باب " باب هجرة المسلم " شرح حديث أنس رضي الله عنه قال: ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يحجر أخاه فوق ثلاث ليال ) .
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
قال المؤلف رحمه الله " باب هجرة المسلم " .
أي ما حكم هجرة المسلم ومقاطعته روى بإسناده الصحيح .
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ) .
نهى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث وأحاديث تأتي بعده عن تعاطي الأسباب التي تؤدي للمسلمين إلى التباغض والتحاسد والتدابر فالتباغض والتحاسد معناه واضح للقيد الذي ذكرته آنفا وهو أن المقصود بالنهي عن التباغض النهي عن تعاطي أسباب التباغض التي تؤدي إلى التباغض .
وكذلك قوله ( ولا تحاسدوا ) أي لا تتعاطوا أسباب التحاسد ولا تدابروا كذلك لا تتعاطوا الأسباب التي تؤدي بكم إلى التدابر والتقاطع .
ثم قال عليه السلام ( وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ) كنا روينا في الدرس الماضي قصة مقاطعة السيدة عائشة لابن أختها عبدالله بن الزبير بسبب تصريحه بأنه سيحجّر عليها إن استمرت في الصدقة والعطاء وقد جاء في ذاك الحديث أن الوسطاء قد ذكّروا السيدة عائشة بمثل هذا الحديث فهنا يأتي الحديث من رواية أنس بن مالك بعد نهي الرسول عليه السلام عن التباغض والتحاسد والتدابر وبعد أمره بقوله ( وكونوا عباد الله إخوانا ) قال ( ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ) فهذا الهجر المنهي عنه إنما هو الهجر انتصارا للنفس أي بدون سبب شرعي أما إذا كان هناك سبب شرعي فتعاطاه بعض المكلفين من المسلمين ورأى أن مقاطعة المخالف للإسلام في بعض أحكامه يؤدي إلى تعزيره وإلى تأديبه فمثل هذه المقاطعة لا ينهى عنها وليست من هذا النوع الذي جاء في هذا الحديث ( ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ).
فالهجر فوق ثلاث إنما يجوز لعذر شرعي كما جاء في قصة الثلاثة الذين خلّفوا فقصتهم معروفة في صحيح البخاري وغيره حيث أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بمقاطعة هؤلاء الثلاثة الذين تخلّفوا عن غزوة تبوك وكانت المقاطعة خمسين يوما كاملة فلا تعارض بين مثل هذه المقاطعة التي جاءت في قصة الثلاثة الذين خلّفوا من جهة وبين هذا الحديث وما في معناه من النهي عن التهاجر بعد ثلاث من جهة أخرى أي إن التهاجر المنهي عنه هو غير التهاجر المشروع الذي جاء في قصة الثلاثة الذين خلفوا والذي جاء في قصة عائشة مع ابن أختها عبدالله بن الزبير فالتهاجر المنهي عنه هو الذي يدفع صاحبه إليه إنما هو الثأر للنفس والغضب لها دون عذر شرعي أما التهاجر المشروع فهو الذي يدفع صاحبه إليه إنما هو أمر شرعي ففي قصة تبوك كان أمر الرسول عليه السلام بمهاجرة الثلاثة تأنيبا وتأديبا لهم لأنهم تأخروا عن مناصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك كما أن السيدة عائشة رضي الله عنها إنما هجرت ابن أختها عبدالله بن الزبير لأنه تكلم في حقها كلاما لا يليق بأم المؤمنين فلا تعارض إذن بين هذا الحديث ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ) وبين الهجر الذي يدفع إليه أمر أو سبب شرعي.
1 - باب " باب هجرة المسلم " شرح حديث أنس رضي الله عنه قال: ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يحجر أخاه فوق ثلاث ليال ) . أستمع حفظ
فائدة : في التحذير من تبرير لشخص القطيعة والهجر بأنها انتصار للشرع، وهي في الحقيقة لحظوظ النفس.
2 - فائدة : في التحذير من تبرير لشخص القطيعة والهجر بأنها انتصار للشرع، وهي في الحقيقة لحظوظ النفس. أستمع حفظ
شرح حديث أبي أيوب رضي الله عنه قال: ( لا يحل لأحد أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) . فيه بيان خيرهما الذي يبدا بالسلام.
