شرح كتاب الزكاة-14
تحت باب قسم الصدقات
تتمة فوائد حديث ( مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا ...).
الشيخ : أقر عثمان وجبيرًا على السؤال ولم يقل إن هذا السؤال حرام عليكما .
ومن فوائده من فوائد الحديث أيضًا : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكافئ على المعروف وأن المكافأة على المعروف مما جاءت به الشريعة ، حيث كافأ بني المطلب فأعطاهم من الخمس . ومن فوائد الحديث أيضًا : أن المراد بذوي القربى في قوله تعالى (( وللرسول ولذي القربى )) المراد بهم قرابة النبي عليه الصلاة والسلام وإن كان بعض العلماء قال المراد بهم قرابة ولي الأمر ولكن الصواب أن المراد بهم قرابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
ومنها : حُسن أو ومنها تواضع النبي عليه الصلاة والسلام ، حيث أجاب عثمان وجبيراً بجواب يقتنعان به وهو قوله ( إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد ) وإلا فبإمكانه أن يقول لا حق لكما فيه وينصرفان ولا لا ؟ لكن الرسول بيّن العلة في إعطاء بني المطلب وأنهم مع بني هاشم شيء واحد .
ومنها على ظاهر صنيع المصنف رحمه الله : أن بني المطلب لا يُعطَون من الزكاة كما أنهم يعطون من الخمس وهذا أحد القولين في المسألة ولكن الراجح خلاف ذلك .
طيب هل يفهم منه أيضا جواز التوسل بفعل شيء إلى أن يفعل الفاعل مثله ؟ بمعنى يجوز أن أقول لشخص أنت أعطيت فلانًا فأعطني مثله مثلًا ؟نعم هاه
الطالب : ...
الشيخ : لا ، لأنه قال أعطيت بني المطلب وهذا معناه كالإلزام بأن يعطي عثمان وجُبَيرًا أو كالتوسل يعني مثل ما أعطيت فلان وأنا وإياه في حاجة واحدة أو حاجتنا واحدة فأعطني مثله وهذا أيضا أمرٌ جُبِلت عليه النفوس أن الإنسان يستدل أو يتوسل بفعل الإنسان على أن يفعل به مثلما فعل .
ومن فوائده من فوائد الحديث أيضًا : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكافئ على المعروف وأن المكافأة على المعروف مما جاءت به الشريعة ، حيث كافأ بني المطلب فأعطاهم من الخمس . ومن فوائد الحديث أيضًا : أن المراد بذوي القربى في قوله تعالى (( وللرسول ولذي القربى )) المراد بهم قرابة النبي عليه الصلاة والسلام وإن كان بعض العلماء قال المراد بهم قرابة ولي الأمر ولكن الصواب أن المراد بهم قرابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
ومنها : حُسن أو ومنها تواضع النبي عليه الصلاة والسلام ، حيث أجاب عثمان وجبيراً بجواب يقتنعان به وهو قوله ( إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد ) وإلا فبإمكانه أن يقول لا حق لكما فيه وينصرفان ولا لا ؟ لكن الرسول بيّن العلة في إعطاء بني المطلب وأنهم مع بني هاشم شيء واحد .
ومنها على ظاهر صنيع المصنف رحمه الله : أن بني المطلب لا يُعطَون من الزكاة كما أنهم يعطون من الخمس وهذا أحد القولين في المسألة ولكن الراجح خلاف ذلك .
طيب هل يفهم منه أيضا جواز التوسل بفعل شيء إلى أن يفعل الفاعل مثله ؟ بمعنى يجوز أن أقول لشخص أنت أعطيت فلانًا فأعطني مثله مثلًا ؟نعم هاه
الطالب : ...
الشيخ : لا ، لأنه قال أعطيت بني المطلب وهذا معناه كالإلزام بأن يعطي عثمان وجُبَيرًا أو كالتوسل يعني مثل ما أعطيت فلان وأنا وإياه في حاجة واحدة أو حاجتنا واحدة فأعطني مثله وهذا أيضا أمرٌ جُبِلت عليه النفوس أن الإنسان يستدل أو يتوسل بفعل الإنسان على أن يفعل به مثلما فعل .
وعن أبي رافع رضي الله عنه :( أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على الصدقة من بني مخزوم ، فقال لأبي رافع : اصحبني ، فإنك تصيب منها ، فقال : لا ، حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسأله . فأتاه فسأله ، فقال : مولى القوم من أنفسهم ، وإنها لا تحل لنا الصدقة ). رواه أحمد والثلاثة وابن خزيمة وابن حبان .
الشيخ : وعن أبي رافعة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على الصدقة من بني مخزوم فقال لأبي رافع يقو له الرجل : اصحبني فإنك تصيب منها فقال لا حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأسأله ، فأتاه فسأله فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مولى القوم من أنفسهم ، وإنها لا تحل لنا الصدقة ) رواه أحمد والثلاثة وابن خزيمة وابن حبان .
أبو رافع كان مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم ملَكَه من قبل العباس بن عبدالمطلب فجاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام ذات يوم فبشره بإسلام العباس فأعتقه النبي عليه الصلاة والسلام فصار مولى للرسول عليه الصلاة والسلام مولى من أسفل ولا من أعلى ؟ هاه
الطالب : من أسفل
الشيخ : من أسفل إيه نعم مولى من أسفل وكأنكم قلتم من أسفل باعتبار المعنى لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أعلى منه بلا شك لكن أنا أقول لكم إن المعتِق يسمى مولى من فوق أو من أعلى ، والعتيق يسمى مولى من أسفل فكل منهما مولى للآخر لكن ذاك هو المعتق فهو الأعلى كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( يد المعطي هي العليا ) والثاني مولى من أسفل .
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( مولى القوم من أنفسهم ) يعني وأنت مولى لي فيكون حكمك حكمي ولهذا قال ( وإنها لا تحل لنا الصدقة ) فيعني فإذا كانت لا تحل لنا وأنت مولى لنا فإنها لا تحل لك واضح ؟
إذن أضيفوا إلى المسألة السابقة وهي أن الصدقة لا تحل لآل محمد أضيفوا إليها ولا لموالي آل محمد ، وإذا قلنا بأن المطلبين لا تحل لهم الصدقة فكذلك مواليهم .
أبو رافع كان مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم ملَكَه من قبل العباس بن عبدالمطلب فجاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام ذات يوم فبشره بإسلام العباس فأعتقه النبي عليه الصلاة والسلام فصار مولى للرسول عليه الصلاة والسلام مولى من أسفل ولا من أعلى ؟ هاه
الطالب : من أسفل
الشيخ : من أسفل إيه نعم مولى من أسفل وكأنكم قلتم من أسفل باعتبار المعنى لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أعلى منه بلا شك لكن أنا أقول لكم إن المعتِق يسمى مولى من فوق أو من أعلى ، والعتيق يسمى مولى من أسفل فكل منهما مولى للآخر لكن ذاك هو المعتق فهو الأعلى كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( يد المعطي هي العليا ) والثاني مولى من أسفل .
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( مولى القوم من أنفسهم ) يعني وأنت مولى لي فيكون حكمك حكمي ولهذا قال ( وإنها لا تحل لنا الصدقة ) فيعني فإذا كانت لا تحل لنا وأنت مولى لنا فإنها لا تحل لك واضح ؟
إذن أضيفوا إلى المسألة السابقة وهي أن الصدقة لا تحل لآل محمد أضيفوا إليها ولا لموالي آل محمد ، وإذا قلنا بأن المطلبين لا تحل لهم الصدقة فكذلك مواليهم .
3 - وعن أبي رافع رضي الله عنه :( أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على الصدقة من بني مخزوم ، فقال لأبي رافع : اصحبني ، فإنك تصيب منها ، فقال : لا ، حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسأله . فأتاه فسأله ، فقال : مولى القوم من أنفسهم ، وإنها لا تحل لنا الصدقة ). رواه أحمد والثلاثة وابن خزيمة وابن حبان . أستمع حفظ
فوائد حديث ( أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على الصدقة من بني مخزوم ...).
الشيخ : ففي هذا الحديث أولًا من الفوائد :
جواز استعمال الرجل على الصدقة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام بعث هذا الرجل ولكن يشترط في الرجل الذي يستعمل على الصدقة يشترط فيه شرطان : العلم والأمانة .
العلم بماذا ؟ العلم بأحكام الزكاة أخذًا وإعطاءً فيعرف الأموال الزكوية ، ويعرف مقدار الأنصبة ويعرف مقدار الواجب ويعرف المستحِق إذا كان قد وُكِل إليه الصرف انتبهوا .
ويشترط أيضًا : أن يكون أمينًا وهذان الشرطان القوة والأمانة شرطان في كل عمل، كل عمل لابد أن يكون الإنسان فيه قويًا وأن يكون أمينًا عليه وقد ذُكِرَ هذا في موضعين من كتاب الله فقالت إحدى البنتين لأبيها صاحب مدين (( استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين )) وقال العفريت من الجن (( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين )) لقوي أمين .
فكل عمل لابد فيه من القوة عليه ومن الأمانة كون العامل إيش ؟ أمينًا قويًا ، قويًا يعني أنه يعلم الزكاة أنصباءها مقدار الواجب ومستحقها حتى يصرفها إذا وكل إليه الصرف .
طيب وأمينا بحيث لا يخون فإن خان فإن كان خائنا أو يخاف من الخيانة فإنه لا يجوز أن يولَّى طيب ومن فوائد الحديث : جواز إخبار الإنسان بما ينتفع به انتفاعًا دنيويًا ، أو بعبارة أخرى جواز طلب المشاركة من شخص لينتفع بما شارك فيه انتفاعًا دنيويًا هاه الدليل ؟ اصحبني فإنك تصيب منها .
ومن فوائد الحديث : ورع الصحابة رضي الله عنهم فإن أبا رافع رضي الله عنه مع كون هذا الرجل شجعه على الذهاب معه امتنع قال حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على كمال الورع في الصحابة رضي الله عنهم .
وهناك شيئا يسمى ورعا وشيئا يسمى زهدا وبينهما فرق فرّق بينهما ابن القيم بقوله الورع ترك ما يضر في الآخرة والزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة وبينهما فرق هاه ؟ طيب يتبين الفرق في مباشرة شيء لا نفع فيه ولا ضرر فمباشرته لا تنافي الورع ولكنها تنافي الزهد لأن الزاهد هو الذي يفعل مافيه المنفعة والمصلحة وأما ما لا منفعة فيه في الآخرة فيتركه .
ومن فوائد الحديث أيضا أن مولى بني هاشم لا تحل له الصدقة لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( مولى القوم من أنفسهم ) ومنها أنه قد يستدل بعمومه على أن مولى القوم وارث
الطالب : لا
الشيخ : هاه قال ( مولى القوم من أنفسهم ) هل يعني يستدل به أن مولى القوم وارث هاه ؟
الطالب : لا لا
الشيخ : نشوف أما جمهور العلماء فيقولون إن المولى من أسفل لا يرث وإنما الوارث المولى من أعلى لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( إنما الولاء لمن أعتق ) .
وأما المعتَق فإن مولى سيده الذي أعتقه إذا لم يوجد له عاصب يذهب إلى بيت المال ولا يعطى العتيق .
ولكن بعض العلماء قال إن المولى من أسفل يرث إذا لم يوجد عاصب سواه ولا صاحب فرض وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وفيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة أنها ترث لقيطها وعتيقها وولدها الذي لاعنت عليه .
طيب وفيه أيضًا جواز إطلاق المولى على بني آدم وأن تقول هذا فلان مولاي وما أشبه ذلك نعم وهو كذلك ، وقد قال الله تعالى (( وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين )) نعم (( والملائكة بعد ذلك ظهير )) فالمولى تطلق على الله عز وجل وتطلق على المخلوق لكن إطلاقها على المخلوق ليس كإطلاقها على الله لأن الله سبحانه وتعالى له الولاية المطلقة وأما الإنسان فولايته مقيدة .
ومن فوائد الحديث أيضًا حُسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام وإقناعه لأنه قال للرجل ( مولى القوم من أنفسهم ) وبيّن له أنهم لا تحل لهم الصدقة نعم طيب .
ومنها أيضا أنه يجوز الاقتصار على المقدمات وإن لم تذكر النتيجة إذا فهمت من السياق لأن ذكر النتيجة وقد فهمت من السياق لا يفيد إلا التطويل نعم .
طيب كيف ذلك ؟ انظر قال ( إن مولى القوم من أنفسهم ) هذه المقدمة الأولى ، ( وإنها لا تحل لنا الصدقة ) هذه المقدمة الثانية والنتيجة ؟ فلا تحل لك الصدقة لا حاجة إلى ذكرها إذا كانت معلومة من المقدمات لأن ذكر النتيجة بعد العلم يعتبر تطويلًا لا فائدة منه .
فلهذا نقول إنما يجعجع به المنطقيون من تلك المقدمات والنتائج الطويلة العريضة أكثرها لا حاجة إليه ، أكثرها لا حاجة إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول " كنت أعلم دائما أن المنطق اليوناني لا ينتفع به البليد ولا يحتاج إليه الذكي " ، لا يحتاج إليه الذكي ولا ينتفع به البليد إذن فهو تطويل بلا فائدة .
ما دام الذكي ما يحتاج إليه والبليد لا ينتفع به نعم إن قرأه البليد شوش عليه وخلا أفكاره تحوم وتدور على غير فائدة ، وإن قرأه الذكي قال لا حاجة لي به وإنما هو مضيعة للوقت طيب .
ومن فوائد الحديث أيضًا : وجوب التصريح بالحق ولو على النفس لقوله ( إنها لا تحل لنا الصدقة ) وهكذا يجب أن يذكر الإنسان ما له وما عليه قائمًا لله تعالى بذلك بالقسط (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم )) .
وبعض الناس تجده مع الطمع والجشع يحاول أن يأخذ ما لا يستحق بالطرق الملتوية ولكن العاقل على خلاف ذلك .
وعن سالم بن عبد الله
الطالب : ...
جواز استعمال الرجل على الصدقة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام بعث هذا الرجل ولكن يشترط في الرجل الذي يستعمل على الصدقة يشترط فيه شرطان : العلم والأمانة .
العلم بماذا ؟ العلم بأحكام الزكاة أخذًا وإعطاءً فيعرف الأموال الزكوية ، ويعرف مقدار الأنصبة ويعرف مقدار الواجب ويعرف المستحِق إذا كان قد وُكِل إليه الصرف انتبهوا .
ويشترط أيضًا : أن يكون أمينًا وهذان الشرطان القوة والأمانة شرطان في كل عمل، كل عمل لابد أن يكون الإنسان فيه قويًا وأن يكون أمينًا عليه وقد ذُكِرَ هذا في موضعين من كتاب الله فقالت إحدى البنتين لأبيها صاحب مدين (( استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين )) وقال العفريت من الجن (( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين )) لقوي أمين .
فكل عمل لابد فيه من القوة عليه ومن الأمانة كون العامل إيش ؟ أمينًا قويًا ، قويًا يعني أنه يعلم الزكاة أنصباءها مقدار الواجب ومستحقها حتى يصرفها إذا وكل إليه الصرف .
طيب وأمينا بحيث لا يخون فإن خان فإن كان خائنا أو يخاف من الخيانة فإنه لا يجوز أن يولَّى طيب ومن فوائد الحديث : جواز إخبار الإنسان بما ينتفع به انتفاعًا دنيويًا ، أو بعبارة أخرى جواز طلب المشاركة من شخص لينتفع بما شارك فيه انتفاعًا دنيويًا هاه الدليل ؟ اصحبني فإنك تصيب منها .
ومن فوائد الحديث : ورع الصحابة رضي الله عنهم فإن أبا رافع رضي الله عنه مع كون هذا الرجل شجعه على الذهاب معه امتنع قال حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على كمال الورع في الصحابة رضي الله عنهم .
وهناك شيئا يسمى ورعا وشيئا يسمى زهدا وبينهما فرق فرّق بينهما ابن القيم بقوله الورع ترك ما يضر في الآخرة والزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة وبينهما فرق هاه ؟ طيب يتبين الفرق في مباشرة شيء لا نفع فيه ولا ضرر فمباشرته لا تنافي الورع ولكنها تنافي الزهد لأن الزاهد هو الذي يفعل مافيه المنفعة والمصلحة وأما ما لا منفعة فيه في الآخرة فيتركه .
