سلسلة الهدى والنور-013b
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
تتمة الشريط السابق حول حكم إدخال التلفزيون الى البيت ؟
الشيخ : لكن في اعتقادي لو كان في بلادنا العربية مناهج تلفزيونية كثيرة، من حيث أن التلفزيون الأردني الموجود عند التجار ممكن أن يتصل بمراكز التلفزيونات العالمية كلها، فتطوف عليها وبتشغله كالراديو في الشيء النافع غير الضار، في هذه الحالة يمكنن يقال بالجواز. أما الآن لذلك المسلم يحتاط لنفسه وأهله وأولاده وما بيدخل التلفزيون في بيته.
أحد الحضور : من ناحية إسلامية ، طيب من ناحية الصور هل يكون.
الشيخ : الصور التي يجوز أن تستعملها يجوز أن تصورها وإلا وقعت في التناقض، الصور التي تستعملها بيجوز أنك تصورها والصورة التي ما بيجوزتستعملها ما بيجوز تصورها.
أحد الحضور : شو التفصيل في هذا الكلام ؟.
الشيخ : أخذت جواب سؤالك وإلا لا .
السائل : هذا الكلام غير مفهوم ؟
الشيخ : ... سافر إلى العمرة وطلبوا مني صورة ، طيب ، يجوز أن أتصور عند المصور والا لا؟.
السائل : نعم.
الشيخ : طيب ، أنا عندي آلة تصوير فبدل ما اروح للمصور بصور حالي أنا بيجوز والا لا ؟.
السائل : نعم
الشيخ : أنا ابسألك الآن.
السائل : يعني إذا كان تعدي الإثم يعني ممكن أن ... .
الشيخ : الله يهديك ، لا تنقض ما بنيته ، أنا بدي أصور لحالي عشان أعتمر أو عشان أحج ، تصويري هذا لنفسي أنا جائز ولا حرام ؟.
السائل : ... .
السائل : [ في هذا ينظر ] في هذا فاسق ... زي مسألة الطب
الشيخ : إيش فاسق ولا ؟.
السائل : واحد فاسق بيصور نفسهعلى العموم.
الشيخ : أنا عما احكي أنا أنا، أنا بدي صوِّر حالي مشان أحج لبيت الله الحرام.
السائل : أنا اتصور [ لأني] مضطر.
الشيخ : أنا بحكي عني ، عني مش عنك أنت ، بحكي عن نفسي أنا، أنا بدي أحج لبيت الله الحرام ، بيجوز أصور حالي أنا والا لا ؟.
السائل : نعم
الشيخ : كويس ،شو علاقة الفاسق الآن بالموضوع اللي بتحشره أنت
السائل : لا، بيكون أنا أصور نفسي ... .
الشيخ : أنا عندي جهاز أنا بصور حالي قلت آنفاً بدل ما أروح هلا لحد تعبيرك لعند الفاسق ما بروح لعنده في البيت أنا بصور حالي بيجوز ؟.
السائل : كلامك والله ، في واحد فاسق بيقوم بالعمل ما فيه داعي أنه أروح في ، يعني أن بعمل الحاجة بنفسي
الشيخ : يا أخي تراك خلصت حالنا مع الفاسق، أنا الآن عندي كاميرة ، كويس، بدي أصور حالي لأروح لبيت الله الحرام لأنه ما بيجوزالطريقه إلا هكذا ، بيجوز والا ما بيجوز ؟.
أحد الحضور : يجوز للاضطرار
الشيخ : إذا كان هاي مش مقتنع فيها بآه مشكلة ... .
السائل : لو أنا في الطب يعني ... .
الشيخ : يا أخي اترك حالك من القياس ، انت تقيس مو كل واحد شاطر في القياس، أنت قبل ما بتقيس ادرس المسألة السهلة، أنا بقول عن نفسي ، بلغ هنا أنا بدي أصور حالي مشان أقدم هذه الصورة للجوازات بيسمحوا لي أن أحج لبيت الله الحرام يجوز هذا والا لا ؟.
السائل : آآه يجوز لأنك مضطر في ذلك.
الشيخ : طيب ، إذا وقفت أنت منه ، شو علاقة هذا الموضوع بقضية التشريح و الطب و والى آخره
السائل : ... أصور نفسي
الشيخ : انت فهمت
السائل : لا ... الحمد لله
الشيخ : أنا قلت أنه أنا يجوز لي أن أصور نفسي مشان الحج إلى بيت الله الحرام أو العمرة أو حتى سفر غير واجب علي إنما هو مباح ، شوف الأنواع هذه كلها : سفر مباح ، عمرة مستحبة ، حج واجب ، أنا بقول يجوز لي أن أصور نفسي بيدي حتى أحظى بالتمتع بهذه الأنواع الثلاثة، مقتنع أنت بهذا الكلام ؟.
السائل : اقتنعت بهذا
الشيخ : كويس ، ليش بتشرد عني وبتقول الطب وما الطب والقياس وما قياس مش وارد بالنص صح ؟ هذا الذي أردت أنا أن أقول.
من قبل شو كنت أبا أقول ، بقول أنا بروح لعند المصور وبتصور انت هذا أشكل عليك فيما بدا لنا منك آنفاً ، أن هذا فاسق فاجر كذا كذا إلى آخره ، طيب أنا بروح عنده لأنه ما فيه مصور أنا ما أستطيع أن أصوّر نفسي، فالآن انتوضح لك أن الصورة الي قدمتلك إياها إنه أنا بدي أصور نفسي بنفسي لهذه الأمور الثلاثة قلت هذا الأمر جائز .
أحد الحضور : من ناحية إسلامية ، طيب من ناحية الصور هل يكون.
الشيخ : الصور التي يجوز أن تستعملها يجوز أن تصورها وإلا وقعت في التناقض، الصور التي تستعملها بيجوز أنك تصورها والصورة التي ما بيجوزتستعملها ما بيجوز تصورها.
أحد الحضور : شو التفصيل في هذا الكلام ؟.
الشيخ : أخذت جواب سؤالك وإلا لا .
السائل : هذا الكلام غير مفهوم ؟
الشيخ : ... سافر إلى العمرة وطلبوا مني صورة ، طيب ، يجوز أن أتصور عند المصور والا لا؟.
السائل : نعم.
الشيخ : طيب ، أنا عندي آلة تصوير فبدل ما اروح للمصور بصور حالي أنا بيجوز والا لا ؟.
السائل : نعم
الشيخ : أنا ابسألك الآن.
السائل : يعني إذا كان تعدي الإثم يعني ممكن أن ... .
الشيخ : الله يهديك ، لا تنقض ما بنيته ، أنا بدي أصور لحالي عشان أعتمر أو عشان أحج ، تصويري هذا لنفسي أنا جائز ولا حرام ؟.
السائل : ... .
السائل : [ في هذا ينظر ] في هذا فاسق ... زي مسألة الطب
الشيخ : إيش فاسق ولا ؟.
السائل : واحد فاسق بيصور نفسهعلى العموم.
الشيخ : أنا عما احكي أنا أنا، أنا بدي صوِّر حالي مشان أحج لبيت الله الحرام.
السائل : أنا اتصور [ لأني] مضطر.
الشيخ : أنا بحكي عني ، عني مش عنك أنت ، بحكي عن نفسي أنا، أنا بدي أحج لبيت الله الحرام ، بيجوز أصور حالي أنا والا لا ؟.
السائل : نعم
الشيخ : كويس ،شو علاقة الفاسق الآن بالموضوع اللي بتحشره أنت
السائل : لا، بيكون أنا أصور نفسي ... .
الشيخ : أنا عندي جهاز أنا بصور حالي قلت آنفاً بدل ما أروح هلا لحد تعبيرك لعند الفاسق ما بروح لعنده في البيت أنا بصور حالي بيجوز ؟.
السائل : كلامك والله ، في واحد فاسق بيقوم بالعمل ما فيه داعي أنه أروح في ، يعني أن بعمل الحاجة بنفسي
الشيخ : يا أخي تراك خلصت حالنا مع الفاسق، أنا الآن عندي كاميرة ، كويس، بدي أصور حالي لأروح لبيت الله الحرام لأنه ما بيجوزالطريقه إلا هكذا ، بيجوز والا ما بيجوز ؟.
أحد الحضور : يجوز للاضطرار
الشيخ : إذا كان هاي مش مقتنع فيها بآه مشكلة ... .
السائل : لو أنا في الطب يعني ... .
الشيخ : يا أخي اترك حالك من القياس ، انت تقيس مو كل واحد شاطر في القياس، أنت قبل ما بتقيس ادرس المسألة السهلة، أنا بقول عن نفسي ، بلغ هنا أنا بدي أصور حالي مشان أقدم هذه الصورة للجوازات بيسمحوا لي أن أحج لبيت الله الحرام يجوز هذا والا لا ؟.
السائل : آآه يجوز لأنك مضطر في ذلك.
الشيخ : طيب ، إذا وقفت أنت منه ، شو علاقة هذا الموضوع بقضية التشريح و الطب و والى آخره
السائل : ... أصور نفسي
الشيخ : انت فهمت
السائل : لا ... الحمد لله
الشيخ : أنا قلت أنه أنا يجوز لي أن أصور نفسي مشان الحج إلى بيت الله الحرام أو العمرة أو حتى سفر غير واجب علي إنما هو مباح ، شوف الأنواع هذه كلها : سفر مباح ، عمرة مستحبة ، حج واجب ، أنا بقول يجوز لي أن أصور نفسي بيدي حتى أحظى بالتمتع بهذه الأنواع الثلاثة، مقتنع أنت بهذا الكلام ؟.
السائل : اقتنعت بهذا
الشيخ : كويس ، ليش بتشرد عني وبتقول الطب وما الطب والقياس وما قياس مش وارد بالنص صح ؟ هذا الذي أردت أنا أن أقول.
من قبل شو كنت أبا أقول ، بقول أنا بروح لعند المصور وبتصور انت هذا أشكل عليك فيما بدا لنا منك آنفاً ، أن هذا فاسق فاجر كذا كذا إلى آخره ، طيب أنا بروح عنده لأنه ما فيه مصور أنا ما أستطيع أن أصوّر نفسي، فالآن انتوضح لك أن الصورة الي قدمتلك إياها إنه أنا بدي أصور نفسي بنفسي لهذه الأمور الثلاثة قلت هذا الأمر جائز .
هل يجوز أن يحكم على الناس بالفسق.؟
الشيخ : الآن بدي أروح لعند المصور الي أنت بتحكم عليه بأنه فاسق، على أنه أنا لا أستعجل فأقف نقطة: حكمك هذا خطأ فقهياً ، ليه ؟ لأنه ما بيجوز لك تفسق رجل مسلم قد يصوم قد يصلي لأنه مرتكب محرّم في اعتقادك انت، وهو يمكن آخذ مائة فتوى خاصة في آخر الزمان بأن هذا التصوير أنه جائز و حلال ، شلون بتقول عنه أنه فاسق ؟.
السائل : لا مش بس التصوير، يعني في أمور ثانية عدم الصلاة ... .
الحضور : طيب خلينا نفصل هذا.
الشيخ : سبحان الله ، مين عندك الخاص بالمصورين كلهم ؟
- ويضحك الشيخ رحمه الله -
ما بيجوز يا حبيبي هذا القياس ما بيجوز تقيس شعبان على رمضان، كل واحد له حكمه له وضعه، المهم نحن هلا أنت مكلّف أنه تكشف عن قلوب الناس وتعرف أنه هذا المصور فاسق شو وزن فسقه ؟ شو نوع مرتبته ؟ فاسق من حيث يكذب في المواعيد، فاسق من حيث يكذب في الكلام ، إيه إيهشوالله كلفك في هالقضية ؟.
أنت الآن بدك تحج إلى بيت اللهِ الحرام ولا يسمح لك إلا أن تقدم لهم صورة أو صورتين بتروح تصور حالك عند هذا المصور والا لا؟ أقول أنا: هُنا فيه ضرورة أجيزت أولاً و ثانياً - وهذا هو الأهم عندي بالنسبة لهذه المسألة - أن تحريم الصور ليس من باب تحريم للغاية وإلا من باب تحريم الوسائل، يعني خشية أن تنقلب هذه الصور يوماً ما أداة إفساد للعقيدة، خاصة ما يتعلق بعبادة الله وتوحيده، فاستحلال الصور هذه اللِّي هي محرمة تحريم الوسائل وليس تحريم الغايات هذه ممكن أن يواقعها المسلم بشرطين اثنين :-
1- أن يكون في ذلك فائدة له.
2- أن لا يكون فيه ضرر يمسه.
واضح هذا الكلام ؟
السائل : مش واضح أوي يعني
الشيخ : ليش مش واضح أوي ؟ أنا بقول ... .
السائل : ضرر هذه.
الشيخ : هاه.
السائل : مقدار الفائدة هذه اللي تترتب على السفر ... .
الشيخ : لا هذي مش قضية مش واضح ! ، الكلام واضح لكن انت بتريد تسأل سؤال على ضوء الكلام الواضح، ما فيه مانع أن تسأل ، لكن لأنه في بالك سؤال، وما طرحته، وبالتالي ما أخذ جوابه وبالتالي تقول الكلام مش واضح ؟! لا الكلام السابق واضح مثاله: لو واحد سأل سؤال أنه أكل الميتة حرام والا لا ؟. كان الجواب نعم ، أخي هذا حرام بدليل القرآن الكريم (( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ )) ، طيب واضح الجواب ؟ لا مش واضح ، ليش ؟ لأنه انتفي نفسك سؤال عن ميتة الجراد - مثلاً- ، إيه ما بيصير تقول الجواب مش واضح ! الجواب واضح لكن مش واضح باعتبار أنك أنت متخيل سؤال ومش عارف شو جواب هذا السؤال، إيه -هات- السؤال وبيصيرايضا الجواب عن هذا السؤال المضمور واضحا أيضاً ، أنا بقول واضح الكلام السابق ولا مش واضح ؟.
السائل : واضح الآن
الشيخ : -يضحك الشيخ رحمه الله والحضور-
الشيخ : السؤال مفهوم من نفس الجواب ، بس مش واضح عندك معذور ، أنا قلت ثلاثة أمثلة جبت لك ، فرض و مستحب ومباح ، تذكر هذا ؟ شو بآه محل سؤالك إنت : شو مقدار الفائدة ؟ ، مقدار الفائدة تمتع بما أباح الله ، شايف ، لا بما حرّم الله ، فما فوقه عمرة وهو المستحب ، وما فوقه أولى واولى وهو الواجب ، اللي بدك أنت تسأل بدل سؤالك السابق الذي لا محل من الإعراب، لما تسألك شو الدليل على هذا الكلام ؟ هذا السؤال المحرج القيّم ، الدليل إنه نحنا نرى أن الرسول عليه السلام أباح للسيدة عائشة أن تتمتع بلعبها، تعرف هذا لابد ، طيب ، تعرف لي هذي ، طيب ، مستحب ؟ لا ما بقلك مش مستحب ، يمكن يكون مستحب ، مباح؟ مباح حتماً، لكن مستحب أعلى درجة، فلما رأينا الرسول عليه السلام أباح لها اللعب من جهة، ورأينا في حديث ربيّع بنت معوّذ في صحيح مسلم أنهم كانوا يصومون صبيانهم في صوم عاشوراء ، وكانوا يلهونهم باللعب من العهن والقطن، عن الطعام والشراب حتى يأتي وقت الإفطار ، إذا يجوز تعاطي مثل هذي الصور ما دام فيها فائدة، ولو هذه الفائدة زهيدة يعني مش ضروري تكون واجبة يعني، شايف ؟ ، لهذا أنا بقول أنه يجوز استعمال التلفزيون حينما لا يكون في استعمالهارتكاب محرمات ، ولو أن فيه صور لأنه الصور التي فيها منفعة للناس قد أباحها الشارع الحكيم ، بهذا ينتهي جوابي عن السؤال.طيب ما جات جماعة اللي بدهن يصلوا
السائل : الآن يعني ندعو الصور التي في المحاضرات الدينية أو شيء عن الطبيعة عن الحيوانات كل جايز أشوفها ، جايز أصورها ؟.
الشيخ : لا لا ، لأنه يجب أن يكون فيها فائدة لا تحصل إلا بها.
السائل : إيه
الشيخ : إلا بالصور ، إيه نعم ... .
السائل : لا مش بس التصوير، يعني في أمور ثانية عدم الصلاة ... .
الحضور : طيب خلينا نفصل هذا.
الشيخ : سبحان الله ، مين عندك الخاص بالمصورين كلهم ؟
- ويضحك الشيخ رحمه الله -
ما بيجوز يا حبيبي هذا القياس ما بيجوز تقيس شعبان على رمضان، كل واحد له حكمه له وضعه، المهم نحن هلا أنت مكلّف أنه تكشف عن قلوب الناس وتعرف أنه هذا المصور فاسق شو وزن فسقه ؟ شو نوع مرتبته ؟ فاسق من حيث يكذب في المواعيد، فاسق من حيث يكذب في الكلام ، إيه إيهشوالله كلفك في هالقضية ؟.
أنت الآن بدك تحج إلى بيت اللهِ الحرام ولا يسمح لك إلا أن تقدم لهم صورة أو صورتين بتروح تصور حالك عند هذا المصور والا لا؟ أقول أنا: هُنا فيه ضرورة أجيزت أولاً و ثانياً - وهذا هو الأهم عندي بالنسبة لهذه المسألة - أن تحريم الصور ليس من باب تحريم للغاية وإلا من باب تحريم الوسائل، يعني خشية أن تنقلب هذه الصور يوماً ما أداة إفساد للعقيدة، خاصة ما يتعلق بعبادة الله وتوحيده، فاستحلال الصور هذه اللِّي هي محرمة تحريم الوسائل وليس تحريم الغايات هذه ممكن أن يواقعها المسلم بشرطين اثنين :-
1- أن يكون في ذلك فائدة له.
2- أن لا يكون فيه ضرر يمسه.
واضح هذا الكلام ؟
السائل : مش واضح أوي يعني
الشيخ : ليش مش واضح أوي ؟ أنا بقول ... .
السائل : ضرر هذه.
الشيخ : هاه.
السائل : مقدار الفائدة هذه اللي تترتب على السفر ... .
الشيخ : لا هذي مش قضية مش واضح ! ، الكلام واضح لكن انت بتريد تسأل سؤال على ضوء الكلام الواضح، ما فيه مانع أن تسأل ، لكن لأنه في بالك سؤال، وما طرحته، وبالتالي ما أخذ جوابه وبالتالي تقول الكلام مش واضح ؟! لا الكلام السابق واضح مثاله: لو واحد سأل سؤال أنه أكل الميتة حرام والا لا ؟. كان الجواب نعم ، أخي هذا حرام بدليل القرآن الكريم (( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ )) ، طيب واضح الجواب ؟ لا مش واضح ، ليش ؟ لأنه انتفي نفسك سؤال عن ميتة الجراد - مثلاً- ، إيه ما بيصير تقول الجواب مش واضح ! الجواب واضح لكن مش واضح باعتبار أنك أنت متخيل سؤال ومش عارف شو جواب هذا السؤال، إيه -هات- السؤال وبيصيرايضا الجواب عن هذا السؤال المضمور واضحا أيضاً ، أنا بقول واضح الكلام السابق ولا مش واضح ؟.
السائل : واضح الآن
الشيخ : -يضحك الشيخ رحمه الله والحضور-
الشيخ : السؤال مفهوم من نفس الجواب ، بس مش واضح عندك معذور ، أنا قلت ثلاثة أمثلة جبت لك ، فرض و مستحب ومباح ، تذكر هذا ؟ شو بآه محل سؤالك إنت : شو مقدار الفائدة ؟ ، مقدار الفائدة تمتع بما أباح الله ، شايف ، لا بما حرّم الله ، فما فوقه عمرة وهو المستحب ، وما فوقه أولى واولى وهو الواجب ، اللي بدك أنت تسأل بدل سؤالك السابق الذي لا محل من الإعراب، لما تسألك شو الدليل على هذا الكلام ؟ هذا السؤال المحرج القيّم ، الدليل إنه نحنا نرى أن الرسول عليه السلام أباح للسيدة عائشة أن تتمتع بلعبها، تعرف هذا لابد ، طيب ، تعرف لي هذي ، طيب ، مستحب ؟ لا ما بقلك مش مستحب ، يمكن يكون مستحب ، مباح؟ مباح حتماً، لكن مستحب أعلى درجة، فلما رأينا الرسول عليه السلام أباح لها اللعب من جهة، ورأينا في حديث ربيّع بنت معوّذ في صحيح مسلم أنهم كانوا يصومون صبيانهم في صوم عاشوراء ، وكانوا يلهونهم باللعب من العهن والقطن، عن الطعام والشراب حتى يأتي وقت الإفطار ، إذا يجوز تعاطي مثل هذي الصور ما دام فيها فائدة، ولو هذه الفائدة زهيدة يعني مش ضروري تكون واجبة يعني، شايف ؟ ، لهذا أنا بقول أنه يجوز استعمال التلفزيون حينما لا يكون في استعمالهارتكاب محرمات ، ولو أن فيه صور لأنه الصور التي فيها منفعة للناس قد أباحها الشارع الحكيم ، بهذا ينتهي جوابي عن السؤال.طيب ما جات جماعة اللي بدهن يصلوا
السائل : الآن يعني ندعو الصور التي في المحاضرات الدينية أو شيء عن الطبيعة عن الحيوانات كل جايز أشوفها ، جايز أصورها ؟.
الشيخ : لا لا ، لأنه يجب أن يكون فيها فائدة لا تحصل إلا بها.
السائل : إيه
الشيخ : إلا بالصور ، إيه نعم ... .
هل يجوز استخدام الصور للتعليم.؟
السائل : القضية المقترنة بالسؤال عن التلفزيون والصور الفوتوغرافية ، هل يجوز للمعلم أن يرسم صوراً لحيوانات أو يصورها ليجعلها وسيلة إيضاح للطالب ليعلمه أويفهمه ؟.
الشيخ : أقول يجوز ولا يجوز ، البيان ، إن كانت الصورة الي بده يصورها لا يمكن أنه يفهمها الصبي فيجوز ، مثلاً صبيانا هونا شبعانين برؤية الحمير -مثلاً- فليش يصور حمار ، قال بده يفهم الطفل الصغير ، الطفل الصغير حيتربى وينشأ إذا كان ما شاف له حمار راح يشوفه وراح يتعلمه بدون تصوير ، وفي هذه الحالة ما أرى جواز التصوير، لكن في بعض البلاد الجمل ما بيعرفوه وما بيعرفوا لحمه حلال ولا حرام ، وما بيعرفوا أنه لحمه ينقض الوضوء، فمشان تفهيمهم الحكم الشرعي الأخير بيصور لهم الجمل من أجل إيش الوصول للهدف الشرعي، هاه ، أما هيك على الطريقة الأوروبية على علم للعلم وبس ، هذا ما بيجوز في الإسلام خاصة في قضية حساسة مثل هذي الأصل فيها التحريم.واضح الجواب ؟
السائل : واضح الجواب.
الشيخ : لكن مش واضح الجواب -يضحك الشيخً- شايف جوابك -بعيد-
السائل : في النفس حاجة.
الشيخ : في النفس حاجات الله عز وجلّ يوضحها.
السائل : ينطبق عليه وصف الأعضاء الداخلية في القلب أو ... . ؟
الشيخ : ما فيه مانع للتصوير ، هو الممنوع في التصوير الذي فيه روح فيه حياة، والحياة التي تعيش بالروح، ولا الشجر فيه حياة كما نعلم ، يمكن الصخر فيه حياة لكن حياة تتناسب مع صخريته وهكذا.
السائل : الصور في التلفزيون تمنع دخول الملائكة ؟.
الشيخ : إذا كانت مباحة في المسألة قولان، منهم من يقول تمنع، ومنهم من يقول لا ، وأنا مع الذين يقولون لا ، لأنه ما دام الشارع أباح، ذهب المحظور من عدم دخول الملائكة.
السائل : ... التلفزيونية للدعوة ... .
الشيخ : كيف هذا ؟
السائل : يعني يكون أحيانا ... اجنبية توثيقية ... الدعوة هذه لله ... .
الشيخ : شو نوعية الخدمة ... يعني مثلا رجل يحاضر ... الشرطة في التلفزيون
السائل : ... يكون احيانا حوار بين علماء اللاهوت وعلماء المسلمين على سبيل المثال.
الشيخ : ... على طريقة الراديو مش التلفزيون
السائل : ان وصلت الى ... .
الشيخ : لا يجوز ... نعم .
الشيخ : أقول يجوز ولا يجوز ، البيان ، إن كانت الصورة الي بده يصورها لا يمكن أنه يفهمها الصبي فيجوز ، مثلاً صبيانا هونا شبعانين برؤية الحمير -مثلاً- فليش يصور حمار ، قال بده يفهم الطفل الصغير ، الطفل الصغير حيتربى وينشأ إذا كان ما شاف له حمار راح يشوفه وراح يتعلمه بدون تصوير ، وفي هذه الحالة ما أرى جواز التصوير، لكن في بعض البلاد الجمل ما بيعرفوه وما بيعرفوا لحمه حلال ولا حرام ، وما بيعرفوا أنه لحمه ينقض الوضوء، فمشان تفهيمهم الحكم الشرعي الأخير بيصور لهم الجمل من أجل إيش الوصول للهدف الشرعي، هاه ، أما هيك على الطريقة الأوروبية على علم للعلم وبس ، هذا ما بيجوز في الإسلام خاصة في قضية حساسة مثل هذي الأصل فيها التحريم.واضح الجواب ؟
السائل : واضح الجواب.
الشيخ : لكن مش واضح الجواب -يضحك الشيخً- شايف جوابك -بعيد-
السائل : في النفس حاجة.
الشيخ : في النفس حاجات الله عز وجلّ يوضحها.
السائل : ينطبق عليه وصف الأعضاء الداخلية في القلب أو ... . ؟
الشيخ : ما فيه مانع للتصوير ، هو الممنوع في التصوير الذي فيه روح فيه حياة، والحياة التي تعيش بالروح، ولا الشجر فيه حياة كما نعلم ، يمكن الصخر فيه حياة لكن حياة تتناسب مع صخريته وهكذا.
السائل : الصور في التلفزيون تمنع دخول الملائكة ؟.
الشيخ : إذا كانت مباحة في المسألة قولان، منهم من يقول تمنع، ومنهم من يقول لا ، وأنا مع الذين يقولون لا ، لأنه ما دام الشارع أباح، ذهب المحظور من عدم دخول الملائكة.
السائل : ... التلفزيونية للدعوة ... .
الشيخ : كيف هذا ؟
السائل : يعني يكون أحيانا ... اجنبية توثيقية ... الدعوة هذه لله ... .
الشيخ : شو نوعية الخدمة ... يعني مثلا رجل يحاضر ... الشرطة في التلفزيون
السائل : ... يكون احيانا حوار بين علماء اللاهوت وعلماء المسلمين على سبيل المثال.
الشيخ : ... على طريقة الراديو مش التلفزيون
السائل : ان وصلت الى ... .
الشيخ : لا يجوز ... نعم .
خطبة جمعة من أحد الإخوة .
خطبة جمعة من أحد الإخوة .
الخطبةُ الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله.
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )) ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) .
أما بعد : فإن أحسن الكلام كلامُ اللهِ تعالى، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتُها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.
يقول اللهُ جل جلاله في مُحكمِ التنزيل (( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ))، ويقول عليهِ الصلاةُ والسلام : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضاً ) أمر الله - سبحانه وتعالى - في هذه الآية بأن يتعاون المؤمنون جميعاً على طاعة الله ورضوانه وحذرهم -جلّ جلاله- من أن يتعاونوا على الفتنة والفساد والشر، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم شبّه أمة الإسلام بالبنيان المرصوص الذي يتكون في مجموعه من لبناتٍ ، كل لبنة تضم إلى الأخرى، فباجتماعها يكونُ البنيانُ مرصوصاً قوياً ، يكون البنيان قوياً عاتياً، وهكذا يشبه النبي صلى الله عليه وسلم أمّة الإسلامِ بذلك، فأمة الإسلام إذا ما تفككت وإذا ما اتبع كل واحد منها رأسه ، واتبع منهاجاً بما تهوى الأنفس، وبما تشتهي فإنهم يكونون مثالهم كمثال الغنم التي لا راعي لها ، مثالهم مثالُ الأغنام المشتتة التي ينفردُ بها الذئبُ واحدة واحدة فيقضي عليها، واليومُ دعاة الإسلام اليوم مدعوون لتطبيق أمر اللهِ ولامتثال أمرِ الله -سبحانه وتعالى- بالتعاون على البر والتقوى ، فهم أولى الناس باتباع أوامرِ الله -سبحانه وتعالى- وهم أولى الناس باتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وللأسف الشديد أننا نرى دعاة الباطلِ في كلِّ مكان ، اجتمعوا على باطلهم وألفوا بينهم واجتمعوا على حربِ الإسلامِ والمسلمين، ولكن وللأسفِ الشديد أن دعاة الإسلامِ اليوم كلُ كما أخبر اللهُ سبحانه وتعالى: (( كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )) ، وقد ذمّ الله سبحانه وتعالى الافتراقوالاختلاف وعابه ، فقال -جلّ جلاله-: (( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )) ، وفي قراءة الإمامين ، حمزةَ والكسائي: (( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَارَقوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا )) ، فعدّ اللهُ-جلّ جلاله- الاختلاف في الدين من المفارقة ، من مفارقة الدين والعياذ بالله، فأنتم معشر الأحباب ومعشر الإخوة ، مدعوون اليوم إلى أن ترصوا صفوفكم وإلى أن تجتمعوا على كلمة سواء بينكم ، لأنكم دعاة منهج الحق ، ولأنكم آمنتم باللهِ رباً وبالإسلامِ ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ، فإذا كنتم -أنتم- أصحاب المنهاج الحق كما تدندنون حول ذلك فليكن شعاركم وليكن دثاركم أن لا يتبع أحدٌ منّا هواه ، وأن لا يغضبَ لنفسِه ، وأن يؤثر الوحدة على الافتراق، لأن الوحدة رحمة ، والفرقة عذاب ، الفرقة عذاب ، لقد عانت الأمة الإسلامية من الفُرقةِ كثيراً، وعدوها لها بالمرصاد، يخطط لها صباح مساء، ينقضَّ عليها انقضاض الفهد على فريسته، ولكن هيهات هيهات فإن التخدير قد سرى مفعوله في جسد الأمة الإسلامية -وللأسف الشديد- فإن أعداء الإسلامِ اليوم يعلمون من أين تؤكل الكتف، ها هم يخدرون الأمة الإسلامية، يدخلون إلى بيوتها الفتنة والفساد ، إذا أدخلوا إلى بيوتها التلفاز وخلطوا الرجال بالنساء وفعلوا وفعلوا كل ذلك من أجل القضاءِ على الإحساس وعلى الشعورِ الإسلاميّ في روح وجسد الأمة الإسلامية فهل يعي دعاة الإسلام اليوم الخطر المحدق بهم من كل جانب ؟ هل يفيقوا من غفلتهم ؟ وهل يفيقوا من سباتهم فيتناسوا الخلافات التي بينهم ؟ أقولُ الخلافات الخلافات التي قامت على الهوى وعلى حبِّ الرفعة وحبِّ الظهور الذي يقصمَ الظهور، وللأسفِ الشديد أن ما نرى كثيراً من إخواننا الذين على منهجِ الحق تراهم يغضبون لأتفه سبب يزمجرون ويصيحون وربما هجر أحدهم أخاه لغضب نفسي ولشهوة في نفسه ولأنه لم يذعن له بما أراد منه أن يذعن له في المناقشة العلميّة ، إذا لم تطعه في رأيه وفي وجهةِ نظره قاطعك واتخذك عدواً لدوداً ، إنّ رجلاً حاله هذا لا يكون من الذين عناهم النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ( أوثق عرى الإيمان الحبُّ في الله والبغضُ في اللهِ ) فأنتم مدعوون أيها الإخوة إلى أن ترصوا الصفوف و إلى أن تجندوا الطاقات وإلى أن تشمروا عن ساعدِ الجد، فتصلوا من قطعكم وتحسنوا إلى من أساء إليكم وتبروا المسلمين وتكرمونهم ولا تحتقروا أحداً منهم و تنصحوا لهم بالتي هي أحسن للتي هي أقوم، فإن أحد من المسلمين اعتدى على أحدٍ منكم أو سبّه أو شتمه فليصبر على ذلك أسوةً بالنبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد فعل به المشركون ما فعلوا ولكنه لمّا دخل مكةَ فاتحاً ، قال: يا أهل مكة ، ما تظنون أني فاعلٌ بكم ؟ قالوا: أخٌ كريم وابنُ أخٍ كريم ، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء ، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد عفا عن قتلة عمه وقتلة أهل بيته وعن قتلة المؤمنين فما بالنا أيها الإخوة لا نعفو عن إخواننا ولا نرحم عليهم ولا نودهم ولا نصلهم ونوصيهم بالبر والتقوى ؟.
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم.
الخطبةُ الثانية
الحمدُ للهِ رب العالمين ، وأفضل الصلاةِ وأتمُ التسليم على المبعوثِ رحمةً للعالمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، أيها الإخوة المؤمنون ، اعلموا أن الله -سبحانه وتعالى- قد أمركم بأمرٍ عظيم، أمرٍ لابد لكم منه في دعوتكم ، حيثُ قال -جلّ جلاله- :(( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) ، هذا أمرٌ من اللهِ -سبحانه وتعالى- لأن به استقامة الدعوة الإسلامية ، ولأن به استمرارية الدعوة الإسلامية، ولأن به يكون الود والإخاء بين المسلمين، أما الغضب لغير الله، وأما الهجرُ لغيرِ الله، فذلك ليس في الإسلامِ من شيء ، النبيُ صلى الله عليه وسلم معلّمُ الناسِ الخلق الذي مدحه الله -سبحانه بقوله- (( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) ، فكما أن النبي صلى الله عليه وسلم علّمنا المنهج الحق ، كذلك صلى الله عليه وسلم علمنا الأخلاق الحسنة ، قالت السيدةُ عائشةَ -رضي اللهُ عنها- تنعت صفة أخلاقِ النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ( كان خلقه القرآن ) كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول قولاً إلا التزمه في سلوكه وفي حياته، لذلك كانت دعوته مؤثرة في قلوبِ الآخرين، أما أن نجدَ الداعيةَ اليوم يتكلمُ الكلامَ الكثير ولكن قولَه يخالف فعله، فهذا العالم وهذا الداعية نصيحته لا تدخل الآذان ، تصوروا أيها الإخوة تصوروا أن رجلاً يعظُ الناس ويذكرهم وينهاهم عن شربِ السجائر .
الخطبةُ الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله.
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )) ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) .
أما بعد : فإن أحسن الكلام كلامُ اللهِ تعالى، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتُها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.
يقول اللهُ جل جلاله في مُحكمِ التنزيل (( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ))، ويقول عليهِ الصلاةُ والسلام : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضاً ) أمر الله - سبحانه وتعالى - في هذه الآية بأن يتعاون المؤمنون جميعاً على طاعة الله ورضوانه وحذرهم -جلّ جلاله- من أن يتعاونوا على الفتنة والفساد والشر، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم شبّه أمة الإسلام بالبنيان المرصوص الذي يتكون في مجموعه من لبناتٍ ، كل لبنة تضم إلى الأخرى، فباجتماعها يكونُ البنيانُ مرصوصاً قوياً ، يكون البنيان قوياً عاتياً، وهكذا يشبه النبي صلى الله عليه وسلم أمّة الإسلامِ بذلك، فأمة الإسلام إذا ما تفككت وإذا ما اتبع كل واحد منها رأسه ، واتبع منهاجاً بما تهوى الأنفس، وبما تشتهي فإنهم يكونون مثالهم كمثال الغنم التي لا راعي لها ، مثالهم مثالُ الأغنام المشتتة التي ينفردُ بها الذئبُ واحدة واحدة فيقضي عليها، واليومُ دعاة الإسلام اليوم مدعوون لتطبيق أمر اللهِ ولامتثال أمرِ الله -سبحانه وتعالى- بالتعاون على البر والتقوى ، فهم أولى الناس باتباع أوامرِ الله -سبحانه وتعالى- وهم أولى الناس باتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وللأسف الشديد أننا نرى دعاة الباطلِ في كلِّ مكان ، اجتمعوا على باطلهم وألفوا بينهم واجتمعوا على حربِ الإسلامِ والمسلمين، ولكن وللأسفِ الشديد أن دعاة الإسلامِ اليوم كلُ كما أخبر اللهُ سبحانه وتعالى: (( كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )) ، وقد ذمّ الله سبحانه وتعالى الافتراقوالاختلاف وعابه ، فقال -جلّ جلاله-: (( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )) ، وفي قراءة الإمامين ، حمزةَ والكسائي: (( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَارَقوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا )) ، فعدّ اللهُ-جلّ جلاله- الاختلاف في الدين من المفارقة ، من مفارقة الدين والعياذ بالله، فأنتم معشر الأحباب ومعشر الإخوة ، مدعوون اليوم إلى أن ترصوا صفوفكم وإلى أن تجتمعوا على كلمة سواء بينكم ، لأنكم دعاة منهج الحق ، ولأنكم آمنتم باللهِ رباً وبالإسلامِ ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ، فإذا كنتم -أنتم- أصحاب المنهاج الحق كما تدندنون حول ذلك فليكن شعاركم وليكن دثاركم أن لا يتبع أحدٌ منّا هواه ، وأن لا يغضبَ لنفسِه ، وأن يؤثر الوحدة على الافتراق، لأن الوحدة رحمة ، والفرقة عذاب ، الفرقة عذاب ، لقد عانت الأمة الإسلامية من الفُرقةِ كثيراً، وعدوها لها بالمرصاد، يخطط لها صباح مساء، ينقضَّ عليها انقضاض الفهد على فريسته، ولكن هيهات هيهات فإن التخدير قد سرى مفعوله في جسد الأمة الإسلامية -وللأسف الشديد- فإن أعداء الإسلامِ اليوم يعلمون من أين تؤكل الكتف، ها هم يخدرون الأمة الإسلامية، يدخلون إلى بيوتها الفتنة والفساد ، إذا أدخلوا إلى بيوتها التلفاز وخلطوا الرجال بالنساء وفعلوا وفعلوا كل ذلك من أجل القضاءِ على الإحساس وعلى الشعورِ الإسلاميّ في روح وجسد الأمة الإسلامية فهل يعي دعاة الإسلام اليوم الخطر المحدق بهم من كل جانب ؟ هل يفيقوا من غفلتهم ؟ وهل يفيقوا من سباتهم فيتناسوا الخلافات التي بينهم ؟ أقولُ الخلافات الخلافات التي قامت على الهوى وعلى حبِّ الرفعة وحبِّ الظهور الذي يقصمَ الظهور، وللأسفِ الشديد أن ما نرى كثيراً من إخواننا الذين على منهجِ الحق تراهم يغضبون لأتفه سبب يزمجرون ويصيحون وربما هجر أحدهم أخاه لغضب نفسي ولشهوة في نفسه ولأنه لم يذعن له بما أراد منه أن يذعن له في المناقشة العلميّة ، إذا لم تطعه في رأيه وفي وجهةِ نظره قاطعك واتخذك عدواً لدوداً ، إنّ رجلاً حاله هذا لا يكون من الذين عناهم النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ( أوثق عرى الإيمان الحبُّ في الله والبغضُ في اللهِ ) فأنتم مدعوون أيها الإخوة إلى أن ترصوا الصفوف و إلى أن تجندوا الطاقات وإلى أن تشمروا عن ساعدِ الجد، فتصلوا من قطعكم وتحسنوا إلى من أساء إليكم وتبروا المسلمين وتكرمونهم ولا تحتقروا أحداً منهم و تنصحوا لهم بالتي هي أحسن للتي هي أقوم، فإن أحد من المسلمين اعتدى على أحدٍ منكم أو سبّه أو شتمه فليصبر على ذلك أسوةً بالنبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد فعل به المشركون ما فعلوا ولكنه لمّا دخل مكةَ فاتحاً ، قال: يا أهل مكة ، ما تظنون أني فاعلٌ بكم ؟ قالوا: أخٌ كريم وابنُ أخٍ كريم ، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء ، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد عفا عن قتلة عمه وقتلة أهل بيته وعن قتلة المؤمنين فما بالنا أيها الإخوة لا نعفو عن إخواننا ولا نرحم عليهم ولا نودهم ولا نصلهم ونوصيهم بالبر والتقوى ؟.
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم.
الخطبةُ الثانية
الحمدُ للهِ رب العالمين ، وأفضل الصلاةِ وأتمُ التسليم على المبعوثِ رحمةً للعالمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، أيها الإخوة المؤمنون ، اعلموا أن الله -سبحانه وتعالى- قد أمركم بأمرٍ عظيم، أمرٍ لابد لكم منه في دعوتكم ، حيثُ قال -جلّ جلاله- :(( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) ، هذا أمرٌ من اللهِ -سبحانه وتعالى- لأن به استقامة الدعوة الإسلامية ، ولأن به استمرارية الدعوة الإسلامية، ولأن به يكون الود والإخاء بين المسلمين، أما الغضب لغير الله، وأما الهجرُ لغيرِ الله، فذلك ليس في الإسلامِ من شيء ، النبيُ صلى الله عليه وسلم معلّمُ الناسِ الخلق الذي مدحه الله -سبحانه بقوله- (( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) ، فكما أن النبي صلى الله عليه وسلم علّمنا المنهج الحق ، كذلك صلى الله عليه وسلم علمنا الأخلاق الحسنة ، قالت السيدةُ عائشةَ -رضي اللهُ عنها- تنعت صفة أخلاقِ النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ( كان خلقه القرآن ) كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول قولاً إلا التزمه في سلوكه وفي حياته، لذلك كانت دعوته مؤثرة في قلوبِ الآخرين، أما أن نجدَ الداعيةَ اليوم يتكلمُ الكلامَ الكثير ولكن قولَه يخالف فعله، فهذا العالم وهذا الداعية نصيحته لا تدخل الآذان ، تصوروا أيها الإخوة تصوروا أن رجلاً يعظُ الناس ويذكرهم وينهاهم عن شربِ السجائر .
اضيفت في - 2004-08-16