شرح كتاب الأدب المفرد-183
باب : " باب فضل الزيارة " . شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( زَارَ رجلٌ أخاً له في قرية ، فأرسل الله له ملكاً على مدرجته ... ) .
الشيخ : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم قَالَ: ( زَارَ رجلٌ أخاً له في قرية ، فأرسل الله له ملكاً على مدرجته ، فقال : أين تريد ؟ قال : أخاً لي في هذه القرية ، فقال : هل له عليك مِن نعمة تربُّها ؟ قال : لا ، إني أُحبه في الله ، قال : فإني رسول الله إليك أنَّ الله أحبك كما أحببته ):
قال عليه السلام : ( زارَ رجلٌ أخًا له في قرية ) هنا زار بمعنى أراد أن يزور ، وهذا أسلوب في اللغة العربية ، زار بمعنى أراد أن يزور ، وعلى هذا المعنى تُفسَّر عديد من الآيات والنصوص الشرعية مِن أشهرها في القرآن قول الله تبارك وتعالى : (( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله )) المعنى إذا أردت أن تقرأ ، مش إذا قرأت وانتهيت ، كذلك هنا : ( زار رجل ) أي : أراد أن يزور .
ومن ذلك حديث البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إذا دخل أحدكم الخلاء فليستعذ بالله ) إذا دخل أي : إذا أراد أن يدخل وهذا شيء كثير .
كذلك هنا ( زار رجل أخًا له ) أي أراد وشرع في زيارة رجل له أخٍ له.
( في قرية ، فأرصد الله له ملكًا على مدرجته ) أي : أرسل ملكًا خاصًا يترصد مجيء هذا الرجل على مدرجته أي : على طريقه .
( حتى لقيه فقال له : أين تريد ؟ قال : أخًا لي في هذه القرية ، فقال له الملك : هل له عليك من نعمة تربُّها ) : يعني هذا لعله رجل تزوره لأن له عليك فضل نعمة أنت مستفيد منها وأنت تربها أي : تربيها وتحفظها وتغذيها وتنميها فلأنك تعرف فضل هذا الرجل فأنت تطلب في زيارته فقط من باب المجاملة قال لا ، ليس الأمر كما تظن أنا لا أزور هذا الرجل في هذه القرية التي أمامي لأن له فضلاً عليّ مادياً دنيوياً وإنما أزوره لأني أحبه في الله .
( قال الملك : فإني رسول الله إليك ) أي : إن الله تبارك وتعالى أرسلني بصورة خاصة إليك لأبشرك بسبب أنك قصدت زيارة هذا الرجل حباً لله أنَّ الله أحبك كما أحببت هذا الرجل الذي أنت في صدد زيارته .
ففي هذا الحديث الفضل الكبير للمرء يخرج مِن بيته ليزور أخًا له في الله تبارك وتعالى.
قال عليه السلام : ( زارَ رجلٌ أخًا له في قرية ) هنا زار بمعنى أراد أن يزور ، وهذا أسلوب في اللغة العربية ، زار بمعنى أراد أن يزور ، وعلى هذا المعنى تُفسَّر عديد من الآيات والنصوص الشرعية مِن أشهرها في القرآن قول الله تبارك وتعالى : (( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله )) المعنى إذا أردت أن تقرأ ، مش إذا قرأت وانتهيت ، كذلك هنا : ( زار رجل ) أي : أراد أن يزور .
ومن ذلك حديث البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إذا دخل أحدكم الخلاء فليستعذ بالله ) إذا دخل أي : إذا أراد أن يدخل وهذا شيء كثير .
كذلك هنا ( زار رجل أخًا له ) أي أراد وشرع في زيارة رجل له أخٍ له.
( في قرية ، فأرصد الله له ملكًا على مدرجته ) أي : أرسل ملكًا خاصًا يترصد مجيء هذا الرجل على مدرجته أي : على طريقه .
( حتى لقيه فقال له : أين تريد ؟ قال : أخًا لي في هذه القرية ، فقال له الملك : هل له عليك من نعمة تربُّها ) : يعني هذا لعله رجل تزوره لأن له عليك فضل نعمة أنت مستفيد منها وأنت تربها أي : تربيها وتحفظها وتغذيها وتنميها فلأنك تعرف فضل هذا الرجل فأنت تطلب في زيارته فقط من باب المجاملة قال لا ، ليس الأمر كما تظن أنا لا أزور هذا الرجل في هذه القرية التي أمامي لأن له فضلاً عليّ مادياً دنيوياً وإنما أزوره لأني أحبه في الله .
