تتمة لباب : " باب ما يجب من عون الملهوف " . تتمة شرح حديث أبي ذر رضي الله عنه : ( ... سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال خير ... قال أفرايت ان ضعفت قال تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدقها على نفسك )
فأنت إذا لم تنفق الغالي الثمن عنده ولم تستطع أن تعمل عملا لتجمع مالا تتصدق به ، ولم تستطع أن تعين فقيراً ببدنك أو آخر بمهنتك فعلى الأقل ابتعد عن الشر وخلص الناس من شرّك ، فهذا الابتعاد عن الشر هو صدقة تتصدق بها على نفسك، وهذا في الواقع من فضل الله على عباده المؤمنين حيث جعل ابتعاد المسلم عن الشر والإضرار بغيره صدقة منه تعود على نفسه.
1 - تتمة لباب : " باب ما يجب من عون الملهوف " . تتمة شرح حديث أبي ذر رضي الله عنه : ( ... سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال خير ... قال أفرايت ان ضعفت قال تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدقها على نفسك ) أستمع حفظ
شرح حديث أبي بردة رضي الله عنهما : ( على كل مسلم صدقة قال أفرأيت إن لم يجد قال فليعمل فلينفع نفسه وليتصدق قال أفرايت إن لم يستطع أو لم يفعل قال ليعن ذا الحاجة الملهوف قال أفرأيت إن لم يستطع أو لم يفعل قال يمسك عن الشر فإنها له صدقة ... )
فهذه الرواية تفسر الجملة السابقة من الحديث السابق هناك قال : ( أفرأيت إن لم أستطع بعض العمل ، هنا قال: ( أفرأيت إن لم يجد ما يتصدّق به؟ قال: فليعمل فلينفع نفسه ويتصدق ، قال: أفرأيت إن لم يستطع، أو لم يفعل؟ قال: ليعن ذا الحاجة الملهوف ) إذا كان هو لا يستطيع أن يفعل شياً يكسب ويتصدق إذن ليعن ذا الحاجة الملهوف يعني المكروب الحزين.
قال: ( أفرأيت إن لم يستطع، أو لم يفعل؟ قال: فليأمر بالمعروف فهو صدقة، قال: أفرأيت إن لم يستطع، أو لم يفعل؟ قال: يمسك عن الشر فإنها له صدقة ) .
2 - شرح حديث أبي بردة رضي الله عنهما : ( على كل مسلم صدقة قال أفرأيت إن لم يجد قال فليعمل فلينفع نفسه وليتصدق قال أفرايت إن لم يستطع أو لم يفعل قال ليعن ذا الحاجة الملهوف قال أفرأيت إن لم يستطع أو لم يفعل قال يمسك عن الشر فإنها له صدقة ... ) أستمع حفظ
شرح حديث سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم : ( ما سمعت عبد الله لاعنا أحدا قط ليس إنسانا وكان سالم يقول قال عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا )
" بابٌ ليس المؤمن بالطعان " .
روى بإسناده الحسن .
عن شالم بن عبد الله قال : ( ما سمعت عبد الله لاعنا أحدا قط، ليس إنسانا، وكان سالم يقول: قال عبد الله بن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا ).
سالم بن عبد الله هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فهو تابعي ابن صحابي ابن صحابي، عبد الله بن عمر بن الخطاب كلاهما صحابيان ، فسالم الذي هو ابن عبد الله بن عمر يروي عن أبيه ، أو بالأحرى عما يتعلق بأبيه وعن خلقه ونظافة لسانه فيقول : ( ما سمعت عبد الله لاعنا أحدا قط ) في حياته كلها إلا إنسانا واحداً مرة واحدة أخطأ سبقه لسانه فلعنه، وفي بعض الروايات خارج كتاب البخاري بإسناده السابق طبعاً بأن هذا الذي لعنه كان خادما له أي رقيقا عبدا مملوكا، فيظهر أنه أرسله في حاجة ضرورية فأبطأ فيها فغضب عليه غضباً شديداً ، ولم يتمالك نفسه إلا أن لعنه.
ولو كان الأمر بالتمني لتمنيت أن تكون هناك تلك الرواية التي رواها البيهقي في كتابه * شعب الإيمان * تمنيت أن تكون هذه الرواية صحيحة ، لكن في سندها انقطاع لماذا ؟ لأنها تفسر بأنه لم يكمل لفظة : " لعن" يقول لعنه الله جاءت الرواية فقال : " ل ع " لام و " عين " ثم انتبه وأمسك، هذه الرواية في سندها انقطاع والرواية الصحيحة الصريحة بأنه لم يلعن في حياته أحداً إلا إنساناً واحداً مرّة، وقد فسرت الرواية الأخرى كما قلنا أنفاً أن سبب اللعن كان أو كان منصباً هذا اللعن على خادم عبد له، ولكن في رواية صحيحة وهذا الواقع مما يدل على أن مقل هذا الصحابي الجليل إذا أخطأ أنه يراجع نفسه سريعاً عملاً ببعض الآيات الكريمة والأحاديث النبوية التي تقول : ( وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) ماذا فعل عبد الله بن عمر ؟ بعد أن تذكر أنه فعل أمراً لا يجوز للمسلم بادر فأعتق ذلك العبد لوجه الله عز وجل فكانت هذه لا شك كفارة وأية كفارة بمثل هذا الخطأ اللفظي، بعد أن يروي سالم هذه الحادثة عن أبيه عبد الله بن عمر وأنه لم يلعن إنساناً إلا مرة واحدة كما شرحنا يقول أن عبد الله بن عمر كان يروي عن الرسول صلوات الله وسلامه عليه أنه كان يقول : ( لا ينبغي للمسلم أن يكون لعّاناً ) يعني: لا يجوز للمسلم أن يمرّن ويعوّد لسانه على لعن شيء ما سواء كان هذا الشيء الذي يلعنه إنساناً أو حيواناً أو جماداً، ذلك لأن كل ذلك من خلق الله تبارك وتعالى.
3 - شرح حديث سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم : ( ما سمعت عبد الله لاعنا أحدا قط ليس إنسانا وكان سالم يقول قال عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا ) أستمع حفظ
فائدة : معنى اللعن وحكمه .
فمثل هذه الحادثة تدلنا على أن لعن الظالم بعينه تأديباً له بعينه جائز ، ولكن هذا يكون بهذا الغرض وهذا القصد فلا يزال حديث هذا الباب مُحكما يعني حكمه ساريا في الشريعة لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا يعني دائما لفظة اللعن تسبق من فمه ونحو ذلك طبعا كل الألفاظ الكريهة البذيئة، وأشبه ما يكون شبها باللعن الذي لا يجوز هو ما يغلب على كثير من العامة من سب الدين والعياذ بالله، فلا يجوز لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتلفّظ بمثل هذه الألفاظ التي لو قصد المتلفظ بها معناها لخرج من دين الله كما تخرج الشعرة من العجين، وأقل ما يقال في الذي يتلفظ بهذه الألفاظ المكفّرة أنه يعرض نفسه للمعاقبة العادلة لو كان هناك حكم إسلامي ...
ولذلك جاء الحديث مقرراً لمبدأ ولأدب إسلامي فيقول: ( لا ينبغي للمسلم أن يكون لعّاناً ).
ما هو التوفيق بين حديث ( العنونهن فإنهن ملعونات ) وحديثنا هذا ( لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا ) ؟
الشيخ : ماختلفنا حيث جاء الحديث مثل ما جبنا حديث تبع الجار الظالم أينما ماشى النص ما بنعطله .
5 - ما هو التوفيق بين حديث ( العنونهن فإنهن ملعونات ) وحديثنا هذا ( لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا ) ؟ أستمع حفظ
شرح حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : ( إن الله لا يحب الفاحش المتفحش ولا الصياح في الأسواق )
بهذا الكمال وهذا التمام إسناده ضعيف، لكن الجملة الأولى منه صحيحة ( إن الله لا يحب الفاحش المتفحش ) جاء ذلك في أكثر من حديث واحد صحيح، ولذلك الحديث السابق فيه تأديب للمسلم أن يحافظ على لسانه أن يصدر منه لعن أما الحديث الذي بعده فهو أشمل وأعم ، حيث جعل عليه الصلام : ( إن الله لا يحب الفاحش المتفحش ) يعني هذا يشمل كل كلام غير لائق استعماله، اللفظ الفاحش سواء كان لعن أو كان سب دين أو سب وجهه أو ما شابه ذلك أو نسبه أو أي شيء لا يجوز في الإسلام فهذا أمر لا يحب الله تبارك وتعالى صاحبه إنما يبغضه.
6 - شرح حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : ( إن الله لا يحب الفاحش المتفحش ولا الصياح في الأسواق ) أستمع حفظ
ما معنى : ( الفاحش المتفحّش ) ؟
الشيخ : نعم.
السائلة : معناه ؟
الشيخ : الفاحش الذي يُفحش في كلامه، والمتفحش هو نفسه ولكنه يتكلف في ذلك و يكثر منه، الفاحش هو الذي يتكلم بكلام فاحش ، المتفحّش هو الذي يكثر من ذلك الفاحش ويجعله ديدنه وعادته، هذا سؤال جيد.
شرح حديث عائشة رضي الله عنها : ( أن يهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم فقالت عائشة وعليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم ... )
" باب ليس المؤمن بالطعّان " .
وكنا درسنا الحديث الأول منه وتجاوزنا الحديث الثاني، وأشرنا إلى أن طرفه الأول منه صحيح من غير هذا الطريق.
والآن نقرأ عليكن الحديث الثالث منه وإسناده صحيح .
عن عائشة رضي الله عنها : ( أن يهودا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم، -ما هو السلام- السام عليكم، فقالت عائشة: وعليكم، ولعنكم الله، وغضب الله عليكم، قال -يعني الرسول عليه السلام- : مهلا يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش، قالت: أو لم تسمع ما قالوا ؟ قال: أو لم تسمعي ما قلت ؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيَّ ).
في هذا الحديث آداب إسلامية بعضها تتعلق بالمسلم في خلقه وبعضها يتعلق بالمسلم من حيث علاقته مع الكافر، حينما يسلم الكافر عليه سلاما محرّفًا به عما وُضع له وبالتعبير الشامي : " كلام ملغوم " هكذا فعل أولئك اليهود حينما جاؤوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم الظاهر أنهم جاؤوا وهو في بيت عائشة، فسلموا سلاماً كما ألمحنا لووا به ألسنتهم وأوهموا الرسول عليه السلام ومن عنده بأنهم يسلمون عليه السلام الشرعي، لكنه في الحقيقة قلب السلام إلى الدعاء على الرسول عليه السلام بلغتهم حيث قالوا : " السام " ومعنى السام الموت كما جاء في بعض الأحاديث : ( في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام وهو الموت ) فهم أعني اليهود من خبثهم ومكرهم لووا ألسنتهم بالسلام وقالوا : " السام عليكم " ، فما كان ذلك ليخفى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو سيد الأتقياء النّبهاء، ولذلك فهو لم يُردف في الجواب على كلامهم القبيح إلا أن قال لهم : ( وعليكم )، أما السيدة عائشة فلم تصبر لمكرهم وخبثهم، وظهر ذلك بشدة بردها عليهم بما سمعتن من قولها : " وعليكم " هي تنبّهت وأجابت بمثل جواب الرسول عليه السلام ولكنها زادت وقالت : " ولعنكم الله وغضب الله عليكم " ، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يعجبه جوابها، والسبب في ذلك يعود إلى أمرين اثنين أحدهما يتعلق بمبدء إسلامي والآخر يتعلق بها وبشخصها.
أما الأول : المبدأ الإسلامي فهو قوله تبارك وتعالى : (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم )) فإذا كانت اليهود قالت : " السام عليكم " فنحن نقول : وعليكم ، فلا نزيد عليهم شططاً فنقول كما قالت السيدة عائشة : "ولعنكم الله وغضب الله عليكم " هذا هو الأمر الأول ، وهذا مبدأ معروف في الإسلام أنه لا يجوز الزيادة على ... وعلى الأخذ بالثأر إنما بالمثل فقط، فقال عليه السلام لها مؤدّباً : ( مهلا يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف والشدة والفحش في الكلام، قالت : أو لم تسمع ما قالوا ؟ قال عليه السلام : أو لم تسمعي ما قلت ؟ ) كأنه عليه السلام أراد منها أن تكون أثبت مما هي عليه ، ثم هو يقول لها : لقد سمعت مثلما سمعتِ ، ورددت مثلما رددتِ فكما قلتِ وعليكم قلت أنا وعليكم، فلماذا الزيادة منك على ما أنا رددت الكلام عليهم ؟ لذلك أمرها بالرفق ونهاها عن العنف ، والفحش في القول هو قول الفاحش في الكلام الذي لا يجوز أن يغلب على اللسان ، قال: ( أو لم تسمعي ما قلت ؟ رددت عليهم ) مثلا بمثل ، هكذا يقول عليه السلام: ( رددت عليهم مثلا بمثل ، ( قالوا: السام عليكم فقلت وعليكم
فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيَّ ).
