شرح كتاب الأدب المفرد-196
باب : " باب الطعن في الأنساب " شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( شعبتان لا تتركهما أمتي النياحة والطعن في الأنساب ) . وفيه بيان إثم من أنكر نسبه لسبب أو طعن في نسب آخرين.
الشيخ : من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) .
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
كان درسنا الماضي في قوله عليه الصلاة والسلام ( شعبتان لا تتركهما أمتي النياحة والطعن في الأنساب ) فقد تكلمنا على النياحة بما يلزم وبقي علينا التفسير لقوله عليه السلام ( والطعن في الأنساب ) الطعن في الأنساب يراد به الشك في انتساب الشخص المسلم سواء كان ذكرا أو أنثى إلى أحد أبائه سواء كان من أعلى أو من أسفل من الأدنى يعني سواء شك في انتساب زيد من الناس إلى أبيه الذي خرج من صلبه أو أبيه الأعلى فهذا الطعن من المحرمات بل ذكر بعض العلماء أنه من الكبائر لأنه لازم هذا الطعن أن ينسب إلى أنه بالتعبير الشامي اليوم ابن حرام فلا شك أن هذا الطعن يكون من الكبائر ويدخل في هذا الطعن المحرم أن يكون الإنسان شريف النسب حسنيا أو حسينيا يعني منسوب إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وشرف الانتساب إلى الرسول عليه السلام ليس له إلا طريق من طريقين ذلك هو طريق الحسن أو الحسين لأن النبي عليه الصلاة والسلام مع أنه رزق كثيرا من الأولاد وخاصة من البنات فلم تخلف إحداهن ولدا وذرية اللهم إلا فاطمة عليها الصلاة والسلام فقد خلفت من بعدها الحسن والحسين فذرية المنتسبين جميعا إلى النبي عليه الصلاة والسلام إنما يكون من طريق فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهي خلّفت الحسن والحسين فكل إنسان شريف فينتهي نسبه ولا شك إلى الحسن أو الحسين أمهما فاطمة أبوهما علي رضي الله عنهم فإذا كان هناك شخص أيضا منسوب إلى الحسن أو الحسين فلا يجوز الطعن في هذا النسب بغير علم .
ويقول الفقهاء والعلماء أن الناس مؤمّنون على أنسابهم يعني كل شخص المفروض فيه أنه صادق في قوله أبي فلان وجدي فلان و و إلى آخره فيصدّق على ما يقول حتى يقوم الدليل الذي يثبت كذب هذه الدعوى وحينئذ فكذب هذا المدعي الانتساب إلى أب ما ولو كان هذا الأب غير شريف النسب كما ذكرنا أب عادي فكثير من الناس خاصة في هذا الزمن لأنهم فتنوا بالدنيا ومظاهرها وربما ابتلوا بشيء من الثروة والغنا والجاه ويكون واقع أبيه أنه رجل صعلوك لا قيمة له في هذا المجتمع فهو يتبرأ منه حتى لا يعيّر ولا يعاب بأبيه هذا الذي لا جاه له ولا ذكر بين الناس فيتبرأ من انتسابه إلى أبيه هذا التبرؤ يقابله الطعن في نسب المنتسب فكما أن الطعن في الأنساب حرام ومن الكبائر فتبرؤ الإنسان أيضا من نسبه أيضا كبيرة من الكبائر ولذلك جاء في صحيح البخاري وغيره ( أن من رأى ما لم ير ) يعني من ادعى أنه رأى في المنام كذا وكذب ( وتبرأ من نسبه فهو من أفرى الفري ) يعني من أكذب الكذب شيئان اثنان أن يتبرأ الإنسان من نسبه وأن يزعم بأنه رأى في المنام كذا وكذا وهو لم ير شيئا فكما إنه تبرؤ الإنسان من نسبه من الكبائر فالطعن في نسب المنتسب إلى نسب ما هو أيضا من الكبائر فكما لا يجوز للمسلم أن يتبرأ من نسبه لمصلحة طبعا مزعومة كذلك لا يجوز الطعن في نسب هذا المنتسب.
وهذا الطعن كما شرحت آنفا يمكن أن يفسر بتفسيرين الطعن بصورة عامة سواء كان شريفا أو غير شريف كأن يقال فلان ماهو ابن فلان هذا معناه أنه ابن حرام أو يقال هذا بيدعي أنه منسوب وليس منسوبا أيضا هذا طعن في النسب لأن الناس مؤمّنون على أنسابهم نحن ليس علينا شيء أننا إذا قبلنا دعوى مدعي أنه منسوب إلى الحسن أو الحسين فلو فرضنا أنه كان صادقا في ذلك وطعنا في نسبه فنكون حين ذاك قد ارتكبنا كبيرة من الكبائر وإن كان كاذبا فوزره على نفسه ويكون هو ارتكب هذه المعصية الكبيرة .