ومن فوائد الحديث أيضا أن مولى بني هاشم لا تحل له الصدقة لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( مولى القوم من أنفسهم ) ومنها أنه قد يستدل بعمومه على أن مولى القوم وارث
الطالب : لا
الشيخ : هاه قال ( مولى القوم من أنفسهم ) هل يعني يستدل به أن مولى القوم وارث هاه ؟
الطالب : لا لا
الشيخ : نشوف أما جمهور العلماء فيقولون إن المولى من أسفل لا يرث وإنما الوارث المولى من أعلى لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( إنما الولاء لمن أعتق ) .
وأما المعتَق فإن مولى سيده الذي أعتقه إذا لم يوجد له عاصب يذهب إلى بيت المال ولا يعطى العتيق .
ولكن بعض العلماء قال إن المولى من أسفل يرث إذا لم يوجد عاصب سواه ولا صاحب فرض وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وفيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة أنها ترث لقيطها وعتيقها وولدها الذي لاعنت عليه .
طيب وفيه أيضًا جواز إطلاق المولى على بني آدم وأن تقول هذا فلان مولاي وما أشبه ذلك نعم وهو كذلك ، وقد قال الله تعالى (( وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين )) نعم (( والملائكة بعد ذلك ظهير )) فالمولى تطلق على الله عز وجل وتطلق على المخلوق لكن إطلاقها على المخلوق ليس كإطلاقها على الله لأن الله سبحانه وتعالى له الولاية المطلقة وأما الإنسان فولايته مقيدة .
ومن فوائد الحديث أيضًا حُسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام وإقناعه لأنه قال للرجل ( مولى القوم من أنفسهم ) وبيّن له أنهم لا تحل لهم الصدقة نعم طيب .
ومنها أيضا أنه يجوز الاقتصار على المقدمات وإن لم تذكر النتيجة إذا فهمت من السياق لأن ذكر النتيجة وقد فهمت من السياق لا يفيد إلا التطويل نعم .
طيب كيف ذلك ؟ انظر قال ( إن مولى القوم من أنفسهم ) هذه المقدمة الأولى ، ( وإنها لا تحل لنا الصدقة ) هذه المقدمة الثانية والنتيجة ؟ فلا تحل لك الصدقة لا حاجة إلى ذكرها إذا كانت معلومة من المقدمات لأن ذكر النتيجة بعد العلم يعتبر تطويلًا لا فائدة منه .
فلهذا نقول إنما يجعجع به المنطقيون من تلك المقدمات والنتائج الطويلة العريضة أكثرها لا حاجة إليه ، أكثرها لا حاجة إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول " كنت أعلم دائما أن المنطق اليوناني لا ينتفع به البليد ولا يحتاج إليه الذكي " ، لا يحتاج إليه الذكي ولا ينتفع به البليد إذن فهو تطويل بلا فائدة .
ما دام الذكي ما يحتاج إليه والبليد لا ينتفع به نعم إن قرأه البليد شوش عليه وخلا أفكاره تحوم وتدور على غير فائدة ، وإن قرأه الذكي قال لا حاجة لي به وإنما هو مضيعة للوقت طيب .
ومن فوائد الحديث أيضًا : وجوب التصريح بالحق ولو على النفس لقوله ( إنها لا تحل لنا الصدقة ) وهكذا يجب أن يذكر الإنسان ما له وما عليه قائمًا لله تعالى بذلك بالقسط (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم )) .
وبعض الناس تجده مع الطمع والجشع يحاول أن يأخذ ما لا يستحق بالطرق الملتوية ولكن العاقل على خلاف ذلك .
وعن سالم بن عبد الله
الطالب : ...
بحث الكلام على آل النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ : لا بقي عندنا بحث مهم نسيته البارحة الليلة ذكرتني فيه الآن .
ما تقولون هل يوجد أحد من آل الرسول اليوم ؟
الطالب : نعم
الشيخ : موجود ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم طيب طيب .
فاللي يقول يوجد فنلزمه بأن يذكر لنا السند من الآن إلى المنتهى .
الطالب : يا شيخ
الشيخ : نعم ؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب الآن سلمك الله ائت لنا بالشجرة من هذا إلى الحسين أو الحسن
الطالب : ... إذا كانت قبائل عربية منها رويفع وغيرها ... معروفة
الشيخ : أما علمت أن رجلا من القصاص دخل مسجدا في الرصافة في العراق وقام يحدث بحديث نعم ، كذب وقال حدثني يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين يلتفت بعضهم لبعض أنت تحدثت بهذا الحديث قال لا ما حدثت سبحان الله .
انتهى الرجل وجلس ينتظر العطايا فلما ذهب الناس ناداه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأقبل مهرولا يظن أنهما سيعطيانه مالا قال هذا أحمد بن حنبل وهذا يحيى بن معين ما تحدثنا بهذا الحديث قال والله أنا أحسب لكم عقول أنا حدثني ، فيه سبعة عشر أحمد بن حنبل غيرك أنت نعم وهو ساق السند فرويفع ياسر يمكن ... في هذا الإسناد ومشوه نعم .
الطالب : ...
الشيخ : المهم أنا قرأت في فتح الباري وقرأت أيضا في كلام السيد رشيد رضا يقول ما في أحد يعلم أنه من آل البيت إلا ملوك اليمن فقط والباقي كله فيه شك نعم
الطالب : يا شيخ ما نقول إذا ادعى مدعٍ
الشيخ : هاه
الطالب : إذا ادعى مدعٍ أنه من أهل البيت
الشيخ : نعم
الطالب : نطبق عليه القواعد الحديثية وخلاص
الشيخ : نقول نطبقها عليك باعتبار حرمانك من الزكاة لا باعتبار إعطائك من الخمس نعم
الطالب : ... عندنا في اليمن يدعون أنهم من أهل البيت ويأخذون الزكاة ويحاربون السنة
الشيخ : أعوذ بالله .
على كل حال ما علينا المهم أن المسألة هذه مهمة جدًا مهمة .
الطالب : حديث المحسن ...
الشيخ : إيه لكن بس ما عنا حنا نقول السلالة باقية ، لكن هل هذا الرجل أو هذه الطائفة منها ؟ هذا المشكل
الطالب : ...
الشيخ : الله أعلم عاد ما نعرف إنما علمهم بأعيانهم صعب لكن هؤلاء ملوك اليمن يعني لهم ألف سنة يعني الشيخ محمد رشيد رضا يقول لهم ألف سنة حاكمين في اليمن ومعروف إنهم من سلالة آل البيت نعم
الطالب : ما يمكن نقول نحرمهم ما دام نحرمهم من الزكاة كيف نحرمهم من الفيء لأنهم ينتسبون إلى النسب
الشيخ : نحرمهم من الزكاة لأنهم يدعون ذلك دعوى ، ومن ادعى شيئا حكم عليه لا له
الطالب : طيب هذا من ...
طالب آخر : ...
الشيخ : دقيقة هاه
الطالب : يعني من الأوصاف أننا نحرمهم .
الشيخ : والله أنا أشك في حرمانهم من الزكاة أنا أشك لأن عندما تيقنا النسب فالأصل حل الزكاة
الطالب : يعني حل ...
الشيخ : إيه نعم هذا الأصل لكن هم لا يقبلونها أنا عرضت على بعضهم اللي يقولوا حنا من آل البيت وقالوا ما نقبلها ، فيه ناس يموتون من الجوع علشان إنكم من أهل البيت وشلون هذا ؟ الخمس مافي خمس الآن .
الطالب : طيب زوجات الرسول
الشيخ : زوجات الرسول أحيه إن لنا لك الحكم
الطالب : لا لأن ...
الشيخ : واحد سأله الأخ سألنا إياه البارح وقلت أنا زوجات الرسول انتهى القول فيهم بالنسبة للزكاة أما بالنسبة للدعاء فلا شك أن زوجات الرسول من آل البيت الله يقول في القرآن (( إنما يريد ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ))
الطالب : شيخ
الشيخ : نعم
الطالب : هل يجوز لمن بعثه الإمام للزكاة أن يأخذ معه من يشاء
الشيخ : إيش
الطالب : هل يجوز لمن بعثه الإمام لأخذ الزكاة أن يأخذ معه من يشاء من العمال
الشيخ : أن يأخذ
الطالب : معه من يشاء
الشيخ : لا لا ، لا يجوز العامل وكيل للإمام إن فوّض إليه الأمر وقال استعن بمن شئت استعان وإلا فلا
الطالب : طيب هنا لم يقل
الشيخ : الرجل ما راح لأنه عرف هو ظن أن هذا جائز له ولكن أبو رافع كان أفقه منه .
الطالب : المولى النازل يعتبر محرم ...
الشيخ : لا لا ، لاحظوا يا جماعة سؤال الأخ عبدالرحمن يقول هل المولى النازل محرم للمولى الأعلى الجواب لا بل ولا المولى الأعلى ماهو محرم حتى المولى الأعلى ماهو محرم فالسيد إذا أعتق مملوكته ما يعتبر محرما لها .
وبني هاشم وتصححوا إن شاء الله ما سجلتم سابقا ، لأن بني عبد مناف أربعة المطلب ونوفل وعبدشمس وهاشم .
المطلب ونوفل وعبدشمس وهاشم : كلهم أولاد رجل واحد فتكون ذريته من بني إيه نعم لكن بني عم الأربعة ذريتهم أبناء العم .
بنو المطلب وبنو هاشم أعطاهم النبي عليه الصلاة والسلام من خيبر من خمس خيبر ولم يعط بني عبدشمس وبني نوفل ، فمن بني عبدشمس عثمان رضي الله عنه ومن نوفل جبير بن مطعم فهم أبناء عم لبني المطلب ومع ذلك أعطى بني عمهم ولم يعطهم شيئًا فكأنهم صار في أنفسهم بعض الشيء فسألوا النبي عليه الصلاة والسلام لا معترضين ولكن مسترشدين ومستبينين للحق لماذا أعطاهم ولم يعط هؤلاء فبيّن لهم الرسول عليه الصلاة والسلام الحكمة من التفريق بينهم وقال ( إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد ) .
كيف كانوا شيئًا واحدًا ؟ أشرنا فيما سبق إلى أن بني المطلب هم الذين ساعدوا بني هاشم وناصروهم وآزروهم حينما حصرهم قريش في الشعب أما بنو نوفل وبنو عبدشمس فكانوا مع قريش وذكرنا أو أشرنا إلى ما قاله أبو طالب في لاميته المشهورة التي قال عنها ابن كثير في البداية والنهاية إنه ينبغي أن تكون من المعلقات السبع المشهورة عند العرب بل هي يقول أعظم منها قال في لاميته
" جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا *** عقوبة شر عاجل غير آجل "
لأنهم بنو عمهم ومع ذلك ما نصروهم هذا ما أردت أن أصححه وما خالفه في التسجيل السابق فيمحى .
أن الجواب بلا كافٍ عن إعادة السؤال كالجواب بنعم الجواب بلا كافٍ عن إعادة السؤال كالجواب بنعم .
فإذا قيل أعندك لزيد كذا قال لا هذا إنكار كأنه قال ليس عندي له شيء وإذا قيل ألك عنده شيء فقال نعم فهو كاف للجواب لأنه قال نعم ولهذا لو قيل للرجل أزوجت ابنتك فلانًا فقال نعم نعم صح ، ولو قال أقبلت قال نعم صح أيضا طيب .
وهل الإشارة تقوم مقام اللفظ ؟ نعم نعم تقوم مقام اللفظ إذا كانت ممتنعة حسًا أو شرعًا إذا كان اللفظ ممتنعًا حسًا أو شرعًا فإن الإشارة تقوم مقامه .
الممتنع حسًا كالأخرس والممتنع شرعا كالمصلي فإنه لا يتكلم شرعًا فإن كان قادرًا على النطق فالصحيح أيضًا أن الإشارة تقوم مقام العبارة وأنه يكتفى بذلك وهكذا الكتابة .
وفيه أيضا مما سبق من الأحاديث أن الصدقة لا تحل لآل النبي صلى الله عليه وسلم وسبق أن العلماء اختلفوا في صدقة التطوع هل تحل لهم أو لا واختلفوا فيما إذا منعوا الخمس هل تحل لهم الزكاة أم لا .
ما تقولون هل يوجد أحد من آل الرسول اليوم ؟
الطالب : نعم
الشيخ : موجود ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم طيب طيب .
فاللي يقول يوجد فنلزمه بأن يذكر لنا السند من الآن إلى المنتهى .
الطالب : يا شيخ
الشيخ : نعم ؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب الآن سلمك الله ائت لنا بالشجرة من هذا إلى الحسين أو الحسن
الطالب : ... إذا كانت قبائل عربية منها رويفع وغيرها ... معروفة
الشيخ : أما علمت أن رجلا من القصاص دخل مسجدا في الرصافة في العراق وقام يحدث بحديث نعم ، كذب وقال حدثني يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين يلتفت بعضهم لبعض أنت تحدثت بهذا الحديث قال لا ما حدثت سبحان الله .
انتهى الرجل وجلس ينتظر العطايا فلما ذهب الناس ناداه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأقبل مهرولا يظن أنهما سيعطيانه مالا قال هذا أحمد بن حنبل وهذا يحيى بن معين ما تحدثنا بهذا الحديث قال والله أنا أحسب لكم عقول أنا حدثني ، فيه سبعة عشر أحمد بن حنبل غيرك أنت نعم وهو ساق السند فرويفع ياسر يمكن ... في هذا الإسناد ومشوه نعم .
الطالب : ...
الشيخ : المهم أنا قرأت في فتح الباري وقرأت أيضا في كلام السيد رشيد رضا يقول ما في أحد يعلم أنه من آل البيت إلا ملوك اليمن فقط والباقي كله فيه شك نعم
الطالب : يا شيخ ما نقول إذا ادعى مدعٍ
الشيخ : هاه
الطالب : إذا ادعى مدعٍ أنه من أهل البيت
الشيخ : نعم
الطالب : نطبق عليه القواعد الحديثية وخلاص
الشيخ : نقول نطبقها عليك باعتبار حرمانك من الزكاة لا باعتبار إعطائك من الخمس نعم
الطالب : ... عندنا في اليمن يدعون أنهم من أهل البيت ويأخذون الزكاة ويحاربون السنة
الشيخ : أعوذ بالله .
على كل حال ما علينا المهم أن المسألة هذه مهمة جدًا مهمة .
الطالب : حديث المحسن ...
الشيخ : إيه لكن بس ما عنا حنا نقول السلالة باقية ، لكن هل هذا الرجل أو هذه الطائفة منها ؟ هذا المشكل
الطالب : ...
الشيخ : الله أعلم عاد ما نعرف إنما علمهم بأعيانهم صعب لكن هؤلاء ملوك اليمن يعني لهم ألف سنة يعني الشيخ محمد رشيد رضا يقول لهم ألف سنة حاكمين في اليمن ومعروف إنهم من سلالة آل البيت نعم
الطالب : ما يمكن نقول نحرمهم ما دام نحرمهم من الزكاة كيف نحرمهم من الفيء لأنهم ينتسبون إلى النسب
الشيخ : نحرمهم من الزكاة لأنهم يدعون ذلك دعوى ، ومن ادعى شيئا حكم عليه لا له
الطالب : طيب هذا من ...
طالب آخر : ...
الشيخ : دقيقة هاه
الطالب : يعني من الأوصاف أننا نحرمهم .
الشيخ : والله أنا أشك في حرمانهم من الزكاة أنا أشك لأن عندما تيقنا النسب فالأصل حل الزكاة
الطالب : يعني حل ...
الشيخ : إيه نعم هذا الأصل لكن هم لا يقبلونها أنا عرضت على بعضهم اللي يقولوا حنا من آل البيت وقالوا ما نقبلها ، فيه ناس يموتون من الجوع علشان إنكم من أهل البيت وشلون هذا ؟ الخمس مافي خمس الآن .
الطالب : طيب زوجات الرسول
الشيخ : زوجات الرسول أحيه إن لنا لك الحكم
الطالب : لا لأن ...
الشيخ : واحد سأله الأخ سألنا إياه البارح وقلت أنا زوجات الرسول انتهى القول فيهم بالنسبة للزكاة أما بالنسبة للدعاء فلا شك أن زوجات الرسول من آل البيت الله يقول في القرآن (( إنما يريد ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ))
الطالب : شيخ
الشيخ : نعم
الطالب : هل يجوز لمن بعثه الإمام للزكاة أن يأخذ معه من يشاء
الشيخ : إيش
الطالب : هل يجوز لمن بعثه الإمام لأخذ الزكاة أن يأخذ معه من يشاء من العمال
الشيخ : أن يأخذ
الطالب : معه من يشاء
الشيخ : لا لا ، لا يجوز العامل وكيل للإمام إن فوّض إليه الأمر وقال استعن بمن شئت استعان وإلا فلا
الطالب : طيب هنا لم يقل
الشيخ : الرجل ما راح لأنه عرف هو ظن أن هذا جائز له ولكن أبو رافع كان أفقه منه .
الطالب : المولى النازل يعتبر محرم ...
الشيخ : لا لا ، لاحظوا يا جماعة سؤال الأخ عبدالرحمن يقول هل المولى النازل محرم للمولى الأعلى الجواب لا بل ولا المولى الأعلى ماهو محرم حتى المولى الأعلى ماهو محرم فالسيد إذا أعتق مملوكته ما يعتبر محرما لها .
وبني هاشم وتصححوا إن شاء الله ما سجلتم سابقا ، لأن بني عبد مناف أربعة المطلب ونوفل وعبدشمس وهاشم .
المطلب ونوفل وعبدشمس وهاشم : كلهم أولاد رجل واحد فتكون ذريته من بني إيه نعم لكن بني عم الأربعة ذريتهم أبناء العم .
بنو المطلب وبنو هاشم أعطاهم النبي عليه الصلاة والسلام من خيبر من خمس خيبر ولم يعط بني عبدشمس وبني نوفل ، فمن بني عبدشمس عثمان رضي الله عنه ومن نوفل جبير بن مطعم فهم أبناء عم لبني المطلب ومع ذلك أعطى بني عمهم ولم يعطهم شيئًا فكأنهم صار في أنفسهم بعض الشيء فسألوا النبي عليه الصلاة والسلام لا معترضين ولكن مسترشدين ومستبينين للحق لماذا أعطاهم ولم يعط هؤلاء فبيّن لهم الرسول عليه الصلاة والسلام الحكمة من التفريق بينهم وقال ( إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد ) .
كيف كانوا شيئًا واحدًا ؟ أشرنا فيما سبق إلى أن بني المطلب هم الذين ساعدوا بني هاشم وناصروهم وآزروهم حينما حصرهم قريش في الشعب أما بنو نوفل وبنو عبدشمس فكانوا مع قريش وذكرنا أو أشرنا إلى ما قاله أبو طالب في لاميته المشهورة التي قال عنها ابن كثير في البداية والنهاية إنه ينبغي أن تكون من المعلقات السبع المشهورة عند العرب بل هي يقول أعظم منها قال في لاميته
" جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا *** عقوبة شر عاجل غير آجل "
لأنهم بنو عمهم ومع ذلك ما نصروهم هذا ما أردت أن أصححه وما خالفه في التسجيل السابق فيمحى .
أن الجواب بلا كافٍ عن إعادة السؤال كالجواب بنعم الجواب بلا كافٍ عن إعادة السؤال كالجواب بنعم .
فإذا قيل أعندك لزيد كذا قال لا هذا إنكار كأنه قال ليس عندي له شيء وإذا قيل ألك عنده شيء فقال نعم فهو كاف للجواب لأنه قال نعم ولهذا لو قيل للرجل أزوجت ابنتك فلانًا فقال نعم نعم صح ، ولو قال أقبلت قال نعم صح أيضا طيب .
وهل الإشارة تقوم مقام اللفظ ؟ نعم نعم تقوم مقام اللفظ إذا كانت ممتنعة حسًا أو شرعًا إذا كان اللفظ ممتنعًا حسًا أو شرعًا فإن الإشارة تقوم مقامه .
الممتنع حسًا كالأخرس والممتنع شرعا كالمصلي فإنه لا يتكلم شرعًا فإن كان قادرًا على النطق فالصحيح أيضًا أن الإشارة تقوم مقام العبارة وأنه يكتفى بذلك وهكذا الكتابة .
وفيه أيضا مما سبق من الأحاديث أن الصدقة لا تحل لآل النبي صلى الله عليه وسلم وسبق أن العلماء اختلفوا في صدقة التطوع هل تحل لهم أو لا واختلفوا فيما إذا منعوا الخمس هل تحل لهم الزكاة أم لا .
وعن سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه رضي الله عنهما :( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي عمر بن الخطاب العطاء ، فيقول : أعطه أفقر مني ، فيقول : خذه فتموله ، أو تصدق به ، وما جاءك من هذا المال ، وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه ، وما لا فلا تتبعه نفسك ). رواه مسلم .
الشيخ : ثم قال وعن سالم بن عبد الله عن عمر عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي عمر بن الخطاب العطاء فيقول " أعطه أفقر مني " .
فيقول ( خذه فتموله أو تصدق به وما جاءك من هذا المال وأنت غير مُشرِف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك ) .
قوله : كان يعطي عمر بن الخطاب العطاء ، ما هذا العطاء ؟ هذا العطاء هو العمالة على الصدقة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام بعث عمر على الصدقة ، فلما رجع أعطاه منها سهم من ؟ سهم العاملين عليها .
فكان عمر يقول " أعطه أفقر مني " وهذا من زهده رضي الله عنه حيث طلب من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يعطيه أفقر منه .
وقوله " أعطه أفقر مني " : ليس أمرا فيما يظهر لأن مثل عمر لا يأمر النبي صلى الله عليه وسلم وليس التماسًا لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أعلى من عمر .
إذن فما هو ؟ سؤالًا نعم سؤالًا لكنه أشد أدبًا من الالتماس الالتماس يسألك قرينك وهو يشعر بأنك مثله في المرتبة لكن السؤال يسألك السائل وهو يرى أنك أعلى منه فإن رأى أنك دونه فهو أمر .
وقوله " أفقر مني " : إشارة إلى أن الناس يختلفون في الغنى والفقر وأن الأفقر أحق بالعطاء من الأغنى .
وقوله ( تموَّله أو تصدق به ) ( تموَّله ) أي اجعله مالا لك تنتفع به في حياتك ( أو تصدق به ) يعني اصرفه إلى الفقير الذي قلت إنه أفقر منك تقربًا إلى الله .
فالفرق يا طلال بين الصدقة والهدية ما هو ؟ شف غيبتك الأيام الثلاثة الماضية شف خلتك الآن تغيب في فكرك .
أقول الصدقة ما أعطي تقربا إلى الله .
ثم قال : ( ما جاءك من هذا المال ) قوله هذا لا شك أنه بشارة والمال هل المراد بها الجنس أو المراد بها العهد يعني هل المراد بالمال هنا مال الزكاة أو المراد جنس المال هاه ؟ يحتمل في الواقع أنه يحتمل .
وقد يرجح أن المراد به الزكاة اسم الإشارة هذا المال لأن عمر كان عاملًا على الصدقة فهذا يرجح أن يكون المراد به إيش ؟ مال الزكاة .
ولكن حتى وإن كان اللفظ لا يشمل سواه من الأموال من حيث اللفظ فهو يشمله من حيث المعنى يشمله من حيث المعنى بالقياس لأن الشمول المعنوي هو ما شمل الأشياء بالقياس والشمول اللفظي هو ما شملها بمقتضى دلالة اللفظ .
وقوله ( أنت غير مشرف ) الواو هذه للحال حال من الفاعل في جاءك ولا من المفعول ؟ هاه من المفعول ، إيه الكاف هي المفعول فهي حال من الكاف .
وقوله ( غير مشرف ) المشرف للشيء : هو المتطلع إليه ومنه تطلع إلى الشيء يعني أشرف عليه من بُعد فمعنى غير مشرف أي غير متطلع لهذا المال ، يعني أن نفسك لا تتشوف له .
وقوله ( ولا سائل ) أي طالب .
( فخذه ) : الفاء رابطة للجواب أين الشرط اللي هي رابطة له ؟ ما في قوله ما جاءك ففعل الشرط الفعل جاءك ، ومن هذا المال بيان لما ، والمستتر الفاعل المستتر عائد على ما الشرطية عرفتم زين هاه ؟ ما شرطية وجاء فعل الشرط وفاعلها يعود على ما الشرطية ومن هذا المال بيان لما الشرطية فخذه جواب الشرط .
وقوله ( فخذه ) يعني لا ترده ، لا ترده لأنه رزق ساقه الله إليك .
وقوله ( وما لا فلا ) وش معنى وما لا ؟ هذه ما شرطية ولا نافية وفعل الشرط محذوف يعني وما لا يأتك إلا وأنت مشرف أو سائل فلا أو وما لا يأتك مطلقا فلا تتبعه نفسك وهذا أولى يعني وما لا يأتك هذا إذا جعلنا ما شرطية إن جعلناها موصولة والذي لا يأتك صار أن نقدر والذي لا يأتيك نقدر الفعل مرفوعا ، على كل حال ما يصح أن تكون موصولة أو شرطية .
فإن كانت موصولة فالمحذوف صلة الموصول أو فالمحذوف جزء من الصلة لأن لا داخلة في الصلة وإن كانت شرطية فالمحذوف فعل الشرط .
وقوله ( فلا تتبعه نفسك ) أي فلا تجعل نفسك تابعةً له أي متعلقة به .
فالمال إذا أتاك لا ترده ، إذا لم يأتك نعم لا تتبعه نفسك لا تجعل نفسك تتبعه وتتعلق به ومعلوم أن الرسول إذا نهى عن إتباع النفس للمال فنهيه عن الاستشراف والسؤال من باب أولى لأن المستشرف والسائل قد أتبع نفسه للمال .
فيقول ( خذه فتموله أو تصدق به وما جاءك من هذا المال وأنت غير مُشرِف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك ) .
قوله : كان يعطي عمر بن الخطاب العطاء ، ما هذا العطاء ؟ هذا العطاء هو العمالة على الصدقة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام بعث عمر على الصدقة ، فلما رجع أعطاه منها سهم من ؟ سهم العاملين عليها .
فكان عمر يقول " أعطه أفقر مني " وهذا من زهده رضي الله عنه حيث طلب من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يعطيه أفقر منه .
وقوله " أعطه أفقر مني " : ليس أمرا فيما يظهر لأن مثل عمر لا يأمر النبي صلى الله عليه وسلم وليس التماسًا لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أعلى من عمر .
إذن فما هو ؟ سؤالًا نعم سؤالًا لكنه أشد أدبًا من الالتماس الالتماس يسألك قرينك وهو يشعر بأنك مثله في المرتبة لكن السؤال يسألك السائل وهو يرى أنك أعلى منه فإن رأى أنك دونه فهو أمر .
وقوله " أفقر مني " : إشارة إلى أن الناس يختلفون في الغنى والفقر وأن الأفقر أحق بالعطاء من الأغنى .
وقوله ( تموَّله أو تصدق به ) ( تموَّله ) أي اجعله مالا لك تنتفع به في حياتك ( أو تصدق به ) يعني اصرفه إلى الفقير الذي قلت إنه أفقر منك تقربًا إلى الله .
فالفرق يا طلال بين الصدقة والهدية ما هو ؟ شف غيبتك الأيام الثلاثة الماضية شف خلتك الآن تغيب في فكرك .
أقول الصدقة ما أعطي تقربا إلى الله .
ثم قال : ( ما جاءك من هذا المال ) قوله هذا لا شك أنه بشارة والمال هل المراد بها الجنس أو المراد بها العهد يعني هل المراد بالمال هنا مال الزكاة أو المراد جنس المال هاه ؟ يحتمل في الواقع أنه يحتمل .
وقد يرجح أن المراد به الزكاة اسم الإشارة هذا المال لأن عمر كان عاملًا على الصدقة فهذا يرجح أن يكون المراد به إيش ؟ مال الزكاة .
ولكن حتى وإن كان اللفظ لا يشمل سواه من الأموال من حيث اللفظ فهو يشمله من حيث المعنى يشمله من حيث المعنى بالقياس لأن الشمول المعنوي هو ما شمل الأشياء بالقياس والشمول اللفظي هو ما شملها بمقتضى دلالة اللفظ .
وقوله ( أنت غير مشرف ) الواو هذه للحال حال من الفاعل في جاءك ولا من المفعول ؟ هاه من المفعول ، إيه الكاف هي المفعول فهي حال من الكاف .
وقوله ( غير مشرف ) المشرف للشيء : هو المتطلع إليه ومنه تطلع إلى الشيء يعني أشرف عليه من بُعد فمعنى غير مشرف أي غير متطلع لهذا المال ، يعني أن نفسك لا تتشوف له .
وقوله ( ولا سائل ) أي طالب .
( فخذه ) : الفاء رابطة للجواب أين الشرط اللي هي رابطة له ؟ ما في قوله ما جاءك ففعل الشرط الفعل جاءك ، ومن هذا المال بيان لما ، والمستتر الفاعل المستتر عائد على ما الشرطية عرفتم زين هاه ؟ ما شرطية وجاء فعل الشرط وفاعلها يعود على ما الشرطية ومن هذا المال بيان لما الشرطية فخذه جواب الشرط .
وقوله ( فخذه ) يعني لا ترده ، لا ترده لأنه رزق ساقه الله إليك .
وقوله ( وما لا فلا ) وش معنى وما لا ؟ هذه ما شرطية ولا نافية وفعل الشرط محذوف يعني وما لا يأتك إلا وأنت مشرف أو سائل فلا أو وما لا يأتك مطلقا فلا تتبعه نفسك وهذا أولى يعني وما لا يأتك هذا إذا جعلنا ما شرطية إن جعلناها موصولة والذي لا يأتك صار أن نقدر والذي لا يأتيك نقدر الفعل مرفوعا ، على كل حال ما يصح أن تكون موصولة أو شرطية .
فإن كانت موصولة فالمحذوف صلة الموصول أو فالمحذوف جزء من الصلة لأن لا داخلة في الصلة وإن كانت شرطية فالمحذوف فعل الشرط .
وقوله ( فلا تتبعه نفسك ) أي فلا تجعل نفسك تابعةً له أي متعلقة به .
فالمال إذا أتاك لا ترده ، إذا لم يأتك نعم لا تتبعه نفسك لا تجعل نفسك تتبعه وتتعلق به ومعلوم أن الرسول إذا نهى عن إتباع النفس للمال فنهيه عن الاستشراف والسؤال من باب أولى لأن المستشرف والسائل قد أتبع نفسه للمال .
6 - وعن سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه رضي الله عنهما :( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي عمر بن الخطاب العطاء ، فيقول : أعطه أفقر مني ، فيقول : خذه فتموله ، أو تصدق به ، وما جاءك من هذا المال ، وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه ، وما لا فلا تتبعه نفسك ). رواه مسلم . أستمع حفظ
فوائد حديث ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي عمر بن الخطاب العطاء ...).
الشيخ : في هذا الحديث عدة فوائد أولا زهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطي المال من هو أفقر منه .
ثانيا : أن الناس يتفاضلون في الغنى والفقر وتفاضلهم في الغنى والفقر له حِكَم عظيمة بالغة ولولا هذا التفاضل لولا هذا التفاضل ما قام للدنيا عمل ولا للآخرة أيضًا ، قال الله تعالى (( أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات )) لماذا ؟ (( ليتخذ بعضهم بعضًا سُخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون )) لولا فقر العامل ما صار يعمل لك ولا لا ؟ لو كان العامل مثلك قلت تعال أبيك تبني لي هذا الجدار قال ابنه أنت أنت مثلي .
طيب إذن نحن يسخر بعضنا بعضا ويذلل بعضنا بعضا لأن الله تعالى رفع بعضنا فوق بعض درجات أيضا من الحكم أننا نتدرج بهذا التفاضل إلى التفاضل في الآخرة (( انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض ولا الآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا )) نحن الآن نقول مثلا هذا الرجل غني عنده سيارات وقصور وبنين ونساء وحنا ما عندنا شيء نقول هذا لا شك أنه تفضيل ولكن الفضل في الآخرة أعظم وأعظم .
ولهذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن أهل الجنة يتراؤون أصحاب الغرف يعني المنازل العالية كما يتراؤون الكوكب الدري الغادر في الأفق الكوكب الدري المضيء نعم اللي في الأفق بعيد يتراؤون أصحاب الغرف كما يتراؤون الكوكب الدري الغادر في الأفق وهذا تفضيل عظيم أيما هذا أو أن يكون عند الإنسان قصر واسع وكبير وسيارات وخدم وحشم هاه لا شك لا فرق يعني لا سواء ولهذا قال (( ولا الآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا )) كم من إنسان مهين في هذه الدنيا لا يساوي نعلة لكنه في الآخرة من أصحاب الغرف هذا هو الفخر في الحقيقة .
أما أن يكون هناك تفاضل في هذه الدنيا الزائلة التي كما أشرنا من قبل صفوها منغص بكدر ثم هو ليس بدائم حتى لو صفت للإنسان غاية الصفاء فإنه كما قال الشاعر
" لا طيب للعيش ما دامت منغصة *** لذاته بادكار الموت والهرم "نعم .
على كل حال الناس في هذه الدنيا يختلفون كما قال عمر بن الخطاب " أعطه أفقر مني " .
طيب وفي هذا دليل في الحديث أيضا دليل على مشروعية أخذ المعطى من الزكاة إذا كان أهلًا نعم لقوله خذه ، وهل هو على سبيل الوجوب أو على سبيل الاستحباب ؟ قال بعض أهل العلم إنه على سبيل الوجوب ، وأن الإنسان إذا أُهدِي إليه شيء أو تصدق عليه بشيء وهو أهل له ولم تستشرف نفسه ولم يسأل فإنه يجب عليه أن يقبل ، وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد : أنه إذا أُهدِي إليك هدية وأنت لم تستشرف نفسك لها ولم تسألها وجب عليك القبول ، لقوله : فخذه والأصل في الأمر الوجوب لاسيما وأن الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم أن في الناس من هو أحوج من عمر رضي الله عنه ، فكونه يصرفه إلى هذا الرجل ويأمر بأخذها يدل على الوجوب .
وقال بعضهم بل هو على الاستحباب لأن الأمر هنا في مقابل الامتناع ، لما امتنع كأنه يقول خذه فهو مباح لك وهذا هو الأقرب وعلى كلا القولين إذا خِفت مضرة عليك بقبول هذه الهدية فلا يلزمك القبول ، لا يلزمك القبول .
لأن بعض الناس إذا أهدى هدية صار يمنّ بها كلما حصلت مناسبة قال هذا جزائي يوم أعطيك ذاك اليوم كذا وكذا ، نعم ثم صار يوبّخ هذا الرجل ويمنّ عليه فإذا كنت تخشى من هذا فلا شك أنه لا يجب عليك القبول حتى على القول بوجوب القبول في هذه الحال لا يجب لأن ذلك ضرر عليك .
وفي هذا الحديث دليل على كراهة التطلّع لما في أيدي الناس أو سؤالهم ، لقوله ( وأنت غير مشرف ولا سائل ) وهكذا ينبغي للإنسان أن يكون زاهدًا فيما في أيدي الناس لا يتطلع له . قال النبي عليه الصلاة والسلام لرجل قال يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس ، شف هذا الرجل كيّس يطلب عمل يحبه الله ويحبه الناس قال له النبي عليه الصلاة والسلام ( ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس ) لا تتشرف فيما في أيدي الناس ولا تسألهم فالناس يحبونك لأنك لم تضايقهم في دنياهم .
ازهد في الدنيا : لأن من زهد في الدنيا رغب في ضرتها وهي الآخرة فيحبه الله عز وجل .
طيب وفي هذا أيضا في الحديث دليل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يتبعه نفسه المال ، لا ينبغي أن يتبع نفسه المال إن فاته فلا يهمنه وإن حصل له بطريق مشروع فهذا رزق الله لا يحرمه نفسه لكن لا يتبع نفسه المال ، لأنك إذا أتبعت نفسك المال فإنك لا يمكن أن تشبع إذا أتبع الإنسان نفسه المال لا يشبع أبدا لكن إذا زهد فيه وجعله كما قال ابن تيمية رحمه الله بمنزلة الحمار يركبه أو بيت الخلاء يقضي حاجته فيه وين هذا اللي بسوي ؟ نعم يجعل المال كبيت الخلاء يقضي حاجته فيه ، أو كالحمار يركبه الناس الآن يجعلون الأموال كالتيجان يلبسونها نعم .
هذا في الحقيقة خطأ ونحن لا نقول إن المال لا ينفع المال الصالح عند الرجل الصالح من أفضل الأعمال حتى جعله الرسول عليه الصلاة والسلام قرينا للعلم قال ( لا حسد إلا في اثنتين : رجل أتاه الله الحكمة فهو يعلمها الناس ويعمل بها والثاني أتاه الله المال فسلطه على هلكته في الحق ) لا ننكر أن المال نافع ولكنا نقول لا تتبعه نفسك لأنك إن أتبعه نفسك ما شبعت منه أبدا اجعله مركوبا تركبه تقضي به حاجاتك فهو في الحقيقة وسيلة لأن أنهى ما تنتفع به في مالك ماهو ما تأكله وتشربه هذا أنهى ما يكون وأين تضع ما تأكله وتشربه في الأماكن القذرة أعتقد أن الإنسان إذا أتاه البول أو الغائط يقول أبى أرجع لغرفة النوم يقضي حاجته فيها ولا لا وين يروح ؟ دلوني على المرحاض رائحة منتنة وكريهة ومكان غير مرغوب ليضع المال الذي نعم أكله المال الذي أكله هذا شيء هذا أعلى ما يصل إليه في الانتفاع به لا ينبغي أن يكون هو شغل الإنسان الشاغل .
أنا لا تأخذوا عني أني أقول اتركوا الدنيا لا لا بد من الدنيا لكن اتركوا أن تتعلق بها قلوبكم اجعلوا الدنيا في أيديكم لا في قلوبكم بعض الناس يجعل الدنيا في قلبه ويداه خالية منها ، هذا مشكل وبعض الناس يجعلها في قلبه ويده ملأى منها ، وبعض الناس يجعلها في يده وقلبه خال منها ما تهمه هذا اسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم هؤلاء هم الذين وفقوا وعرفوا قدر المال .
إذن يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( ما لا فلا تتبعه نفسك ) وهذه كلمة في الحقيقة لو أننا اعتبرنا بها وعملنا بها لزهدنا في المال زهدا تامًا ولم نأخذ منه إلا ما ينفعنا في الآخرة .
طيب هل في هذا الحديث دليل على أن ما يأخذه عامل الزكاة يرجع إلى نظر الإمام ؟ نعم يرجع إلى نظر الإمام يعني أن ما يأخذه العامل ليس مقدرًا شرعًا بمعنى أننا لا نقول لك من الزكاة العشر نصف العشر كذا وكذا نعم هذا هو الظاهر لأن الحديث ما فيه أنه أعطاه شيئًا يعتبر نسبة من الزكاة ، ولكن سبق لنا أن عامل الزكاة يعطى بمقدار هاه عمله يعني بمقدار أجرته .
ثم نعم ترى هذه
الطالب : ...
الشيخ : إيش
الطالب : ...
الشيخ : نشوف وش تقولون ؟ هل يدل على أن عمر من الفقراء
الطالب : نعم
الشيخ : طيب يالله يا غانم من أين ؟
الطالب : من قوله " أفقر مني "
الشيخ : وجه الدلالة ؟
الطالب : التفضيل
الشيخ : إيه نعم
الطالب : ...
الشيخ : ما وجه أن اسم التفضيل يدل على أن عمر فيه فقر
الطالب : لأنه قال أفقر مني قال أفقر
الشيخ : إيه هو أدانا قاعدة نمشي عليها يا غانم قاعدة ننتفع بها ونمشي عليها هاه
الطالب : اسم التفضيل يدل على أنه يشتركان ...
الشيخ : اشتراك المفضل والمفضل عليه في الوقت
الطالب : إيه نعم
الشيخ : مع زيادة المفضل
الطالب : إيه نعم
الشيخ : صح القاعدة ذي ؟
الطالب : نعم
الشيخ : صحيح
الطالب : صحيح
الشيخ : إيه هذا الأصل ، هذا الأصل وقد يختل الأصل (( آلله خير أما يشركون )) وآلتهم ما فيها خير (( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا )) .
طيب على كل حال أنا أظن أن ما قاله الأخ غانم صواب ، أن ما قاله الأخ غانم صواب، القاعدة أنه إذا وجد اسم تفضيل فإنه يدل على اشتراك المفضل والمفضل عليه في هذا الوصف نعم مع زيادة هاه المفضل طيب هذا هو الأصل والغالب طيب عندك شيء يا أخ حمد ؟
الطالب : ...
الشيخ : رجعت ؟ طيب
الطالب : أقول هل من البر ... إما في أيدي الناس ...
الشيخ : لا هذا ماهو بعطاء هذا ما يقال في أيدي الناس لأن المقصود المال لكن هذا يدخل في أن الصحابة رضي الله عنهم بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على أن لا يسألوا الناس شيئا حتى كان أحدههم يسقط منه العصا وهو على راحلته فلا يقول ناولني إياه ينزل ويأخذه إيه نعم
الطالب : ...
الشيخ : بس هو ما يدخل في الحديث إنما لا شك أن كون الإنسان يستغني عن الناس ما استطاع فهو أولى لكنه مر علينا هذا البحث وقلنا إذا كان المأمور أو المطلوب منه الشيء يعني يفرح بهذا فإنه لا بأس به ، فالرسول عليه الصلاة والسلام يأمر أصحابه أن يفعلوا شيئا وهو من مصلحته هو الخاصة فمثلا إذا قدر الابن يفرح أن أبوه يأمره ولا لا ؟ ما نقول لا تأمر ابنك أو مثل الصديق يفرح أن صديقه يأمره يقضي حاجته ، حتى بعض الناس يجي يملك يقول لك صار لك غرض لازم توصيني على كذا توصيني على إذا أراد أن يسافر أو يذهب إلى مكان ما يفهم منه هذا الشيء .
الطالب : ...
الشيخ : نعم يا أحمد
الطالب : أقول نأخذها قاعدة من لا منة في سؤاله لا بأس بسؤاله .
الشيخ : إيش
الطالب : من لا منة في سؤاله لا بأس بسؤاله
الشيخ : إيه نعم إيه نعم
الطالب : شيخ ... عمله هل يشترط فيه عدم الاستحقاق
الشيخ : أما إذا كان عمل خير فنعم قد نقول لا ينبغي أنك تستشرف للمال وأما إذا كان عمل دنيوي فمعروف أن الدنيا تريد بها عوضًا دنيويًا
الطالب : لكن في هذا الحديث
الشيخ : في هذا الحديث عمل عمر الظاهر إنه عمل أخروي
الطالب : شيخ
الشيخ : نعم
الطالب : ألا نقول شيخ ... أموالا كثيرة ... هذه الصدقة
الشيخ : إيه
الطالب : ولكن ...
الشيخ : إيه هذا صحيح هذه فاتتنا من مناقب عمر رضي الله عنه إيثار غيره على نفسه لأنه ما قال أعطه فأنا لا أستحق قال " أعطه أفقر مني " فهذا من إيثاره رضي الله عنه نعم .
ثانيا : أن الناس يتفاضلون في الغنى والفقر وتفاضلهم في الغنى والفقر له حِكَم عظيمة بالغة ولولا هذا التفاضل لولا هذا التفاضل ما قام للدنيا عمل ولا للآخرة أيضًا ، قال الله تعالى (( أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات )) لماذا ؟ (( ليتخذ بعضهم بعضًا سُخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون )) لولا فقر العامل ما صار يعمل لك ولا لا ؟ لو كان العامل مثلك قلت تعال أبيك تبني لي هذا الجدار قال ابنه أنت أنت مثلي .
طيب إذن نحن يسخر بعضنا بعضا ويذلل بعضنا بعضا لأن الله تعالى رفع بعضنا فوق بعض درجات أيضا من الحكم أننا نتدرج بهذا التفاضل إلى التفاضل في الآخرة (( انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض ولا الآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا )) نحن الآن نقول مثلا هذا الرجل غني عنده سيارات وقصور وبنين ونساء وحنا ما عندنا شيء نقول هذا لا شك أنه تفضيل ولكن الفضل في الآخرة أعظم وأعظم .
ولهذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن أهل الجنة يتراؤون أصحاب الغرف يعني المنازل العالية كما يتراؤون الكوكب الدري الغادر في الأفق الكوكب الدري المضيء نعم اللي في الأفق بعيد يتراؤون أصحاب الغرف كما يتراؤون الكوكب الدري الغادر في الأفق وهذا تفضيل عظيم أيما هذا أو أن يكون عند الإنسان قصر واسع وكبير وسيارات وخدم وحشم هاه لا شك لا فرق يعني لا سواء ولهذا قال (( ولا الآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا )) كم من إنسان مهين في هذه الدنيا لا يساوي نعلة لكنه في الآخرة من أصحاب الغرف هذا هو الفخر في الحقيقة .
أما أن يكون هناك تفاضل في هذه الدنيا الزائلة التي كما أشرنا من قبل صفوها منغص بكدر ثم هو ليس بدائم حتى لو صفت للإنسان غاية الصفاء فإنه كما قال الشاعر
" لا طيب للعيش ما دامت منغصة *** لذاته بادكار الموت والهرم "نعم .
على كل حال الناس في هذه الدنيا يختلفون كما قال عمر بن الخطاب " أعطه أفقر مني " .
طيب وفي هذا دليل في الحديث أيضا دليل على مشروعية أخذ المعطى من الزكاة إذا كان أهلًا نعم لقوله خذه ، وهل هو على سبيل الوجوب أو على سبيل الاستحباب ؟ قال بعض أهل العلم إنه على سبيل الوجوب ، وأن الإنسان إذا أُهدِي إليه شيء أو تصدق عليه بشيء وهو أهل له ولم تستشرف نفسه ولم يسأل فإنه يجب عليه أن يقبل ، وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد : أنه إذا أُهدِي إليك هدية وأنت لم تستشرف نفسك لها ولم تسألها وجب عليك القبول ، لقوله : فخذه والأصل في الأمر الوجوب لاسيما وأن الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم أن في الناس من هو أحوج من عمر رضي الله عنه ، فكونه يصرفه إلى هذا الرجل ويأمر بأخذها يدل على الوجوب .
وقال بعضهم بل هو على الاستحباب لأن الأمر هنا في مقابل الامتناع ، لما امتنع كأنه يقول خذه فهو مباح لك وهذا هو الأقرب وعلى كلا القولين إذا خِفت مضرة عليك بقبول هذه الهدية فلا يلزمك القبول ، لا يلزمك القبول .
لأن بعض الناس إذا أهدى هدية صار يمنّ بها كلما حصلت مناسبة قال هذا جزائي يوم أعطيك ذاك اليوم كذا وكذا ، نعم ثم صار يوبّخ هذا الرجل ويمنّ عليه فإذا كنت تخشى من هذا فلا شك أنه لا يجب عليك القبول حتى على القول بوجوب القبول في هذه الحال لا يجب لأن ذلك ضرر عليك .
وفي هذا الحديث دليل على كراهة التطلّع لما في أيدي الناس أو سؤالهم ، لقوله ( وأنت غير مشرف ولا سائل ) وهكذا ينبغي للإنسان أن يكون زاهدًا فيما في أيدي الناس لا يتطلع له . قال النبي عليه الصلاة والسلام لرجل قال يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس ، شف هذا الرجل كيّس يطلب عمل يحبه الله ويحبه الناس قال له النبي عليه الصلاة والسلام ( ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس ) لا تتشرف فيما في أيدي الناس ولا تسألهم فالناس يحبونك لأنك لم تضايقهم في دنياهم .
ازهد في الدنيا : لأن من زهد في الدنيا رغب في ضرتها وهي الآخرة فيحبه الله عز وجل .
