شرح كتاب الأدب المفرد-182
تتمة لباب : " باب من زار قوما فطعم عندهم " . شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما : ( وجد عمر حلة استبرق فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال اشتر هذه والبسها عند الجمعة أو حين تقدم عليك الوفود فقال عليه السلام إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة ... )
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار :
لا نزال في باب : " مَن زار قوماً أو طعم عندهم " ، وقد كنا قرأنا الحديث الأول والحديث الثاني مِن الباب .
والآن حديثنا اليوم الذي رواه المصنِّف بإسناده الصحيح .
عن عبد الله بن عمر : ( قال : وجد عمر حلة استبرق ، فأتى بها النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال : اشتر هذه والبسها عند الجمعة ، أو حين تقدم عليك الوفود ، فقال عليه السلام : إنما يلبسها مَن لا خلاق له في الآخرة ) .
وتمام الحديث : ( فأتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحُلل فأرسل إلى عمر بحلة ، وإلى أسامة بحلة ، وإلى علي بحلة ، فقال عمر : يا رسول الله أرسلتَ بها إليّ لقد سمعتك تقول فيها ما قلتَ ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : تبيعها أو تقضي بها حاجتك ) :
هذا الحديث فيه قضيتان :
القضية الأولى : تتعلق بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبين عمر حيث رأى عمر حُلة تباع في السوق مِن حرير ، ولعلي ذكرت في الدرس الماضي أن الحُلَّة هما ثوبان وبالتعبير العصري اليوم : طقم .
فأتى عمر بها النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم وعرض عليه أن يشتري هذه الحلة ليتزين بها ويلبسها يوم الجمعة أو حينما يستقبل الوفود القادمين عليه ، فاعتذر الرسول صلوات الله وسلامه عليه عن شرائها بقوله : ( إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة ) : إنما يلبس ثوبَ الحرير من لا خلاق له في الآخرة ، لا خلاق له في الآخرة يعني : لا نصيب له ، لا حظ له في الآخرة ، وهذا يحتاج إلى شيء مِن البيان لأن ظاهر الحديث : لا حظَّ له في الآخرة بمعنى أنه لا يدخل الجنة ، الذي يلبس الحرير من الرجال لا خلاق له في الآخرة أي : لا يدخل الجنة ، فما معنى الحديث وهل هو على ظاهره أم له معنى آخر ؟!
الجواب : هناك أحاديث أصرح مِن هذا الحديث في نفي دخول مسلم الجنة لسبب ارتكابه معصيةً ما ، مثلًا قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا يدخل الجنة ديوث ) ، ( لا يدخل الجنة عاق لوالديه ) ، ( لا يدخل الجنة قتَّات ) يعني نمام وأظن هذا الحديث مرَّ بنا ، والأحاديث على هذا النسق كثيرة وعديدة ، وقد كنا ذكرنا في درسٍ مضى تأويل أو أقوال العلماء في تفسير أمثال هذه الأحاديث : ( لا يدخل الجنة قتات ) نمام إلى آخر ما ذكرنا من الأمثلة ، هل معنى ذلك أنه كفر بهذا العمل ، هل خرج من الدين بسبب هذه المعصية حتى لا يدخل الجنة ؟!
كنا ذكرنا أن معنى هذا الحديث وأمثاله : ( لا يدخل الجنة قتات ) نمام وغيره له تآويل عديدة :
أول تأويل : لا يدخل الجنة مطلقًا إذا استحلَّ هذه المعصية استحلالًا قلبيًا لا يدخل الجنة قتات نمام مطلقًا إذا كان يستحل هذه المعصية بقلبه وليس بفعله فقط ، يعني يقول كما يقول كثير من الناس اليوم ممن أيضًا لا خلاق لهم يقول لك : بلا حلال بلا حرام ، من اليوم ليوم الله فرج ، هذا معناه أنه رجل لا بيحلل ولا بيحرم ، فمن أتى معصية من المعاصي مهما كان شأن هذه المعصية غير مبالي بارتكابها ، غير شاعر في نفسه بإنه عاصي لربه وإنما هو لما بيرتكب هذه المعصية ارتكبها وقد استحلها بقلبه ، فهذا لا يدخل الجنة مطلقاً ، هذا التفسير الأول وعليه يُحمل ظاهر الحديث .
التفسير الثاني : لا يدخل الجنة هذا الجنس من الناس إذا لم يستحل هذه المعصية بقلبه لا يدخل الجنة مع السابقين الأولين ، هذا معنى الحديث ، لا يدخل الجنة مَن استغاب الناس ، هو يدخل الجنة ولكن متأخرًا عن السابقين الأولين ، لماذا ؟
لأنه سيحاسب على معصيته ، فإما أن يُغفر له بسبب من الأسباب الكثيرة التي شرعها الله عز وجل لعباده رحمة بهم / وإما ألا يغفرها الله له فيدخل النار فيعذَّب بقدر ما يستحق مِن العذاب ثم بعد ذلك يخرج من النار ويدخل الجنة ، فإذاً كل حديث فيه نفي دخول الجنة عن مسلم ما بِسبب معصية ما يجب حمل هذا الحديث على معنى مِن ثلاث معاني :
لا يدخل الجنة من فعل كذا مستحلاً له بقلبه .
المعنى الثاني : لا يدخل الجنة مع السابقين الأولين وإنما بعد زمن .
المعنى الثالث : لا يدخل الجنة إلا بعد أن يعذب .
على هذه المعاني الثلاث يفسر هذا الحديث : ( إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة ) : يعني ليس له رصيد مطلقاً في الجنة هذه في الحالة الأولى إذا استحل لبس الحرير بقلبه وقال بلسانه أو بقلبه فقط دون لسانه : بلا حلال بلا حرام هذا لا يدخل الجنة مطلقاً ولا يرح رائحة الجنة .
المعنى الثاني : ( لا خلاق له ) أي : لا نصيب له في الجنة مع السابقين الأولين .
المعنى الثالث : لا نصيب له في الجنة إلا بعد أن يعذب على لباسه الحرير في الدنيا .
هذا معنى قول الرسول عليه السلام : ( إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة ).
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار :
لا نزال في باب : " مَن زار قوماً أو طعم عندهم " ، وقد كنا قرأنا الحديث الأول والحديث الثاني مِن الباب .
والآن حديثنا اليوم الذي رواه المصنِّف بإسناده الصحيح .
عن عبد الله بن عمر : ( قال : وجد عمر حلة استبرق ، فأتى بها النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال : اشتر هذه والبسها عند الجمعة ، أو حين تقدم عليك الوفود ، فقال عليه السلام : إنما يلبسها مَن لا خلاق له في الآخرة ) .
وتمام الحديث : ( فأتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحُلل فأرسل إلى عمر بحلة ، وإلى أسامة بحلة ، وإلى علي بحلة ، فقال عمر : يا رسول الله أرسلتَ بها إليّ لقد سمعتك تقول فيها ما قلتَ ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : تبيعها أو تقضي بها حاجتك ) :
هذا الحديث فيه قضيتان :
القضية الأولى : تتعلق بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبين عمر حيث رأى عمر حُلة تباع في السوق مِن حرير ، ولعلي ذكرت في الدرس الماضي أن الحُلَّة هما ثوبان وبالتعبير العصري اليوم : طقم .
فأتى عمر بها النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم وعرض عليه أن يشتري هذه الحلة ليتزين بها ويلبسها يوم الجمعة أو حينما يستقبل الوفود القادمين عليه ، فاعتذر الرسول صلوات الله وسلامه عليه عن شرائها بقوله : ( إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة ) : إنما يلبس ثوبَ الحرير من لا خلاق له في الآخرة ، لا خلاق له في الآخرة يعني : لا نصيب له ، لا حظ له في الآخرة ، وهذا يحتاج إلى شيء مِن البيان لأن ظاهر الحديث : لا حظَّ له في الآخرة بمعنى أنه لا يدخل الجنة ، الذي يلبس الحرير من الرجال لا خلاق له في الآخرة أي : لا يدخل الجنة ، فما معنى الحديث وهل هو على ظاهره أم له معنى آخر ؟!
الجواب : هناك أحاديث أصرح مِن هذا الحديث في نفي دخول مسلم الجنة لسبب ارتكابه معصيةً ما ، مثلًا قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا يدخل الجنة ديوث ) ، ( لا يدخل الجنة عاق لوالديه ) ، ( لا يدخل الجنة قتَّات ) يعني نمام وأظن هذا الحديث مرَّ بنا ، والأحاديث على هذا النسق كثيرة وعديدة ، وقد كنا ذكرنا في درسٍ مضى تأويل أو أقوال العلماء في تفسير أمثال هذه الأحاديث : ( لا يدخل الجنة قتات ) نمام إلى آخر ما ذكرنا من الأمثلة ، هل معنى ذلك أنه كفر بهذا العمل ، هل خرج من الدين بسبب هذه المعصية حتى لا يدخل الجنة ؟!
كنا ذكرنا أن معنى هذا الحديث وأمثاله : ( لا يدخل الجنة قتات ) نمام وغيره له تآويل عديدة :
أول تأويل : لا يدخل الجنة مطلقًا إذا استحلَّ هذه المعصية استحلالًا قلبيًا لا يدخل الجنة قتات نمام مطلقًا إذا كان يستحل هذه المعصية بقلبه وليس بفعله فقط ، يعني يقول كما يقول كثير من الناس اليوم ممن أيضًا لا خلاق لهم يقول لك : بلا حلال بلا حرام ، من اليوم ليوم الله فرج ، هذا معناه أنه رجل لا بيحلل ولا بيحرم ، فمن أتى معصية من المعاصي مهما كان شأن هذه المعصية غير مبالي بارتكابها ، غير شاعر في نفسه بإنه عاصي لربه وإنما هو لما بيرتكب هذه المعصية ارتكبها وقد استحلها بقلبه ، فهذا لا يدخل الجنة مطلقاً ، هذا التفسير الأول وعليه يُحمل ظاهر الحديث .
التفسير الثاني : لا يدخل الجنة هذا الجنس من الناس إذا لم يستحل هذه المعصية بقلبه لا يدخل الجنة مع السابقين الأولين ، هذا معنى الحديث ، لا يدخل الجنة مَن استغاب الناس ، هو يدخل الجنة ولكن متأخرًا عن السابقين الأولين ، لماذا ؟
لأنه سيحاسب على معصيته ، فإما أن يُغفر له بسبب من الأسباب الكثيرة التي شرعها الله عز وجل لعباده رحمة بهم / وإما ألا يغفرها الله له فيدخل النار فيعذَّب بقدر ما يستحق مِن العذاب ثم بعد ذلك يخرج من النار ويدخل الجنة ، فإذاً كل حديث فيه نفي دخول الجنة عن مسلم ما بِسبب معصية ما يجب حمل هذا الحديث على معنى مِن ثلاث معاني :
لا يدخل الجنة من فعل كذا مستحلاً له بقلبه .
المعنى الثاني : لا يدخل الجنة مع السابقين الأولين وإنما بعد زمن .
المعنى الثالث : لا يدخل الجنة إلا بعد أن يعذب .
على هذه المعاني الثلاث يفسر هذا الحديث : ( إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة ) : يعني ليس له رصيد مطلقاً في الجنة هذه في الحالة الأولى إذا استحل لبس الحرير بقلبه وقال بلسانه أو بقلبه فقط دون لسانه : بلا حلال بلا حرام هذا لا يدخل الجنة مطلقاً ولا يرح رائحة الجنة .
المعنى الثاني : ( لا خلاق له ) أي : لا نصيب له في الجنة مع السابقين الأولين .
المعنى الثالث : لا نصيب له في الجنة إلا بعد أن يعذب على لباسه الحرير في الدنيا .
هذا معنى قول الرسول عليه السلام : ( إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة ).
1 - تتمة لباب : " باب من زار قوما فطعم عندهم " . شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما : ( وجد عمر حلة استبرق فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال اشتر هذه والبسها عند الجمعة أو حين تقدم عليك الوفود فقال عليه السلام إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة ... ) أستمع حفظ
تتمة شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما : ( ... أُتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحلل كثيرة ، وإلى أسامة بحلة ، وإلى علي بحلة ... ) .
الشيخ : تمام الحديث : ( أُتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحلل كثيرة ) .
يعني عديدة ، والظاهر كانت مغانم مما يكسبها المسلمون في جهادهم مع الكفار ، فبعث الرسول عليه السلام بهدية منها بحلة إلى عمر ، وأخرى لأسامة ، وثالثة لعلي.
أما عمر فكان سمع ما قال الرسول عليه السلام من الوعيد الشديد بالنسبة لمن يلبس الحرير في الدنيا ألا وهو قوله : ( من لبسها في الدنيا لم يلبسها في الآخرة ) في أحاديث كثيرة صحيحة ، وهنا في هذه القصة التي عرض فيها عمر على الرسول أن يشتري تلك الحلة سمع عمر من الرسول مباشرة : إنه لا يلبسها إلا من لا خلاق له في الآخرة ، لذلك لما جاءته الحلة من الرسول عليه السلام هدية استغرب ولذلك قال : ( يا رسول الله أرسلت بها إليّ وقد سمعتك تقول فيها ما قلتَ ) أي : ( لا يلبسها إلا من لا خلاق له في الآخرة ) كيف أرسلتها إليّ منشان ألبسها وقد قلت هذا الوعيد الشديد ؟!
ففهمه الرسول عليه السلام بأن إرسالها إليه ليس لشخص أن يتمتع بلباسها هو بنفسه وإنما أن ينتفع بها بطريقة ما ، ذكر هنا عليه السلام فقال : ( تبيعها ) هذه طريقة للانتفاع ، ( أو تقضي بها حاجتك ) : شو هي حاجتك مثلًا رجل يريد أن يهدي وأن يهب إلى زوجته هدية فجاءته الحلة من الحرير هي حرام عليه لكنها حلال لزوجته ، فإذا مثل ما جاءته هدية يبعثها هدية لزوجته فيكون قضى حاجة مشروعة بهذه الطريقة ، لا ، كان هذه ليس من قبل أو ما هو من السعة بحيث يقدم لزوجته هدية حرير ، ولما يقال حرير طبعًا ما يخطر بذهن أحد من الحاضرات إنه مكتوب فيه الحرير الصناعي مكتوب فيه الحرير البلدي ، وهذا عادة له قيمته في كل زمان ، فإذا كان عمر ليس عنده من السعة المادية بحيث أن يقدم إلى زوجته مثل هذه الهدية فحينئذ هو يبيعها ويأخذ ثمنها وبيتصرف في هذا الثمن كما تقتضيه المصلحة الداخلية أو البيتية.
يعني عديدة ، والظاهر كانت مغانم مما يكسبها المسلمون في جهادهم مع الكفار ، فبعث الرسول عليه السلام بهدية منها بحلة إلى عمر ، وأخرى لأسامة ، وثالثة لعلي.
أما عمر فكان سمع ما قال الرسول عليه السلام من الوعيد الشديد بالنسبة لمن يلبس الحرير في الدنيا ألا وهو قوله : ( من لبسها في الدنيا لم يلبسها في الآخرة ) في أحاديث كثيرة صحيحة ، وهنا في هذه القصة التي عرض فيها عمر على الرسول أن يشتري تلك الحلة سمع عمر من الرسول مباشرة : إنه لا يلبسها إلا من لا خلاق له في الآخرة ، لذلك لما جاءته الحلة من الرسول عليه السلام هدية استغرب ولذلك قال : ( يا رسول الله أرسلت بها إليّ وقد سمعتك تقول فيها ما قلتَ ) أي : ( لا يلبسها إلا من لا خلاق له في الآخرة ) كيف أرسلتها إليّ منشان ألبسها وقد قلت هذا الوعيد الشديد ؟!
ففهمه الرسول عليه السلام بأن إرسالها إليه ليس لشخص أن يتمتع بلباسها هو بنفسه وإنما أن ينتفع بها بطريقة ما ، ذكر هنا عليه السلام فقال : ( تبيعها ) هذه طريقة للانتفاع ، ( أو تقضي بها حاجتك ) : شو هي حاجتك مثلًا رجل يريد أن يهدي وأن يهب إلى زوجته هدية فجاءته الحلة من الحرير هي حرام عليه لكنها حلال لزوجته ، فإذا مثل ما جاءته هدية يبعثها هدية لزوجته فيكون قضى حاجة مشروعة بهذه الطريقة ، لا ، كان هذه ليس من قبل أو ما هو من السعة بحيث يقدم لزوجته هدية حرير ، ولما يقال حرير طبعًا ما يخطر بذهن أحد من الحاضرات إنه مكتوب فيه الحرير الصناعي مكتوب فيه الحرير البلدي ، وهذا عادة له قيمته في كل زمان ، فإذا كان عمر ليس عنده من السعة المادية بحيث أن يقدم إلى زوجته مثل هذه الهدية فحينئذ هو يبيعها ويأخذ ثمنها وبيتصرف في هذا الثمن كما تقتضيه المصلحة الداخلية أو البيتية.
2 - تتمة شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما : ( ... أُتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحلل كثيرة ، وإلى أسامة بحلة ، وإلى علي بحلة ... ) . أستمع حفظ
فوائد حديث ابن عمر رضي الله عنهما : ( وجد عمر حلة استبرق فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال اشتر هذه والبسها عند الجمعة أو حين تقدم عليك الوفود فقال عليه السلام إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلل فأرسل إلى عمر ... )
الشيخ : إذاً فنستفيد مِن أحاديث الباب أمور نذكر أمرين اثنين منها :
الأمر الأول : أنه لا يجوز للرجال أن يلبسوا لباس الحرير ، وإن كان أجاز الحديث السابق استعمال القليل مِن الحرير ككسر بالثوب ليزم الثوب.
والأمر الثاني الذي نستفيده من هذا الحديث هو : أنه يُسن للرجال أن يتزينوا إما لاستقبال الوفود والضيوف ، وإما ليوم الجمعة بصورة خاصة ، وقد جاءت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها الحض للمسلم حينما يأتي يومَ الجمعة إلى المسجد أن يلبس مِن أحسن لباسه ، لأنه يوم عيد ، ولذلك قرن عليه السلام في بعض الأحاديث إلى ذلك : ( وأن يتطيب بأحسن طيب عنده ) ، بل جاء هناك حديث خاص أن الرسول عليه السلام قال : ( ما على أحدكم لو اتَّخذ ليوم الجمعة ثوبين غير ثوبي مِهنته ) : فهذا فيه حض للمسلم يأتي يوم الجمعة أن يتزين ليوم الجمعة بثوبين خاصَّين لصلاة الجمعة ، غير ثوبي المهنة والعمل ، وهذه السُّنة نلاحظ أن أكثر المصلين يوم الجمعة قد أهملوها وضيعوها وتركوها إلى عيدٍ آخر عيد الفطر وعيد الأضحى، فقلبوا القضية من زاوية معينة سأذكرها ،
لا شك أن يوم الفطر ويوم الأضحى عيدان سنويان للمسلمين ، وأنه يحسن أيضًا للمسلم أن يتزين لكل منهما بما يتيسر عنده من لباس ومن طيب ، لكن لا نجد في السنة على رَحبها حديثاً واحداً صحيحاً فيه حضّ للرجال على اتخاذ لباس خاص ليوم العيد ، أو على الأقل أن يلبس أحسن ما يجد عنده ، ما في ولا حديث مطلقاً في حقوق صلاة العيد سواء عيد الفطر أو عيد الأضحى ، بينما يوم الجمعة فيه أحاديث كثيرة وكثيرة جدًّا ، فالناس قلبوا الموضوع ، فالتزين جاءت فيه أحاديث كثيرة ليوم الجمعة أصبح عند أكثرهم نسياً منسياً والتزين الذي لم يأتِ فيه ولا حديث واحد وهو التزين للعيد جعلوه كأنه أمر واجب لابد منه ، وليس معنى هذا كما ألمحتُ إليه آنفًا أنه لا يشرع التزين للعيد ، لكن يجب أن نذكر الأصل ، الشرعية في التزين للعيد قاسه العلماء على شرعية التزين ليوم الجمعة ، لأنهم وجدوا فيه أحاديث كثيرة ، فقالوا ما دام يوم الجمعة فيه اجتماع وما دام إنه الرسول عليه السلام أمر المسلم أن يلبس أحسن ثيابه وأن يتطيب من أحسن طيب عنده كذلك يوم العيد فيه هذا الاجتماع فقياسًا لتجمع العيد على تجمع يوم الجمعة قالوا بشرعية هذا التزين للعيدين ، فنحن اليوم عكسنا على الأقل ينبغي أن نحافظ على التَّزينين لكن بصورة آكد التزين ليوم الجمعة ، لأن فيه الأحاديث الكثيرة ومنها هذا الحديث الذي عرض فيه عمر -رضي الله عنه- على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يشتريَ تلك الحلة ليلبسها يوم الجمعة ، فالمحافظة على التزين في يوم الجمعة آكد من المحافظة على التزين في يوم العيد .
الأمر الأول : أنه لا يجوز للرجال أن يلبسوا لباس الحرير ، وإن كان أجاز الحديث السابق استعمال القليل مِن الحرير ككسر بالثوب ليزم الثوب.
والأمر الثاني الذي نستفيده من هذا الحديث هو : أنه يُسن للرجال أن يتزينوا إما لاستقبال الوفود والضيوف ، وإما ليوم الجمعة بصورة خاصة ، وقد جاءت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها الحض للمسلم حينما يأتي يومَ الجمعة إلى المسجد أن يلبس مِن أحسن لباسه ، لأنه يوم عيد ، ولذلك قرن عليه السلام في بعض الأحاديث إلى ذلك : ( وأن يتطيب بأحسن طيب عنده ) ، بل جاء هناك حديث خاص أن الرسول عليه السلام قال : ( ما على أحدكم لو اتَّخذ ليوم الجمعة ثوبين غير ثوبي مِهنته ) : فهذا فيه حض للمسلم يأتي يوم الجمعة أن يتزين ليوم الجمعة بثوبين خاصَّين لصلاة الجمعة ، غير ثوبي المهنة والعمل ، وهذه السُّنة نلاحظ أن أكثر المصلين يوم الجمعة قد أهملوها وضيعوها وتركوها إلى عيدٍ آخر عيد الفطر وعيد الأضحى، فقلبوا القضية من زاوية معينة سأذكرها ،
لا شك أن يوم الفطر ويوم الأضحى عيدان سنويان للمسلمين ، وأنه يحسن أيضًا للمسلم أن يتزين لكل منهما بما يتيسر عنده من لباس ومن طيب ، لكن لا نجد في السنة على رَحبها حديثاً واحداً صحيحاً فيه حضّ للرجال على اتخاذ لباس خاص ليوم العيد ، أو على الأقل أن يلبس أحسن ما يجد عنده ، ما في ولا حديث مطلقاً في حقوق صلاة العيد سواء عيد الفطر أو عيد الأضحى ، بينما يوم الجمعة فيه أحاديث كثيرة وكثيرة جدًّا ، فالناس قلبوا الموضوع ، فالتزين جاءت فيه أحاديث كثيرة ليوم الجمعة أصبح عند أكثرهم نسياً منسياً والتزين الذي لم يأتِ فيه ولا حديث واحد وهو التزين للعيد جعلوه كأنه أمر واجب لابد منه ، وليس معنى هذا كما ألمحتُ إليه آنفًا أنه لا يشرع التزين للعيد ، لكن يجب أن نذكر الأصل ، الشرعية في التزين للعيد قاسه العلماء على شرعية التزين ليوم الجمعة ، لأنهم وجدوا فيه أحاديث كثيرة ، فقالوا ما دام يوم الجمعة فيه اجتماع وما دام إنه الرسول عليه السلام أمر المسلم أن يلبس أحسن ثيابه وأن يتطيب من أحسن طيب عنده كذلك يوم العيد فيه هذا الاجتماع فقياسًا لتجمع العيد على تجمع يوم الجمعة قالوا بشرعية هذا التزين للعيدين ، فنحن اليوم عكسنا على الأقل ينبغي أن نحافظ على التَّزينين لكن بصورة آكد التزين ليوم الجمعة ، لأن فيه الأحاديث الكثيرة ومنها هذا الحديث الذي عرض فيه عمر -رضي الله عنه- على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يشتريَ تلك الحلة ليلبسها يوم الجمعة ، فالمحافظة على التزين في يوم الجمعة آكد من المحافظة على التزين في يوم العيد .
3 - فوائد حديث ابن عمر رضي الله عنهما : ( وجد عمر حلة استبرق فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال اشتر هذه والبسها عند الجمعة أو حين تقدم عليك الوفود فقال عليه السلام إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلل فأرسل إلى عمر ... ) أستمع حفظ
هل يجب الحج على الشخص إذا بذل له المال من الغير وما هو مذهب الحنابلة في ذلك ؟
الشيخ : هنا سؤال أو سؤالين :
ذكر السيد سابق في *فقه السنة* أن الحنابلة قالوا : " لا يلزم الحج ببذل الغير له ولا يصير مستطيعًا بذلك سواء كان الباذل قريبًا أم أجنبيًا " : هل هذا الحكم صحيح وما الأدلة التي استند إليها الحنابلة في هذا الأمر ؟!
لا أتصور أو لا أعلم وُجود دليل في هذه القضية ، وإنما هو الرأي والاجتهاد ككثير من المسائل الشرعية ، والعبارة تحتمل معنيين اثنين هنا قال : " لا يلزم الحج ببذل الغير له " :
إذا كان المقصود بالبذل هو الإعطاء فعلًا للرجل الذي لا يستطيع الحج المال الذي يتمكن مِن الحج به فحينئذٍ صار مستطيعًا ، فحينئذٍ يجب عليه أن يحج ويقبل هذا البذل ما دام أنه قُدّم إليه ، فإذا كان المقصود بتقديم البذل هو تمليكه فلا إشكال عندنا ولا ريب أن هذا الحج يجب عليه .
أما إذا كان المقصود بالبذل بمعنى أنه يُعطى مال لغير هذا الذي لا يستطيع الحج فيحج عنه فهذا لا يجب الحج عليه حينذاك ، لأنه في هذه الصورة التي فرضتها سوف لا يحج هو وإنما سيحجَّج عنه آخر بمال مقدم إليه ، فإذا قُدم المال مباشرة إلى الذي لا يملكه ليحج فقد صار مستطيعًا وشملته الآية المعروفة (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً )).
أما إذا لم يملك المال وإنما قيل له نحجج إنسان عنك فهنا لا يحج أحد عن أحد كما شرحنا ذلك في درس مضى .
وأنا في الواقع أستغرب هذا الحكم من جهة نسبته للحنابلة فقط ، فأنا ما درست المشكلة هذه وإنما وجه استغرابي لها هو :
أنه ثبت في السنة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما حج حجة الإسلام حجة الوداع ورجع منها ، جاءت إليه امرأة شاكية تشكو زوجها إليه صلى الله عليه وسلم ، واسمها أم طلق ، قالت : ( يا رسول الله إن زوجي عنده جمله فلان وأبى أن يحججني عليه ) يعني : لما حج مع الرسول الفرض كله يا أبو فلان يا أبو طلق حججني معك هي جملك فلان زائد عن جملك قال هذا لناضحنا يعني للزرع وسحب الماء وسقي النخيل ونحو ذلك ، فهي تشكو الزوج إلى الرسول عليه السلام بعد ما عاد من الحج ، ( فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم وراء أبي طلق وذكر له ما ادَّعته زوجته عليه ، وأن عندك جمل هو ناضحك ، قال يا رسول الله : إني أعددته في سبيل الله ، فقال عليه السلام -وهنا الشاهد- : أما إنك لو أحججتها عليه لكان في سبيل الله ) : فمن هنا يقول الإمام أحمد مِن بين كل الأئمة الذين قالوا في تفسير قوله تعالى في مصارف الزكاة : (( إنما الصدقاتُ للفقراء )) ثم قال في آخرها : (( وفي سبيل الله )) الأئمة قالوا : في سبيل الله الجهاد ، أحمد زاد عليهم فقال : والحج ، أي لو أن رجلًا عنده زكاة مال ألفين ثلاثة آلاف ليرة اليوم مثلًا بيحججوا الإنسان ، فقالوا للفقير هي ثلاثة آلاف ليرة روح حج عنك سقطت الزكاة عنه ، بينما الأئمة الآخرين يقولون : لا سبيل الله قال في الجهاد في سبيل الله قتال يعني حرب ، الإمام أحمد يقول الحرب هو الحج .
وكان الرسول عليه السلام أشار إشارة لطيفة جدًّا في حديث رواه البخاري مِن حديث السيدة عائشة حينما طَلَبت النساء مِنه أن يجاهدن معه فقال عليه السلام : ( جهادكن الحج والعمرة ) أي : لأن الحج هو نوع من الجهاد في سبيل الله ، فلما ذكر الله عز وجل في آخر مصارف الزكاة قوله : (( وفي سبيل الله )) أَدخل في هذا المصرف الإمامُ أحمد دفع المال للفقير ليحج ، فيكون ذلك المال قد سقط عنه فرضية الزكاة ، واستدل على ذلك بحديث أبي طلق حينما قال الرسول عليه السلام لأبي طلق : ( أما إنك لو أحججتها على جملك أو ناضحك لكان في سبيل الله ) يعني في الجهاد فالحج من جملة الجهاد الداخل في معنى في سبيل الله ، لذلك هنا ينقل عن السيد سابق أنه نقل عن الحنابلة أنه لا يلزم الحج ببذل إلى آخره ، كيف هذا ما دام الفقير أُعطي له ما يتمكن من الحج به فقد صار واجب الحج عليه ، هذا الذي نراه في هذه المسألة.
ذكر السيد سابق في *فقه السنة* أن الحنابلة قالوا : " لا يلزم الحج ببذل الغير له ولا يصير مستطيعًا بذلك سواء كان الباذل قريبًا أم أجنبيًا " : هل هذا الحكم صحيح وما الأدلة التي استند إليها الحنابلة في هذا الأمر ؟!
لا أتصور أو لا أعلم وُجود دليل في هذه القضية ، وإنما هو الرأي والاجتهاد ككثير من المسائل الشرعية ، والعبارة تحتمل معنيين اثنين هنا قال : " لا يلزم الحج ببذل الغير له " :
إذا كان المقصود بالبذل هو الإعطاء فعلًا للرجل الذي لا يستطيع الحج المال الذي يتمكن مِن الحج به فحينئذٍ صار مستطيعًا ، فحينئذٍ يجب عليه أن يحج ويقبل هذا البذل ما دام أنه قُدّم إليه ، فإذا كان المقصود بتقديم البذل هو تمليكه فلا إشكال عندنا ولا ريب أن هذا الحج يجب عليه .
أما إذا كان المقصود بالبذل بمعنى أنه يُعطى مال لغير هذا الذي لا يستطيع الحج فيحج عنه فهذا لا يجب الحج عليه حينذاك ، لأنه في هذه الصورة التي فرضتها سوف لا يحج هو وإنما سيحجَّج عنه آخر بمال مقدم إليه ، فإذا قُدم المال مباشرة إلى الذي لا يملكه ليحج فقد صار مستطيعًا وشملته الآية المعروفة (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً )).
أما إذا لم يملك المال وإنما قيل له نحجج إنسان عنك فهنا لا يحج أحد عن أحد كما شرحنا ذلك في درس مضى .
وأنا في الواقع أستغرب هذا الحكم من جهة نسبته للحنابلة فقط ، فأنا ما درست المشكلة هذه وإنما وجه استغرابي لها هو :
أنه ثبت في السنة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما حج حجة الإسلام حجة الوداع ورجع منها ، جاءت إليه امرأة شاكية تشكو زوجها إليه صلى الله عليه وسلم ، واسمها أم طلق ، قالت : ( يا رسول الله إن زوجي عنده جمله فلان وأبى أن يحججني عليه ) يعني : لما حج مع الرسول الفرض كله يا أبو فلان يا أبو طلق حججني معك هي جملك فلان زائد عن جملك قال هذا لناضحنا يعني للزرع وسحب الماء وسقي النخيل ونحو ذلك ، فهي تشكو الزوج إلى الرسول عليه السلام بعد ما عاد من الحج ، ( فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم وراء أبي طلق وذكر له ما ادَّعته زوجته عليه ، وأن عندك جمل هو ناضحك ، قال يا رسول الله : إني أعددته في سبيل الله ، فقال عليه السلام -وهنا الشاهد- : أما إنك لو أحججتها عليه لكان في سبيل الله ) : فمن هنا يقول الإمام أحمد مِن بين كل الأئمة الذين قالوا في تفسير قوله تعالى في مصارف الزكاة : (( إنما الصدقاتُ للفقراء )) ثم قال في آخرها : (( وفي سبيل الله )) الأئمة قالوا : في سبيل الله الجهاد ، أحمد زاد عليهم فقال : والحج ، أي لو أن رجلًا عنده زكاة مال ألفين ثلاثة آلاف ليرة اليوم مثلًا بيحججوا الإنسان ، فقالوا للفقير هي ثلاثة آلاف ليرة روح حج عنك سقطت الزكاة عنه ، بينما الأئمة الآخرين يقولون : لا سبيل الله قال في الجهاد في سبيل الله قتال يعني حرب ، الإمام أحمد يقول الحرب هو الحج .
وكان الرسول عليه السلام أشار إشارة لطيفة جدًّا في حديث رواه البخاري مِن حديث السيدة عائشة حينما طَلَبت النساء مِنه أن يجاهدن معه فقال عليه السلام : ( جهادكن الحج والعمرة ) أي : لأن الحج هو نوع من الجهاد في سبيل الله ، فلما ذكر الله عز وجل في آخر مصارف الزكاة قوله : (( وفي سبيل الله )) أَدخل في هذا المصرف الإمامُ أحمد دفع المال للفقير ليحج ، فيكون ذلك المال قد سقط عنه فرضية الزكاة ، واستدل على ذلك بحديث أبي طلق حينما قال الرسول عليه السلام لأبي طلق : ( أما إنك لو أحججتها على جملك أو ناضحك لكان في سبيل الله ) يعني في الجهاد فالحج من جملة الجهاد الداخل في معنى في سبيل الله ، لذلك هنا ينقل عن السيد سابق أنه نقل عن الحنابلة أنه لا يلزم الحج ببذل إلى آخره ، كيف هذا ما دام الفقير أُعطي له ما يتمكن من الحج به فقد صار واجب الحج عليه ، هذا الذي نراه في هذه المسألة.
ما حكم حج المرأة بغير محرم وهل يصح حجها ؟.
الشيخ : هناك مسألة أخرى إذا حجت المرأة بغير محرم حجة الفرض فهل حجها باطل كلياً ويتوجب عليها إعادته مع محرم أم أن الحج السابق أجزأها ولا إعادة عليها وتعتبر آثمة فقط ويسقط عنها الفرض ؟!
الجواب : حجها صحيح ، المرأة التي تحج بغير محرم حجها صحيح ، بمعنى سقط عنها الفرض ولكنها في الوقت نفسه هي آثمة ، لأنها خالفت أحاديث الرسول عليه السلام الصحيحة التي تقول : ( لا تسافر امرأة سفرًا ) الأحاديث فيها اختلاف في الألفاظ لكن المعنى واحد ، تارة تطلق : ( لا تسافر امرأة سفرًا إلا ومعها محرم ) تارة تقول : ( لا تسافر يوماً ) تارة يومين تارة ثلاث أيام وكل هذه سفر بلا شك ، فلا تسافر امرأة سفرًا إلا ومعها محرم ، فالتي تخالف هذا الحديث الصحيح بلا شك تكون آثمة ، والمرأة لو ملكت صحتها ومالها ومركوبها وكل شيء جاهز لها يُسهل طريق الحج لها فلا يجب عليها الحج إلا إذا كان معها محرم مهما كانت غنية مهما كانت قوية ، لا يجب عليها الحج إلا مع وجود محرم ، وهذا من لطف الله عز وجل على النساء وتلطفه بهنَّ ، فإذا خالفت المرأة وحجت وأدت مناسك الحج بكاملها أو على الأقل الأركان التي بها يصح الحج فقد سقط عن ذمتها حجة الفريضة لكن من جهة أخرى هي آثمة لأنها خالفت تلك الأحاديث الصحيحة ، ويجب على كل حاجٍ سواء كان ذكرًا أو أنثى أن يستحضر أنه ليس المقصود مِن أداء فريضة الحج أو الإتيان بالصلاة أو غير ذلك مِن الفرائض هو كحمل يضعه الإنسان على ظهره أو رقبته ولا يصدق متى يُلقي ذلك عن ظهره ، ليس الأمر كذلك ، لأن المقصود من هذه العبادات ومن هذه الطاعات كلها هو أن يزداد المسلم بها تقربًا إلى الله تبارك وتعالى وأن يحظى بمغفرته ورضوانه وأن يعود كيوم ولدته أمه كما قال عليه السلام : ( من حج فلم يرفث ولم يفسق خرجَ من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) ، فماذا يقال عن امرأة من أول خطوة تخطوها من دارها إلى آخر خطوة تدخل بها دارها هي آثمةٌ عاصية لله عز وجل ، فهل ترجع كما ولدتها أمها ؟!
لا ، لذلك فيجب على كل حاج كما قلت لا فرق بين ذكر وأنثى أن يحرص على أن يأتي بهذا الحج الذي يعود بسببه كيومَ ولدته أمه ، والحمدلله رب العالمين.
السائلة : يعني ولو كانت كبيرة في السن كتير يعني؟
الشيخ : ولو كانت أختي مرأة كبيرة ولو كانت.
السائلة : ما عم تقتنع ...
الشيخ : ما عم تقتنع لأنه ما عم يحضروا الدروس ، إذا كانوا عم يحضروا الدروس بيحضروا القيل والقال ما بيسمعوا قال الله وقال الرسول ، لأن كلام الله عز وجل هداية للقلوب كذلك حديث الرسول صلوات الله وسلامه عليه هذولي العجائز في الحقيقة مسلمات يعني ، بمعنى إنه عندهن هيك صفاء نفسي وطهارة قلب لكن ما عندهم علم ، ما عم تقتنع ليش ما عم تسمع الحديث ( لا تسافر امرأة ) ما قال فتاة ولا قال عجوز ، مطلقاً ، وبعدين ولا مؤاخذة في المثل العربي تفهم شو المقصود منه : " لكل ساقطة في الحي لاقطة " فإن كان عجوز مِن الناحية اللغوية الذكر والأنثى يقال : عجوز ، فلا يقال الأنثى عجوزة إلا على طريقة اللحن ، لكن للتوضيح بيقول : هذه عجوزة لكن في مقابلها عجوز.
الجواب : حجها صحيح ، المرأة التي تحج بغير محرم حجها صحيح ، بمعنى سقط عنها الفرض ولكنها في الوقت نفسه هي آثمة ، لأنها خالفت أحاديث الرسول عليه السلام الصحيحة التي تقول : ( لا تسافر امرأة سفرًا ) الأحاديث فيها اختلاف في الألفاظ لكن المعنى واحد ، تارة تطلق : ( لا تسافر امرأة سفرًا إلا ومعها محرم ) تارة تقول : ( لا تسافر يوماً ) تارة يومين تارة ثلاث أيام وكل هذه سفر بلا شك ، فلا تسافر امرأة سفرًا إلا ومعها محرم ، فالتي تخالف هذا الحديث الصحيح بلا شك تكون آثمة ، والمرأة لو ملكت صحتها ومالها ومركوبها وكل شيء جاهز لها يُسهل طريق الحج لها فلا يجب عليها الحج إلا إذا كان معها محرم مهما كانت غنية مهما كانت قوية ، لا يجب عليها الحج إلا مع وجود محرم ، وهذا من لطف الله عز وجل على النساء وتلطفه بهنَّ ، فإذا خالفت المرأة وحجت وأدت مناسك الحج بكاملها أو على الأقل الأركان التي بها يصح الحج فقد سقط عن ذمتها حجة الفريضة لكن من جهة أخرى هي آثمة لأنها خالفت تلك الأحاديث الصحيحة ، ويجب على كل حاجٍ سواء كان ذكرًا أو أنثى أن يستحضر أنه ليس المقصود مِن أداء فريضة الحج أو الإتيان بالصلاة أو غير ذلك مِن الفرائض هو كحمل يضعه الإنسان على ظهره أو رقبته ولا يصدق متى يُلقي ذلك عن ظهره ، ليس الأمر كذلك ، لأن المقصود من هذه العبادات ومن هذه الطاعات كلها هو أن يزداد المسلم بها تقربًا إلى الله تبارك وتعالى وأن يحظى بمغفرته ورضوانه وأن يعود كيوم ولدته أمه كما قال عليه السلام : ( من حج فلم يرفث ولم يفسق خرجَ من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) ، فماذا يقال عن امرأة من أول خطوة تخطوها من دارها إلى آخر خطوة تدخل بها دارها هي آثمةٌ عاصية لله عز وجل ، فهل ترجع كما ولدتها أمها ؟!
لا ، لذلك فيجب على كل حاج كما قلت لا فرق بين ذكر وأنثى أن يحرص على أن يأتي بهذا الحج الذي يعود بسببه كيومَ ولدته أمه ، والحمدلله رب العالمين.
السائلة : يعني ولو كانت كبيرة في السن كتير يعني؟
الشيخ : ولو كانت أختي مرأة كبيرة ولو كانت.
السائلة : ما عم تقتنع ...
الشيخ : ما عم تقتنع لأنه ما عم يحضروا الدروس ، إذا كانوا عم يحضروا الدروس بيحضروا القيل والقال ما بيسمعوا قال الله وقال الرسول ، لأن كلام الله عز وجل هداية للقلوب كذلك حديث الرسول صلوات الله وسلامه عليه هذولي العجائز في الحقيقة مسلمات يعني ، بمعنى إنه عندهن هيك صفاء نفسي وطهارة قلب لكن ما عندهم علم ، ما عم تقتنع ليش ما عم تسمع الحديث ( لا تسافر امرأة ) ما قال فتاة ولا قال عجوز ، مطلقاً ، وبعدين ولا مؤاخذة في المثل العربي تفهم شو المقصود منه : " لكل ساقطة في الحي لاقطة " فإن كان عجوز مِن الناحية اللغوية الذكر والأنثى يقال : عجوز ، فلا يقال الأنثى عجوزة إلا على طريقة اللحن ، لكن للتوضيح بيقول : هذه عجوزة لكن في مقابلها عجوز.
اضيفت في - 2021-08-29