تحت باب الزهد والورع
تتمة فوائد حديث : ( من تعاظم في نفسه واختال في مشيته ... ).
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( العجلة من الشيطان ) أخرجه الترمذي وقال: حسنٌ.
العجلة الإقدام على الشيء من غير تفكير ولا تأمل هذه العجلة وسواء كانت عجلة في القول نعم في الاعتقاد أو في القول أو في الفعل كل إنسان يقدم على الشيء بدون تروي فهو عجول والعجلة من طبيعة الإنسان والعجيب أن العجلة من طبيعة الإنسان ووصف الإنسان من طبيعة الإنسان لقوله تعالى (( خلق الإنسان من عجل )) كأنه مكون من عجل كما في قوله (( خلق من طين )) مكون من أين من الطين ثم العجلة هي وصف (( وكان الإنسان عجولا )) فإذا اجتمع الأصل والوصف والشيطان كما في الحديث ( من الشيطان ) صارت المسألة تحتاج إلى مدافعة قوية وأن الإنسان لا يتعجل والعجلة كما قلنا العجلة التي هي من الشيطان هي المبادرة بالإقدام إيش بدون تفكير ولا تروي وكم من إنسان تعجل بدون تفكير ولا تروي فندم ولهذا من الأمثال المضروبة " في التأني السلامة " وفي ايش؟ " العجلة الندامة " ويقول الشاعر وسأمليها عليكم احفظوها
" قد يدرك المتأني بعض حاجته *** وقد يكون مع المستعجل الزلل
قد يدرك المتأني بعض حاجته *** وقد يكون مع المستعجل الزلل "
الثالثة
" قد يدرك المتأني بعض حاجته *** وقد يكون مع المستعجل الزلل
وربما فات قوما جل أمرهم *** مع التأني وكان الرأي لو عجلوا
وربما فات قوما جل أمرهم *** مع التأني وكان الرأي لو عجلوا "
المرة الثالثة
" وربما فات قوما جل أمرهم *** مع التأني وكان الرأي لو عجلوا "
محمد أنشدنا
الطالب : ...
الشيخ : بيتين فقط
الطالب : " قد يدرك المتأني بعض حاجته *** وقد يكون مع المستعجل الزلل "
الشيخ : نعم
الطالب : " وربما فات قوما بعض "
الشيخ : جل
الطالب : " جل أمرهم *** "
الشيخ : هاه آخر شطر يا شيخ " مع التأني وكان الرأي لو عجلوا " نعم طيب إذن العجلة قد تكون محمودة وقد تكون مذمومة إذا كانت العجلة في موضعها فهي من المسابقة إلى الخير وإذا كانت في غير موضعها فهي المذمومة وهي التي تكون من الشيطان إذن أسباب العجلة ذكرنا ثلاثة
الطالب : من طبيعة الإنسان
الشيخ : الطبيعة
الطالب : الوصف
الشيخ : والوصف
الطالب : ومن الشيطان
الشيخ : والشيطان هذه أسبابها طيب
3 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( العجلة من الشيطان ) أخرجه الترمذي وقال: حسنٌ. أستمع حفظ
فوائد حديث:( العجلة من الشيطان ).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الشؤم سوء الخلق ) أخرجه أحمد وفي سنده ضعفٌ.
هنا لابد أن نعرف إعراب الجملة ( الشؤم سوء الخلق )
الطالب : الشؤم ... مبتدأ ثاني
الشيخ : مبتدأ ثاني الشؤم مبتدأ سوء مبتدأ ثاني
الطالب : وهو ...
الشيخ : طيب
الطالب : ... المضاف والمضاف إليه ...
الشيخ : لا أحد يقول إن المضاف والمضاف إليه جملة أبدا
الطالب : شبه جملة
الشيخ : ولا شبه جملة
الطالب : الشؤم مبتدأ والسوء خبر
الشيخ : طيب
الطالب : الشؤم خبر مقدم وسوء مبتدأ مؤخر
الشيخ : طيب هذان قولان القول الثالث لا يعد قولا لأنه نقول ليس بصواب مافي مانع الكل يخطئ طيب عندنا قولان ما المرجح منهما
الطالب : ...
الشيخ : يعني أن شؤم مبتدأ وسوء خبر طيب الظاهر لي أن الشؤم خبر مقدم لأن المعنى أن سوء الخلق من الشؤم وليس المعنى أن الشؤم من سوء الخلق نعم هذا هو الظاهر لكن لو قال قائل بالثاني فله وجه على كل حال أن الشؤم يعني كون الإنسان مشؤوما هو الذي يكون سيء الخلق فسوء الخلق من الشؤم وكم من إنسان حصل له من النكبات والبلاء بسبب اقترانه بسوء الخلق وكم من إنسان أيضا حصل له البلاء والشر والفتنة بسبب سوء الخلق أيضا وليس المراد بهذا الحصر بل المراد أن هذا من النوع يعني أن سوء الخلق من نوع الشؤم بدليل أن مثل هذه الصيغة ترد ولا يراد بها الحصر قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( ليس المسكين الذي يتردد على الناس فترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ) الرسول يقول ليس المسكين وهذا ربما يكون من أفقر عباد الله ولهذا يتردد على الناس يقول أعطني تمرة أعطني لقمة لكن مراده المسكين الذي يطلق عليه لفظ المسكنة وهو الذي يتعفف قال الرسول ( إنما المسكين الذي يتعفف فلا يفطن له فيعطى ) أو كلمة نحوها
5 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الشؤم سوء الخلق ) أخرجه أحمد وفي سنده ضعفٌ. أستمع حفظ
فوائد حديث:( الشؤم سوء الخلق ).
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن اللعانين لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة ) أخرجه مسلمٌ.
الطالب : من اللعن
الشيخ : من إيش من اللعن اللعان هذه
الطالب : اللعان
الشيخ : إيه نعم اللعان
الطالب : اللعنة
الشيخ : إيه مشتق من إيش
الطالب : اللعن
الشيخ : من اللعن كذا مشتق من اللعن
الطالب : اللعن
الشيخ : السؤال اللي في الحديث اللعانين من أين مشتق
الطالب : اللاعن
الشيخ : ما سمعت كلامه هو يقول من اللاعن كفاعل وإلا من اللعن مصدر
الطالب : مصدر
الشيخ : مصدر طيب صح لكنه صيغ مبالغة والمراد باللعانين كثيرو اللعان يعني الذي يلعن دائما لسانه رطب من اللعان والعياذ بالله هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا يكونون شفعاء ) أي لا يشفعون في أحد من الناس
( ولا شهداء ) أي لا تقبل شهادتهم يوم القيامة نسأل الله العافية يوم القيامة
7 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن اللعانين لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة ) أخرجه مسلمٌ. أستمع حفظ
فوائد حديث :( إن اللعانين لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة ).