( قال الملك : فإني رسول الله إليك ) أي : إن الله تبارك وتعالى أرسلني بصورة خاصة إليك لأبشرك بسبب أنك قصدت زيارة هذا الرجل حباً لله أنَّ الله أحبك كما أحببت هذا الرجل الذي أنت في صدد زيارته .
ففي هذا الحديث الفضل الكبير للمرء يخرج مِن بيته ليزور أخًا له في الله تبارك وتعالى.
1 - باب : " باب فضل الزيارة " . شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( زَارَ رجلٌ أخاً له في قرية ، فأرسل الله له ملكاً على مدرجته ... ) . أستمع حفظ
باب : " باب الرجل يحب قوما ولما يلحق بهم " . شرح حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : ( يا رسول الله الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يلحق بعملهم قال أنت يا أبا ذر مع من أحببت قلت انى أحب الله ورسوله قال أنت مع من أحببت يا أبا ذر ... )
الشيخ : ومثل هذا الحديث الحديث التالي وهو أيضاً إسناد وإسناده صحيح يرويه .
عن أبي ذر : ( قلت يا رسول الله ! الرجلُ يحب القوم ولا يستطيع أن يلحق بعملهم ، قالَ : أنت يا أبا ذر مع من أحببت ، قلتُ : إني أُحب الله ورسوله ، قال : أنت مع من أحببت يا أبا ذر ) :
في هذا الحديث فضيلة في الحب في الله من نوع آخر ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أجاب أبا ذر لما سأله عليه الصلاة والسلام قائلاً : ( الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يلحق بعملهم ) : لا يستطيع أن يعمل عملهم والناس بلا شك متفاوتون في نسبة الأعمال التي يأتونها متقربين بها إلى الله تبارك وتعالى ، فمنهم السابق إلى الخيرات ، ومنهم المقتصد ، ومنهم المفرّط المضيع ، فأبو ذر -رضي الله عنه- يسأل الرسول هذا السؤال الهام إنه الرجل الواحد يحب القوم يعني الصالحين ولكنه لا يستطيع أن يلحق بعملهم ولا أن يعمل عملهم ، فأجابه عليه الصلاة والسلام بقوله : ( أنت يا أبا ذر مع من أحببت ) أي : ولو كنت مقصرًا في العمل ، فأنت تُلحق مع الذين تحبهم إذا كانوا مِن السابقين في الأعمال ، فأراد أن يتأكد أبو ذر -رضي الله عنه- من الفهم الذي يتبادر إلى السامع لجواب الرسول عليه السلام حين قال : ( أنت مع مَن أحببت ) تُرى مهما كان هذا المحبوب في الدرجات العاليات فهو يُحشر معه فقال أبو ذر : ( قلتُ : إني أحب الله ورسوله ) : أنت تقول إن الإنسان المقصر في عمله فهو يلحق بالذي يحبه لأنه عمله أكثر من المحب فأنا أحب الله ورسوله ، تُرى أنا مع الله ورسوله ؟!
قال : ( أنت مع من أحببت يا أبا ذر ) حتى في هذه المرتبة العُليا التي لا مرتبة بعدها وهي مرتبة الرسول عليه السلام ودرجته فمن أحبَّ اللهَ وأحبَ رسوله فهو يحشر أيضًا معه ويُلحق به .
عن أبي ذر : ( قلت يا رسول الله ! الرجلُ يحب القوم ولا يستطيع أن يلحق بعملهم ، قالَ : أنت يا أبا ذر مع من أحببت ، قلتُ : إني أُحب الله ورسوله ، قال : أنت مع من أحببت يا أبا ذر ) :
في هذا الحديث فضيلة في الحب في الله من نوع آخر ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أجاب أبا ذر لما سأله عليه الصلاة والسلام قائلاً : ( الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يلحق بعملهم ) : لا يستطيع أن يعمل عملهم والناس بلا شك متفاوتون في نسبة الأعمال التي يأتونها متقربين بها إلى الله تبارك وتعالى ، فمنهم السابق إلى الخيرات ، ومنهم المقتصد ، ومنهم المفرّط المضيع ، فأبو ذر -رضي الله عنه- يسأل الرسول هذا السؤال الهام إنه الرجل الواحد يحب القوم يعني الصالحين ولكنه لا يستطيع أن يلحق بعملهم ولا أن يعمل عملهم ، فأجابه عليه الصلاة والسلام بقوله : ( أنت يا أبا ذر مع من أحببت ) أي : ولو كنت مقصرًا في العمل ، فأنت تُلحق مع الذين تحبهم إذا كانوا مِن السابقين في الأعمال ، فأراد أن يتأكد أبو ذر -رضي الله عنه- من الفهم الذي يتبادر إلى السامع لجواب الرسول عليه السلام حين قال : ( أنت مع مَن أحببت ) تُرى مهما كان هذا المحبوب في الدرجات العاليات فهو يُحشر معه فقال أبو ذر : ( قلتُ : إني أحب الله ورسوله ) : أنت تقول إن الإنسان المقصر في عمله فهو يلحق بالذي يحبه لأنه عمله أكثر من المحب فأنا أحب الله ورسوله ، تُرى أنا مع الله ورسوله ؟!
