تحت باب الأضاحي.
السائل : ...
الشيخ : إيش؟
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : لا، الأفضليّة في نفس البهيمة، أما الثّمن كما سمعتم قبل ليال أنّه تبلغ الواحدة إلى آلاف ويمكن هزيلة ورديئة، نعم؟
السائل : شيخ ...
الشيخ : إذا؟
السائل : إذا ...
الشيخ : إذا؟
السائل : إذا كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لم يضحّ عن الأموات فلماذا نقول إنّه جائز؟ أليس يكون بدعة؟
الشيخ : هذا سؤال مهم.
تتمة الإجابة على سؤال : " إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يضح على الأموات فلماذا نقول إنه جائز أليس هو بدعة ؟ ".
2 - تتمة الإجابة على سؤال : " إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يضح على الأموات فلماذا نقول إنه جائز أليس هو بدعة ؟ ". أستمع حفظ
المؤلف رحمه الله قال :" كتاب الأضاحي ". ثم أدخل بعض أحكام الهدي؟
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : لأنّ الأضاحي في التّوزيع كالهدي، -يرحمك الله- نعم يا عوض؟
السائل : أحسن الله إليك ... الهدي والأضاحي، فمثلًا ... في مكّة يوجد من ... على أضحيته أو يذبح له غيره، فيأتي مثلًا ... يتولّى ذبحها، يأتي هذا الشّخص إلى الذي أمره أن يذبح يسأله ماذا أقسّم منها وماذا أتركه لكم فبينما هم كذلك فيأتي مثلًا صاحب البلديّة ويأخذ الذّبيحة ... ألقاها في الأرض ... ففي هذه الحالة.
الشيخ : ليش ما فيه إمكانية يأخذها؟
السائل : ...
الشيخ : آه في حفرة يعني؟
السائل : أي نعم، السّؤال في هذه الحالة هل يجزئ عنها أو لا بد ...
سؤال عن كون البلدية ترمي الأضاحي التي يـتأخر أهلها في نقلها من مكانها فهل تجزئ أصحابها ؟
الشيخ : ليش ما فيه إمكانية يأخذها؟
السائل : ...
الشيخ : آه في حفرة يعني؟
السائل : أي نعم، السّؤال في هذه الحالة هل يجزئ عنها أو لا بد ...
الشيخ : هذه يجزئ عنها، الهدي يجزئ عنها ولكن على صاحب البلدية هذا عليه الضّمان، عليه الضّمان لأنّه أتلف مالًا محترمًا، نعم؟
السائل : بارك الله فيكم، رجل عنده شاة أضحية وأخرى هدي فلما جاء يذبح الأضحية اشتبهت بالهدي.
الشيخ : نعم.
السائل : فماذا يفعل؟
الشيخ : إذا وقعت أخبرناكم إن شاء الله، نعم؟
السائل : شيخ أحسن الله إليكم، هل ورد عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه أكل من كبد الأضحية؟
4 - سؤال عن كون البلدية ترمي الأضاحي التي يـتأخر أهلها في نقلها من مكانها فهل تجزئ أصحابها ؟ أستمع حفظ
هل فيه دليل على استحباب الأكل من كبد الأضحية أول ما تذبح ؟
الشيخ : من الهدي أو من الأضحية؟
السائل : من الأضحية.
الشيخ : لا لا، من الكبد خصوصًا لا أعلم، لكن الفقهاء رحمهم الله قالوا ينبغي على الإنسان أن يبادر بذبحها والأكل منها قال ويبدأ في الأضحية من كبدها لأنّها أسرع نضجًا فقط وإلاّ ما فيه دليل، نعم.
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟ تمّت خمس دقائق؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟ نحن ذكرنا ذاك اليوم ... إلى يوم الدّين.
فوائد حديث : ( علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه قال: ( أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنه ... ).
وفيه أيضًا من فوائده: كرم النّبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم حيث أمر أن تقسم اللّحوم والجلود والجلال على المساكين.
ومن فوائده أنّه لا يجوز أن يعطى الجزّار شيئًا منها في أجرته لأنّ حقيقة هذا هو رجوع؟
الطالب : في الصّدقة.
الشيخ : في الصّدقة، والرّجوع في الصّدقة حرام لقول النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلّم لعمر بن الخطّاب: ( لا تعد في صدقتك ) ولأنّ كلّ شيء أخرجه الإنسان لله فإنّه لا يعود فيه، وكلّ شيء خرج منه لله فإنّه لا يعود فيه، ولهذا حرم على المهاجر أن يعود إلى البلاد التي هاجر منها لكن رخّص له أن يبقى فيها ثلاثة أيّام.
ومن فوائد هذا الحديث أيضًا: جواز الأجرة في جزارة الهدي، ويقاس عليه الأضاحي، ولا يقال إنّ هذا عمل دينيّ لا يجوز أخذ الأجرة عليه، لأنّ العمل الدّينيّ المحض هو الذي لا يجوز أخذ الأجرة عليه، أمّا ما كان متعدّيًا فإنّه لا بأس بأخذ الأجرة عليه، ولهذا كان الصّواب أنّ من قرأ على مريض بآيات من القرآن أو علّم أحدا القرآن فإنّه يجوز أن يكون ذلك بأجرة لقول النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ( إنّ أحقّ ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله ).
6 - فوائد حديث : ( علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه قال: ( أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنه ... ). أستمع حفظ
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ( نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعةٍ ) رواه مسلمٌ.
الحديبية هي أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام خرج في ذي القعدة من السّنة السابعة للهجرة أو السّادسة؟ عام الحديبية في السّنة السادسة من الهجرة خرج إلى مكّة يريد العمرة، فأخذت قريشًا حميّة الجاهليّة ومنعوه أن يدخل، ولكنّه صلّى الله عليه وسلّم بايع أصحابه على الجهاد وبايعوه فكتبت لهم غزوة كاملة ولهذا تسمّى غزوة الحديبية مع أنّه لم يحصل فيها قتال لكن حصل فيها الصّلح، وتمّ الصّلح على أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم يرجع إلى المدينة ويأتي بعمرة من العام القادم، ثمّ أمر أصحابه عليه الصّلاة والسّلام أن ينحروا وأن يحلقوا، أما النّحر فلقوله تعالى: (( فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي )) وأمّا الحلق فلأنّه نسك من أنساك العمرة وهم قادرون على فعله، فلهذا أمرهم النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أن يحلقوا وإن كان لم يذكر في القرآن فقد ثبت بالسّنّة، الصّحابة رضي الله عنهم كان معهم هدي فأمرهم النّبي عليه الصّلاة والسّلام أن يشترك السّبعة في بدنة أو في بقرة، فاشتركوا فكان السّبعة يشتركون في بدنة وكان السّبعة يشتركون في بقرة.
7 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ( نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعةٍ ) رواه مسلمٌ. أستمع حفظ
فوائد حديث : ( جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ( نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البدنة عن سبعة ... ).
الطالب : سبعين.
الشيخ : عن سبعين، لكنّها في الواقع لم يشترك فيها إلاّ سبعة، فالثّواب ليس له حصر لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ضحّى عن أمّته جميعًا وعن أهل بيته جميعًا وهم عدد لا يحصيهم إلاّ الله أعني أمّته، فالثّواب شيء والاشتراك في الملك شيء آخر، ففي هذا الحديث دليل على جواز الاشتراك السّبعة في بدنة أو في بقرة في الهدي، فهل نقول إنّ الأضحية مثل الهدي؟ الجواب نعم الأضحية مثل الهدي.
ومن فوائد هذا الحديث: أنّه لا عبرة في الثّواب وحصول الأجر بكبر الجسم، وجهه أنّ البقرة أقلّ جسمًا من البدنة من البعير لا شكّ، لكن مسائل الثّواب والشّعائر ليست مبنيّة على الأمور الحسيّة وإنّما هي مقدّرة من قبل الشّرع، طيب فإن اشترك ثمانية في بدنة على أنّهم سبعة وبعد ذبحها ونحرها تبيّن أنّهم ثمانية فهل نقول إنّ الأضحية الآن بطلت ولا تجزئ عن واحد منهم لقول النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ ) وهذا عمل ليس عليه أمر الله ورسوله فيكون مردودًا، أو نقول يضحّون بشاة؟ يضحّون بشاة إمّا عن واحد منهم وإمّا عن الجميع؟
الطالب : ...
الشيخ : الثاني، ولهذا قال العلماء رحمهم الله لو اشترك سبعة في بقرة أو بدنة فبانوا ثمانية فإنّهم يذبحون شاة وتجزئ عن الجميع، وهذا أهون، لكن كما قلت لكم هل الشّاة هذه مشاعة بين الثّمانية أو عن واحد مبهم؟
الطالب : مشاع.
الشيخ : يحتمل هذا وهذا، ولهذا قال العلماء أنّها مشاعة وبعضهم قال أنّها لواحد مبهم، والله تعالى أعلم، ثمّ قال المؤلف رحمه الله تعالى: " باب: العقيقة ".
الطالب : ...
الشيخ : جاء وقت الأسئلة؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب،، حتى نكمل العقيقة، المراجعة إن شاء الله بعد العقيقة.
8 - فوائد حديث : ( جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ( نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البدنة عن سبعة ... ). أستمع حفظ
ذكرت حديث الأجرة على تلاوة القرآن فكيف نجمع بين هذا الحديث وبين قول الله تبارك وتعالى (( ولا تشتروا بآيات الله ثمنا قليلا ... ))؟
الشيخ : نعم.
السائل : فكيف الجمع بين هذا الحديث وبين قول الله تبارك تعالى: (( ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلًا ))؟
الشيخ : أي نعم، يقول إذا قلنا بجواز أخذ الأجرة في تعليم القرآن فما الجمع بينه وبين قوله تعالى: (( ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلًا ))؟
السائل : نعم.
الشيخ : الجمع بينهما أنّ كلّ واحدة منهما لها مورد.
السائل : نعم.
الشيخ : فالأوّل أن تعلّم غيرك كتاب الله وهذا يحتاج إلى ... أمّا الثاني فالمعنى أن لا تأخذوا الدّنيا بالدّين، بمعنى أن تفتي مثلًا إنسانًا على ما يريده بهواه لأجل الدّنيا كعلماء السّوء مثلًا، وكالأحبار والرّهبان من اليهود والنّصارى الذين يفتون ليبقوا على ما هم عليه من ...
السائل : شيخ؟
الشيخ : نعم.
السائل : بارك الله فيكم ...
الشيخ : نعم؟
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : فهل هذا جائز؟
الشيخ : نعم جائز، نعم؟
السائل : ...
الشيخ : نعم؟
السائل : لو أعطي الجزار من الأضحية زائدًا على الأجرة يا شيخ.
الشيخ : لا بأس ما دام زائدًا على الأجرة فيعطى هديّة إن كان غنيًّا، ويعطى صدقة إن كان فقيرًا، نعم.
السائل : ...
الشيخ : نعم.
9 - ذكرت حديث الأجرة على تلاوة القرآن فكيف نجمع بين هذا الحديث وبين قول الله تبارك وتعالى (( ولا تشتروا بآيات الله ثمنا قليلا ... ))؟ أستمع حفظ
ما الفرق بين الأجرة والجعالة ؟
الشيخ : الفرق، أما أخذ ... من بيت المال فهذا لأنّ بيت المال من مصالح المسلمين، والإمامة من مصالح المسلمين، وأمّا الأجرة فيقول أنا لا أكون إمامًا لكم إلاّ بكذا، على شخص معيّن مو على بيت المال، ولمّا سئل الإمام أحمد عن رجل قال لا أصلّي بكم في رمضان إلاّ بكذا وكذا قال: " نعوذ بالله! من يصلّي خلف هذا؟! " نعم.
السائل : ... في العبادات ...
الشيخ : إيش؟
السائل : ضابط العبادات متعديّة النّفع التي يجوز أخذ الأجرة عليها؟
الشيخ : أي نعم.
ما هي العبادات التي يجوز أخذ الجعالة عليها ؟
السائل : تغسيل الميّت؟
الشيخ : تغسيل الميّت نعم، وكذلك ... للميّت وما أشبه ذلك، أما إنسان يقول أنا أقرأ بأجرة كما يوجد عند أولئك الذين يقيمون العزاء يأتون بقارئ يقرأ بأجرة صريحة فهذا لا يقبل منه عمله ولا يجوز له أخذ الأجرة عليه.
السائل : والإمام يا شيخ؟
الشيخ : نعم؟
السائل : الإمام نفعه متعديًا؟
الشيخ : لا ليسا متعدّيًا، لأنّ المأمومين لو صلّوا فرادى ما ... نعم.
في بعض الأحيان عامل الرسول صلى الله عليه وسلم البعير بعشرة شياه فكيف الإجابة على هذا ؟
الشيخ : أي نعم.
السائل : كيف الإجابة عن هذا؟
الشيخ : قال العلماء أن هذا في قسم الغنائم وأنه وهم من الرّاوي.
الطالب : دخل الوقت.
الشيخ : انتهى الوقت.
القارئ : قال رحمه الله تعالى: " باب العقيقة " ونقل: " عن ابن عباس ( أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً ) رواه أبو داود وصحّحه ابن خزيمة وابن الجارود وعبد الحق، لكن رجح أبو حاتم إرساله وأخرج ابن حبان من حديث أنسٍ نحوه.
وعن عائشة رضي الله عنها: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يعق عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاةٌ ) رواه الترمذي وصححه، وأخرج أحمد والأربعة عن أم كرز الكعبية نحوه.
وعن سمرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( كل غلامٍ مرتهنٌ بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى ) رواه أحمد والأربعة وصححه الترمذي. ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
12 - في بعض الأحيان عامل الرسول صلى الله عليه وسلم البعير بعشرة شياه فكيف الإجابة على هذا ؟ أستمع حفظ
باب العقيقة.
الطالب : عقيقة.
الشيخ : والعرفي؟
الطالب : تميمة.
الشيخ : تميمة، وليست التّميمة التي تعلّق على المرضى ونحوها، وهي سنّة لأنّها ثبتت عن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم بقوله وفعله، ولكّنها سنّة مؤكّدة حتى إنّ الإمام أحمد رحمه الله قال في رجل ليس عنده شيء، قال: " يقترض ويعقّ أحبّ إليّ أحيا سنّة " وهذا الذي قاله الإمام أحمد يقيّد بما إذا كان من أهل الوفاء كرجل له راتب يحل في آخر الشهر وعند ولادة طفله لم يكن عنده مالًا فيقترض لأنّه يعلم أنه سوف يوفيه في آخر الشّهر، أما الإنسان الذي ليس عنده شيء ولا يرجو أن يوفي فإنّه لا يستقرض.
عن ابن عباس رضي الله عنهما( أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً ) رواه أبو داود وصححه ابن خزيمة وابن الجارود وعبد الحق لكن رجح أبو حاتم إرساله. وأخرج ابن حبان من حديث أنسٍ نحوه.
14 - عن ابن عباس رضي الله عنهما( أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً ) رواه أبو داود وصححه ابن خزيمة وابن الجارود وعبد الحق لكن رجح أبو حاتم إرساله. وأخرج ابن حبان من حديث أنسٍ نحوه. أستمع حفظ
فوائد حديث :( أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً ).
ويستفاد منه أيضًا: جواز الاقتصار على واحدة في عقيقة الذّكر لأنّ النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم عقّ عن الحسن والحسين كبشًا كبشًا، وقد روي أنّ فاطمة رضي الله عنها عقّت عنهما أيضًا كبشًا كبشًا فيكون على هذا متمشّيًا على المشهور من أنّ العقيقة على الذّكر تكون؟
الطالب : ...
الشيخ : باثنتين، ومن فوائد الحديث: أنه لا يشترط في العقيقة أن يتولّاها الأب لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تولاّها مع أنّ أباهما علي بن أبي طالب.
ويستفاد منه: جواز تصرّف الفضولي يعني أنّ الإنسان لو فعل شيئًا لشخص وأقرّه وأجازه فإنه يمضي على ما فعل، ووجه ذلك أنه ليس في الحديث أنّ النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم استأذن من علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأنّ هذا يقتضي أنّ الإنسان إذا عقّ لشخص وأجازه فإنه لا بأس بذلك.
ومن فوائد هذا الحديث: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عقّ عنهما كبشًا كبشًا ولم يذكر في الحديث ماذا صنع بهذا الكبش هل تصدّق به كلّه؟ أو أكل منه وتصدّق؟ أم ماذا؟ لكن العلماء قالوا: ينبغي أن تطبخ العقيقة وتوزّع مطبوخة أو يدعى إليها على خلاف الأضحية، الأضحية لا توزّع مطبوخة توزّع نيّة أما هذه فتوزّع مطبوخة، قال أهل العلم: وينبغي أن تطبخ بحلو تفاؤلًا بحلاوة أخلاق الطّفل، لكن في هذا نظر، أولّا إذا خلط الحلو مع اللّحم فإنه لا يستساغ ولا يشتهيه الإنسان في الغالب، وثانيًا: مثل هذه الأمور تحتاج إلى توقيف من الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، والصّواب أن العقيقة تطبخ كما يطبخ غيرها، قال: " رواه أبو داود وصحّحه ابن خزيمة وابن الجارود وعبد الحق لكن رجح أبو حاتم إرساله.". والمرسل كما تعرفون من أقسام؟
الطالب : الضّعيف.
الشيخ : الضّعيف، لأنّه سقط منه راوٍ، ولكن المرسل في الاصطلاح الخاصّ هو ما رفعه التابعي أو الصّحابي الذي لم يسمع من الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، هذا المرسل الذي رفعه التابعي أو الصحابي الذي لم يسمع من الرّسول كمحمّد بن أبي بكر رضي الله عنه، هذا المرسل الخاصّ، وقد يطلق علماء الحديث المرسل على ما لم يتّصل إسناده وليس المرسل الخاصّ وهذا يظهر بالتتبّع، وأخرج ابن حبّان من حديث أنس نحوه.
وعن عائشة رضي الله عنها: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يعق عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاةٌ ) رواه الترمذي وصححه. وأخرج أحمد والأربعة عن أم كرز الكعبية نحوه.
هذا فيه أمر، أمرهم أن يعقّوا عن الغلام شاتين، وعن الجارية شاة، والأصل في الأمر أنّه للوجوب، ولكن سبق أنّ القول الراجح أنّها ليست واجبة وأنّها سنّة وأنّ هذا أمر استحباب، وقوله: ( عن الغلام شاتان مكافئتان ) يعني أنّهما متشابهتان في السّنّ والكبر والسّمن، والحكمة من ذلك لئلاّ تكون إحداهما أطيب والثانية يجعلها تابعة للأولى ولا يهتمّ بها، فلهذا ندب الشّارع إلى أن تكون الشاتان إيش؟ متتابعتين لأنّه لو عقّ بشاة جيّدة ثمّ قال حصل المقصود والشاة الثانية تكون إيش؟ تبعًا ولم يتحرّ فيها الجودة كما تحرّاها في الأولى ولذلك قال: ( شاتان متكافئتان ) أي متشابهتان إيش؟ سنّا وكبرًا وسمنًا، أمّا اللّون فليس بشرط وكذلك أيضًا الذّكورة والأنوثة فليس بشرط كما جاء ذلك في حديث آخر.
الطالب : مكافئتان من دون تاء يا شيخ.
الشيخ : مكافئتان نعم، أي نعم وهو كذلك مكافئتان، يعني يكافئ بعضهما بعضًا.
16 - وعن عائشة رضي الله عنها: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يعق عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاةٌ ) رواه الترمذي وصححه. وأخرج أحمد والأربعة عن أم كرز الكعبية نحوه. أستمع حفظ
فوائد حديث :( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يعق عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاةٌ ).
ومن فوائد هذا الحديث: بيان مرتبة الذّكور مع الإناث، وأنّ مرتبة الإناث متأخّرة لا تساوي الرّجال وهذا أمر مشهود قدرًا وشرعًا، يعني الاختلاف بين النّساء والرّجال مشهود قدرًا وشرعًا، فالرّجل أقوى وأصبر وأذكى وأعقل، والمرأة ناقصة عقل ودين غير صابرة، ولهذا لعن النبي صلّى الله عليه وسلّم النّائحة والمستمعة ولم يلعن النائح، لأنّ النّوح في الرّجال قليل لجلدهم وصبرهم بخلاف المرأة، فالمرأة ناقصة عن الرّجل شرعًا وقدرًا، ومن سوّى بينهما في غير ما سوّى الله بينهما فيه فقد سفه عقله وضلّ في دينه، هنا في العقيقة الذّكر اثنتان، الأنثى؟
الطالب : واحدة.
الشيخ : واحدة، على النّصف تمامًا وهل هناك أشياء أخرى تكون فيه المرأة على النّصف؟
الطالب : نعم.
الشيخ : منها يا عوض؟
الطالب : منها الشّهادة.
الشيخ : الشّهادة.
الطالب : منها ..
الشيخ : اصبر اصبر، الشّهادة: (( فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ))، نعم آدم؟
الطالب : الميراث.
الشيخ : الميراث: (( يوصيكم الله في أولادكم للذّكر مثل حظّ الأنثيين )) (( وإن كانوا إخوة رجالًا ونساء فللذّكر مثل حظ الأنثيين ))، هذه ثلاثة، نعم؟
الطالب : الدّية.
الشيخ : الدّية، دية المرأة على النّصف من دية الرّجل، نعم؟
الطالب : العتق.
الشيخ : العتق، فإنّ عتق رجل واحد أفضل من عتق امرأتين كما جاء ذلك في الحديث عن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.
الطالب : العطيّة.
الشيخ : العطيّة، فإنّ الرّجل إذا أراد أن يعدّل بين أولاده يعطي الذّكر مثل حظّ الأنثيين فهذه كلّها وربّما فاتنا بعض الشّيء لكن هذه كلّها تدلّ على أنّ هناك فرقًا بين الذّكور والإناث.
17 - فوائد حديث :( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يعق عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاةٌ ). أستمع حفظ
وعنر سمرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( كل غلامٍ مرتهنٌ بعقيقته يذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى ) رواه أحمد والأربعة وصححه الترمذي.
هذا جمع بين عدّة مسائل ( كلّ غلام ) وهل مثله الأثى؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم مثله الأنثى، ( مرتهن بعقيقته ) المرتهن هو المأخوذ رهنًا، والرّهن هو الحبس، مثال ذلك: رهنتَ عندي ساعة، أخذت الساعة منك، فالساعة الآن؟
الطالب : مرهونة.
الشيخ : مرتهنة أو مرهونة، ( كلّ غلام مرتهن ) أي: محبوس ( بعقيقته ) وما معنى الحبس هنا أو الإرتهان؟ ذكر عن الإمام أحمد رحمه الله أنّ المراد أنّه محبوس عن الشّفاعة لوالديه، لأنّ الغلمان إذا ماتوا صاروا حجابًا من النار لوالديهم، فيكون مرتهنًا أي محبوسًا عن الشّفاعة لوالديه، ولكن ابن القيّم رحمه الله نظر في هذا القول وقال: إنّ المعنى هو أنّه محبوس عن مصالحه هو نفسه عن مصالحه وأنّ للعقيقة تأثيرًا في انطلاقة الطّفل وانشراحه وسعة إدراكه، لأنّ العقيقة شكر لله عزّ وجلّ على هذا الولد والشّكر للنّعم يزيدها فيزداد هذا الغلام سواء ذكرًا أو أنثى، يزداد عقلًا وفهمًا ويسلم من الشّرور بسبب العقيقة.
قال: ( تذبح عنه يوم سابعه ) تُذبح الفعل مبني لما لم يسمّ فاعله وإلاّ للمجهول؟
الطالب : الأول.
الشيخ : الأوّل، لما لم يسمّ فاعله، لأنّه قد يكون الفاعل معلومًا لكن بنيناه للمجهول لإخفائه أو ما أشبه ذلك فقوله تعالى: (( خلق الإنسان ضعيفًا )) هو يعلم من الخالق، فالفعل هنا مبني لما لم يسمّ فاعله، وهذا الذي عبّر به ابن مالك رحمه الله في الألفيّة قال: " ما لم يسّم فاعله " طيب إذن تذبح مبنيّ لما لم يسمّ فاعله فمن الذي يذبحها؟ الأصل أن المطالب بها الأب هذا الأصل، فإن لم يكن الأب فالجد من قبل الأب، فإن لم يكن فعلى من تلزمه نفقته هذا الترتيب.
طيب وقوله: ( يوم سابعه ) أي يوم سابع ولادته، وذلك بأن تذبح قبل يوم من ولادته، في اليوم الذي يسبق يوم ولادته، فمثلًا إذا ولد يوم الأربعاء متى تذبح؟
الطالب : يوم الثلاثاء.
الشيخ : يوم الثلاثاء، وإذا ولد يوم الإثنين؟
الطالب : يوم الأحد.
الشيخ : يوم الأحد، وهلمّ جرًّا، وإنّما اختير أن تذبح في هذا اليوم لأنّه مرّت عليه أيّام الدّهر كلّه، مثلًا إذا قلنا إنّه ولد يوم الأربعاء والخميس والجمعة والسّبت والأحد والإثنين وإيش؟ والثلاثاء كلّ أيّام الدّهر مرّت عليه فذبحها في هذا اليوم تفاؤلًا بطول عمره وأن يبقى ما بقيت هذه الأيّام، ومن المعلوم أنّ كلّ شيء له أجل لكنّه من باب التّفاؤل. تذبح يوم السابع، ( ويحلق ) من الذي يحلق؟
الطالب : المولود.
الشيخ : الغلام، ما هو المولود الغلام يحلق رأسه ويتصدّق بوزنه ورِقًا أي فضّة، ولكن لا بدّ أن يكون الحالق حاذقًا ما تجد أي إنسان لأنّ الرأس ليّن ربّما يأتي إنسان فيه غشم فيحلقه ويجرح رأسه، لكن اجعل الذي يحلقه رجلًا عنده خبرة وتأنّيًا، فإن لم تجد وقلت أريد أن أتصدّق على ما أظّن على وزن الشّعر من الورق أو من الفضّة يجزئ أو لا؟
الطالب : يجزئ.
الشيخ : يجزئ نعم، (( فاتّقوا الله ما استطعتم )) ما دمت لم أجد من يحلقه وأنا لا أحسن الحلق فلا حرج أن يقدّر وزنه ويتصدّق به، طيّب ويحلق ويسمّى، يسمّى متى؟ يوم السّابع، وظاهر الحديث أنّ التّسمية تؤخّر إلى يوم السّابع حتى وإن كانت قد أعدّت وهيّئت فإنّها تؤخّر إلى اليوم السّابع، ولكن ثبت عن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أنّه قال لأهله: ( ولد لي اللّيلة ولد وسمّيته إبراهيم ) رضي الله عنه، فسمّاه عنده ولادته فما الجمع بين هذا وهذا؟ نقول: الجمع بينهما أنّه إذا كان الإسم مهيّئًا من قبل فالأفضل أن يسمّى حين الولادة لئلاّ يمرّ عليه يوم من الدّهر وليس له اسم، أما إذا كان الأهل يتشاورون في الاسم ولم يتهيأ لهم أن يسمّوا في أوّل ولادته فإنهم يأخّرونه إلى اليوم السّابع ليتوافق مع العقيقة.
18 - وعنر سمرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( كل غلامٍ مرتهنٌ بعقيقته يذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى ) رواه أحمد والأربعة وصححه الترمذي. أستمع حفظ
فوائد حديث: ( كل غلامٍ مرتهنٌ بعقيقته يذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى ).
ثانيًا ومن فوائده: أنّ العقيقة يذبحها أيّ إنسان يقوم بها لكن يبدأ بالأولى فالأولى، مَن الأولى؟
الطالب : الأب.
الشيخ : ثمّ؟
الطالب : الجدّ.
الشيخ : الجدّ من قبله، ثمّ الإخوان، ثمّ من تلزمه نفقته.
ومن فوائد هذا الحديث: أنّه قد يكون في قوّة فحواه أنّ الذي يباشر الذّبح هو الذي يعقّ، وهذا مشروط بما إذا كان عارفًا بالذّبح، أما إذا كان لم يكن عارفًا فإنّه لا يمكن أن يذبحه بل يوكّل من يذبح ويحضر.
ومن فوائد هذا الحديث: الإشارة إلى أنّه ينبغي عند الذّبح أن تقول هذه عقيقة فلان لقوله: ( تذبح عنه ) فتنوي أنّها عقيقة عن هذا الصّبيّ أو عن هذه الطّفلة.
ومن فوائد هذا الحديث: اختيار اليوم السّابع لذبح العقيقة لقوله: ( تذبح عنه يوم سابعه ) فإن ذبحت من قبل؟
الطالب : تجزئ لا بأس.
الشيخ : فلا بأس، لأنّ توقيت السّابع على سبيل الأفضليّة فقط من ذبح في الخامس أو في الرّابع، أو في أوّل يوم فلا بأس، لكن بعد السابع أحسن لتمرّ عليه إيش؟ أيّام الدّهر كلّها، طيّب فإن لم يتيسّر في اليوم السابع؟
الطالب : الرابع عشر.
الشيخ : ففي الرّابع عشر، فإن لم يتيسّر ففي الحادي والعشرين هكذا روي عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حديث في صحّته نظر، لكن العلماء مشوا على هذا وقالوا إن لم يتيسّر في اليوم السّابع ففي الرّابع عشر، فإن لم يتيسّر ففي الحادي والعشرين، الرّابع عشر قبل يوم الولادة بيوم؟
الطالب : ...
الشيخ : ... يعني مثلًا ولد يوم الأربعاء، السابع يوم؟
الطالب : يوم الثلاثاء.
الشيخ : يوم الثلاثاء، الرّابع عشر؟
الطالب : ...
الشيخ : يوم الثلاثاء، ما هو يوم الثلاثاء يا أخي؟ يوم الثلاثاء، الحادي والعشرين؟
الطالب : يوم الثلاثاء.
الشيخ : يوم الثلاثاء أيضًا، طيّب، ومن فوائد هذا الحديث أيضًا: أنه يسنّ حلق الرأس في اليوم السّابع ويتصدّق بوزنه ورقًا أي فضّة لقوله: ( ويحلق ) ومن فوائد الحلق في اليوم السّابع: أنه يقوّي أصول الشّعر، يقوّي أصول الشّعر والإنسان مطلوب منه أن يقوّي أصول شعر أبنائه.
ومن فوائد هذا الحديث: التّسمية، أنّه يسمّى في اليوم السّابع، وقلنا إنّ الجمع بينه وبين تسمية النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ابنه إبراهيم في يوم ولادته الجمع هو أنّه إذا كان قد هيّء فالأولى المبادرة، لئلا يمضي عليه يوم وهو ليس له اسم، وأمّا إذا كانوا متردّدين فإنّه يؤخّرونها إلى يوم السابع ولم يبيّن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بماذا يسمّى، لكن قد ثبت عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أنّ أحبّ الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرّحمن، وهل أحد يعدل عن ذلك إلى أسماء أخرى مع أنّ هذين الاسمين هما المحبوبان إلى الله؟ أعتقد أنّ أحدًا لا يفعل، لذلك ينبغي لك أن تسمّي ولدك بعبد الله والثاني بعبد الرّحمن لأنّهما أحبّ الأسماء إلى الله عزّ وجلّ، وإذا كان أحبّ الاسمين إلى الله وسمّيت بهما طلبًا لما يحبّه الله عزّ وجلّ، قد يكون هذا من بركة الولد أنّ الله يبارك فيه ويجعله من عباد الله وعباد الرّحمن، وأمّا ما يفعله الناس الآن يبحثون عن أسماء ما ترد عن الذّهن إطلاقًا فهذا من العجائب، تجد الإنسان يمسك القرآن من أوّله إلى آخره يطلب كلمة يسمّي بها، حتى قيل لي إن بعض الناس سمّى ابنه نكتل، ليش؟ قال في القرآن: (( فأرسل معنا أخانا نكتل )) يعني كأنّه قرأ نكتلاً منصوبة هذا من العجائب وأكثر ما يكون هذا في النّساء، تجد النّاس يتعبون في تسمية المرأة مع أنّ الأسماء الكثيرة الخفيفة الطّيّبة موجودة بكثرة لكن تجده يأخذ " الإصابة في تمييز الصّحابة " يمسك أسماء النّساء من أوّله إلى آخره لعلّه يجد اسمًا يختاره، وهذا طيّب لا بأس نحن لا ننكر عليهم، لكن ننكر على من يتّخذ أسماء اليهود والنّصارى والأروبيّين يسمّي بها أولاده فإنّ هذا خطأ خطأ عظيم وضعف في الشّخصيّة، قال النبي عليه الصّلاة والسّلام: ( أصدق الأسماء حارث وهمّام ) كيف حارث وهمّام؟ لأنّ كلّ إنسان له همّة، كلّ إنسان حارث، عامل (( يا أيها الإنسان إنّك كادح إلى ربّك كدحًا فملاقيه )) فهذا أصدقهم لكن أنا لا أختار أصدقها وأنا يمكنني أن أحصل على أحب الأسماء إلى الله، بل أختار أحبّ الأسماء إلى الله عزّ وجلّ ولا بدّ للاسم أن يعبّد لله إذا عبّد، فلا يجوز أن يعبّد لغير الله، قال ابن حزم رحمه الله: " اتّفقوا على تحريم كلّ اسم معبّد لغير الله حاشا عبد المطلّب " وإنّما استثنى هذا لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ( أنا ابن عبد المطلّب ) في غزوة حنين ( أنا النّبيّ لا كذب ) يعني: ظاهر كلام ابن حزم أنّ الإنسان لو سمّى اسمه بعبد المطلّب لم يخرج عن إجماع المسلمين، ولكن الصّواب أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لم ينشئ اسم عبد المطلّب وإنّما أخبر أخبر بأنّه ابن عبد المطلّب، وعبد المطلب إنسان وسمّي وعرف بهذا وعلى هذا لو كان لك جدّ اسمه عبد الرّسول تقول أنا فلان بن فلان بن عبد الرّسول فيه شيء هذا؟ لا، ليش؟ لأنّ هذا خبر وليس إنشاء، أمّا أن تسمّي ابنك عبد الرّسول فهذا لا يجوز، لأنّ هذا نوع من الشّرك محرّم بالإجماع، واستثناء عبد المطلّب لا وجه له لأنّه لو أنشأ اسمه عبد المطلب لكان هذا حرامًا، وأما الخبر عن جدّ له اسمه عبد المطلّب فهذا لا بأس به، طيب ومتى تكون التّسمية؟ قلنا إذا كان قد هيّء فتكون حين ولادته وإلاّ ففي يوم العقيقة.
هل السّقط يعقّ عنه ويسمّى؟ نقول: في هذا تفصيل، أمّا السّقط قبل أن تنفخ فيه الرّوح فهذا لا يسمّى، ولا يعقّ عنه، ولا يجب تغسيله ولا تكفينه ولا الصّلاة عليه لأنّه قطعة لحم فيدفن في أيّ مكان ولا يسمّى، وأما إذا كان قد بلغ أربعة أشهر فإنه إنسان يبعث يوم القيامة ويكون شفيعًا لوالديه ويكون مع والديه في الجنّة فهو إنسان تامّ، ولهذا قال العلماء: إنّه يسمّى ولو كان سقطًا لكنّه قد بلغ أربعة أشهر فيسمّى بالاسم الذي يختاره له أبوه، والأفضل في اختيار الأسماء الكاملة لأنّه يوم القيامة يدعى النّاس بأسمائهم وأسماء آبائهم، كما ثبت في صحيح البخاري وغيره ( أنه لكلّ غادر لواء يرفع ويقال هذه غدرة فلان بن فلان )، ومن ثمّ نعرف خطأ من قال إنّ الناس يوم القيامة يدعون بأمّهاتهم فإنّ هذا لا أصل له ولا حقيقة له، إذن يسمّى سقطًا متى؟
الطالب : إذا نفخ فيه الرّوح.
الشيخ : إذا نفخت فيه الرّوح، ومن الذي له حقّ التّسمية؟ الأمّ أو الأب؟
الطالب : الأب.
الشيخ : نعم؟
الطالب : الأب.
الشيخ : طيّب ليش ما تعدلون مع الأمّ فتقولون الذّكور للأب والإناث للأمّ؟
الطالب : لا.
الشيخ : نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، التّسمية للأب هو الذي يختار فإن تنازع مع المرأة مع زوجته كما يوجد كثيرًا ولا سيما في أسماء البنات فالرّجوع إلى إيش؟
الطالب : إلى الأب.
الشيخ : الرّجوع إلى قول الأب، لكن مع هذا ينبغي له أن يوافق إذا لم يكن هناك محظور شرعيّ اقتداء بالرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم حيث قال: ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) فالأحسن المياسرة وعدم المعاسرة إلاّ إذا كان هناك محظورًا شرعيًّا، لكن ما دام ليس فيه محظور فالأفضل أن يطيعها لا سيما في أسماء البنات، وإن تقاسما قال سمّ هذا المولود وأنا لي اسم المولود الآخر؟
الطالب : لا بأس.
الشيخ : لا بأس لأنّ الحقّ له، وإلى هنا انتهى باب العقيقة وبه نعرف أنّ الذّبائح المشروعة الأضاحي والهدايا والعقائق وما عدا ذلك فليس بمشروع، اللهم إلاّ جبرانا لترك واجب في الحجّ أو فعل محظور، واختلف العلماء رحمهم الله في الفَرَعة والعتيرة هل هما سنّة أو هما من المباحات، العتيرة هي ذبيحة رجب، والفَرَعة هو ذبيحة أوّل ولد النّاقة، وكانوا إذا ولدت الناقة أوّل مرّة ذبحوا فصيلها ثمّ تصدّقوا به، وكذلك في رجب في أوّل جمعة منه أو في أوّل يوم منه يذبحون عتيرة ويتصدّقون بها، فهذه وردت فيها أحاديث تدلّ على أنّها جائزة، ولكنّ بعض العلماء يقول إنّها مكروهة وأنه نسخ الأمر بها والله أعلم.
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : يعني مشروعة لذاتها، نعم.
السائل : شيخ جزاكم الله خيرًا، أحسن الأسماء في الذّكور هو عبد الله وعبد الرّحمن، في النّساء ما هو؟
سؤال عن التسمية الخاصة بالبنات ؟
الشيخ : ما أعلم أنّه ورد في ذلك حديث لكن لو قيل فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة نعم، وعائشة رضي الله عنها حبّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، خديجة، فهمت؟
السائل : نعم.
الشيخ : أسماء، سميّة، زينب ..
الطالب : رقيّة.
الشيخ : نعم؟
الطالب : رقيّة.
الشيخ : رقيّة، أشياء كثيرة، نعم.
ما رأيكم في القول الذي ذكرتموه عن ابن القيم في معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( مرتهن بعقيقته ) أليس قول الإمام أحمد هو الأولى لأن الرجل الذي لم يعق عن ولده هو الذي تسببا في عدم عقيقته فيعامل بحرمانه الشفاعة من ولده وأما لو قلنا بكلام ابن القيم من أن المعنى أن الطفل يعق عن نشاطه ومصالحه فالطفل لا ذنب له في ذلك ؟
الشيخ : نعم.
الطالب : شيخ ما رأيكم لو قلنا أن كلام الإمام أحمد هو الأولى يعني لماذا؟ لأنّ الرّجل الذي لم يعقّ عن ولده فكأنه هو الذي إذا كان معه مال وكذا فيعامل بكونه يحرم شفاعة ابنه، أما إذا قلنا بكلام ابن القيّم وأنه يكون هذا الطّفل يحبس عن نشاطه ومصالحه وكذا وكذا فالولد هنا (( لا تزر وازرة وزر أخرى )) ليس بيده ذلك.
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : لا، هذا المراد به حث الآباء على ذلك مثل ما قال: ( إذا أتى أحدكم أهله فقال: بسم الله اللهم جنّبنا الشّيطان وجنّب الشّيطان ما رزقتنا، فإنه إن قدّر بينهما ولد لم يضرّه الشّيطان ) لأنّ الوقت لا يساعد ما قاله الإمام أحمد مرتهن بعقيقته عمّن؟ ما في الحديث بيان، نعم.
السائل : حلق الشعر هل ينطبق على الجارية والصّبيّ؟
21 - ما رأيكم في القول الذي ذكرتموه عن ابن القيم في معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( مرتهن بعقيقته ) أليس قول الإمام أحمد هو الأولى لأن الرجل الذي لم يعق عن ولده هو الذي تسببا في عدم عقيقته فيعامل بحرمانه الشفاعة من ولده وأما لو قلنا بكلام ابن القيم من أن المعنى أن الطفل يعق عن نشاطه ومصالحه فالطفل لا ذنب له في ذلك ؟ أستمع حفظ
هل الجارية يحلق شعرها عند ولادتها ؟
الشيخ : لا، حلق الشّعر للغلام فقط، الجارية لا يحلق شعرها. نعم؟
السائل : ... عن الصّحابة من لم يسمّ ولده بعبد الله وعبد الرّحمن.
الشيخ : نعم.
السائل : فهل هذا يدلّ على عدم الاستحباب لأنّه لو كان مستحبًّا لما تركوه؟
لماذا ترك بعض الصحابة رضي الله عنهم التسمية بعبد الله وعبد الرحمن ؟
الشيخ : عجيب، لا قد يترك الإنسان المستحبّ لسبب من الأسباب، والرّسول عليه الصّلاة والسّلام سمّى المنذر أمر بعض أصحابه أن يسمّي ولده المنذر، نعم سليم؟
السائل : ...
الشيخ : النّاذر؟
السائل : نعم.
الشيخ : يعني ... الولد؟
السائل : أي نعم، لأنّها يا شيخ ...
الشيخ : تأتي ...
السائل : هاه؟
الشيخ : تحطّها ...
السائل : ...
الشيخ : ...
السائل : أي نعم.
الشيخ : على كتف الرّجل؟
السائل : نعم.
الشيخ : علشان إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : سبحان الله! الله أكبر الله أكبر! نعم.
السائل : ...
الشيخ : والله لا شكّ أنّ بقاءها حتّى ترضعه وتفطمه أحسن حتى للحم، نعم.
هل يشترط في العقيقة أن تكون من بهيمة الأنعام ؟
الشيخ : نعم.
السائل : هل يجزئ إذا عجز أن يذبح غيرها؟
الشيخ : ماذا تريد أن تذبح؟
السائل : لا أريد، لكن بعض الناس فعلًا يذبحون.
الشيخ : أقول ماذا تريد أن تذبح؟ علّمني؟
السائل : بعضهم يذبحون طيور ..
الشيخ : أرنب؟
السائل : ههه.
الشيخ : هي لا بدّ أن تكون من بهيمة الأنعام: الإبل والبقر والغنم، ولا بدّ أن تبلغ السّنّ الذي يجزئ في الأضحية ولا بدّ أن تكون سليمة العيوب التي تمنع من الإجزاء. عوض؟
السائل : أحسن الله إليك شيخ بالنّسبة لوزن الشّعر هل هذا ... لأنه لم يرد في الحديث؟
الشيخ : ... نعم.
السائل : كيف نجيب عن استدلال بعض العلماء بحديث سمرة على وجوب العقيقة؟
الشيخ : إيش؟
استدل بعض العلماء بحديث سمرة على وجوب العقيقة فكيف نجيب عليهم ؟
الشيخ : إيش؟
السائل : استدلّ بعض العلماء بحديث سمرة على وجوب العقيقة؟
الشيخ : إيش؟
السائل : استدلّ بعض العلماء بحديث سمرة بن جندب على وجوب العقيقة؟
الشيخ : نعم.
السائل : فكيف نجيب على هذا القول؟
الشيخ : نجيب على هذا أنه ليس كلّ ما أمر الرّسول على الوجوب ..
السائل : ...
الشيخ : نعم، يكون ... سمير؟
إذا مات المولود يوم السابع فهل يعق عنه ؟
الشيخ : نعم.
السائل : هل يعقّ عنه؟
الشيخ : أي نعم، إذا مات الطّفل قبل اليوم السّابع فإنه يعقّ عنه لأنّه سوف يبعث يوم القيامة وينتفع به والداه.
السائل : قلنا: إن الأصل في الأمر الوجوب فما هو الصّارف هنا على أنّ الأمر للاستحباب؟
الشيخ : نعم، هذا ليس أمرًا يا عباس.
السائل : أي نعم، أنا أتكلّم عن الصارف هنا.
الشيخ : الصّارف يقولون ... للوجوب.
السائل : ... يا شيخ.
الشيخ : بدليل أنّه قال يحلق ويسمّى وليس هذا على سبيل الوجوب. نعم؟
هل يجب ذبح الكبشين في يوم واحد بالنسبة لعقيقة الغلام ؟
الشيخ : هاه؟
السائل : ...
الشيخ : إذا فصل بينهما كيف؟
السائل : ...
الشيخ : لا بأس.
الشيخ : الأفضل أن يكون في يوم واحد وإذا تفرّقا فلا بأس،، -اللهم رب هذه الدّعوة التامّة والصّلاة القائمة- نعم؟
إذا كان الرجل لم يعق عنه أبوه فهل يعق هو عن نفسه ؟
الشيخ : هذه فيها خلاف بين العلماء، يعني إذا لم يعقّ عنه أهله هل يعقّ نفسه؟ نقول فيه تفصيل، إذا كان لم يعقّ عنه لأنّ والده فقير فهذا تسقط، لأنّ الواجبات تسقط إذا كان حين وجوبها غير قادر عليها، وأمّا إذا تركها تهاونًا فلا بأس أن يعقّ عن نفسه نائبًا عن أبيه، الطاهر؟
إذا ولد المولود قبل فجر يوم الأربعاء فهل يعق عنه صباح الثلاثاء ؟
الشيخ : نعم.
السائل : فهل يعقّ عنه صباح الثّلاثاء أو نقول أنّه يوم الأربعاء قبل الفجر؟
الشيخ : نعم، اللّيلة مقدّمة النّهار فكأنّه ولد يوم الأربعاء.
السائل : يعقّ عنه صباح الثّلاثاء؟
الشيخ : الثلاثاء نعم، عبد الله؟
ما حكم الأذان في أذن المولود ؟
الشيخ : إيه، الأذان إنّما يكون حين ولادته، يؤذّن في أذنه اليمنى، والحكمة من ذلك أن يكون أوّل ما يطرق سمعه هو الأذان تكبير الله والشّهادة له بالتّوحيد ولنبيّه بالرّسالة، والدّعوة للصّلاة والدّعوة للفلاح، وأمّا إذا فات هذا الوقت فهي سنّة فات محلّها، نعم.
هل يشترط في العقيقة ما يشترط في الأضحية ؟
الشيخ : نعم.
وجه ذلك أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أخبر أنّ الضّحايا لا تجوز فيها أربع، أربع لا تجوز في الأضاحي، والعقيقة مثلها لأنّها ذبيحة يتقرّب بها إلى الله عزّ وجلّ وقال: ( لا تذبحوا إلاّ مسنّة إلاّ أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعًا من الضّأن ) وهذا عامّ.
كتاب الأيمان والنذور.
القارئ : قال الحافظ رحمه الله تعالى: " كتاب الأيمان والنّذور :
ونقل: عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ( أنّه أدرك عمر بن الخطاب في ركب وعمر يحلف بأبيه فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ألا إنّ الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت ) متّفق عليه. وفي رواية لأبي داود والنّسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: ( لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمّهاتكم ولا بالأنداد، ولا تحلفوا بالله إلاّ وأنتم صادقون )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( يمينك على ما يصدّقك بها صاحبك ) وفي رواية: ( اليمين على نيّة المستحلِف ) أخرجهما مسلم ".
الشيخ : على ما يصدّقك بها؟ بها وإلاّ به؟ هاه؟
الطالب : به.
الشيخ : وش عندك؟
الطالب : به.
القارئ : " ( يمينك على ما يصدّقك به صاحبك ) وفي رواية: ( اليمين على نيّة المستحلِف ) أخرجهما مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين .
قال المؤلّف: " كتاب الأيمان والنّذور " جمع بينهما لأنّ في كلّ منهما التزامًا، فالحالف يلتزم بما حلف عليه والنّاذر يلتزم بما نذر، فلهذا جمع المؤلّف بينهما، والأيمان جمع يمين وهو القَسَم وهو: تأكيد الشّيء بذكر معظّم سواء كان خبرًا عن ماضٍ أو مستقبل، والنّذور جمع نذر وهو إلزام المكلّف نفسه شيئًا غير واجب سواء كان عبادة أو غير عبادة، وسيأتي إن شاء الله بيان حكم الوفاء بالنّذر وأنه أقسام، ثمّ اعلم أنّه لا ينبغي للإنسان أن يكثر من اليمين لقول الله تبارك وتعالى: (( واحفظوا أيمانكم )) فقد فسّرها بعض العلماء بأنّ المراد لا تكثروا اليمين وهذا حسن، لأنّ إكثار اليمين فيه شيء من التّهاون بالمحلوف به ولا ينبغي للإنسان أن يكثر اليمين، ولا ينبغي أيضًا أن يحلف إلاّ على شيء مهمّ، واعلم أيضًا أنه ينبغي لك إذا حلفت على شيء أن تقرن ذلك بمشيئة الله فتقول إن شاء الله لتستفيد في ذلك فائدتين: الفائدة الأولى: تسهيل أمرك، والفائدة الثانية: رفع الكفّارة عنك فيما لو حنثت، كذا يا كمال؟
الطالب : نعم.
الشيخ : إيش قلنا؟
الطالب : قلتم نستفيد أمرين ... الأول أن ... الثاني هذا أن الكفّارة لا تحصل له ...
الشيخ : قلنا إنّ الفائدة في قرن اليمين بالمشيئة شيئان: الفائدة الأولى: تسهيل الأمر، والفائدة الثانية: أنّه لو حنث لم تلزمه كفّارة، دليل الأوّل أنّ سليمان بن داود عليه الصّلاة والسّلام وعلى أبيه، حلف أن يطوف ليلة من اللّيالي على تسعين امرأة تلد كلّ واحدة منهنّ غلاما يقاتل في سبيل الله، فقيل له قل إن شاء الله لكنّه لم يقل اعتمادًا على جزمه عليه الصّلاة والسّلام، لا استهانة بالاستثناء لكن اعتمادًا على أنّه جادّ فلم يقل إن شاء الله فطاف على تسعين امرأة في ليلة واحدة فلم تلد منهنّ إلاّ واحدة ولدت شقّ إنسان، سبحان الله! ليتبيّن لجميع الخلق وعلى رأسهم الأنبياء أنّ الأمر أمر الله وأنّ الإنسان مهما كان في عزيمته على شيء فلا بدّ أن يعترف أنّ الأمر بيد الله عزّ وجلّ، ولهذا لمّا سئل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن قصّة أصحاب الكهف سألوه قريش، قال أخبركم غدا ولكنّه امتنع الوحي، توقّف الوحي إلى خمسة عشر يومًا لم ينزل عن خبرهم شيء وفي ذلك قول الله تعالى: (( ولا تقولنّ لشيء إنّي فاعل ذلك غدًا إلاّ أن يشاء الله )) أما دليل الثاني وهو أنّه لو حنث لم تجب عليه الكفّارة فقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( من حلف على يمين فقال إن شاء الله فلا حنث عليه ) لذلك يبنغي أن يقرن الإنسان يمينه دائمًا بإن شاء الله أو إلاّ أن يشاء الله، ولا يكفي أن يمرّها على قلبه بل لا بدّ من النّطق بها، وهل يشترط بأن تكون مساوية لليمين في الجهر والإسرار أو يجوز أن يسرّ بها ولو كان اليمين جهرًا؟ الجواب الثاني، يجوز أن يذكرها سرًّا ولو كانت اليمين جهرًا، وهذه فيما إذا حلف على شخص ولم يقل إن شاء الله جهرًا فإنّ مخاطبه يظنّ أنه لم يستثن فلا يحنّثه، ولكن لو استثنى قال له المخاطب استثنيت الآن فلا حنث عليك وأنا لم أفعل.
كذلك أيضًا من مباحث هذا الباب أنّ اليمين أو الحلف بغير الله محرّم، وسيأتي إن شاء الله في الحديث الذي بعده وستأتي إن شاء الله الكفّارة فيما أظنّ في المستقبل، ما أدري ذكرها المؤلف وإلاّ لا، الكفّارة لا تجوز إلاّ بشروط: الشّرط الأوّل: أن تكون اليمين منعقدة، أن تكون اليمين منعقدة وهي أي اليمين المنعقدة التي قصد عقدها على مستقبل ممكن هذه اليمين المنعقدة قصد عقدها على أمر مستقبل ممكن، فإن لم يقصد عقدها لم تكن منعقدة وليس عليها كفّارة، لكن إن كان صادقًا فقد برّ وإن كان كاذبًا فعليه إثم الكاذبين، لكنّه يتضاعف عليه الإثم لأنّه قرن كذبه باليمين بالله وهل هذه اليمين الغموس؟
الطالب : لا.
الشيخ : قيل: إنّها اليمين الغموس، وقيل: لا، والصّحيح أنها ليست يمينًا غموسًا وأنّ اليمين الغموس هي التي يُقسم بها ليأكل بها مالًا بالباطل، وأما هذه فهو كاذب عليه إثم الكاذبين مع مضاعفة الإثم عليه لكونه حلف وأقسم.
إذن على أمر مستقبل، الحلف على الماضي ليس فيه كفّارة فإما صادقًا وإمّا كاذبًا، مثل أن يقول والله لقد حصل أمس كذا وكذا وهو لم يحصل فما الحكم؟ هل عليه كفّارة؟ لا، لأنّ ذلك على أمر ماضٍ، طيّب لكن نقول الآن هو بين أمرين إمّا آثم وإمّا سالم، إن كان صادقًا فهو سالم، وإن كاذبًا فهو آثم، وهل يجوز أن يحلف على غلبة ظنّه في أمر ماضٍ؟ الجواب: نعم يجوز ذلك أن يحلف على غلبة ظنّه، لأنه حلف عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على غلبة الظّنّ ولم ينكر ذلك، وقولنا قصد عقدها ضدّه إيش؟ ما لم يقصد ذلك، لم يقصد عقدها، فإذا لم يقصد عقدها فلا حنث عليه لقول الله تعالى: (( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقّدتم الأيمان فكفّارته إطعالم عشرة مساكين )) إلى آخره، فما هي التي لا يقصدها؟ هي التي تأتي في مجرى الكلام بلا قصد، مثل أن يقال له أتذهب إلى فلان يقول لا والله ماني رايح ثم يروح فهذا ليس فيه كفّارة، لماذا؟ لأنّه لم يقصد عقدها، وهذه تقع كثيرًا تقول مثلًا المرأة أو الأب لابنه والله لإن خرجت إلى السّوق لأكسرنّ رجليك هذه قصد عقدها أو لا؟
الطالب : لا.
الشيخ : ليش؟
الطالب : ...
الشيخ : مو مكسّر رجليه أبدًا، لكن هذه من لغو اليمين، أمّا قوله ممكن فضدّ ممكن المستحيل، والمستحيل إذا حلف على إيجاده فقد اختلف العلماء فيه هل عليه كفّارة في الحال لأنّنا نعلم أنه لا يمكن أن يوجده أو ليس عليه شيء، لأنّ هذا من باب اللّغو والهذيان، مثل أن يقول والله لأبنيّن بيتًا في القمر، ما تقولون؟
الطالب : مستحيل.
الشيخ : هذا مستحيل، مستحيل أن يبني بيتًا في القمر، فهل نقول إنّ عليك الكفّارة من الآن لأنّك ما يمكن أن تصل إلى هذا أو نقول إنّ هذا كلام لغو وهذيان فليس فيه كفّارة؟ فيه خلاف بين العلماء بعضهم يقول كذا وبعضهم يقول كذا، ولو عزّرناه بالكفّارة تأديبًا له عن هذا الكلام اللّغو لكان حسنًا، يعني من باب التأديب، كم ذكرنا من مبحث؟
الطالب : أربعة،، خمسة،، كثير.
الشيخ : لا ما هو كثير ... أوّلا ... الأيمان، والثاني أن يقرنه؟
الطالب : بالمشيئة.
الشيخ : بالمشيئة، وثالثًا: اليمين التي تجب بالكفّارة هذه هي ثلاثة مباحث رئيسيّة، ننتقل إلى النّذور إن شاء الله بعد أن نصل إلى أحاديثها.
------------
القارئ : " ولا تجوز الصلاة على كافر لقول الله تعالى: (( ولا تصلّ على أحد منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره )) وقال الله تعالى: (( ما كان للنّبيّ والذين آمنوا )) .. "
الشيخ : قوله الأول؟ لقوله تعالى؟
القارئ : لقول الله تعالى.
الشيخ : نعم، والثانية؟
القارئ : وقال الله تعالى.
الشيخ : عندي أنا وقوله سبحانه.
القارئ : نصحّح؟
الشيخ : على الأقل اجعلوها نسخة لأجل يكون الكلام منتظم فلا يعطف فعل على اسم.
القارئ : " وقوله سبحانه: (( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى )) ومن حكمنا بكفره من أهل البدع لم يصلّ عليه، قال أحمد: لا أشهد الجهميّ ولا الرّافضيّ ويشهدهما من أحبّ ".
الشيخ : الآيتان (( ولا تصلّ على أحد منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره )) ... فمن علم نفاقه فإنه لا يجوز للمسلمين أن يصلّوا عليه ولا أن يدفنوه مع المسلمين ولا أن يقوموا على قبره بالاستغفار بعد الدّفن إذا علمنا نفاقه ايًّا كان حتى لو كان أباك أو أمّك، كذلك أيضًا قال الله تعالى: (( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى )) ما كان بمعنى أنّه ممتنع شرعًا غاية الإمتناع، كما قال تعالى: (( ما كان لله أن يتّخذ من ولد )) فإذا جاء الكون منفيًّا فمعناه مستحيل شرعًا أو قدرًا، أو هما، (( ما كان للنّبيّ والذين آمنوا أي يستغفروا للمشركين )) أي يطلبوا من الله المغفرة، فمن طلب من الله المغفرة لمشرك فإنه معتد في الدّعاء، لأنّه طلب ما لا يجوز شرعًا وهذا من االاعتداء في الدّعاء والله تعالى يقول: (( ادعوا ربّكم تضرّعًا وخفية إنه لا يحبّ المعتدين )) (( ولو كانوا أولي قربى )) حتى لو كان أباك أو أمّك أو ابنك أو ابنتك لا تستغفر لهم، وهذا ليس عقوقًا، هذا طاعة لله عزّ وجلّ، لقد استأذن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ربّه جلّ وعلا أن يستغفر لأمّه فلم يأذن له وأقرب الناس إلى الله مَن؟ الرّسول عليه الصلاة والسلام وأحقّ النّاس بالشّفقة وحسن الصّحبة مَن؟ الأم، ومع وجود هذا السّبب المقتضي التّام لم يأذن الله تعالى له أن يستغفر لها مع أنّها أمّه، ولا نعلم أنّ شفاعة الرّسول نفعت لا أباه ولا أمّه بينما نفعت عمّه سبحان الله! ليش؟ لأنّ عمّه حصل منه من الدّفاع عن الإسلام والرّسول صلّى الله عليه وسلّم ما لم يحصل من أبيه ولا أمّه، فلذلك شفع في عمّه لكن الشّفاعة لم تقبل على سبيل الإطلاق وإنما خفّف عنه، مع أنّه يرى نفسه أشدّ الناس عذابًا فكأنه لم يخفّف عنه، الذي خفّف عنه ويرى أنّه أشدّ الناس عذابًا ما كأنّه خفّف عنه وكان في ضحضاح من نار يغلي منها دماغه، عليه نعلان يغلي منهما دماغه، استأذن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من الله جلّ وعلا أن يزور قبر أمّه فأذن له شوف سبحان الله! لكن يقف على قبرها لا يقول اللهم اغفر لها ليش؟ لأنّها كافرة ورضا الله قبل كلّ شيء، لا يمكن أن يستغفر لها لكن وقف على قبرها اعتبارًا فبكى عليه الصّلاة والسّلام وأبكى من حوله لأنّها أمّه، لكن رضا الرّب عزّ وجلّ فوق كلّ شيء ما استغفر لها إطلاقًا صلوات الله وسلامه عليه، الذين آمنوا كذلك لا يمكن أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى، فلو مات ابن لشخص هو أعزّ الأبناء عنده في خدمته وطوعه، لكنّه لا يصلّي فإنه لا يجوز له أن يستغفر له ولا أن يصلّي عليه، لماذا؟ لأنّه كافر، وطاعة الله ورسوله أحبّ إلينا من طاعة أنفسنا وأهوائنا هذا هو المؤمن حقّا، فلذلك قال: (( ما كان للنّبي والذين معه أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد أن تبيّن لهم أنّهم أصحاب الجحيم )) طيب إبراهيم استغفر لأبيه؟ (( ربّنا اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب )) أجاب الله عنه في نفس الآية: (( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلاّ عن موعدة وعدها إيّاه )) والأنبياء أحقّ الناس بالوفاء بالوعد: (( فلمّا تبيّن له أنّه عدوّ لله تبرّأ منه إنّ إبراهيم لأوّاه حليم )) اللهم اجعل رضاك مقدّمًا على رضانا يا ربّ العالمين، هكذا المؤمن، يقول المؤلف: " ومن حكمنا بكفره من أهل البدع لم يصلّ عليه " هذه عبارة ... كلّ بدعيّ حكمنا عليه بالكفر ما نصلي عليه، عرفت لكن هل ... ما هي البدعة المكفّرة وغير المكفّرة ثمّ هل تنطبق على هذا قواعد التكفير لأنه عالم معاند أو لا تنطبق لأنّه جاهل متّبع؟ المسألة تحتاج إلى تحرير وتبيين وبيان، ما البدعة المكفّرة وهل هذا كافر بها أو لا؟ لكن الإمام أحمد رحمه الله لورعه انظر كيف كان كلامه؟ قال أحمد: " لا أشهد الجهميّ ولا الرّافضيّ ويشهدهما من أحبّ " يعني كأنّه يقول: ولا أمنع الناس، هو لورعه لا يشهد الجهميّ ولا يشهد الرّافضيّ لأنه يرى أنّهما كافران، ولكن من سواه لا يمنع يقول يشهدهما من أحبّ وهذا من ورعه، لأنّ بعض الناس الذين هم دون الإمام أحمد بمراحل بل الإمام أحمد في الثريّا وهم في الثرى لا يرضون أنّ أحدًا يخالف أقوالهم أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : يوجد الآن أناس ما بلغوا من العلم ولا ربع ربع ربع ما عند الإمام أحمد ومع ذلك لا يرضون أنّ أحدًا يخالفهم، بل من خالفهم فهو مبتدع ضالّ يحذّر الناس عنه الله المستعان! إنّ الذي يقول هكذا أو يعتقد هكذا هو المبتدع الضّالّ، إلاّ بشرط إذا التزم به فإنّنا نعذره ونقول امش على ما أردت إذا قال إنّه رسول الله الواجب الطاعة والاتّباع، إذا قال هكذا؟
الطالب : من باب أولى.
الشيخ : على كلّ حال ... لأنّه كذّب الله ورسوله وإجماع المسلمين، لكن ما يمكن أن يقول إنّه رسول الله، نقول إذا تنازلت عن الرّسالة طيب هل أنت معصوم؟ هل أنت أوسع الناس علمًا؟ هل أنت أدقّ الناس فهمًا؟ هل أنت أتقى النّاس؟ ما يمكن يدّعي هذا لنفسه، إذن أنت والناس سواء، أنت مجتهد إما أن تصيب أو تخطئ، ثم إنّي أقول وأكرّر يا إخوان إذا أحد اعترض على رأي هو رأيك أنت فهذا لا يضرّك شيئًا، لأنه إذا كان الصّواب معك فقد باء بإثم الخطأ حيث أضلّ الناس بمعارضة عن الحقّ، ويبوء بإثمه (( إنّي أريد أن تبوء بإثمي وإثمك )) وإن كان الخطأ منك فاحمد الله أن الله يسّر للأمّة الإسلاميّة من يمنعها خطأك، أما كلّ إنسان إذا عارضه أحد قال أبد هذا مخطئ، هذا ضالّ، هذا مبتدع، هذا فيه، هذا غلط فالإنسان الذي يريد الحقّ حقًّا لا يحكم في من ردّ عليه أو في من عارضه يقول الحمد لله إن كان الحقّ معي فقد باء بالإثم، وإن كان الحقّ معه فقد سلمت أنا بدل ما يتبعني مائة ألف مثلًا إذا أحد ردّ عليّ يتبعني كم؟ خمسين ألف أو أقلّ ما يضرّ أنا الآن بدل ما أبوء بمائة ألف أسلم من خمسين ألفًا، لكن أين العقل الذي يتمكّن الإنسان من الحكم هذا، بعض الناس إذا ردّ عليه أحد انتقم قال هات الحبر والورق، هاتوا الأوراق، ثمّ قام يكتب ويرد على الثاني ثمّ قام أيضًا يرد عليه وهكذا، نحن المسلمون فيما بيننا نعم يردّ بعضنا على بعض وليس الأمر يقتصر على رادّ ومردود، لكلّ واحد منهم حزب أو أحزاب يتهارشون ويتهاوشون ربما هذا المتبوع لا يرضى أن هؤلاء الأتباع يفعلون ما فعلوا، لكن نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الشيطان الرّجيم، لكن ما وجد الشيطان لعبًا بهذه الأمّة إلاّ بالتّحريش كما جاء في الحديث الصّحيح: ( أن الشّيطان أيس أن يعبده المصلّون في جزيرة العرب ولكن بالتّحريش بينهم ) هذا التّحريش، بدل ما يعبدون الأصنام ويتفرّقون فيها فهم يتفرّقون بالتّحريش وهذه مشكلة وقع في شَرَكِها ما وقع اليوم، بدأ كلّ واحد ينبري لقوله أو لاتّجاه معيّن أو منهج معيّن ثم يتبعه عليه آخرون ويكون الاقتتال بين من؟
الطالب : الأتباع.
الشيخ : الأتباع، ربّما يتصالح الرّؤوس ولكن ... وما أشبه ذلك ما تتصالح، وهذا من الخطأ، أولًا لا يجوز أن نعلّق طريقنا ومنهجنا بشخص معيّن إلاّ من كان معه حقّ نتبعه، لكن نتروى وننتظر هل هذا المنهج الذي وثقنا بصاحبه هل هو سليم وإلاّ غير سليم، هل هو على منهج السلف وإلاّ غير منهج السّلف؟ إذا كان غير سليم فالواجب على المؤمن أن يتبع السليم على طريق السّلف، هم خير الأمة وهو القدوة، لكن هكذا أراد الله عزّ وجلّ والمهمّ أن كلام الإمام أحمد رحمه الله يدلّ على أنه ناصح أمين لا يصلّي على الجهمي والرّافضي ولكن يقول؟
الطالب : ...
الشيخ : يشهدهما من أحب، لا يحجر الناس على رأيه، أنا ما رأيت شهود جنازتهما فلا تشهد، نعم.
الطالب : شيخ.
الشيخ : انتهى الوقت؟
الطالب : شيخ أحسن الله إليك، العلمانيّون يظهرون الإسلام وشيء من القول وربما شهود أيضًا بعض الصلوات، ولكن المشهور عنهم ومستفيض ومتواتر كراهيّتهم للإسلام والتّنفير منه ومحاربته بما يستطيعون فهل يصلّى على مثل هؤلاء؟
الشيخ : من علم نفاقه لا يصلّى عليه ولا يُصلى معه، لأنّ المنافقين يشهدون الصّلاة مع الرّسول عليه الصلاة السّلام، المشكلة الآن أننا تكلمنا مع بعضهم أو من يقال أنه من رؤسائهم وقال أبدًا إنما أنا سلكت هذا الطريق لأنّ هناك علمانيّة متطرّفة إلحاديّة كفرية وأنه سلك هذا المسلك لينتشل الشّباب من هذه العلمانية الكافرة الملحدة، فكأنه يريد أن يسلك سبيلًا بين السّبيلين، لكن هل هذا المنهج صحيح نعم إذا ينتشله من العلمانية الملحدة الكافرة ثم يقرّبهم إلى الإسلام ويبني كلامه على أدب إسلاميّ لا على الأدب، فهذا ربما نقول إن أراد خيرًا ويشهد الجماعة ويتصدّق ويحسن ... فقد نظنّ به خيرًا، لكن رجل ... يقول أبدًا طريقنا هي الصّحيحة ونحن نعرف أنه يريد أن ينكر الأديان لكن يتوسّل بقول الأدب والأدباء وما أشبه ذلك إلى نبذ الدّين هذا شيء ثانٍ.
الطالب : لكن الاستفاضة ما هي كافية؟
الشيخ : نعم؟
الطالب : الاستفاضة إذا تعذّر العلم ما هي كافية.
الشيخ : والله شوف يا خالد، نحن قيل لنا الصّوفية وما الصّوفيّة، والصّوفية فيهم ما فيهم، رأينا بعض الصّوفيّة ما فيهم إلاّ خلاف يسير يعني خلاف يسير.