طيب وفي هذا أيضا في الحديث دليل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يتبعه نفسه المال ، لا ينبغي أن يتبع نفسه المال إن فاته فلا يهمنه وإن حصل له بطريق مشروع فهذا رزق الله لا يحرمه نفسه لكن لا يتبع نفسه المال ، لأنك إذا أتبعت نفسك المال فإنك لا يمكن أن تشبع إذا أتبع الإنسان نفسه المال لا يشبع أبدا لكن إذا زهد فيه وجعله كما قال ابن تيمية رحمه الله بمنزلة الحمار يركبه أو بيت الخلاء يقضي حاجته فيه وين هذا اللي بسوي ؟ نعم يجعل المال كبيت الخلاء يقضي حاجته فيه ، أو كالحمار يركبه الناس الآن يجعلون الأموال كالتيجان يلبسونها نعم .
هذا في الحقيقة خطأ ونحن لا نقول إن المال لا ينفع المال الصالح عند الرجل الصالح من أفضل الأعمال حتى جعله الرسول عليه الصلاة والسلام قرينا للعلم قال ( لا حسد إلا في اثنتين : رجل أتاه الله الحكمة فهو يعلمها الناس ويعمل بها والثاني أتاه الله المال فسلطه على هلكته في الحق ) لا ننكر أن المال نافع ولكنا نقول لا تتبعه نفسك لأنك إن أتبعه نفسك ما شبعت منه أبدا اجعله مركوبا تركبه تقضي به حاجاتك فهو في الحقيقة وسيلة لأن أنهى ما تنتفع به في مالك ماهو ما تأكله وتشربه هذا أنهى ما يكون وأين تضع ما تأكله وتشربه في الأماكن القذرة أعتقد أن الإنسان إذا أتاه البول أو الغائط يقول أبى أرجع لغرفة النوم يقضي حاجته فيها ولا لا وين يروح ؟ دلوني على المرحاض رائحة منتنة وكريهة ومكان غير مرغوب ليضع المال الذي نعم أكله المال الذي أكله هذا شيء هذا أعلى ما يصل إليه في الانتفاع به لا ينبغي أن يكون هو شغل الإنسان الشاغل .
أنا لا تأخذوا عني أني أقول اتركوا الدنيا لا لا بد من الدنيا لكن اتركوا أن تتعلق بها قلوبكم اجعلوا الدنيا في أيديكم لا في قلوبكم بعض الناس يجعل الدنيا في قلبه ويداه خالية منها ، هذا مشكل وبعض الناس يجعلها في قلبه ويده ملأى منها ، وبعض الناس يجعلها في يده وقلبه خال منها ما تهمه هذا اسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم هؤلاء هم الذين وفقوا وعرفوا قدر المال .
إذن يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( ما لا فلا تتبعه نفسك ) وهذه كلمة في الحقيقة لو أننا اعتبرنا بها وعملنا بها لزهدنا في المال زهدا تامًا ولم نأخذ منه إلا ما ينفعنا في الآخرة .
طيب هل في هذا الحديث دليل على أن ما يأخذه عامل الزكاة يرجع إلى نظر الإمام ؟ نعم يرجع إلى نظر الإمام يعني أن ما يأخذه العامل ليس مقدرًا شرعًا بمعنى أننا لا نقول لك من الزكاة العشر نصف العشر كذا وكذا نعم هذا هو الظاهر لأن الحديث ما فيه أنه أعطاه شيئًا يعتبر نسبة من الزكاة ، ولكن سبق لنا أن عامل الزكاة يعطى بمقدار هاه عمله يعني بمقدار أجرته .
ثم نعم ترى هذه
الطالب : ...
الشيخ : إيش
الطالب : ...
الشيخ : نشوف وش تقولون ؟ هل يدل على أن عمر من الفقراء
الطالب : نعم
الشيخ : طيب يالله يا غانم من أين ؟
الطالب : من قوله " أفقر مني "
الشيخ : وجه الدلالة ؟
الطالب : التفضيل
الشيخ : إيه نعم
الطالب : ...
الشيخ : ما وجه أن اسم التفضيل يدل على أن عمر فيه فقر
الطالب : لأنه قال أفقر مني قال أفقر
الشيخ : إيه هو أدانا قاعدة نمشي عليها يا غانم قاعدة ننتفع بها ونمشي عليها هاه
الطالب : اسم التفضيل يدل على أنه يشتركان ...
الشيخ : اشتراك المفضل والمفضل عليه في الوقت
الطالب : إيه نعم
الشيخ : مع زيادة المفضل
الطالب : إيه نعم
الشيخ : صح القاعدة ذي ؟
الطالب : نعم
الشيخ : صحيح
الطالب : صحيح
الشيخ : إيه هذا الأصل ، هذا الأصل وقد يختل الأصل (( آلله خير أما يشركون )) وآلتهم ما فيها خير (( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا )) .
طيب على كل حال أنا أظن أن ما قاله الأخ غانم صواب ، أن ما قاله الأخ غانم صواب، القاعدة أنه إذا وجد اسم تفضيل فإنه يدل على اشتراك المفضل والمفضل عليه في هذا الوصف نعم مع زيادة هاه المفضل طيب هذا هو الأصل والغالب طيب عندك شيء يا أخ حمد ؟
الطالب : ...
الشيخ : رجعت ؟ طيب
الطالب : أقول هل من البر ... إما في أيدي الناس ...
الشيخ : لا هذا ماهو بعطاء هذا ما يقال في أيدي الناس لأن المقصود المال لكن هذا يدخل في أن الصحابة رضي الله عنهم بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على أن لا يسألوا الناس شيئا حتى كان أحدههم يسقط منه العصا وهو على راحلته فلا يقول ناولني إياه ينزل ويأخذه إيه نعم
الطالب : ...
الشيخ : بس هو ما يدخل في الحديث إنما لا شك أن كون الإنسان يستغني عن الناس ما استطاع فهو أولى لكنه مر علينا هذا البحث وقلنا إذا كان المأمور أو المطلوب منه الشيء يعني يفرح بهذا فإنه لا بأس به ، فالرسول عليه الصلاة والسلام يأمر أصحابه أن يفعلوا شيئا وهو من مصلحته هو الخاصة فمثلا إذا قدر الابن يفرح أن أبوه يأمره ولا لا ؟ ما نقول لا تأمر ابنك أو مثل الصديق يفرح أن صديقه يأمره يقضي حاجته ، حتى بعض الناس يجي يملك يقول لك صار لك غرض لازم توصيني على كذا توصيني على إذا أراد أن يسافر أو يذهب إلى مكان ما يفهم منه هذا الشيء .
الطالب : ...
الشيخ : نعم يا أحمد
الطالب : أقول نأخذها قاعدة من لا منة في سؤاله لا بأس بسؤاله .
الشيخ : إيش
الطالب : من لا منة في سؤاله لا بأس بسؤاله
الشيخ : إيه نعم إيه نعم
الطالب : شيخ ... عمله هل يشترط فيه عدم الاستحقاق
الشيخ : أما إذا كان عمل خير فنعم قد نقول لا ينبغي أنك تستشرف للمال وأما إذا كان عمل دنيوي فمعروف أن الدنيا تريد بها عوضًا دنيويًا
الطالب : لكن في هذا الحديث
الشيخ : في هذا الحديث عمل عمر الظاهر إنه عمل أخروي
الطالب : شيخ
الشيخ : نعم
الطالب : ألا نقول شيخ ... أموالا كثيرة ... هذه الصدقة
الشيخ : إيه
الطالب : ولكن ...
الشيخ : إيه هذا صحيح هذه فاتتنا من مناقب عمر رضي الله عنه إيثار غيره على نفسه لأنه ما قال أعطه فأنا لا أستحق قال " أعطه أفقر مني " فهذا من إيثاره رضي الله عنه نعم .
متى يجوز أخذ عطية السلطان؟
السائل : شيخ قول ... الحديث السابق على قول ...
الشيخ : إيه
السائل : الحديث ...
الشيخ : تقدم لنا هذا في باب سؤال السلطان إذا كان سؤاله يجوز فعطيته من باب أولى .
وعطية السلاطين مثل ما قال بعض السلف قال كنا نقبلها لما كانوا يعطوننا للدنيا أما إذا أعطونا لتكون وسيلة لاستغلالهم ديننا فلا .
عطية السلطان إذا كنت تخشى أنه أعطاك لتسكت عما يعمل فلا تقبل ، لا تقبل منه لأن السلاطين عندهم حسب التجارب عندهم أشياء يعرفون كيف يسكتون الإنسان فإذا علمت أنه أعطاك ليسكتك عما يفعل فلا تقبل .
أما إذا علمت أنه أعطاك إكرامًا إكرامًا لك وتوددًا إليك لأنه رأى فيك جفوة فهذا لا بأس بالقبول المهم أنها على حسب ما تقتضيه المصلحة .
فإن تساوى الأمران الظاهر أن السلامة من القبول أسلم إن تساوى الأمران فالسلامة أسلم لأنه إذا سلمت قصدي إذا أخذت فإن كل عمل تسكت عنه من أعمال السلطان وأنت ترى أنه ليس بمنكر والعامة يرون أنه منكر سوف يحملون ذلك على عطية السلطان لك وسكت لأن كسر سنه أو كسر ضرسه نعم إيه نعم .
السائل : ... في قوله ...
الشيخ : أبد لا يفرّق لا يفرّق بينهم نعم .
الشيخ : إيه
السائل : الحديث ...
الشيخ : تقدم لنا هذا في باب سؤال السلطان إذا كان سؤاله يجوز فعطيته من باب أولى .
وعطية السلاطين مثل ما قال بعض السلف قال كنا نقبلها لما كانوا يعطوننا للدنيا أما إذا أعطونا لتكون وسيلة لاستغلالهم ديننا فلا .
عطية السلطان إذا كنت تخشى أنه أعطاك لتسكت عما يعمل فلا تقبل ، لا تقبل منه لأن السلاطين عندهم حسب التجارب عندهم أشياء يعرفون كيف يسكتون الإنسان فإذا علمت أنه أعطاك ليسكتك عما يفعل فلا تقبل .
أما إذا علمت أنه أعطاك إكرامًا إكرامًا لك وتوددًا إليك لأنه رأى فيك جفوة فهذا لا بأس بالقبول المهم أنها على حسب ما تقتضيه المصلحة .
فإن تساوى الأمران الظاهر أن السلامة من القبول أسلم إن تساوى الأمران فالسلامة أسلم لأنه إذا سلمت قصدي إذا أخذت فإن كل عمل تسكت عنه من أعمال السلطان وأنت ترى أنه ليس بمنكر والعامة يرون أنه منكر سوف يحملون ذلك على عطية السلطان لك وسكت لأن كسر سنه أو كسر ضرسه نعم إيه نعم .
السائل : ... في قوله ...
الشيخ : أبد لا يفرّق لا يفرّق بينهم نعم .
ألا يؤخذ منه جواز التصدق بالمال كله؟
السائل : ... كذلك على الخير ومدعي الخير أن الله ...
الشيخ : إيه لا قد يؤخذ منه جواز التصدق بالمال بالمال كله نعم لقوله ( تموله أو تصدق به ) والصدقة بالمال كله جائزة كما مر علينا بشرط أن يكون الإنسان يعرف من نفسه قوة التوكل على الله عز وجل وعلى انفراد خلقه
الشيخ : إيه لا قد يؤخذ منه جواز التصدق بالمال بالمال كله نعم لقوله ( تموله أو تصدق به ) والصدقة بالمال كله جائزة كما مر علينا بشرط أن يكون الإنسان يعرف من نفسه قوة التوكل على الله عز وجل وعلى انفراد خلقه
ألا يكون امنتاع عمر عن أخذ الصدقة لأنه من العاملين عليها؟
الشيخ : نعم
السائل : ألا إعطاء النبي صلى الله عليه وسلم لعمر شيخنا ألا يكون من باب أنه من العاملين عليها
الشيخ : إلا بلى
السائل : وليس لفقره
الشيخ : إيه نعم
السائل : ولذلك قوله تصدق به ربما تحمل على لأن عنده مال
الشيخ : نعم
السائل : وإن كان عندك مال تصدق بهذا الباقي لأنك استحقيت ... هذا المال
الشيخ : هو على كل حال هو استحقه بالعمالة لأنه ثبت في الرواية الأخرى أنه بعثه على الصدقة
السائل : إذن فربما يكون الأمر ليس فقرا
الشيخ : بس الوصف الأصل فيه الاشتراك إيه نعم نعم
السائل : شيخ
السائل : ألا إعطاء النبي صلى الله عليه وسلم لعمر شيخنا ألا يكون من باب أنه من العاملين عليها
الشيخ : إلا بلى
السائل : وليس لفقره
الشيخ : إيه نعم
السائل : ولذلك قوله تصدق به ربما تحمل على لأن عنده مال
الشيخ : نعم
السائل : وإن كان عندك مال تصدق بهذا الباقي لأنك استحقيت ... هذا المال
الشيخ : هو على كل حال هو استحقه بالعمالة لأنه ثبت في الرواية الأخرى أنه بعثه على الصدقة
السائل : إذن فربما يكون الأمر ليس فقرا
الشيخ : بس الوصف الأصل فيه الاشتراك إيه نعم نعم
السائل : شيخ
ما معنى قوله تعالى (( ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ))؟
الشيخ : نعم يا
السائل : يقول الله تعالى (( ليتخذ بعضهم بعض سخريا )) فما وجهه يا شيخ
الشيخ : هاه
السائل : يقول الله تعالى (( ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ))
الشيخ : إيه نعم معناه أن بعضهم يذلل بعضهم برفع هذه الدرجات فالغني يجي للفقير ويقول تعال يالله اكنس البيت ابن الجدار طهّر المرحاض ولا لا إيه نعم لكن لولا هذا التفاضل لقالك لا نعم فيه واحد يسأل بالربع أظن
السائل : شيخ
الشيخ : أنت
السائل : هذا يكون الغني مسخّر للفقير أيضا
الشيخ : نعم
السائل : مسخر لكي يعطيه المال
الشيخ : نعم نعم
السائل : مثل ما أن ... للدكتور ...
الشيخ : نعم نعم كله مسخر ولهذا قال (( ليتخذ بعضهم بعض سخريا )) لكن بس ظهور التسخير تسخير الغني للفقير أوضح بلا شك
السائل : يقول الله تعالى (( ليتخذ بعضهم بعض سخريا )) فما وجهه يا شيخ
الشيخ : هاه
السائل : يقول الله تعالى (( ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ))
الشيخ : إيه نعم معناه أن بعضهم يذلل بعضهم برفع هذه الدرجات فالغني يجي للفقير ويقول تعال يالله اكنس البيت ابن الجدار طهّر المرحاض ولا لا إيه نعم لكن لولا هذا التفاضل لقالك لا نعم فيه واحد يسأل بالربع أظن
السائل : شيخ
الشيخ : أنت
السائل : هذا يكون الغني مسخّر للفقير أيضا
الشيخ : نعم
السائل : مسخر لكي يعطيه المال
الشيخ : نعم نعم
السائل : مثل ما أن ... للدكتور ...
الشيخ : نعم نعم كله مسخر ولهذا قال (( ليتخذ بعضهم بعض سخريا )) لكن بس ظهور التسخير تسخير الغني للفقير أوضح بلا شك
ما هو التعريف الصحيح للزهد؟
الشيخ : نعم
السائل : ما هو حقيقة الزهد ؟
الشيخ : إيش
السائل : ما هو حقيقة الزهد ؟
الشيخ : الزهد
السائل : نعم
الشيخ : أحسن ما قيل فيه ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو أن الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة فكل شيء ينفعك في الآخرة من مال أو ولد أو كسب أو عمل فهو زهد إذا كان ينفع يعني لا ينافي الزهد التفاضل الناس في الرزق نعم إيه نعم
السائل : ... فقيرا
الشيخ : هاه
السائل : ... كان فقيرا
الشيخ : من الأيام ما ينفي ذكر الدينار لأنه دنيا ... ذكر وحديث وعلم طيب درس.
السائل : ما هو حقيقة الزهد ؟
الشيخ : إيش
السائل : ما هو حقيقة الزهد ؟
الشيخ : الزهد
السائل : نعم
الشيخ : أحسن ما قيل فيه ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو أن الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة فكل شيء ينفعك في الآخرة من مال أو ولد أو كسب أو عمل فهو زهد إذا كان ينفع يعني لا ينافي الزهد التفاضل الناس في الرزق نعم إيه نعم
السائل : ... فقيرا
الشيخ : هاه
السائل : ... كان فقيرا
الشيخ : من الأيام ما ينفي ذكر الدينار لأنه دنيا ... ذكر وحديث وعلم طيب درس.
كتاب الصيام
الشيخ : وهو قوله : كتاب الصيام، كتاب الصيام
ذكرنا أن العلماء رحمهم الله يجعلون كل جنس كتابا وكل نوع بابًا وكل بحث فصلا هذا الغالب كل جنس يجعلونه
الطالب : كتاب
الشيخ : وكل نوع بابا وكل بحث فصلا إيه نعم ولهذا كتاب الطهارة فيه أنواع فيه المياه فيه الوضوء فيه الاستنجاء فيه الغسل فيه التيمم إلى آخره .
كتاب الصيام فيه ثبوت السهر فيه المفطرات فيه آداب الصائم وما أشبه ذلك .
فهم رحمهم الله يجعلون لكل جنس كتابًا ولكل نوع بابًا ولكل بحث فصلًا إيه نعم .
الصيام في اللغة الإمساك قال الشاعر
" خيل صيام وخيل غير صائمة *** تحت العَجاج وأخرى تعلك اللجما "
قوله " خيل صيام " : أي ممسكة .
ومنها قوله تعالى وكان الأجدر بنا أن نقدمه على البيت قوله تعالى عن مريم (( فقولي إني نذرت للرحمن صومًا )) أي إمساكًا عن الكلام وقول العامة : صامت عليه الأرض إذا التأمت عليه وأمسكته .
إذن الصيام في اللغة الإمساك وأما في الشرع فهو التعبد لله سبحانه وتعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، هل بين المعنى الشرعي والمعنى اللغوي علاقة ؟ نعم لأن كل منهما إمساك لكن الصيام الشرعي إمساك عن شيء معين .
فقولنا : التعبد لله هذا أمر لابد منه وليذكر هذا في كل تعريف للعبادة فالصلاة مثلا نقول هي التعبد لله تعالى بأقوال وأفعال معلومة والزكاة التعبد لله ببذل المال المخصوص إلى جهة مخصوصة وهكذا .
الصيام مرتبته من الإسلام أنه أحد أركانه وحكمه أنه فرض بإجماع المسلمين لدلالة الكتاب والسنة عليه قال الله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام )) أي فرض وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( إذا رأيتموه فصوموا ) والأمر للوجوب فصيامه واجب بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين إجماعا قطعيا لم يختلف فيه اثنان لا سنيهم ولا بدعيهم كلهم مجمعون على وجوب صوم رمضان .
ولهذا نقول من أنكر وجوبه كفر إذا كان عائشا بين المسلمين لأنه أنكر أمرا معلوما بالضرورة من دين الإسلام أما من تركه تهاونا فقد اختلف العلماء في كفره والصحيح أنه لا يكفر وعن الإمام أحمد رواية أنه يكفر قال لأنه ركن من أركان الإسلام والركن هو جانب الشيء الأقوى وإذا سقط الركن نعم سقط البيت .
لكن الصحيح أنه لا يكفر بشيء من الأعمال إلا الصلاة كما قال عبدالله بن شقيق عن الصحابة رضي الله عنهم .
وتكليف المسلمين بالصيام تظهر فيه حكمة الله عز وجل لأن الله سبحانه وتعالى جعل العبادات متنوعة بذل محبوب وكف عن محبوب وعمل فيه شيء من التعب لكن بدون مشقة عمل يعني معاناة عمل بذل محبوب كف عن محبوب فالزكاة مثلا هاه بذل محبوب قال تعالى (( وتحبون المال حبا جما )) .
ولهذا تجد بعض الناس يحاول بقدر ما يستطيع أن يقلل من زكاته أو أن يسقطها أو أن يصرفها في شيء واجب عليه عرفا .
الصيام كفٌّ هاه عن محبوب وانظر ما يحصل فيه من المشقة مشقة المألوف فيما إذا كان اليوم شديد الحر طويلًا ، تجد الإنسان يشتاق اشتياقًا كبيرا إلى الماء ، لكن ليعتاد الإنسان على كف النفس فرضه الله، أما العمل فمثل الصلاة والوضوء والحج مع أن الحج فيه أحيانًا بذل هاه بذل محبوب .
الحكمة من هذا التنويع : لأن من الناس من يسهل عليه العمل دون بذل المال ومن الناس من يسهل عليه بذل المال دون العمل ومن الناس من يصعب عليه الكف عن المحبوب عن الأكل والشرب والأهل فلهذا نوّع الله العبادات ليعلم من يكون عابدًا لله ممن يكون عابدًا لهواه هذه الحكمة في فرضية الصيام وإلا فقد يقول قائل هذا إمساك ما الفائدة هذا ما عمل عملا فنقول لا ترك محبوبًا قد يكون العمل عليه أهون من ترك هذا المحبوب فهذه الحكمة في إيجاب الصيام على العباد .
ذكرنا أن العلماء رحمهم الله يجعلون كل جنس كتابا وكل نوع بابًا وكل بحث فصلا هذا الغالب كل جنس يجعلونه
الطالب : كتاب
الشيخ : وكل نوع بابا وكل بحث فصلا إيه نعم ولهذا كتاب الطهارة فيه أنواع فيه المياه فيه الوضوء فيه الاستنجاء فيه الغسل فيه التيمم إلى آخره .
كتاب الصيام فيه ثبوت السهر فيه المفطرات فيه آداب الصائم وما أشبه ذلك .
فهم رحمهم الله يجعلون لكل جنس كتابًا ولكل نوع بابًا ولكل بحث فصلًا إيه نعم .
الصيام في اللغة الإمساك قال الشاعر
" خيل صيام وخيل غير صائمة *** تحت العَجاج وأخرى تعلك اللجما "
قوله " خيل صيام " : أي ممسكة .
ومنها قوله تعالى وكان الأجدر بنا أن نقدمه على البيت قوله تعالى عن مريم (( فقولي إني نذرت للرحمن صومًا )) أي إمساكًا عن الكلام وقول العامة : صامت عليه الأرض إذا التأمت عليه وأمسكته .
إذن الصيام في اللغة الإمساك وأما في الشرع فهو التعبد لله سبحانه وتعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، هل بين المعنى الشرعي والمعنى اللغوي علاقة ؟ نعم لأن كل منهما إمساك لكن الصيام الشرعي إمساك عن شيء معين .
فقولنا : التعبد لله هذا أمر لابد منه وليذكر هذا في كل تعريف للعبادة فالصلاة مثلا نقول هي التعبد لله تعالى بأقوال وأفعال معلومة والزكاة التعبد لله ببذل المال المخصوص إلى جهة مخصوصة وهكذا .
الصيام مرتبته من الإسلام أنه أحد أركانه وحكمه أنه فرض بإجماع المسلمين لدلالة الكتاب والسنة عليه قال الله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام )) أي فرض وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( إذا رأيتموه فصوموا ) والأمر للوجوب فصيامه واجب بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين إجماعا قطعيا لم يختلف فيه اثنان لا سنيهم ولا بدعيهم كلهم مجمعون على وجوب صوم رمضان .
ولهذا نقول من أنكر وجوبه كفر إذا كان عائشا بين المسلمين لأنه أنكر أمرا معلوما بالضرورة من دين الإسلام أما من تركه تهاونا فقد اختلف العلماء في كفره والصحيح أنه لا يكفر وعن الإمام أحمد رواية أنه يكفر قال لأنه ركن من أركان الإسلام والركن هو جانب الشيء الأقوى وإذا سقط الركن نعم سقط البيت .
لكن الصحيح أنه لا يكفر بشيء من الأعمال إلا الصلاة كما قال عبدالله بن شقيق عن الصحابة رضي الله عنهم .
وتكليف المسلمين بالصيام تظهر فيه حكمة الله عز وجل لأن الله سبحانه وتعالى جعل العبادات متنوعة بذل محبوب وكف عن محبوب وعمل فيه شيء من التعب لكن بدون مشقة عمل يعني معاناة عمل بذل محبوب كف عن محبوب فالزكاة مثلا هاه بذل محبوب قال تعالى (( وتحبون المال حبا جما )) .
ولهذا تجد بعض الناس يحاول بقدر ما يستطيع أن يقلل من زكاته أو أن يسقطها أو أن يصرفها في شيء واجب عليه عرفا .
الصيام كفٌّ هاه عن محبوب وانظر ما يحصل فيه من المشقة مشقة المألوف فيما إذا كان اليوم شديد الحر طويلًا ، تجد الإنسان يشتاق اشتياقًا كبيرا إلى الماء ، لكن ليعتاد الإنسان على كف النفس فرضه الله، أما العمل فمثل الصلاة والوضوء والحج مع أن الحج فيه أحيانًا بذل هاه بذل محبوب .
الحكمة من هذا التنويع : لأن من الناس من يسهل عليه العمل دون بذل المال ومن الناس من يسهل عليه بذل المال دون العمل ومن الناس من يصعب عليه الكف عن المحبوب عن الأكل والشرب والأهل فلهذا نوّع الله العبادات ليعلم من يكون عابدًا لله ممن يكون عابدًا لهواه هذه الحكمة في فرضية الصيام وإلا فقد يقول قائل هذا إمساك ما الفائدة هذا ما عمل عملا فنقول لا ترك محبوبًا قد يكون العمل عليه أهون من ترك هذا المحبوب فهذه الحكمة في إيجاب الصيام على العباد .
حكم وفوائد الصيام
الشيخ : ثم إن للصيام حِكما كثيرة أهمها :
التقوى : وهي التي أشار الله إليها بقوله (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) .
الثاني : معرفة قدر نعمة الله على العبد بتناول ما يشتهيه من الأكل والشرب والنكاح لأن قدر النعم لا يُعرف إلا بضدها كما قيل : وبضدها تتبين الأشياءُ : أن الإنسان يعني دائما شبعان وريّان متمتع بأهله لا يعرف قدر هذه النعمة لكن إذا حُجِب عنها شرعًا أو قدَرًا عرف قدر هذه النعمة أليس كذلك ؟
الطالب : نعم
الشيخ : إذن فيعرف الإنسان بذلك قدر نعمة الله عليه بتناول الأكل والشرب والنكاح لأنه يفقدها في هذا اليوم فيشكر الله سبحانه وتعالى على التيسير .
ومنها من فوائدها تعويد النفس على الصبر والتحمل حتى لا يكون الإنسان مُترفا فإن الإنسان قد يأتيه يوم يجوع فيه ويعطش فيكون هذا الصوم تمرينا له على الصبر والتحمل على فقد المحبوب وهذه تربية نفسية .
الرابع من الحكم : أن الغني يعرف حاجة الفقير فيرقّ له ويرحمه ، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن والإنسان قد لا يعرف حاجة المضطر إذا كان هو شبعان ولا لا ؟ لكن إذا جاء عرف قدر الجوع وألمه فيرحم بذلك إخوانه الفقراء هذه خمس أربع. الخامسة : أن فيه تضييقا لمجاري الشيطان لأنه بكثرة الغذاء تمتلئ العروق دما فتتسع وبقلته تضيق المجاري ، ومجاري الدم هي مسالك الشيطان لقول النبي عليه الصلاة والسلام الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولهذا أُمر الإنسان الذي لا يستطيع الباءة أُمر أن يصوم لتضيق المجاري مجاري الدم ويقل الشبق .
طيب السادس أن فيه حمية عن كثرة الفضولات والرطوبات في البدن ولهذا بعض الناس يزداد صحة بالصوم لأن الرطوبات التي تتلبدت على البدن تتسرب وتزول حيث أن البدن يضمر وييبس فتتسرب تلك الرطوبات فيكون في ذلك فائدة عظيمة للبدن وهذا أمر مشاهد .
سابعًا : ما يحصل بين يديه وخلفه من عبادة الله عز وجل فبين يديه السحور فإن السحور عبادة لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( تسحروا فإن في السحور بركة ) ، وما يحصل من الإفطار بأن أحب عباد الله إليه أعجلهم فطرًا فالإنسان يتناول ما يشتهي عبادة عند الإفطار فهذا من فوائده .
ومنها أيضًا الفائدة الثامنة : أن الغالب على الصائمين التفرّغ للعبادة ، ولهذا تجد الإنسان في حال الصيام تزداد عبادته وليت يوم فطره ويوم صومه سواء إلا الغافل الغافل هذا له شأن آخر لكن الإنسان اليقظ الحازم الفطن الكيّس هذا يجعل يوم صومه غير يوم فطره فلهذه الفوائد ولغيرها مما لم نذكره أوجب الله الصيام على العباد وليس الصوم أي ليس إيجابه خاصا بهذه الأمة بل هو عام للأمم كلها (( كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) .
ثم اعلم أن الصيام خص بشهر معيّن من السنة أشار الله تبارك وتعالى إلى الحكمة في تخصيصه بقوله : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )) (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )) ، وقد احتج بهذه المناسبة أصحاب أعياد الميلاد :
وقالوا : هذا دليل على أن المناسبات الدينية يجعل لها خصائص لأن الله جعل مناسبة إنزال القرآن أن نصوم هذه المناسبة كل عام فهذا دليل على أنه لا بأس باتخاذ الأعياد في المناسبات ولكن هذا في الحقيقة دليل عليهم وليس لهم ، لأن كون الشارع يخص هذه المناسبة بهذا الحكم دليل على أن ما لم يخصَّه لا يشرع فيه شيء إذ لو كان الله يحب أن يُخَصّ بشيء لبينه كما بيّن هذا .
وهذا مما يذكرنا بما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية أن كل مبطل يحتج على باطله بدليل صحيح هاه فإن دليله يكون عليه لا له نعم .
طيب الصيام خُصّ بشهر هلالي ولا اصطلاحي
الطالب : هلالي
الشيخ : هلالي ، وهو شهر رمضان وسمي رمضان قيل لأن وقت التسمية كان في شدة الحر والرمضاء ، فالعرب سموه في ذلك الوقت رمضان واستمر ، وقيل لأنه يحرق الذنوب كالرمضاء تحرق الأقدام فهو محرق للذنوب .
وقيل إنه علم ليس له اشتقاق مجرد علم كما نقول ذئب ليش ذئب لماذا سمي ذئبًا ؟ هاه لأنه ذئب نعم أسد لأنه أسد ما تعلل فرمضان سمي رمضان لأنه رمضان نعم .
والذي يهمنا أن شهر رمضان من أفضل الشهور ولكن هل هو من الأشهر الحرم ؟ لا لأن الأشهر الحرم أربعة : ثلاثة متوالية وواحد منفرد ما هو يا قشي ؟ الأشهر الحرم
الطالب : ... ثلاثة
الشيخ : متوالية وواحد منفرد
الطالب : ...
الشيخ : حنا مو قلنا الآن ليس من الأشهر الحرم هاه
الطالب : شوال
الشيخ : لا ، نعم
الطالب : ثلاثة متوالية ذي القعدة ذي الحجة محرم
الشيخ : وش هي
الطالب : ذي القعدة
الشيخ : ذو القَعدة بالفتح
الطالب : ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب
الشيخ : صح ؟
الطالب : نعم
الشيخ : إيه نعم هذه الأشهر الحرم يا جماعة ثلاثة متوالية ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب منفرد .
قال عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين ) لا ناهية والدليل على أنها ناهية جزم الفعل بها حيث حذفت منه النون وقوله ( تقدموا ) هي فعل مضارع حذفت منه إحدى التائين وأصلها تتقدموا .
وحذف إحدى التائين كثير في اللغة العربية ومنه قوله تعالى (( فأنذرتكم نارا تلظى )) أي تتلظى ولولا أننا قلنا إنه محذوف فيه إحدى التائين لكان تلظى فعل ماضي ولا لا ؟
طيب هنا تقدموا : لولا أننا قلنا بحذف إحدى التائين لكان فعلا ماضيًا تقول جاء القوم فتقدموا نعم .
( لا تقدموا رمضان ) اسم للشهر يعني لا تقدموا هذا الشهر المسمى بهذا الاسم .
( بصوم يوم ولا يومين ) نعم استثنى قال ( إلا رجل كان يصوم صوما ) عندكم في الشرح يقول إن رواية مسلم ( إلا رجلا ) ولكن ليس بصحيح فإن رواية مسلم ( إلا رجل ) كما قال المؤلف رحمه الله إلا رجل أما البخاري فقال ( إلا أن يكون رجلٌ يصوم صومًا فليصمه ) .
أما لو صحت النسخة إلا رجلًا فالظاهر أنه لا إشكال فيه لأنها منصوبة على الاستثناء لكن ( إلا رجلٌ ) قالوا إنه مستثنى من الواو في ( لا تقدموا ) والنهي كالنفي فيكون الاستثناء من تام غير موجب فجاز أن يبدل من المستثنى منه والمستثنى منه مرفوع ولا لا ؟ مرفوع طيب .
قال ( إلا رجل كان يصوم صوما ) يعني اعتاد أن يصوم صومًا فليصمه الفاء ضابطة ، واللام للأمر المراد به الإباحة ، وليس المراد به الاستحباب ولا الوجوب المراد به الإباحة لأنه في مقابلة النهي فكان للإباحة كما لو قلت زيد لا تكرمه وعمرواً أكرمه أي يباح لك أن تكرمه .
طيب في هذا الحديث ينهى رسول الله عليه الصلاة والسلام الأمة أن يتقدموا رمضان ، والخطاب للصحابة لا تقدموا الخطاب لأناس عنده الخطاب للصحابة خطاب للأمة جميعًا والخطاب للواحد من الصحابة خطاب للصحابة جميعًا ، وعليه فإذا وجه الخطاب إلى واحد من الصحابة فهو لمن لجميع الأمة للصحابة والخطاب للصحابة خطاب للأمة .
فينهى النبي عليه الصلاة والسلام أمته أن يتقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين لماذا ؟ قيل لأجل أن ينشطوا لاستقبال رمضان لأجل أن ينشطوا لاستقبال رمضان لأن الإنسان إذا صام قبل رمضان بيوم أو يومين يأتي رمضان وهو كسلان وتعبان من الصوم السابق وهذه العلة كما ترون عليلة ليش لأنه لو كان كذلك لكان اللي يصوم قبل رمضان بأربعة أيام أشد نهيا ولا لا ؟ مع أن الحديث يدل على الجواز .
وقيل إن العلة لأجل الفرق بين الفرض والنفل وهذا قد يكون فيه نظر ، لأنه لو كانت العلة هكذا لم يكن فرق بين من كان يصوم صومًا ومن لم يكن ، لكان النهي عامًا .
وقيل إن العلة لئلا يفعله الإنسان من باب الاحتياط فيكون ذلك تنطعًا من باب الاحتياط كيف ؟ لرمضان من باب الاحتياط لرمضان يقول أنا أخشى سبحان الله وإن كان رجب ناقص وشعبان ناقص أبي أصوم يومين خوفًا من النقص فيكون هذا من باب التنطع .
وقيل لئلا يظن الظان أن هذا الصوم من رمضان فيكون قدحًا في الحكم الشرعي الذي علّق صوم رمضان بماذا ؟ هاه برؤية الهلال .
وهذا الأخير والذي قبله هو أقرب العلل أما ما سبق فهي علة عليلة ، وهنا علة لكل مؤمن وهي هاه امتثال أمر الله ورسوله العلة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه .
ولهذا لما سئلت عائشة رضي الله عنها ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة قالت " كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة " نعم .
ففي هذا الحديث من الفوائد : أولًا النهي عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين لقوله ( لا تقدموا ) ، وهل هذا النهي للتحريم أو للكراهة فيه قولان لأهل العلم : منهم من قال إنه للتحريم ومنهم من قال بل للكراهة الذين قالوا إنه للتحريم احتجوا يا بندر هاه بأن الأصل في النهي التحريم إلا بدليل .
والذين قالوا إنه للكراهة قالوا لأن الرسول عليه الصلاة والسلام استثنى قال ( إلا رجل كان يصوم صومًا فليصمه ) ، ولو كان للتحريم ما جاز أن يصام حتى في العادة بدليل أن أيام التشريق لما كانت حرامًا صار صيامها جائزا إذا كان للعادة ولا حرامًا ؟ حرامًا ، وبدليل أيضا أيام العيدين لما كان صومها حراما كان صوم العيد حرامًا ولو وافق العادة .
طيب ومن فوائد الحديث أيضًا : جواز تقدم الصوم قبل رمضان بأكثر من يومين لقوله ( يوم أو يومين ) ولكن هل إذا صام قبل العيد بثلاثة أيام يستمر أو نقول إذا بقي يوم أو يومان فأمسك هاه أنتم فاهمين ؟ يعني رجل صام قبل رمضان بثلاثة أيام هل نقول إنك لما بدأت الصوم قبل رمضان بثلاثة أيام أتمه أو نقول إذا بقي يومان هاه إذا بقي يومان يمسك ؟
الطالب : الثاني
الشيخ : نشوف الحديث : ( لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين ) هل يصدق على هذه الصورة على صورة رجل .
محمد نور .
على صورة رجل صام في اليوم السابع والعشرين والثامن والعشرين والتاسع والعشرين الظاهر أنه يصدق عليه ونقول إذا بقي يومان فأمسك إلا إذا كنت تصوم صومًا فصمه مثل لو كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر وصام السابع والعشرين والثامن والعشرين والتاسع والعشرين فهذا لا بأس به .
أو كان يصوم يوم الإثنين عادة فصادف يوم الأثنين التاسع والعشرين لا بأس ، أو كان يصوم الخميس عادة فصام هاه يوم الخميس في التاسع والعشرين فلا بأس ، أو كان بقي عليه من رمضان الماضي أيام فأكملها قبل رمضان بيوم أو يومين فلا بأس ، لأن صومه حينئذ يكون واجبًا وقوله ( إلا رجل ) إلا رجل هل المرأة كالرجل هاه نعم لأن الأصل في الأحكام تساوي الرجل والمرأة إلا بدليل يدل على الحصرية .
طيب رجل يصوم يوما ويفطر يوما فصادف يوم صومه التاسع والعشرين هاه يصوم ؟ نعم لقوله ( إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه ) .
ومن فوائد الحديث أيضا الإشارة إلى النهي عن التنطع وتجاوز الحدود بناء على أن العلة هي خوف أن يلحق هذا برمضان .
ومنها أن للعادات تأثيرًا في الأحكام الشرعية من أين يؤخذ ؟ ( إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه ) ولكن ليس معنى ذلك أن العادات تؤثر على كل حال لكن لها تأثير وقد رد الله عز وجل أشياء كثيرة إلى العرف والعلماء أيضا ذكروا أن بعض الأشياء تفعل أحيانا لا اعتيادا.
كما قالوا يجوز أن يصلي الإنسان النفل جماعة لكن أحيانا لو أردت مثلا أن تقوم صلاة الليل أنت وصاحبك جماعة أحيانا فلا بأس به لأن الرسول عليه الصلاة والسلام فعل ذلك مع ابن عباس وحذيفة أما أن تتخذ ذلك سنة راتبة نعم فلا تعتادها ، فهذا دليل على أن للعادة تأثيرا في الأحكام الشرعية سلبا أو إيجابا .
ومن فوائد الحديث أن الأمر قد يأتي للإباحة هاه لقوله ( فليصمه ) حيث قلنا إنها للإباحة وهل يأتي الأمر للإباحة في غير هذا الموضع نعم كثيرا يأتي للإباحة وقد قالوا في الضابط للإتيان الأمر للإباحة أن يكون في مقابلة المنع شرعا أو عرفا (( إذا حللتم فاصطادوا )) هذا في مقابلة المنع شرعا فإذا كنت محرما حرم عليك الصيد إذا حللت هاه حلّ لك الصيد أو نقول إذا حللت فخذ البندقية واذهب صد الطيور هاه ليس كذلك لكنه مباح لأنه في مقابلة المنع نعم (( لا تقتلوا الصيد )) نعم أو (( لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا )) .
طيب (( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض )) هاه
الطالب : للإباحة
الشيخ : للإباحة نعم لأنه في مقابلة المنع هذا الشرعي .
العرفي استأذن عليك رجل فقلت ادخل هذا أمر للإباحة وللإلزام
الطالب : للإباحة
الشيخ : للإباحة أوله للإباحة معلوم .
ولهذا لو جئت وأنت ما دخلت ما أنبتك ولا يؤنب أحدا شخصًا لم يدخل إلا رجلًا يعتبر يعني أحمق لو مثلا قلت ادخل ولا دخل بعض الناس إذا قلت ادخل ولا دخل وجاء لم الباب هاشك يهوشك قلت لك ليش أنا قلت ادخل ولا ما دخلت فماذا يقول هاه ؟ يقول الأمر للإباحة لكن إذا كان عاميا لا يعرف يقول طيب أنت الأمر للإباحة أنا أوافقك على هذا لكن أنت الآن تسخر بي ليش تستأذن مني ولما أذنتك ما دخلت ؟
الطالب : غير رأيه
الشيخ : هاه غير رأيه طيب أجل ... على كل حال الأمر في مقابلة المنع يكون للإباحة سواء كان الأمر شرعيا أو عرفيا طيب لأنه يقول ( فليصمه ) طيب
الطالب : ...
الشيخ : لا الضمير للمفعول فليصمه أي فليصم الصوم الذي كان يصمه من قبل نعم يا عبدالرحمن
الطالب : ...
الشيخ : لا الكراهة الظاهر الكراهة بل .
ومن فوائد الحديث أيضا من فوائد الحديث : الإشارة إلى ضعف ما يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه رواه أهل السنن إذا انتصف شعبان فلا تصوموا فإن هذا الحديث ضعيف أنكره الإمام أحمد .
وإن كان بعض العلماء صححه أو حسنه وأخذ به ، وقال إنه يكره الصوم من السادس عشر من شعبان إلى أن يبقى يومان فإذا بقي يومان صار الصوم حراما لهذا الحديث .
والصواب أن ما قبل اليومين ليس بمكروه وأما اليومان فهو مكروه نعم يا عبدالوهاب
الطالب : ... فمن ترك الصلاة التفصيل في إذا تركها ... والجحود ليس له ... أنه كافر هل القول صحيح
الشيخ : نعم
الطالب : ليس كالصيام لو مثلا صام صيام ولكن هو ما يرى بفرضية الصيام لكن يقول كرياضة
الشيخ : إيه هذا كافر ، لأن من أنكر فرضيته فهو كافر سواء صام أم لم يصم .
لكن من لم يصم تهاونا يقول أنا والله أعرف أن الصوم فرض وركن من أركان الإسلام لكنه تهاون هذا ما يكفر على القول الراجح .
الطالب : شيخ يعني ما الفرق ؟
الشيخ : التفريق لأن الصلاة وردت فيها النصوص والصوم لا بل الوارد من النصوص أنه لا يكفر لأن حديث عبدالله بن شقيق كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة ولأن الزكاة وهي أوكد من الصيام دلت السنة على أنه لا يكفر إذا لم يخرج الزكاة إيه نعم
الطالب : يا شيخ ورد بعض الحديث أنه عن قول رمضان ...
الشيخ : نعم نعم لا تقولوا رمضان فإن رمضان من أسماء الله هذا ضعيف ما يصح بل هو للوضع أقرب نعم غانم
الطالب : أقول ...
الشيخ : إيه نعم لا يقال هذا بدعة لا يفعل
الطالب : لو ينشطهم
الشيخ : ينشطهم يعطيهم الرجال شاهي وقهوة وينشطهم
الطالب : لا أقول على القيام
الشيخ : لا يقومهم وإذا شافوه يصلي صلى لكن أحيانا لو فرض أن أحيانا صار معهم كسل أو ما أشبه ذلك صلى بهم
الطالب : يعني ما يستمرون
الشيخ : لا ما يستمرون
الطالب : شيخ
الشيخ : نعم نعم
الطالب : ... الإباحة بأنه يأتي يعني اشتركوا في العرف ... في العرف ... لا يكون الصلاة ... فهذا يعني كالمعسر عنه فليس ...
الشيخ : إيه نعم لكن في هذه الحال يستأذن ماهو بيستأذن من الشرع يستأذن من صاحب البيت فالشرع ما أذن له
الطالب : نعم إن هو جاهل
الشيخ : نعم
الطالب : ...
الشيخ : لا لا هو منع الدخول شرعي لكنه لو كان شرعا ما كان لصاحب البيت أن يأذن فيه لكن غلّب فيه جانب العرف .
أوجه فرض على ثلاثة أوجه نعم وهي أول ما فرض صوم عاشوراء ثم فرض صوم رمضان على التخيير ثم فرض صوم رمضان على التعيين يعني لابد من الصوم فهذه ثلاث مراحل .
أما المرحلة الأولى فدل عليها أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يصوموا عاشوراء وأما المرحلة الثانية فقوله تبارك وتعالى (( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون )) .
وأما الثالثة فهي قوله بعدها (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر )) .
التقوى : وهي التي أشار الله إليها بقوله (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) .
الثاني : معرفة قدر نعمة الله على العبد بتناول ما يشتهيه من الأكل والشرب والنكاح لأن قدر النعم لا يُعرف إلا بضدها كما قيل : وبضدها تتبين الأشياءُ : أن الإنسان يعني دائما شبعان وريّان متمتع بأهله لا يعرف قدر هذه النعمة لكن إذا حُجِب عنها شرعًا أو قدَرًا عرف قدر هذه النعمة أليس كذلك ؟
الطالب : نعم
الشيخ : إذن فيعرف الإنسان بذلك قدر نعمة الله عليه بتناول الأكل والشرب والنكاح لأنه يفقدها في هذا اليوم فيشكر الله سبحانه وتعالى على التيسير .
ومنها من فوائدها تعويد النفس على الصبر والتحمل حتى لا يكون الإنسان مُترفا فإن الإنسان قد يأتيه يوم يجوع فيه ويعطش فيكون هذا الصوم تمرينا له على الصبر والتحمل على فقد المحبوب وهذه تربية نفسية .
الرابع من الحكم : أن الغني يعرف حاجة الفقير فيرقّ له ويرحمه ، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن والإنسان قد لا يعرف حاجة المضطر إذا كان هو شبعان ولا لا ؟ لكن إذا جاء عرف قدر الجوع وألمه فيرحم بذلك إخوانه الفقراء هذه خمس أربع. الخامسة : أن فيه تضييقا لمجاري الشيطان لأنه بكثرة الغذاء تمتلئ العروق دما فتتسع وبقلته تضيق المجاري ، ومجاري الدم هي مسالك الشيطان لقول النبي عليه الصلاة والسلام الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولهذا أُمر الإنسان الذي لا يستطيع الباءة أُمر أن يصوم لتضيق المجاري مجاري الدم ويقل الشبق .
طيب السادس أن فيه حمية عن كثرة الفضولات والرطوبات في البدن ولهذا بعض الناس يزداد صحة بالصوم لأن الرطوبات التي تتلبدت على البدن تتسرب وتزول حيث أن البدن يضمر وييبس فتتسرب تلك الرطوبات فيكون في ذلك فائدة عظيمة للبدن وهذا أمر مشاهد .
سابعًا : ما يحصل بين يديه وخلفه من عبادة الله عز وجل فبين يديه السحور فإن السحور عبادة لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( تسحروا فإن في السحور بركة ) ، وما يحصل من الإفطار بأن أحب عباد الله إليه أعجلهم فطرًا فالإنسان يتناول ما يشتهي عبادة عند الإفطار فهذا من فوائده .
ومنها أيضًا الفائدة الثامنة : أن الغالب على الصائمين التفرّغ للعبادة ، ولهذا تجد الإنسان في حال الصيام تزداد عبادته وليت يوم فطره ويوم صومه سواء إلا الغافل الغافل هذا له شأن آخر لكن الإنسان اليقظ الحازم الفطن الكيّس هذا يجعل يوم صومه غير يوم فطره فلهذه الفوائد ولغيرها مما لم نذكره أوجب الله الصيام على العباد وليس الصوم أي ليس إيجابه خاصا بهذه الأمة بل هو عام للأمم كلها (( كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) .
ثم اعلم أن الصيام خص بشهر معيّن من السنة أشار الله تبارك وتعالى إلى الحكمة في تخصيصه بقوله : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )) (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )) ، وقد احتج بهذه المناسبة أصحاب أعياد الميلاد :
وقالوا : هذا دليل على أن المناسبات الدينية يجعل لها خصائص لأن الله جعل مناسبة إنزال القرآن أن نصوم هذه المناسبة كل عام فهذا دليل على أنه لا بأس باتخاذ الأعياد في المناسبات ولكن هذا في الحقيقة دليل عليهم وليس لهم ، لأن كون الشارع يخص هذه المناسبة بهذا الحكم دليل على أن ما لم يخصَّه لا يشرع فيه شيء إذ لو كان الله يحب أن يُخَصّ بشيء لبينه كما بيّن هذا .
وهذا مما يذكرنا بما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية أن كل مبطل يحتج على باطله بدليل صحيح هاه فإن دليله يكون عليه لا له نعم .
طيب الصيام خُصّ بشهر هلالي ولا اصطلاحي
الطالب : هلالي
الشيخ : هلالي ، وهو شهر رمضان وسمي رمضان قيل لأن وقت التسمية كان في شدة الحر والرمضاء ، فالعرب سموه في ذلك الوقت رمضان واستمر ، وقيل لأنه يحرق الذنوب كالرمضاء تحرق الأقدام فهو محرق للذنوب .
وقيل إنه علم ليس له اشتقاق مجرد علم كما نقول ذئب ليش ذئب لماذا سمي ذئبًا ؟ هاه لأنه ذئب نعم أسد لأنه أسد ما تعلل فرمضان سمي رمضان لأنه رمضان نعم .
والذي يهمنا أن شهر رمضان من أفضل الشهور ولكن هل هو من الأشهر الحرم ؟ لا لأن الأشهر الحرم أربعة : ثلاثة متوالية وواحد منفرد ما هو يا قشي ؟ الأشهر الحرم
الطالب : ... ثلاثة
الشيخ : متوالية وواحد منفرد
الطالب : ...
الشيخ : حنا مو قلنا الآن ليس من الأشهر الحرم هاه
الطالب : شوال
الشيخ : لا ، نعم
الطالب : ثلاثة متوالية ذي القعدة ذي الحجة محرم
الشيخ : وش هي
الطالب : ذي القعدة
الشيخ : ذو القَعدة بالفتح
الطالب : ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب
الشيخ : صح ؟
الطالب : نعم
الشيخ : إيه نعم هذه الأشهر الحرم يا جماعة ثلاثة متوالية ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب منفرد .
قال عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين ) لا ناهية والدليل على أنها ناهية جزم الفعل بها حيث حذفت منه النون وقوله ( تقدموا ) هي فعل مضارع حذفت منه إحدى التائين وأصلها تتقدموا .
وحذف إحدى التائين كثير في اللغة العربية ومنه قوله تعالى (( فأنذرتكم نارا تلظى )) أي تتلظى ولولا أننا قلنا إنه محذوف فيه إحدى التائين لكان تلظى فعل ماضي ولا لا ؟
طيب هنا تقدموا : لولا أننا قلنا بحذف إحدى التائين لكان فعلا ماضيًا تقول جاء القوم فتقدموا نعم .
( لا تقدموا رمضان ) اسم للشهر يعني لا تقدموا هذا الشهر المسمى بهذا الاسم .
( بصوم يوم ولا يومين ) نعم استثنى قال ( إلا رجل كان يصوم صوما ) عندكم في الشرح يقول إن رواية مسلم ( إلا رجلا ) ولكن ليس بصحيح فإن رواية مسلم ( إلا رجل ) كما قال المؤلف رحمه الله إلا رجل أما البخاري فقال ( إلا أن يكون رجلٌ يصوم صومًا فليصمه ) .
أما لو صحت النسخة إلا رجلًا فالظاهر أنه لا إشكال فيه لأنها منصوبة على الاستثناء لكن ( إلا رجلٌ ) قالوا إنه مستثنى من الواو في ( لا تقدموا ) والنهي كالنفي فيكون الاستثناء من تام غير موجب فجاز أن يبدل من المستثنى منه والمستثنى منه مرفوع ولا لا ؟ مرفوع طيب .
قال ( إلا رجل كان يصوم صوما ) يعني اعتاد أن يصوم صومًا فليصمه الفاء ضابطة ، واللام للأمر المراد به الإباحة ، وليس المراد به الاستحباب ولا الوجوب المراد به الإباحة لأنه في مقابلة النهي فكان للإباحة كما لو قلت زيد لا تكرمه وعمرواً أكرمه أي يباح لك أن تكرمه .
طيب في هذا الحديث ينهى رسول الله عليه الصلاة والسلام الأمة أن يتقدموا رمضان ، والخطاب للصحابة لا تقدموا الخطاب لأناس عنده الخطاب للصحابة خطاب للأمة جميعًا والخطاب للواحد من الصحابة خطاب للصحابة جميعًا ، وعليه فإذا وجه الخطاب إلى واحد من الصحابة فهو لمن لجميع الأمة للصحابة والخطاب للصحابة خطاب للأمة .
فينهى النبي عليه الصلاة والسلام أمته أن يتقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين لماذا ؟ قيل لأجل أن ينشطوا لاستقبال رمضان لأجل أن ينشطوا لاستقبال رمضان لأن الإنسان إذا صام قبل رمضان بيوم أو يومين يأتي رمضان وهو كسلان وتعبان من الصوم السابق وهذه العلة كما ترون عليلة ليش لأنه لو كان كذلك لكان اللي يصوم قبل رمضان بأربعة أيام أشد نهيا ولا لا ؟ مع أن الحديث يدل على الجواز .
وقيل إن العلة لأجل الفرق بين الفرض والنفل وهذا قد يكون فيه نظر ، لأنه لو كانت العلة هكذا لم يكن فرق بين من كان يصوم صومًا ومن لم يكن ، لكان النهي عامًا .
وقيل إن العلة لئلا يفعله الإنسان من باب الاحتياط فيكون ذلك تنطعًا من باب الاحتياط كيف ؟ لرمضان من باب الاحتياط لرمضان يقول أنا أخشى سبحان الله وإن كان رجب ناقص وشعبان ناقص أبي أصوم يومين خوفًا من النقص فيكون هذا من باب التنطع .
وقيل لئلا يظن الظان أن هذا الصوم من رمضان فيكون قدحًا في الحكم الشرعي الذي علّق صوم رمضان بماذا ؟ هاه برؤية الهلال .
وهذا الأخير والذي قبله هو أقرب العلل أما ما سبق فهي علة عليلة ، وهنا علة لكل مؤمن وهي هاه امتثال أمر الله ورسوله العلة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه .
ولهذا لما سئلت عائشة رضي الله عنها ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة قالت " كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة " نعم .
ففي هذا الحديث من الفوائد : أولًا النهي عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين لقوله ( لا تقدموا ) ، وهل هذا النهي للتحريم أو للكراهة فيه قولان لأهل العلم : منهم من قال إنه للتحريم ومنهم من قال بل للكراهة الذين قالوا إنه للتحريم احتجوا يا بندر هاه بأن الأصل في النهي التحريم إلا بدليل .
والذين قالوا إنه للكراهة قالوا لأن الرسول عليه الصلاة والسلام استثنى قال ( إلا رجل كان يصوم صومًا فليصمه ) ، ولو كان للتحريم ما جاز أن يصام حتى في العادة بدليل أن أيام التشريق لما كانت حرامًا صار صيامها جائزا إذا كان للعادة ولا حرامًا ؟ حرامًا ، وبدليل أيضا أيام العيدين لما كان صومها حراما كان صوم العيد حرامًا ولو وافق العادة .
طيب ومن فوائد الحديث أيضًا : جواز تقدم الصوم قبل رمضان بأكثر من يومين لقوله ( يوم أو يومين ) ولكن هل إذا صام قبل العيد بثلاثة أيام يستمر أو نقول إذا بقي يوم أو يومان فأمسك هاه أنتم فاهمين ؟ يعني رجل صام قبل رمضان بثلاثة أيام هل نقول إنك لما بدأت الصوم قبل رمضان بثلاثة أيام أتمه أو نقول إذا بقي يومان هاه إذا بقي يومان يمسك ؟
الطالب : الثاني
الشيخ : نشوف الحديث : ( لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين ) هل يصدق على هذه الصورة على صورة رجل .
محمد نور .
على صورة رجل صام في اليوم السابع والعشرين والثامن والعشرين والتاسع والعشرين الظاهر أنه يصدق عليه ونقول إذا بقي يومان فأمسك إلا إذا كنت تصوم صومًا فصمه مثل لو كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر وصام السابع والعشرين والثامن والعشرين والتاسع والعشرين فهذا لا بأس به .
أو كان يصوم يوم الإثنين عادة فصادف يوم الأثنين التاسع والعشرين لا بأس ، أو كان يصوم الخميس عادة فصام هاه يوم الخميس في التاسع والعشرين فلا بأس ، أو كان بقي عليه من رمضان الماضي أيام فأكملها قبل رمضان بيوم أو يومين فلا بأس ، لأن صومه حينئذ يكون واجبًا وقوله ( إلا رجل ) إلا رجل هل المرأة كالرجل هاه نعم لأن الأصل في الأحكام تساوي الرجل والمرأة إلا بدليل يدل على الحصرية .
طيب رجل يصوم يوما ويفطر يوما فصادف يوم صومه التاسع والعشرين هاه يصوم ؟ نعم لقوله ( إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه ) .
ومن فوائد الحديث أيضا الإشارة إلى النهي عن التنطع وتجاوز الحدود بناء على أن العلة هي خوف أن يلحق هذا برمضان .
ومنها أن للعادات تأثيرًا في الأحكام الشرعية من أين يؤخذ ؟ ( إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه ) ولكن ليس معنى ذلك أن العادات تؤثر على كل حال لكن لها تأثير وقد رد الله عز وجل أشياء كثيرة إلى العرف والعلماء أيضا ذكروا أن بعض الأشياء تفعل أحيانا لا اعتيادا.
كما قالوا يجوز أن يصلي الإنسان النفل جماعة لكن أحيانا لو أردت مثلا أن تقوم صلاة الليل أنت وصاحبك جماعة أحيانا فلا بأس به لأن الرسول عليه الصلاة والسلام فعل ذلك مع ابن عباس وحذيفة أما أن تتخذ ذلك سنة راتبة نعم فلا تعتادها ، فهذا دليل على أن للعادة تأثيرا في الأحكام الشرعية سلبا أو إيجابا .
ومن فوائد الحديث أن الأمر قد يأتي للإباحة هاه لقوله ( فليصمه ) حيث قلنا إنها للإباحة وهل يأتي الأمر للإباحة في غير هذا الموضع نعم كثيرا يأتي للإباحة وقد قالوا في الضابط للإتيان الأمر للإباحة أن يكون في مقابلة المنع شرعا أو عرفا (( إذا حللتم فاصطادوا )) هذا في مقابلة المنع شرعا فإذا كنت محرما حرم عليك الصيد إذا حللت هاه حلّ لك الصيد أو نقول إذا حللت فخذ البندقية واذهب صد الطيور هاه ليس كذلك لكنه مباح لأنه في مقابلة المنع نعم (( لا تقتلوا الصيد )) نعم أو (( لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا )) .
طيب (( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض )) هاه
الطالب : للإباحة
الشيخ : للإباحة نعم لأنه في مقابلة المنع هذا الشرعي .
العرفي استأذن عليك رجل فقلت ادخل هذا أمر للإباحة وللإلزام
الطالب : للإباحة
الشيخ : للإباحة أوله للإباحة معلوم .
ولهذا لو جئت وأنت ما دخلت ما أنبتك ولا يؤنب أحدا شخصًا لم يدخل إلا رجلًا يعتبر يعني أحمق لو مثلا قلت ادخل ولا دخل بعض الناس إذا قلت ادخل ولا دخل وجاء لم الباب هاشك يهوشك قلت لك ليش أنا قلت ادخل ولا ما دخلت فماذا يقول هاه ؟ يقول الأمر للإباحة لكن إذا كان عاميا لا يعرف يقول طيب أنت الأمر للإباحة أنا أوافقك على هذا لكن أنت الآن تسخر بي ليش تستأذن مني ولما أذنتك ما دخلت ؟
الطالب : غير رأيه
الشيخ : هاه غير رأيه طيب أجل ... على كل حال الأمر في مقابلة المنع يكون للإباحة سواء كان الأمر شرعيا أو عرفيا طيب لأنه يقول ( فليصمه ) طيب
الطالب : ...
الشيخ : لا الضمير للمفعول فليصمه أي فليصم الصوم الذي كان يصمه من قبل نعم يا عبدالرحمن
الطالب : ...
الشيخ : لا الكراهة الظاهر الكراهة بل .
ومن فوائد الحديث أيضا من فوائد الحديث : الإشارة إلى ضعف ما يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه رواه أهل السنن إذا انتصف شعبان فلا تصوموا فإن هذا الحديث ضعيف أنكره الإمام أحمد .
وإن كان بعض العلماء صححه أو حسنه وأخذ به ، وقال إنه يكره الصوم من السادس عشر من شعبان إلى أن يبقى يومان فإذا بقي يومان صار الصوم حراما لهذا الحديث .
والصواب أن ما قبل اليومين ليس بمكروه وأما اليومان فهو مكروه نعم يا عبدالوهاب
الطالب : ... فمن ترك الصلاة التفصيل في إذا تركها ... والجحود ليس له ... أنه كافر هل القول صحيح
الشيخ : نعم
الطالب : ليس كالصيام لو مثلا صام صيام ولكن هو ما يرى بفرضية الصيام لكن يقول كرياضة
الشيخ : إيه هذا كافر ، لأن من أنكر فرضيته فهو كافر سواء صام أم لم يصم .
لكن من لم يصم تهاونا يقول أنا والله أعرف أن الصوم فرض وركن من أركان الإسلام لكنه تهاون هذا ما يكفر على القول الراجح .
الطالب : شيخ يعني ما الفرق ؟
الشيخ : التفريق لأن الصلاة وردت فيها النصوص والصوم لا بل الوارد من النصوص أنه لا يكفر لأن حديث عبدالله بن شقيق كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة ولأن الزكاة وهي أوكد من الصيام دلت السنة على أنه لا يكفر إذا لم يخرج الزكاة إيه نعم
الطالب : يا شيخ ورد بعض الحديث أنه عن قول رمضان ...
الشيخ : نعم نعم لا تقولوا رمضان فإن رمضان من أسماء الله هذا ضعيف ما يصح بل هو للوضع أقرب نعم غانم
الطالب : أقول ...
الشيخ : إيه نعم لا يقال هذا بدعة لا يفعل
الطالب : لو ينشطهم
الشيخ : ينشطهم يعطيهم الرجال شاهي وقهوة وينشطهم
الطالب : لا أقول على القيام
الشيخ : لا يقومهم وإذا شافوه يصلي صلى لكن أحيانا لو فرض أن أحيانا صار معهم كسل أو ما أشبه ذلك صلى بهم
الطالب : يعني ما يستمرون
الشيخ : لا ما يستمرون
الطالب : شيخ
الشيخ : نعم نعم
الطالب : ... الإباحة بأنه يأتي يعني اشتركوا في العرف ... في العرف ... لا يكون الصلاة ... فهذا يعني كالمعسر عنه فليس ...
الشيخ : إيه نعم لكن في هذه الحال يستأذن ماهو بيستأذن من الشرع يستأذن من صاحب البيت فالشرع ما أذن له
الطالب : نعم إن هو جاهل
الشيخ : نعم
الطالب : ...
الشيخ : لا لا هو منع الدخول شرعي لكنه لو كان شرعا ما كان لصاحب البيت أن يأذن فيه لكن غلّب فيه جانب العرف .
أوجه فرض على ثلاثة أوجه نعم وهي أول ما فرض صوم عاشوراء ثم فرض صوم رمضان على التخيير ثم فرض صوم رمضان على التعيين يعني لابد من الصوم فهذه ثلاث مراحل .
أما المرحلة الأولى فدل عليها أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يصوموا عاشوراء وأما المرحلة الثانية فقوله تبارك وتعالى (( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون )) .
وأما الثالثة فهي قوله بعدها (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر )) .
اضيفت في - 2004-09-07