ما هي حكايتك مع الإخوان المسلمين وهل كنت إخوانياً ثم تركتهم ؟
الشيخ : من أي ناحية يعني ؟
السائل : يعني كيف بدأتم علاقتكم بالإخوان المسلمين ، ولم تركتم الإخوان المسلمين ؟
الشيخ : هذا سؤال خطأ ، أنا ما كنت يومًا إخوانيًّا حتى يٌقال : لم تركتَ ؟
السائل : وهذا هو الإشكال.
الشيخ : فأقول : أنا الآن كما كنت في أول الزمان ، أي : أنا لا أتبنَّى حزبًا من الأحزاب ولا أدعو إلى التحزُّب ، لذلك أنا في شخصي عندي استعداد أن أحضر مع كل الجماعات ، كما أنَّ الجماعات الأخرى الغير المتزمِّتين والمتشددين منهم عندهم استعداد أنهم يحضروا دروسي لأني لا أدعو إلى حزبية معيَّنة أو جماعة معيَّنة ، فأنا كنت مع الإخوان المسلمين هناك في سوريا طيلة الزمان الذي قضيته كما أكون مع المسلمين جميعًا ، أي : أسمع محاضراتهم وأحضر حلقاتهم المستطاعة بالنسبة إليَّ ، وإذا كان هناك مجال للتذكير والتعليم فعلتُ وما قصَّرتُ ، فهذا التعليم وتبليغ الدعوة هو الذي كان يجعلني وثيق الصلة بالإخوان المسلمين إلى درجة أنني كنتُ أرحل مع رحلاتهم ، وأتنزَّه في منتزهاتهم ، أهتبلها فرصة لتبليغ الدعوة ، لأنه في اعتقادي سابقًا ولم يتغيَّر إلا قليلًا لاحِقًا بالنسبة لهذا البلد الذي أنا الآن فيه : لم يتغيَّر موقفي بالنسبة للإخوان المسلمين ، فأنا لا أزال أدعوهم كما أَدعو كل المسلمين إلى اتباع الكتاب والسنة ، ولا أزال كما كنت سابقًا لستُ من الإخوان المسلمين في منهجهم وتكتيكهم كما يقولون ، فإن منهجهم يختلف مع منهجنا تمامًا ، ويمكن إيجاز ذلك بكلمة قصيرة جدًّا : " منهجنا قائمٌ على أساس ثقِّفْ ثم كتِّلْ ، منهجهم قائم على أساس كتِّل ثم ثقِّف " : وهذا منهج منحرف تمامًا ، ولذلك كان منهجهم يستلزم أن يكون في الإخوان المسلمين المذهبي والمستقلُّ عن المذاهب ، والسلفي والصوفي ، حتى والشيعي ، لأن دعوتهم قائمة على التجميع وليس على التثقيف ، فأنا كنت ولا أزال أستغل هذا التجميع لصالح الدعوة ، لكن في بعض الأزمان تصل بهم العصبية الحزبية إلى مخالفتهم لمنهجهم هذا القائم على التجميع ، فيفرِّقون .
الحديث عن منهج الإخوان المسلمين في تعاملهم مع دعوة الألباني في عمان الأردن ودعوتهم لمقاطعته.
السائل : نعم.
الشيخ : ثم لما استوطنت عمان أيضًا كان هناك إقبال عليَّ شخصيًّا بالأسئلة ومن بعض رؤوسهم أيضًا كالدكتور عبد الله عزام ، فقد كان حريصًا جدًّا على التقاط كل ما يسمع ، فيكتب رؤوس أقلام في دفتر صغير يحمله معه عادةً ، المهم ثم بدأ انزجار الإخوان عن الدعوة بصورة عامة وعن الداعية إليها بصورة خاصة لما وجدوا بعض الشباب من إخوانهم أصبحوا سلفيين ، فأرسلوا وراء اثنين منهم وأنذَروهم بعدم حضور حلقات الشيخ الأَلباني ، وجرى نقاش بينهم وبين المسؤول عنهم ، أنّه ما السبب ؟
فكان الجواب غريبًا جدًّا : أنّه لا يمكن أن يجتمع في العضو مِن الإخوان في نفسه ولاءان ، ولاء للدعوة يعني دعوة الإخوان ، وولاء للشيخ الألباني ، هذان أمران لا يجتمعان .
كان جوابهما : أنه يا جماعة أنتم تعرفون أن الألباني ليس عنده حزب ولا عنده تكتل ، بل هو لا يرى هذه التكتلات كلها ، لأنها تفرِّق جماعة المسلمين ، فنحن حينما نحضر عنده فلِنستفيد من علمه ، فأيُّ شيء يعني تخافونه منه ما دام لا يدعو لتكتل ضد تكتلكم ؟ !
وأصروا على الموقف ولاءان لا يجتمعان ، فإما نحن وإما الشيخ ، وأمهلوهم حسب نظامهم ستة أشهر حتى يراجعوا أنفسهم ويتوبوا إلى ربِّهم !
السائل : سبحان الله !
الشيخ : جاء الموعد ، طلبوهم استدعوهم ، وجدوهم مكانك راوح يعني كما هم ، يعني تلطفوا بهم ، أنو يا جماعة خليكم معنا ، نحن معكم يا شيخ ، بس أنتم مش رضيانين نكون معكم ، نحن نريد أن نستفيد من الشيخ وهذا ما يضرُّكم ، ففصلوهم .
ثم جاء دور الألباني فأصدروا قرارًا بمقاطعة الألباني وكلُّ من يلوذ به ، محاضراته وجلساته وإلى آخره ، حتى السلام عليه في الطريق .
السائل : يمنعونهم ؟
الشيخ : آه ، قرار في هذا قرار !
السائل : سبحان الله !
الشيخ : إي نعم ، وكان ممن شمله القرار بطبيعة الحال هذا الرجل الطيب عبد الله عزام .
السائل : نعم ، يعني أيضًا ؟
الشيخ : فكان يلقانا في الطريق ولا يُسلّم ، مرَّة فوجئ بي في مسجد عمر عبد الفتاح ، المهم وجهًا لوجه .
إيش هذا يا شيخ عبد الله ؟ ما هذا ؟
قال : " هذه -إن شاء الله، أظن هذا أو معناه- سحابة صيف عمَّا قريب تنقشع " ، وراحت أيام وكنا نحن نشيطين أكثر في إقامة السهرات من الآن ، فلمَّا ضُيِّق علينا من حيث عدم الاجتماعات قلَّت هذه الاجتماعات ، ففي اجتماع من تلك الاجتماعات كان يحضر الشباب الممنوعين قرارًا من الجلوس مع الشيخ ومحاضراته ودروسه .
السائل : نعم.
الشيخ : فأٌثير هذا الموضوع ، وقلنا لهم يا جماعة : إيش معنى أنتم دعوتهم قائمة على التجميع ، فشو معنى إصدار قرار بمنع الشباب المسلم أن يلتقوا مع الألباني ؟ ! أليس هذا أولًا مخالفة للإسلام (( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )) ؟!
وثانيًا : هذا القرار لا يمكن تطبيقه ، وهذا الدليل أنتم الآن ، فأنتم فُرض عليكم هذا القرار وهَيْ ما تستغنون عن حضور الشيخ ، دروس الشيخ ، ولا أقول هذا افتخارًا ، بل أقوله مضطرًّا بيانًا ، مضى على هذا القرار تقريبًا سنتان مع الأسف ، لكن كلما تأخر الزمن كلما بدأ يضمحل يعني ، يتحلل.
2 - الحديث عن منهج الإخوان المسلمين في تعاملهم مع دعوة الألباني في عمان الأردن ودعوتهم لمقاطعته. أستمع حفظ
لقاء الشيخ الألباني مع عبد الله عزام بعد سنتين من قرار الإخوان المسلمين بمقاطعته ، وسؤال الشيخ له عن سبب هذه المقاطعة ؟
السائل : علي الحلبي ؟
الشيخ : لا .
السائل : علي الهوم .
الشيخ : علي الشطري ، عرفته ؟
السائل : نعم.
الشيخ : فدخلوا عليَّ ، ولأول مرة ألتقي مع عزام بعد تلك الجفوة .
السائل : الحرب.
الشيخ : إي نعم قال : نحن جئنا إلى الدار ما وجدناك ، وحوَّلنا على دار الشيخ أحمد ، انتظرناك هناك ساعتين لعلك تلتقي ، تعود معنا لنلتقي معك ، فأخيرًا : قيل لي بأنك يمكن تكون هنا فنحن جيناك ، قلنا له : خيرًا ؟
ما عدا عمَّا بدا ؟
قال : والله عندي أسئلة .
قلت له لأول مرة : كل سؤال ثمنه مشوار ، يعني مجيئة يأتي إليَّ فيها ، مش يجي مرَّة ويأخذ أجوبة الأسئلة كلها دفعة واحدة ، كل سؤال وجوابه بمشوار .
السائل : الله أكبر ! ههه
الشيخ : استغرب هو طبعًا ، قال : لِم ؟
قلت : لنفهم ما الذي حملكم على إصدار ذلك القرار الجائر ؟!
ما الذي صنعتُه ؟!
قال : أنت كفَّرت السيد قطب .
أنا كفَّرت ؟
قال : نعم .
قلت : أنت سمعت ذلك منِّي ؟
قال : لا .
قلت : إذًا ما علمك بأني كفَّرت ؟
قال : والله أجو لعنَّا بعض الشباب وقالوا أن الشيخ الألباني يكفِّر سيد قطب .
قلت له ما معناه : ولما نقلوا لكم هذه الفرية قلتم : آمين ، صدقتموهم ، أين أنتم وما تدَّعون من الرجوع إلى الكتاب والسنة ، والكتاب يقول ما لا يخفى على أحد مِن الأُمَّة : (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيَّنوا )) ما الذي منعكم أن تتبيَّنوا وأنا قريب منكم ، مش أنا الآن في دمشق ، أنا بين ظهرانيكم ، فلماذا لم تتحقَّقوا وإنما رأسًا صدَّقتم الخبر الكاذب وبنيتم على ذلك التفريق بين المسلمين ؟ !
مع أن الرسول أيضًا يؤكِّد معنى الآية بصورة يعني رائعة جدًّا فيقول : ( كفى المرءَ كذبًا أن يحدث بكل ما سمع ) ، كيف أنت سمعت بهذا وليس فقط تحدَّثت به ، بنيت عليه قرارًا على اعتبار أنه هو عضو بالمجلس .
السائل : نعم.
الشيخ : مع الحديث دخلنا أنّي أنا ما بكفّر السيد قطب ، لكن سيد قطب تكلَّم بكلمة الكفر ، لكن نحن ما مندين الإنسان بكلمة كفر ، لأنّه أولًا : ما أُقيمت عليه الحجَّة ، ولا لُفت نظره إلى ما قال ، إلى آخره . قال : أين ؟
قلت له : في سورة الحديد وسورة الإخلاص .
قال : لكنه في مكان آخر يقول : بأن توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية والصفات وإلى آخره ، وينكر وحدة الوجود .
قلنا : ممكن هذا ، ولذلك هذا من الأسباب التي تحول بيننا وبين أن نقول : هو كافر ، لكن قوله أنّ! أو معنى كلامه : " أنّه لا وجود للحق إلا وجود الحق سبحانه وتعالى " ، وهذا كلام الصوفيين يعني : " لا هو إلا هو " ، " وجودنا خيالي ووجود الإله هو الوجود الحقيقي إلى آخره ".
فالمهم تناقشنا معه في هذه المسألة ، وأجبناه عن بعض الأسئلة ، وانصرف الرجل .
3 - لقاء الشيخ الألباني مع عبد الله عزام بعد سنتين من قرار الإخوان المسلمين بمقاطعته ، وسؤال الشيخ له عن سبب هذه المقاطعة ؟ أستمع حفظ
بيان زيف وكذب الإخوان المسلمين في نسبتهم للألباني أنه يكفر سيد قطب ، وبيان ذلك لعبد الله عزام وإصراره على اتهام الشيخ بالباطل وتعهده للشيخ بالرجوع عن ذلك.
قال : نعم .
قلت له : كيف هذا ما خطر في بالك لما نقلوا لك الشباب هدولي أن الألباني يكفِّر سيد قطب ؟ !
المهم عرف رأيي بصراحة أنّي أنا لا أكفِّر السيد قطب ، وإذا بي أُفاجأ بعد شهور بثلاث مقالات تنشرها مجلة المجتمع في الكويت بقلم الدكتور عبد الله عزام ، وبعناوين ضخمة : " رد الدكتور عزام على الشيخ الألباني في تكفيره للسيد قطب " .
السائل : سبحان الله ! بعد هذا اللقاء ؟
الشيخ : بعد هذا اللقاء ، قلنا : سبحان الله كيف هالبشر هذا !
راحت أيام إجت أيام ، لنا صديق هنا يعرف عبد الله عزام قبلي وهو صديقه ، كان عبد الله عزام يومئذٍ في السعودية فجاء إلى هنا ، قال لي صديقنا هذا : اليوم أو بكرة في عندي دعوة يحضر فيها عبد الله عزام فبحب تحضر أنت معنا .
قلت له : حُبًّا وكرامة ، لكن بشرط واحد ، قال : ما هو ؟ قلت : أن تعطينا وقت خاص لأخلوَ مع الدكتور عزام لمناقشته وحكيت له القصة ، كيف فهم مني ، أنا ما أكفِّر سيد قطب ، كيف بنشر ثلاث مقالات ضد هذا الأمر الواقع وينسبني إلى التكفير ؟!