فإذن الطعن في الأنساب هو من الكبائر ومن خصال الجاهلية الأولى وهذه الخصال التي كان عليها أهل الجاهلية منها التفاخر بالأنساب واحد بيقول أنا أبي فلان وجدي فلان وأنت رجل لا أصل لك ولا نسب لك ولا حسب لك فخصلتان متقابلتان الافتخار بالأنساب فهو من عمل الجاهلية والطعن في الأنساب أيضا يقابل ذلك الفخر بالأنساب فكلاهما من أعمال الجاهلية وكلاهما من المحرمات.
فينبغي على المسلم ألا يقع في شيء من هذه الخصال الجاهلية لاسيما ومن أدب الإسلام قوله عليه الصلاة والسلام ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) فنسب الإنسان وإن كان له شرفه من حيث الدنيا لكنه لا يفيده شيئا في الآخرة أبدا ولذلك اشتهر عن بعض العلماء من السلف أو الشعراء الذين أوتوا شيئا من العلم حيث قال " لسنا وإن أحسابنا يوما على الأحساب نتكل " هذا معنى الأبيات " وإنما نفعل كما فعلوا " هذا هو التوجيه الإسلامي الصحيح .
فإذن لا يجوز الطعن في النسب ولا يجوز الافتخار بالنسب ولا يجوز الاعتماد أيضا على النسب لأن الذي يفيد المسلم إنما هو عمله.
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) .
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
كان درسنا الماضي في قوله عليه الصلاة والسلام ( شعبتان لا تتركهما أمتي النياحة والطعن في الأنساب ) فقد تكلمنا على النياحة بما يلزم وبقي علينا التفسير لقوله عليه السلام ( والطعن في الأنساب ) الطعن في الأنساب يراد به الشك في انتساب الشخص المسلم سواء كان ذكرا أو أنثى إلى أحد أبائه سواء كان من أعلى أو من أسفل من الأدنى يعني سواء شك في انتساب زيد من الناس إلى أبيه الذي خرج من صلبه أو أبيه الأعلى فهذا الطعن من المحرمات بل ذكر بعض العلماء أنه من الكبائر لأنه لازم هذا الطعن أن ينسب إلى أنه بالتعبير الشامي اليوم ابن حرام فلا شك أن هذا الطعن يكون من الكبائر ويدخل في هذا الطعن المحرم أن يكون الإنسان شريف النسب حسنيا أو حسينيا يعني منسوب إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وشرف الانتساب إلى الرسول عليه السلام ليس له إلا طريق من طريقين ذلك هو طريق الحسن أو الحسين لأن النبي عليه الصلاة والسلام مع أنه رزق كثيرا من الأولاد وخاصة من البنات فلم تخلف إحداهن ولدا وذرية اللهم إلا فاطمة عليها الصلاة والسلام فقد خلفت من بعدها الحسن والحسين فذرية المنتسبين جميعا إلى النبي عليه الصلاة والسلام إنما يكون من طريق فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهي خلّفت الحسن والحسين فكل إنسان شريف فينتهي نسبه ولا شك إلى الحسن أو الحسين أمهما فاطمة أبوهما علي رضي الله عنهم فإذا كان هناك شخص أيضا منسوب إلى الحسن أو الحسين فلا يجوز الطعن في هذا النسب بغير علم .
ويقول الفقهاء والعلماء أن الناس مؤمّنون على أنسابهم يعني كل شخص المفروض فيه أنه صادق في قوله أبي فلان وجدي فلان و و إلى آخره فيصدّق على ما يقول حتى يقوم الدليل الذي يثبت كذب هذه الدعوى وحينئذ فكذب هذا المدعي الانتساب إلى أب ما ولو كان هذا الأب غير شريف النسب كما ذكرنا أب عادي فكثير من الناس خاصة في هذا الزمن لأنهم فتنوا بالدنيا ومظاهرها وربما ابتلوا بشيء من الثروة والغنا والجاه ويكون واقع أبيه أنه رجل صعلوك لا قيمة له في هذا المجتمع فهو يتبرأ منه حتى لا يعيّر ولا يعاب بأبيه هذا الذي لا جاه له ولا ذكر بين الناس فيتبرأ من انتسابه إلى أبيه هذا التبرؤ يقابله الطعن في نسب المنتسب فكما أن الطعن في الأنساب حرام ومن الكبائر فتبرؤ الإنسان أيضا من نسبه أيضا كبيرة من الكبائر ولذلك جاء في صحيح البخاري وغيره ( أن من رأى ما لم ير ) يعني من ادعى أنه رأى في المنام كذا وكذب ( وتبرأ من نسبه فهو من أفرى الفري ) يعني من أكذب الكذب شيئان اثنان أن يتبرأ الإنسان من نسبه وأن يزعم بأنه رأى في المنام كذا وكذا وهو لم ير شيئا فكما إنه تبرؤ الإنسان من نسبه من الكبائر فالطعن في نسب المنتسب إلى نسب ما هو أيضا من الكبائر فكما لا يجوز للمسلم أن يتبرأ من نسبه لمصلحة طبعا مزعومة كذلك لا يجوز الطعن في نسب هذا المنتسب.
وهذا الطعن كما شرحت آنفا يمكن أن يفسر بتفسيرين الطعن بصورة عامة سواء كان شريفا أو غير شريف كأن يقال فلان ماهو ابن فلان هذا معناه أنه ابن حرام أو يقال هذا بيدعي أنه منسوب وليس منسوبا أيضا هذا طعن في النسب لأن الناس مؤمّنون على أنسابهم نحن ليس علينا شيء أننا إذا قبلنا دعوى مدعي أنه منسوب إلى الحسن أو الحسين فلو فرضنا أنه كان صادقا في ذلك وطعنا في نسبه فنكون حين ذاك قد ارتكبنا كبيرة من الكبائر وإن كان كاذبا فوزره على نفسه ويكون هو ارتكب هذه المعصية الكبيرة .
فإذن الطعن في الأنساب هو من الكبائر ومن خصال الجاهلية الأولى وهذه الخصال التي كان عليها أهل الجاهلية منها التفاخر بالأنساب واحد بيقول أنا أبي فلان وجدي فلان وأنت رجل لا أصل لك ولا نسب لك ولا حسب لك فخصلتان متقابلتان الافتخار بالأنساب فهو من عمل الجاهلية والطعن في الأنساب أيضا يقابل ذلك الفخر بالأنساب فكلاهما من أعمال الجاهلية وكلاهما من المحرمات.
فينبغي على المسلم ألا يقع في شيء من هذه الخصال الجاهلية لاسيما ومن أدب الإسلام قوله عليه الصلاة والسلام ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) فنسب الإنسان وإن كان له شرفه من حيث الدنيا لكنه لا يفيده شيئا في الآخرة أبدا ولذلك اشتهر عن بعض العلماء من السلف أو الشعراء الذين أوتوا شيئا من العلم حيث قال " لسنا وإن أحسابنا يوما على الأحساب نتكل " هذا معنى الأبيات " وإنما نفعل كما فعلوا " هذا هو التوجيه الإسلامي الصحيح .
فإذن لا يجوز الطعن في النسب ولا يجوز الافتخار بالنسب ولا يجوز الاعتماد أيضا على النسب لأن الذي يفيد المسلم إنما هو عمله.
1 - باب : " باب الطعن في الأنساب " شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( شعبتان لا تتركهما أمتي النياحة والطعن في الأنساب ) . وفيه بيان إثم من أنكر نسبه لسبب أو طعن في نسب آخرين. أستمع حفظ
باب : " باب هجرة الرجل " شرح حديث عبد الله بن الزبير قال : ( في بيع أو عطاء أعطته عائشة ، والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها ... ) . فيه بيان ما كان عليه سلف الأمة من القيام بواجب الشرع.
الشيخ : يقول المصنف رحمه الله في الباب الثامن والثمانين بعد المئة " باب هجرة الرجل "
روى بإسناده الصحيح .
عن عوف بن الحارث بن الطفيل وهو ابن أخي عائشة لأمها أن عائشة رضي الله عنها حدثت أن عبد الله بن الزبير قال : ( في بيع أو عطاء أعطته عائشة ، والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها ، فقالت أهو قال هذا قالوا نعم قالت عائشة : هو لله عليّ نذر ألا أكلم ابن الزبير أبدا ، فاستشفع ابن الزبير بالمهاجرين حين طالت هجرته إياها وقالت : والله لا أشفع فيه أحدا أبدا ولا أتحنث إلى نذري ، فلما طال ذلك على ابن الزبير كلّم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وهما من بني زهرة فقال لهما أنشدكما بالله لما أدخلتماني على عائشة فإنها لا يحل لها أن تنذر قطيعتي فأقبل به مسور وعبد الرحمن مشتملين عليها بأرديتهما حتى استأذنا على عائشة فقالا السلام عليك ورحمة الله وبركاته أندخل فقالت عائشة ادخلوا قالا كلنا يا أم المؤمنين قالت نعم ادخلوا كلكم ولا تعلم أن معهما ابن الزبير فلما دخلوا دخل ابن الزبير الحجاب فاعتنق عائشة وطفق يناشدها يبكي وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدانها إلا ما كلمتيه وقبلت منه ويقولان إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عما قد علمت من الهجرة فإنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال قال فلما أثروا على عائشة من التذكرة والتحريج طفقت تذكرهما وتبكي وتقول : إني قد نذرت والنذر شديد ، فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير وأعتقت في نذرها أربعين رقبة وكانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي حتى تبل دموعها خمارها ) .
هذا الحديث فيه عبرة وبيان لما كان عليه سلف هذه الأمة من قيامهم بواجب الشرع حتى كان يهجر المرء أخاه وقريبه كل ذلك في سبيل الله عز وجل هذا الحديث أورده المصنف تحت باب " هجرة الرجل " يعني إهماله ومقاطعته وعدم مكالمته كأنه يقول هل تجوز هجرة الرجل ومقاطعته بالإسلام فيأتي بهذه القصة حيث فيها التصريح بأن السيدة عائشة رضي الله عنها قاطعت عبدالله بن الزبير وهي تكون له خالته لأن عائشة أختها أسماء وعبد الله هو ابن أسماء التي كانت تحت الزبير بن العوام فيقول عوف بن الحارث بن الطفيل وهو ابن أخي عائشة لأمها الطفيل الذي ينتمي إليه راوي هذا الحديث وهو عوف بن الحارث ابن الطفيل ابن الطفيل هذا يكون ابن أخي عائشة لأمها عائشة أمها أم رومان وكانت هذه تحت رجل مات في الجاهلية اسمه الحارث أو عبدالله اختلفوا في اسمه وكان حليفا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه على قاعدتهم في التحالف والتحزب يومئذ فمات هذا الرجل وكانت أم رومان زوجته فتزوجها أبو بكر الصديق بعد وفاة زوجها الأول فرزق أبو بكر الصديق من أم رومان هذه السيدة عائشة فهذه القصة يحدث بها عوف بن الحارث بن الطفيل الذي هو ابن أخي عائشة لأمها أم رومان أن عائشة رضي الله عنها حدّثت يعني بلغها أن عبدالله بن الزبير قال في بيع أو عطاء أعطته عائشة " والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها " .
روى بإسناده الصحيح .
عن عوف بن الحارث بن الطفيل وهو ابن أخي عائشة لأمها أن عائشة رضي الله عنها حدثت أن عبد الله بن الزبير قال : ( في بيع أو عطاء أعطته عائشة ، والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها ، فقالت أهو قال هذا قالوا نعم قالت عائشة : هو لله عليّ نذر ألا أكلم ابن الزبير أبدا ، فاستشفع ابن الزبير بالمهاجرين حين طالت هجرته إياها وقالت : والله لا أشفع فيه أحدا أبدا ولا أتحنث إلى نذري ، فلما طال ذلك على ابن الزبير كلّم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وهما من بني زهرة فقال لهما أنشدكما بالله لما أدخلتماني على عائشة فإنها لا يحل لها أن تنذر قطيعتي فأقبل به مسور وعبد الرحمن مشتملين عليها بأرديتهما حتى استأذنا على عائشة فقالا السلام عليك ورحمة الله وبركاته أندخل فقالت عائشة ادخلوا قالا كلنا يا أم المؤمنين قالت نعم ادخلوا كلكم ولا تعلم أن معهما ابن الزبير فلما دخلوا دخل ابن الزبير الحجاب فاعتنق عائشة وطفق يناشدها يبكي وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدانها إلا ما كلمتيه وقبلت منه ويقولان إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عما قد علمت من الهجرة فإنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال قال فلما أثروا على عائشة من التذكرة والتحريج طفقت تذكرهما وتبكي وتقول : إني قد نذرت والنذر شديد ، فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير وأعتقت في نذرها أربعين رقبة وكانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي حتى تبل دموعها خمارها ) .
