تحت باب الذكر والدعاء
تتمة فوائد حديث :( اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء ).
فيستفاد من هذا الحديث:
أولا افتقار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه في كل حال وهذا الافتقار ينفي أن يكون له حظ من الربوبية أليس كذلك وبه يبطل تعلّق هؤلاء المساكين الذين يتعلقون برسول الله صلى الله عليه وسلم في كشف الشدائد وجلب المنافع وهو نفسه محتاج إلى الله عز وجل
ومن فوائد هذا الحديث أنه ينبغي للإنسان أن يدعو به تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم وابتغاء بما يحصل به من صرف المساوئ التي تسوء العدو بماله أو جاهه أو ماهو أعم
ومن فوائد هذا الحديث أن مطلق الدين لا حرج فيه لكن هل الأفضل أن يعرّض الإنسان نفسه للدين أو لا نقول في ذلك تفصيل إذا كان الوفاء قريبا والدين قليلا فلا بأس وأما إذا كان الوفاء غير مرجو أو كان دينا كثيرا قد يثقل كاهل الإنسان فإنه لا ينبغي للإنسان أن يتعرّض له ولهذا نحن على خطر بالنسبة لشبابنا الذين انهمكوا فيما يسمونه بالتقسيط يشتري الشاب سيارة فخمة لا يركبها إلا الملوك وأبناء الملوك والوزراء وأبناء الوزراء وما أشبه ذلك وهو ليس عنده شيء لكن تغلبه الشركات وتقول خذ هذه السيارة فخمة بمئة ألف ريال وأعطنا كل شهر من معاشك كذا وكذا المسكين يأخذ يأخذ هذا يقول سهل هذا الجزء الذي يؤخذ من معاشك بسيط ولكنه سوف يندم فيما بعد إذا طلبت هذه الشركات فيما بعد بحقوقها وسوف يعلم أن هذا من أسوء التصرف وأخطر التصرف ولا ينبغي للإنسان أن يتهاون بالدين على كل حال
طيب من الشيء الذي قلنا إنه إذا كان قليلا ووفاؤه قريب أن يكون على الإنسان عقيقة ولد له ولدان يحتاج إلى كم عقيقة أربعة أقارب لكنه رجل موظف وليس بيده الآن شيء إلا أنه يرجو أن يأتيه الراتب في آخر الشهر ويوفي سهل عليه فهل يقترض أو نقول انتظر حتى تحصّل الراتب ثم عق نعم الأول ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله يعق يعني المدين أو الذي عليه الدين " أرجو أن يخلف الله عليه " نعم
وعن بريدة رضي الله عنه قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحدٌ فقال (رسول الله صلى الله عليه وسلم): ( لقد سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب ) أخرجه الأربعة وصححه ابن حبان.
( سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول اللهم إني أسألك ) إلى آخره وهذا الذي سمعه الرسول عليه الصلاة والسلام إنما هو التوسل فقط ولم يذكر في الحديث ماذا سأل الرجل إنما ذكر إيش التوسل
يقول ( اللهم إني أسألك ) ولم يذكر المسؤول وهي حاجة الداعي
( بأني أشهد أنك أنت الله ) الباء هنا للمصاحبة يعني أسألك سؤال مصحوبا بهذه الشهادة العظيمة بأني أشهد أي ناطقا بلساني موقنا بقلبي بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وهذا شهادة له بالألوهية وانفراده بها عز وجل
بقوله ( لا إلا إلا أنت الأحد ) يعني الذي لا نظير له بل هو متوحد في الكمال والجلال والعظمة والإحسان وغير ذلك
( الصمد ) أجمع ما قيل في معناه أنه الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته أعيد الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته فالذين فسروه بأنه السيد الكامل في سؤدده الكامل في حلمه الكامل في علمه إلى آخره هذا داخل في قولنا الكامل في صفاته وتفسير بعضهم إياه بأن الصمد الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها داخل في قولنا الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته فعليه نقول الصمد هو الذي نعم هو الذي الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته ومن ذلك استغناؤه تبارك وتعالى عن الأكل والشرب وغير ذلك
طيب ( الأحد ) قلنا المتفرّد بكماله وجلاله وكذلك في ذاته ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله إن ذات الله تعالى تخالف كل ذوات المخلوقين ولا يمكن أن تصور يعني تخالف الجن والإنس والسماء والنجوم وكل شيء لأنه لا نظير لها فهذه الذات العلية مخالفة لجميع الذوات لأن الله تعالى أحد متوحد في كماله وجلاله وصفاته طيب
( الصمد الذي لم يلد ولم يولد ) لم يلد لكماله لأنه مستغن عن الولد والحيوان ناقص يكمل بالولد من وجه ناقص يستمر بقاء النوع بماذا بالولد الرب عز وجل غني عن هذا فهو لم يلد وقد أنكر الله ذلك بأدلة عقلية قال (( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء )) فالخالق لا يحتاج أن يتولد منه شيء أو أن يولد منه شيء
( ولم يولد ) نعم لأنه عز وجل هو الخالق وما سواه مخلوق ولأنه الأول الذي ليس قبله شيء ولأنه لو كان مولودا لافتقر إلى الوالد وكل هذا منتفٍ في حق الله فلهذا انتفت عنه الولادة
فإن قال قائل الوالد سابق للمولود صح
الطالب : صحيح
الشيخ : فلماذا نفى المولود قبل الوالد نقول نعم لأنه ادعي أن الله له ولد ولم يدع أحد أن الله له والد فقدّم ما ادعاه المبطلون بحقه قدّم نفيه اهتماما به وردا لقول هؤلاء فمن الذين قالوا إن الله له ولد؟ النصارى واليهود والمشركون النصارى قالوا المسيح ابن الله واليهود قالوا عزير ابن الله والمشركون قالوا الملائكة بنات الله نعم
( ولم يكن له كفوا أحد ) كفوا أي مكافئا أحد وأحد هذه اسم يكن مؤخر يعني لم يكن لله أحد يكافئه أبدا لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أسمائه ولا في أفعاله هذا الدعاء تضمن الإقرار بأنواع الربوبية بل بأنواع التوحيد تضمن الإقرار بأنواع التوحيد أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت هذا إيش
الطالب : الألوهية
الشيخ : الألوهية طيب الأحد الصمد الصمد الربوبية لأننا قلنا إن الصمد هو الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته طيب الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد هذا الصفات نعم الأسماء والصفات لأنه المتوحد بصفاته وأفعاله فلا يشابهه أحد ولا يماثله أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لقد سأل اللهَ ) أو سأل اللهُ
الطالب : اللهَ
الشيخ : وين الفاعل مستتر يعني لقد سأل هذا الداعي اللهَ ( باسمه الذي إذا سئل به أعطى ) باسمه ليس المراد هنا الاسم الواحد بل بما ذكر من أسمائه وذلك لأن اسم مفرد مضاف فيعم وعلى هذا فيقول ( باسمه ) أي بما ذكر من أسمائه وهذه الصيغة فيها ذكر الله والأحد والصمد ففيها ثلاث أسماء فيكون المراد باسمه المراد بهذا المفرد إيش العموم أي عموم ما ذكر
( باسمه الذي إذا سئل به أعطى ) وذلك لمحبته تبارك وتعالى لما تضمنته هذه الصيغة
( وإذا دعي به أجاب ) والفرق بين السؤال والدعاء أن الدعاء أن تنادي الله عز وجل والسؤال أن تطلب منه شيئا فإذا قلت اللهم فهذا دعاء اغفر لي هذا سؤال ولهذا جاء في حديث النزول أن الله عز وجل يقول ( من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه )
3 - وعن بريدة رضي الله عنه قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحدٌ فقال (رسول الله صلى الله عليه وسلم): ( لقد سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب ) أخرجه الأربعة وصححه ابن حبان. أستمع حفظ
فوائد حديث :( لقد سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب ).
أنه منها أنه ينبغي أن يتوسل الإنسان في دعائه بهذه الصيغة وجهه أن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى عليها وبيّن أنها الاسم الذي إذا سئل الله به أعطى وإذا دعي به أجاب
ومن فوائد هذا الحديث أن الإنسان قد يلهم ما يكون محبوبا إلى الله ورسوله لأن الظاهر أن هذا الإنسان الداعي قال ذلك من عند نفسه ويحتمل أن الرسول علمه إياه ثم سمعه من هذا الداعي لكن ظاهر الحديث الأول
ومنها تأييد من قال بالحق وإن كان دون المؤيد وجهه أن الرسول عليه الصلاة والسلام أيد هذا الرجل مع أنه دون الرسول عليه الصلاة والسلام
ومن فوائد هذا الحديث التوسل إلى الله عز وجل بكمال صفاته لأن كلما ذكر من كمال الصفات ولعلكم تذكرون أننا ذكرنا في عهد قريب أنواع التوسل طيب
ومن فوائد هذا الحديث انفراد الله تعالى بالألوهية والأحدية والصمدية لأنه قال ( أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد ) أما لا إله إلا أنت فواضح وأما الأحد الصمد فلأنهما معرّفان لأن المعنى أشهد أنك الأحد الصمد فهما من خصائص الرب عز وجل
ومن فوائد هذا الحديث إثبات كمال الله عز وجل أزلا وأبدا من قوله ( لم يلد ولم يولد ) ( لم يلد ولم يولد ) لم يلد نفي للولادة التي تتسلسل في المستقبل ولم يولد للتسلسل في الماضي أي أن الرب عز وجل هو الأول الذي ليس قبله شيء وهو الآخر الذي ليس بعده شيء
ومن فوائد هذا الحديث إثبات الصفات التي تسمى الصفات السلبية أي المنفية من قوله ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) واعلم أن الله تعالى موصوف بصفات نفي وصفات إيجاب وأيها أكثر
الطالب : الإيجاب
الشيخ : نعم الصفات الإيجابية أكثر لأنه كلما تعددت صفات الكمال ظهر من كمال الموصوف ما لم يكن معلوما من قبل أما صفات النفي فإنها جاءت مجملة غير مفصلة لأن التفصيل في صفات النفي عيب غير لائق والإجمال هو الكمال لو أنك أردت أن تعظّم أميرا من الأمراء فقلت إنك أمير لا يساويك أحد في الحزم والقوة والرأي والحكمة مثلا ماذا يكون هذا طيب لكن لو قلت إنك أمير ولست ببخيل ولا جبان ولا فرّاش ولا كساح نعم ولا منظف للأسواق إيش يقول يرى أنك عبته يرى أنك عبته ويأمر بتأديبك لأن هذا غير لائق ولهذا قال العلماء من الحكمة أن الله تعالى يذكر الصفات المنفية على سبيل الإجمال أن ذلك أبلغ في إيش في الكمال طيب لكن قد تذكر الصفات المنفية على وجه التفصيل لسبب إما لكون السامع قد يتوهمها وإما لكون هذه الصفة المنفية قد قيلت في الله عز وجل فمن الأول قوله تعالى (( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام )) إيش (( وما مسنا من لغوب )) هذا نفي لصفة خاصة لكنه نفي في محله لأن السامع قد يظن أن هذه المخلوقات العظيمة تعي الله عز وجل فنفى ذلك عنه ومثال نفي ما ادعاه المبطلون هذه الآية أو هذا الدعاء ( لم يلد ولم يولد ) فهذا نفي خاص لأنه ادعي في جانب الله عز وجل
ثم اعلم أن جميع الصفات المنفية ليس المراد بها مطلق النفي لماذا لأن مطلق النفي العدم والعدم ليس بشيء والله عز وجل يقول عن نفسه (( ولله المثل الأعلى )) أي الوصف الأكمل فإذا وصف بعدم فأين الكمال
وثانيا أن النفي المطلق نعم اعيد إذن إذا كان يمتنع أن يراد بالصفات المنفية مطلق النفي فما المراد المراد إثبات الكمال المراد إثبات الكمال فكأننا نقول (( وما مسنا من لغوب )) لكمال إيش
الطالب : قدرته
الشيخ : لا قوته لكمال قوته واضح (( وما ربك بغافل عما تعملون )) ايش؟ لكمال علمه وإحاطته ومراقبته وما أشبه ذلك هذا هو المراد إذن المراد بالصفات المنفية إثبات ضدها على وجه الكمال طيب ولو لم يقل ذلك لكان يحتمل أن يراد بالصفات المنفية القدح والعيب لأنه قد ينفى الشيء المعيب لعيب من نفي عنه ومنه قول الشاعر :
" قبيلة لا يغدرون بذمة *** ولا يظلمون الناس حبة خردل "
فمدحهم بالوفاء وعدم الاعتداء الوفاء اللي هي إيش لا يغدرون بذمة يعني لا يغدرون بالعهد وعدم الاعتداء " ولا يظلمون الناس حبة خردل " إذا سمعت هذا الكلام تقول أثنى عليهم وإلا عابهم نعم تقول أثنى عليهم ما شاء الله أوفياء عدلاء لكن الواقع أنه أراد ذمهم ويدل لهذا التفصيل في أول البيت قبيّلة وكذلك أيضا قول الحماس
" لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد *** ليسوا من الشر في شيء وإن هانا "
يعني ماهم بأهل شر حتى لو كان هيّن يعني وكثير من باب أولى
" يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة *** ومن إساءة أهل السوء إحسانا "
أي أنهم إذا ظلمهم أحد غفروا له وإذا أساء إليهم أحسنوا إليه صفة جميلة نعم إذا ظلموا غفروا وإذا أسيء إليهم أحسنوا أي إنسان يسمع هذا الكلام يقول إنه مدح لكنه في الواقع ذم بدليل ما قبله وما بعده
" لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد *** ليسوا من الشر في شيء "
ثم قال
" فليت لي بهم قوما إذا ركبوا *** شنوا الإغارة فرسانا ووحدانا "
يعني ليت الله يبدل بهم ناس شجعان يركبون الخيل ويشنون الغارات فتبين بهذا الآن أن نفي العيب قد يكون عيبا أليس كذلك طيب
كذلك نفي العيب قد يكون لعدم قابلية الشيء لذلك العيب ماهو لكماله لكن لعدم قابليته له ومنه أن تقول إن جدارنا لا يظلم من استظل به إن جدارنا لا يظلم من استظل به هذا نفي الاعتداء وإلا غير نفي
الطالب : غير نفي
الشيخ : ليش نعم لأنه غير قابل غير قابل للظلم أو العدل فلذلك لم يكن نفي الظلم في حقه إيش مدحا إذن يا إخوان الصفات المنفية لله عز وجل أو المنفية عن الله المراد بها إيش إثبات صفة كمال إثبات صفة كمال الكمال ما ندري ما هو لكن بضدها تتبين الأشياء إذا انتفى هذا الشيء فالضد هو الثابت لا يظلم ربك أحدا انتفى الظلم ما ضده العدل إذن هو عادل عدلا ليس فيه ظلم بوجه من الوجوه وعلى هذا فقيسوا طيب
من فوائد هذا الحديث أنه كلما قويت الوسيلة حصل المقصود لقوله ( إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب ) وهل هذا يشمل الأمور الشرعية والأمور القدرية الكونية
الطالب : لا
الشيخ : نعم كلما قويت الوسيلة حصل المقصود إلا أن يوجد مانع، مانع أقوى من ذلك فلا يحصل فمثلا لو قال قائل أرأيت لو كان هذا الداعي أرأيت لو دعا داعٍ بهذا الدعاء وهو يأكل الحرام ويتغذى به هل يدخل في الحديث أو لا نقول لا يدخل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم استبعد أن يجاب لمن تغذى بالحرام فكان مطعمه ومشربه واضح وهذه قاعدة ينبغي لطالب العلم أن ينتبه لها أن الأسباب لا تؤثر في مسبباتها حتى تنتفي موانعها وهذه تريحكم في كثير من الإشكالات الأسباب لا تؤثر في مسبباتها حتى تنتفي موانعها وإن شئتم تقريب ذلك لكم ويكون على أذهانكم دائما فاذكروا أسباب المواريث وموانع المواريث أسباب الميراث قرابة ونكاح وولد إذا وجدت هذه الأسباب ثبت الإرث لكن قد توجد هذه الأسباب ولا إرث لوجود مانع ومنه اختلاف الدين فمثلا لو أن رجلا تزوج يهودية أو نصرانية وماتت عنه أو مات عنها هل يقع بينهما توارث لا مع أنها زوجة والله يقول (( لكم نصف ما ترك أزواجكم )) (( ولهن ربع ما تركتم )) ومع ذلك نقول لا توارث بينهما لوجود المانع وهو اختلاف الدين طيب على كل حال هذه قاعدة مفيدة لطالب العلم تنجلي بها إشكالات كثيرة فكل الأسباب التي جعلها الله تعالى أسبابا سواء أكانت قدرية أم شرعية لابد من انتفاء موانعها وإلا فلا تكون أسبابا نعم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح يقول: ( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور ) وإذا أمسى قال مثل ذلك إلا أنه قال: ( وإليك المصير ) أخرجه الأربعة.
كان الرسول عليه الصلاة والسلام يذكر الله تعالى بهذا الدعاء صباحا ومساء إلا أن الصيغة تختلف لاختلاف الزمان فإذا أصبح يقول إذا أصبح أي دخل في الإصباح ومتى يكون ذلك بعد طلوع الفجر بعد طلوع الفجر
طيب يقول ( اللهم بك أصبحنا ) يعني أنت الذي أبقيتنا حتى أدركنا الصباح هذه واحدة بك أصبحنا باعتبار الجو والفلك فالذي أتى بالإصباح من؟ الله والذي أبقى الإنسان حتى الصباح الله إذن فيكون معنى قوله ( بك أصبحنا ) باعتبار بقاء الإنسان إلى الصبح وباعتبار الإتيان بالإصباح يقول الله عز وجل (( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه )) وقال عز وجل (( فالق الإصباح )) إذن بك أصبحنا تشمل معنيين هما إبقاء الإنسان إلى الصباح والإتيان بالصباح طيب يعني لولا أنت ما بقينا إلى الصباح ولولا أنت ما جاء الإصباح وبك أمسينا نقول مثلها وبك نحيا وبك نموت أيضا حياة الإنسان في الصباح أو في المساء أو فيما بين ذلك بمن بالله عز وجل لولا إمداد الله بالغذاء والهواء واللباس ما بقيت أبدا فبقاؤك بالله عز وجل وكذلك بك وبك نموت أنت الذي تميتنا
فإن قال قائل لو قتل الإنسان فنقول حتى إذا قتل من أخرج روحه الله عز وجل وكم من إنسان أصيب بحادث مميت ومع ذلك يبقى فالموت بيد الله والحياة بيد الله وبك نحيا
( وإليك النشور ) الآن إليك النشور يعني نشور الخلائق يوم القيامة تنشر إلى الله وتحشر إلى الله عز وجل وذكر النشور هنا مناسب وذلك لأن الإنسان إذا أصبح فقد بعث من موت قال الله تعالى (( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم )) ايش؟ (( يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى )) فكان ذكر النشور هنا مناسبا تماما وإذا أمسى قال مثل ذلك إلا أنه يقول ( بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نموت وبك نحيا وإليك المصير ) المصير المرجع لأن آخر النهار كآخر دنيا الإنسان يكون مقبلا على موت النوم أو على وفاة النوم على الأصح وهذا يشبه مصير الإنسان إلى ربه تعالى عند موته
5 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح يقول: ( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور ) وإذا أمسى قال مثل ذلك إلا أنه قال: ( وإليك المصير ) أخرجه الأربعة. أستمع حفظ
فوائد حديث :( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا ... ).
أولا أنه ينبغي الإنسان أن يدعو بهذا الدعاء صباحا ومساء تأسيا بمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وابتغاءً لثواب الله بهذا التأسي وثناء على الله عز وجل بأن الأمور بيده تبارك وتعالى
ومن فوائد هذا الحديث أن الإصباح والإمساء بيد الله وأن الحياة والموت بيد الله وأن النشور بيد الله وأن المصير إلى الله عز وجل وبيد الله أيضا
ومن فوائد هذا الحديث عموم ربوبية الله عز وجل في كل وقت صباحا ومساء وما بين ذلك لقوله ( بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور )
" وعن أنس رضي الله عنه قال ( كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) متفق عليه " نعم
الطالب : بارك الله فيك في دعاء هذا المساء هل يقول
الشيخ : إيش
الطالب : هل يقول الإنسان إذا أتى المساء اللهم بك أمسينا أو نفسه
الشيخ : كيف
الطالب : في الدعاء هذا
الشيخ : نعم
الطالب : اللهم بك أصبحنا
الشيخ : نعم
الطالب : هذا في الصبح لكن في المساء هل يقول اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا يعكس
الشيخ : إيه يعكس نعم لأنه هكذا جاء في الحديث لكن المؤلف غريبة منه نعم
السائل : شيخ أحسن الله إليك هل يقال للذي عليه عقيقة وليس له مال بغض النظر عن الأفضل من ناحية الرخصة هل يقال له إذا لا يستطيع فإنه تسقط في حقه أو أنه يجب عليه أن يستدين
الشيخ : لا لا كلمة يجب عليه أن يستدين
هل إذا كان الإنسان ليس لديه مال فهل الأفضل أن لا يعق أو الأفضل أن يستدين ؟
السائل : أليس الأفضل يعني من ناحية هل الآن هو يقول أنا لا أريد أن أستدين فهل تسقط عليه في ذلك
الشيخ : هذا ينظر إذا كان فقيرا فهي تسقط وإذا لم يكن فقيرا فإنها لا تسقط يعني يؤجلها فقط هذا في الواقع ليس بتقدير لكن يقول أنا أأجلها حتى يأتي الراتب لأنه عادة مع الراتب سوف يقضي حاجته نعم
السائل : شيخ بارك الله فيك ... من حديث أبي هريرة
الشيخ : نعم
السائل : أن ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصباح ولم يرد في الحديث أنه كان يقوله في المساء هل يجوز لنا أن نقوله في الصباح والمساء مع تغيير لفظ الإصباح ... الحديث أم نقتصر ما ورد في الصباح كان مقصوده في الصباح
سؤال عن ضابط الأذكار الخاصة بالصباح ؟
السائل : هل ... في الحديث ... رسول الله الأعظم
الشيخ : لا الرسول ما قال سأل الله باسمه الأعظم قال ( باسمه الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى ) فقط نعم
السائل : شيخ
في قوله صلى الله عليه وسلم ( لقد سأل الله باسمه ... ) ما معنى الباء هنا ؟
الشيخ : الباء للمصاحبة
السائل : للمصاحبة
الشيخ : نعم ويجوز أن تكون للتعدية
السائل : ...
هل يصح قول " كل كمال في المخلوق فهو كمال في حق الله " ؟
السائل : ولكن الحديث
الشيخ : كل ما كان كمالا في المخلوق فهو كمال في الله ما يستقيم هذا الإنسان الذي يأكل ويشرب ويشتهي الأكل والشرب هذا كمال في الحقيقة وهو في حق الخالق مستحيل النوم كمال في حق الإنسان ولهذا ليس أحد لا ينام إلا لمرض أو لسبب لكن يقال كل كمال بدون أن نقيده بالمخلوق كل كمال فالله أولى به نعم انتهى طيب
من فوائد الحديث إيه نعم لا أنا قصدي فوائد حديث أبي هريرة في الواقع فيه شيء ما شرحناه من فوائده أن النشور إلى الله وأن المصير إلى الله وهذا واضح
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار ) متفقٌ عليه.
الطالب :عِ
الشيخ : وفي وفى
الطالب : فِ
الشيخ : فِ ولذلك لو قال لك قائل ما وزن عِ من وعى ما وزنها
الطالب :عِ
الشيخ : ما وزنها عِ وزن عِ عِ
الطالب : نعم
الشيخ : إيه طيب وما وزن قِ
الطالب :عِ
الشيخ : عِ ف عِ تعرفون الميزان يا
الطالب : نعم
الشيخ : الميزان الصرفي معروف أن الكلمات تقابل بميزان نعم بميزان مكون من الفاء والعين واللام هذا هو الأصل فتقول وزن ضرب فعل وزن سمع فَعِل ووزن يفرح يفعَل وزن يضرب يفعِل هذا المثال طيب
إذن قِ فعل أمر على وزن عِ قنا عذاب النار
في هذا الحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام يكثر من هذا الدعاء لقوله ( كان أكثر دعاء الرسول ) وفي كلام شيخ الإسلام رحمه الله في منسكه ما يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم يختم به الدعاء حيث علّل بكون الطائف يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ) قال لأن هذا هو ختام الشوط وكان النبي صلى الله عليه وسلم يختم دعاءه ( بربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) لكن لم أطلع حتى الآن على أن الرسول يختم بذلك الدعاء لكنه يكثر منه ولهذا نحتاج إلى البحث عن هذه المسألة فمن لها يعني هل الرسول يكثر من ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة ) أو يكثر ويختم الدعاء أنت طيب متى متى تأتي به
الطالب : ...
الشيخ : هاه
الطالب : ... الدرس
الشيخ : ما ... درس حتى لو تأتي به في درس الكافي ما يهم
الطالب : ... درس
الشيخ : نعم
الطالب : أول درس
الشيخ : لا هذا مجهول اليلة السبت الأحد الأثنين الثلاثاء الأربعاء أي ليلة
الطالب : ليلة الثلاثاء
الشيخ : طيب بارك الله فيك طيب يقول ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة ) الدنيا هي هذه الدار التي نحن الآن نعيش فيها والدنيا اسم تفضيل مذكره إيش أدنى كعليا مذكرها أعلى قصوى مذكرها أقصى إذن دنيا اسم تفضيل فما معنى الدنو الذي هو اسم تفضيل في هذا نقول له معنيان:
المعنى الأول التقدّم لأنها أدنى من الآخرة من حيث الزمن
والمعنى الثاني من الدناءة لقول الله تبارك وتعالى (( وللآخرة خير لك من الأولى )) ولقوله تعالى (( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى )) فهذه الدنيا وصفت بهذا الوصف لهذين السببين أولا لقربها والثاني لإيش لدنوها أي نقصها فهي ناقصة عن الدار الآخرة حتى إن الرسول عليه الصلاة والسلام قال ( لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) موضع السوط حوالي متر خير من الدنيا وما فيها أي دنيا الدنيا كلها من أولها إلى آخرها وتشتمل على دنيا الملوك دنيا الأمراء دنيا الوزراء دنيا المترفين موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها طيب إذن الدنيا وصفت بذلك للوجهين الذين سمعتم
حسنة ( في الدنيا حسنة ) حسنة كلمة مطلقة غير مبينة فما هي حسنة الدنيا المال الكثير المراتب الفخمة القصور المشيدة البنون الكثر الزوجات الحسان أو مال كل شيء كل شيء ولهذا إذا وجدتم مثالا على حسنة الدنيا فهذا على سبيل التمثيل وليس على سبيل الحصر كل ما يستحسن في الدنيا فهو داخل في قوله ( في الدنيا حسنة )
طيب في الآخرة سميت آخرة لأنها متأخرة الزمن ولأنها آخر مرحلة في الخلق ما بعدها ليس بعدها مرحلة ولهذا يعبر الله عنها باليوم الآخر لأنه آخر مرحلة ينزلها الإنسان وقوله ( في الآخرة حسنة ) ماهي حسنة الآخرة
الطالب : الجنة
الشيخ : الجنة تمام وبدخول الجنة ينجو الإنسان من النار قال الله تعالى (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) ( وقنا عذاب النار ) هذا من باب التبسط في الدعاء وإلا فمن المعلوم أننا إذا فسرنا حسنة الآخرة بالجنة فإن كان من أهل الجنة فقد وقاه الله عذاب النار وقد يقال إن الإنسان قد يكون من أهل الجنة ولكن يعذب بالنار بقدر ذنوبه فيكون قوله ( وقنا عذاب النار ) دعاء مستقلا ليس من لوازم الحسنة في الآخرة والمعنى آتنا في الأخرة حسنة ليس فيها سيئة ولهذا قال ( وقنا عذاب النار )
11 - وعن أنس رضي الله عنه قال: كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار ) متفقٌ عليه. أستمع حفظ
فوائد حديث :( ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار ).
أنه ينبغي الإكثار من هذا الدعاء تأسيا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ومنها أنه لا حرج على الإنسان أن يدعو الله تعالى بحسنة الدنيا والذي يضر الإنسان أن يؤثر إيش الدنيا على الآخرة أما أن يطلب الخير في الدنيا والآخرة فلا حرج عليه ها هو النبي صلى الله عليه وسلم سيد الورعين والزاهدين يقول ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ) ولا شك أن الله إذا منّ على الإنسان بحسنة الدنيا والآخرة فإن حسنة الدنيا ستكون عونا له على حسنة الآخرة لأنه يتفرغ ويعمل عملا صالحا
ومن فوائد هذا الحديث إثبات الآخرة وإثبات النار لقوله ( وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )
ومن فوائد هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه لا يملك أن ينجي نفسه من النار لقوله ( وقنا عذاب النار ) وهذا أمر لا يحتاج إلى تعمق أو تأمل لوضوحه حتى إن الله تعالى أمره أن يقول معلنا على الملأ (( إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا قل إني لن يجيرني من الله أحد )) يعني لو أرادني بسوء لم يجرني أحد (( ولن أجد من دونه ملتحدا )) أي لن أجد أحد ألجأ إليه دون الله
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: ( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيءٍ قديرٌ ) متفقٌ عليه.
هذا دعاء مفصل وجامع وكله في دفع ما يضر الإنسان أي كل هذا السؤال سؤال الله تعالى أن يدفع ما يضر الإنسان يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( اللهم اغفر لي خطيئتي ) وقد قال عليه الصلاة والسلام ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) وقوله ( وجهلي ) هذا مقابل الخطيئة فالخطيئة ما فعله عن عمد والجهل ما فعله عن خطأ وفرق بين الخطيئة وبين الخطأ لأنه سيأتي الخطأ في قوله ( وخطئي وعمدي ) فالخطيئة أن يرتكب الإنسان الخطأ عن عمد
فإن قال قائل هل الرسول عليه الصلاة والسلام يتعمد الخطأ نقول لا يمكن أن يتعمده بقصد الخطأ وإنما يتعمده لكونه يظن أن ذلك خير ولكن يتبين أن الأمر بخلافه لأن الرسول بشر عليه الصلاة والسلام
فإن قال قائل كيف يقول ( اللهم اغفر لي ) وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيمكن أن يجاب بأن هذا قبل أن تنزل الآية وهذا فيه شيء من الضعف لأنه لا يمكن الجزم بذلك إلا بعد العلم بإيش بالتاريخ وأبو موسى الأشعري من وفود الأشعرين المتأخرين
ولكن يقال جواب أحسن من ذلك وهو أن دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام بالمغفرة من جملة أسباب مغفرة الله عز وجل فيكون الله تعالى وعده بأن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لأسباب ومنها أن يستغفر الله عز وجل كما أن الله قد قال (( إن الله وملائكته يصلون على النبي )) ثم قال (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه )) قد يقول قائل ما الفائدة من صلاتنا عليه وقد أخبرنا الله بأنه يصلي عليه نقول من أسباب صلاته عليه إيش أن ندعو له بذلك وعلى هذا فلا منافاة
وقوله ( خطيئتي وجهلي ) أي ما فعلته عن جهل لأن الرسول لا يعلم الغيب وقد يفعل الشيء يظنه صوابا فيكون خطأ إلا أنه يفرّق بينه وبين غيره بأنه إيش لا يقر على الخطأ نعم وجهلي
( وإسرافي في أمري ) إسرافي الإسراف مجاوزة الحد والأمر هنا بمعنى الشأن أي إسرافي في كل شؤوني وهذا من كمال صفاته عليه الصلاة والسلام أنه يكره الإسراف ويسأل الله تعالى أن يغفر له ما أسرف والإسراف كما سمعتم مجاوزة الحد والإنسان بشر قد يتجاوز الحد في مأكله أو مشربه أو ملبسه أو مسكنه أو مقاله أو فعاله الإنسان معرّض لهذا
( وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني ) ما أنت أعلم به مني كيف يمكن أن نقول إن الله أعلم بك منك في أفعالك نقول نعم الله أعلم لأن علمه بما فعلت لا ينسى وعلمي أنا بما فعلت أنسى وإلا لا؟ أنسى وإلا فمن المعلوم أن ما لم أفعله لا أؤاخذ به لكن ما فعلته فقد أنساه وحينئذ أكل علمه إلى من؟ إلى الله عز وجل فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول ( ما أنت أعلم به مني ) ليس المراد الذنب في المستقبل لأن الذنب في المستقبل لا مؤاخذة فيه المراد الذنب الماضي الذي قد يكون الإنسان نسيه فيسأل الله أن يغفر ماهو أعلم به منه
( واللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي ) هذا الذكر سيكون فيه إشكالات:
أولا جدي الجد ضد إيش ضد الهزل وهو ما قصده الإنسان بلفظه أو بفعله بلفظه أو بفعله لأن الإنسان قد يلفظ لفظا يكون مازحا هازلا وقد يفعل فعلا يكون هازلا مازحا وقد يكون جادا في ذلك فالمراد بالجد هنا ضد الهزل بدليل أيضا أنه عطف عليه قوله ( وهزلي )
فإن قال قائل وهل الهزل يؤاخذ به الإنسان نعم يؤاخذ به الإنسان أحيانا يكون الهزل من كبائر الذنوب وأحيانا يكون الهزل مما يعني يخرج الإنسان من الإيمان أليس كذلك؟ لو هزل بشيء من آيات الله أو بشيء من أحكام الله أو بشيء من صفات الله أو بالله عز وجل ماذا يكون يكون كافرا نعم طيب
السائل : يا شيخ ما وجه سؤال النبي صلى الله عليه وسلم أن يغفر الله عز وجل له خطأه مع أننا نعلم أن الخطأ لا يؤاخذ عليه الإنسان
الشيخ : ما وصلنا الخطأ بارك الله فيك
السائل : طيب يا شيخ
الشيخ : ما وصلنا الخطأ بارك الله فيك
السائل : بالنسبة للدعاء يا شيخ
الشيخ : ما وصلنا ..
السائل : قوله ...
الشيخ : إيش
السائل : ...
الشيخ : نعم التعظيم تعظيم الله عز وجل تعظيم الداعي لأنه دعا الله عز وجل والإنسان إذا دعا الله تعالى فهو في عظمة باعتبار المدعو فهنا الحقيقة يكون التعظيم باعتبار المخاطب وقد يريد ... قد يريد ربنا آتنا في الدنيا حسنة ... المؤمنين جميعا نعم يلا يا فؤاد
السائل : شيخ أحسن الله إليك ما ...
الشيخ : إيش
السائل : ...
الشيخ : هو ما مر علينا هذا
السائل : ...
الشيخ : مر علينا
السائل : ...
الشيخ : راجع راجع الأشرطة نعم
السائل : بارك الله فيكم كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استأذن استأذن ثلاثا وإذا ... ثلاثا ...
13 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: ( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيءٍ قديرٌ ) متفقٌ عليه. أستمع حفظ
هل تكرار الدعاء ثلاثا سنة ؟
الشيخ : لا لا هذا ليس دائما إنما يكرر ثلاثا عليه الصلاة والسلام ما يدعو به على وجه مختصر وإلا هو ... بهذا الدعاء ... نعم
السائل : شيخ أحسن الله إليك ... الإنسان يرفع يديه للدعاء ...
الشيخ : سبق لنا ذلك
السائل : ...
الشيخ : سبق لنا ذلك راجع الأشرطة نعم
السائل : ...
الشيخ : نعم وما فيها
السائل : الدنيا المراد بها الأرض
الشيخ : المراد بها ما قبل الآخرة يعني منذ خلق الله آدم أو قبل بعد
السائل : أو ...
الشيخ : لا لا الأرض منذ خلق الله الأرض
السائل : المراد دنيا الأرض
الشيخ : إيه دنيا الأرض نعم يا سليم
السائل : عفا الله عنك يا شيخ الرسول صلى الله عليه وسلم ... صلى الله عليه وسلم وقال خذوا ذلك عني
الشيخ : ما وصلناه يا سليم نعم
والد دعا لولده وقال له" ربنا يبارك فيك ببركة القرآن " فهل يصح هذا الدعاء ؟
الشيخ : إيش ربنا
السائل : ربنا يبارك فيك ببركة القرآن يصح هذا الدعاء
الشيخ : ببركة القرآن والله لا بأس به إذا قصد يبارك فيه ببركة القرآن أنك تنتفع بالقرآن فلا بأس به أما ببركة القرآن لأنك حامله على رأسك فهذا ما صحيح نعم
السائل : أحسن الله إليك في أول هذا الباب ... ( ما جلس قوم مجلسا ) أطلق وفي حديث آخر ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله )
الشيخ : نعم
السائل : فبين ...
الشيخ : لا
السائل : كل ...
الشيخ : كل ما سبق لكن في بيت من بيوت الله أفضل ولذلك كان ثوابهم أعظم نعم
السائل : ...
الشيخ : بعد
السائل : ... يتكلم ... أن هذا ...
الشيخ : إيش
السائل : وأن ...
الشيخ : أعد السؤال ووضح
السائل : بعضهم يتكلم
الشيخ : بعض الناس يستمع
السائل : ... يعني مثل الحيوان ...
الشيخ : تكره يعني
السائل : ...
الشيخ : لا بأس إذا كان يتحدث عن شيء ينبغي ألا يتحدث به عند صاحبه يقول ... مافي بأس لكن المشكل أن بعض الناس إذا أراد يتحدث ... المرأة يقول تكفى هذا غلط لأن المرأة أمك أختك عمتك زوجتك بنتك كيف يكرهها الإنسان والله أعلم وهذا خالد الحميد خالد الحميد نعم
فائدة: بالنسبة لحديث ( اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين ... ) إلى آخره هذا الحديث من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص وليس من مسند عبد الله بن عمر راجعت في ذلك تحفة الأشراف والسلسلة الصحيحة والجامع الصغير.
السائل : الثاني
الشيخ : بقي علينا الأول وعن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك ) خلاف قاعدة المؤلف حيث يقول بالعادة وعنه إذن نصحح وعن عبدالله بن عمرو ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين )
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : ...
الشيخ : إيش
السائل : ... تحريمه ولا ...
الشيخ : ما يجوز تحريمه
السائل : وتنزيها
الشيخ : تنزيها يمكن البنت ما تخارج لكن الإنسان عمته وإلا أخته قد تكون شابة جميلة نعم
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نقل المصنف رحمه الله تعالى " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول اللهم ) "
الشيخ : حديث أبي موسى
القارئ : نقل المصنف رحمه الله تعالى " عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال ( كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدعو اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير ) متفق عليه "
16 - فائدة: بالنسبة لحديث ( اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين ... ) إلى آخره هذا الحديث من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص وليس من مسند عبد الله بن عمر راجعت في ذلك تحفة الأشراف والسلسلة الصحيحة والجامع الصغير. أستمع حفظ
مناقشة ما سبق.
سبق الكلام على أول هذا الحديث وقبله أيضا أحاديث ما معنى هذا الدعاء اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا محمد
الطالب : ... الأول أنه وقاهم الله ... والثاني أن ...
الشيخ : نعم له معنيان الأول بك أصبحنا يعني بقينا إلى الصباح فأنت الذي أبقيتنا وأحييتنا حتى أدركناه وثانيا أنت الذي أتيت بالصباح لقوله تعالى (( فالق الإصباح )) وكذلك يقال في بك أمسينا طيب ما الذي تفيده هذه الجملة عبيد الله تفيد إيش
الطالب : بك أصبحنا
الشيخ : إيه نعم بك أصبحنا وبك أمسينا من ناحية إنه هل معناه إنه خبر الإمساء والإصباح بالله عز وجل أو هناك شيء وراء ذلك
الطالب : تفويض الأمر لله
الشيخ : نعم تفويض الأمر لله وأن الأمر كله بيد الله عز وجل طيب في الإصباح يقول إليك النشور وفي المساء يقول إليك المصير ما المناسبة
الطالب : ذكر النشور في الإصباح
الشيخ : نعم
الطالب : لأنه استيقظ ...
الشيخ : من وفاة النوم كما ينشر الناس من قبورهم في الحياة الآخرة وأما المصير
الطالب : المصير أي أن المساء هو آخر النهار
الشيخ : نعم
الطالب : فيشبه ذلك بآخر الدنيا حين يرجع الناس إلى ربهم
الشيخ : بآخر حياة الإنسان حيث يكون مرجعه إلى الله عز وجل طيب أما حديث أبي موسى فتكلمنا على أوله أيضا اللهم اغفر خطيئتي وجهلي يلا يا سامي العقيلي خطئيتي وجهلي وايش معناه؟
الطالب : خطيئتي يعني ما صدر عن عمد وجهلي ما صدر عن غير عمد
الشيخ : نعم خطيئتي ما فعلته عن عمد وجهلي ما فعلته عن
الطالب : غير عمد
الشيخ : عن غير عمد طيب يورد على هذا إشكال وهو أن الإنسان بعد ما نخلص الفوائد نعم وقوله ( إسرافي في أمري ) ما المراد بالأمر لا اللي ورى ... الأمر هنا واحد الأوامر وإلا واحد الأمور
الطالب : واحد الأمور
الشيخ : واحد الأمور المعنى
الطالب : ... يعني في شأنه
الشيخ : في شأني كله من مأكل ومشرب وملبس
الطالب : وقول
الشيخ : أحسنت تمام قوله ( وما أنت أعلم به مني ) كيف يكون الله أعلم بك من نفسك
الطالب : ...
الشيخ : نعم
الطالب : تخصيص ...
الشيخ : أحسنت المستقبل ما فيه شك أن الله أعلم به لكنه لا يطلب منه من الله تعالى أن يغفره لأنه ما وقع من العبد شيء لكن في الماضي كما قلت يعني أن الله تعالى قد يكون عالما بما لا تعلم به أنت لكونك إيش نسيته وهذا يقع كثيرا هل منا أحد يعلم كيف عصى الله يعني يعلم متى عصى الله عز وجل في كل وقت أبدا نسينا ونسينا كثيرا نبدأ الدرس الآن
تتمة شرح حديث:( أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: ( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيءٍ قديرٌ ) متفقٌ عليه.
( وخطئي وعمدي ) الخطأ والعمد هنا إيش هو الخطأ يعني ما أخطأ به الإنسان وهو كقوله تعالى (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) فإن قال قائل كيف يدعو الرسول عليه الصلاة والسلام أن الله تعالى يغفر له خطأه مع ( أن الله تعالى قال (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا )) فقال الله قد فعلت ) فما الجواب قلنا الجواب عن هذا من وجهين
أولا قد يكون هذا الدعاء قبل نزول الآية يعني الآية كما تعلمون مدنية وقد يكون هذا من أجل أن الإنسان قد يفعل الخطأ مع تقصير في معرفة الصواب وهذا يقع كثيرا بمعنى أن الإنسان يتهاون ولا يحتاط ولا يعني يبحث بعمق عن معرفة الخطأ من الصواب فيكون بذلك مقصرا
( عمدي ) ما فعلته عن عمد وهنا نقول كيف نقول إن عمدي عن ما فعلته بعمد مع أننا فسرنا اغفر لي خطيئتي وجهلي بأن الخطيئة ما فعله عن عمد والجمع إما أن يقال إن باب الدعاء لا بأس أن تكرر فيه الكلمات بمعنى واحد وإما أن يقال الخطأ في الأول هو ترك الواجب وفي الثاني فعل المحرم الذي يخطئ به الإنسان كثيرا
( وكل ذلك عندي ) هذا إقرار واعتراف من العبد بأن كل هذه الأشياء التي سأل الله أن يغفرها له كلها عنده والإقرار بالذنب بالنسبة لله عز وجل هو دعاء الإقرار بالذنب بالنسبة لله دعاء يعني أنت إذا أقررت عند الله عز وجل فإنك إذا أقررت بذنبك فكأنك تبت كقوله صلى الله عليه وسلم في الدعاء الذي علمه أبا بكر رضي الله عنه قال ( قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ) هذا اعتراف بالذنب وحقيقته أنك تدعو الله عز وجل أن يعفو عنك ما ظلمت به نفسك
( اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني ) اللهم اغفر لي ما قدمت أي مما يحتاج إلى مغفرة من تفريط في الواجب أو فعل محرم نعم وقد علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بذلك على سبيل التذلل لله عز وجل وإلا فإنه عليه الصلاة والسلام لا يقر على إيش على محرم وما أكثر أي ما يأتي آخرا أي بعد قولي هذا لأن قول الإنسان محفوف بزمنين زمن سابق وزمن لاحق فما فعله بالزمن بالسابق فهو ما قدم وما يفعله في الزمن اللاحق فهو ما أخّر
( وما أسررت وما أعلنت ) أيضا ما يفعله الإنسان إما أن يفعله سرا وإما أن يفعله علنا ولا شك أن ما يفعله جهرا أشد عند الله تعالى مما فعله سرا وهذا باعتبار الذنوب والمعاصي فإن من أسر بالذنب ليس كمن أعلنه الثاني أشد وأقبح والعياذ بالله طيب وما أنت أعلم به مني هذه مع الأول مكررة لكن كما قلنا إن الدعاء لا بأس فيه من التكرار
( وما أنت أعلم به مني ) أي مما فعلت ( أنت المقدم وأنت المؤخر ) أنت المقدم للأشياء وأنت المؤخر للأشياء كمن شيء يتوقع الإنسان أن يقع ثم يتأخر وكم من شيء لا يتوقعه الإنسان ثم يأتي فالمقدم هو الله يقدّم ما شاء ويؤخر ما شاء مثلا يقدّم فوز إنسان ويؤخر فوز إنسان يقدّم حياة إنسان ويؤخر حياة إنسان ويقدم موت إنسان ويؤخر موت إنسان فالأمر كله بيده عز وجل
( وأنت على كل شيء قدير ) سبق لنا معناه أن الله تعالى على كل شيء قدير يفعله بلا عجز وأن هناك صفتين متقاربتين متشابهتين وهما القدرة والقوة فالله عز وجل على كل شيء قدير وضد القدرة
الطالب : العجز
الشيخ : وهو قوي على كل شيء وضد القوة الضعف وبيّنا شواهد ذلك من القرآن
18 - تتمة شرح حديث:( أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: ( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيءٍ قديرٌ ) متفقٌ عليه. أستمع حفظ
فوائد حديث :( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري ... ).
أولا فضيلة الدعاء بهذا لوجهين:
الأول ما يحصل به من فائدة للإنسان
والثاني التأسي بإيش برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ومن فوائد هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يقع منه خطأ ولهذا طلب المغفرة فإن قال قائل لعل النبي صلى الله عليه وسلم قصد بذلك التعليم وأنه لم يقع منه خطأ فالجواب هذا خلاف الظاهر لأنه لو قصد التعليم لقال استغفروا الله تعالى من الخطايا أو قولوا اللهم اغفر لي خطيئتي طيب ويرد أيضا على هذا بأن الله تعالى صرّح بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لذنبه وللمؤمنين فقال (( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )) طيب إذن لو قال قائل إذا قررت هذا فما الفرق بين النبي وغيره فالجواب الفرق بين النبي وغيره من عدة أمور
أولا النبي لا يمكن أن يقع منه الشرك إطلاقا
ثانيا لا يمكن أن يقع منه التكذيب
ثالثا لا يمكن أن يقع منه ما يخل بالشرع والأخلاق الفاضلة
رابعا أنه لا يقع منه شيء من الكبائر إلا عن اجتهاد ثم يمنّ الله عليه بالتوبة خامسا أنه لو قدّر أنه حصل منه صغيرة من الصغائر فإنه لا يقرّ عليها لابد أن ينبّه لها وأن يقلع عنها أما غيره فكل هذا يمكن في حقه وكفى بذلك شرفا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام أن يكونوا منزهين عن مثل هذه الأمور
ومن فوائد هذا الحديث أن الإسراف عرضة للعقوبة لقوله ( وإسرافي في أمري ) ويدل لذلك أن الله تعالى قال (( كلوا واشربوا )) إيش (( ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )) فأمر بالحفظ حفظ النفس والإبقاء عليها ونهى عن الإسراف والإسراف كما شرحناه هو مجاوزة الحد
ومن فوائد هذا الحديث إثبات أن الله تعالى أعلم بالإنسان من نفسه لقوله ( وما أنت أعلم به مني ) والإنسان إذا علم بذلك فسوف يستحي من الله تعالى أن يجده في محل نهاه عنه أو يفقده في محل أمره به ما دمت تعلم أن الله يعلم حالك السرية والجهرية فإنك لابد أن تستحي من الله عز وجل
من فوائد هذا الحديث إثبات صيغة أفضل في علم الله لقوله ( أعلم ) وهذا واقع كثيرا في القرآن قال الله تعالى (( إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين )) والعجب الذي لا ينقضي أن بعض العلماء عفا الله عنا وعنهم قالوا أعلم بمعنى عالم لأن اسم التفضيل يستلزم المشاركة أو الاشتراك بين المفضّل والمفضّل عليه في أصل المعنى وإذا أثبت ذلك صار هذا نوعا من الشرك ولهذا يفسرون أعلم في القرآن بإيش بعالم وهذا من الخطأ المحض الخطأ المحض من جهتين:
الجهة الأولى أن هذا في الحقيقة إبطال لما دل عليه القرآن والقرآن نزل باللغة العربية واللغة العربية تفرّق بين أعلم وعالم
ثانيا أنك إذا جعلت أعلم بمعنى عالم فقد أثبت العلم لله ولغيره على حد سواء لأن الله عالم ونحن أيضا عالمون قال الله تعالى (( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون )) لكن إذا قلت الله أعلم حينئذ تميز الخالق من المخلوق وأنه أعلم عز وجل وهذا هو الأكمل قال الله تعالى (( ولله المثل الأعلى )) ولهذا نقول الله أعلم وأقدر وأسمى وأبسط وأقوى إلى آخره كل الصفات التي يشترك في أصلها الخالق والمخلوق فالله تعالى فلله منها أكملها وأعلاها وهذه قاعدة معروفة عند الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته نعم
ومن فوائد هذا الحديث أن الإنسان قد يؤاخذ على هزله كما يؤاخذ على جده لقوله ( اللهم اغفر لي جدي وهزلي ) وحينئذ يجب على الإنسان أن يحترز ويحترس أيضا من المزح ولاسيما المزح الكثير فإن المزح الكثير يوقع دائما في الخطأ ولهذا يقال " المزح في الكلام كالملح في الطعام " إن خلا منه الطعام فقد جزءا كبيرا من الطعم اللذيذ وإن كثر أيضا فسد ولهذا اجعل مزحك موزونا في محله لا تمزح في موضع الجد ولا تجد في موضع المزح والإنسان الحكيم العاقل ينزّل كل حال منزلتها
من فوائد هذا الحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام سأل الله أن يغفر له ما قدم وما أخر وهنا يجب يوجد إشكال كيف الرسول يدعو الله أن يغفر له ما قدم وما أخر وقد قال الله له (( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر )) والصحابة يقولون له إن الله غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويقرهم على ذلك الجواب الجواب أن يقال إن هذا الدعاء من باب التوكيد وقد يكون من أسباب أن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر هو الدعاء ولهذا أخبرنا الله عز وجل أنه يصلي هو وملائكته على النبي وقال لنا صلوا عليه يعني اسألوا الله أن يصلي عليه فكيف يصح نقول نعم هو يصلي عليه عز وجل لكن لعل من أسباب الصلاة عليه أيضا أن ندعو له وهذا كثير أن تكون الأسباب للشيء الواحد متعددة نعم
من فوائد هذا الحديث أيضا أن الإنسان قد يسر وقد يعلن في الذنوب أما المعلن والعياذ بالله فهذا أسوة سيئة أسوة سيئة ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة فهو آثم من جهتين من جهة أنه فعل المعصية ومن جهة أنه جهر بها وحينئذ يتأسى الناس به من وجه وتهون المعصية أيضا في نفوس الناس لأن الشيء إذا انتشر إيش هان عند الناس ولهذا يقول العامة كلاما مضبوطا يقولون بكثرة الامساس يقل الإحساس وهذا مشاهد الشيء إذا سمع المنكر أول ما يسمعه تجده يستنكر منه ويشوش به لكن إذا فعل مرة بعد أخرى هان فالمجاهر بالمعاصي والعياذ بالله هو قد أساء إلى نفسه أولا وأساء إلى غيره ثانيا وأساء إلى الشريعة ثالثا لأن الناس سيتهاونون أما من أسر فهو ... يكون أمره بينه وبين من
الطالب : الله
الشيخ : وبين الله عز وجل وقد يتوب إلى الله لكن من الناس من يسر ثم يعلن وهذا هو الذي فقد العافية كما جاء في الحديث ( كل أمتي معافى إلا المجاهرون ) وهم الذين يفعلون المعاصي سرا ثم يصبحون يتحدثون بها
ومن فوائد هذا الحديث وصف الله تعالى بهذين الوصفين المقدم والمؤخر وهل هما اسمان من أسماء الله أو وصفان من أوصافه يحتمل هذا وهذا يحتمل أنهما اسمان من أسماء الله لأنهما جاءا معرفين بالله ويحتمل أنهما وصفان لكن على الأول الاحتمال الأول يقال فيهما هما اسمان مزدوجان مقترنان بمعنى أنه لا يصح إفراد أحدهما عن الآخر لأنك إذا قلت أنت المقدم فقد عرفنا أنه مقدم لكن بقي شيء آخر وهو التأخير ضد التقديم فلابد أن تقول وأنت المؤخر مثل هو الأول والآخر والظاهر والباطن فلابد أن تقول ما يقابل ذلك حتى تكون الإحاطة في الزمن السابق وفي الزمن اللاحق
ومن فوائد هذا الحديث إثبات اسم الله عز وجل القدير وأنه على كل شيء قدير وسبق لنا البحث في هذه المسألة وبيان أن قول بعض الناس إنه على ما يشاء قدير إنه غير سديد ولا ينبغي وأنه يوهم معنى فاسدا وهو مذهب أهل الاعتزال الذين يقولون إن الله لا يشاء أفعال العباد وإذا لم يشأها فليس قادرا إلا على ما يشاء وحينئذ لا يكون قادرا على أفعال العباد فلا يقدر أن يهدي ضالا ولا أن يضل مهتديا
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموت راحةً لي من كل شر ) أخرجه مسلمٌ.
هذا أيضا من الأدعية الجوامع التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها ( اللهم أصلح لي ديني ) وهو الإسلام والعبادة لأن العبادة دين والإسلام دين أيضا أما كون الإسلام دينا فلقوله تعالى (( ورضيت لكم الإسلام دينا )) وأما كون العبادة دينا فلقول النبي صلى الله عليه وسلم للنساء ( ما رأيت من ناقصات عاقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن قالوا وما نقصان دينها قال إنها إذا حاضت لم تصل ولم تصم ) والصلاة والصيام عبادة إذن ( ديني ) يشمل الإسلام والعبادات الأخرى ومعلوم أن العبادات بمجموعها هي الإسلام
( أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ) معنى عصمة أمري أي أني أعتصم به من النار فإنه لا ينجي الإنسان من عذاب الله إلا التمسك بدين الله عز وجل ثم هو أيضا عصمة للإنسان من الزلل فإن الإنسان كلما كان أتقى لله وأقوم دينا لله كان أقل زللا ولهذا نجد أنه كلما كان وازع الدين في الناس أقوى قلت فيهم المعاصي وقلّ فيهم الفساد وإذا نقص الوازع الديني كثر الفساد وكثر الظلم إذن عصمة أمري أي الذي أعتصم به من النار وأعتصم به من الزلل في الحياة الدنيا
( وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ) نعم الدنيا في الحقيقة معاش وليست مقر وإنما هي متاع يتمتع به الإنسان ويعيش به من أجل أن يقوم بطاعة الله والله ما متعنا بالدنيا من أجل أن نبني القصور ونكنز المال ولكن لعبادة الله فهي معاش فقط عيش يتمتع به الإنسان ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ( حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) ( وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي ) نعم الآخرة إليها المعاد أي المرجع إصلاح الدنيا إصلاح الدنيا بماذا إصلاح الدنيا بأن يمنّ الله عليك بكفاية تغنيك عن الناس وغنى لا يطغيك على أوامر الله وأن يسهل لك فيها الأمر وأن يرزقك ما يعينك على طاعة الله وأنواع الإصلاح في الدنيا كثيرة
إصلاح الآخرة بشيئين النجاة من النار ودخول الجنة فإن الإنسان إذا حصل له هذان الأمران فهذا إصلاح الآخرة
وقوله ( التي إليها معادي ) يعني المعاد النهائي الذي هو المثوى الأخير وأما القبور فليس إليها المعاد القبور عبارة عن زيارة يقوم بها الإنسان حتى يبعث نعم
يقول ( واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ) لم يقل الرسول أطل عمري قال اجعل الحياة زيادة لي في كل خير وهذه هي الحياة حقيقة أن يكتسب الإنسان فيها خيرا أما طول العمر بلا خير فهو إما لهو وإما إثم ولهذا كره بعض أهل العلم كره الدعاء بطول البقاء فمنهم من قال إن هذا شيء فرغ منه فلا تدعو بطول البقاء لكن هذا التعليل عليل لماذا
الطالب : دعوة النبي صلى الله عليه وسلم عندما دعا لأنس رضي الله عنه وأرضاه
الشيخ : لا هذا خاص لكن لأن كل شيء فرغ منه حتى الرزق لو قلنا إن الشيء إذا فرغ منه فلا يدعى به لقلنا أيضا لا تدع الله تعالى بعلم نافع لأن هذا ايش؟ فرغ منه إن كان الله كتبك عالم فأنت عالم ولا تدع الله بالرزق لأن هذا أيضا فرغ منه الملك الموكل بالأرحام يؤمر بكتب الرزق والأجل والعمل والشقي والسعيد لكن وجه الكراهة هو أن طول البقاء قد يكون شرا قد يكون شرا، شر الناس من طال عمره وساء عمله، ولهذا إذا دعيت بالبقاء لأحد فقيدها قل أطال الله بقاءك على طاعته أطال الله بقاءك على طاعته أو ما أشبه ذلك من الكلام ولهذا الرسول قال ( اجعل الحياة زيادة لي في كل خير ) ولا شك أن المؤمن كلما ازدادت أيامه في طاعة الله فإنه خير له كم من إنسان بقي أياما بعد غيره واكتسب بها درجات كبيرة فاق بها من سبقه
( واجعل الموت راحة لي من كل شر ) يعني إذا أمتني فاجعل في موتي مصلحة وهي الراحة من كل شر ومن ذلك الفتن الفتن والشبهات التي تعتري القلوب والشهوات التي تعتري الإرادات وفي حديث ( إن أردت بعبادتك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون )
20 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموت راحةً لي من كل شر ) أخرجه مسلمٌ. أستمع حفظ
فوائد حديث : ( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ... ).
ما سبق أنه ينبغي للإنسان الدعاء بهذا الحديث بهذا الدعاء لسببين:
الأول ما فيه من الفائدة العظيمة العائدة للإنسان
والثاني التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن فوائد هذا الحديث أن الدين أهم شيء على الإنسان لأن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ به ولهذا إذا أردت أن تدعو الله لشخص بصلاحه قل أصلح الله لك الدين والدنيا فابدأ بالدين لأنه إذا صلح الدين صلحت الدنيا دليل ذلك قول الله تعالى (( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )) فذكر الله له جزاءين جزاء في الدنيا وجزاء في الآخرة وذكر العلماء عن السلف رحمهم الله أنهم يقولون " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه " يعني من راحة البال وطمأنينة القلب وانشراح الصدر " لجالدونا عليه بالسيوف "
ومن فوائد هذا الحديث أن الدين عصمة للإنسان يمنعه من الأعمال السيئة والأخلاق الرذيلة وهو عصمة له في الآخرة