تتمة شرح حديث ( عوف بن مالك رضي الله عنه قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة ، فحفظت من دعائه : ( اللهم اغفر له ، وارحمه ، عافه ، واعف عنه ، وأكرم نزله ، ووسع مدخله ، واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيرا من أهله ، وأدخله الجنة ، وقه من فتنة القبر وعذاب النار ) . رواه مسلم .
( خيرًا من أهله ) يعني وأبدله أهلًا خيرًا من أهله.
وأهل المرء ما يأهلهم ويأوي إليهم كالزوجة والولد والأم والوالد إذا كان عنده في البيت فأهله ما يأهلهم ويأوي إليهم، ولا شك أن الإنسان يأنس بأهله ويسر بهم ويطيب عيشه فيهم، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ( أبدله أهلاً خيرًا من أهله ) لأنه سوف ينتقل عن الأهل الأولين إلى أهل آخرين فيقول : ( أبدله أهلاً خيرًا من أهله ) وذلك في جنة النعيم ( وزوجًا ) ساقطة من عندكم الظاهر ( زوجًا خيرًا من زوجه ) ثابتة في مسلم، يعني أبدله زوجًا خيرًا من زوجه خيرًا من زوجه، والزوج معروف ويطلق على الرجل وعلى المرأة في اللغة العربية، ولكن هنا إشكال وهو أن يقال : من هذا الذي يبدل به زوجه في الدنيا ويكون خيرًا منه مع أنه يوم القيامة يكون الرجل وزوجته وذريته (( ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذريتهم )) وثبت أن أزواج النبي عليه الصلاة والسلام يكن زوجاته في الآخرة كيف زوجًا خيرًا من زوجه ؟ أجاب عنه بعض أهل العلم وقال : إن الإبدال نوعان : إبدال أعيان وإبدال أوصاف، إبدال أعيان وإبدال أوصاف، إبدال الأعيان أن أعطيك شيئًا وتعطيني يعني بدله كما يحصل في المبايعات مثلًا المشتري يعطي الثمن والبائع يعطي السلعة هذا بدل هذا، ومنه قوله تعالى : (( فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات )) تكون السيئة حسنة وإبدال أوصاف بمعنى أن العين واحدة لكن تتغير صفاتها، ومنه قوله تعالى : (( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات )) تبدل بأعيانها ولا بأوصافها ؟ بأوصافها (( يوم تكون السماء كالمهل * وتكون الجبال كالعهن )) نعم كذلك الأرض تبدل فتكون (( قاعًا صفصفًا لا ترى فيه عوجًا ولا أمتًا )) وتكون بعد التكوير تكون ممدودة (( وإذا الأرض مدت )) فهنا نقول : أما زوجاته من الحور العين فلا ريب أنهم غير زوجاته من الدنيا ولا لا؟ وهن خير من زوجات الدنيا من وجه وهن أي الحور العين خير من زوجات الدنيا من وجه وزوجات الدنيا خير منهم من وجه آخر، والزوجة في الدنيا تبدل في الآخرة أوصافها ولا أعيانها ؟ أوصافها فهذا معنى قوله : ( زوجًا خيرًا من زوجة ) نقول : إن كانت الزوجة من الحور العين فالأمر ظاهر إن كانت من زوجاته في الدنيا فالمراد إبدال الأوصاف، طيب يقول : ( وأدخله الجنة ) ( أدخله الجنة ) الجنة سبق لنا أنها في اللغة البستان ذو الأشجار الكثيرة، وسمي بذلك لأنه يجن من فيه أي : يستره ولكنه لا ينبغي أن يعرف بهذا التعريف في جنة الخلد، لأن جنة الخلد إذا عرفت بهذا التعريف سوف يتصورها أكثر الناس بأقل مما هي عليه في الحقيقة، ولكننا نقول : إن الجنة هي الدار التي أعدها الله تعالى للمتقين وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وقوله : ( وقه فتنه القبر ) ( وقه فتنة القبر وعذاب النار ) قوله : ( قه ) هذه فعل أمر وتنصيب مفعولين: المفعول الأول الهاء، والثاني عذابًا فتنة وهي من حرف واحد لأن فعلها مثال ناقص، وإذا كان الفعل مثالًا ناقصًا صار فعل الأمر منه على حرف واحد.
( قه فتنة القبر ) الفتنة في اللغة تطلق على معان منها : الاختبار ومنها : الصد قال الله تعالى : (( ونبلوكم بالشر والخير فتنة )) هذه بمعنى اختبارًا وقال تعالى : (( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا )) أي : صدوا وقال : (( فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين )) أي : بصادين (( إلا من هو صال الجحيم )) فتطلق على معان منها : الصد ومنها : الاختبار والامتحان، والمراد بها هنا أي المعنيين ؟ لا فتنة القبر المراد بها الاختبار وهي سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه وهي ثابتة لكل من يدفن إذا دفن الإنسان فإنه يسأل عن هذه الأمور الثلاثة، إلا أن العلماء اختلفوا في الصغير والمجنون هل يسأل أو لا يسأل ؟ على قولين ويستثني من ذلك الشهداء فإنهم لا يسألون كما رواه النسائي قال فيه قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنه ) وهل يستثنى الأنبياء ؟ قال بعض العلماء : يستثنى الأنبياء لأنهم أولى من الشهداء ولأن المسؤول عنهم هم الأنبياء والرسل من ربك ؟ وما دينك ؟ ما نبيك ؟ فلا يسألون ومتى تكون هذه الفتنة ؟ تكون قلت إذا دفن الميت فإن بقى يومًا أو يومين لانتظار جماعة - يرحمك الله - لانتظار جماعة أو لتحقيق في أمره أو ما أشبه ذلك فإنه لا يسأل حتى يدفن، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( إذا دفن الميت وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان ) طيب فإن لم يدفن مثل أن يموت في بر وتأكله السباع فإنه يسأل، ولهذا نقول : فتنة القبر، القبر في اللغة : الحفرة التي يدفن فيها الميت ويراد بها هنا البرزخ بين موت الإنسان وقيام الساعة سواء في حفرة أو في البحر أو على سطح الأرض، المهم البرزخ الذي بين موته ها وقيام الساعة قال الله تعالى : (( حتى جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون * لعلي أعمل صالحًا فيما تركت * كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )).
قال : ( قه فتنة القبر ) هذا فيه إشكال وهو إذا كان السؤال عامًّا لكل أحد ولا بد منه فكيف يدعو النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يقي هذا الميت عذاب القبر آه فتنة القبر مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبًا من فتنة الدجال ) ؟ الجواب أن يقال : إن المراد وقاية شرها وأثرها لا وقاية فعلها أو السؤال نفسه هذا لا بد منه.
وقوله : ( وعذاب النار ) يعني العذاب الذي يكون في النار والإضافة هنا بمعنى في بمعنى في لأن الإضافة تكون بمعنى اللام وبمعنى من وبمعنى في أو نسيتم ؟ نسيتم آه تكون على تقدير في إذا كان ما بعد المضاف ظرفًا للمضاف إذا كان ما بعد المضاف ظرفًا للمضاف يعني على تقدير في وتكون على تقدير من إذا كان المضاف إليه جنسًا للمضاف وتكون على تقدير اللام فيما عدا ذلك فخاتم حديد على تقدير من (( بل مكر الليل والنَّهار )) على تقدير في ( عذاب النار ) على تقدير في، والباقي على تقدير اللام وهذا كثير مثل كتاب زيد أي : كتاب لزيد قال : ( وعذاب النار ) النار هي الدار التي أعدها الله عز وجل للكافرين (( واتَّقوا النَّار التي أعدَّت للكافرين )) وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنها فضلت على نار الدنيا بتسعة وستين جزءا قال : ( ناركم هذه الذي توقدون ) هذه فضلت عليها بتسعة وستين جزءا، ونارنا هذه كافية في التعذيب والعياذ بالله، لكن هذيك فوقها بتسعة وستين جزءا ومع ذلك والعياذ بالله عذاب متنوع ولا وقاية ولا سلامة حتى إنهم والعياذ بالله يمنون فيدفعون إلى أعلاها كأنهم سيخرجون، ولكن يعادون فيها ويوبخون : (( كلَّما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النَّار الذي كنتم به تكذبون )) نسأل الله العافية ولهذا دعا النبي عليه الصلاة والسلام لهذا الميت أن يقيه الله تعالى عذاب النار .
1 - تتمة شرح حديث ( عوف بن مالك رضي الله عنه قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة ، فحفظت من دعائه : ( اللهم اغفر له ، وارحمه ، عافه ، واعف عنه ، وأكرم نزله ، ووسع مدخله ، واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيرا من أهله ، وأدخله الجنة ، وقه من فتنة القبر وعذاب النار ) . رواه مسلم . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة ، فحفظت من دعائه : ( اللهم اغفر له ، وارحمه ...).
ثانيًا : أنه نعم أن كل واحد محتاج إلى الدعاء حتى من الصحابة ولهذا دعا النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل.
ومن فوائد الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك النفع لأحد، وجهه: لو كان يملك ما دعا لو كان يملك النفع لأحد أو إغاثة أحد او إنجاء أحد من النار ما دعا.
ومن فوائد الحديث : إثبات نعيم القبر إثبات نعيم القبر من قوله : ( وأكرم نزله ووسع مدخله ).
ومن فوائد الحديث أيضًا : أن الإنسان ينتقل من الدنيا إلى دار أخرى فكلاهما دار أبدله دارًا خيرًا من داره وينتقل أيضًا إلى أهلين آخرين وإلى زوجات أخر كل هذا مستفاد من قوله : ( دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وزوجًا خيرًا من زوجه ) والدور أربع في البطن في الدنيا في البرزخ في الآخرة إما نار وإما جنة.
من فوائد الحديث : إثبات الجنة لقوله : ( وأدخله الجنة ) وإثبات النار لقوله : ( وعذاب النار ).
ومن فوائده : إثبات فتنة القبر لقوله : ( وقه فتنة القبر ) وقد دل على ذلك قوله تعالى : (( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثَّابت في الحية الدُّنيا وفي الآخرة ويضلُّ الله الظَّالمين ويفعل الله ما يشاء )) فإن هذه تدل أيضا على فتنة القبر، وفي هذا الحديث إشكال وهو إذا كان الإنسان لم يتزوج من قبل هل نقول : أبدله زوجًا خيرًا من زوجه ؟ ويش تقولون ؟ كثير ما يموتون ما تزوجوا هل نقول : أبدله زوجًا خيرًا من زوجه ؟ يعني زوجًا خيرًا من زوجه الذي يتزوجه لو بقي يعني هل نأخذ بالعموم ؟ لأن هذا الميت اللي مات في ما ندري هل الرسول صلى الله عليه وسلم هل له زوجة أو لا، فهل نقول بالعموم وننوي زوجًا خيرًا من زوجه أي : مما يفترض أن يتزوجه في الدنيا من النساء ؟ يمكن نقول هكذا طيب وإذا كانت امرأة لها زوج ماتت امرأة لها زوج ما لها إلا زوج واحد هل نقول : أبدلها زوجًا خيرًا من زوجها ؟ ما دمنا نقول : إن الإبدال يكون إبدال أوصاف وإبدال أعيان يمكن نقول هذا أن الله سبحانه بينها وبين زوجها في الجنة وعلى كل حال إذا اجتمعوا في الجنة سيكون أحسن من حالهم من الدنيا نعم .
2 - فوائد حديث : ( صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة ، فحفظت من دعائه : ( اللهم اغفر له ، وارحمه ...). أستمع حفظ
هل حديث عوف بن مالك رضي الله عنه عام في الرجال والنساء ؟
السائل : ... .
الشيخ : لا لا كيف رجل ؟
السائل : ... .
الشيخ : لا في آخر الحديث بس ما ذكره المؤلف ( فتمنيت أن أكون ذلك الميت ) ما قال الميتة هذا يدل على أن المراد الرجل وهو الظاهر ( ثم اغفر له ) .
السائل : ... حتى المرأة يدعون لها ما يغيرون الضمير .
الشيخ : وكذلك أيضًا اغفر له لا إذا كانت ميتة إذا كانت أنثى اغفر لها اغفر لها وإذا صاروا اثنين اغفر لهما أي نعم . كيف ؟ أي هذا أي نعم، ويش من فوائدها ؟ ها أي .
السائل : ... .
الشيخ : ينبغي في الدعاء أن يكون مناسبًا ها يمكن لها آثار تدنس الإنسان أي نعم وأيضًا هذه فائدتين أيضًا .
تتمة فوائد حديث : ( صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة ، فحفظت من دعائه : ( اللهم اغفر له ، وارحمه ...).
الطالب : ... .
الشيخ : إيش هل ؟
الطالب : ...
الشيخ : والله ظاهر السنة أنه لا يحصل ذلك لكنه يبلغه هذا يعرف أنه من أهل الجنة ويفتح له باب إلى الجنة ويفرش له من الجنة .
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم نعم ما هو لازم يحصل له الآن وعن أبي هريرة نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : وعن أبي صحيح ممنوع السؤال كيف إننا نعم نعم هل يستفاد من هذا الجهر بالدعاء ؟ ها ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : هو الظاهر هو الظاهر، الظاهر أنه سمعه وإلا فقد يقول قائل : هو يقول : فحفظت من دعائه اللهم اغفر له ) لكن في بعض ألفاظه : ( فسمعته يقول ) فسمعته يقول، ويستفاد أيضًا من الحديث ( فحفظت من دعائه ) أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتصر على هذا كذا لقوله : ( من دعائه ) فإما أن يكون لم يسمع إلا هذا وإما أن يكون نسي ولم يحفظ إلا هذا .
4 - تتمة فوائد حديث : ( صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة ، فحفظت من دعائه : ( اللهم اغفر له ، وارحمه ...). أستمع حفظ
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى على جنازة يقول: "اللهم اغفر لحينا, وميتنا, وشاهدنا, وغائبنا, وصغيرنا, وكبيرنا, وذكرنا, وأنثانا, اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام, ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان, اللهم لا تحرمنا أجره, ولا تضلنا بعده - رواه مسلم, والأربعة.
( اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ) من شرطية وفعل الشرط أحييت وجوابه فأحيه أي : فاجعله على الإسلام ( ومن توفيته فتوفه على الإيمان ) توفيته بمعنى قبضته، والوفاة تطلق على الوفاة التي هي مفارقة الروح للبدن بالموت وتطلق على الوفاة التي هي مفارقة الروح للبدن بالنوم، قال الله تعالى : (( وهو الذي يتوفَّاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار )) وقال عز وجل : (( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت )) متى ؟ (( في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى )) ولكن المراد هنا أي اللفظتين ؟ الوفاة الموت وقوله : ( على الإيمان ) الإيمان في القلب والإسلام في الجوارح لماذا خص الإيمان والإسلام الإيمان بحال الموت والإسلام بحال الحياة ؟ قال بعض أهل العلم : إنه اختلاف عبارة وتفنن في التعبير وإلا فالإسلام والإيمان شيء واحد فيكون معنى قوله : ( أحييته على الإسلام ) أي : أحييته على الإيمان ( وتوفيته على الإيمان ) أي : على الإسلام فهما شيء واحد عرفتم؟ ولكن هذا القول ضعيف لأن من تتبع النصوص تبين له أن الإسلام هو الإيمان عند الانفراد كما قال تعالى : (( ورضيت لكم الإسلام دينًا )) المراد كل الشرع بظاهره وباطنه والإيمان عند الانفراد يشمل الإسلام كما تقول : هذا مؤمن شامل للإيمان والإسلام، وأما عند الاقتران فإن الإيمان في الباطن في القلب والإسلام في الظواهر في الظاهر في الجوارح، ويدل لذلك قوله تعالى : (( قالت الأعراب آمنَّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمَّا يدخل الإيمان في قلوبكم )) وهذا واضح في أن هناك فرقًا بينهما ويدل لذلك أيضًا حديث جبريل حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام فأجابه وسأله عن الإيمان فأجابه بما يخالف ما سبق، فدل هذا على أن الإيمان والإسلام شيئان متباينان عند الاقتران، أما إذا انفردا فهما شيء واحد، وأما قوله تعال : (( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيتٍ من المسلمين )) فلا يدل على اتفاق الإسلام والإيمان بل يدل على افتراقهما لأن الله قال : (( أخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين )) البيت كل اللي فيه مسلمون ولكن اللي خرجوا ونجا المؤمنون من هذا البيت، لأن البيت يشمل لوطا وامرأته ومن معه بناته امرأته في ظاهر الحال مسلمة، ولهذا قال الله تعالى : (( ضرب الله مثلًا كفروا امرأت نوحٍ وامرأت لوطٍ كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما )) وهذا يدل على أنهما كانتا كافرين بدون علم من أزوجاهما إذًا هي مسلمة والبيت يقال : بيت بيت إسلام، لكن الخروج ما كان لهذا البيت كله لمن كان مؤمنًا فقط، فالآية لا تدل على أن الإيمان والإسلام شيء واحد إذًا لماذا فرق النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الميت بين الحياة والموت فقال : ( أحيه على الإسلام ) وفي الموت : ( توفه على الإيمان ) .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : ما فيه عمل ما فيه عمل نعم صح نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : أبلغ أي نعم هذان وجهان .
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم هذا قريب من كلام سامي طيب هذا والله أعلم هذا السبب لأنه وأيضًا في حال الحياة كون الإنسان جاريًا على الظاهر موافقًا للناس غير مخالف يكفي نعم، لكن إذا نابذهم هذا المشكل أما في حال الموت فالأمر بخلاف ذلك لأنه قد ولى وهذا قريب مما قال مشرف ثم قال جات الأسئلة خير إن شاء الله .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم يعني من المسلمين .
الطالب : .. .
الشيخ : إيش إيش ؟
الطالب : قراءة الفاتحة .
الشيخ : نعم .
الطالب : ... .
5 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى على جنازة يقول: "اللهم اغفر لحينا, وميتنا, وشاهدنا, وغائبنا, وصغيرنا, وكبيرنا, وذكرنا, وأنثانا, اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام, ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان, اللهم لا تحرمنا أجره, ولا تضلنا بعده - رواه مسلم, والأربعة. أستمع حفظ
هل المنافق مسلما ظاهرا ؟
الطالب : قراءة سورة بعد الفاتحة .
الشيخ : فيها أيضًا لكن الصحيح أن الذي في البخاري ما فيه أنه قرأ سورة .
السائل : ... .
الشيخ : نذكر بعد في الفوائد إن شاء الله نعم .
السائل : على هذا التقرير في معنى الآية (( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين )) .
الشيخ : نعم .
السائل : ... .
الشيخ : أنها إيش ؟
السائل : أن امرأة لوط من المسلمين .
الشيخ : ظاهرًا أي ظاهرًا يعني المنافق الآن في حكم الظاهر مسلم، ولهذا المنافقون في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أجرى عليهم أحكام الإسلام الظاهرة .
السائل : ما يمكن يكون يعني الإسلام بمعنى أن الإسلام نتيجة طبيعية .
سؤال عن ضابط إسلام الشخص ؟
السائل : ... .
كيف توضع الجنائز إذا كانت مختلفة بين يدي الإمام وكيف يدعى لهم ؟
سؤال عن معنى الآية (( يثبت الله الذين آمنوا في الحياة الدنيا والآخرة ... )) ؟
الشيخ : لا لا اغفر لهما لأن صيغة المثنى إيش ؟ يستوي فيها الذكر والأنثى أي نعم .
السائل : قلنا إن التثبيت يكون في القبر، والله سبحانه وتعالى يقول في الآية .
الشيخ : (( يثبت الله الذين آمنوا )) .
السائل : (( يثبت الله الذين آمنوا )) في الحياة الدنيا .
الشيخ : (( بالقول الثابت في الحياة الدنيا )) .
السائل : إذا قلنا الله سبحانه وتعالى يثبت في الدنيا والآخرة ونحن جعلنا التثبيت بس في القبر .
الشيخ : لا يا أخي جعلنا القبر فيه تثبيت نعم ما هو بالقبر من الآخرة ؟
السائل : بس قلنا نحن الآخرة هي يوم القيامة .
الشيخ : لا .
السائل : والقبر هو البرزخ .
الشيخ : ما ذكرنا أنه يدخل في الإيمان باليوم الآخر كل ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت .
السائل : الآن قررنا أنه الآخرة هي بعد البرزخ بعد أن ... .
الشيخ : صحيح صحيح نعم نعم .
السائل : ولكن القبر هذا .
الشيخ : إذا قلنا (( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة )) دخل فيه القبر أي نعم .
السائل : شيخ الحور العين لهم ... .
الشيخ : نعم .
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
السائل : ما هي الميزة للحور العين ... .
الشيخ : أي نعم .
هل الملائكة أفضل من البشر ؟
الشيخ : أي نعم .
الشيخ : هذه مشكلة طيب كما أن الملائكة لهم ميزة على المومنين من بني آدم وبنو آدم لهم ميزة فنقول مثلًا باعتبار أن بني آدم في الدنيا يحصل منهم الخطأ والذنوب والظلم وما أشبه ذلك، بخلاف الحور فمن هذه الناحية تكون الحور أحسن أطيب، ومن جهة الغاية وأن هؤلاء جاهدو أنفسهم واختاروا الأفضل على الأدنى إي نعم تكون هذه أفضل وكذلك الملائكة كما قال شيخ الإسلام قال : " صالحو البشر أفضل باعتبار النهاية والملائكة أفضل باعتبار البداية " .
تتمة شرح حديث: ( أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى على جنازة يقول: "اللهم اغفر لحينا, وميتنا ... ).
( ولا تضلنا بعده ) تسأل الله عز وجل ألا يضلك بعده سواء كان هذا الميت من أهل العلم الذين يهدون الناس بأمر الله عز وجل أو كان من غير أهل العلم، لأنه ربما إذا مات المسلم وهذا المسلم وهذا المسلم ربما لا يبقى في الناس إلا حثالة يضلون بعدهم فتسأل الله عز وجل ألا يضلك بعد هذا الميت واضح .
11 - تتمة شرح حديث: ( أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى على جنازة يقول: "اللهم اغفر لحينا, وميتنا ... ). أستمع حفظ
فوائد حديث: ( أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى على جنازة يقول: "اللهم اغفر ... ).
من فوائد الحديث أيضًا : أنه ينبغي البسط في الدعاء لما في البسط فيه من فوائد سبقت الإشارة ولا حاجة إلى إعادتها اللهم إلا على جناح السرعة حتى يسمع ذلك من لم يسمعه من قبل فوائد التكرار في الدعاء ذكرنا فيه عدة فوائد نعم.
منها : زيادة الأجر لأن الدعاء عبادة فكلما زاد الإنسان في العبادة زاد أجره الإلحاح في الدعاء والله عز وجل يحب الملحين في الدعاء نعم أي ما أشرت .
الطالب : ... .
الشيخ : قد يبدو له أشياء ما كانت تطرأ عليه لكنها تخطر على باله عند التبسط في الدعاء .
الطالب : الدعاء عبادة .
الشيخ : ذكرنا هذا .
الطالب : الخضوع بين يدي الله سبحانه وتعالى .
الشيخ : أن فيه زيادة ذل وخضوع لله عز وجل وهذا لا شك أنه يكسب العبد زيادة في الإيمان .
الطالب : الدعاء مناجاة ... .
الشيخ : المناجاة مع محبوبه فكل محبوب يفرح بطول المناجاة معه والدعاء مناجاة مع الله سبحانه وتعالى نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : يعني يقول : إن كلما ازددت دعاء ازددت محبة لله عز وجل .
الطالب : ... .
الشيخ : هذا أصل الدعاء هذا أصل الدعاء نتكلم على التكرار نعم أن الإنسان بالتكرار قد يزداد خشوعًا وإنابة إلى الله عز وجل طيب. من فوائد الحديث : أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يملك لأحد نفعًا ولا ضرًّا بدليل أنه دعا ولو كان يملك لقال : قد غفرت لحينا وميتنا ولم يقل : ( اللهم اغفر لحينا وميتنا ).
ومن فوائد الحديث : ما يتضمنه الدعاء من شعور الإنسان بعلم الله وقدرته وكرمه أليس كذلك أو لا شعور بعلمه، لأنك لا يمكن أن تدعو من لا يعلم وقدرته لا تدعو من لا يقدر وكرمه لا تدعو من لا يعطي ويتفضل فالإنسان الداعي يشعر بذلك بلا شك نعم، وهل هذا يكون دليلًا على إثبات السمع السمع ؟ نعم يكون دليل على إثبات السمع لأن الله تعالى إذا لم يسمع كيف يجيب.
ومن فوائد الحديث : الفرق بين الإسلام والإيمان لقوله : ( من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته فتوفه على الإيمان ) وقد يقلب الإنسان الدليل عليك ويقول : هذا دليل على أنه لا فرق بين الإسلام والإيمان نعم ولكن الرسول ذكر هذا من باب التفنن، وأن الوفاة على الإيمان هي الوفاة على الإسلام، ولكننا نجيب عن ذلك نجيب عن ذلك بأن حال الإنسان عند الموت لا يناسبها إلا الإيمان لأنه أكمل ولأن الإنسان حال الموت قد لا يتمكن من فعل ما يعتبر إسلاما كالصلاة والزكاة والصوم والحج، فدل ذلك على الفرق والفرق بينهما مشروط بما إذا اجتمعا أما إذا ذكر كل واحد على حدة دخل كل واحد منهما في الثاني.
ومن فوائد الحديث : أن للإنسان أجرًا في الصلاة على الميت وتجهيزه والصبر على مصيبته لقوله : ( اللهم لا تحرمنا أجره ).
ومن فوائدها من فوائد الحديث أيضا : أن الإنسان إذا كان حيًّا لا تؤمن عليه الفتنة لقوله: ( ولا تضلنا بعده ) وتأمل لكلمة بعده حيث يشعر بأن الإنسان ما دام حيا فإنها لا تؤمن عليه الفتنة وكم من إنسان يرى نفسه أنه في خير ولكنه قد يصاب من حيث لا يشعر ولا سيما إذا كانت عبادته لله عز وجل ليست متمكنة كما قال تعالى : (( ومن النَّاس من يعبد الله على حرفٍ فإن أصابه خيرٌ طمأنَّ به )) إذا لم يأته شيء يكدر عليه اطمأن به (( وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدُّنيا والآخرة )) والفتنة التي قد تصيب الإنسان ضعيف العبادة إما شبهة وإما شهوة إما شبهة يلتبس عليه العلم فيضل والعياذ بالله ويبقى حيران، وإما شهوة والشهوة قد تكون محاولة لنيل المحبوب أو لدفع المكروه قد يرتد الإنسان إذا أصيب بمصيبة قد يصاب الإنسان مثلًا بفقد ابنه أو أبيه أو أخيه أو أحد عزيز عليه فتؤثر هذه المصيبة في قلبه حتى يرتد والعياذ بالله لفوات محبوبه نعم، وقد تكون الفتنة طلب محبوب لا فوات محبوب طلب محبوب يفتن الإنيان إما بالتكاثر في الدنيا وإما بشهوة الفرج وإما بغير ذلك فيضل، ولهذا يجب على الإنسان أن يكون حذرًا حذرًا من كل شيء وألا يعتمد على ما في قلبه فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في الدجال : ( من سمع به فلينأ عنه ) فإن الإنسان قد يأتي إليه وهو مؤمن فلا يزال به حتى يتبعه بما يبعث في قلبه من الشبهات نسأل الله لنا ولكم السلامة والحماية، فالمهم أنك كن دائمًا مراقبًا لقلبك دائمًا مراقبًا لقلبك ولا تعتمد على مجرد ما تفعله من عبادات العبادات صحيح أنها بمنزلة السقي للقلب، لكن تحتاج إلى صيانة ما كل سقي هذا السقي قد يغرق.
ثم قال : " وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ) رواه أبو داود وصححه ابن حبان " نعم .
12 - فوائد حديث: ( أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى على جنازة يقول: "اللهم اغفر ... ). أستمع حفظ
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر في دعاء الجنازة ؟
الشيخ : لا هذا ما هو ما هو لازم إلا حديث عوف فيه رواية قال : سمعته سمعته يقول، فهذا فيه يستفاد منه الجهر وسبق الكلام عليه، أما كونه إذا صلى على الجنازة قال يمكن الرسول علمهم بعد ذلك .
السائل : ... مسلم ما رواه .
الشيخ : من قاله ؟ أي محقق ؟ ويش يقول ؟
السائل : ... وهو كذلك في " سبل السلام " وهو خطأ والحديث ليس في " صحيح مسلم " ولم ينسبه أحد يعنى بالتخريج إليه فيما أعلم ويغلب على الظن أنه في ... لأن الحافظ رحمه الله تعالى فإنه ذكره في " التلخيص " ونسبه إلى أحمد وأبي داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم الشارح .
الشيخ : طيب على كل حال راجع الأصل مسلم أنتم راجعوا " صحيح مسلم " .
وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ) . رواه أبو داود ، وصححه ابن حبان .
( إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ) أظن واضح المعنى يعني أن الرسول أمرنا أن نخلص الدعاء للميت، وإخلاص الدعاء قد يكون بالتعيين وقد يكون بالصفة، بالتعيين بمعنى أن أدعو له وحده ويفسره حديث عوف بن مالك، لأن إخلاص الشيء معناه توحيده وتنقيته وإزالة ما يشوبه كما تقول : الإخلاص لله عز وجل : ( فأخلصوا له الدعاء ) أي : اجعلوه خاصًّا به فهو مرادف لقولنا : خصصوه بالدعاء لأن الصلاة إنما أقيمت من أجله فيكون هو أحق الناس بالدعاء فيها، ويمكن أن يكون الإخلاص بمعنى الإخلاص لله عز وجل وأن يكون الإنسان في دعوته صادقًا حاضر القلب نعم لأن فرق بين دعاء الإنسان المخلص وبين دعاء الغافل اللاهي وهل يمكن أن يراد الأمران ؟ نعم يمكن أن يراد الأمران .
14 - وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ) . رواه أبو داود ، وصححه ابن حبان . أستمع حفظ
فوائد حديث :( إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ).
ثم قال : " وعن أبي هريرة رضي الله عنه " كذا عندكم عن أبي هريرة آه .
الطالب : ... .
الشيخ : وعنه أي لكن غريبة أنه يقول : عن أبي هريرة والحديثان السابقان كله عن أبي هريرة .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أسرعوا بالجنازة ، فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه ، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم ) . متفق عليه .
قوله عليه الصلاة والسلام : ( وأسرعوا بالجنازة ) الإسراع بها يتناول الإسراع في تجهيزها والإسراع في حملها ودفنها وهو ظاهر الإسراع في حملها من قوله : ( إن تك صالحة فخير فخير تقدمونها إليه ، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم ) لأن الذي يكون على الرقاب هو الحمل، ولكن مر علينا فيما سبق أنه إذا جاءنا لفظ عام ثم فرع على هذا اللفظ العام حكم خاص فإنه يشمل العام والخاص ويكون ذكر هذا الحكم المرتب من باب التمثيل مثل: (قضى النبي صلى الله عليه وسلم بالشفعة فيما لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة ) أو لا فقوله : ( قضى بالشفعة في كل ما لم يقسم ) عام ( فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق ) هذا خاص بماذا ؟ بالأرض لأن الأرض هي التي يكون فيها الحدود وفيها الطرق لكن في كل ما لم يقسم يشمل حتى السيارة إذا كانت بين شخصين فباع أحدهما نصيبه منها على ثالث فإن للشريك الأول أن يشفع وهذا القول هو الصحيح، وإن كان المشهور من المذهب أنه لا يشفع إلا في الأراضي لكن الصحيح أنه عام ومر علينا أيضًا قول بعض أهل العلم في قوله تعالى : (( والمطلَّقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )) إلى قوله : (( وبعولتهن أحقُّ بردهنَّ في ذلك إن أرادوا إصلاحًا )) فإن بعض أهل العلم يقول : (( والمطلَّقات )) يشمل المطلقة ثلاثًا ومن لها رجعة وقوله : (( وبعولتهنَّ )) هذا لمن لها رجعة ولكن هناك آخر أن : (( وبعولتهنَّ )) عام حتى فيمن طلقت ثلاثًا وهذا قبل أن يحدد الطلاق بالثلاث، وقد أشرنا إليه فيما سبق الشاهد أن قوله : ( أسرعوا بالجنازة ) عام يشمل إيش ؟ الإسراع بها في تجهيزها وفي حملها وفي دفنها كلما أسرعنا فهو أولى لأن الجنازة إن كانت صالحة فإنها فإن روح الميت تقول : ( قدموني قدموني ) وإن كانت غير صالحة فلا خير في شيء في جثة غير صالحة أن تبقى عند أهلها نعم.
وقوله عليه الصلاة والسلام : ( أسرعوا بالجنازة ) الإسراع معروف وهو المشي بسرعة إلا أن أهل العلم يقولون : بشرط ألا يشق ذلك على المشيعين وألا يخشى منه تفسخ الميت أو خروج شيء منه مع الخضخضة فإن خيف تفسخه، كما لو كان الميت حريقًا وخيف من الإسراع به أن يتمزق فإنه لا يسرع به أو خيف أن يخرج منه شيء لكونه مصابًا بالبطن وأنه مع الخضخضة ربما يخرج شيء فإنه لا يسرع به الإسراع الذي يخشى منه ذلك وإلا فالأفضل أن يسرع، كذلك لو كان يشق على الناس بأن حمله شباب أقوياء صاروا يطيرون به والآخرون يشق عليهم متابعتهم فإن هذا أيضًا ليس مقصود الشارع، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الماشي يكون أمامها وخلفها وعن يمينها وعن شمالها الماشي وهذا يدل على ألا يكون الإسراع إسراعًا شديدًا يشق على الناس.
وقوله : ( فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه ) نعم إذا كانت صالحة فإنكم تقدمونها إلى خير لأنكم تقدمونها إلى الجنة ... الله من فضلك فإن أول مراحله مراحل نعيمه هو قبره فإذا قدمته إلى هذا القبر فقد قدمته إلى خير من الدنيا وما فيها، ولهذا قال : ( فخير تقدمونها إليه ) وقال : ( وإن تك سوى ذلك ) ولم يقل : وإن تك طالحة وهذا من حسن التعبير من حسن التعبير قال : ( سوى ذلك ) كراهة أن يقول : طالحة أو سيئة أو ما أشبه ذلك، وهذا كما قلت : من حسن تعبير الرسول صلى الله عليه وسلم ( فشر تضعونه عن رقابكم ) ولم يقل : فشر تقدمونها إليه، لأنه لا ينبغي لنا أن نقدم أخانا المسلم إلى شر لكنه قال : شر تتخلصون منه وهذا صحيح، أي : أن الإنسان يؤمر أن يتخلص من الشر نعم يؤمر أن يتخلص من الشر، وهذا أيضًا من بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم في لفظه قال : ( فشر تضعونه عن رقابكم ) ما إعراب قوله : ( فخير تقدمونها إليه ) مبتدأ خبر لمبتدأ محذوف أي : فذلك خير وعلى كونها خبرا لمبتدأ محذوف تكون جملة ( تقدمونها إليه ) صفة لخير وعلى أن خير مبتدأ تكون الجملة خبر المبتدأ، وكذلك نقول : ( فشر تضعونه عن رقابكم ) إما أن تكون مبتدأ خبرها ( تضعونه ) أو خبر مبتدأ محذوف أي : فذلك شر تضعونه عن رقابكم .
16 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أسرعوا بالجنازة ، فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه ، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم ) . متفق عليه . أستمع حفظ
فوائد حديث :( أسرعوا بالجنازة ، فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه ...).
ويستفاد من هذا الحديث : مشروعية الإسراع بالجنازة لقوله : ( أسرعوا بالجنازة ).
ويستفاد منها : حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم بقرن الأحكام بعللها لقوله : ( فإن تك ) ( وإن تك ) كل هذا لنعرف العلة في الأمر بالإسراع.
ويستفاد منه : إثبات عذاب القبر ونعيم القبر من أين يؤخذ ؟ ( تقدمونها إليه ) و( شر تضعونه ).
ويستفاد من الحديث : أن من المسلمين من هو صالح ومنهم من هو سوى ذلك، من المسلمين من هو صالح ومنهم من هو سوى ذلك وجه ذلك: أنه قسم من يصلى عليه وغير المسلم لا يصلى عليه وعلى هذا يكون من المسلمين من هو صالح ومنهم من هو سوى ذلك، وهذا كقوله تعالى عن الجن : (( وأنَّا منَّا الصَّالحون ومنَّا دون ذلك )) وهؤلاء الذين دون ذلك مسلمون لما أرادوا أن يقسموا أنفسهم إلى مسلمين وغير مسلمين قالوا : (( وأنَّا منَّا المسلمون ومنَّا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدًا * وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبًا )) فالجن قسموا إلى مسلم وكافر وقسموا المسلم إلى صالح ودون ذلك وهذا نظير هذا التقسيم في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم . انتهى أظن الأسئلة نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : ما هذه تجي في الفوائد نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم نعم .
سؤال عن الإيمان والإسلام المذكوران في حديث ( وتوفنا على الإيمان ) ؟
السائل : ... .
الشيخ : كيف ؟
السائل : ... .
الشيخ : صار شامل للجميع (( فتوفنا مسلمين )) (( وتوفني مسلمًا )) يعني: مسلمًا مؤمنًا وكذلك توفنا مسلمين مؤمنين .
السائل : ... .
الشيخ : إذا ذكر الإسلام وحده دخل فيه الإيمان وإذا ذكر الإيمان وحده دخل فيه الإسلام وإن اقترنا صار الإيمان أكمل نعم .
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
السائل : .. ..
الشيخ : نعم نعم نقول .
السائل : ... .
سؤال عن كون النبي صلى الله عليه وسلم قال في دعاء الجنازة ( وتوفنا على الإيمان ) ؟
السائل : ... .
الشيخ : عن .
السائل : حال صاحب الجنازة .
الشيخ : يعني عن الجنازة عن الجنازة ولا عن حال صاحبها ؟
السائل : حال صاحبها .
الشيخ : حال صاحبها أو عن الجنازة أقول حال الجنازة ولا حال صاحبها ؟
السائل : حال الجنازة .
الشيخ : أي نعم طيب ما نسأل عنها .
هل يسأل عن الميت هل هو مسلم أو كافر ؟
سؤال عن قوله صلى الله عليه وسلم ( ... وصغيرنا وكبيرنا ... ) ؟
السائل : صغيرنا ممن عليه الذنب .
الشيخ : أي يعني يحمل على أن المراد بالصغير الذين بلغوا أن يكلفوا ويكون الصغر نسبي .
السائل : أول شيء ما دام ... ننظر في ثبوته .
الشيخ : لا الحديث صحيح ما فيه شك أي نعم .
السائل : يمكن أن يقال : يعني ثبته عندما يكبر .
الشيخ : أي يعني صغيرنا إذا كبر .
السائل : أي نعم .
الشيخ : إذًا لا فائدة من هذا إما أن الأمر نسبي نعم أو أنه قيل بالتبع لإظهار العموم في قوله : ( صغيرنا وكبيرنا ).
نبدأ درس جديد الآن قال : " وعنه رضي الله عنه " عنه عن من ؟ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان . قيل : وما القيراطان ؟ قال : مثل الجبلين العظيمين ) متفق عليه.
" ولمسلم : ( حتى توضع في اللحد ) وللبخاري أيضًا من حديث أبي هريرة : ( من تبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً ، وكان معها حتى يصلي عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع بقيراطين ، كل قيراط مثل جبل أحد ) " .
السائل : فوائد الحديث السابق .
الشيخ : إيش ؟
السائل : من فوائد الحديث السابق .
الشيخ : ما أخذنا الفوائد .
السائل : لا فيه فائدة ما قلناها .
الشيخ : وهي ؟
السائل : طريق الخير واحدة وطرق الشر متعددة لقوله : ( إن كانت صالحة فخير تقدمونه ) ... .
الشيخ : يمكن ؟
أسئلة عن معنى الحديث السابق ( أسرعوا بالجنازة ... ) ؟
السائل : ... مقابلة يا شيخ .
الشيخ : أي .
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم .
السائل : صارا طريقًا واحدًا .
الشيخ : لأن هذا الوصف ليس للطرق ولكنه للإنسان للعامل فهو فاسد سواء فسد بطريق أو بطريقين فأكثر نعم .
السائل : يمكن نأخذ فائدة أخرى .
الشيخ : وهي .
السائل : ( أسرعوا بالجنازة ) حتى لا يتوهم ... .
الشيخ : هذه حنا ذكرنا فيما سبق أن المراد إسراع الحمل والتجهيز ولا لا إي والتجهيز والدفن وقلنا إن قوله : ( فشر تضعونه عن رقابكم ) قد ينافي القول بأن المراد أي الإسراع بالتجهيز، لأنه ظاهر في أن المراد الحمل لأن الذي على الرقبة هو المحمول وأجبنا عن ذلك بانه إذا ذكر أو إذا عاد المعنى على بعض أفراد العام فإنه لا يدل على التخصيص .
السائل : يدل على التمثيل .
الشيخ : أي نعم على التمثيل فقط .
وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان ) قيل : وما القيراطان ؟ قال : ( مثل الجبلين العظيمين ) . متفق عليه . ولمسلم : ( حتى توضع في اللحد ) . وللبخاري أيضا من حديث أبي هريرة : ( من تبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً ، وكان معها حتى يصلي عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع بقيراطين ، كل قيراط مثل جبل أحد).
قوله : ( من شهد ) شهد بمعنى حضر نعم شهد بمعنى حضر، ومنه قوله فيما سبق : ( وشاهدنا وغائبنا ) الشاهد بمعنى الحاضر، وقوله : ( حتى يصلى عليها ) حتى للغاية وليست للتعليل بل هي للغاية، وقد سبق لنا أن حتى تأتي للغاية وتأتي للتعليل فهنا للغاية، وفي قوله تعالى : (( هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا )) لا هذه للتعليل أي : لئلا ينفضوا لينفضوا.
وقوله : ( فله قيراط ) هذه جواب الشرط ( ومن شهدها حتى تدفن ) قوله : حتى للغاية أيضًا و( تدفن ) فيها كما ترون ثلاث روايات : تدفن وتوضع في اللحد وإيش ؟ ويفرغ من دفنها ويفرغ من دفنها فوضعها في اللحد وإن لم تدفن، وتدفن وإن لم يفرغ ويفرغ من دفنها هو الغاية، فأي هذه الثلاثة الألفاظ الشامل للمعنيين الآخرين ؟ حتى يفرغ من دفنها وعلى هذا فيكون هو المعتمد، وهذا هو سر إتيان المؤلف به.
وقوله : ( قيراط ) القيراط في حساب الفرائض جزء من أربعة وعشرين جزءا أو جزء من عشرين جزءا على اصطلاحين عند أهل الفرائض قد ذهب إلى هذا بعض أهل العلم وقال : المراد جزء من أربعة وعشرين جزءا من أجر أهل الميت الذين أصيبوا به، ولكن هذا القول ضعيف بل هو قول باطل أولًا : أن كون القيراط جزءا من أربعة وعشرين جزءا اصطلاح حادث ولا يمكن أن تنزل ألفاظ الكتاب والسنة على الاصطلاحات الحادثة، لأننا لو نزلناها على الاصطلاحات الحادثة لمنعنا دلالتها عن أهل العصر الذين نزلت في عصرهم وصارت عندهم بمنزلة حروف المعجم التي ليس لها معنى وصار المعنى إنما يستفاد متى ؟ في عصر متأخر وهكذا نقول في كل من حمل ألفاظ الشرع على الاصطلاحات الحادثة، فإننا نقول له إذا قلت بذلك فإنك قد سلبت دلالة القرآن عن أهل العصر الذين نزل في عصرهم، وكان الأحرى أن يكون بالعكس يعني لو فرض أن القرآن ما هو صالح إلا لعصر واحد لكانت صلاحيته لعصر لعصر من كان في عصرهم أولى طيب.
والوجه الثاني مما يبطل هذا المعنى: أن الرسول صلى الله عليه وسلم فسرها هو بنفسه لما سئل : ( ما ما القيراط أو القيراطان ؟ قال : مثل الجبلين العظيمين ) ولا يمكن أن يفسر كلام أحد بخلاف ما فسره هو به فعلى هذا نقول : إن القول بأنه جزء من أربعة وعشرين جزءا باطل من وجهين طيب.
قوله : ( من شهدها حتى يصلى عليها ) واضح أن هناك شهودًا للجنازة قبل الصلاة عليها فمن من متى يكون ؟ من خروجها من بيتها حتى يصلى عليها أو من وجوده منتظرًا لها حتى يصلى عليها، لأن الغاية لا بد أن يكون قبلها شيء مغي وإلا لما صحت، ولهذا اختلف أهل العلم هل لا بد أن يصاحب الجنازة من بيتها أو يكفي إذا صلى عليها وإن لم يعلم بها إلا حين قدمت في المسجد أو في مكان الصلاة ؟ فمن العلماء من قال : لا بد من أن نأخذ بظاهر الحديث نقول : من مشى معها من البيت حتى يصلى عليها أو جاء إلى المسجد منتظرًا حتى يصلى عليها، وأما من لم يكن كذلك فلا يحصل له الأجر لأنه لو كان الأجر يحصل بالصلاة لقال الرسول صلى الله عليه وسلم : من صلى على جنازة ولأن شهودها من بيته إلى أن يصلى عليها أكثر عملًا ولا يمكن أن يساوي الأكثر عملًا ما كان دونه، وعلى هذا فمن صلى فقط فله أجر معلوم عند الله ولا يلزم أن يكون هو هذا الأجر المقدر عرفتم؟ وقال بعض أهل العلم : بل المقصود الصلاة وقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( من شهدها حتى يصلى عليها ) لأنه ربما يشهدها في حملها وتجهيزها ثم لا ينتظر الصلاة فيكون المعنى آه فيكون المقصود هو الصلاة وإنما ذكر ما قبلها لأنه وسيلة إليها، ولكن مع ذلك لا يستوي الأجران أجر من مشى معها من بيتها أو جاء منتظرًا لها حتى حضرت وأجر من صلى عليها مصادفة بدون أن يكون متهيئًا لها ومستعدًا لها.
وقوله : ( حتى تدفن ) عرفتم الروايات فيها ( حتى توضع في اللحد أو حتى يفرغ من دفنها ) وقلنا : نعتمد حتى يفرغ من دفنها لأنه تجتمع فيه كل الروايات الثلاث، فإنه إذا فرغ من دفنها فقط شهدها حتى وضعت في اللحد وحتى دفن الميت ولكن لم يتم.
( وما القيراطان ؟ ) مبني للمجهول فمن القائل ؟ القائل هو أبو هريرة كما ورد ذلك في بعض الألفاظ، ثم إنه لا يعنينا أن نعرف عين القائل لأن المهم الحكم، ولهذا دائمًا يحذف الفاعل أو يبهم الراوي صاحب القصة لأنه ليس هو المقصود، المقصود معرفة الحكم وقوله : ( مثل الجبلين العظيمين ) في بعض الألفاظ : ( أصغرهما مثل أحد ) وفي لفظ البخاري الثاني : ( كل قيراط مثل جبل أحد ) وعلى هذا فيكون أحد جبلا عظيما يعني من الجبال العظيمة لأنه كبير .
23 - وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان ) قيل : وما القيراطان ؟ قال : ( مثل الجبلين العظيمين ) . متفق عليه . ولمسلم : ( حتى توضع في اللحد ) . وللبخاري أيضا من حديث أبي هريرة : ( من تبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً ، وكان معها حتى يصلي عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع بقيراطين ، كل قيراط مثل جبل أحد). أستمع حفظ
فوائد حديث : ( من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ... ).
ويستفاد من هذا الحديث أيضا : أن هذا الأجر مرتب على الصلاة ولكننا لا نجرم بذلك إلا لمن شهدها حتى يصلى عليها وأما من أدرك الصلاة فقط فالله أعلم، لكن نرجو أن يكون كذلك.
ومن فوائد الحديث : اختلاف الأجر باختلاف العمل اختلاف الأجر باختلاف العمل إيش وجهه ؟ أنه جعل من شهدها حتى يصلى عليها فله قيراط واحد، وحتى تدفن فله قيراطان اثنان وهذا من كمال العدل.
ويستفاد من هذا الحديث : أن القيراطين لا يحصلان إلا لمن شهد الصلاة والدفن نعم منين نأخذ ؟ من قوله : ( ومن شهدها حتى تدفن ) لأنه من المعلوم أن الصلاة سابقة على الدفن طيب فإن شهد الدفن دون الصلاة مثل أن يمر رجل بأناس في المقبرة يدفنون ميتًا فحضر وشاركهم في الدفن هل يحصل له أجرًا ؟ قيراط وا قيراطان ؟ قيراط واحد ما فيه دليل نعم الحديث ما فيه دليل، على أنه يحصل له بالدفن وحده قيراط إنما يحصل له بالدفن قيراط إلا إذا انضمت إليه الصلاة، ولا يلزم حصول الأجر بانضمام شيء إلى آخر أن يحصل به منفردًا طيب إن صلى عليها في المقبرة أدركهم قبل الدفن فصلى عليها وبقي حتى دفنت ها فإنه نعم هذا يرجع له ذلك، بناء على ما سبق من أنه لا بد أن يشهدها قبل الصلاة حتى يصلى عليها أو يكفي حضور الصلاة.
ومن فوائد الحديث : حرص الصحابة رضي الله عنهم على العلم لسؤالهم لسؤالهم عن هذين القيراطين.
ومن فوائد الحديث : الرد على أهل التفويض الرد على أهل التفويض بالضاد من هم أهل التفويض ؟ أهل التفويض هم الذين يقولون : إن نصوص الكتاب والسنة فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته ما لها معنى ما لها معلوم عندنا وإنما الواجب علينا أن نفوض علمها إلى الله ما وجه الرد ؟ أن الصحابة لما جهلوا اللفظ في هذه المسألة الجزئية آه استفسروا عنه فلو كانت نصوص الكتاب والسنة غير مفهومة في أسماء الله وصفاته هل يدعها الصحابة بدون استفهام مع أنها زبدة الرسالة لا يمكن أبدًا أن يدعوها بدون استفهام، فلما لم يستفهموا عنها علم أن معناها معلوم عندهم وهذا هو الواقع أن معاني كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام معلومة عند الصحابة ولا فيها جهالة إطلاقًا، لأن الله قال للرسول عليه الصلاة والسلام : (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للنَّاس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكَّرون )) أي إنسان يقول: في القرآن شيء ما بين ولا هو معلوم عند الصحابة فقد قدح في مدلول هذه الآية معناه أن الرسول ما بين ما بين فعلى هذا نقول : في هذا الحديث رد على أهل التفويض وقد علمتم ما نقلناه عن شيخ الإسلام ابن تيمية من أن قول أهل التفويض من شر أقوال أهل البدع والإلحاد، مع أن بعض الجهال الآن يظنون أن هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة أو مذهب السلف نعم، ولهذا يقولون عبارتهم الكاذبة من وجه والصادقة من وجه يقولون : " طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم " لأن السلف عندهم بمنزلة الأميين اللي يقول : ما ندري إيش معنى كذا ؟ قال : ما أدري اللي يقول : ما أدري عما لا يدري سالم ولا لا ؟ اللي يقول ما أدري عما لا يدري سالم لا شك معلوم سالم لا شك ما تكلم بغير علم ومع ذلك يقولون : طريقة الخلف أعلم وأحكم وهذا تناقض بين كيف تكون طريقة الخلف أعلم وأحكم ولا هي بأسلم، لأن مبنى السلامة الحقيقية على العلم والحكمة فيلزم من كون طريقة الخلف أعلم وأحكم أن تكون أسلم أو نقول : يلزم من كون طريقة السلف أسلم أن تكون أعلم وأحكم ولذلك العبارة هذه وإن قالها من قالها من العلماء الأجلاء فهي في الحقيقة مردودة على قائلها، وطريقة السلف بلا شك أسلم وأعلم وأحكم نعم طيب، أهل التفويض شيخ الإسلام رحمه الله يقول : " إن قولهم شر أقوال أهل البدع " لأن قولهم يستلزم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما بين الحق في أسماء الله وصفاته، بل إن الله عز وجل ما بين الحق في أسمائه وصفاته وهذا شر ولا خير ؟ شر يستلزم شييء آخر أنه استطال أهل التخييل من الفلاسفة وغيرهم استطالوا على أهل السنة زعموا أنهم ممثلة وقالوا : إذا كنتم ما تعلمون معاني الكتاب والسنة روحوا وخروا عن الدرب حنا اللي نعلمها نعم النبوات والمعاد والإله كله لا حقيقة له ما له حقيقة، إنما هو تخييل تخييل قام به عباقرة الإنسانية حتى يسنوا للناس طرقًا فيمشوا عليها بسبب هذا البعبع تعرفون البعبع البعبع اللي يخوفون به الصبيان نعم يجيبون لهم صورة وحش يتخيلونها له قرون طويلة ووذان طويلة ورجلين مختلفات بالطول والقصر نعم وجلده ... وما أشبه ذلك ويقول جات البعبع إذا شافها الصبي ها هرب وقال ويش تبون بس اللي تبون أسوي أسويه هم يقولون : جاء عباقرة من بني آدم وسووا لهم طرق طرق يعبرون عنها بالإصلاح أو التهديد أو ما أشبه ذلك من الكلمات وقالوا ويش نسوي بالعلم هي ما هي مطيعة توافق لكن نبي نقول أن هناك رب هناك رب وهناك جنة ونار واللي ما يطيعنا يدخله هذا الرب النار واللي يوافقنا يدخله الجنة وإلا فإن الحقيقة لا شيء يا جماعة ليش ؟ قال : حنا عرفنا معنى القرآن والسنة إن المقصود بكل هذا القرآن والسنة المقصود بها إيش ؟ التخويف والتقويم ولا ما هي حقيقة وأنتم تقولون والله ما ندري ويش المقصود بها فكنا نحن أعلم منكم ها بهذا الكتاب وبهذه السنة، والمهم أن أهل التفويض قولهم باطل بلا شك، وهذا الحديث مما يبطل قولهم.
ومن فوائد الحديث : تفسير المعقول أو إن شئت فقل : تفسير الموعود بالموجود منين نأخذه ؟ ( كالجبلين ) فسرهما بالجبلين العظيمين لأن الجبلين مشهودان ولا لا والقيراطان موعودان فيفسر الموعود اللي ما يرى بالمشهود الذي يرى (( وتلك الأمثل نضربها للنَّاس وما يعقلها إلَّا العالمون )) طيب ترى أعلنت الساعة .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم .
الطالب : ما يدل على أنه بعد الصلاة مشى ... .
الشيخ : ويش ما يدل على ؟
الطالب : فيه مشي مع الجنازة .
الشيخ : إلا بلى كيف ؟
الطالب : قلنا إذا جاء وصلى عليها في المقبرة ... .
الشيخ : نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : أي يمكن نعم لأنه .
سؤال عن حصول الأجر لمن شهد الجنازة ؟
السائل : طيب ما مشى .
الشيخ : ما هو بشرط المشي المهم شهد حتى يصلى عليه ثم تدفن .
السائل : ... .
الشيخ : أي ممكن ممكن يقربه إلى أذهانهم بس بشرط ألا يتصوروه على خلاف ما أراد الله .
السائل : يقول مثلًا لكم أجر .
الشيخ : لا أو أوهن من هذا ... بشرط ما يجعل في نفوسهم تحقير هذا الشيء الموعود نعم .
هل في القرآن شيء متشابه ؟
الشيخ : آه .
السائل : التمثيل بالمتشابه ... .
الشيخ : هو أصله في الواقع ما في القرآن شيء متشابه أبدًا، لأن التشابه أمر نسبي ولهذا قال الله .