قال : ما عندي مانع ، وكذلك كان ، فخلوت به ، قلت له : إي يا أستاذ عزام ، كيف هذه المقالات أنت تكتبها بعد لقائنا في دار صهري ، وفهمك عنِّي صراحةً مش بواسطة الشباب هالذين نقلوا لك التكفير ، بعدين بيَّنت لك أنا : أنا لا أكفر أولًا سيد قطب ، ولا أكفر مسلمًا أبداً إلا بعد إقامة الحجَّة ، كيف الآن أنت نشرت هذه المقالات ؟ !
قال : والله كنت في مكة فجاءني بعض الشباب ، وقالوا لي : أن الشيخ الألباني كذا وكذا وكذا ، إي عادت حليمة لعادتها القديمة !
يبدو تتأثر بالشباب وقد سمعت منِّي خلاف ما تسمع منهم ، كيف هذا يا عبد الله ، هذا ما يجوز في الإسلام إلى آخره ، فما تركته حتى تعهَّد لي أنه سيصحِّح الموقف .
السائل : نعم.
سائل آخر : نشروا في * المجتمع * .
السائل : هذا منذ كم يا شيخنا ؟
الشيخ : هذا صار سنة ونصف ، سنتين أو أكثر .
السائل : سنتين ولم ينشر ؟
الشيخ : آه ، صار سنة ونصف سنتين ثم نشروا في * المجتمع * ، إي نعم .
الظاهر الجماعة في عندهم الحقيقة دروشة يعني ، ما عندهم محاكمة عقلية .
هو من بعد ما ذهب إلى أفغانستان وهو شبه المرشد العام يبدو هناك يعني ، وزارني منذ سنة في بيتي ، وسألني بعض الأسئلة التي تتعلق بالمغانم ونحو ذلك مما جاء في الجلسة ، فما بلغنا يعني عندهم أي مسؤولية فيما إذا تكلموا في عرض مسلم ما دام أن ذلك في سبيل انتصار للحزبية العمياء ، فهذا من قصَّتي مع الإخوان المسلمين .
باختصار : أنا لم أكن يومًا مع الإخوان المسلمين ولن أكون ، لأن منهجهم غير منهجي ، لكن ما أُكفِّرهم ولا بحكم عليهم بالضلال إلا مَن طغى ، وأنا معهم كسائر المسلمين يعني أدعوهم إلى الله ، فمن استجاب فَبِهَا ، وإلا فلا حول ولا قوة إلا بالله .
4 - بيان زيف وكذب الإخوان المسلمين في نسبتهم للألباني أنه يكفر سيد قطب ، وبيان ذلك لعبد الله عزام وإصراره على اتهام الشيخ بالباطل وتعهده للشيخ بالرجوع عن ذلك. أستمع حفظ
يقال أن سبب التضييق عليكم ومنعكم من الدروس العامة هم الإخوان المسلمون من خلال بعض اتصالاتهم بالمسؤولين، فهل هذا صحيح ؟
الشيخ : نعم ، الله أعلم به ، الدروس التي ألقيتها درسان فقط .
السائل : ثم منعوكم من ؟
الشيخ : ثم سفَّروني ، نفوني يعني ، لكن هل وراء ذلك الإخوان المسلمون ؟! هل وراء ذلك مشايخ مقلدون ؟! هل وراء ذلك الخرافيون من الصوفيين ؟!
ممكن أن يكونوا يدًا واحدةً جميعًا ، ويمكن أن يتفرد في المسؤولية طائفة منهم ، لكن الواقع أنا ما أستطيع أن أتَّهم طائفة منهم دون أخرى ، فالله أعلم بحقيقة الأمر .
5 - يقال أن سبب التضييق عليكم ومنعكم من الدروس العامة هم الإخوان المسلمون من خلال بعض اتصالاتهم بالمسؤولين، فهل هذا صحيح ؟ أستمع حفظ
ما رأيكم بالشيخ عمر التمساني ؟
الشيخ : أنا ما أعرفه .
السائل : ما تعرفه ؟
الشيخ : لا ما أعرفه ، والوقت الآن زاد عن الحصة التي اتفقنا عليها ، فإن شاء الله موعدنا غداً صباحًا مِن أجل الأسئلة ، والظهر على الغداء إن شاء الله .
السائل : من الذي عنده اليستا ، مَن مِن الشباب ، قلت لي : بنزودك بأسماء الشباب الذين سيحضروا إن شاء الله ؟
الشيخ : هم الذين كنتم معهم آخر مرتين أين ؟ عند أبو ليلى ؟!
السائل : أبو ليلى .
الشيخ : مثلاً هاي اثنين ، وأبو الفدا ثلاثة .
السائل : وعامر .
الشيخ : وعامر أربعة ، وقريب أبو الفدا !
السائل : تابعي .
الشيخ : تابعي اسمه ؟
السائل : تابعي .
الشيخ : كم صاروا خمسة ؟
السائل : أنا مدعو يا شيخنا ؟
الشيخ : أنت في المقدمة في الرأس !
السائل : جزاكم الله خيراً .
الشيخ : السادس من يكون ؟
السائل : ...
الشيخ : السيارة تبعكم تتسع لستة ؟
السائل : تسع نعم .
الشيخ : السادس من يكون ؟
السائل : الأخ وضاح الإمام .
الشيخ : وضاح الإمام ، والسلام عليكم .
السائل : طيب ممكن يا شيخنا نستمر حتى نصل للبيت برضو في السيارة ؟
الشيخ : إذا استطعت لا تقصر .
السائل : ههههه
ما رأيك بقول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله عن الإخوان المسلمين : " إنهم خوارج القرن العشرين " ؟
الشيخ : نعم.
السائل : إيه رأيك في هذا الكلام بالنسبة لـ وهو معزوٌّ قطعًا للشيخ أحمد شاكر ، نعم ما رأيكم في قول الشيخ أحمد شاكر وقد ثبت عنه فعلًا أنه قال هذا ؟
الشيخ : والله ما أستطيع أن أقول أخطأ أم أصاب ، لأني لم أكن شاهدًا .
الشيخ : تحت الجسر -ما شاء الله وفَّت معك-
السائل : نعم.
الشيخ : لعلك تذكر أنني قصصت عليك قصة لقائي الأول مع الشيخ حامد .
السائل : الشيخ حامد ؟
الشيخ : حامد التقي .
السائل : الفقي نعم .
الشيخ : قصصت عليك القصة ، نعم .
السائل : إي نعم .
الشيخ : وكيف أنه جاء الحديث عن سوريا والدعوة هناك والإخوان المسلمين ، قال لي : الخُوَّان !! فأنا أنكرت عليه هذا التعبير ، قال : هم كذا وكذا ، ذكر لي والله حوادث مع فاروق وغير فاروق .
السائل : إي نعم .
الشيخ : قلت له : يا شيخ ، أنت تسطيع أن تتكلم عن الإخوان المسلمين في مصر لأنك تعرفهم ، لكن من الظلم بكل مكان .
لكن أنت تتكلم عن الإخوان المسلمين في كل مكان ومنها بلاد الشام ، فهذا ما يجوز ، لأنه (( لا تزر وازرة وزر أخرى )) كما تعلم ، فهذا هو جوابي أيضًا بالنسبة لهذا السؤال يعني ، ما الذي هو أحمد شاكر أخذ عليهم حتى رماهم بهذه التهمة الشنيعة القوية ، ما أدري ، لذلك أنا ما عندي رأي .
السائل : كأن الإخوان في سوريا أفضل من الإخوان في عمان ؟
الشيخ : آه ، ممكن هذا .
السائل : نعم ، عندهم تربية لأنهم تربوا على أيدي المشايخ .
الشيخ : إي نعم .
السائل : وفي التربية الإسلامية أفضل منهم .
7 - ما رأيك بقول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله عن الإخوان المسلمين : " إنهم خوارج القرن العشرين " ؟ أستمع حفظ
هل التقيتم بالشيخ حسن البنا ؟ وما رأيكم في دعونه ؟
الشيخ : حسن البنا قلت عنه كلمة في زماني : هو طبعًا ليس عالماً ، إنما هو فعلًا عنده أسلوب في جذب الناس إليه ، ويكفيه فخرًا أنه أنقذ أُلوف من الشباب مِن الملاهي والسينمايات والقهاوي ونحو ذلك .
السائل : أي نعم.
الشيخ : وهو كانت دعوته بِصورة عامة كما يقول يعني : الكتاب والسنة ، لكن جماعته وقفوا عند هذه الكلمة لم يخطوا بها ولا خُطوة إلى الأمام .
السائل : أي نعم.
الشيخ : فكان عليهم أن يستغلوا هذه الكلمة كمنهج سليم وإن كان هو يعني على كل حال ما يخرج عن دعوته .
السائل : ها يا شيخنا .
الشيخ : نعم ، فالشيخ حسن البنا مع دعوته هذه المجملة للكتاب والسنة فهو يبدو أنُّه يغلب عليه السياسة والدبلوماسية التي قد لا تتفق مع الشريعة وأحكامها ، لا أدري إذا كان ذلك على علمٍ منه أو لا ، ويكفي في الدلالة على هذا الإعلان الذي كان وضعه لدعوته حين قال : " دعوتنا سلفيةٌ صوفية " ، تعرف هذه ولَّا أنت غريب عنها ؟
السائل : لا ، غريب .
الشيخ : وفي مصر أيضًا.
السائل : لأنني أصلًا منذ نشأت نشأت سلفياً ! والحمد لله .
الشيخ : ما شاء الله !! فهذه دعوته ، وهم يفخرون بها ، لكن هذا يدلُّ على أنهم لا يفقهون ما هي الصوفية ولا ما هي السلفية ، وأنهم لا يعلمون أن الدعوة السلفية تتنافر تماماً مع الدعوة الصوفية ، لكن هو يعني بالدعوة السلفية دعوة إجمالية ما فيها تحقيق ، ما فيها حمل الناس على الاقتداء بالرسول في كل كبير وصغير ، ويفهمون مِن الصوفية عبارة عن رقَّة القلوب والخشية لعلَّام الغيوب وتمسكُن الناس ، ما يفهمون أن فيها وحدة وجود ، فيها إعراض عن السنة في السلوك في الحياة إلى آخره ، فممكن في حدود معلوماتهم هذه الضَّيِّقة ممكن يجمعوا بين الماء والنار ، الماء الذي هو سبب الحياة والنار التي هي للدمار ، فيجمعون هذا وهذا بين السلفية وبين الصوفية ، فأنا حسن البنا يعني أُكبِرُه من هذه الزاوية فقط ، حيث كان سببًا لتكتيل الشباب وإيقاظهم من تلك المجتمعات الفاسِدة كالسينمايات والمقاهي وو إلى آخره ، لكن كان على البقية الباقية منهم أنّ يُكملوا مسيرته ، بأن يضعوا النقاط على الحروف فيما يتعلق بأنّ الدعوة على الكتاب والسُّنة ، وقد صرَّح هو بِشيء من هذا في رسائله ، في بعض * رسائل التعاليم * .
هل ترون أن سيد قطب أفضل من حسن البنا ؟
الشيخ : سيد قطب أحسن منه فيما يتعلَّق بفهمه للتوحيد أولًا ، وفي صراحته وصدعه بالحق خاصَّة في المذكِّرات التي نُشِرت أخيرًا .
السائل : * لماذا أعدموني ؟ * .
الشيخ : آه، نُشرت في المسلمين ، والحقيقة الذي يقرأ هذه المذكِّرات يظنُّه أنه سلفي .
السائل : هو كذلك في مسألة أنه لا فائدة من الانقلابات ، لا بد من تعليم الشباب أولًا ، نفس ما نقول .
الشيخ : إي نعم ، هذا هو ، فالحمد لله ، لكن مع الأسف الإخوان ما استفادوا منه شيئًا ، بل وُجد مَن ردَّ عليه لعله بلغك ؟
السائل : لا ما بلغني .
الشيخ : بعض كتب صدرت في الرد عليه .
السائل : الرد على هذه ؟
الشيخ : إي نعم .
السائل : سبحان الله !
الشيخ : ثم هو الظاهر أنّ هذا الصفاء الفكري حصل له بسبب السجن الذي فُرض عليه فرضًا ، وإلا مثلًا أنت لما تقرأ كتابه : * العدالة الاجتماعية * لا تجد فيه روحًا للسلفية إطلاقًا ، وإنما هو يعالج القضايا ، قضايا العمال وأجور العمال كما يعالجه متفلسفو الكُتَّاب الإسلاميين الذين يجدون حلولًا لمشاكلهم بناءً على منطقهم وأهوائهم التي يتصوَّرون أنها يعني نابعة أو المقصود بها مصلحة المسلمين فهم يحرِّمون ويحلِّلون دون أن يشعروا بالمسؤولية من تكلُّمهم بغير علم .
السائل : نعم.
ألا يدل رجوع سيد قطب إلى الدعوة السلفية أن طريقة الإخوان القديمة لا تجدي نفعاً وأن عليهم أن يستفيدوا من تجربة سيد قطب رحمه الله ؟
الشيخ : لا شك أن يعيدوا النظر في أُسلوبهم السابق ومنهجهم الذي تلقَّوه عن حسن البنا أنه لم يعد صالحًا لتبنِّيه بحرفيَّته ، وأكبر دليل على هذا أن الإخوان المسلمين مضى على دعوتهم نصف قرن من الزمان وأكثر ما وُجِدَ فيهم عالم .
السائل : سبحان الله !
الشيخ : مع أنهم ملايين في الدنيا ، في دنيا الإسلام يَعدُّون ملايين ما وُجِدَ فيهم عالم ، ثم ما وُجِدَ فيهم ما يقدِّمونه للعالم الاسلامي سواء كانوا جماعةً أو أفرادًا ، ما قدَّموا إليهم شيئًا سوى هذا الحماس الذي ترتَّب عنه كما أشار أخونا أبو حمزة ، بينما تجد العكس ، الدعوة السلفية في كل مكان قدَّموا فوائد في العقيدة في العبادة في الأخلاق في الإخوان المسلمين أنفسهم ، فلذلك فالكثيرون منهم كأفراد تجدهم سلفيين ، ونحن حينما نناقشهم ونذكِّرهم بهذه الحقيقة وهي: أن دعوتهم ما أجدت شيئًا ، بيقول لك : هَيْ فلان سلفي ، وهَيْ وفلان سلفي وإلى آخره . بقول لهم : نعم ، بس من أين جاءتهم السلفية ؟ هل جاءت من دعوتهم أم من خارج الدعوة ؟!
هذه الحقيقة ، لذلك هذا كله يوجب عليهم إعادة النظر لولا الحزبية العمياء ، والله المستعان .
10 - ألا يدل رجوع سيد قطب إلى الدعوة السلفية أن طريقة الإخوان القديمة لا تجدي نفعاً وأن عليهم أن يستفيدوا من تجربة سيد قطب رحمه الله ؟ أستمع حفظ
ما هو سبب عدم تحزب السلفيين ، وهل دعوة عبد الرحمن عبد الخالق خطأ ؟
الشيخ : وأرجو أن لا يكون لهم حزب ، لأنهم إذا تحزَّبوا ضاعوا ، وهَيْ تباشير الأمر في الكويت ، لأنّهم حينشغلوا بالسياسة عن الدَّعوة ، ومعالجة مشاكل السياسيين الذين لا تلاقيَ بينهم وبينهم .
السائل : يعني دعوة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق خطأ ؟
الشيخ : أنا في اعتقادي خطأ .
السائل : هذا الكتاب يا شيخ متعلق !
الشيخ : نعم.
السائل : هو لكم إن شاء الله .
الشيخ : جزاك الله خير .
السائل : وجزاكم .
الشيخ : الله المستعان .
السلفيون في مصر ليس لهم رأس يرجعون إليه وينصاعون لأمره عند حدوث أي خلاف بينهم فما توجيهكم أو نصيحتكم أو رؤيتكم لهذا الموضوع ؟
الشيخ : هَايْ المشكلة .
السائل : نعم لا يوجد مثلًا رجل كالشيخ ناصر الدين الألباني يجتمعوا حوله أو ينصاعون لأمره .
الشيخ : نعم.
السائل : فيعني السبيل هنا وأنه لا رأس للسلفيين في مصر حتى نتحاشى مسألة الاصطدام بدافع الرغبة والزعامة ونحو ذلك ، يعني ما توجيهكم أو نصيحتكم أو رؤيتكم في واقع هذا النزاع الذي قد يكون ؟
الشيخ : والله هذه مشكلة ، لا تُحل إلا بمعجزة من الله عز وجل ، لأنّه في الوقت الذي نحن نشعر -وقد ذكرت هذا فيما مضى من المجالس- أنَّ هناك صحوة كما يقولون إسلامية، ونحن نقول : " صحوة سلفية " ، لكن هذه الصحوة لم تصحَبْها صحوة أخلاقية ، وأُعلل ولعلي سبق أن علَّلت أنَّ الصحوة الفكرية والعلمية هي سهلة ، ولا تتحمل زمنًا طويلًا ، إنسان بيقرأ في جلسة وحدة كتاب فيه تنبيه على أحاديث ضعيفة وموضوعة وإذا به بصير ، بيقرأ كتاب في العقيدة السلفية وإذا به يهتدي ويرفض العقائد التي كان تلقَّاها من مجتمعه ، أما الأخلاق ، الأخلاق التي يعني غُذِّيَ بها في مجتمعه الفاسد في الواقع أنه مجتمع إسلامي لكن اسمًا ، فهذا إصلاحه يحتاج إلى زمن مديد طويل وطويل جدًّا ، لكن لا سبيل إلى إيجاد هذا الإصلاح ابتداءً إلا بأن يُجاهد كل إنسان نفسَه ، وأن يخشى الله عز وجل وأن يفرُّ من حُبِّ الرياسة والتريُّس على الناس ، وأن يقول في هذا الزمان : نفسي نفسي ، فإن استطاع أن يمشي مع بعض أقرانه ومَن هم دونه في العلم مشى معهم ، أما تجميع هذه الجماعات وعلى كل جماعة مثلاً شخص يرى نفسه أنه خيرهم وأفضلهم فهذا ليس من السهل الآن تحقيقه .
السائل : نعم.
الشيخ : لكن لا بد من السعي فيما يوصل إلى إيجاد الطائفة التي يكون عليها رأس مسؤول ولا يكون هو إلا الخليفة المسلم ، وهذا يتطلَّب منَّا السعي والدأب في العمل كلٌّ في حدود استطاعته ، لكن لا يفكِّر أحد أن يتريَّس على غيره ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
السائل : جزاك الله خير .
الشيخ : وإياكم .
12 - السلفيون في مصر ليس لهم رأس يرجعون إليه وينصاعون لأمره عند حدوث أي خلاف بينهم فما توجيهكم أو نصيحتكم أو رؤيتكم لهذا الموضوع ؟ أستمع حفظ
ما توجيهكم لمسألة متابعة الإمام في الاقعاء والافتراش ؟
الشيخ : نعم .
السائل : لأن هذه مسألة جديدة فعلًا يعني ؟
الشيخ : أنا قلتُ رأيي في الموضوع : أنَّ من تمام الاقتداء بالإمام من المأمومين به في الحديث الصحيح : ( إنما جُعل الإمام ليُؤتمَّ به ) إلى آخر الحديث كما هو معلوم ، وفيه يقول عليه السلام : ( وإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا ، وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا أجمعين ) ، فنحن نلاحظ في آخر هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أسقطَ عن المقتدي القادر للقيام القيامَ ، وذلك لأجل تحقيق المتابعة بأدقِّ معانيها ، فإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا ، وإذا صلى جالسًا فاتركوا قيامكم واجلسوا جلوس إمامكم ، فنأخذ من هذا الحديث تنبيهًا هامًّا جدّاً ألَا وهو: أن المقتدي ينبغي بل يجب عليه أن يتابع الإمام في هيئاته ، ما دام أنه يرى ذلك أنه من السنة ، فبالأولى والأحرى إذا كان ذلك من السنة فعلًا .
فأنت تعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين السجدتين كان يفترش تارة وكان يُقعي تارة ، فإذا كنا نعلم بأن الإمام لا يُقعي وإنما يفترش ، فلا يجوز لنا أن نُقعيَ ما دام أنه هو جاء بالسنة ، فنجمع بين السنة الثابتة عندنا والأمر هنا هو الافتراش ، وبين اتِّباعنا لنبيِّنا صلى الله عليه وآله وسلم في القاعدة العامة التي سبق ذكرها ، ألا هو قوله عليه السلام : ( إنما جُعل الإمام ليُؤتمَّ به ) ، هذا وجهة نظري في الموضوع .
وقد قلتُ لك في المسجد بأن الرؤية قد تكون بصرية وقد تكون بصيرية ، أي : بمعنى العلم ، فإذا علمنا بأن إماماً ما لا يُقعي فليس من الضروري أن نراه بأعيننا أنه لا يُقعي حتى نحن لا نُقعي ، وإنما يكفي أننا نعلم أنه يفترش فحينئذٍ نفترش ولا نُقعي ، هذا ما عندي .
إذا كان الإمام حنفياً فهل أتابعه على ترك تكبيرات الإنتقال ؟
الشيخ : أنا أُجيبك عن هذا بكلامي السابق ، لكن هل انتهينا من المثال السابق أو الأسبق ؟
السائل : إي نعم .
الشيخ : نعم ؟
السائل : إي نعم .
الشيخ : ما في عندك شيء ملاحظة أو شيء حتى نستفيدها ؟
السائل : سبحان الله !
الشيخ : والحمد لله .
السائل : ربما أنا آتي لأستفيد يعني .
الشيخ : وأنت جئت أيضًا لا تُحسن أن تفيد ؟
السائل : إن كان عندي شيء يعني .
الشيخ : هذا الذي نسأل عنه .
نعم ينبغي متابعة الإمام الحنفي الذي لا يرفع يديه ، وعلى ذلك طرِّد المسألة إلا في حدود مَن كان جاهلًا ، لا هو مجتهد ولا هو متَّبع ولا هو مقلِّد لإمام مُتَّبَع ، وبخاصة إذا كان يُخالف مذهبه ، فمثلًا مِن الأوضح في مثالك السابق : حنفي لا يرفع يديه ، شافعي لا يرفع يديه ، لكن هذا مُهملٌ ، هذا لا يُتَّبع ، لأنه يخالف السنة في مذهبه ، أما الحنفي فيعتقد أنه هكذا السنة ، وليس يهمنا أن ندقِّق أنّ هذا الحنفي الذي لا يرفع هو خالف السنة أم لم يخالف ، لأننا مأمورون باتباع الإمام أصاب أم أخطأ ، لكن في حالة واحدة كما ضربت مثلاً بالنسبة للإمام الشافعي يُهمل السنة ولا يتَّبعها فهذا لا نتَّبعه ، بخلاف الإمام الحنفي ، لأنك تستطيع أن تتصوَّر أنَّك تصلي وراء مثلًا ابن مسعود ، فهو يصلي ولا يرفع يديه إلا مع تكبيرة الإحرام ، فماذا نقول في هذه الصورة ؟ !
ما دونها يُقاس عليها ، فإذا سُلِّم بهذه الصورة المـــــُثلى أي : في حالة الاقتداء بابن مسعود مثلًا ، إذا سُلِّم بهذه سُلِّم بما بعدها ، وإلا فلا ، ولذلك فينبغي إدارة الحديث على مثل هذا ، لو صلينا وراء ابن مسعود ماذا نفعل ؟
السائل : يعني هو يظهر أن نقول مثلًا نحن نفترض عبد الله بن مسعود .
الشيخ : هذه الأسئلة على حسابك ، فأعط بالك ههههه.
السائل : لا شيخنا ، هذا آخر يوم يعني وآخر لقاء فأرجو أن تسامحنا يعني .
الشيخ : عفوًا .
السائل : يعني مثلًا لو افترضنا أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يصلي خلف ابن مسعود ، فعبد الله بن عمر رأى النبي صلى الله عليه وسلم يكبِّر في تكبيراته الانتقالية ، وابن مسعود رضي الله عنه يرفع في الأولى تكبيرة الإحرام.
الشيخ : نحن افترضنا أنك أنت ابن عمر ماذا تفعل ؟
السائل : يعني أفعل كما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : وماذا تفعل بقوله ؟
السائل : عليه الصلاة والسلام ( إنما جُعل الإمام ) ؟
الشيخ : آه.
السائل : يعني هنا يعني يرد سؤال .
الشيخ : طبعًا ، ههههه نعم .
السائل : وهو مسألة إلحاق غير الوارد في النص بالنص ، يعني ( إنما جُعل الإمام لِيُؤتمَّ به ) مثلاً هذا لفظٌ عامٌّ ، هل ما سُكت عنه في النص أستطيع أنّ أنا أورد ما لم يذكره الشارع في النص من باب القياس أو كذا ؟
الشيخ : لا ليس من باب القياس .
السائل : إنما هو من باب الإلحاق ؟
الشيخ : ولا من باب الإلحاق ، وإنما من باب استعمال النص العام على عمومه .
السائل : يعني مثلًا لو ترك ، لو أسدلَ يديه في الصلاة ولم يقبض اليمنى على اليسرى ؟!
الشيخ : مثِّل ما شئت ، عشرات الأمثلة مكانك راوِحْ ، إيش الفرق بين هذا وهذا ؟ !
إما أن تفترض الإثبات أو أن تفترض النفي ، النتيجة واحدة .
السائل : ممكن نفترض الإثبات أو النفي ما لم يخالف السنة ؟
الشيخ : أنا قلت لك آنفًا ، ورجعتَ تستدل بالحديث ، فهل انتهينا من الحديث ، أنّ هذا حديث : ( إنما جُعل ) هل خصَّ الاتباع بهذه المسائل أم يجوز على حدِّ تعبيرك الإلحاق ، وعلى حد تعبيري استعمال النص العام ؟!
ما انتهينا إلى شيء ، لكنك عدت إلى ما به بدأت .
السائل : أتهرَّب !
الشيخ : على كل حال التذكير ينفع إن شاء الله لمن لا يقصد التهرب ، ماذا تبيَّن لك في قوله : ( إنما جُعل الإمام لِيُؤتمَّ به ، فإذا كبر فكبروا ، وإذا ركع فاركعوا ، وإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولوا : ربنا ولك الحمد ، وإذا سجد فاسجدوا ، وإذا صلى قائماً فصلوا قياماً ، وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا أجمعين ) : هل تفهم أن هذه الأوامر التي ذكرتها في هذا الحديث بعد التعميم هو تخصيص للنص حتى يرد سؤالك السابق أنّه نلحق نقيس إلى آخره ، أم ماذا تفهم من الحديث ؟ !
السائل : يُفهم من الحديث المتابعة التامَّة .
الشيخ : حسن ، حينئذٍ الأمثلة التي طُرِحت ، أليس يكون من المتابعة التامة أن نفعل كما يفعل الإمام ؟
السائل : يعني مثلًا نفترض أن الإمام مثلًا كان لابس بنطلون ، يعني أتابعه في هذا ؟
الشيخ : هههههه هذا ليس من الصلاة سامحك الله !
السائل : يعني شيخ الإسلام ابن تيمية كنت قرأت له : " رجل قال : إذا لم يكن الإمام يجلس جلسة الاستراحة ، فهل المأموم يجلس ؟ قال : نعم يجلس بقدر ما لا يتأخر عن الإمام " : فيظهر هنا أنّ الرجل أو الظاهر عليه أنّه يعني غير بالي في السنة ، فمسألة متابعة الإمام هل يشترط فيها أن أكون أعرف أن هذا الرجل ممن يقرأ ويفهم ونحو ذلك ولم يُهمل ؟
الشيخ : أنا ذكرت لك : هذا الإمام إما أن يكون مجتهد أو متبعاً أو مقلدًا لمجتهد ، فإذا كان عابثًا قلت لك آنفًا عن الشافعي الذي لا يرفع يديه ويهمل السنة ، هذا لا يُتَّبع ، أما إذا كان مجتهدًا ، ولذلك أنا أنصح لك ولأمثالك أنك تبحث المسألة مِن أصلها وجذرها ، لأنه يهون بعد ذلك فهم ما يترتب على ذلك ، أنتَ الأن أخذت مِن موضوع الصلاة وراء ابن مسعود مثلًا ، ابن مسعود إمام مجتهد صحابي جليل رأى الرسول ورآه ابن عمر وإلى آخره ، فإذا صلينا وراء ابن مسعود مثلًا ، أو وراء مَن تبنَّى رأي ابن مسعود كأبي حنيفة ، أو وراء مَن تبع أبا حنيفة ، أو وراء مَن قلَّد أبا حنيفة ، الأمثلة من حيث ما يتعلق ببحثنا واحدة ، لكن في فرق طبعًا بين المجتهد والمتبع والمقلد ، ولذلك فكما يقولون عندنا في الشام : " أنا ضربتها علَّاوية " ، وصَّلتها لابن مسعود الإمام المجتهد الــ الـــــ آخره ، فماذا يتصور الإنسان هل يُخالفه أم يُتابعه في حدود هذا الحديث ؟ !
أما أنت تعود بقى تقول ابن عمر تقول ابن تيمية ، لا ، نحن الآن ما نبحث في الأشخاص ، قد يرى ابن تيمية رأيًا لا تراه أنت وأراه أنا ، قد يرى ابن تيمية رأيًا تراه أنت ولا أراه أنا ، فما ذلك بحجة منك عليَّ أو مني عليك ، لأنّ هذه الآراء مُشاعة للجميع وكل إنسان يعمل بما يبدو له ، نحن الآن في صدد التفقه في هذا الحديث ، ماذا يعطينا هذا الحديث ؟ !
إذا ترك الإمام سنة وهو معذور فهل نخالفه أم نتابعه ؟
فقط لتحقيق المشابهة الشَّكلية الراهنة البيِّنة بين الإمام الجالس والمقتدي القائم ، وبخاصَّة إذا تذكَّرت معي السبب الذي لمناسبته قال عليه السلام هذا الحديث وهو : ( لما صلى بأصحابه الظهر ، وكان مصابًا في أكحله ، فصلى بالناس قاعدًا ، وصلوا خلفه قيامًا ، فأشار إليهم أن اجلسوا ، وبعد أن انتهوا من الصلاة قال : إن كدتم آنفًا تفعلون فعلَ فارس بعظمائها يقومون على رؤوس ملوكهم ، إنما جُعل الإمام لِيُؤتمَّ به ) إلى آخر الحديث ، فإذًا هذا الإمام معذور يصلي في قعود ، فما الذي أسقط هذا الركن عن المقتدين ؟!
تحقيقًا للمتابعة التي أسَّسها في أول الحديث : ( إنما جُعل الإمام ليُؤتمَّ به ) ، تُرى إذا ترك سنةً معذورًا نخالفه ؟!
هنا السؤال .
السائل : نعم .
الشيخ : إذا ترك سنَّةً معذورًا نُخالفه أم نتابعه ؟
السائل : الظاهر نتابعه ، ولكن الحافظ الحازمي يا شيخنا كنت قرأت في * الاعتبار * يعني يقول بنسخ الجلوس مع الإمام الجالس .
الشيخ : هذه مسألة أخرى ندرسها -إن شاء الله- على حسابك أيضًا ، لكن إذا كان الحديث مُحكمًا فعلى ماذا يدل ؟
السائل : الحديث يدل على المتابعة ، الحديث الأول .
الشيخ : نعم ، يدل على المتابعة ، وحينئذٍ يكون بحثنا الفرعي الأول أن المقتدي لا يُقعي إذا افترش الإمام ، صح ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب المسألة إذن تحتاج إلى البحث أنّ هذا الحديث محكم أم منسوخ ، صح ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، الحازمي تقول : إنه يقول : بأنه منسوخ ، طيب ، ماذا نقول أو ماذا نفعل إذا قلنا بأن ابن تيمية يقول : إن الحديث غير منسوخ ؟
السائل : خلاف في الآراء ؟
الشيخ : ماذا نفعل ، ماذا نفعل حين ذاك ؟
السائل : نرجع يعني نشوف دعوى النسخ هذه ثابتة أم لا ؟
الشيخ : جميل ، لا بد أنك شفتَ فماذا رأيت ؟ !
هل هذه الدعوة ثابتة أو غير ثابتة ؟ !
لا أحرِّج عليك إما أن تكون ثابتة وإما أن تكون غير ثابتة ، فإن كانت الدعوة غير ثابتة فقد استرحنا منها ، وعُدنا إلى ما اتفقنا عليه .
والحقيقة أن الدعوة ثابتة ، دعوانا نحن ثابتة ، ودعوى الحازمي غير ثابتة ، ثم هل - اختصارًا للبحث وإلا البحث طويل من حيث إثبات أن دعوانا ثابتة ودعواه غير ثابتة - لكن نأتي للأمر من طريق آخر :
إذا ثبت عجز الحديث وآخره هل يلزم منه أن يثبت مُقدَّمه أو مقدمته ؟
السائل : لا .
الشيخ : فإذن نحن نظلُّ نتمسك ( إنما جُعل الإمام لِيُؤتمَّ به ) ، حتى لو فرضنا أن ذاك الفرع نُسخ ، أي : ( إذا صلى الإمام قاعدًا فصلوا قعودًا ) ، إذا سلَّمنا جدلًا بأنه قد نُسخ ، فنحن لا نزال نتمسك بقاعدة هامة : ( إنما جُعل الإمام لِيُؤتمَّ به ) .
والحقيقة أنّ هذه المسألة من المسائل الهامة تفرَّع منها فروع كثيرة ، كثير من الناس يتوهَّمون أن التفصيل المذكور بعد التَّعميم هو تخصيص ، وهذا خطأ ، لأن التخصيص في علم الأصول هو في جزئية النَّصِّ الخاص هو مخالف للنَّصِّ العام ، ولذلك يُسلَّط على النَّصِّ العام فيخصِّصه ويستثنيه منه ، وليس كذلك فيما يكون النَّصُّ الخاص مطابقًا للنَّصِّ العام.
ما يُقال هذا ، على أننا نقول : إن ألحقنا به هذه المذكورات أشياء أخرى فليس إلحاقًا بطريق القياس أو النظر ، وإنما هو إلحاق بالنَّصِّ العام، فهذا الحديث في عمومه ثابت في تطبيقات جزئية أخرى ، مثلًا ، نضرب مثلًا : إذا الإمام نسي التشهد الأول وقام إلى الركعة الثالثة ماذا نفعل ، نتابعه ؟
السائل : نتابعه .
الشيخ : وهو مخطئ ؟
السائل : نتابعه .
الشيخ : وهو مخطئ ؟
السائل : هو الظاهر نتابعه مع أنّ هناك قول بأنا نقعد وأنا قلت : سبحان الله !
الشيخ : لا ما في قول .
السائل : ما في قول .
الشيخ : لا .
السائل : أنا قرأته يا شيخ.
الشيخ : الذي قرأته غير هذا ؟
السائل : نتابع ؟
الشيخ : لا ، هي المسألة التي أنت تشير إليها أنا قصصتها ، قلتُ : الإمام أخطأ قام ، بعد أن يقوم ليس له الرجوع .
السائل : نعم .
الشيخ : شايف ، فتيقَّنا أنه أخطأ ، أما الصورة التي أنتَ تُشير إليها أنه : الله أكبر يقوم من السجدة الثانية إلى الركعة الثالثة بدل أن يتشهد ، فيُقال له : سبحان الله ! لكن لو أن الناس كلهم كانوا غافلين ما أحسُّوا إلا بأن الإمام استتمَّ قائمًا ، فليس لهم أن يقولوا : سبحان الله ، لأن هذا مضلِّل له حين ذاك ، خاصة إذا كان إمام من أئمة آخر الزمان ، حيث لا يعرف الأحكام المتعلقة في الصلاة ، فيمكن يتنبَّه للخطأ ويرجع ، وهذا لا يجوز .
السائل : تبطل الصلاة شيخنا ؟
الشيخ : لا ، لا تبطل الصلاة كما يقول بعضهم ، لا ، المهم لا يرجع ، وقصدي من هذا المثال هو تيقَّنَّا خطأه ، فما موقفنا منه ؟ !
نتابعه رغم أنوفنا ، طيب ، هاي مثال مُجمع عليه بأن الإمام لو أخطأ يقينًا فعلينا اتباعه ، فإذن هذا مثال لم يُذكر في حديث : ( إذا كبَّر فكبِّروا ، وإذا ركع فاركعوا ) إلى آخره ، وإذا سها فنسي التشهد وقام للركعة الثالثة فقوموا، ما قال شيء مِن هذا ، وليس كما تعلم ، ليس من وظيفة المــــُـبيِّن وهو الرسول عليه السلام أن يستقصي الفرعيات ، لأن الفروع لا تتناهى كما تعلم هذا ، لكن هو يضع قاعدة إما أن يوضِّحها أحيانًا ببعض الأمثلة أو أنها لا تحتاج إلى التوضيح ، فتبقى قاعدة مطلقة ، فالناس يفهمونها .
من هذا المنطلق ثبت أن ابن مسعود كان يُنكر على عثمان إتمامه في منى ، ومع ذلك كان يصلي أربعًا ، قيل له : " كيف هذا أنت تقول هذا خلاف السنة ثم تتابعه ؟ قال : الخلاف شرٌّ " : هذه الجملة هي بيت القصيد من حكمة هذا الأمر : ( إنما جُعل الإمام لِيُؤتمَّ به ) ، فلا يُخالف الإمام ولو كنا نحن جازمين بخطئه ، المهم هو ما يكون جازِم بخطأه أو متعمدًا لخطئه ، فإذا كان معذورًا فنحن نُتابعه .
السائل : طب مسألة نفرعها على هذا وثم !
الشيخ : نغلق الباب .
السائل : ونبدأ في الترجمة .
الشيخ : باب جديد .
إذا دخلت مع الإمام في الصلاة الرباعية فأدركت ركعة من الصلاة الرباعية ؛ وهو كان سها قبل أن آتي فسجد للسهو فهل أتابعه ؟
الشيخ : تتابعه .
السائل : أتابعه ؟
الشيخ : معلوم ، طيب .
سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .
السائل : إن شاء الله يا شيخنا نتم جزءً مِن الترجمة لأني أنا لم أستحضر غير شريط واحد، فنتم جزء من الترجمة ولو سمحت لي إن بقي شيء أكمله عندكم .
الشيخ : طيب شو رأيك نكمله عندنا فيما بعد إن بقي شيء ؟
السائل : يعني مثلاً نؤخر ذكر هذا .
الشيخ : لأني أخشى أن أبو عبد الله عزت يتأخر عن عمله .
السائل : طيب ماشي يا شيخ .
الشيخ : ماشي جزاك الله خير .
السائل : يعني إن شاء الله هذا قبل الموعد يعني مثلاً نأتيكم اليوم ؟!
سائل آخر : متى نأتي إن شاء الله يا شيخ نصلي الظهر ونأتي ؟
الشيخ : لا ، تأتون يعني الساعة واحدة ونص ثنتين إن شاء الله الطعام يعني بيكون جاهز الساعة الثانية .
السائل : يعني لن يكون هناك فسحة قبل الطعام ؟
الشيخ : لا أظن ، بنكون مشغولين يعني .
السائل : لا ، فسحة بالنسبة لكم بحيث أن نأخذ فتاوى ؟!
الشيخ : أنا هذا الذي فهمته ، هذا الذي عنيته أننا نكون مشغولين .
السائل : طيب نجعلها إن شاء الله بعد تعطينا وقتاً جيداً إن شاء الله ؟
الشيخ : أرجو الله أن يساعدني أن أرضيك .
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ !
الشيخ : أهلاً .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام .