شرح كتاب الأدب المفرد-198
باب : " باب من كره أمثال السوء " شرح حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( ليس لنا مثل السوء العائد في هبته كالكلب يرجع في قيئه ) .
الشيخ : نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) .
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
درسنا اليوم في الباب السادس والتسعين بعد المئة
وهو قول المؤلف رحمه الله .
" باب من كره أمثال السوء " .
ثم روى بإسناده الصحيح .
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( ليس لنا مثل السوء العائد في هبته كالكلب يرجع في قيئه ) .
معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول متحدثا عن أمته ( ليس لنا مثل السوء ) أي لا يجوز أن تضرب فينا الأمثال السيئة التي تدل على الأخلاق الرديئة فيقول المثل السوء ماهو قال عليه السلام ( العائد في هبته كالكلب يرجع في قيئه ) أي لا يجوز للمسلم إذا ما أعطى عطاء أو منح منحة أو وهب هبة لأحد أن يسترجع هذه الهبة ويعيدها إلى نفسه بعد أن أخرجها طيبة بها نفسه فلا يجوز والحالة هذه أن يرجع هذا المسلم لما وهب لغيره فضرب الرسول عليه السلام لذلك مثلا فقال إن الذي يفعل ذلك كالكلب يرجع في قيئه وهذا مثل سيء جدا ذلك لأن فيه تشبيها قبيحا من ناحيتين:
الناحية الأولى : تشبيه العائد والراجع بالهبة بالكلب .
والقبح الثاني : أن التشبيه لهذا الكلب كان في عمل سيء له وهو أنه يرجع في قيئه وما معنى يرجع في قيئه هذا أمر طبيعي إنه الإنسان فضلا عن الحيوان أحيانا بيستفرغ لمرض في معدته لامتلاء المعدة بطعام أكثر مما تتحمل المعدة فهناك يستفرغ هذا الاستفراغ يجب أن يخرج إلى خارج الفم لأنه قبيح في نفسه وفي كثير من الأحيان يشاهد من بعض الناس الذين يستقيؤون يخرج مع القيء رائحة قبيحة جدا وفي بعض الأحيان إذا ما اشتد القيء ربما يخرج مع القيء شيء من النجس فمع إنه هذا القيء قبيح ومع أنه قد يكون فيه شيء من النجاسة فهذا الكلب الذي شبه به العائد في هبته يرجع في هذا القيء أي يبلعه يعني بيأكله من جديد فهذا مثل الذي يرجع في الهبة التي أعطاها للإنسان فشبهه عليه الصلاة والسلام بالكلب فالتشبيه بالكلب يكفي ذما وقدحا في المشبه بهذا الكلب.
كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه بسط الكلب ) ( اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه بسط الكلب ) ما معنى هذا وهذا كثير من الرجال فضلا عن النساء يتشبه بالكلب في أثناء سجوده فما هي هذه الصورة المذمومة والتي شبّه صاحبها بالكلب .
السنة في الصلاة أن المسلم كما قال عليه الصلاة والسلام ( يسجد ابن آدم على سبعة آراب ) ( يسجد ابن آدم على سبعة آراب ) آراب يعني أعضاء وهذه الأعضاء ذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث نفسه الجبهة هذا العضو الأول الذي ينبغي أن يسجد عليه المصلي كل مصلٍ سواء كان ذكرا أو أنثى الجبهة ثم أمر الرسول عليه الصلاة والسلام يده من الجبهة إلى الأنف أشار هكذا يعني أن الجبهة والأنف عضو واحد أي لا يجوز أن يسجد فقط على جبهته وإنما جبهته وأنفه فالأرض لازم يكون هيك مش هيك يسجد ابن آدم على سبعة آراب سبعة أعضاء العضو الأول الجبهة والأنف ثم الكفين هن صاروا ثلاثة ثم الركبتين هي صاروا خمسة ثم رؤوس القدمين البحث الآن في وضع الكفين على الأرض حيث قال عليه الصلاة والسلام ( اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه بسط الكلب ) أي ليسجد هكذا ولا يسجد هكذا لأنه هيك بيعمل الكلب إذا ما تصورتوا الآن الكلب منبطح على الأرض شو بيساوي بيمد ذراعيه على الأرض وبطنه كله ورجليه الأماميات كلهم في الأرض فهذا الانبطاح وبسط الذراعين هو صنيع الكلب فنهى الرسول صلوات الله وسلامه عليه المصلي أي مصلٍ كان ذكرا أو أنثى أن يتشبه في سجوده بهذا الكلب لأنه يضرب به مثل السوء.