قال : ( أنت مع من أحببت يا أبا ذر ) حتى في هذه المرتبة العُليا التي لا مرتبة بعدها وهي مرتبة الرسول عليه السلام ودرجته فمن أحبَّ اللهَ وأحبَ رسوله فهو يحشر أيضًا معه ويُلحق به .
2 - باب : " باب الرجل يحب قوما ولما يلحق بهم " . شرح حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : ( يا رسول الله الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يلحق بعملهم قال أنت يا أبا ذر مع من أحببت قلت انى أحب الله ورسوله قال أنت مع من أحببت يا أبا ذر ... ) أستمع حفظ
شرح حديث أنس رضي الله عنه : ( أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله متى الساعة فقال وما أعددت لها قال ما أعددت من كبير ... )
الشيخ : مثل هذا الحديث ولكنه عن صحابي آخر وإسناده صحيح :
( عن أنس أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا نبي الله متى الساعة ؟ فقال : وما أعددت لها ؟ قال : ما أعددت من كبيرٍ إلا أني أحب الله ورسوله ، فقال عليه الصلاة والسلام : المرء مع من أحب ) .
قال أنس -هذه فائدة- : ( فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام أشد مما فرحوا يومئذ ) :
لما سمع المسلمون يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم جوابَ الرسول عليه الصلاة والسلام لذلك الأعرابي أنَّ المرء مع مَن أحب ما فرح الصحابة يومًا كفرحهم في هذا اليوم الذي سمعوا فيه الرسول عليه السلام يقول : ( المرء مع من أحب ) بعد فرحهم بدخولهم بالإسلام ، فالفرحة الأولى عندهم حينما هداهم الله تبارك وتعالى لتبني الإسلام دينًا ، والفرحة الثانية كانت لديهم في هذا اليوم الذي قال الرسول عليه السلام لذلك الأعرابي : ( المرء مع مَن أحب ) ، يظهر سبب هذا الفرح أكثر مما يظهر مِن حديث أبي ذر السابق أنَّ هنا هذا الأعرابي أولَ ما سأل الرسول عليه السلام قال له : ( متى الساعة ) فهو يريد أن يعرف متى تقوم الساعة حتى لعله يعمل لها ويستعد لها أكثر من ذي قبل ، فكان جواب الرسول عليه الصلاة والسلام لهذا السائل عن الساعة مِن أسلوب الحكيم كما يقول الفقهاء والعلماء ، ما قال له الساعة تقوم بعد ألف سنة بعد ألفين سنة ونحو ذلك ، وإنما صرفه مطلقًا عن الجواب عن سؤاله بأن وجه إليه السؤال الهام ، يعني الرسول المسؤول عاد هو يسأل الأعرابي قائلًا له : ( وما أعددت لها ؟ ) كأنه يقول له : المهم أن تستعد لقيام الساعة ليس المهم أن تعرف متى تقوم الساعة ، لذلك قال له عليه الصلاة والسلام : ( وما أعددت لها ؟ ) !
كان جواب الرجل صريحاً ليس فيه مواربة وليس فيه ستر عن نفسه كما هو شأن أكثر الناس في هذا الزمان إذا سُئِلوا مثل هذا السؤال المحرج فيه الكشف عن تفصيل المسؤول يبتعد الناس عادةً عن الإجابة عن هذا السؤال إما مطلقًا وإما عن الإجابة بالواقع الصادق ، هذا الأعرابي لم يسلك هذه الطريق المعوجَّة وإنما أجابه بكل صراحة فقال : ( ما أعددت من كبير ) : يعني ما أعددت للساعة من كبير عمل يقربني إلى الله تبارك وتعالى ويجعلني مطمئنًا لحسن عاقبة أَمري إذا ما لقيتُ وجه ربي ، لكن أتبع هذا الجواب بقوله : ( إلا إني أحب الله ورسوله ) : فقط أنا على يقين أنني مؤمن بالله ورسوله ومحبٌّ لله ورسوله ، فهذا أمر قلبي ، أما من ناحية العمل فأنا مقصّر مع ربي وما هيئت ولا أعددت له من كبير عمل إلا أني أحب الله ورسوله ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( المرء مع من أحب ، قال أنس : فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام أشد مما فرحوا يومئذ ) .