إذا دعا اليهود على النبي صلى الله عليه وآلهوسلم بدعاء جائر ظالم ضار فذلك مما لا يستجاب عند الله عز وجل على الرسول عليه السلام، أما بالعكس فنعم إذا دعا الرسول عليه السلام عليهم استجيب دعاؤه عند ربه تبارك وتعالى .
8 - شرح حديث عائشة رضي الله عنها : ( أن يهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم فقالت عائشة وعليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم ... ) أستمع حفظ
فوائد : مستفادة فن حديث عائشة رضي الله عنها : ( أن يهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم فقالت عائشة وعليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم ... ) وبيان المنهج الإسلامي في تعامل المسلم مع الكافر .
الأول أن المسلم يجب أن يكون لطيفا، يجب أن يكون سهلا سمحا، ألا يكون شديدا حتى مع الكفار مع الكفار في الحياة الاجتماعية ، يعني حالة كونهم جالسين ذميّين تحت نظام الإسلام ففي هذه الحالة لا يجوز للمسلم أن يستعمل القسوة والشدة مع اليهود والنصارى، أما إذا وقعت الواقعة وأقيمت الحرب بين المسلمين والكافرين فهناك يجب على المسلم أن يكون شديداً عليهم، وهذا مما وصف الله عز وجل عباده المؤمنين بقوله : (( أشداء على الكفار رحماء بينهم )) وبعض المسلمين يحرصون ويتوهّمون أن هذه الشدّة التي ذكرها الله عز وجل في الآية الأخيرة: (( أشداء على الكفار رحماء بينهم )) يجب أن تكون هذه الشدة بين المسلم والكافر حتى في العلاقات الاجتماعية هذا خطأ، الكافر إذا عاش تحت راية الإسلام وحكم الإسلام فيجب أن يُعامل بكل الآداب الإسلامية التي أذن الله بها، وأعني ما أقول حينما أقول الآداب الإسلامية التي أذن الله بها وإلا فلا يجوز التسوية في معاملة المسلم للناس، لا يجوز له التسوية في هذه المعاملة بين المسلم والكافر في كل شيء، مثلا في الوقت الذي نسمع فيه هذا الحديث هذا التعليل الكبير أن الكافر إذا ألقى سلامًا على المسلم ولوى فيه لسانه ألا يزيد في الشدّة عليه فنقول: وعلكيم، لكنه من ناحية أخرى قال : ( لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام ، فإذا لقيتموهم فاضطروهم إلى أضيق الطرق ) فلا يجوز للمسلم إذا لقي اليهودي أو النصاري الذّمي، نحن نتكلم الآن عن الذمي لا يجوز إذا ما لقيه أن يبادره بالسلام، ونقصد بالسلام: السلام الإسلامي الذي هو بنص الحديث الصريح حيث قال عليه السلام : ( السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينكم ) هذا السلام لا يجوز أن يبادر به المسلم الكافر الذّمي ، وإنما إن كان ولا بد أن يبتدئه هو يقول له كما يقول بعضهم لبعض : " صباح الخير مساء الخير " من هذا الكلام الذي ليس خاصاً بشريعة الإسلام، أما هذا السلام الإسلامي فقد سمعتم قول الرسول عليه السلام: ( لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام ، وإذا لقيتموهم فاضطروهم إلى أضيق الطرق ) .
أقول آسفاً الشطر الثاني من هذا الحديث لا يمكن تطبيقه اليوم ، لأن النظام ليس نظاماً إسلامياً، ولأنك إذا أردت أن تضطر غير المسلم إلى أضيق الطريق فقد نصبت العداء والهجاء بينك وبين الحكام وهذا ما لا قِبل للمسلم اليوم مع الأسف الشديد .
أما الأمر الأول أي السلام : فلا أحد يستطيع أن يتدخل بينك وبين شريعتك المتعلقة بشخصك ، فإذا ما بادأته بالسلام لا أحد يقول لمَ لم تبادئه بالسلام ولا سيما بهذا السلام الشرعي .
أريد أن أقول في هذا الحديث تعليم لنا ألا نكون شديدين في معاملة أهل الذّمة ، لكن هذه الشدّة يجب أن يحكمها الإسلام ، فلا يُقال مثلا ما زال هؤلاء أهل ذمة ، وما زال يجب أن نحسن إليهم وو إلى آخره فنبادؤهم بالسلام عليكم ؟ لا لأن الرسول عليه السلام منع من ذلك ، وهو بالعكس أيضًا ما دام أن الله قال في الآية السابقة : (( أشداء على الكفار رحماء بينهم )) إذن نعاملهم بشدة إذا بايعناهم ورأيناهم مكرنا بهم لاهذا لا يجوز إن الله عز وجل يحب المقسطين أي المحسنين في معاملتهم للناس جميعا سواء كان منهم مسلماً أو كافراً.
إذن الآية يجب أن نفهمها : (( أشداء على الكفار )) يعني كفار الحرب الذين يُسمونهم بالحربيين.
الفائدة الثانية التي يمكن أن نستفيدها من هذا الحديث فائدة مهمة جدا تتعلق بالمسلمين جميعا سواء كان منهم ذكراً أو أنثى، ألا وهو تقويم الخلق وتحسينه وألا يكون المسلم شديداً عنيفاً في معاملته لأهل الذّمة من الكفار فضلا عن معاملته لإخوانه المسلمين فضلا عن معاملته لأهل القربى والصلة من أهله ومن أقاربه، وصدق الله العظيم إذ يقول: (( بالمؤمنين رؤوف رحيم )).
9 - فوائد : مستفادة فن حديث عائشة رضي الله عنها : ( أن يهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم فقالت عائشة وعليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم ... ) وبيان المنهج الإسلامي في تعامل المسلم مع الكافر . أستمع حفظ
إذا سلّم علينا رجل من أهل الكتاب السلام الإسلامي فقال " لنا السلام عليكم " كيف نرد عليه ؟
بقي أن نذكر بحكم شرعي بعد أن ذكرنا في الدرس الماضي أنه في الوقت الذي لايجوز التعدي على أهل الذمّة بمثل ما فعلت السيدة عائشة رضي الله عنها في الوقت نفسه كما ذكرنا أنه لا يجوز التّلاين معهم بما فيه مخالفة للشريعة وذكرنا من ذلك نهي الرسول عليه السلام عن مبادءتهم بالسلام .
فإذا كان الأمر هكذا وهكذا فمعنى ذلك أن المسلم في تصرّفه مع أهل الذمّة يجب أن يسلك معهم في حدود الشرع وليس في حدود المنطق الخاص والعقلي الخاص.
من هنا نقول:
إذا سلّم علينا رجل من أهل الكتاب هذا السلام الإسلامي فقال لنا السلام عليكم ، فماذا نقول ؟ قد يفهم بعض الناس من هذا الحديث وما في معناه أن رد السلام على الّذمي ينبغي أن يكون : " وعليكم " فقط ، فهل الأمر كذلك ؟ هذه المسألة فيها تفصيل:
إذا نظرنا إلى حديث آخر ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( إن اليهود إذا سلّم أحدهم فإنه يقول : السام عليكم ، فقولوا : وعليكم ) إذا نظرنا إلى هذا الحديث نجده قد تضمن حكما معللا بعلة ألا وهي إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم : السام عليكم ، فهذا يبين أن ردنا عليهم بهذا اللفظ المختصر " وعليكم " إنما محلّه وموضعه حينما يلوي لسانه بالسلام ، حينما يقول : السام عليكم ، فقد تفهم منه السلام الشرعي وقد تفهم منه السلام اليهودي ، أما لو كان سلامه صريحا واضحا بيّنا جليا كما يفعله بعض النصارى اليوم مثلا الذين خالطوا المسلمين وعاصروهم وتلقفوا منهم سلامهم ، فيقول أحدهم السلام عليكم واضحة ، فهل نقول وعليكم أو نقول كما قالوا وعليكم السلام ؟
إذا نظرنا أولا إلى نص القرآن الكريم: (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) على الأقل ، ونظرنا ثانياً إلى الحديث الذي ذكرناه آنفاً فإن أحدهم يقول : " السام عليكم " تقول وعليكم نأخذ من هذه الآية ومن هذا الحديث أنه إذا كان سلام الذمي صحيحا واضحا صريحا رددناه عليه كذلك صريحا واضحا بيّنا .
أما إن كان سلاماً ملغوما كما قلنا حينئذ نفهمه وننبهه إلى أننا لسنا مغفلين فيقول : وعليكم ، قد يقول يا أخي لماذا أنت تقول هكذا أنا قلت لك السلام عليكم ! نقول خلص رددنا عليه سواء قلت حقيقة السلام عليكم أو قلتها ملغومة ، هذا الذي أحببت أن أذكره بمناسبة حديث الدرس الماضي .
10 - إذا سلّم علينا رجل من أهل الكتاب السلام الإسلامي فقال " لنا السلام عليكم " كيف نرد عليه ؟ أستمع حفظ
شرح حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء ).
عن عبد الله وعبد الله هنا هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الصحابي البدري الجليل ، يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء ) .
هذا الحديث ليس بحاجة إلى شيء من التعليق أو البيان فهو بيّن بنفسه ، ليس المؤمن بالطعّان : يعني هذه صيغة مبالغة يطعن بالناس بغير حق، علماً بأن هذه الخصلة من أقبح الخصال وأفحش الأخلاق التي يُذم بها المسلم ويستحق الدخول في النار ولو كان ما تخلّق به من هذا الخلق السيء الطعن في الناس أقل من القليل، ذلك لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال في الحديث الصحيح : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرّة من كبر ) الحديث طويل وذكرناه أكثر من مرة بتمامه ، فيه أن الصحابة سألوه أن أحدهم يحب أن ترى عليه ثياب حسنة ، وآخر نعال حسنة وثالث سوط يعني " كرباج " حسن ، فسألوه هل ذلك من الكبر ؟ كان الجواب في كل ذلك لا لا لا، ( إن الله جميل يحب الجمال ) ، قالوا إذن ما الكبر ؟ قال : ( الكبر بطر الحق وغمط الناس ) بطر الحق هو رد الحق بعد ظهوره، وغمط الناس هو الطعن فيهم بغير حق ، فمن كان فيه خصلة من خصال هذا الكبر الذي وصفه الرسول صلوات الله وسلامه عليه بأنه رد الحق بعد ظهوره أو الطعن بالمسلم بغير حق فهو لا يدخل الجنة، لذلك فهذه الخصلة التي برّأ منها الرسول عليه السلام المؤمن من أفحش الخصال المذكورة في هذا السياق وهو الطعن ، فقال عليه السلام : ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان لغيره ) أيضًا بدون سبب وقد فصلنا السبب فيما مضى عن اللعن فيما يجوز وفيما لا يجوز ثم قال : ( ولا الفاحش ولا البذي ) الفاحش والبذي تقريبا بمعنى واحد وهو بذاءة اللسان والفحش في الكلام .
11 - شرح حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء ). أستمع حفظ
شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا )
عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا ) .
معلوم أن ذا الوجهين هو الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه فهو ينافق ويداهن وهو مما يقال كالماء يتلون بلون كل إناء ، فهو مع هؤلاء على بطلهم وضلالهم يتظاهر معهم، وهو مع أولئك أيضًا على هداهم وصلاحهم فلا تعرفه هل هو من هؤلاء فعلا أم من أولئك هذا من ذي الوجهين ، يقول عليه السلام : لا يليق أن يكون أمينا عند الناس ، والأمين هنا بالمعنى الأوسع ، لا ينبغي أن يكون أمينا على أخلاق الناس، لا ينبغي أن يكون أمينا على أموال الناس لا ينبغي أن يكون أمينا على الأولى والأحرى.
قاعدة في تعيين المراد بعبد الله من الصحابة عند الإطلاق
عن عبد الله وهو أيضًا صاحبنا المتقدم ابن مسعود رضي الله عنهم ، أقول هذا لأن العبادلة الذين تدور عليهم كثير من الأحاديث النبوية الصحيحة كثيرون ، وهذا أحدهم : عبد الله بن عباس وعندنا عبد الله بن عمر ، وعندنا عبد الله بن عمرو بن العاص ، وعندنا عبد الله بن عباس وعندنا عبد الله بن الزبير وعندنا عبدالة كثيرين غير مشهورين شهرة هؤلاء، فينبغي تحديد من هو عبد الله في الإسناد لكي نكون على بيّنة من نسبة الحديث، فإذا قيل روى البخاري في * الأدب المفرد * عن عبد الله بن مسعود في الحديث السابق : ( ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ) روى البخاري عن عبد الله من هو عبد الله ؟ قلنا هو ابن مسعود .
هنا يقول روى بإسناده عن عبد الله قال : " ألأم أخلاق المؤمن الفحش " من هو عبد الله كذلك هو عبد الله بن مسعود ، قد يأتي قريبا أو بعيدا نقول هذا عبد الله بن عمر أو غيره وهذا يُعرف من علم الجرح والتعديل أي تراجم رجال الحديث ، لا بأس من التذكير بذلك وإن كان أكثر الحاضرات من النساء لا يهمهن هذا العلم المتعلق بعلم الحديث .
الحديث السابق روى الحديث عن عبد الله عبد الرحمن بن يزيد وعمرو ابنه محمد لأنه رواه بالسند عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه يعني عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله ، الذي يروي عن عبد الله بن مسعود هو عبد الرحمن بن يزيد هذا الكوفي هذا مشهور بالرواية عن عبد الله ين مسعود وليس كذلك مشهورا بالرواية عن غيره من العبادلة .
أما في حديثنا الآن يرويه عنه أبو الأحوص عن عبد الله ، كذلك أبو الأحوص هو الكوفي يكثر الرواية عن عبد الله .
بهذه القرائن نكتشف هوية الصحابي الذي روي الحديث من طريقه فإذن عبد الله هنا : هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .
الكلام على إسناد حديث عبد بن مسعود رضي الله عنهما : ( ألأم أخلاق المؤمن الفحش )
الكلام على إسناد حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( لعن اللعانون قال مروان : الذين يلعنون الناس ) .
15 - الكلام على إسناد حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( لعن اللعانون قال مروان : الذين يلعنون الناس ) . أستمع حفظ
باب : " باب اللعان " . شرح حديث أبي الدرداء رضي الله عنه : ( إن اللعانين لا يكونون يوم القيامة شهداء، ولا شفعاء )
" باب اللعان " .
ثم روى بإسناده الصحيح .
عن أبي الدرداء قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن اللعانين لا يكونون يوم القيامة شهداء، ولا شفعاء ).
في هذا الحديث الصحيح بيان أن الذين يكثرون اللعن اللعانين هم الذين يُكثرون اللعن، هم الذين جعلوا لعن الناس وغير الناس كالبهائم والجمادات ونحو ذلك فهم يُحظرون يوم القيامة أن يكونوا شهداء على الناس بما عملوا وأن يكونوا شفعاء أيضًا لأحبابهم ولأصدقائهم.
في هذا الحديث إشارة إلى فوائد كثيرة ، أولا أن صيغة : " اللعانين " صيغة مبالغة ، ففي ذلك إشارة إلى أن الإنسان أحيانا قد يلعن شيئا غير مستحق للعنه وقد يكون من الصديقين والشهداء ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نفى في هذا الحديث عن اللعانين وهم الذين يبالغون ويكثرون من اللعن أن يكونوا شهداء وشفعاء، فمفهوم هذه الصفة أنه لا ينافي أن يكون المسلم مسلما مؤمنا كامل الإيمان صدّيقاً وشهيدا لا ينافي ذلك أن يقع منه بعض الهفوات من اللعن أحيانا، فالمبالغة في اللعن هي التي ذكر الرسول عليه السلام أن الذين يتصفون بهذه المبالغة لا يليق بهم أن يكونوا شهداء ولا شفعاء يوم القيامة.
ومن تلك الفوائد : إثبات الشفاعة في هذا الحديث لغير الرسل والأنبياء ، وهذا طبعا منقبة يشارك فيها هؤلاء المؤمنون السابقون الذين من صفاتهم أنهم لا يكثرون اللعن ويشاركون الأنبياء في الشفاعة للناس يوم القيامة ، وهذه منقبة عظيمة كما هو واضح ظاهر.
ومن ذلك أيضًا أننا إذا لاحظنا صيغة المفاعلة المبالغة " اللعانين " كذلك قلنا إنه لا ينافي أن يصدر من أحدهم اللعن أحيانا بغير حق ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أطهر الناس قد كان يصدر منه أحياناً شيء من ذلك ، ولكن الله تبارك وتعالى لكي يُجبل ويتم عليه نعمته وأجره وثوابه قد ألهمه أن يدعو ربه ويقول: ( اللهم أيما رجل استغبته أو لعنته وهو غير أهل لذلك فاجعل ذلك رحمة له وأجراً ) هذا فيه إشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد تغلب عليه صفة البشرية أحياناً ، فيصدر منه ما لا يليق بمقام النبوة والرسالة، ولذلك دعا ربه عز وجل أن يجعل ما قد يصدر منه من وضعه اللعنة في غير محلّها خطأً أو غضباً أن يقلب ذلك إلى على من توجّه منه إليه اللعنة رحمة له وزكاة ، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رفع له شيء من ذلك قد يكون الذين مرتبتهم دون شك دون مرتبة النبوة والرسالة أحق أن يقع منهم شيء من ذلك ، ولكن لا يجوز بهم أن يكقروا من ذلك ، فلأمر ما جاءت الصيغة بالمبالغة : ( إن اللعانين لا يكونون يوم القيامة شهداء، ولا شفعاء )
16 - باب : " باب اللعان " . شرح حديث أبي الدرداء رضي الله عنه : ( إن اللعانين لا يكونون يوم القيامة شهداء، ولا شفعاء ) أستمع حفظ
شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( لا ينبغي للصديق أن يكون لعانا )
عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا ينبغي للصديق أن يكون لعانا ) .
فإذن هنا خص بالذكر الصديق وذكر أنه لا يجوز له أن يكون لعّانا يعني مكثر من اللعن ، فالمقصود هنا بالصديق : أعم من أن يكون المقصود به هو أبو بكر رضي الله عنه الذي عرف بهذا اللقب ، وذلك حينما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس وإلى السماوات العلى ثم حدّث الناس بذلك فكذّبه كثيرون، ثم جاء من اراد أن يوقع بين الرسول صلى الله عله وسلم وبين صاحبه في الغار ليقلبه عليه بقوله : لقد حدّث كذا وكذا ، حدّث بأنه أسري به ليلة واحدة إلى السماوات العلى ، فقال: " إن كان حدّث بذلك فهو حقّ ".
فلذلك سمي أبو بكر الصديق صدّيقاً رضي الله عنه، فقوله عليه السلام في هذا الحديث لا ينبغي للصدّيق هو أعم من أن يكون المقصود به أبو بكر وإن كان أول ما يدخل في ذلك أبو بكر نفسه لحديث : الذي يأتي يأتي بعد هذا الحديث وجهه الرسول عليه السلام لأبي بكر نفسه كما سأتي قريباً .
إذن هذا الحديث يؤكد الحديث الذي قبله من حيث أنه لا يجوز أن يكون في مقام الصدّيقية أن يغلب عليه استعمال لفظة اللعن لعن الناس أو الدواب أو غير ذلك .
ولا شك ولا ريب ان المقصود بهذا التنزيه للصديقين أن يكونوا لعّانين إنما ذلك إذا كانت اللعنة بغير حق .
أما إذا لعن الرجل من يستحق اللعن لا سيما إذا كان هو في ذلك متبع للنص الشرعي فحين ذلك لا يدخل في هذا النهي .
فالمقصود بتنزيه الصديقين بأن يكونوا لعّنانين أي بغير حق كالغيبة والنميمة ونحو ذلك .
أما إذا كان ذلك في سبيل الإصلاح أو التحذير الذي يستحقون اللعنة عند الله عز وجل فكل ذلك لا يدخل في هذا الباب .
مثلا نضرب مثلاً واقعيا جاء في الحديث الصحيح : ( صنفان من الناس لم أرهما بعد : رجال بأيديهم سياط يضربون بها الناس كأذناب البقر بأيديهم سياط يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة العنونهن فإنهن ملعونات لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ).
وجاء في حديث آخر صحيح : ( وإن ريحها لتوجد من مسيرة مئة عام ) فهنا يقول الرسول صلوات الله وسلامه عليه هذه النسوة المتبرجة الكاسية العارية ( إذا رأيتموهن فالعنوهن فإنهن ملعونات ) فمن فعل ذلك لا يكون قد خالف هذا الحديث لأن المقصود من الحديث هو إكثار اللعن بغير حق، فليكن هذا على بال.
شرح حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : ( ما تلاعن قوم قط إلا حُق عليهم اللعنة ) .
عن حذيفة قال : " ما تلاعن قوم قط إلا حُق عليهم اللعنة " .
ما تلاعن أي تسابب بعضهم ببعض باللعن بغير حق إلا استحقوا بذلك لعنة الله تبارك وتعالى .
فهذا يؤكد أن الذي يتنزّه منه الصديقون والشهداء هو اللعن بغير حق .
باب : " باب من لعن عبده فأعتقه " شرح حديث : ( أن أبا بكر لعن بعض رقيقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر اللعانون والصديقون كلا ورب الكعبة مرتين أو ثلاثا فأعتق أبو بكر يومئذ بعض رقيقه ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا أعود ) .
" باب من لعن عبده فأعتقه " .
يروي بإسناده الصحيح .
عن السيدة عائشة : ( أن أبا بكر لعن بعض رقيقه، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا أبا بكر، اللعانين والصديقون ) .
هكذا في الرواية عند المصنّف وهي عند غيره كالبيهقي في شعب الإيمان بلفظ أوضح وأنهض قال : ( ألعانون وصّديقون ؟ ) .
يعني هما أمران لا يجتمعان ، أنت صدّيق وأنت أيضًا تلعن ؟ ( كلا ورب الكعبة ، أمران لا يجتمعان مرتين أو ثلاثا ) أي كرر هذه الجملة عليه الصلاة والسلام : ( ألعانون وصّديقون ؟ ألعانون وصّديقون ؟ ألعانون وصّديقون ؟ كلا ورب الكعبة ) .
فماذا فعل أبو بكر رضي الله عنه ، هذا مما يدل على قوة إيمانه وصحّة صديقيته : فأعتق أبو بكر يومئذ بعض رقيقه، كفارة للعنه بعض رقيقه بغير حق، وبعد ذلك أكمل أبو بكر رضي الله عنه المسارعة في توبته حيث جاء في آخر الحديث : ( ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا أعود ) فهو لم يتب بينه وبين ربه فقط بأن أعتق بعض رقيقه بل هو أيضًا بعد أن فعل ذلك سارع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مظهرا له ندمه على ما فعل وعزمه على ألا يعود.
19 - باب : " باب من لعن عبده فأعتقه " شرح حديث : ( أن أبا بكر لعن بعض رقيقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر اللعانون والصديقون كلا ورب الكعبة مرتين أو ثلاثا فأعتق أبو بكر يومئذ بعض رقيقه ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا أعود ) . أستمع حفظ
ما حكم لعن الشيطان ؟
الشيخ : ...
السائلة : ...
الشيخ : ... لأن الرسول عليه السلام يقول في بعض أحاديثه : ( ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العي السؤال ) يا بنتي لعن الشيطان من حيث استحقاقه يجوز لأنه هو ملعون وطريد، ولكن جاء في بعض الأحاديث أن الشيطان إذا نأى بإنسان أو ورطه في ورطة فيلعن هذا الإنسان الشيطان يلعنه يصبح الشيطان يصير الشيطان يشوف حاله أنا الذي عملت وأنا الذي فعلت حتى المسلم لا يفتح الطريق لفرح الشيطان لإضراره من الإنسان لا ينبغي أن يلعن الشيطان وإنما يستعين يستعين بالله عز وجل من شر الشيطان الرجيم ، عرفتي الجواب ؟ يعني هو يستحق اللعن هو ملعون من يوم الله عز وجل أمره أن يسجد لآدم فاستكبر وقال: (( أأسجد لمن خلقت طيناً )) من يوم قال الله تعالى : (( فإن عليك لعنتي غلى يوم الدين )) فهو ملعون فعلاً لكن ما دام الله لعنه انتهت قصته ، فنحن إذا قلنا لعنة الله على الشيطان ... بالعكس أدخلنا الفرح والسرور على ذاك الشيطان وأفهمناه بواقعنا أننا نحن فعلا نتأثر منه، الرسول عليه السلام أدبنا وأحسن تأديبنا وعلمنا وأحسن تعليمنا وقال إذا وقع أحدكم في ذلك فلا يلعنه فإنه يكون الله لعنه وإنما يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، عرفتي الجواب ؟
باب : " باب لعن الكافر " . شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( قيل : يا رسول الله ادع الله على المشركين قال إني لم ابعث لعانا ولكن بعثت رحمة )
باب " لعن الكافر " .
أما الباب السابق ففيه حديث ضعيف فلذلك تجاوزناه .
أما هذا الباب فأرد فيه حديثاً واحداً صحيحاً بإسناده عن أبي هريرة قال : ( قيل: يا رسول الله، ادع الله على المشركين، قال: إني لم أبعث لعانا، ولكن بعثت رحمة ) .
ترجم المصنف رحمه الله لهذا الحديث بترجمة ليس فيها بيان حكم لعن الكافر ، لأنه قال: " باب لعن الكافر " لم يقل باب جواز لعن الكافر أو باب عدم جواز لعن الكافر ، وذلك لأن المسألة .
أولًا مختلف فيها .
وثانياً أن الأصل كما سبق في درس مضى أن المسلم ينبغي ألا يعوّد لسانه أن يلعن غيره حتى ولو كان ... .
وفي ظني أن هذا الحديث كان من آثار تأديب رب العالمين لنبيه الكريم فقد جاء في الصحيحين من حديث أنس وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أرسل سريّة فيها نخبة من أفاضل الصحابة، فلما أتوا قبيلة من القبائل أمّنوهم ثمّ غدروا بهم فقتلوا منهم سبعين صجابياً من أفاضل أصحاب الرسول عليه السلام ومن قرائهم وحفاظ القرآن الكريم ، فلما بلغ خبرهم رسول الله عليه وآله وسلم حزن حزنا شديداً حتى قال أنس في ذلك ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجده على شيء أي حزنه على شيء وجده على أولئك الصحابة، ولقد كان حزن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أولئك الصحابة لسببين اثنين السبب الأول: أنهم كانوا كما ذكرنا من عبّاد الصحابة ومن قرائهم.
والسبب الثاني: أنهم قتلوا غدرا لم يُقتلوا وهم يلاقون العدو وجها لوجه وإنما غدر بهم أولئك الكفار، ولذلك وجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحزن عليهم حزنا شديداً فكان يدعو عليهم ويلعنهم في كل صلاة من الصلوات الخمس حتى نزل قول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم ذهبت الآية من ذهني وإنما هؤلاء الذين تدعو عليهم ليس عليك هداهم ولكن الله عز وجل قد يهديهم هذا معنى الآية ولعلي أذكرها فيما بعد، ثم اقتضت حكمة الله تبارك وتعالى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن قنت على أولئك الكفار شهرا كاملا وأنزل عليه تلك الآية وإذا بالقوم يرجعون مسلمين فظهر السر في نزول الآية على النبي صلى الله عليه وسلم كأنه لا يريد منه صلوات الله وسلامه عليه أن يظل يدعو عليهم ويلعنهم، فكانت النتيجة أن أولئك الأقوام الذين كان الرسول عله السلام يلعنهم عادوا مسلمين وهنا السّر يكمن في أنه لا يجوز أو لا يستحب على الأقل أن يلعن المسلم كافراً بعينه لاحتمال أن يعود مسلما واحتمال آخر أن يصير إسلامه خيرا من المسلم الذي ورث إسلامه عن أبويه وأجداده .
الظاهر والله أعلم أن هذا الحديث كان من بعد ما أدّب الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام بذلك الأدب حيث نهاه أن يظل وأن يستمر في لعن الكفار أولئك فحينما طُلب منه عليه السلام أن يلعن الكفار كان جوابه في هذا الحديث: ( لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة ) فهو عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث يريد أن يقرن القول مع العمل والعمل مع القول ، فكما أن دعوته صلى الله عليه وآله وسلم رحمة كما قال عز وجل : (( وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين )) أي بدعوته لشريعته كذلك هو يريد أن يكون رحيما مع الناس حتى في لفظه ، فهو لا يلعن حتى المشركين الذين يعادون الله والرسول، لا يلعنهم لأنه أولا اللعن ليس فيه تلك الفائدة ، وثانيا لما ذكرناه سابقًا أنه من المحتمل أن يعود هؤلاء الكفار مسلمين، وكلنا يعلم أن كل الصحابة الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا كفارا كانوا مشركين، ومنهم من عاداه عليه الصلاة والسلام أشد العداء عمر بن الخطاب مثلا مع ذلك فقد قال فيما بعد من أكبر الناس وأقواهم إيمانا بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فلو أن الرسول عليه السلام توجه وجعل ديدنه لعن الكفار ولعن المشركين الذين كانوا يعادونه لظهر التناقض في النهاية، هؤلاء الذين يلعنهم وإذا بهم يصبحون مسلمين مؤمنين فاقتضى حسن أدب الرسول عليه السلام مع الناس ألا يستعمل لفظة اللعن حتى مع الذين يستحقون اللعن مع الكفار وهنا نقول كما قال رب العالمين : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) ذلك لأنه إذا كان الرسول عليه السلام يشرع لنا في هذا الحديث ألا نلعن الكفار والمشركين فأولى وأولى ألا نلعن المسلم ولو كان عاصياً.
وهذا كما نقول فيما مضى من الدرس معناه وضع قاعدة وأدب للمسلم ويمشي عليها، لكن أحيانا كما ذكرنا قد يغضب الإنسان وتفلت من لسانه كلمة مثل اللعن أو ما سابه ذلك فهذا ليس أحد يسلم منه ولكن الرجل الكامل كما قال عليه السلام في حق قوله عليه السلام : ( وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) فإذا ما وقع أحد من الناس في مثل هذه الهفوة بأن يلعن من لا يستحق اللعن كما قلنا في الدرس الماضي من قصة أبي بكر الصديق رضي الله عنه حيث لعن غلام عبداً له فكان نتيجة ذلك أن أعتق رقيقا له أو بعض رقيقه فإذن يجب أن نعوّد أنفسنا ألا نتكلم إلا بخير كما قال عليه السلام : ( فليقل خيرا أو ليصمت ).
21 - باب : " باب لعن الكافر " . شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( قيل : يا رسول الله ادع الله على المشركين قال إني لم ابعث لعانا ولكن بعثت رحمة ) أستمع حفظ
باب : " باب النمام " . شرح حديث : ( همام كنا مع حذيفة فقيل له إن رجلا يرفع الحديث إلى عثمان فقال حذيفة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا يدخل الجنة قتات ) .
باب : " النّمام " .
روى فيه بإسناده الصحيح .
عن همام: ( كنا مع حذيفة، فقيل له: إن رجلا يرفع الحديث إلى عثمان، فقال حذيفة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة قتات ) .
كنا مع حذيفة حذيفة بن اليمان رجل من مشاهير أصحاب الرسول عليه السلام ، وكان له خصوصية منه لم يشاركه فيها أحد غيره ، ذلك أنه كان صاحب سر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن ذلك أنه كان عنده أسماء المنافقين الذين لا يعلمهم أحد ممن البشر إلا النبي صلى الله عليه وسلم ثم حذيفة كان صاحب سر الرسول عليه السلام فكان يعلم أسماء أولئك المنافقين ، ولذلك كان عمر مع فضله ومع أنه كما قال عليه الصلاة والسلام فيه: ( ما سلكت فجّا إلا سلك الشيطان فجّا غير فجّك ) مع هذا كان عمر يأتي إلى حذيفة فيناشده ويسأله هل أنا مذكور في أسماء أولئك المنافقين ؟ فيبشره بأنه : لا.
هذا حذيفة قيل له إن رجلا يرفع الحديث إلى عثمان هذه الجملة جملة عربية ولكن طرأ عليها اصطلاح في علم الحديث فهي من ناحية العربية يرفع الحديث إلى عثمان معناه ينم، والنميمة أظن لا أحد يجهل معناها لكن القتات المقصود في الحديث يفسر تفسير أدق من النمام يقول يرفع الحديث يعني ينم، ما يعني ينم ؟ هو يسمع الحديث من الناس يكون جالسا فيسمع الواحد يسب الآخر أو يطعن فيه بحق أو بباطل فما يكون من هذا النمام إلا أن ينقل هذا الكلام إلى الذي طُعن فيه بقصد الإيقاع بين الطاعن وبين المطعون فيه، هذا الرجل كان يدفع الحديث إلى عثمان بمعنى كان يجلس مع الناس فيسمع ماذا يتحدث الناس عن عثمان ؟ لعله الكثيرات منكم يعلم أنه في زمن عثمان حصل فتن كثيرة وكثيرة جداً وكان عاقبة ذلك مع الأسف الشديد أن ثار الناس عليه وقتلوه في بيته وهو يتلو كتاب الله، فلا شك أن كل فتنة حينما تعظم تكون مقدّمات تقدّمتها قبل ذلك كما يقال : وما النار إلا من مستصغر الشرر.
ففي هذا الجو في زمن عثمان بن عفان كان هناك رجل يجلس في مجلس فيسمع فلان ماذا يتكلم ضد عثمان فيسارع ويقول لعثمان إن فلان قال فيك كذا وكذا يريد أن يوغر عثمان بهذا الإنسان الذي تكلم فيه هذه هي النميمة .
لما قيل لحذيفة بن اليمان إن هناك رجل يرفع الحديث يعني ينقل الحديث إلى عثمان على طريق الإفساد والنميمة هذا هو المعنى اللغوي ، لكن المعنى الاصطلاحي يرفع الحديث اختصار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هناك فرق بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي ، يرفع الحديث يعني ينمّه ، يرفع الحديث يعني ينسبه إلى الرسول عليه السلام، فإذا جاءت مثل هذه العبارة : " يرفع الحديث " بنفس السياق والسباق بأنه يقصد المتكلم النميمة فمعنى يرفع الحديث أي ينسبه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أما هنا فواضح جدا أن المقصود من قوله : يرفع الحديث إلى عثمان : أي ينقل الكلام الذي سمعه الطاعن في عثمان إلى عثمان بقصد إغراء عثمان عليه والإفساد بينهما ، فكان جواب حذيفة أن قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يدخل الجنة قتات ) .
من المشهور تفسير القتات بالنمام ، وهذا معناه لا يدخل الجنة نمام ، ولكن بعض العلماء ذكر تفصيلا للنميمة وحمل على وجه من الوجوه ذاك التفصيل هذا اللفظ : " القتات " إذا كان الرجل يجلس في المجلس بين الناس علنا فيسمع ماذا قيل في فلان ثم ينقل فهذا هو النمام ، أما الذي لا يجلس مع الناس وإنما يتنصت من وراء سبل الناس لا يعرفون أن هناك إنسان يتجسس عليهم فيسمع كلمة فيها طعن في شخص فسرعان ما ينقلها إلى ذلك الشخص الذي طعن فيه بقصد الإفساد أيضاً هذا معنى القتات .
فإذن القتات نمام ولا شك ولكن ليس كل نمام قتات، يعني من ناحية علم الأصول لها عموم وخصوص كذلك في اللغة كل قتات نمام لكن ليس كل نمام قتات، ليه؟ لأن النمام الذي يسترق الحديث من وراء جُدر ، وينقل الحديث أيضًا إلى المطون فيه فالتقى في هذه النقطة معه النمام الذي يكون في المجلس وينقل الكلام بقصد الإفساد ، لكن الفرق بين القتات والنمام: النمام يكون جالسا لا يتجسس، أما القتات فيتجسس وينقل الكلام ، ونستطيع أن نلخص أن القتات يجمع بين مصيبتين أو بين إثمين : اثم التجسس وقد قال تعالى : (( ولا تجسسوا )) وجاء في ذلك أحاديث كثيرة ، ثم زاد على ذلك ينقل الكلام الذي سمعه من بعض الجالسين في المجلس إلى المطعون فيه بقصد الإفساد بينهما هذا معنى القتات، فكل قتات نمام ولبس كل نمام قتات كيف يحصل هذا ؟ كل إنسان حيوان لكن ليس كل حيوان إنسان ، هذه معروفة في اللغة والاصطلاح كل إنسان حيوان لأن حيوان اسم جنس يدخل فيه الإنسان الناطق والحيوان الصامت فيتميز فيها الإنسان والحيوان، فإذا قلت الإنسان حيوان صدقت لكن لا تستطيع أن تقول كل حيوان إنسان كذلك إذا قلت القتات نمام صحيح لأنه ينقل الكلام بقصد الإفساد لكن النمام ليس قتاتا لأن طبيعة القتات أن ينقل الكلام من وراء الجدر.
22 - باب : " باب النمام " . شرح حديث : ( همام كنا مع حذيفة فقيل له إن رجلا يرفع الحديث إلى عثمان فقال حذيفة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا يدخل الجنة قتات ) . أستمع حفظ
تتمة شرح حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : ( ... لا يدخل الجنة قتات ) .
المعنى الثاني : لا يدخل الجنة مع السابقين الأولين يعني لا يدخل الجنة بدون حساب بدون عذاب يعني هو مفهوم حينئذ أنه يدخل الجنة ولكن بعد زمن. وأخيراً : الوجه الثالث لا يدخل الجنة إلا بعد أن يأخذ نصيبه من العذاب لقاء معصيته سواء كان نميمة أو كان زناً أو كان دياثة أو كان أي شيء مما جاء فيه مثل هذا النص: ( لا يدخل الجنة ديوث ) جاء في بعض الأحاديث، فمن قيل فيه مثل هذا القول آخر وجه.