من حديث عطاء بن يزيد الليثي ثم الجندعي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( لا يحل لأحد أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) .
فهذه الجملة الأخيرة تضمنت هذا الخبر الشرعي إذا تهاجر اثنان ووصلت بهما المهاجرة أنهما إذا التقيا وهذا يعرض عن هذا وهذا يعرض عن هذا بغضا وحقدا وهذا محرم بعد ثلاث ليال فمن خير هذين المتهاجرين قال الذي يبدأ أخاه بالسلام هذا هو الأفضل لأنه يجاهد نفسه ويحملها على مواصلة أخيه من جديد ويهضم نفسه ولا يثأر لها بعد الثلاث ليال فقال عليه السلام في وصف التهاجر ( يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) .
3 - شرح حديث أبي أيوب رضي الله عنه قال: ( لا يحل لأحد أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) . فيه بيان خيرهما الذي يبدا بالسلام. أستمع حفظ
شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( لا تباغضوا ولا تنافسوا وكونوا عباد الله إخوانا ) . فيه ذم التنافس المؤدي إلى التحاسد.
عن أبي هريرة بإسناده الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( لا تباغضوا ولا تنافسوا وكونوا عباد الله إخوانا ) .
هذا الحديث الثالث جاء في الحديث الأول حيث في الحديث الأول ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ) هنا رواه باختصار ولكنه جاء بلفظة جديدة حيث قال ( لا تباغضوا ولا تنافسوا وكونوا عباد الله إخوانا ) شو معنى ( ولا تنافسوا ) لا تنافسوا على وزان لا تباغضوا قلنا في تفسير لا تباغضوا أي لا تتعاطوا أسباب التباغض كذلك قوله عليه السلام ( لا تنافسوا ) أي لا تتعاطوا أسباب التنافس والتنافس إنما هو من معنى الرغبة في الشيء والحب له ومحاولة الانفراد به هذا الشيء النفيس فهذا التنافس هذا يحب أن يتفرد بهذا الشيء النفيس الجميل كالمال مثلا أو العطاء أو ما شابه ذلك وذاك يحب كذلك فسيؤدي هذا التنافس إلى التحاسد وهذا ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حديث في صحيح مسلم أخبر أن أمته عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان يقعون في هذا التنافس المنهي عنه فقال عليه الصلاة والسلام ( تتنافسون ثم تتحاسدون ) فهذا الحديث في صحيح مسلم كالتفسير لقوله في هذا الحديث ( ولا تنافسوا ) أي لا يحاول كل منكم أن ينفرد بشيء نفيس ويمتاز به على غيره فإن ذلك يؤدي بكم إلى أن تتحاسدوا وذلك يؤدي بكم إلى أن تتباغضوا وذلك كله يؤدي بكم إلى أن تتفرقوا والله عز وجل أمركم أن تكونوا إخوانا في الله تبارك وتعالى كما قال ( وكونوا عباد الله إخوانا ) .
4 - شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( لا تباغضوا ولا تنافسوا وكونوا عباد الله إخوانا ) . فيه ذم التنافس المؤدي إلى التحاسد. أستمع حفظ
شرح حديث أنس رضي الله عنه قال : ( ما تواد اثنان في الله جل وعز أو في الإسلام فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ) . وفيه بيان أثر الذنوب في الفرقة بين المتحابين.
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( ما تواد اثنان في الله جل وعز أو في الإسلام فيفرق بينهما أول ذنب يحدثه أحدهما ) .
