1 - تتمة شرح قول المؤلف: "... و عن مسلم بن يسار الجهني قال سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن هذه الآية (( و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم )) الآية فقال عمر ـ رضي الله عنه ـ سمعت رسول الله صلى الله عليه سلم سئل عنها فقال : ( إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة و بعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار و بعمل أهل النار يعملون ) فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل ؟ فقال : ( إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة و إذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله النار ) رواه مالك و الحاكم و قال على شرط مسلم و رواه أبو داود من وجه آخر عن مسلم بن يسار عن نعيم بن ربيعة عن عمر ... " . أستمع حفظ
2 - شرح قول المؤلف : " ... و قال إسحاق بن راهويه حدثنا بقية بن الوليد قال أخبرني الزبيدي محمد بن الوليد عن راشد بن سعد عن عبد الرحمن بن أبي قتادة عن أبيه عن هشام بن حكيم بن حزام أن رجلا قال يا رسول الله أتبتدىء الأعمال أم قد قضي القضاء ؟ فقال : " إن الله لما أخرج ذرية آدم من ظهره أشهدهم على أنفسهم ثم أفاض بهم في كفيه فقال هؤلاء للجنة و هؤلاء للنار فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة و أهل النار ميسرون لعمل أهل النار . أستمع حفظ
3 - شرح قول المؤلف : " ... و عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو الصادق و المصدوق : ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات فيكتب عمله و أجله و رزقه و شقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح فوالذي لا إله غيره إن أحدكم يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها و إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) . متفق عليه ... " . أستمع حفظ
5 - شرح قول المؤلف : " ... و عن حذيفة بن أسيد ـ رضي الله عنه ـ يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال ( يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو خمس و أربعين ليلة فيقول يا رب أشقي أو سعيد فيكتبان فيقول يا رب أذكر أو أنثى فيكتبان و يكتب عمله و أثره و أجله و رزقه ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها و لا ينقص ) رواه مسلم ... " . أستمع حفظ
6 - شرح قول المؤلف : " ... و في صحيح مسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت دعي رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى جنازة صبي من الأنصار فقلت طوبى له عصفور من عصافير الجنة لم يعمل سوءا و لم يدركه فقال ( أو غير ذلك يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها و هم في أصلاب آبائهم و خلق للنار أهلا خلقهم لها و هم في أصلاب آبائهم ) . و عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل شيء بقدر حتى العجز و الكيس ) رواه مسلم . و عن قتادة ـ رضي الله عنه ـ في قوله تعالى : (( تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر )) قال " يقضى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها " رواه عبد الرزاق و ابن جرير و قد روي معنى ذلك عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ و الحسن و أبي عبد الرحمن السلمي و سعيد بن جبير و مقاتل . و عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : " إن الله خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حمراء قلمه نور و كتابه نور عرضه ما بين السماء و الأرض ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة و ستين نظرة ففي كل نظرة منها يخلق و يرزق و يحيي و يميت و يعز و يذل و يفعل ما يشاء فذلك قوله تعالى : (( كل يوم هو في شأن )) رواه عبد الرزاق و ابن المنذر و الطبراني و الحاكم . قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ لما ذكر هذه الأحاديث و ما في معناها و قال فهذا تقدير يومي و الذي قبله تقدير حولي و الذي قبله تقدير عمري عند تعلق النفس به و الذي قبله كذلك عند أول تخليقه و كونه مضغة و الذي قبله تقدير سابق على وجوه لكن بعد خلق السموات و الأرض الذي قبله تقدير سابق على خلق السموات و الأرض بخمسين ألف سنة و كل واحد من هذه التقادير كالتفصيل من التقدير السابق و في ذلك دليل على كمال علم الرب و قدرته و حكمته و زيادة تعريفه الملائكة و عباده المؤمنين بنفسه و أسمائه ؛ ثم قال فاتفقت هذه الأحاديث و نظائرها على أن القدر السابق لا يمنع العمل و لا يوجب الاتكال عليه بل يوجب الجد و الاجتهاد ، و لهذا لما سمع بعض الصحابة ذلك قال ما كنت بأشد اجتهاد ا مني الآن ، و قال أبو عثمان النهدي لسلمان لأنا بأول هذا الأمر أشد فرحا مني بآخره و ذلك لأنه إذا كان قد سبق له من الله أعظم من فرحه بالأسباب التي تأتي بها ... " . أستمع حفظ
7 - شرح قول المؤلف : " ... و عن الوليد بن عبادة قال دخلت على أبي و هو مريض أتخايل فيه الموت فقلت يا أبتاه أوصني و اجتهد لي فقال أجلسوني فلما أجلسوه قال : يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان و لن تبلغ حقيقة العلم بالله تبارك و تعالى حتى تؤمن بالقدر خيره و شره قلت يا أبتاه و كيف لي أن أعلم ما خير القدر و شره ؟ قال : تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، و ما أصابك لم يكن ليخطئك ، يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( أول ما خلق الله القلم قال : اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة ) ... يا بني إن مت و لست على ذلك دخلت النار رواه أحمد ... " . أستمع حفظ
8 - شرح قول المؤلف : " ... و عن أبي خزامة عن أبيه رضي الله عنه ـ قال : قلت يا رسول الله أرأيت رقي نسترقيها و دواء نتداوى به و تقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا ؟ ( قال هي من قدر الله ) رواه أحمد و الترمذي و حسنه . أستمع حفظ
9 - شرح قول المؤلف : " ... و عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف و في كل خير ، احرص على ما ينفعك و استعن بالله و لا تعجزن فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا و كذا و لكن قل قدر الله و ما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان ) رواه مسلم ... " . أستمع حفظ
10 - شرح قول المؤلف : " ... باب ذكر الملائكة عليهم السلام و الإيمان بهم و قول الله تعالى : (( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب و لكن البر من ءامن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبيين )) الآية و قوله تعالى : (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا و لا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنم توعدون )) و قوله تعالى (( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله و لا الملائكة المقربون )) و قوله تعالى (( و له من في السماوات و الأرض و من عنده لا يستكبرون عن عبادته و لا يستسحرون * يسبحون الليل و النهار لا يفترون )) و قوله تعالى (( جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى و ثلاث و رباع )) الآية و قوله تعالى (( الذين يحملون العرش و من حوله يسبحون بحمد ربهم و يؤمنون به و يستغفرون للذين ءامنوا )) الآية . و عن عـائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسـول الله صلى الله عليه و سلـم ( خلقت الملائكة من نور و خلق الجان من مارج من نار و خلق آدم مما وصف لكم ) رواه مسلم . و ثبت في بعض أحاديث المعراج أنه صلى الله عليه و سلم رفع له البيت المعمور الذي هو في السماء السابعة و قيل في السادسة بمنزلة الكعبة في الأرض و هو بحيال الكعبة حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض و إذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم . و عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما في السماء موضع قدم إلا عليه ملك ساجد أو ملك قائم فذلك قول في الملائكة : (( و إنا لنحن الصافون * و إنا لنحن المسبحون )) رواه محمد بن نصر و ابن أبي حاتم و ابن جرير و أبو الشيخ و روى الطبراني عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ما في السموات السبع موضع قدم و لا شبر و لا كف إلا و فيه ملك قائم أو ملك ساجد أو ملك راكع فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك إلا أنا لم نشرك بك شيئا ) ... " . أستمع حفظ
11 - تتمة شرح قول المؤلف : "... باب ذكر الملائكة عليهم السلام و الإيمان بهم ... " . وفيه ذكر بعض أنواع الملائكة مع ذكر وظائفهم . أستمع حفظ
12 - شرح قول المؤلف : "... و عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام ) رواه أبو داود و البيهقي في الأسماء و الصفات و الضياء في المختارة . فمن سادتهم جبرائيل عليه السلام و قد وصفه الله تعالى بالأمانة و حسن الخلق و القوة فقال تعالى : (( علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى )) و من شدة قوته أنه رفع مدائن قوم لوط عليه السلام و كن سبعا بمن فيهن من الأمم و كانوا قريبا من أربعمائة ألف و ما معهم من الدواب و الحيوانات و ما لتلك المدائن من الأراضي و العمارات على طرف جناحه حتى بلغ بهن عنان السماء حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم و صياح ديكتهم ثم قبلها فجعل عاليها سافلها فهذا هو شديد القوى . و قوله (( ذو مرة )) أي ذو خلق و بهاء و سناء و قوة شديدة قال معناه ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ و قال غيره ذو مرة ذو قوة و قال تعالى في صفته (( إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين )) أي له قوة و بأس شديد و له مكانة و منزلة عالية رفيعة عند ذي العرش (( مطاع ثم )) أي مطاع في الملأ الأعلى (( أمين )) ذي أمانة عظيمة و لهذا كان هو السفير بين الله و بين رسله و قد كان يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في صفات متعددة و قد رآه على صفته التي خلقه الله عليهـا مرتين و له ستمائة جناح روى ذلك البخاري عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ . و روى الإمام أحمد عن عبد الله قال رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم جبريل في صورته و له ستمائة جناح كل منها سد الأفق يسقط من جناحه من التهاويل و الدر و الياقوت ما الله به عليم إسناده قوي . و عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم جبريل في حلة خضراء قد ملأ ما بين السماء و الأرض رواه مسلم . و عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قـال رأيت جبريل منهبطا قد ملأ ما بين الخافقين عليه ثياب سندس معلق بها اللؤلؤ و اليـاقوت رواه أبو الشيخ. و لابن جرير عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما قال جبرائيل عبد الله ميكائيل عبيد الله و كل اسم فيه إيل فهو عبد الله . و له عن علي بن الحسين مثله و زاد و اسرافيل عبد الرحمن . و ورى الطبراني عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ألا أخبركم بأفضل الملائكة ؟ جبرائيل ) . و عن أبي عمران الجوني أنه بلغه أن جبرائيل أتى النبي صلى الله عليه و سلم و هو يبكي فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما يبكيك ؟ قال و مالي لا أبكي فوالله ما جفت لي عين منذ خلق الله النار مخافة أن أعصيه فيقذفني فيها ) رواه أحمد في الزهد ، و للبخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لجبرائيل : ( ألا تزورنا أكثر مما تزورنا ) فنزلت : (( و ما تنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا و ما خلفنا )) الآية . و من ساداتهم ميكائيل عليه السلام و هو موكل بالقطر و النبات . أستمع حفظ
13 - التعليق على معنى قول المؤلف: "... ومن ساداتهم ميكائيل عليه السلام وهو موكل بالقطر والنبات ... " . أستمع حفظ
14 - شرح قول المؤلف : "... و روى الإمام أحمد عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لجبرائيل ( مالي لم أر ميكائيل ضاحكا قط ؟ قال مـا ضحك ميكائيل منذ خلقت النار ). و من سادتهم إسرافيل عليه السلام و هو أحـد حملة العرش و هو الذي ينفخ في الصور . روى الترمذي و حسنه و الحاكم عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( كيف أنعم و صاحب القرن قد التقم القرن و حنى جبهته و أصغى سمعه ينتظر متى يؤمر فينفخ ) .قالوا : فما نقول يا رسول الله ؟ قال : قولوا : ( حسبنا الله و نعم الوكيل على الله توكلنا ). و عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( إن ملكا من حملة العرش يقال له إسرافيل زاوية من زوايا العرش على كاهد قد مرقت قدماه في الأرض السابعة السفلى و مرق رأسه من السماء السابعة العليا ) رواه أبو الشيخ و أبو نعيم في الحلية و روى أبو الشيخ عن الأوزاعي قال ليس أحد من خلق الله أحسن صوتا من إسرافيل فإذا أخذ في التسبيح قطع على أهل سبع سموات صلاتهم و تسبيحهم . و من ساداتهم ملك الموت ـ عليه السلام ـ و لم يجيء مصرحا باسمه في القرآن و لا في الأحاديث الصحيحة و قد جاء في بعض الآثار تسميته بعزرائيل فالله أعلم قاله الحافظ ابن كثير و قال إنهم بالنسبة إلى ما هيأهم له أقسام فمنهم حملة العرش ، و منهم الكروبيون الذين هم حول العرش و هم مع حملة العرش أشرف الملائكة و هم الملائكة المقربون كما قال تعالى : (( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله و لا الملائكة المقربون )) . و منهم سكان السموات السبع يعمرونها عبادة دائمة ليلا و نهارا صباحا و مساء كما قال تعالى : (( يسبحون الليل و النهار لا يفترون )) و منهم الذين يتعاقبون إلى البيت المعمور ، قلت : الظاهر أن الذين يتعاقبون إلى البيت المعمور سكان السموات و منهم موكلون بالجنان و إعداد الكرامات لأهلها و تهيئة الضيافة لسكانيها ، من ملابس و مآكل و مشارب و مصاغ و مساكن و غير ذلك مما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر . و منهم الموكلون بالنار أعاذنا الله منها و هم الزبانية و مقدموهم تسعة عشر و خازنها مالك و هم مقدم على الخزنة و هم المذكورون في قوله تعالى : (( و قال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب )) و قال تعالى : (( و نادوا يا مالك ليقض علينا ربك ، قال إنكم ماكثون )) الآية و قال تعالى : (( عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون )) و قال تعالى : (( و ما يعلم جنود ربك إلا هو )) . و منهم الموكلون بحفظ بني آدم كما قال تعالى : (( له معقبات من بين يديه و من خلفه يحفظونه من أمر الله )) قال ابن عباس ملائكة يحفظونه من بين يديه و من خلفه فإذا جاء أمر الله خلوا عنه و قال مجاهد ما من عبد إلا و ملك موكل بحفظه في نومه و يقظته من الجن و الإنس و الهوام فما منها شيء يأتيه يريده إلا قال له وراءك إلا شيء يأذن الله تعالى فيه فيصيبه . و منهم الموكلون بحفظ أعمال العباد كما قال تعالى : (( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين و عن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) و قال تعالى : (( و إن عليكم لحافظين * كراما كاتبين * يعلمون ما تفعلون )) روى البزار عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إن الله ينهاكم عن التعري فاستحيوا من ملائكة الله الذين معكم الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى ثلاث حالات الغائط و الجنابة و الغسل فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه أو بجذم حائط أو بغيره ) قال الحافظ ابن كثير و معنى إكرامهم أن يستحي منهم فلا يملي عليهم الأعمال القبيحة التي يكتبونها فإن الله خلقهم كراما في خلقهم و أخلاقهم ثم قال ما معناه : إن من كرمهم أنهم لا يدخلون بيتا فيه كلب و لا صورة و لا جنب و لا تمثال و لا يصحبون رفقة معهم كلب أو جرس . و روى مالك و البخاري و مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل و ملائكة بالنهار و يجتمعون في صلاة الفجر و صلاة العصر ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم و هو أعلم كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون تركناهم و هم يصلون و أتيناهم و هم يصلون ) و في رواية أن أبا هريرة قال اقرءوا إن شئتم (( و قرءان الفجر إن قرءان الفجر كان مشهودا )) . و روى الإمام أحمد و مسلم حديث : ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده ، و من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) . و في المسند و السنن حديث ( إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ) و الأحاديث في ذكرهم عليهم السلام كثيرة جدا ... " . أستمع حفظ