شرح كتاب الأدب المفرد-188
باب : باب " باب يعطي الثمرة أصغر من حضر من الولدان " شرح حديث أبي هريرة قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أُتي بالزَّهو -نوع من التمر في أوائل النضج- قال الرسول عليه السلام : اللهم بارك لنا في مدينتنا ... ) .
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
درسنا الآن في الباب الثامن والستين بعد المئة وهو :
" باب يعطي الثمرة أصغر من حضر من الولدان " :
بنلاحظ كتفقه في أبواب الحافظ الإمام البخاري دقة الإمام البخاري في التبويب وفي العناوين ، كان سبق معنا باب ثلاثة وستين بعد المئة : " فضل الكبير " ، بعد منه : " إجلال الكبير " ، بعد منه : " يبدأ الكبير بالكلام والسؤال " ، بعد منه : " إذا لم يتكلم الكبير هل للأصغر أن يتكلم " ، والباب الأخير من الدرس الماضي : " باب تسويد الأكابر " هالسلسلة العديدة من الأبواب يبيين الأدب العملي مع الأجلاء ومع الأكابر .
الآن على العكس من ذلك يسرد أبوابًا يوضح كيف ينبغي معاملة الصغار والتأدب والتلطف معهم ، فأول باب يعقده الآن في صدد ذلك:
يقول : " باب يعطي الثمرة " يعني الفاكهة الجديدة حينما تحضر " أصغر من حضر من الولدان " .
ويسوق في ذلك حديثا بإسناده الصحيح :
عن أبي هريرة قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أُتي بالزَّهو -نوع من التمر في أوائل النضج- قال الرسول عليه السلام : اللهم بارك لنا في مدينتنا ومُدنا وصاعنا بركة مع بركة ، ثم ناوله أصغر من يليه من الولدان ) .
فهذا أدب من الآداب النبوية التي قلّ مَن يعرفها وأقل من ذلك من يعملها ، أول ما تحضر الفاكهة الجديدة تقدم للطفل الصغير ، هكذا السنة ، هكذا كان الرسول عليه السلام يفعل ، حينما تأتيه هذه الفاكهة يدعو للمدينة بالخير أولاً يقول : ( اللهم بارك لنا في مدينتنا ) المدينة التي من أسمائها طَيبة ، وبهذه المناسبة أذكّر بأن كثيرًا من الكُّتَّاب الإسلاميين يسمونها بيثرب ، وهذه تسمية جاهلية لا ينبغي للمسلم أن يتابع بل يتايع في الجاهليين فيها فهو إما أن يسميها باسمها المشهور المدينة ، والأفضل أن يسميها طَيبة ، لأن الله سماها كذلك على لسان محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فإذاً إما أن نقول طيبة وإما أن نقول المدينة ، أما يثرب فهذا من أسماء الجاهلية .
ومن المؤسف أن الشيخ محمد الغزالي في كتابه * فقه السيرة * يُكثر من استعمال هذا الاسم للمدينة يثرب ، ولما كنت خرجت أحاديثه نبهته على هذه القضية.
فها هنا جاء الحديث على الاسم المشهور : ( كان عليه الصلاة والسلام إذا أتي بالزهو ) : الزهو هو البُسر من التمر والبسر هو أول بدء نضج التمر يكون عادة التمر حينما يكون مثل الحصرم للعنب أخضر ثم يبدأ بصفر يصفر أو بيحمر على حسب لونه أجناس هو ، فبدء اصفراره واحمراره معناها بدء تسرب الحلاوة إليه ، ولكن لا تزال فيه المادة العصيِّة شديدة العصّ فلا يؤكل إلا حينما يبدأ يشتد احمراره من ذنبه من أسفل ، فمنشوف نحن في المدينة في كثير من الفترات البُسر كل بدن التمرة قاسي وبادئ إما يصفر أو يحمر أما الأسفل محمّر بزيادة وطريان ، هذا هو البسر ، هذا كله كناية عن أنه هذا التمر أول بدء نضجه ، فكان عليه الصلاة والسلام إذا جاءه هذا الزهو اسمه البسر واسمه الزهو ( دعا لأهل المدينة فقال : اللهم بارك لنا في مدينتنا ومدنا وصاعنا ) حيث كانوا ولا يزالون يستعملون المد والصاع للكيل ، وقلَّما يستعملون الميزان في الحب القمح والشعير .
ويقول في هذا الحديث : ( بركة مع بركة ) ، في بعض الأحاديث ( بركتين ) وقد دعا إبراهيم عليه الصلاة والسلام لمكة وذكر الرسول عليه السلام فقال : ( اللهم إن إبراهيم دعا لمكة فقال : اللهم بارك لها ، وأنا أقول : اللهم بارك لنا في مدينتنا في مدنا وصاعنا البركة بركتين ).
ثم يناول هذه الفاكهة الجديدة إلى أصغر من كان أقرب إليه من الصبيان جلوساً.
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
درسنا الآن في الباب الثامن والستين بعد المئة وهو :
" باب يعطي الثمرة أصغر من حضر من الولدان " :
بنلاحظ كتفقه في أبواب الحافظ الإمام البخاري دقة الإمام البخاري في التبويب وفي العناوين ، كان سبق معنا باب ثلاثة وستين بعد المئة : " فضل الكبير " ، بعد منه : " إجلال الكبير " ، بعد منه : " يبدأ الكبير بالكلام والسؤال " ، بعد منه : " إذا لم يتكلم الكبير هل للأصغر أن يتكلم " ، والباب الأخير من الدرس الماضي : " باب تسويد الأكابر " هالسلسلة العديدة من الأبواب يبيين الأدب العملي مع الأجلاء ومع الأكابر .
الآن على العكس من ذلك يسرد أبوابًا يوضح كيف ينبغي معاملة الصغار والتأدب والتلطف معهم ، فأول باب يعقده الآن في صدد ذلك:
يقول : " باب يعطي الثمرة " يعني الفاكهة الجديدة حينما تحضر " أصغر من حضر من الولدان " .
ويسوق في ذلك حديثا بإسناده الصحيح :
عن أبي هريرة قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أُتي بالزَّهو -نوع من التمر في أوائل النضج- قال الرسول عليه السلام : اللهم بارك لنا في مدينتنا ومُدنا وصاعنا بركة مع بركة ، ثم ناوله أصغر من يليه من الولدان ) .
فهذا أدب من الآداب النبوية التي قلّ مَن يعرفها وأقل من ذلك من يعملها ، أول ما تحضر الفاكهة الجديدة تقدم للطفل الصغير ، هكذا السنة ، هكذا كان الرسول عليه السلام يفعل ، حينما تأتيه هذه الفاكهة يدعو للمدينة بالخير أولاً يقول : ( اللهم بارك لنا في مدينتنا ) المدينة التي من أسمائها طَيبة ، وبهذه المناسبة أذكّر بأن كثيرًا من الكُّتَّاب الإسلاميين يسمونها بيثرب ، وهذه تسمية جاهلية لا ينبغي للمسلم أن يتابع بل يتايع في الجاهليين فيها فهو إما أن يسميها باسمها المشهور المدينة ، والأفضل أن يسميها طَيبة ، لأن الله سماها كذلك على لسان محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فإذاً إما أن نقول طيبة وإما أن نقول المدينة ، أما يثرب فهذا من أسماء الجاهلية .
ومن المؤسف أن الشيخ محمد الغزالي في كتابه * فقه السيرة * يُكثر من استعمال هذا الاسم للمدينة يثرب ، ولما كنت خرجت أحاديثه نبهته على هذه القضية.
فها هنا جاء الحديث على الاسم المشهور : ( كان عليه الصلاة والسلام إذا أتي بالزهو ) : الزهو هو البُسر من التمر والبسر هو أول بدء نضج التمر يكون عادة التمر حينما يكون مثل الحصرم للعنب أخضر ثم يبدأ بصفر يصفر أو بيحمر على حسب لونه أجناس هو ، فبدء اصفراره واحمراره معناها بدء تسرب الحلاوة إليه ، ولكن لا تزال فيه المادة العصيِّة شديدة العصّ فلا يؤكل إلا حينما يبدأ يشتد احمراره من ذنبه من أسفل ، فمنشوف نحن في المدينة في كثير من الفترات البُسر كل بدن التمرة قاسي وبادئ إما يصفر أو يحمر أما الأسفل محمّر بزيادة وطريان ، هذا هو البسر ، هذا كله كناية عن أنه هذا التمر أول بدء نضجه ، فكان عليه الصلاة والسلام إذا جاءه هذا الزهو اسمه البسر واسمه الزهو ( دعا لأهل المدينة فقال : اللهم بارك لنا في مدينتنا ومدنا وصاعنا ) حيث كانوا ولا يزالون يستعملون المد والصاع للكيل ، وقلَّما يستعملون الميزان في الحب القمح والشعير .
ويقول في هذا الحديث : ( بركة مع بركة ) ، في بعض الأحاديث ( بركتين ) وقد دعا إبراهيم عليه الصلاة والسلام لمكة وذكر الرسول عليه السلام فقال : ( اللهم إن إبراهيم دعا لمكة فقال : اللهم بارك لها ، وأنا أقول : اللهم بارك لنا في مدينتنا في مدنا وصاعنا البركة بركتين ).
ثم يناول هذه الفاكهة الجديدة إلى أصغر من كان أقرب إليه من الصبيان جلوساً.
1 - باب : باب " باب يعطي الثمرة أصغر من حضر من الولدان " شرح حديث أبي هريرة قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أُتي بالزَّهو -نوع من التمر في أوائل النضج- قال الرسول عليه السلام : اللهم بارك لنا في مدينتنا ... ) . أستمع حفظ
باب : " باب رحمة الصغير " . شرح حديث: ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا ... )
الشيخ : هذا الحديث كالتفصيل أو كشيء من التفصيل لحديث مضى وبوّب له باباً جديداً فقال في الباب الذي يلي الباب السابق :
" باب رحمة الصغير " .
وذكر الحديث المتقدم :
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا ) .
تذكروا أظن إنه هذا الحديث كان تقدم معنا ، فالآن كترجمة عملية لجملة : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ) .
من جملة الرحمة بالصغير إنه هالفاكهة تقدم إلى الطفل الصغير قبل الكبير ، لأنه الطفل الصغير يبقى تائق إلى الشيء الجديد أكثر ممن هو أكبر منه ، فهذا من جملة رحمة الصغير ، نعم.
السائلة : يجوز نقيس عليها إذا أردنا أن نضيف سكاكر أو شوكلاته للأطفال الموجودين وبدأنا من الأطفال؟
الشيخ : لا ، هذا خلاف السنة ، السكر شيء موفور وكثير السنة الشيء الطريف والجديد هالذي ما هو معروف إلا بالسنة شهر شهرين ثلاثة أشهر بالكثير ، أما التوزيع المعتاد فهذا لعله مضى أو يأتي ما أدري في أحاديث صريحة : ( الأيمن فالأيمن ) ما في هنا تنظيم ولا في ترتيب إنما هذا الأدب السابق في الفاكهة الجديدة والشاهد أن هذا الباب الثاني هو كأنه يلمح ويشير إلى أن ذاك الأدب إذ بدأ بإعطاء الفاكهة الجديدة للصغير هو من جملة ما يدخل في رحمة الصغير الذي حض عليها الرسول عليه السلام في هذا الحديث : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا ) .
" باب رحمة الصغير " .
وذكر الحديث المتقدم :
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا ) .
تذكروا أظن إنه هذا الحديث كان تقدم معنا ، فالآن كترجمة عملية لجملة : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ) .
من جملة الرحمة بالصغير إنه هالفاكهة تقدم إلى الطفل الصغير قبل الكبير ، لأنه الطفل الصغير يبقى تائق إلى الشيء الجديد أكثر ممن هو أكبر منه ، فهذا من جملة رحمة الصغير ، نعم.
السائلة : يجوز نقيس عليها إذا أردنا أن نضيف سكاكر أو شوكلاته للأطفال الموجودين وبدأنا من الأطفال؟
الشيخ : لا ، هذا خلاف السنة ، السكر شيء موفور وكثير السنة الشيء الطريف والجديد هالذي ما هو معروف إلا بالسنة شهر شهرين ثلاثة أشهر بالكثير ، أما التوزيع المعتاد فهذا لعله مضى أو يأتي ما أدري في أحاديث صريحة : ( الأيمن فالأيمن ) ما في هنا تنظيم ولا في ترتيب إنما هذا الأدب السابق في الفاكهة الجديدة والشاهد أن هذا الباب الثاني هو كأنه يلمح ويشير إلى أن ذاك الأدب إذ بدأ بإعطاء الفاكهة الجديدة للصغير هو من جملة ما يدخل في رحمة الصغير الذي حض عليها الرسول عليه السلام في هذا الحديث : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا ) .
2 - باب : " باب رحمة الصغير " . شرح حديث: ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا ... ) أستمع حفظ
باب : " باب معانقة الصبي " . شرح حديث يعلى بن مرة رضي الله عنه قال : ( خرجنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودعينا إلى طعام ، فإذا حسين يلعب في الطريق ... ) .
الشيخ : أيضاً مِن هذا المنطلق في رحمة الصغير عقد باباً جديداً فقال :
" باب معانقة الصبي " .
طبعاً هذا من الآداب الخاصة بالأطفال ، ومن هنا لابد من أن نتطرق إلى بحث معانقة الكبير للكبير ، لكن هذا يكون بعد أن نسمعكن نص الحديث : روى المصنف بإسناده الحسن :
عن يعلى بن مرة أنه قال : ( خرجنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودعينا إلى طعام ، فإذا حسين يلعب في الطريق -أحد أولاد السيدة فاطمة- فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم ثم بسط يديه ، فجعل الغلام يفر ها هنا وها هنا ويضاحكه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذه ، فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه ثم اعتنقه ، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً ، الحسين سبط من الأسباط ) .
أريد لفت النظر أن كثيرًا ما أرى إنه بعضكن يلتهي بولده أو ولد غيره والله عز وجل يقول : (( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه )) ولا بتقولوا النساء غير الرجال لأنه الآية في الرجال ، الحكم الذي يقيد في الشرع بالرجال يشمل النساء ، لذلك نحن لا ننكر إحضار الأطفال في مجالس الذكر والعلم ، بل لا ننكر إحضار الأطفال في المساجد لكن بشرط إنه ما تظهر الغاية من حضور الكبير مع الصغير في المجلس ، فلذلك فأرجو الانتباه لما يلقى عليكن من الذكر نحن الآن في ذكر .
نعود إلى التعليق على بعض الكلمات في هذا الحديث :
( خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ودعينا إلى طعام ) .
خرجوا بعض الصحابة منهم يعلى بن مرة مع النبي صلى الله عليه وسلم لحضور دعوة دعي إليها الرسول عليه السلام .
( وإذا حسين في الطريق ) : يلعب بطبيعة الحال طفل صغير .
( فلما رآه جده رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرع أمام القوم ) : ترك الجماعة اهتماماً به وعنايةً به .
( ثم بسط يديه ) بده بأى يلتقي ويلتقط ولده أو حفيده .
( ثم بسط يديه فجعل الغلام يفر ها هنا وها هنا ) وهذا شيء معروف عادة.
( ويضاحكه النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه ) يعني عانقه هكذا .
( ثم اعتنقه ) ، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيان فضيلة الحسين والحض على حبه قال : ( حسين مني وأنا مِن حسين ، أحب الله من أحب حسيناً الحسين سبط من الأسباط ) : الحديث جله مقرون بطبيعة الحال فكون حسين من الرسول عليه السلام فهو واضح ، لأنه ابن فاطمة من علي رضي الله عنهم جميعاً ، وفاطمة كما قال عليه السلام : ( بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما يؤذيها ) : فحسين من فاطمة فهو إذاً مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
( وأنا من حسين ) يعني من طائفته ومن حاشيته ، بل هو جده عليه الصلاة والسلام .
( أحب الله من أحب حسيناً ) : هذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم لأن يحب الله عز وجل من أحب الحسين ، لأن أهل البيت يجب محبتهم لصلتهم بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
( الحسين سِبط من الأسباط ) سبط أي : أمة ، جماعة كبيرة في الخير وهذا طبعاً تعظيم ورفع من شأن الحسين رضي الله عنه لأنه قد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة بأن ذاك الرجل الذي كان في الجاهلية كان موحداً ولم يذبح للأصنام أسامة بن زيد بن حارثة ما يحضرني الآن اسمه ، كان موحداً فقال عليه الصلاة والسلام في حقه : ( يبعث أمة وحده ) .
كذلك إبراهيم عليه السلام الخليل لأنه كان أمة وحده ، لأنه دعا إلى عبادة الله وحده من بين جميع المشركين عُبَّاد الأصنام .
فالرسول عليه السلام جعل أيضًا من قدر الحسين ورفع من شأنه أنه قال : ( سبط من الأسباط ) أي أمة من الأمم في الخير وكان ذلك باعتبار ما يتناسل منه من ذرية طيبة مباركة .
أما الأسباط المذكورين في بعض الآيات الكريمة فهم أولاد إبراهيم من طريق إسحاق ، فالأسباط إنما هم أولاد إسحاق بن إبراهيم ، أما أولاد إسماعيل بن إبراهيم فهم قبائل ، فالسبط في بني إسرائيل يُطلق على ما يشبه القبيلة في العرب أولاد إسماعيل ، وهذا كله إنما المقصود منه تعظيم من شأن هذا الفرد إذا قيل فيه أمة وحده فذلك تعظيم من شأنه أو قيل فيه سبط أو قيل فيه أنه قبيلة لأنه قبيلة معناها جماعة بينما هو واحد ، ومن هنا جاءت بعض الآثار الصحيحة : أن الحق ليس بالكثرة ، وإنما من كان الحق معه فهو أمة وحده فيجب اتباعه .
من هذا القبيل أيضاً باب جديد وهو : قال : " باب قبلة الرجل الجارية الصغيرة ".
" باب معانقة الصبي " .
طبعاً هذا من الآداب الخاصة بالأطفال ، ومن هنا لابد من أن نتطرق إلى بحث معانقة الكبير للكبير ، لكن هذا يكون بعد أن نسمعكن نص الحديث : روى المصنف بإسناده الحسن :
عن يعلى بن مرة أنه قال : ( خرجنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودعينا إلى طعام ، فإذا حسين يلعب في الطريق -أحد أولاد السيدة فاطمة- فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم ثم بسط يديه ، فجعل الغلام يفر ها هنا وها هنا ويضاحكه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذه ، فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه ثم اعتنقه ، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً ، الحسين سبط من الأسباط ) .
أريد لفت النظر أن كثيرًا ما أرى إنه بعضكن يلتهي بولده أو ولد غيره والله عز وجل يقول : (( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه )) ولا بتقولوا النساء غير الرجال لأنه الآية في الرجال ، الحكم الذي يقيد في الشرع بالرجال يشمل النساء ، لذلك نحن لا ننكر إحضار الأطفال في مجالس الذكر والعلم ، بل لا ننكر إحضار الأطفال في المساجد لكن بشرط إنه ما تظهر الغاية من حضور الكبير مع الصغير في المجلس ، فلذلك فأرجو الانتباه لما يلقى عليكن من الذكر نحن الآن في ذكر .
نعود إلى التعليق على بعض الكلمات في هذا الحديث :
( خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ودعينا إلى طعام ) .
خرجوا بعض الصحابة منهم يعلى بن مرة مع النبي صلى الله عليه وسلم لحضور دعوة دعي إليها الرسول عليه السلام .
( وإذا حسين في الطريق ) : يلعب بطبيعة الحال طفل صغير .
( فلما رآه جده رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرع أمام القوم ) : ترك الجماعة اهتماماً به وعنايةً به .
( ثم بسط يديه ) بده بأى يلتقي ويلتقط ولده أو حفيده .
( ثم بسط يديه فجعل الغلام يفر ها هنا وها هنا ) وهذا شيء معروف عادة.
( ويضاحكه النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه ) يعني عانقه هكذا .
( ثم اعتنقه ) ، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيان فضيلة الحسين والحض على حبه قال : ( حسين مني وأنا مِن حسين ، أحب الله من أحب حسيناً الحسين سبط من الأسباط ) : الحديث جله مقرون بطبيعة الحال فكون حسين من الرسول عليه السلام فهو واضح ، لأنه ابن فاطمة من علي رضي الله عنهم جميعاً ، وفاطمة كما قال عليه السلام : ( بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما يؤذيها ) : فحسين من فاطمة فهو إذاً مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
( وأنا من حسين ) يعني من طائفته ومن حاشيته ، بل هو جده عليه الصلاة والسلام .
( أحب الله من أحب حسيناً ) : هذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم لأن يحب الله عز وجل من أحب الحسين ، لأن أهل البيت يجب محبتهم لصلتهم بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
( الحسين سِبط من الأسباط ) سبط أي : أمة ، جماعة كبيرة في الخير وهذا طبعاً تعظيم ورفع من شأن الحسين رضي الله عنه لأنه قد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة بأن ذاك الرجل الذي كان في الجاهلية كان موحداً ولم يذبح للأصنام أسامة بن زيد بن حارثة ما يحضرني الآن اسمه ، كان موحداً فقال عليه الصلاة والسلام في حقه : ( يبعث أمة وحده ) .
كذلك إبراهيم عليه السلام الخليل لأنه كان أمة وحده ، لأنه دعا إلى عبادة الله وحده من بين جميع المشركين عُبَّاد الأصنام .
فالرسول عليه السلام جعل أيضًا من قدر الحسين ورفع من شأنه أنه قال : ( سبط من الأسباط ) أي أمة من الأمم في الخير وكان ذلك باعتبار ما يتناسل منه من ذرية طيبة مباركة .
أما الأسباط المذكورين في بعض الآيات الكريمة فهم أولاد إبراهيم من طريق إسحاق ، فالأسباط إنما هم أولاد إسحاق بن إبراهيم ، أما أولاد إسماعيل بن إبراهيم فهم قبائل ، فالسبط في بني إسرائيل يُطلق على ما يشبه القبيلة في العرب أولاد إسماعيل ، وهذا كله إنما المقصود منه تعظيم من شأن هذا الفرد إذا قيل فيه أمة وحده فذلك تعظيم من شأنه أو قيل فيه سبط أو قيل فيه أنه قبيلة لأنه قبيلة معناها جماعة بينما هو واحد ، ومن هنا جاءت بعض الآثار الصحيحة : أن الحق ليس بالكثرة ، وإنما من كان الحق معه فهو أمة وحده فيجب اتباعه .
من هذا القبيل أيضاً باب جديد وهو : قال : " باب قبلة الرجل الجارية الصغيرة ".
3 - باب : " باب معانقة الصبي " . شرح حديث يعلى بن مرة رضي الله عنه قال : ( خرجنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودعينا إلى طعام ، فإذا حسين يلعب في الطريق ... ) . أستمع حفظ
بيان حكم معانقة الكبير للكبير سواء في ذلك الرجال للرجال أو النساء للنساء.
الشيخ : لكن قبل الدخول في هذا الباب الجديد وعدت أننا لابد من أن نتكلم عن معانقة الكبير للكبير فهنا باب كما سمعتن فيه شرعية معانقة الكبير للصغير ، فهل تُشرع معانقة الكبير للكبير؟
وطبعاً الكلام الآن معانقة الجنس للجنس الغريب وأما معانقة الرجل للمرأة فهذا غير وارد إذا كانت غريبة عنه وليست زوجته ، فهل يجوز للرجل حينما يُصافح الرجل أن يعانقه ؟!
كذلك هل يجوز للمرأة حينما تلقى المرأة الأخرى وتصافحها وتسلم عليها أن تعانقها ؟!
