تتمة شرح الحديث السابق ( وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : لما توفي عبدالله بن أبي جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أعطني قميصك أكفنه فيه ، فأعطاه إياه . متفق عليه ).
الفرق الثالث آه الهمزة الهمزة تكتب في ابن الثاني إذا لم يكن هو الجد لماذا ؟ قالوا : للفرق بينه وبين ما إذا كان هو الجد انتبهوا لهذه الفروق الثلاثة، منه عبد الله بن مالكٍ بن بحينة نقول : روى عبد الله بنُ مالكٍ بنُ بحينة لا بد، ما نقول: روى عبد الله بن مالك بن بحينة لأن بحينة هذه ليست جدة بل أم عبد الله.
طيب عبد الله بن أبي هذا والعياذ بالله رأس المنافقين وهو مشهور بنفاقه، وله ابن اسمه عبد الله من خيار المؤمنين، وكان عبد الله بن أبي الخبيث كان يتظاهر بالإسلام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل المنافقين معاملة المسلمين أخذًا بظواهرهم، لأن الواجب علينا نحن أن نعامل الناس بالظواهر ما نعاملهم بالبواطن، لأن البواطن إلى الله سبحانه وتعالى، فكما أننا نحن ملزمون بأن نعامل الناس بالظواهر فكذلك الحكم على الناس في الدنيا بالظواهر، أما في الآخرة فالحكم بما في البواطن لقول الله تعالى : (( يوم تبلى السرائر * فما له من قوةٍ ولا ناصر )) (( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور * وحصل ما في الصُّدور )) أما في الدنيا فإن العبرة بالظاهر.
عبد الله بن أبي ابن سلول لما مات جاء ابنه عبد الله وهو من خيار المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أعطني قميصك أكفنه فيه قميص النبي صلى الله عليه وسلم يلبسه الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا شك أن ما كان الرسول يلبسه فإنه يجوز أن يتبرك به الإنسان كما سبق في حديث زينب، وعلى هذا فإن عبد الله جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليعطيه قميصه ليكفنه فيتبرك بذلك، ولكن هل ينفعه هذا ؟ لا ينفعه لكن بناء على الظاهر، أما الحقيقة فإنه لا ينفعه لأن الكافر لا ينفعه لا تنفعه شفاعة الشافعين ففيه نفع لهذا المنافق عبد الله بن أبي .
1 - تتمة شرح الحديث السابق ( وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : لما توفي عبدالله بن أبي جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أعطني قميصك أكفنه فيه ، فأعطاه إياه . متفق عليه ). أستمع حفظ
هل الشفاعة تنفع في بعض المنافقين يوم القيامة ؟
الشيخ : أبدًا ما يخفف لأن الله يقول : (( فما تنفعهم شفاعة الشافعين )) إلا ما ورد ولا أعلم أن أحدًا خفف عنه إلا أبا طالب أي نعم طيب فيه .
السائل : عبد الله بن أبي هذا الفعل يدل على المودة لأبيه وأبوه رأس المنافقين؟
الشيخ : نعم .
السائل : هذا الفعل يود على المودة لأبيه ... .
الشيخ : أي .
السائل : ... .
سؤال عن السبب الذي حمل عبد الله بن عبد الله بن أبي أن يأخذ من النبي صلى الله عليه وسلم قميصه لأبيه ؟
السائل : ... .
الشيخ : لا ما يعارض ما يعارض لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لما أعطاهم هذا وكفنوه به دل على الجواز .
السائل : ... .
الشيخ : ما هو بالظاهر ما هو بالظاهر .
3 - سؤال عن السبب الذي حمل عبد الله بن عبد الله بن أبي أن يأخذ من النبي صلى الله عليه وسلم قميصه لأبيه ؟ أستمع حفظ
هل القبرين الذين مر عليهما النبي صلى الله عليه وسلم صاحبيهما مسلمان ؟
الشيخ : أي نعم .
السائل : فيه تشابه بين الحديثين ؟
الشيخ : بين لا لا لأن القبرين الذين مر بهما الرسول عليه الصلاة والسلام وهما يعذبان من المسلمين، لأن الرسول ما ذكر لهما ذنبًا إلا ذنبًا ما يصل الكفر وهو النميمة وعدم التنزه من البول ها .
السائل : ... .
الشيخ : ها ؟ ناخد الفوائد إن شاء الله تعالى.
فوائد حديث ( ابن عمر رضي الله عنهما قال : لما توفي عبدالله بن أبي جاء ابنه ... ).
ويستفاد منه أيضًا : إذا قلنا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطى عبد الله بن أبي هذا مكافأة لأبيه حينما أعطى العباس قميصه في أسرى بدر، فيؤخذ منه مكافأة المعروف بمثله وهذا أو هذه الفائدة وإن كان في أخذها من هذا الحديث شيء من الصعوبة، لكنه قد دلت عليه الأدلة الأخرى مثل قوله عليه الصلاة والسلام : ( من صنع إليكم معروفًا فكافئوه ) ولهذا لا ينبغي للإنسان إذا أسدى إليه أحد من الناس معروفًا أن يأخذه ويسكت، لا بد أن يكافئه بالمال وإما بالدعاء إذا كان ممن يكافأ بالدعاء.
ويستفاد منه من هذا الحديث : أن المنافق يعامل معاملة المسلم وإن كان معروف النفاق، لاسيما في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : ( لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه ) فكان صلى الله عليه وسلم لما يرى من المصلحة العظيمة في أن يعامل هؤلاء على ظاهر الحال وإن كان يعلمهم رأى أن يعاملهم معاملة من ينافقون فيه وهم المسلمون.
وفيه دليل على مشروعية الكفن نعم لقوله : ( يكفنه ).
وفيه دليل على جواز التكفين بالقميص لقوله : ( أعطني قميصك ). وفيه دليل على جواز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم كقميصه وإزاره ووضوئه وما أشبه ذلك، وهل هذا ثابت لغيره ؟ الصواب : لا أن هذا لا يثبت لغيره وأن غير النبي عليه الصلاة والسلام مهما بلغ من العلم والفضل والكرم لا يتبرك بآثاره.
فإن قلت : ما الدليل على أنه يتبرك بآثاره مع أن العلة هي الصلاح ؟ فالجواب : أن صلاح الرسالة والنبوة لا يساويه صلاح آخر هذا من جهة فالقياس ممتنع.
ثانيًا : من جهة الأثر أن الصحابة رضي الله عنهم أنفسهم كانوا يعرفون التفاضل بينهم، وكانوا يقرون بأن خير هذه الأمة بعد نبيها من ؟ أبو بكر ثم عمر ومع ذلك ما كانوا يتبركون بآثارهم فنقول لأي إنسان أراد أن يتبرك بشخص عال أو من يزعم أنه ولي نقول له : هذا ليس بمشروع لأن ليس من عادة الصحابة ولا من سننهم. ويستفاد من هذا الحديث : أن المودة بالقرابة لا تعد من المودة في الدِّين من أين يؤخذ ؟ من أن عبد الله بن أبي ما سأل هذا لأبيه إلا من أجل محبته أن يخفف الله عنه، فإن قلت : هذا يرد عليه قوله تعالى : (( لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانو آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم )) فالجواب : أن الموادة شيء والمحبة الطبيعية التي متقضاها القرابة شيء آخر، فالمواد هو الذي يسعى في طلب المودة أكثر مما تقتضيه الفطرة ويدلك على هذا قوله تعالى : (( قل إن كان آبآؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب )) هذا خبر كان (( أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا )) فإذا قدم محبة هؤلاء على محيبة الله ورسوله فهذا هو الممنوع، ولهذا تهددهم الله بقوله : (( فتربصوا حتى يأتي الله بأمره )) ثم قال المؤلف وعن ابن عباس .
سؤال عن ضابط المودة المحرمة للكفار والمحبة الطبيعية لهم كمحبة الولد لأبيه الكافر ؟
الشيخ : أيهم آية البراءة هي عامة هي عامة (( قل إن كان آبآؤكم وأبناؤكم )) عامة، وأيضًا الموادة ترى الموادة غير أن يكون في قلب الإنسان محبة للشيء بمقتضى طبيعة القرابة، الموادة بمعنى أن يطلب ودهم ويسعى إليهم بكل وسيلة نعم .
السائل : شيخ تأليف قلوب المنافقين والمشركين .
الشيخ : كيف ؟
السائل : تأليف قلوبهم عبد الله بن أبي ... .
ما حكم تأليف الكفار ؟
الشيخ : كيف ؟
السائل : تأليف قلوبهم عبد الله بن أبي ... .
الشيخ : هو على كل حال لا شك أن التأليف ثبتت به بل في القرآن ثبت بالقرآن والسنة التأليف، ومنه تأليف الكافر على الإسلام ليؤمن هو ومن تبعه، فيكون هذا أيضًا ربما نأخذه منه فائدة أن تأليف رؤساء الكفار لأجل أن يتألف الإنسان قومه، ثم إن فيه أيضًا فيه تأليف فيه تأليف لعبد الله بن أبي الابن يعني وذاك لا ينتفع بالقميص بلا شك نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
السائل : ... .
ما هي المحبة التي لا تجوز للكفار ؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
السائل : لو قلنا هذا الشيء يجوز .
هل من علم نفاقه وإفساده في الأرض يجي أن يقتل ؟
الشيخ : نعم .
السائل : لو قلنا هذا الشيء يجوز .
الشيخ : أي إذا علم نفاقه نعم ولهذا العلماء نصوا على ذلك حتى أنهم قالوا لا تقبل توبته لا تقبل توبته، فإذا علم نفاقه وفساده في الأرض يجب أن يقتل نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
السائل : فلماذا ... ؟
سؤال عن سؤال عمر رضي الله عنه لحذيفة عن كونه ممن سماهم النبي صلى الله عليه وسلم من جملة المنافقين ؟
الشيخ : نعم .
السائل : فلماذا ... ؟
الشيخ : كأن عمر رضي الله عنه لما علم أن الرسول أمر حذيفة أن يسرهم ولا يخبر أحدًا ما علم بذلك أحد ما علم بذلك أحد، ولهذا نفس عمر يقول لحذيفة : ( أنشدك الله هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن سمى من المنافقين؟ ) فلا يعلم عنها .
السائل : لكن حذيفة يعلم .
الشيخ : أي نعم بس ما دام حذيفة يعلم وقد أسر إليه الرسول ما يمكن يروح للخليفة يقول إن فلانًا منافق وفلانًا منافق وفلانًا منافق هذا إفشاء لسر الرسول عليه الصلاة والسلام .
10 - سؤال عن سؤال عمر رضي الله عنه لحذيفة عن كونه ممن سماهم النبي صلى الله عليه وسلم من جملة المنافقين ؟ أستمع حفظ
سؤال عن كون الرسول صلى الله عليه وسلم يعطي قميصه لعبد الله بن أبي بن سلول ؟
الشيخ : نعم قد يقال إن هذا ظاهره قد يقال إن هذا ظاهره لكن الرسول يعلم أن ذلك ليس بنافعه لا نعم، نقول : إن عبد الله بن أبي بن سلول إما أن يكون عالمًا بأن أباه منافق أو جاهل وكونه يجهل ذلك عندي بعيد كونه يجهل ذلك عندي بعيد، لكن لعل عبد الله بن أبي أراد أن يأخذ بصورة الحال صورة الحال مثلما قال الأخ أنه من باب التأليف لأقوامه لأقوام هؤلاء المنافقين والله أعلم إنما هي هي قضية عين ففيها احتمال .
هل فعل عبد الله بن عبد الله بن أبي مع أبيه يعد من البر بالوالدين ؟
الشيخ : على كل حال فيه استفادة يؤخذ من هذا الحديث أو من غيره، الإنسان بعد وفاة أبيه أو أمه البر مفتوح .
السائل : فيه رواية .
الشيخ : أنا أرجو ألا تتفرع المسائل ترى يروح يضيع .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( البسوا من ثيابكم البياض ، فإنها من خير ثيابكم ، وكفنوا فيها موتاكم ) . رواه الخمسة إلا النسائي ، وصححه الترمذي .
( البسوا من ثيابكم البياض ) هذا على سبيل الوجوب لكنه على سبيل الإرشاد، والدليل على أنه ليس على سبيل الوجوب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس غير البياض، وكذلك الصحابة يلبسون ويقرهم النبي عليه الصلاة والسلام إلا أنه كان ينهاهم عن المعصفر وعن الأحمر، فدل ذلك على أن الأمر هنا ليس للوجوب. وقوله : ( من ثيابكم ) من هذه لبيان الجنس نعم وقوله : ( البياض ) المراد بالصفة هنا الموصوف يعني الأبيض.
وقوله : ( فإنها من خير ثيابكم ) أي : من خير ما تلبسون وقوله : ( وكفنوا فيها موتاكم ) هذا الشاهد من هذا الحديث لباب الجنائز ( كفنوا ) سبق لنا أن الكفن بمعنى التغطية والستر، ومنه قوله تعالى : (( ألم نجعل الأرض كفاتًا * أحياءً وأمواتًا )) وقوله : ( موتاكم ) النسبة هنا نسبة قرابة ولا نسبة جنس ؟ نسبة جنس حتى الذي غير قريب لك من المسلمين إذا مات فإنه يجب عليك أن تكفنه لأن تكفينه فرض كفاية .
13 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( البسوا من ثيابكم البياض ، فإنها من خير ثيابكم ، وكفنوا فيها موتاكم ) . رواه الخمسة إلا النسائي ، وصححه الترمذي . أستمع حفظ
فوائد حديث: ( البسوا من ثيابكم البياض ، فإنها من خير ثيابكم ... ).
وفيه أيضًا : قرن الحكم بعلته لقوله : ( فإنها من خير ثيابكم ) وقرن الحكم بالعلة له ثلاث فوائد : الفائدة الأولى : الإشارة إلى أن هذه الشريعة لا تأمر بشيء ولا تنهي عن شيء إلا لحكمة هذه واحدة. ثانيًا : زيادة طمأنينة الإنسان لأن الإنسان إذا عرف علة الحكم فإنه يطمئن إليها أكثر.
الثالث : إمكان القياس على المعلل بما يشاركه في العلة فيقاس عليه في إيش ؟ في الحكم ويقال : حكمهما واحد، مثال ذلك : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يتناجى اثنان دون الثالث من أجل أن ذلك يحزنه ) هذه العلة علت بحكم واحد وهو التناجي بين اثنين دون الثالث، لكن كل ما كان يحزن المؤمن فإنه يقتضي أن يكون يقتضي هذا الحديث أن يكون منهيًّا عنه لأن العلة وهي الأحزان موجودة، فهذا المثال من أبرز ما يكون على ما ذكرنا وأظهره أن الحكمة أن ذكر الحكمة مقرونة بالحكم يستفاد منه يا عبد الإله هذه الفوائد الثلاث.