هذا الحديث فيه عبرة وبيان لما كان عليه سلف هذه الأمة من قيامهم بواجب الشرع حتى كان يهجر المرء أخاه وقريبه كل ذلك في سبيل الله عز وجل هذا الحديث أورده المصنف تحت باب " هجرة الرجل " يعني إهماله ومقاطعته وعدم مكالمته كأنه يقول هل تجوز هجرة الرجل ومقاطعته بالإسلام فيأتي بهذه القصة حيث فيها التصريح بأن السيدة عائشة رضي الله عنها قاطعت عبدالله بن الزبير وهي تكون له خالته لأن عائشة أختها أسماء وعبد الله هو ابن أسماء التي كانت تحت الزبير بن العوام فيقول عوف بن الحارث بن الطفيل وهو ابن أخي عائشة لأمها الطفيل الذي ينتمي إليه راوي هذا الحديث وهو عوف بن الحارث ابن الطفيل ابن الطفيل هذا يكون ابن أخي عائشة لأمها عائشة أمها أم رومان وكانت هذه تحت رجل مات في الجاهلية اسمه الحارث أو عبدالله اختلفوا في اسمه وكان حليفا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه على قاعدتهم في التحالف والتحزب يومئذ فمات هذا الرجل وكانت أم رومان زوجته فتزوجها أبو بكر الصديق بعد وفاة زوجها الأول فرزق أبو بكر الصديق من أم رومان هذه السيدة عائشة فهذه القصة يحدث بها عوف بن الحارث بن الطفيل الذي هو ابن أخي عائشة لأمها أم رومان أن عائشة رضي الله عنها حدّثت يعني بلغها أن عبدالله بن الزبير قال في بيع أو عطاء أعطته عائشة " والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها " .
2 - باب : " باب هجرة الرجل " شرح حديث عبد الله بن الزبير قال : ( في بيع أو عطاء أعطته عائشة ، والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها ... ) . فيه بيان ما كان عليه سلف الأمة من القيام بواجب الشرع. أستمع حفظ
بيان كرم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وسبب نذرها ألا تكلم ابن الزبير
الشيخ : السيدة عائشة رضي الله عنها كانت كريمة جدا وكانت هي وبعض ضراتها من نساء الرسول عليه الصلاة والسلام يتسابقان في الجود والكرم ولكن كانت عائشة جودها بالجملة أما ضرتها وأظنها زينب فكان جودها على خلاف ذلك لا تمسك شيئا وكان مضى معنا حديث بهذا المعنى في درس سابق إنه عائشة كانت تجمع تجمع ثم توزع وهذيك ما بيجيها شيء إلا تصرفه وذلك في حديث مضى عن عبد الله بن الزبير نفسه قال " ما رأيت امرأتين أجود من عائشة وأسماء " أسماء أختها وجودهما مختلف " أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا كان اجتمع عندها قسمت وأما أسماء فكانت لا تمسك شيئا لغد " .
فبناء على هذا الجود الذي كانت تجود به السيدة عائشة رضي الله عنها ذات يوم أعطت عطاء كريما سخيا فيما بيدو أو باعته بثمن بخس الراوي يشك هل كان ذلك بطريق البيع أم العطاء لكن كيفما كان الأمر فعبدالله بن الزبير لم يتحمل هذا التصرف من خالته فحلف بإنه إما أن تنتهي من مثل هذه التصرفات الغير معقولة أو لأحجرن عليها .
والتحجير كما لا يخفى على الجميع هو فرض الحجر على إنسان يسيء التصرف في ملكه الخاص فيعطى منه الشيء القليل الذي يقيته ويعينه وباقي المال بيتم في يد الوصي عليه ولا يخفى حينئذ أن كلام عبدالله بن الزبير فيه استعلاء على خالته السيدة عائشة وفيه طعن فيها إنه هي كأنها سفيهة لا تحسن التصرف في مالها لذلك كان جزاء عبدالله بن الزبير من خالته السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت لما بلغها قوله " لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها " أهو قال هذا قالوا نعم قالت عائشة " هو لله علي نذر ألا أكلم ابن الزبير أبدا " هذه هي المقاطعة حلفت ما دام إنه ابن أختها وهو أصغر منها سنا قال هذا الكلام الثقيل في حقها هاللي ما فيه تقدير لجلالة علمها وانتسابها إلى زوجية الرسول عليه السلام ونحو ذلك من الخصال المشرفة حلفت ألا تكلم ابن الزبير طيلة حياتها .
فبناء على هذا الجود الذي كانت تجود به السيدة عائشة رضي الله عنها ذات يوم أعطت عطاء كريما سخيا فيما بيدو أو باعته بثمن بخس الراوي يشك هل كان ذلك بطريق البيع أم العطاء لكن كيفما كان الأمر فعبدالله بن الزبير لم يتحمل هذا التصرف من خالته فحلف بإنه إما أن تنتهي من مثل هذه التصرفات الغير معقولة أو لأحجرن عليها .
والتحجير كما لا يخفى على الجميع هو فرض الحجر على إنسان يسيء التصرف في ملكه الخاص فيعطى منه الشيء القليل الذي يقيته ويعينه وباقي المال بيتم في يد الوصي عليه ولا يخفى حينئذ أن كلام عبدالله بن الزبير فيه استعلاء على خالته السيدة عائشة وفيه طعن فيها إنه هي كأنها سفيهة لا تحسن التصرف في مالها لذلك كان جزاء عبدالله بن الزبير من خالته السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت لما بلغها قوله " لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها " أهو قال هذا قالوا نعم قالت عائشة " هو لله علي نذر ألا أكلم ابن الزبير أبدا " هذه هي المقاطعة حلفت ما دام إنه ابن أختها وهو أصغر منها سنا قال هذا الكلام الثقيل في حقها هاللي ما فيه تقدير لجلالة علمها وانتسابها إلى زوجية الرسول عليه السلام ونحو ذلك من الخصال المشرفة حلفت ألا تكلم ابن الزبير طيلة حياتها .
تتمة شرح عبد الله بن الزبير رضي الله عنه : ( ... قالت عائشة فهو لله نذر أن لا أكلم بن الزبير كلمة أبدا فاستشفع بن الزبير بالمهاجرين حين طالت هجرتها إياه فقالت والله لا أشفع فيه أحدا أبدا ولا احنث نذرى الذي نذرت أبدا ... ) وفيه بيان ما عليه صحابة رسول الله من الخلق العظيم في آداب الزيارة، وتعظيم النذر.
الشيخ : ولا شك إنه هذا اليمين صعب جدا ولذلك جاء في بعض الروايات إنه لما اضطرها من زارها مثل مسور وغيره شفعاء دخلوا عليها كما جاء في القصة فاضطروها إلى أن تحنث في نذرها كانت تتمنى إنه يكون نذرها ألطف من أنها لا تكلمه أبد الحياة فحلفت على كل حال هذا اليمين وهو نذر فاستشفع ابن الزبير بالمهاجرين حين طالت هجرتها إياه عبد الله بن الزبير لم يتحمل ضاق ذرعا أصابه قريب مما أصاب الثلاثة الذين خلفوا (( حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت )) فابن الزبير كأنه أصابه شيء من هذا القبيل فتضجر من مقاطعة خالته إياه وأدخلت شفعاء ووسطاء بينه وبينها من أجل أن يكلموها حتى تقطع الهجرة له وتكلمه فكانت هي تأبى وتقول " والله لا أشفع فيه أحدا أبدا ولا أتحنث إلى نذري " يعني ما بحنث في نذري وفي يميني ما بخل فيه بتم محتفظ فيه فأنا قلت لا أكلم الزبير أبدا فلا أكلمه أبدا ولا أقبل فيه شفاعة الشافعين فلما طال ذلك على ابن الزبير كلم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وهما من بني زهرة يعني القبيلة التي تنتمي إليها السيدة عائشة من طريق أبيها هون بأى الأقارب بتوسطوا لحل المشكلة فقال لهما ابن الزبير قال للوسيطين المسور وعبد الرحمن " أنشدكما بالله " أسألكما بالله " لما أدخلتماني على عائشة فإنها لا يحل لها أن تنذر قطعيتي " يعني عم يترجاهم ويقسم عليهم بالله عز وجل إنه يتخذوا واسطة وطريقة ووسيلة يدخلوه على السيدة عائشة بدون علم منها
فماذا فعلا فأقبل به مسور وعبد الرحمن مشتملين عليه بأرديتهما حطوه الظاهر بينهما ولفوه بمثل العباءة أو مثل البطانيات كانوا بيلتحفوا فيه قبل قديما بحيث إنه ما بينتبه أحد إنه هناك شخص ثالث فجاؤوا إلى دار السيدة عائشة واستأذنوا عليها في الدخول بقولهما " السلام عليكي ورحمة الله وبركاته أندخل " هذا هو أدب الإسلام إنه ما بيجوز الدخول إلا بعد الاستئذان وبعد السلام فكان جوابها ادخل فهن استعملوا بأى السياسة فقالت عائشة ادخلوا قال كلنا يا أم المؤمنين قالت نعم ادخلوا كلكم ولا تعلم أن معهما ابن الزبير فلما دخلوا دخل ابن الزبير الحجاب شو معنى دخل ابن الزبير الحجاب يعني لما الناس الأجانب بيستأذنوا في الدخول على أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها الذين هم ليسوا بمحارم لها فتكون قاعدة وراء حجاب برداية ستارة فهي بتكلمهم وبيسمعوا صوتها ولا يرون شخصها فلما اتخذوا هذه الحيلة عليها ندخل كلنا كلكم فهن دخلوا وقفوا وراء الحجاب هو خرق الحجاب وهجم على خالته وقبّلها وعانقها معانقة طبعا ابن الأخت وطفق فاعتنق عائشة وطفق يناشدها يبكي وطفق المسور وعبدالرحمن يناشدانها إلا ما كلمتيه وقبلتي منه يعني طلبه بقطع المقاطعة فيقولان هنا الشاهد ( إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عما قد علمتي من الهجرة فإنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ) كأنهما يقولان لها اقبلي طلب ابن أختك عبد الله واقطعي مقاطعتك إياه لأنك تعرفي ما بدنا نعلمك إنه الرسول عليه السلام قال ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) أنت بأى قاطعتي ثلاثة وثلاثين وأكثر لذلك حاجتك فاقطعي هذه المقاطعة فكانت تجيبهم بعد أن أكثروا على عائشة من التذكرة والتحريج طفقت تذكرهما وتبكي وتقول " إني قد نذرت والنذر شديد " يعني بيصعب عليّ إني أحنث في نذري أنا حلفت لا أكلم الزبير أبدا نذر لله عز وجل والله أثنى على الذين ينذرون بالخير فقال (( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا )) كأن السيدة عائشة تقول جواب لاحتجاج المسور وعبد الرحمن عليها بإنه الرسول قال ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) فأنت بتخالفي الشريعة هنا فيكون جوابها إنه أنا ما كانت مقاطعتي لابن الزبير من باب التنفيس عن النفس والتشفي الذي يسمح الشارع في تنفيذه ثلث ليالي فقط يعني واحد بيزعل من الثاني لسبب وقد يكون من أتفه الأسباب فبيقاطعه فالشارع ربنا عز وجل الحكيم الرؤوف بعباده الرحيم بيراعي طبائع البشر فيسمح بالهجر ثلاث أيام فقط أما بعد ثلاث أيام فيحرم هذا الهجر فالسيدة عائشة لما احتجوا عليها بهذا الحديث قالت أن هجري إياه تأديب له لأنه لم يحترم خالته لم يحترم العلاقة التي بينها وبين الرسول عليه السلام باعتبارها زوج له فأنا قاطعته هذه المقاطعة الطويلة وحلفت ألا أكلمه أبدا تأديبا له مش يعني ثأر لنفسي.
فتم مناقشة بين السيدة عائشة والوسيطين حتى خضعت لطلبهما وكلمت ابن الزبير ابن أختها أسماء فهنا بطبيعة الحال حنثت في نذرها حينئذ يجب عليها أن تكفر عن حنثها وفي سبيل هذا التكفير ماذا فعلت أعتقت في نذرها أربعين رقبة مش عتق رقبة وحدة أربعين شخص هذول كلهم كانوا عبيد أرقاء تقربت إلى الله تبارك وتعالى في عتقهم وتحرير رقابهم تكفيرا لنذرها الذي كان ألا تكلم ابن الزبير أبدا وكانت تذكر بعد القصة هي وكانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي حتى تبل دموعها خمارها وفي رواية للبخاري في الصحيح بأنها كانت تقول وتود أن يكون نذرها من نوع آخر غير هذا النذر ألا تكلم ابن الزبير أبدا لأنه إذا كان النذر مثلا ألا تكلمه أسبوعا أسبوعين ممكن أما أبد الحياة فهذا صعب .
وبهذا ننهي الدرس
فماذا فعلا فأقبل به مسور وعبد الرحمن مشتملين عليه بأرديتهما حطوه الظاهر بينهما ولفوه بمثل العباءة أو مثل البطانيات كانوا بيلتحفوا فيه قبل قديما بحيث إنه ما بينتبه أحد إنه هناك شخص ثالث فجاؤوا إلى دار السيدة عائشة واستأذنوا عليها في الدخول بقولهما " السلام عليكي ورحمة الله وبركاته أندخل " هذا هو أدب الإسلام إنه ما بيجوز الدخول إلا بعد الاستئذان وبعد السلام فكان جوابها ادخل فهن استعملوا بأى السياسة فقالت عائشة ادخلوا قال كلنا يا أم المؤمنين قالت نعم ادخلوا كلكم ولا تعلم أن معهما ابن الزبير فلما دخلوا دخل ابن الزبير الحجاب شو معنى دخل ابن الزبير الحجاب يعني لما الناس الأجانب بيستأذنوا في الدخول على أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها الذين هم ليسوا بمحارم لها فتكون قاعدة وراء حجاب برداية ستارة فهي بتكلمهم وبيسمعوا صوتها ولا يرون شخصها فلما اتخذوا هذه الحيلة عليها ندخل كلنا كلكم فهن دخلوا وقفوا وراء الحجاب هو خرق الحجاب وهجم على خالته وقبّلها وعانقها معانقة طبعا ابن الأخت وطفق فاعتنق عائشة وطفق يناشدها يبكي وطفق المسور وعبدالرحمن يناشدانها إلا ما كلمتيه وقبلتي منه يعني طلبه بقطع المقاطعة فيقولان هنا الشاهد ( إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عما قد علمتي من الهجرة فإنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ) كأنهما يقولان لها اقبلي طلب ابن أختك عبد الله واقطعي مقاطعتك إياه لأنك تعرفي ما بدنا نعلمك إنه الرسول عليه السلام قال ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) أنت بأى قاطعتي ثلاثة وثلاثين وأكثر لذلك حاجتك فاقطعي هذه المقاطعة فكانت تجيبهم بعد أن أكثروا على عائشة من التذكرة والتحريج طفقت تذكرهما وتبكي وتقول " إني قد نذرت والنذر شديد " يعني بيصعب عليّ إني أحنث في نذري أنا حلفت لا أكلم الزبير أبدا نذر لله عز وجل والله أثنى على الذين ينذرون بالخير فقال (( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا )) كأن السيدة عائشة تقول جواب لاحتجاج المسور وعبد الرحمن عليها بإنه الرسول قال ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) فأنت بتخالفي الشريعة هنا فيكون جوابها إنه أنا ما كانت مقاطعتي لابن الزبير من باب التنفيس عن النفس والتشفي الذي يسمح الشارع في تنفيذه ثلث ليالي فقط يعني واحد بيزعل من الثاني لسبب وقد يكون من أتفه الأسباب فبيقاطعه فالشارع ربنا عز وجل الحكيم الرؤوف بعباده الرحيم بيراعي طبائع البشر فيسمح بالهجر ثلاث أيام فقط أما بعد ثلاث أيام فيحرم هذا الهجر فالسيدة عائشة لما احتجوا عليها بهذا الحديث قالت أن هجري إياه تأديب له لأنه لم يحترم خالته لم يحترم العلاقة التي بينها وبين الرسول عليه السلام باعتبارها زوج له فأنا قاطعته هذه المقاطعة الطويلة وحلفت ألا أكلمه أبدا تأديبا له مش يعني ثأر لنفسي.
فتم مناقشة بين السيدة عائشة والوسيطين حتى خضعت لطلبهما وكلمت ابن الزبير ابن أختها أسماء فهنا بطبيعة الحال حنثت في نذرها حينئذ يجب عليها أن تكفر عن حنثها وفي سبيل هذا التكفير ماذا فعلت أعتقت في نذرها أربعين رقبة مش عتق رقبة وحدة أربعين شخص هذول كلهم كانوا عبيد أرقاء تقربت إلى الله تبارك وتعالى في عتقهم وتحرير رقابهم تكفيرا لنذرها الذي كان ألا تكلم ابن الزبير أبدا وكانت تذكر بعد القصة هي وكانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي حتى تبل دموعها خمارها وفي رواية للبخاري في الصحيح بأنها كانت تقول وتود أن يكون نذرها من نوع آخر غير هذا النذر ألا تكلم ابن الزبير أبدا لأنه إذا كان النذر مثلا ألا تكلمه أسبوعا أسبوعين ممكن أما أبد الحياة فهذا صعب .
وبهذا ننهي الدرس
4 - تتمة شرح عبد الله بن الزبير رضي الله عنه : ( ... قالت عائشة فهو لله نذر أن لا أكلم بن الزبير كلمة أبدا فاستشفع بن الزبير بالمهاجرين حين طالت هجرتها إياه فقالت والله لا أشفع فيه أحدا أبدا ولا احنث نذرى الذي نذرت أبدا ... ) وفيه بيان ما عليه صحابة رسول الله من الخلق العظيم في آداب الزيارة، وتعظيم النذر. أستمع حفظ
ما حكم من رأى أنه يذبح شخصا في المنام ؟
الشيخ : وهنا سؤال إذا إنسان رأى في المنام أنه قد ذبح إنسانا آخر هل يجب عليه أن يذبح ذبيحة ؟
أضغاث أحلام ما يجب أي شيء في مثل هذه الرؤيا وهذا طبعا له بحث طويل والآن لا مجال إليه لكن الجواب أنه لا يجب عليه أي شيء .
والسلام عليكم
أضغاث أحلام ما يجب أي شيء في مثل هذه الرؤيا وهذا طبعا له بحث طويل والآن لا مجال إليه لكن الجواب أنه لا يجب عليه أي شيء .
والسلام عليكم
اضيفت في - 2021-08-29