يمشون في الطريق فيعترض سبيلهم شجر أو حجر ثم يرتقون وراء ذلك ، فكان أصحاب النبي يلقي بعضهم السلام على بعض لمجرد هذا الفصل العاجل، فصل بين الجماعة شجر أو حجر ثم التقوا من وراء ذلك فتجدهم كأنهم بعد عهدهم بالتلاقي يلقي بعضهم على بعض السلام، وصح أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بذلك أيضًا، أمر بإلقاء السلام إذا فرّق بينك وبين مسلم شجر أو حجر، هذا أيضًا من إفشاء السلام ومن إفشاء السلام إذا عرفنا أن السلام يُلقى على المصلي فبالأولى أن يُلقى السلام على التالي للقرآن.
تتمة شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( ... وإياكم والبغضة فإنها هي الحالقة لا أقول لكم تحلق الشعر ولكن تحلق الدين )
الشيخ : ثم قال عليه السلاة والسلام مبيناً أثر البغض إذا حل في قلب مؤمن على أخيه المؤمن كأن يكون أثره بالغاً في قلب هذا الذي يبغض أخاه المسلم، فيحذّر الرسول عليه السلصلا والسلام أبلغ التحذير فيقول : ( وإياكم والبُغضة ) أي التباغض كما جاء في حديث الصحيحين : ( ولا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً ) فإذا تباغض المسلمون بعضهم مع بعض كان ذلك حالقاً أي مستأصلاُ لا يبقي للدين أثراً في نفوسهم لذلك الرسول عليه السلام يقول : ( وإياكم والبُغضة فإنها الحالقة ) المستأصلة ( لا أقول لكم تحلق الشعر ولكن تحلق الدّين ) والعياذ بالله تعالى.
فإذن في هذا الحديث أمر بشيء ونهي عن نقيضه أمر بتحابب المسلمين بعضهم مع بعض مع التذكير بسبب من الأسباب القوية لتحقيق هذه المحبة في نفوس المسلمين.
والشيء الآخر : نهي عن ضد المحبّة وهو تباغض المسلمين بعضهم مع بعض وأن هذا التباغض سبب شرعي لاستئصال أثر الدين من نفوس هؤلاء المتباغضين غير المتحابين، وإن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
فإذن في هذا الحديث أمر بشيء ونهي عن نقيضه أمر بتحابب المسلمين بعضهم مع بعض مع التذكير بسبب من الأسباب القوية لتحقيق هذه المحبة في نفوس المسلمين.
والشيء الآخر : نهي عن ضد المحبّة وهو تباغض المسلمين بعضهم مع بعض وأن هذا التباغض سبب شرعي لاستئصال أثر الدين من نفوس هؤلاء المتباغضين غير المتحابين، وإن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
6 - تتمة شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( ... وإياكم والبغضة فإنها هي الحالقة لا أقول لكم تحلق الشعر ولكن تحلق الدين ) أستمع حفظ
باب : " باب الألفة " الكلام على إسناد حديثي عبد الله بن عمرو بن العاص : ( ان روحي المؤمنين ليلتقيان في مسيرة يوم وما رأى أحدهما صاحبه ) وحديث عمرو بن إسحاق : " كنا نتحدث أن أول ما يرفع من الناس الألفة "
الشيخ : الحديث الباب الذي بعده وهو .
" باب الألفة " رقمه 132 .
أورد فيه حديثين ضعيفين
" باب الألفة " رقمه 132 .
أورد فيه حديثين ضعيفين
7 - باب : " باب الألفة " الكلام على إسناد حديثي عبد الله بن عمرو بن العاص : ( ان روحي المؤمنين ليلتقيان في مسيرة يوم وما رأى أحدهما صاحبه ) وحديث عمرو بن إسحاق : " كنا نتحدث أن أول ما يرفع من الناس الألفة " أستمع حفظ
شرح أثر ابن عباس رضي الله عنهما : ( النعم تكفر والرحم تقطع ولم نر مثل تقارب القلوب )
الشيخ : وثالثاً وهو قوله :
( عن ابن عباس قال: النّعم تُكفر والرّحم تُقطَع ولم نر مثل تقارب القلوب ).
هذا حديث موقوف أي من كلام ابن عباس وليس من كلام الرسول عليه الصلاة والسلام.
