تتمة لباب : " باب إجلال الكبير " . شرح حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ) .
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالًا كثيرًا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً )) .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً )) .
أما بعد :
" باب إجلال الكبير " .
أعاد المصنف رحمه الله حديثاً سبق ذكره بألفاظ في الباب السابق وهو حديث :
عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ) .
كما أشرتُ آنفًا هذا الحديث كان تقدم لكن بلفظ يختلف بعض الشيء عن هذا اللفظ، وأقرب ألفاظه هو اللفظ الأخير من الباب السابق، حيث قال هنا في الباب السابق: ( ويُجِل كبيرنا )، فهنا في حديث ابن عمر في هذا الباب يقول: ( ويوقر كبيرنا ) والمعنى واحد يجل ويوقر بمعنى واحد وهو يعظم .
أما الاحترام فهذا استعمال عامّي غير صحيح مثلاً يُكتب إلى فلان المحترم بدل المجل أو الموقر فهذا تعبير خاطئ، لأنه الاحترام مشتق مو بمعنى الإجلال، لا أذكر الآن بالضبط اشتقاقه إنما معناه يؤدي إلى شيء لا يليق بوصف الرجل الأجل، كأنه يأتي بمعنى المفقود، ولذلك فالتعبير الصحيح الموقر أو المبجل ونحو ذلك، ولا أقف طويلاً هنا أكثر من بيان أن يوقر بمعنى يُجل لأننا كنا علقنا على الحديث في الباب الذي قبل هذا.
1 - تتمة لباب : " باب إجلال الكبير " . شرح حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ) . أستمع حفظ
باب : " باب يبدأ الكبير بالكلام والسؤال " . شرح على حديث رافع بن خديج وسهل بن أبي حتمة قال : ( أنهما حدثا أو حدثاه : أن عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود أتيا خيبر فتفرقا في النخل فقتل عبد الله بن سهل ... )
" باب يبدأ الكبير بالكلام والسؤال " .
هذا أيضًا من إجلال الكبير وتوقيره أن يُفسح مجال للكلام له دون غيره، ويستدل على ذلك بحديث فيه بعض الطول وفيه من الفقه النادر الذي لم يطرق سمع كثير من طلاب العلم فضلًا عن غيرهم فالمرجو الانتباه له:
يروي بإسناده الصحيح .
عن رافع بن خديج وسهل بن أبي حَتمة : ( أنهما حدثا أن عبد الله بن سهل ومحيِّصة بن مسعود أتيا خيبر، فتفرقا في النخل، فقتل عبد الله بن سهل، فجاء عبدالرحمن بن سهل وحويصة ومحيصة ابنا مسعودٍ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتكلموا في أمر صاحبهم، فبدأ عبدالرحمن وكان أصغرَ القوم فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : كبر الكُبْر ) -قال يحيى وهو أحد رواة الحديث مفسرًا لقول الرسول ( كبر الكبر )- قال يحيى ليزن كلام الأكبر : هذا معنى ( كبر الكبر ).
( فتكلموا في أمر صاحبهم فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( أتستحقون قتيلكم أو قال: صاحبكم بأيمان خمسين منكم ؟ قالوا : يا رسول الله أمر لم نره قال : فتبرئكم يهود بأيمان خمسين منهم ، قالوا : يا رسول الله قوم كفار ! فوداه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبله ) :
أنا مع الأسف أشعر بإنه هذا الكلام العربي المبين كأنه كلام أعجمي من حيث أنه لا يفهم من حيث أكثر جوانبه ولذلك فلنعد إلى أول الحديث ونفسر الألفاظ أو الجمل الغامضة منه ثم نتكلم عن مسألتين الأولى المتعلقة بالباب والأخرى المتعلقة بالحادثة كحكم شرعي .