( عن أنس أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا نبي الله متى الساعة ؟ فقال : وما أعددت لها ؟ قال : ما أعددت من كبيرٍ إلا أني أحب الله ورسوله ، فقال عليه الصلاة والسلام : المرء مع من أحب ) .
قال أنس -هذه فائدة- : ( فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام أشد مما فرحوا يومئذ ) :
لما سمع المسلمون يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم جوابَ الرسول عليه الصلاة والسلام لذلك الأعرابي أنَّ المرء مع مَن أحب ما فرح الصحابة يومًا كفرحهم في هذا اليوم الذي سمعوا فيه الرسول عليه السلام يقول : ( المرء مع من أحب ) بعد فرحهم بدخولهم بالإسلام ، فالفرحة الأولى عندهم حينما هداهم الله تبارك وتعالى لتبني الإسلام دينًا ، والفرحة الثانية كانت لديهم في هذا اليوم الذي قال الرسول عليه السلام لذلك الأعرابي : ( المرء مع مَن أحب ) ، يظهر سبب هذا الفرح أكثر مما يظهر مِن حديث أبي ذر السابق أنَّ هنا هذا الأعرابي أولَ ما سأل الرسول عليه السلام قال له : ( متى الساعة ) فهو يريد أن يعرف متى تقوم الساعة حتى لعله يعمل لها ويستعد لها أكثر من ذي قبل ، فكان جواب الرسول عليه الصلاة والسلام لهذا السائل عن الساعة مِن أسلوب الحكيم كما يقول الفقهاء والعلماء ، ما قال له الساعة تقوم بعد ألف سنة بعد ألفين سنة ونحو ذلك ، وإنما صرفه مطلقًا عن الجواب عن سؤاله بأن وجه إليه السؤال الهام ، يعني الرسول المسؤول عاد هو يسأل الأعرابي قائلًا له : ( وما أعددت لها ؟ ) كأنه يقول له : المهم أن تستعد لقيام الساعة ليس المهم أن تعرف متى تقوم الساعة ، لذلك قال له عليه الصلاة والسلام : ( وما أعددت لها ؟ ) !
كان جواب الرجل صريحاً ليس فيه مواربة وليس فيه ستر عن نفسه كما هو شأن أكثر الناس في هذا الزمان إذا سُئِلوا مثل هذا السؤال المحرج فيه الكشف عن تفصيل المسؤول يبتعد الناس عادةً عن الإجابة عن هذا السؤال إما مطلقًا وإما عن الإجابة بالواقع الصادق ، هذا الأعرابي لم يسلك هذه الطريق المعوجَّة وإنما أجابه بكل صراحة فقال : ( ما أعددت من كبير ) : يعني ما أعددت للساعة من كبير عمل يقربني إلى الله تبارك وتعالى ويجعلني مطمئنًا لحسن عاقبة أَمري إذا ما لقيتُ وجه ربي ، لكن أتبع هذا الجواب بقوله : ( إلا إني أحب الله ورسوله ) : فقط أنا على يقين أنني مؤمن بالله ورسوله ومحبٌّ لله ورسوله ، فهذا أمر قلبي ، أما من ناحية العمل فأنا مقصّر مع ربي وما هيئت ولا أعددت له من كبير عمل إلا أني أحب الله ورسوله ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( المرء مع من أحب ، قال أنس : فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام أشد مما فرحوا يومئذ ) .
3 - شرح حديث أنس رضي الله عنه : ( أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله متى الساعة فقال وما أعددت لها قال ما أعددت من كبير ... ) أستمع حفظ
بيان شرط حشر المسلم مع من أحب، وبيان أدب زيارة المسلم لأخيه المسلم.
الشيخ : لابدَّ من أن نلاحظ وقد قرأنا هذه الأحاديث الصحيحة في هذا الباب شيئاً هامّاً في قوله عليه السلام : ( المرء مع من أحب ) : هو يمكن جعل ذلك أمرين اثنين :
الأمر الأول : هو أن هذه المنقبة وهذه الفضيلة وهو أن يُحشر الإنسان مع الشخص الذي يُحبه ولو كان دونه في العمل لابد أن يكون صادقاً في حُبه إياه كما قال ذلك الأعرابي : ( إني أحب الله ورسوله ) مع اعترافه بالتقصير هو يحب الله ورسوله .
الأمر الثاني : لوازم الحب في الله ورسوله ، لوازمه أن يسعى الإنسان حثيثاً وبقدر ما يستطيع أو تساعده ظروفه أن يعمل بعمل مَن يحبه كما قال الشاعر تماماً :
" فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إنَّ التشبه بالكرام فلاحُ "
إذا كان المحب الصادق في حبه لله من أحب كان صادقاً في الحب فعليه أن يعمل بعمل هذا المحبوب لكن بحدود استطاعته وظروفه كما ذكرنا ، حين ذاك بهذين الشرطين الشرط الأول : أن يكون مخلصاً في حبه لذلك الإنسان في الله، والشرط الثاني أن يحرص على العمل بمثل عمله حين ذاك يأتي هذا الحديث : ( المرء مع من أحب ) .
والغرض من هذا البيان ومِن التذكير بهذين الأمرين هو أن لا يأتي رجل ويقول أنا أُحب الله ورسوله وهو لا يعمل لله ورسوله أي شيء سوى أنه يقنع بأن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، حينذاك إذا ادَّعى مثل هذا الإنسان حبه لله ولرسوله كذبه عمله المقصر فيه بالمرة ، أيضاً كما قال الشاعر
" تعصي الإله وأنت تظهر حبه *** هذا لعمرك في القياس بديعُ
لو كان حبك صادقاً لأطعته *** إن المحب لمن يحب مطيع "
هذا هو المقصود مِن شرحنا للأمرين السابقين ، حتى لا يغتر إنسان فيقول أنا والله بحب الله والرسول ثم هو واقعياً أبعد ما يكون عن الله ورسوله عملًا. الغرض من هذا الحديث هو فعلًا الإنسان المخلص في حب الله ورسوله فهو لا يعصي الله والرسول ، هو يأتي بالفرائض ويأتي بالواجبات وينتهي عن المحرمات ولكن الإسلام واسع ، خصال الإسلام التي بها يتقرب الإنسان إلى الله كثيرة وكثيرة جدًّا فهو سيكون مقصرًا بالنسبة للسابقين الأولين ، ما دام أنه فعلاً يحب الله ورسوله فمثل هذا الإنسان يُحشر مع من أحب ، هذه هي نقطة الفصل ليس يحشر الرجل المقصّر في الفرائض والممتلك للحرمات هذا لا يحشر مع من زعم أنه أحبه من المقربين والصالحين ، لأنه ليس صادقًا في حبه لله ورسوله .
أما إذا كان يأتي ويحرص بأن يأتي بكل ما فرض الله عليه مِن جهة ويحرص أن ينتهي عن كل ما حرمه الله من جهة ولكن هو مقصر في الاستزادة من الأعمال الصالحة من جهة ، ثم هو قد تزل به القدم أحياناً مِن جهة أخرى فيواقع شيئًا مما حرم الله ولكن هذا ليس دَيدَنه وليس عادته إنه دائماً يعصي الله ويواقع مختلف المنكرات والمحرمات ، وإنما العكس هو الصواب عادته دائمًا وأبدًا أن يأتي بما أمر الله وينتهي عما حرم الله ولكن قد يخطئ فهذا يَشفع له ويكون سببًا لأن يغفر الله له ذنبه بأن يحشره يوم القيامة مع مَن أحبه ، لأنه كان مخلصًا في حبه إياه .
وبهذا القدر كفاية .
والحمدلله رب العالمين .
الأمر الأول : هو أن هذه المنقبة وهذه الفضيلة وهو أن يُحشر الإنسان مع الشخص الذي يُحبه ولو كان دونه في العمل لابد أن يكون صادقاً في حُبه إياه كما قال ذلك الأعرابي : ( إني أحب الله ورسوله ) مع اعترافه بالتقصير هو يحب الله ورسوله .
الأمر الثاني : لوازم الحب في الله ورسوله ، لوازمه أن يسعى الإنسان حثيثاً وبقدر ما يستطيع أو تساعده ظروفه أن يعمل بعمل مَن يحبه كما قال الشاعر تماماً :
" فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إنَّ التشبه بالكرام فلاحُ "
إذا كان المحب الصادق في حبه لله من أحب كان صادقاً في الحب فعليه أن يعمل بعمل هذا المحبوب لكن بحدود استطاعته وظروفه كما ذكرنا ، حين ذاك بهذين الشرطين الشرط الأول : أن يكون مخلصاً في حبه لذلك الإنسان في الله، والشرط الثاني أن يحرص على العمل بمثل عمله حين ذاك يأتي هذا الحديث : ( المرء مع من أحب ) .
والغرض من هذا البيان ومِن التذكير بهذين الأمرين هو أن لا يأتي رجل ويقول أنا أُحب الله ورسوله وهو لا يعمل لله ورسوله أي شيء سوى أنه يقنع بأن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، حينذاك إذا ادَّعى مثل هذا الإنسان حبه لله ولرسوله كذبه عمله المقصر فيه بالمرة ، أيضاً كما قال الشاعر
" تعصي الإله وأنت تظهر حبه *** هذا لعمرك في القياس بديعُ
لو كان حبك صادقاً لأطعته *** إن المحب لمن يحب مطيع "
هذا هو المقصود مِن شرحنا للأمرين السابقين ، حتى لا يغتر إنسان فيقول أنا والله بحب الله والرسول ثم هو واقعياً أبعد ما يكون عن الله ورسوله عملًا. الغرض من هذا الحديث هو فعلًا الإنسان المخلص في حب الله ورسوله فهو لا يعصي الله والرسول ، هو يأتي بالفرائض ويأتي بالواجبات وينتهي عن المحرمات ولكن الإسلام واسع ، خصال الإسلام التي بها يتقرب الإنسان إلى الله كثيرة وكثيرة جدًّا فهو سيكون مقصرًا بالنسبة للسابقين الأولين ، ما دام أنه فعلاً يحب الله ورسوله فمثل هذا الإنسان يُحشر مع من أحب ، هذه هي نقطة الفصل ليس يحشر الرجل المقصّر في الفرائض والممتلك للحرمات هذا لا يحشر مع من زعم أنه أحبه من المقربين والصالحين ، لأنه ليس صادقًا في حبه لله ورسوله .
أما إذا كان يأتي ويحرص بأن يأتي بكل ما فرض الله عليه مِن جهة ويحرص أن ينتهي عن كل ما حرمه الله من جهة ولكن هو مقصر في الاستزادة من الأعمال الصالحة من جهة ، ثم هو قد تزل به القدم أحياناً مِن جهة أخرى فيواقع شيئًا مما حرم الله ولكن هذا ليس دَيدَنه وليس عادته إنه دائماً يعصي الله ويواقع مختلف المنكرات والمحرمات ، وإنما العكس هو الصواب عادته دائمًا وأبدًا أن يأتي بما أمر الله وينتهي عما حرم الله ولكن قد يخطئ فهذا يَشفع له ويكون سببًا لأن يغفر الله له ذنبه بأن يحشره يوم القيامة مع مَن أحبه ، لأنه كان مخلصًا في حبه إياه .
وبهذا القدر كفاية .
والحمدلله رب العالمين .
بيان حقيقة الزيارة في الله التي لها الفضل والأجر.
الشيخ : إذا ما في عندكم سؤال فأذكِّر مرة أخرى بأن الزيارة في الله التي لها هذه الفضيلة إنما هي إذا كانت متحقق فيها أنها لله عز وجل ، ومن علامات مثل هذه الزيارة أن يكون الاجتماع ولا فرق بداهة بينما يكون هذا الاجتماع اجتماع للرجال مع بعضهم البعض أو نساء مع بعضهم البعض فإذا كان هذا الاجتماع يحوم حوله ويجليه ويغطيه دائمًا التناصح في الله عز وجل ومذاكرة في كتاب الله وفي حديث رسول الله ليس هناك أنانيات وليس هناك تكبر بعضهم على بعض أو بعضهن على بعضهن وإنما مجلس راقي لله تبارك وتعالى حين ذاك يكون مثل هذا الاجتماع وحين ذاك تكون مثل تلك الزيارة إذا زار المسلم مسلماً سبباً لمحبة الله عز وجل لهؤلاء المتحابين في الله ، ولذلك جاء في أحاديث صحيحة : ( المتحابين في الله يوم القيامة على منابر مِن نور يغبطهم الأنبياء ) فضلًا عمَّن دونهم ، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم .
والسلام عليكم .
والسلام عليكم .
اضيفت في - 2021-08-29