يتحدّث ابن عباس في هذا الأثر الموقوف عن أمر واقع بين الناس إلا من عصم الله وقليل ما هُم فيقول : " النّعم تُكفر " يعني بدل أن يُشكر خالقها والمنعم بها على عباده فهؤلاء العباد إلا من رحم الله كما ذكرنا يكفرون نعمة الله عليهم
وينكؤونها فكأن ابن عباس يريد أن يقول : وهذا لا يجوز أن يصدر من مسلم فينبغي ألا يكون من هؤلاء الذين يكفرون بنعمة الله عز وجل وإنما هم يقومون بشكره تبارك وتعالى، كذلك في الفقرة الثانية يقول : " والرّحم تُقطع " أي: فلا تكن أيها المسلم أو أيتها المسلمة من هؤلاء الذين ينكرون نعمة الله عليهم أو يقومون بقطع الرحم لما سبق معنا في درس مضى من قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا يدخل الجنة قاطع رحم ) فقطع الرحم من الذنوب الكبائر التي جعلها الله عز وجل سبباً لوصل من وصل الرحم وقطع من قطع الرحم ، ومن قطع الرحم ولم يوصلها كان عقابه عند الله عز وجل أن يحرّم عليه دخول الجنة إما دخولاً مطلقاً وذلك إذا استحل هذه المعصة بقلبه، وإما دخولاً مع السابقين الأولين فيحرُم أو يحرّم ذلك عليه حتى يدخل النار ويتطهر من أوضار وأوزار هذه المعصية الكبيرة ألا وهي قطع الرحم ، بعد ذلك إن كان بقي في نفسه أثراً من شهادته لله بالوحدانية ولنبيّه بالرسالة فهذه الشهادة تنجيه من الخلود في النار ، لكن بعد العذاب الأليم الشديد.
فإذا كانت النّعم تّكفر والرّحم تقطع فابن عبّاس يوجّه المسلمين ألا يكونوا من ؤلائك الناس الذين يكفرون بالنّعم ويقطعون الأرحام .
ثم يقول : " ولم نر مثل تقارب القلوب " أي: لم نرّ في المودة والمحبة أن يتقارب الناس بعضهم مع بعض في قلوبهم ولا تباغضون فيكون نتيجة ذلك أن يتفرقوا وأن تذهب ريحهم كما هو صريح القرآن الكريم.
( عن ابن عباس قال: النّعم تُكفر والرّحم تُقطَع ولم نر مثل تقارب القلوب ).
هذا حديث موقوف أي من كلام ابن عباس وليس من كلام الرسول عليه الصلاة والسلام.
يتحدّث ابن عباس في هذا الأثر الموقوف عن أمر واقع بين الناس إلا من عصم الله وقليل ما هُم فيقول : " النّعم تُكفر " يعني بدل أن يُشكر خالقها والمنعم بها على عباده فهؤلاء العباد إلا من رحم الله كما ذكرنا يكفرون نعمة الله عليهم
وينكؤونها فكأن ابن عباس يريد أن يقول : وهذا لا يجوز أن يصدر من مسلم فينبغي ألا يكون من هؤلاء الذين يكفرون بنعمة الله عز وجل وإنما هم يقومون بشكره تبارك وتعالى، كذلك في الفقرة الثانية يقول : " والرّحم تُقطع " أي: فلا تكن أيها المسلم أو أيتها المسلمة من هؤلاء الذين ينكرون نعمة الله عليهم أو يقومون بقطع الرحم لما سبق معنا في درس مضى من قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا يدخل الجنة قاطع رحم ) فقطع الرحم من الذنوب الكبائر التي جعلها الله عز وجل سبباً لوصل من وصل الرحم وقطع من قطع الرحم ، ومن قطع الرحم ولم يوصلها كان عقابه عند الله عز وجل أن يحرّم عليه دخول الجنة إما دخولاً مطلقاً وذلك إذا استحل هذه المعصة بقلبه، وإما دخولاً مع السابقين الأولين فيحرُم أو يحرّم ذلك عليه حتى يدخل النار ويتطهر من أوضار وأوزار هذه المعصية الكبيرة ألا وهي قطع الرحم ، بعد ذلك إن كان بقي في نفسه أثراً من شهادته لله بالوحدانية ولنبيّه بالرسالة فهذه الشهادة تنجيه من الخلود في النار ، لكن بعد العذاب الأليم الشديد.