فإذا ما لاحظنا هذا الحديث ( ولا يبسط بسط الكلب ) نهى الرسول عليه السلام عن وضع ذراعين على الأرض لأنه فيه تشبه بالكلب فأولى وأولى ألا يعود الإنسان بما وهب لغيره من هبة لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شبّه هذا العائد في هبته كالكلب وليس فقط كالكلب وإنما كالكلب يرجع في قيئه فالشيء اللي استفرغه رد إيش بيبلعه فهنا في تشبيه ذميم من ناحيتين :
الناحية الأولى : أنه شبه الراجع في هبته بالكلب .
والناحية الأخرى : أنه شبهه بصنيع للكلب هو فوق أنه صنيع الكلب هو ذميم في نفسه لأنه الإنسان لو رجع في قيئه فهو عيب فكيف هو يشبه الراجع في هبته بالكلب يعود ويرجع في قيئه .
إذن الشاهد من هذا إنه البخاري رحمه الله وضع هذا الباب " باب من كره أمثال السوء "
يعني إنه المسلم لازم يكون له قدوة المثل الحسن وليس المثل السيء ( كالكلب يرجع في قيئه ) .
إذن هذا الحديث يفيدنا فائدة فقهية وهي أن المسلم يحرم عليه أن يرجع في هبة أعطاها لغيره يحرم على المسلم أن يرجع في هبة أعطاه لغيره مهما كانت هذه الهبة ثمينة أو حقيرة يعني إنسان أعطى حبة برتقال أو مشمش أو غير ذلك لآخر فلا يجوز أن يسترجعها حينئذ مثله مثل الكلب يرجع في قيئه أعطى ماهو أكثر من ذلك فأولى وأولى أنه لا يجوز أن يرجع في قيئه فالتحريم أخذ من هذا التشبيه الذي شرحناه لكُنّ كالكلب يرجع في قيئه إذا كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نهى المصلي أن يبسط ذراعيه في سجوده بسط الكلب كان ذلك دليلا على تحريم هذا البسط فكيف وهو شبّه الراجع في هبته في عطيته بالكلب يرجع في قيئه فدل الحديث على تحريم الرجوع في الهبة والعطية.
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) .
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
درسنا اليوم في الباب السادس والتسعين بعد المئة
وهو قول المؤلف رحمه الله .
" باب من كره أمثال السوء " .
ثم روى بإسناده الصحيح .
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( ليس لنا مثل السوء العائد في هبته كالكلب يرجع في قيئه ) .
معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول متحدثا عن أمته ( ليس لنا مثل السوء ) أي لا يجوز أن تضرب فينا الأمثال السيئة التي تدل على الأخلاق الرديئة فيقول المثل السوء ماهو قال عليه السلام ( العائد في هبته كالكلب يرجع في قيئه ) أي لا يجوز للمسلم إذا ما أعطى عطاء أو منح منحة أو وهب هبة لأحد أن يسترجع هذه الهبة ويعيدها إلى نفسه بعد أن أخرجها طيبة بها نفسه فلا يجوز والحالة هذه أن يرجع هذا المسلم لما وهب لغيره فضرب الرسول عليه السلام لذلك مثلا فقال إن الذي يفعل ذلك كالكلب يرجع في قيئه وهذا مثل سيء جدا ذلك لأن فيه تشبيها قبيحا من ناحيتين:
الناحية الأولى : تشبيه العائد والراجع بالهبة بالكلب .