هكذا لفظ الحديث وقع في الكتاب ومن كان عنده نسخة من كتابنا هذا الأدب المفرد فعليه أن يصحح هذه الكلمة لأنه لا معنى لها قوله ( فيفرّق بينهما أول ذنب يحدثه أحدهما ) كتبت أنا هنا في التعليق عندي كذا أي الأصل ومر عليه الشارح الجيلاني وفي الجامع الصغير برواية المصنف ( إلا بذنب ) أي يصبح الفقرة الأخيرة بلفظ ( فيفرّق بينهما إلا بذنب ) أي بدل كلمة أول ذنب الصواب إلا بذنب يحدثه أحدهما وحينئذ يظهر معنى الحديث أي إنه إذا عاش اثنان متحابان في سبيل الله عز وجل ما شاء الله من زمن طويل مديد فلا يمكن أن يقع أن تقع الفرقة بينهما والاختلاف والتدابر إلا بذنب يحدثه أحد هذين المتحابين في الله لأنه ما كان لله فهو متصل كما يقولون فما دام أن اثنين من المسلمين أو المسلمات تحابوا في الله عز وجل ثم وقعت المقاطعة بينهما فلابد أن تكون هذه المقاطعة التي وقعت بينهما بسبب ذنب ارتكبه أحدهما فعاقبهم الله عز وجل في هذا التدابر وهذا التقاطع وغرض الحديث كما هو ظاهر الحرص من المتحابين في الله عز وجل على أن يستمرا في هذا الحب ولا يقع من أحدهما ما يخدج بهذا الحب وما يؤدي بهما إلى التقاطع هذا هو هدف الحديث .
وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .
5 - شرح حديث أنس رضي الله عنه قال : ( ما تواد اثنان في الله جل وعز أو في الإسلام فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ) . وفيه بيان أثر الذنوب في الفرقة بين المتحابين. أستمع حفظ
هل يجب غسل على المرأة بعد استعمال الحقن أو التحاميل النسائية ؟
الجواب موجبات الغسل معروفة في الشرع وليس من ذلك ما جاء في هذا السؤال من استعمال الحقن أو التحاميل .
والحمد لله رب العالمين.
بيان مسألة استواء الله سبحانه وتعالى على العرش، والرد على الصوفية القائلين بوحدة الوجود.
لكننا لا نقول كما يقول غلاة الصوفية الذين يتزيدون على الأحاديث النبوية فيضيفون إلى حديث عمران بن حصين السابق الذكر بلفظ كان الله ولا شيء معه زاد الغزالي في الإحياء وغيره في غيره زيادة مفسدة لهذا الحديث الصحيح فقال " كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان " أنا قلت هذه الجملة المضافة إلى الحديث الصحيح لكن لا وصلا لها بالحديث الصحيح فإن هذا الوصل يجعل الحديث مبطلا لعقائد المسلمين الصحيحة ومؤيدا لوحدة الوجود الباطلة التي يقول بها بعض الغلاة من الصوفية.
انتبهن كان الله ولا شيء معه لا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان أي لا شيء معه أصحيح أنه لا شيء معه بداهة هناك أشياء يجمعها كلمة الخلق المخلوقات على أنواعها الإنسان والحيوان والجماد والجماد منفصلة إلى فصائل كثيرة السماوات والأراضين والجبال و و والأنهار هذه ليست أشياء فيقال لا شيء معه.
كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان طلع يلزم محظور من محظورين وأحلاهما مر كما يقال المحظور الأول أن نعتبر أن الله عز وجل ما خلق شيئا المحظور الثاني لا يمكننا أن ننكر أن الله خلق كل شيء (( خالق كل شيء )) هذا نص القرآن الكريم (( خالق كل شيء )) كيف هو مع كونه خالقا لكل شيء هو الآن على ما عليه كان كان ولا شيء معه الآن أوجد هذه المخلوقات التأويل عند غلاة الصوفية " لا هو إلا هو " أي هذه المخلوقات هي الله فحينئذ يصح هذه الجملة الباطلة على هذا التأويل الصوفي الغالي أي هذه المخلوقات التي نراها نحن في تعبير الصوفية هذه مظاهر لله سبحانه وتعالى فهي منه ولذلك يقولون " كل ما تراه بعينك فهو الله " إذن هو الآن على ما عليه كان معناه ليس ثمة خالق ولا مخلوق وإنما هو شيئا واحد لذلك يقولون في توحيدهم " لا هو إلا هو " بل يفصحون فيبطلون التوحيد الذي جاءت به الرسل كلهم لا إله إلا الله هذا توحيد العامة ليس توحيد الخاصة توحيد الخاصة " لا هو إلا هو " وخاصة الخاصة " هو هو " يعني مافي خالق ومخلوق خلاصة الأمر إذن هذه. نعم .