فإذا كانت النّعم تّكفر والرّحم تقطع فابن عبّاس يوجّه المسلمين ألا يكونوا من ؤلائك الناس الذين يكفرون بالنّعم ويقطعون الأرحام .
ثم يقول : " ولم نر مثل تقارب القلوب " أي: لم نرّ في المودة والمحبة أن يتقارب الناس بعضهم مع بعض في قلوبهم ولا تباغضون فيكون نتيجة ذلك أن يتفرقوا وأن تذهب ريحهم كما هو صريح القرآن الكريم.
شرح باب : " باب المزاح "
الشيخ : الآن باب جديد وهو الباب الثالث والثلاثون بعد المئة .
" باب المزاح " .
يعني يشير في هذا الباب وفي الأحاديث التي سيوردها المصنّف رحمه الله إلى أن المزاح لا مانع منه شرعاً بشرط أن يكون مزاحاً شرعيا وهو ألا يكون إلا حقّا، المزاح إذا كان حقا فهو مشروع، أما إذا تضمن إيذاءً أو ضررا بمسلم فذلك منهي عنه، وقد مضى معنا في حديث سبق قول الرسول عليه السلام : ( لا يأخذ أحدكم عصا أخيه مازحاً ) لأن في ذلك إدخال الرّهب والخوف في قلب المسلم هذا وفيه إيذاء لا يخفى، أما المزح بقول كلمة الحق فلا بأس من ذلك.
" باب المزاح " .
يعني يشير في هذا الباب وفي الأحاديث التي سيوردها المصنّف رحمه الله إلى أن المزاح لا مانع منه شرعاً بشرط أن يكون مزاحاً شرعيا وهو ألا يكون إلا حقّا، المزاح إذا كان حقا فهو مشروع، أما إذا تضمن إيذاءً أو ضررا بمسلم فذلك منهي عنه، وقد مضى معنا في حديث سبق قول الرسول عليه السلام : ( لا يأخذ أحدكم عصا أخيه مازحاً ) لأن في ذلك إدخال الرّهب والخوف في قلب المسلم هذا وفيه إيذاء لا يخفى، أما المزح بقول كلمة الحق فلا بأس من ذلك.
شرح حديث انس بن مالك رضي الله عنه : ( اتى النبي صلى الله عليه وسلم على بعض نسائه ومعهن أم سليم فقال يا أنجشة رويدا سوقك بالقوارير ... )
الشيخ : ثم هو الآن يسرد بعض الأحاديث الواردة في ذلك، فالحديث الأول وهو صحيح .
عن أنس بن مالك قال : ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم على بعض نسائه ومعهن أم سُليم فقال عليه الصلاة والسلام: يا أنجشة رويداً سوقك بالقوارير ) ( يا أنجشة رويداً سوقك بالقوارير ) .
أنجشة : هو حاد من أصحاب الرسول عليه السلام كان يحدو على الإبل، والحداء هو بناء الأعراب أي غناء فطري أشبه بالمواويل ونحو ذلك مما يرتجله الإنسان ارتجالا دون اصطناع وكسب، فهذا الحداء خاص بالغناء بالإبل، وللإبل عادة غريبة وهي أنه إذا أصابها التعب والكلل والملل من طول السير فإذا ما تباطأ سيرها بسبب ذلك فإذا ما حدا الحادي بها.
عن أنس بن مالك قال : ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم على بعض نسائه ومعهن أم سُليم فقال عليه الصلاة والسلام: يا أنجشة رويداً سوقك بالقوارير ) ( يا أنجشة رويداً سوقك بالقوارير ) .
أنجشة : هو حاد من أصحاب الرسول عليه السلام كان يحدو على الإبل، والحداء هو بناء الأعراب أي غناء فطري أشبه بالمواويل ونحو ذلك مما يرتجله الإنسان ارتجالا دون اصطناع وكسب، فهذا الحداء خاص بالغناء بالإبل، وللإبل عادة غريبة وهي أنه إذا أصابها التعب والكلل والملل من طول السير فإذا ما تباطأ سيرها بسبب ذلك فإذا ما حدا الحادي بها.
اضيفت في - 2021-08-29