والقبح الثاني : أن التشبيه لهذا الكلب كان في عمل سيء له وهو أنه يرجع في قيئه وما معنى يرجع في قيئه هذا أمر طبيعي إنه الإنسان فضلا عن الحيوان أحيانا بيستفرغ لمرض في معدته لامتلاء المعدة بطعام أكثر مما تتحمل المعدة فهناك يستفرغ هذا الاستفراغ يجب أن يخرج إلى خارج الفم لأنه قبيح في نفسه وفي كثير من الأحيان يشاهد من بعض الناس الذين يستقيؤون يخرج مع القيء رائحة قبيحة جدا وفي بعض الأحيان إذا ما اشتد القيء ربما يخرج مع القيء شيء من النجس فمع إنه هذا القيء قبيح ومع أنه قد يكون فيه شيء من النجاسة فهذا الكلب الذي شبه به العائد في هبته يرجع في هذا القيء أي يبلعه يعني بيأكله من جديد فهذا مثل الذي يرجع في الهبة التي أعطاها للإنسان فشبهه عليه الصلاة والسلام بالكلب فالتشبيه بالكلب يكفي ذما وقدحا في المشبه بهذا الكلب.
كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه بسط الكلب ) ( اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه بسط الكلب ) ما معنى هذا وهذا كثير من الرجال فضلا عن النساء يتشبه بالكلب في أثناء سجوده فما هي هذه الصورة المذمومة والتي شبّه صاحبها بالكلب .
السنة في الصلاة أن المسلم كما قال عليه الصلاة والسلام ( يسجد ابن آدم على سبعة آراب ) ( يسجد ابن آدم على سبعة آراب ) آراب يعني أعضاء وهذه الأعضاء ذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث نفسه الجبهة هذا العضو الأول الذي ينبغي أن يسجد عليه المصلي كل مصلٍ سواء كان ذكرا أو أنثى الجبهة ثم أمر الرسول عليه الصلاة والسلام يده من الجبهة إلى الأنف أشار هكذا يعني أن الجبهة والأنف عضو واحد أي لا يجوز أن يسجد فقط على جبهته وإنما جبهته وأنفه فالأرض لازم يكون هيك مش هيك يسجد ابن آدم على سبعة آراب سبعة أعضاء العضو الأول الجبهة والأنف ثم الكفين هن صاروا ثلاثة ثم الركبتين هي صاروا خمسة ثم رؤوس القدمين البحث الآن في وضع الكفين على الأرض حيث قال عليه الصلاة والسلام ( اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه بسط الكلب ) أي ليسجد هكذا ولا يسجد هكذا لأنه هيك بيعمل الكلب إذا ما تصورتوا الآن الكلب منبطح على الأرض شو بيساوي بيمد ذراعيه على الأرض وبطنه كله ورجليه الأماميات كلهم في الأرض فهذا الانبطاح وبسط الذراعين هو صنيع الكلب فنهى الرسول صلوات الله وسلامه عليه المصلي أي مصلٍ كان ذكرا أو أنثى أن يتشبه في سجوده بهذا الكلب لأنه يضرب به مثل السوء.
فإذا ما لاحظنا هذا الحديث ( ولا يبسط بسط الكلب ) نهى الرسول عليه السلام عن وضع ذراعين على الأرض لأنه فيه تشبه بالكلب فأولى وأولى ألا يعود الإنسان بما وهب لغيره من هبة لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شبّه هذا العائد في هبته كالكلب وليس فقط كالكلب وإنما كالكلب يرجع في قيئه فالشيء اللي استفرغه رد إيش بيبلعه فهنا في تشبيه ذميم من ناحيتين :
الناحية الأولى : أنه شبه الراجع في هبته بالكلب .
والناحية الأخرى : أنه شبهه بصنيع للكلب هو فوق أنه صنيع الكلب هو ذميم في نفسه لأنه الإنسان لو رجع في قيئه فهو عيب فكيف هو يشبه الراجع في هبته بالكلب يعود ويرجع في قيئه .
إذن الشاهد من هذا إنه البخاري رحمه الله وضع هذا الباب " باب من كره أمثال السوء "
يعني إنه المسلم لازم يكون له قدوة المثل الحسن وليس المثل السيء ( كالكلب يرجع في قيئه ) .
إذن هذا الحديث يفيدنا فائدة فقهية وهي أن المسلم يحرم عليه أن يرجع في هبة أعطاها لغيره يحرم على المسلم أن يرجع في هبة أعطاه لغيره مهما كانت هذه الهبة ثمينة أو حقيرة يعني إنسان أعطى حبة برتقال أو مشمش أو غير ذلك لآخر فلا يجوز أن يسترجعها حينئذ مثله مثل الكلب يرجع في قيئه أعطى ماهو أكثر من ذلك فأولى وأولى أنه لا يجوز أن يرجع في قيئه فالتحريم أخذ من هذا التشبيه الذي شرحناه لكُنّ كالكلب يرجع في قيئه إذا كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نهى المصلي أن يبسط ذراعيه في سجوده بسط الكلب كان ذلك دليلا على تحريم هذا البسط فكيف وهو شبّه الراجع في هبته في عطيته بالكلب يرجع في قيئه فدل الحديث على تحريم الرجوع في الهبة والعطية.
1 - باب : " باب من كره أمثال السوء " شرح حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( ليس لنا مثل السوء العائد في هبته كالكلب يرجع في قيئه ) . أستمع حفظ
هل هناك تفصيل في الرجوع المحرم في الهبة ؟
الشيخ : لكن هنا سؤال هل هناك تفصيل في الرجوع المحرم ؟
الجواب : اختلفت المذاهب فأكثر العلماء على أنه الحديث يبقى على إطلاقه فيحرم على كل واهب أن يهب شيئا ثم يرجع فيه الأحناف قالوا بشرط أن يثاب يعني إذا إنسان أعطى عطية بقصد أن يقابل بمثلها أو بأحسن منها وإذا به يفاجأ بإنه راحت عطيته سدى قال الأحناف يجوز له الرجوع ما دام إيش لم يثب عليها واحتجوا على هذا التقييد ببعض الأحاديث التي قيدت هذا التحريم بما إذا أثيب يعني قوبل بالمثل فإذا لم يثب جاز له الرجوع لكن هذه الأحاديث ليست صحيحة الإسناد ولذلك لا يجوز الاحتجاج بها فيبقى هذا الحديث من هذه الحيثية من هذه الجهة على إطلاقه أي سواء كان الواهب يطمع في أن يوهب أو لا يطمع فالرجوع عن هبته حرام لهذا التشبيه المذكور في الحديث .
الجواب : اختلفت المذاهب فأكثر العلماء على أنه الحديث يبقى على إطلاقه فيحرم على كل واهب أن يهب شيئا ثم يرجع فيه الأحناف قالوا بشرط أن يثاب يعني إذا إنسان أعطى عطية بقصد أن يقابل بمثلها أو بأحسن منها وإذا به يفاجأ بإنه راحت عطيته سدى قال الأحناف يجوز له الرجوع ما دام إيش لم يثب عليها واحتجوا على هذا التقييد ببعض الأحاديث التي قيدت هذا التحريم بما إذا أثيب يعني قوبل بالمثل فإذا لم يثب جاز له الرجوع لكن هذه الأحاديث ليست صحيحة الإسناد ولذلك لا يجوز الاحتجاج بها فيبقى هذا الحديث من هذه الحيثية من هذه الجهة على إطلاقه أي سواء كان الواهب يطمع في أن يوهب أو لا يطمع فالرجوع عن هبته حرام لهذا التشبيه المذكور في الحديث .
هل تحريم الرجوع في الهبة يستثنى منه الوالد فيما لو وهب لولده ؟
الشيخ : ويأتي هنا سؤال آخر وهو هل هذا الإطلاق المذكور في هذا الحديث هو على عمومه من جهة أخرى وهي من جهة ملاحظة الواهب إذا وهب لفرع من فروعه كأن يهب الوالد لولده فهل أيضا لا يجوز للوالد أن يرجع في هبته ؟
هذا أيضا موضع خلاف لكن الصحيح أن الوالد مستثنى من عدم الجواز وإن كان له حصة فيما لو رجع عن الهبة من هذا التشبيه القبيح أي فيما أفهم في مسألة هبة الوالد للولد قضيتان إحداهما فقهية والأخرى ذوقية إذا صح التعبير :
أما الناحية الأولى وهي الناحية الفقهية فهل يجوز للوالد إذا ما وهب ولدا له هبة ما أن يرجع فيها وله حق المطالبة بها أم لا ؟
الجواب يجوز بمعنى أنه إذا ترافع واهب وموهوب إلى الحاكم فادعى أحدهما بأنه وهب لفلان كذا وهو يريد هذه الهبة ويريد أن يرجع فيها فالقاضي الذي يريد أن يحكم بما أنزل الله ينظر في الواهب فإن كان والدا فرض على الولد أن يرجع بالهبة إلى أبيه ... الوالد فرض عليه وأوجب عليه وألزمه بأن يعيد ما وهب والده إليه إلى أبيه أما إن كان الواهب هو ليس أبا ففي هذه الحالة يحكم الحاكم الذي يحكم بما أنزل الله للموهوب على الواهب ويقول الواهب ليس لك أن ترجع لأن الرسول عليه السلام يقول ( ليس لنا مثل السوء ) هذه الناحية الفقهية أو القضائية .
أما الناحية الذوقية فللوالد نسبة من هذا الذم ومن هذا التشبيه السيء حينما يعطي لولده هبة ثم يرجع في هذه الهبة ولكن أقول له نسبة معينة لا أقول ينطبق عليه تماما ذلك لأن الوالد له حقوق على ولده معروفة شرعا هذه الحقوق تلطف من أثر هذه الخصلة القبيحة فيما لو وقع فيها مثلا الرسول عليه الصلاة والسلام يقول ( لمن جاء لولد جاء يشكو إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أباه يقول إن أبي يريد أن يجتاح مالي أن يجتاح مالي يعني أن يأخذ مالي فقال له عليه الصلاة والسلام أنت ومالك لأبيك ) كأنه يقول ليس هذا غريبا أن يأخذ والدك مالك لأنك أنت ومالك لأبيك وفي حديث آخر ( أطيب الكسب كسب الرجل من عمل يده وإن أولادكم من كسبكم ) .
فإذن لما يكون الوالد قد أعطى هبة ما لولده فأشبه ما يكون هذا العمل كما يقول العامة اليوم " مثل هاللي بيحط من جيبته لعُبّه " فالمصدر والمخرج واحد ( أنت ومالك لأبيك ) فإذن إذا وهب الوالد لأبيه هبة ثم رجع فهذا أمر جائز لأنه يجوز أن يأخذ من مال ابنه الذي اكتسبه هو بكد يمينه وعرق جبينه كما يقال يجوز للوالد أن يأخذ من هذا المال ما يشاء مما هو بحاجة إليه فأولى وأولى أن يجوز له أن يرجع بمال أو بهبة أو عطية قدمها هو من ماله لولده .
من أجل هذا الحق الذي للوالد على الولد جاءت بعض الأحكام مختلفة عن المبادئ العامة فيها من هذه الأحكام ما نحن بصدده لا يجوز لأحد أن يرجع في هبة له إلا الوالد مع ولده بل هناك ماهو أخطر من ذلك بكثير وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( لا يقاد والد بولده ) ( لا يقاد والد بولده ) أي لا يقتل والد بولده يعني إذا والد ما أجرم فقتل ولدا من أولاده لا شك إنه هذا جرم وإزهاق روح حية بغير حق ولكن لا يجري على هذا القاتل الحكم العام المعروف في الإسلام وهو أن القاتل يقتل القاتل يقتل هذا هو المبدأ العام لكن يستثنى منه الوالد إذا قتل ولده هو ارتكب جرما ولا شك ولكن من الناحية القضائية لا يقتل الوالد بولده لأن هذا المقتول هو جزء منه كما لو هذا الوالد قطع عضوا من أعضائه لا شك إنه هذا أيضا لا يجوز إسلاميا لكن لا يدان مين المدعي ومين المدعى عليه منه وإليه لذلك فهناك أحكام تختلف في الإسلام من حيث العموم والخصوص من ذلك ما نحن في صدد بيانه فيما يتعلق بهذا الحديث فكل إنسان باختصار وهب هبة ما يحرم عليه أن يرجع في هذه الهبة يسترجعها إلى ملكه اللهم إلا الوالد إذا ما وهب لولده فيجوز له أن يرجع في هبته هذه .
هذا أيضا موضع خلاف لكن الصحيح أن الوالد مستثنى من عدم الجواز وإن كان له حصة فيما لو رجع عن الهبة من هذا التشبيه القبيح أي فيما أفهم في مسألة هبة الوالد للولد قضيتان إحداهما فقهية والأخرى ذوقية إذا صح التعبير :
أما الناحية الأولى وهي الناحية الفقهية فهل يجوز للوالد إذا ما وهب ولدا له هبة ما أن يرجع فيها وله حق المطالبة بها أم لا ؟
الجواب يجوز بمعنى أنه إذا ترافع واهب وموهوب إلى الحاكم فادعى أحدهما بأنه وهب لفلان كذا وهو يريد هذه الهبة ويريد أن يرجع فيها فالقاضي الذي يريد أن يحكم بما أنزل الله ينظر في الواهب فإن كان والدا فرض على الولد أن يرجع بالهبة إلى أبيه ... الوالد فرض عليه وأوجب عليه وألزمه بأن يعيد ما وهب والده إليه إلى أبيه أما إن كان الواهب هو ليس أبا ففي هذه الحالة يحكم الحاكم الذي يحكم بما أنزل الله للموهوب على الواهب ويقول الواهب ليس لك أن ترجع لأن الرسول عليه السلام يقول ( ليس لنا مثل السوء ) هذه الناحية الفقهية أو القضائية .
أما الناحية الذوقية فللوالد نسبة من هذا الذم ومن هذا التشبيه السيء حينما يعطي لولده هبة ثم يرجع في هذه الهبة ولكن أقول له نسبة معينة لا أقول ينطبق عليه تماما ذلك لأن الوالد له حقوق على ولده معروفة شرعا هذه الحقوق تلطف من أثر هذه الخصلة القبيحة فيما لو وقع فيها مثلا الرسول عليه الصلاة والسلام يقول ( لمن جاء لولد جاء يشكو إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أباه يقول إن أبي يريد أن يجتاح مالي أن يجتاح مالي يعني أن يأخذ مالي فقال له عليه الصلاة والسلام أنت ومالك لأبيك ) كأنه يقول ليس هذا غريبا أن يأخذ والدك مالك لأنك أنت ومالك لأبيك وفي حديث آخر ( أطيب الكسب كسب الرجل من عمل يده وإن أولادكم من كسبكم ) .
فإذن لما يكون الوالد قد أعطى هبة ما لولده فأشبه ما يكون هذا العمل كما يقول العامة اليوم " مثل هاللي بيحط من جيبته لعُبّه " فالمصدر والمخرج واحد ( أنت ومالك لأبيك ) فإذن إذا وهب الوالد لأبيه هبة ثم رجع فهذا أمر جائز لأنه يجوز أن يأخذ من مال ابنه الذي اكتسبه هو بكد يمينه وعرق جبينه كما يقال يجوز للوالد أن يأخذ من هذا المال ما يشاء مما هو بحاجة إليه فأولى وأولى أن يجوز له أن يرجع بمال أو بهبة أو عطية قدمها هو من ماله لولده .
من أجل هذا الحق الذي للوالد على الولد جاءت بعض الأحكام مختلفة عن المبادئ العامة فيها من هذه الأحكام ما نحن بصدده لا يجوز لأحد أن يرجع في هبة له إلا الوالد مع ولده بل هناك ماهو أخطر من ذلك بكثير وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( لا يقاد والد بولده ) ( لا يقاد والد بولده ) أي لا يقتل والد بولده يعني إذا والد ما أجرم فقتل ولدا من أولاده لا شك إنه هذا جرم وإزهاق روح حية بغير حق ولكن لا يجري على هذا القاتل الحكم العام المعروف في الإسلام وهو أن القاتل يقتل القاتل يقتل هذا هو المبدأ العام لكن يستثنى منه الوالد إذا قتل ولده هو ارتكب جرما ولا شك ولكن من الناحية القضائية لا يقتل الوالد بولده لأن هذا المقتول هو جزء منه كما لو هذا الوالد قطع عضوا من أعضائه لا شك إنه هذا أيضا لا يجوز إسلاميا لكن لا يدان مين المدعي ومين المدعى عليه منه وإليه لذلك فهناك أحكام تختلف في الإسلام من حيث العموم والخصوص من ذلك ما نحن في صدد بيانه فيما يتعلق بهذا الحديث فكل إنسان باختصار وهب هبة ما يحرم عليه أن يرجع في هذه الهبة يسترجعها إلى ملكه اللهم إلا الوالد إذا ما وهب لولده فيجوز له أن يرجع في هبته هذه .
باب : " باب ما ذكر في المكر والخديعة " شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( المؤمن غرّ كريم والفاجر خبٌ لئيم ) .
الشيخ : ثم عقد المصنف رحمه الله بابا آخر .
فقال : " باب ما ذكر في المكر والخديعة " .
روى بإسناد حسن لغيره .
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( المؤمن غرّ كريم والفاجر خبٌ لئيم ) .
إذن ليس لنا مثل السوء فهل يكون المسلم خبا مكّارا خدّاعا لئيما أم يكون غرا كريما جاء هذا الحديث يعطينا الجواب ( المؤمن غر كريم ) شو معنى غر كريم قد يتبادر إلى أذهان بعض الناس أن المقصود بكلمة غر يعني إنسان مغفل أبله لا يحسن أن يعالج أمور دنياه وآخرته ولذلك فهو غر وقد تورط بهذا المعنى بعض المعاصرين فأنكر هذا الحديث فالحقيقة أن المقصود بلفظة غر هنا ( المؤمن غر كريم ) ليس هو ذاك المعنى اللئيم وإنما المقصود أن المسلم من طبيعته أنه على عكس الفاجر اللئيم الفاجر اللئيم هو خب هو يخادع الناس ويسلك طرقا ليست مشروعة في معاملته وفي مخالطته للناس أما المؤمن فهو غر أي يمكن أن نعبر بلفظة أخرى لتفسير هذه الكلمة هو الرجل المؤمن الطيب القلب الذي لا يحسن أن يمكر الناس أن يمكر للناس بينما الناس يمكرون به هذا هو غر فيما يتعلق بأمور دنياه لكن فيما يتعلق بأمور دينه فهو من أنبه الناس وأيقظ الناس وأعقل الناس فإذن الوصف هذا غر هو ما يتعلق بأمور دنياه وعلاقته مع الناس فلحسن ظنه بالناس وسلامة سريرته فهو يعامل الناس بهذه النية الحسنة.
والناس أكثرهم كما جاء في الشطر الثاني من الحديث ( والفاجر خب لئيم ) أكثر الناس اليوم إذا ما تمكنوا من أن ينالوا من إنسان ما من ماله من متاعه بأي طريق كان ما بيقصروا هذا ليس من طبيعة المسلم هذا طبيعة الفاجر الخب المخادع اللئيم إذن المؤمن غر كريم والفاجر خب أي مخادع لئيم .
فهاتان صفتان تتماشيان معا وهو أن المؤمن غر كريم النفس سخي جواد أما الفاجر فخب لئيم فهما صفتان مع المؤمن يقابلهما صفتان مع الفاجر المؤمن غر أي طيب النفس صافي السريرة كريم يجود بالمال ويسخى به على الناس على العكس من الفاجر فهو خب مخادع يحاول بكل طريق أن يتسلط على أموال الناس بما لا يحل له ثم هو ليس كريما بل هو كما جاء في هذا الحديث لئيم .
في الدرس الآتي إن شاء الله باب في السباب .
وبهذا القدر كفاية والحمدلله رب العالمين.
فقال : " باب ما ذكر في المكر والخديعة " .
روى بإسناد حسن لغيره .
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( المؤمن غرّ كريم والفاجر خبٌ لئيم ) .
إذن ليس لنا مثل السوء فهل يكون المسلم خبا مكّارا خدّاعا لئيما أم يكون غرا كريما جاء هذا الحديث يعطينا الجواب ( المؤمن غر كريم ) شو معنى غر كريم قد يتبادر إلى أذهان بعض الناس أن المقصود بكلمة غر يعني إنسان مغفل أبله لا يحسن أن يعالج أمور دنياه وآخرته ولذلك فهو غر وقد تورط بهذا المعنى بعض المعاصرين فأنكر هذا الحديث فالحقيقة أن المقصود بلفظة غر هنا ( المؤمن غر كريم ) ليس هو ذاك المعنى اللئيم وإنما المقصود أن المسلم من طبيعته أنه على عكس الفاجر اللئيم الفاجر اللئيم هو خب هو يخادع الناس ويسلك طرقا ليست مشروعة في معاملته وفي مخالطته للناس أما المؤمن فهو غر أي يمكن أن نعبر بلفظة أخرى لتفسير هذه الكلمة هو الرجل المؤمن الطيب القلب الذي لا يحسن أن يمكر الناس أن يمكر للناس بينما الناس يمكرون به هذا هو غر فيما يتعلق بأمور دنياه لكن فيما يتعلق بأمور دينه فهو من أنبه الناس وأيقظ الناس وأعقل الناس فإذن الوصف هذا غر هو ما يتعلق بأمور دنياه وعلاقته مع الناس فلحسن ظنه بالناس وسلامة سريرته فهو يعامل الناس بهذه النية الحسنة.
والناس أكثرهم كما جاء في الشطر الثاني من الحديث ( والفاجر خب لئيم ) أكثر الناس اليوم إذا ما تمكنوا من أن ينالوا من إنسان ما من ماله من متاعه بأي طريق كان ما بيقصروا هذا ليس من طبيعة المسلم هذا طبيعة الفاجر الخب المخادع اللئيم إذن المؤمن غر كريم والفاجر خب أي مخادع لئيم .
فهاتان صفتان تتماشيان معا وهو أن المؤمن غر كريم النفس سخي جواد أما الفاجر فخب لئيم فهما صفتان مع المؤمن يقابلهما صفتان مع الفاجر المؤمن غر أي طيب النفس صافي السريرة كريم يجود بالمال ويسخى به على الناس على العكس من الفاجر فهو خب مخادع يحاول بكل طريق أن يتسلط على أموال الناس بما لا يحل له ثم هو ليس كريما بل هو كما جاء في هذا الحديث لئيم .
في الدرس الآتي إن شاء الله باب في السباب .
وبهذا القدر كفاية والحمدلله رب العالمين.
4 - باب : " باب ما ذكر في المكر والخديعة " شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( المؤمن غرّ كريم والفاجر خبٌ لئيم ) . أستمع حفظ
هل يجوز المباشرة بعد انتهاء الحيض وتطهير المكان أم يجب الاغتسال أولا ؟
الشيخ : هل يجوز المباشرة بعد انتهاء الحيض وتطهير المكان أم يجب الاغتسال أولا ؟
في هذه الحالة ثلاثة أحوال أو ثلاثة أحكام كنت ذكرتها في كتابي آداب الزفاف .
الحالة الأكمل هو الاغتسال .
الحالة التي دونها الوضوء .
الحالة التي لابد منها غسل المكان وهذا هو أقل ما يجب وهذا هو الذي تدل عليه ظواهر بعض النصوص والآثار الواردة عن السلف .
وإلا فالأفضل كما قلنا المرتبة العليا ألا وهو الاغتسال .
وبهذا القدر كفاية والحمدلله رب العالمين
في هذه الحالة ثلاثة أحوال أو ثلاثة أحكام كنت ذكرتها في كتابي آداب الزفاف .
الحالة الأكمل هو الاغتسال .
الحالة التي دونها الوضوء .
الحالة التي لابد منها غسل المكان وهذا هو أقل ما يجب وهذا هو الذي تدل عليه ظواهر بعض النصوص والآثار الواردة عن السلف .
وإلا فالأفضل كما قلنا المرتبة العليا ألا وهو الاغتسال .
وبهذا القدر كفاية والحمدلله رب العالمين
اضيفت في - 2021-08-29