السائلة : بس ما كان ... ؟
الشيخ : العرش كان ليس ازليا هو من أول المخلوقات
السائلة : أول مخلوق قبل العرش ؟
الشيخ : لا شيء معه كان الله ولا شيء معه
السائلة : ... مستولي على العرش؟
الشيخ : هون جاء الخطأ وأنت ذكرتيني الآن أنا كنت أردت أن أقول أنه هذول فسروا استوى بمعنى استولى يطلع منها هالكلمة اللي تكلمت بها أم العبد وهي لا تريدها بطبيعة الحال هي كانت إذا ما كان مستولي الله عز وجل قبل أن يخلق أي مخلوق هو مستولي عليه ولذلك فهن قلت أنا وما يعني قدمت المبتدأ وما جئت بالخبر قلت هن ليش فسروا استوى بمعنى استولى فكرهم إنهم ما يحصروا الله في مكان فنحن أثبتنا الآن أن الله من حيث المكان هو كما كان فكان ولا شيء معه فلم يكن هناك مكان وكذلك لما خلق المخلوقات ووجد المكان فهو ما تغير سبحانه وتعالى ولا حل هذا المكان هذا رد الشبهة التي اضطرتهم إلى تأويل استوى بمعنى استولى.
لكن يا ترى ما الذي استفادوه من هذا التأويل لا شيء أبدا وهاكم البيان قيل لهم الآيات الواردة في إثبات استواء الرحمن على عرشه كثيرة منها (( خلق السماوات والأرض ثم استوى )) ثم استوى ثم تفيد التراخي يعني بالمرتبة الثانية يعني بعد أن خلق السماوات والأرض في يومين بعدين استوى على العرش الآن ورد عليهم سؤال طيب قبل أن يستوي على العرش بنص القرآن الكريم أليس كان مستويا عليه .
السائلة : كان موجود بالعرش .
الشيخ : نعم .
السائلة : كان موجود العرش قبل الخلق .
الشيخ : خلق السماوات والأرض العرش موجود قبل السماوات والأرض يعني خلق السماوات والأرض بعد العرش.
الشيخ : العرش أقدم حتى قال بعض العلماء جوابا عن سؤال ماهو أول مخلوق لله عز وجل قولان منهم من يقول العرش ومنهم من يقول القلم وأنا أذهب إلى هذا المذهب لأنه هناك نص ( أول ما خلق الله القلم ) ( أول ما خلق الله القلم ) هذا نص صريح إنه أول مخلوق هو القلم لكن بعض العلماء الذين بدا لهم أن العرش مخلوق قبل القلم يقولون لا القلم خلق بعد العرش المهم لا يوجد شيء أزلي إلا الله عز وجل عرفتي شلون وهذا يعني عقيدة إسلامية من لا يؤمن بها فهو كافر .
لكن فيه خلاف أول مخلوق كان يا ترى العرش وإلا القلم فلو تيجي للآية (( خلق السماوات والأرض في يومين ثم استوى على العرش )) معناه أن العرش كان موجودا قبل خلق السماوات الأرض فنحن لو فرضنا إنه خلق السماوات والأرض خلقهما الله أو خلقها الله في لمحة البصر مع أنه يقول لحكمة بالغة في يومين طيب بعد اليومين استوى على العرش أي استولى يا ترى قبل يومين ما كان مستولي؟ إذا قالوا كان مو مستولي عجّزوه وكيف يعقل أن ينسب الله خالق كل شيء ومدبر كل شيء إلى العجز لا يقول هذا مسلم .
لما ورد عليهم هذا السؤال من العلماء السلفيين كيف أنتم تقولون ثم استولى هلا نسبتم الله إلى العجز وإلى أنه كان غير مستولٍ على هذا الخلق العظيم وهو العرش الكريم فبيقولوا لا نحن بدنا نقول استيلاؤه هم يقولون ليس كاستيلاء البشر إي ... رجعوا الى التفسير السلفي استوى استعلى لكن استعلاء الله على عرشه ليس كاستعلاء الملوك على عروشهم انتهى الأمر وهكذا يجب أن يقال في كل الصفات الإلهية وهذا أثبته ربنا عز وجل في غير ما آية كريمة فهو يقول مثلا في السورة التي تساوي.
7 - بيان مسألة استواء الله سبحانه وتعالى على العرش، والرد على الصوفية القائلين بوحدة الوجود. أستمع حفظ
شرح حديث هشام بن عامر رضي الله عنه : ( لا يحل لمسلم أن يصارم مسلما فوق ثلاث ... ) . فيه بيان إثم وعقوبة المقاطعة لأكثر من ثلاث ليال.
هذا الحديث من أحاديث عديدة ذكرها المؤلف رحمه الله في هذا الباب في النهي عن مصارمة المسلم للمسلم
الصرام هو المقاطعة ولكن هذا الحديث من أشد الأحاديث الواردة في هذا الباب تحذيرا وتنفيرا عن هذا الذنب حيث أنه تضمن تشريعا أو إخبارا لم يسبق أن ذكره عليه السلام في الأحاديث السابقة فهو بالإضافة إلى أنه قال ( لا يحل ) أي يحرم للمسلم أن يصارم أي أن يقاطع مسلما ( فوق ثلاث ) أي ليال فعلل الرسول عليه السلام هذا النهي بل هذا التحريم للمقاطعة فوق ثلاث ليال بقوله ( فإنهما ناكبان عن الحق ) أي تنكبا الطريق بمعنى ابتعدا عنه فهو ناكب عن الحق أي بعيد عنه علل النهي والتحريم للمصارمة والمقاطعة بقوله ( فإنهما ) يعني المتقاطعان ( ناكبان عن الحق ما داما على صرامهما ) أي على مقاطعتهما ( وإن أولهما فيئا يكون كفارة عنه سبقه بالفيء ) يعني عليه الصلاة والسلام أن المتهاجرين المتقاطعين هاللي بيفيء لنفسه وبيرجع عن خطؤه إلى الصواب يكون ذلك كفارة لمقاطعته السابقة وإن أولهما فيئا يكون كفارة عنه تركه بالفيء وما معنى الفيء هنا كانا متقاطعين وكما جاء في حديث سابق ( يلتقيان فيصد هذا عن هذا وهذا عن هذا ) فمن يفيء أولا يكون سبقه إلى الفيء كفارة له والفيء هو أن يبادر أخاه الذي كان قد قاطعه بالسلام يعني إذا مضى على المتقاطعين ثلاثة أيام اللي هي رخصة من الشارع كما ذكرنا في الدرس السابق ثم دخل اليوم الرابع فقد دخلا كلاهما في الإثم .
( فأسبقهما إلى الفيء ) أي إلى الرجوع إلى الصواب وإلى الحق هو كفارة له وذلك بأن يبادر أخاه بالسلام هذا هو الفيء وهذا هو الرجوع عن الخطأ إلى الصواب فإذا فعل ذلك فهذا كفارة لما سبق منه من المقاطعة لأخيه المسلم.
8 - شرح حديث هشام بن عامر رضي الله عنه : ( لا يحل لمسلم أن يصارم مسلما فوق ثلاث ... ) . فيه بيان إثم وعقوبة المقاطعة لأكثر من ثلاث ليال. أستمع حفظ
تتمة شرح حديث هشام بن عامر رضي الله عنه : ( ... وإن ماتا على صرامهما لم يدخلا الجنة جميعا أبدا ). والتأويل الصحيح لذلك.
أقول لهما تأويلان لا يدخلان الجنة أبدا تأويله كأحد تآوييل من مثلا ( لا يدخل الجنة قتات ) كان مر معنا هيك حديث ( لا يدخل الجنة ديوث ) شو معنى هذا ؟
له عدة معاني من جملتها لا يدخل الجنة قتات يعني نمام أو ديوث معروف من هو إذا استحل ذلك استحلالا قلبيا أما إنسان يرتكب الإثم وهو عالم ومعترف بأنه آثم فهذا لا يكون عقابه في الآخرة أن يحرم دخول الجنة البتة وإنما يتأخر في دخول الجنة هذا معنى ممكن أن يقال ها هنا لم يدخلا الجنة أبدا إذا استحلا هالتدابر وهالتقاطع .
والمعنى الثاني وهو الصحيح لم يدخلا الجنة جميعا أبدا أي مع بعض يعني الجزاء من جنس العمل كما أنهما حكما على أنفسهما بالحياة التي ابتعد أحدهما عن الآخر فعاش كل منهما بعيدا عن الآخر ها هنا في الدنيا مع علمهما بتحريم الشارع الحكيم لذلك عليهما فسيكون عقابهما عند الله تبارك وتعالى يوم القيامة أنهما إن دخلا الجنة عاش كل منهما بعيدا عن صاحبه ولم يدخلا الجنة جميعا أبدا وإنما هذا من هون وهذا من هون ولا يلتقيان أبدا وهذا عقاب من الله عز وجل ومجازاة منه من جنس العمل لكل منهما وهذا المعنى هو المعنى الصحيح لأنه الواقع لفظة أبدا معناها أنهم لا يلتقيان قطعا، وقد ترجح عندي هذا المعنى على الرغم من أن شارح هذا الكتاب لم يتعرض له مطلقا أنني وجدت في رواية للإمام أحمد بدل قوله في رواية الكتاب ( لم يدخلا الجنة جميعا أبدا ) قال أحمد في إحدى روايتيه ( لم يجتمعا في الجنة أبدا ) فهذه الرواية تفسر لهذا الكتاب فيكون معنى ( لم يدخلا الجنة جميعا أبدا ) أي إنهم حين دخول الجنة لا يلتقيان وبالتالي طيلة إقامتهما الأبدية في الجنة أيضا لا يلتقيان جزاء تقاطعهما بدون عذر شرعي في حياتهما في الدنيا وهذا كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة ( من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة ) ( ومن لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ) ( ومن لبس الذهب في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ) ذلك مع أن الله عز وجل قد ذكر في غير ما آية بأن لباس الجنة الذهب والحرير وقال صراحة (( ولباسهم فيها حرير )) مع ذلك يستثني ربنا عز وجل فيما أخبر به نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن من لبس الحرير في الدنيا حرم أن يلبسه في الآخرة مع أنه من نعيم أهل الجنة أن يلبسوا الحرير كذلك الذي يشرب الخمر في الدنيا أي يتعجلها فيحرمها يوم القيامة في الجنة إذن هذا من باب الجزاء من جنس العمل فالمتقاطعان والمتهاجران إذا ماتا على ذلك ودخلا الجنة لم يلتقيا في الجنة أبدا .
9 - تتمة شرح حديث هشام بن عامر رضي الله عنه : ( ... وإن ماتا على صرامهما لم يدخلا الجنة جميعا أبدا ). والتأويل الصحيح لذلك. أستمع حفظ
تتمة شرح حديث هشام بن عامر رضي الله عنه : ( ... وإن أولهما فيئا يكون كفارة عنه سبقه بالفيء ). فيه بيان كفارة الهجر والمقاطعة.
10 - تتمة شرح حديث هشام بن عامر رضي الله عنه : ( ... وإن أولهما فيئا يكون كفارة عنه سبقه بالفيء ). فيه بيان كفارة الهجر والمقاطعة. أستمع حفظ
شرح حديث عائشة رضي الله عنها : ( إني لأعرف غضبك ورضاك قالت وقلت كيف تعرف ذلك يا رسول الله قال إنك إذا كنت راضية قلت بلى ورب محمد وإذا كنت ساخطة قلت لا ورب إبراهيم ، قالت قلت أجل )، وفيه بيان ما يعتري الانسان من نقصان، ومنزلة السيدة عائشة رضي الله عنها.
روى المصنف .