مدار هذا الحديث على صاحبيه معروفين أحدهما رافع بن خديج والآخر سهل بن أبي حثمة : هذول الاثنين حدثوا بهذه القصة وهي أن عبدالله بن سهل ومحيصة بن مسعود أتيا خيبر : جاءا إلى خيبر طبعاً في عهد الرسول عليه السلام أولًا ، وبعد فتح خيبر عُنوة ومصالحة الرسول عليه السلام لليهود على أن يبقوا فيها وأن يصلحوا أرضها وأن يكون الثمرة مناصفة بين الرسول عليه السلام وبين اليهود ، فمعنى هذا أن خيبر بعد هذا الصلح تعتبر قطعة من البلاد الإسلامية لكن سكانها يهود يعملون بموافقة الرسول عليه السلام وبشروط معروفة بينهم ، فهؤلاء ذهبوا إلى خيبر ودخلوا في النخل يعني في شجر النخل صاروا يطوفوا بين الأشجار فتفرقا في النخل فقتل عبدالله بن سهل: أحد الصحابة الذين كانوا مع هؤلاء قتل، وُجِد قتيلًا في أصل شجرة عادة مثل شجر الزيتون الذي شاف منكم شجر الزيتون بيحفروا حفرة حول أصل الشجرة منشان يغمر الماء ويشرب الشجر جيدًا، فوجدوا صاحبهم هذا عبد الله بن سهل قتيلًا في حوض من الأحواض التي تحيط عادة بشجر النخل، فجاء عبد الرحمن بن سهل وهو أخو القتيل، وحويّصة ومحّيصة أسماء عربية كلاهما ابنا مسعود إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو بطبيعة الحال في المدينة.
2 - باب : " باب يبدأ الكبير بالكلام والسؤال " . شرح على حديث رافع بن خديج وسهل بن أبي حتمة قال : ( أنهما حدثا أو حدثاه : أن عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود أتيا خيبر فتفرقا في النخل فقتل عبد الله بن سهل ... ) أستمع حفظ
تتمة شرح على حديث رافع بن خديج وسهل بن أبي حتمة قال : ( ... فجاء عبد الرحمن بن سهل وحويصة ومحيصة ابنا مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتكلموا في أمر صاحبهم فبدأ عبد الرحمن وكان أصغر القوم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كبر الكبر ... ) تكملة التلعيق على حديث: رافع بن خديج وسهل بن أبي حتمة وفيه بيان معنى القسامة وكيفيتها.
قال إذاً في حل ثاني : ( تبرئكم يهود بأيمان خمسين منهم ) : إذا أنتوا ما بتحلفوا لحتى نفرض الدية عليهم إذاً هن بيحلفوا إنه والله ما قتلوا ولا عرفوا القاتل منهم، حينئذ تبرأ ذمتهم اليهود فما بيطلع عليهم دية شو كان جوابهم : قالوا يا رسول الله قوم كفار كيف نصدقهم على أيمانهم وليس بعد الكفر ذنب.
إذاً لهون معناها ضاع حق القتيل لأنه الصحابة ما بيحلفوا إنه اليهود قتلوا والصحابة في الوقت نفسه ما بيقبلوا يمين اليهود خمسين شخص منهم إنه ما قتلوا، هم لو كانوا بيعرفوا يقين إنه قتلوا فعلا حيحلفوا أيمان كاذبة، فراح دم القتيل عبدالله بن سهل هدرًا ليش ؟ لأنه أولًا مو معروف القاتل ما في شهود عيان يشهدوا إنه فلان اليهودي قتل فلان المسلم.
ثانيًا: في هيك حالة حينما يبقى قتيل في قرية في بلدة في ضواحيها بحيث إنه يقال القرية الفلانية هي المتهمة مو البعيدة هناك، حل المشكلة هذه في الإسلام بحكم يُعرف بالقسامة وهو هذا تفصيله: إنه بيحلفوا خمسين شخص من المدعين إنه هالقتلة أهل القرية الفلانية إذا بيحلفوا حينئذ جاؤوا بالدية من أهل القرية، لا ما بيحلفوا بيستنكروا كما هو مقتضى الورع والدين كما قال الصحابة هنا إذاً بنجيب خمسين من أهل القرية وبيحلفوا أيمان إنه نحن ما بنعرف أحد من أهل بلدتنا قتل فلاناً ، فإذا هذول ما حلفوا وهذول حلفوا راحت الدية أو ما رضيوا الطرف المدعي بيمين المدعى عليه كمان راحت الدية، فإذاً هذا المسلم عبد الله بن سهل في هذه الصورة لازم تروح الدية تبعه هدرًا، لكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أشفق على أهل القتيل فكان موقفه كما قال في آخر الحديث : ( فوداهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبله ) : وداهم يعني قدم الدية منه عليه الصلاة والسلام يعني من بيت مال المسلمين .
وفي رواية في صحيح مسلم : ( فوداهم من إبل الصدقة وقدّر مئة رأس من الإبل ) وهذا الحديث هي الزيادة التي في صحيح مسلم من الأدلة الكثيرة على إنه دية المسلم مئة رأس من الإبل وألف رأس في أحاديث أخرى من الغنم، شوفوا اليوم بأى قديش ابتعدت القوانين الحاكمة بغير ما أنزل الله عن العدل في حق القتلى فيذهب دمهم هدرًا شو قال الدية خمسة آلاف ليرة سوري، خمسة آلاف ليرة سوري يعني خمسة جمال !
يعني الجمال من دون لأنه البقرة في مواسم الحج بنشتريها بألف وخمسمائة فالناقة أرخص بتبأى افرضها ألفين وين عشرة آلاف وين مئة ألف، فالرسول صلى الله عليه وسلم تفضل هنا على أهل القتيل فودى القتيل أي: قدّر الدية عن القتلى الغير معروفين مئة رأس من إبل الصدقة يعني من بيت مال المسلمين، في بتعرفوا في زكاة على الغنم في زكاة على الإبل كل ما واحد اجتمع عنده خمسة رؤوس من الإبل عليه رأس كذا من الغنم بقر كذلك، له نظام دقيق جدًّا مع الأسف الشديد أصبح.
3 - تتمة شرح على حديث رافع بن خديج وسهل بن أبي حتمة قال : ( ... فجاء عبد الرحمن بن سهل وحويصة ومحيصة ابنا مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتكلموا في أمر صاحبهم فبدأ عبد الرحمن وكان أصغر القوم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كبر الكبر ... ) تكملة التلعيق على حديث: رافع بن خديج وسهل بن أبي حتمة وفيه بيان معنى القسامة وكيفيتها. أستمع حفظ
فوائد حديث رافع بن خديج وسهل بن أبي حتمة قال : ( ... فجاء عبد الرحمن بن سهل وحويصة ومحيصة ابنا مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتكلموا في أمر صاحبهم فبدأ عبد الرحمن وكان أصغر القوم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كبر الكبر ... ) ، أهمية أدب تقديم الكبير في الكلام في المجالس ونحوها.
الأمر الأول: هو ابتعاد آباء المسلمين منذ ما شاء الله من السنين عن تربية أولادهم التربية الإسلامية، وهذا يعود في الحقيقة إلى السبب الثاني وهو الجهل بالسنة وبالآداب الإسلامية، فمن أين يربي الأب الذي لم يسمع مثل هذا الحديث بل والذي قبله أيضاً: ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر ) أو ( ويجل ) أو ( ويعرف حق كبيرنا ) لذلك فهذه الفوضى وهذه الآداب المهجورة والمتروكة في بلادنا يعود سببها إلى أمرين اثنين:
الأمر الأول يعود إلى الآخر وهو الجهل بالسنة.
فلذلك فمن جهل شيئاً عاداه، فالذي لا يعرف هذه الأحكام فهو لا يتأدب بها في نفسه فضلاً عن أن يؤدب بها غيره، خذوا مثلاً لا يزال إلى اليوم كثير من كبار المسلمين بل ومشائخ وعلماء وقضاة حينما يجلسون على مائدة الطعام يأكلون باليد اليسرى أيضاً ، وأنا شخصياً كنت أجتمع في بعض جلسات الجامعة الإسلامية مدعو إلى هذه الجلسة كبار علماء فيأتي الشاي أو القهوة يأخذ ويشرب بيده اليسرى، هو شيخ مثل حكايتي أو أكبر مني فنضطر إنه نسارره سرًّا نذكره فبيشكر، لكن سرعان ما يصدق فيه المثل القديم : " عادة حليمة لعادتها القديمة " ، تغلب عليه العادة بيرجع بيشرب بيده الشمال فإذا كان الشيخ والأب الكبير هكذا فالولد ماذا سيكون حاله ؟!
كما رأى أباه وأمه فهو على سننهم يجري .
فهذه العادات يجب إحياؤها يجب أن نتأدب في المجالس بآداب السنة، نعرف حق الكبير ولا نتكلم بين يديه إلا بعد الاستئذان فقد يكون هو في نفسه كلام وهو حين ذاك لعلمه ولِسنه له تجاربه له فوائده التي اكتسبها طول حياته فهو قد يحسن الكلام أحسن من غيره ويعجبني بهذه المناسبة وأنهي الكلمة بذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم: " فهممت أن أخطب وأصعد المنبر، فأخذه أبوبكر وصعد قبله، قال: وكنت زورت في نفسي كلاماً " : هذا أسلوب عربي ما بنعرفه اليوم لأنه التزوير نعرفه نحن بمعنى الغش يعني شهادة الزور، لا هنا المقصود زورت بنفسي كلامًا يعني هيأته ، يعني وضع مخطط شو لازم يتكلم بهذيك المناسبة ، الآن أشك بمناسبة وفاة الرسول أو بمناسبة انتخاب خليفة الرسول لعله هذا الثاني هو الأصح ، فسيدنا عمر كان هيأ في نفسه كلام يتكلم بهالمناسبة، فلما بدأ أبو بكر الصديق يتكلم قال: " ما ترك شيء كان في نفسه وزورته إلا أبوبكر الصديق رضي الله عنه أتى عليه " : هذا فضل إفساح المجال لأهل الفضل والعلم والسن ولا شك أن أبو بكر الصديق هو أكبر سناً من عمر بن الخطاب .
وبهذا القدر كفاية .
والحمدلله رب العالمين .
4 - فوائد حديث رافع بن خديج وسهل بن أبي حتمة قال : ( ... فجاء عبد الرحمن بن سهل وحويصة ومحيصة ابنا مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتكلموا في أمر صاحبهم فبدأ عبد الرحمن وكان أصغر القوم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كبر الكبر ... ) ، أهمية أدب تقديم الكبير في الكلام في المجالس ونحوها. أستمع حفظ
ما حكم لبس الذهب الأبيض الذي في أصله ذهب عيار 18 وعدل حتى أصبح أبيضاً ؟
يوجد في السوق ما يعرف بالذهب الأبيض، وهو عبارة عن ذهب بعيار ثمانية عشر أي خليط من الذهب ومعدن آخر مؤلف من العتمة والنحاس، ولكن أثناء اللبن بطريقة معينة يصبح لونه أبيض، هل يجوز ارتداء الخواتم والأساور منه بمفرده، والمعروف أن الماس يركب عليه ويطلق عليه حينئذ خاتم الماس أو عقد الماس فهل يجوز ارتداؤه في هذه الحالة أم لا ؟
الجواب: الماس كحجر كريم ليس له علاقة بالسؤال، لأنه يجوز لباسه، ولذلك فلندر الكلام حول الذهب الأحمر والأبيض ما دام أن السؤال يوضح إنه هذا الذهب الأبيض هو عبارة عن الذهب الأحمر عيار ثمانية عشر، ثم يضاف إليه مواد كيمائية أخرى فيصبح أبيض براقًّا !
الجواب: أن العبرة بأصل هذا المعدِن الذي يريد الإنسان أن يلبسه فإن كان كما جاء في السؤال ذهب عيار ثمانية عشر فلا يجوز لباسه ولو غُيّر لونه لأن العبرة بحقيقة الشيء وليس بتغيير مظهره، مَثُلُه مثل الفضة وهي حلال للرجال فضلاً عن النساء، لو طُليت بمادة مباحة لا أقول طُليت بالذهب لأنه هنا لنا كلام آخر، طليت بمادة من صبغ مباح، وهذا جاء في السنة حيث حضَّ الرسول عليه السلام بعض نساؤه لما رأى في آذانهن شيء من الذهب قال: ( لو أنكن جعلتن ذلك من الفضة وطليتموه بالزعفران ) فيصبح كالذهب فالزعفران لون مستعمل ولونه كالذهب أحمر، فيقول الرسول عليه السلام: لا بأس من طلي الحلي ما دام مباحًا بشيء من مادة أصفر بتصير كالذهب، لكن ليس كذلك لو أخذنا سوارًا من فضة وهو مباح وجينا طليناه بالذهب لأنه حينئذ سيظهر هنا بمظهر يحتاج لابسه إلى أن يعتذر للناس يا أخي هذا مو ذهب هذا تلبيس، وهات بأى الناس يصدقوا سواء المخبِرون منهم أو المخبَرون لأنه لما بيمشي هالنوع بيصير كل واحد بيلبس سوار ذهب وبيعرف إنه حينتقد من الناس الطيبين الصالحين بيقول لك هذا فضة بس مطلي ذهب، لذلك من باب سدًّا للذريعة ومن باب ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) نقول ما بنلبس المعدن الجائز لبسه بمعدن ولو قليل غير جائز لبسه، أما لو الإنسان بينه وبين يعني ربه بينه وبين زوجه إذا كان التلبيس هذا ما هو عيار ثقيل له وزن من حيث إنه يجب عليه الزكاة فحين ذاك لا بأس به، لكن التظاهر أمام الناس الأقارب سواء كانوا رجالاً أو نساء فحينئذ يرد عليه ما قلناه من مخالفة ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ).
خلاصة القول الخاتم المشهور الآن بخاتم الفضة، وأنه ذهب أبيض فإذا كان بلاتين فهو جائز أما إذا كان كما جاء في السؤال أصله ذهب عيار ثمانية عشر أو غيره لكن صنع صنعاً فصار أبيض فينظر إلى أصله، أصله ذهب وهذا محرم على النساء فضلًا عن الرجال بالنسبة للخاتم.
حديث : ( زار رجل أخًا له في قرية ، فأرسل الله له ملكًا على مدرجته، فقال: أين تريد ؟ ... ) هل جاءه الملك على هيئة رجل ؟ وهل يوجد ملائكة يمشون في الأرض ويأتون الناس كما يزعم بعضهم ذلك ؟ وهل ورد ذلك في كتب الحديث أو السيرة ؟
ذكرت في الجلسة السابقة حديثا في " باب فضل الزيارة " عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( زار رجل أخًا له في قرية ، فأرسل الله له ملكًا على مدرجته، فقال: أين تريد ؟ قال: أخٌ لي ... ) فهل جاءه الملك على هيئة رجل أو هيئة أخرى وهل يوجد ملائكة يمشون على الأرض ويأتون الناس كما يزعم بعضهم ذلك، وهل ورد ذلك في كتب الحديث أو السيرة ؟
هذا السؤال جيد الحقيقة لكن قبل الإجابة على السؤال أريد أن ألفت نظر السائل والحاضرين أيضاً أنه لازم تصححوا لغتكم العربية ما تكسروا وتحرفوا لاسيما وهذا حديث، هلا هون شو جاء بالنص: زار رجلٌ أخٌ مع إنه بالحديث ( زار رجلٌ أخًا ) ولغة يقال فرجل فاعل وأخ مفعول به إلى آخره بعدين أخٌ له في قرية فأرصد الله له ملكٌ خطأ ، فأرصد الله له ملكًا على مدرجته فقال أين تريد قال: أخٌ له أريد أخٌ ما بيصير ، أريد أخًا لي بعد هذا التنبيه وأرجو أن يكون له أثره فهل جاء الملك على هيئة رجل أو هيئة أخرى ؟
الجواب: على هيئة رجل.
وهل يوجد ملائكة يمشون على الأرض ويأتون الناس كما يزعم بعضهم ذلك ؟
الجواب السطر الأول نعم والسطر الثاني لا، بمعنى يوجد ملائكة يأتون وينزلون على الأرض بلا شك وفي ذلك أحاديث كثيرة وكثيرة جدًّا ومنها الملائكة الذين يحضرون مجالس الذكر، لكن ليس في صورنا نحن وإنما بصورهم التي خلقهم الله عليها ومن سجيتها وطبيعتها أنها لا تُرى وإنما قد يراه بعض الناس كما رأى يحيى الرسول عليه السلام يكلمُ شخصًا كان هو جبريل عليه الصلاة والسلام لكن هذا يكون من باب أمر خارق للعادة.
فإذاً الملك الذي جاء ذلك الرجل الذي انطلق زائرا لأخيه في قرية له هو كان على هيئة إنسان، وكان هذا مِن سنة الله عز وجل في مَن قبلنا أنه يرسل إليهم ملائكة في صورة بشر، وإذا عرفنا هذه الحقيقة تنحل معنا مشكلة لحديث طالما أثاره ضعفاء العلم والإيمان في هذا الزمان، وهو حديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة أيضًا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( جاء ملك الموت إلى موسى فقال له: أجب ربك، فلطمه لطمة ففقأ عينه، فرجع إلى ربه قال: يا رب أرسلتني إلى عبد يكره الموت، قال: عُد إليه فقل له: إني رسول ربك إليك، أن تضع يدك على جلد ثور، فبكل شعرة تحت يدك لك سنة تعيش فيها، فعاد هذا الملك إلى موسى وبلغه رسالة ربه، قال موسى وماذا بعد ذلك؟ قال: الموت، قال: إذاً الآن ):
الشبهة التي ترد كيف ربنا بيرسل ملك مكرم لديه إلى رسول كمان معزز عند الله وكريم واصطفاه (( إني اصطفيتك بكلامي ورسالاتي )) ثم يكون موقف موسى من الملك إنه يضربه هذاك الكف ويعور له عينه ؟!
شبهة هذه ، لكن سرعان ما تطيح هذه الشبهة إذا ما عرفنا إنه هذا الملك جاء إلى موسى بصورة بشر هذا ما أقوله من عندي، هذا جاء صحيحًا في مسند الإمام أحمد بإسناد صحيح بجملة معترضة لما قال الرسول عليه السلام: ( جاء ملك الموت إلى موسى وكان الملك يومئذ يأتي بصورة بشر ): هذا نص في الجواب عن هذا السؤال، كذلك هذا الإنسان جاءه الملك بصورة إنسان مثله، فإذا عدنا إلى حديث موسى وعرفنا أنه جاءه بصورة بشر فموقف موسى هو الموقف الصحيح وليس كما يتوهم الناس الجاهلون لهذه الرواية التي تبين أن الملك جاءه بصورة بشر، لأنه أي إنسان يقدر الله وأحكامه وشريعته يأتيه إنسان لا يعرفه يقول: سلم لي روحك أنا بدي آخذ روح لربك هذا ليس له هذه السلطة فلازم يضربه هذاك الكف ومنيح أنه ما طبق عليه مثل ما فعل بذاك الفرعوني (( فوكزه موسى فقضى عليه )) منيح إنه ما قضى عليه، فإذاً موسى عليه السلام في أول الأمر ما عرف إنه هذا ملك مرسل من الله لأنه جاء في صورة بشر، فلما جاءه برسالة من الله يفهمه أنه ملك الموت وأن الله يقول له تحب تعيش حط إيدك على ظهر ثور فسيكون تحت يدك آلاف الشعرات بتعيش بعددها طيب وبعد ذلك قال الموت إذاً خذني من هلأ، لأنه اطمأن إنه هذا رسول رب العالمين .
ويقول الرسول عليه السلام بالمناسبة في خاتمة هذا الحديث: ( فقبضه ولو كنت ثمّ ) يعني هناك في فلسطين ( لرأيتكم قبره عند الكثيب الأحمر ) فوقه رمل أحمر.
فإذاً الملائكة كانت سابقًا تمشي على الأرض وتلتقي مع البشر في صورة البشر، والآن لم يعد هالسنة الإلهية رُفعت بمجيء الرسول عليه السلام لكن الملائكة تنزل المساجد قال عليه السلام في الحديث الصحيح: ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ): ملائكة الليل بينزلوا الصبح وبيتموا للعصر العصر تجي نوبة بيطلعوا هذول وبينزلوا أولائك وهكذا ( يتعاقبون فيكم ملائكة في الليل وملائكة في النهار ) لكن على صورهم التي لا نراها ولا نشاهدها .
إذاً بهذا ينتهي الجواب عن السؤال الثاني أيضًا وذلك مذكور كما سمعتم في أحاديث صحيحة .
والحمد لله رب العالمين.