التحذير من كثرة اللعن لقوله نعم لأنه ورد فيه هذا العقاب
وفيه أيضا من الفوائد أن كثرة اللعن من كبائر الذنوب وجه ذلك أنه استحق الوعيد بهذا الذي ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام
ومن فوائد هذا الحديث إثبات يوم القيامة في قوله ( يوم القيامة ) وهو يوم البعث وسمي يوم القيامة لوجوه ثلاثة الأول أن الناس يقومون فيه من قبورهم لرب العالمين ودليله يا سامح
الطالب : قوله تعالى (( يوم يقوم الناس لرب العالمين ))
الشيخ : الثاني أنه تقام فيه الأشهاد لقوله تعالى (( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد )) الثالث أنه يقام فيه العدل لقوله تعالى (( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة )) طيب
ومن فوائد هذا الحديث إثبات الشفاعة لغير النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجه ذلك أنه لو لم تثبت الشفاعة لغير الرسول لكان اللعانون وغيرهم إيش سواء كلهم لا شفاعة لهم ولكن يعلم أن الشفاعة العظمى خاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام
وله شفاعات ثلاث خاصة به
الأولى الشفاعة العظمى وهي أعظمها وأعمها وأشملها وذلك أن الناس يوم القيامة يجدون في الموقف من الكرب والغم ما لا يطيقون فيستشفعون إلى آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى إلى أن تصل إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشفع هذه خاصة به وهي داخلة في قوله تعالى (( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ))
الثاني شفاعة في أهل الجنة أن يدخلوها وهذه لا ينالها أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
والثالثة شفاعته في عمه أبي طالب وهي شفاعة لكافر ولا تكون لأحد إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الكفار لا تنفعهم الشفاعة لكن أبا طالب لكن أبا طالب نفعت فيه الشفاعة لما حصل منه من تأييد النبي صلى الله عليه وسلم ونصرته إياه والدفاع عنه من أجل ذلك أذن الله لنبيه أن يشفع لعمه أبي طالب ولكن هل خرج من النار لا لأن الله تعالى قال (( وما هم منها بمخرجين )) لكنه وضع في ضحضاح من نار عليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه أعوذ بالله دماغه أعلى ما في الجسد يغلي من نعال في أسفل جسده وإذا كان الدماغ يغلي فما بالك بما دون الدماغ سيكون أشد غليانا نسأل الله العافية ثم مع هذا العذاب العظيم الدائم المستمر يرى أنه إيش أشد الناس عذابا لأنه لو يرى أنه أهون الناس عذابا لاقتنع لكن يرى أنه أشدهم عذابا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( وإنه لأهونهم عذابا )
ومن فوائد هذا الحديث إثبات الشهداء يوم القيامة نعم والشهداء يوم القيامة ثلاثة أنواع: الملائكة لا أكثر الملائكة والنبيون والعلماء والجوارح كذا
الملائكة قال الله تعالى (( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) إلى قوله (( وقال قرينه )) إيش (( هذا ما لدي عتيد )) أي هذا ما عندي حاضر.
النبيون قال الله تعالى (( لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ))
العلماء قال الله تعالى (( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكون شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )) فصارت هذه الأمة شهيدة على من سبقها لأن عندها علما ممن سبقها بعده
الرابع الجوارح الجوارح تشهد أيضا (( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون )) هل هؤلاء اللعانون هل يكونون شهداء يوم القيامة لا لا تقبل شهادتهم طيب
وهل هذا الوعيد نافذ فيمن تاب ومن لم يتب لا من تاب تاب الله عليه التوبة تهدم ما قبلها وهكذا بارك الله فيكم جميع أنواع الوعيد من آيات وأحاديث إذا تاب الإنسان مما فيه الوعيد فإنه إيش يرتفع عنه الكفار لهم نار جهنم خالدين فيها أبدا وإذا تابوا (( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف )) وما دون الكفر كذلك فعلى هذا كل نص فيه وعيد مقيد بما إذا لم يتب منه فإن تاب منه تاب الله عليه فهؤلاء اللعانون إذا تابوا وأقلعوا عن كثرة اللعن فإنهم يكونون كغيرهم يوم القيامة من أذن له في الشفاعة شفع ومن أذن له في الشهادة شهد
الطالب : انتهى الوقت
الشيخ : الوقت وإلا السؤال نعم
القارئ : قال المصنف رحمه الله تعالى " عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ) أخرجه الترمذي وحسنه وسنده منقطع
وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له ) أخرجه الثلاثة وإسناده قوي "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله من الأحاديث في باب الترهيب من مساوئ الأخلاق
وعن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ) أخرجه الترمذي وحسنه وسنده منقطعٌ.
لكن هل المعنى صحيح قد يبتلى الإنسان بما عيّر به أخاه وقد لا يبتلى والواقع ليس شاهدا لهذا ولا لهذا لأن أحيانا يعيّر الإنسان أخاه بذنب أو بذنوب ثم لا يكون عليها وأحيانا يبتلى بذنوب بدون تعيير ومن أجل ذلك نقول الحمدلله أن الحديث لم يكن في مرتبة الصحة ولا مرتبة الحسن لكنه لا شك أن تعيير أخيه بذنب لا شك أنه عدوان عليه وإيذاء له وقد توعد الله تعالى الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا وأنهم قد احتملوا بهتانا وإثما مبينا
9 - وعن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ) أخرجه الترمذي وحسنه وسنده منقطعٌ. أستمع حفظ
وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ويلٌ للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويلٌ له ثم ويلٌ له ) أخرجه الثلاثة وإسناده قويٌ.
ويل هذه كلمة دعاء ووعيد ولهذا جاز الابتداء بها وهي نكرة كقولك سلام عليك لما كانت دعاء صح الابتداء بها وهي نكرة وكذلك ويل صح الابتداء بها وهي نكرة لأنها كلمة وعيد ودعاء وقيل إنه وادٍ في جهنم ولكن هو يستعمل في هذا وفي هذا قد يكون واديا في جهنم إذا عوقب به شخص معين وأما إذا كان على سبيل العموم فالظاهر أنها كلمة وعيد مطلقا وقوله ( الذي يحدث ) أي يحدث الناس فالمفعول به محذوف ( فيكذب ) الكذب الإخبار بخلاف الواقع ( ليضحك به القوم ) يعني ليس له أصل ليس للحديث أصل ولكن من أجل أن يضحك به القوم فيقول ( ويل له ثم ويل له )
10 - وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ويلٌ للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويلٌ له ثم ويلٌ له ) أخرجه الثلاثة وإسناده قويٌ. أستمع حفظ
فوائد حديث :( ويلٌ للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ... ).
ومن فوائد هذا الحديث أن ما يقع في التمثيليات من ذكر أشياء لا حقيقة لها وتنسب إلى شخص فإن هذا داخل في الحديث
ومن فوائد هذا الحديث تكرار الكلام للتوكيد لقوله ( ويل له ثم ويل له ) وهذا التوكيد توكيد لفظي لأنه إذا أعيد التوكيد بلفظ المؤكد فهو لفظي وإن أعيد بمعناه أو بالأدوات المعروفة فهو معنوي ... خير ومنها ماهو شر من كذب ليصلح بين الناس فهو خير ومن كذب في الحرب وموّه على العدو بأن الجمع كثير والعدة قوية فهو خير ومن كذب على امرأته بشيء لا يمكن أن تطلع عليه فيما بعد أنه كذب من أجل الألفة والقربة منها فإنه خير ولهذا أبيح الكذب في هذه الثلاثة ثم إن الكذب قد يكون أشد مما ذكر في هذا الحديث إذا تضمن أكل مال بالباطل فإنه يكون فيه مفسدتان المفسدة الأولى مفسدة الكذب والمفسدة الثانية مفسدة الأكل بالباطل إذن العموم ليس له مفهوم
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كفارة من اغتبته أن تستغفر له ) رواه الحارث بن أبي أسامة بإسناد ضعيفٍ.
كفارة الكفارة بمعنى الساترة يعني ستر الذنب الذي ارتكبه من اغتاب صاحبه أن يستغفر له أي لمن اغتابه فيقول اللهم اغفر له وهذا الحديث كما ذكر المؤلف إسناده ضعيف ولكن معناه له وجهة نظر إلا أنه لابد من التفصيل فيقال إذا اغتاب شخصا فعلم به فلابد أن يستحله بأن يذهب إليه ويقول إني اغتبتك وأطلب منك أن تحللني لأنه لما علم به صار متعلقا به ولابد أن يستحل له وأما إذا لم يعلم به وليس مظنة أن يعلم به فهنا يستغفر له ووجه ذلك أن هذا الذي اغتاب ارتكب ذنبا فجزاؤه أن يستغفر لأخيه عن ذنوبه حتى يكافئه ثم هناك أيضا شيء آخر من الكفارة وهو أن يذكره بالخير في المجالس التي اغتابه فيها أخذا بقوله تعالى (( إن الحسنات يذهبن السيئات ))
12 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كفارة من اغتبته أن تستغفر له ) رواه الحارث بن أبي أسامة بإسناد ضعيفٍ. أستمع حفظ
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم ) أخرجه مسلمٌ.
أبغض الرجال هذه صيغة تفضيل من البغض وهو الكراهة وقوله ( الرجال ) هذا من باب التغليب وإلا فالمرأة مثله لكن لما كانت المرأة ضعيفة في الخصومة كما قال الله تعالى عنها (( أومن ينشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين )) كان ذكر الخصومة في جانبها لا حاجة له
وقوله ( الألد ) يعني الصعب الصعب الذي كلما ذكرت له شيئا حمله على محمل آخر أو قال نعم هذا صحيح لكن ربما فهذا هو الألد مأخوذ من لدودة الوادي أي جانبيه لأنه كلما حملته على جانب حوله إلى جانب آخر
والخصم يعني الذي يخصم غيره لكن بالباطل وأما الذي يخصم غيره بالحق فهذا حق وليس مبغوضا إلى الله عز وجل وهذا يقع كثيرا خصوصا فيمن أعجبوا بأنفسهم ورأوا أنهم أصحاب الرأي والعقل والعلم فتجدهم إذا حاجهم أحد في ذلك جعلوا يأتون بالأشياء البعيدة والاحتمالات البعيدة من أجل إيش إفحام الخصم والانتصار لأنفسهم
13 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم ) أخرجه مسلمٌ. أستمع حفظ
فوائد حديث :( أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم ).
أولا: إثبات البغض لله عز وجل وأن بغض الله تعالى يتفاوت لقوله ( أبغض ) وقد مر علينا أن البغضاء ثابتة لله تعالى بالكتاب والسنة ومنه (( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) ومنه أن الأعمال السيئة -حط بالك يا خالد- منها أن الأعمال السيئة تتفاوت بالقبح لقوله ( أبغض ) كما أن الأعمال الصالحة تتفاوت في الحسن والمحبة يقول
ومن فوائد هذا الحديث أن اللدود الخصم مكروه عند الله وهذا يقتضي أن يكون الاتصاف بهذه الصفة حراما فإن قال قائل إذا كان هذا يحاكي إثبات الحق وإثبات الباطل قلنا هذا محبوب عند الله عز وجل وليس هذا ممن يتصف بهذه الصفة لأنه ليس ألد خصم ولكنه يريد الوصول إلى الحق
باب الترغيب في مكارم الأخلاق.
عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ) متفقٌ عليه.
( وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق ) ما يزال هذه من الأفعال أفعال الاستمرار يعني أنه إذا استمر يصدق فإنه ( ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) وقوله ( يصدق ) أي يقول الصدق اليقين يتحرى الصدق أي يلتمس الصدق بما يغلب على ظنه لأن التحري هو سلوك الطرق التي توصل إلى غلبة الظن حتى يكتب عند الله صديقا أي يكتب من الصديقين عند الله عز وجل
واعلم أن الصدوق يكون مقبولا عند الناس معتبرا بينهم لا يحتاجون إلى تفكير في قوله بل يقبلونه ولا يردون شيئا منه لأنه معروف بالصدق وهذا من الجزاء العاجل
( وإياكم والكذب ) هذا تحذير من الكذب ( فإن الكذب يهدي إلى الفجور ) والفجور ضد البر قال الله تعالى (( كلا إن كتاب الفجار لفي سجين )) وقال في مقابلة ذلك (( كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين )) ( فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ) كما قال تعالى (( وإن الفجار لفي جحيم )) فالفجور يهدي إلى النار ويوصل إلى النار أعاذنا الله وإياكم منها ( وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) من الكذابين نسأل الله العافية والكذابون جزاؤهم النار
16 - عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ) متفقٌ عليه. أستمع حفظ
فوائد حديث :( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر ... ).
ومن فوائد هذا الحديث فضيلة الصدق وأنه يهدي إلى البر وهو ظاهر من الحديث والإنسان الصدوق معتبر عند الناس حتى إنه لا يبقى ذكره بين الناس وإن كان قد مات منذ أمد بعيد
ومن فوائد هذا الحديث أن الأعمال الصالحة يقود بعضها إلى بعض لقوله ( يهدي إلى البر ) وهو كذلك ووجهه أن الإنسان إذا صبر على الطاعات تمرّن عليها وصارت كالغريزة له وسهل عليه أن يسابق في الخيرات
ومن فوائد الحديث إثبات الجنة لقوله ( يهدي إلى الجنة )
ومن فوائده أن للجنة أعمالا توصل إليها ويعرف ذلك بالكتاب والسنة ومن فوائد هذا الحديث أن الإنسان كلما كان صدوقا متحريا للصدق كتبه الله تعالى صديقا وكما نعلم جميعا أن الصديقية أعلى مراتب الخلق ما عدا إيش ما عدا النبوة يعني يكون في الطبقة الثانية من طبقات الذين أنعم الله عليهم
ومن فوائد هذا الحديث التحذير من الكذب لقوله ( وإياكم والكذب ) ومن فوائده أن عاقبة الكذب وخيمة وهي أنه يؤدي إلى الفجور
ومن فوائده أيضا أن الفجور طريق إلى النار كما قال صلى الله عليه وسلم ( وإن الفجور يهدي إلى النار )
ومن فوائد هذا الحديث أيضا أن الإنسان إذا تعود الكذب وتحرى الكذب كتب عند الله من الكذابين إذن نعم
ومن فوائد الحديث أن الإنسان إذا تحرى الصدق فإنه لا يأثم وإن تبين أنه مخالف للصواب لقوله ( يتحرى ) وهذا عام في كل شيء حتى في الأيمان والطلاق وغير ذلك إذا تبين أن كلامه على خلاف الواقع وهو يظن أنه الواقع فإنه لا شيء عليه لا يترتب عليه إثم ولا حكم شرعي
ومثال ذلك مثلا رجل طلّق زوجته بناء على أنها كلمت أجنبيا وتبين أنها لم تكلم أجنبيا فلا شيء عليه يعني لا طلاق عليه رجل آخر قال والله ليقدمن فلان غدا يخبر عما في قلبه وعما في ظنه ثم لم يقدم إيش فلا حنث عليه ولا شيء عليه لأنه بنى على غالب ظنه وظن أن هذا هو الصدق ومن ذلك أيضا إذا قال لامرأته إن كلمت فلانا فأنت طالق فكلمت رجل يظنه إياه فقال لها كلمت من علقت طلاقك عليه أنت طالق ثم تبين أنها كلمت غيره فإنه لا طلاق عليه والمهم أن كل من أخبر بشيء يظنه صدقا فهو قد تحرى الصدق فلا إثم عليه ولا كفارة فيما إذا بان خلاف ظنه
في الكذب نفس الشيء نقول الإنسان إذا حدّث بكذب يعلم أنه كذب أو يغلب على ظنه أنه كذب فإنه واقع في الإثم
" وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ) " هاه
الطالب : الأسئلة
الشيخ : كيف الأسئلة نعم
ما حكم من قال قولا قد قيل ليضحك الناس فما حكم ذلك ؟
الشيخ : نعم
السائل : من قال قولا قد قيل
الشيخ : نعم
السائل : ليضحك الناس وهو لا يدري أنه كذب أو غير كذب
الشيخ : لا إذا قال قولا قد قيل وهذا القول مضحك فلا بأس لأنه لم يكذب وربما يكون في ذلك مصلحة إذا رأى أن المجلس قد غلب عليه الجد وأنهم ساكتون لأن أحيانا المجلس يجلسون وربما يقومون ولا يتكلمون هيبة للمقام أو لغير ذلك من الأسباب فإذا حدث بأمر واقع فلا بأس نعم
السائل : شيخ بارك الله فيكم قول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كفارة من اغتبته أن تستغفر له.
في حديث ( كفارة من اغتبته أن تستغفر له ) هل يكون حكما عاما حيث أن من ظلم مسلما يستغفر كأن يتعدى عليه بالسب أو غيره ؟
الشيخ : مثل
السائل : نعم
الشيخ : مثل إيش
السائل : مثل أن يتعدى عليه
الشيخ : بإيش
السائل : بسب أو غيره
الشيخ : السب أما قلنا أن السب القدح فيه وجها لوجه
السائل : أنا قصدي عاما يعني أي ..
الشيخ : لا أنت ... بيّن لي الشيء الذي في نفسك
السائل : يعني أي اعتداء يعتدي عليه لا يستلزم الحد
الشيخ : هو إذا اعتدى عليه إن كان اعتداء بضرب فهو قد علم بأخذ مال نعم قد يعلم وقد لا يعلم كفارة هذا أن يؤديه المال وإذا كان قد مات يؤديه إلى ورثته لكن هذا الحديث لأن هذا الحديث هو عيب قولي فقط لكن كما سمعت لابد من التفصيل إن كان قد علم فيه فلابد أن يستحله نعم
السائل : شيخ بارك الله فيك حكم ... أركان ثابتة
الشيخ : نعم
السائل : يعني يؤثر ... قضايا ...
الشيخ : إيه نعم
السائل : ...
الشيخ : يعني النظر إليها النظر إليها
19 - في حديث ( كفارة من اغتبته أن تستغفر له ) هل يكون حكما عاما حيث أن من ظلم مسلما يستغفر كأن يتعدى عليه بالسب أو غيره ؟ أستمع حفظ
سؤال عن الكراكتير ؟
من كذب تخلصا من القتل ونحوه مما يضره ؟
الشيخ : يتأول، إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب، الحمدلله ما من شيء إلا يمكن أن تتأول فيه نعم يا خليفة
السائل : عفا الله عنك يا شيخ الكذب ... في الدين ... في الحرم حرم المدينة ... قال وش تقولون ...
الشيخ : اللي يقوله الرافضي
السائل : إيه يقوله الرافضي
الشيخ : نعم
السائل : ... أقول خان الأمين خان الأمين من ... أقول كذبت ... هذا مثل هذا يا شيخ
الشيخ : لا ما يدخل فيه اللي يقول أنا أشهد أن لا إله إلا الله يعني أنا أدعو الله وأشير إلى علو الله
السائل : ...
الشيخ : ويقبل إذا ...
السائل : ...
سؤال عن قول الرافضة إن جبريل خان الرسالة ؟
السائل : ...
الشيخ : إيش
ما هو ضابط الكذب على الزوجة ؟
الشيخ : إيه أن يقول والله أنا أحبك مثلا أنا أرى أنك مثلا جميلة أرى أنك حسنة الأخلاق نعم وما أشبه ذلك لكن لو يقول أنا إن شاء الله أجيب لك غدا حلي قيمته ألف ريال ويظهر غدا مشكل يعني تحديثه إياها في المستقبل قد نقول لا تكذب لأنه إن ظهر عليك كذبه نعم ما عادت تصدقك أبدا
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( إياكم والظن، فإن الظن أكذب، الحديث ) متفق عليه.
الشيخ : لا اله ألا الله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ... وآت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود
الشيخ : قال: " وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ) "
الطالب : ...
الشيخ : اصبر يا أخي .. خلاص
هذا الحديث سبق في باب الترهيب من مساوئ الأخلاق ولا أدري ما وجه ذلك أي ما وجه ذكر المؤلف له مرة أخرى وهو أيضا في باب الترغيب من في مكارم الأخلاق لكن لعل المؤلف رحمه الله ذهب وهمه حين ذكر ( إياكم والكذب ) وهذا من مساوئ الأخلاق ذكر بعده ( إياكم والظن ) وإلا فالعهد قريب كونه رحمه الله يعيد مع قرب العهد فيه نظر لكن الظاهر والله أعلم أن هذا وقع في هذا المكان وهما على سبيل الوهم
24 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( إياكم والظن، فإن الظن أكذب، الحديث ) متفق عليه. أستمع حفظ
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والجلوس بالطرقات ) قالوا: يا رسول الله ما لنا بدٌ من مجالسنا نتحدث فيها، قال: ( فأما إذا أبيتم فأعطوا الطريق حقه ) قالوا: وما حقه؟ قال: ( غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) متفقٌ عليه.
إياكم والجلوس هذا من باب التحذير وقوله ( على الطرقات ) جمع طريق وهو أخص من الأسواق لأن الأسواق تشمل الطرق وغير الطرق أما الطرق فهي للأسواق المسلوكة وقوله ( الجلوس على الطرقات ) يشمل ما إذا كان جالسا وحده أو جالسا مع غيره فقالوا ( يا رسول الله ما لنا بدٌ من مجالسنا نتحدث فيها ) ما لنا بدٌ ما نافية ولنا بدٌ مبتدأ وخبر ولا نقول إنه خبر ما أو اسم ما لأن ما هنا لا تعمل لماذا لعدم الترتيب وما الحجازية لا تعمل إلا إذا تقدم اسمها على خبرها ومعنى ما لنا بد أي ما لنا مناص ولا مفر من الجلوس قالوا ذلك ليس اعتراضا على تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الجلوس على الطرقات ولكنه بيان للحاجة إلى الجلوس لعل النبي صلى الله عليه وسلم يعني يذكر حالا أخرى تهون ما أراد عليه الصلاة والسلام فلما فهم ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لابد لهم منها قال ( فأما إذا أبيتم فأعطوا الطريق حقه ) لم يقل فأما إذا أبيتم فقد عصيتم لأن الأمر الأول لإيش للإرشاد يعني التحذير الأول للإرشاد فإن أبيتم أي امتنعتم ( فأعطوا الطريق حقه ) وبهذا علم أن النبي صلى الله عليه وسلم حذّر من الجلوس على الطرقات خوفا من عدم إعطاء الطريق حقه ووجه النهي أن الإنسان إذا جلس على الطرقات فإنه يتعرض للفتنة قد تمر في الطريق امرأة حسناء فتتعلق نفسه بها قد يمر رجل معه حاجة لأهله يكره أن يطلع عليه أحد فيطلع عليه هذا الرجل قد يمر به أعرج أعمى أبكم أصم فيؤدي ذلك إلى السخرية به والاعتداء به المهم أن الجالس على الطريق معرض نفسه لأشياء كثيرة كذلك أيضا إذا جلس وحده فإنه عرضة لأن ينتهك عرضه لأن الناس سيقولون لماذا هو جالس هنا أهو جاسوس أم هو يترقب النساء أو ما أشبه ذلك لهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الجلوس على الطرقات
قال ( فأعطوا الطريق حقه ) قالوا " وما حقه يا رسول الله " قال ( غض البصر ) أن يغض الإنسان بصره عن المارة سواء كان رجلا أم امرأة صغيرا أم كبيرا معه حاجة أم لم يكن معه حاجة غض البصر ما كأنه مر بك لا تلتفت إليه لا تتبع بصرك خلافا لبعض الناس تجده إذا جلس في الطريق من أول ما يقبل الرجل وعينه به وهو ماشٍ معه حتى يخلّفه هذا أساء إلى المارة كل إنسان يرى أن شخصا إذا مر قد ركّز عينيه فيه فسوف يخجل وربما إذا أصيب بشيء قال هذا الرجل قد عانني لكن غض البصر أمر لابد منه
الثاني كف الأذى كف الأذى القولي والفعلي القولي بأن يعيره إذا مر والفعلي أن يمد رجله ليعثر بها أو يأخذ حصاة يضعها في طريقه أو ما أشبه ذلك أو إذا مرّ به وعليه مشلح مثلا جذب طرف مشلحه المهم الأذى يشمل إيش الأذى القولي والأذى الفعلي ومن ذلك أن يقول إذا مر عرفناك يا فلان معك اليوم كذا وكذا من الحاجات معك لحما معك خبزا معك كذا نعم هذا أيضا من الأذية القولية كف الأذى
( ورد السلام ) ولم يقل والسلام لأن الجالس يسلَّم عليه ولا يسلِّم فإذا مر بك أحد وسلم فمن حق الطريق أن ترد عليه السلام وقد سبق ذكر كيفية الرد مفصلا تفصيلا لا حاجة لإعادته طيب
فإن لم يسلم فهل من حق الطريق أن أسلم عليه لا من حق الطريق أن أنصحه وأقول سلم يا فلان فإذا مر بي ولم يسلم قلت سلم يا فلان قال السلام عليكم هل يجب عليّ الرد أو لي أن أعزره بترك الرد لا نقول رد وحينئذ تكون تألفته إيش في الرد ورد السلام
( والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) وهذا من أهم حق الطريق الأمر بالمعروف إذا رأيت مارا متجاوزا للمسجد مره يا أخي ادخل المسجد صل ولكن أنت جالس على الطريق تنتظر الإقامة مثلا والإنسان لا حرج أن يجلس ينتظر الإقامة إذا لم يكن في ذلك مفسدة لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بالسعي إلى الصلاة متى إذا سمع الإقامة فهذا إنسان مثلا جالس على الطريق ينتظر الإقامة فمر به رجل وذهب عن المسجد وهو يعرف أن هذا الرجل لم يصل فتقول له يا فلان ادخل ومن الأمر بالمعروف ما سبقت الإشارة إليه أن تأمره بالسلام إذا لم يسلّم والنهي عن المنكر والنهي عن المنكر مثل أن يمر إنسان في الطريق وقد أسبل ثوبه فهذا منكر من حقه عليك ومن حق الطريق عليك أن تنكر عليه لكن هل أصرخ في وجهه يا مسبل لن ينظر الله إليك الجواب لا، أقوم معه وأتكلم برفق وأقول هذا حرام عليك وكما قال أمير المؤمنين رضي الله عنه عمر بن الخطاب حين رأى شابا من الأنصار قد جرّ ثوبه قال " يا ابن أخي ارفع ثوبك فإنه أتقى لربك وأبقى لثوبك " طيب هذه كم من حق غض البصر كف الأذى رد السلام الأمر بالمعروف النهي عن المنكر هذه كلها من الحقوق الواجبة هناك حقوق أخرى لكنها على سبيل التطوع إعانة المستعين، المستعين بقوله أو بحاله رجل عرضت مثلا سيارته وقفت مرت بالطريق ... يحتاج إلى إيش يحتاج إلى مساعدة إما اشتراك تعطيه اشتراك من سيارتك وإما دفع هذا أيضا من حقه لكن هذا ليس خاصا بالطريق سواء في الطريق أو غيره إعانة المستعين بمقاله أو بحاله هذه من الأمور المطلوبة وهي من حق المسلم على المسلم
طيب هداية الأعمى من حق الطريق نعم هنالك رجل أعمى أتى وتجده يتلمس لا يهتدي للطريق فمن حقه أن تهديه إلى الطريق وأنت في ذلك مأجور المهم له يعني حقوق كثيرة وكأن الرسول عليه الصلاة والسلام اقتصر على هذا لأن هذه أمور واجبة
ما وجه كون هذا الحديث داخلا في مكارم الأخلاق مع أن فيه التحذير ( إياكم والجلوس ) الجواب إذا قام الإنسان بهذه الحقوق فهو من أجل من مكارم الأخلاق
فإن قال قائل الأفضل لي أن أبقى في بيتي أو أن أجلس في السوق قلنا إذا كان يمكنك البقاء في البيت فهو أفضل لأن الصحابة رضي الله عنهم إنما أذن لهم حين قالوا هاه " ما لنا بد من مجالسنا " أما من كان لا يبالي جلس في السوق أو في بيته فبيته أفضل ... لهمته لأنه ربما يجلس في الطريق ولا يتحصن ربما يتهاون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ربما لا يغض البصر تمر به امرأة جميلة شابة ما يمسك نفسه فبيته أسلم لكن إذا كان لابد فلابد من إعطاء الطريق حقه طيب وإذا جلس في الطريق هل له أن يأكل ويشرب في الطريق
الطالب : حسب العادة
الشيخ : أجيبوا يا جماعة هذا حسب العرف حسب العرف العرف الآن للإنسان أن يأكل ويشرب تجدهم على عتبات الدكاكين جالسين يشربون الشاي وربما يكون معه ما يؤكل من بسكوت أو شابورة أو ما أشبه ذلك هذا لا بأس به نعم
25 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والجلوس بالطرقات ) قالوا: يا رسول الله ما لنا بدٌ من مجالسنا نتحدث فيها، قال: ( فأما إذا أبيتم فأعطوا الطريق حقه ) قالوا: وما حقه؟ قال: ( غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) متفقٌ عليه. أستمع حفظ
فوائد حديث: ( إياكم والجلوس بالطرقات ).
ثانيا حرص النبي صلى الله عليه وسلم على ترك الأذى لأن من الحكمة عن النهي في الجلوس في الطرقات ألا يتأذى أو يؤذي
ومن فوائده جواز مراجعة العالم فيما يقول وجهه أن الصحابة راجعوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو المطاع في أمره عليه الصلاة والسلام ومع ذلك راجعوه
ومن فوائده أن الإنسان إذا راجع في أمر فإن المشروع في حقه أن يبين العذر والسبب من أين يؤخذ؟ من قولهم " ما لنا بد من مجالسنا "
ومن فوائد هذا الحديث حسن خلق الرسول عليه الصلاة والسلام حيث علم أن هذا إباء منهم لكنه مبرر بالحاجة لقوله ( فأما إذا أبيتم ) وهذا لا شك أنه من حسن خلقه وإلا لأكد عليهم قال حذرتكم فلا تجلسوا لكن من حسن خلقه قال هذا
ومن فوائد هذا الحديث مراعاة الأحوال وأن الأحكام قد تختلف بحسب الأحوال من أين تؤخذ يا أخ إيه نعم نت من أين تؤخذ
الطالب : تؤخذ لمراعاة النبي صلى الله عليه وسلم لحال الصحابة
الشيخ : حيث قالوا
الطالب : حيث قالوا ( ما لنا بد من مجالسنا )
الشيخ : فرخص لهم بعد ذلك
الطالب : فبين
الشيخ : تمام تؤخذ من هذا أنه تجب مراعاة الأحوال يعني مثلا إذا قلت هذا حرام ثم رأيت أن من المصلحة أو من الضرورة أن تحله لهذا الشخص في نطاق الشريعة فلا بأس حلله ولو كنت بالأول قد حرمته
ومن فوائد هذا الحديث أنه إذا تنازل الإنسان عن مفسدة فلابد أن يذكر ما تخف به هذه المفسدة أو تزول وجهه أنه قال ( إن أبيتم فأعطوا الطريق حقه ) حتى تزول المفسدة
ومن فوائد هذا الحديث أنه يجب على من جلس على الطرقات أن يغض بصره عن الناس خوفا من أن يفتتن أو يؤذي غيره لأنه إن كان الشيء فاتنا فإنه يخشى عليه من الفتنة وإن لم يكن فاتنا فإنه يخشى عليه أن يؤذي غيره
ومن فوائد هذا الحديث وجوب كف الأذى على الجالس في الطرقات كغيره لكن لما كان الجالس على الطريق مظنة الأذى أو لما كان الجلوس على الطريق مظنة الأذى نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله إيش ( وكف الأذى ) وإلا فالأذى واجب كفه على كل حال
ومن فوائد هذا الحديث أيضا أن من حق الطريق رد السلام أن من حق الطريق رد السلام لقوله
الطالب : فأعطوا الطريق حقه ( ورد السلام )
الشيخ : آه ( ورد السلام ) طيب فإن قال قائل لو أن المار قال مرحبا بكم أيها الجلوس فما الجواب مرحبا بك أيها المار كذا (( إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها )) لكن هنا ينبغي أن يقال له السنة السلام دون الترحيب سلّم ثم رحّب إن شئت
ومن فوائد هذا الحديث أنه يجب على الجالس في الطريق ألا يدع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لقوله ( والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )
وعن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) متفقٌ عليه.
27 - وعن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) متفقٌ عليه. أستمع حفظ
فوائد حديث :( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ).
الطالب : ...
الشيخ : الكونية هي التي بمعنى
الطالب : بمعنى المشيئة
الشيخ : والشرعية
الطالب : المحبة
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك الفرق بينهما من حيث الحكم والأثر المترتب عليهما الإرادة الكونية لابد من وقوع المراد الذي أراده الله يتعين أن يقع ويتعلق فيما يحبه وما لا يحبه يعني لا يلزم أن يكون المراد محبوبا إلى الله لكن يلزم من هذه الإرادة الوقوع والإرادة الشرعية لا يلزم فيها وقوع المراد وتختص بما أحب ولا علاقة لها فيما كره واضح طيب قول الله تبارك وتعالى (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) هذا إيش
الطالب : شرعية
الشيخ : شرعية (( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم ))
الطالب : شرعية
الشيخ : شرعية طيب (( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ))
الطالب : كونية
الشيخ : كونية (( ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ))
الطالب : كونية
الشيخ : كونية الحمدلله طيب إذن فهمتم الفرق فإذا قال قائل هل الله يريد الشر هل يريد الله الشر
الطالب : ...
الشيخ : أما شرعا فلا وأما كونا فنعم ولكن اعلم أن الشر الذي يريده الله كونا هو شر إضافي وليس شرا محضا شر إضافي باعتبار المراد أما باعتبار إرادة الله له فليس بشر فالجدب والقحط والمرض والموت وفقد المال وما أشبه ذلك هذا شر لكن كون الله يريده إيش خير لا شك كون الله يريده خير واضح طيب الآن المطر خير لكن قد يكون شرا إذا هدّم البناء وأغرق المال صار شرا هو نسبي وإلا فالأصل فيه أنه خير لكن قد يقّدر الله فيه هذا الشر لحكمة الفساد في الأرض شر وإلا خير شر هل يحبه الله
الطالب : لا
الشيخ : طيب وهل يريده
الطالب : نعم كونا
الشيخ : طيب كونا نعم (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا )) ولهذا جاء في الحديث ( تؤمن بالقدر خيره وشره ) وجاء في الحديث ( والشر ليس إليك ) ولا تناقض بينهما لأن الشر في القدر هو في المقدور فقط أما في التقدير فلا انتبه ولهذا يجب علينا أن نرضى بقضاء الله وإن كان شرا يعني وإن كان المقضي شرا وأما المقدور فعلى حسب الحال نرضى أن الله قدّر المعاصي في المجتمع مثلا نرضى بذلك لا إله إلا الله نرضى بأنه قدّر المعاصي
الطالب : لا
طالب آخر : نرضى
الشيخ : يا إخوان نعم نرضى لأنه رب يفعل ما يشاء لكن لا نرضى بالمعاصي لا نرضى بالمعاصي ولهذا أعجبني كلمة قالها شيخ الإسلام رحمه الله لما ذكر حكم السلف في أهل الكلام ومن أشد من حكم فيهم الشافعي رحمه الله قال " حكمي في أهل الكلام " يعني الأشعرية والمعتزلة والجهمية وشبههم " حكمي فيهم أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام " عقوبة شديدة يعني يؤتى بأكبر عالم منهم نعم طويل العمامة كبير الهامة ويطاف به في إيش في العشائر والأسواق ويضرب بالجريد والنعال إهانة له ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام قال رحمه الله عن ابن تيمية وهم مستحقون لما قاله الشافعي رحمه الله من وجه الوجه مخالفتهم للشرع يستحقون التأديب حتى ينكل بهم من وراءهم لكن من نظر إليهم بعين القدر رقّ عليهم ورحمهم مساكين ضلوا فيرقّ لهم ويرحمهم لكن في دين الله إيش لا يرحمهم في دين الله قال الله عز وجل (( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة )) كمل (( في دين الله )) أما من نظر إليهم من ناحية القدر فقد يرأف بهم يقول مساكين غلبهم الشياطين لعب بهم اتبعوا الشهوات فيرق لهم لكن في دين الله لا لا ترحم أحدا في دين الله رحمة الإنسان في دين الله أن تعاقبه على شريعة الله واضح طيب إذن نقول الإرادة الكونية لابد فيها من وقوع إيش المراد وتتعلق بما يحبه الله إيش وما لا يحبه انظر إلى قوله تعالى (( وما اقتتل الذين من بعده من بعد ما جاءتهم البينات ولكن ))
الطالب : ولو شاء الله
الشيخ : (( ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد )) وهو عز وجل لا يريد القتال لكن لابد أن يقع مراده جل وعلا الإرادة الشرعية تتعلق بإيش بما أحبه ويلزم منها هاه ولا يلزم منها وقوع المراد فالله يريد منا أن نستقيم أن نقيم الصلاة أن نؤتي الزكاة أن نطيعه في كل ما أمر يريد منا ذلك إرادة شرعية لكن هل كل واحد منا فعل ذلك لا ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على هذا الحديث وفوائده إن شاء الله
كيف يكون الاختيال في الكلام ؟
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى " عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق ) أخرجه أبو داود والترمذي وصححه
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الحياء من الإيمان ) متفق عليه
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) أخرجه البخاري "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
مناقشة ما سبق.
الطالب : قسمين
الشيخ : وهما
الطالب : إرادة شرعية
الشيخ : إيش
الطالب : إرادة شرعية
الشيخ : نعم
الطالب : وإرادة كونية
الشيخ : وإرادة كونية ماهي الإرادة الشرعية
الطالب : الإرادة الشرعية ...
الشيخ : نعم
الطالب : الإرادة الشرعية هي التي بمعنى المحبة
الشيخ : هي التي بمعنى المحبة بارك الله فيك والكونية
الطالب : الإرادة الكونية التي يلزم وقوعها
الشيخ : لا هذا الحكم
الطالب : هي التي تكون على المشيئة
الشيخ : هي التي بمعنى المشيئة أحسنت طيب ما الفرق بين الإرادتين
الطالب : الإرادة الكونية تقع فيما يحبه الله وما لا يحبه الله
الشيخ : هذا ... والثاني
الطالب : والثاني ...
الشيخ : أنه يلزم منه وقوع المراد يعني إذا أراد الله شيئا كونا فلابد أن يقع طيب بارك الله فيك
الطالب : الإرادة الشرعية
الشيخ : الإرادة الشرعية يحيى
الطالب : الإرادة الشرعية لا يلزم منها الوقوع
الشيخ : وقوع إيش
الطالب : ...
الشيخ : وقوع إيش
الطالب : وقوع المراد
الشيخ : نعم
الطالب : إيه نعم بل قد يقع أو لايقع
الشيخ : طيب
الطالب : ولا تتعلق إلا بما يحبه الله
الشيخ : ولا تتعلق إلا بما يحبه الله فإذا قال قائل هل الله يريد الشر
الطالب : نعم نقول يريد الشر كونا لا شرعا
الشيخ : طيب وهل إرادة الله للشر كونا هل هي شر في إرادته أو في مراده هل الشر في إرادته أو في مراده
الطالب : الشر في مراده أما إرادته فهي ...
الشيخ : حدد الجواب الشر في إرادته أو مراده
الطالب : مراده
الشيخ : في مراده الدليل
الطالب : إنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ( والشر ليس إليك )
الشيخ : قول النبي صلى الله عليه وسلم ( والشر ليس إليك ) طيب إذا أراد الله عز وجل أن يكون الكفر والمعاصي فهل يقاس إن هذه الإرادة شر أو لا سامي
الطالب : بالنسبة للكون ... أما ما يترتب عليه ...
الشيخ : نعم بالنسبة لإرادة الله الفسق مثلا أو المعاصي أو الكفر خير لأنه يترتب على ذلك مصالح كثيرة لولا هذا ما كان الجهاد ولا الأمر بالمعروف ولا النهي عن المنكر ولا ... يعني فيها مصالح كثير طيب بالنسبة للواقع
الطالب : بالنسبة للواقع هو شر
الشيخ : هو شر طيب ذكرنا أنه هو شر في الواقع لكن قد يكون خيرا بالنسبة إلى من أصيب به يلا يا عبيد الله
الطالب : نعم يكون كفارة لذنوبهم
الشيخ : قد يكون كفارة للذنوب وسببا لرفعة الدرجات ولولا هذا ما حصل له ذلك ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوعك يعني في الحمى كما يوعك الرجلان وأوذي في الله عز وجل ليكمل له مراتب الصبر قوله ( يفقهه في الدين ) هل المراد بذلك الفقه الاصطلاحي أو لا
الطالب : لا، تتبع الإرادة
طالب آخر : ما كملناه
الشيخ : الفوائد
الطالب : ما شرحناه
الشيخ : طيب متفقون على أنه لم يشرح
الطالب : إيه
الشيخ : شرح يا أخي
الطالب : المعنى شرح
الشيخ : نعم
الطالب : المعنى شرح
الشيخ : وش المعنى الأخ اللي ورى إيه نعم هل المراد بالفقه هنا الفقه الاصطلاحي أو ما هو أعم من ذلك
الطالب : الفقه الاصطلاحي
الشيخ : الفقه الاصطلاحي يعني معناه معرفة ما يتعلق بأعمال العباد هذا هو الفقه الاصطلاحي
الطالب : أعم يا شيخ
الشيخ : أعم كيف ذلك
الطالب : نقصد بها ما تعرض للأحكام العملية والاعتقادية
الشيخ : إيه يعني يشمل الفقه في الدين عقيدة وعملا طيب صح ولهذا سميت العقائد الفقه الأكبر لأنها أعظم من أن نعرف أفعال العباد وأحكامهم نعرف ما يجب لله تعالى وما يمتنع عليه من الأسماء والصفات في هذا الحديث أظن شرحناه
الطالب : باقي الفوائد
الشيخ : نعم
الطالب : الفوائد
تتمة فوائد حديث :( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ).
إثبات الإرادة لله عز وجل وأنه يفعل ما يريد لقوله ( من يرد الله به خيرا يفقهه )
ومن فوائد هذا الحديث أن الإنسان ينبغي له أن يتعرض للخير بالتفقه في دين الله لأن كل إنسان يحب أن يريد الله به خيرا فنقول الوسيلة والطريق هو إيش أن تتفقه في دين الله
ومن فوائد الحديث الحث على الفقه في الدين لأنه وسيلة إلى هذا الخير الذي يريده الله عز وجل
ومن فوائد هذا الحديث أن لإرادة الله تعالى علامات ظاهرة يعني لإرادته عز وجل الخير بالعبد علامات فمن علامة الخير إيش أن يفقه في الدين
ومن فوائد هذا الحديث أن الفقه في غير الدين لا يحمد ولا يذم يعني كالعلم بالصنائع وغيرها هذا لا يحمد ولا يذم بل إن كان وسيلة لمحمود كان محمودا وإن كان وسيلة لغير محمود لم يكن محمودا ولهذا نقول المفهوم في قوله في الدين لا عموم له
طيب هل يؤخذ من الحديث أن من لم يفقهه الله في الدين لم يرد به خيرا هذا مفهوم الحديث ولكن فيه تفصيل أما الخير المطلق فلا شك أن من حرم الفقه في الدين فإنه محروم منه الخير المطلق وأما بعض الخير فقد يكون من شخص لم يتفقه في الدين هذا إن صح هذا التعبير وإلا فلا أظن أحد يفعل خيرا في دين الله إلا وقد كان فيه فقيها لولا فقهه إياه ما عمل به وعلى هذا فالخير المطلق إنما يكون لمن فقه في دين الله والخير غير المطلق يكون لمن توسع في الفقه ولمن قصر فقهه في دين الله عز وجل
ومن فوائد هذا الحديث البشارة العظيمة لمن رزقه الله الفقه في الدين وهي أن الله أراد به خيرا فيكون هذا داخلا في قوله تعالى (( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة )) فإذا رأيت الله قد منّ عليك بالفقه في دينك فاعلم أن الله أراد بك خيرا
لكن قد يقول قائل إننا نرى بعض العلماء عندهم علم في الفقه العقدي والعملي ومع ذلك هم على جانب كبير من المعاصي والفسوق نقول هؤلاء ليسوا فقهاء بل هم قرّاء وهناك فرق بين الفقيه والقارئ ولهذا قال ابن مسعود " كيف بكم إذا كثر قرّاؤكم وقل فقهاؤكم " الفقيه في الدين في الواقع هو الذي يعلم الأحكام وأسرار الشريعة وحكمها ويعبد الله عز وجل بمقتضاها وإلا فليس بفقيه
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من شيءٍ في الميزان أثقل من حسن الخلق ) أخرجه أبو داود والترمذي وصححه.
الطالب : أثقلُ
الشيخ : نعم بالرفع ما من شيء في الميزان أثقلُ إذن ما الذي رفعها الذي رفعها أن من في قوله ( من شيء ) حرف جر زائد وعلى هذا يكون التقدير ما شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق طيب أثقل من حسن الخلق وإذا أخذنا بظاهر الحديث فإنه يبقى مشكلا لأن كلمة التوحيد أثقل ما يكون في الميزان أليس كذلك كما في حديث صاحب البطاقة الذي أخرج له يوم القيامة سجلات كثيرة من الذنوب ثم وزنت بلا إله إلا الله فرجحت بها لا إله إلا الله فكيف يمكن الجمع بين هذا وبين ما جاء في هذا الحديث؟
الجواب أولا إن صح هذا الحديث فإن قول لا إله إلا الله من توحيد الله عز وجل بل هي توحيد الله ولا شك أن اعتقاد مقتضاها من حسن الخلق لأن حسن الخلق لا يراد به أن يكون الإنسان مع الناس واسع الصدر منطلق الوجه فقط لا حسن الخلق يشمل حسن الخلق مع الله ومع عباد الله ومع ذلك حتى في هذا الجواب يبقى إشكال أيضا لأنه إذا قلنا إن حسن الخلق هو حسن الخلق مع الله ومع عباد الله شمل الدين كله وحينئذ ليس هناك شيء أثقل من شيء فالحديث مشكل ولهذا لابد أن يخرجه لنا أحد منكم تخريجا تاما إيهاب طيب إن شاء الله
على كل حال حسن الخلق أمر مطلوب خلق حسن يكون الإنسان فيه دائما راضيا إذا كان عنده حسن الخلق يصبر على الأذى ويتحمل المشاق ويأخذ بالعفو كما قال الله عز وجل (( خذ العفو وأمر بالعرف )) يعني خذ ما عفا من الناس وما حصل من أخلاقهم ولا تكلفهم الكمال لأن من أراد الكمال حرم الكمال
32 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من شيءٍ في الميزان أثقل من حسن الخلق ) أخرجه أبو داود والترمذي وصححه. أستمع حفظ
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الحياء من الإيمان ) متفقٌ عليه.
ويأتي الحديث الذي بعده الحياء صفة تعتري الإنسان صفة خلقية لا يستطيع الإنسان أن يعبر عنها تعبيرا يكون تفسيرا لحقيقتها ولكنها تعرف بآثارها فهي خلق يعتري الإنسان يمنعه أن يتكلم أو يفعل ما يخجل منه وما يوبّخ عليه وهو من الإيمان لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( الإيمان بضع وسبعون شبعة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) وهنا قال الحياء من الإيمان وهو كما قلت خلق يمنع الإنسان أن يفعل أو يقول ما يخجله بين الناس ويعاب عليه وقول الرسول ( الحياء من الإيمان ) من هنا للتبعيض أي بعض منه
ثم اعلم أن الحياء يكون من المخلوق ويكون من الخالق فالحياء من الخالق أن تستحي من الله أن يفقدك حيث أمرك أو أن يراك حيث نهاك هذا الحياء وعلى هذا التفسير فإن الحياء يستلزم القيام بالمأمور واجتناب إيش المحظور أمرك الله عز وجل أن تزكي فلم تزك استحي من الله استحي من ربك نهاك أن تشرب الخمر فشربت نقول استحي من الله كيف يراك الله حيث نهاك وكيف يفقدك حيث أمرك هذا الحياء من الله وهو يستلزم القيام بأوامر الله واجتناب نواهيه الحياء من المخلوق هو أن يتجنب الإنسان كل أمر يعاب عليه ويذم عليه وهذا عائد إلى المروءة تجد بعض الناس مثلا لا يستحي لا يبالي خرج على الناس بصفة مكروهة أو بصفة مرغوبة حصل على وجه يخالف العادة أو على وجه لا يخالف العادة حصل على وجه تكون به الشهرة أو على وجه لا تكون به الشهرة لا يبالي نعم يخرج مثلا في هيئته في لباسه في أي حال من الأحوال لا يبالي لكن الحيي لا يمكن أن يأتي خصلة يذمه الناس عليها ويعيبونه بها
ثم اعلم أن من الحياء ما يظن أنه منه وليس كذلك بعض الناس يستحي أن يسأل عما يجب السؤال عنه وهذا ليس حياء ولكنه خور فالحياء من الحق خور وجبن وعدم قدرة على الاندفاع لطلب الحق ولهذا قال الله تعالى (( فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق )) وقال تعالى (( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة ))