تتمة فوائد حديث :( سليمان بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا ... ).
ومن فوائدها من فوائد الحديث أيضًا : أنه ينبغي للإنسان أن يذكر نفسه بما يحثه على اغتنام الفرص لقوله : ( وإنا بكم لاحقون ) فإن الإنسان إذا قال هذا مطمئنًا به فإنه يحدوه إلى العمل، ثم إن قوله : ( إن شاء الله ) تزيد من ذلك لأن الأمر ليس إليه بل هو إلى الله، والله عز وجل إذا لن يؤخر نفسًا إذا جاء أجلها، فهذا مما يزيدك حرصًا على اغتنام الوقت وعدم إضاعته.
ومن فوائد الحديث : أن المشروع أن يبدأ الإنسان بالدعاء بنفسه من أين يؤخذ ؟ : ( نسأل الله لنا ولكم العافية ) لنا فبدأ بنفسه وهذا يوافق عموم قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( ابدأ بنفسك ثم بمن تعول ) لأن أقرب شيء إليك هو نفسك.
ومن فوائد الحديث : جواز الاقتصار في الدعاء جواز الاقتصار في الدعاء ولا الاختصار ؟ جواز الاقتصار ولا الاختصار ؟ اللي معنا الآن اقتصار ولا اختصار ؟ ها أي هذا اقتصار اقتصار لأنه قال : ( لنا ولكم ) فقط وليس المعنى ولا ... لغيرنا عافية أما الاختصار فإنه قلة الألفاظ مع شمول المعنى فإذا قلت : اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله سره وعلانيته وأوله وآخره هذا بسط.
وإذا قلت : اللهم اغفر لي ذنبي هذا اختصار لأنه شمل ما بسطت لكن مع قلة اللفظ، أما الاقتصار فإنك تقتصر على بعض المعنى وتحذف الثاني تحذف ما هو تأتي بالمعنى كاملًا بعبارات قصيرة فهذا هو الفرق بين الاقتصار وإيش ؟ والاختصار، إذا قلت : اللهم اغفر لي ولأخي هذا اقتصار كذا ولا لا وإذا قلت : اللهم اغفر للمسلمين هذا اختصار وعلى هذا فقس، فالاختصار يكون النص قليلًا لكن المعنى شاملًا، وأما الاقتصار فيحذف بعض الشيء ويقتصر على بعضه وهذا من باب الاقتصار.
ومن فوائد الحديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كغيره من البشر محتاج إلى الله عز وجل وإلى عافيته لقوله : ( نسأل الله لنا ولكم العافية ) أو ما يصلح هذا ؟ ما يصلح ها ما يصلح ليش ؟ لأنه يعلمهم يعلمهم فهو ليس الذي يقوله ولكنه يعلم أما هو فسيأتي في الحديث الثاني ما يدل عليه طيب
وهل يستفاد من الحديث مشروعية زيارة القبور؟ تأملا لا تتعجلون من يقول نعم يستفاد منه ؟
الطالب : ... .
الشيخ : أنا أسأل عن مشروعيته لا عن جوازه صحيح هذا الحديث يدل على الجواز ما في شك، لكن هل يدل على مشروعيته ؟ طيب الان إذا قلت لك إذا ركبت دابتك فقل : سبحان الذي سخر لنا هذا هل يشرع لك أن تركب الدابة ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : ترى يشرع غير يجوز يشرع يعني يطلب من الإنسان أي فهذا سؤالي الآن هل يؤخذ من هذا الحديث مشروعية الخروج إلى القبور وزيارة القبور ؟
الطالب : نعم يشرع ... .
الشيخ : من هذا الحديث أريد كيف ذلك ؟
الطالب : ... فهذا يدل على أنها مشروعة لو لم تكن مشروعة لما أتى بهذا الدعاء .
الشيخ : نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : أي علمهم إذا خرجوا .
الطالب : قوله : ( إذا خرجوا ) .
الشيخ : طيب .
الطالب : إلى المقابر .
الشيخ : طيب إذا خرجوا إلى المقابر صريح ما يدل والله أنا عندي إن كان تريدون أن تقولوا هذا يدل على أن من عادتهم الخروج لقوله : ( إذا خرجوا ) ونحن لا نعلم فائدة للخروج آه إلا التعبد لله تعالى بذلك إن كان من هذا اللازم يمكن، وإلا مجرد ظاهر اللفظ لا يدل على هذا إنما يدل على مشروعية الذكر لمن خرج .
الطالب : كان ... .
الشيخ : أي ما يخالف كان يعلمهم مشروعية .
الطالب : الاستمرار .
الشيخ : أي نعم كان يعلمهم إذا خرجوا تفيد الاستمرار يعلمهم ولا شك أن التعليم ... ومشروع استمرار حتى يفهم الناس طيب على كل حال إن أخذ من هذا الحديث فذلك المطلوب وإن لم يؤخذ فمما سبق . ما هو بواضح مثلما قلت لك الآن الركوب على الدابة له دعاء مخصوص ومشروع لنا أن نقوله ومع ذلك ما نقول لإنسان يشرع أن تركب الدابة لتقول هذا الذكر نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : إيش ؟
الطالب : ما فيه أسئلة .
1 - تتمة فوائد حديث :( سليمان بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا ... ). أستمع حفظ
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة ، فأقبل عليهم بوجهه فقال : ( السلام عليكم يا أهل القبور ، يغفر الله لنا ولكم ، أنتم سلفنا ونحن بالأثر ) . رواه الترمذي ، وقال : حسن .
2 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة ، فأقبل عليهم بوجهه فقال : ( السلام عليكم يا أهل القبور ، يغفر الله لنا ولكم ، أنتم سلفنا ونحن بالأثر ) . رواه الترمذي ، وقال : حسن . أستمع حفظ
فوائد حديث :( ابن عباس رضي الله عنهما قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة ... ).
ويستفاد منه أيضًا : أنه إذا أراد أن يقوله أن يستقبلهم بوجهه يستقبلهم بوجهه ( أقبل عليهم بوجهه ) ولكن هل يكون من اليمين أو من الشمال أو من الأمام أو من الخلف ؟ حسب السير ربما تأتي المقبرة من ناحية القبلة فإذا استقبلتهم كنت استقبلت وجوههم وقد تأتيهم من الناحية الأخرى من يمين القبلة، فإذا استقبلتهم استقبلت ... وتأتيهم من جنوب القبلة من يسار القبلة فإذا استقبلتهم. استقبلت أرجلهم وتأتيهم من خلف القبلة فإذا استقبلتهم استقبلت ظهورهم وعلى كل حال حسب السير.
ويستفاد منه أيضًا : مشروعية هذا الذكر ( السلام عليكم يا أهل ) الدور ( يا أهل القبور ) ( يا أهل القبور ) والذي علم الصحابة أن يقولوا : ( أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ) فيستفاد من هذا ومما قبله : أنك تأتي بهذا أو بهذا لا حرج عليك لأن المخاطب مفهوم أنهم أهل هذه المقبرة نعم .
الطالب : ... ( نسأل الله لنا ولكم العافية ) ... .
3 - فوائد حديث :( ابن عباس رضي الله عنهما قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة ... ). أستمع حفظ
سؤال عن قوله صلى الله عليه وسلم لأصحاب القبور ( نسأل الله لنا ولكم العافية ... )؟
الشيخ : نعم .
السائل : ولكن الأموات ما قال .
الشيخ : لا هو يخاطب ناس يخاطب ناس .
السائل : ... .
الشيخ : أنا قلت قول الإنسان نسأل الله لنا يحتمل أنه يريد نفسه فيكون من باب التعظيم أو يريد من معه إذا كانوا جماعة أو يريد لنا نحن الأحياء هذا بالنسبة لنا، لكن بالنسبة لكم هذا خطاب خاص .
السائل : خاص يعني .
الشيخ : أي نعم بمن يخاطبون نعم .
السائل : إذا كان بينا وبين القبور سور .
الشيخ : إيش ؟
السائل : بينا وبين القبور سور سور .
الشيخ : أي .
السائل : ... .
الشيخ : ما تقولون في هذا ؟
هل يسلم إذا مر على المقبرة المسورة أو لابد أن تدخل للمقبرة ؟
السائل : بينهم وبينهم سور ... .
الشيخ : نعم .
السائل : هل يشترط رؤيتها وكذا ؟
الشيخ : أي الظاهر والله أعلم أن المقبرة المسورة ما تدخل في هذا لأن حتى في الدنيا لو مررت بقوم جالسن في مكان بينك وبينهم سور ما سلمت عليهم إنما تسلم حينما دخلت عليهم أي نعم نعم .
السائل : قوله مر بالقبور ليس لازم هو يرى القبر اللفظ نفسه .
الشيخ : لكن قبور أهل المدينة معروفة مكشوفة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ما كانت مسورة .
هل دعاء الدخول للمبرة يقال سرا أم جهرا ؟
الشيخ : يجزئ سرًّا إلا على سبيل التعليم إذا كان أحد تعلمه فتجهر للتعليم .
هل يشرع الدعاء لأصحاب القبور إذا رأيت القبر ولو كانت المقبرة مسورة ؟
الشيخ : لا وشلون يعني إذا رأى القبر يقوم الواحد .
السائل : لا يسلم ... يقيس على ... .
الشيخ : أي هو على كل حال إذا مر بها إذا مر بالقبور سلم .
السائل : الرؤية رؤية القبر يعني هل نقيس على رؤية الجنازة .
الشيخ : بمعنى لا بد أن أما إذا بينك وبينهم سور فالظاهر أنه لا يشرع .
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم تقولها .
السائل : في السيارة مثلًا والقطار .
الشيخ : في السيارة والقطار أي نعم تقولها نعم .
ألا يكون معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( وإنا إن شاء الله بكم ... ) من التحقيق لا التعليق ؟
الشيخ : نعم .
السائل : فهل يكون هذا ؟
الشيخ : نعم .
السائل : يكون هذا منه ... .
الشيخ : أي ولكن بس هذاك من فعله هو هذا شيء من فعل الله عز وجل .
السائل : ... يقرن المشيئة بالإيمان ... .
الشيخ : ويش تقولون ؟ الأخ واصل مسألة من العقائد .
8 - ألا يكون معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( وإنا إن شاء الله بكم ... ) من التحقيق لا التعليق ؟ أستمع حفظ
هل تقول أنا مؤمن إن شاء الله ؟
السائل : فيه تفصيل .
الشيخ : الصواب أن فيه تفصيل الصواب أن فيه التفصيل أن فيه تفصيلًا، بعض العلماء يقول : لا يجوز، وبعضهم يقول : يجب وبعضهم قال : فيه تفصيل الذين قالوا : إنه لا يجوز يقول إن هذا يدل على شك أنه شاك واللي قالوا : يجب قالوا : لأنه لو لم تقله لكنت مزكيًا لنفسك، ولأن الإيمان هو ما مات عليه صاحبه وأنت لا تدري ما مستقبلك، والذين قالوا بالتفصيل هو الصحيح أنه إذا كان الإنسان يريد بقوله أنا مؤمن إن شاء الله يريد بذلك التبرك أو تحقيق الوقوع الإيمان به بمشيئة الله فهذا جائز ولا فيه وليس فيه شيء، أما إذا كان الحامل له على ذلك هو الشك فهذا إيش ؟ هذا كفر هذا يجب أن تجزم بالإيمان يجب أن تجزم به وبالتفصيل يزول الإشكال نعم .
سؤال عن مقولة شيخ الإسلام " أقول إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا " ؟
الشيخ : لا هو رحمه الله صحيح يخالف الآية لكنه رأى أن الله عز وجل لا بد أن ينصرهم هذه في غزو التتار رأى أن الله تعالى سينصر المؤمنين، لأن المؤمنين عندهم إيمان نعم وهؤلاء معتدون ظالمون وحسب الأوصاف التي علق الله بها النصر وكره الظلم وأهله من أجل هذا قال أقولها تحقيقًا لا تعليقًا نعم .
سؤال عن حكم الاستنثاء في الإيمان ؟
الشيخ : نعم نعم .
السائل : لا يعلق بالمشيئة يعني له ألا يعلقه بالمشيئة .
الشيخ : يعني إذا أراد مطلق الإيمان حرم التعليق، وإن أراد الكامل فهو يجب التعليق ولا يجوز التعليق ؟
السائل : يجب التعليق .
الشيخ : على كل حال إذا كان الحامل إذا كان الحامل له عدم التزكية يعني قالها خوفًا من تزكية نفسه فهو يجب أن يقولوها يجب أن يقولها .
السائل : ... .
الشيخ : نحن ذكرنا التفصيل إذا كان تعليلًا أو تبركًا هذا جائز، لكن إذا كان خوفًا من التزكية فهو واجب وعلى هذا فيكون محرمًا وواجبًا وجائزًا نعم .
السائل : وردت أحاديث إن الرسول قد يقول قولًا ولا يقوا إن شاء الله .
الشيخ : نعم هل أحد منكم يعرف الجواب ؟ حنا قد أجبنا عنه سابقًا قديم أظن قبل وجودكم، إن الرسول قد يقول قولًا ولا يعلق بالمشيئة مع أن الله نهاه نعم .
سؤال عن التعليق بالمشيئة ؟
الشيخ : لا هذا واضح اللي أخبره الله به .
السائل : يقول : هذا إخبار عن عزمه ونيته وهذا تحقق ما فائدة ... ما يحتاج إلى تعليق بالمشيئة .
الشيخ : نعم .
السائل : بخلاف الفعل هذا يحتاج .
الشيخ : صح هذا هو اللي نحن ذكرناه سابقًا، قلنا إذا كان الإنسان يقول والله لأفعلن كذا أي ... يخبر عن عزمه الذي في قلبه الآن، فكأنه يقول أنا عازم على كذا فهذا جائز ما في مانع اصبر، أما إذا كان قصده الفعل أنه فاعل يعني سأفعل هذا فهنا يعلق بالمشيئة، لأنه ما يدري ربما يحال بينه وبين الفعل، ففرق بين إخبار الإنسان عما في نفسه وبين إنشاء الشيء والآية يقول : (( إني فاعل ذلك )) لا إني عازم عليه، فأنت إذا كنت عازمًا فلا حرج مثلما تقول أنا سأسافر بمعنى أني عازم على السفر غدًا، لكن قد أسافر وقد لا أسافر أما إذا قلت : سأسافر يعني يقين بسافر تريد الفعل اللي هو السفر فهذا لا تقله إلا معلقًا بالمشيئة واضح نعم .
سؤال عن ضابط المرور بالمقبرة الذي يشرع معه السلام ؟
الشيخ : لا ما له حاجة ما لها حاجة، لكن هل إذا كان بعيدًا بعدًا لا يعد مارًّا بها الظاهر أنه لا يشرع، يعني لو فرضنا مقبرة بينك وبينها مثلًا كيلو لكن تشوفها هل يعد مارًّا بها الظاهر أنه لا يعد مارًّا بها فلا بد من أن يكون المرور عن قرب .
هل يمكن أن يقع من الرسول صلى الله عليه وسلم الذنب ؟
السائل : تختلف .
الشيخ : تختلف ما الذي لا يمكن أن يقع منه ؟
السائل : فعل الكبائر لا يقع منه .
الشيخ : نعم الكبائر لا تقع وغيرها .
السائل : ... .
الشيخ : وغير الكبائر مثل إيش ؟ صح كل ما يخل بالأخلاق لا يمكن أن يقع منه والشرك والشرك مثلًا والكذب والخيانة نعم حتى الإشارة بالعين ممنوع من هذا عليه الصلاة والسلام بينما غيره قد يشير بالعين، طيب إذًا الذي يمكن أن يقع بعض أمور الصغائر ومع ذلك لا يمكن أن يقر عليه بخلاف غيره اللي غيره يمكن إننا يعني نسرف على أنفسنا ونبقى على هذا الذنب، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يقر عليه طيب الذين قالوا : لا يمكن أن يقع منه من الأنبياء الذنوب مطلقًا كيف يجيبون عن مثل عن مثل قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( اللهم اغفر لي ذنبي كله ) وما أشبه من الدعاء ؟ إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ممنوعين من الكبائر من الكبائر يعني بعد النبوة، وممنوعين أيضًا مما يخل بالشرف والمروءة كالكذب والخيانة والزنا وما أشبه ذلك، وإن كان هذا داخلًا في الكبائر، وممنوعون أيضًا من الشرك لا يمكن أن يقع منهم الشرك لأنهم جاؤوا لمحاربة لمحاربة الشرك قد تقع منهم بعض الصغائر، ولاسيما الذي يكون مستندها إما غيرة أو اجتهاد أو ما أشبه ذلك، هذا قد يقع نعم ولكنهم يفارقون غيرهم بأنهم لا يقرون عليها ينبهون عليه ويتوبون منه أو يغفر لهم مثل قوله تعالى : (( عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين )) فبدأ الله عز وجل بالعفو عنه أول شوف كيف ما بين له الذنب ثم قال : عفونا عنك قال : (( عفا الله عنك )) وهذا لا شك أن فيه غاية السماح للرسول عليه الصلاة والسلام وبيان مرتبته وقال الله عز وجل : (( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم )) وقال عز وجل في أسرى بدر : (( لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم )) وقبلها الآية التي قبلها تبينها أكثر (( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم )) مثل هذه الآيات لا يقر النبي عليه السلام عليها بل لا بد أن يبين له عفو الله عنه ومغفرته إياه أو ينبه على ذلك ويرجع إلى الله سبحانه وتعالى بخلاف غيره من البشر، وأما قول من قال : إنه لا يمكن أن يقع منه الذنوب وتأولوا قوله : ( اللهم اغفر لي ذنبي كله ) على أن المراد اغفر لي أي : لأمتي ذنوبها فهذا قول في غاية ما يكون من الضعف ويدل على بطلانه أن الله قال : (( واستغفر لذنبك )) نعم (( وللمؤمنين والمؤمنات )) صريح فجعل استغفر لذنبك وللمؤمنين وللمؤمنات فكيف نحمل على كل ما وقع من سؤال المغفرة من الرسول صلى الله عليه وسلم على أن المراد به المغفرة لذنوب أمته هذا بعيد، وليعلم أيضًا أن الإنسان قبل بعد الذنب والتوبة قد يكون خيرًا منه قبل فعل الذنب ما حصل الهداية والاجتباء لآدم إلا بعد الذنب الذي تاب منه قال الله تعالى : (( وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )) وكثير من الناس إذا وقع منهم الذنب وخجلوا من الله عز وجل واستحيوا منه واستغفروا من ذنوبهم عادت قلوبهم أصلح مما قبل، لأنها كانت من قبل قد استروحت للطاعة وانشرحت ولم يأتها ما يثيرها ويخيفها فبقيت على ما هي عليه، فإذا جاءت المعصية ثم ندم الإنسان واستغفر صار في ذلك من صلاح قلبه ما هو بحسب توبته إلى الله وإنابته إليه .
تتمة فوائد حديث :( ابن عباس رضي الله عنهما قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة ... ).
الطالب : آمين .
15 - تتمة فوائد حديث :( ابن عباس رضي الله عنهما قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة ... ). أستمع حفظ
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ) . رواه البخاري . وروى الترمذي عن المغيرة رضي الله عنه نحوه ، لكن قال : ( فتؤذوا الأحياء ) .
وروى الترمذي عن المغيرة رضي الله عنه نحوه ، لكن قال : ( فتؤذوا الأحياء ) ".
( لا تسبوا ) ما هو السب ؟ السب هو ذكر العيب فإن كان في مقابلة الشخص فهو سب وإن كان في غيبته فهو غيبة، إن كان في غيبته فهو غيبة وإن كان كذبًا فهو بهتان بهتان وسب أو غيبة فقوله : ( لا تسبوا الأموات ) هذا سب ولكنهم أموات فهو سب متضمن للغيبة لأنهم ليسوا عندك، حتى نقول : إن هذا سب مجرد.
وقوله : ( الأموات ) جمع محلى بـأل، والجمع المحلى بـأل إذا لم تكن للعهد يفيد العموم، فيشمل الأموات المسلمين وغير المسلمين حتى الكافر لا يسب إذا مات، لأنه كما سيأتي أفضى إلى ما قدم تعليل. وقوله : ( فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ) أي : انتهوا إليه ووصلوا إليه.
وقوله : ( إلى ما قدموا ) يعني من العمل وهم الآن لا فائدة من سبهم لأنهم وصلوا إلى الجزاء ولا فائدة من السب، وحينئذ يكون السب عبثًا، ثم إن كان لهم أحياء يسمعون هذا السب صار هناك علة أخرى وهي إيذاء الأحياء كما في رواية الترمذي : ( فتؤذوا الأحياء ) فصار في سب الأموات كان في سب الأموات معنيان : المعنى الأول : أنه لغو لأنهم أفضوا إلى ما قدموا.
والمعنى الثاني : أنه إذا كان لهم أحياء يتأذون فإنه يؤذي الأحياء، وحينئذ فسب الأموات دائر بين أمرين : إما لغو لا فائدة منه وإما إيذاء للأحياء، فلهذا نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو ظاهر الحديث أي : أن ظاهره العموم، ولكن ذهب بعض أهل العلم إلى أن هذا خاص بالمسلمين، وأما الكفار فإنه يجوز أن يسبهم الإنسان ولو بعد موتهم واستدلوا بما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ( قال أبو لهب - لعنه الله - للنبي صلى الله عليه وسلم ) وذكر الحديث فلعن عمه لعنه ابن عباس وابن عباس قوله حجة في مثل هذا، فهذا يقتضي أنه إذا كان كافرًا فإنه يجوز سبه لأنه ليس له عرض محترم، وهو إذا أفضى إلى ما قدم فإنه يجازى عليه لكن بالنسبة لنا ليس له عرض محترم، ولكن هذا يأباه ظاهر الحديث إلا أن نقول : إذا سبه الإنسان تحذيرًا من فعله وسلوكه فهذا لا حرج فيه، وإذا سبه لبيان حاله فكذلك لا حرج فيه لأن المقصود بذلك ما هو ؟ النصح المقصود به النصح، وإذا سبه قبل الدفن فلا محذور فيه هذه ثلاثة أشياء : أما الأول إذا سبه تحذيرًا من فعله فهذا ظاهر فيه مصلحة، لأن التحذير من فعل هذا الفاسق أو الكافر فيه مصلحة عظيمة فإذا سبه وقال : هذا الذي ظلم الناس وهذا الذي فعل وهذا الذي فعل يريد أن يحذر منه لا أن ينتقم منه بالسب فهذا جائز، وإذا سبه أيضًا لبيان حاله فهو أيضًا جائز، بل قد يكون واجبًا وهذا كثير يقع في كتب أهل الحديث في كتب الرجال يقول فلان ثم يذكره بما فيه من العيب لماذا ؟ من باب التحذير يبين حاله علشان يعرف إذا روى الحديث هل هو ثق أو غير ثقة، وما زال الناس المسلمون على هذا.
الثالثة : إذا كان قبل الدفن ويستدل لذلك بالجنازة التي مرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وعنده أصحابه فأثنوا عليه شرًّا فقال : ( وجبت ) وقد يقال : إنه لا حاجة للاستثناء لأن التعليل يخرجه لأن قوله : ( فإنهم أفضوا إلى ما قدموا ) لا يكون إلا بعد إلا بعد الدفن أما قبل فإنه لم يفض إلى ما قدم حتى الآن إلى الآن لم يصل إلى المجازاة، وعلى كل حال هذا الحديث عمومه لا شك أن فيه تخصيصًا، والتخصيص في الحالات الثلاث التي ذكرنا التحذير وبيان الحال نصحًا للأمة، والثالث إذا كان قبل الدفن وأثنوا عليه شرًّا لأجل قد يقول قائل أيضًا : إن فيه نص قد يعود للمصلحتين السابقتين إما التحذير من فعله أو بيان حاله .
16 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ) . رواه البخاري . وروى الترمذي عن المغيرة رضي الله عنه نحوه ، لكن قال : ( فتؤذوا الأحياء ) . أستمع حفظ
فوائد حديث :( لا تسبوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ).
ومن هذا نعرف أن ما يفعله بعض الناس الآن يأتون برجل قد مات من الرؤساء والزعماء ثم يبدأ واحد يسبه بالطول وواحد يسبه بالعرض وواحد يدافع عنه ويش الفائدة من هذا ؟ نعم
لا فائدة هذا لغو وربما يحدث عداوة وبغضاء بين الناس وهو بالنسبة له قد أفضى لما قدم وانتهى من الدنيا، وبالنسبة إلى مبدئه إذا كان ذا مبدأ خبيث معارض للشريعة يجب أن نسب هذا المبدأ نفسه يعني المقصود ألا يغتر أحد بمبدئه ومنهاجه -ما في سؤال يا أخي- لأنه إذا سكتنا عن مبدئه بحجة لا تسبوا الأموات فقد يغتر الناس به، أما أن نتجادل في هذا الشخص لعينه فهذا لا شك أنه لغو وأنه يجر إلى الآثام .
فائدة في تقسيم الفقهاء لكتب الفقه هذا التقسيم مع بيان شيء من معاني الزكاة في الشرع.
تعريف الزكاة مع بيان أنصبة كل صنف من أصناف الزكاة.
هو مجمل الآن يحتاج إلى شرح فقولنا : بدفع جزء معين هو المال الذي يجب إخراجه في الزكاة ويختلف، فمثلًا في الذهب والفضة وعروض التجارة ربع العشر يعني واحد من أربعين، تقسم المال اللي عندك كله على أربعين فما خرج فهو الزكاة فإذا كان عندك أربعون ألفًا أقسمها على أربعين ألف ألف يخرج أربعين ألف يقسمها على أربعين يخرج ألف زكاة أربعين ألف ريال ألف ريال، عندك أربعين مليون ها مليون زكاتها أي نقسم على أربعين عندك ثمانمائة ريال أقسمها على أربعة عشرين ريال ألف ريال خمسة وعشرين وهكذا، أما زكاة الحبوب والثمار فهي إما نصف العشر وإما العشر يعني إما واحد من عشرة وإما واحد من عشرين صح ولا لا؟ فلو كان عندك مائة صاع تجب فيها الزكاة مائة صاع وهي ما تجب كما سيأتينا لكن على فرض أنها تجب فيها الزكاة كم ؟ عشرة أصواع إن كانت إن كانت نصف العشر وإلا فعشرون صاعًا، أما زكاة السائمة ففي الواقع أنه لا مدخل لا مجال للاجتهاد فيها ولا للعقل لأنها مفروضة معينة لا باعتبار سهم معين كما سيأتينا إن شاء الله تعالى، فمثلًا خمس من الإبل فيها شاة، وخمس وعشرين فيها لا خمس وعشرين بنت مخاض من الإبل في مائتين وواحد من الغنم آه ثلاث شياه من الغنم الحقة من الإبل في مائتين من الغنم ثلاث شياه في ثلاثمائة وتسع وتسعين من الغنم ثلاث شياه، شوف الفرق مائتين وواحدة إلى ثلاثمائة وتسع وتسعين كله واحد ثلاث شياه، ولهذا يعني تقدير الزكاة في المواشي أمر تعبدي .
الطالب : ثلاثمائة وتسع وتسعين ومائتين .
الشيخ : أي في مائتين وواحدة ثلاث شياه وفي ثلاثمائة وتسع تسعين ثلاث شياه ... ما فيه شيء كله وقص يسمونه وقص، لأن مسائل البهيمة زكاتها غير معقولة يعني ما ثبت بالعقل نسلم فيها للنص تسليمًا تامًّا إذا عددت مائتين وواحد ففي كل مائة شاة في ثلاثمائة كم ؟ ثلاث شياه، في ثلاثمائة وتسع وتسعين ثلاث شياه في أربعمائة أربع شياه إذًا من 201 إلى 399 كله واحد الوقص مائة وثمان وتسعين أي نعم .
بيان فوائد الزكاة.
بيان حكمة إيجاب الله الزكاة على عباده وغيرها من الشرائع مع وقت فرض الزكاة.
الطالب : ... .
الشيخ : إذا إيش ؟
ما حكم ما إذا سب الميت قريبه الميت كما فعل ابن عباس رضي الله عنهما مع أبي لهب ؟
الشيخ : إذا سب الميتَ قريبه أي .
السائل : كما قال ابن عباس قال عن ... ( إن عمك الضال ) .
الشيخ : أي .
السائل : يعني ما يتأذى .
الشيخ : لأن عمك الضال هذا قاله قبل أن يغسل قبل أن يغسل قبل أن يدفن لا يدخل في هذا .
السائل : ما يتأذى لأنه قريب .
الشيخ : نعم .
السائل : أقول لو صار قريبه ما يتأذى .
الشيخ : ما يتأذى به لكن بعد الموت بعد أن يدفن لا يسب .
السائل : ... .
الشيخ : حتى من قريبه أو من بعيد لا ما في حكمة يعني إلى ذاك الحد ما يظهر حكمة، ولذلك بعض العلماء قال : إن هذا جواب غير مقنع وأننا نحمل النهي نقول هو المتأخر ونأخذه بعمومه .
مواصلة ذكر فوائد الزكاة.
الطالب : المخرج أنه .
الشيخ : نعم ما فيه نفوس هذا المخرج إزالة ما في نفوس الفقراء على الأغنياء، لأن الفقير إذا شاف الغني يتمتع بالمال وهو محروم منه لا بد أن يكون في نفسه شيء، أيضًا سد أبواب دعاة الاشتراكية والشيوعية ولا لا لأن الاشتراكيين والشيوعيين يريدون أن يكونوا الناس سواء ولا شك أن منهاجهم يبطل المنافع ويشل الاقتصاد، لأن الإنسان إذا علم أن سعيه سيكون لغيره فإنه لن يسعى ويركن إلى الكسل والتهاون بالاكتساب، بخلاف الزكاة فإنها تنفع هؤلاء والآخرون على شدتهم في التكسب طيب، أما حكمها الآن تعريفها أظن أخذنا تعريفها وفوائدها .
بيان حكم الزكاة وحكم تاركها ومانعها.
الطالب : أخذناه .
الشيخ : أي نعم نعم حكمها حكمها أنها فريضة بالنص والإجماع، أما النص فما ذكره المؤلف في حديث ابن عباس وسيأتي إن شاء الله تعالى، وأما الإجماع فقد أجمع المسلمون على أن الزكاة فرض وقالوا : من جحد فرضيتها ومثله لا يجهله فهو كاذب فهو كافر فهو كافر لأنه مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين، أما إذا كان مثله يجهله كما لو كان حديث عهد بإسلام ولا يدري عن فرائض الإسلام فإنه يعلم، فإن أصر بعد التعليم صار بذلك كافرًا هذا من جحد وجوبها، أما من أقر بوجوبها ولكنه لم يؤدها كسلًا وتهاونًا ففيه خلاف بين أهل العلم، فمنهم من قال : إنه يكفر لأنها ركن من أركان الإسلام بل لأن الله قال : (( وويل للمشركين * الذين لا يؤتون الزكاة )) فجعلهم الله تعالى مشركين بذلك وهذا القول إحدى الروايات عن الإمام أحمد رحمه الله أن تارك الزكاة كسلًا وتهاونًا يكون كافرًا مرتدًا، وعلى هذا فيلحق بتارك الصلاة، ولكن جمهور أهل العلم على أنه لا يكفر بذلك ولكنه قد ارتكب إثمًا عظيمًا أشد من الكبائر، ودليل هؤلاء حديث أبي هريرة الثابت الثابت في " صحيح مسلم " أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عقوبة من لم يؤد الزكاة ثم قال : حتى يرى ( فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ) ومعلوم أن من يمكن أن يكون له سبيل إلى الجنة فإنه لا يكون كافرًا، لأن الكافر لا يمكن أن يكون له سبيل إلى الجنة، ولأن النبي بعد بحث ثاني هل إذا تركها تهاونًا تؤخذ منه قهرًا أو لا ؟ الجواب : تؤخذ قهرًا وفي هذه الحال هل تبرأ بها ذمته أو لا تبرأ ؟ إن أداها لله برئت ذمته وإن كان مكرهًا، وإن أداها لدفع الإكراه فقط وقال : هذه جزية والعياذ بالله فإنها عند الله لا تبرأ ذمته ولا يعد مخرجًا لها عند الله، لأنه ما أخرجها لله ولا امتثالًا لأمره، وهل مع إجباره وقهره على الزكاة هل يعاقب بذلك ؟ مع ذلك ولا لا ؟ اختلف فيه أهل العلم أيضًا فمنهم من قال : العقوبة أن يلزم بدفعها فقط، وقال آخرون : بل يعاقب بأن يؤخذ مع الزكاة شطر ماله واستدلوا بحديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيمن لم يؤدها قال : ( فإنا آخذوها وشطر ماله عزمةً أو عزمةٌ من عزمات ربنا ) فقال : ( آخذوها وشطر ماله ) ثم هذا الشطر هو شطر ماله كله ؟ والشطر بمعنى النصف أو شطر ماله الذي منع زكاته ؟ فيه خلاف أيضًا وهذا الخلاف يحتمل اللفظ يحتمله اللفظ فنرد ذلك إلى اجتهاد الحاكم، إذا رأى أن يؤخذ شطر المال كله أخذه وإن رأى ألا يؤخذ إلا شطر المال الذي منع زكاته فليفعل لأن هذا من باب التعزير فيرجع فيه إلى الإمام .
عن ابن عباس رضي الله عنهما: - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث معاذا - رضي الله عنه - إلى اليمن... - فذكر الحديث, وفيه: - أن الله قد افترض عليهم صدقة في أموالهم, تؤخذ من أغنيائهم, فترد على فقرائهم - متفق عليه, واللفظ للبخاري
وقوله : ( صدقة في أموالهم ) صدقة أي : زكاة لا صدقة تطوع لأنه قال : ( افترض ) والفرض لا يكون تطوعًا، وسمي بذلك المال صدقة لأنه دليل على صدق إيمان باذله كيف ذلك ؟ لأننا نعلم أن المال محبوب إلى النفوس، والنفوس لا يمكن أن يهون عليها بذل المحبوب إلا برجاء محبوب أعظم وكون الدافع يفعل ذلك برجاء محبوب أعظم يدل على تصديقه تصديقه بثواب هذه الصدقة، فلهذا سمي بذل المال صدقة.
وقوله : ( تؤخذ من أغنيائهم ) تؤخذ هنا مبني للمجهول فمن الآخذ ؟ الآخذ الإمام أو نائبه وهو الساعي وقوله : ( من أغنيائهم ) أغنياء جمع غني، والغني هو الذي عنده ما يستغني به عن غيره هذا في الأصل الغني هو الذي عنده ما يستغني به عن غيره، ولكن يختلف الغني باختلاف الأبواب، فعندما نقول الغني في باب أهل الزكاة يكون المراد بالغني من عنده قوت نفسه وأهله لمدة سنة، وعندما نقول : الغني في زكاة الفطر نقول : الغني من عنده زائد عن قوت يومه وليلته يوم العيد، وعندما نقول : الغني في باب النفقات نقول : هو من عنده ما يستطيع إنفاقه على من له إنفاق النفقة عليه، وعندما نقول : في باب الزكاة هنا نقول : الغني هو الذي يملك نصابًا زكويًّا نصابًا زكويًّا، فهنا قوله : ( من أغنيائهم ) يعني من يملكون نصابًا زكويًّا، فإن قلت : ما هو الدليل على ذلك أفلا تكون هذه الكلمة من الكلمات التي مرجعها العرف ؟ فالجواب : أننا لا نرد الكلمات إلى العرف إلا حيث لا يكون لها حقيقة شرعية، فإن كان لها حقيقة شرعية فالواجب الرجوع إلى الشرع كما قيل :
" وكل ما أتى ولم يحدد *** بالشّع كالحرز فبالعرف احدد "
إذا لم يحدد بالشرع أما هنا فقد حدد بالشرع قال النبي صلى الله عليه وسلم في الإبل : ( في كل خمس شاة ) إذًا عرفنا الآن أن صاحب الإبل متى يكون غنيًّا ؟ إذا ملك خمسًا، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في الفضة : ( ليس فيما دون خمس أواقٍ صدقة ) إذًا فالذي يملك خمس أواق يكون غنيًّا، وفي الذهب : ( عشرون دينارًا ) فمن يملك عشرين دينارًا يكون غنيًّا، وهكذا الحبوب والثمار ( ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة ) فمن يملك خمسة أوسق فهو غني فهذا الذي أوجب لنا أن نخرج كلمة غني عن مدلولها العرفي إلى المدلول الشرعي لماذا ؟ لأنه وجد لها مدلول شرعي محدد من قبل الشرع فلا يمكن أن نتعداه.
وقوله : ( تؤخذ من أغنيائهم ) الإضافة هنا هل هي إضافة للجنس أو إضافة للقوم يعني هل المراد أن تؤخذ من أغنياء المسلمين عمومًا، أو من أغنياء أهل اليمن فقط ؟ الظاهر للجنس أنها عمومًا يعني تؤخذ من أغنياء الناس كلهم، وبناء على ذلك ( فترد في فقرائهم ) فترد أي : الصدقة أي : ترجع في فقرائهم.
وقوله : ( في فقرائهم ) دون إلى فقرائهم لأن رد في الغالب تتعدي بـإلى، لكن في أبلغ في الوصول لأن مدخولها يكون ظرفًا لما قبله فهي أبلغ من كلمة إلى.
وقوله : ( في فقرائهم ) من الفقير ؟ أي نعم هل نقول : إن الفقير ما كان فقيرًا عند الناس أو لا ؟ يرى بعض أهل العلم أن الفقير ما سمي فقيرًا عند الناس، وبناء على هذا فإن الفقر يكون أمرًا نسبيًّا يكون أمرًا نسبيًّا -حط بالك- وقال بعضهم : إن الفقير هو الذي لا يجد ما يملك لا يجد ما يكفيه وعائلته لمدة سنة، وقدروها بالسنة قالوا : لأن الزكاة تجب على رأس الحول، فإذا أعطينا الفقراء ما يكفيهم لهذه السنة لأنه في انتظار زكاة العام الثاني فيقيد الفقر، إذًا بأن الفقير هو الذي لا يجد نفقته وعائلته لمدة سنة، طيب لو قال قائل : لماذا لا تجعلون الفقير هو الذي لا يملك نصابًا زكويًّا لأن ظاهر الحديث التقابل فما دمتم قلتم : إن الغني هو الذي يملك نصابًا زكويًّا فاجعلوا الفقير هو الذي لا يملك نصابًا زكويًّا وقولوا من عنده خمس من الإبل فإنه لا يعطى من الزكاة لأنه ليس بفقير، ومن عنده أربعون شاة لا يعطى من الزكاة لأنه إيش ؟ ليس بفقير، ومن عنده خمس أواق لا يعطى من الزكاة لأنه ليس بفقير، لو قال قائل هكذا واستدل علينا بالمقابلة قال : تؤخذ من غني وترد إلى فقير فالتقابل يقتضي أن الفقير هو ضد الغني والغني قلت قلتم أنه من يملك نصابًا زكويًّا فيكون الفقير من لا يملك، فبماذا نرد على هذا ؟ نقول : هذا لا شك إيراد قوي إيراد قوي لأن الأصل في الكلام إذا ذكر الشيء ومقابله أن يكون مقابله هو الذي يقابله في المعنى يكون ضده في المعنى، ولكن نقول : نحن إذا علمنا أن مقصود الشارع دفع حاجة المعطى صار تقيده بأن الفقير من لا يملك نصابًا زكويًّا غير واف بالمقصود، لأن الرجل قد يكون عنده عائلة كبيرة وخمس من الإبل لا تكفيه ولا لمدة شهرين فيكون محتاجًا إلى الزكاة، فما دمنا قد علمنا العلة وهي أن المقصود بذلك إيش ؟ سد حاجة الفقير فليكن ذلك محققًا، وقيدناه بالسنة لما أشرنا إليه من قبل أن الزكاة حولية وإلا فقد يقول قائل : أعطوا الفقير حتى يكون غنيًّا مكتفيًا حتى يكون غنيًّا مكتفيًا، ولكن لو قال قائل ولكن لو قال قائل هذا القول قلنا : وما حد الاكتفاء ؟ صح ولا لا ؟ يعني لو قال : أعطوه حتى يكون غني ؟ يكون اللي عنده يكفيه إلى الموت هذا لا يمكن لأن مثل ذلك لا يعلم إذا مات عن قرب صار كل شيء يكفيه وإن عمر صار يحتاج إلى آلاف الألوف فهذا لا يمكن تقديره، نعم لو قال قائل : أعطوا الفقير حتى تهيئوا له ما يمكن أن يعيش فيه لو قال قائل بهذا لكان له وجه ولكن متى يكون ذلك ؟ إذا لم نجد هناك حاجة شديدة يعني لو فرض أن المستوى العام للشعب مستوى جيد مستوى جيد وأردنا أن نؤمن مثلًا نؤمن عمارة لهذا الفقير تكفيه من الزكاة فهذا جائز، أما إذا كنا إذا أمنا لهذا الفقير عمارة من الزكاة بمائة ألف حرمنا عشرات الفقراء الآخرين فلا، لكن لو فرضنا أن الشعب متكامل يعني معناه أنه طيب الاقتصاد منتهي اقتصاده فهذا وجه قوي أن يشترى للفقير شيء شيء يكفي نفقته على الاستمرار إما سيارات ... مثلًا وإلا عقارات يؤجرها حتى يكون غير محتاج.
وقوله : ( تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم ) الإضافة هنا إضافة جنس أو إضافة قوم ؟ أي فيه الخلاف أيضًا هو كالأول جنس على الصحيح، لكن مع ذلك اختلف العلماء في هذه المسألة فقال بعضهم : ( إلى فقرائهم ) أي : فقراء قومهم بمعنى أن زكاة أهل اليمن لأهل اليمن ما تخرج إلا إذا لم يوجد مستحق فتخرج، لكن ما دام يوجد مستحق فإنها لا تصرف إلى غيرهم، لأنه قال : (من أغنيائهم فترد في فقرائهم ) وذهب بعض أهل العلم إلى أن الإضافة هنا للجنس أي : في فقراء المسلمين، وعلى هذا القول فيجوز أن ننقل الزكاة من البلد إلى بلد آخر، وسيأتي إن شاء الله في الفوائد ما يتبين به الأمر، طيب هذا الحديث يقول : " متفق عليه واللفظ للبخاري " وصدر به المؤلف كتاب الزكاة لأن فيه التصريح بأن الزكاة فرض فرض مفترض .
25 - عن ابن عباس رضي الله عنهما: - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث معاذا - رضي الله عنه - إلى اليمن... - فذكر الحديث, وفيه: - أن الله قد افترض عليهم صدقة في أموالهم, تؤخذ من أغنيائهم, فترد على فقرائهم - متفق عليه, واللفظ للبخاري أستمع حفظ
فوائد حديث: (ابن عباس رضي الله عنهما: - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث معاذا - رضي الله عنه - إلى اليمن ...) .
ثانيًا : حرص النبي صلى الله عليه وسلم على انتشار الإسلام من أين يؤخذ ؟ من بعثة الدعاة عليه الصلاة والسلام.
ويستفاد من الحديث من الألفاظ التي حذفها المؤلف : أنه ينبغي الترتيب في الدعوة فيبدأ بالأهم فالأهم، حتى إذا اطمأن الإنسان ورضي والتزم ينتقل إلى الثاني، يؤخذ من قوله : ( فإن هم أطاعوك بذلك أو لذلك ).
ويستفاد منه أن الصلاة أوكد من الزكاة لأنه لأن الله لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمره لإعلامهم بأفضلية الزكاة إلا إذا قبلوا فرض الصلاة.
ومنها : أنه لا يجب على الإنسان في اليوم والليلة أكثر من خمس صلوات، ويتفرع على هذه الفائدة أن الوتر ليس بواجب، لأن الوتر يومي ولو كان واجبًا لكان المفروض في اليوم والليلة ست صلوات، أما ما يجب لسبب فإنه لا يمكن أن يستدل بهذا الحديث وأمثاله على انتفاء وجوبه لأن ما يجب بسبب ليس دائرا بدوران الأيام كصلاة الجنازة مثلًا والكسوف وركعتي الطواف وتحية المسجد نعم وصلاة العيد .
الطالب : سنة الوضوء .
الشيخ : لا سنة الوضوء ما سمعت أحدًا يقول بالوجوب، لكن إن كان أحد قال بها فإنه لا يمكن أن يستدل بمثل هذا الحديث على رد قوله لأن هذه واجبة بأسباب تحدث فإيجابها طارئ بخلاف الصلوات اليومية.
ومن فوائد الحديث : أن الزكاة فرض عندكم أسئلة ولا نمشي طيب ؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي هي الغالب أنها على السنة هي على سنة سنة في الغالب .
الطالب : الحبوب أحيانًا يزرع في وسط العام ... .
26 - فوائد حديث: (ابن عباس رضي الله عنهما: - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث معاذا - رضي الله عنه - إلى اليمن ...) . أستمع حفظ
سؤال عن زكاة الزروع ؟
السائل : ... .
الشيخ : أي أي نعم صحيح هذه نعطي مثلًا ما يكفيه لمدة سنة فإذا جاءت الزكاة الأخرى التي تأتي بعدها بنص سنة ننظر إن كان عنده ما يكفيه وليس عنده ما يكفيه لأنه أكل البعض نكمل عليه إلى السنة نعم .
السائل : ... .
سؤال عن ضابط الفقر ؟
السائل : ما رأيكم في هذا القول ؟
الشيخ : والله له وجه، لكن ما ذكره الفقهاء أيضًا له وجه آخر، لأن ما عده الناس فقيرًا يختلف باختلاف الأحوال، قد يأتي سنة يكون الإنسان اللي عنده ما يكفيه عشر سنوات يقال فقير إذا كثر الغني عند الناس يقال فقير، فهل نحصر الزكاة في هذا المكان ونعطيها هذا الرجل وعنده ما يكفيه عشر سنوات وندع المسلمين في أنحاء الأرض الأخرى اللي قد لا يكون عندهم ولا ما يكفيهم سنة .
السائل : ... هل يقال على هذا الرجل فقير هل يتصور ؟
الشيخ : نعم نعم يمكن يتصور كيف ؟ البلاد الغنية يمكن الآن أنا أذكر ويمكن بعض غيري يذكر أشد منه إن اللي عنده ألف ريال ما شاء الله هذا من أكبر الناس غنى نعم ويوم قال واحد فلان ما له كر يلم راسه ما شاء الله وصلوا للكر الكر ها تعرفون الكر ؟ لا ما هو بالكر حق ... الكر يعني مائة ألف الكر مائة ألف يسمونه الكر نعم أي نعم .
السائل : ... .
الشيخ : آه إيش ؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
السائل :
الشيخ : ما هو صحيح الصحيح أحسن الأقوال ما قلنا الفقير الذي ما يجد نفقته سنة .
السائل : بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ ما يستدل على وجوب بعث الدعاة العالمين، وفيه بيان فيه رد على الذين يستدلون بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو آية ) فيحرضون كل العالم والجاهل بالدين .
الشيخ : ويش تقولون في هذا ؟
هل الداعية إلى الله يشترط أن يكون لديه علم ؟
الشيخ : ويش تقولون في هذا ؟
الشيخ : هو لا شك أنه لا يجوز أن يكون الإنسان داعية داعية على الإطلاق إلا وعنده علم إلا وعنده علم لأن لأن الله يقول : (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة )) فإذا لم يكن عنده علم فليس من طريق النبي عليه الصلاة والسلام، والإنسان اللي يدعو بغير علم ضرره أكبر من نفعه ضرره أكبر من نفعه وقد ذكرنا مثالًا في الجمعة الماضية عن شخص قدم لي سؤال وقال : إن هذا فلان يقول في المسجد إن الإنسان اللي يستمع الحديث من الشريط أو القرآن من الحديث فإن هذا من كبائر الذنوب ها هذا مع أنه إمام مسجد ويعني معروف عندهم مثلا بالصلاح والزهد هو لا بد من هذا فيؤخذ من بعث معاذ حين قال له الرسول : ( إنك ستأتي قومًا أهل كتاب ) فإن المراد أن يستعد لهم .
السائل : استدلالًا بالحديث .
الشيخ : نعم بلغوا عني صحيح أنا أبلغ لكن بلغ ما تعلم أما ما لا تعلم فلا يصح وقوله : ( ولو آية ) هذا هذا من أجل المبالغة يعني حتى لو هي آية واحدة تعلمها فبلغها أما الداعية المطلق لا بد أن يكون عنده علم واسع .
السائل : ... .
الشيخ : إيش ؟ أي ما في شك .
السائل :
الشيخ : أوكد من الزكاة والحج، وسيأتينا إن شاء الله تعالى في الفوائد، وذكروني إن نسيت لماذا لم يذكر الحج والصوم لأن العلماء أشكل عليهم هذا وأجابوا عنه نعم . الآن نذكر .
مواصلة ذكر فوائد حديث: (ابن عباس رضي الله عنهما: - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث معاذا - رضي الله عنه - إلى اليمن ...) .
وفي الحديث أيضًا من الفوائد : أن الزكاة فرض لقوله : ( افترض ) وأن المرجع في فرض الأشياء إلى الله عز وجل لقوله : ( إن الله افترض ) طيب.
وفيه أيضًا من فوائد الحديث : إطلاق الصدقة على الزكاة خلافًا للعرف تؤخذ من قوله : ( افترض عليهم صدقة ) وكذلك يدل على هذا قوله تعالى : (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها )) إلى آخره.
ومن فوائد الحديث : أن الزكاة واجبة في المال لقوله : ( في أموالهم ) وينبني على هذا القول أن الدين أو يتفرع من هذه الفائدة أن الدَّين لا يمنع وجوب الزكاة مطلقًا، الدَّين لا يمنع وجوب الزكاة لماذا ؟ يعني مثال ذلك رجل عنده ألف درهم وعليه دين مقداره ألف درهم فهل نقول : إن المال الذي بيده وهو ألف درهم لا زكاة عليه لأنه مدين بمثله ؟ هذه المسألة فيها خلاف بين العلماء، لكن هذا الحديث يدل على أن الزكاة تجب عليه وجه الدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الزكاة في المال، والدَّين الذي يجب على الإنسان واجب في ذمته وليس في ماله، ولهذا لو تلف ماله فهل يسقط دينه ؟ ما يسقط لأنه في ذمته فالدين في الذمة والزكاة في المال، ويشهد لهذا الحديث ويؤيده قوله تعالى : (( خذ من أموالهم صدقة )) (( من أموالهم صدقة )) والآية عامة وقوله : (( والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم )) وللعلماء في هذه المسألة وهي مهمة ينبغي للإنسان أن يعرفها لهم فيها ثلاثة أقوال : القول الأول : أنه لا زكاة لمن عليه دين ينقص النصاب، سواء كانت الزكاة واجبة في أموال ظاهرة أم في أموال باطنة، وهذا هو المشهور من مذهب الحنابلة رحمهم الله.
والقول الثاني : أن الزكاة واجبة في المال سواء كان ظاهرًا أم باطنًا ولو كان على صاحبه دين، وهذا القول هو القول الراجح الذي تؤيده الأدلة.
والقول الثالث : التفصيل فإن كانت الزكاة واجبة في أموال ظاهرة لم يمنعها الدَّين، وإن كانت واجبة في أموال باطنة فالدَّين مانع لها فالدَّين مانع لها، لكن ما هي الأموال الظاهرة والباطنة ؟ الأموال الظاهرة هي التي تظهر ولا تحاز في الصناديق مثل بهيمة الأنعام والحبوب والثمار هذه تسمى عند أهل العلم الأموال الظاهرة، لأنها ظاهرة للناس كل يراها كل يرى الثمرة لهذا الرجل في بستانه وكذلك المواشي وكذلك الزروع هذه نسميها أموال ظاهرة، يقول بعض العلماء بالتفصيل كما عرفتم فما حجة هذه الأقوال ؟ أما الذين قالوا : إن الدَّين يمنع وجوب الزكاة مطلقًا فقالوا : لأن الزكاة إنما تجب للمواساة والذي عليه الدين ليس أهلًا للمواساة لأنه هو نفسه يحتاج إلى من يواسيه وعلى هذا فلا تجب عليه الزكاة هذا هو تعليلهم مع أنهم يستدلون بآثار، أما الذين قالوا : إنها لا تمنع وجوب الزكاة في الأموال الظاهرة فقالوا : لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث السعاة لقبض الزكاة من الأموال الظاهرة ولم يكن يأمرهم أن يستفصلوا هل عليكم دين أم لا ؟ مع أن الغالب أن أصحاب الأموال الظاهرة ولاسيما أصحاب الثمار الغالب أنهم مدينون، ولذلك كان السلم في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كان موجودًا كانوا يسلفون في الثمار السنة والسنتين، وهذا يدل على أنهم يحتاجون للدراهم، فلما لم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يستفصلوا دل هذا على أن الدين لا يمنع وجوب الزكاة، ولأن هذه أموال ظاهرة تتعلق بها أطماع الفقراء ويعرفونها وإذا لم يوجب عليهم الزكاة فإن ذلك قد يؤدي إلى فتنة فإن الفقراء ربما يثورون على إيش ؟ على الأغنياء ويبدؤون بالسرقة من هذه الأموال الظاهرة هذا هو تعليل من فرق بين هذا وهذا، وأما الأموال الباطنة فقالوا : إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يبعث الناس لأخذها، وأيضًا ليست ظاهرة للفقراء بحيث يغارون لو لم تؤد زكاتها، وأما الذين قالوا بوجوب الزكاة على من عليه دين فقالوا : إن لدينا نصوصًا عامة لم تفرق بين الأموال، وأما قولكم : إن الزكاة وجبت مواساة نقول : نعم نحن نوجب على هذا أن يزكي ونواسيه في إعطائهم من الزكاة، فإذا كان عليه ألف درهم وبيده ألف درهم قلنا : أخرج زكاة ألف دراهم كم ؟ خمس وعشرين ونحن نعطيك من عندنا من زكاتنا خمسًا وعشرين لتوفي ما عليك، وحينئذ هل آتاه نقص ؟ لا، فإن قلت : ما الفائدة من كونه أخرج خمسة وعشرين ونحن نعطيه خمسة وعشرين تكمل بها الطلب اللي عليك ؟ قلنا : الفائدة ليشعر أنه متعبد لله بإخراج الزكاة، ولأن هذا أحوط له وأبرأ لذمته فعلى هذا يكون القول الراجح هو هذا أنها تجب الزكاة في المال ولو كان صاحبه مدينًا فنقول له : زك مالك لأن الزكاة واجبة في المال ونحن نعطيك من عندنا ما توفي به دينك، وأما التعليل بأن الزكاة وجبت مواساة والمدين لا يتحملها فإن التعليل في مقابلة النص عليل أو ميت مطروح نعم ثم نقول لهم : من الذي قال لكم إن الزكاة إنما وجبت مواساة ؟ أليست تصرف في سبيل الله في الجهاد في سبيل الله ؟ تصرف في الجهاد في سبيل الله وهذا ليس بمواساة تصرف في الغارم لإصلاح ذات البين ولو كان غنيًّا تصرف لابن سبيل، لكن الغالب أنه محتاج لكن من الذي يقول إنها مواساة ؟ نحن نتلمس علة ثم مع ذلك نبطل بها عموم النص هذا لا يستقيم فالصواب إذًا وجوب الزكاة ولو كان الإنسان مدينًا، والدليل على هذا حديث ابن عباس هذا وقوله تعالى : (( والذين في أموالهم حق معلوم )) و(( خذ من أموالهم صدقة )).
ومن فوائد هذا الحديث أيضًا : جواز أخذ الولي الزكاة من الأغنياء منين نأخذه يا ياسر خذ ما عندنا خذ من أموالهم .
الطالب : ( إن الله افترض عليهم ) من أول الحديث .
الشيخ : ( إن الله افترض عليهم ) ما هي المسألة التي طلبت منك دليلها كلمة وحدة بس .
الطالب : متعلقة بهذا ... .
الشيخ : منين يأخذه ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا لو جاء واحد ثاني أعطني زكاة مالك نقول له إلا من له ولاية طيب.
ومن فوائد هذا الحديث : وجوب وجوب صرف الزكاة في فقراء البلد لقوله : ( فترد في فقرائهم ) وهذا .