شرح كتاب الأدب المفرد-195
باب : " باب الذي يصبر على أذى الناس " شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ... ) .
الشيخ : وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
قال المؤلف رحمه الله " باب الذي يصبر على أذى الناس " .
روى بإسناده الصحيح .
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) .
هذا الحديث يبين أن المسلم خير له أن يعاشر الناس وأن يعاملهم وأن يخالطهم لأن في هذه المعاشرة وفي هذه المخالطة خيرا له ولمن يخالطه ذلك لأن المخالط إما أن يكون بحاجة إلى علم فهو بمخالطته للناس يستفيد مما عندهم لاسيما إذا كان هؤلاء الناس من أهل العلم والفضل والخلق الحسن وإن كان هو من هؤلاء أي من أهل العلم والفضل والخلق الحسن فأولى به أن يكون منفعة لغيره من هؤلاء الناس الذين يخالطهم ويعاشرهم.
والحقيقة أن هذا الحديث فيه رد على اتجاه يتجهه بعض الطوائف الإسلامية منذ سنين طويلة ألا وهم أولئك الذين يعرفون بالصوفية فإن هؤلاء الصوفية عرفوا من بين كل الجماعات أو الطوائف الإسلامية بأنهم ينزوون على أنفسهم ويقبعون في زواياهم وفي بيوت كانوا يسمونها بأسماء خاصة تكايا وزوايا بل غلا بعضهم حتى خرج عن مساكنة الناس مطلقا حتى في هذه الزوايا والتكايا فكان أحدهم يخرج يعيش مع الوحوش في الصحارى والبراري والقفار كل ذلك تهربا منهم من مخالطة الناس ذلك لأنهم يعتقدون أن هذه المخالطة لا تأتيهم بخير وإنما تجلب إليهم الشر
ولذلك كانوا يؤثرون أن يعيشوا خارج البنيان ولهم في ذلك قصص وقصص كثيرة جدا تذكر في كتب الرقائق وكتب كرامات الأولياء والصالحين زعموا
فهذا الحديث فيه رد صريح على هؤلاء الناس وأن الإسلام لم يبعثه ربنا تبارك وتعالى ليعيش في شخص واحد وأنما أنزل الله عز وجل دينه وبعث رسله لتكون هناك أمة يعيش بعضهم مع بعض ويتعاون بعضهم مع بعض على الخير ويتناهون عن المنكر كما قال عز وجل (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )) فالرجل الذي يعيش لوحده ولا يعيش بين بني جنسه ليس لديه مجال أن يتصف بهذه الصفة الخيرية التي وصف الله عز وجل بها هذه الأمة وكان من أبرز صفاتها (( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )) فالرجل الذي يعيش في البراري والصحارى والقفار لا يجد أحدا يأمره بالمعروف ينهاه عن المنكر لا يجد أحدا يعلمه شيئا مما علمه الله إن كان على علم وإن كان على جهل فلا يجد أحدا يتعلم منه مما علمه الله تبارك وتعالى لذلك يعيش طيلة حياته قفرا كالأراضي التي هو يعيش فيها قفرا من العلم قفرا من الخلق ومن النعومة والليونة التي ينبغي على المسلم أن يتصف بها على اعتبار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصف المؤمن بصفات كثيرة منها أنه قال ( المؤمن هين ليّن ) فهذه الصفة كونه هينا لينا لا يمكن أن ينطبع بها ذلك الإنسان الذي يعيش في الصحارى
لذلك جاء في كثير من الأحاديث الصحيحة يصف فيها الرسول عليه السلام الأعراب الذين يعيشون في الصحارى ولا يعيشون في المدن بأنهم قساة القلوب غلاظ الأكباد فلا جرم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى في بعض الأحاديث الأعرابي الذي هاجر من بداوته إلى مدينة إلى الحضارة نهاه أن يعود إلى ما كان عليه من البداوة لذلك قال عليه الصلاة والسلام تأكيدا لهذا المعنى الذي ندندن حوله ( من بدا جفا ) ( من بدا جفا ) من بدا يعني من سكن البادية يعني من عاش عيشة البدو ( من بدا جفا ) أي صارت طبيعته جافية غليظة فكيف يترك المسلم المجتمع الإسلامي فهو لا يخالطهم ولا يعاشرهم ليعيش وحده كما ذكرنا خارج المدن في البراري والصحارى حينئذ يغلظ طبعه ويقل علمه وتصبح الأمور الشرعية عنده معكوسة ومقلوبة.
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
قال المؤلف رحمه الله " باب الذي يصبر على أذى الناس " .
روى بإسناده الصحيح .
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) .
هذا الحديث يبين أن المسلم خير له أن يعاشر الناس وأن يعاملهم وأن يخالطهم لأن في هذه المعاشرة وفي هذه المخالطة خيرا له ولمن يخالطه ذلك لأن المخالط إما أن يكون بحاجة إلى علم فهو بمخالطته للناس يستفيد مما عندهم لاسيما إذا كان هؤلاء الناس من أهل العلم والفضل والخلق الحسن وإن كان هو من هؤلاء أي من أهل العلم والفضل والخلق الحسن فأولى به أن يكون منفعة لغيره من هؤلاء الناس الذين يخالطهم ويعاشرهم.
والحقيقة أن هذا الحديث فيه رد على اتجاه يتجهه بعض الطوائف الإسلامية منذ سنين طويلة ألا وهم أولئك الذين يعرفون بالصوفية فإن هؤلاء الصوفية عرفوا من بين كل الجماعات أو الطوائف الإسلامية بأنهم ينزوون على أنفسهم ويقبعون في زواياهم وفي بيوت كانوا يسمونها بأسماء خاصة تكايا وزوايا بل غلا بعضهم حتى خرج عن مساكنة الناس مطلقا حتى في هذه الزوايا والتكايا فكان أحدهم يخرج يعيش مع الوحوش في الصحارى والبراري والقفار كل ذلك تهربا منهم من مخالطة الناس ذلك لأنهم يعتقدون أن هذه المخالطة لا تأتيهم بخير وإنما تجلب إليهم الشر
ولذلك كانوا يؤثرون أن يعيشوا خارج البنيان ولهم في ذلك قصص وقصص كثيرة جدا تذكر في كتب الرقائق وكتب كرامات الأولياء والصالحين زعموا
فهذا الحديث فيه رد صريح على هؤلاء الناس وأن الإسلام لم يبعثه ربنا تبارك وتعالى ليعيش في شخص واحد وأنما أنزل الله عز وجل دينه وبعث رسله لتكون هناك أمة يعيش بعضهم مع بعض ويتعاون بعضهم مع بعض على الخير ويتناهون عن المنكر كما قال عز وجل (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )) فالرجل الذي يعيش لوحده ولا يعيش بين بني جنسه ليس لديه مجال أن يتصف بهذه الصفة الخيرية التي وصف الله عز وجل بها هذه الأمة وكان من أبرز صفاتها (( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )) فالرجل الذي يعيش في البراري والصحارى والقفار لا يجد أحدا يأمره بالمعروف ينهاه عن المنكر لا يجد أحدا يعلمه شيئا مما علمه الله إن كان على علم وإن كان على جهل فلا يجد أحدا يتعلم منه مما علمه الله تبارك وتعالى لذلك يعيش طيلة حياته قفرا كالأراضي التي هو يعيش فيها قفرا من العلم قفرا من الخلق ومن النعومة والليونة التي ينبغي على المسلم أن يتصف بها على اعتبار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصف المؤمن بصفات كثيرة منها أنه قال ( المؤمن هين ليّن ) فهذه الصفة كونه هينا لينا لا يمكن أن ينطبع بها ذلك الإنسان الذي يعيش في الصحارى
لذلك جاء في كثير من الأحاديث الصحيحة يصف فيها الرسول عليه السلام الأعراب الذين يعيشون في الصحارى ولا يعيشون في المدن بأنهم قساة القلوب غلاظ الأكباد فلا جرم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى في بعض الأحاديث الأعرابي الذي هاجر من بداوته إلى مدينة إلى الحضارة نهاه أن يعود إلى ما كان عليه من البداوة لذلك قال عليه الصلاة والسلام تأكيدا لهذا المعنى الذي ندندن حوله ( من بدا جفا ) ( من بدا جفا ) من بدا يعني من سكن البادية يعني من عاش عيشة البدو ( من بدا جفا ) أي صارت طبيعته جافية غليظة فكيف يترك المسلم المجتمع الإسلامي فهو لا يخالطهم ولا يعاشرهم ليعيش وحده كما ذكرنا خارج المدن في البراري والصحارى حينئذ يغلظ طبعه ويقل علمه وتصبح الأمور الشرعية عنده معكوسة ومقلوبة.
1 - باب : " باب الذي يصبر على أذى الناس " شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ... ) . أستمع حفظ
بيان انحراف الصوفية، والماديين عن مفهوم التوكل.
الشيخ : من آثار هذا العكس وهذا القلب مثلا أنهم يفهمون التوكل بخلاف المعنى الشرعي له حيث أنهم يفهمون التوكل بمعنى التواكل وشتان بين التوكل والتواكل التوكل جاء ذكره في عديد من الآيات الكريمة منها قوله تبارك وتعالى (( وإذا عزمت فتوكل على الله )) فالتوكل على الله يكون بعد أن يتخذ المسلم الأسباب التي توصله عادة إلى ما يبتغيه من سبب مثلا الذي يريد من أرضه أن تثمر له الثمر اليانع وأن تنبت له الحب الكثير لابد من أن يخدمها بكل أنواع الخدمات التي تتطلبها الأرض عادة من حرث وزرع وتنقيح وسقي ونحو ذلك فإذا هو فعل هذا يتوكل على الله عز وجل ولا يتوكل على أسبابه لأن هذه الأسباب قد تتأخر فلابد من أن يقرنها مع التوكل على الله تبارك وتعالى
أما أن يقول الإنسان إن كان الله عز وجل كتب لي أن آكل من هذه الأرض من ثمرها ومن حبها فسآكل سواء خدمتها أو لم أخدمها فهو في الواقع يخالف نفسه ويفسر التوكل بخلاف المعنى الحقيقي المراد منه.
ومن هذا العكس الذي يقعون فيه فهم حينما يفسرون التوكل بهذا المعنى لا يعدمون أن يركنوا إلى بعض النصوص التي يدعمون بها تفسيرهم لكنهم في الوقت نفسه حينما يدعمون ما يذهبون إليه من تفسير التوكل بالتواكل قد أصيبوا أيضا بانعكاس في فهمهم لبعض تلك النصوص من ذلك أنهم يحتجون بقوله عليه الصلاة والسلام ( لو توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ) ففهموا الحديث مقلوبا قالوا هذا الله يرزق الطير لكنهم غفلوا عن النص وما فيه من التفريق بين الغدو والرواح حيث قال عليه الصلاة والسلام ( لو توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا ) ما قال تصبح خماصا في أعشاشها ثم تمسي بطانا يعني ممتلئة البطون وهي في أعشاشها وإنما قال عليه الصلاة والسلام تغدو أي تبكّر في الانطلاق وراء السعي بالرزق فترجع وقد امتلأت بطونها إذن هذا الحديث لا يؤيد هؤلاء المتصوفة الذين يفسرون التوكل بما يساوي معنى التواكل أي الكسل وعدم الأخذ بالأسباب.
