تحت باب المدبر والمكاتب وأم الولد من ( كتاب العتق ).
وقوله: ( أظله ألله يوم لا ظل إلا ظله ): يعني أظله الله تعالى يوم القيامة يوم لا ظل إلا الظل الذي يخلقه الله عز وجل، لأنه في يوم القيامة ما في بناء ولا أشجار ولا جبال تُظِل، الشمس فوق الرؤوس ولا في ما يقي منها إلا ظلاً يخلقه الله عز وجل فيظله على من يشاء، ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة )، وإعانة المكاتَب لا شك أنها من الصدقة، وكذلك الغارم، وكذلك المجاهد، فإعانتهم من الصدقة وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ).
وإنما قال: ( يوم لا ظل إلا ظله )، لأن في الدنيا هناك ظلال غير ظل الله عز وجل وهو ما يبنيه الإنسان من المساكن ويبنيه من العرش، فيستظل به، أما في الآخرة فليس هناك شيء، ما في إلا ظل الله عز وجل.
تتمة شرح حديث :( سهل بن حنيف رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من أعان مجاهدا في سبيل الله، أو غارما في عسرته، أو مكاتبا في رقبته، أظله الله يوم لا ظل إلا ظله ) رواه أحمد وصححه الحاكم.
وقوله: ( أظله ألله يوم لا ظل إلا ظله ): يعني أظله الله تعالى يوم القيامة يوم لا ظل إلا الظل الذي يخلقه الله عز وجل، لأنه في يوم القيامة ما في بناء ولا أشجار ولا جبال تُظِل، الشمس فوق الرؤوس ولا في ما يقي منها إلا ظلاً يخلقه الله عز وجل فيظله على من يشاء، ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة )، وإعانة المكاتَب لا شك أنها من الصدقة، وكذلك الغارم، وكذلك المجاهد، فإعانتهم من الصدقة وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ).
وإنما قال: ( يوم لا ظل إلا ظله )، لأن في الدنيا هناك ظلال غير ظل الله عز وجل وهو ما يبنيه الإنسان من المساكن ويبنيه من العرش، فيستظل به، أما في الآخرة فليس هناك شيء، ما في إلا ظل الله عز وجل.
2 - تتمة شرح حديث :( سهل بن حنيف رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من أعان مجاهدا في سبيل الله، أو غارما في عسرته، أو مكاتبا في رقبته، أظله الله يوم لا ظل إلا ظله ) رواه أحمد وصححه الحاكم. أستمع حفظ
كتاب الجامع.
ختم المؤلف -رحمه الله- كتابه *بلوغ المرام من أدلة الأحكام*، والمراد أدلة الأحكام الفقهية ختمه بكتاب جامع، يعني أنه متنوع لا يختص بباب دون آخر.
باب الأدب.
فالأدب مع الله تعظيم الله عز وجل، وألا يتقدم الإنسان بين يديه في تحليل حرام أو تحريم حلال أو إيجاب ما لم يوجبه، وكذلك لا يعصي اللهَ عز وجل لا سرًا ولا علنًا، لأن الذي يعصي الله لم يتأدب مع الله عز وجل، فالأدب مع الله: هو عبارة عن القيام بطاعته وتعظيمه; وألا يتقدم الإنسان بين يديه، إلى غير ذلك من الآداب.
ومن الأدب مع الله أن تتأدب مع الله تعالى بما تتأدب به مع الناس،كشف العورة، يستحي الإنسان أن يكشف عورته أمام الناس، والله تعالى أحق أن يستحيا منه، هذا إذا لم يكن حاجة، فالمهم أن الأدب مع الله ينحصر في أن تقوم بطاعة الله تعالى معظمًا له محترمًا لشرائعه.
الأدب مع عباد الله هو فعل ما يُجمله ويزينه، واجتناب ما يُدنسه ويشينه، يعني أن يفعل كل ما يُجمل، كل ما يمدح عليه، كل ما يوافق المروءة، هذا هو الأدب مع الناس.
ويختلف هذا باختلاف الأمم، تجد عند بعض الأمم أشياء لا تخل بالأدب بينما هي عند آخرين تُخل بالأدب، بل تجد الأمم تتغير أحوالها فى بعض الأزمان يكون هذا الفعل يُخل بالأدب وفى بعض الأزمان لا يخل بالأدب، نحن أدركنا أنه لا يمكن لإنسان أن يشرب الشاهي فقط على عَتبة الدكان، وأنه إذا فعل ذلك فهو خارم للمروءة، عرفتم؟
الآن هل يخالف الأدب أن تشرب فنجان شاهي في دكانك؟
لا، كذلك أيضًا أدركنا أن الأكل في السوق من أقبح ما يكون، الآن الأكل في السوق إيش؟
الطالب : عادة.
الشيخ : عادة، المطاعم منتشرة في الأسواق، لكن ظهرت عادة سيئة في الواقع عند المترفين من بني جنسنا.
بدأت بعض العوائل الآن مع الأسف لا تطبخ في بيتها، إذا جاء وقت الغداء خرج الرجل بعائلته إلى المطعم، وجلس في المطعم يأكل هو وعائلته، وكذلك حوله الناس، تقليداً لمن ؟
الطالب : للغرب.
الشيخ : تقليداً للغربيين وهذه عادةً سيئة، لأن الإنسان لا يمكن أن يتحدث كما ينبغى وكما يريد في حضرة الناس، ثم إن غالب هؤلاء تجد النساء منهم تجد أنها متبرجة كاشفة لوجهها وربما تضحك إلى أختها ولا تبالي والعياذ بالله.
في ناس وسط صاروا لا يطبخون في بيوتهم ولكن يأتون بالطبخ من الخارج ويأكلونه في البيت وهذه أيضًا عادة سيئة، أيما أولى أن تطبخ طبخًا أنت الذي تتولاه وتطبخه على مزاجك وعلى مذاقك، وآمن مِن أن يكون قد عفَّن أعيد طبخه مرة ثانية، وآمن أن يكون فيه أشياء محظورة أو أن تأكل من المطاعم؟
الطالب : الأول.
الشيخ : لا شك أن الأول أولى، بلا شك، لكن مع الأسف أن الإنسان إذا اختار شيئًا أو هوى شيئًا أعماه الهوى عن الأفضل وعن الحق.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( حق المسلم على المسلم ستٌ: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصحه، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه ) رواه مسلمٌ.
وهذا لا يعني الحصر، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أحيانا يذكر الأشياء المتفقة في حكم من الأحكام ويحصرها مع أن غيرها ثابت، فهنا ليس على سبيل الحصر بل هناك حقوق أخرى.
( حق المسلم على المسلم ): من المسلم؟
المسلم: مَن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ولم يأت بمكفر.
( إذا لقيته فسلم عليه ): هذا حق، حق لأخيك عليك إذا لقيته أن تسلم عليه، يعني وإن كان مجاهراً بالمعصية؟
الجواب: نعم، وإن كانَ مجاهراً بالمعصية، لأنه مسلم، ويأتي إن شاء الله التفصيل في الرواية.
ثانياً: ( إذا دعاك فأجبه ): إذا دعاك إلى أي شيء؟
الطالب : طعام.
الشيخ : إلى طعام وليمة، ليس المعنى إذا دعاك لكل شيء، قد يدعوك مثلا أن تذهب معه إلى ملهى، هذا لا يريده الرسول عليه الصلاة والسلام يريد إذا دعاك إلى طعام فأجبه، أو دعاك إلى شراب كالشاي والقهوة فأجبه.
ثالثاً: يقول: ( وَإِذَا استنصحك فانصحه ): إذا استنصحك يعني: طلب منك النصيحة، فانصحه أي: اذكر له النصيحة، وما هى النصيحة التى تسديها؟ النصيحة: أن تختار له إذا استنصحك ما تختاره لنفسك هذه النصيحة.
الرابع: ( إذا عطس فحمد الله فشمِّته ) العطاس معروف، والحمد معروف، يعني إذا عطس وقال: الحمد لله، فمن حقه عليك أن تشمته، وسيأتي إن شاء الله بيان ذلك وكيفيته في الفوائد.
( وإذا مرض فعده ): إذا مرض مرضا يمنعه عن الخروج إلى الناس بدليل قوله: ( فعده ): لأنه إذا كان مرضه يسيراً لم يمنعه من الخروج فلا حاجة لعيادته لأنه سوف يراه الناس فى السوق فى المسجد فلا حاجة.
هذه ستة أشياء.
وهل هذا الحق واجب؟
الطالب : ( وإذا مات فاتبعه ) .
الشيخ : إي صدقت: ( وإِذَا مات فاتبعه ) ، هذا السادس : ( إذا مات فاتبعه )، وهل اتباعه واجب أو ليس بواجب؟
يأتي إن شاء الله تفصيله في الفوائد نعم.
5 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( حق المسلم على المسلم ستٌ: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصحه، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه ) رواه مسلمٌ. أستمع حفظ
لو أتى أحد بمكفر على قول من الأقوال فهل أسلم عليه ؟
الشيخ : لا أسلم عليه إذا كنت أرى أنه كافر .
السائل : على قول يا شيخ ، لبعض العلماء ؟
الشيخ : مثلاً تارك الصلاة أنا أرى أنه كافر فلا أسلم عليه.
هل يجوز للغارم يعني المدين إذا أراد أحد أن يقضي دينه وخاف أن يلحقه منة فهل له أن يمتنع وهل يحرم ذلك على من أراد قضاء الدين ؟
الشيخ : سمعتم سؤاله ؟
يقول : هل يجوز للغارم -يعني المدين- إذا أراد أحد أن يقضي دينه إذا خاف يعني أن يلحقه منة فهل له أن يمتنع وهل يحرم ذلك على من أراد قضاء الدين؟
الشيخ : نعم، نقول: لا يجوز هذا، لا يجوز، إذا كان يقول المدين: ما توفي عني ما عليك مني يخشى من منته أو أن يتحدث في مجالس الناس يقول: قضيت عن فلان كذا وكذا، فيخجله أمام الناس .
لكن لو أبرأ الإنسان غريمه -هذه مسألة ثانية- قال رجل لشخص فقير يطلبه قال يا فلان أنا عرفت حالك وأنك رجل فقير ولكني قد أبرأتك من ديني فهل يلزمه القبول ؟
الطالب : لا .
الشيخ : المذهب نعم يلزمه أن يقبل ، لو قال: أنا لا أريد أن تمن علي بالبراءة، أنا أعطيك، اصبر عليَّ وحقك ثابت في ذمتي وذاك يقول: لا أبرأتك، هل يبرأ ، أجيبوا يا جماعة ؟
المذهب يبرأ، لأنه لا يشترط رضاه.
والقول الثاني: أنه لا يبرأ إذا رد الإبراء، لأن الناس قد تلحقهم المنة من أحد عليهم، ولا يريدون ذلك، نعم؟
7 - هل يجوز للغارم يعني المدين إذا أراد أحد أن يقضي دينه وخاف أن يلحقه منة فهل له أن يمتنع وهل يحرم ذلك على من أراد قضاء الدين ؟ أستمع حفظ
ما هي المدة التي يتم فيها تخلق الجنين ؟
الشيخ : نعم .
السائل : مثلاً إذا أتت به تسعين يوم .
الشيخ : العبرة بخلق الإنسان ننظر للجنين الذي سقط هل تبين به خلق الإنسان يعني راسه يداه رجلاه، لأن المدة قد يخطئون فيها أحياناً تظن المرأة أنها حامل وليست حاملاً فيخطؤون في المدة، والغالب أنه إذا مضى على الحمل تسعون يوماً يتبين فيه خلق الإنسان ، فريد ؟
السائل : شيخ هل يطالب المسلم أخاه إذا لم يؤد حقه، أو أنه ...
الشيخ : هذه تأتي إن شاء الله في الفوائد.
السائل : عفا الله عنك يا شيخ : إذا كان إنسان مريض هو مسلم وأنا مسلم وما يسر بزيارتي له !
الشيخ : ما إيش؟
السائل : ما تسره زيارتي له .
الشيخ : ما تسره، هذه الفوائد وتأتي إن شاء الله تعالى.
السائل : جزاك الله خير .
هل ولد المكاتب يكون عبدا ؟ وهل تلحق المكاتبة أولاده ؟
الشيخ : ولد المكاتب ؟ هل ولد المكاتب حر ولا عبد ؟
السائل : نعم ؟
الشيخ : هل ولد المكاتب حر أو عبد ؟
السائل : عبد .
الشيخ : لا ، ما هو عبد، لأن الولد يتبع الأم، قد يتزوج المكاتب حرة فيكون أولاده أحراراً، وقد يتزوج أَمَة ويكون أولاده أرقاء لكن لا لسيده بل لمالك الأم ، نعم ربما تكون الأمة للسيد، لسيد المكاتَب، فالكتابة لا تلحق الأولاد ، أفهمت ؟
السائل : ما فهمت يا شيخ .
الشيخ : ما فهمت؟
السائل : إذا كان ولد!
الشيخ : هذا رجل مكاتب ، أنت تعرف المكاتب الآن ؟
السائل : إي.
الشيخ : طيب، تزوج امرأة حرة ماذا يكونون أولاده؟
الطالب : أحرار.
الشيخ : أحرار، مع أنه عبد هو، تزوج أمة ماذا يكونون أولاده؟
الطالب : أرقاء.
الشيخ : أرقاء لمن ؟
الطالب : لسيد الأم.
الشيخ : لسيد الأم ، طيب، مالهم دخل بالأب الذي هو المكاتب.
لكن قد تقول: إذا كانت الأمة التي تزوجها المكاتَب إذا كانت أمَة لسيده فهل تلحق التابة أولاده أو لا ؟
الجواب لا ، نعم ؟
السائل : أحسن الله إليكم هل النصيحة مرتبطة بأن يستنصحني ؟
الشيخ : إيش؟
السائل : هل النصيحة مرتبطة بأن يستصحك المسلم ؟
الشيخ : سيأتي في الفوائد ما أخذنا الفوائد جزاك الله خير، نعم .
إذا حمل حديدا وضرب بطنها حتى يسقط الجنين الذي تبين فيه خلق الإنسان فما حكم ذلك ؟ حتى لا تكون الأمة حرة إذا ولدت منه ؟
الشيخ : على إيش؟
السائل : أن يسقط الجنين .
الشيخ : نعم .
السائل : فلا يتبين فيه خلق إنسان ؟
الشيخ : نعم فراراً من ذلك ؟
السائل : نعم .
الشيخ : إي، ماذا تقولون؟
السائل : القصاص .
الشيخ : هل نقول: إن هذا ثبت متى وجد ثبت الحكم ومتى عدم ولو بفعل فاعل فإنه لا يثبت الحكم ، أو نقول: إن هذا تحيل على إسقاط شيء واجب على إسقاط حق المرأة التي هي الأمة ؟
الطالب : الثاني .
الشيخ : أنا ما أقول الثاني ولا الأول ، محل تردد وتأمل إن شاء الله .
السائل : شيخ يقول القائل : " من تعجل شيئاً قبل أوانه " !
الشيخ : عوقب بحرمانه ، هذا ما تعجل شيئاً قبل أوانه ، لأن الأمة لا تزال رقيقة الأمة .
السائل : ...
الشيخ : حتى لا تكون أم ولد نعم هذا مقصده ، لكن هل نقول : إن هذا حكم معلق على سبب متى وجد فإنه يثبت الحكم ومتى عدم ولو بفعل فاعل فإنه يسقط الحكم هذا محل نظر وتأمل، نعم ؟
10 - إذا حمل حديدا وضرب بطنها حتى يسقط الجنين الذي تبين فيه خلق الإنسان فما حكم ذلك ؟ حتى لا تكون الأمة حرة إذا ولدت منه ؟ أستمع حفظ
سؤال عن معاملة أهل الكتاب ؟ وما حكم السلام عليهم ؟
الشيخ : (( ولم يخرجوكم من دياركم )) أضف هذه أيضاً للآية .
السائل : (( ولم يخرجوكم من دياركم )) ، كيف تكون المعاملة معهم ؟
الشيخ : إيش؟
السائل : كيف تكون المعاملة معهم وهم كفار ؟
الشيخ : المعاملة مع من؟
السائل : الذين لم يقاتلوننا في الدين .
الشيخ :كما قال: (( أن تبروهم وتقسطوا إليهم )) يعني: أن تعاملوهم بالعدل أو بالفضل ، أن تبروهم هذا الفضل، وتقسطوا إليهم هذا العدل، فالفضل أن تعطيه مال هبة هدية مثلا.
السائل : كيف السلام ؟
الشيخ : إيش؟
السائل : السلام ؟
الشيخ : آه، السلام له حكم خاص .
السائل : نبدأ بالسلام ؟
الشيخ : لا ، لا تبدؤهم بالسلام لكن لا بأس أن تقول: مرحباً أو تقول: مساء الخير لا بأس .
إذا أجهض الأمة ألا يكون هذا من باب التمثيل فتعتق عليه من ذلك ؟
أقول: هذا وجه حسن أن نقول: إنها تعتق الآن نعم، لأن هذا يشبه التمثيل، نعم ؟
السائل : الآن يا شيخ انتهت أحاديث البلوغ المتعلقة بالأحكام .
الشيخ : إيش؟
السائل : انتهت أحاديث البلوغ المتعلقة بالأحكام !
الشيخ : نعم .
السائل : وأول كتاب كتاب الطهارة لم يسجل، فما رأيكم يا شيخ لو نجعل أحد الدرسين في أول باب، والآخر لكتاب الآداب ؟
سائل آخر : جيد .
الشيخ : جيد ؟ ممتاز ، ما في مقبول ولا مرفوض؟
السائل : لا .
الشيخ : كيف?
السائل : أتمنى لو نرجع لكتاب الطهارة .
سائل آخر : أكثر الموجودين يا شيخ ما حضروا كتاب الطهارة .
الشيخ : نعم ؟
السائل : هل نرجع لكتاب الطهارة ؟
الشيخ : طيب ، مع أن بعضهم يبي يمشي .
القارئ : الحمد لله ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال المصنف -رحمه الله تعالى- في باب الأدب : " وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال " :
الشيخ : في باب الأدب من باب الأدب المفرد ؟
القارئ : كتاب الجامع من كتاب بلوغ المرام .
الشيخ : إي .
القارئ : قال المصنف -رحمه الله تعالى- في باب الأدب من كتاب الجامع من كتاب بلوغ المرام : " وعن أبي هريرة رضي الله عنه " .
الشيخ : فيما نقله .
القارئ : فيما نقله : " عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم ) متفق عليه.
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم؟ فقال: البر: حُسن الخُلق، والإثم: ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطَّلع عليه الناس ) أخرجه مسلم.
وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون الآخر، حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يحزنه ) متفق عليه، واللفظ لمسلم " .
ممناقشة ما سبق.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فقد سبق بيان حق المسلم على المسلم وهل ينحصر في ستة أشياء خالد ؟
الطالب : لا ينحصر .
الشيخ : لا ينحصر ، طيب هل لك دليل أن مثل هذا اللفظ الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يدل على الحصر ؟
الطالب : نعم، حديث قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) ثم حديث الذي مر هذا الحديث زائد عليه.
الشيخ : طيب أن الرسول يحصر أشياء بأصناف معينة ثم تأتي أدلة أخرى بزيادة ، إذن ما الفائدة ؟
الطالب : التقريب والحفظ .
الشيخ : تقريب العلم وحفظه والإحاطة به، أحسنت.
شرحناه أظن وأخذنا الفوائد؟
الطالب : ما أخذنا الفوائد .
الشيخ : ما أخذنا الفوائد ، طيب .
الطالب : بعض الفوائد.
الشيخ : ها ؟
الطالب : أخذنا بعضها.
فوائد حديث :( حق المسلم على المسلم ستٌ ... ).
ومن فوائد الحديث: أن للإنسان حقوقا تثبت للمسلمين بعضهم على بعض، وذلك من أجل روابط الأخوة ووشائج الصلة حتى يكون بعضهم قائمًا بحقوق أخيه فيحصل الالتئام والائتلاف.
ومنها: أن مِن حق المسلم على أخيه: إذا لقيه أن يسلم عليه، وهل هذا الحق واجب أو لا؟
الجواب: ليس بواجب، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الهجر فيما دون ثلاث فقال: ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) ، وعلى هذا فليس ابتداء السلام واجباً ما لم يصل إلى حد الهجر.
ومنها: أنه لا حق لغير المسلم في السلام عليه، لقوله: ( حق المسلم على المسلم ) : ولكن هل يجوز للمسلم أن يبدأ غيره بالسلام؟
الجواب: لا ، لا يجوز للمسلم أن يبدأ غير المسلم بالسلام، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى أن نبدأهم به، فقال: ( لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام ) .
ولكن إذا سلم الكافر وجب الرد عليه لقوله تعالى: (( وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا )) يعني: على الأقل ردها.
وهل يرد بمثله؟ يعني غير المسلم يرد بمثله أو أكثر أو أقل؟
أما أقل فلا يجوز، وأما مثله فجائز، وأما الزيادة فالأظهر عدم جوازها، لأنه إذا كان لا يجوز الابتداء بالسلام فإن الزيادة بمنزلة الابتداء، لأن فيها زيادة إكرام وتعظيم واحترام، إذن يردُّ عليه بإيش؟
بالمثل.
طيب فإذا قال: السلام عليكم، فقل: عليكم السلام، هذا هو المثل، وأما إذا قال: السام عليكم، فقل: وعليكم، ولا تقل: وعليكم السام، وإن كان قولك: وعليكم السام هو العدل، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( قولوا: وعليكم )، ويحتمل أنه إذا صرح بقوله: السام عليكم أن لك أن تصرح وتقول: عليك السام، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( إن اليهود إذا سلموا قالوا: السام عليكم، فقولوا: وعليكم )، وهذا يدل على أن اقتصار المسلم على ما ليس فيه أذى هو الأولى، لأن هذا من خُلق المسلم إذا قال: السام عليكم تقول: وعليكم.
أما إذا كان لم يصرح أو لم يفصح بقول: السام أو السلام، فالواجب أن يقال: إيش؟
وعليكم، وجوبًا لا يزيد، لا يقول: عليكم السلام ولا وعليكم السلام، لأنه يحتمل أنه قال: السام، ويحتمل أنه قال: السلام، فأنت تقول: وعليكم، إن كان قال السام فعليه السام، وإن كان قال السلام فعليه السلام.
ومن فوائد الحديث: أن مطلق السلام كافي، -أنت معنا- مطلق السلام الحديث: ( إذا لقيته فسلم عليه )، ولم يذكر الصيغة، فهل الأولى أن تقول: سلامٌ عليك، أو السلام عليك، أو سلام عليكم، أو السلام عليكم؟
بمعنى هل الأفضل جمع الكاف أو الأفضل إفرادها، وهل الأفضل التنكير أو التعريف؟
في هذا خلاف بين العلماء، والأظهر: أن الأفضل التعريف مع الإفراد أن تقول: السلام عليك، ويجوز أن تقول: السلام عليكم، إما تعظيمًا له إن كان أهلاً للتعظيم، وإما للإشارة إلى من معه من الملائكة.
ويجوز سلامٌ عليك، أو سلامٌ عليكم بالتنكير، لأنه ورد السلام وورد سلام بالتنكير، واختار فقهاء أصحابنا -رحمهم الله- أن التعريف أفضل، السلام عليكم، وهذا هو الذي جاء في القرآن: (( وَالسَّلَامُ عَلَى مَن اتَّبَعَ الهُدى )). وكان الرسول عليه الصلاة والسلام نعم يقول: ( السلام على من اتبع الهدى )، وقال في زيارة القبور: ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ).
ومن ذلك: ( إذا لقيته فسلم عليه ): ظاهر الحديث أن تبدأ بالسلام، ولو كان أكبر منك أو أقل أو أصغر أو أكثر أو أقل، وهذا هو الحق، أن الأفضل أن تبدأ بالسلام حَتّى وإن كان دون منك، لأنه إذا أضاع ما هو حق عليه فلا تُضع أنت السُنة كلها، وإلا فإن الأفضل أن يسلم الصغير على الكبير، والقليل على الكثير، والراكب على الماشي، والماشي على القاعد، لكن لو فرض أن واحداً منهم لم يقم بما ينبغي أن يقوم به فلا تدع السُنة، لا تقل: والله الحق عليه هو الذي يسلم، خيرهما الذي يبدأ بالسلام، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا.
قال : ( وإذا دعاك فأجبه ):
يستفاد من هذا الحديث : أنه إذا دعاك أخوك المسلم فإنك تجيبه، وهل هذا على سبيل الوجوب أو لا؟
نقول: أكثر العلماء على أنه ليس على سبيل الوجوب إلا في وليمة العُرس أول مرة.
واختار بعض العلماء أن ذلك على سبيل الوجوب لظاهر الأمر، ولظاهر كونه حقًا، وإنما قلنا في السلام إنه على سبيل الاستحباب لوجود أدلة تدل على أنه إيش؟ ليس للوجوب.
والأظهر أن الإجابة ليست واجبة إلا في وليمة العُرس، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيها: ( ومن لم يجب فقد عصى الله ورسوله ).
وظاهر الحديث: الوجوب مطلقًا لكنه يجب أن يقيد بما دلت عليه النصوص، منها:
أولًا: ألا تعلم أنه دعاك إلى وليمة محرمة، كما لو عرفت أن هذا قاطع طريق يسرق أموال الناس ويأخذ أموال الناس ثم يدعوهم إليها، فهذا لا تجبه ويحرم عليك إجابته.
ثانيًا: ألا تعلم أن في الدعوة منكرًا، فإن علمت أن في الدعوة منكراً نظرنا:
إن كنت تستطيع أن تزيله وجب عليك الحضور لسببين هما:
إجابة الدعوة إذا قلنا بالوجوب. والثاني: إزالة المنكر.
وإن كنت لا تقدر حرُم عليك الإجابة، لأنك لو أجبت إلى دعوة فيها منكر لا تستطيع إزالته وجلست معهم كنت شريكهم في الإثم، بدليل قوله تعالى: (( وَقَدْ نزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ )).
( وإذا دعاك فأجبه ) : طيب ظاهر الحديث ( إذا دعاك فأجبه ): أنه لا فرق بين أن يكون الداعي كبيراً أو صغيرًا ما دام يصح أن يتصرف، فإذا دعاك إنسان مراهق يعني قد بلغ وتصرفه صحيح فأجبه ولا مانع.
طيب وإذا دعاك باسم أبيه فهل تجبه ولو كان صغيرًا؟
الطالب : نعم .
الشيخ : نعم ، لأنه نائب عن أبيه ، وكثيرًا ما يرسل الإنسان أولاده الصغار إلى جيرانه أو أصحابه ويقول: تفضلوا مثلاً.
ومن فوائد الحديث: وجوب نصيحته إذا استنصحك، يعني إن طلب منك النصح بمشورة أو غير مشورة وجب عليك أن تنصح له، يعني أن تذكر له ما هو الأكمل والأفضل.
فإن تساوى عندك أمران أحدهما فاضل، والثاني أفضل، فالواجب إيش؟
أن تنصح بالأفضل، لا تقصر على أدنى شيء، الواجب أن تنصح بالأفضل.
طيب إذا لم يستنصحك بقوله ولكن استنصحك بفعله، بأن تعلم أن الرجل سيقدم على أمرٍ يضره حاضراً أو مستقبلاً، وأنت تعلم هذا، وتعلم أنه يفرح إذا أهديت إليه النصيحة، فهنا تجب النصيحة أو لا؟
الطالب : نعم .
الشيخ : تجب ، لأن هذا وإن لم يستنصحك بالقول فإنه قد استنصحك بالفعل، ( وإذا استنصحك فانصحه ).
طيب إذا استنصحك فى أمر وأنت لا تعرف هذا الأمر فهل تتخبط وتقول: أظن لو فعلت كذا لكان كذا، أو لو فعلت كذا لكان كذا، أو يجب عليك أن تتوقف؟
الطالب : الثاني .
الشيخ : نعم الثاني ، الواجب أن تتوقف، لأن هذا مقتضى النصيحة، إذ قد تنصحه بشيء يكون ضررًا عليه.
من فوائد الحديث: أنه إذا عطس فحمد الله فتشمته.
ومفهوم الحديث من فوائده: أنه إذا لم يحمد الله فلا تشمته، وسبق معنى التشميت أن تقول له: يرحمك الله إلى ثلاث مرات، فإذا شمته ثلاث مرات وعطس فى الرابعة فقل له: ( عافاك الله إنك مزكوم ).
وقوله: ( إِذَا عطس فشمته ) : هل الأمر هنا للوجوب، يعنى: هل هنا الحق واجب؟
الجواب: نعم، هو واجب، لكن هل هو واجب على الكفاية أو واجب عيني؟ اختلف العلماء في ذلك بناءً على قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إذَا عطس المسلم أو قال: المؤمن فقَالَ: الحمد لله كان حقا على كل مَنْ سمعه أن يقول: يرحمك الله ).
( كان حقاً على كل من سمعه أن يقول: يرحمك الله ).
فظاهر هذا الحديث: أن التشميت واجب لقوله: ( كان حقا ) وأنه عيني، لقوله: ( على كل من سمعه ).
ولكن أكثر العلماء يقولون: إنه فرض كفاية.
ومن فوائد هذا الحديث: - في هذه الجملة -: جواز التعزير بترك المحبوب، من أين؟
السائل : ...
الشيخ : أنه لما لم يَحمد عُزر بترك الدعاء له، والتعزير كما يكون بفوات المحبوب، يكون أيضًا بحصول المكروه.
قلنا: إذا عطس ولم يحمد فلا تشمته ولكن هل تذكره؟
الظاهر لا، أنه إذا لم يحمد ولو ناسيًا فلا تذكره، هل تعلمه إذا كان جاهلاً؟
الطالب : نعم .
الشيخ : الظاهر نعم، لأنك إذا عرفت أن هذا الرجل ما ترك الحمد إلا جهلاً فعلمه، وفي هذه الحال إذا علمته فقال: الحمد لله هل يجب أن تشمته؟
نقول: الرجل عطس وحمد الله فشمته، فيكون لك أجر من جهتين:
من جهة أنك إيش؟
الطالب : علمته.
الشيخ : علمته ومن جهة أنك شمته.
طيب إذا عطس اثنان وحمدا جميعًا فكيف نشمتهما؟
يرحمكما الله، وإن حمد أحدهما أولا فشمته أولاً، ثم الثاني، وإن عطس أحدهما أولاً ولكن حمد آخرًا فهل العبرة بعطاسه أو بحمده؟
الطالب : بحمده .
الشيخ : بحمده طيب.
ومن فوائد الحديث: أن من حق المسلم على أخيه أن يعوده إذا مرض لقوله: ( وإذا مرض فعده ) وهل هذا واجب أو لا؟
أكثر العلماء على أنه سنة، لجميع الناس، والصواب أنه واجب كفائي، وأنه يجب للواحد من المسلمين أن يعوده المسلمون، وألا يتركوه، لأن هذا انفصام والعياذ بالله انفصام عُرى بين المسلم وأخيه، أخوك له مدة منحبس في بيته من المرض لا يعوده أحد من الناس! فالصواب: أن عوده أو أن عيادته فرض كفاية، إذا علمت أن أحداً لم يأت من الناس وجب عليك أن تذهب أنت بنفسك وتعوده.
ومن فوائده: أنه إذا مرض مرضاً لا يقعده فإن إعادته ليست حقّا علينا، وجه ذلك: أن العيادة إنما تكون لمنحبس وأما من كان يمشي مع الناس ويذهب ويجيء، لكن في عينه مرض أو في وجهه جرح أو ما أشبه ذلك، فهذا لا يُعاد، إنما يُعاد مَن انحبس.
ولم يَذكر في هذا الحديث ماذا عليه عند العيادة هل يخفف العيادة أو يتباطأ فيها؟ هل يتكلم فيها؟ هل يسكت؟
يقال: يُراعى في ذلك حال المريض، إذا كان المريض يأنس لك، وتعرف أنه منشرح صدره وأنه يحب أن تبقى ويحب أن تحدثه فالأفضل أن تجلس وتحدثه، وأما إذا عرفت أنه قلق وأنه يحب أن ينفرد بأهله دون غيرهم من الناس فالأفضل التخفيف، كذلك أيضاً إذا رأيت مثلاً من المناسبة أن تتلو عليه آيات تحثه على الصبر، وتبين له ثواب الصابرين، والأحاديث كذلك فافعل، فإن رأيت أنه يحب السواليف وتذكر يوم كنا كذا ويوم كنا كذا ويوم قال فلان كذا ويوم قال كذا فاعمل ما يدخل السرور عليه ، هذا أهم شيء، طيب.
ومن فوائد الحديث: وجوب اتباع المسلم إذا مات.
-طيب بقينا قبل أن أنتقل- ( حق المسلم على المسلم إذا مرض أن يعوده ) : فهل يعود غير المسلم؟
الجواب: فيه تفصيل إن كان في ذلك مصلحة فلا بأس أن يعوده، مثل أن يكون هذا المريض من غير المسلمين قريبًا إلى الإسلام وأن الإنسان إذا ذهب وعرض عليه الإسلام فربما يُسلم فهنا نقول: عيادتك هنا مطلوبة من أجل ما يترتب عليها من المصلحة والنبي صلى الله عليه وسلم عاد عمه وهو في مرضه، وعاد يهوديا في المدينة وهو في مرضه وعرض عليه الإسلام فأسلم، فإذا علمت أنك إذا ذهبت إلى هذا الكافر وعرضت عليه الإسلام أنه قريب فافعل، وإلا فلا تعده إلا إذا كانت عيادته من صلة الرحم فعده، لأن صلة الرحم حق لمن كان مسلمًا ومَن كان كافراً، لقوله تعالى في الوالدين: (( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا )).
ومن فوائد الحديث: أن من حق المسلم إذا مات أن نتبعه لقوله: ( وإذا مات فاتبعه )، واتباع النازة إيش؟
فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين، ودليل هذا من السُنة كثير .
( مُر بجنازة على النبى صلى الله عليه وسلم وهو جالس بأصحابه فأثنوا عليها خيراً فقال: وجبت، وأخرى أثنوا عليها شرا فقال: وجبت، ولم يذكر أنه قام واتبعها )، والشواهد على هذا كثيرة، أن اتباع الجنائز فرض كفاية وليس بواجب على العين.
مما يتعلق باتباع الجنازة أن متبع الجنازة له أجر، ( إن شهدها حتى يصلي عليها فله قيراط، وإن شهدها حتّى تُدفن فله قيراطان، قيل: وما القيراطان يا رسول الله؟ قال: مثل الجبلين العظيمين أصغرها مثل أحد).
طيب إذا كان مع الجنازة منكر مثل أن يكون التابعون لها أو المشيعون لها يصطحبون ما يسمونه بالموسيقى الحزينة وما أشبه ذلك، يعني حتى الموسيقى بدأت تكون فرحة وحزينة إذا كان معه موسيقى حزينة ولا يمكنك أن تغيره هل تتبع ؟ لا ، لا تتبعه، لأن كل شيء فيه منكر لا يمكنك تغييره، فإن حضوره حرام عليك. ( وإذا مات فاتبعه ).
ومما يتعلق باتباع الجنازة أنه ينبغي لمن يتبع الجنازة أن يكون مفكرا في مآله متعظا بما يشاهد، فهذا الرجل الذي اليوم محمول على الأكتاف، كان بالأمس هو يحمل الناس على كتفه، وهذا الرجل الذي كان أمس يمشي على ظهر الأرض هو الآن سوف يُدفن في باطن الأرض، وهل أنت بعيد من ذلك؟
لا تدري ربما لا يمضي سويعات إلا وقد فعل بك ما فعل به.
فالذي ينبغي لتابع الجنازة أن يتعظ في أمره وفي مآله، خلافا لبعض الناس الذينَ إذا اتبعوا جنازة صاروا يقهقهون ويتحدثون في أمور الدنيا، ويش بعت اليوم؟ ويش اشتريت؟ ويش أكلت ويش شربت؟ ما أحسن هذا الثوب من أين شريته طيب وما أشبه ذلك، غلط، المقام لا يقتضي هذا ولكل مقام مقال.
هل يقول : عليك السلام أو وعليك السلام بالنسبة للرد على الكتابي إذا سلم ؟
الشيخ : يجوز هذا وهذا كل وارد، يقول عليك السلام أو وعليك السلام . نعم .
هل يجالس العاصي ؟
الشيخ : إي نعم نجالسه وننصحه، كحالق اللحية هو أيضاً أثار اللحية موجودة عليه الحلق، كذلك شارب الدخان إذا كان انتهى من الشرب ولم يبق إلا الرائحة.
السائل : شيخ المسبل دائما المعصية موجودة.
الشيخ : لا بس هو حين الخياطة غير موجود ، نعم ؟
هل يجوز تشميت العاطس يوم الجمعة والإمام يخطب ؟
الشيخ : لا هذه مخصصة بأشياء كثيرة، حتى من يجب لو حمد ما تشمته .
السائل : يا شيخ ... ؟
الشيخ : لا يشمته، القول الراجح أنه لا يجوز الكلام بأي كلام في حال خطبة الجمعة بل الواجب الإنصات .
في الحديث الذي ذكرناه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كان حقا على من سمعه أن يشمته ) وقلنا إن كثير من العلماء ذهبوا إلى عدم الوجوب فما الضابط لهذا ؟
الشيخ : لأنه فرض كفاية .
السائل : لكن ما الفارق ؟
الشيخ : هم يقولون الحق أنواع كما أن الحديث الذي معنا الآن بعض الحقوق ليست واجبة، لكن لا شك أنه لا يبغي للإنسان أن يسمع شخصاً يحمد الله عند العطاس ويدع التشميت .
السائل : لكن يا شيخ مشينا في هذه الحقوق كلما قلنا حقاً قلنا أن الظاهر للوجوب والصارف له كذا ، حتى إذا وصلنا إلى هذا لم يذكورا صارفاً له ؟
الشيخ : لعلهم والله أعلم يستدلوا بأشياء لا تحضرني الآن: أنه ما كان الصحابة إذا عطس الإنسان وحمد يعني يتكلم الجميع يرحمك الله يرحمك الله ، وعلى كل حال القول بالوجوب العيني واضح أنه قوي جداً وإليه يميل ابن القيم رحمه الله.
18 - في الحديث الذي ذكرناه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كان حقا على من سمعه أن يشمته ) وقلنا إن كثير من العلماء ذهبوا إلى عدم الوجوب فما الضابط لهذا ؟ أستمع حفظ
في قوله تعالى (( فحيوا بأحسن منها أو رودوها )) فإذا قال لنا " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فيكف يكون الرد ؟
الشيخ : هي أنهى شيء .
السائل : بعض السلف يقول: ومغفرته ، بعضهم في الحديث يزيد شيئاً .
الشيخ : لا، السلام عليكم أيها النبي ورحمة الله وبركاته هذا أنهى ما يكون من التمام، ولكن لو زاد شيئاً مثلاً وعليك السلام ورحمة الله وبركاته حياك الله يكون طيب.
19 - في قوله تعالى (( فحيوا بأحسن منها أو رودوها )) فإذا قال لنا " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فيكف يكون الرد ؟ أستمع حفظ
بعض الناس في الجنائز يقولون وحدوه يا أخوان ؟
الشيخ : لا لا ، هذا لا شك أنه بدعة ، ما كان السلف يفعلون هذا ، وإذا سمعت هذا فبعد ما ينتهى الدفن تنصحه .
السائل : بعد ما ينتهى الدفن ؟
الشيخ : إي لأنك لو نصحته في هذه الحال وهو يرى أن هذا من الأمور المشروعة ربما يصرخ عليك أو يزيد في رفع صوته في قوله: وحدوه ، وتعرف بعض الناس في هذه المسألة يكون عنده رد فعل .
السائل : شيخ !
الشيخ : نعم ؟
السائل : أحسن الله إليكم ، ورد عند الطبراني .
الشيخ : أردت الذي على يمينك .
بعض النا سقد يكون بعيدا فيعطس ونظن أنه حمد الله فهل نشمته ؟
الشيخ : أن تشمته ؟
السائل : لك أن تشمته ؟
الشيخ : ليس بواجب، ليس بواجب إذا كان ما سمعت أنه حمد ليس بواجب .
أخرج الطبراني والبخاري في الأدب المفرد أن تشميت العاطس صيغة ثانية يغفر الله لنا ولكم فهل يكون هذا من باب التنويع ؟
الشيخ : وهي ؟
السائل : " يغفر الله لنا ولكم " فهل يكون هذا من باب التنويع ؟
الشيخ : إذا ثبتت صار هذا وهذا.
22 - أخرج الطبراني والبخاري في الأدب المفرد أن تشميت العاطس صيغة ثانية يغفر الله لنا ولكم فهل يكون هذا من باب التنويع ؟ أستمع حفظ
بعض الناس يقول إذا تضمنت الجنازة منكر فإنه يتبعها لأن حق اتباع الجنازة للميت وهذا المنكر ... فما الجواب على ذلك ؟
الشيخ : الجواب: نعم، إذا قدرنا أنه لم يقم بالفرض أحد نعم لا بد تقوم بالفرض وصاحب المنكر منكره على نفسه .
أما إذا قام به أحد فلا يمكن يكون سنة تقضي على المحرم، واتباع الجنائز مع القيام بما يكفي ليس بواجب، نعم عبد الله ؟
23 - بعض الناس يقول إذا تضمنت الجنازة منكر فإنه يتبعها لأن حق اتباع الجنازة للميت وهذا المنكر ... فما الجواب على ذلك ؟ أستمع حفظ
هل يجوز السلام بصيغة " سلام عليك " ؟
الشيخ : إيش؟
السائل : المبتدأ إما أن يكون معرفة أو نكرة مخصصة، لكن سلام عليكم لا يكون معرفة ولا نكرة مخصصة، فكيف يصح ؟
الشيخ : إيش في ؟
السائل : يعني المبتدأ لا يكون إلا نكرة مخصصة.
الشيخ : إي .
السائل : سلام عليكم ليس معرفة ولا نكرة مخصصة!؟
الشيخ : ابن هشام يقول في القطر: " يجوز الابتداء بالنكرة إن عم أو خص " ، عرفت ؟
وابن مالك قال كلمة خيراً من ذلك، قال :
" ولا يجوز الابتداء بالنكرة *** ما لم تفد ":
وأنت إذا قلت للمسلَّم عليه: سلام عليك فقد أفدت، لأن سلام هنا دعاء وإذا كان دعاء فقد استفدنا منه.
عرفت؟ فإذا استفدنا من البدء بالنكرة جاز، لأن أصل مدر الكلام وتركيب الكلام أصله على الإفادة ، ما الألفاظ إلا قوالب ، إذا حصلت الإفادة بأي قالب من القوالب فهو جائز هذا الأصل .
بعضهم لا يفصح بالسلام إذا سلم فكيف يجاب ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : حفظكم الله! ما يفعله بعض الناس اليوم يقول : اسسس هكذا، هل يجزئ عن السلام وكيف الرد عليهم؟
الشيخ : إي، يعني بعض الناس يقول: اسسس الجواب: (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) ينبغي أنك إذا سمعت واحد يقول: اس أن تنصحه تقول له: يا أخي سلم لك أجر كم يأخذ الإنسان على السلام؟
عشر حسنات إذا قال: السلام عليك.
والفقهاء -رحمهم الله- قالوا : لو قالوا سلام لم يجبه ، سلام فقط لم يجبه لكن الصحيح أنه يجيبه، لأن سلام كانت كافية في الرد فتكون كافية في الابتداء فإن إبراهيم عليه السلام لما قالت الملائكة: (( سلاماً )) قال: (( سلام )) ، بس والصواب أنه إذا قال: سلام فإنك تجيبه لأن قوله سلام يعني سلام عليكم .
الطالب : انتهى الوقت .
الشيخ : انتهى الوقت نستمر في .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم ) متفقٌ عليه.
انظروا: الأمر هنا للإرشاد، وقوله: انظروا، هل المراد: النظر بالعين يعني بالبصر أو بالبصيرة؟
الثاني، النظر بالبصيرة، وقوله: ( إلى من هو أسفل منكم ) : أسلف منكم يعني بنعمة الله عليه، سواء كانت النعمة دينية أو دنيوية، لا تنظر لمن فوقك، انظر إلى من هو دونك، عللها الرسول صلوات الله وسلامه عليه قال: ( فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم ) ونعمة الله تشمل نعم الدين ونعم الدنيا، وهذا من الإرشاد الحكيم، لأنه لاشك أن الله تعالى جعل الناس متفاوتين (( انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بعْضَهُمْ عَلَى بعْضٍ )) متفاوتين في المال، في العقل، في القوة، في الولد، في كل شيء، الناس متفاوتون حتّى في الصورة الخِلقية الناس يتفاوتون.
ويقال: إنه لا يمكن أن تجد اثنين متساويين في كل شيء، حَتّى وإن تقاربوا في الشبه جدًا لابد أن يكون بينهم تفاوت.
طيب فإذا كانوا متفاوتين فمنهم العالي ومنهم النازل، وأنت لا تنظر إلى العالي، لأنك إذا نظرت إلى العالي احتقرت نعمة الله عليك، انظر إلى من دونك، ولنفرض مثلاً أن نظرك ضعيف لا يتجاوز عشرين مترًا، وفيهم من نظره لا يتجاوز عشرة أمتار، وفيهم من نظره يتجاوز مائة متر، من الذي فوقك؟
الذي يتجاوز مائة متر، ودونك عشرة أمتار وأنت بينهما، إن نظرت إلى الأعلى قلت: الله ما رزقني مثل ما رزق ذاك أعطاني أقل، فتزدري نعمة الله عليك في هذا البصر.
إذا نظرت للثاني قلت: الحمد لله، أعطاني الله خيرا منه، فعرفت قدر نعمة الله عليك وشكرته على ذلك.
في العلم رأيت شخصاً عنده حافظة قوية وذاكرة قوية وفهم قوي، وإنسان تُحفظه اليوم سطر واحد، وقبل أن يبرد مجلسه من سخونته إذا قام منه وجدته ناسياً، وأنت يبقى العلم معك لمدة ساعتين أو ثلاثة أو أربع أو خمس ساعات، إن نظرت إلى الذي يبقى الحفظ معه شهرين أو ثلاثة أو سنتين أو ثلاث قلت: ما عندي شيء، وإن نظرت للثاني قلت: الحمد لله عندي خير ، واضح ؟
متى يتبين لك نعمة الله عليك ؟
إذا نظرت إلى من دونك.
طيب في الأخلاق كذلك، وجدت إنسان في غاية ما يكون من الأخلاق، صدره منشرح، وجه طليق كلام طيب، دائم البشر دائم التبسم، حبيب، وآخر أعوذ بالله وجه عبوس قمطرير، لا يريد أحد يتكلم وأنت بالوسط تنظر إلى من؟
إلى الأسفل، طيب، وجدت إنسانًا كثير العبادة من صلاة وصدقة وصوم وبر والدين وصلة رحم، وإنساناً دون ذلك مهمل وأنت بينهما تنظر إلى من؟
الطالب : الأعلى .
الشيخ : لا ، إلى الأسفل : ( أجدر أن لا تزدروا نعمة الله ) : ونعمة الله فى الدين أقوى وأشدُ فضلاً من نعمة الدنيا تقول: الحمد لله الذي هداني أنا في خير، لكن هذا لا يمنعك أن تستبق الخيرات ، لا نقول: قف مكانك، اسع في الخيرات، لكن من حيث النعمة لا تنظر إلى من هُوَ أعلى منك، إن نظرت إلى من هو أعلى منك قلت: والله أنا ما أنعم الله عليّ ألي الدين من نعمة الله ؟
وأما تفريق بعض العلماء بين أمور الدين والدنيا ففيه نظر، لأن الحديث عام، والإنسان يغبط الشخص الذي أعطاه الله تعالى قوة في الدين وفعلاً للخيرات وترك للمنكرات من إنسان دون ذلك، ولا يرى أن الله أنعم عليه كما أنعم على الآخر العالم، فالرسول عليه الصلاة والسلام أرشدنا إلى هذه النظرية بالإضافة إلى نعمة الله علينا، ما هو بالإضافة إلى فعلنا، حَتّى أمور الدُّنيا، إذا رأيت إنسانًا أنعم الله عليه بخلق طيب وإنسانًا بالعكس، ألا يجدر بك أن تكون مثل الأول؟
الطالب : بلى .
الشيخ : هذا أيضاً ، حَتَّى الإنسان الذي أنعم الله عليه بالمال ربما تقول: أنا أسعى لطلب المال لعل الله يوفقني كما وفق الآخر، على كل حال إذا كان المقصود النظر إلى ما أنعم الله به من مال وبنين وعلم وعمل وعبادة بالنظر إلى إضافته إلى الله فانظر إلى من هُوَ أسفل مطلقاً حَتَّى تعرف قدر نعمة الله عليك، بأن الله فضلك على من دونك، لكن تنظر إلى الأعلى لابد أن تزدريَ إيش؟ النعمة وتنتقصها وتقول: الله ما أعطانى شيئا، الله منّ على هذا الرجل بالعبادة والصدقة وغير ذلك وأنا محروم، لكن هذا لا يمنع أن نقول إيش؟
استبق الخبرات، استبق الخيرات، انظر إلى فعلك أنت مقصر.
26 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم ) متفقٌ عليه. أستمع حفظ
فوائد حديث :( انظروا إلى من هو أسفل منكم ... ).
الطالب : الثاني.
الشيخ : للثاني حتى نعرف أن الله أنعم علينا بشيء، فالمهم أن هذه قاعدة ذكرها نبينا صلوات الله وسلامه عليه وهذه حقيقة ينبغي للإنسان أن يبني حاله عليها.
من فوائد الحديث: حُسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام أنه إذا ذكر الأمر أو الحكم ذكر التعليل، ولذكر التعليل فائدتان:
الفائدة الأولى: زيادة الطمأنينة، الإنسان إذا علم الحكم وعلم حكمته يزداد إيش؟
الطالب : طمأنينة .
الشيخ : طمأنينة، وإن كان المؤمن سوف يسلم لأمر الله ورسوله علم الحكمة أم لم يعلم، لكن كلما علم الحكمة ازداد طُمأنينة، نعم، ولهذا لما غرس الرسول صلى الله عليه وسلم جريدة رطبة على القبرين، الصحابة أشكل عليهم الأمر قالوا لما فعلت هذا؟ يريدون أن يتبينوا وجه الحكمة.
والفائدة الثانية لذكر العلة: بيان أن الشريعة ذات سموٍ عالٍ وأنها لا يمكن أن تحكم بالأحكام إلا بحكم اقتضت ذلك.
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: ( البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس ) أخرجه مسلمٌ.
البر والإثم : كل يطلب معرفة ذلك، البر: هو الخير والإثم ضده، كل يسأل عن هذا من أجل العلم فقط أو من أجل العمل؟
أما الصحابة فلا شك أنهم يسألون من أجل الثاني، وأما بعض الناس فربما يسأل لمجرد العلم فقط، لكن الحازم هو الذي يسأل عن الخير ليقوم به، وعن الشر ليجتنبه، قال حذيفة: ( كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه ).
سأله عن البر والإثم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( البر حسن الخلق ): الجملة هذه يقولون: إن مثل هذا التركيب يقتضي الحصر، ( البر حُسن الخلق )، وهذا قد يُشكل في ظاهره على بعض الناس حيث يقول: إن البر حُسن الخلق هناك أشياء كثيرة من البر وليست حُسن خلق، كالصلاة والصدقة والصيام والحج وغير ذلك.
فيقال: إنك لم تفهم مراد الرسول عليه الصلاة والسلام، حسن الخلق مع الله ومع عباد الله، لأن الرسول ما قيد، ما قال: حسن الخلق مع الناس ، مطلق.
حسن الخلق مع الله: أن تتقبل أوامره بالراحة والسرور والانشراح سواء كانت من المنهيات أو من المأمورات، لا يضق صدرك به، لا يكن في صدرك حرج، هذ لاشك أنه بر.
لأن من تلقى أوامر الله بانشراح وقبول فسوف ، أجب !
الطالب : يستريح .
الشيخ : سوف يفعله، لأنه مرتاح لها من قبل مسرور بها، وفي المحارم سوف يتجنبها فحينئذٍ صار هذا في معاملة الله
في معاملة الخلق: حُسن الخلق، بعضهم، قال: هُو : " بذل الندى وكف الأذى وطلاقة الوجه " .
وبعضهم قال: " حُسن الخلق، أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به "، وهذا أجمع وأبين وأوضح: أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، عامل الناس بهذا هذا حُسن الخلق ، كل منا يحب أن يعامله الناس بطلاقة وانشراح وسرور ، لا أجد واحدًا منكم يحب أن يقابله الإنسان بوجه عابس مكفهر، يضيق ذرعاً إذا كلمته، لا أحد يحب هذا، فحسن الخلق أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به هذا في المعاملة مع الناس .
( الإثم ما حاك في صدرك ): حاك: يعني صار شديدا عليك، لا تحب أن تفعله، وربما يفسره قوله: ( ما تردد في الصدر )، لأن الشيء إما أن تفعله بإنطلاق وإما أن تفعله مع تكره له، يحيك في صدرك، هذا هو الإثم، ولكن هذا الخطاب في المسأله الأخيرة لمن شرح الله صدره للإسلام، لا لكل أحد، بدليل أن أهل الفجور هل يحيك في صدورهم الفجور ولا لا؟
الطالب : لا .
الشيخ : ما يحيك ، بل يرونه سروراً لهم نسأل الله العافية، (( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ )) إيش؟
الطالب : (( فرَأَىهُ حَسَنًا )) .
الشيخ : (( فرَأَىهُ حَسَنًا )) فمن رأى الشيء حسناً كيف يحيك في صدره، فيكون الرسول صلى الله عليه وسلم خاطب رجلاً من الصحابة مستقيمًا يحيك في صدره الإثم ، ولم يخاطب جميع الناس ، فنقول: كلما كان الإنسان أتقى لله فسيضيق صدره ذرعاً بالآثام، ولابد، لابد .
وأنا أحكي لكم قصة وقعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقصة وقعت من عامي من الناس :
أما التي وقعت من الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لما سلَّم في إحدى صلاتي العشي سلم من ركعتين الصلاة تامة ولا غير تامة ؟
الطالب : غير تامة .
الشيخ : لا يا أخي في نظره تامة، في نظره تامة، لم تطمئن نفسه، قام إلى خشبة في قبلي المسجد واتَّكأ عليها وشبَّك بين أصابعه ووضع خده على إحدى يديه هكذا، الذي يقول هكذا ويش يظنه الناس؟ منشرح الصدر ولا مغموم ؟
مغموم ولهذا قالوا: كأنه غضبان، لم تنطلق نفسه ولم ينشرح صدره، مع أنه كان يعتقد أنه لم يفعل شيئًا ويش يعتقد ؟
أنها تامة ، لكن سبحان الله انقبضت نفسه، لأن صلاته لم تتم، هذا حاك في صدره شيء لكن لا يعلم ما سببه، لما قال له ذو اليدين: ( أنسيت أم قصرت الصلاة؟ ) : ولله در الصحابة، واحد من عامة الصحابة يقول هذا الكلام الذي لو اجتمع عليه الفلاسفة سنين ما أتوا بمثله ، ( أنسيت أم قصرت الصلاة؟ ) : كلمتان حصر ، فيه احتمال ثالث لا يمكن أن يكون من الرسول ولهذا لم يقله الصحابي وهو أنه سلم عمداً، هذا لا يمكن ، فهو سلم إما ناسيا وإما أن الصلاة مقصورة، لأن الزمن زمن تشريع، فقال: ( لم أنس ): بناء على ظنه ، ( ولم تُقصر ) : حكم شرعي نفى أن تكون قصرت. إذن فهي تامة لما انتفى القصر بقي النسيان، ولذا جزم الصحابي قال: ( بلى قد نسيت )، لكن تعارض عند النيي صلى الله عليه وسلم ما كان يعتقده وما أخبره به الصحابي فصارا خصمان في نفسه، الخصمان يحتاجان إلى حاكم فسأل الصحابة: ( أحقّ ما يقول ذو اليدين، أو أصدق ذو اليدين؟ قالوا: نعم، فصلى ما بقي ) : هذه أتيت بها شاهدا على أن الإنسان كلما كان أتقى لله فلابد أن يتأثر إذا فرط في شيء من الواجبات بدون علم.
أما قصة العامي فكان رجل معروف بالورع، وأنه لا يريد أن يَدخل على ماله شيء حرام إطلاقًا، فكان عنده أَثل ، تعرفون الأثل ؟
الطالب : نعم.
طالب آخر : لا .
الشيخ : ما تعرف الأثل ؟ اخرج برى إن شاء الله غداً تمشى في الصباح تجدها موجودة مركوزة في الرمال : (( ذواتي أُكل خمطٍ )) إيش؟ (( وأثل )) في القرآن (( وشيء من سدر قليل )) .
كان عنده أثل وكان قد قطعه، في يوم من الأيام خرج من أجل أن يحمله على بعيره ويأتي به إلى أهله أو يبيعه، لا أدري ، وكان جاره قد قطع أثله أيضا وكدَّسه، فجاء إلى أثل جاره يظنه أثله ، فأناخ البعير وحمل أثل جاره على بعيره، وربطه وشده، ونهر البعير، نهر البعير أبت أن تقوم، أبت أن تقوم، نهرها ضربها كلما نهرها أو ضربها تحلحلت وزادت مُكثًا في الأرض، فتعجب ما عهد ببعيره هكذا، فجعل يطوف بالبعير ويتأمل وإذا الأثل أثل جاره، وأثله باق، فحمد الله وتعجب، سبحان الله العظيم!
حبس الله هذا البعير لأنه حمَّل مالاً ليس بماله، ففك الخشب ووضعه في مكانه ثم حمَّل خشبه، وبمجرد ما حمله ونهرها قامت، وهذه من آيات الله، والله على كل شيء قدير ، حبس الفيل عن الكعبة ، وحبس ناقة النبي صلى الله عليه وسلم عن دخول مكة في صلح الحُديبية ، كانت البعير تنوَّخ ، يزجرها تأبى ما تروح ، حَتَّى إن الصحابة عيروها قالوا: ( خلأت القصواء ) : يعني حرنت فدافع عنها النبي عليه الصلاة والسلام ، شوف الحق مقصود حَتّى في البهائم، نعم حتى في البهائم قال: ( والله ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق )، يعني ليس من عادتها ولا خلأت الآن دفاعا عن الحق.
طيب : ( ولكن حبسها حابس الفيل ) وهو الله عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله حبس عن مكة الفيل، والذي نفسي بيده أو قال: والله لا يسألونني خطة يعظمون بها حرمات الله إلا أجبتهم عليها ) عرف النبي عليه الصلاة والسلام أن هناك أمرًا وراء التقييد وهو أمر الله عز وجل.
فالمهم أننا في ماجريات حياتنا أيضا أحيانا تجري الأمور على خلاف ما نريد، وإذا بالأمر الواقع هو الأحسن هو الخير، جرب هذا في نفسك أحياناً تريد شيئا ثم يأتي القدر بخلاف ما تريد ثم تقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وإذا بالأمر يكون الواقع هُوَ الأفضل، وهذا مصداق قول الله تبارك تعالى: (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُمْ )) ، وقوله: (( فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا )).
الطالب : (( وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيرًا كَثِيرًا )).
الشيخ : (( وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيرًا كَثِيرًا )) ولا فعسى أن تكرهوهن؟ شوف الآية ، الآية فيها عموم وخصوص، إن كرهتموهن كان المتوقع أن يكون الجواب: فعسى أن تكرهوهن ويجعل الله فيهن خيراً، لكن قال: (( فعسى أن تكرهوا شيئا )) ليكون الأمر أعم، عسى أن تكرهوا شيئا النساء وغير النساء ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا .
فأنت يا أخي المسلم كن مع الله عز وجل، كن مع القدر، لكن لا تصادم بالقدر الشرع، فاهمين كلامي الأخير؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لا تصادم بالقدر الشرع ، بمعنى أن تترك الواجب وتقول: هذا القدر تفعل المحرم وتقول: هذا القدر، هذا لا يمكن، لكن إذا فعلت واجتهدت وجاء الأمر على خلاف ما ترى فكن مع الله كن مع القدر مطمئن مستريح لا تقل: لو أني فعلت لكان كذا أو ليتني ما فعلت أو ما أشبه ذلك استرح، لو قُدر ما تريد لكان، كن مع القدر واجعل منهاجك في سيرك هذا الحديث العظيم، قال النيي صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) بعده: ( وفي كل خير)، هذه مثل الذي مر علينا : (( لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أولئك أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بعْدُ وَقَاتلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى )) هذا قال: ( المؤمن القوي خير وأحبُ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ) : الضعيف والقوي كله فيه خير .
( احرص على ما ينفعك ): كلمة عظيمة لو وزنت بها الأرض لوزنتها، احرص على ما ينفعك في أمر الدين ولا الدُّنيا ولا الكل ؟
كلها كل ما ينفعك احرص عليه.
( واستعن بالله ) : لا تعتمد على قوتك وحرصك، إنك لو اعتمدت على قوتك وحرصك لخُذلت، ولكن افعل الأسباب مع الاستعانة بالمسبب وهو الله. ( ولا تعجز ) : يعني لا إذا فعلت إذا تكسل وتترك، بعض الناس إذا حرص على ما ينفعه وسعى فيه ولم يحصل بأول مرة تعاجز، وقال: هذا بيتعبني ، ما أبيه، وهذا غلط (( ولا تعجز )).
ثمّ بعد بذل الأسباب والاستعانة بالخلاق عز وجل إن أصابك شيء خلاف ما قدرت فلا تقل: ( لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ، فإن لو تفتح عمل الشيطان ): وهذا لو أننا سرنا عليه في حياتنا لحصلنا على خير كثير، لكن تستولى علينا الغفلة أحيانا وننسى ما أرشدنا إليه من كلام النبوة ثم يحصل الخلل في ميزان أعمالنا، نسأل الله لنا ولكم الاستقامة.
طيب الآن أخذنا في هذا الدرس كم حديث؟
الطالب : حديث واحد .
الشيخ : يا اخوان اتقوا الله أخذنا فوق العشرين حديث، كم أخذنا من حديث على الأول الذي ذكرنا فوائده؟
الطالب : كثير .
الشيخ : كثير، ليش ما تعدون هذا، هذا من الظلم، أخذنا شيئاً كثيراً في الحديث الأول، وفي الحديث الثاني أيضاً أخذنا ما يتيسر، وفي الحديث الثالث أيضاً أخذنا كثيراً، لا يأتي أحد منكم غداً ويقول: والله ما مشينا لعلنا نعود إلى الكافي وإلى درسنا الأول الآن إن شاء الله قطعنا، خلاص ماشين على هذا ونسأل الله تعالى أن يجعل ما سعينا فيه خيراً .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم :
نقل المصنف -رحمه الله تعالى-: " عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يحزنه ) متفقٌ عليه واللفظ لمسلم.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه، ولكن تفسحوا وتوسعوا ) متفقٌ عليه " :
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:
قال -رحمه الله- فيما نقله في كتاب الجامع باب الأدب قال : " وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يحزنه ) متفقٌ عليه " :
الطالب : فوائد الحديث الماضي !
الشيخ : ما أخذناها ؟ نعم ؟
الطالب : ما أخذناها .
الشيخ : طيب.
28 - وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: ( البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس ) أخرجه مسلمٌ. أستمع حفظ
فوائد حديث :( البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس ).
ومن فوائده: الحث على حُسن الخلق مع الله ومع عباد الله.
ومن فوائده: أن ما تردد في صدر الإنسان إذا كان الإنسان قلبه سليمًا ما تردد في صدره هل يفعل أو لا يفعل فإنه إثم، لكن هل إذا أقدم على هذا الشيء الذي تردد فيه هل يكون آثما؟
نقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه )، فالورع ألَّا يُقدِم عليه ولكن له الإقدام ما لم يتحقق أنه إثم.
ومن فوائد هذا الحديث: أن مَن كان سليم القلب فإن الله تعالى قد يهبه فراسة يعرف بها الإثم حتى إن نفسه لا تطمئن إليه ولا ترتاح له، وهذه من نعمة الله على الإنسان.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الرجل السليم القلب الصحيح المنهج يكره أن يطَّلع الناس على عيوبه لقوله: ( وكرهت أن يطلع عليه الناس ).
أما الرجل الذي لا يستحيي فلا يبالي، ( ومما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت ).
وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يحزنه ) متفقٌ عليه واللفظ لمسلم.
لا يتناجى أي: لا يكلم أحدهما الآخر سراً، لأن المناجاة هي الكلام بصوت منخفض، والمناداة: الكلام بصوت مرتفع، ولهذا قال الله تعالى: (( وَنَادَينَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقرَّبنَاهُ نجيا )): فلما كان بعيدًا قال ناديناه ولما قرب جعله مناجى (( وقربناه نجياً )) : إذن لا يتناجى اثنان أي إيش ؟
لا يتكلم بعضهما مع الآخر أتموا ، سراً ، دون الآخر : الذي هو الثالث، ثمّ علل النبي عليه الصلاة والسلام ذلك قال: (( حتى تختلطوا بالناس من أجل أن ذلك يحزنه )) : فإذا اختلط الثلاثة بالناس فليتناج اثنان ، لأنهما يتناجيان وأمامهما جمع من الناس ، فهؤلاء الجمع لا يحزنهم أن يتناجى اثنان ، لأنهم لا يهتمون بذلك غالبًا .
قال: ( من أجل أن ذلك يحزنه ) أي: يلحقه الحزن، والحُزن هو: الغمْ مما وقع وإذا كان مما يستقبل فهو خوف.
30 - وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يحزنه ) متفقٌ عليه واللفظ لمسلم. أستمع حفظ
فوائد حديث : ( إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجى اثنان دون الآخر ... ).
ومن فوائد الحديث: تحريم إدخال الحزن على أخيك المسلم، لأن النهى في قوله: ( لا يتناجى ): الظاهر أنه للتحريم، لأنه إذا كان يدخل الحزن على أخيك المسلم فإن الحزن إيذاء، وإيذاء المسلم حرام، بل قد قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَ يؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فقَدِ احْتَمَلُوا بهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا )).
ومن فوائد هذا الحديث: أنه إذا كانوا أربعة فأكثر وتناجى اثنان فلا نهي، لأنه لا يُحزن الاثنان الآخران الذان لا يتكلمان.
ومن فوائد الحديث: أنهم إذا كانوا ثلاثة فتكلم اثنان بغير لغة الثالث ولو جهراً فإنه منهي عنه : ( لأن ذلك يحزنه )، إذ إن الثالث لا يدري ما يقولان فيحزن.
ومن فوائد الحديث: أنه إذا كان الثالث لا يحزن ولا يبالي إما لأنه قوي ولا يخاف منهما ولا يهابهما وهو قوي الشخصية فإنه لا بأس أن يتناجى اثنان.
ومن فوائد الحديث: أن أحكام الشريعة مبنية على العلل والمناسبات، لأنه لما نهى عن التناجي بين السبب : ( مِن أجل أن ذلك يحزنه ).
فإن قال قائل: إذا كانوا خمسة وتناجى اثنان أحدهما كبير القوم، فجلسوا في مجلس واستبدَّ أحد الناس بكبير القوم يكلمه ويناجيه يبحث معه والآخرون ساكتون، هل يدخل في النهي للعلة، أو نقول: إنه مِن الخطأ أن يحزن الآخرون؟
أحيانًا يكون مثلاً رجل كبير، كبير في علمه أو في ماله، أو في جاهه، أو في إمارته، فيجلس في مجلس، ويجلس إلى جنبه آخر، ويتحدثان، يكون كل المجلس حديث مع هذا الرجل هل القوم الآخرون هل يرضون بهذا أو يحزنون؟
عادة يحزنون لا شك، ولهذا ينكرون على صاحبهم يقولون: أنت استبديت بالرجل، فهل نقول: إن هذا منهي عنه؟
نقول: نعم منهي عنه، لأن ذلك إذا كان يحزن القوم فالحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا، كل إنسان إذا جلس مع عالم أو مع أمير أو مع وزير أو مع وجيه، كل إنسان يحب أن يكون له معه كلام، ويأتي إنسان إلى جنب هذا الكبير و ويدور رأسه بالكلام والآخرون لا يتكلمون، لا شك أن هذا يحزنهم، ولهذا دائمًا إذا وقع مثل ذلك ألقوا باللوم على صاحبهم قالوا: لما استبددت بهذا الرجل؟
من فوائد هذا الحديث: أن النبي عليه الصلاة والسلام أحسن الناس تعليمًا، إذا حكم بحكم بين العلة.
ومن فوائد هذا الحديث أيضاً: أن تعليل الأحكام يستوجب للإنسان فائدتين عظيمتين، أو يحصل به فائدتان عظيمتان:
الأولى: الاطمئنان ، أن الإنسان يطمئن للشريعة ويعرف أن هذا هو المناسب وهو الحكمة.
الثاني: القياس، قياس ما لم يذكر على المذكور إذا وجدت العلة، فنأخذ من هذا أن كل شيء يحزن أخاك المسلم سواء في المناجاة أو غيرها فإنه إيش؟
منهي عنه.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا ) متفقٌ عليه.
أنا عندي بالرفع ثم يجلسُ ، ولكن مقتضى القاعدة النحوية أن تقول : ثم يجلسَ ، لأن النهي ليس عن إقامة الرجل ، بل النهي عن إقامته والجلوس مكانه ، وعلى هذا تكون ثم بمعنى واو المعية.
قوله عليه السلام: ( لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه ): نهى النبي صلى الله وسلم عن ذلك لأن فيه عدوانًا على أخيه، أن يقيمه من مكانه ثم يجلس .
وقوله: ( الرجل ) : لا يعني أن المرأة لا بأس أن تقيم أختها وتجلس مكانها، لأن هذا مبني على الأغلب وما بني على الأغلب فلا مفهوم له.
وقوله: ( ثم يجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا ) : هل معناها ولكن يقول: تفسحوا ليطابق الآية وهي قوله تعالى: (( يأيها الذين ءامنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم )).