تحت باب الأدب.
السائل : وش حكمه ؟
الشيخ : الظاهر أنه يأثم، إذا لم يأت بمثلها أو أحسن فهو آثم مخالف للآية نعم.
السائل : هل يجوز أن يتناجى اثنان بإذن الثالث؟
الشيخ : إي نعم، يجوز لأن العلة التي قال : ( لا يتناجى اثنان دون الثالث أو دون الآخر من أجل أن ذلك يحزنه ) ، تدل على أنه إذا كان بإذنه فلا بأس ، وهذا يقع كثيراً يقول: يا فلان تسمح أن تكلم مع فلان قليلاً ، نعم .
السائل : ما حكم أن يسلم على النساء ، أو رجل يسلم على امرأة ؟
الشيخ : الأصل أنه إذا كان هناك فتنة والغالب أنه يكون فتنة لاسيما الشابة مع الشاب أن لا يسلم، لكن لو سلم الإنسان على امرأة من معارفه يعرفها وتعرفه ويخالطها كثيراً وتخالطه يعني تأتي إليه في البيت وهو يأتي إلى بيت زوجها مثلاً فلا أرى في هذا بأساً، يعني مثلاً ترجع إلى الفتنة خوفها واتفائها.
السائل : إذا كانوا جمع النساء ؟
الشيخ : كيف ؟
السائل : إذا كانوا جمعًا ؟
الشيخ : والله هذه أيضاً تختلف، الغالب أن الجمع ما فيه فتنة إن شاء الله، وكذلك لو كان الرجل من الرجال المعروفين بالشرف والسيادة، أو إنسان مثلاً يريد أن يدخل عليهن ليعلمهن هذه ترجع إلى الأحوال.
لو حياك أحد بتحية غير السلام فكيف ترد عليه ؟
الشيخ : إيش ؟
الطالب : لو قال أحد : صباح الخير مساء الخير، شو الفرض على الراد؟
الشيخ : بدون أن يقول السلام عليكم ؟
لا بأس أن تقول : أهلاً ومرحباً صبحك الله بالخير ثم ترشده تقول: السنة أن تبدأ بالسلام .
الطالب : ما بدأ بأي شي.
الشيخ : نعم ؟
الطالب : ما بدأ بأي تحية.
الشيخ : إيش؟
الطالب : ما بدأ بأي تحية.
الشيخ : ما بدأ ؟
الطالب : بأي تحية .
الشيخ : إلا كيف ؟ صباح الخير تحية وزيادة .
الطالب : لا لا دخل من غير تحية .
الشيخ : وش تقول ، إذا دخل بدون سلام وش بتقول ، لكن أرشده إذا دخل وجلس وسكت تقول له : يا أخي ليش ما سلمت ؟
أرشده، أو مر بك ولا سلم، نعم، على كل حال ذكرنا فيما سبق أنه إذا لم يسلم سلم أنت، لكن إذا علمت أن الرجل جاهل علمه، انتهى الوقت ؟
الطالب : لا .
الشيخ : تفضل .
الطالب : أقول : ماذا تريدون منا ؟
الشيخ : الأحاديث يقول الأخ صالح : نراجعها :
" عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يجزئ عن الجماعة ) " :
هذا عن علي والباقي عن أبي هريرة كلها إلى حديث ابن عمر ، كلها عن أبي هريرة ، والعجب أن الشارح ما نبه على هذا !
الطالب : يقول عن أبي هريرة .
الشيخ : كيف ؟
الطالب : الشارح يقول : وعنه يعني عن أبي هريرة .
الشيخ : راجعه ، من الذي معه سبل السلام ؟
الطالب : معي شيخ .
الشيخ : طيب وش يقول ؟ من حديث علي ؟
الطالب : من حديث علي ؟
الشيخ : نعم .
الطالب : " وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( يجزئ عن الجماعة ) " .
الشيخ : بس والذي بعده ؟
الطالب : " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تبدؤوا اليهود والنصارى ) ".
الشيخ : والباقي ؟
الطالب : وعنه ، أي: عن أبي هريرة .
الشيخ : الحمد لله .
الطالب : يرحمك الله .
الشيخ : يهديكم الله ويصلح بالكم .
الطالب : " الرابع وعنه أي : عن أبي هريرة " .
الشيخ : خلاص إذن صححوا النسخ، أنا وهمت ، من قوله وعن أبي هريرة بعد حديث علي .
الطالب : من حديث علي فقط إلى ...
الشيخ : إي نعم ، وعنه : يعني صار اسمه الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه والباقي وعنه .
الطالب : يا شيخ : بعد حديث علي قال: وعنه، ثم اعترض في الشرح وقال يعني أبو هريرة ، ثم قال : وعنه .
الشيخ : إي .
الطالب : الحديث الثاني قال: وعنه.
الشيخ : إي الصواب وعن أبي هريرة، إذن اكتبوا وعن أبي هريرة الأول بس والباقي ماشي، نبدأ درس جديد نعم !
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم :
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعين :
نقل المصنف -رحمه الله تعالى- : " عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء ) متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ) أخرجه مسلمٌ.
وعن عمرو بن شعيبٍ عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كُلْ واشرب والبس وتصدق في غير سرفٍ ولا مخيلةٍ ) أخرجه أبو داود وأحمد وعلقه البخاري " .
مراجعة ما سبق.
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
سبق لنا من الآداب ، من آداب السلام أنه يسلم الصغير على الكبير ، والقليل على الكثير ، والراكب على الماشي ، والماشي على القاعد ، وسبق بيان الحكمة في ذلك ، وأنه إذا لم يسلم من هو أولى بالسلام سلم الآخر ولا تترك السنة بين الاثنين .
وسبق لنا أيضاً أن السلام سنة كفاية ابتداءً ، وفرض كفاية رداً وجواباً .
وسبق لنا أنه لا يجوز أن يُبدأ اليهود والنصارى بالسلام ، وكذلك لا يبدأ غيرهم من باب أولى .
وسبق لنا أن مِن آداب وعزة الإسلام أننا إذا لقينا اليهود والنصارى في طريق فلنضطرهم إلى أضيقه ولا نتوسع لهم، وليس المعنى أن نؤذيهم بالمزاحمة فإن هذا شيء وهذا شيء آخر، بل لا نتوسع لهم .
وكذلك أيضاً سبق لنا أن من آداب العطاس أن الإنسان إذا عطس يقول : الحمد لله ، ويقول من سمعه : يرحمك الله ، ثم يرد : يهديكم الله ويصلح بالكم .
وسبق لنا أيضاً النهي عن الشرب قائماً وأن هذا النهي ليس للتحريم وإنما هو للكراهة بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم شرب قائماً من غير ضرورة ، والمحرَّم لا يجوز إلا بضرورة ، فلما شرب النبي صلى الله عليه وسلم من غير ضرورة دلَّ هذا على أن النهي ليس للتحريم .
نعم ، وسبق لنا أيضاً أن من آداب اللباس أن يبدأ الإنسان في اللباس الذي له أكمام يبدأ باليمين لبساً وباليسار خلعاً وكذلك النعل كما جاء في الحديث، ومثله الجوارب فإنه يبدأ بالأيمن ويخلع ابتداءً بالأيسر.
وسبق لنا أيضاً أنه يكره أن يمشي الإنسان بنعل واحدة، حتى قال العلماء: ولو لإصلاح الأخرى، لأنه ليس هناك ضرورة أن يمشي بها لإصلاح الأخرى، من الممكن أن يأخذها بيده حتى يصلح النعل الأخرى.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلأ ) متفقٌ عليه.
( لا ينظر ) : يعني نظرة رحمة وعطف، وإن كان النظر العام شامل لكل أحد، لكن النظر الخاص نظر الرحمة ينتفي عن مثل هذا.
( لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء ) : والثوب يطلق على كل ملبوس من إزار وسراويل وقميص وغيرها.
وقوله: ( خيلاء ) أي: بطرًا وإعجابًا وفخرًا، وهذا النهي بل هذا النفي وعيد على من جر ثوبه خيلاء.
4 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلأ ) متفقٌ عليه. أستمع حفظ
فوائد حديث :( لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلأ ).
أولاً: إثبات النظر لله عز وجل، لأن نفيه عمن اتَّصف بصفة يدل على ثبوته في خلاف ذلك كما استدل العلماء بقوله تعالى: (( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )) على ثبوت النظر إلى الله عز وجل ، لأنه لما حجب هؤلاء في حال الغضب فإنه لن يحجب الآخرين في حال الرضا.
ومن فوائد الحديث: أن جرَّ الثوب خيلاء من كبائر الذنوب، وجهه: الوعيد، لأن كل ذنب خُتم بوعيد فهو من كبائر الذنوب.
ومن فوائده: أن مَن جره لغير خيلاء فإنه لا يستحق هذا الوعيد، لأن تقييد الحكم بوصف يستلزم انتفاء الحكم عند انتفاء الوصف، وهذه قاعدة مفيدة لطالب العلم: " إذا عُلق الحكم بوصف فإنه يستلزم انتفاء الحكم لإنتفاء ذلك الوصف "، الحكم الموجود معنا ما هو؟
الطالب : الخيلاء .
الشيخ : نفي النظر ، لا ، نفي النظر عمن جر ثوبه خيلاء، والوصف: أن يكون الجر خيلاء ، فإذا كان لغير خيلاء فإنه لا يستحق هذا الوعيد .
ولكن يبقى النظر هل هو حرام أو ليس بحرام؟
نقول: إذا كان من غير قصد وتعاهده الإنسان ورفعه فإنه ليس بحرام، دليل ذلك أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: ( يا رسول الله إنَّ أحد شقي إزاري يسترخي عليّ إلا أن أتعاهده، فقال: إنك لست مما يفعل ذلك خيلاء )، وإن كان عن قصد وليس خيلاء فعليه عقوبة لكنها دون انتفاء النظر ، وهي قوله صلى الله عليه وسلم: ( ما أسفل من الكعبين ففي النار )، وهذه عقوبة ليست كعقوبة انتفاء النظر بل هي أهون وأدون ، لأن هذا يقتضي أن يكون عذابه على ما حصلت به المخالفة وهو ما كان أسفل من الكعبين. عرفتم ؟ إذن لدينا ثلاث حالات:
الحال الأولى: أن يكون فوق الكعبين وهذا جائز، وأكمله أن يكون إلى نصف الساق.
الثانية: أن يكون أنزل من الكعبين لغير الخيلاء فهذا حرام بل من الكبائر، لكن العقوبة عليه أخف من العقوبة على من جر ثوبه خيلاء، لأنه يعذب بقدر ما حصلت به المخالفة.
طيب الثالثة: أن يجره خيلاء فهذا هو الذي عليه هذا الوعيد الشديد أن الله تعالى لا ينظر إليه، وفي حديث أبي ذر الذي رواه مسلم: ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) فزاد ثلاث عقوبات : أنه لا يكلمهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم إضافة إلى أنه لا ينظر إليهم، ( قالوا: من هم يا رسول الله خابوا وخسروا ؟ قال: المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ).
فإن قال قائل: ألا يمكن أن نقيد حديث : ( ما أسفل من الكعبين ففي النار ) بحديث: ( لا ينظر الله على من جر ثوبه خيلاء ) ؟
فالجواب: لا يمكن، لأن المسألة هذه فيها اختلاف العملين ، واختلاف الحكمين ، وإذا اختلف العملان والحكمان فلا تقييد لأحدهما بالآخر، لأنه لو قُيد لزم تكذيب أحدهما بالآخر ، وإنما يقيد إذا كان الحكم واحدًا وإن اختلف في السبب، وعلى هذا فنقول: لا تقييد، وأن ما أسفل من الكعبين ففي النار سواء كان خيلاء أو غير خيلاء، لأنك لو قيدته بأنه ما أسفل من الكعبين ففي النار إذا كان خيلاء تناقض الحديثان، كيف التناقض؟
هذا يقول: لا ينظر الله إليه، وهذا يقول: في النار ، ( ما أسفل من الكعبين ففي النار ) ، وإذا كان يختلف الحكم تعذر أن نحمل أحدهما على الآخر، إذ أنه يلزم منه التناقض بين الخبرين، ووجه ذلك ما ذكرت لكم الآن : ( ما أسفل من الكعبين ففي النار ) العمل ما هو ؟
نزول الثوب عن الكعبين لغير الخيلاء.
ثانيا: الحكم إيش؟
الطالب : حرام .
الشيخ : لا ، في النار، الحكم أنه في النار، من جره خيلاء هذا عمل غير الأول هذا جره خيلاء، الحكم: لم ينظر الله إليه .
لو قلت: ما أسفل من الكعبين المراد إذا كان خيلاء، معناه أن أحد الخبرين صار غير صحيح مناقضاً للآخر، لأن جزاء ما كان أسفل من الكعبين النار فقط، ولم ينتف عنه النظر، وجزاء من جره خيلاء انتفاء النظر وهذا أشد، وعلى هذا فلا يمكن أن يقيد أحدهما بالآخر، بل كل واحد منهما عمل مستقل وعقابه مستقل.
طيب يستثنى من ذلك : ( من جر ثوبه خيلاء ) يستثى من ذلك النساء ، النساء رخص لهن بأن تجر المرأة ثوبها إلى شبر وإلى ذراع ، لماذا ؟
لئلا تتكشف أقدامهن، فإن النبي صلى الله عليه وسلم روجع في ذلك فأذن إلى ذراع ، وكنا نعهدُ أن النساء يرخين أذيالهن، أذيال ثيابهن إلى نحو ذراع، تجد المرأة وراءها ، تجد ذيلها وراءها ذيل ثيابها، أما الآن فالمرأة في بعض البلاد الإسلامية مع الأسف، إلى نصف الساق ، ينكشف القدم ونصف الساق وربما ارتفع فوق ذلك أيضًا فصارت المسألة بالعكس ، مع أن بعض الرجال يجر ثوبه إلى شبر تقريبًا فصار مع الأسلف لباس الرجال للنساء ولباس النساء للرجال، نسأل الله الهداية .
طيب هل يقاس على الثوب ما سواه؟
مثلاً يكون خيلاء في العمامة؟
الجواب : نعم، يقاس عليه ، وقد جاء فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالعمامة يمكن أن يكون فيها خيلاء بماذا؟
يعني بتكبيرها ، بحيث يجعلها عشر ليات أو عشرين لية.
الثاني: بتطويل الذؤابة، حتى تصل إلى قريب الأرض هذه خيلاء، وقد نص على ذلك أهل العلم.
وهل يقاس على ذلك الأكمام؟
الجواب: نعم، يقاس على ذلك، فإن بعض الناس يكون عنده خيلاء في الأكمام، تجد كمه واسع جداً على سعة قميصه، هذا خيلاء، إذن ما هو الضابط؟
الضابط ما خرج عن العادة فهو سرف وخيلاء، هذا الضابط سواء في العمامة، أو في المشلح أو في الثوب أو في الإزار أو في القميص، لأن النبي عليه الصلاة والسلام إذا ذكر الإزار مثلا ليس معناه الاقتصار عليه بل هذا كالمثل، أو لأنه في عهده غالب الناس يلبس الإزار.
وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه؛ فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ) أخرجه مسلمٌ.
قوله: ( إذا أكل أحدكم ) : الأكل هل الإنسان يتناوله بمقتضى الطبيعة؟
الطالب : نعم .
الشيخ : نعم بمقتضى الطبيعة، إذن فليس هناك سنة في نفس الأكل ، لأن الإنسان يتناوله بمقتضى الطبيعة .
لكن لو فرض أنه أضرب عن الطعام صار الأكل في حقه حينئذٍ واجبًا ، لإنقاذ نفسه ، وإذا مات في حال إضرابه فقد قتل نفسه ، فيكون في النار خالدًا فيها مخلدًا.
الأكل يكون بمقتضى الطبيعة ومقتضى الطبيعة ليس فيه تأس كما عُرف ذلك من أفعال الرسول عليه الصلاة والسلام.
لكن قد يكون هذا الشيء الذي هو مقتضى الطبيعة والجبلة يكون له صفات مشروعة منها الأكل باليمين، ولهذا قال: ( إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه )، الشرب بإيش؟
باليمين هذا سنة ، كونك تتناول الأكل باليمين والشرب باليمين، فهذا من السنة المأمور بها وسيأتي في الفوائد حكمه .
ثم علل النبي عليه الصلاة والسلام الأمر بذلك بأن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله، ونحن منهيون عن إتباع خطوات الشيطان : (( يأيها الذين ءامنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر )) هذه آية .
(( ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين )) : وإذا كان كذلك فلن يقودنا إلا إلى الشر.
6 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه؛ فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ) أخرجه مسلمٌ. أستمع حفظ
فوائد حديث :( إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه ... ).
أولاً: إكرام اليمين، وذلك لأننا أمرنا أن نأكل بها، ومعلوم أن الأكل غذاء للبدن، فيكون المتفضل بالغذاء هي اليد اليمنى.
ثانياً: وجوب الأكل باليمين.
إذا قال قائل من أين أخذت ذلك؟
قلنا من الأمر ، أجيبوا !؟
الطالب : لأنه أمر بذلك .
الشيخ : لا ، ليس من الأمر بمجرده ، لأننا ذكرنا أن أقرب أقوال العلماء -رحمهم الله- أن ما كان الآداب فالأمر فيه للاستحباب، لكن من كون الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله، نقول: الأمر هنا للوجوب.
ويؤيد ذلك أنه ورد بصيغة أخرى : ( لا يأكل بشماله ولا يشرب بشماله )، فاجتمع فيه الأمر بالأكل باليمين، والنهي عن الأكل بالشمال.
إذن الأكل باليمين واجب، الشرب باليمين واجب، القاعدة الشرعية : " أن الواجب يسقط مع العجز " ، فإذا كان إنسان لا يستطيع أن يرفع يده اليمنى لشلل، أو مرض أو ما أشبه ذلك جاز له أن يأكل بالشمال للضرورة.
ومن فوائد الحديث أيضاً: تحريم الشرب بالشمال، وإذا كان كذلك فإن المحرَّم لا يرتفع التحريم فيه إلا ؟ أجيبوا !
الطالب : للضرورة .
الشيخ : إلا للضرورة، لقوله تعالى: (( وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه ))، وعلى هذا يتبين خطأ أولئك القوم الذين إذا احتاجوا إلى الماء على الطعام أخذوه بشمالهم، هذا لا يجوز، يدعي أنه يلوث الكأس مثلاً أو الإناء!
جوابنا على هذا أن نقول:
أولاً: يمكن أن تمسك باليمين بدون تلويث، فالكأس مثلاً ممكن أن تجعله بين الإبهام والسبابة وتمسكه من أسفل، هذه واحدة.
ثانياً: في الوقت الحاضر كثير من الناس يشربون بكؤوس لا يشرب منها غيرهم، بكؤوس البلاستيك، يشرب بها الإنسان وترمى، وإذا لوثها يلوثها على من؟
لا أحد.
ثالثًا: لو قدر أنها تتلوث فهل تتلوث بنجاسة؟
تتلوث بطعام، وليس في ذلك أكثر من أن المرأة أو الخادم تغسِّل الإناء.
وهل تلوث الإناء بالطعام يُضطرَ الإنسان إلى أن يشرب بالشمال؟
لا، لكن التهاون، تهاون الناس وتقليد بعضهم بعضا هو الذي جعلهم يقدمون على هذا العمل المحرم.
ومن فوائد الحديث: أن الشيطان يأكل ويشرب، لقوله: ( فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله )، وهذا له أدلة كثيرة منها : أن الإنسان إذا لم يسم على الأكل والشرب شاركه الشيطان في ذلك، كما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام .
ومنها قصة أبي هريرة مع الشيطان حين جاء وأخذ من الطعام وقال: إنه ذو حاجة وعيال.
وينبني على هذه الفائدة أن الشيطان له جُرم، وهو كذلك له جرم، فيشكل على هذا كيف يكون له جُرم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إنه يجري من ابن آدم مجرى الدم ) كيف ذلك؟
والإنسان لا يحس بأن جرماً يدخل في عروقه، لا يحس بهذا ؟!
أجاب بعض العلماء الذين ينحون إلى تحكيم العقل قالوا: إنه لا يجري حقيقة في العروق، ولكنه يجري في الوساوس، يعني: يوسوس للإنسان، وأنَّ قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( يجري من ابن آدم مجرى الدم ) يعني: يوسوس له حتى يصل إلى قلبه الذي يصل إليه الدم، ولكن هذا خلاف ظاهر اللفظ، ونحن نقول: يجري حقيقة ، ولكن أليس في الدم كريات ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : تجري في الدم ألا يمكن أن الشيطان يتصاغر حتى يكون مثل هذه الكريات ويدخل؟
ممكن، فهذا غير مستحيل عقلاً، وعلى هذا فالشيطان يمكن أن يتلبس ويكون بصورة الآدمي، ويكون بصورة أخرى، ويكون صغيرًا بحيث يجري مع العروق من غير أن يشعر به الإنسان.
ومن فوائد الحديث: النهي عن التشبه بالكفار ، يؤخذ ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : ليش؟
لأنا نُهينا عن التشبه بالشيطان، والشيطان رأس الكفر، وهذا نقوله من باب تعدد الأدلة على النهي عن التشبه بالكفار، وإلا فقد وردت الأدلة صريحة في أن الرسول نهى عن التشبه بالكفار، وقال: ( من تشبه بقوم فهو منهم ).
ومن فوائد هذا الحديث: نصح النبي صلى الله عليه وسلم للأمة حين أرشدهم إلى هذا الأمر الذي يخفى عليهم ، وهو : أنه أمرهم أن يأكلوا باليمين ويشربوا باليمين، وأخبرهم بأن الشيطان يأكل بالشمال ويشرب بالشمال، ونحن لا علم لنا في هذه الأمور إلا عن طريق الوحي.
وعن عمرو بن شعيبٍ عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كل واشرب والبس وتصدق في غير سرفٍ ولا مخيلةٍ ) أخرجه أبو داود وأحمد وعلقه البخاري.
في غير سرف : السرف: تجاوز الحد.
والمخيلة: يعني: الخيلاء، وهي الإعجاب والبَطَر والأَشَر وما أشبه ذلك.
نرجع إلى قوله: ( كل واشرب والبس وتصدق ) ، قلنا إن محط الفائدة هي: ( في غير سرف ولا مخلية ) .
الأكل يمكن أن يكون فيه إسراف ، وهل في زيادة المعروض أو زيادة المأكول أو فيهما جميعًا؟
الطالب : فيهما جميعا .
الشيخ : نعم ، فيهما جميعًا، قد يكون السَّرف في زيادة المعروض بحيث يدعو شخصين أو ثلاثة ويعرض ما يكفي لعشرين، هذا إسراف.
وما أحسنَ ما وقع لي مع بعض الناس، كان عندنا أناس من علماء الباكستان فقدمنا الغداء على عادتنا نحن، هم ثلاثة ونحن اثنان خمسة قدمنا ثلاثة تباس رز، فلما دنونا من السفرة أخذوا اثنين وخلوهم برة ، ليش؟
قالوا: إذا خلص هذا أخذنا واحد واحد ، سبحان الله !
فتعجبنا يعني أناس من غير جزيرة العرب يقتصدون هذا الاقتصاد، وهذا حقيقة، ليش نجيب ثلاثة لخمسة ؟! ثلاثة دباس لخمسة أنفار ما هو صحيح ، لكن ما أدري لو أننا دعونا خمسة أنفار ووضعنا لهم ثلاثة تباس؟
الطالب : يمكن صغير .
الشيخ : لا مهو صغير، تباس هكذا .
الطالب : ما التباس ؟
الشيخ : التباس الصحون.
على كل حال، الأكل من غير إسراف.
الإسراف قلنا : مجاوزة الحد في المعروض أو في المأكول.
طيب في المأكول: أن الإنسان يأكل حتى يملأ بطنه ملأ ملأً ملأ شديدًا ، فإن بعض الناس يأكل حتى يملأ بطنه يكاد ينفجر، وثم إذا انتهى إيش يعمل؟
قال دور ؟
الطالب : مهضم .
الشيخ : مهضم، دور مهضم، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) .
وإن شيخ الإسلام -رحمه الله- يقول: " إن الأكل إذا خاف الإنسان أن يتأذى به صار حرامًا، وكذلك إذا خاف التخمة يعني: تغير المعدة برائحة كريهة من أجل إدخال الطعام بعضه على بعض فإنه يكون حرامًا، مع أنه من الطيبات " ، لكن هذا يكون حراما لأنه إيش؟
إسراف وأذى.
طيب : ( كل واشرب والبس ) : أيضاً إلبس من غير إسراف ، الإسراف في اللباس إما في سرعة اللبس بمعنى أن الإنسان في الصباح له ثوب جديد وفي المساء له ثوب جديد، هذا إسراف .
أو الزيادة ، الزيادة في الثمن أو الزيادة في العدد هذا إسراف.
ولكن لاحظوا أيضًا، انتبهوا لأن الإسراف في المأكول والمشروب والملبوس يختلف باختلاف الناس والأوقات، ولهذا قد يكون الأكل إسرافًا في حق قوم، وغير إسراف في حق آخرين.
كذلك في الثياب قد يكون هذا الثوب، إذا لبسه شخص صار إسرافا وإذا لبسه آخر لم يكن إسرافا.
طيب أيضا يدخل في اللبس الإسراف في العدد : يعني مثلاً إنسان -وهذا أكثر ما يكون في النساء- يمكن أن يكفيها سوار أو سواران يحصل به التجمل، فتأتي بإيش؟
بعشرة أسوار ، هذا إسراف، وفيه أيضًا كسر قلوب الآخريين الذين لا يجدون مثل هذا.
( وتصدق في غير سرف ولا مخيلة ) : تصدق في غير مخيلة واضح ، لأن الإنسان قد يتصدق خيلاء وإعجاباً وإطراءً ورياءً، لكن في غير سرف هل في الصدقة إسراف؟
الطالب : نعم .
الشيخ : كيف؟
الطالب : شيخ يمكن أن يكون عنده يعني فقط ما يكفي عياله ثم بعد ذلك يتصدق بذلك ، فقد أسرف في هذا يعني أسرف في الصدقة حيث لم يدع لأولاده !
الشيخ : لأولاده شيئاً ، سليم ؟
الطالب : عفا الله عنك يا شيخ الاسراف مجاوزة الحد ؟!
الشيخ : إي كالصدقة .
الطالب : أقول : كل شي فيه مجاوزة الحد إسراف .
الشيخ : إي ما يخالف ، إنسان بيتصدق بمليون ريال وهو غني .
الطالب : ولكن ... زيادة دخل البطر ، البطر ...
الشيخ : لا خلِ هذه ، هذا رياء هذا لو تصدق بدرهم !
الطالب : شيخ يتصدق على فقير يكفيه مثلاً مئة ريال ويعطيه عشرة آلاف؟
الشيخ : يعني إسراف بالنسبة للمعطى يعني ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : بالنسبة للمعطى للآخذ الصدقة ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب .
الطالب : كل من يجده يعطيه ولا يضع المال في موضعه .
الشيخ : أيضاً باعتبار الآخذ ، بس اختلفت الصورة .
الطالب : شيخ هو له لقدر الثلث .
الشيخ : لا لا ، هذه لحق الورثة ، يعني لو الورثة رضوا ما في مانع .
الطالب : باعتبار الآخذ ولا باعتبار المعطي ؟
الشيخ : المعطي كيف باعتبار المعطي ؟ كيف ؟
الطالب : بأن يضيع من يعول ، والمعطى الذي هو الآخذ بأن يعطيه وهو لا يستحق المال .
الشيخ : يعني معناه أنت مع كمال ، يعني : الإسراف أن يقصر بالواجب ويتصدق بالمندوب .
يبقى علينا هذا حق ، ولكن هذا ما نقول : هذا إسراف ، نقول : هذا قدم النفل على ؟
الطالب : الواجب .
الشيخ : الواجب ، ولا بأس أيضاً أن الإنسان يتصدق بكل ما يملك إذا وثق من نفسه أنه لن يسأل الناس ولن يتكفف الناس كما فعل أبو كبر رضي الله عنه.
لكن عندي والله أعلم أن يقال: إما أنه كما ذكرتم: أن المعنى أنه يزيد على حاجة المعطى، يعني هذا إسراف، هذا يكفيه مثلاً أن تعطيه مئة ريال فتعطيه ألف ريال.
أو يقال أن قوله: ( من غير سرف ) عائد على الأكل والشرب واللبس، وأما الصدقة فيعود عليها قوله: ( ولا مخيلة )، فتكون من غير سرف ولا مخيلة يعود على الأكل والشرب واللبس ، وأما الصدقة فتختص بالمخيلة فقط أن يتصدق خيلاء ، وإلا فلا شك أن الإنسان ينبغي له أن يزداد من الصدقة، ( وكل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة ) .
ثم قال المؤلف : " باب البر والصلة " .
الطالب : الحديث الذي قبله .
الشيخ : إيش؟
الطالب : الحديث الذي قبله ما شرحناه.
الشيخ : ما شرحناه ؟ وش بقول ؟
الطالب : ...
الشيخ : والشرب أضفه إليه ، الشرب معناه أن يأخذ الكأس ويشرب ماء ، نعم أيضاً الشرب ممكن يكون فيه سرف وكذلك الأكل ، إما في نوع الشراب مثلاً يعني مثلاً يمكن يشتري شراب بعشرة ريالات ثم يذهب يشرب يشتري شراباً بعشرين ريال مثلاً ، هذا الفرق.
الطالب : الفوائد .
الشيخ : الأسئلة ، طيب ما يخالف الفوائد ، الفوائد نسيناها .
8 - وعن عمرو بن شعيبٍ عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كل واشرب والبس وتصدق في غير سرفٍ ولا مخيلةٍ ) أخرجه أبو داود وأحمد وعلقه البخاري. أستمع حفظ
فوائد حديث: ( كل واشرب والبس وتصدق... ).
ويقال: " الاقتصاد نصف المعيشة " .
وكثير من الناس لا يهتم بالإنفاق، متى وقع في يده قرش طيره، وهذا غلط، الإنسان ينبغي أن يكون معتدلاً: (( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا )). وفيه أيضًا الإشارة إلى الضروريات الدينية والدنيوية، الأكل والشرب واللبس من الضروريات إيش؟
الدنيوية.
والصدقة مما يحتاج الإنسان إليه في الآخرة لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة )، والإنسان محتاج يوم القيامة إلى ظل.
ومن فوائد هذا الحديث: وجوب اجتناب الإسراف والخيلاء لقوله: ( من غير سرف ولا مخيلة ).
ثم أسئلة ؟
هل يجوز أن ترمى بقايا الطعام أو يتصدق به ؟
الشيخ : هل إيش؟
السائل : رماها !
الشيخ : بقية الطعام ينبغي أن يتصدق به ، إذا كان لا يقوى أن يأكله في وجبة أخرى فليتصدق به، مع أن أكله في وجبة أخرى في الوقت الحاضر سهل ، كان بالأول لو أخرته إلى وجبة أخرى فسد وأنتن ، الآن لا يفسد ما دام فيه ثلاجات يمكن يبقى ، فلا أدري كيف يتقزز منه وهو لم يأكله إلا هو نفسه هو وأهله.
إذا قدم الكبير وانتظره الصغير فهل على الصغير أن يسلم ؟
الشيخ : كيف قدم؟
السائل : يعني مثلاً الكبير قادم والصغير منتظر له يريده في شيء أو في ؟
الشيخ : إي قاعد .
السائل : واقف .
الشيخ : أو واقف ما يخالف.
السائل : لكن انتظر مجيئه يعني هل يسلم الصغير أو يسلم الكبير ؟
الشيخ : لا هو إذا لم يسلم الكبير يسلم الصغير .
السائل : لكن الواجب على من؟
الشيخ : الحق هنا الوارد مثل الماشي على القاعد ، الآن لو كان في ماشي وقاعد ، القاعد هو الذي عليه نعم القاعد هو الكبير ، فيسلم عليه الماشي ، القاعد هو الصغير يسلم عليه الماشي .
السائل : شيخ ؟
الشيخ : نعم .
السائل : قلنا : أن الإسراف في الصدقة أن ينفق على الفقير أكثر من حاجته.
الشيخ : نعم .
السائل : إذن كيف نوجه فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما أعطى لفقير غنمًا !
الشيخ : إيش؟
السائل : النبي صلى الله عليه وسلم أعطى لفقير غنمًا بين جبلين ؟
الشيخ : إيش؟
السائل : الرسول صلى الله عليه وسلم أعطى لفقير غنماً بين جبلين ؟
الشيخ : لا ما هو فقير ، أعطى النبي صلى الله عليه وسلم غنماً بين جبيلين تأليفاً ، تأليفاً على الإسلام ، ولهذا رجع الرجل لقومه فقال : " يا قوم أسلموا فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة " .
سؤال عن حكم الشرب قائما ؟
الشيخ : فليأكل بيمينه وشماله ؟
السائل : بيمينه ، وجه الدلالة قلنا أنه : ( فإن الشيطان يأكل بشماله ) ، طيب الحديث الآخر الذي الصحابي الذي شرب وهو واقف فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: ( شرب معك الشيطان ) : وقلنا هنا للكراهة وهنا للتحريم ؟
الشيخ : لأن الشرب قائماً دلت الأدلة على أنه ليس حراماً ، والحديث هذا ما أدري عن صحته الذي ذكرته ، ثم لعل هذا الرجل لم يسم ، ما ندري عنه .
السائل : الحديث في مسلم بارك الله فيك .
الشيخ : أيهم ؟
الطالب : حديث الذي شرب معه الشيطان .
الشيخ : في مسلم ؟ لعله ما سمى .
السائل : شيخ !
الشيخ : نعم ؟
السائل : أحسن الله إليك ، بالنسبة للسلام على اليهود والنصارى قلنا أن هذا فيه تعظيماً لهم ، فهل من هذا الباب قول بعضهم : مستر مثلا بمعنى سيد ، ... ؟
الشيخ : إي مستر بمعنى سيد ما تطلق على الكافر وقد ورد النهي عنه : ( لا تقولوا للكافر سيد ، فإنكم قلتم ذلك أغضبتم الله ) .
السائل : شيخ صديق ؟
الشيخ : صديق ما هو صديق ، الظاهر أن الصديق الآن الصديق ما لها معنى يعني ما تحمل معنى الصداقة ، بل تطلق على كل إنسان ليس من العرب يسمى صديق .
الظاهر إذا كان هذا المقصود ما في بأس.
بعض الناس إذا أراد أن يشرب ويمينه مشلولة فيمسك باليسار ويلقم الكأس باليمين ؟
الشيخ : ثم إيش؟
السائل : يسنده باليمين ، الكأس ، ولكن أكثر الاعتماد على اليسار فهل هذا يدخل في التحريم ؟
الشيخ : هذا أهون من أن يشرب باليسار خالصاً ، فمثلاً إن أسند اليدين جميعاً فلا بأس ، وإن كانت اليمنى هي الأصل بأن يضع الإناء عليها ويمسكه لئلا يتمايل باليسار فهذا لا يقال بأنه شرب باليسار، وإذا وضع باليسار وأمسكه باليمين لئلا يتمايل صار في الحقيقة شارباً باليسار.
الطالب : الضابط شيخنا إذا كان أكثر ؟
الشيخ : الضابط أيهما أكثر اعتماداً .
ما حكم الإسراف في الولائم ؟
الشيخ : حتى الولائم لا ينبغي الإسراف فيها ، إلا إذا علمت أن حولك فقراء وأردت أن تتصدق عليهم فلا بأس ، وتكون مثلا الوليمة هذه سبباً لكونك تطبخ الطعام وتتصدق عليهم ، إي نعم .
نشوف اليمين .
ما حكم الشبع الكثير ويستدل على من يجوز ذلك بحديث أبي هريرة في قصة شرب اللبن فقال لا أجد له مسلكا ؟
الشيخ : إي نعم .
السائل : فهل يدخل ؟
الشيخ : هذا شيء نادر يعني كون الرسول عليه الصلاة والسلام في حديث أبي هريرة شرب لبناً فقال: ( اشرب اشرب اشرب حتى قال : والله لا أجد له مساغ ) ، هذا نادر والنادر لا حكم له وربما يكون أبو هريرة رضي الله عنه خاف أن تعود عليه الحال الأولى .
السائل : مشروعية إرخاء المرأة لذيلها ذيلا أو ذراعا هل يكون بدايته من الكعب أم من أين ؟
الشيخ : إي من الكعب .
15 - ما حكم الشبع الكثير ويستدل على من يجوز ذلك بحديث أبي هريرة في قصة شرب اللبن فقال لا أجد له مسلكا ؟ أستمع حفظ
ما حكم البداءة بالسلام ؟
الشيخ : خيرهما الذي يبدأ بالسلام ، الذي يبدأ بالسلام هو خيرهما .
السائل : بارك الله فيكم يا شيخ ... فالبعض إذا وقع عليه ظلم ...
الشيخ : لكن يموت ، إذا مات ويش عليه ، وش الفائدة إذا استعمل العدل معه بعد موته؟!
قلنا يا شيخ أن من شرب قائما فهو مكروه فهل يقاس عليه الأكل ؟
الشيخ : فهو إيش؟
السائل : مكروه .
الشيخ : نعم .
السائل : فهل يقاس عليه الأكل؟
الشيخ : الأكل الظاهر أنه يقاس عليه ، الظاهر أنه يقاس إن لم يكن أشر منه.
إنسان مريض لا يستطيع أن يشرب بنفسه فأراد أحد أن يسقيه الماء فسقاه باليسار ؟
الشيخ : أسمعتم ما قال ؟
السائل : لا .
الشيخ : يقول إنسان مريض لا يستطيع أن يشرب بنفسه فأراد شخص أن يسقيه الماء فأسقاه بيساره أيهما يأثم ؟
الطالب : كلاهما شيخ .
الشيخ : هو الأصل أن هذا الفاعل وهو الساقي ، وهذاك ليس عليه إلا إثم الإقرار ، لكن الشارب ربما يخشى إن قال له : لا تسقني باليسار قال إذن خل الأمر كله ، إي نعم بعض الناس نسأل الله العافية معجب بالأكل باليسار والشرب باليسار ، يعني يفعلونه ترفهاً ، فيخشى أنه لو قال له : لا تسقني باليسار ، قال : إذن دور من يسقي لك باليمين ، نعم إذا خاف من هذا فلا بأس أن يوكله وإلا فليقل له هذا لا يجوز .
الطالب : انتهى الوقت شيخ .
الشيخ : انتهى الوقت .
باب البر والصلة.
البر للوالدين والصلة للأقارب .
والبر: كثرة العطاء.
والصلة: مجرد وصول العطاء.
إذن فالبر أعمق وأكثر، ولهذا خُص بالوالدين.
وأما الصلة فهي ألا يكون هناك انقطاع وهي دون البر فصارت بمن؟
بالأقارب .
ثم من الأقارب الذين تطلب صلتهم؟
الأقارب هم من شاركك في الجد الرابع فما تحته، هذا هم الأقارب، وهؤلاء هم قرابة الرسول عليه الصلاة والسلام الذين لا تحل لهم الصدقة.
وأما من قال: إن الأقارب هم فروع جدك أو فروع أبيك ففيه نظر، لأن هذا يجعل الأقارب قليلين جدًا.
ومن قال: إنهم كل من ينتسب إليك أو تنتسب إليه فقد وسع الأمر، فأقرب شيء في هذا أن يقال: الأقارب من التقوا بك في الجد الرابع فما أدون.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ في أثره فليصل رحمه ) أخرجه البخاري.
مَن: شرطية، وفعل الشرط أحب، وجوابه: فليصل رحمه.
( من أحب أن يبسط ) : يبسط يعني يوسع، كما قال الله تعالى: (( الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر )) .
( في رزقه ) أي: في عطائه، والمتبادر أنه زرق ما يقوم به البدن من طعام وشراب ولباس ومسكن ونحو ذلك.
وربما يقال: إنه يشمل ما يقوم به البدن وما يقوم به الدين من علم نافع وإيمان وعمل صالح.
( وأن ينسأ له في أثره ) : يُنسأ أي: يؤخر ، ومنه قوله تعالى: (( إنما النسيء زيادة في الكفر )) يعني: التأخير.
( في أثره ) أي: في أجله، لأن الأثر هو الأجل، لكونه يكون بعد موت الإنسان.
( فليصل رحمه ) : وصلة الرحم أن يوصل إليها الخير، لكن لا على وجه السعة والتوسع، لأنه إذا كان كذلك صار بِرًا.
هذا الحديث كما ترون حث عظيم على صلة الرحم، لأن كل واحد من الناس بطبيعته وفطرته يحب أن يبسط له في الرزق وكل إنسان بطبيعته وفطرته يحب أن يؤخر موته ويمد له في الأجل، فهذا من أبلغ الترغيب والحث على صلة الرحم.
20 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ في أثره فليصل رحمه ) أخرجه البخاري. أستمع حفظ
فوائد حديث :( من أحب أن يبسط له في رزقه ... ).
ومن فوائده أيضاً: أن صلة الرحم سبب لكثرة الرزق وطول الحياة، لقوله: ( أن يُبسط له في رزقه وينسأ له في أثره ).
ومن فوائد الحديث: إثبات الأسباب، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل سبباً ومسبَبًا، السبب صلة الرحم ، والمسبب بسط الرزق وطول الأجل أو طول البقاء.
فإن قال قائل: ما الجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى: (( إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ))؟
قلنا: أصلاً لا معارضة، ومراد النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الحث على صلة الرحم، ثم إن وصل الإنسان رحمه علمنا أنه قد كُتب أنه واصل وأن أجله إلى الأمد الذي قدره الله له بسبب صلة الرحم، وليس في هذا أي إشكال.
والعجب أن كثيراً من العلماء أشكل عليهم هذا الحديث إشكالاً عظيمًا حتى أدى بعضهم إلى أن يقول: " إن الأجل أجلان أجل للقاطع وأجل للواصل "، وهذا غير صحيح، بل نقول: أليس الرسول قد قال: ( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ) قال هكذا، فجعل للجنة سببًا وحث الناس عليه، مع أن من كان من أهل الجنة فهو من أهل الجنة، لكن بهذا السبب.
كذلك أيضا الأجل إذا وفق الله هذا الرجل للصلة علمنا أن أجله قد امتد بسبب الصلة، فمثلاً على فرض أن إنسانًا لم يصل رحمه وكان عمره خمسين سنة، إذا وصل رحمه كم يكون؟
الطالب : أكثر .
الشيخ : أكثر ، اجعلها خمسًا وخمسين، هل في هذا معارضة لكون الإنسان إذا جاء أجله لا يتقدم ولا يتأخر؟
لا ، لماذا؟
لأن أصل الأجل الذي هو خمس وخمسون أصله مكتوب من أول على أن هذا الرجل سوف يصل الرحم، ولا إشكال .
كذلك أيضًا يقال في الرزق: ( ومن أحب أن يسبط له في رزقه فليصل رحمه )، إذا قال: الرزق مكتوب يكتب على الجنين رزقه وأجله وعمله وشقي وسعيد وهو في بطن أمه قلنا: نعم، لكن قد كتب له هذا الرزق المعين وصلة الرحم كلاهما مكتوب، لكن كون الإنسان قد كُتب رزقه وأجله وكتب صلته هل هو يعلم أو لا يعلم؟
الطالب : لا يعلم .
الشيخ : لا يعلم ، إذن فمقصود الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الحث على صلة الرحم.
كذلك لو قلت: من أحب أن يولد له فليتزوج، صحيح هذا ولا لا ؟
صحيح ، ما يمكن يولد له بلا زوجة.
هل نقول مثلاً: إن كان الله قد قدر أنه يولد له فإنه سيولد له ؟
نقول: لا، لا يولد له إلا إذا تزوج، فالمسألة لا إشكال فيها إطلاقًا، صحيح في أول وهلة قد يظن الظان أن الأجل يمتد وهو قُدر أن يموت قبل ذلك، أن الرزق يتوسع وهو قد قدر له رزق طيب، ولكن نقول: لا، هذا مرتبط بهذا في علم الله عز وجل.
المهم: أن هذا فيه حث على صلة الرحم وأنها سبب لكثرة الرزق وطول الأجل.
وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يدخل الجنة قاطعٌ ) يعني قاطع رحم. متفقٌ عليه.
المؤلف -رحمه الله- صنيعه هنا بدأ بالترغيب ثم بالترهيب ، وأيهما أولى أن نبدأ بالترهيب ثم الترغيب أو بالترغيب ثم الترهيب؟
الطالب : الترغيب.
الشيخ : الترغيب في الواقع البداءة به ينشط الإنسان، ينشط على العمل، لأنه يرجو هذا الذي حصل من الثواب.
ثم يقال: احذر أن تخالف فيحصل لك العقوبة.
لكن لو بدأته من أول بالعقوبة ربما يكون عنده شيء من النفور، فيرغَّب أولاً ثم يحذر من التقصير.
يقول عليه الصلاة والسلام: ( لا يدخل الجنة قاطع ) أي: قاطع رحم، وهذا تحذير شديد من قطيعة الرحم، وأنه سبب لعدم دخول الجنة كما أنه سبب للعنة والطرد والإبعاد عن رحمة الله، قال الله تعالى: (( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم )).
وقال تعالى: (( والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار )).
22 - وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يدخل الجنة قاطعٌ ) يعني قاطع رحم. متفقٌ عليه. أستمع حفظ
فوائد حديث :( لا يدخل الجنة قاطعٌ ).
قطيعة الرحم.
وما هي قطيعة الرحم؟
ألا يصل إليهم خير منه، هذه القطيعة، فيشمل ما إذا لم يصل الخير، وما إذا وصل الشر، أليس كذلك؟
فالإنسان بالنسبة لأرحامه أي: لقرابته له ثلاث حالات:
إما أن يصل، وإما أن يقطع بلا إساءة، وإما أن يسيء، أيهما أشد؟
الطالب : الثالث .
الشيخ : المسيء ، المسيء أشد ، والقاطع محروم من دخول الجنة، والواصل قد تكفل الله تعالى بصلته، لأنه تكفل للرحم أن يصل من وصلها.
فإن قال قائل: ما هو الواصل وما هو القاطع؟
قلنا: قد بينه الرسول عليه الصلاة والسلام أتم بيان فقال: ( ليس الواصل بالمكافئ إنما الواصل هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) : هذا الواصل أما الذي يقول: إن وصلوني وصلتهم وإن قطعتموني قطعتهم فهذا ليس بواصل، إنما هو مكافئ، لأن كل إنسان بمروءته وطبيعته السليمة إذا وصله أحد من الناس ولو كان بعيدًا فإنه سوف يصله مكافأة، فإذا كان هذا الرجل يقول: والله فلان لم يزرني ما أزوره ، فلان ما أهدى إلي ما أهدي إليه، فلان ما عادني حين مرضت ما أعوده وهو قريبه، نقول: أنت الآن إيش؟
غير واصل، إذا كنت واصلاً فصل الرحم سواء وصلوك أم قطعوك.
فإن قال قائل: الحديث يدل على الواصل لا يدخل الجنة ؟
الطالب : القاطع .
الشيخ : نعم، الحديث يدل على أن القاطع لا يدخل الجنة ، والمعروف أن الخلود في النار لمن كان كافرًا، فهل القاطع كافر ؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، إذن كيف يستقيم الكلام؟
يستقيم الكلام بأن نقول: دخول الجنة على وجهين:
الوجه الأول: الدخول المطلق الكامل الذي لم يسبق بعذاب.
والدخول الثاني: مطلق دخول، يعني: قد يسبق بعذاب إلى أجل، الله أعلم به
فأيهما المراد هنا؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني ولا الأول؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني، فالانتفاء هنا يعني: أنه لا يدخل الدخول المطلق الذي لم يسبق بعذاب، بل لابد أن يكون هناك عذاب على قطيعة الرحم، ثم مآله إلى الجنة.
فإذا قال قائل: هل هذا الإطلاق مقيد؟
قلنا: نعم، هذا الإطلاق مقيد بقوله تعالى: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )).
وعلى هذا فمن الممكن أن قاطع الرحم يغفر له ويدخل الجنة.
فإن قال قائل: إذا قلتم هكذا بهذا الترتيب، عُدمت الفائدة من هذا الوعيد، لأنك إذا قلت: لا يدخل الدخول المطلق بل دخوله مقيد مسبوق بعذاب وهو مطلق الدخول ، ثم قلت: إن هذا الوعيد يمكن أن يرتفع بماذا ؟
بمغفرة الله، لقوله: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء))، إذن ما الفائدة؟
قلنا: الفائدة هو أن كون الذنوب التي دون الشرك تحت مشيئة الله فيها خطر على الإنسان، أليس كذلك؟
الطالب : بلى .
الشيخ : من الذي يضمن أن الله شاء أن يغفر له؟
لا أحد يضمن ، إذن فالوعيد محقق والخطر محقق، الخطر محقق، والوعيد محقق لكن قد يعفو الله تعالى عن الإنسان بفضله وكرمه.
في هذا الحديث: دليل على أن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب، لأنه رتب عليها عقوبة في الآخرة.
وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعاً وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ) متفقٌ عليه.
ثلاث وثلاث، ثلاث عبَّر عنهن النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله حرمها، وثلاث بأن الله كرهها، فهل هناك فرق في الحكم بين هذا وهذا، أو هو اختلاف في التعبير؟
الجواب: الثاني، اختلاف في التعبير، لأن الله إذا كره شيئا فهو حرام، لا شك أن الله إذا كره شيء فهو حرام، كما قال تعالى حين ذكر كثيرًا من المحرمات قال: (( كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروهًا )) .
طيب نقول حديث المغيرة يقول: ( حرم عليكم عقوق الأمهات ) : فما عقوق الأمهات؟
نقول: هو عدم القيام ببرهن، تجب لها النفقة فلا ينفق، تجب مساعدتها في حاجتها فلا يساعدها، يجب تمريضها فلا يمرضها، المهم: أن العقوق إيش؟ قطع الصلة، وهو عدم القيام بمصالحهن.
الأمهات جمع أم، ويقال: في بني آدم أمهات، وفي غيرهم: أمَّات، وهذا من الفروق.
وقد يقال: أمهات في غير بني آدم.
فإن قال قائل: لماذا نص على الأمهات؟
نقول: لأن الغالب أن القطيعة تكون بالنسبة لهن، لأن الوالد رجل يأخذ حقه بيده، لكن المرأة مسكينة مغلوبة فتكون القطعية أو يكون العق بالنسبة لها، عقوق الآباء حرام ولا غير حرام؟
الطالب : حرام .
الشيخ : حرام ولا فرق ، لكن نص على الأمهات لما ذكرنا.
كذلك أيضًا ( وأد البنات ) : وأد البنات: دفنهن وهن أحياء، وهذا يقع بل قد وقع من الجاهليين ، كان الواحد منهم إذا بُشر بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم ، يسود وجهه والعياذ بالله ، ويغتم ، فتظهر عليه علامة الاستياء في وجهه وفي قلبه ، ثم في فعله أيضاً : (( يتوارى من القوم من سوء ما بشر به )) : يتوارى يعني يختفي ، يروح يقوم من المجالس من سوء ما بشر به ، ثم يتردد: (( أيمسكه على هون )) : فيهينه ويذله يعني: المرأة يذلها ويهينها . (( أم يدسه في التراب )) : يعني: الوأد، وكانوا يفعلون ذلك والعياذ بالله حتى قيل: " إن بعضهم يذهب بابنته ليئدها فإذا قام يحفر لها وأصاب لحيته شيء من التراب جعلت تنفض التراب عن لحيته " وهو يريد أن يدفنها والعياذ بالله، يعني قلوب أقسى من الحجارة، نعم نسأل الله السلامة.
حرمه الله ، حرم الله وأد البنات ، لأن وأد البنات فيه قطيعة وعقوق من أشد ما يكون، إذا كان قتل الأجنبي محرمًا فقتل القريب من باب أولى، طيب ووأد الأبناء ؟
الطالب : كذلك .
الشيخ : لماذا لم يذكر؟
لأنه ليس من عادتهم ، فالتقييد هنا باعتبار العادة فلا مفهوم له ، فوأد الأبناء مثله ، لو أن إنسان قتل أبناءه خوفًا من ضيق المعيشة فهو مثل البنات تمامًا.
( ومنعًا وهات ) : أعوذ بالله منعاً وهات إيش منعاً وهات ؟
يعني: لا يخرج شيئًا من ماله ، وبالنسبة لأموال الناس هات، مثل النار، والعياذ بالله ، هات كل من وَجَد: والله بارك الله فيك الصدقة محبوبة إلى الله وأنا رجل قليل ذات اليد والله ما بيدي شيء، يعني: يده التي أمامه الآن ما فيها شيء، يستدعي الناس بمثل هذا، وربما يكذب ويقول: لي أولاد ولي عائلة وهو كذاب، طيب وإذا أردنا أن نخرج منه شيئًا لا يخرجه، ممنوع، فهو والعياذ بالله جموع منوع.
طيب : ( وكره لكم قيل وقال ) : قيل وقال فلان ، هل المعنى: كثرة الخوض في الناس وماذا قيل في فلان وماذا قال الناس ، أو المعنى أن ينقل الشيء بدون تثبت ؟
الطالب : كلاهما.
الشيخ : نعم أو كلاهما ، كلاهما، الإنسان كره الله له أن يكون ليس له هم إلا قيل وقال، ولاسيما إذا كان في أمور العقائد فإنه أشد وأخطر، كما يوجد الآن في كتب أهل الكلام والفلاسفة، فإن قيل وقيل وما أشبه ذلك.
ولهذا قال بعضهم:
" نهاية إقدام العقول عِقال *** وأكثر سعي العالمين ضلالُ
وأرواحنا في وحشةٍ من جسومنا *** وغاية دنيانا أذى ووبالُ
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه: قيل وقالوا " :
شوف هذا من زعمائهم من كبرائهم يقول هذا الكلام: ما استفدنا إلا قيل وقال! تأتي مثلاً كتب كثيرة كلها قيل قال فلان، وقيل عن فلان، مع أنه يغني عنها قليل من القول.
نعم، انتهى الوقت ؟ نقف على هذا.
يلا يا سامي عقيلي اقرأ !
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين :
قال المصنف -رحمه الله تعالى- في باب البر والصلة فيما نقله : " وعن المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعاً وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ) متفقٌ عليه.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين ) أخرجه الترمذي، وصححه ابن حبان والحاكم.
وعن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه ) متفق عليه " :
في رواية : ويأتي .
الشيخ : نعم وهو كذلك .
القارئ : " وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندًا وهو خلقك. قلت: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك. قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني بحليلة جارك ) متفق عليه " :
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تعبهم بإحسان إلى يوم الدين :
قال ابن حجر -رحمه الله- في سياق الأحاديث التي ذكرها في باب البر والصلة فيما نقله عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ) إلى آخره .
24 - وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعاً وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ) متفقٌ عليه. أستمع حفظ
مناقشة ما سبق.
أولاً قوله : ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره ) استشكله بعض العلماء فما وجه الإشكال ؟
الطالب : وجه الاشكال قوله: أن آجال العباد مقدرة قبل أن يخلقوا فكيف.
الشيخ : بأن ظاهر الحديث أن الأجل يؤخر مع أن الله يقول؟
الطالب : مع أن الأجل يؤخر !
الشيخ : مع أن الله يقول : إذا جاء .
الطالب : (( إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون )) .
الشيخ : طيب ، فكيف يجمع بين الآية وبين الحديث ؟
الطالب : أن يقال : بأنه كان مقدراً بأن هذا العبد هذا سيتخذ هذا السبب يعني صلة رحمه، وهذا السبب يكون سبباً في أن يطيل الله في عمره وأن ينسأ في رزقه، فيبسط الله في رزقه وينسأل له في أثره فلا إشكال .
الشيخ : فلا إشكال واضح يا جماعة ؟
يقال: إن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد بهذا الحديث الحث على صلة الرحم ، فإذا كان الله تعالى قد قدر أن هذا الإنسان يصل رحمه قدر له أجلاً طويلاً ، وإذا كان كذلك على خلاف ذلك فعلى خلاف ذلك .
فالمسألة مقدرة وهذا لا إشكال فيه ، كما أن الرزق أيضاً أليس مقدراً ؟
ومع ذلك نحن مأمورون بأخذ الأسباب التي نرزق بها .
الولد مقدر أيضاً ونحن مأمورون بالنكاح حتى نحصل على الأولاد، فالحديث في الحقيقة لا إشكال فيه، قد يكون في بادئ الأمر يشكل على بعض الناس لكن عند التأمل يتبين أنه لا إشكال فيه.
طيب ( لا يدخل الجنة قاطع ) : مقتضى هذا الحديث أن يخلد في النار ، لأنه ما في إلا داران إما الجنة وإما النار فإذا كان لا يدخل الجنة لزم أن يكون مخلداً في النار فما تقول صالح ؟
الطالب : الدخول قسمان : دخول مطلق وهو الدخول الذي لم يسبقه عذاب، مطلق الدخول وهو الدخول الذي قد يسبقه .
الشيخ : أن يقال إن الدخول نوعان:
دخول مطلق لم يسبق بعذاب ، وهذا الذي نفاه الرسول عليه الصلاة والسلام عن قاطع الرحم.
والثاني ؟
الطالب : مطلق الدخول .
الشيخ : مطلق الدخول وهو الذي يكون مسبوقاً بعذاب طيب ، هذا جيد
لكن يشكل على هذا أيضاً أن ظاهر الكلام أن قاطع الرحم لا بد أن يعذب فكيف نجمع بينه وبين قوله تعالى: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ))، يلا يا خالد ؟
الطالب : ليس فيه دليل أنه لابد أن يعذب.
الشيخ : إيش؟
الطالب : لا دليل فيه أنه لابد أن يعذب لهذه الآية، فهو تحت المشيئة والأمر غير محقق بالنسبة للعفو هو على خطر عظيم هذا التفصيل.
الشيخ : إلى الآن ، حدد الجواب ؟
الطالب : الآن يا شيخ أنه !
الشيخ : الآن إذا قلت: أنه لا يدخل الجنة قاطع أي الدخول المطلق الكامل الذي لم يسبق بعذاب هذا ماشي، وعلى هذا يكون لابد أن يعذب، فإذا كان لابد أن يعذب فكيف يجمع بينه وبين قوله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ))؟
الطالب : لا نسلم أنه لا بد أن يعذب يا شيخ ، الآية أنه واقع تحت المشيئة.
الشيخ : إيش؟
الطالب : لا نسلم أنه لا بد أن يعذب لوقوعه تحت المشيئة.
الشيخ : إي، يعني نقول: الحديث هذا يدل بمفهومه والآية منطوق والمنطوق مقدم على المفهوم، فيكون مقيد، طيب وفي احتمال آخر ذكرته لكم :
أنه يمكن يقال: هذا خاص بمعنى أنه لا يغفر، لكن الجواب الأول أصح أن يقال: تعارض منطوق ومفهوم والمعروف عند الأصوليين أنه إذا تعارض منطوق ومفهوم قدم ؟
الطالب : المنطوق .
الشيخ : المنطوق .
طيب ، إذا قال قائل هذا الوعيد الذي يأتي على إطلاقه من الرسول عليه الصلاة والسلام مع العلم بأنه مقيد بنصوص أخرى ما هي الفائدة منها ، والرسول عليه الصلاة والسلام يعلم أن كلامه محكم ، فما الفائدة من أن يأتي الوعيد هكذا مطلقاً ؟ نعم ؟
الطالب : الفائدة قوة الترهيب من هذا العمل .
الشيخ : أحسنت ، الفائدة قوة الترهيب وشدة الزجر، نعم، حتى لا يتمادى أحد بذلك الأمر، نعم .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ) : التحريم معناه؟ ويش معنى التحريم؟
الطالب : التحريم ؟
الشيخ : إي نعم ، ويش معنى التحريم؟
الطالب : ما يستحق فاعله العقاب .
الشيخ : لا لا ، ويش معنى التحريم أصلاً ؟
الطالب : المنع .
الشيخ : المنع أحسنت ، التحريم يعني المنع ، ( حرم عليكم ) أي : منعكم من ذلك ، عقوق الأمهات لماذا خص الأمهات دون الآباء ؟ إي نعم ؟
الطالب : لأن الأمهات ضعيفة وربما تكون يحصل منه قطيعة الأم وهي منكسرة .
الشيخ : إي نعم .
الطالب : أما الوالد فيأخذ حقه بيده .
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك ، لأن الأمهات في الغالب ضعيفات لا تستطيع المرأة أن تدافع عن نفسها وربما يحصل من ابنها عقوق بخلاف الأب فإنه قوي والغالب أنه فوق ابنه فيأخذ حقه بيده .
لو عق الإنسان أباه يجوز ؟
الطالب : لا يجوز بل حرمه الله عز وجل .
الشيخ : يجوز ؟
الطالب : لا يجوز .
الشيخ : لا يجوز .
الطالب : إن الله حرمه .
الشيخ : طيب عندك شيء من القرآن يدل على هذا ؟
الطالب : قال الله تعالى: (( وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً )) .
الشيخ : (( وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً )) نعم بارك الله فيك .
وأد البنات نعم رضوان ، رضون أظن ؟
الطالب : رياض .
الشيخ : رياض .
الطالب : قلنا يا شيخ وهذا حكم الجاهلية !
الشيخ : اصبر اصبر ، وأد البنات يعني ؟
الطالب : دفنهن وهن أحياء .
الشيخ : دفنهن وإيش؟
الطالب : وهن أحياء .
الشيخ : وهن أحياء ، طيب وهل أحد يدفن ابنته وهي حية ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : ها ؟
الطالب : كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية .
الشيخ : كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية .
طيب لو وأد الابن ما هو البنات يجوز ؟
الطالب : يجوز يا شيخ يدخل في التحريم .
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله ، الله يعين ابنك عليك !
الطالب : لا يجوز .
الشيخ : ها ؟
الطالب : لا يجوز .
الشيخ : طيب وأد الابن لا يجوز ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : طيب لماذا خص البنات هنا ؟
الطالب : لأنهم في الجاهلية كانوا إذا ولدت لهم بنت .
الشيخ : لأن العادة في غالب أهل الجاهلية أن يئدوا ؟
الطالب : البنات .
الشيخ : البنات دون الأبناء ، تمام .
هل هناك دليل على أنهم في الجاهلية يدفنون النساء ؟
الطالب : شيخ قول الله تعالى : (( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم )) !
الشيخ : أحسنت .
الطالب : (( يتوارى من القوم من سوء ما بشر به )) .
الشيخ : (( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه بالتراب )) ، ولذلك يئدونهن .
( مَنعاً وهات ) : لو أن إنسان طلب منك أن تعطيه قلماً فمنعته هل يدخل في النهي ؟
الطالب : يدخل في النهي ، إذا كان يأخذ من الناس ولا يرجعه .
الشيخ : لا لا أنا مثلاً رأيت معك قلماً جيداً طيباً وأعجبني فقلت : أعطنيه ؟
الطالب : بحسب .
الشيخ : اصبر أنت منعتني هل يدخل في الحديث ؟
الطالب : بحسب الحال .
الشيخ : بحسب إيش ؟
الطالب : في تفصيل : إذا كان مثلاً الإنسان .
الشيخ : لا أبداً هذا الطالب معه قلمين اثنين !
الطالب : يدخل .
الشيخ : يدخل ؟
الطالب : إي .
الشيخ : يعني أنت إذن ما لك أنك تمنعني إذا طلبت منك قلمك ؟
الطالب : إي بس على حسب الحال .
الشيخ : ويش الحال ؟
الطالب : إذا كان مثلا يا شيخ !
الشيخ : يعني لا تربط نفسك بالحديث يعني السؤال عام : إنسان قال لك أعطني قلمك لأنه جاز له فقلت : لا قلمي أحتاج له ماني معطيك إياه هل يدخل في الحديث وأن الله حرمه ؟
الطالب : يدخل .
الشيخ : يدخل ؟!
يا جماعة اسألوا كل ما معه بعد الدرس -إن شاء الله- شوفوا يمنعكم ولا لا ؟ كيف ؟ ماذا قلنا في كلمة منعاً وهات في التفسير تفسيرها ؟
الطالب : تفسيرها بأنه يسأل الناس .
الشيخ : يمنع ما يجب بذله ، كذا ؟ وهل يجب على الإنسان إذا سئل قلمه أن يبذله ؟
الطالب : لا .
الشيخ : طيب إذن ما يدخل ، طيب هات ؟
الطالب : هات يسأل الناس .
الشيخ : طيب سؤال ما لا يجوز له سؤاله ، هذا الضابط فيها .
المنع : منع ما يجب بذله حتى في العلم يدخل في هذا ، وهات سؤال ما لا إيش؟
ما لا يضطر أو ما لا يجوز له سؤاله طيب .
هل من ذلك منع الزكاة وطلبها وهو لا يستحقها ؟ عبد الله غانم ؟
الطالب : كيف ؟
الشيخ : هل من ذلك أن يمنع الزكاة ، زكاة ماله ويطلبها وهو لا يستحقها ؟
الطالب : لا يدخل ، لأنه يأخذ منه .
الشيخ : افهم السؤال ، هل يدخل في الحديث أن يمنع زكاته الواجبة ويسأل من الناس زكاتهم وهو لا يستحقها ، يدخل في الحديث أو لا ؟
الطالب : لا يدخل .
الشيخ : لا يدخل ، الظاهر ما فهمت السؤال يلا يا سمير ؟
الطالب : يدخل في الحديث .
الشيخ : يدخل في الحديث لأنه منع؟
الطالب : منع ما يجب عليه وسأل ما لا يجوز له .
الشيخ : صح ، منع ما يجب عليه بذله ، وسأل ما لا يجوز له .
طيب أظن أنهينا الحديث كله ؟
الطالب : الفوائد !
الشيخ : الفوائد ، طيب ( كره لكم قيل وقال ) : ما الذي يدخل في هذا يا إبراهيم؟
الطالب : يدخل فيه أمران : الأمر الأول : كثرة الخوض في كلام الناس.
والثاني: النقل بدون تثبت .
الشيخ : إيش النقل بدون تثبت نعم، أن ينقل عن الناس قيل كذا وقال كذا بلا تثبت ، والثاني أن لا يكون همه إلا الخوض فيما قيل نعم وقال الناس .
كثرة السؤال : أي سؤال ؟ سؤال الماء ولا سؤال العلم ؟
الطالب : سؤال العلم .
الشيخ : سؤال العلم ؟! يعني لا يجوز للإنسان أن يكثر سؤال العلم ؟
الطالب : ما شرحناه يا شيخ .
الشيخ : صحيح ، طيب .
الطالب : توقفنا .
الشيخ : نشرحه ونأخذ الفوائد إن شاء الله .
تتمة شرح حديث :( المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعاً وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ) متفقٌ عليه.
فكثرة السؤال حتى فيما يحل لك لا ينبغي مكروه، أما ما لا يحل فظاهر أنه حرام حتى وإن قل السؤال، لكن كثرة السؤال فيما يحل، كثرة السؤال في العلم أيضا، لكن كثرة السؤال في العلم فيها تفصيل :
أما إذا قصد الإنسان الاستزادة من العلم فهذا مطلوب، والحديث لا يدل على النهي عنه.
وأما إذا كان المقصود بذلك الأُغلوطات، وإحراج المسؤول، وإظهار أنه بحَّاثة فلا شك أنه داخل في الحديث، وأنه من أسباب الخطأ، لأن من كثُر كلامه كثر خطؤه.
ثم إن كثرة السؤال أيضًا تُضجر المسؤول، وتوجب أن يكون منه نفور من السائل، وهذا ضرر على الطرفين: على السائل، والمسؤول.
أما الثالث قال: ( وإضاعة المال ) : وهو صرفه في غير فائدة لا دينية ولا دنيوية ، وذلك لأن الله تعالى جعل المال قيامًا للناس فقال تعالى: (( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيامًا )): ما معنى قيامًا؟
أي: تقوم به مصالح الدين ومصالح الدنيا، فإذا أضاعه الإنسان فقد صرفه في غير ما جعله الله له ، الله تعالى جعله قياماً للناس، فإذا ضيعه صرفه في غير ما جعله الله للناس .
وكم من إنسان أغناه الله فأسرف في الإنفاق وبذل الكثير وأضاع المال، وإذا به يصبح إيش؟
فقيرًا معدِمًا، فيتمنى أن لم يكن أنفق ولكن هيهات، إذن يحرم إضاعة المال . لكن لاحظوا أن إضاعة المال قريبة من الإسراف يعني قريبة من معنى الإسراف، لأن الإسراف محرم فبذل المال فيه محرم.
لكن الإسراف يختلف ، قد يُعد إسرافا لشخص وغير إسراف لشخص آخر، أليس كذلك ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : نعم لو أن الفقير اشترى سيارة فخمة لا يشتريها إلا أكابر الناس وأغنى الناس عد ذلك إسرافا، ولو أن الغني اشتراها لم يعد إسرافًا ، كل شيء بحسبه، لأن الإسراف تعريفه مجاوزة الحد، فإذا قيل: هذا إنسان مجاوز الحد فهو مسرف، طيب صرف المال فيما لا فائدة فيه، لكن فيه تسلية وانشراح للصدر، لكن ما هو شيء محرمٍ تسلية والإنسان مثلاً يسأم من الأعمال الجدية، ويحب أن يرفه عن نفسه بعض الشيء هل يعد هذا إضاعة؟
الجواب: لا، صحيح أن هذا الشيء في حد ذاته ليس مفيدا لكنه مقصود إيش؟
الطالب : لغيره .
الشيخ : لغيره من أجل أن يُذهب الإنسان عنه السآمة والملل، لأن النفس تمل وتكسل تحتاج إلى شيء ينشطها ومن ذلك المنتزهات ، حيث يخرج كثير من الناس الآن إلى المنتزهات، ومعلوم أن الإنفاق في المنتزهات التي تسمونها إيش؟
الطالب : مدينة ملاهي .
الشيخ : الكشتة ، هذه فيها زيادة إنفاق، لكن فيها إيش؟
راحة وتسلية للنفس وإزالة للملل فيكون هذا من المقصود إيش؟
لغيره، ولا يعد هذا إضاعة للمال، وإن كان هو في حد ذاته ليس مفيدًا لكنه مفيد لغيره.
26 - تتمة شرح حديث :( المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعاً وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ) متفقٌ عليه. أستمع حفظ
فوائد حديث:( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ... ).
منها: أن التحليل والتحريم لله ( إن الله حرم ) ، وإن كانت الدلالة على حصر التحريم في حق الله عز وجل ليست بذاك في هذا الحديث، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام حكى ذلك مؤيداً له مقررًا له فيكون في هذا دليل على أن ما حرم الله فهو حرام، لكن هناك آية أصرح من هذا: (( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب )).
يتفرع على هذا مسألة أعظم منها : أن التكفير والإدخال في الإسلام ليس إلى الخلق، إلى من؟
إلى الله عز وجل ، فالخلق عبيد الله إذا حكم على أحد بأنه كافر فهو كافر ولو كان أباءنا أو أبناءنا إخواننا أو عشيرتنا، إذا لم يحكم على إنسان بأنه كافر فلن نكفره وإن عمل ما عمل، فكون الإنسان يجعل مسألة التكفير حسب العاطفة والذوق وما أشبه ذلك غلط عظيم.