شرح كتاب البيوع-05
تحت باب شروطه وما نهي عنه
تتمة المناقشة السابقة.
الشيخ : لأن الثناء أي يدلّ على أنّ الثّناء غير الحمد، حديث أبي هريرة الذي قال فيه الرّسول عليه الصّلاة والسّلام عن الله تعالى أنّه قال: ( قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال الحمد لله ربّ العالمين، قال ) ؟
الطالب : ( حمدني عبدي ).
الشيخ : ( وإذا قال: الرّحمن الرّحيم، قال: أثنى عليّ عبدي ).
الطالب : ( حمدني عبدي ).
الشيخ : ( وإذا قال: الرّحمن الرّحيم، قال: أثنى عليّ عبدي ).
تتمة شرح حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت :( ثم قال : " أما بعد ، فما بال رجل يشترطون شروطا ليست في كتاب الله تعالى ؟ ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ، وإن كان مائة شرط ، قضاء الله حق ، وشرط الله أوثق ، وإنما الولاء لمن أعتق " . متفق عليه واللفظ للبخاري وعند مسلم قال : " اشتريها وأعتقيها واشترطي لهم الولاء " .
الشيخ : ( ثمّ قال ) أي النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام هذا مبتدأ درس اليوم
( ثمّ قال ) يعني بعد الحمد والثّناء: ( أما بعد، فما بال ) هذا التّركيب أمّا بعد قالوا إنّه نائب عن شرط وفعل شرط، عن أداة شرط وفعل شرط تقديره: مهما يكن من شيء بعد أي بعد ما قلت فهو ما سأقوله: ( ما بال قوم ) إلى آخره، نعم وقيل إنّه لا حاجة إلى هذا التّقدير بل أمّا هذه شرطيّة هي بنفسها تدلّ على الشّرط والتّفصيل، وبعد ظرف متعلّق بمحذوف مناسب للمقام، مناسب للمقام، والفاء رابطة لجواب التفصيل مثل (( فأمّا من أعطى واتّقى* وصدّق بالحسنى* فسنيسّره )) على كلّ حال كلمة أمّا بعد قال بعضهم إنّها كلمة يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى آخر ولكنّ هذا غير صحيح، والمعروف والذي يتتبّع كلام العرب يرى أنّها كلمة تقال بين يدي الموضوع أي موضوع الكلام، فيؤتى أوّلا بالمقدّمة ثمّ يقال عند الدّخول في الموضوع أمّا بعد أمّا بعد ، وزعم بعض العلماء أنّها هي فصل الخطاب الذي أوتيه داود (( فآتيناه الحكمة وفصل الخطاب )) والصّواب أنّها ليست هي، وأنّ فصل الخطاب هو الفصل بين الناس، في الحكومات أو في الخصومات التي تكون بينهم
ثمّ قال: ( فما بال رجال ) ما اسم استفهام، وبال بمعنى شأن، يعني ما شأنهم والاستفهام هنا للإنكار ورجال ليست مذكورة للقيد لأنّ النّساء كالرّجال لكن إذا عبّر بالرّجال دخل النّساء، وإذا عبّر بالنّساء دخل الرّجال إلاّ بدليل، ( فما بال رجال ) وهنا نكّرهم لئلاّ تعرف أعيانهم لأنّه ليس الشّأن في معرفة الأعيان وإنّما الشّأن بمعرفة الأحوال والقضايا التي تقع فيشترطون شروطا ليست في كتاب الله، يشترطون شروطا، الشّرط مرّ علينا كثيرا بأنّه في اللّغة؟
الطالب : ...
الشيخ : العلامة، ومنه قوله تعالى: (( فهل ينظرون إلاّ السّاعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها )) في الاصطلاح: ما يتوقّف عليه الصّحّة أو اللّزوم، ما تتوقّف عليه الصّحّة أو اللّزوم، فإن كان شرطا لله توقّفت عليه الصّحّة، وإن كان شرطا للإنسان توقّف عليه اللّزوم، توقّف عليه اللّزوم، ولهذا نقول هناك شروط للشّيء وشروط في الشّيء، الشّروط للشّيء من وضع الله عزّ وجلّ وهي ثابتة شرطت أم لم تشترط ولا يمكن لأيّ إنسان أن يتنازل عنها، هذه الشّروط التي وضعها الله ثلاثة أمور: من وضع الله، ثانيا ثابتة سواء شرطت أم لم تشترط، ثالثا: لا يمكن أحد أن يتنازل عنها أو أن يسقطها، هذه شروط الشّيء أو شروطا في الشّيء؟
الطالب : ...
الشيخ : هذا شروط الشّيء الذي تتوقّف عليه الصّحّة، أو التي تتوقف عليها الصّحّة، فشروط البيع مثلا شروط الصّلاة، شروط الحجّ، وما أشبهها.
أمّا الشّروط في الشّيء فهي من وضع البشر الإنسان هو الذي يضعها كذا يا أحمد؟
وثانيا لا تثبت إلاّ باشتراط وإذا سكت عنها لم تثبت
ثالثا لمن هي له أن يتنازل عنها ويسقطها
رابعا رابعا أنّ العقد يصحّ بدونها أنّ العقد يصحّ بدونها حتى وإن لم يوف بها فالعقد صحيح
خامسا أنها تنقسم إلى صحيح وفاسد لأنّها من وضع البشر فهذه خمسة فروق بينها وبين شروط الشّيء، شروط الشّيء فيها أربعة فروق طيب؟
الطالب : الشّرط الأوّل ..
الشيخ : الفرق الأوّل.
الطالب : الفرق الأوّل أنّ شروط الشئ.
الشيخ : أنّ شروط الشّيء من وضع الله.
الطالب : من وضع الله.
الشيخ : طيّب اصبر هذا واحد، نعم؟
الطالب : الشّرط الثاني أنّها ثابتة، شروط الشّيء تكون ثابتة ..
الشيخ : شرطت أم لم تشترط فالعلم بالمبيع مثلا ثابت سواء شرطتها أم لم تشترطها، وأمّا الشّروط في الشّيء.
الطالب : ... إما أن تشترط أو لا ...
الشيخ : فهي لا تثبت إلاّ بالشّرط طيب، ثالثا يا بدر؟
الطالب : ...
الشيخ : لا يمكن لأحد إسقاطه، والشّروط في الشّيء؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، قبل هذا، صحيحة لا أحد ... ثابتة لا يمكن لأحد إسقاطها بخلاف الشّروط في الشّيء فلمن له الشّرط؟
الطالب : ...
الشيخ : أن يتنازل عنه ويسقطه، طيب رابعا؟
الطالب : الشّروط في الشّيء تحتمل الصّحّة و ..
الشيخ : قد تكون صحيحة وقد تكون فاسدة.
الطالب : شروط الشّيء لا صحيحة.
الشيخ : كلّها صحيحة لأنّها
الطالب : من عند الله
الشيخ : من عند الله عزّ وجلّ، خامس؟
الطالب : أنّ شروط الشّيء لا يمكن العقد إلاّ بها.
الشيخ : نعم شروط الشّيء شروط في الشيء يتمّ العقد بدونها بدونها كذا وإلاّ لا؟ طيب هذا الأخير متفرّع عن قولنا إنّ شروط الشّيء شرط للصحّة والشروط في الشّيء شرط للزوم مو للصّحّة لأنّه يجوز ترك الشروط في الشئ لكن ما يلزم الشّيء إلاّ بها، طيب هذه الشّروط التي ذكرنا أنها شروط في الشّيء الذي وقع من عائشة رضي الله عنها شرط للشيء وإلا في الشّيء؟
الطالب : في الشيء.
الشيخ : في أي شرط في الشيء، ولهذا أبطلها الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( شروطا ليست في كتاب الله ) ( ليست في كتاب الله ) هذه جملة فيها شيء من الإشكال إلاّ على وجه التأويل لأنّ قوله: ( ليست في كتاب الله ) ظاهرها أنّه لا بدّ أن يكون الشّرط قد ذكر في كتاب الله ومن المعلوم أنّ الشّروط في الشّيء تكون مذكورة وغير مذكورة، تكون مذكورة وغير مذكورة، مثلا لو اشترط المشتري أن الولاء له إذا أعتق كان هذا الشّرط موجودا في كتاب الله وإلاّ لا؟ لو اشترط المشتري أنّه ينتفع بالشّيء هاه؟ موجود في كتاب الله وإلاّ لا؟
الطالب : موجود.
الشيخ : طيب، اشترط البائع الذي باع النّخل بعد أن أبّرت أنّ الثمرة له هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : شرط مذكور في كتاب الله الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال: ( من باع نخلا بعد أن تؤبّر فثمرتها للذي باعها ) هذه واضحة الآن مو مشكلة، لكن إذا وجد شرط سكت عنه الكتاب سكت عنه الكتاب وهو من الشّروط الصّحيحة كما في حديث جابر الذي سبق، اشترط حملانه إلى المدينة، مع أنّنا نقول إنّ حديث جابر المشترط من؟ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وما جاء عن رسول الله فهو كالذي جاء عن الله فيكون هذا داخلا في الشّروط التي في كتاب الله، لكن هناك أشياء غير الشّرط الذي ذكره الذي حصل في حديث جابر لكنّه لم يذكر في الكتاب ولا في السّنّة، فظاهر هذا الحديث الذي معنا أنّه ممنوع لأنّه قال: ( ليست في كتاب الله ) ولكن قال أهل العلم المراد بذلك ليس في كتاب الله حلّها، فليست في كتاب الله أي ليست ممّا أحلّه الله في كتابه واستدلّوا لذلك بأنّ هذا هو المعنى وهو كما تعرفون من التأويل، خلاف ظاهر اللّفظ، استدلوا لذلك بقوله صلّى الله عليه وسلّم: ( المسلمون على شروطهم إلاّ شرطا أحلّ حراما أو حرّم حلالا ) وبقوله صلّى الله عليه وسلّم: ( إنّ أحقّ الشّروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج ) ( ما استحللتم به الفروج ) وهذا يدلّ على أنّ ما اشترطه الإنسان فهو ثابت إلاّ إذا خالف؟
الطالب : ...
الشيخ : شرط الله عزّ وجلّ بأن أحل حراما أو حرّم حلالا، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: ( في كتاب الله ) أي في مكتوبه والمراد به القرآن وسمّي كتابا لأنّه مكتوب في اللّوح المحفوظ: (( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ )) (( وإنّه لقرآن كريم في كتاب مكنون )) ولأنّه مكتوب في الصّحف التي بأيدي الملائكة (( في صحف مكرّمة* مرفوعة مطهّرة* بأيدي سفرة* كرام بررة ))، ولأنّه مكتوب في الصّحف التي بأيدي البشر أليس كذلك؟ فلهذا سمّي كتابا
فإن قال قائل السّنّة هل هي من كتاب الله؟ الجواب هي في الحكم في كتاب الله هي في الحكم في كتاب الله ، وأمّا من حيث المتكلّم بها فهو الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، لكن حكم ما جاء في السّنة كحكم ما جاء في القرآن كما قال الله تعالى: (( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة )) قال: (( وأنزلنا إليك الذّكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم )) وقال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( ألا وإنّي أوتيت القرآن ومثله معه ) فإذن ما جاء في السّنّة فهو في كتاب الله، ما جاء في السّنّة فهو في كتاب الله، لأنّ الله أخبرنا بأنّ محمّدا صلّى الله عليه وسلّم مبيّن لنا ما نزل إليه وقال: (( ومن يطع الرّسول فقد أطاع الله )) ... ( ما كان من شرط ) ( ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط ) ما إيش إعرابها؟
الطالب : ...
الشيخ : لا.
الطالب : شرطية.
الشيخ : هاه؟
الطالب : شرطية.
الشيخ : شرطية، يعني مهما كان من شرط فما هنا شرطيّة وفعل الشّرط كان، وجوابه فهو باطل، وجملة ( ليست في كتاب الله ) صفة لشرط، ومن شرط اسم كان ولكن مجرور بمن الزّائدة، طيب ممكن أنا قلت أنها ليست في كتاب الله أنه صفة لشرط، والصّواب أنّه خبر كان، إن جعلناها ناقصة، فإن جعلناها تامّة يعني ما وجد من شرط صحّ أن نعرب ليس في كتاب الله صفة
طيب ( ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ) الباطل هو الضائع سدى، الضائع سدى، الذي لا يترتّب عليه أثره ولا يعتبر فكلّ شرط ليس في كتاب الله فإنّه باطل، نعم، قال معنى باطل أي غير معتبر باطل سدى لا يستفيد مشترطه إلاّ التّعب باللّسان أو بالأركان إن فسد الشّرط
طيب قال: ( وإن كان مائة شرط ) يعني وإن كان هذا الشّرط مائة شرط، هذه الجملة تحتمل أنّ المعنى ولو جمع مائة شرط، فكلّ الشّروط ولو كثرت فإنّها باطلة بأني شرطت كذا وكذا وكذا وكذا وكذ وكذا إلى المائة فإنّ هذه الشّروط وإن اجتمعت فهي باطلة إذا خالفت كتاب الله، ويحتمل أنّ المراد وإن كان مائة شرط يعني وإن شرط مائة مرّة، يكون المعنى بإنّ وأكّد شرطه، إنّ وأكّد شرطه، وهذا المعنى هو الأقرب وأن المراد وإن شرط مائة مرّة فيكون شرط هنا مصدر وليست اسما على هذا الذي قلنا يكون المعنى ولو كان مائة اشتراط، يعني ولو اشترطه مائة مرّة فإنّ توكيده لا يزيده توكيدا ولا توثيقا، نعم
ثمّ قال عليه الصّلاة والسّلام ( قضاء الله حقّ وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق ) قضاء الله أي الذي يقضيه عزّ وجلّ أحقّ لأنّه حقّ، قال الله تعالى: (( والله يقضي بالحقّ )) والمراد بالقضاء هنا القضاء الشّرعي لأنّ القضاء الشّرعي هو الذي يمكن أن يعارض بمثله، فيأتي الملحد ويقول هذا القضاء أنا آتي بقانون ودستور أحقّ منه، أما القضاء الكوني، فالقضاء الكوني لا يمكن معارضته أبدا، لا يستطيع أحد أن يقول إنّه يدفع الموت عن نفسه أو المرض أو الآفات لكن الذي يمكن أن يعارض هو القضاء الشّرعي فإذا عورض فأيّهما أحقّ؟ قضاء الله، قضاء الله، أما القضاء الكوني فلا يمكن أن يعارض ولا يعارضه إلاّ مجنون أو مكابر، ومن ثمّ نقول إنّ قضاء الله عزّ وجلّ ينقسم إلى قسمين: قسم قضاء كوني قسم قضاء شرعي
فمن القضاء الكوني قوله تعالى: (( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدنّ في الأرض مرّتين )) هذا قضاء كوني ولا يمكن أن يكون قضاء شرعيّا لأنّ الله تعالى لا يقضي شرعا بالإفساد وإنما يقضي بالصّلاح والإصلاح، القضاء الشّرعي كقوله تعالى: (( وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه )) فهذا قضاء شرعي لأنّه لو كان قضاء كونيّا ما بقي أحد مشركا، لو قضى الله قضاء كونيّا أن لا نعبد إلاّ إياه ما بقي أحد على الشّرك لصار النّاس كلّهم يعبدون الله، لكن هذا قضاء شرعي، طيب (( والله يقضي بالحقّ ))؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : شرعي.
الشيخ : يشمل يشمل الأمرين، فقضاء الله حقّ الشّرعيّ والكونيّ، طيب ما الفرق بين القضاءين؟ الفرق بين القضاءين من وجهين:
الوجه الأوّل أن المقضيّ كونا لا بدّ أن يقع بخلاف المقضي شرعا
ثانيا المقضي كونا يتعلّق فيما يحبّه الله وما لا يحبّه، والمقضي شرعا لا يكون إلاّ فيما يحبّه، إمّا أن يحبّ فعله فيأمر به، وإمّا أن يحبّ تركه فينهى عنه، هذا هو الفرق بين القضاءين
قوله ( قضاء الله أحقّ ) نقول هنا القضاء الشّرعي لأنّه هو الذي يمكن فيه المفاضلة بينه وبين قضاء غيره، أما القضاء الكوني فإنّه لا يمكن أن يكون فيه مفاضلة لأنّه لا أحد يعارض قضاء الله الكوني
ولعل قائل يقول لماذا لا تجعله عامّا فتقول إنّه باعتبار القضاء الكوني ممّا ليس في الطرف الآخر منه شيء نعم، وأحيانا يكون التّقدير والجانب المفضّل عليه ليس فيه شيء قال الله تعالى: (( أصحاب الجنّة يومئذ خير مستقرّا وأحسن مقيلا )) ومن المعلوم أنّ مستقرّ أهل النّار لا خير فيه وأمّا مقيلهم ليس فيه شيء من حسن المقيل أبدا لكن جاء التّفاضل من باب بيان أنّه لا فرق أنه لاثواب بين هذا وهذا
طيب ( قضاء الله أحقّ ) لإيش؟ أحقّ بمعنى أعدل وأصدق، أو أحقّ بأن يتّبع؟
الطالب : ...
الشيخ : يشمل الأمرين، يشمل الأمرين فهو أحقّ بمعنى أوفق للحقّ وأثبت و وأصحّ، وهو أحقّ أيضا بأن يتّبع من غيره، ثمّ قال: ( وشرط الله أوفى ) الفرق بين ال ... والشّرط بأنّ الشّرط الأوصاف التي يجعلها الله تعالى مناطا للحكم، والقضاء هو الحكم فالحكم مثلا وجوب الصّلاة، وجوب الصّلاة له شروط أليس كذلك؟ له شروط منها مثلا البلوغ والعقل والإسلام والطّهارة وما أشبه ذلك فالفرق بين القضاء والشّرط أنّ القضاء هو الحكم والشّرط هو الوصف الذي يثبت به الحكم، الشّروط التي شرطها الله وجعلها أوصافا في أحكامه أوثق من غيرها يعني أقوى أقوى وأثبت وأضمن كما قال الله تعالى: (( ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ))
طيب: ( وشرط الله أوثق وإنّما الولاء لمن أعتق ) ( وإنّما الولاء لمن أعتق ) هذه الجملة في الحقيقة ثمرة ما سبق وهي إبطال الشّرط المنافي لكتاب الله، الثاني وصفه بأنّ قضاء الله أحقّ وشرطه أوثق فمن ثمرات ذلك أنّ الولاء لمن أعتق هذا من قضاء الله وشرطه فيكون الولاء لمن أعتق ولو أنّ أحدا شرط خلاف ذلك كان شرطا باطلا لأنّه ليس في كتاب الله وقد سبق معنى هذه الجملة، وقوله: ( لمن أعتق ) يشمل ما إذا كان المعتق امرأة أو رجلا، والعتيق امرأة أو رجل أو رجلا
طيب: " وفي لفظ لمسلم متفق عليه واللفظ للبخاري وعند مسلم قال: ( اشتريها وأعتقيها واشترطي لهم الولاء ). " أتى المؤلف بهذا اللفظ لقوله: ( وأعتقيها ) حيث تفيد أنّ المكاتب إذا اشتري فإنّ مشتريه يجوز أن يعتقه لقوله ( وأعتقيها ) لا يقال إنّ سبب العتق قد انعقد عند البائع، سبب العتق انعقد عند البائع وهو إيش؟
الطالب : المكاتبة.
الشيخ : المكاتبة، لكن حقيقة العتق ما كانت إلاّ عند المشتري وإلاّ قال أعتقيها فهو قبل أن يؤدّي كتابته أي المكاتب رقيق.
( ثمّ قال ) يعني بعد الحمد والثّناء: ( أما بعد، فما بال ) هذا التّركيب أمّا بعد قالوا إنّه نائب عن شرط وفعل شرط، عن أداة شرط وفعل شرط تقديره: مهما يكن من شيء بعد أي بعد ما قلت فهو ما سأقوله: ( ما بال قوم ) إلى آخره، نعم وقيل إنّه لا حاجة إلى هذا التّقدير بل أمّا هذه شرطيّة هي بنفسها تدلّ على الشّرط والتّفصيل، وبعد ظرف متعلّق بمحذوف مناسب للمقام، مناسب للمقام، والفاء رابطة لجواب التفصيل مثل (( فأمّا من أعطى واتّقى* وصدّق بالحسنى* فسنيسّره )) على كلّ حال كلمة أمّا بعد قال بعضهم إنّها كلمة يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى آخر ولكنّ هذا غير صحيح، والمعروف والذي يتتبّع كلام العرب يرى أنّها كلمة تقال بين يدي الموضوع أي موضوع الكلام، فيؤتى أوّلا بالمقدّمة ثمّ يقال عند الدّخول في الموضوع أمّا بعد أمّا بعد ، وزعم بعض العلماء أنّها هي فصل الخطاب الذي أوتيه داود (( فآتيناه الحكمة وفصل الخطاب )) والصّواب أنّها ليست هي، وأنّ فصل الخطاب هو الفصل بين الناس، في الحكومات أو في الخصومات التي تكون بينهم
ثمّ قال: ( فما بال رجال ) ما اسم استفهام، وبال بمعنى شأن، يعني ما شأنهم والاستفهام هنا للإنكار ورجال ليست مذكورة للقيد لأنّ النّساء كالرّجال لكن إذا عبّر بالرّجال دخل النّساء، وإذا عبّر بالنّساء دخل الرّجال إلاّ بدليل، ( فما بال رجال ) وهنا نكّرهم لئلاّ تعرف أعيانهم لأنّه ليس الشّأن في معرفة الأعيان وإنّما الشّأن بمعرفة الأحوال والقضايا التي تقع فيشترطون شروطا ليست في كتاب الله، يشترطون شروطا، الشّرط مرّ علينا كثيرا بأنّه في اللّغة؟
الطالب : ...
الشيخ : العلامة، ومنه قوله تعالى: (( فهل ينظرون إلاّ السّاعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها )) في الاصطلاح: ما يتوقّف عليه الصّحّة أو اللّزوم، ما تتوقّف عليه الصّحّة أو اللّزوم، فإن كان شرطا لله توقّفت عليه الصّحّة، وإن كان شرطا للإنسان توقّف عليه اللّزوم، توقّف عليه اللّزوم، ولهذا نقول هناك شروط للشّيء وشروط في الشّيء، الشّروط للشّيء من وضع الله عزّ وجلّ وهي ثابتة شرطت أم لم تشترط ولا يمكن لأيّ إنسان أن يتنازل عنها، هذه الشّروط التي وضعها الله ثلاثة أمور: من وضع الله، ثانيا ثابتة سواء شرطت أم لم تشترط، ثالثا: لا يمكن أحد أن يتنازل عنها أو أن يسقطها، هذه شروط الشّيء أو شروطا في الشّيء؟
الطالب : ...
الشيخ : هذا شروط الشّيء الذي تتوقّف عليه الصّحّة، أو التي تتوقف عليها الصّحّة، فشروط البيع مثلا شروط الصّلاة، شروط الحجّ، وما أشبهها.
أمّا الشّروط في الشّيء فهي من وضع البشر الإنسان هو الذي يضعها كذا يا أحمد؟
وثانيا لا تثبت إلاّ باشتراط وإذا سكت عنها لم تثبت
ثالثا لمن هي له أن يتنازل عنها ويسقطها
رابعا رابعا أنّ العقد يصحّ بدونها أنّ العقد يصحّ بدونها حتى وإن لم يوف بها فالعقد صحيح
خامسا أنها تنقسم إلى صحيح وفاسد لأنّها من وضع البشر فهذه خمسة فروق بينها وبين شروط الشّيء، شروط الشّيء فيها أربعة فروق طيب؟
الطالب : الشّرط الأوّل ..
الشيخ : الفرق الأوّل.
الطالب : الفرق الأوّل أنّ شروط الشئ.
الشيخ : أنّ شروط الشّيء من وضع الله.
الطالب : من وضع الله.
الشيخ : طيّب اصبر هذا واحد، نعم؟
الطالب : الشّرط الثاني أنّها ثابتة، شروط الشّيء تكون ثابتة ..
الشيخ : شرطت أم لم تشترط فالعلم بالمبيع مثلا ثابت سواء شرطتها أم لم تشترطها، وأمّا الشّروط في الشّيء.
الطالب : ... إما أن تشترط أو لا ...
الشيخ : فهي لا تثبت إلاّ بالشّرط طيب، ثالثا يا بدر؟
الطالب : ...
الشيخ : لا يمكن لأحد إسقاطه، والشّروط في الشّيء؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، قبل هذا، صحيحة لا أحد ... ثابتة لا يمكن لأحد إسقاطها بخلاف الشّروط في الشّيء فلمن له الشّرط؟
الطالب : ...
الشيخ : أن يتنازل عنه ويسقطه، طيب رابعا؟
الطالب : الشّروط في الشّيء تحتمل الصّحّة و ..
الشيخ : قد تكون صحيحة وقد تكون فاسدة.
الطالب : شروط الشّيء لا صحيحة.
الشيخ : كلّها صحيحة لأنّها
الطالب : من عند الله
الشيخ : من عند الله عزّ وجلّ، خامس؟
الطالب : أنّ شروط الشّيء لا يمكن العقد إلاّ بها.
الشيخ : نعم شروط الشّيء شروط في الشيء يتمّ العقد بدونها بدونها كذا وإلاّ لا؟ طيب هذا الأخير متفرّع عن قولنا إنّ شروط الشّيء شرط للصحّة والشروط في الشّيء شرط للزوم مو للصّحّة لأنّه يجوز ترك الشروط في الشئ لكن ما يلزم الشّيء إلاّ بها، طيب هذه الشّروط التي ذكرنا أنها شروط في الشّيء الذي وقع من عائشة رضي الله عنها شرط للشيء وإلا في الشّيء؟
الطالب : في الشيء.
الشيخ : في أي شرط في الشيء، ولهذا أبطلها الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( شروطا ليست في كتاب الله ) ( ليست في كتاب الله ) هذه جملة فيها شيء من الإشكال إلاّ على وجه التأويل لأنّ قوله: ( ليست في كتاب الله ) ظاهرها أنّه لا بدّ أن يكون الشّرط قد ذكر في كتاب الله ومن المعلوم أنّ الشّروط في الشّيء تكون مذكورة وغير مذكورة، تكون مذكورة وغير مذكورة، مثلا لو اشترط المشتري أن الولاء له إذا أعتق كان هذا الشّرط موجودا في كتاب الله وإلاّ لا؟ لو اشترط المشتري أنّه ينتفع بالشّيء هاه؟ موجود في كتاب الله وإلاّ لا؟
الطالب : موجود.
الشيخ : طيب، اشترط البائع الذي باع النّخل بعد أن أبّرت أنّ الثمرة له هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : شرط مذكور في كتاب الله الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال: ( من باع نخلا بعد أن تؤبّر فثمرتها للذي باعها ) هذه واضحة الآن مو مشكلة، لكن إذا وجد شرط سكت عنه الكتاب سكت عنه الكتاب وهو من الشّروط الصّحيحة كما في حديث جابر الذي سبق، اشترط حملانه إلى المدينة، مع أنّنا نقول إنّ حديث جابر المشترط من؟ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وما جاء عن رسول الله فهو كالذي جاء عن الله فيكون هذا داخلا في الشّروط التي في كتاب الله، لكن هناك أشياء غير الشّرط الذي ذكره الذي حصل في حديث جابر لكنّه لم يذكر في الكتاب ولا في السّنّة، فظاهر هذا الحديث الذي معنا أنّه ممنوع لأنّه قال: ( ليست في كتاب الله ) ولكن قال أهل العلم المراد بذلك ليس في كتاب الله حلّها، فليست في كتاب الله أي ليست ممّا أحلّه الله في كتابه واستدلّوا لذلك بأنّ هذا هو المعنى وهو كما تعرفون من التأويل، خلاف ظاهر اللّفظ، استدلوا لذلك بقوله صلّى الله عليه وسلّم: ( المسلمون على شروطهم إلاّ شرطا أحلّ حراما أو حرّم حلالا ) وبقوله صلّى الله عليه وسلّم: ( إنّ أحقّ الشّروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج ) ( ما استحللتم به الفروج ) وهذا يدلّ على أنّ ما اشترطه الإنسان فهو ثابت إلاّ إذا خالف؟
الطالب : ...
الشيخ : شرط الله عزّ وجلّ بأن أحل حراما أو حرّم حلالا، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: ( في كتاب الله ) أي في مكتوبه والمراد به القرآن وسمّي كتابا لأنّه مكتوب في اللّوح المحفوظ: (( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ )) (( وإنّه لقرآن كريم في كتاب مكنون )) ولأنّه مكتوب في الصّحف التي بأيدي الملائكة (( في صحف مكرّمة* مرفوعة مطهّرة* بأيدي سفرة* كرام بررة ))، ولأنّه مكتوب في الصّحف التي بأيدي البشر أليس كذلك؟ فلهذا سمّي كتابا
فإن قال قائل السّنّة هل هي من كتاب الله؟ الجواب هي في الحكم في كتاب الله هي في الحكم في كتاب الله ، وأمّا من حيث المتكلّم بها فهو الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، لكن حكم ما جاء في السّنة كحكم ما جاء في القرآن كما قال الله تعالى: (( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة )) قال: (( وأنزلنا إليك الذّكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم )) وقال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( ألا وإنّي أوتيت القرآن ومثله معه ) فإذن ما جاء في السّنّة فهو في كتاب الله، ما جاء في السّنّة فهو في كتاب الله، لأنّ الله أخبرنا بأنّ محمّدا صلّى الله عليه وسلّم مبيّن لنا ما نزل إليه وقال: (( ومن يطع الرّسول فقد أطاع الله )) ... ( ما كان من شرط ) ( ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط ) ما إيش إعرابها؟
الطالب : ...
الشيخ : لا.
الطالب : شرطية.
الشيخ : هاه؟
الطالب : شرطية.
الشيخ : شرطية، يعني مهما كان من شرط فما هنا شرطيّة وفعل الشّرط كان، وجوابه فهو باطل، وجملة ( ليست في كتاب الله ) صفة لشرط، ومن شرط اسم كان ولكن مجرور بمن الزّائدة، طيب ممكن أنا قلت أنها ليست في كتاب الله أنه صفة لشرط، والصّواب أنّه خبر كان، إن جعلناها ناقصة، فإن جعلناها تامّة يعني ما وجد من شرط صحّ أن نعرب ليس في كتاب الله صفة
طيب ( ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ) الباطل هو الضائع سدى، الضائع سدى، الذي لا يترتّب عليه أثره ولا يعتبر فكلّ شرط ليس في كتاب الله فإنّه باطل، نعم، قال معنى باطل أي غير معتبر باطل سدى لا يستفيد مشترطه إلاّ التّعب باللّسان أو بالأركان إن فسد الشّرط
طيب قال: ( وإن كان مائة شرط ) يعني وإن كان هذا الشّرط مائة شرط، هذه الجملة تحتمل أنّ المعنى ولو جمع مائة شرط، فكلّ الشّروط ولو كثرت فإنّها باطلة بأني شرطت كذا وكذا وكذا وكذا وكذ وكذا إلى المائة فإنّ هذه الشّروط وإن اجتمعت فهي باطلة إذا خالفت كتاب الله، ويحتمل أنّ المراد وإن كان مائة شرط يعني وإن شرط مائة مرّة، يكون المعنى بإنّ وأكّد شرطه، إنّ وأكّد شرطه، وهذا المعنى هو الأقرب وأن المراد وإن شرط مائة مرّة فيكون شرط هنا مصدر وليست اسما على هذا الذي قلنا يكون المعنى ولو كان مائة اشتراط، يعني ولو اشترطه مائة مرّة فإنّ توكيده لا يزيده توكيدا ولا توثيقا، نعم
ثمّ قال عليه الصّلاة والسّلام ( قضاء الله حقّ وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق ) قضاء الله أي الذي يقضيه عزّ وجلّ أحقّ لأنّه حقّ، قال الله تعالى: (( والله يقضي بالحقّ )) والمراد بالقضاء هنا القضاء الشّرعي لأنّ القضاء الشّرعي هو الذي يمكن أن يعارض بمثله، فيأتي الملحد ويقول هذا القضاء أنا آتي بقانون ودستور أحقّ منه، أما القضاء الكوني، فالقضاء الكوني لا يمكن معارضته أبدا، لا يستطيع أحد أن يقول إنّه يدفع الموت عن نفسه أو المرض أو الآفات لكن الذي يمكن أن يعارض هو القضاء الشّرعي فإذا عورض فأيّهما أحقّ؟ قضاء الله، قضاء الله، أما القضاء الكوني فلا يمكن أن يعارض ولا يعارضه إلاّ مجنون أو مكابر، ومن ثمّ نقول إنّ قضاء الله عزّ وجلّ ينقسم إلى قسمين: قسم قضاء كوني قسم قضاء شرعي
فمن القضاء الكوني قوله تعالى: (( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدنّ في الأرض مرّتين )) هذا قضاء كوني ولا يمكن أن يكون قضاء شرعيّا لأنّ الله تعالى لا يقضي شرعا بالإفساد وإنما يقضي بالصّلاح والإصلاح، القضاء الشّرعي كقوله تعالى: (( وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه )) فهذا قضاء شرعي لأنّه لو كان قضاء كونيّا ما بقي أحد مشركا، لو قضى الله قضاء كونيّا أن لا نعبد إلاّ إياه ما بقي أحد على الشّرك لصار النّاس كلّهم يعبدون الله، لكن هذا قضاء شرعي، طيب (( والله يقضي بالحقّ ))؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : شرعي.
الشيخ : يشمل يشمل الأمرين، فقضاء الله حقّ الشّرعيّ والكونيّ، طيب ما الفرق بين القضاءين؟ الفرق بين القضاءين من وجهين:
الوجه الأوّل أن المقضيّ كونا لا بدّ أن يقع بخلاف المقضي شرعا
ثانيا المقضي كونا يتعلّق فيما يحبّه الله وما لا يحبّه، والمقضي شرعا لا يكون إلاّ فيما يحبّه، إمّا أن يحبّ فعله فيأمر به، وإمّا أن يحبّ تركه فينهى عنه، هذا هو الفرق بين القضاءين
قوله ( قضاء الله أحقّ ) نقول هنا القضاء الشّرعي لأنّه هو الذي يمكن فيه المفاضلة بينه وبين قضاء غيره، أما القضاء الكوني فإنّه لا يمكن أن يكون فيه مفاضلة لأنّه لا أحد يعارض قضاء الله الكوني
ولعل قائل يقول لماذا لا تجعله عامّا فتقول إنّه باعتبار القضاء الكوني ممّا ليس في الطرف الآخر منه شيء نعم، وأحيانا يكون التّقدير والجانب المفضّل عليه ليس فيه شيء قال الله تعالى: (( أصحاب الجنّة يومئذ خير مستقرّا وأحسن مقيلا )) ومن المعلوم أنّ مستقرّ أهل النّار لا خير فيه وأمّا مقيلهم ليس فيه شيء من حسن المقيل أبدا لكن جاء التّفاضل من باب بيان أنّه لا فرق أنه لاثواب بين هذا وهذا
طيب ( قضاء الله أحقّ ) لإيش؟ أحقّ بمعنى أعدل وأصدق، أو أحقّ بأن يتّبع؟
الطالب : ...
الشيخ : يشمل الأمرين، يشمل الأمرين فهو أحقّ بمعنى أوفق للحقّ وأثبت و وأصحّ، وهو أحقّ أيضا بأن يتّبع من غيره، ثمّ قال: ( وشرط الله أوفى ) الفرق بين ال ... والشّرط بأنّ الشّرط الأوصاف التي يجعلها الله تعالى مناطا للحكم، والقضاء هو الحكم فالحكم مثلا وجوب الصّلاة، وجوب الصّلاة له شروط أليس كذلك؟ له شروط منها مثلا البلوغ والعقل والإسلام والطّهارة وما أشبه ذلك فالفرق بين القضاء والشّرط أنّ القضاء هو الحكم والشّرط هو الوصف الذي يثبت به الحكم، الشّروط التي شرطها الله وجعلها أوصافا في أحكامه أوثق من غيرها يعني أقوى أقوى وأثبت وأضمن كما قال الله تعالى: (( ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ))
طيب: ( وشرط الله أوثق وإنّما الولاء لمن أعتق ) ( وإنّما الولاء لمن أعتق ) هذه الجملة في الحقيقة ثمرة ما سبق وهي إبطال الشّرط المنافي لكتاب الله، الثاني وصفه بأنّ قضاء الله أحقّ وشرطه أوثق فمن ثمرات ذلك أنّ الولاء لمن أعتق هذا من قضاء الله وشرطه فيكون الولاء لمن أعتق ولو أنّ أحدا شرط خلاف ذلك كان شرطا باطلا لأنّه ليس في كتاب الله وقد سبق معنى هذه الجملة، وقوله: ( لمن أعتق ) يشمل ما إذا كان المعتق امرأة أو رجلا، والعتيق امرأة أو رجل أو رجلا
طيب: " وفي لفظ لمسلم متفق عليه واللفظ للبخاري وعند مسلم قال: ( اشتريها وأعتقيها واشترطي لهم الولاء ). " أتى المؤلف بهذا اللفظ لقوله: ( وأعتقيها ) حيث تفيد أنّ المكاتب إذا اشتري فإنّ مشتريه يجوز أن يعتقه لقوله ( وأعتقيها ) لا يقال إنّ سبب العتق قد انعقد عند البائع، سبب العتق انعقد عند البائع وهو إيش؟
الطالب : المكاتبة.
الشيخ : المكاتبة، لكن حقيقة العتق ما كانت إلاّ عند المشتري وإلاّ قال أعتقيها فهو قبل أن يؤدّي كتابته أي المكاتب رقيق.
3 - تتمة شرح حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت :( ثم قال : " أما بعد ، فما بال رجل يشترطون شروطا ليست في كتاب الله تعالى ؟ ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ، وإن كان مائة شرط ، قضاء الله حق ، وشرط الله أوثق ، وإنما الولاء لمن أعتق " . متفق عليه واللفظ للبخاري وعند مسلم قال : " اشتريها وأعتقيها واشترطي لهم الولاء " . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( عائشة رضي الله عنها في قضة بريرة ... ).
الشيخ : هذا الحديث كما تشاهدون فيه فوائد كثيرة ومن حسن التّأليف لو أنّ المؤلّف رحمه الله أتى به عقب حديث جابر حتى يضمّ الحديث الذي تضمّن شرطا فاسدا إلى الحديث الذي تضمّن شرطا صحيحا فإنّ هذا من ناحية التّأليف والتّصنيف من ناحية التّأليف أفضل وأحسن، نعم.
ما رأيكم فيمن يقول إن تعريف الشرط عند الأصولين بقولهم : الشرط العلامة ويستدلون بالآية (( فقد جاء أشراطها ... )) ليس صوابا لأن الآية الراء فيها مفتوحة وهنا الشرط بسكون الراء ؟
السائل : ... قول أهل العلم أنّ الشّرط في اللغة هو العلامة ... في الآية (( فقد جاء أشراطها )) بفتح الرّاء، والشّرط بسكون الرّاء مثل الآية العلامة ... كما قال بعض أهل اللغة أنّ ... الفرق بين ... يقول بفتح الرّاء وسكونها صحيح هذا؟
الشيخ : مو صحيح مو صحيح، لأنّ أشراطها جمع إيش؟ جمع شرَط وإلاّ جمع شرْط؟
الطالب : شرَط.
الشيخ : طيب، والشّين والراء والطاء موافقة تماما في الاشتقاق للشّرط، نعم؟
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : دلالة ... على ... خلاف ...
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : لا لا، نحن ما قلنا هذا لأنّ الكلام الآن في شرط يراد إبطاله.
السائل : في الحديث؟
الشيخ : في الحديث، فلو جاءت اللّام في مقام على ما ... تماما، أما ...الكلمة في السّياق ما يدلّ على ذلك (( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها )) لأنّ أوّل الآية أنّهم إذا فعلوا وأعادوا الكرّة فإنّ الله سيسلّط عليهم مرّة أخرى، فيكون هؤلاء الذين أساءوا كأنّهم قدّموا لأنّفسهم ما يكون به العذاب فكأنّ هذا المجرم الذي كان سببا للعذاب كأنه هو الذي قدّم لنفسه، نعم؟
السائل : شيخ جزاك الله خيرا، ذكرتم أنّ ...
الشيخ : نعم.
السائل : وأنّ الأصل هذا هو الرّاجح.
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : نعم؟
السائل : ...
الشيخ : مو صحيح مو صحيح، لأنّ أشراطها جمع إيش؟ جمع شرَط وإلاّ جمع شرْط؟
الطالب : شرَط.
الشيخ : طيب، والشّين والراء والطاء موافقة تماما في الاشتقاق للشّرط، نعم؟
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : دلالة ... على ... خلاف ...
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : لا لا، نحن ما قلنا هذا لأنّ الكلام الآن في شرط يراد إبطاله.
السائل : في الحديث؟
الشيخ : في الحديث، فلو جاءت اللّام في مقام على ما ... تماما، أما ...الكلمة في السّياق ما يدلّ على ذلك (( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها )) لأنّ أوّل الآية أنّهم إذا فعلوا وأعادوا الكرّة فإنّ الله سيسلّط عليهم مرّة أخرى، فيكون هؤلاء الذين أساءوا كأنّهم قدّموا لأنّفسهم ما يكون به العذاب فكأنّ هذا المجرم الذي كان سببا للعذاب كأنه هو الذي قدّم لنفسه، نعم؟
السائل : شيخ جزاك الله خيرا، ذكرتم أنّ ...
الشيخ : نعم.
السائل : وأنّ الأصل هذا هو الرّاجح.
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : نعم؟
السائل : ...
5 - ما رأيكم فيمن يقول إن تعريف الشرط عند الأصولين بقولهم : الشرط العلامة ويستدلون بالآية (( فقد جاء أشراطها ... )) ليس صوابا لأن الآية الراء فيها مفتوحة وهنا الشرط بسكون الراء ؟ أستمع حفظ
سؤال عن الاشتراط الذي وقع في حديث عائشة في قصة بريرة ؟
الشيخ : نعم ... لأنه إذا قلنا وإن كانت مائة شرط ... مائة شرط ... فمائة شرط يعني بعيد، لكن تكرار الشّرط للتأكيد قريب، ثانيا إن قلنا وإن كان مائة شرط دلّ على كثرة الشّروط وكلّ شرط لوحده لكنّه لم يشترط إلاّ مرّة واحدة وهذا ليس فيه تأكيد، هذا ليس فيه تأكيد، لكن إذا كان شرطا واحدا وكرّر صار فيه تأكيد فكأنّه يقول الشّرط المخالف وإن أكّد مائة مرّة فإنّه باطل، لكن إذا كانت مائة شرط وكلّ واحد ... ما صارت للتأكيد، كثرة بدون تأكيد والمقام يقتضي أنّ الشّرط وإن أكّد فإنّه باطل إذا خالف الشّرع، نعم؟
السائل : ... هناك توضيح، بعض الإخوان قالوا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم منزّه عن أن يقول ...
الشيخ : وش وجهها؟
السائل : النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم منزّه عن أن يقول كذا ..
الشيخ : أي وش الملاحظة؟
السائل : ما فيها شيء؟
الشيخ : ما فيها شيء.
السائل : جزاك الله خيرا، السؤال يا شيخ ...
الشيخ : راح السّؤال.
السائل : ...
الشيخ : هذا السّؤال، هذا السّؤال والجواب، ... أحمد؟
السائل : ... هناك توضيح، بعض الإخوان قالوا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم منزّه عن أن يقول ...
الشيخ : وش وجهها؟
السائل : النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم منزّه عن أن يقول كذا ..
الشيخ : أي وش الملاحظة؟
السائل : ما فيها شيء؟
الشيخ : ما فيها شيء.
السائل : جزاك الله خيرا، السؤال يا شيخ ...
الشيخ : راح السّؤال.
السائل : ...
الشيخ : هذا السّؤال، هذا السّؤال والجواب، ... أحمد؟
قوله صلى الله عليه وسلم ( ما كان من شرط ليس في كتاب الله ) أين هذا في كتاب الله ( إنما الولاء لمن أعتق) ؟
السائل : يا شيخ ( ما كان من شرط ليس في كتاب الله ).
الشيخ : نعم.
السائل : أين هذا في كتاب الله أين هذا في كتاب الله ( إنّما الولاء لمن أعتق )؟
الشيخ : نحن ما قلنا السّنّة من كتاب الله لأنّ الله يقول: (( وما آتاكم الرّسول فخذوه )) ثمّ قلنا إنّ معنى ليس في كتاب ليس معناه أنّه لازم الشرط يوجد لكن ليس في كتاب الله حلّه هذا المراد، لأنّنا لو قلنا ما نقبل من الشّروط إلاّ الموجود في الكتاب ضاقت الشّروط.
القارئ : والصّلاة والسّلام على رسول الله.
الشيخ : اللهم صلّ وسلّم على رسول الله.
القارئ : قال المؤلف رحمه الله تعالى: " وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( جاءتني بريرة فقالت: إني كاتبت أهلي على تسعة أواق ) " ..
الشيخ : لا لا، قرأنا هذا يا خالد.
الطالب : الفوائد يا شيخ، ما أخذنا الفوائد.
الشيخ : ما أخذنا فوائده؟
الطالب : لا ما أخذنا.
الشيخ : أي طيّب.
القارئ : " وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( جاءتني بريرة فقالت: إني كاتبت أهلي على تسع أواق، في كل عام أوقية، فأعينيني. فقلت: إن أحب أهلك أن أعدها لهم ويكون ولاؤك لي فعلت، فذهبت بريرة إلى أهلها ، فقالت لهم: فأبوا عليها ) .. "
الشيخ : فأبَوْا
القارئ : " ( فأبوا عليها، فجاءت من عندهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فقالت: إني قد عرضت ذلك عليهم فأبوا ) "
الشيخ : فأبَوْا
القارئ : " ( فأبَوْا إلا أن يكون الولاء لهم، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: خذيها واشترطي لهم الولاء ، فإنما الولاء لمن أعتق ، ففعلت عائشة رضي الله تعالى عنها ،ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ) " ..
الشيخ : ما عندنا: " خطيبا " عندك خطيبا؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : أي نعم.
القارئ : " ( فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله عز وجلّ؟ ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن كان مائة شرط، قضاء الله أحق، وشرط الله أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق ). متفق عليه واللفظ للبخاري وعند مسلم فقال: ( اشتريها وأعتقيها واشترطي لهم الولاء ) ".
الشيخ : نعم.
السائل : أين هذا في كتاب الله أين هذا في كتاب الله ( إنّما الولاء لمن أعتق )؟
الشيخ : نحن ما قلنا السّنّة من كتاب الله لأنّ الله يقول: (( وما آتاكم الرّسول فخذوه )) ثمّ قلنا إنّ معنى ليس في كتاب ليس معناه أنّه لازم الشرط يوجد لكن ليس في كتاب الله حلّه هذا المراد، لأنّنا لو قلنا ما نقبل من الشّروط إلاّ الموجود في الكتاب ضاقت الشّروط.
القارئ : والصّلاة والسّلام على رسول الله.
الشيخ : اللهم صلّ وسلّم على رسول الله.
القارئ : قال المؤلف رحمه الله تعالى: " وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( جاءتني بريرة فقالت: إني كاتبت أهلي على تسعة أواق ) " ..
الشيخ : لا لا، قرأنا هذا يا خالد.
الطالب : الفوائد يا شيخ، ما أخذنا الفوائد.
الشيخ : ما أخذنا فوائده؟
الطالب : لا ما أخذنا.
الشيخ : أي طيّب.
القارئ : " وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( جاءتني بريرة فقالت: إني كاتبت أهلي على تسع أواق، في كل عام أوقية، فأعينيني. فقلت: إن أحب أهلك أن أعدها لهم ويكون ولاؤك لي فعلت، فذهبت بريرة إلى أهلها ، فقالت لهم: فأبوا عليها ) .. "
الشيخ : فأبَوْا
القارئ : " ( فأبوا عليها، فجاءت من عندهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فقالت: إني قد عرضت ذلك عليهم فأبوا ) "
الشيخ : فأبَوْا
القارئ : " ( فأبَوْا إلا أن يكون الولاء لهم، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: خذيها واشترطي لهم الولاء ، فإنما الولاء لمن أعتق ، ففعلت عائشة رضي الله تعالى عنها ،ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ) " ..
الشيخ : ما عندنا: " خطيبا " عندك خطيبا؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : أي نعم.
القارئ : " ( فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله عز وجلّ؟ ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن كان مائة شرط، قضاء الله أحق، وشرط الله أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق ). متفق عليه واللفظ للبخاري وعند مسلم فقال: ( اشتريها وأعتقيها واشترطي لهم الولاء ) ".
7 - قوله صلى الله عليه وسلم ( ما كان من شرط ليس في كتاب الله ) أين هذا في كتاب الله ( إنما الولاء لمن أعتق) ؟ أستمع حفظ
مواصلة ذكر فوائد حديث : ( عائشة رضي الله عنها في قضة بريرة ... ).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
سبق الكلام على هذا الحديث وشرحه وبقيت فوائده فمن فوائد هذا الحديث جواز المكاتبة من أين تؤخذ يا فهد؟
الطالب : ...
الشيخ : هذا قول غير معصوم.
الطالب : ...
الشيخ : من إقرار النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لها، طيب وهل الكتابة جائزة بمعنى أنّها مستوية الطّرفين أو سنّة أو واجبة؟ نقول أمّا بالنّسبة للعبد وطلبه إيّاها من سيّده فهي جائزة وأمّا بالنّسبة للسّيّد فإنّه مأمور أن يكاتب عبده إذا طلب بشرط أن يعلم فيه الخير لقوله تعالى: (( فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا )) ولكن هل الأمر للوجوب أو للاستحباب على قولين لأهل العلم، والأصل الوجوب حتى يقوم دليل على أنّه للاستحباب، وذهب أهل الظاهر إلى أنه للوجوب وكثير من المعاصرين المتأخّرين ذهبوا أيضا إلى أنّه للوجوب ومعروف أنّ الشّارع له تشوّف عظيم إلى العتق فإذا اقترن هذا الأمر مع تشوّف الشّارع للعتق فإنّ ترجيح القول بالوجوب له وجه.
من فوائد الحديث أيضا أنّ المكاتبة تجوز في القليل والكثير، خالد؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : كاتبت على تسع أواق.
الشيخ : أي نعم، ولم يرد تحديده شرعا، كذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب
ومن فوائد الحديث جواز الاستدانة بالتأجيل،جواز الاستدانة بالتأجيل، أي أنّه يجوز للإنسان أن يأخذ دينا إلى أجل، فهد؟
الطالب : ...
الشيخ : تسع أواق في كلّ عام، كم تكون الأعوام.
الطالب : تسعة أعوام.
الشيخ : تسعة أعوام
نعم ومن فوائد الحديث جواز استعانة المكاتب بغيره نعم؟
الطالب : ( فاعينيني ).
الشيخ : هذا قول غير معصوم، أقول هذا قول غير معصوم، يقول لك واحد ا ما أقبل هذا الاستدلال أو هذا الدّليل، نعم؟
الطالب : إقرار النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم
الشيخ : إقرار النّبيّ؟ وهل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم علم بها؟
الطالب : ...
الشيخ : نقول نعم، الظاهر أنّه علم بها لأنّها تقول: ( ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالس ) الظاهر أنّه علم بذلك وعلى فرض أنه لم يعلم فكلّ ما وقع في عهد الرّسول عليه الصّلاة والسّلام فهو حجّة سواء علم به الرّسول أو لا لأنّه إذا لم يعلم به الرّسول فالله؟
الطالب : يعلمه.
الشيخ : يعلم به، نعم؟
السائل : ...
الشيخ : نعم؟
السائل : اخبرت عائشة
الشيخ : إذن علم بذلك، طيب
ومن فوائد الحديث جواز تعجيل الدّين المؤجّل من أين يؤخذ يا عبد الله ...
الطالب : ما مرّ عليّ الحديث.
الشيخ : أبد؟! جواز تعجيل الدّين المؤجّل نعم يا سلمان؟
الطالب : ... عائشة ضي الله عنها ... تسع أواق
الشيخ : هي دفعت؟
الطالب : نعم عندما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم خذيها ... أخذتها ودفعت الثّمن.
الشيخ : نعم.
الطالب : عائشة قالت " إن أحب أهلك أن أعدها "
الشيخ : طيب، " إن أحب أهلك أن أعدها لهم فعلت " كذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب وإذا عجّل الدّين المؤجّل بقدره فالظاهر أنّ المسألة محلّ إجماع أنّه يجوز أن يعجّل المدين الدّين لكن بقدره عليه مائة ريال مؤجّلة إلى سنة يعجّلها الآن مائة ريال هذا لا بأس به، لكن إذا قال أعجّلها على أن تسقط من دينك فأعجّل لك المائة على أن تكون تسعين فهل هذا جائز؟ فيه خلاف بين أهل العلم فالمشهور من مذهب الحنابلة أنّه لا يجوز والصّحيح أنّه يجوز، تعليلهم يقولون أنّ هذا بدعة، فإنّ التنقيص من أجل التّعجيل كالزّيادة من أجل التأجيل فكما أنّك لو زدت في الأجر وزدت في القدر كان ربا، فإذا نقصت في الأجل ونقصت في القدر كان ربا، ولكن الصّحيح خلاف ذلك فإنّه قد روي عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أنه قال: ( ضعوا وتعجّلوا ) وأيضا الفرق بينهما ظاهر لأنّ الزيادة في مقابل التّأجيل ربا، زادت على المدين، لكن الوضع في مقابل التّعجيل هل زاد على المدين وإلاّ نقص؟
الطالب : نقص.
الشيخ : نقص فهو عكس ... ففيه نقص على المدين وهذه فائدة، وفيه تعجيل للدائن وهذه أيضا فائدة فالصّواب جواز تعجيل الدّين بشرط إسقاط بعضه وليس فيه شيء بل هو فائدة للجميع.
ومن فوائد الحديث ومن فوائد الحديث أنّ التعامل في عهد الرّسول عليه الصّلاة والسّلام يكون بالوزن والعدّ، لقولها: " تسع أواق " وعائشة قالت: " أن أعدّها لهم " وهو كذلك، ففي عهد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم كان الناس يتعاملون بالنّقود بالعدّ وبالوزن ألم تروا إلى قول الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ( ليس فيما دون خمس أواق صدقة ) هنا اعتبر؟
الطالب : الوزن.
الشيخ : الوزن، وقال: ( في الرّقة في مائتي درهم ربع العشر فإن لم يكن إلاّ تسعون ومائة فليس فيها صدقة إلاّ أن يشاء ربّها ) هنا في العدد، وهو كذلك، فإذا علم أنّ عدد المائتين خمس أواق فسواء قلت اشتريتها بخمس أواق أو اشتريتها ب هاه؟ بمائتين درهم لا فرق.
من فوائد الحديث أيضا إطلاق الأهل على السّيّد.
الطالب : " إن أحبّ أهلك "
الشيخ : هاه؟ لقولها: " إن أحبّ أهلك " وأهل الرّجل هم خاصّته الذين يأهلهم ويجتمعون إليهم ولهذا أباح الشّرع للمرأة المالكة أن لا تحتجب عن عبدها إذا أمنت الفتنة فيجوز للمالكة أن تكشف وجهها وكفّيها وقدميها للملوك مع أنه ليس بمحرم من أجل إيش؟ من أجل أنّها أهله وأن في ذلك حاجة وأنّ في التحرّز من ذلك مشقّة.
طيب ومن فوائد الحديث أنّ الولاء يثبت بالعتق ياسر؟
الطالب : ...
الشيخ : ويكون الولاء ... فهذا مشهور بأن الولاء يكون؟
الطالب : ...
الشيخ : للمعتق، أو يثبت بالعتق، طيّب وقد سبق لنا معنى؟
الطالب : الولاء.
الشيخ : وأنّ العصوبة تثبت للمعتق وعصبة المتعصّبين بأنفسهم
ومن فوائد الحديث جواز تعليق العقود على المشاورة. جواز تعليق العقود على المشاورة.
الطالب : ... بريرة.
الشيخ : سمّ؟
الطالب : قوله: " فذهبت بريرة إلى أهلها ".
الشيخ : ذهبت ما فيه شيء.
الطالب : " إن أحبّ أهلك "
الشيخ : " إن أحبّ أهلك أن أعدّها لهم فعلت ".
الطالب : " فأخبرت النبي "
الشيخ : نعم
الطالب : " فأخبرت النبي "
الشيخ : " فأخبرت النبي " وعلى هذا فيجوز تعليق العقد، فأقول بعتك إن رضي زيد، أو إن رضي شريكي، أو إن رضي أبوك، أو إن رضي أبي، وهذا القول هو الصّحيح، خلافا للمشهور من المذهب حيث قالوا إنّه لا يجوز تعليق البيع، والصّواب أنّه جائز ولا مانع منه، وهذا الذي ذكره هو تعليق " إن أحبّ أن أعدّها لهم فعلت ".
طيب، ومن فوائد الحديث أنّه يجوز العقد بما دلّ عليه، ينعقد العقد بما دلّ عليه بأنّها قالت: " إن أحبّ أن أعدّها لهم " ولم تقل أن أشتريك بل قالت أن أعدّها وهذا هو الصّواب أنّ العقود تنعقد بما؟
الطالب : دلّ عليها.
الشيخ : بما دلّ عليها، البيع، الإجارة، العاريّة، الوقف، الرّهن، كلّ شيء، وهل يشمل النّكاح؟
الطالب : نعم.
الشيخ : الصّحيح، نعم يشمل النّكاح، وأن الرّجل إذا قال للشّخص زوّجتك بنتي أو ملّكتك بنتي وقال قبلت انعقد النّكاح، وليس بالشرط أن يقول أنكحتك أو زوّجتك لأنّ الشيء إذا جاء في الشّرع مطلقا يرجع فيه إلى؟
الطالب : العرف.
الشيخ : العرف، " وكلّ ما جاء ولم يحدّد *** في الشّرع كالحرز فبالعرف احدد ".
نعم طيب من فوائد الحديث أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لا يعلم الغيب لأنّه لم يعلم ما جرى ففي بعض الرّوايات أنّه سأل فأخبرت عائشة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بذلك وهو كذلك لا يعلم الغيب، لا يعلم الغيب، ولهذا أدلّة كثيرة أوّلها ما جاء في القرآن الكريم صريحا حيث أمره الله أن يقول: (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إنّي ملك )) وقال تعالى: (( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرّا إلاّ ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسّني السوء )) فمن زعم أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعلم الغيب فقد كذّب الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وكذّب الله، وبدأت بتكذيبهم للرّسول لأنّهم يدّعون أنّهم إذا ادّعوا أنّه يعلم الغيب كان هذا من تعظيمه وتوقيره فنقول لهم ليس هذا من تعظيمه ولا من توقيره أن تكذّبوه فيما أعلنه على الملأ (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ))
فإن قال قائل أليس قد أخبرنا بأمور فوقعت كما أخبر؟ فالجواب بلى وقعت، ولكن هل هو من عنده؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، من عند الله، لولا أنّ الله أخبره بذلك ما علم بها، فيكون إخباره عن المغيّبات في المستقبل ليس عن علم غيب من صفته هو ولكن بما أعلمه الله عزّ وجلّ.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم كان مع أهله، وكان في مهنتهم لقولها: " و رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالس " فإنّ المعروف من هديه أنّه ( كان في مهنة أهله يحلب الشّاة عليه الصّلاة والسّلام، ويخسف نعله، ويرقع ثوبه، ويعاشر أهله ) نعم وحياته معهم حياة بسيطة غير معقّدة وتجد الإنسان من أحسن ما يكون، وألطف ما يكون، وهكذا كلّما كنت أحسن لأهلك صدّق أنّك تدخل مسرورا، وتخرج مسرورا، أما الإنسان إذا أساء إلى أهله فسيدخل محزونا ويخرج محزونا، ويمشي في السّوق محزونا أيضا لأنّه إذا صادفه أحد وسلّم عليه وهو مغموم من أهله لا يكاد يرى طريقه نعم وايش بيكون؟ ما يعطيه وجه طلق، لا يعطيه وجها طلقا أبدا، نعم ولا يزال منكتما ممّا جرى معه أو ممّا جرى منه مع أهله، فكلّما كنت أحسن في أهلك فثق أنّك أحسن في مجتمعك كلّه.
طيب ومن فوائد الحديث أنّه يجوز للمرأة أن تتصرّف في مالها بغير إذن زوجها، من أين يؤخذ؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : من أنّ عائشة تصرّفت، تصرّفت بدون أن تستأذن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وهو كذلك، ولكن هل لها أن تتصّرف في مالها الذي اشتراه لها لتتزيّن له به؟ يعني لو أعطاها حليّا تتزيّن به له فهل لها أن تبيعه هاه؟
الطالب : فيه تفصيل.
الشيخ : ما هو التّفصيل؟
الطالب : ...
الشيخ : إيه ما هو التّفصيل؟
الطالب : إن كان اشترط عليها أن لا ...
الشيخ : لا ما اشترط، يجوز؟
الطالب : لا.
الشيخ : أما غانم فيقول إن أذن، والثاني يقول إن رضي، هذا إذا رضي لو تبيع ثيابها ما فيه شيء الكلام على إذا لم يأذن ولم يمنع ما قال لا تبيعين ولا قال بيعي هل لها أن تبيع؟
الطالب : ...
الشيخ : الذي يظهر أنّها ليس لها أن تبيع إذا علمنا أنّه اشتراه لهذا الغرض لأنّ هذا يفوّت مقصوده، أو يثقل كاهله بإعادة الشّراء لها مرّة ثانية، أعطاها مثلا حليّ للأذن والرّأس والرّقبة واليد والرّجل ثم باعت هذا كلّه في ضحوة واحدة ولما جاء الليل وجدها ليس عندها شيء أين هذا؟ ما عندي شيء، بعته لأنّه ملكي، هو يحب أن تتجمّل له ويعدّ هذا من دواعي السّرور ودواعي الأنس، ماذا يصنع في هذا الحال؟ يضطرّ إلى أن يدخل عليها كئيبا ويخرج حزينا أو؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : يأخذ الثمن ...
الشيخ : نعم أو يشتري لها مرّة ثانية ... وإذا ... أقول الظاهر أنّه إذا اشترى لها شيئا يعني يتعلّق به غرضه فليس لها الحقّ في أن تبيعه لكن هل لها الحقّ في أن تبدله أيضا؟ نقول إذا أبدلته بما لا تشمئز منه نفسه فهذا؟
الطالب : جائز.
الشيخ : جائز، أمّا إن أبدلته بشيء تشمئزّ منه نفسه فليس بجائز، لو فرضنا أنّه رجلا لا يريد التّحلّي القديم لا يريد التّحلّي القديم واشترى لها من الحلي الجديد المعاصر ولكنّها أبدلته بحليّ قديم ممّا يستعمل قديما فهل لها ذلك؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، ليس لها ذلك، فتبيّن الآن أنّ تصرّف المرأة بغير إذن زوجها جائز هذا هو الأصل، إلاّ في حليّ اشتراه لتتجمّل به له فليس لها الحقّ في إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : في بيعه، نعم أو التّصرّف فيه بإبداله بشيء لا يرغبه.
نعم ومن فوائد الحديث نعم من فوائد الحديث جواز اشتراط الشّرط المحرّم لتحقيق بطلانه لقوله: ( خذيها واشترطي لهم الولاء ) فإنّ أصحّ الأوجه عندي أو أحسن الأوجه عندي في هذا أنّ إذن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لها أن تفعل من باب إبطال الشّرط من باب إبطال الشّرط الفاسد وإن حقّق في اشتراطه، ومعلوم أنّ تحقيق الشّيء للوقوع أبلغ من تحقيقه بالقول ولهذا قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام بما سبق لنا قال: ( خذوا واضربوا لي معكم بسهم ) ليحقّق الجواز عليه الصّلاة والسّلام، فهنا قال: ( خذيها واشترطي لهم الوفاء ) من أجل أن يعود مرّة أخرى فيقول إنّ هذا الشّرط باطل لا يجوز الوفاء به، وهذا أحسن من الوجهين الذين أشرنا إليهما في شرح الحديث.
طيب ومن فوائد الحديث أنّ الأمر قد يخرج عن الأصل الذي هو الوجوب أو الاستحباب إلى معنى آخر يستفاد من القرينة الحاليّة أو اللّفظيّة هاه؟ ( خذيها ) فإنّ هذا أمر ولكنه ليس أمر إيجاب ولا استحباب بل هو أمر إباحة يعني لك أن تأخذيها وتشترطي لهم؟
الطالب : الولاء.
الشيخ : الولاء، طيب والذي يخرج الأمر عن أصله هي القرائن الحاليّة أو القرائن اللّفظيّة.
طيب ومن فوائد الحديث أنّ الولاء لمن أعتق لقوله: ( فإنّما الولاء لمن أعتق ) وهذه الجملة تفيد الحصر كما سبق في الشّرح.
ومن فوائد الحديث أنّ الشّرط اللّفظي لا يغيّر الشّرط الشّرعي، لقوله ( اشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق ) فهم وإن اشترطوا لفظا فإنّ ذلك لا يغيّر الشّرط الشّرعي بانتقال الولاء من المعتق لغيره، طيب الشّرط العرفي هل يغيّر الشّرط الشّرعي؟ هاه؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، لا يغيّره فلو تعارف الناس على عقد محرّم شرعا فإنّ هذا التّعارف لا يبيح ذلك الأمر الشّرعي لا يقاس كلّ الناس على هذا لأنّ بعض الناس الآن إذا نهيته عن محرّم قال لك كلّ الناس على هذا حتى في العبادات أحيانا يقول كلّ النّاس على هذا، طيب نقول الشّرط اللّفظي أو العرفي لا يغيّر الشّرط؟
الطالب : الشّرعي.
الشيخ : الشّرعي
طيب ومن فوائد الحديث أنّه ينبغي للعالم أن يخطب الناس في الأمور العارضة ليبيّن الحقّ، لقولها رضي الله عنها: ( ثمّ قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ) إلى آخره وهكذا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخطب وخطبه نوعان: خطب رواتب، وخطب عوارض، الرّواتب كخطبة الجمعة والعيدين والاستسقاء، والعوارض كهذه الخطبة كلّما دعت الحاجة إلى الخطبة خطب، واختلف العلماء هل خطبة صلاة الكسوف من الخطب العوارض أو من الخطب الرّواتب؟ وسبب اختلافهم في ذلك هو أنّ الكسوف لم يقع إلاّ مرّة واحدة في عهد الرّسول عليه الصّلاة والسّلام فلا ندري هل الخطبة هذه عارضة من أجل إزالة العقيدة الفاسدة التي كان يعتقدها أهل الجاهلية أو هي خطبة راتبة ليجمع للناس بين الموعظة الكونيّة والموعظة الشّرعيّة، الموعظة الكونيّة بماذا؟ بالكسوف، والشّرعية بما يذكر من الكلمات الواعظة.
طيب من فوائده أيضا من فوائد الحديث أنّ الشّريعة تهتمّ بالمعاملات كما تهتمّ بالعبادات أو بعبارة أخرى اهتمام الشّارع بما يتعلّق بالمعاملات كما يهتمّ بما يتعلّق بالعبادات، وجهه؟ أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام قام خطيبا يعني ما جعل المسألة بينه وبين أهل بريرة، ما كلّمهم وقال ترى هذا الشّرط ما يصلح، قام خطيبا ليعلن للناس عليه الصّلاة والسّلام هذا الحكم الشّرعي فيتبيّن أنّ الشّريعة ولله الحمد فيها العناية بالمعاملات كما فيها العناية بماذا؟
الطالب : بالعبادات.
الشيخ : بالعبادات
ومنها دحر قول من يقول إنّ الشّرع عبادة وأمّا المعاملة فعادة لأنّ فيه من الناس من يقول المعاملات لا يتدخّل فيها الشّرع وكلّ الأوامر الواردة في المعاملات فهي أوامر إرشاد تختلف باختلاف الزّمان والمكان، قد أرشد في هذا الوقت إلى شيء معيّن أو إلى نوع معيّن من المعاملات، ويكون الإرشاد في وقت آخر إلى إيش؟
الطالب : نوع آخر.
الشيخ : نوع آخر، لكن مثل هذا الحديث يدحر هذا القول يدحره، وهذا القول مندحر من أكثر من عشرين وجها دلّ عليها الكتاب والسّنّة وهو أنّ الشّرع لم ينظم المعاملة بين الإنسان وبين ربّه وهي العبادة، بل نظم المعاملة بين الإنسان وبين ربّه، وبين الإنسان والإنسان أيضا بل بين الإنسان والحيوان بين الإنسان والحيوان، بل بين الحيوان أنفسها، حتى الحيوان الشارع جعل له ضوابط، لو رأيت كبشا أقرن كبير الجسم ينطح شاة ضعيفة نعم ... بقوّة وينطحها، نعم وهي تصرخ هل الشّرع يجعلك تتفرّج على هذا؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، يأمرك بأن تفصل بينهما، كما قال الرّسول: ( يقتصّ للشاة الجلحاء من الشّاة القرناء ) فالشارع رتّب المعاملة بين البشر، والمعاملة بين البشر والحيوان، قال النبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( دخلت النار امرأة في هرّة حبستها حتى ماتت جوعا ) وأخبر أنّ امرأة بغيّا سقت كلبا فغفر الله لها، يعني شوف إلى هذا الحدّ، كيف نقول إنّ الدّين أو إنّ الشّرع لم ينظم إلاّ المعاملة بين الخالق والمخلوق فقط وهي العبادة ولكن من أعمى الله قلبه لم ينفعه انفتاح العين نسأل الله العافية.
طيب في هذا الحديث أيضا من الفوائد أنّ من المشروع أن تبتدأ الخطبة بحمد الله والثّناء عليه لقولها رضي الله عنها: " فحمد الله وأثنى عليه " وهكذا ينبغي للخطيب أن يحمد الله ويثني عليه
فإن قال قائل ما المناسبة؟ قلنا المناسبة أنّ هذا المنصب أعني منصب الخطبة والوعظ منصب عظيم لا يناله إلاّ من آتاه الله علما وحكمة وحزما وغيرة، أليس كذلك؟ لأنّ غير العالم لا يتكلّم جاهل وغير الحكيم أيضا يفوّت الفرص ولا يتكلّم، وكذلك غير الحازم يفوّت الفرص ثمّ إنّ المقام أيضا مقام عظيم يقوم فيه الإنسان مقام من؟
الطالب : ...
الشيخ : مقام الرّسل عليهم الصّلاة والسّلام فلهذا كان من المناسبة أن يحمد الله ويثني عليه على أن جعله من أهل هذه المناصب الرّفيعة واضح؟ ثمّ إنّ في حمد الله والثّناء عليه وذكر أوصافه الكاملة تنشيطا على النّفس وإنارة للقلب وبهذا يفتح الله سبحانه وتعالى للإنسان ما لا يفتحه مع الإعراض واضح؟ طيب فلهذا كان الرّسول يحمد الله ويثني عليه
طيب ما الفرق بين الحمد والثّناء يا عبد الرّحمن بن داود؟
الطالب : الفرق بين الحمد والثّناء؟
الشيخ : نعم.
الطالب : الحمد أن تحمد الله سبحانه وتعالى بأوصافه.
الشيخ : والثّناء؟
الطالب : هو أن تثني عليه.
الشيخ : الحمد أن تحمد الله والثّناء؟
الطالب : أن تثني عليه.
الشيخ : أن تثني عليه.
الطالب : الحمد هو ذكر الله سبحانه وتعالى بأوصافه.
الشيخ : طيب والثّناء؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب
الطالب : أما المدح ...
الشيخ : خطأ، خالد؟
الطالب : الحمد هو وصف المحمود بصفات الكمال مع المحبّة والتّعظيم
الشيخ : نعم.
الطالب : والثّناء هو تكرار الحمد.
الشيخ : صحيح، واضح؟ تكرار هذه الأوصاف الحميدة، إذا ذكرت المحمود مع المحبّة والتّعظيم بأوصاف حميدة هذا حمد فإن كرّرت؟
الطالب : ثناء.
الشيخ : ثناء، الدّليل حديث أبي هريرة قال الله تعالى: ( قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال الحمد لله ربّ العالمين، قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: الله الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى عليّ عبدي ) لأنه ذكر ... في الوصف طيب
الطالب : فيه فرق.
الشيخ : ما هو؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، هذا الفرق بين الحمد والمدح.
الطالب : إي نعم ...
الشيخ : الفرق بين الحمد والثّناء.
الطالب : ...
الشيخ : إي نعم طيب
ومن فوائد الحديث أنه ينبغي للخطيب أن يكون قائما حتى في غير خطبة الجمعة.
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ( ثم قام )
الشيخ : ( ثمّ قام فخطب ) ( ثمّ قام خطيبا ) عندكم؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : نعم من فوائد الحديث أيضا استعمال أما بعد في الخطبة، استعمال أما بعد في الخطبة، لقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أمّا بعد، أمّا بعد، وهل هي فصل الخطاب الذي أوتيه داود كما قيل به؟ لا، فصل الخطاب الذي أوتيه داود أن يفصل بين الناس ويحكم بينهم
طيب هذه أما بعد هل هي يؤتى بها بعد كلّ جملة، أو بعد كلّ سطر؟ أو بانتهاء كلّ صفحة؟ أم ماذا؟ قيل إنّه يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى آخر وهذا القول ... وليس موافقا للواقع، إنما يؤتى بأما بعد للانتقال إلى موضوع الخطبة، إلى الموضوع بعد أن يقدّم الخطيب الحمد والثّناء ثمّ ينتقل إلى الموضوع يأتي بكلمة أما بعد.
ومن فوائد الحديث حسن إرشاد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وتوقّيه للتّصريح بأسماء القوم، لقوله: ( فما بال رجال ) : ( فما بال رجال ) لأنّه ليس المقصود عين هذا الشّخص، المقصود ذكر حكم هذه القضيّة وسواء علمنا بالشّخص أم لم نعلم، لايهم الشّخص في الغالب أنه لا يتعلّق بمعرفة عينه شيء كثير لكن ربما نحتاج لكن ما هو ... فالمقصود هنا إيش؟
الطالب : الحكم.
الشيخ : الحكم، ولهذا قال ( فما بال رجال ).
الطالب : الأسئلة.
الشيخ : ما فيه أسئلة ما دام نأخذ الفوائد طيب ما بال رجال، طيب
من فوائد الحديث أنّ الشّروط الخارجة عن كتاب الله غير مقبولة بل هي مردودة ومرفوضة لقوله: ( يشترطون شروطا ليست في كتاب الله؟ ) والاستفهام هنا للإنكار كما سبق، يعني ليش يشترطون شروطا ليست في كتاب الله أليس الإنسان عبدا لله، العبد لا يتجاوز ما وجّهه إليه سيّده، فيجب أن لا نشترط شروطا ليست في كتاب الله وقد سبق معنى قوله: ( ليست في كتاب الله ) وأنه ليس من اللاّزم أن يكون كلّ شرط منصوصا عليه بل المراد كلّ ما خالف كتاب الله فليس في كتاب الله وكلّ ما وافقه فهو فيه، فهو منه، لقوله تعالى: (( يا أيّها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )).
طيب من فوائد الحديث أيضا وجوب الرّجوع إلى كتاب الله وجوب الرّجوع إلى كتاب الله لقوله: ( ليست في كتاب الله )
فإن قال قائل والسّنّة؟ فالجواب أنّ السّنّة من كتاب الله لا شكّ، لأنّ السّنّة كما مرّ علينا بالنّسبة للقرآن كم؟
الطالب : أربعة.
الشيخ : أربعة أقسام؟
الطالب : ...
الشيخ : إمّا مفسّرة ومبيّنة للمعنى، وإمّا؟
الطالب : موافقة.
الشيخ : موافقة، وإمّا؟
الطالب : ...
الشيخ : مخصّصة، وإمّا مقيّدة، وأمّا القسم ..
الطالب : ...
الشيخ : نعم وإما زائدة مستقلّة، لكن أما أن تأتي مخالفة للقرآن فهذا أمر مستحيل، طيب.
الطالب : ما تأتي ناسخة؟
الشيخ : ما تأتي ناسخة أبدا، ما جاء نسخ
من فوائد الحديث أنّ كلّ شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن شرط، وإن شرط، لقوله عليه الصّلاة والسّلام: ( وإن كان مائة شرط ) فقد سبق لنا أنّ المراد بقولنا مائة شرط أي شرط مائة مرّة لتوكيده فإنّه يكون باطلا، كما أنّ العبادة التي ليست على أمر الله ورسوله مردودة، ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ ).
طيب من فوائد الحديث أنّ الإنسان إذا اشترط شرطا لا ينافي كتاب الله وجب الوفاء به لأنّ قوله: ( فهو باطل ) يضاده فهو صحيح ... إذا لم يخالف كتاب الله، وإذا كان صحيحا وجب الوفاء به
طيب وجوب الوفاء بالشّرط الصّحيح هل هو حقّ لله أو حقّ للآدميّ؟ الجواب هو حقّ للآدميّ وجب بإيجاب الله، ولهذا لو أسقطه الإنسان نعم سقط، (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى )) كتب فرض، ثمّ قال: (( فمن عفي له من أخيه شيء فاتّباع بمعروف )) إذن الواجب للإنسان إذا أسقطه من له الحقّ سقط فهو واجب للإنسان بايجاب الله عز وجل
طيب إذن نقول الشّروط التي يشترطها الإنسان على غيره في كلّ عقد هي حقّ للشّارط يجب الوفاء به على من؟ على المشروط عليه ولكن إن عفى الشارط سقطت سقطت بعفوه، نعم طيّب.
يقول ومن فوائد الحديث أنّ قضاء الله أحقّ من قضاء غيره مهما كان الغير لقوله؟
الطالب : ( قضاء الله أحقّ ).
الشيخ : ( قضاء الله أحقّ ) وسبق معنى قوله أحقّ أي أنّه أحقّ بالإتّباع، وأنّه أحقّ يعني أشدّ موافقة للحقّ من غيره، فهو جامع بين أمرين
إن قال قائل قضى البرلمان ومجلس الأمّة، ومجلس الشّعب، ومجلس الشّورى، ومجلس الكنغرس، ومجلس الشّيوخ، ومجلس الشّرفاء، ومجلس الأعيان بكذا وكذا ممّا هو مخالف لقضاء الله؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟ يا جماعة كلّ المجالس هذه نلغيها؟ هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم، كلّها نلغيها لأنّها مجالس مخلوقين، والمخلوق معرّض للخطأ، والمخلوق أيضا ضعيف في علمه وقدرته وتبصّره وفي كلّ شيء لهذا نقول قضاء الله أحقّ، فإذا جاء الإنسان قال شوفوا هذا الدّستور الذي صادق عليه كلّ المجالس هذه قلنا له هذا كتاب الله نعم الذي نزل ليحكم بيننا وبينك (( وإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرّسول )) شوف أتى بهذه الكلمة بعد قوله: (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم )) يعني وليست طاعة وليّ الأمر طاعة مطلقة فعند التّنازع المرجع بينكم وبين ولاّة الأمور إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم.
القارئ : ( قالت جاءتني بريرة فقالت إني .. )
الشيخ : بريرةٌ كيف؟ هذه ...
الطالب : باقي الفوائد.
الشيخ : هاه؟
الطالب : باقي فوائد.
الشيخ : أي ما يخالف نكمل الفوائد ... عشان نأخذ الدّرس اللي بعده.
القارئ : وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " نهى عمر عن بيع أمهات الأولاد فقال: لا تباع، ولا تورث يستمتع بها ما بدا له، فإذا مات فهي حرة. ، رواه مالك والبيهقي وقال: رفعه بعض الرواة فوهم.
وعن جابر رضي الله عنه قال: كنا نبيع سرارينا، أمهات الأولاد، والنبي صلى الله عليه وسلم حي، لا يرى بذلك بأسا . رواه النسائي " .
الشيخ : النسائي بالفتح
القارئ : " رواه النسائي وابن ماجه والدارقطني، وصححه ابن حبان.
وعن جابر بن عبد الله "
الشيخ : بن عبد الله
القارئ : " وعن جابر بن عبد الله قال: ( نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن بيع فضل الماء ). رواه مسلم، وزاد في رواية: ( وعن بيع ضراب الجمل )
وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل ). رواه البخاري
وعنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .. ".
الشيخ : بس يكفي، بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين
من فوائد حديث عائشة رضي الله عنها في قصّة بريرة ما سبق وأظنّ أنّا وقفنا على؟
الطالب : قضاء الله أحقّ.
الشيخ : قضاء الله أحقّ
طيب ما سبق ومنه أنّ قضاء الله عزّ وجلّ أحقّ يعني أثبت وأعدل من غيره لأنّ الحقّ يطلق على العدل في الأحكام والصّدق في الأخبار والثبات، هو أحقّ يعني أنه ثابت لا يتزحزح وكذلك قضاء الله.
ومن فوائد هذا الحديث بطلان جميع الأنظمة التي تخالف أنظمة الشّرع وأنّها باطلة حتى ولو قدّر أنّ فيها حقّا فإنّ قضاء الله أحقّ منها ولهذا أطلق قال ( قضاء الله أحقّ ) ولم يذكر المفضّل عليه من أجل العلوّ.
ومن فوائد الحديث إثبات حكمة الله عزّ وجلّ لأنّ القضاء لا يكون أحقّ إلاّ إذا كان مطابقا للحكمة ومصالح العباد فإن لم يتضمّن ذلك لم يكن أحقّ.
ومن فوائد الحديث أنه قد يكون في قضاء غيره حقّ، لكن قضاء الله أحقّ، هذا إذا قلنا إنّ اسم التّفضيل هنا على أصله وهو وجود أصل المعنى في المفضّل والمفضّل عليه، أما إذا قلنا إنّه ليس على أصله بحيث يكون المعنى في المفضّل فقط كما في قوله تعالى: (( أصحاب الجنّة يومئذ خيرا مستقرّا )) فإنّه يتضمّن ويقتضي أن لا حقّ في قضاء غير الله لكن المعنى الأوّل أسدّ و أوفق بالنّسبة للصّيغة وبالنّسبة للواقع لأنّ ليس كل حكم يكون باطلا من كلّ وجه بل إن وافق الحقّ فهو حقّ، وإن خالف الحقّ فهو باطل، وإن خالفه من وجه ووافقه من وجه فهو باطل من وجه وحقّ من وجه آخر.
طيب ومن فوائد الحديث ما أفاده قوله: ( شرط الله أوثق ) وهو أنّ ما اشترطه الله تعالى في العقود من الأوصاف والمعاني فهو أوثق ممّا يشترطه غيره أوثق أشدّ ثباتا ومسكا لأنّه مأخوذ من الوثاق الذي يوثق به البعير وشبهه، فهو أوثق يعني أشدّ ثباتا من الشّروط التي ... غير الشّرط، إذن فيؤخذ من هذا أنّ كلّ شرط خالف الشّرع فهو؟
الطالب : باطل.
الشيخ : لا ثقة فيه ولا أوثقيّة فيه بل الأوثقيّة كلّها بما جاء به الشرع.
ومن فوائد الحديث إثبات الولاء للمعتق إثبات الولاء للمعتق لقوله: ( وإنما الولاء لمن أعتق ) والولاء عصوبة تثبت للمعتق وعصبته المتعصبين بأنفسهم فقط دون المتعصبين بغيرهم أو مع غيرهم.
ومن فوائد الحديث أنّ الولاء لا يتعدّى المعتق ومن تفرّع منه يستفاد هذا من الحصر، في قوله: ( إنّما الولاء لمن أعتق ) كأنّه قال لا ولاء إلاّ لمن أعتق.
ومن فوائد الحديث أنّ شرط الولاء لغير المعتق باطل، يؤخذ من قول الرسول: ( فما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ) ... أكد بتكرار الشرط فهو باطل.
ومن فوائد الحديث جواز السّجع جواز السّجع لكن بشرط أن لا يكون متكلّفا فإن كان فيه تكلّف فإنّه لا يعدّ من البلاغة ولا من الفصاحة لأنّ الخطيب مثلا أو المؤلف إذا تكلّف السّجع فلا بدّ أن يكون في الكلام خلل إما زيادات أو استعارات مستقبحة مستكرهة، أو غير ذلك، لكن إذا جاء عفو الخاطر بدون تكلّف أعطى الكلام رونقا وجمالا وقبولا كما في هذا الحديث
فإن قال قائل هل السّجع محمود أو مذموم؟ قلنا ينظر إلى موضوعه إذا كان المقصود به إثبات الحقّ وجلب القلوب إلى الكلام المسجّع فهذا إيش؟
الطالب : محمود.
الشيخ : محمود، وإن كان المقصود به ردّ الحقّ فهو مذموم ولهذا لما قام ... بن النابغة الهذلي، ( لما قام يريد أن يجادل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حكمه في المرأتين اللتين اقتتلتا من هذيل، فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها فقضى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالدّية على عاقلتها وقضى بغرّة عبد أو وليدة دية للجنين، قام ... بن النابغة فقال: يا رسول كيف يغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهلّ فمثل ذلك يطلّ ) شوف السّجع ...كيف يغرم؟
الطالب : كيف يغرم من ..
الشيخ : من لا؟
الطالب : من لا يأكل ولا يشرب يعني ..
الشيخ : لا، نريده بالسّجع نريده بالسّجع لا
الطالب : ما حفظته يا شيخ.
الشيخ : طيّب، نعم يلاّ يا فيصل!
الطالب : كيف يغرم من لا شرب ولا أكل ..
الشيخ : نعم.
الطالب : ولا نطق ولا ..
الشيخ : أي نعم.
الطالب : ولا استهلّ.
الشيخ : نعم.
الطالب : ...
طالب آخر : ( كيف يغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهلّ فمثل ذلك يطلّ ).
الشيخ : نعم. ( كيف يغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهلّ فمثل ذلك يطلّ ) هذا السجع.
السائل : معنى يطلّ.
الشيخ : يطلّ يعني يهدر يترك فيه ضمان فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ( إنّما ذلك من إخوان الكهّان ) ... صلى الله عليه وسلم من أجل سجعه الذي سجع لأنّ الكهّان يزيّنون ألفاظهم أو كلماتهم بهذه الأسجاع لأجل أن يكون لها رنين وقبول فقال ... من إخوان الكهّان من أجل سجعه، هل من أجل سجعه يعني من أجل أن سجع في كلامه؟ أو من أجل مضمون كلامه؟
الطالب : مضمون.
الشيخ : الثّاني، من أجل مضمون كلامه، طيب هذه الفوائد التي توفّرت من هذا الحديث الذي ساقه المؤلّف رحمه الله من أجل أن يبيّن أن كلّ شرط خالف الشّرع فهو؟
الطالب : باطل.
الشيخ : باطل، طيب إذا كان باطلا فهل نقول للذي اشترطه لنفسه لك الخيار لفوات ذلك عليك ... شرط شرطا فاسدا لا يجوز الوفاء به هل نقول إنّ له الخيار أو لا؟ نقول في ذلك تفصيل إن كان عالما بالحكم فلا خيار له يعني دخل على أنه مستهتر أومتهاون وإن كان غير عالم فله الخيار ففي هذا الحديث لو أنّ رجلا باع عبدا واشترط على المشتري أنّه إن أعتقه فالولاء له فوافق المشتري، من المعلوم أنّ القيمة سوف؟
الطالب : تنقص.
الشيخ : تنقص، البائع إذا كان يبيعه بلا شرط بمائة، يبيعه بشرط بكم؟
الطالب : بخمسين.
الشيخ : بتسعين، القيمة تنقص من أجل الشّرط، هذا رجل باع فقلنا إنّ هذا الشّرط باطل ولا يمكن الوفاء به فهل نقول للبائع خيار إن شاء أمضى البيع بتسعين وإن شاء ردّه؟ فيه التّفصيل الذي ذكرنا، إن كان يعلم أنّ هذا الشّرط فاسد فإنّه لا خيار له لأنّه دخل على بصيرة وإن كان لا يعلم لظنّه أنّه شرط صحيح فإنّه؟
الطالب : له الخيار.
الشيخ : فله الخيار، هذا هو القول الرّاجح في هذه المسألة وقال بعض العلماء لا خيار له مطلقا لأنّه فرّط ولأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لم يجعل لهؤلاء خيارا لأهل بريرة لم يجعل لهم خيارا لأنّ من المعلوم أنّ بريرة عتقت تحت ملك عائشة رضي الله عنها ولكن الصّحيح أنّ له الخيار إذا كان جاهلا وظاهر الحديث أنّ أهل بريرة كانوا قد علموا ذلك كانوا قد علموا ذلك... متقرّر لكنهم تجرّأوا بدليل قوله: ( خذيها واشترطي لهم الولاء فإنّما الولاء لمن أعتق ) وبدليل أنّ الرّسول خطب واستنكر هذا الشّيء ومثل هذا الأمر لا يكون إلاّ بعد أن يعلم أنّ الأمر متقرّر عندهم.
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
سبق الكلام على هذا الحديث وشرحه وبقيت فوائده فمن فوائد هذا الحديث جواز المكاتبة من أين تؤخذ يا فهد؟
الطالب : ...
الشيخ : هذا قول غير معصوم.
الطالب : ...
الشيخ : من إقرار النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لها، طيب وهل الكتابة جائزة بمعنى أنّها مستوية الطّرفين أو سنّة أو واجبة؟ نقول أمّا بالنّسبة للعبد وطلبه إيّاها من سيّده فهي جائزة وأمّا بالنّسبة للسّيّد فإنّه مأمور أن يكاتب عبده إذا طلب بشرط أن يعلم فيه الخير لقوله تعالى: (( فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا )) ولكن هل الأمر للوجوب أو للاستحباب على قولين لأهل العلم، والأصل الوجوب حتى يقوم دليل على أنّه للاستحباب، وذهب أهل الظاهر إلى أنه للوجوب وكثير من المعاصرين المتأخّرين ذهبوا أيضا إلى أنّه للوجوب ومعروف أنّ الشّارع له تشوّف عظيم إلى العتق فإذا اقترن هذا الأمر مع تشوّف الشّارع للعتق فإنّ ترجيح القول بالوجوب له وجه.
من فوائد الحديث أيضا أنّ المكاتبة تجوز في القليل والكثير، خالد؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : كاتبت على تسع أواق.
الشيخ : أي نعم، ولم يرد تحديده شرعا، كذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب
ومن فوائد الحديث جواز الاستدانة بالتأجيل،جواز الاستدانة بالتأجيل، أي أنّه يجوز للإنسان أن يأخذ دينا إلى أجل، فهد؟
الطالب : ...
الشيخ : تسع أواق في كلّ عام، كم تكون الأعوام.
الطالب : تسعة أعوام.
الشيخ : تسعة أعوام
نعم ومن فوائد الحديث جواز استعانة المكاتب بغيره نعم؟
الطالب : ( فاعينيني ).
الشيخ : هذا قول غير معصوم، أقول هذا قول غير معصوم، يقول لك واحد ا ما أقبل هذا الاستدلال أو هذا الدّليل، نعم؟
الطالب : إقرار النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم
الشيخ : إقرار النّبيّ؟ وهل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم علم بها؟
الطالب : ...
الشيخ : نقول نعم، الظاهر أنّه علم بها لأنّها تقول: ( ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالس ) الظاهر أنّه علم بذلك وعلى فرض أنه لم يعلم فكلّ ما وقع في عهد الرّسول عليه الصّلاة والسّلام فهو حجّة سواء علم به الرّسول أو لا لأنّه إذا لم يعلم به الرّسول فالله؟
الطالب : يعلمه.
الشيخ : يعلم به، نعم؟
السائل : ...
الشيخ : نعم؟
السائل : اخبرت عائشة
الشيخ : إذن علم بذلك، طيب
ومن فوائد الحديث جواز تعجيل الدّين المؤجّل من أين يؤخذ يا عبد الله ...
الطالب : ما مرّ عليّ الحديث.
الشيخ : أبد؟! جواز تعجيل الدّين المؤجّل نعم يا سلمان؟
الطالب : ... عائشة ضي الله عنها ... تسع أواق
الشيخ : هي دفعت؟
الطالب : نعم عندما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم خذيها ... أخذتها ودفعت الثّمن.
الشيخ : نعم.
الطالب : عائشة قالت " إن أحب أهلك أن أعدها "
الشيخ : طيب، " إن أحب أهلك أن أعدها لهم فعلت " كذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب وإذا عجّل الدّين المؤجّل بقدره فالظاهر أنّ المسألة محلّ إجماع أنّه يجوز أن يعجّل المدين الدّين لكن بقدره عليه مائة ريال مؤجّلة إلى سنة يعجّلها الآن مائة ريال هذا لا بأس به، لكن إذا قال أعجّلها على أن تسقط من دينك فأعجّل لك المائة على أن تكون تسعين فهل هذا جائز؟ فيه خلاف بين أهل العلم فالمشهور من مذهب الحنابلة أنّه لا يجوز والصّحيح أنّه يجوز، تعليلهم يقولون أنّ هذا بدعة، فإنّ التنقيص من أجل التّعجيل كالزّيادة من أجل التأجيل فكما أنّك لو زدت في الأجر وزدت في القدر كان ربا، فإذا نقصت في الأجل ونقصت في القدر كان ربا، ولكن الصّحيح خلاف ذلك فإنّه قد روي عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أنه قال: ( ضعوا وتعجّلوا ) وأيضا الفرق بينهما ظاهر لأنّ الزيادة في مقابل التّأجيل ربا، زادت على المدين، لكن الوضع في مقابل التّعجيل هل زاد على المدين وإلاّ نقص؟
الطالب : نقص.
الشيخ : نقص فهو عكس ... ففيه نقص على المدين وهذه فائدة، وفيه تعجيل للدائن وهذه أيضا فائدة فالصّواب جواز تعجيل الدّين بشرط إسقاط بعضه وليس فيه شيء بل هو فائدة للجميع.
ومن فوائد الحديث ومن فوائد الحديث أنّ التعامل في عهد الرّسول عليه الصّلاة والسّلام يكون بالوزن والعدّ، لقولها: " تسع أواق " وعائشة قالت: " أن أعدّها لهم " وهو كذلك، ففي عهد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم كان الناس يتعاملون بالنّقود بالعدّ وبالوزن ألم تروا إلى قول الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ( ليس فيما دون خمس أواق صدقة ) هنا اعتبر؟
الطالب : الوزن.
الشيخ : الوزن، وقال: ( في الرّقة في مائتي درهم ربع العشر فإن لم يكن إلاّ تسعون ومائة فليس فيها صدقة إلاّ أن يشاء ربّها ) هنا في العدد، وهو كذلك، فإذا علم أنّ عدد المائتين خمس أواق فسواء قلت اشتريتها بخمس أواق أو اشتريتها ب هاه؟ بمائتين درهم لا فرق.
من فوائد الحديث أيضا إطلاق الأهل على السّيّد.
الطالب : " إن أحبّ أهلك "
الشيخ : هاه؟ لقولها: " إن أحبّ أهلك " وأهل الرّجل هم خاصّته الذين يأهلهم ويجتمعون إليهم ولهذا أباح الشّرع للمرأة المالكة أن لا تحتجب عن عبدها إذا أمنت الفتنة فيجوز للمالكة أن تكشف وجهها وكفّيها وقدميها للملوك مع أنه ليس بمحرم من أجل إيش؟ من أجل أنّها أهله وأن في ذلك حاجة وأنّ في التحرّز من ذلك مشقّة.
طيب ومن فوائد الحديث أنّ الولاء يثبت بالعتق ياسر؟
الطالب : ...
الشيخ : ويكون الولاء ... فهذا مشهور بأن الولاء يكون؟
الطالب : ...
الشيخ : للمعتق، أو يثبت بالعتق، طيّب وقد سبق لنا معنى؟
الطالب : الولاء.
الشيخ : وأنّ العصوبة تثبت للمعتق وعصبة المتعصّبين بأنفسهم
ومن فوائد الحديث جواز تعليق العقود على المشاورة. جواز تعليق العقود على المشاورة.
الطالب : ... بريرة.
الشيخ : سمّ؟
الطالب : قوله: " فذهبت بريرة إلى أهلها ".
الشيخ : ذهبت ما فيه شيء.
الطالب : " إن أحبّ أهلك "
الشيخ : " إن أحبّ أهلك أن أعدّها لهم فعلت ".
الطالب : " فأخبرت النبي "
الشيخ : نعم
الطالب : " فأخبرت النبي "
الشيخ : " فأخبرت النبي " وعلى هذا فيجوز تعليق العقد، فأقول بعتك إن رضي زيد، أو إن رضي شريكي، أو إن رضي أبوك، أو إن رضي أبي، وهذا القول هو الصّحيح، خلافا للمشهور من المذهب حيث قالوا إنّه لا يجوز تعليق البيع، والصّواب أنّه جائز ولا مانع منه، وهذا الذي ذكره هو تعليق " إن أحبّ أن أعدّها لهم فعلت ".
طيب، ومن فوائد الحديث أنّه يجوز العقد بما دلّ عليه، ينعقد العقد بما دلّ عليه بأنّها قالت: " إن أحبّ أن أعدّها لهم " ولم تقل أن أشتريك بل قالت أن أعدّها وهذا هو الصّواب أنّ العقود تنعقد بما؟
الطالب : دلّ عليها.
الشيخ : بما دلّ عليها، البيع، الإجارة، العاريّة، الوقف، الرّهن، كلّ شيء، وهل يشمل النّكاح؟
الطالب : نعم.
الشيخ : الصّحيح، نعم يشمل النّكاح، وأن الرّجل إذا قال للشّخص زوّجتك بنتي أو ملّكتك بنتي وقال قبلت انعقد النّكاح، وليس بالشرط أن يقول أنكحتك أو زوّجتك لأنّ الشيء إذا جاء في الشّرع مطلقا يرجع فيه إلى؟
الطالب : العرف.
الشيخ : العرف، " وكلّ ما جاء ولم يحدّد *** في الشّرع كالحرز فبالعرف احدد ".
نعم طيب من فوائد الحديث أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لا يعلم الغيب لأنّه لم يعلم ما جرى ففي بعض الرّوايات أنّه سأل فأخبرت عائشة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بذلك وهو كذلك لا يعلم الغيب، لا يعلم الغيب، ولهذا أدلّة كثيرة أوّلها ما جاء في القرآن الكريم صريحا حيث أمره الله أن يقول: (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إنّي ملك )) وقال تعالى: (( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرّا إلاّ ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسّني السوء )) فمن زعم أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعلم الغيب فقد كذّب الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وكذّب الله، وبدأت بتكذيبهم للرّسول لأنّهم يدّعون أنّهم إذا ادّعوا أنّه يعلم الغيب كان هذا من تعظيمه وتوقيره فنقول لهم ليس هذا من تعظيمه ولا من توقيره أن تكذّبوه فيما أعلنه على الملأ (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ))
فإن قال قائل أليس قد أخبرنا بأمور فوقعت كما أخبر؟ فالجواب بلى وقعت، ولكن هل هو من عنده؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، من عند الله، لولا أنّ الله أخبره بذلك ما علم بها، فيكون إخباره عن المغيّبات في المستقبل ليس عن علم غيب من صفته هو ولكن بما أعلمه الله عزّ وجلّ.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم كان مع أهله، وكان في مهنتهم لقولها: " و رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالس " فإنّ المعروف من هديه أنّه ( كان في مهنة أهله يحلب الشّاة عليه الصّلاة والسّلام، ويخسف نعله، ويرقع ثوبه، ويعاشر أهله ) نعم وحياته معهم حياة بسيطة غير معقّدة وتجد الإنسان من أحسن ما يكون، وألطف ما يكون، وهكذا كلّما كنت أحسن لأهلك صدّق أنّك تدخل مسرورا، وتخرج مسرورا، أما الإنسان إذا أساء إلى أهله فسيدخل محزونا ويخرج محزونا، ويمشي في السّوق محزونا أيضا لأنّه إذا صادفه أحد وسلّم عليه وهو مغموم من أهله لا يكاد يرى طريقه نعم وايش بيكون؟ ما يعطيه وجه طلق، لا يعطيه وجها طلقا أبدا، نعم ولا يزال منكتما ممّا جرى معه أو ممّا جرى منه مع أهله، فكلّما كنت أحسن في أهلك فثق أنّك أحسن في مجتمعك كلّه.
طيب ومن فوائد الحديث أنّه يجوز للمرأة أن تتصرّف في مالها بغير إذن زوجها، من أين يؤخذ؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : من أنّ عائشة تصرّفت، تصرّفت بدون أن تستأذن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وهو كذلك، ولكن هل لها أن تتصّرف في مالها الذي اشتراه لها لتتزيّن له به؟ يعني لو أعطاها حليّا تتزيّن به له فهل لها أن تبيعه هاه؟
الطالب : فيه تفصيل.
الشيخ : ما هو التّفصيل؟
الطالب : ...
الشيخ : إيه ما هو التّفصيل؟
الطالب : إن كان اشترط عليها أن لا ...
الشيخ : لا ما اشترط، يجوز؟
الطالب : لا.
الشيخ : أما غانم فيقول إن أذن، والثاني يقول إن رضي، هذا إذا رضي لو تبيع ثيابها ما فيه شيء الكلام على إذا لم يأذن ولم يمنع ما قال لا تبيعين ولا قال بيعي هل لها أن تبيع؟
الطالب : ...
الشيخ : الذي يظهر أنّها ليس لها أن تبيع إذا علمنا أنّه اشتراه لهذا الغرض لأنّ هذا يفوّت مقصوده، أو يثقل كاهله بإعادة الشّراء لها مرّة ثانية، أعطاها مثلا حليّ للأذن والرّأس والرّقبة واليد والرّجل ثم باعت هذا كلّه في ضحوة واحدة ولما جاء الليل وجدها ليس عندها شيء أين هذا؟ ما عندي شيء، بعته لأنّه ملكي، هو يحب أن تتجمّل له ويعدّ هذا من دواعي السّرور ودواعي الأنس، ماذا يصنع في هذا الحال؟ يضطرّ إلى أن يدخل عليها كئيبا ويخرج حزينا أو؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : يأخذ الثمن ...
الشيخ : نعم أو يشتري لها مرّة ثانية ... وإذا ... أقول الظاهر أنّه إذا اشترى لها شيئا يعني يتعلّق به غرضه فليس لها الحقّ في أن تبيعه لكن هل لها الحقّ في أن تبدله أيضا؟ نقول إذا أبدلته بما لا تشمئز منه نفسه فهذا؟
الطالب : جائز.
الشيخ : جائز، أمّا إن أبدلته بشيء تشمئزّ منه نفسه فليس بجائز، لو فرضنا أنّه رجلا لا يريد التّحلّي القديم لا يريد التّحلّي القديم واشترى لها من الحلي الجديد المعاصر ولكنّها أبدلته بحليّ قديم ممّا يستعمل قديما فهل لها ذلك؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، ليس لها ذلك، فتبيّن الآن أنّ تصرّف المرأة بغير إذن زوجها جائز هذا هو الأصل، إلاّ في حليّ اشتراه لتتجمّل به له فليس لها الحقّ في إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : في بيعه، نعم أو التّصرّف فيه بإبداله بشيء لا يرغبه.
نعم ومن فوائد الحديث نعم من فوائد الحديث جواز اشتراط الشّرط المحرّم لتحقيق بطلانه لقوله: ( خذيها واشترطي لهم الولاء ) فإنّ أصحّ الأوجه عندي أو أحسن الأوجه عندي في هذا أنّ إذن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لها أن تفعل من باب إبطال الشّرط من باب إبطال الشّرط الفاسد وإن حقّق في اشتراطه، ومعلوم أنّ تحقيق الشّيء للوقوع أبلغ من تحقيقه بالقول ولهذا قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام بما سبق لنا قال: ( خذوا واضربوا لي معكم بسهم ) ليحقّق الجواز عليه الصّلاة والسّلام، فهنا قال: ( خذيها واشترطي لهم الوفاء ) من أجل أن يعود مرّة أخرى فيقول إنّ هذا الشّرط باطل لا يجوز الوفاء به، وهذا أحسن من الوجهين الذين أشرنا إليهما في شرح الحديث.
طيب ومن فوائد الحديث أنّ الأمر قد يخرج عن الأصل الذي هو الوجوب أو الاستحباب إلى معنى آخر يستفاد من القرينة الحاليّة أو اللّفظيّة هاه؟ ( خذيها ) فإنّ هذا أمر ولكنه ليس أمر إيجاب ولا استحباب بل هو أمر إباحة يعني لك أن تأخذيها وتشترطي لهم؟
الطالب : الولاء.
الشيخ : الولاء، طيب والذي يخرج الأمر عن أصله هي القرائن الحاليّة أو القرائن اللّفظيّة.
طيب ومن فوائد الحديث أنّ الولاء لمن أعتق لقوله: ( فإنّما الولاء لمن أعتق ) وهذه الجملة تفيد الحصر كما سبق في الشّرح.
ومن فوائد الحديث أنّ الشّرط اللّفظي لا يغيّر الشّرط الشّرعي، لقوله ( اشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق ) فهم وإن اشترطوا لفظا فإنّ ذلك لا يغيّر الشّرط الشّرعي بانتقال الولاء من المعتق لغيره، طيب الشّرط العرفي هل يغيّر الشّرط الشّرعي؟ هاه؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، لا يغيّره فلو تعارف الناس على عقد محرّم شرعا فإنّ هذا التّعارف لا يبيح ذلك الأمر الشّرعي لا يقاس كلّ الناس على هذا لأنّ بعض الناس الآن إذا نهيته عن محرّم قال لك كلّ الناس على هذا حتى في العبادات أحيانا يقول كلّ النّاس على هذا، طيب نقول الشّرط اللّفظي أو العرفي لا يغيّر الشّرط؟
الطالب : الشّرعي.
الشيخ : الشّرعي
طيب ومن فوائد الحديث أنّه ينبغي للعالم أن يخطب الناس في الأمور العارضة ليبيّن الحقّ، لقولها رضي الله عنها: ( ثمّ قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ) إلى آخره وهكذا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخطب وخطبه نوعان: خطب رواتب، وخطب عوارض، الرّواتب كخطبة الجمعة والعيدين والاستسقاء، والعوارض كهذه الخطبة كلّما دعت الحاجة إلى الخطبة خطب، واختلف العلماء هل خطبة صلاة الكسوف من الخطب العوارض أو من الخطب الرّواتب؟ وسبب اختلافهم في ذلك هو أنّ الكسوف لم يقع إلاّ مرّة واحدة في عهد الرّسول عليه الصّلاة والسّلام فلا ندري هل الخطبة هذه عارضة من أجل إزالة العقيدة الفاسدة التي كان يعتقدها أهل الجاهلية أو هي خطبة راتبة ليجمع للناس بين الموعظة الكونيّة والموعظة الشّرعيّة، الموعظة الكونيّة بماذا؟ بالكسوف، والشّرعية بما يذكر من الكلمات الواعظة.
طيب من فوائده أيضا من فوائد الحديث أنّ الشّريعة تهتمّ بالمعاملات كما تهتمّ بالعبادات أو بعبارة أخرى اهتمام الشّارع بما يتعلّق بالمعاملات كما يهتمّ بما يتعلّق بالعبادات، وجهه؟ أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام قام خطيبا يعني ما جعل المسألة بينه وبين أهل بريرة، ما كلّمهم وقال ترى هذا الشّرط ما يصلح، قام خطيبا ليعلن للناس عليه الصّلاة والسّلام هذا الحكم الشّرعي فيتبيّن أنّ الشّريعة ولله الحمد فيها العناية بالمعاملات كما فيها العناية بماذا؟
الطالب : بالعبادات.
الشيخ : بالعبادات
ومنها دحر قول من يقول إنّ الشّرع عبادة وأمّا المعاملة فعادة لأنّ فيه من الناس من يقول المعاملات لا يتدخّل فيها الشّرع وكلّ الأوامر الواردة في المعاملات فهي أوامر إرشاد تختلف باختلاف الزّمان والمكان، قد أرشد في هذا الوقت إلى شيء معيّن أو إلى نوع معيّن من المعاملات، ويكون الإرشاد في وقت آخر إلى إيش؟
الطالب : نوع آخر.
الشيخ : نوع آخر، لكن مثل هذا الحديث يدحر هذا القول يدحره، وهذا القول مندحر من أكثر من عشرين وجها دلّ عليها الكتاب والسّنّة وهو أنّ الشّرع لم ينظم المعاملة بين الإنسان وبين ربّه وهي العبادة، بل نظم المعاملة بين الإنسان وبين ربّه، وبين الإنسان والإنسان أيضا بل بين الإنسان والحيوان بين الإنسان والحيوان، بل بين الحيوان أنفسها، حتى الحيوان الشارع جعل له ضوابط، لو رأيت كبشا أقرن كبير الجسم ينطح شاة ضعيفة نعم ... بقوّة وينطحها، نعم وهي تصرخ هل الشّرع يجعلك تتفرّج على هذا؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، يأمرك بأن تفصل بينهما، كما قال الرّسول: ( يقتصّ للشاة الجلحاء من الشّاة القرناء ) فالشارع رتّب المعاملة بين البشر، والمعاملة بين البشر والحيوان، قال النبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( دخلت النار امرأة في هرّة حبستها حتى ماتت جوعا ) وأخبر أنّ امرأة بغيّا سقت كلبا فغفر الله لها، يعني شوف إلى هذا الحدّ، كيف نقول إنّ الدّين أو إنّ الشّرع لم ينظم إلاّ المعاملة بين الخالق والمخلوق فقط وهي العبادة ولكن من أعمى الله قلبه لم ينفعه انفتاح العين نسأل الله العافية.
طيب في هذا الحديث أيضا من الفوائد أنّ من المشروع أن تبتدأ الخطبة بحمد الله والثّناء عليه لقولها رضي الله عنها: " فحمد الله وأثنى عليه " وهكذا ينبغي للخطيب أن يحمد الله ويثني عليه
فإن قال قائل ما المناسبة؟ قلنا المناسبة أنّ هذا المنصب أعني منصب الخطبة والوعظ منصب عظيم لا يناله إلاّ من آتاه الله علما وحكمة وحزما وغيرة، أليس كذلك؟ لأنّ غير العالم لا يتكلّم جاهل وغير الحكيم أيضا يفوّت الفرص ولا يتكلّم، وكذلك غير الحازم يفوّت الفرص ثمّ إنّ المقام أيضا مقام عظيم يقوم فيه الإنسان مقام من؟
الطالب : ...
الشيخ : مقام الرّسل عليهم الصّلاة والسّلام فلهذا كان من المناسبة أن يحمد الله ويثني عليه على أن جعله من أهل هذه المناصب الرّفيعة واضح؟ ثمّ إنّ في حمد الله والثّناء عليه وذكر أوصافه الكاملة تنشيطا على النّفس وإنارة للقلب وبهذا يفتح الله سبحانه وتعالى للإنسان ما لا يفتحه مع الإعراض واضح؟ طيب فلهذا كان الرّسول يحمد الله ويثني عليه
طيب ما الفرق بين الحمد والثّناء يا عبد الرّحمن بن داود؟
الطالب : الفرق بين الحمد والثّناء؟
الشيخ : نعم.
الطالب : الحمد أن تحمد الله سبحانه وتعالى بأوصافه.
الشيخ : والثّناء؟
الطالب : هو أن تثني عليه.
الشيخ : الحمد أن تحمد الله والثّناء؟
الطالب : أن تثني عليه.
الشيخ : أن تثني عليه.
الطالب : الحمد هو ذكر الله سبحانه وتعالى بأوصافه.
الشيخ : طيب والثّناء؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب
الطالب : أما المدح ...
الشيخ : خطأ، خالد؟
الطالب : الحمد هو وصف المحمود بصفات الكمال مع المحبّة والتّعظيم
الشيخ : نعم.
الطالب : والثّناء هو تكرار الحمد.
الشيخ : صحيح، واضح؟ تكرار هذه الأوصاف الحميدة، إذا ذكرت المحمود مع المحبّة والتّعظيم بأوصاف حميدة هذا حمد فإن كرّرت؟
الطالب : ثناء.
الشيخ : ثناء، الدّليل حديث أبي هريرة قال الله تعالى: ( قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال الحمد لله ربّ العالمين، قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: الله الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى عليّ عبدي ) لأنه ذكر ... في الوصف طيب
الطالب : فيه فرق.
الشيخ : ما هو؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، هذا الفرق بين الحمد والمدح.
الطالب : إي نعم ...
الشيخ : الفرق بين الحمد والثّناء.
الطالب : ...
الشيخ : إي نعم طيب
ومن فوائد الحديث أنه ينبغي للخطيب أن يكون قائما حتى في غير خطبة الجمعة.
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ( ثم قام )
الشيخ : ( ثمّ قام فخطب ) ( ثمّ قام خطيبا ) عندكم؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : نعم من فوائد الحديث أيضا استعمال أما بعد في الخطبة، استعمال أما بعد في الخطبة، لقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أمّا بعد، أمّا بعد، وهل هي فصل الخطاب الذي أوتيه داود كما قيل به؟ لا، فصل الخطاب الذي أوتيه داود أن يفصل بين الناس ويحكم بينهم
طيب هذه أما بعد هل هي يؤتى بها بعد كلّ جملة، أو بعد كلّ سطر؟ أو بانتهاء كلّ صفحة؟ أم ماذا؟ قيل إنّه يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى آخر وهذا القول ... وليس موافقا للواقع، إنما يؤتى بأما بعد للانتقال إلى موضوع الخطبة، إلى الموضوع بعد أن يقدّم الخطيب الحمد والثّناء ثمّ ينتقل إلى الموضوع يأتي بكلمة أما بعد.
ومن فوائد الحديث حسن إرشاد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وتوقّيه للتّصريح بأسماء القوم، لقوله: ( فما بال رجال ) : ( فما بال رجال ) لأنّه ليس المقصود عين هذا الشّخص، المقصود ذكر حكم هذه القضيّة وسواء علمنا بالشّخص أم لم نعلم، لايهم الشّخص في الغالب أنه لا يتعلّق بمعرفة عينه شيء كثير لكن ربما نحتاج لكن ما هو ... فالمقصود هنا إيش؟
الطالب : الحكم.
الشيخ : الحكم، ولهذا قال ( فما بال رجال ).
الطالب : الأسئلة.
الشيخ : ما فيه أسئلة ما دام نأخذ الفوائد طيب ما بال رجال، طيب
من فوائد الحديث أنّ الشّروط الخارجة عن كتاب الله غير مقبولة بل هي مردودة ومرفوضة لقوله: ( يشترطون شروطا ليست في كتاب الله؟ ) والاستفهام هنا للإنكار كما سبق، يعني ليش يشترطون شروطا ليست في كتاب الله أليس الإنسان عبدا لله، العبد لا يتجاوز ما وجّهه إليه سيّده، فيجب أن لا نشترط شروطا ليست في كتاب الله وقد سبق معنى قوله: ( ليست في كتاب الله ) وأنه ليس من اللاّزم أن يكون كلّ شرط منصوصا عليه بل المراد كلّ ما خالف كتاب الله فليس في كتاب الله وكلّ ما وافقه فهو فيه، فهو منه، لقوله تعالى: (( يا أيّها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )).
طيب من فوائد الحديث أيضا وجوب الرّجوع إلى كتاب الله وجوب الرّجوع إلى كتاب الله لقوله: ( ليست في كتاب الله )
فإن قال قائل والسّنّة؟ فالجواب أنّ السّنّة من كتاب الله لا شكّ، لأنّ السّنّة كما مرّ علينا بالنّسبة للقرآن كم؟
الطالب : أربعة.
الشيخ : أربعة أقسام؟
الطالب : ...
الشيخ : إمّا مفسّرة ومبيّنة للمعنى، وإمّا؟
الطالب : موافقة.
الشيخ : موافقة، وإمّا؟
الطالب : ...
الشيخ : مخصّصة، وإمّا مقيّدة، وأمّا القسم ..
الطالب : ...
الشيخ : نعم وإما زائدة مستقلّة، لكن أما أن تأتي مخالفة للقرآن فهذا أمر مستحيل، طيب.
الطالب : ما تأتي ناسخة؟
الشيخ : ما تأتي ناسخة أبدا، ما جاء نسخ
من فوائد الحديث أنّ كلّ شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن شرط، وإن شرط، لقوله عليه الصّلاة والسّلام: ( وإن كان مائة شرط ) فقد سبق لنا أنّ المراد بقولنا مائة شرط أي شرط مائة مرّة لتوكيده فإنّه يكون باطلا، كما أنّ العبادة التي ليست على أمر الله ورسوله مردودة، ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ ).
طيب من فوائد الحديث أنّ الإنسان إذا اشترط شرطا لا ينافي كتاب الله وجب الوفاء به لأنّ قوله: ( فهو باطل ) يضاده فهو صحيح ... إذا لم يخالف كتاب الله، وإذا كان صحيحا وجب الوفاء به
طيب وجوب الوفاء بالشّرط الصّحيح هل هو حقّ لله أو حقّ للآدميّ؟ الجواب هو حقّ للآدميّ وجب بإيجاب الله، ولهذا لو أسقطه الإنسان نعم سقط، (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى )) كتب فرض، ثمّ قال: (( فمن عفي له من أخيه شيء فاتّباع بمعروف )) إذن الواجب للإنسان إذا أسقطه من له الحقّ سقط فهو واجب للإنسان بايجاب الله عز وجل
طيب إذن نقول الشّروط التي يشترطها الإنسان على غيره في كلّ عقد هي حقّ للشّارط يجب الوفاء به على من؟ على المشروط عليه ولكن إن عفى الشارط سقطت سقطت بعفوه، نعم طيّب.
يقول ومن فوائد الحديث أنّ قضاء الله أحقّ من قضاء غيره مهما كان الغير لقوله؟
الطالب : ( قضاء الله أحقّ ).
الشيخ : ( قضاء الله أحقّ ) وسبق معنى قوله أحقّ أي أنّه أحقّ بالإتّباع، وأنّه أحقّ يعني أشدّ موافقة للحقّ من غيره، فهو جامع بين أمرين
إن قال قائل قضى البرلمان ومجلس الأمّة، ومجلس الشّعب، ومجلس الشّورى، ومجلس الكنغرس، ومجلس الشّيوخ، ومجلس الشّرفاء، ومجلس الأعيان بكذا وكذا ممّا هو مخالف لقضاء الله؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟ يا جماعة كلّ المجالس هذه نلغيها؟ هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم، كلّها نلغيها لأنّها مجالس مخلوقين، والمخلوق معرّض للخطأ، والمخلوق أيضا ضعيف في علمه وقدرته وتبصّره وفي كلّ شيء لهذا نقول قضاء الله أحقّ، فإذا جاء الإنسان قال شوفوا هذا الدّستور الذي صادق عليه كلّ المجالس هذه قلنا له هذا كتاب الله نعم الذي نزل ليحكم بيننا وبينك (( وإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرّسول )) شوف أتى بهذه الكلمة بعد قوله: (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم )) يعني وليست طاعة وليّ الأمر طاعة مطلقة فعند التّنازع المرجع بينكم وبين ولاّة الأمور إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم.
القارئ : ( قالت جاءتني بريرة فقالت إني .. )
الشيخ : بريرةٌ كيف؟ هذه ...
الطالب : باقي الفوائد.
الشيخ : هاه؟
الطالب : باقي فوائد.
الشيخ : أي ما يخالف نكمل الفوائد ... عشان نأخذ الدّرس اللي بعده.
القارئ : وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " نهى عمر عن بيع أمهات الأولاد فقال: لا تباع، ولا تورث يستمتع بها ما بدا له، فإذا مات فهي حرة. ، رواه مالك والبيهقي وقال: رفعه بعض الرواة فوهم.
وعن جابر رضي الله عنه قال: كنا نبيع سرارينا، أمهات الأولاد، والنبي صلى الله عليه وسلم حي، لا يرى بذلك بأسا . رواه النسائي " .
الشيخ : النسائي بالفتح
القارئ : " رواه النسائي وابن ماجه والدارقطني، وصححه ابن حبان.
وعن جابر بن عبد الله "
الشيخ : بن عبد الله
القارئ : " وعن جابر بن عبد الله قال: ( نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن بيع فضل الماء ). رواه مسلم، وزاد في رواية: ( وعن بيع ضراب الجمل )
وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل ). رواه البخاري
وعنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .. ".
الشيخ : بس يكفي، بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين
من فوائد حديث عائشة رضي الله عنها في قصّة بريرة ما سبق وأظنّ أنّا وقفنا على؟
الطالب : قضاء الله أحقّ.
الشيخ : قضاء الله أحقّ
طيب ما سبق ومنه أنّ قضاء الله عزّ وجلّ أحقّ يعني أثبت وأعدل من غيره لأنّ الحقّ يطلق على العدل في الأحكام والصّدق في الأخبار والثبات، هو أحقّ يعني أنه ثابت لا يتزحزح وكذلك قضاء الله.
ومن فوائد هذا الحديث بطلان جميع الأنظمة التي تخالف أنظمة الشّرع وأنّها باطلة حتى ولو قدّر أنّ فيها حقّا فإنّ قضاء الله أحقّ منها ولهذا أطلق قال ( قضاء الله أحقّ ) ولم يذكر المفضّل عليه من أجل العلوّ.
ومن فوائد الحديث إثبات حكمة الله عزّ وجلّ لأنّ القضاء لا يكون أحقّ إلاّ إذا كان مطابقا للحكمة ومصالح العباد فإن لم يتضمّن ذلك لم يكن أحقّ.
ومن فوائد الحديث أنه قد يكون في قضاء غيره حقّ، لكن قضاء الله أحقّ، هذا إذا قلنا إنّ اسم التّفضيل هنا على أصله وهو وجود أصل المعنى في المفضّل والمفضّل عليه، أما إذا قلنا إنّه ليس على أصله بحيث يكون المعنى في المفضّل فقط كما في قوله تعالى: (( أصحاب الجنّة يومئذ خيرا مستقرّا )) فإنّه يتضمّن ويقتضي أن لا حقّ في قضاء غير الله لكن المعنى الأوّل أسدّ و أوفق بالنّسبة للصّيغة وبالنّسبة للواقع لأنّ ليس كل حكم يكون باطلا من كلّ وجه بل إن وافق الحقّ فهو حقّ، وإن خالف الحقّ فهو باطل، وإن خالفه من وجه ووافقه من وجه فهو باطل من وجه وحقّ من وجه آخر.
طيب ومن فوائد الحديث ما أفاده قوله: ( شرط الله أوثق ) وهو أنّ ما اشترطه الله تعالى في العقود من الأوصاف والمعاني فهو أوثق ممّا يشترطه غيره أوثق أشدّ ثباتا ومسكا لأنّه مأخوذ من الوثاق الذي يوثق به البعير وشبهه، فهو أوثق يعني أشدّ ثباتا من الشّروط التي ... غير الشّرط، إذن فيؤخذ من هذا أنّ كلّ شرط خالف الشّرع فهو؟
الطالب : باطل.
الشيخ : لا ثقة فيه ولا أوثقيّة فيه بل الأوثقيّة كلّها بما جاء به الشرع.
ومن فوائد الحديث إثبات الولاء للمعتق إثبات الولاء للمعتق لقوله: ( وإنما الولاء لمن أعتق ) والولاء عصوبة تثبت للمعتق وعصبته المتعصبين بأنفسهم فقط دون المتعصبين بغيرهم أو مع غيرهم.
ومن فوائد الحديث أنّ الولاء لا يتعدّى المعتق ومن تفرّع منه يستفاد هذا من الحصر، في قوله: ( إنّما الولاء لمن أعتق ) كأنّه قال لا ولاء إلاّ لمن أعتق.
ومن فوائد الحديث أنّ شرط الولاء لغير المعتق باطل، يؤخذ من قول الرسول: ( فما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ) ... أكد بتكرار الشرط فهو باطل.
ومن فوائد الحديث جواز السّجع جواز السّجع لكن بشرط أن لا يكون متكلّفا فإن كان فيه تكلّف فإنّه لا يعدّ من البلاغة ولا من الفصاحة لأنّ الخطيب مثلا أو المؤلف إذا تكلّف السّجع فلا بدّ أن يكون في الكلام خلل إما زيادات أو استعارات مستقبحة مستكرهة، أو غير ذلك، لكن إذا جاء عفو الخاطر بدون تكلّف أعطى الكلام رونقا وجمالا وقبولا كما في هذا الحديث
فإن قال قائل هل السّجع محمود أو مذموم؟ قلنا ينظر إلى موضوعه إذا كان المقصود به إثبات الحقّ وجلب القلوب إلى الكلام المسجّع فهذا إيش؟
الطالب : محمود.
الشيخ : محمود، وإن كان المقصود به ردّ الحقّ فهو مذموم ولهذا لما قام ... بن النابغة الهذلي، ( لما قام يريد أن يجادل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حكمه في المرأتين اللتين اقتتلتا من هذيل، فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها فقضى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالدّية على عاقلتها وقضى بغرّة عبد أو وليدة دية للجنين، قام ... بن النابغة فقال: يا رسول كيف يغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهلّ فمثل ذلك يطلّ ) شوف السّجع ...كيف يغرم؟
الطالب : كيف يغرم من ..
الشيخ : من لا؟
الطالب : من لا يأكل ولا يشرب يعني ..
الشيخ : لا، نريده بالسّجع نريده بالسّجع لا
الطالب : ما حفظته يا شيخ.
الشيخ : طيّب، نعم يلاّ يا فيصل!
الطالب : كيف يغرم من لا شرب ولا أكل ..
الشيخ : نعم.
الطالب : ولا نطق ولا ..
الشيخ : أي نعم.
الطالب : ولا استهلّ.
الشيخ : نعم.
الطالب : ...
طالب آخر : ( كيف يغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهلّ فمثل ذلك يطلّ ).
الشيخ : نعم. ( كيف يغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهلّ فمثل ذلك يطلّ ) هذا السجع.
السائل : معنى يطلّ.
الشيخ : يطلّ يعني يهدر يترك فيه ضمان فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ( إنّما ذلك من إخوان الكهّان ) ... صلى الله عليه وسلم من أجل سجعه الذي سجع لأنّ الكهّان يزيّنون ألفاظهم أو كلماتهم بهذه الأسجاع لأجل أن يكون لها رنين وقبول فقال ... من إخوان الكهّان من أجل سجعه، هل من أجل سجعه يعني من أجل أن سجع في كلامه؟ أو من أجل مضمون كلامه؟
الطالب : مضمون.
الشيخ : الثّاني، من أجل مضمون كلامه، طيب هذه الفوائد التي توفّرت من هذا الحديث الذي ساقه المؤلّف رحمه الله من أجل أن يبيّن أن كلّ شرط خالف الشّرع فهو؟
الطالب : باطل.
الشيخ : باطل، طيب إذا كان باطلا فهل نقول للذي اشترطه لنفسه لك الخيار لفوات ذلك عليك ... شرط شرطا فاسدا لا يجوز الوفاء به هل نقول إنّ له الخيار أو لا؟ نقول في ذلك تفصيل إن كان عالما بالحكم فلا خيار له يعني دخل على أنه مستهتر أومتهاون وإن كان غير عالم فله الخيار ففي هذا الحديث لو أنّ رجلا باع عبدا واشترط على المشتري أنّه إن أعتقه فالولاء له فوافق المشتري، من المعلوم أنّ القيمة سوف؟
الطالب : تنقص.
الشيخ : تنقص، البائع إذا كان يبيعه بلا شرط بمائة، يبيعه بشرط بكم؟
الطالب : بخمسين.
الشيخ : بتسعين، القيمة تنقص من أجل الشّرط، هذا رجل باع فقلنا إنّ هذا الشّرط باطل ولا يمكن الوفاء به فهل نقول للبائع خيار إن شاء أمضى البيع بتسعين وإن شاء ردّه؟ فيه التّفصيل الذي ذكرنا، إن كان يعلم أنّ هذا الشّرط فاسد فإنّه لا خيار له لأنّه دخل على بصيرة وإن كان لا يعلم لظنّه أنّه شرط صحيح فإنّه؟
الطالب : له الخيار.
الشيخ : فله الخيار، هذا هو القول الرّاجح في هذه المسألة وقال بعض العلماء لا خيار له مطلقا لأنّه فرّط ولأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لم يجعل لهؤلاء خيارا لأهل بريرة لم يجعل لهم خيارا لأنّ من المعلوم أنّ بريرة عتقت تحت ملك عائشة رضي الله عنها ولكن الصّحيح أنّ له الخيار إذا كان جاهلا وظاهر الحديث أنّ أهل بريرة كانوا قد علموا ذلك كانوا قد علموا ذلك... متقرّر لكنهم تجرّأوا بدليل قوله: ( خذيها واشترطي لهم الولاء فإنّما الولاء لمن أعتق ) وبدليل أنّ الرّسول خطب واستنكر هذا الشّيء ومثل هذا الأمر لا يكون إلاّ بعد أن يعلم أنّ الأمر متقرّر عندهم.
وعند مسلم قال : " اشتريها وأعتقيها واشترطي لهم الولاء " .
الشيخ : ثمّ قال: " وعند مسلم " مبتدأ درس اليوم قال: ( اشتريها وأعتقيها واشترطي لهم الولاء ) هذه الأوامر الثّلاثة ليست للوجوب ولا للاستحباب ولكن للإباحة يعني لا بأس أن تشتتريها ولو كانت مكاتبة، ويستفاد من هذا اللّفظ أنّ المكاتب يجوز بيعه أو مرّ علينا؟
الطالب : ...
الشيخ : مرّ علينا في أوّل الفوائد وأنه يجوز عتقه وهو كذلك، فيجوز بيع المكاتب ويقوم مشتريه مقام مكاتبه وإذا عتق فالولاء للمشتري، وإذا شاء المشتري أن يعجّل عتقه فله ذلك، ويستفاد من قوله: ( واشترطي لهم الولاء ) ما ذكرناه عند قوله في صلب الحديث ( خذيها واشترطي لهم الولاء ).
الطالب : ...
الشيخ : مرّ علينا في أوّل الفوائد وأنه يجوز عتقه وهو كذلك، فيجوز بيع المكاتب ويقوم مشتريه مقام مكاتبه وإذا عتق فالولاء للمشتري، وإذا شاء المشتري أن يعجّل عتقه فله ذلك، ويستفاد من قوله: ( واشترطي لهم الولاء ) ما ذكرناه عند قوله في صلب الحديث ( خذيها واشترطي لهم الولاء ).
وعن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - قال : نهى عمر عن بيع أمهات الأولاد فقال : لا تباع ، ولا تورث يستمتع بها ما بدا له . فإذا مات فهي حرة . رواه البيهقي ومالك ، وقال : رفعه بعض الرواة فوهم
الشيخ : قال: وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: " نهى عمر عن بيع أمهات الأولاد فقال: لا تباع، ولا تورث يستمتع بها ما بدا له، فإذا مات فهي حرة. رواه مالك والبيهقي وقال: رفعه بعض الرواة فوهم. ".
قال: " نهى عمر عن بيع أمّهات الأولاد " النّهي سبق لنا أنّه؟
الطالب : طلب الكفّ.
الشيخ : طلب الكفّ على وجه الاستعلاء
فإن قال قائل وهل لعمر أن ينهى ويأمر في شرع الله؟ نعم؟ قلنا له ذلك بمقتضى خلافته، فهو فعل هذا بمقتضى الخلافة لا على أنّه تشريع كما سيأتي إن شاء الله تعالى في بحث المسألة، فالنّهي هنا لأنّه ذو سلطان، والسّلطان له حق الأمر والنّهي فيما تقتضيه السّياسة والمصلحة لقوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم )) ومن المعلوم أنّ ما أمرنا به من طاعة ولاة الأمور ليس هو ما أمر به في الأصل، لأنّ ما أمر به في الأصل نحن مطيعون له سواء أمروا أم لم يأمروا ولو قيل كما قال بعض الناس إذا أمرونا بالشّيء ما نطيعهم لأنّ هذا خلاف الشّرع، إذن نقول في ماذا تطيعهم؟ يقول أطيعهم في ما أمر الله به، إذا قالوا صلّ قلت سمع وطاعة، زكّ سمع وطاعة، صم سمعا وطاعة، حجّ سمعا وطاعة، نقول هذا أليس سمعا وطاعة ... أمروك لكن إذا قال المسير من اليسار دائما أو من اليمين دائما، قال لا، (( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها )) أنا أمشي محل ما أبي ... وش نقول له؟ عصيت الله وإلاّ لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : عصى الله، (( أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم )) إذا خالفوا الشرع صح لو قالوا لي مثلا اليوم لا تصلّ مع الجماعة ... شغل وهو شغل ما يبيح ترك الجماعة ماذا نقول؟
الطالب : ...
الشيخ : نقول لا سمع ولا طاعة، أذّن وأقيمت الصّلاة وأنا عند واحد مسؤول قلت يلاّ أقام الصّلاة ننزل نصلّي قال لا بس خلّ نكمّل دعوانا ونروح نصلّي، وش نقول له؟
الطالب : ...
الشيخ : أقول لا سمع ولا طاعة تبي تقوم معي هدانا الله وإياك ما قمت أنا بقوم خليك قاعد، على كلّ حال نحن نقول إنّ عمر نهى باعتباره مشرّعا أو باعتباره حاكما؟
الطالب : حاكما.
الشيخ : باعتباره حاكما لأنّه خليفة رضي الله عنه، ثمّ هو أيضا أحد الخلفاء الذين أمرنا باتّباعهم، قال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين ) وقال: ( اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر ) وقال كما ثبت في صحيح مسلم: ( إن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا ) نعم هذه مزيّة ... لهم ، طيب أمّهات الأولاد، من هنّ أمّهات الأولاد؟ قال العلماء أمّ الولد من أتت من سيّدها بما تبيّن فيه خلق إنسان.
قال: " نهى عمر عن بيع أمّهات الأولاد " النّهي سبق لنا أنّه؟
الطالب : طلب الكفّ.
الشيخ : طلب الكفّ على وجه الاستعلاء
فإن قال قائل وهل لعمر أن ينهى ويأمر في شرع الله؟ نعم؟ قلنا له ذلك بمقتضى خلافته، فهو فعل هذا بمقتضى الخلافة لا على أنّه تشريع كما سيأتي إن شاء الله تعالى في بحث المسألة، فالنّهي هنا لأنّه ذو سلطان، والسّلطان له حق الأمر والنّهي فيما تقتضيه السّياسة والمصلحة لقوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم )) ومن المعلوم أنّ ما أمرنا به من طاعة ولاة الأمور ليس هو ما أمر به في الأصل، لأنّ ما أمر به في الأصل نحن مطيعون له سواء أمروا أم لم يأمروا ولو قيل كما قال بعض الناس إذا أمرونا بالشّيء ما نطيعهم لأنّ هذا خلاف الشّرع، إذن نقول في ماذا تطيعهم؟ يقول أطيعهم في ما أمر الله به، إذا قالوا صلّ قلت سمع وطاعة، زكّ سمع وطاعة، صم سمعا وطاعة، حجّ سمعا وطاعة، نقول هذا أليس سمعا وطاعة ... أمروك لكن إذا قال المسير من اليسار دائما أو من اليمين دائما، قال لا، (( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها )) أنا أمشي محل ما أبي ... وش نقول له؟ عصيت الله وإلاّ لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : عصى الله، (( أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم )) إذا خالفوا الشرع صح لو قالوا لي مثلا اليوم لا تصلّ مع الجماعة ... شغل وهو شغل ما يبيح ترك الجماعة ماذا نقول؟
الطالب : ...
الشيخ : نقول لا سمع ولا طاعة، أذّن وأقيمت الصّلاة وأنا عند واحد مسؤول قلت يلاّ أقام الصّلاة ننزل نصلّي قال لا بس خلّ نكمّل دعوانا ونروح نصلّي، وش نقول له؟
الطالب : ...
الشيخ : أقول لا سمع ولا طاعة تبي تقوم معي هدانا الله وإياك ما قمت أنا بقوم خليك قاعد، على كلّ حال نحن نقول إنّ عمر نهى باعتباره مشرّعا أو باعتباره حاكما؟
الطالب : حاكما.
الشيخ : باعتباره حاكما لأنّه خليفة رضي الله عنه، ثمّ هو أيضا أحد الخلفاء الذين أمرنا باتّباعهم، قال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين ) وقال: ( اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر ) وقال كما ثبت في صحيح مسلم: ( إن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا ) نعم هذه مزيّة ... لهم ، طيب أمّهات الأولاد، من هنّ أمّهات الأولاد؟ قال العلماء أمّ الولد من أتت من سيّدها بما تبيّن فيه خلق إنسان.
اضيفت في - 2004-09-07