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إني لأعرف غضبك ورضاك قالت وقلت كيف تعرف ذلك يا رسول الله قال إنك إذا كنت راضية قلت بلى ورب محمد وإذا كنت ساخطة قلت لا ورب إبراهيم ، قالت قلت أجل ) .
في هذا الحديث إشارة إلى طبيعة الإنسان وإلى أنه قد تصدر من الإنسان الكامل شيء ما ينبغي أن يصدر منه وذلك لثورة غضبية أو لحالة مرضية نفسية أو نحو ذلك من الأمور التي تستعرض للإنسان سواء كان رجلا أو امرأة وأنه ما قد يصدر من هذا الإنسان في مثل هذه الحالة لا يدخل في باب الهجر المنهي عنه في الأحاديث في الحديث السابق والأحاديث المتقدمة لماذا ؟
لأنه هذه الحال لا تستمر مع صاحبها يعني هذه ما بعد الثلاث أيام كما قلنا إنه مسموح الثلاث أيام من باب تفشيش الخلق وإنما هي ساعة أو سويعة ثم تعود النفس إلى طبيعتها فهذه القصة التي ترويها السيدة عائشة صاحبة القصة نفسها تدلنا على إنه هذا وإن كان ليس من الكمال ولكنه أيضا ليس من باب الإذن فهي تقول إن الرسول عليه السلام قال لها يوما ( إني لأعرف غضبك ورضاك ) يعني إذا كنت رضيانة مني أو غضبانة عليّ ( قالت قلت وكيف تعرف ذلك يا رسول الله قال إنك إذا كنت راضية قلت بلى ورب محمد ) حلفت بالله عز وجل ربها وخصت إضافة الرب إلى حبيبها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت ورب محمد .
( وإذا كنت ساخطة قلت لا ورب إبراهيم ) الحلف واحد رب محمد هو رب إبراهيم ورب الجميع ولكن هذا في الواقع من نعومة السيدة عائشة ومن سياستها وفطنتها في إظهار مافي نفسها من شيء تجاه زوجها فهي لا تهجره حتى الآن تذكرت إنه قالت له في بعض الأحاديث ( والله يا رسول الله لا أهجر إلا اسمك ) فهي إذا كانت راضية قالت ورب محمد وإذا كانت غضبى قالت ورب إبراهيم فقالت هنا في الجواب ( الأمر كما تقول يا رسول الله ولا أهجر إلا اسمك ) أما أن أهجر شخصك فحاشيا من ذلك لأن هذا إثم كبير لاسيما وأنت سيد البشر عليه الصلاة والسلام .
إذن هذا الحديث في الوقت الذي يشعرنا بأن طبيعة الإنسان قد تتغير أحيانا فيجب ألا يسمح هذا الإنسان لنفسه أن تشتط بالتغير وأن يترك الأمر عند أمور شكلية فقط كما هو المثال بينهما في الرضا تقول ورب محمد وفي حالة الغضب تقول ورب إبراهيم عفوا هذه الزيادة في نفس الحديث لأنه هون قالت قلت أجل هذا صوتها الرسول ... .
" أجل لست أهاجر إلا اسمك " هي الرواية في نفس الكتاب .
11 - شرح حديث عائشة رضي الله عنها : ( إني لأعرف غضبك ورضاك قالت وقلت كيف تعرف ذلك يا رسول الله قال إنك إذا كنت راضية قلت بلى ورب محمد وإذا كنت ساخطة قلت لا ورب إبراهيم ، قالت قلت أجل )، وفيه بيان ما يعتري الانسان من نقصان، ومنزلة السيدة عائشة رضي الله عنها. أستمع حفظ
باب : " باب من هجر أخاه سنة " شرح حديث أبي خراش السلمي رضي الله عنه : ( من هجر أخاه سنة فهو بسفك دمه ). فيه بيان إثم القطيعة.
قال " باب من هجر أخاه سنة "
ثم روى بإسناده الصحيح .
عن أبي خراش السلمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ( من هجر أخاه سنة فهو بسفك دمه ) ( من هجر أخاه سنة فهو بسفك دمه ) وفي رواية في سنن أبي داود يؤيدها رواية سيذكرها المصنف ( من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه ) هذه رواية المصنف بسفك دمه روى كسفك دمه والمعنى تقريبا واحد أي إن مهاجرة المسلم لأخيه المسلم سنة كاملة يساوي كما لو قتله وسفك دمه هذا إثم كبير جدا .
ولذلك فإذا ما وقع الإنسان لأمر ما لثورة نفسية غضبية كما قلنا آنفا في مقاطعة أخيه المسلم بغير حق أما المقاطعة بحق فقد عرفتم مقاطعة السيدة عائشة لابن أختها عبد الله بن الزبير فإذا وقع المسلم في مقاطعة أخيه المسلم بغير حق فله فسحة من باب التنفيس عن النفس وعن الغضب ثلاث ليال فقط فهناك عليه أن يكبح من جماح نفسه ولا يشتط ولا يزيد على ثلاث ليال .
ثم بعد ذلك إنسان لم يفيء إلى نفسه ولم يعد إلى رشده ودخل في الليلة الثالثة والليلة الرابعة واليوم الرابع وهكذا فعليه أن يبادر إلى التوبة والفيء والعودة وألا يستمر خشية أن يصبح ذلك عنده عادة فتدخل السنة على المقاطعة وهو سابغ في مقاطعته مستمر في ضلالة فحينئذ يكون كسفك دم ذلك الذي قاطعه وهاجره إذا ما بلغ في المقاطعة سنة.
رواية ثانية من نفس الطريق الأولى لكن بلفظ قال أن رجلا من أسلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم حدثه يعني راوي الحديث وهو عمران بن أبي أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( هجرة المؤمن سنة كدمه ) فهذه كرواية أبي داود رواية أبو داود تقول ( كسفك دمه ) وهذه تقول ( كدمه ) وهذا المراد أنه كما لو سفك دمه تمام الحديث .
وفي المجلس محمد بن المنكدر وعبد الله بن أبي عتّاب فقالا " قد سمعنا هذا عنه " يعني أن تابعي الحديث الذي هو هنا في هذا الحديث عمران بن أبي أنس لما حدث بهذا الحديث في مجلسه كان في ذلك المجلس محمد بن المنكدر وعبدالله بن أبي عتّاب وكل منهما تابعي أدرك غير ما واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذان التابعيان محمد بن المنكدر وعبدالله بن أبي عتّاب لما سمعا عمران بن أبي أنس يحدّث أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( هجرة المؤمن سنة كدمه ) ماذا قال هذان التابعيان محمد بن المنكدر وعبدالله بن أبي عتّاب " قد سمعنا هذا عنه " .
وهذه فائدة حديثية أعني أن عمران بن أبي أنس لم يتفرّد بسماع هذا الحديث من الرجل الصحابي الأسلمي وإنما أيضا شاركه في ذلك تابعيان آخران أحدهما محمد بن المنكدر والآخر عبد الله بن أبي عتّاب .
إذن توفر في رواية هذا الحديث ثلاثة من التابعين المعروفين عن هذا الصحابي الأسلمي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( هجرة المؤمن سنة كسفك دمه ).
12 - باب : " باب من هجر أخاه سنة " شرح حديث أبي خراش السلمي رضي الله عنه : ( من هجر أخاه سنة فهو بسفك دمه ). فيه بيان إثم القطيعة. أستمع حفظ
باب : " باب المهتجرين " شرح حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام ... ) . فيه بيان تحريم القطيعة فوق ثلاث.
فقال : " باب المهتجرين " .
فروى بإسناده الصحيح .
عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) .
هذا الحديث تقدم في الدرس السابق ثم يروي بعده نفس الحديث الذي تقدم آنفا
عن هشام بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا يحل لمسلم يصارم مسلما فوق ثلاث ليال فإنهما ما صارما فوق ثلاث ليال فإنهما ناكبان عن الحق ما داما على صرامهما وإن أولهما فيئا يكون كفارة له سبقه بالفيء وإن هما ماتا على صرامهما لم يدخلا الجنة جميعا ) .
والدرس الماضي إن شاء الله في باب جديد ألا وهو باب الشحناء .
وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين