تحت باب البر والصلة
تتمة فوائد حديث:( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ... ).
إلى الله عز وجل، فالخلق عبيد الله إذا حكم على أحد بأنه كافر فهو كافر، ولو كان أباءنا أو أبناءنا أو إخواننا أو عشيرتنا.
إذا لم يحكم على إنسان بأنه كافر فلن نكفره وإن عمل ما عمل .
فكون الإنسان يجعل مسألة التكفير حسب العاطفة والذوق وما أشبه ذلك غلط عظيم.
ومسألة التكفير أعظم من مسألة التحليل والتحريم، لأنه يترتب عليها أحكام عظيمة تُذكر في أحكام الردة.
طيب ويترتب على ذلك أيضًا أن من أحلَّ ما حرم الله أو حرم ما أحلَّ الله فقد ضاد الله في أمره، لأن التحريم والتحليل لمن؟
لله وحده، فمن قال عن شيء حلال إنه حرام فهو مضاد لله، ومن قال عن شيء حرام إنه حلال فهو مضاد لله عز وجل.
لكن ما صدر عن اجتهاد بعد البحث وطلب الدليل وأداه اجتهاده إلى شيء ما من هذا فهو معذور، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر ) .
ومن فوائد الحديث: تحريم عقوق الأمهات وهو من كبائر الذنوب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قالوا: بلى يا رسول الله قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين ) : فعقوق الأمهات والآباء أيضًا من أكبر الكبائر.
طيب برهما ؟
من أفضل الأعمال، والإنسان مع والديه له ثلاث حالات :
بر، وقطيعة، ولا بر ولا قطيعة :
أما القطيعة فهي من كبائر الذنوب.
وأما البر فهو من أفضل الأعمال.
وأما ما لا بر ولا قطيعة فهذا محرم، لكن لا يصل إلى حد الكبيرة، محرم لأنه ترك للواجب الذي أمر الله به وهو البر والإحسان، لكن لا يصل إلى حد الكبيرة، لأن الكبائر إنما هي في العقوق.
فصارت معاملة الإنسان لوالديه على كم؟
ثلاثة أقسام أو ثلاثة حالات :
بر وعقوق ولا بر ولا عقوق.
فالبر واجب وإحسان وفضل وأجر، والعقوق كبيرة من كبائر الذنوب وإساءة، وما لا هذا ولا هذا فهو حرام، لكنه لا يبلغ إلى حد الكبيرة.
طيب وإنما حرم الله العقوق لما فيه من جحد النعمة ، وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ( من صنع إليكم معروفًا فكافئوه ) : فأي معروف من الآدميين غير النبي عليه الصلاة والسلام أكبر من معروف الوالدين؟
الطالب : لا أحد .
الشيخ : نعم ، لا شيء، ولهذا قال الله تعالى: (( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا )) : والكاف هنا للتعليل يعني: لأنهما ربياني صغيراً فلا نعمة من العباد بعد إنعام النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من نعمة الوالدين على الولد، وكان من الأمثال العامية : " إن البر أسلاف " ، يقولون العوام : إن البر أسلاف كيف أسلاف ؟
يعني: أنك إذا بررت بوالديك بر بك أولادك.
ومن فوائد الحديث: تحريم وأد البنات، لقوله: ( إن الله حرم )، ثم قال: ( ووأد البنات )، والأولاد ؟
الطالب : من باب أولى .
الشيخ : نعم من باب أولى، وهل وأد البنات -نعم ترى قصدت بالأولاد الذكور- والبنين من كبائر الذنوب؟
الطالب : نعم .
الشيخ : نعم من كبائر الذنوب، لأنها قطيعة رحم، ولا عقوق؟
الطالب : قطيعة رحم.
الشيخ : قطيعة رحم، العقوق خاص بالوالدين، لأنها قطيعة رحم هذه من جهة ، ولأنها قتل للنفس وقتل النفس كما تعلمون : (( ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها )) إلخ .
وبما أن التحريم لله صار قتل الولد في بعض الأحيان قربة من القربات، لأن التحريم والتحليل لمن؟
الطالب : لله .
الشيخ : هذا سليم يبي يخبرنا !
الطالب : قصة إبراهيم وإسماعيل يا شيخ .
الشيخ : نعم ، في قصة إبراهيم وإسماعيل فإن الله تعالى أمر إبراهيم بأن يقتل ولده إسماعيل، وولده إسماعيل هو أول أولاده : (( فأما بلغ معه السعي )) وتعلقت به نفسه تعلقًا شديدًا لأن أكبر ما يتعلق الإنسان بولده إذا كان قد بلغ معه السعي.
الصغير لا يلتفت إليه غالبًا والكبير الذي انفصل أيضًا لا يلتفت إليه لكن الصغير الذي معه يمشي معه ويروح معه تتعلق به النفس أكثر، ومع ذلك أُمر بأن يذبحه : (( إني أرى في المنام أني أذبحك )) : فتأمل الآن قتل الأولاد من كبائر الذنوب، وإذا أمر الله به صار قربة وطاعة.
السجود لغير الله شرك ، وإذا أمر الله به صار قربة وطاعة: (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا )).
طيب من فوائد الحديث: تحريم طلب ما لا يحل للإنسان، لقوله؟
الطالب : ( منعاً وهات ) .
الشيخ : الآن سقطتم في حفرة ، تحريم طلب ما لا يستحقه الإنسان ؟
الطالب : هات .
الشيخ : هات ، ما تمشون على الترتيب.
وتحريم منع ما يجب من قوله: ( منعا وهات ) .
هذه الحال كما قلنا في الشرح تدل على أن الإنسان مجبول على البخل بمنعه وعلى الشح بطلبه.
ومن فوائد الحديث: أن من الأساليب العربية التي توجب الانتباه أن يختلف التعبير في أشياء حكمها واحد ؟
الطالب : حرم وكره .
الشيخ : حرم وكره، لأن ما كرهه الله فهو حرام، لكن النبي عليه الصلاة والسلام إذا كان هذا التعبير من عند الرسول عليه الصلاة والسلام وهو الأصل وإنما قلت ذلك ، لأنه من الجائز أن يكون من تصرف الرواة ، لكن الأصل أنه كلام النبي عليه الصلاة والسلام .
لكن الرسول عبر بهذا، وهذا من أجل أن ينتبه الإنسان، ومعلوم لنا جميعا أن الكلام إذا كان على وتيرة واحدة فإن الإنسان لا ينسجم معه انسجاما كثيرًا، يكون باردًا على الذهن.
ولهذا بعض الناس بعض القراء الآن يستعملون التنبيه باختلاف الصوت، لا باختلاف التعبير، فتجده مثلاً قراءته سلسة على طريق واحد، ثم إذا به يرفع صوته أو يخفض صوته فيوجب بذلك إيش؟
الطالب : الانتباه .
الشيخ : الانتباه طيب.
من فوائد الحديث: أن الله يكره قيل وقال، ولهذا جاء الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ). من كمال إيمانك ألا تقول إلا خيرًا ، والعجب أن من كان هذا منهجه فإنه يسلم من شرور كثيرة، ومن كثر كلامه كثر سقطه، لكن من قلَّ كلامه وكان لا يتكلم إلا بخير فهذا هو المؤمن وهذا هو السالم.
لكن إذا قال قائل: إذا كنا لا نتكلم إلا بالخير ولاسيما في عصرنا هذا لزم أن نكون دائمًا سكوتًا ، نعم ندخل المحل مثلا السلام عليكم كيف أصبحت؟ كيف أنتم؟ ثم نسكت، من يجيب لنا ؟
نقول الخير نوعان: خير مقصود لذاته، وخير مقصود لغيره.
والأول لاشك أنه أشرف لأن الأول غاية. والثاني دونه لكنه خير.
فإذا تكلم الإنسان بكلام هو في حد ذاته ما فيه خير لغو، لكن يريد أن يدخل الأنس والسرور على الحاضرين فهذا يعتبر خيرا، لأن إدخال الأنس والسرور على مجالسك من الخير لاشك.
لكن إذا حصل الأول وهو الخير لذاته فهو أفضل لاشك، ومن ذلك -أي من الأول الخير لذاته- تعليم العلم، أنا أظن أن الإنسان لو قام يحدث في مجلس غير معد للحديث ربما يكون ذلك ثقيلاً على النفس، لكن من الممكن أن يذكر مسائل فقهية طريفة توجب أن ينتبه الناس وتشتد أفكارهم إليه، مثل: أن يطرح مسألة غريبة مثلا، أو يتكلم في قصة مما ورد في الأحاديث من القصص، يقول الرسول قص علينا كذا وكذا قص علينا ثلاثة أبرص وأقرع وأعمى، قص ثلاثة انطبق عليهم الغار وما أشبه ذلك، أو صخرة أطبقت عليهم الغار.
المهم أن الإنسان اللبيب يستطيع أن يدخل العلم بلا ملل على الناس بما أعطاه الله من الحكمة.
ومن فوائد الحديث: كراهة الله لكثرة السؤال، لكن هل المراد كثرة السؤال من واحد أو من متعدد؟
الطالب : من واحد.
الشيخ : من واحد، فلو فرضنا أن إنسان عنده مائة طالب كل واحد جاب سؤالاً كم تكون الأسئلة ؟
الطالب : مئة .
الشيخ : مئة ، هل: نقول هذه كثيرة يكره، ولا يسأل من الطلبة هؤلاء إلا ثلاثة فقط والباقون يسكتون؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا، لكن يجي واحد يتصدر للأسئلة ويأتي كل ما أجاب المسؤول عن السؤال، وإذا بالثاني على إثره هذا منهي عنه.
ولاسيما إذا كان هذا السائل يستأثر بالمسؤول، فهذا منهي عنه، وقد بينا أن كثرة السؤال تشمل كثرة سؤال المال وسؤال العلم.
والمراد بسؤال المال ما يستحقه الإنسان، أما ما لا يستحقه فهو منهي سواء كان كثيرًا أو قليلاً.
ومن فوائد الحديث: النهي عن إضاعة المال ، وهذه كلمة عظيمة جامعة : كل ما تبذله فيما لا ينفع لا في دين ولا في دنيا فهو إضاعة، ومن هنا نأخذ تحريم الدخان يعني التبغ ، صح ؟
الطالب : صح إضاعة مال .
الشيخ : هو إضاعة مال ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لكن صاحبه يقول : إنه إذا شربه واستأنس وكيَّف وإذا لم يشربه ضاق صدره ، نعم ، إيش نقول له ؟
الطالب : حتى الخمر يا شيخ الإنسان بيستانس فيه .
الشيخ : إي حتى الخمر، يأتي الخمير يقول مثل هذا الكلام ، إيش نقول؟ أجيبوا يا جماعة أنتم طلبة ، ويش تقول يا جمال ؟
الطالب : شيخ نقول هذا من انتكاس الفطرة .
الشيخ : إيش ؟
الطالب : من انتكاس فطرته ، حيث صار الضار والخبيث عنده طيباً ويسليه وكذا فهذا من انتكاس فطرته .
الشيخ : طيب .
الطالب : فيه نص .
الشيخ : ما هو ؟
الطالب : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كل مسكر حرام ).
الشيخ : أحسنت ، مسألة الخمر إذن تخرج في الحديث نص عليها الرسول
الطالب : وأهل الطب أجمعوا كلهم أن الدخان من الخمر.
الشيخ : إيش؟
الطالب : أهل الطب أجمعوا أن الدخان !
الشيخ : أن إيش ؟
الطالب : مسكر .
الشيخ : مسكر ؟
الطالب : مسكر .
الشيخ : إي ، حتى أن الواحد لو شربه بيتعب شوي.
الطالب : هذا نص ...
الشيخ : على كل حال ، طيب تفضل!
الطالب : الدين الإسلامي قام فيه تحقيق المصالح ودرء المفاسد ، من نظر إلى حال الدخان عرف أنه مفسدة.
الشيخ : أحسنت، هذا لا يعارض فيه الإسلام الآن، أن نقول: نعم هو يتلذذ ويستأنس لأن فيه مادة توجب الانقباض عند الفقد والانبساط عند الوجود ، لكن آثاره الضارة تربو على المنافع ، والله عز وجل حرم علينا الخمر والميسر لأن إثمهما أكبر من نفعهما، فنقول: أنت إذا تلذذت به أو انشرح صدرك له لأنك اعتدته حتى الذين يشربون الشاهي الآن بعضهم إذا فقد الشاهي !
الطالب : يتقطع
الشيخ : إي ، ينحاش ، يحتاج أن يجاب الشاي عشان يوصل خده ، وأظن أيضًا حتى لو أنك تأخرت في الغداء وأنت مشتهيه يضيق الصدر ولا ما يضيق؟
الطالب : يضيق .
الشيخ : يضيق، فعلى كل حال نقول هذا الذي يقول: إن الدخان يسر به وينشرح صدره هذا لا عبرة به لأن مضاره أكثر من منافعه، وما كان مضاره أكثر من منافعه، فهو محرم، لأن القاعدة الشرعية : " أنه إذا ربت المفاسد على المصالح صار الشيء حراما " .
طيب هل من إضاعة المال أن تعطيه للسفهاء؟
الطالب : نعم
الشيخ : الجواب: نعم، لقوله تعالى: (( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيامًا )) ولا شك أن هذا من إضاعة المال ، تعطيه الصبي يروح يشتري فيه مفرقعات يؤذي الناس وربما يحرقهم لا ، هذا حرام.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين ) أخرجه الترمذي وصححه ابن حبان والحاكم.
الظاهر أن في في قوله: في رضا الوالدين للسببية، بمعنى: أن رضا الوالدين سبب لرضا الله، وسخط الوالدين سبب لسخط الله.
والرضا معروف: أن يكون الإنسان مطمئنا بالشيء منشرحًا به صدرُه وما أشبه ذلك .
فإذا أعطيت والدك أو والدتك ما تطمئن به نفسه وينشرح له صدره فهذا هو سبب الرضا.
وإذا سخطا كان ذلك سببًا في سخط الله عليك، والمراد بالوالدين الأم والأب وهما أحق الناس بالبر.
3 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين ) أخرجه الترمذي وصححه ابن حبان والحاكم. أستمع حفظ
فوائد حديث: ( رضا الله في رضا الوالدين ... ).
أولاً: الحث على إرضاء الوالدين وجه ذلك ؟
أنه سبب !
الطالب : لرضا الله عز وجل .
الشيخ : لرضا الله عز وجل ، ولكن هذا ليس على إطلاقه فإن من الوالدين من يرضى بالفسوق ويسخط الصلاح ، فهل يكون رضاهما في رضا الله؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا، إذن المراد رضا الوالدين إلا فيما يُسخط الله، فإن رضا الله مقدم على رضا الوالدين.
ومن فوائد هذا الحديث: إثبات الرضا لله عز وجل، وأنه صفة حقيقية وهي غير الثواب، وهذا الذي عليه السلف الصالح وأهل السنة والجماعة، أن الله تعالى يرضى ويغضب ويَكره ويحب، وأن هذه صفات كلها إيش هي ؟
الطالب : حقيقية .
الشيخ : حقيقة، لكن من المعلوم أنها لا تشبه رضا المخلوقين أو محبة المخلوقين، لأنها أكمل وأعلى، وقد قال الله تعالى: (( ليس كمثله شيء )).
ومن فوائد هذا الحديث: التحذير من سخط الوالدين ، لأن ذلك سبب لسخط الله، فإن قال قائل: إذا سخطا شيئًا فيه مصلحة للابن، فيه مصلحة للابن وليس فيه مضرة عليهما، فهل المعتبر هنا اتقاء سخطهما ولو خسر الولد هذه المنفعة أو بالعكس ؟
الطالب : الأول .
الشيخ : بالعكس ، بالعكس ، يعني لو سخطا شيئًا فيه منفعة للولد في دينه أو دنياه، قالا: لا تفعل، مثل ما يوجد الآن بعض الناس يقول لولده: لا تطلب العلم، لا تكن مطوعاً، لا تصحب الشباب المتدين، إن فعلت سنزعل عليك ونفعل ونفعل، هل يطيعهما في هذا؟
لطالب : لا .
الشيخ : لا ، لا يطيعهما في هذا، وإن كان تركه ليس مسخطًا لله، لأنه ترك كمال فقط، ولكنه فيه مصلحة للابن، وليس فيه مضرة على الوالدين.
فإن قال قائل: أليس النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ففيهما فجاهد ) ، وأمره أن يدع الجهاد وهو فرض كفاية أو سنة كفاية ، أمره أن يدعه من أجل أن يبقى في شؤون والديه؟
قلنا: بلى قاله الرسول عليه الصلاة والسلام، وما قاله الرسول فهو حق، والرسول حاكم وليس محكوما عليه، لكن إذا كان الوالدان محتاجين للولد والجهاد في حقه نفل فأيهما يقدم؟
الطالب : الوالدين .
الشتيخ : معلوم، حاجة الوالدين، لأن دفع حاجة الوالدين واجب، وجهاد النفل ليس بواجب.
ثم الجهاد أيضًا ليس كطلب علم أو مصاحبة الأخيار، الجهاد فيه عرضة لإيش؟
الطالب : للموت .
الشيخ : للموت والقتل ، وقد يشق ذلك على الأب والأم، فبينهما فرق، طيب إذن : ( رضا الله في رضا الوالدين ) : ليس على إطلاقه ، ( وسخط الله في سخط الوالدين ) ليس على إطلاقه واضح؟
طيب لو أن الأب أو الأم طلبا من ولدهما أن يتزوج بنت عمه مثلاً وقالا إن لم تفعل فسوف نسخط عليك ونزعل منك، وقال: لا أريدها، نفسي لا تريدها، فهل نجبره على أن يتزوجها؟
لا، لا نجبره، لأن عدم زواجه بها لا ضرر على الوالدين فيه، وتزوجه بها ربما يكون فيه ضرر عليه، ربما تكون النتيجة عكسية، ثم يطلقها بعد أن يدخل بها، وتكون النفرة بينه وبين عمه أشد مما لو عدل عن تزوجه بابنة عمه إلى بنت الناس.
فالمهم: أنه كما قال شيخ الإسلام: " لا تجب طاعة الوالدين إلا فيما فيه نفع لهما، ولا ضرر على الابن فيه " ، هذه القاعدة، وإلا لكان بعض الوالدين نسأل الله العافية، يأمر ولده بما يضره ولاسيما الأمهات، الأم إذا رأت من ابنها أنه يجب الزوجة صارت الزوجة كأنها ضَرة لها ، بعضهن يُصرح يقول: إما أنا ولا هي، نسأل الله العافية، كيف هذا؟!
تضيق على الابن ، هل يلزمه أن يطلق زوجته؟
لا، ما دامت الأم لم تذكر سببا شرعيا يوجب أن يفارقها فلا يلزمه أن يطلقها.
" وقد سُئل الإمام أحمد رحمه الله عن رجل أمره أبوه أن يطلق زوجته، قال له: لا تطلقها قال: كيف يا أبا عبد الله !!
أليس النبي صلى الله عليه وسلم أمر عبد الله بن عمر أن يطلق امرأته لأن عمر أمره بذلك؟
قال: بلى ولكن هل أبوك عمر؟
الجواب: لا " ، عمر لا يمكن أن يأمر ابنه أن يفارق زوجته إلا لسبب شرعي لا يمكن تحمله ، لأن من أكبر المحرمات أن يفرق الإنسان بين رجل وزوجه، ولاسيما إذا كان بينهما أولاد، لكن أبو هذا الرجل ربما يكون لهوىً في نفسه، لا لمصلحة الزوجة ولا لمصلحة الزوج.
وعن أنسٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( والذي نفسي بيده لا يؤمن عبدٌ حتى يحب لجاره أو لأخيه ما يحب لنفسه ) متفقٌ عليه.
( والذي نفسي بيده ) : هذا القسم بهذه الصيغة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم به كثيرًا، ومضمونه: أنني أقسم قسمًا إن كنت غير مصيب فيه فإني أهلك وأموت، لأن قوله: ( والذي نفسي بيده ) النفس بيد الله ، كأنه يقول: إن كنت كاذبا فيأخذ الله نفسي، لأن النفس بيد الله عز وجل فيكون هذا من أعظم القسم.
( والذي نفسي بيده ) وهو الله عز وجل.
( لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره )، أو قال: ( لأخيه ما يحب لنفسه ) : لجاره جاره يعني: القريب منه في البيت والسكن سواء كان البيت والسكن من الحجر أو المدر أو الشعر، المهم أن مسكنه قريب منه، هذا الجار.
ثم هل الجار كما جاء في بعض الأحاديث : إنه أربعون دارا أو أقل؟
الصحيح أن الجار ما عد جاراً في العرف وأربعون داراً اليوم؟
الطالب : بعيدة كثيراً.
الشيخ : بعيدة جدًا، تسع مساحة كبيرة، لكبر المنازل، ربما كانت في العهد الأول، كان النبي عليه الصلاة والسلام حجرته التي هو ساكن فيها مع زوجته عائشة كم تسع؟
ثلاثة قبور، نعم، في ذلك العهد، يمكن أن يكون أربعون دارًا، يمكن أن يكونوا جيرانًا، لكن في الوقت الحاضر لا.
إذن فيرجع فيه إلى العرف.
كما أن الطريق فيما سبق إذا تنازع فيه الجيران كم يجعل؟
سبعة أذرع، الآن سبعة أذرع ويش تسوي؟ تأخذ سيارة واحدة ولا ما تاخذ ؟
الطالب : تأخذ .
الشيخ : تأخذ واحدة لكن مع الضيق.
على كل حال هذه المسائل يذكرها الشرع مقدرة بحسب العرف والحال التي كانوا عليها، وليست محددة شرعًا، كمئة جلدة للزاني، مئة جلدة للزاني محددة لا يمكن تزيد ولا تنقص، لكن مثل هذه الأمور المقدرة التي مرجعها إلى العرف تبقى على العرف، إذن الجار من؟
كل من عده الناس جارًا، نعم.
( حتى يحب لجاره )، وفي لفظ: ( لأخيه ) : وهو المؤمن، لا تؤمن حتى تحب لأخيك ما تحب لنفسك، نعم أنت تحب لنفسك الخير ولا لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : وتكره لها الشر، فلو أحببت الشر لأخيك فلست بمؤمن، ولو أحببت منع الخير عن أخيك فلست بمؤمن ، فلابد أن تحب الخير لأخيك كما تحبه لنفسك ، إن أحببت الشر أو لم تحب الخير له فأنت لست بمؤمن.
هذا الحديث يدل على الحث والترغيب في محبة الخير لإخوانك، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما أخبرنا أن الإيمان ينتفي لا لنعلم أنه ينتفي، ولكن من أجل أن نحافظ على إيماننا، ونحب لإخواننا ما نحبه لأنفسنا.
5 - وعن أنسٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( والذي نفسي بيده لا يؤمن عبدٌ حتى يحب لجاره أو لأخيه ما يحب لنفسه ) متفقٌ عليه. أستمع حفظ
فوائد حديث :( الذي نفسي بيده لا يؤمن عبدٌ حتى يحب لجاره ... ).
أولاً: جواز القسم بهذه الصيغة وجهه يا أخ أنت ؟
في جواز القسم أنا هذا الذي أريده، جواز القسم بهذه الصيغة.
الطالب : والذي نفسي بيده ؟
الشيخ : نعم ما هو الدليل على جواز القسم بها ؟
الطالب : أن النبي صلى الله عليه وسلم أقسم بها .
الشيخ : أن النبي صلى الله عليه وسلم أقسم بها بارك الله فيك .
ومن فوائده: جواز الإقسام بغير استقسام، يعني: جواز أن يقسم الإنسان وإن لم يطلب منه ، الأخ .
الطالب : لأنه ما طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يقسم .
الشيخ : لأنه ما طلب أن يقسم.
طيب إذا قال قائل: أليس هذا مخالف لقوله تعالى: (( واحفظوا أيمانكم )) ؟ يعني: لا تحلفوا إلا بسبب؟
فيقال: نعم نحفظ أيماننا، وهذا لا يعارض الآية، ليش؟
لأن هذا مهم جدًا أقسم النبي بذلك من أجل قوة الحث على أن يحب لجاره ما يحب لنفسه، فلأهمية الموضوع أقسم النبي صلى الله عليه وسلم عليه.
أليس الله تعالى أمر نبيه أن يقسم؟
الطالب : بلى .
الشيخ : في كم آية؟
في ثلاث آيات ، الأولى ؟ رفعت يدك جزاك الله خير هاه ؟
الطالب : (( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن )).
الشيخ : أحسنت، الحلف على أن الناس يبعثون.
الطالب : قوله تعالى : (( وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لحق )).
الشيخ : نعم، الحلف على أن قولهم حق: (( وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لحق )) .
الثالث : (( وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب )) .
طيب والنبي صلى الله عليه وسلم أقسم في أكثر من ستين موضعًا، لكنه لا يقسم إلا والمقام يقتضي القسم عليه الصلاة والسلام.
طيب ومن فوائد الحديث: انتفاء الإيمان عمن لا حب لجاره أو لأخيه ما يحب لنفسه.
وهل هذا يعني الكفر؟
لا، لكنه ينتفي عنه كمال الإيمان، لأن أهل السنة أجمعوا على أن من لا يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ليس بكافر، لكن انتفى عنه كمال الإيمان.
ومن فوائده: أنه يجوز نفي الشيء لنفي كماله كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( لا صلاة بحضرة الطعام )، هذا نفي لإيش؟
للكمال، الصلاة لا تكون كاملة بحضرة الطعام أبداً ، ( ولا وهو يدافعه الأخبثان ) ، لكن لا ينفى شيءٌ إلا لانتفاء واجب فيه، ومن ثَم نأخذ أنه يجب علينا أن نحب لإخواننا ما نحبه لأنفسنا.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه يصح أن ينفى الإيمان المطلق عمن عنده مطلق إيمان، لأن هذا الحديث نفي إيش؟
الإيمان المطلق الذي هو الكمال، واستمع إلى قوله تعالى: (( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم ءاياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلوة ومما رزقناهم ينفقون )) : إنما المؤمنون يعني ما المؤمنون إلا هؤلاء، لو قلنا: إن المراد بهذه الآية مطلق الإيمان لانتفى الإيمان عن كثير من الناس اليوم.
مَن الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم؟
الطالب : قليل .
الشيخ : قليل، قليل، قليل.
(( وإذا تليت عليهم آياته زادهم إيمانا )) هذه أيضاً قليل، كمال التوكل قليل، لكن المراد هنا المؤمنون الكمل الذين كمل إيمانهم.
أما قوله تعالى: (( فتحرير رقبة مؤمنة )): فالمراد: مطلق الإيمان، ولهذا يصح أن يعتق الإنسان عبدا فاسقًا ليس بكافر وإن كان فاسقاً.
طيب إذن نفي الإيمان هنا أي النفيين؟
الطالب : الإيمان المطلق .
الشيخ : الإيمان المطلق يعني الكامل .
وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم؟ قال: ( أن تجعل لله نداً وهو خلقك ) قلت: ثم أيٌ؟ قال: ( أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك ) قلت: ثم أيٌ؟ قال: ( أن تزاني بحليلة جارك ) متفق عليه.
ابن مسعود رضي الله عنه من طلبة العلم حقيقة، ويماثله أو يزيد عليه أبو هريرة رضي الله عنه، من أكثر الصحابة سؤالاً للنبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا لما سأله، أي : سأل أبو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: لقد ظننت ألا يسألني أحد غيرك - أو كلمة نحوها - لما أرى من حبك للعلم ).
ابن مسعود سأل مرة: ( أي الذنب أعظم )، ومرة سأله: ( أي العمل أحب إلى الله ) :
والصحابة يسألون عن ذلك يا إخوان، لا لأجل أن يعرفوا أن هذا أحب إلى الله وهذا أعظم، لا، من أجل أن يجتنبوه إن كان ذنبا، وأن يفعلوه إن كان طاعة. قال: ( أن تجعل لله ندًا وهو خلقك ) :
وصدق رسول الله، هذا أعظم الذنب وأشد الجنايات، هذا الذي خلقك أوجدك وأمدَّك وأعدك ورزقك في بطن أمك، وهيأ لك الأبوين، ويسر لك الأمور، وأخرجك من بطن أمك لا تعلم شيئًا، وجعل لك السمع والأبصار والأفئدة ومع ذلك تجعل له ندًا، أي: نظيرًا ومشابهًا، هذا أعظم الذنب، الذين يعبدون اللات والعزى ومناة من هذا النوع؟
الطالب : نعم .
الشيخ : من هذا النوع لأنهم جعلوا الله ندًا، الذين يقولون: إن أولياءهم وأئمتهم يدبرون الكون من هذا النوع أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : من هذا النوع، الأولون أشركوا بالألوهية وهؤلاء أشركوا بالربوبية، الذين يقولون: إن وجه الله ويدي الله كوجوهنا وأيدينا من هذا النوع؟
الطالب : نعم .
الشيخ : نعم من هذا النوع، أن تجعل لله ندًا أي: نظيرًا ومشابها، وهو خلقك يعني ولم يخلقك غيره، فإذا لم يشركه أحد في خلقك فلا تجعل له شريكًا.
الثاني قال: ( ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك ) : ولدك الصغير أو الكبير؟
الطالب : كلاهما.
الشيخ : نعم الذكر أو الأنثى؟
كلاهما، وهل الولد يشمل الأنثى؟ الأخ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : الدليل ؟
الطالب : (( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين )).
الشيخ : نعم أحسنت (( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين )). طيب وقوله: خشية أي: مخافة أن يأكل معك، إذن قتله لا كراهة له، لكن خاف أن يضيق رزقه عليه به، أن يأكل معه، يشمل الذكر والأنثى ولا لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : يشمل الذكر والأنثى طيب.
( قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني بحليلة جارك ) والعياذ بالله مَن حليلة الجار؟ زوجته أو سُريته.
لكن الغالب أنها تُطلق على الزوجة كما قال تعالى: (( وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم )) : حلائلهم يعني زوجاتهم ، طيب .
يقول في الحديث: ( أن تزاني بحليلة جارك ) : قد يتوقع الإنسان أن يقول لفظا آخر وهو: أن تزني، فلماذا قال: تزاني؟
لأن تزاني فيه نوع معالجة، وهذه المعالجة يحتمل أن تكون معالجة على الفعل أو معالجة على الترك، أما المعالجة على الفعل فيَعني أن الحليلة توافق على هذا وتنقاد.
وأما المعالجة على الترك فيعني أن الحليلة، حليلة الجار تأبى، ولكن يكرهها أو يخدعها أو ما أشبه ذلك.
وعلى كل حال فالمفاعلة تدل على اشتراك اثنين فأكثر فيها، والجار من؟
ما عده الناس جارًا.
الشيخ : في هذا الحديث فوائد أولاً .
الطالب : الأسئلة !
الشيخ : الأسئلة طيب.
7 - وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم؟ قال: ( أن تجعل لله نداً وهو خلقك ) قلت: ثم أيٌ؟ قال: ( أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك ) قلت: ثم أيٌ؟ قال: ( أن تزاني بحليلة جارك ) متفق عليه. أستمع حفظ
هل من الأسئلة المكروهة أن يكثر الإنسان في الشفاعة لدى المسؤولين للناس ؟
الشيخ : هذا سؤال مهم هل من الأسئلة المكروهة أن يكثر الإنسان الشفاعة لدى المسؤولين للناس ؟
هنا التعدد في نفس الشفاعة لكن في المشفوع له هل فيه تعدد أو لا ؟
لا ، المشفوع له واحد، كما قلنا من قبل في الأسئلة إذا كان الطلبة كثيرين الأسئلة كثيرة، لكن السائل واحد.
لكن في مسألة الشفاعة قد يراعي الإنسان أشياء أخرى:
يراعي أنه لو أكثر الشفاعة تضجر المشفوع عنده، ثم صار لا يقبل منه شيئاً كما هو الواقع، لكن لو تكثر الشفاعة لشخص واحد دخل في هذا: مثلاً تشفع له والله ما أرى هذا ، ثم بعد يوم يومين يمه تقول: يا فلان فكر في الأمر يقول فكرت ما يستحق.
بعد يومين ثلاثة يا فلان فكر فكر تفكير عميق في الرجال هذا كثر السؤال لا شك، نعم ؟
سؤال عن ضابط الكمال المستحب في الإيمان والكمال الواجب ؟
الشيخ : لا كمال واجب إذا كان المقصود إيجاد شيء فهو مبني على الوجوب ، أما إذا كان المقصود التخلي عن شيء فهو كمال مستحب.
يعني مثل : ( لا صلاة بحضرة الطعام ) هذا كمال مستحب ، لكن هذا الحديث : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ) هذا كمال واجب ، لأن المطلوب هنا فعل والأول ترك نعم ، الذي على العمود .
هل يدخل في السفه من طعن في السن ؟
الشيخ : إي نعم، يسأل يقول: أحياناً يصل الإنسان إلى حد الهرم فيرد إلى أرذل العمر هل يدخل في السفهاء؟
نقول: نعم يدخل، لكن الفقهاء -رحمهم الله- قالوا: إن من كان سفيهاً بعد أن كان رشيداً تكون ولايته للقاضي ما يتولاه أولياؤه، فلو كان مثلاً إنسان له أب بلغ حد الشيخوخة ورد إلى أرذل العمر لا يتولى مال أبيه حتى يأذن له القاضي، لأن هذا لما كان رشيداً ملك نفسه، ثم حدث له السفه فيرجع في ذلك إلى الولاية العامة وهو القاضي، أظن انتهى.
السائل : ما أخذنا
الشيخ : غداً إن شاء الله، ذكرونا غداً أعطيكم عشر دقائق قبل الدرس يكفي هذا ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب والعهدة على كمال ولا ؟
الطالب : إي .
الشيخ : إن شاء الله .
الطالب : في آخر الدرس !
طالب آخر : أول الدرس .
الشيخ : لا لا ، الحق أحق أن يتبع ، أنا أعطيتكم عشر دقائق في أول الدرس.
ما حكم التحلق يوم الجمعة ؟
الشيخ : التحلق يوم الجمعة إذا كان قرب مجيء الناس منهي عنه ، أما إذا كان من قبل فلا بأس، الحديث واضح لئلا يضيق على المصلين، نعم اضبط عشر دقائق يا حجاج.
إذا تعارض حق الأب وحق الأم ؟
الشيخ : الأم ، الأم لأن النبي صلى الله عليه وسلم : ( سئل : من أحق الناس بحسن صحبتي قال أمك كرر ثلاث مرات قال أمك قال: ثم أبوك ).
السائل : يا شيخ بارك الله فيك : قرأنا في بعض الكتب أن أصحاب الأعراف على جبل بين الجنة والنار ؟
الشيخ : على مرتفع .
السائل : منعهم الجهاد في سبيل الله من دخول النار ، ومنعهم عقوق الولدين وعدم الجهاد من دخول الجنة هل هذا صحيح؟
الشيخ : لا الصحيح أنهم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فلم ترجح السيئات فيدخلوا النار ولا الحسنات فيدخلوا الجنة هذا أصح ما قيل فيه.
من المعلوم أن الله عظم حقوق الوالدين بناء على عظم إحسانهما للولد فإذا كان الأب ترك الولد ولم يحسن إليه كأن تركه مع أمه المطلقوة فجاء زوج الأم وأحسن إليه ورباه تربية صالحة فهل يقال إن الولد هنا يستحق بره ؟
الشيخ : نعم .
السائل : فإذا كان الأب مثلاً الوالد ترك الولد لكونه طلق زوجته مثلاً ولم يحسن إليه ، فجاء زوج الأم وأحسن إليه ورباه تربية صالحة يعني .
الشيخ : نعم .
السائل : وبذل بذلك جهداً جهيداً ، هل يقال : أن الولد هنا يترك بره و؟
الشيخ : يعني يقول: إذا لم يقم الوالد الأب بالواجب الابن هل يسقط بره أم لا ؟
نقول: لا ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الواصل للرحم : ( هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) ، فالأب عليه مسؤولية والابن عليه مسؤولية ويبوء الأب بالاثم .
السائل : طيب وإذا تربوا مع زوج الأم لا يكون بمثابة الأب يا شيخ ؟
الشيخ : لا ، زوج الأم ليس كالأب ، لكن نعم من صنع إليكم معروفاً فكافئوه.
13 - من المعلوم أن الله عظم حقوق الوالدين بناء على عظم إحسانهما للولد فإذا كان الأب ترك الولد ولم يحسن إليه كأن تركه مع أمه المطلقوة فجاء زوج الأم وأحسن إليه ورباه تربية صالحة فهل يقال إن الولد هنا يستحق بره ؟ أستمع حفظ
ما هي أفضل صيغة للسلام ؟
السائل : أحسن الله إليكم ، يا شيخ ما حكم الزيادة في ألفاظ السلام في الرد ؟
الشيخ : ألفاظ السلام ؟
السائل : أيوا مثلاً يقول عليك رحمة الله وبركاته ؟
الشيخ : الأولى الاقتصار على الوارد ، عليكم السلام ورحمة الله وبركاته هذا أفضل شيء .
ما هي ضابط صلة الرحم ؟
الشيخ : من المعلوم أن صلة الرحم جاءت مطلقة ما قيدت بشيء ، فما عده الناس صلة فهو صلة وهذا يختلف باختلاف الناس ويختلف باختلاف الأحوال وباختلاف البلدان ، فمثلاً في زمنٍ مضى ، مِن تمام صلة الرحم أن تحسن إليهم بالمال ، أن تحسن إليهم بالمال ، وإذا قدمت من سفر أن تهدي إليهم الهدايا وما أشبه ذلك .
في الوقت الحاضر نُسي هذا وصار الناس لا يشعرون على أحد في مثل هذه الأمور ، وكذلك أيضاً يختلف باختلاف الأحوال لو كان هذا القريب مريضاً يحتاج إلى أن نصله فنتردد إليه ، لكن إذا كان غير مريض وكل مشتغل بنفسه فالحكم يختلف ، فما دامت الصلة مطلقة فتبقى على ما جاء به العرف ، وهناك قاعدة في القواعد :
" وكل ما أتى ولم يحدد بالشرع *** كالحرز فبالعرف احدُدِ "
نعم يا سلامة ؟
السائل : بالنسبة للعطاس يا شيخ هل الأولى غض الصوت فيه ولا حبسه ؟
الشيخ : الأولى غض الصوت ، الأولى غض الصوت بالعطاس نعم .
متى تجب طاعة الوالدين ؟
الشيخ : إيش؟
السائل : يكون لهما طمع في أموال أبنائهما مع أنهما يكونان مثلاً أغناء وليس بحاجة إلى هذا المال ، فلو لم يعطهما إلا بقدر ما يحتاجون فيكون عاق في هذه الحالة ؟
الشيخ : سبق لنا القول في هذا ، قلنا : إنه لا يجب على الابن أن يطيع والديه إلا فيما فيه نفع لهما ولا ضرر عليه، فما دام الولد غنياً والأب غنياً والأم غنية وطلبا من ابنهما أن يعطيهما مالاً فما دام قد أغناه الله وليس عليه ضرر فليفعل ، وهذا المال الذي أعطاه إن كانا رشيدين فالنهاية إن أبقاه الله بعدهما أن يرجع إليه إما كله أو بعض منه ، إي نعم .
السائل : أصحاب الأعراف ...؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : أصحاب الأعراف !
الشيخ : ويش فيهم؟
السائل : مآلهم إلى أين؟
الشيخ : مآلهم إلى الجنة ، مآلهم إلى الجنة كما في آية الأعراف لم يدخلوها وهم يطمعون، نعم .
قلنا لا يجوز الشرب بالشمال فهل أخذ العطاء يجوز بالشمال ؟
الشيخ : نعم الأكل والشرب بالشمال قلنا أنه حرام إلا للضرورة ، والأخذ والإعطاء أيضاً بالشمال منهي عنه لكنه ليس كالأكل والشرب هو أقل .
السائل : شيخ بارك الله فيكم ، الأصل في النصوص المثبتة العمل بها على عمومها وعلى إطلاقها لكن هل النفي كذلك شيخ ؟
الشيخ : هل إيش؟
السائل : النفي أيضاً ، يعني يني الإنسان على بناء ما عنده فينفي ؟
الشيخ : ويش يقول؟
هذا جملة معترضة يقول : -نبي مطلوب عند باب المسجد للأهمية- نعم ؟
هل الجنة متعددة ؟
الشيخ : هذا يحتمل الفردوس وجنة عدن وجنة الخلد ودار السلام كلها موصوفة لموصوف واحد، وجنات باعتبار ساكنيها .
السائل : القاعدة في ذلك ؟
الشيخ : ما فيها قاعدة هذا الذي قلته هو هذا وإلا فالأصل أن العام يتناول جميع أفراده هذا الأصل ، نعم ؟
ما هي الملاهي ؟
الشيخ : نعم .
السائل : الملاهي الآن المجودة الآن في هذا اليوم الألعاب هذه التي تسمى الملاهي ، هل صرف المال فيها من هذا النوع ؟
الشيخ : الملاهي ويش هي ؟
الملاهي تلهي على اسمها -اصبر يا خليل- الملاهي بارك الله فيك تلهي على اسمها ، ثم نسمع أنه يكون فيها يعني أشياء غير مرضية، يأتي فيها نساء ويأتي فيها شباب، فنرى أن الأولى أن لا يذهب إليها الإنسان .
السائل : لو فرضت يا شيخ للنساء فقط ؟
الشيخ : ما فيها إن شاء الله مانع ما فيها مانع خصوصاً للصبيان ولا عاد للكبار ما نرى أن يذهبوا إليها لكن لو راح مثلاً الصغار راح معهم امرأة أو امرأتان في النساء ، أو رجال في الصغار ما فيها شيء إن شاء الله ، نعم يا سليم ؟
مر علينا في درس البارحة أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واجبة وورد فيه قول بأنها واجبة ورجحتم في التشهد.... ؟ عندي إشكال في كونهم اختلفوا في وجوب الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام ؟
الشيخ : ليش؟
السائل : لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما يدخل الإسلام الإنسان إلا بعد ما يصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم
الشيخ : إلا بعد إيش؟
السائل : بعد أن يؤمن بنبوة الرسول صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : إي نعم .
السائل : وكثير من العبادات في الصلاة وفي جميع العبادات الشرعية يصلي عليه .
الشيخ : طيب يا سليم هل أنت تقول السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحية أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله ، هذا فرض .
السائل : إي نعم يا شيخ .
الشيخ : والصلاة عليه زائدة على هذا .
السائل : لكن الذي أشكل عليَّ الكلام بأنها غير واجبة هذا الإشكال .
الشيخ : لا ما في إشكال ، هم يقولون ما في أمر بالصلاة على الرسول في الصلاة أبداً ، في سؤال : ( كيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا ) ، يسألونه عن الكيفية ، قال : قولوا كذا وكذا فأرشدهم إلى الكيفية ليس فيه أمر أن الرسول قال : صلوا علي في صلاتكم ، أو قال : لا صلاة لمن لم يصل علي ، أو قال أحد من الصحابة إن الصلاة على النبي مفروضة .
السائل : ألا ترون أن إرشاده إليها دليل لأنه سبحانه وتعالى قال: (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) فالفضل للرسول صلى الله عليه وسلم جاء في الشرع ، ما جاء إلا من قبل الله سبحانه وتعالى؟
الشيخ : إي نعم نحن لا ننكرها ، لكن فرق بين أن تقول فريضة بمعنى أنه لو ترك الإنسان الصلاة على النبي بطلت صلاته أو تقول إنها مشروعة بينهما فرق عظيم.
20 - مر علينا في درس البارحة أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واجبة وورد فيه قول بأنها واجبة ورجحتم في التشهد.... ؟ عندي إشكال في كونهم اختلفوا في وجوب الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام ؟ أستمع حفظ
قلنا إن غير المسلم إذا سلم يرد عليه بمثل تحيته وهذا من حيث الاستدلال لا إشكال فيه للآية ولكن لو سلم علينا بتحية كأن يقول صبحكم الله بالخير والرضا من الله فلو رددنا عليه تلك التحية هو لا يستحقها فما حكم ذلك ؟ وما حكم لو سلم علينا بالتحية الإسلامية الكاملة فكيف نرد عليه ؟
الشيخ : نعم .
السائل : وهذا من حيث الاستدلال لا إشكال عليه لقوله تعالى للآية ، ولكن إن سلم علينا بتحية يعني لا يمكن أن نرد عليه بمثلها كأن يقول : صبحكم الله بالخير والرضا من الله تعالى أو كذا فإن ردينا عليه بمثلها فهو لا يستحق رضا الله ولا يستحق الخير .
الشيخ : نقول : صبحك الله بالخير ، والمال ما هو بخير ؟
(( وإنه لحب الخير لشديد )) ، أما نعم الرضا فهذه فيها نظر ، فيها نظر ، لأن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين ولا عن القوم الكافرين ، على كل حال إذا سلم علينا بتحية لا تليق به لا يرد عليه .
السائل : ولو سلم تسليماً كاملاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؟
الشيخ : أقول : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
السائل : وكيف بارك الله فيك ، ما يستحق هذا هو ؟
الشيخ : ليش؟ ما يستحق أن الله يرحمه ويتوب عليه ويسلم ؟
السائل : وبركاته .
الشيخ : وبركاته أيضاً بعض العلماء قال : ادعوا له بالبركة ، لأنه إذا زاد ماله زادت الجزية ، إي نعم .
السائل : انتهى الوقت ، انتهى الوقت .
الشيخ : على كل حال الآية واضحة ، لكن مسألة الرضا هي التي الإنسان يتوقف فيها نعم .
السائل : انتهى الوقت .
الشيخ : انتهى الوقت .
السائل : ... الذي ذكره الأخ سليم ، كيف قال: أحد الصحابة أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك ؟
الشيخ : كيف إي كيف ؟
السائل : في بداية الأمر ذكر الصلاة عليه ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال بشير بن سعد: ( يا رسول الله أمرنا الله نصلي عليك فكيف نصلي عليك ) ؟
الشيخ : نعم كيف كيف ، أليس الله قال : (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً )) فهم سألوه عن الكيفية .
21 - قلنا إن غير المسلم إذا سلم يرد عليه بمثل تحيته وهذا من حيث الاستدلال لا إشكال فيه للآية ولكن لو سلم علينا بتحية كأن يقول صبحكم الله بالخير والرضا من الله فلو رددنا عليه تلك التحية هو لا يستحقها فما حكم ذلك ؟ وما حكم لو سلم علينا بالتحية الإسلامية الكاملة فكيف نرد عليه ؟ أستمع حفظ
سؤال عن حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ؟
وقلنا هذا على قول من يرى أنها ركن ، أما على قول من يرى أنها سنة فلا حاجة .
الطالب : وفي المذهب ؟
الشيخ : إي نعم ، ركن ، المذهب أنها ركن ، نعم سم .
القارئ : بسم الله الرحمان الرحيم :
قال المصنف -رحمه الله تعالى- فيما نقله : " عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم? قال: أن تجعل لله ندا، وهو خلقك. قلت ثم أي? قال: ثم أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك. قلت: ثم أي? قال: ثم أن تزاني بحليلة جارك ) متفق عليه.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من الكبائر شتم الرجل والديه، قيل: وهل يسب الرجل والديه? قال: نعم. يسب أبا الرجل، فيسب الرجل أباه، ويسب أمه، فيسب أمه ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
حديث ابن مسعود سبق شرحه .
فوائد حديث: ( ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم؟ ... ).
الشيخ : الفوائد نعم ، ذكرنا أن من فوائده :
حرص الصحابة رضي الله عنهم على السؤال من أجل أن يقوموا بما يلزم ليس من أجل أن يفهموا أن هذا حلال وهذا حرام بل ليعملوا بما هو واجب ويدعوا ما هو محرم .
ومن فوائد هذا الحديث: حرص ابن مسعود رضي الله عنه على أكمل الأعمال وأكمل الآثام، ففي أكمل الأعمال قال: ( يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله )، وفي الآثام قال: ( أي الذنب أعظم ).
ومن فوائد هذا الحديث: أن الذنوب تتفاوت في العظم كما أن الأعمال الصالحة تتفاوت أيضًا في الفضل.
يلزم من ذلك تفاوت العُمال، فإذا تفاوت العمل لزم أن يتفاوت العامِل، وعلى هذا فيمكن أن يكون في الإنسان خصال كبيرة من الذنوب وخصال صغيرة من الذنوب.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الشرك أعظم الذنوب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أن تجعل لله ندًا وهو خلقك ).
ومن فوائد هذا الحديث: سفاهة أولئك القوم الذين أشركوا بالله في عبادته، حيث أشركوا به في عبادته ولم يشركوا به في خلقه، ولهذا قال: ( وهو خلقك )، المشركون في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وقبله إذا سئلوا من خلقهم قالوا: الله، (( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله )).
قال الله تعالى: (( فأنى يؤفكون )) أي: كيف يصرفون عن الحق وهم مقرون بما يقتضيه.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الخالق هو الله وحده، فعلى الإنسان أن يتذكر من أوجده من العدم؟
الجواب: الله عز وجل، لا الأبوان ولا غيرهما، لكن الأبوان سبب لاشك، وأما الذي خلقك فهو الله عز وجل، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله: (( لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إنثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرنًا وإناثًا ويجعل من يشاء عقيماً )) فالأقسام كم ؟
الطالب : أربعة .
الشيخ : أربعة، كل هذا يعود إلى الله عز وجل، لا الأب يستطيع أن يجعل الجنين ذكرًا ولا الأم تستطيع أن تجعله أنثى.
ومن فوائد هذا الحديث: عظم قتل الولد ، سواء كان ذكرا أو أنثى، لأنه يلي إيش؟
يلي الشرك بالله عز وجل.
ومن فوائد هذا الحديث: أن من قتل ولده لا لخوف أن يأكل معه فذنبه أهون، توافقون على هذا؟
الطالب : لا.
الشيخ : أو يقال: إن هذا القيد بناء على الغالب، الغالب أن الذين يقتلون أولادهم في الجاهلية منهم من يقتل ابنته يئدها خوفا من العار، ومنهم من يقتل الأولاد الذكور والإناث خوفا من الإملاق، قال الله تعالى: (( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاقٍ )) : إذن فيكون قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( خشية أن يأكل معك ) قيدًا أغلبيا، والقيد الأغلبي ليس له مفهوم.
إذن نقول: أن قتل الولد من أعظم الذنوب، وهو يلي الشرك بالله عز وجل، سواء قتله خوف أن يأكل معه أو لعداوة بينه وبينه أو لغير ذلك، لأنه في الواقع جمع بين العدوان بالقتل والعدوان بالقطيعة نعم.
الآن نسأل:
في القرآن الكريم يقول الله تعالى: (( ولا تقتلوا أولادكم من إملاقٍ نحن نرزقكم وإياهم )). والآية الأخرى: (( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاقٍ نحن نرزقهم وإياكم )) : فهل هذا يدل على أن قتلهم يكون إما من الفقر وإما من توقع الفقر؟
الطالب : نعم .
الشيخ : نعم، أي الآيتين التي تدل على المعنى الأول؟
قوله: (( من إملاقٍ )) ولهذا قدم رزق القاتلين على رزق المقتولين، فقال: (( من إملاقٍ نحن نرزقكم وإياهم )) .
وفي الآية الثانية قال: (( خشية إملاقٍ )) يعني: خشية الفقر المتوقع، فقدم رزق المقتولين على رزق القاتلين، لأن القاتلين لم يكونوا فقراء، لكن يخشون الفقر، فقال: (( نحن نرزقهم وإياكم )).
من فوائد هذا الحديث: أن الزنا بحليلة الجار أعظم من الزنا بالأجنبية، لأنه جعله عليه الصلاة والسلام بدأ بعد قتل الولد خشية الفقر، وجه ذلك: أن الجار في الحقيقة يرى أنه لائذ بجاره، وأن جاره سوف يدافع عن عِرضه، فإذا خانه في موضع الائتمان كان إيش؟
أشد وأعظم، ولكن هل إذا ثبت الزنا بحليلة الجار هل يكون حده مخالفًا لحد الزنا بالأجنبية البعيدة أو لا؟
الجواب: لا.
لكن لو زنى أحد بذات محرمٍ منه، يعني بامرأة يحرم عليه أن يتزوجها، فهل يحد كحد الزنا بالمرأة الأجنبية أو يختلف؟
الطالب : يختلف .
الشيخ : طيب الظاهر أن الجواب بناء على ما فهمتم من السؤال .
على كل حال المسألة هذه فيها خلاف، من العلماء من يقول: إن الزنا بذات المحارم كالزنا بغيرهن، يعني أن البكر يجلد مائة جلدة ويغرب سنة، والثيب يرجم.
ولكن القول الراجح: أن الزاني بذات المحرم يجب أن يرجم ولو كان غير ثيب، طيب ، أولاً: ما هو الدليل ؟
الدليل في ذلك الحديث أخرجه أهل السنن وهو صحيح. والثاني: التعليل، لأن فرج ذات المحرم لا يحل بأي حال، وفرج غير المحرم ؟
الطالب : يحل .
الشيخ : يحل بإيش؟
الطالب : بالزواج .
الشيخ : بالعقد بالنكاح الصحيح، قالوا: فلما كان فرجًا لا يحل بحال صار كدبر الذكر، أي: كاللواط، واللائط يجب أن يقتل بكل حال، فصار هذا الحكم -أعني وجوب قتل من زنى بذات المحرم- مؤيدًا بالدليل السمعي والنظري.
23 - فوائد حديث: ( ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم؟ ... ). أستمع حفظ
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من الكبائر شتم الرجل والديه ) قيل: وهل يسب الرجل والديه؟ قال: ( نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه ) متفقٌ عليه.
من للتبعيض، وعلامة مِن التبعيضية: أن يحل محلها كلمة بعض، هنا لو قال بعض الكبائر شتم الرجل والديه لاستقام.
ومن تأتي في اللغة العربية لمعان كثيرة ليس هذا الموضع بسطها، لكن أضرب مثلاً في قوله تعالى: (( ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون )). من هنا للتبعيض ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، ليش؟
الطالب : بدلية .
الشيخ : من بدلية أي: ولو نشاء لجعلنا بدلكم ، صح، ولا يمكن أن تكون للتبعيض، لأنه لا يريد الله عز وجل أن يبين أنه لو شاء لجعل منا ملائكة.
( من الكبائر ) : الكبائر جمع كبيرة فما هي الكبيرة؟
اختلف العلماء رحمهم الله فيها، فمنهم من عدها، ومنهم من حدها، والمحددون أيضا اختلفوا، منهم من عدها وقالوا: الكبائر كذا وكذا وعدد، فتكون هنا معينة بالعد.
ومنهم من عينها بالحد، وقال: " كل ذنب رُتبت عليه عقوبة في الدنيا كالحد أو في الآخرة كالوعيد بالنار أو حرمان الجنة أو ما أشبه ذلك أو لعنة أو غضب أو نفي إيمان أو تبرؤ منه فهو كبيرة.
وحده شيخ الإسلام -رحمه الله- في بعض كتبه : " بأن الكبيرة ما رتب عليه عقوبة خاصة، يعني أنه ليس فيه: لا تفعلوا كذا، أو حرم عليكم كذا، بل فيه عقوبة خاصة سواء لعنة أو غضب أو تبرؤ منه أو حرمان من دخول الجنة أو غير ذلك، وهذا لا شك أنه يجعل الذنوب الكبائر كثيرة لكن هو أقرب ضابط.
ومن المعلوم أيضاً أن الكبائر نفسها تختلف، لحديث أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أكبر الكبائر )، فالكبائر بعضها قريب من الصغائر، وبعضها قريب من الشرك والكفر تختلف هي درجات.
قال: ( من الكبائر شتم الرجل والديه ) أي: أباه أو أمه.
( قيل: وهل بسبب الرجل والديه؟ ) : يعني الصحابة استبعدوا أن الرجل يشتم والديه، وهو كذلك بعيد أن الرجل يقول لأبيه أو أمه سباً وشتماً هذا من أبعد ما يكون.
ولكن النبي عليه الصلاة والسلام قال: نعم، إلا أنه من طريق غير مباشر، فقال صلى الله عليه وسلم : " ( نعم، يسب أبا الرجل فيسب الرجل أباه، ويسب أمه فيسب أمه ) متفق عليه ".
وهذا مباشر ولا غير مباشر؟
غير مباشر، أما أن يسبه سباً مباشرًا فهذا بعيد، لكن في وقتنا الآن في وقتنا الحاضر هل يسب أباه سبا مباشراً؟
الطالب : نعم .
الشيخ : إي نعم كثير، وكذلك يسب أمه سباً مباشراً، لكن في عهد الصحابة وفي عهد شيم العرب لا يمكن أن الرجل يسب أباه أو أمه.
24 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من الكبائر شتم الرجل والديه ) قيل: وهل يسب الرجل والديه؟ قال: ( نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه ) متفقٌ عليه. أستمع حفظ
فوائد حديث :( من الكبائر شتم الرجل والديه ... ).
منها: أن الذنوب قسمان: صغائر وكبائر.
ومنها: أن شتم الرجل أباه أو أمه من كبائر الذنوب، لأنه عقوق وأي عقوق نسأل الله العافية.
ومنها: مراجعة الصحابة لرسولِ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن صدره عليه الصلاة والسلام يتسع لذلك ويرحب به، وهكذا ينبغي للإنسان أن يكون صدره رحباً في المراجعة، لكن بشرط أن يعلم حسن القصد مِن المراجع، أمَّا إذا علم أنه التعنت أو الإحراج أو ما أشبه ذلك فله الحق أن يغضب وله الحق أن يمنع الجواب، لأن الله قال للرسول عليه الصلاة والسلام: (( فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم )) ، لأن اليهود يسألون الرسول عليه الصلاة والسلام أسئلة تعنتٍ، فخيَّره الله بين أن يجيبهم أو لا، وكذلك الأئمة كانوا يغضبون على من سأل سؤالاً في غير محله، ماذا صنع مالك لما سُئل السؤال عن العرش، وقيل له: " كيف استوى؟
أطلق برأسه حتى علاه العرق، وقال للرجل: ما أراك إلا مبتدعًا " ، وهذا سب له بالقول، ثم أمر به أن يخرج ويطرد من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن من علمت منه حسن القصد وأنه يريد الوصول إلى الفائدة أو هو مستفيد لكن يريد أن يفيد غيره من الحاضرين فليكن صدرك رحبًا، والحمد لله الحق قد يكون مع أصغر القوم، أليس كذلك؟
الطالب : بلى .
الشيخ : وإذا كان هكذا فالواجب أن يكون صدر الإنسان رحبًا.
الصحابة رضي الله عنهم يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم أشياء ليتبين لهم الأمر، قالوا: ( وهل يسب الرجل والديه؟ قال: نعم ).
ومن فوائد هذا الحديث: حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسالم وكشفه للمسائل الغامضة لقوله: ( يسب أبا الرجل ) بين وجهة ذلك بقوله: ( يسب أبا الرجل ).
ومن فوائد هذا الحديث: أن الجواب بـنعم جواب صحيح.
طيب والجواب بـإي ؟
الطالب : واحد .
الشيخ : واحد سألناه هل فلان يطلبك مئة ريال ؟ قال: إي، الجواب: نعم، في القرآن: (( ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق )) فـإي هذه بمعنى إيه هي هي، بس نحن زدنا عليها هاء السكت.
الطالب : ...
الشيخ : ما فهمت السؤال يا سليم ، إي: هي جواب مثل نعم تماماً، فإذا قيل للرجل: أطلقت امرأتك قال: إي فهي كقوله نعم.
ألفلان عندك كذا؟ قال إي، طيب.
من فوائد هذا الحديث: أن الوسائل لها أحكام المقاصد، من أين أُخذت؟
من كونه يسب أبا الرجل فيسب الرجل أباه ويسب أمه فيسب أمه.
ومنها: سد الذرائع، يعني: ما كان ذريعة لمحرم فهو محرم ، لهذه الجملة : ( يسب أب الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه )، ويدل على سد الذرائع يا عبد الرحمن إبراهيم ؟
الطالب : قول الله سبحانه وتعالى: (( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم )).
الشيخ : (( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ))، طيب إذن نأخذ من هذا سد الذرائع، والقاعدة الثانية: " الوسائل لها أحكام المقاصد " .
لكن في هذا الحديث إشكال، إشكال نرجوا الله تعالى أن يبين لنا وجهه، كيف يسوغ للإنسان إذا سب الرجل أباه أن يسب أبا الرجل، ولا تزر وازرة وزر أخرى؟!
والرسول عليه الصلاة والسلام ذكر هذا هل هو على سبيل الإقرار أو على سبيل بيان الواقع؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم ، انتبهوا واحد مثلاً: جعل يسب أبا الرجل، أبوك الذي فيه ما فيه، والرجل الساب أبوه رجل صالح، فهل يليق بالذي سُب أبوه أن يسب أبا هذا الرجل مشكلة هذه، لا تزر وازرة وزر أخرى ؟!
فالظاهر لي والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ذلك إقراراً للحكم الشرعي ولكنه ذكر ذلك اعتباراً بالواقع .
أما الشرع فلا يجوز ذلك، نظير هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
( لتركَبُن سَنن من كان قبلكم ) : يعني اليهود والنصارى، هل هذا إقرار شرعي أو إقرار بالواقع؟
الطالب : الثاني .
الشيخ : الثاني لاشك، وأخبر أن الظعينة ترتحل من كذا إلى كذا ليس معها أحد، المرأة يعني وهذا ليس إقرارا شرعيا، ( لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ).
لو قلنا بالقول الثاني أن قتل الولد خشية أن يطعم معه أعظم من قتله بدون هذا السبب لأنه زاد على قتله سوء الاعتقاد بالله ؟
الشيخ : هو هذا وارد بارك الله فيك ، هذا وراد لكن ليس كذلك، لأن هذا بناء على الأغلب وإلا قد يقتله لشيء أشد من هذا بعد، قد يقتله ويقول: أنا أقتل هذا الرجل لأنه رجل مستقيم أخشى أن يفسد الأمة كما هو موجود الآن هل نقول هذا جائز ؟
السائل : لكن يا شيخ : الحال المعروف عليها قوم النبي صلى الله عليه وسلم عندما أنزل عليه أنهم كانوا يقتلون خشية أن يطعم الولد معه !
الشيخ : نعم ولذلك قلنا : إنه لا مفهوم له وأن الإنسان لو قتل لغير هذا الغرض فهو داخل في كونه من الكبائر.
26 - لو قلنا بالقول الثاني أن قتل الولد خشية أن يطعم معه أعظم من قتله بدون هذا السبب لأنه زاد على قتله سوء الاعتقاد بالله ؟ أستمع حفظ
سؤال عن التعريف الصحيح للكبيرة ؟
الشيخ : كيف؟
السائل : في فرق بينهم؟
الشيخ : قلنا في الأول ؟
السائل : كل ذنب رتبت عليه عقوبة في الدنيا كالحد .
الشيخ : ذكرنا اللعن والغضب هذا المراد ما هو بالعموم .
السائل : ما الفرق بينهما ؟
الشيخ : المراد بالعقوبة الخاصة أي: العقوبة في الدنيا والآخرة، المراد بها الحد حد في الدنيا، ولهذا أتينا بعد ذلك مباشرة عقوبة في الدنيا قلنا أي حد في الدنيا .
السائل : شيخ !
الشيخ : نعم ؟
السائل : هل المصافحة مثلاً للمرأة الأجنبية وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم : ( لإن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له ) المخيط هذا عقوبة في الآخرة ومع ذلك المصافحة صغيرة مع أنه رتب عليها عقوبة !
الشيخ : ما هي صغيرة ، إذا صح هذا الحديث فليست صغيرة، ينبني على القاعدة .
ما حكم طلب طالب العلم الدليل من شيخه ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : أحسن الله إليكم ، قلنا إذا كان السائل بحسن القصد ومستقيم ، فهل للإنسان أن يطلب من شيخه الدليل ، كأن يقول له يا شيخ ما دليلك ؟
الشيخ : لا بأس يعني في جانب التعلم لا بأس ، يعني طالب العلم يبنغي له أن يعرف الدليل حتى يكون على بصيرة، لكن رجل عامي! أنا أذكر أحد مشايخنا رحمه الله قال منتقداً لشخص يقول : عامي أفتيته ، عامي ما يعرف شيء أبداً يقول : لما أفتيته -وهو رجل من كبار العلماء- قال : ويش الدليل ؟
يقول الرجل هذا الشيخ رجل عامي ما يعرف كوعه من كرسوعه يقول : ويش الدليل ، وهذا قد يكون العالم أو المفتي ما يستحضر الدليل كل وقت لكن من متقرر في ذهنه أن الحكم كذا وكذا، ولهذا سنسأل الأخ -جاري- هل تعرف كوعك من كرسوعك؟
الطالب : نسيته يا شيخ .
الشيخ : نسيت .
الطالب : سمعته منكم مرارا لكن نسيته .
الشيخ : ما تعرف أين يكون الكوع وأين يكون الكرسوع ؟
الكوع في الرقبة .
الطالب : في اليد .
الشيخ : كلها في اليد ؟
الطالب : في الأصابع .
الشيخ : في الأصابع طيب ، أين الكوع في الخنصر أو في الإبهام أو في البنصر أو في الوسطى أو السببابة ؟
الطالب : ما أذكر .
الشيخ : هذه مشكلة ، سليم يعرف الكوع من الكرسوع ؟
الطالب : الكوع يا شيخ هذا .
الشيخ : وين ؟
الطالب : هذا .
الشيخ : اذكره في الاسم لأن أكثر الإخوان ما يشوف .
الطالب : أسفل الذراع .
الشيخ : هذا الكوع .
الطالب : إي نعم .
الشيخ : والكرسوع ؟
الطالب : الكرسوع عندنا العصا التي يتكأ عليها .
الشيخ : العكاز يعني ؟
الطالب : إي .
الشيخ : لا هذا ما هو ، عبيد الله ؟
الطالب : ما يلي الإبهام يسمى الكوع ، وما يلي الخنصر يسمى الكرسوع
الشيخ : يعني مفصل الكف من الذراع .
الطالب : في ثلاثة .
الشيخ : في ثلاثة ، في مفصل الكف من الذراع ثلاثة أشياء: كوع وكرسوع ورسغ نعم.
طيب الكوع ما يلي الإبهام هذا ، والكرسوع ما يلي الخنصر ، وما بينهما الرسغ تمام .
الطالب : بيت فيه شرحها .
الشيخ : نعم في بيت أنشدناكم إياه .
" وعظم يلي الإبهام كوع " ، سجلها الآن :
" وعظم يلي الإبهام كوع***وما يلي لخنصره الكرسوع
والرسغ ما وسط " .
" وعظم يلي الإبهام رجلٍ " هذا بيت ثاني :
" وعظم يلي الإبهام رجلٍ ملقبٌ *** ببوعٍ فخذ بالعلم واحذر من الغلط " :
خذ بالعلم واحذر من الغلط طيب، نعم ؟
السائل : يا شيخ بالنسبة للحديث هذا !
الشيخ : أي ؟
السائل : حديث أعظم الذنوب .
الشيخ : نعم .
السائل : لم يدخل فيه قتل النفس التي حرم الله فهل يدخل فيه قتل الولد ؟
هل يدخل فيه قتل النفس التي حرم الله ؟
الشيخ : لا ، لكن في أحاديث أخرى بين أنها من كبائر الذنوب ، نعم .
قلنا إن الفعل له حكم المقاصد فهل هذه القاعدة مضطردة ؟
الشيخ : إيش ؟
السائل : قلنا بأن الوسائل لها حكم المقاصد .
الشيخ : نعم .
السائل : فهل هذه القاعدة مضطردة يا شيخ ؟
الشيخ : مضطردة .
السائل : يدخل النذر يا شيخ ؟
الشيخ : إيش ؟
السائل : النذر ؟
الشيخ : أي نعم .
السائل : يدخل في هذه القاعدة يا شيخ ؟
الشيخ : أصلاً ما هو بوسيلة النذر ما هو بوسيلة للوفاء .
السائل : الوفاء يا شيخ واجب ؟
الشيخ : الوفاء به إذا كان طاعة فهو واجب لكن ليس وسيلة لأن الإنسان قد يعصي قد يعصي ولا يوفي نعم .
هل الرسول عليه الصلاة والسلام لما ذكر أنه يسب الرجل وفيسب أباه هل هذا إقرار شرعي بمعنى أنه يجوز للإنسان إذا سب أحد أباه أن يسب أباه أو هو إقرار بالواقع ؟
الشيخ : إيش؟
السائل : ... إقرار الحكم الشرعي !
الشيخ : نعم نعم .
السائل : الفرق ؟
الشيخ : يعني هل الرسول عليه الصلاة والسلام لما ذكر : ( أنه يسب الرجل فيسب أباه ) هل هذا إقرار شرعي بمعنى أنه يجوز للإنسان إذا سب أحد أباه أن يسب أباه أو هو إقرار بالواقع مع إنكاره ؟
وذكرنا لهذه المسألة الواضحة وهو أن الرسول قال: ( لتركبن سنن من كان قبلكم ) يعني اليهود والنصارى ومع ذلك حرام عليهم.
30 - هل الرسول عليه الصلاة والسلام لما ذكر أنه يسب الرجل وفيسب أباه هل هذا إقرار شرعي بمعنى أنه يجوز للإنسان إذا سب أحد أباه أن يسب أباه أو هو إقرار بالواقع ؟ أستمع حفظ
وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) متفقٌ عليه.
إذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا يحل ، أو جاء في القرآن لا يحل فالمعنى: أنها حرام، قال الله تعالى: (( ولا يحل لكم أن تأخذوا مما ءاتيتموهن شيئًا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله )).
وقال تعالى: (( ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن )) : يعني حرام.
وقال في هذا الحديث : ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه المسلم ) : قال: لمسلم، والظاهر والله أعلم أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم بذلك: المسلم الذي هو مؤمن، بخلاف المنافق الذي هو مستسلم ظاهرًا، ويحتمل أن يكون المراد بذلك: المسلم ولو ظاهرًا، ولكن قوله: أخاه يمنع ذلك، أي: يمنع دخول المنافق به، وذلك لأن المنافق ليس أخًا للمسلمين.
( أن يهجر أخاه ) لم يقل: أن يهجر المسلم من أجل الاستعطاف، يعني: أخوك كيف تهجره ؟!
لو قال: يهجر المسلم المعنى صحيح، لكن إذا قال: أن يهجر أخاه فهو استعطاف له، لأن أخاك لا يمكن أن تهجره، والهجر هنا فسره النبي عليه الصلاة والسلام لأن الهجر معناه الترك، وهو أقسام كثيرة، لكن فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ( يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا ) يعني: يلتقيان في الشارع في المسجد، في أي مكان ، فيعرض كل واحد منهما عن الآخر، قال: ( وخيرهما الذي يبدأ بالسلام )، خيرهما الضمير يعود على من؟ على الملتقيين، خير الملتقيين من يبدأ بالسلام.
31 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) متفقٌ عليه. أستمع حفظ
فوائد حديث:( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ ... ).
منها: أنه يجب على المسلمين أن يقوموا بما يوجب المودة والمحبة وهو إفشاء السلام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟
أفشوا السلام بينكم )، وضد إفشاء السلام: عدم الإفشاء، ومنه الهجر.
ومن فوائد الحديث: تحريم هجران أهل المعاصي فوق ثلاث كذا؟
الطالب : لا.
الشيخ : ليش؟
الطالب : أخاك.
الشيخ : نعم لأن العاصي لا تنتفي بمعصيته الأخوة، أرأيتم قتل الإنسان عمدًا هذا من كبائر الذنوب العظيمة ومع ذلك قال الله عز وجل: (( فمن عُفي له من أخيه شيء )) فجعل القاتل أخا للمقتول.
وكذلك قتال المؤمن سماه الرسول إيش؟: كفرا قال: ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر )، ومع ذلك قال الله تعالى: (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما )) إلى قوله : (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )) وهذه ذنوب عظيمة يكون بها الإنسان فاسقًا ومع ذلك لم يخرج عن الأخوة ، إذن يحرم هجران أهل المعاصي، لكن يُستثنى من ذلك إذا كان في هجرهم مصلحة بحيث يرتدعون عن المعصية فهنا يكون الهجر إيش؟
الطالب : واجب .
الشيخ : واجباً ، لأنه سبب لإزالة المنكر ، فيكون من باب النهي عن المنكر، أما إذا كان هجر أهل المعصية لا يستفيدون به شيئًا، بل ربما يزدادون فرقة ونفورًا وكراهية للحق ولأهل الحق كما هو الواقع الآن في كثير من الناس، كثير من أهل المعاصي إذا هجره أهل الخير كره الخير وأهله وازداد في إرغام أنوفنا، نعم ، أفهمتم ذلك ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب إذن نقول: الهجر دواء إن نفع فافعله وإن لم ينفع فلا نفعله، فإن ترددت فما الأصل؟
الطالب : عدم الهجر .
الشيخ : عدم الهجر، إن ترددت فالأصل عدم الهجر.
ومن فوائد هذا الحديث: جواز هجر المسلم لأخيه في ثلاثة أيام فأقل ، لقوله: ( فوق ثلاث ) فدلَّ ذلك بمفهومه على أنه يجوز هجره من ثلاث فأقل ، كيف ذلك؟
لأن الإنسان قد يقع في نفسه على أخيه شيء: شره أو سوء تفاهم أو مخاصمة، فيحمل في نفسه عليه شيئًا ، ويرى.