2 - شرح قول المؤلف رحمه الله : " ... فأما حديث أسامه فإنه قتل رجلاً ادّعى الإسلام بسبب أنه ظن أنه ما ادّعاه إلا خوفاً على دمه وماله ، والرجل إذا أظهر الإسلام وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك وأنزل الله في ذلك : (( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا )) النساء: 94 . أي فتثبتوا فالآية تدل على أنه يجب الكف عنه والتثبت . فإن تبين منه بعد ذلك ما يخالف الإسلام قتل لقوله : (( فتبينوا )) ولو كان لا يقتل إذا قالها لم يكن للتثبت معنى . وكذلك الحديث الآخر وأمثاله معناه ما ذكرناه : أن من أظهر الإسلام والتوحيد وجب الكف عنه إلا إن تبين منه ما يناقض ذلك . والدليل على هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال : ( أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله ) وقال : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ) هو الذي قال في الخوارج : ( أينما لقيتموهم فاقتلوهم . لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ) مع كونهم من أكثر الناس عبادة وتهليلاً حتى إن الصحابة يحقرون أنفسهم عندهم . وهم تعلموا العلم من الصحابة فلم تنفعهم لا إله إلا الله ولا كثرة العبادة ولا ادّعاء الإسلام لما ظهر منهم مخالفة الشريعة كذلك ما ذكرناه من قتال اليهود وقتال الصحابة بني حنيفة ، وكذلك أراد صلى الله عليه وسلم أن يغزو بني المصطلق لما أخبره رجل أنهم منعوا الزكاة حتى أنزل الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) الحجرات: 6 وكان الرجل كاذباً عليهم ، فكل هذا يدل على أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث ما ذكرناه .... " . أستمع حفظ
7 - ( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) هل يدل على كفرهم استدل به من رأى كفر الخوارج ؟ أستمع حفظ
8 - من عمِل عمَلَ كفر سواء أكان قوليا أو فعليا لكنه يجهل الحكم أن هذا كفر لأن عادة بدله هذا ؟ أستمع حفظ
11 - شرح قول المؤلف رحمه الله : " ... ولهم شبهة أخرى وهي ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم ، ثم بنوح ثم بإبراهيم ثم بموسى ثم بعيسى فكلهم يعتذر حتى ينتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا فهذا يدل على أن الاستغاثة بغير الله ليست شركاً ... " . أستمع حفظ
12 - شرح قول المؤلف رحمه الله : " ... فالجواب أن نقول : سبحان من طبع على قلوب أعدائه ، فإن الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه لا ننكرها كما قال في قصة موسى : (( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه )) القصص: 15 وكما يستغيث الإنسان بأصحابه في الحرب وغيرها في أشياء يقدر عليها المخلوق ونحن أنكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الأولياء أو في غيبتهم في الأشياء التي لا يقدر عليها إلا الله . إذا ثبت ذلك ، فالاستغاثة بالأنبياء يوم القيامة يريدون منهم أن يدعوا الله أن يحاسب الناس حتى يستريح أهل الجنة من كرب الموقف ، وهذا جائز في الدنيا والآخرة وذلك أن تأتي عند رجل صالح يجالسك ويسمع كلامك وتقول له : ادع الله لي ، كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه ذلك في حياته ، وأما بعد موته فحاشا وكلا أنهم سألوه ذلك عند قبره ، بل أنكر السلف على من قصد دعاء الله عند قبره ، فكيف بدعائه نفسه ... " . أستمع حفظ
14 - شرح قول المؤلف رحمه الله : " ... ولهم شبهة أخرى وهي قصة إبراهيم عليه السلام لما ألقي في النار اعترض له جبريل في الهواء فقال له : ( ألك حاجة ؟ فقال إبراهيم عليه السلام : أما إليك فلا ) قالوا : فلو كانت الاستغاثة بجبريل شركاً لم يعرضها على إبراهيم . فالجواب : أن هذا من جنس الشبهة الأولى فإن جبريل عرض عليه أن ينفعه بأمر يقدر عليه فإنه كما قال الله تعالى فيه : (( شديد القوى )) النجم: 5 فلو أذن الله له أن يأخذ نار إبراهيم وما حلوها من الأرض والجبال ويلقيها في المشرق أو المغرب لفعل ، ولو أمره أن يضع إبراهيم عليه السلام في مكان بعيد عنهم لفعل ، ولو أمره أن يرفعه إلى السماء لفعل . وهذا كرجل غني له مال كثير يرى رجلاً محتاجاً فيعرض عليه أن يقرضه أو أن يهبه شيئاً يقضي به حاجته فيأبى ذلك الرجل المحتاج أن يأخذ ويصبر حتى يأتيه الله برزق لا منة فيه لأحد ، فأين هذا من استغاثة العبادة والشرك لو كانوا يفقهون ؟ ... " . أستمع حفظ