ويستفاد من الحديث : مشروعية التكفين بالبياض وهو كذلك، فإن كفن بغير الأبيض فهو جائز لكنه لا يكفن في ثوب محرم كما لو كفن الرجل بحرير فإن ذلك حرام أو كفن الرجل أو المرأة بمصور ثياب فيها تصوير فإن ذلك حرام، طيب لو كفنوا بمغصوب كذلك حرام سواء كان رجلًا أو امرأة .
ما حكم تكفين المرأة بالحرير ؟
الشيخ : هو على كل حال جواز تكفين المرأة بالحرير حتى وإن كان ظاهر الحديث العموم (أحل لإناث أمتي ) فإنه قد يقال : إنما أحل للنساء في حال الحياة لحاجتهن إلى التجمل، وأما بعد الممات فلا حاجة تتجمل لمن ؟ لكن إذا قدرنا أنه ليس من باب الإسراف فإنه يحرم يحرم لهذا السبب، وقد يكون الحرير رخيصًا مثلًا أو لا نجد إلا هذا الحرير أي نعم .
هل البياض في باب الكفن مستحب للرجال والنساء معا ؟
الشيخ : كيف الثياب ؟
السائل : البياض .
الشيخ : البياض في باب الكفن للرجال والنساء طيب نشوف الآن نعم .
السائل : شيخ ولو وجد كفن محرم ... .
الشيخ : لا هذا ضرورة لأن لبس الحرير للضرورة حتى في الحي جائز هذا ضرورة .
تتمة فوائد حديث: ( البسوا من ثيابكم البياض ، فإنها من خير ثيابكم ... ).
الطالب : ... .
الشيخ : والله ما ما أقول فيها شيئًا لأني أخشى أن أفتح بابًا وإلا فالأصل أن المرأة إذا تحجبت فإنه يجوز .
الطالب : ... .
الشيخ : وهدي النساء كما علمتم من قبل أنهن يلبسن الجلابيب يلبسن الجلابيب جلابيب مثل العباءات .
سؤال عن بعض ضوابط اللباس ؟
الشيخ : أي لكن بارك الله فيك إذا صار تفصيله غير تفصيل ثوب الرجل تميز، وإلا كان نقول الرجال أيضًا يلبسون ثوبًا أسود يلبسون ثوبًا فضي يلبسون ثوبًا أحمر فيه خطوط مثلًا نعم فهل يحرم على النساء هذا ؟ ما يحرم
هل يدخل في التشبه ما لو لبس امرأة لباسا لا يلبسه إلا الرجال عادة ؟
الشيخ : أي نعم إذا كان هذا مما يلبسه الرجال فهو تشبه، فكل لباس يخص أحد الجنسين فإنه لا يجوز للجنس الآخر أن يلبسه، فيه أشياء تكون عامة للجنسين مثل الظاهر فيما أتصور أن الفنايل الفنايل العلاقية أو ما كانت قريبًا منها يلبسها الرجال والنساء هكذا تعلمون ها أي نعم ها .
هل الزنوبة من لباس النساء فقط ؟
الشيخ : لا الزنوبة أظن ما يلبسها إلا الرجال ها؟ والإناث طيب إذًا معناه المشترك ما يكون فيه تشبه، المشترك ما يكون فيه تشبه ولهذا قلنا إن بعض الألبسة أصلها مأخوذة من الكفار لكن شاعت في المسلمين فصارت من لباس الجميع نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
في كم تكفن المرأة ؟
الشيخ : كفن المرأة المشهور من المذهب أنه تكفن في خمسة أثواب إزار وقميص وخمار ولفافتين، وبعض العلماء يقول: إنها تكفن كما يكفن الرجل لأن الأصل التساوي إلا ما قام الدليل عليه، وضعفوا الحديث الوارد في ذلك وهذا مر علينا ولا لا ؟ مر علينا في " المنتقى " وقلنا إن بعض العلماء قال الحديث ضعيف ولا يحتج به، ولكن الفقهاء رحمهم الله صححوه واحتجوا به، ويجب أن نعلم أن الواجب في الرجل والمرأة ثوب يستر، إذا وجد ثوب يستر البدن كله فهذا هو الواجب والمسألة على سبيل الكمال فقط نعم .
ما هي كيفية تغسيل المرأة الميتة ؟
الشيخ : التغسيل تغسل المرأة كما يغسل الرجل نعم .
السائل : ... .
الشيخ : إيش ؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
ما هو الصارف عن وجوب التكفين من البياض ؟
الشيخ : الصارف عن الوجوب نعم نعم هم بعض الأحاديث ورد أن الرسول عليه الصلاة والسلام كفن في برد أحمر، لكن نزع منه بعد ذلك وكفن في ثلاثة أثواب، ثم إن الأصل الإباحة في كل شيء فإذا جاز للاحياء أن يلبسوا الأسود والأصفر والأحمر وما أشبه ذلك فهذا فالأموات مثله نعم .
السائل : بالنسبة للتشبه ... (( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم )).
سؤال عن كون النبي صلى الله عليه وسلم صلى على عبد الله بن أبي بن سلول وهو منافق ؟
السائل : شيخ فيه سؤال مهم .
الشيخ : وهو ؟
السائل : الحديث هذا حديث عبد الله بن أبي أنه أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم في * البخاري * أن الرسول صلى الله عليه وسلم أتى إلى عبد الله بن أبي إلى أبيه وأخرجه من القبر ثم ... .
سؤال عن كون النبي صىل الله عليه وسلم قد أخرج عبد الله بن أبي من القبر وألبسه القميص؟
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم ما يمنع .
السائل : ... .
الشيخ : أبدًا اللي يظهر لي أن هذا من باب التأليف من باب التأليف لابنه ومن باب التأليف لقومه أي نعم .
السائل : بعض النساء يا شبخ يلبسن لباسًا ضيقًا .
وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا كفن أحدكم أخاه ، فليحسن كفنه ) . رواه مسلم .
الطالب : حتى المحارم؟
الشيخ : حتى المحارم ما يجوز أن تبدي العجيزة للمحرم.
قال : ( إذا كفن أحدكم أخاه ) المراد بالأخ هنا : الأخ في الدين فيشمل من جمع بين الأخوتين أخوة النسب وأخوة الدين.
وقوله : ( فليحسن كفنه ) الإحسان نوعان : أحدهما : أن يأتي بقدر الواجب وهذا واجب، والثاني : أن يحسن أكثر من ذلك وهذا سنة، وإحسان الكفن ليس معناه أن ننظر إلى أغلى ما يكون من الأكفان ونكفنه فيها، ولكن إحسان الكفن ما وافق الشرع لأن الإحسان حقيقة هو ما وافق الشرع، فكل شيء موافق للشرع فهو حسن، وكل شيء مخالف للشرع فهو سيء وليس بالحسن، وهذا نظير ما مر في قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( إذا قتلتم فأحسنوا القتلة ) وبينا أن هذا لا ينافي الرجم الثابت للزاني المحصن، لأن المراد بإحسان القتلة أن تكون متمشية على الشريعة .
26 - وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا كفن أحدكم أخاه ، فليحسن كفنه ) . رواه مسلم . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( إذا كفن أحدكم أخاه ، فليحسن كفنه ).
ثانيًا : استعمال الألفاظ التي تجلب الحنو والشفقة لقوله : ( أخاه ) هل يؤخذ من هذا الحديث أن غير المسلم لا يكفن لقوله : ( إذا كفن أخاه ) أو يقال : إنه مسكوت عنه ؟ الظاهر أنه مسكوت عنه وأن غير المسلم لأنا لو أردنا أن نأخذ بالمفهوم لقلنا وإذا كفن غير المسلم فلا يحسن كفنه فيكون ذلك دليل على جواز التكفين، لكن بدون إحسان فالذي يظهر أنه لا يؤخذ من الحديث عدم تكفين الكافر، وإنما يؤخذ من عمومات أخرى وهو أن الكافر ليس له حرمة وإذا لم يكن له حرمة فإن المسلم لا يتولاه إلا على سبيل دفع أذيته فقط بأن يخرج به إلى مكان يحفر له ويرمى في الحفرة لئلا يتأذى الناس برائحته ويتأذى قريبه بمشاهدته .
وعنه : قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ، ثم يقول : ( أيهم أكثر أخذاً للقرآن ؟ ) فيقدمه في اللحد ، ولم يغسلوا ، ولم يصل عليهم . رواه البخاري .
( كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين ) أي : يأمر بذلك لأنا نعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن يباشر التكفين.
وقوله : ( من قتلى أحد ) قتلى جمع بين قتيل بمعنى مقتول فهو فعيل بمعنى مفعول.
وقوله : ( أحد ) فنسبه إلى المكان وهو الجبل المشهور وكانت الوقعة فيه في شوال في السنة الثالثة من الهجرة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش الذين قدموا للأخذ بالثأر من الرسول عليه الصلاة والسلام حين قتل زعماءهم في بدر، والقصة في هذا مشهورة كانت الهزيمة في أول النهار على المشركين لكن حصل شيء من المعصية في توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الجند والتنازع أشار الله إليه بقوله : (( حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون )) وين الجواب إذا ؟ من بلاغة القرآن أنه لم يذكر الجواب لأجل أن يذهب الذهن في تقديره كل مذهب، فممكن أن نقدر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون حصل لكم ما تكرهون أو فحلت بكم العقوبة أو ما أشبه ذلك مما يقدره الإنسان.
وقوله : ( يجمعهم في ثوب واحد ) هل المعنى أنه يشق الثوب بين الاثنين فيكفن هذا في بعضه وهذا في بعضه لئلا تمس بشرة كل إنسان بشرة الآخر، أو المعنى أنه يجمعهم في ثوب واحد ملتصقين ؟ نعم أما الأول فهو أقرب وأما الثاني فهو أقرب إلى اللفظ هو ظاهر الحديث، ولكن على التقديرين ففيه إشكال عظيم نرجو الله أن ييسر حله ذلك الإشكال : أن المعروف أن الرسول صلى الله عليه وسلم دفن أهل أحد في دمائهم وثيابهم، ومن المعلوم أن كل واحد منهم عليه ثوب فكيف يحتاجون إلى أن يجمع الرجلان في ثوب واحد وكل واحد معه ثيابه ؟ الجواب على ذلك الجواب على ذلك أن يقال : إن الثياب ليست ضافية بحيث تشمل الجسم كله، لأن الرأس في الغالب يكون بارزًا وعليه البيضة التي تقي من السلاح والقدمان أيضًا في الغالب تكون مكشوفتين، لأن المعروف من الصحابة رضي الله عنهم أنهم امتثلوا ما أمر الرسول به أو انتهوا عما نهى عنه من تنزيل الإزار إلى أسفل من الكعبين، وإذا كان كذلك فلا بد من من أن يكمل الكفن من ثياب أخرى وهذا يرجح الاحتمال الأول أنه يأخذ من هذا ليكمل بهذا نعم وتتم المسألة، ويمكن أن يقال : إن أعلى الجسم يفصل الرسول صلى الله عليه وسلم بينها بالخرقة، وأما الرجلان فقد يضم بعضهما إلى بعض والمسألة ما زالت عندي مشكلة حتى مع هذا الاحتمال نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم هو قد يكون أبو مصعب ما وجد له أحد ينضم إليه لكن المسألة عندي مشكلة جدًّا، لأن مهما حاولنا فيها إشكال ولعلكم إن شاء الله تراجعونها لأن المراجع اللي عندي ما وجدت فيها حل لهذا الإشكال نعم .
الطالب : ما يقال يا شيخ الرداء كان كبير يمكن يضم فيه اثنان .
الشيخ : أي لكن ما حاجة للثاني ضمه معه ثيابه .
الطالب : ما يقال من باب الاستحباب ... .
الشيخ : اتركه يقال ما يقال أنتم حرروها لي من كلام أهل العلم أو من رواية الحديث ولا الاحتمال حتى الاحتمال اللي ذكرنا وارد .
الطالب : ابن القيم ... .
الشيخ : ما أدري المهم على كل حال حرروها لنا جزاكم الله خير.
ثم يقول: ( أيهم كان أكثر أخذًا للقرآن ) ( أيهم كان أخذًا ) أخذًا ويش اللي نصبها ؟ تمييز تمييز لأكثر وقوله : ( أيهم أكثر أخذًا للقرآن ) فيه إشكال لأن قوله : ( يجمع بين الرجلين ) يقتضي أن يكون ها أجيبوا أيهما أكثر وأيهم جمع والحديث بين الرجلين فيقال : إن في هذا إشارة إلى رواية أخرى : ( يجمع بين الرجلين والثلاثة ) أو يقال : إنه شاهد لما قيل إن أقل الجمع اثنان، وقوله : ( فيقدمه في اللحد ) يجعله مقدمًا على صاحبه كيف يقدمه في اللحد وهم في ثوب واحد ؟ هذا الثوب الواحد إذا قدرنا أنه قد طوي عليهما جميعًا يشاف المقدم منهم الأكثر قرآن يقدم في الكفن إذا وضع في القبر، وربما نقول : فيقدمه في اللحد إن هذا يدل على أن قوله : ( يجمع الرجلين في ثوب واحد ) يعني يوزع الثوب الواحد على الرجلين وإذا أنزلهما في اللحد قدم الأكثر قرآنًا.
وقوله : ( ولم يغسلوا ) يعني ما غسلهم أحد لا بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا بعدم أمره.
وقوله : ( ولم يصل عليهم ) كذلك فإن قلت : ألم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه في آخر أيام حياته خرج إلى شهداء أحد وصلى عليهم؟ فالجواب : أن الصلاة التي صلاها على شهداء أحد في آخر حياته ليست صلاة الميت ليست هي الصلاة على الميت، لأن الصلاة على الميت إنما تكون متى ؟ عند موته ولكن الصلاة التي صلاها على شهداء أحد في آخر أيام حياته قال أهل العلم : إنها صلاة دعاء كالمودع لهم صلى الله عليه وسلم .
28 - وعنه : قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ، ثم يقول : ( أيهم أكثر أخذاً للقرآن ؟ ) فيقدمه في اللحد ، ولم يغسلوا ، ولم يصل عليهم . رواه البخاري . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ... ).
وهل دفن الرجلين في لحد واحد حرام أو مكروه ؟ ذهب بعض أهل العلم إلى أنه حرام، وذهب آخرون إلى أنه مكروه فالمشهور من المذهب أنه حرام إلا إذا دعت الضرورة إلى ذلك، واختار شيخ الإسلام أنه يكره إلا لحاجة، وعلى هذا فما يوجد الآن في بعض البلاد الإسلامية يجمع بين الأموات جميعًا يحمل على أن ذلك على سبيل الحاجة، وأن الحكم عند هؤلاء العلماء الذين أفتوهم به على سبيل الكراهة في ثوب واحد في الكفن، عبد الرحمن بن داود ؟
الطالب : ... ديث جابر أن النبي كان يجمع ... .
الشيخ : متى كانت غزوة أحد ؟ زيد بن ثابت؟ من المسلمين واجبة فرض كفاية ويستثنى من ذلك من ؟ الشهيد فلا يصلى عليه أخذنا فوائد الحديث ولا لا ؟ آه .
الطالب : فائدة واحدة .
الشيخ : وهي فضيلة فضيلة القرآن لقوله : ( أيهم أكثر أخذًا للقرآن ).
ومن فوائده : أن المعتبر بالأقرأ الأكثر قراءة فيؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، يعني أكثرهم قراءة بدليل هذا الحديث أنه قدمه لكثرة قراءته، وبدليل حديث مالك بن الحويرث : ( وليؤمكم أكثركم قرآنًا ).
ومن فوائد الحديث : ما أشرنا إليه قبل قليل وهو أن الشهيد لا يغسل، والحكمة من ذلك إبقاء دمه عليه لأنه يبعث يوم القيامة وجرحه يثعب دمًا اللون لون الدم والريح ريح المسك، وهل يستفاد منه أنه ينبغي إبقاء أثر العبادة المكروه عند الناس أو لا ؟ الجواب : بعض العلماء قال ذلك، ولهذا قالوا : ينبغي للمعتكف أن يخرج يوم العيد غير متجمل يخرج بثياب اعتكافه قالوا : لأنها أثر عبادة فاستحب أن تبقى عليه، ولكن هذا ليس بصحيح لأن وساخة الثوب بالنسبة للمعتكف ما هو من أجل الاعتكاف ولكن من أجل طول المكث، ولهذا المعتكف يجوز أن يغتسل ويجوز أن يتطيب ويجوز أن يلبس الثياب الجميلة هذا كله ما له دخل بالاعتكاف، وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يخرج رأسه إلى عائشة وهو معتكف فترجله وهو في اعتكافه، فالوسخ التي في ثياب المعتكف ما هو من أثر العبادة حتى يقاس على دم الشهيد، لكن لو قال قائل : المحرم يكون أشعت أغبر لأنه مكشوف الرأس والبدن ليس عليه ثياب معروفة فهل نقول : يسن للمحرم أن يبقى الشعت والغبر عليه هل يشرع له، يعني هل يشرع له ذلك أو له أن يغتسل ويزيل هذا الشيء ؟ الجواب : له أن يغتسل ويزيل هذا الشيء وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يغتسل وهو محرم، نعم وعلى هذا فإن هذه المسألة لا يقاس عليها لا يقاس عليها بل هي مسألة خاصة بالشهداء.
ومن فوائد الحديث : أنه لا يصلى على الشهيد لقوله : ( ولم يصل عليهم ) قال أهل العلم : وذلك لأن الصلاة على الميت شفاعة بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلًا لا يشركون بالله شيئًا إلا شفعهم الله فيه ) ومن قتل شهيدًا فقد كفرت خطاياه فلا يحتاج إلى شافع، وهذا تعليل لا بأس به جيد، وهل يلحق بالشهيد شهيد المعركة من قتل ظلمًا لأن من قتل دون دمه فهو شهيد من قتل دون نفسه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد فهل يلحق بذلك ؟ فيه خلاف بين أهل العلم والمشهور من مذهب الإمام أحمد أنه يلحق بشهيد المعركة وأن من قتل ظلمًا فإنه لا يغسل ولا يكفن لا يصلى عليه وإنما يدفن بدمه وثيابه بدون صلاة، ولكن هذا القول ضعيف لوجود الفارق بين هذا وبين المقتول ظلمًا ما الفرق بينهما ؟ أولًا : أن هذا قتل مجاهدًا في سبيل الله، وذاك قتل غير مجاهد في سبيل الله.
ثانيًا : أن هذا هو الذي عرض نفسه للقتل ليقتل في سبيل الله عز وجل، وأما هذا فإنه فار من القتل ولكنه قتل ظلمًا.
الثالث : أن هذا أن الشهداء في سبيل الله عز وجل لا يساويهم أحد في الفضل والدرجة كما قال تعالى : (( ولا تحسبنَّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون )) وشهادة المقتول ظلمًا كشهادة المطعون والمبطون ونحوهم، لأن الكل منهم أتاه الموت بغتة ومفاجأة فلا يكون مثل الذي قتل في سبيل الله، فالصحيح : أن المقتول ظلمًا يجب أن يغسل ويكفن ويصلى عليه كسائر المسلمين .
29 - فوائد حديث : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ... ). أستمع حفظ
هل إذا مات الشهيد بعد المعركة يغسل ويصلى عليهم ؟
الشيخ : أي نعم لكن عمر وعثمان رضي الله عنهما بقوا ما ماتوا في المعركة، ولهذا قال العلماء في مسألة الشهيد هذه أيضًا تنبهنا على مسألة الشهيد إذا بقي حيا ثم مات بعد ذلك فإنه يثبت له أحكام غيره من التغسيل والتكفين والصلاة عليه، لكن إذا قتل في نفس المعركة فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه .
السائل : إيش اللي فرق يعني ؟
الشيخ : اللي فرق أن الرسول عليه الصلاة والسلام صلى على من قتلوا في بدر ولم يموتوا إلا بعد ذلك .
السائل : يعني معروفة الحكمة .
الشيخ : أي نعم أي الحكمة ما أعرف الله أعلم بالحكمة لكن الحكم معروف نعم .
السائل : كونه لا يغسل جرحه .
الشيخ : آه .
السائل : كونه لا يغسل جرحه هل يدل على أنه يبقى ... .
الشيخ : ما هو صريح في هذا ليس صريحًا .
السائل : شيخ ؟
الشيخ : نعم .
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( من سأل الله الشهادة بلغه الله منازل الشهداء ... ) ؟
الشيخ : بالنية بالنية ما هو بالذات .
السائل : بلغهم الله منازل الشهداء .
الشيخ : في نيته لأن الشهيد عنده نية وعمل، مثل من تمنى أن يكون عنده مال فيتصدق به قال الرسول : ( فهو بنيته فهما في الأجر سواء ) .
تتمة فوائد حديث : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ... ).
الطالب : ... .
الشيخ : عدم إزالته يعني تقول تحريم ... .
الطالب : فإذا غسل حنظلة ومع أنه يحرم غسله ... .
الشيخ : لا لا أبد مسألة الملائكة ما لها دخل غسل الملائكة ما هو مثل تكليف بني آدم ثم هم أيضًا لم يغسلوه بماء لأنه أمر غيبي ما نعلم كيف يغسلون مع أن بعض العلماء يضعف الحديث .
32 - تتمة فوائد حديث : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ... ). أستمع حفظ
وعن علي رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تغالوا في الكفن ، فإنه يسلب سريعاً ) . رواه أبو داود .
( لا تغالوا ) مأخوذة من الغلو، والمعنى لا تبلغوا الغاية في الغلو في الكفن الذي يكفن فيه الميت، وعلل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بأنه يسلب سريعًا أي : تأكله الأرض ويسلب عن الميت سريعًا.
وقوله : ( سريعًا ) أمر نسبي بحسب الأرض، لأن من الأراضي ما يتأخر فيها سلب الكفن، ومنها ما يسلب والغالب أن الأرض إذا كانت مالحة أنه يسرع فيها سلب الكفن، وأما إذا كانت رملية باردة فإنه يتأخر، وعلى كل حال فإن هذا الحديث يدل على أنه لا ينبغي المغالاة في الكفن وإنما يكفن بأمر ليس فيه إسراف ولا مجاوزة حد .
33 - وعن علي رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تغالوا في الكفن ، فإنه يسلب سريعاً ) . رواه أبو داود . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( لا تغالوا في الكفن ، فإنه يسلب سريعاً ).
وفيه أيضًا : تعليل الأحكام لقوله : ( فإنه يسلب سريعًا ).
وفيه : حسن تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم حيث ذكر الحكم مقرونًا بعلته لما فيه من الفوائد من ذلك، وقد سبقت لنا بيان سمو الشريعة، ألا يعيدها علينا واحد منكم ؟
الطالب : بيان سمو الشريعة .
الشيخ : بيان سمو الشريعة وأن أحكامها مقرونة بالحكمة نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : طمأنينة المكلف فإذا قال قائل : المؤمن مطمئن إلى حكم الله سواء ذكرت العلة أو لم تذكر، قلنا : ولكن ليزداد طمأنينة لأن الإنسان كلما رأى كلما أتته البراهين ازداد قوة ويقينًا، فليس الخبر كالمعاينة.
وأما الفائدة الثالثة : فهو القياس على ما شارك هذا في العلة فيقاس عليه نعم، مثال ذلك قوله تعالى : (( قل لا أجد في ما أوحى إلى محرمًا على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دمًا مسفوحًا أو لحم خنزير فإنه رجس )) قوله : (( فإنه رجس )) يستفاد منه تحريم كل ما كان رجسًا أي : نجسًا وعلى هذا فيلزم من كون الشيء نجسًا أن يكون حرامًا، ولا يلزم من كون الشيء حرامًا أن يكون نجسًا كما سبق .
وعن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : ( لو مت قبلي لغسلتك ) الحديث . رواه أحمد وابن ماجه وصححه ابن حبان .
وقوله : ( لغسلتك ) هذا جواب الشرط يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم خاطب عائشة بهذه الجملة بأنها لو ماتت قبله لغسلها، قال ذلك نم باب التحبب والتودد يعني أنه يتولاها عليه الصلاة والسلام حتى بعد بعد مماتها فيغسلها هو بنفسه .
35 - وعن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : ( لو مت قبلي لغسلتك ) الحديث . رواه أحمد وابن ماجه وصححه ابن حبان . أستمع حفظ
فوائد حديث :( لو مت قبلي لغسلتك ).
ويستفاد منه : بيان منزلة عائشة عند الرسول عليه الصلاة والسلام وكانت أحب النساء اللاتي معه معها أحب النساء اللاتي معها.
ومن فوائده : أن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن فوائده أيضًا : أنه ينبغي للإنسان أن يتودد إلى زوجته كما ينبغي لها هي أيضًا أن تتودد إلى زوجها، وفي الحديث : ( تزوجوا الودود الولود ) حتى أنه أبيح للرجل مع زوجته والزوجة مع زوجها أبيح لهما الكذب الذي ينبني عليه المحبة والمودة، ما هو كالكذب الكذب الذي فيه مصلحة، لأن المودة بين الزوجين لها فوائد عظيمة كبيرة، طيب فإن قال قائل : كيف يغسلها وقد بانت منه ؟
الطالب : ما بانت، لو بانت... .
الشيخ : لأنه قد بقى شيء من المتعلقات الزوجية وهي الإرث، وأيضًا فإن النصوص دلت بعمومها على أن الإنسان إذا مات وزوجته معه أو بالعكس فإنها تكون زوجته في الآخرة نعم (( ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذريتهم إنك أنت العزيز الحكيم )) وقال تعالى : (( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم )) فآثار النكاح باقية، طيب وبالعكس وهل تغسل المرأة زوجها ؟ نعم من باب أولى، لأن المرأة أيضًا باق حق الزوجية في حقها وهو العدة فهي أبلغ من الزوج، فيجوز إذًا للزوج أن يغسل زوجته وللزوجة أن تغسل زوجها، طيب هل المملوكة كذلك ؟ إن قلتم : نعم أخطأتم، وإن قلتم : لا أخطأتم.
الطالب : فيه خلاف.
الشيخ : لا ما هو فيه خلاف تجي عاد مسألة ابن جني هذا اللي كلما يشكل فيه خلاف فيه تفصيل صح ما هو التفصيل ؟
الطالب : إن كان تسرى بها ... .
الشيخ : نعم صح إن كانت المملوكة سرية له حتى مات فهي كالزوجة لأنها من محللاته، يعني أو بعبارة أصح لأنها فراش له وإن كان لم يتسرها أو كانت مزوجة بغيرة فإنها لا تغسله نعم .
وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها : أن فاطمة رضي الله عنها أوصت أن يغسلها علي رضي الله عنه . رواه الدار قطني .
هذا الحديث نقول فيه كما قلنا في من ؟ في حديث عائشة وهو جواز تغسيل الرجل زوجته .
37 - وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها : أن فاطمة رضي الله عنها أوصت أن يغسلها علي رضي الله عنه . رواه الدار قطني . أستمع حفظ
فوائد حديث:( أن فاطمة رضي الله عنها أوصت أن يغسلها علي رضي الله عنه ).
وعن بريدة رضي الله عنه في قصة الغامدية التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمها في الزنا ، قال : ثم أمر بها فصلي عليها ودفنت . رواه مسلم .
الغامدية هذه من غامد وغامد بطن من جهينة، ولذلك ذكرها بريدة رضي الله عنه ذكرها باسم الغامدية، وعمران بن حصين ذكرها باسم امرأة من جهينة وهما واحدة هما واحدة، هذه المرأة جاءت إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وهي حبلى من الزنا واعترفت عنده بأنها زنت، وأمرها النبي عليه الصلاة والسلام أن تتوب إلى الله وأن تستغفر يعني وأن تستر على نفسها فقالت : ( يا رسول الله، أتريد أن تردني كما رددت ماعزًا ؟ ) مصممة رضي الله عنها على أن يطهرها من هذا الزنا فقال : ( ما شأنك ؟ قالت : إنها حبلى من الزنا ) ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر أن تنتظر حتى تضع ثم تفطم الولد، فلما فطمت الولد فلما فطمت الولد أمر بها فرجمت فكان من جملة من رجمها خالد بن الوليد رضي الله عنه، فحصل عليه دم من رأسها حين ضربه فسبها فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : ( لقد تابت توبة لها تابها صاحب مكس لغفر له ) ( ولما توفيت رضي الله عنها صلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم فقال له عمر : يا نبي الله تصلي عليها وقد زنت فقال : ( لقد تابت توبة لو قسمت على سبعين من أهل المدينة لو سعتهم ) هذا بعد أن ماتت رضي الله عنها، وقول المؤلف : " أمر بها فصلى عليها ودفنت " ليته أتى بحديث عمران بن حصين اللي فيه التصريح بأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليها وأن عمر كلمه في ذلك، لأن قوله هنا : ( ثم أمر بها فصلى عليها ) ظاهره أنه هو صلى الله عليه وسلم لم يصل عليها، وقد أخذ بظاهر هذا الحديث جماعة من أهل العلم وقال : إنه لا ينبغي للإمام أن يصلي على من قتل في حد، ولكن الحديث الصحيح صريح جدًّا في " صحيح مسلم " رواية عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليها بنفسه فيكون صلى عليها بعد أن أمر بأن يصلى عليها .
39 - وعن بريدة رضي الله عنه في قصة الغامدية التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمها في الزنا ، قال : ثم أمر بها فصلي عليها ودفنت . رواه مسلم . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( قصة الغامدية التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمها في الزنا ... ).
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص ، فلم يصل عليه . رواه مسلم .
( قتل نفسه بمشاقص ) الباء هذه للاستعانة أو للسببية، لكن الأقرب أنها للاستعانة كما يقال : ذبحته بالسكين وضربته بالعصا وما أشبهها.
وقوله : ( بمشاقص ) جمع مشقص، قال أهل اللغة : والمشقص نصل عريض نصل من السهام لكنه عريض.
( وقتل نفسه ) الله أعلم ما سبب هذا القتل لكن قتل النفس محرم من كبائر الذنوب، وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ( أن من قتل نفسه بشيء عذب به في جهنم إن كان بحديدة فهو يجأ بها نفسه خالدًا مخلدًا في نار جهنم، وإن كان سمًّا فإنه يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها، إن كان مترديًا من جبل فإنه يتردي في نار جهنم والعياذ بالله خالدًا مخلدًا فيها ) المهم أن من قتل نفسه بسبب عذب به في جهنم، وهذا داخل في عموم قوله تعالى : (( ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا )) إلا أن العلماء اختلفوا هل من قتل نفسه عليه كفارة أو ليس عليه كفارة ؟ فالمشهور من المذهب أن عليه كفارة، وعلى هذا فلو أن الإنسان حصل عليه حادث بتفريطه أو بتعديه ومات من فعله فإنه يجب أن يخرج عنه كفارة من تركته يشترى رقبة وتعتق هذا على المذهب، والصحيح أنه لا يحب كما سيأتي إن شاء الله تعالى في بيان كفارة القتل، المهم أنه قاتل نفسه مخلد في النار كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام وقوله : ( فلم يصل عليه ) من ؟ النبي صلى الله عليه وسلم ولكن هل صلى عليه غيره ؟ يحتمل لأنه لم يقل وأمر بالصلاة عليه بل قال : فلم يصل عليه، ولكننا نقول : لو كان غيره لم يصل عليه لقال : فلم يصل عليه بالبناء للمجهول، ولما قال : ( فلم يصل ) وخص الفعل بالنبي صلى الله عليه وسلم دل على أن غيره قد صلى عليه، ويؤيده لفظ رواية النسائي : ( أما أنا فلا أصلى عليه ) ( أما أنا فلا أصلى عليه ) وهذا ظاهر أو كالصريح نعم صريح أو كالصريح بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي لم يصل عليه، وأما غيره فقد صلى عليه، ويؤيده من حيث المعنى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قبل أن يفتح عليه إذا أتى برجل مدين ليس له وفاء لا يصلي عليه ويقول : ( صلوا على صاحبكم ) إذًا فالذي يترجح إن لم يكن متعينًا هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصل عليه، ولكن الصحابة صلوا عليه .
41 - وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص ، فلم يصل عليه . رواه مسلم . أستمع حفظ
فوائد حديث:( أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص ... ).
ويستفاد من هذا الحديث أيضًا : أنه يشرع للإمام أو كبير القوم ألا يصلي على قاتل النفس يشرع له ألا يصلي، ولكن هل يكره أو يحرم ؟ فيه قولان لأهل العلم فمنهم من قال : يحرم، ومنهم من قال : يكره يعني يحرم أن يصلي، ومنهم من قال : إنه يكره، والصحيح أنه راجع إلى مراعاة المصلحة فإذا تعينت المصلحة في عدم الصلاة عليه وجب ألا يصلي وحرمت الصلاة، وإن كان الأمر ليس ذا أهمية عند الناس فهو إلى الكراهة أقرب، المهم أن المشروع ألا يصلي على قاتل نفسه.
ويستفاد من هذا الحديث : أن قتل النفس كبيرة كيف ذلك ؟ لأن الرسول لم يصل عليه وهذا نوع من العقوبة، وقد حد شيخ الإسلام رحمه الله الكبيرة في بعض كتبه بأنه كل ما رتب عليه عقوبة خاصة فإنه من كبائر الذنوب، كل شيء له عقوبة خاصة له فإنه كبيرة من الكبائر أيًّا كانت هذه العقوبة، وسؤال يطرح نفسه هل قاتل نفسه للتخلص من ويلات الحياة الدنيا ونكباتها هل يفيده ذلك شيئًا ؟ لا يفيده ؟ ليش ما يفيده نعم نعم يفيده أنه ينتقل إلى عذاب أشد ولا لا هو كالمستجير من الرمضاء بالنار كما قال الشاعر :
" والمستغيث بعمرو عند كربته *** كالمستجير من الرمضاء بالنار "
أيهما أهون ؟ الرمضاء أهون، فالمهم أن أولئك الذين ينتحرون والعياذ بالله ليتخلصوا من ويلات الدنيا ونكدها لا يزيدهم ذلك إلا بلاء وعذابًا، لأنه من حين ما تخرج أرواحهم تخرج إلى العذاب نسأل الله العافية، لأنه كما جاء في الحديث : يخلد في النار وقد مر علينا أن مذهب أهل السنة والجماعة في هذه المسألة وغيرها من كبائر الذنوب : أن فاعل الكبيرة تحت مشيئة الله قد يعفو الله عنه وإن لم يتب، أما إذا تاب فبالإجماع لكن إذا لم يتب فالصحيح عند أهل السنة وهو الحق بلا شك هو أنه تحت المشيئة، لأن الله تعالى ذكر آيتين مكتنفين لآية القتل اللي فيها الوعيد بالخلود (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثمًا عظيمًا )) هذه قبل آية القتل (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالًا بعيدًا )) هذه بعد آية القتل، وهذا يدل على أن الخلود المذكور في آية القتل أنه داخل في هذا ولكن إذا قيل : إذا كان داخلًا في ذلك وأن القاتل تحت المشيئة فكيف تجيب عن الآية ؟ ويش نجيب عنها ؟ نقول : اختلف اختلف في هذا أجوبة أهل العلم وقد ذكرنا من قبل ثلاثة أجوبة : الجواب الأول : أن هذا من باب الوعيد والوعيد إخلافه كرم بخلاف الوعد كما قال الشاعر :
" وإني وإن أوعدته أو وعدته *** لمخلف إيعادي ومنجز موعدي "
قال : " أوعدته أو وعدته " الإيعاد بالشر والوعد بالخير يقول : " لمخلف إيعادي ومنجز موعدي " قالوا : وهذا كرم وإخلاف الوعيد من كرم الله عز وجل أنه يتوعد عبادة على فعل ما توعدهم على فعل شيء توعدهم بالعذاب عليهم ثم بعد ذلك يعفو ويصفح هذا قول.
والقول الثاني : أن هذا لمن يستحل القتل (( ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم )) أي : من يقتله مستحلًّا للقتل فالعموم مراد به الخصوص من يقتل هذه عامة، ولكنها يراد بها الخصوص أي : مستحلًّا للقتل، ولكن الإمام أحمد رحمه الله أنكر هذا قال : سبحان الله إذا استحل قتل المؤمن فهو كافر قتله أم لم يقتله وصدق رحمه الله وما ها القول إلا كقول من قال في تارك الصلاة : ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) وقال : ( من تركها فقد كفر ) قالوا : من تركها جاحدًا لوجوبها نقول : سبحانه الله الجاحد للوجوب يكفر ولو كان يصلى كل الخمس ونوافلها معها ولا لا فلا يصح أن يخصص بهذا إذًا هذا القول ليس بصحيح.
القول الثالث : يقولون : إن هذا جزاؤه إن جازاه فيجعلون الآية على تقدير شرط (( ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه )) إن جازيته (( جهنم خلدًا فيها )) وهذا كما ترون يسلب الكلام معناه هذا جزاؤه إن جازيته، إذًا كيف تقول هكذا كيف يقال هكذا ويقال : إن جازيته ؟ أصبح هذا التهديد نعم لا قيمة له.
الرابع : يقولون : إن هذا من باب آيات الوعيد ولا نتعرض له بل نقول كما قال ربنا : (( ومن يقتل مؤمنًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعذ له عذابًا عظيمًا )) ونقول : كل مؤمن لا يخلد في النار ونسكت نعم، وهؤلاء تخلصوا من مضيق طلب الجمع بين الآيتين أو بين النصوص قالوا : نقول كما قال الله ولا نتعرض للجمع ولا لغير الجمع لكنهم ما ظهروا بنتيجة ما حصلنا علما من وراء ذلك.
والوجه الخامس : يقولون : إن هذا من باب التهديد من باب التهديد الذي يراد به التنفير وإن كان لا حقيقة له، نعم كما نوحش أولادنا الصغار نقول : ترى جاءكم البعبع نعم جاءكم الهر أو جاءكم البِس أو البَس على الصحيح وهو ما في شيء لكن لأجل أن يخافوا، وهذا أيضًا من أضعف الأقوال.
والقول السادس : يقولون : إن هذا سبب للخلود وما يدرينا فلعل هذا القاتل الذي استحل هذه الحرمة العظيمة أن يختم الله على قلبه ويطبع حتى يكون من أهل النار فهو سبب، والأسباب لا عمل لها إلا إذا انتفت إيش ؟ الموانع قد يكون السبب قائمًا لكن يجي مانع يمنع منه، ومعلوم أن كل الأشياء لا تثبت إلا بوجود الأسباب وانتفاء الموانع، وهذا كما نقول : الولادة سبب للإرث فالأب يرث من ابنه والابن يرث من أبيه، لكن قد يوجد مانع كاختلاف الدين ولا يثبت الإرث، فالقتل سبب للخلود في النار بلا شك لكن يوجد مانع يمنع من ذلك، وهذا أقرب الأقوال فيما أظن وعلى كل حال : فإن قاتل النفس قاتل نفسه كقاتل غيره من جهة الوعيد كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بذلك، طيب لو قتل نفسه بغير مشاقص نعم لو قتل نفسه بغير مشاقص ؟ لأن العلة إذًا فكلمة بمشاقص وصف طردي، وقد علم في باب القياس أن الوصف الطردي لا مفهوم له كذا الطردي الذي ليس له معنى ملائم أو مناسب نعم كما في حديث : ( خيرت بريرة على زوجها حين عتقت وكان عبدًا أسود ) كلمة أسود وصف طردي لو كان عبد غير أسود ثبت التخيير نعم يا داود ؟
الطالب : هذا القول الأخير القول السادس .
الشيخ : نعم .
لو أعدتم القول السادس في تخريج آيات الوعيد " حكم مرتكب الكبيرة " ؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
السائل : ... .
الشيخ : هذا ورد فيمن قتل نفسه بمشاقص أما في الآية لا نعم .
هل الجواب الأول وجيه في حكم مرتكب الكبيرة ؟
الشيخ : نعم .
السائل : هل هو وجيه ؟
الشيخ : أيهم؟ ما هو بوجيه ليس بوجيه لأن الله لا يخلف الميعاد وعدًا كان أو وعيدًا نعم .
هذا التفصيل يسري على جميع النصوص التي جاءت للوعيد ؟
الشيخ : ها .
السائل : أقول هذا التفصيل .
الشيخ : نعم .
السائل : يسري على جميع النصوص التي جاءت في تحديد بعض .
الشيخ : هو ما نقدر نحكم يعني لا أقول ننظر إلى كل نص بخصوصه لكن إذا جاء بهذه الصيغة خالدًا في النار أو ما أشبه ذلك .
السائل : في الربا .
الشيخ : في الربا نعم ذكر الله أن (( أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) مثل هذا .
السائل : شيخ عفا الله عنك .
الشيخ : نعم .
السائل : لو سأل سائل إنسان يقتل نفسه لمصلحة المسلمين في الحرب يقتل مجموعة من .
الشيخ : ويش ترون في هذا ؟
لو قتل الإنسان نفسه لمصلحة المسلمين هل يجوز ذلك ؟
السائل : لا يجوز، لو كان فيه مصلحة مضمونة .
الشيخ : للإسلام .
السائل : للإسلام فلا حرج كما فعل البراء رضي الله عنه لما ألقي من حديقة الموت .
الشيخ : أي .
السائل : أي نعم .
الشيخ : قصة البراء ما هي موت محقق .
السائل : نعم .
الشيخ : مغامرة ما هي موت محقق .
السائل : أي نعم لكن الأصل إذا فيه نفع للمسلمين وهناك مصلحة محققة كما أنكر أبو أيوب رضي الله عنه على من قال : (( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) لما اندفع أحد الصحابة أو أحد السلف في معركة اليرموك أنكر أبو أيوب على من استدل ... وذكر سب نزول الآية .
الشيخ : صح أي لكن هذا كله السلامة موجودة فيه احتمال للسلامة .
السائل : ... أمام ألوف مؤلفة .
الشيخ : يقولون : إن شيخ الإسلام ابن تيمية في ترجمته إنه في حرب التتار يدخل الصف يقطع الصف نعم صف التتار الكفار نعم ثم يرجع كارًّا عليهم من الوراء ويخرج، المهم نحن نقول في القتل المحقق اللي مئة في المئة أي نعم كأن يضع قنابل في جسمه، شيخ الإسلام يقول رحمه الله : إذا كان في ذلك مصلحة للإسلام للإسلام بحيث يقام التوحيد على ذلك فلا بأس، واستدل بقصة الغلام مع الملك نعم فإن قصة الغلام مع الملك ذهب به إلى البحر وإلى الجبل وكله يأتي وقال له : إن كان تريد أن تقتلني حقًّا فخذ سهمًا من كنانتي واحشر الناس جميعًا ثم ارمني به وقل : باسم رب هذا الغلام، إذا فعلت ذلك فأنت تقتلني وهذا محقق الموت ولا لا ؟ محقق ففعل الملك فقال الناس : باسم رب الغلام وكانوا بالأول يقولون ربهم هو الملك، فهذا نفع عظيم انقلب الكفار إلى مسلمين موحدين أما مجرد الواحد يغامر يقتل سبعة أنفار أو ربما ما يقتل والله والله أعلم بالنيات، لكن إذا سلمت النية تمامًا يعني وكان قصده أن تكون كلمة الله هي العليا فلا يجوز هذا لا يجوز وهو يعرف أنه يقتل مئة بالمئة أي نعم .
هل يجوز أن يقتل نفسه إن كان يخاف أن يأخذ منه العدو أسرار المسلمين ؟
الشيخ : نعم .
السائل : أمسكوه وأعطاهم أسرار المسلمين بالعذاب فيريد أن يقتل نفسه ليتخلص من إباحة أسرار المسلمين لهؤلاء الكفرة .
الشيخ : والله ما أدري لا أدري نعم .
من قال إن معنى خالد أي مخلد تخليدا أمديا لكان ذلك تأويلا ؟
الشيخ : كل كل هذه الأوجه اللي ذكرت كله من أجل دفع ما ثبتت به السنة من أن من في قلبه إيمان وتوحيد لا يخلد، فيها نوع من التأويل لا بد من هذا وإلا لو كانت المسألة واضحة ثم نعم يحتاج إلى .