الجواب : لا في كل من الصورتين ، ليس من آداب الإسلام معانقة الرجل للرجل ولا معانقة المرأة للمرأة ، وإنما جاءت المعانقة عَن بعض الصحابة في حالة خاصة وهي حالة التلاقي بعد سفر ، فإذا واحد كان مسافرًا وجاء بعد لأي وزمن متأخر ولقيه رجل حبيب لديه فيعانقه ، أما بغير حالة السفر فليس هناك مِن أَدب يتعلق بآداب اللقاء بين الرجل مع الرجل أو المرأة مع المرأة سوى المصافحة ، وقد جاء في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- : ( أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا رسول الله أحدنا يلقى أخاه أفيعانقه؟ قال : لا ، قال : أفيلتزمه ؟ قال : لا ، قال : أفيقبله ؟ قال : لا ، قال : أفينحني له ؟ قال : لا ، قال : أفيصافحه ؟ قال : نعم ) :
هذا هو الأدب عند اللقاء الرجل مع الرجل والمرأة مع المرأة ، فليس هناك معانقة بين الفريقين إطلاقاً ، ثبتت المعانقة كما قلنا بين الصحابة في السفر وأنا لستُ أدري إذا كان هذا الحكم يتعدى مِن الرجال إلى النساء ، لأننا نجد الحديث الذي ذكرته آنفاً حديث أنس ( فيعانق بعضنا بعضاً ؟ قال : لا ) هذا نص عام ، فلما وجدنا الصحابة عانق بعضهم بعضاً قلنا لابد أن الصحابة أخذوا في ذلك رخصة من الرسول عليه السلام ، لكن ما وجدت فيما علمت النساء يعانق بعضهن بعضاً ولو بعد السفر ، لذلك أنا أستحب الاكتفاء بالمصافحة فقط بالنسبة للنساء سواء في سفر أو في غير سفر ، أما الرجال فجاءت تلك الرخصة عن الصحابة أنهم كانوا يعانق بعضهم بعضاً عند التلاقي بعد السفر ، إذا كان هذا حكم المعانقة فيُفهم مِن باب أولى حكم التقبيل الذي نحن الآن سنقرأ بابه ، وما جاء تحته من أثر .
وطبعاً الكلام الآن معانقة الجنس للجنس الغريب وأما معانقة الرجل للمرأة فهذا غير وارد إذا كانت غريبة عنه وليست زوجته ، فهل يجوز للرجل حينما يُصافح الرجل أن يعانقه ؟!
كذلك هل يجوز للمرأة حينما تلقى المرأة الأخرى وتصافحها وتسلم عليها أن تعانقها ؟!
الجواب : لا في كل من الصورتين ، ليس من آداب الإسلام معانقة الرجل للرجل ولا معانقة المرأة للمرأة ، وإنما جاءت المعانقة عَن بعض الصحابة في حالة خاصة وهي حالة التلاقي بعد سفر ، فإذا واحد كان مسافرًا وجاء بعد لأي وزمن متأخر ولقيه رجل حبيب لديه فيعانقه ، أما بغير حالة السفر فليس هناك مِن أَدب يتعلق بآداب اللقاء بين الرجل مع الرجل أو المرأة مع المرأة سوى المصافحة ، وقد جاء في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- : ( أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا رسول الله أحدنا يلقى أخاه أفيعانقه؟ قال : لا ، قال : أفيلتزمه ؟ قال : لا ، قال : أفيقبله ؟ قال : لا ، قال : أفينحني له ؟ قال : لا ، قال : أفيصافحه ؟ قال : نعم ) :
هذا هو الأدب عند اللقاء الرجل مع الرجل والمرأة مع المرأة ، فليس هناك معانقة بين الفريقين إطلاقاً ، ثبتت المعانقة كما قلنا بين الصحابة في السفر وأنا لستُ أدري إذا كان هذا الحكم يتعدى مِن الرجال إلى النساء ، لأننا نجد الحديث الذي ذكرته آنفاً حديث أنس ( فيعانق بعضنا بعضاً ؟ قال : لا ) هذا نص عام ، فلما وجدنا الصحابة عانق بعضهم بعضاً قلنا لابد أن الصحابة أخذوا في ذلك رخصة من الرسول عليه السلام ، لكن ما وجدت فيما علمت النساء يعانق بعضهن بعضاً ولو بعد السفر ، لذلك أنا أستحب الاكتفاء بالمصافحة فقط بالنسبة للنساء سواء في سفر أو في غير سفر ، أما الرجال فجاءت تلك الرخصة عن الصحابة أنهم كانوا يعانق بعضهم بعضاً عند التلاقي بعد السفر ، إذا كان هذا حكم المعانقة فيُفهم مِن باب أولى حكم التقبيل الذي نحن الآن سنقرأ بابه ، وما جاء تحته من أثر .
شرح باب : " باب قبلة الرجل الجارية الصغيرة " .
الشيخ : قال : " باب قبلة الرجل الجاريةَ الصغيرة " .
فهنا بطبيعة الحال خرج من قيد الجارية الصغيرة الجاريةَ الكبيرة ، فلا يجوز للرجل الأجنبي إنه يقبل الفتاة الكبيرة ، وما هو الحد الفاصل بين الجارية الصغيرة والكبيرة ؟
بلا شك هذا يعرف بالنظر، إذا كانت الفتاة صغيرة السن مثلاً ولكنها من جهة جميلة الصورة ومن جهة أخرى ممتلئة الجسم عذلة فقد تميل بعض النفوس إليها فهنا لا يجوز للغريب أن يتقدم إلى تقبيلها ، لأنه تقبيل الجارية الصغيرة هو من الباب السابق ذكره بصورة عامة ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ) ومن باب التفصيل في قصة الحسين نحن الآن في قصة أخرى لبعض الصحابة بأنه قبّل جارية صغيرة ، هذا التقبيل تقبيل رحمة فإذا ما خُشِي أن يصبح هذا التقبيل ينقلب إلى شهوة فهناك لا يصح أن يكون جائزاً ، فهنا يروي المصنف تحت : " باب قبلة الرجل الجاريةَ الصغيرة " :
فهنا بطبيعة الحال خرج من قيد الجارية الصغيرة الجاريةَ الكبيرة ، فلا يجوز للرجل الأجنبي إنه يقبل الفتاة الكبيرة ، وما هو الحد الفاصل بين الجارية الصغيرة والكبيرة ؟
بلا شك هذا يعرف بالنظر، إذا كانت الفتاة صغيرة السن مثلاً ولكنها من جهة جميلة الصورة ومن جهة أخرى ممتلئة الجسم عذلة فقد تميل بعض النفوس إليها فهنا لا يجوز للغريب أن يتقدم إلى تقبيلها ، لأنه تقبيل الجارية الصغيرة هو من الباب السابق ذكره بصورة عامة ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ) ومن باب التفصيل في قصة الحسين نحن الآن في قصة أخرى لبعض الصحابة بأنه قبّل جارية صغيرة ، هذا التقبيل تقبيل رحمة فإذا ما خُشِي أن يصبح هذا التقبيل ينقلب إلى شهوة فهناك لا يصح أن يكون جائزاً ، فهنا يروي المصنف تحت : " باب قبلة الرجل الجاريةَ الصغيرة " :
شرح أثر عن بكير والد مخرمة : " أنه رأى عبد الله بن جعفر يقبل زينب بنت عمر بن أبي سلمة وهي ابنة سنتين أو نحوه "
الشيخ : عن بكير والد مخرمة : " أنه رأى عبد الله بن جعفر يقبل زينب بنت عمر بن أبي سلمة وهي ابنة سنتين أو نحوه " .
فإذاً هي فتاة صغيرة وهي غريبة عن عبد الله بن جعفر ، لأنها بنت عمر بن أبي سلمة ، عبد الله بن جعفر هذا صحابي صغير ، وهو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، عبد الله بن جعفر الطيَّار الذي استشهد في غزوة مؤتة وكان مات جُنباً فرآه الرسول عليه الصلاة والسلام قد حملته الملائكة تغسله ، ورآه في الجنة يطير بجناحين لذلك سُمي والده هذا جعفر بن أبي طالب بالطيار ، فابنه هذا عبدالله بن جعفر هو الذي رُؤي قبل تلك الفتاة الصغيرة بنت السنتين ، وعبد الله بن جعفر كان من أكارم وأجاويد العرب مِن الصحابة ، يُضرب به المثل في الجود والكرم وله قصص كثيرة جداً في ذلك ، فإذاً هذا الأثر من هذا الصحابي ابن الصحابي في تقبيله للفتاة الغريبة عنه الصغيرة فيه أيضاً بيان أن هذا التقبيل هو من رحمة الصغير ، فإذاً هذا التقبيل تقبيل رحمة وتقبيل شفقة .
فإذاً هي فتاة صغيرة وهي غريبة عن عبد الله بن جعفر ، لأنها بنت عمر بن أبي سلمة ، عبد الله بن جعفر هذا صحابي صغير ، وهو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، عبد الله بن جعفر الطيَّار الذي استشهد في غزوة مؤتة وكان مات جُنباً فرآه الرسول عليه الصلاة والسلام قد حملته الملائكة تغسله ، ورآه في الجنة يطير بجناحين لذلك سُمي والده هذا جعفر بن أبي طالب بالطيار ، فابنه هذا عبدالله بن جعفر هو الذي رُؤي قبل تلك الفتاة الصغيرة بنت السنتين ، وعبد الله بن جعفر كان من أكارم وأجاويد العرب مِن الصحابة ، يُضرب به المثل في الجود والكرم وله قصص كثيرة جداً في ذلك ، فإذاً هذا الأثر من هذا الصحابي ابن الصحابي في تقبيله للفتاة الغريبة عنه الصغيرة فيه أيضاً بيان أن هذا التقبيل هو من رحمة الصغير ، فإذاً هذا التقبيل تقبيل رحمة وتقبيل شفقة .
6 - شرح أثر عن بكير والد مخرمة : " أنه رأى عبد الله بن جعفر يقبل زينب بنت عمر بن أبي سلمة وهي ابنة سنتين أو نحوه " أستمع حفظ
بيان حكم تقبيل الكبير للكبير الرجال للرجال، والنساء للنساء.
الشيخ : فهل يجوز الرجل أن يقبل الرجل ؟
الجواب : لا للحديث الثالث حديث أنس فيه : ( أيقبل بعضنا بعضاً ؟ قال : لا ، أيعانق بعضنا بعضاً ؟ قال : لا ) .
كذلك لا يصح للرجل أن يقبل الرجل على الإطلاق لا فرق في ذلك بين سفر وحضر ، وإذا كان هذا غير جائز فكذلك بل ومن باب أولى لا يجوز للنساء أن يقبّل بعضهن بعضاً ، وهذه فتنة ابتليت بها النساء جميعاً ، ولا أنا غلطان ؟
لذلك يجب أن تجاهدن أنفسكن وأن تُقلعن جميعاً عن هذه العادة ، لا تقبل امرأة امرأة أبدًا لأنه لا يقبل الرجل الرجل ( أيقبل بعضنا بعضاً ؟ قال : لا ) فالمرأة لا يقبّل بعضها الأخرى إحداها الأخرى ، لأن القبلة التي جاءت هي قبلة الرحمة قبلة الشفقة على الصغير أما قبلة التحية لا ، ففي حديث أنس السابق : ( أحدنا يلقى أخاه أفيقبله لا أفيعانقه لا أفيلتزمه لا أفينحني له لا أفيصافحه ؟ قال: نعم ) : إذاً المصافحة هي الأدب في التحية في الإسلام مع طبعاً كلمة السلام عليكم ، أما تقبيل الرجل للرجل ، أما تقبيل المرأة للمرأة فهذا ليس من الآداب الإسلامية في شيء ، وعلى النساء خاصة اللاتي يزعمن بأنهنّ يُردن أن يتمسكن بالكتاب وبالسنة أن يحاربوا هذه العادة بطريقتين اثنتين :
الأولى : وهي أحق وأولى بعضهن مع بعض .
والأخرى : الإشاعة والإذاعة : إنه كل ما رأت الواحدة أخرى تقبل امرأة يا أختي هذا غير وارد في الإسلام لذلك وقلت لكن ولازم تحفظوا هذا الحديث حديث أنس ( يقبّل بعضنا بعضاً ؟ قال : لا ).
الجواب : لا للحديث الثالث حديث أنس فيه : ( أيقبل بعضنا بعضاً ؟ قال : لا ، أيعانق بعضنا بعضاً ؟ قال : لا ) .
كذلك لا يصح للرجل أن يقبل الرجل على الإطلاق لا فرق في ذلك بين سفر وحضر ، وإذا كان هذا غير جائز فكذلك بل ومن باب أولى لا يجوز للنساء أن يقبّل بعضهن بعضاً ، وهذه فتنة ابتليت بها النساء جميعاً ، ولا أنا غلطان ؟
لذلك يجب أن تجاهدن أنفسكن وأن تُقلعن جميعاً عن هذه العادة ، لا تقبل امرأة امرأة أبدًا لأنه لا يقبل الرجل الرجل ( أيقبل بعضنا بعضاً ؟ قال : لا ) فالمرأة لا يقبّل بعضها الأخرى إحداها الأخرى ، لأن القبلة التي جاءت هي قبلة الرحمة قبلة الشفقة على الصغير أما قبلة التحية لا ، ففي حديث أنس السابق : ( أحدنا يلقى أخاه أفيقبله لا أفيعانقه لا أفيلتزمه لا أفينحني له لا أفيصافحه ؟ قال: نعم ) : إذاً المصافحة هي الأدب في التحية في الإسلام مع طبعاً كلمة السلام عليكم ، أما تقبيل الرجل للرجل ، أما تقبيل المرأة للمرأة فهذا ليس من الآداب الإسلامية في شيء ، وعلى النساء خاصة اللاتي يزعمن بأنهنّ يُردن أن يتمسكن بالكتاب وبالسنة أن يحاربوا هذه العادة بطريقتين اثنتين :
الأولى : وهي أحق وأولى بعضهن مع بعض .
والأخرى : الإشاعة والإذاعة : إنه كل ما رأت الواحدة أخرى تقبل امرأة يا أختي هذا غير وارد في الإسلام لذلك وقلت لكن ولازم تحفظوا هذا الحديث حديث أنس ( يقبّل بعضنا بعضاً ؟ قال : لا ).
بيان حكم تقبيل الطالب يد العالم.
الشيخ : وهذا يوصلنا إلى التساؤل عن تقبيل يد العالم هذا تقبيل !
فهذا جوابه أشبه ما يكون من حيث التخصيص بالمعانقة في السفر ، فكما أن المعانقة في السفر ثبتت عن الصحابة كذلك تقبيل بعض الصحابة للرجل العالم منهم أحياناً وبصورة نادرة فهذا أيضاً ثابت وهذا تقبيل إجلال ، مثل ما كان من الأدب ألا يتكلم الصغير بين يدي الكبير إلا إذا سكت الكبير ، كذلك من إجلال العالم تقبيل يده ولكن نادراً وليس دائماً ، لماذا ؟
لأن أجلَّ البشر جميعاً إنما هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأجلّ أصحابه جميعاً أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم سائر العشرة المبشرين بالجنة وهكذا أهل بدر وغيرهم ، ما نُقل أبدًا عن أحد من هؤلاء الأجلاء أنه قبّل يد النبي صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة ، وإنما جاء التقبيل من بعض الأصحاب الذين لم تكن صحبتهم كثيرة للرسول عليه السلام ، هذه الصحبة التي تمكن المصاحب له عليه السلام من التعرف على أطباعه وعلى أخلاقه ، وهو يكون محباً للرسول عليه السلام فيظهر هذا الحب بأن يعزم ويقبّل يد الرسول عليه السلام ، والرسول لأدبه أيضاً ولرفقه بأمته ما يصدهم وما يزجرهم ويردعهم إلا عن شيء منكر ، أما إذا كان أمرًا جائزًا ولو جوازًا مرجوحاً يعني هو يريد ألا يقع هذا ولذلك الصحابة الكبار كما قلنا ما فعلوا شيئاً من ذلك ، لكنه أقرّ تقبيل يده من أولئك الصحابة القليلي الصحبة له عليه السلام فدل إقراره على جواز ذلك لكن ليس مستحباً ، فلو أن مسلماً طالباً للعلم لم يقبّل يد العالم في حياته كلها ولو مرة واحدة ما نقص ذلك في دينه شيئاً ، لكن من باب تخفيف الخرق ومراعاة عواطف الناس لاسيما إذا كانت جامحة أذن الشارع الحكيم ، سمح بأن يقبل الرجل يد العالم أحياناً كما قلنا ، أما اتخاذ هذا التقبيل تقبيل اليد سنة مستمرة بحيث أنَّ التلميذ لا يَلقى شيخه إلا ويكون سلامه عليه مقروناً بتقبيل يده فهذه بدعة أعجمية دخيلة لا أصل لها في السنة المحمدية ، فهذا التقبيل ليد العالم وعلى الصورة السابقة من النَّدرة أمر مستثنى من التقبيل المنهي عنه ، فلا سبيل للنساء أن يتخذ بعضهن عذراً لبعض في هذا التقبيل الساري بينهن ، لأنه لم يكن أولاً من بين الصحابة كلهم يعني النساء منهن إطلاقاً ، ثم هو مخالف بعمومه لحديث ( أيقبّل بعضنا بعضاً ؟ قال : لا ) .
وبهذا القدر كفاية .
والحمد لله رب العالمين.
فهذا جوابه أشبه ما يكون من حيث التخصيص بالمعانقة في السفر ، فكما أن المعانقة في السفر ثبتت عن الصحابة كذلك تقبيل بعض الصحابة للرجل العالم منهم أحياناً وبصورة نادرة فهذا أيضاً ثابت وهذا تقبيل إجلال ، مثل ما كان من الأدب ألا يتكلم الصغير بين يدي الكبير إلا إذا سكت الكبير ، كذلك من إجلال العالم تقبيل يده ولكن نادراً وليس دائماً ، لماذا ؟
لأن أجلَّ البشر جميعاً إنما هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأجلّ أصحابه جميعاً أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم سائر العشرة المبشرين بالجنة وهكذا أهل بدر وغيرهم ، ما نُقل أبدًا عن أحد من هؤلاء الأجلاء أنه قبّل يد النبي صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة ، وإنما جاء التقبيل من بعض الأصحاب الذين لم تكن صحبتهم كثيرة للرسول عليه السلام ، هذه الصحبة التي تمكن المصاحب له عليه السلام من التعرف على أطباعه وعلى أخلاقه ، وهو يكون محباً للرسول عليه السلام فيظهر هذا الحب بأن يعزم ويقبّل يد الرسول عليه السلام ، والرسول لأدبه أيضاً ولرفقه بأمته ما يصدهم وما يزجرهم ويردعهم إلا عن شيء منكر ، أما إذا كان أمرًا جائزًا ولو جوازًا مرجوحاً يعني هو يريد ألا يقع هذا ولذلك الصحابة الكبار كما قلنا ما فعلوا شيئاً من ذلك ، لكنه أقرّ تقبيل يده من أولئك الصحابة القليلي الصحبة له عليه السلام فدل إقراره على جواز ذلك لكن ليس مستحباً ، فلو أن مسلماً طالباً للعلم لم يقبّل يد العالم في حياته كلها ولو مرة واحدة ما نقص ذلك في دينه شيئاً ، لكن من باب تخفيف الخرق ومراعاة عواطف الناس لاسيما إذا كانت جامحة أذن الشارع الحكيم ، سمح بأن يقبل الرجل يد العالم أحياناً كما قلنا ، أما اتخاذ هذا التقبيل تقبيل اليد سنة مستمرة بحيث أنَّ التلميذ لا يَلقى شيخه إلا ويكون سلامه عليه مقروناً بتقبيل يده فهذه بدعة أعجمية دخيلة لا أصل لها في السنة المحمدية ، فهذا التقبيل ليد العالم وعلى الصورة السابقة من النَّدرة أمر مستثنى من التقبيل المنهي عنه ، فلا سبيل للنساء أن يتخذ بعضهن عذراً لبعض في هذا التقبيل الساري بينهن ، لأنه لم يكن أولاً من بين الصحابة كلهم يعني النساء منهن إطلاقاً ، ثم هو مخالف بعمومه لحديث ( أيقبّل بعضنا بعضاً ؟ قال : لا ) .
وبهذا القدر كفاية .
والحمد لله رب العالمين.
بيان السن الذي يكون فيه تقبيل الكبير للصغير من باب الرحمة والشفقة.
السائلة : بالنسبة الآن الأم لابنتها ، التقبيل.
الشيخ : هذا !
السائلة : صبية يعني.
الشيخ : صبية يعني كانت صغيرة ؟
السائلة : صبية.
الشيخ : كبيرة ؟
السائلة : إيه يعني ابنها شب.
الشيخ : آه كبيرة ، طيب بدنا نلاحظ نحن هالمعنى تقبيل الرحمة والشفقة هو المشروع ، فإذا قبلت الأم ولدها سواء كان ذكراً أو أنثى من هذا الباب ما في مانع ، أما يكون أدب اجتماعي ما له طعم سوى إنه هيك العادة ، لا ، وبلا شك الرحمة والشفقة بتكون في سن تقبل هالملاحظة هذه ، إذا قبّلت الأم مثلاً ابنها والفارق بينهما في السن مثلاً خمسة عشر سنة عشرين سنة، وهناك قصص نادرة كان فارق في السن بين عبدالله بن عمرو بن العاص وبين أبيه عشر سنوات ، لأنه زوجه أبوه مبكرًا.
فالشاهد إذا كان الفارق في السن فارق كبير كأن تكون الأم مثلًا عمرها ستين وولدها لو فرضنا أربعين ماهو وارد هذا التقبيل تقبيل رحمة ، إي نعم ، لكن السن الذي هو أقل من ذلك لسى يعني التقبيل له طعمة في الشفقة وفي الرحمة فأنا لا أرى في ذلك مانعاً لهذا الأثر ، لكن من مساوئ إشاعة تقبيل الكبير للصغير إذاً حتكون واقفة بين الأم وبنتها ، حتيجي الست مثلاً حتيجي العمة وحتجي الخالة وحتجي إيش الأبعد فالأبعد ورح تصير بأى عادة لا فرق في ذلك قبلتها أمها ولا ستها ولا جارتها لذلك ينبغي سد هذا الباب والسلام عليكم.
الشيخ : هذا !
السائلة : صبية يعني.
الشيخ : صبية يعني كانت صغيرة ؟
السائلة : صبية.
الشيخ : كبيرة ؟
السائلة : إيه يعني ابنها شب.
الشيخ : آه كبيرة ، طيب بدنا نلاحظ نحن هالمعنى تقبيل الرحمة والشفقة هو المشروع ، فإذا قبلت الأم ولدها سواء كان ذكراً أو أنثى من هذا الباب ما في مانع ، أما يكون أدب اجتماعي ما له طعم سوى إنه هيك العادة ، لا ، وبلا شك الرحمة والشفقة بتكون في سن تقبل هالملاحظة هذه ، إذا قبّلت الأم مثلاً ابنها والفارق بينهما في السن مثلاً خمسة عشر سنة عشرين سنة، وهناك قصص نادرة كان فارق في السن بين عبدالله بن عمرو بن العاص وبين أبيه عشر سنوات ، لأنه زوجه أبوه مبكرًا.
فالشاهد إذا كان الفارق في السن فارق كبير كأن تكون الأم مثلًا عمرها ستين وولدها لو فرضنا أربعين ماهو وارد هذا التقبيل تقبيل رحمة ، إي نعم ، لكن السن الذي هو أقل من ذلك لسى يعني التقبيل له طعمة في الشفقة وفي الرحمة فأنا لا أرى في ذلك مانعاً لهذا الأثر ، لكن من مساوئ إشاعة تقبيل الكبير للصغير إذاً حتكون واقفة بين الأم وبنتها ، حتيجي الست مثلاً حتيجي العمة وحتجي الخالة وحتجي إيش الأبعد فالأبعد ورح تصير بأى عادة لا فرق في ذلك قبلتها أمها ولا ستها ولا جارتها لذلك ينبغي سد هذا الباب والسلام عليكم.
اضيفت في - 2021-08-29