بل إن هذا الحديث يؤيد معنى الآية السابقة (( وإذا عزمت فتوكل على الله )) اعزم وتوكل كما قال ( اعقل وتوكل ) وهذا حينما ( جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو على ناقته قال يا رسول الله أعقلها ) أقيدها أربطها ( أم أتوكل على الله قال لا اعقل وتوكل ) أي اجمع بين السبب وبين التوكل على الله تبارك وتعالى وهذا الموقف أي في الجمع بين السبب والتوكل على الله هو موقف المسلم وضده على طرفي نقيض هؤلاء المتصوفة مثلا يدعون الأخذ بالأسباب ويتوكلون على الله بزعمهم فهؤلاء أخذوا بشيء وأعرضوا عن شيء
عكسهم اليوم جماهير المسلمين لجهلهم أما المتصوفة فلانحرافهم في مذهبهم أما جماهير المسلمين اليوم فهم يتكلون على الأسباب متأثرين في ذلك بالمنهج المادي الأوروبي فنحن نعلم يقينا أن الأوروبيين اليوم لا يكادون يذكرون الله إطلاقا وإنما عمدتهم على علومهم على عقولهم على أبدانهم وأخذهم بالأسباب فهؤلاء في طرف وهالمتوكلة من المتصوفة في طرف وكلاهما على طرفي نقيض والحق بينهما والحق الجمع بين الأخذ بكل طرف من الطرفين اللذين أخذ كل منهما بطرف وأعرض عن الطرف الآخر
ذلك أن نأخذ بالأسباب ونتوكل على رب الأرباب هذا كله مما نستوحيه من هذا الحديث الذي نحن في صدد التعليق عليه المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط ولا يصبر على أذاهم لأن في هذه المخالطة كما ذكرنا تفتيحا لذهن المسلم أو تفسيحا منه لأذهان إخوانه المسلمين إن كان أهلا لذلك
على كل حال فالذي يعيش بين إخوانه فهو إما مستفيد وإما مفيد وقد يجتمعان يستفيد ويفيد في آن واحد ولا شك أن مخالطة الناس لاسيما في الأزمان الصعبة التي يكثر فيها الفساد بين الناس لا شك أن المخالط سوف يلقى شدة ويلقى عنتا وصعوبة وأذى.
أما أن يقول الإنسان إن كان الله عز وجل كتب لي أن آكل من هذه الأرض من ثمرها ومن حبها فسآكل سواء خدمتها أو لم أخدمها فهو في الواقع يخالف نفسه ويفسر التوكل بخلاف المعنى الحقيقي المراد منه.
ومن هذا العكس الذي يقعون فيه فهم حينما يفسرون التوكل بهذا المعنى لا يعدمون أن يركنوا إلى بعض النصوص التي يدعمون بها تفسيرهم لكنهم في الوقت نفسه حينما يدعمون ما يذهبون إليه من تفسير التوكل بالتواكل قد أصيبوا أيضا بانعكاس في فهمهم لبعض تلك النصوص من ذلك أنهم يحتجون بقوله عليه الصلاة والسلام ( لو توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ) ففهموا الحديث مقلوبا قالوا هذا الله يرزق الطير لكنهم غفلوا عن النص وما فيه من التفريق بين الغدو والرواح حيث قال عليه الصلاة والسلام ( لو توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا ) ما قال تصبح خماصا في أعشاشها ثم تمسي بطانا يعني ممتلئة البطون وهي في أعشاشها وإنما قال عليه الصلاة والسلام تغدو أي تبكّر في الانطلاق وراء السعي بالرزق فترجع وقد امتلأت بطونها إذن هذا الحديث لا يؤيد هؤلاء المتصوفة الذين يفسرون التوكل بما يساوي معنى التواكل أي الكسل وعدم الأخذ بالأسباب.
بل إن هذا الحديث يؤيد معنى الآية السابقة (( وإذا عزمت فتوكل على الله )) اعزم وتوكل كما قال ( اعقل وتوكل ) وهذا حينما ( جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو على ناقته قال يا رسول الله أعقلها ) أقيدها أربطها ( أم أتوكل على الله قال لا اعقل وتوكل ) أي اجمع بين السبب وبين التوكل على الله تبارك وتعالى وهذا الموقف أي في الجمع بين السبب والتوكل على الله هو موقف المسلم وضده على طرفي نقيض هؤلاء المتصوفة مثلا يدعون الأخذ بالأسباب ويتوكلون على الله بزعمهم فهؤلاء أخذوا بشيء وأعرضوا عن شيء
عكسهم اليوم جماهير المسلمين لجهلهم أما المتصوفة فلانحرافهم في مذهبهم أما جماهير المسلمين اليوم فهم يتكلون على الأسباب متأثرين في ذلك بالمنهج المادي الأوروبي فنحن نعلم يقينا أن الأوروبيين اليوم لا يكادون يذكرون الله إطلاقا وإنما عمدتهم على علومهم على عقولهم على أبدانهم وأخذهم بالأسباب فهؤلاء في طرف وهالمتوكلة من المتصوفة في طرف وكلاهما على طرفي نقيض والحق بينهما والحق الجمع بين الأخذ بكل طرف من الطرفين اللذين أخذ كل منهما بطرف وأعرض عن الطرف الآخر
ذلك أن نأخذ بالأسباب ونتوكل على رب الأرباب هذا كله مما نستوحيه من هذا الحديث الذي نحن في صدد التعليق عليه المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط ولا يصبر على أذاهم لأن في هذه المخالطة كما ذكرنا تفتيحا لذهن المسلم أو تفسيحا منه لأذهان إخوانه المسلمين إن كان أهلا لذلك
على كل حال فالذي يعيش بين إخوانه فهو إما مستفيد وإما مفيد وقد يجتمعان يستفيد ويفيد في آن واحد ولا شك أن مخالطة الناس لاسيما في الأزمان الصعبة التي يكثر فيها الفساد بين الناس لا شك أن المخالط سوف يلقى شدة ويلقى عنتا وصعوبة وأذى.
باب : " الصبر على الأذى " شرح حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: ( ليس شيء أصبر على أذى يسمعه من الله عز وجل ) .
الشيخ : ولذلك كانت المخالطة خيرا له لأنه يثاب على صبره في مخالطته لبني جنسه صبرا جميلا ومن أجل هذه النكتة أتبع المصنف هذا الحديث بأحاديث أخرى يلفت نظر المسلم الذي حضه نبيه عليه السلام على المخالطة وعلى الصبر فيما لو أصيب بأذى أتبع هذا الحديث بباب : " الصبر على الأذى "
وأورد تحته حديثا بإسناد صحيح .
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( ليس أحد ) أو ( ليس شيء أصبر على أذى يسمعه من الله عز وجل ) .
الله الذي خلق الناس فهو يسمع الأذى من الناس وهم عباد له مخلوقون له مع ذلك فهو يصبر عليهم أي لهذا حض المسلم إنه إذا كان ربك الذي خلق الناس مع ذلك يؤذونه فيصبر على أذاهم كما سيشرحه الحديث فأنت أولى أيها المسلم أن تصبر فيما إذا أصابك أذى ماهو هذا الأذى الذي يسمعه ربنا عز وجل ثم هو يصبر عليه صبرا لا يصبره أحد من العالمين قال في تمام الحديث ( إنهم ليدعون له ولدا ) أو ( يدّعون له ولدا وإنه ليعافيهم ويرزقهم ) إنهم ليتهمون الله عز وجل بأكبر جرم بأن له شريكا بأن له ولدا ومع ذلك عم يرزقهم خيرات الدنيا وحينما يمرضون يعافيهم كيف هذا؟ وهم يحبونه ويدعون له الولد والشريك ذلك من صبر الله تبارك وتعالى على عباده لذلك قال عليه الصلاة والسلام ( ليس شيء وليس أحد أصبر على أذى من الله عز وجل يسمعه من أحد ) ذلك لأنهم يدّعون له ولدا وإنه ليعافيهم ويرزقهم.
قد يقول قائل إي هذا الله فالله عز وجل له كل صفات الكمال فهو يستطيع أن يصبر هذا الصبر الذي ليس مثله صبر في الدنيا فكيف نحن نستطيع أن نتشبه به نقول لا يمكن للإنسان مهما سما وعلا أن تصبح صفته مشابهة لصفة من صفات الله عز وجل لكن هذا من باب التقريب لأن الله يقول (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ومع أنه قال في حقه وهو السميع البصير لما ذكر آدم عليه السلام قال (( فجعلناه سميعا بصيرا )) لكن سمع آدم وبنيه ليس كسمع الله عز وجل وبصره بطبيعة الحال لكن في نوع مشاركة في اللفظ فإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يتشبه بالله عز وجل في تمام الصفة فهو أن يقارب في الاتصاف بشيء من صفة الصبر التي يتصف بها الله تبارك وتعالى فمن صفاته أنه الصبور الشكور.
وأورد تحته حديثا بإسناد صحيح .
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( ليس أحد ) أو ( ليس شيء أصبر على أذى يسمعه من الله عز وجل ) .
الله الذي خلق الناس فهو يسمع الأذى من الناس وهم عباد له مخلوقون له مع ذلك فهو يصبر عليهم أي لهذا حض المسلم إنه إذا كان ربك الذي خلق الناس مع ذلك يؤذونه فيصبر على أذاهم كما سيشرحه الحديث فأنت أولى أيها المسلم أن تصبر فيما إذا أصابك أذى ماهو هذا الأذى الذي يسمعه ربنا عز وجل ثم هو يصبر عليه صبرا لا يصبره أحد من العالمين قال في تمام الحديث ( إنهم ليدعون له ولدا ) أو ( يدّعون له ولدا وإنه ليعافيهم ويرزقهم ) إنهم ليتهمون الله عز وجل بأكبر جرم بأن له شريكا بأن له ولدا ومع ذلك عم يرزقهم خيرات الدنيا وحينما يمرضون يعافيهم كيف هذا؟ وهم يحبونه ويدعون له الولد والشريك ذلك من صبر الله تبارك وتعالى على عباده لذلك قال عليه الصلاة والسلام ( ليس شيء وليس أحد أصبر على أذى من الله عز وجل يسمعه من أحد ) ذلك لأنهم يدّعون له ولدا وإنه ليعافيهم ويرزقهم.
قد يقول قائل إي هذا الله فالله عز وجل له كل صفات الكمال فهو يستطيع أن يصبر هذا الصبر الذي ليس مثله صبر في الدنيا فكيف نحن نستطيع أن نتشبه به نقول لا يمكن للإنسان مهما سما وعلا أن تصبح صفته مشابهة لصفة من صفات الله عز وجل لكن هذا من باب التقريب لأن الله يقول (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ومع أنه قال في حقه وهو السميع البصير لما ذكر آدم عليه السلام قال (( فجعلناه سميعا بصيرا )) لكن سمع آدم وبنيه ليس كسمع الله عز وجل وبصره بطبيعة الحال لكن في نوع مشاركة في اللفظ فإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يتشبه بالله عز وجل في تمام الصفة فهو أن يقارب في الاتصاف بشيء من صفة الصبر التي يتصف بها الله تبارك وتعالى فمن صفاته أنه الصبور الشكور.
3 - باب : " الصبر على الأذى " شرح حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: ( ليس شيء أصبر على أذى يسمعه من الله عز وجل ) . أستمع حفظ
بيان حكم حديث: ( تخلقوا بأخلاق الله) وأنه باطل، لكن معناه صحيح.
الشيخ : وبهذه المناسبة أذكر بحديث مشهور ومذكور في بعض الكتب ولا أصل له ولكن له صلة بهذا المعنى الذي ندندن حوله هذا الحديث لفظه " تخلقوا بأخلاق الله " تخلقوا بأخلاق الله حديث لا أصل له أي لم يرو عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مطلقا حتى ولا بالإسناد الموضوع وإنما اشتهر في الأزمنة المتأخرة أن الرسول عليه السلام قال " تخلقوا بأخلاق الله " لكن هل لهذا الحديث الذي لا أصل له رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صحة من حيث المعنى هل يمكن أن يقال للإنسان تخلّق بأخلاق الله؟ الجواب يمكن في غالب صفات الله عز وجل ولا يمكن بل لا يجوز شرعا أن يتخلق المخلوق بشيء من بعض صفات الله عز وجل مثلا من صفاته أنه الجبار فلا يجوز المسلم أن يتخلق بالجبروت لأن صفة الجبروت صفة تليق بالله تبارك وتعالى الخالق
لذلك جاء في بعض الأحاديث القدسية ( أن من تجبّر وتكبر قصمه الله عز وجل ) لأن الكبرياء والجبروت هما من صفات الله عز وجل لكن لو جئنا لصفة الصبر لصفة الحلم فهنا يقال تخلّقوا بهذه الأخلاق الإلهية لكن بقدر الاستطاعة بقدر ما يتناسب مع الطبيعة البشرية
لذلك جاء في بعض الأحاديث القدسية ( أن من تجبّر وتكبر قصمه الله عز وجل ) لأن الكبرياء والجبروت هما من صفات الله عز وجل لكن لو جئنا لصفة الصبر لصفة الحلم فهنا يقال تخلّقوا بهذه الأخلاق الإلهية لكن بقدر الاستطاعة بقدر ما يتناسب مع الطبيعة البشرية
شرح حديث: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال " قسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قسمة في بعض ما كان يقسم ... ) .
الشيخ : في هذه النكتة أي لكون الإنسان لا يستطيع أن يقارب التشبه بصبر الله عز وجل جاء بحديث ثاني يتعلق بخلق من خلق الله عز وجل وهو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحينئذ ستبقى المقاربة والمشابهة متجانسة بين الإنسان المأمور بأن يتخلق بخلق الصبر وبين هذا الإنسان الكامل الذي ستسمعون ما جاء فيه من الصبر.
ذلك هو الحديث الثاني في " باب الصبر على الأذى "
رواه المصنف رحمه الله بإسناده الصحيح .
عن عبد الله وعبد الله هنا هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : ( قسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قسمة في بعض ما كان يقسم فقال رجل من الأنصار والله إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله ) .
هذا كلام يقال في حق أعدل الناس قاطبة وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل في حقه ( والله إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله عز وجل قلت أنا ) ابن مسعود يقول ( لأقولن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ) يظهر أن هذا الأنصاري قال هذا الكلام بعيدا عن الرسول عليه السلام في محضر من الصحابة وكان منهم عبدالله بن مسعود فقال ( لأقولن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فأتيته وهو في أصحابه فساررته فشقّ ذلك عليه صلى الله عليه وآله وسلم وتغير وجهه وغضب حتى وددت أني لم أكن أخبرته ثم قال قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر ) الحديث واضح المعاني حيث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما كانت تأتيه المغانم إما بسبب الحروب أو بسبب الجزية التي يفرضها بسبب المصالحة بعد انتصار الجيش المسلم فكان من عادته عليه السلام أنه إذا جاءه مال جاء به إلى المسجد فوزعه على الناس وهو بطبيعة الحال يوزعه بقسمة يراعي فيها أمورا لا يدركها سائر الناس فهو مثلا قد يعطي إنسانا أكثر من آخر لماذا لسابقيته في الإسلام لبلائه الحسن في الإسلام فيبدو لبعض ناقصي الإيمان والعقل إنه هذه فيه محاباة مع إنه الحقيقة ليس هناك شيء من المحاباة وأحيانا العكس من ذلك يعطي إنسانا هو حديث عهد بالإسلام ليس له سابقة في الإسلام وليس له جهاد في الإسلام مع ذلك يعطيه أكثر ممن له سابقة في الإسلام فيستنكر ذلك بعض قاصري العقول ويقول كيف هذا لسه البارحة أسلم لسه ما حضر ولا معركة كيف يجود عليه العطاء فيجهل هذا الإنسان أن الرسول يعطيه تأليفا له تأليفا لقلبه وقد يكون وريثا في قومه فهو إذا جلب قلبه إليه انجلب من ورائه من بني قومه هكذا هذه سياسة شرعية لا يحسنها أحد مثل الرسول عليه الصلاة والسلام فهو صلى الله عليه وآله وسلم قسم يوما قسمة كما هي عادته من مثل هذا البيان الذي ذكرناه فقال رجل من الأنصار ( إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله ) فهذا الأنصاري قاصر النظر كما شرحت آنفا إنه يقول لماذا هذا يعطيه أكثر من هذا مثلا فسمع هذه الكلمة عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فنقلها إلى الرسول عليه السلام وسارره بها يعني قالها له سرا فلما سمع ذلك عليه السلام ثقل عليه شق ذلك عليه وتغيرت ملامح وجهه وظهر عليه آثار الغضب حتى تمنى ابن مسعود رضي الله عنه أن لم يكن قد أخبره بهذا الخبر الذي انزعج منه عليه السلام هذا الانزعاج الكثير فماذا كان موقف الرسول عليه السلام تجاه هذه التهمة التي اتهمه بها ذلك الأنصاري لم يزد على قوله ( قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر ).
في هذا الحديث إشارة إلى آية (( لا تكونوا كالذين آذوا موسى )) ماذا كان إيذاؤهم هو الحديث كأنه مقتبس من الآية إنه موسى أوذي بأكثر من هذا ولذلك نهى الله عباده المؤمنين أن يؤذوا الذين آذوا موسى من قبل يعني اليهود ماذا فعلوا اليهود أخباث أشرار كان الله عز وجل يمتن عليهم دائما يرسل إليهم الأنبياء دائما وأبدا حتى قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( كان من قبلكم كلما مات نبي خلفه نبي ) ( كلما مات نبي خلفه نبي ألا ولا نبي بعدي ) فكان الله عز وجل مع امتنانه وتفضله على اليهود بأن يرسل إليهم دائما وأبدا أنبياء يحفظونهم من الزيغ من الانحراف من الضلال من الجهل مع ذلك كانوا غلاظ ... كانوا قساة القلوب كما حدثنا ربنا في القرآن من مثل قوله (( ويقتلون الأنبياء بغير حق )) فالذين كانوا يقتلون الأنبياء بغير حق ليس كثير عليهم أن يؤذوا موسى فبرأه الله مما قالوا ماذا قالوا في حق موسى اليهود أتباعه لقد قالوا إنه آذر .
وشايف الوقت زاد عن الميعاد فنؤجل تمام هذا البيان إلى الدرس الآتي ولكني أذكر بأنه الدرس الآتي مباشرة سوف لا أحضر لأني على سفر وإنما الدرس الذي يليه يكون اللقاء هنا إن شاء الله تعالى .
والحمد لله رب العالمين.
ذلك هو الحديث الثاني في " باب الصبر على الأذى "
رواه المصنف رحمه الله بإسناده الصحيح .
عن عبد الله وعبد الله هنا هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : ( قسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قسمة في بعض ما كان يقسم فقال رجل من الأنصار والله إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله ) .
هذا كلام يقال في حق أعدل الناس قاطبة وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل في حقه ( والله إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله عز وجل قلت أنا ) ابن مسعود يقول ( لأقولن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ) يظهر أن هذا الأنصاري قال هذا الكلام بعيدا عن الرسول عليه السلام في محضر من الصحابة وكان منهم عبدالله بن مسعود فقال ( لأقولن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فأتيته وهو في أصحابه فساررته فشقّ ذلك عليه صلى الله عليه وآله وسلم وتغير وجهه وغضب حتى وددت أني لم أكن أخبرته ثم قال قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر ) الحديث واضح المعاني حيث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما كانت تأتيه المغانم إما بسبب الحروب أو بسبب الجزية التي يفرضها بسبب المصالحة بعد انتصار الجيش المسلم فكان من عادته عليه السلام أنه إذا جاءه مال جاء به إلى المسجد فوزعه على الناس وهو بطبيعة الحال يوزعه بقسمة يراعي فيها أمورا لا يدركها سائر الناس فهو مثلا قد يعطي إنسانا أكثر من آخر لماذا لسابقيته في الإسلام لبلائه الحسن في الإسلام فيبدو لبعض ناقصي الإيمان والعقل إنه هذه فيه محاباة مع إنه الحقيقة ليس هناك شيء من المحاباة وأحيانا العكس من ذلك يعطي إنسانا هو حديث عهد بالإسلام ليس له سابقة في الإسلام وليس له جهاد في الإسلام مع ذلك يعطيه أكثر ممن له سابقة في الإسلام فيستنكر ذلك بعض قاصري العقول ويقول كيف هذا لسه البارحة أسلم لسه ما حضر ولا معركة كيف يجود عليه العطاء فيجهل هذا الإنسان أن الرسول يعطيه تأليفا له تأليفا لقلبه وقد يكون وريثا في قومه فهو إذا جلب قلبه إليه انجلب من ورائه من بني قومه هكذا هذه سياسة شرعية لا يحسنها أحد مثل الرسول عليه الصلاة والسلام فهو صلى الله عليه وآله وسلم قسم يوما قسمة كما هي عادته من مثل هذا البيان الذي ذكرناه فقال رجل من الأنصار ( إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله ) فهذا الأنصاري قاصر النظر كما شرحت آنفا إنه يقول لماذا هذا يعطيه أكثر من هذا مثلا فسمع هذه الكلمة عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فنقلها إلى الرسول عليه السلام وسارره بها يعني قالها له سرا فلما سمع ذلك عليه السلام ثقل عليه شق ذلك عليه وتغيرت ملامح وجهه وظهر عليه آثار الغضب حتى تمنى ابن مسعود رضي الله عنه أن لم يكن قد أخبره بهذا الخبر الذي انزعج منه عليه السلام هذا الانزعاج الكثير فماذا كان موقف الرسول عليه السلام تجاه هذه التهمة التي اتهمه بها ذلك الأنصاري لم يزد على قوله ( قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر ).
في هذا الحديث إشارة إلى آية (( لا تكونوا كالذين آذوا موسى )) ماذا كان إيذاؤهم هو الحديث كأنه مقتبس من الآية إنه موسى أوذي بأكثر من هذا ولذلك نهى الله عباده المؤمنين أن يؤذوا الذين آذوا موسى من قبل يعني اليهود ماذا فعلوا اليهود أخباث أشرار كان الله عز وجل يمتن عليهم دائما يرسل إليهم الأنبياء دائما وأبدا حتى قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( كان من قبلكم كلما مات نبي خلفه نبي ) ( كلما مات نبي خلفه نبي ألا ولا نبي بعدي ) فكان الله عز وجل مع امتنانه وتفضله على اليهود بأن يرسل إليهم دائما وأبدا أنبياء يحفظونهم من الزيغ من الانحراف من الضلال من الجهل مع ذلك كانوا غلاظ ... كانوا قساة القلوب كما حدثنا ربنا في القرآن من مثل قوله (( ويقتلون الأنبياء بغير حق )) فالذين كانوا يقتلون الأنبياء بغير حق ليس كثير عليهم أن يؤذوا موسى فبرأه الله مما قالوا ماذا قالوا في حق موسى اليهود أتباعه لقد قالوا إنه آذر .
وشايف الوقت زاد عن الميعاد فنؤجل تمام هذا البيان إلى الدرس الآتي ولكني أذكر بأنه الدرس الآتي مباشرة سوف لا أحضر لأني على سفر وإنما الدرس الذي يليه يكون اللقاء هنا إن شاء الله تعالى .
والحمد لله رب العالمين.
5 - شرح حديث: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال " قسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قسمة في بعض ما كان يقسم ... ) . أستمع حفظ
بيان جواز وصف الشخص بما هو عليه من الصفات السيئة من باب التحذير منه وأن ذلك ليس بغيبة.
الشيخ : في أثناء رواية الكلام خير إن شاء الله وهو خاطب من عنا فما عنا ... حتى إذا صار الكتاب على الخطبة بيكونوا على بينة من الأمر مو يمشوا ... محرمة هذا الوصف والتعريف ولو تضمن الغيبة فليس حراما
" القدح ليس بغيبة في ستة *** متظلم ومعرف "
هي " معرف "
" ومحذر " : الخطة الثالثة أنا شايف فلان عم يعاشر فلان أجي أقول له اصح تمشي مع فلان خير إن شاء الله هذا أخلاقه ... ليش لأنه هنا المقصود فيه التحذير الشاب الصالح تحذره من أن يخالط الشاب الفاسد الشاب ذو الخلق الحسن بننهاه أن يخالط الشاب ذو الخلق السيء ليه؟ لأنه طبيعة الناس أنها تنعدي مثل الفواكه الجميلة إذا ما وضعت في جانب الفاكهة الفاسدة أفسدتها وسرت إليها العدوى سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا
ومن أجل ذلك حذر الرسول عليه السلام من رفقة السوء فقال ( مثل الجليس الصالح كمثل بائع المسك إما أن يحذيك ) يعني يعطيك بالمجان ( وإما أن تشتري منه وإما أن تشم منه رائحة طيبة ) فجليس الرجل الصالح على كل حال يكسبك مثله كمثل أن يجالس العطار إما أن يعطيه مجانا وإما أن يشتري منه بالمقابل وإما على الأقل تشم رائحة طيبة
أما مثل الجليس السوء فهو قال عليه السلام في تمام الحديث ( كمثل الحداد إما أن يحرق ثيابك وإما أن تشم منه رائحة كريهة ) هذا وذاك مثل الجليس الصالح ومثل جليس السوء فإذا رأينا إنسانا صالحا يخالط إنسانا طالحا فنحن نحذره ونقول له فلان اللي عم تمشي معه بيفعل كذا بيقول كذا بيعتقد كذا وإلى آخره ... نقول والله سيب الناس هذه ماهي غيبة مكروهة بل هذه غيبة واجبة مش جائزة هذا تحذير إياك أن تمشي مع فلان لأن صفته كذا وكذا هذا واجب إذن صار معنا حتى الآن ثلاث خصال متظلم ومعرف ومحذر الخصلة الرابعة .
" ومجاهر فسقا " : ومجاهر فسقا واحد بيشرب خمر علنا لا هو يخشى الله ولا يستحي من عباد الله هذا هو الفاسق المجاهر بفسقه فهذا ... يقال فلان اللي عم يشرب الخمر ... إطلاقا هذا داخل في النص العام ... من حيث المعنى داخل لكن من حيث ... هذا النوع في ذاك النص العام هذا هو الفاسق المعلن فسقه وفجوره .
اثنان فاتح مثلا بار فاتح محل خمور هذا ماهو غيبة محرمة أبدا هذا مستثنى من الغيبة المحرمة .
أما السؤال الثالث عفوا النوع الخامس بعد أن قال " ومجاهر فسقا " .
قال " ومستفت " : هذا هو القسم الخامس من الغيبة المستثناة من التحريم ومستفت المستفتي له أمثلة ووقائع وأنواع كثيرة جدا
يأتي الرجل إلى العالم فيقول زوجتي تفعل كذا وكذا وكذا شو تقول أو المرأة تأتي إلى العالم وبتقول زوجي يفعل كذا وكذا وكل منهما يصف الآخر بوصف هو غيبة فهذا جائز أم حرام؟ هذا جائز لأنه مستثنى من الغيبة المحرمة والدليل على ذلك ... ( هند لما جاءت إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وقالت يا رسول الله إن زوجي رجل شحيح ) ... تبخله رجل شحيح يعني بخيل يعني ماهو قائم بواجباته تجاه زوجته وأولاده ( أفيجوز لي أن آخذ من ماله ما يكفيني أنا وأولادي ) قال عليه السلام ( خذي من ماله ما يكفيك أنت وولدك بالمعروف ) هذا هو الحديث وليس بعد ... مما نحن الآن فيه وهو قول المرأة زوجي شحيح كيف سكت الرسول عن هذه الغيبة لأنها غيبة جاءت بمناسبة استفتاء فزوجي بخيل ماهو قائم بواجب الإنفاق علينا فهل يجوز أن آخذ من ماله بدون ماهو ... قال لها يجوز لكن بشرط واحد أو بالأحرى شرطين اثنين
الشرط الأول مفهوم ضمنا كأنه يقول لها إذا كنت صادقة إنه هو بخيل وإنه هو ما بيقوم بواجب الحق حق النفقة فيجوز أن تأخذي إذن أنت من ماله ما يكفيك وابنك لكن بشرط بالمعروف يعني بما يعرف عادة أنه هذا المقدار اللي تأخذيه أنت كافي كأن الرسول عليه السلام يقول لها لا تستغلي سماح الشرع لك بأن تأخذي من مال زوجك البخيل المقصّر في حق النفقة إلك وأولادك لا تستغلي سماح الشرع إلك أن تأخذي بمقدار ما يكفيك أنت وولدك تأخذي بأى والله أكثر ... الرجل ... لا خذي من ماله ما يكفيك أنت وولدك بالمعروف هذا المثال مما
وتصدق به يعني إذا كنت في سعة من المال ثم جاءك رزق من غير
" القدح ليس بغيبة في ستة *** متظلم ومعرف "
هي " معرف "
" ومحذر " : الخطة الثالثة أنا شايف فلان عم يعاشر فلان أجي أقول له اصح تمشي مع فلان خير إن شاء الله هذا أخلاقه ... ليش لأنه هنا المقصود فيه التحذير الشاب الصالح تحذره من أن يخالط الشاب الفاسد الشاب ذو الخلق الحسن بننهاه أن يخالط الشاب ذو الخلق السيء ليه؟ لأنه طبيعة الناس أنها تنعدي مثل الفواكه الجميلة إذا ما وضعت في جانب الفاكهة الفاسدة أفسدتها وسرت إليها العدوى سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا
ومن أجل ذلك حذر الرسول عليه السلام من رفقة السوء فقال ( مثل الجليس الصالح كمثل بائع المسك إما أن يحذيك ) يعني يعطيك بالمجان ( وإما أن تشتري منه وإما أن تشم منه رائحة طيبة ) فجليس الرجل الصالح على كل حال يكسبك مثله كمثل أن يجالس العطار إما أن يعطيه مجانا وإما أن يشتري منه بالمقابل وإما على الأقل تشم رائحة طيبة
أما مثل الجليس السوء فهو قال عليه السلام في تمام الحديث ( كمثل الحداد إما أن يحرق ثيابك وإما أن تشم منه رائحة كريهة ) هذا وذاك مثل الجليس الصالح ومثل جليس السوء فإذا رأينا إنسانا صالحا يخالط إنسانا طالحا فنحن نحذره ونقول له فلان اللي عم تمشي معه بيفعل كذا بيقول كذا بيعتقد كذا وإلى آخره ... نقول والله سيب الناس هذه ماهي غيبة مكروهة بل هذه غيبة واجبة مش جائزة هذا تحذير إياك أن تمشي مع فلان لأن صفته كذا وكذا هذا واجب إذن صار معنا حتى الآن ثلاث خصال متظلم ومعرف ومحذر الخصلة الرابعة .
" ومجاهر فسقا " : ومجاهر فسقا واحد بيشرب خمر علنا لا هو يخشى الله ولا يستحي من عباد الله هذا هو الفاسق المجاهر بفسقه فهذا ... يقال فلان اللي عم يشرب الخمر ... إطلاقا هذا داخل في النص العام ... من حيث المعنى داخل لكن من حيث ... هذا النوع في ذاك النص العام هذا هو الفاسق المعلن فسقه وفجوره .
اثنان فاتح مثلا بار فاتح محل خمور هذا ماهو غيبة محرمة أبدا هذا مستثنى من الغيبة المحرمة .
أما السؤال الثالث عفوا النوع الخامس بعد أن قال " ومجاهر فسقا " .
قال " ومستفت " : هذا هو القسم الخامس من الغيبة المستثناة من التحريم ومستفت المستفتي له أمثلة ووقائع وأنواع كثيرة جدا
يأتي الرجل إلى العالم فيقول زوجتي تفعل كذا وكذا وكذا شو تقول أو المرأة تأتي إلى العالم وبتقول زوجي يفعل كذا وكذا وكل منهما يصف الآخر بوصف هو غيبة فهذا جائز أم حرام؟ هذا جائز لأنه مستثنى من الغيبة المحرمة والدليل على ذلك ... ( هند لما جاءت إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وقالت يا رسول الله إن زوجي رجل شحيح ) ... تبخله رجل شحيح يعني بخيل يعني ماهو قائم بواجباته تجاه زوجته وأولاده ( أفيجوز لي أن آخذ من ماله ما يكفيني أنا وأولادي ) قال عليه السلام ( خذي من ماله ما يكفيك أنت وولدك بالمعروف ) هذا هو الحديث وليس بعد ... مما نحن الآن فيه وهو قول المرأة زوجي شحيح كيف سكت الرسول عن هذه الغيبة لأنها غيبة جاءت بمناسبة استفتاء فزوجي بخيل ماهو قائم بواجب الإنفاق علينا فهل يجوز أن آخذ من ماله بدون ماهو ... قال لها يجوز لكن بشرط واحد أو بالأحرى شرطين اثنين
الشرط الأول مفهوم ضمنا كأنه يقول لها إذا كنت صادقة إنه هو بخيل وإنه هو ما بيقوم بواجب الحق حق النفقة فيجوز أن تأخذي إذن أنت من ماله ما يكفيك وابنك لكن بشرط بالمعروف يعني بما يعرف عادة أنه هذا المقدار اللي تأخذيه أنت كافي كأن الرسول عليه السلام يقول لها لا تستغلي سماح الشرع لك بأن تأخذي من مال زوجك البخيل المقصّر في حق النفقة إلك وأولادك لا تستغلي سماح الشرع إلك أن تأخذي بمقدار ما يكفيك أنت وولدك تأخذي بأى والله أكثر ... الرجل ... لا خذي من ماله ما يكفيك أنت وولدك بالمعروف هذا المثال مما
وتصدق به يعني إذا كنت في سعة من المال ثم جاءك رزق من غير
اضيفت في - 2021-08-29