تحت باب الحث على الخشوع في الصلاة .
تتمة فوائد حديث : ( لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة ... ) .
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : يدخل في الحديث ...
الشيخ : اقرأوا لفظ الحديث؟
الطالب : أبصارهم.
الشيخ : أبصارهم، فالظاهر أنّه يدخل في الحديث وإن كان الأغلب أنّ المعنى رفع البصر مع الوجه، المعنى رفع البصر مع الوجه لكن إذا أخذنا باللّفظ قلنا أنّ الإنسان يمكن يرفع بصره ووجهه إلى تلقاء وجهه.
ومن فوائد هذا الحديث تعظيم شأن الصّلاة وأنّ الإنسان يجب أن يكون فيها على كمال الأدب مع الله عزّ وجلّ.
ومن فوائد هذا الحديث بيان قدرة الله تبارك وتعالى لأنّ ما هدّد به النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ممكن وهو أن تخطف أبصارهم في لحظة والله تعالى على كلّ شيء قدير.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ التّحذير إذا كفّ الإنسان عن المحرّم حصلت به الفائدة فإذا ترك الإنسان رفع بصره إلى السّماء خوفا من هذا لا نقول إنّ الرّجل مرائ أو أراد بعمله الدّنيا، بل نقول إنّ الإسلام يرغّب النّاس ويرهّبهم إمّا بما في الآخرة من ثواب أو عقاب، وإمّا بما في الدّنيا من جزاء أو عقاب، أليست الحدود الشّرعيّة على الزّنا والقذف والسّرقة موجبة للكفّ عنها؟
الطالب : بلى.
الشيخ : فإذا كفّ الإنسان عنها خوفا من العقوبة لا نقول إنّ الرّجل أراد بعمله الدّنيا، أليس ذكر الغنيمة في الجهاد في سبيل الله والأسر وما أشبه ذلك ممّا يرغّب في الجهاد؟
الطالب : بلى.
الشيخ : فإذا أراد الإنسان بالجهاد هذه الأشياء مع ثواب الآخرة فإنّنا لا نقول إنّ الرّجل مراء أو مشرك، الحديث: ( لينتهينّ أقوام ) هل يشمل الواحد؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم يشمل الواحد، لأنّ كلمة أقوام تشمل الواحد وما زاد، نعم.
السائل : شيخ؟
الشيخ : نعم يا ... سليم.
السائل : ...
الشيخ : النهي عن المنكر ...
السائل : أقول الإنسان ما يقدر يتكلّم فيه ... لو في الحرم ...
سؤال عن حكم كيفية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، ... لكن إذا حصلت مناسبة إمّا وقوف معه وما أشبه ذلك فبيّن له الخطأ نعم يا ...
ما حكم الصلاة بالملابس التي فيها صور حيوان ؟
الشيخ : صور حيوان؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : الصّحيح أنّ الصّلاة صحيحة، أي نعم لأنّه قد ستر عورته لكنّه آثم بلباس الثّوب. نعم
سؤال عن المجاهد الذي لا يأخذ الغنيمة ؟
الشيخ : مع الأجر، مع الأجر.
السائل : مع الأجر.
الشيخ : نعم.
السائل : ... كمن لم يأخذ
الشيخ : كمن؟
السائل : فهل يكون أجره كمن لم يأخذ شيئا؟ .
الشيخ : هذه تحتاج إلى نظر، نقول لماذا لم يأخذ؟ هل قصده العدول عمّا جاءت به السّنّة؟ فإن قال نعم فهذا على خطر، خطر عظيم لأنّ الصّحابة وهم أفضل هذه الأمّة يأخذون، بل إنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام قال: ( من قتل قتيلا فله سلبه ) هذا كلّه تشجيع على القتال ... ويتبادرون لقتل القتيل ليأخذوا سلبه، نعم؟
السائل : شيخ بارك الله فيك.
إذا كان رجل يصلي وكان أمامه ما يشغله عن الصلاة فهل له أن يغمض عينيه ؟
الشيخ : نعم، له أن يغمض عينيه إذا كان أمامه ما يمنع حضور قلبه فليغمض عينيه ولا حرج، وكذلك لو كان هناك مثلا برق شديد وبسرعة فلا بأس.
ما حكم كساء البيوت للزينة فقط ؟
السائل : هل يقال لطالب العلم أن ينكر على من الذين يكسون الجدران؟
الشيخ : حسب الحال، إذا كان فقيرا ينبغي أن يقول له لماذا لو أنّك أنفقت هذا على أهلك وعلى ما فيه مصلحة لكان أولى.
ما حكم رفع الوجه للسماء في غير صلاة ؟
الشيخ : لا بأس به، كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يكثر أن يرفع رأسه إلى السّماء وقد قال الله تعالى: (( قد نرى تقلّب وجهك في السّماء )) ولكن رفع الوجه في الدّعاء في غير الصّلاة، في الصّلاة لا يجوز، ... الصّلاة كرهه بعض العلماء والصّحيح أنّه ليس بمكروه وأنّه لا بأس به، نعم؟
القاعدة مراعاة ذات العبادة خير من مكانها فهل للمصلي أن يبتعد عن الأمكان التي فيها النقوش ؟
الشيخ : إيش؟
السائل : مراعاة ذات العبادة خير من مكانها.
الشيخ : نعم.
السائل : فهل يعني يدخل في هذا أن يقصد المساجد التي ليس فيها زينة ليصلّي فيها؟
الشيخ : النّاس يختلفون، بعض النّاس كلّ شيء يشغله فلو ذهب يصلّي في الأماكن التي فيها نقوش تلهّى، هذا نقول صلّ في مكان آخر، وبعض النّاس لا يهتم بهذا إطلاقا حتى لو كانت النّقوش تحته وأمامه إذا ركع وتحت جبهته إذا سجد تجده لا يبالي بهذا الشّيء ولا يلهو به فلكلّ مقام مقال، نعم؟
السائل : ...
الشيخ : هذا يرجع إلى مصلحة وفائدة، إذا كان في هذا مصلحة وفائدة وكفّ ألسن النّاس اذا تركها فليتركها. وأظنّ كملنا الشّرح؟
الطالب : نعم.
9 - القاعدة مراعاة ذات العبادة خير من مكانها فهل للمصلي أن يبتعد عن الأمكان التي فيها النقوش ؟ أستمع حفظ
وله عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان ) .
هذا الحديث ينبغي أن يكون سابقا أين محلّه؟ ( إذا قدّم العشاء فابدأوا به قبل أن تصلّوا المغرب ) يعني لو وضعه المؤلّف هناك أو أخّر ذاك إلى هنا لأنّهما من باب واحد
قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( لا صلاة بحضرة طعام ) لا صلاة: " لا " نافية للجنس، ترد نافية للجنس وترد نافية للوحدة يعني لواحد، فالأولى مبنيّة يعني اسمها مبنيّ لأنّه مركّب معها وهي تفيد النّص على العموم يعني أنّ نفيها نصّ في العموم مثال ذلك " لا رجل في البيت " فهي نافية لجنس الرّجال أي لا يوجد لا رجل واحد ولا اثنان ولا ثلاثة ولا نصف رجل لأنّها نافية للجنس لا للمعيّن، وأمّا النّافية للوحدة يعني للواحد فإنّها تعمل عمل ليس وليست نصّا في العموم فإذا تكلّم الرّجل العربي وقال: " لا رجلٌ في البيت " فليس ككلامه فيما إذا قال: " لا رجلَ في البيت " لماذا؟ لأنّ لا هنا نافية للجنس، لا رجل في البيت نافية للجنس أي لا يوجد أحد من هذا الجنس، لكن إذا قال لا رجلٌ في البيت عرفنا أنّها نافية للواحد يعني ليس في البيت رجل واحد بل رجلان أو ثلاثة أو عشرة، ولهذا يقول لا رجلٌ في البيت بل عشرة، لكن لو قال لا رجلَ في البيت لا يمكن يقول بل عشرة فالفرق ظاهر، فللنظر إلى هذا الحديث ( لا صلاة بحضرة طعام ) هل هي نافية للجنس أي لا صلاةٌ بل صلاتان؟ أجيبوا؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا إذن هي نافية للجنس، أي أنّ الصّلاة جنس الصّلاة فرض أو نفل ذات ركوع وسجود أو جنازة لا يمكن صلاتها
وهذا النّفي هل هو نفي للوجود؟ يعني لا يمكن أن يصلّي أحد بحضرة الطّعام أو نافية للصّحّة أو نافية للكمال؟ هذا ينبني على قاعدة معروفة وهي أنّ الأصل في النّفي وروده على نفي الوجود هذا الأصل فإن تعذّر حمله على ذلك لكون الشّيء موجودا انتقلنا إلى نفي الوجود الشّرعي وهو نفي الصّحّة لأنّ ما لا يصحّ شرعا وجوده وعدمه سواء في الشّرع، فإن تعذّر ذلك بأن دلّ الدّليل على صحّة هذا المنفيّ انتقلنا إلى مرحلة ثالثة وهي نفي الكمال
طيب إذن نفي الوجوب هنا متعذّر لأنّ الإنسان قد يصلّي بحضرة الطّعام وقد يصلّي وهو يدافع الأخبثان. نفي الصّحّة؟ هذا ينبني على وجوب الخشوع في الصّلاة إن قلنا إن الخشوع في الصّلاة واجب وأنّ الإنسان إذا شغله شيء عن حضور القلب في الصّلاة كلّها أو أكثرها فصلاته باطلة فالنّفي هنا إيش؟ للصّحّة وإذا قلنا إنه أي الخشوع في الصّلاة سنّة وليس بواجب فالنّفي هنا لإيش؟ للكمال
بقي أن يقال هل يمكن أن نحمله على نفي الكمال مع إمكان حمله على نفي الصّحّة؟ الجواب لا، لأنّ الأصل في النّفي نفي الحقيقة لا الكمال ونحن قد بحثنا هذا في أوّل الباب وبيّنّا أنّ الذي يظهر ما ذهب إليه الجمهور من أنّ الخشوع في الصّلاة سنّة مؤكّدة وإن كان ظاهر كلام شيخ الإسلام رحمه الله في " القواعد النّورانيّة " أنّه واجب لأنّه أخذ يستطرد في الأدلّة ويقول وممّا يدلّ على وجوب الخشوع ثمّ يسوق الدّليل
وقوله: ( بحضرة طعام ) هذا ليس على إطلاقه بل بحضرة طعام هو في شوق إليه وتناوله في حقّه حلال، لا بدّ من هذا القيد فإن لم يكن مشتاقا إليه لم يدخل في الحديث وإن كان مشتاقا لكن لا يحلّ له فإنّه لا يدخل في الحديث كما سنبيّن في الشّرح أو في الفوائد
( ولا وهو يدافعه الأخبثان ) ولا والمصلّي فتكون الواو للحال، وهو يعود على المصلّي، ويدافعه أي تارة يقوى على الصّبر على الأخبثين وتارة لا يقوى، مدافعة، والأخبثان هما البول والغائط والخبث هنا من النّجاسة يعني أنّهما نجسان ونجاستهما بالإجماع بل بالنّصّ والإجماع.
10 - وله عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان ) . أستمع حفظ
تتمة فوائد حديث : ( لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان ) .
في هذا الحديث من الفوائد اعتناء الشّرع بالصّلاة وأنّه ينبغي أن يقبل الإنسان عليها وهو خالي الذّهن غير مشتغل بشيء، وجه الدّلالة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نهى عن الصّلاة بحضرة طعام.
من فوائد هذا الحديث أنّه لو غلبت الوساوس بتناول الطّعام ومدافعة الأخبثين على الصّلاة فإنّها لا تصحّ وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بناء على؟
الطالب : وجوب الخشوع.
الشيخ : وجوب الخشوع
ومن الفوائد تأخير الصّلاة عن أوّل وقتها إلى آخره إذا كان بحضرة طعام أو وهو يدافعه الأخبثان، وجه ذلك أنّ تقديمها في أوّل الوقت سنّة، والصّلاة حال مدافعة الأخبثين أو بحضرة الطّعام إمّا محرّمة أو مكروهة كراهة شديدة، ومن المعلوم أنّه إذا تعارض فعل سنّة أو درء محرّم أو مكروه كراهة شديدة أنّه يقدّم الثاني.
ومنها أنّ المحافظة على كمال ذات العبادة أولى من المحافظة على كمال وقتها وجه ذلك أنّ الصّلاة في أوّل الوقت أفضل من حيث الزّمن لكن صلاتها بخشوع وحضور القلب أفضل، والأوّل الفضيلة الأولى تتعلّق بالزّمن وهذا يتعلّق بذات العبادة وعليه فمراعاة الفضيلة التي تتعلّق بذات العبادة أولى من مراعاة الفضيلة التي تتعلّق بزمن العبادة، قال أهل العلم وكذلك ما يتعلّق بمكانها إذا تعارضت فضيلة تتعلّق بمكان وفضيلة تتعلّق بحضور القلب فالأولى المحافظة على إيش؟ على ما يتعلّق بذات العبادة، ومثّلوا له بالدنوّ من الكعبة والرّمل إذا تعارض دنوّه من الكعبة والرّمل في طواف القدوم فمراعاة الرّمل أولى من مراعاة القرب من الكعبة لأنّ الرّمل يتعلّق بذات العبادة بذات الطّواف، وأمّا القرب فيتعلّق بإيش؟
الطالب : بمكانها.
الشيخ : بمكانها، ومن ذلك أيضا لو تعارض السّعي بين العلمين في المسعى لكن في الدّور الأعلى أو المشي بين العلمين لعدم القدرة على السّعي فأيّهما يقدّم؟ الأوّل يقدّم، هذا إذا قلنا أنّ بين الدّور الأرضي والأعلى فرقا، أمّا إذا قلنا لا فرق لأنّ الهواء تابع للقرار فلا تعارض أصلا لكن بعض العلماء أشكل عليهم السّعي في الطابق العلوي ولكنّه لا وجه للإشكال لأنّ الهواء تابع للقرار، والجبلان الصّفا والمروة رفيعان فوق مستوى الطابق الأعلى والأوسط أيضا فيصدق على من سعى في الطابق الأعلى والطابق الأوسط أنّه سعى بين الصّفا والمروة هذا وجه الإشكال، وبناء على هذا نقول ليس هناك معارضة بل هناك هل يتعب ويصعد أو يسعى في الأرض، وأكثر النّاس أحبّ إليه أن يصعد ويسعى باستراحة وعدم ...
ومن فوائد هذا الحديث أنّ ظاهره أنّه يراعي الطّعام الحاضر ولو فات الوقت لعموم قوله: ( لا صلاة بحضرة طعام ) وهذا عامّ في الأوقات كلّها يعني عام في كل وقت، يعني لا تصلّ بحضرة طعام ولو فات الوقت وإلى هذا ذهب بعض أهل العلم وقال إنّ تأخير الصّلاة عن وقتها من أجل الحصول على فراغ القلب وعدم شتاته جائز، لكنّ الجمهور يقولون إنّه إذا خاف فوات الوقت فإنّه يصلّي ولو كان بحضرة الطّعام وهذا أقرب، لكن مسألة مدافعة الأخبثين قد يقال إنّه يؤخّرها عن الوقت لأنّه لا يمكن أن يصلّي وهو يدافع الأخبثين لا سيما إذا كان من الناس الذين إذا اشتدّ عليهم الحصار انطلق الأمر من أيديهم فهذا يعني أنّه لو تمسّك ربّما يحدث بغير اختيار منه فالفرق بينهما من حيث المراعاة واضح جدّا.
من فوائد هذا الحديث مراعاة حال الإنسان وقيامه بحقوق نفسه لأنّ كونه يحضر الطّعام بين يديه وهو مشتاق إليه جدّا ويتشوّش فكره إذا لم يأكل فنقول له كل هذا لا شكّ أنّه مراعاة أنه مراعاة ورأفة وتيسير على العبد.
من فوائد هذا الحديث أنّه لا بدّ أن يكون مشتهيا للطعام جدّا من أين نأخذه؟ من أنّنا نعلم أنّ العلّة في النّهي عن الصّلاة عند حلول الطّعام هو ذهاب الخشوع وانشغال القلب فإذا لم يكن مشتاقا إليه كثيرا فإنّه لا نهي لأنّ الحكم يدور مع علّته وجودا وعدما.
ومن فوائد الحديث أيضا أنّه لو حضر عنده طعام لا يمكن تناوله وهو مشتهيه فإنّه لا يدع الصّلاة من أجله بل يصلّي، وجه ذلك؟ لأنّ تركه للصّلاة لا يفيد شيئا إذ أنّه لو ترك الصّلاة ووقف ليأكل هل يمكن يأكل؟
الطالب : لا يمكن.
الشيخ : لا يمكن، وله أمثلة منها أن يكون الطّعام لغيره وهو يعلم أنّه لا يأذن في أكله فهنا الطّعام حرام عليه لا يجوز أن يأكل حتى سواء أنّه صلّى أو ما صلّى، ومنها لو قدّم الفطور عند غروب الشّمس وقد استيقظ متأخّرا فهل نقول انتظر لا تصلّي العصر حتى تفطر بعد الغروب؟
الطالب : لا.
الشيخ : الجواب لا، لأنّه لا يستفيد من هذا شيئا إذ أنّه لا يمكن أن يأكل، ومن فوائد هذا الحديث أنّ إحساس الإنسان بالبول أو الغائط. بدون مدافعة لا يمنع من الصّلاة لقوله ( يدافعه ) فإحساس الإنسان بامتلاء المثانة من البول دون أن يكون هناك مدافعة لا يمنعه من الصّلاة لعدم انشغال القلب
فإن قال قائل وهل مثل ذلك إذا كان يدافع الرّيح؟ الجواب نعم لعدم الفرق ولأنّ الرّيح ربّما إذا امتلأت الأمعاء منها ربّما تخرج بدون اختيار الإنسان فيكون عذره باحتقان الرّيح كعذره باحتقان البول أو الغائط.
ومن فوائد هذا الحديث وصف البول والغائط بأنّهما الأخبثان فهل يعني ذلك أنّهما أغلب النّجاسات؟ الجواب بالنّسبة للآدميّ لا شكّ أنّهما أغلب النّجاسات فالمذي مثلا نجس ولكنّه أخفّ من البول والغائط فإنّه يكفي فيه النّضح والدّم دم الآدمي عند من يقول بنجاسته أخفّ من البول أو الغائط فهما أخبثان بالنّسبة لما يخرج من الإنسان وليسا أخبثان بالنّسبة لجميع النّجاسات لأنّ نجاسة الكلب أخبث فإنّها لا تطهر إلاّ بسبع غسلات إحداها بالتّراب
فإن قال قائل هل النّفي هنا ( لا صلاة ) نفي للابتداء أو نفي للابتداء والاستمرار؟ فالأصل أنّه للابتداء لكن لو حدث أو طرأ على الإنسان في أثناء الصّلاة مدافعة الأخبثين فهل تبطل الصّلاة؟ أو نقول لك أن تنصرف ولك أن تستمرّ؟ الجواب الثاني أنّ له أن يستمرّ وله أن ينصرف، لكن إذا كانت المدافعة شديدة فالأولى أن لا يستمرّ لما في ذلك من الإضرار على نفسه بانشغال القلب كثيرا عن صلاته. ما وجه دخول هذا الحديث في الخشوع في الصّلاة؟ واضح؟
الطالب : واضح.
الشيخ : واضح، لأنّ مدافعة الأخبثين أو حضور الطّعام المباح الذي يشتهيه ينافي الخشوع.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( التثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع ) . رواه مسلم والترمذي ، وزاد : ( في الصلاة ) .
التّثاؤب مبتدأ، ومن الشيطان خبره، يعني أنّ الشّيطان هو الذي يأتي بالتّثاؤب، وما هو التّثاؤب؟
الطالب : معروف.
الشيخ : معروف، نعم التّثاؤب معروف، وهنالك أشياء ما يمكن تحدّها أو تعرّفها، لو قال لك مثلا ما هو العطاس؟ نعم، العطاس ربما يكون أقرب إلى أن يحدّ " خروج الرّيح من الأنف بصفة مخصوصة " لكن التّثاؤب إيش تقولون؟ هذه الأشياء الفطريّة يعني الطّبيعيّة حدّها أو تعريفها صعب
طيب لكن قوله: ( من الشّيطان ) أي أن الشيطان سببه، ( فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع ) إذا تثاءب أي أتاه التّثاؤب لأنّ قوله فليكظم يقتضي أنّه إذا كظم لا يتثاءب، لكن إذا تثاءب أي طرأ عليه التّثاؤب وأحسّ به، فليكظم أي فليمنع، ومنه قوله تعالى: (( والكاظمين الغيظ )) أي المانعين، ما استطاع أي بقدر استطاعته، فإن عجز لم يذكر في الحديث لكن جاء في حديث آخر صحيح ( إن عجز وضع يده على فيه ) وضعها وضعا طبيعيّا لا مقلوبة كما اختاره بعض العلماء، يقول تضع يدك مقلوبة هكذا وعلّل هذا بأنّه إذا وضعها على فمه على ظهرها كأنّما يدافع الشّيطان بيده ولكن نقول الحديث لا يدلّ على هذا
يقول: " وزاد التّرمذي ( في الصّلاة ) " يعني أنّ قوله ( التّثاؤب من الشّيطان ) يعني أنّ الشّيطان هو الذي يحمل المصلي على التّثاؤب لأنّه يدلّ على الكسل والاسترخاء ولكن الأخذ بالعموم أولى لأنّ سبب التّثاؤب واحد لا في الصّلاة ولا في غيرها وهو ميل البدن إلى الكسل، ومن ثَمّ نعلم الآن الطّفل إذا أتاه النّوم من أين نعلم أنّه يريد النّوم؟
الطالب : من التّثاؤب.
الشيخ : من كثرة تثاؤبه، والإنسان إذا صار كسلان يكثر تثاؤبه.
12 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( التثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع ) . رواه مسلم والترمذي ، وزاد : ( في الصلاة ) . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( التثاؤب من الشيطان ... ) .
أوّلا من فوائد الحديث أنّ للشّيطان تأثيرا على البدن حتّى إنّه يطرأ منه التّثاؤب ويشهد لهذا قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( إنّ الشّيطان يجري من ابن آدم مجرى الدّم ) ويشهد لهذا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أخبر بأنّ للشّيطان في قلب ابن آدم لمّة يأمره بالمعصية وينهاه عن الخير فالشّيطان له تأثير على البدن، وهل له تأثير على المرض العضوي أو نقول هذا تأثير على الأمور النّفسيّة فقط كالكسل والغمّ والحزن وما أشبه ذلك؟ الأوّل وإلا الثاني؟
الطالب : الأوّل.
الشيخ : أمّا شياطين الجنّ المعتدون فيؤثّرون على البدن تأثيرا عضويّا وأخبر النّبيّ صلّى الله عليه وعلى اله وسلّم ( أنّ الشيطان إذا وضع الصّبيّ من بطن أمّه يركزه في خاصرته إلاّ عيسى )، ولذلك حين يوضع الطّفل من بطن أمّه تسمع له صراخا، على كلّ حال تأثير الشّيطان على البدن من حيث الانفعالات والحزن والفرح بالباطل وما أشبه ذلك أمر معلوم لكن هل يؤثّر على الأعضاء؟ هذا محلّ تردّد إلاّ ما جاءت به النّصوص.
من فوائد هذا الحديث أنّ عداوة الشّيطان تكون في الأمر بالمعصية وفي إيجاد الكسل في الطّاعة يعني التّثاؤب دليل على الكسل، وإذا حصل في الصّلاة دلّ على أنّها ثقيلة على المصلّي.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ الإنسان إذا غلبه التّثاؤب فإنّه مأمور بكظمه بقدر ما يستطيع وبهذا نعرف خطأ أولئك الذين حصل لهم التثاؤب صار لهم صوت يشوّشون به على من حولهم وهم مخالفون للسّنّة في هذا لأنّ الصّوت يمكن كظمه، قال بعض أهل العلم إذا أردت أن تكظم فعضّ على الشّفة السّفلى عض على الشفة السفلى كذا يا سليم؟ نعم؟ على كلّ حال هو مجرّب لكن لا تعضّ عضّا شديدا نعم لأنّك ربّما تخرق الشّفة وأنت لا تدري لكن هو مجرّب.
طيب ومن فوائد هذا الحديث إثبات القدرة ونفيها عن الإنسان لقوله: ( ما استطاع )
وفيه أيضا إثبات الإرادة للإنسان لقوله: ( فليكظم ) فيكون في ذلك ردّ على طائفة مبتدعة ضالّة من هم؟
الطالب : الجبريّة.
الشيخ : الجبريّة نعم، الأسئلة؟ نعم.
إذا فاتت الإنسان الصلاة في المسجد فهل يذهب إلى المسجد ويصلي وحده أو يصلي في البيت جماعة ؟
الشيخ : أمّا إذا كان وحده وهو يرجو أن يجد جماعة في المسجد فليذهب إلى المسجد وأمّا إذا كان معه غيره فليصلّ في بيته لا سيما إذا كان ممّن يقتدى به لأنّه لو ذهب إلى المسجد مع جماعة وهو ممّن يقتدى به اتّهم، اتّهم بالتّكاسل أو اتّهم بأنّه يرى أنّ الجماعة ليست بواجبة ولهذا ذكر عن عبد الله بن مسعود أنّه جاء هو أصحابه إلى المسجد فوجدهم قد صلّوا فرجع وصلّى في بيته درءا لما يخشاه من المفسدة .
14 - إذا فاتت الإنسان الصلاة في المسجد فهل يذهب إلى المسجد ويصلي وحده أو يصلي في البيت جماعة ؟ أستمع حفظ
ما ضابط حقن البطن والبول الذي تجوز معه الصلاة ؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم ...
الشيخ : ما أدري، هذه بارك الله فيك النّاس يختلفون، بعض النّاس إذا أحسّ بالبول أو بالغائط أو بالرّيح صار حقّا عليه أن ينصاع لها وأن يستجيب وبعض النّاس يتحمّل وربّما يحسّ بها في الأوّل بشدّة ثمّ تهدأ، وهذه ترجع لكلّ إنسان بحسبه وأيضا حتى الإنسان، أحيانا يأتي الإنسان أشياء توجب الانتفاخ يعني غازات فيجد من نفسه أنّه محتاج إلى تنفّس وأحيانا يكون البطن هادئا كأمواج البحر تماما، أي نعم.
عند بعض النا س عادة وهي وضع الإفطار في رمضان في البيت قبل صلاة المغرب فماذا يفعل إذا تأخر عن صلاة الجماعة ؟
الشيخ : وضع الطّعام في كلّ يوم من رمضان؟! ...
السائل : عند الإفطار قبل صلاة المغرب.
الشيخ : نعم.
السائل : فماذا يفعل حينئذ؟
الشيخ : يعني العشاء قصدك؟
السائل : أي نعم الافطار...
الشيخ : لا مو على كلّ حال، الإفطار ما يمنع من الصّلاة.
السائل : إذا أطاع نفسه سوف سوف ...
الشيخ : ما أظنّ ... العشاء صحيح ... عليه سيأكل، لكن التّمر والقهوة؟
السائل : لا الإفطار اللي فيه من العشاء يعني ...
الشيخ : أنا سألتك عن العشاء وأنت تقول لا، الإفطار، على كلّ حال ابن عمر كان يتعشّى ويسمع قراءة الإمام.
السائل : يوميّا هذا يا شيخ.
الشيخ : ما فيه مشكل، أنا أرى أنّه لا بأس به لكن الأحسن أنّه يأخذ تمرة، يعني تمرات وقهوة ويصلّي المغرب ويرجع ويأكل أحسن له ... ما يخالف ... نعم يحيى؟
السائل : ...
الشيخ : أيّ عموم؟
السائل : ( التّثاؤب من الشّيطان فاذا تثاءب احدكم ) ...
الشيخ : نعم نعم.
السائل : ...
الشيخ : يكون هذا من ذكر بعض أفراد العامّ، واعلم أنّه إذا ذكر أفراد العامّ إن كان في حكم يخالف حكم العامّ فهو تخصيص لا إشكال فيه وإن كان لحكم يوافقه فليس بتخصيص، ذكر ذلك الأصوليّون وقالوا إنّ هذا هو قول الجمهور، نعم؟
16 - عند بعض النا س عادة وهي وضع الإفطار في رمضان في البيت قبل صلاة المغرب فماذا يفعل إذا تأخر عن صلاة الجماعة ؟ أستمع حفظ
هل للآكل للطعام حال إقامة الصلاة أن يشبع ؟
الشيخ : لا لا، حتى تطيب نفسه ويشبع، له الأكل حتّى يشبع لكن أصلا ملء البطن غير محمود لأنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال: ( حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) وهذا هو الموافق للطّبّ تماما لكن أكثر النّاس الآن أكثر ... البطن، ويقول إنّ الماء دقيق يدخل من بين الطّعام والنّفس هواء ... يشقّ على نفسه فهمت هذا العوام يقولون هكذا، طلبة العلم يقولون الحمد لله لنا في هذا لنا أسوة بأبي هريرة رضي الله عنه لأنّ أبا هريرة ( شرب اللّبن وشرب وشرب ويقول له الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم اشرب أبا هرّ فيقول: والله لا أجد له مسارا ) لكن جرّب تجد، خفّف تجد الراحة وعدم المشقّة وتأتي للوجبة الثانية وأنت تشتهيها تماما، وحدّثني بعض النّاس أنّه في البلاد التي يقولون عنها متمدّنة أنّ الواحد منهم يأكل شيئا يسيرا لكن بدل ما يأكل ثلاث مرات في اليوم يأكل خمس أو ستّ مرات في اليوم، يأكل قليلا وإذا اشتهى أكل. نعم.
بعض الناس إذا تثاءب استعاذ بالله من الشيطان الرجيم ؟
الشيخ : أي نعم، هذا سؤال جيّد بعض النّاس إذا تثاءب قال أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم واستدلّ بقول الله تعالى: (( وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغ فاستعذ بالله )) لكنّ هذا قياس في مقابلة النّصّ، النّصّ هو أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أمرنا عند التّثاؤب بالكظم ولم يقل فاستعيذوا بالله وعدم ذكرها مع الحاجة إلى ذكرها يدلّ على أنّها غير مشروعة فيكون معنى قوله (( وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغ )) أي أمر بمعصية أو نهي عن طاعة فاستعذ بالله، وكذلك أيضا ما يحزنك، الشّيطان يحرص على أن يحزن الذين آمنوا فإذا أحسست بذلك فقل أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم، نعم؟
السائل : ... يا شيخ ذكرنا ..
الشيخ : من الذي يتكلّم؟ الأخ الي عند الباب، نعم سؤالك؟
السائل : فضيلة الشيخ بعض الناس بعد ما يتثاءب ...
الشيخ : إيش؟
السائل : ... بعد ما يتثاءب يقول نعوذ بالله من همزات الشّياطين فهل هذا ...
الشيخ : لا، غير مشروع هذا، إذا تثاءب فليكظم، فإن لم يستطع وضع يده على فيه، نعم نعم ذكر الرّسول ... نعم ... ما ادري ...
السائل : لو حضر قوم للإفطار مثلا أو للغداء وكذا وحضرت الصّلاة فهل له أن ...
الشيخ : فهل؟
السائل : لصاحب البيت أن يتخلف ولو كان قد طعم ...
الشيخ : جاء قوم للإفطار معه؟
السائل : ...
الشيخ : هاه.
السائل : ...
الشيخ : طيب.
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : هاه؟
السائل : هو غير صائم.
الشيخ : هو ليس بصائم وهم صوّام، هاه هل؟
السائل : يتخلّف عن الجماعة؟
لو حضر قوم للإفطار وصاحب البيت ليس بصائم وأذن المغرب فهل يدعهم ويذهب يصلي ويتركهم في البيت أو يبقى معهم ؟
السائل : عدم معرفة معنى الصلاة.
الشيخ : عدم؟
السائل : ...
الشيخ : عدم إيش؟
السائل : معرفة معنى الصّلاة، الفاتحة أو ... التشهّد لا يفهم المعنى؟
الشيخ : لا يعرف معنى الصّلاة؟
السائل : لا يعرف معنى الصلاة
19 - لو حضر قوم للإفطار وصاحب البيت ليس بصائم وأذن المغرب فهل يدعهم ويذهب يصلي ويتركهم في البيت أو يبقى معهم ؟ أستمع حفظ
بعض الناس يصلي وهو لا يعلم معنى الفاتحة ؟
السائل : ...
الشيخ : كيف يصلّون وهم ما يعرفون؟
السائل : لا يعرفون، يعني مثلا الحمد لله لا يعرفون إيش معناها.
الشيخ : يعني لا يعرف معنى ما يقول؟
السائل : نعم.
الشيخ : تجزئ الصّلاة وإن كان لا يعرف معنى ما يقول، المهمّ أنّ قلبه حاضر فتجزئ، أكثر الناس الآن أكثر المصلّين الآن ما يعرفون ما يقرؤون حتى الفاتحة لا يدري إيش معناها.
السائل : شيخ؟
الشيخ : نعم.
سؤال عن بعض أحكام الأكل حال إقامة الصلاة ؟
الشيخ : هاه؟
السائل : ... الصلاة حضر الطّعام فهل يأكل؟
الشيخ : هل هو يشتهيه وإلاّ لا؟
السائل : هو يشتهيه أكيد.
الشيخ : إذا يشتهيه يأكل.
السائل : يعني حضور الطّعام بعد الأذان أم الإقامة؟
الشيخ : متى حضر وهو يريد أن يصلّي فإنّنا نقول كلّ ثمّ صلّ، أحيانا يكون ... ويدخل البيت عند الأذان ويقول هاتوا العشاء يأكل لكن يجعلها عادة لا يأتي بالعشاء إلاّ بعد الأذان هذا هو الممنوع سليم.
مناقشة ما سبق .
ما هو الخشوع في الصّلاة؟
الطالب : حضور القلب.
الشيخ : حضور القلب، طمأنينة القلب، طيب هل هو واجب يا إبراهيم أو ليس بواجب.
الطالب : ...
الشيخ : فإنّه ليس بواجب، ما هو الدّليل على أنّه ليس بواجب؟
الطالب : الحديث الذي ورد عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وفيه ( أنّ الشّيطان إذا أذّن أدبر وله ضراط، وإذا قضي الأذان أقبل، فإذا ثوّب للصّلاة أدبر، فإذا قضي التّثويب أقبل حتى يحول بين المرء وبين صلاته فيقول له اذكر كذا واذكر كذا ... حتى يظلّ الرّجل لا يدري كم صلّى ).
الشيخ : أحسنت، طيب، وهل ينقّص الصّلاة؟ محمّد؟
الطالب : نعم ينقّص الصّلاة.
الشيخ : ينقّص الصّلاة، الدّليل؟
الطالب : الحديث ( ليس لك من صلاتك إلاّ ما عقلت )
الشيخ : نعم ( ليس لك من صلاتك إلاّ ما عقلت منها ) نعم ولأنّه يذهب بلبّ الصّلاة وروحها إذ أنّ المقصود هو الخشوع واستحضار الإنسان لما يقوله وما يفعله، ما وجه حديث أنس ( إذا قدّم العشاء فابدأوا به قبل أن تصلّوا المغرب )؟
الطالب : وجهه أنّه إذا صلّى ونفسه متشوّقة إلى الطّعام فإنّه ينشغل قلبه عن الصّلاة.
الشيخ : نعم، وجهه أنّه إذا صلّى وقلبه متعلّق بالطّعام شغله عن الخشوع في الصّلاة، طيب الالتفات في الصّلاة يحيى هل يبطلها أو لا؟
الطالب : فيه تفصيل.
الشيخ : فيه تفصيل، ما هو؟
الطالب : الالتفات بكلّ البدن هذا يبطلها فيما إذا شرط فيه استقبال القبلة، وأمّا الالتفات ببعض البدن هذا ينقصها ولا يبطلها.
الشيخ : ببعض البدن كذا؟
الطالب : بالراس
الشيخ : أي نعم بالرّأس نعم
الطالب : هذا ينقصها ولا يبطلها.
الشيخ : ينقصها ولا يبطلها طيب.
الطالب : ويجوز للحاجة والمصلحة.
الشيخ : ويجوز للحاجة أو المصلحة، فيشترط في الالتفات الذي يبطل الصّلاة حيث كان الاستقبال واجبا؟
الطالب : ... يبطل الصلاة لأن استقبال القبلة واجب اذا التفت يبطل الصلاة
الشيخ : إذا التفت ببدنه قلنا إنّه يبطل الصّلاة حيث كان الاستقبال واجبا احترازا من ايش. ؟
الطالب : ...
الشيخ : إذا؟
الطالب : إذا كان في صلاة نافلة أو كان على راحلة ...
الشيخ : ما هو كذا، أعطني المفهوم، حيث كان الاستقبال واجبا فإن لم يكن واجبا؟
الطالب : فإن لم يكن واجبا فلا يبطلها.
الشيخ : فلا يبطلها هذا هو، لا يبطلها هل يمكن أن لا يكون واجبا؟ أنت؟
الطالب : ممكن.
الشيخ : ممكن.
الطالب : إذا كان يصلّي في نفل ...
الشيخ : إذا كان يصلّي في نفل وهو مسافر فالاستقبال هنا غير واجب، فإن كما استقبل القبلة في أول الصّلاة ثمّ انحرفت به الراحلة إلى غير القبلة فلا بأس كذا؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم نعم إذا كان فيها ... طيب قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ( إنّ أحدكم إذا كان في الصّلاة فإنّه يناجي ربّه ) كيف ذلك يا فؤاد؟
الطالب : يناجي ربّه بدليل حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ... )
الشيخ : نصفها لي ونصفها لعبدي هذه من كيسك إلاّ إذا أثبتها، نعم؟
الطالب : ( فإذا قال العبد الحمد لله ربّ العالمين، قال الله: حمدني عبدي ).
الشيخ : إذن هذا تفسير المناجاة أنّ الإنسان يتكلّم والله عزّ وجلّ يردّ عليه وهذه مناجاة، طيب لماذا نهي أن يبصق بين يديه؟ سامح؟
الطالب : ...
الشيخ : لا.
الطالب : بين يديه؟
الشيخ : نعم.
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : لأنّ ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : لأنّه يناجي ربّه ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : ... يناجي ربه
الشيخ : نعم لأنه ... عز وجل كيف تناجي الله عزّ وجلّ وتبصق بين يديه؟ ولأنّ الله قبل وجهه كما جاء في الحديث وهنا إشكال على هذا التّعليل كيف يكون الله تعالى قبل وجه المصلّي وهو في السّماء؟
الطالب : ...
الشيخ : نقول يمكن، لأنّه لا يلزم أن من كونه قبل وجهه أن يكون محاذيا له بدليل ما ذكرت أنّ القمر يكون أمام وجهك عند الغروب أو عند الشّروق ومع ذلك فهو في السّماء، طيب ثم الواجب علينا نحو هذه الأحاديث أن نصدّق بها ولا نورد مثل هذه الاعتراضات لكن إن بلينا بشخص يلزمنا أن نتكلّم تكلّمنا، انتهت المناقشة الآن نبدأ بالدّرس الجديد.
باب المساجد .
الأوّل مكان مخصوص كالمساجد المعروفة المقامة في الأحياء
والثاني عامّ لكلّ الأرض فيكون محلّ السّجود مسجدا، دليل ذلك قول النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ( جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ) والمراد بهذه التّرجمة التي ذكرها المؤلّف المراد الأوّل، المساجد الخاصّة التي تبنى ليتّخذها النّاس مصلّى، وأحكام المساجد كثيرة أفردها بعض العلماء بالتأليف لأهمّيتها وبعض العلماء يذكر شيئا من أحكامها في بابها المناسب، هل نقول إنّ المناسب أن تذكر هذه المساجد أي يذكر الكلام عليها حينما نتكلّم عن طهارة البقعة للمصلّي أو أن تذكر في باب الجماعة؟ الجواب أنّ لكلّ أحد من العلماء رأيه في هذا والمقصود أن لا تخرج عن إطار كتاب الصّلاة لتعلّقها بالصّلاة.
عن عائشة رضي الله عنها قالت : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب . رواه أحمد وأبو داود والترمذي ، وصحح إرساله .
قولها رضي الله عنها: أمر، الأمر هو طلب الفعل على وجه الاستعلاء بأن يقول السّيّد لعبده افعل كذا فإن كان على وجه التّذلّل فهو دعاء ومسألة، وإن كان من القرين إلى قرينه فهو التماس هكذا قال علماء البلاغة، فإذا توجّه الأمر من الله أو من رسوله فهو إيش؟ فهو أمر يقصد به الفعل
وقولها رضي الله عنها: " أمر ببناء المساجد " لم تذكر الصّيغة التي وقعت من النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم هل قال مثلا ابنوا المساجد في الدّور أو قال لا تخلوا الدّور من المساجد أو ما أشبه ذلك، فيقال الأصل أن يحمل قول الصّحابي أمر بكذا على الأمر الحقيقي وهو ابنوا المساجد في هذا الحديث ابنوا المساجد
فإن قال قائل ربّما يفهم الصّحابيّ الخبر أمرا؟ فالجواب هذا بعيد أن يفهم الصّحابيّ الخبر أمرا ثمّ أبعد منه أن يحدّث بما لا يتيقّن أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أراده، فقول بعض العلماء رحمهم الله إنّ الصّحابيّ إذا عبّر بكلمة أمر ليس صريحا في الأمر لاحتمال أن يظنّ الخبر أمرا هذا قول ضعيف جدّا ولا يعوّل عليه لأنّ الصحابيّ يعلم صيغة الأمر ولأنّه لا يمكن أن يتكلّم بما لا يعلم أن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أراده.
وقولها رضي الله عنها ( ببناء المساجد في الدّور ) الدّور جمع دار والمراد بها الأحياء، وسمّيت دورا لاجتماع الدّور فيها
( وأن تنظّف وتطيّب ) تنظّف من الأذى وأعظمه النّجاسة والقذر، وتطيب يحتمل أنّ المراد بالتّطييب وضع الطّيب فيه إمّا بالبخور أو بالأدهان أو ما أشبه ذلك، ويحتمل أنّ المراد بالتّطييب إزالة آثار التّنظيف إزالة آثار التّنظيف كقول عائشة رضي الله عنها في السّواك الذي دخل به أخوها عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو يحتضر قالت: ( فقضمته وطيّبته ) أي جعلته طيّبا يمكن التطيب به، والمعنيان كلاهما صحيح فإنّ تطييب المساجد بهذا وهذا كلّه من الأمور المطلوبة.
24 - عن عائشة رضي الله عنها قالت : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب . رواه أحمد وأبو داود والترمذي ، وصحح إرساله . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( عائشة رضي الله عنها قالت : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب ... ) .
حرص النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أن تجتمع أمّته في هذه العبادة العظيمة الصّلاة في مكان واحد، ولذلك أمر ببناء المساجد.
ومنها أنّ بناء المساجد فرض كفاية لأنّ الأصل في الأمر الوجوب، والمقصود من بناء المساجد هو تحصين المسجد، وهذا يكفي من الواحد والإثنين والثّلاثة والأربعة فيكون بناؤها فرض كفاية، وقد ورد في فضل بناء المساجد أحاديث منها قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنّة ) لأنّ الجزاء من جنس العمل.
ومنها أنّه يجب أن يوضع في كلّ حيّ مسجد يجب أن يوضع في كلّ حيّ مسجد وهذا يختلف، هذا من ناحية الحكم يختلف، إذا كانت الأحياء متقاربة هل يلزم أن نبني في كلّ حيّ مسجدا؟ لا، لكن إذا كانت كبيرة أو متباعدة وجب أن نبني في كلّ حيّ مسجدا لأنّ المقصود لا يحصل إلاّ بهذا.
من فوائد هذا الحديث مشروعيّة تنظيف المساجد وهو نوعان:
نوع واجب وذلك بتنظيفها من القذر ودليل هذا قوله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ( حين بال الأعرابيّ في المسجد قال: أريقوا على بوله سجلا من ماء أو قال ذنوبا من ماء )، ويدلّ لذلك أيضا قوله تعالى: (( وطهّر بيتي للطائفين والقائمين والرّكّع السّجود ))
والثاني التّنظيف عن الأذى الذي ليس بقذر فهذا الأصل فيه أنّه سنّة كأن تلقى فيه ورقة ساقطة أو ريشة ساقطة أو ما أشبه ذلك، لكن إن خيف أن تجتمع هذه الأوساخ حتى تكوّن ريحة سيّئة خبيثة فالتّنظيف حينئذ يكون واجبا لإماطة الأذى.
من فوائد هذا الحديث تطييب المساجد وهو كما قولنا في الشّرح تطييب بمعنى إزالة أثر الأذى والقذر وما أشبه ذلك، وتطييب بمعنى وضع الطّيب فيها وكلاهما مشهور
فإن قال قائل ما بالك تفصّل هذا التّفصيل مع أنّ الحديث واحد ( أمر ببناء المساجد وأن تنظّف وتطيّب ) قلنا لأنّ سنّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يفسّر بعضها بعضا فيجب أن يحمل ما دلّ منها على شيء على ما تقتضيه النّصوص الأخرى لأنّ الشّرع يكمّل بعضه بعضا فلا يمكن أن نأخذ بحديث وندع الأحاديث الأخرى كما لا يمكن أن نأخذ بآية وندع الآيات الأخرى.
من فوائد هذا الحديث ولننظر في هذه الفائدة أنّه يجب على أهل الأحياء أن يصلّوا في مساجدهم هل يمكن هذا؟ فيه شيء من الثّقل، أمّا وجه القول بالوجوب فلأنّنا نقول إذا لم يكن النّاس يأتون إلى هذه المساجد صار بناؤها عبثا وإضاعة مال ولا فائدة منه ومعلوم أنّ الشّريعة لا تأتي بمثل هذا فيكون بناؤها أو فيكون وجوب بنائها دليل على وجوب الحضور إليها وإلاّ فلا فائدة، فإن استقام هذا الاستدلال فذلك المطلوب وإن لم يستقم قلنا أنّ وجوب الحضور إلى المساجد له أدلّة أخرى وأنّه لا يجوز أن يتخلّف النّاس عن المساجد ويصلّون في بيوتهم.
وقوله: " وصحّح إرساله " الترمذي صحّح إرساله، الإرسال في اصطلاح المحدّثين تارة يراد به ما رفعه التّابعيّ أو الصّحابي الذي لم يسمع من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، يعني تارة يريدون بالمرسل هذا وهذا هو المرسل الخاصّ الذي أسنده التّابعيّ إلى من؟ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أو الصّحابي الذي لم يسمع من النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، فالذين لم يبلغوا التّمييز في حياة النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم إذا رووا الحديث فهو إيش؟
الطالب : مرسل.
الشيخ : مرسل لأنّهم لم يسمعوه منه، نقطع أنّ بينهم وبين النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم واسطة كمحمّد بن أبي بكر فإنّه ولد في عام حجّة الوداع فلو أسند حديثا إلى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لقلنا إنّه مرسل ولكن هل هو حجّة أعني مرسل الصّحابي أو لا؟ الصّحيح أنّه حجّة لأنّ الصّحابي لا يمكن أن يسند إلى النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم حديثا جازما به إلاّ إذا كان روايته عن صحابي أو تابعيّ ثقة، لأنّ عندهم من الأمانة والخشية لله عزّ وجلّ والتّعظيم لرسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ما ليس عندنا، وتارة يطلق المرسل عند المحدّثين ما سقط منه راوٍ في أيّ مكان من السّند وهذا يعلم بالتّتبّع، لكن لا تظنّ أنّه كلّما قيل في الكتب المصنّفة أنّه مرسل يعني أنّه رفعه التّابعي أو الصّحابي الذي لم يسمع من النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لأنّنا بالتّتبّع وجدنا أنّهم قد يطلقون المرسل على ما سقط منه راوٍ أو أكثر في أيّ مكان
طيب إذا تعارض مرسل وواصل، فهل نأخذ بالمرسل لأنّه أحوط أو نأخذ بالواصل لأنّ معه زيادة علم؟ الصّحيح الثاني أنّنا نأخذ بالواصل، والقول بأنّنا نأخذ بالمرسل لأنّه أحوط يقابل بأنّنا نأخذ بالواصل لأنّه أحوط حتى لا ندع سنّة عن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم فالصّحيح أنّه إذا كان الواصل ثقة فإنّنا نأخذ بوصله لأنّ الوصل زيادة، وزيادة الثّقة وش حكمها؟
الطالب : مقبولة.
الشيخ : مقبولة.
25 - فوائد حديث : ( عائشة رضي الله عنها قالت : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب ... ) . أستمع حفظ
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) . متفق عليه ، وزاد مسلم : ( والنصارى ) . ولهما من حديث عائشة : ( كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ، وفيه : ( أولئك شرار الخلق ) .
وفي رواية في غير هذا الحديث: ( لعنة الله على اليهود والنّصارى ).
قاتل بمعنى أهلك يتعيّن هذا، لأنّ من قاتل الله فهو هالك على كلّ حال لكن لما كان هذا المعاند المخالف لشريعة الله منازعا لله عزّ وجلّ سمّيت الدّعوة عليه بالهلاك إيش؟ مقاتلة كقتال المتنازعين، اليهود هم الذين يزعمون أنّهم أتباع موسى سمّوا بذلك إمّا لأنّ جدّهم يسمّى يهوذا ولكنّه عرّب فصار يهود، وإمّا إنّه من هاد يهود بمعنى رجع لقولهم: (( إنّا هدنا إليك )) وقوله تعالى: (( يحكم به النّبيّون الذين أسلموا للذين هادوا )) ويحتمل أن يكون هذا راجع للأمرين جميعا أنّهم هادوا أي رجعوا إلى الله وتابوا من عبادة من العجل وأنّ جدّهم كان يسمّى بهذا الاسم
ثم قال: ( اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) هذه جملة تعليل للحكم الذي قبلها يعني كأنّه قيل لم فقال اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد أي صاروا يصلّون عند القبور سواء بني عليها أو لم يبن لأنّه إذا اتّخذ هذا المكان مصلّى فقد اتّخذه مسجدا بلا شكّ سواء بنى عليه بناية أو لم يبن، وزاد مسلم: ( والنّصارى ) النّصارى هم أتباع عيسى وسمّوا نصارى إمّا لقولهم: (( نحن أنصار الله )) وإمّا نسبة إلى بلدهم النّاصرة وهي معروفة، ويمكن أن يقال بالوجهين جميعا.
26 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) . متفق عليه ، وزاد مسلم : ( والنصارى ) . ولهما من حديث عائشة : ( كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ، وفيه : ( أولئك شرار الخلق ) . أستمع حفظ
أحيانا يوجد في بعض الأحيان مساجد متقاربة فما حكم ذلك ؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم أحيانا يوجد في بعض الأحياء مساجد متقاربة.
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : هل؟
السائل : اذا كانت المساجد ...
الشيخ : نعم.
السائل : ... ما بينهما الا شارع واحد
الشيخ : في مثل هذه الحال ينظر إذا ما كان الشّارع بينهما هل الجانب من هنا ومن هنا كثيرون؟ وهل تجاوزهم لهذا الشّارع على خطر ومشقّة؟ لأنّ أحيانا يكون الشّارع هذا يكون شارعا عامّا شارعا عاما تأتي فيه السّيّارات ويكثر فيه الحوادث مثلا والجانبين من اليمين واليسار فيهما يعني أناس كثيرون.
السائل : ما فيه يا شيخ، ما فيه هذا ...
الشيخ : نعم إذن القرية يكون الثاني مسجد ضرار قال أهل العلم فيهدم مسجد الضّرار لكنّه ليس إلينا في الواقع بل هو إلى المسؤولين، ولا يحلّ للمسؤولين أن يأذنوا ببناء مسجد يكون بقرب المسجد الآخر بدون حاجة ... إذن يسعى يسعى، لكن في ظنّي أنّ هذا لو عمل به صار فيه فتنة، يعني أصبح الناس مع الأسف يفتخرون بكون المسجد عندهم في حيّهم فربّما تتغاضى الحكومة والمسئولون عن هذا لئلاّ يحصل فتنة.
السائل : بعض الطوائف الضالة.
الشيخ : بعض؟
السائل : الطّوائف الضّالّة.
الشيخ : نعم.
السائل : ... ببناء المساجد في الدور فيبني كلّ واحد منهم في بيته زاوية ويجعل لها بيتا...
ما حكم بناء المساجد في البيوت ؟
السائل : شيخ بارك الله فيك.
الشيخ : لمن الكلمة ؟ ارفع يدك ... الأخ محمد
هل لأهل السنة أن يبنوا مسجدا بالقرب من مسجد المبتدعة ؟
الشيخ : نعم لأهل السّنّة أن يبنوا مسجدا لهم بقرب من مسجد المبتدعة بشرط أن لا يحدث فتنة، ويجب على أهل السّنّة أن يبنوا لهم مساجد تكون ندّا لمساجد أهل البدعة أمّا كونه بالقرب فأخشى أن يكون في هذا فتنة أنّ بعضهم يقاتل بعضا ومثل هذه المسائل مسائل حسّاسة وكلّما ابتعدنا عن الفتنة وإثارة النّعرات فهو أولى. نعم
في بعض البلدان الرحل البدو يبنون المساجد في أماكنهم ثم يرحلون عنها فهل تثبت لها أحكام مساجد القرى ؟
الشيخ : طيب إذا رحلوا هل يبقى أحد منهم مثلا يبنون بيوتا أو لا؟
السائل : ...
الشيخ : إذن ما تكون شيئا، هذه مثل ما يوجد الآن في الطّرقات تنزل الشّركات التي تنفّذ الطّرقات وتبني مساكن للعمّال ثمّ يذهبون ويتركونها فلا تكون ملكا لهم.
30 - في بعض البلدان الرحل البدو يبنون المساجد في أماكنهم ثم يرحلون عنها فهل تثبت لها أحكام مساجد القرى ؟ أستمع حفظ
ما حكم من يجعل المسجد في الدور الأرضي من عمارة كبيرة مثلا ؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم، بناء المساجد في الطابق الثاني أو الثالث؟
الشيخ : وفي الأرض؟
السائل : تكون عمارة كبيرة يجعلون في الدور الأرضي محلاّت ...
الشيخ : لا بأس، ما دام الواقف لهذا المسجد قد أوقفه على هذا الوجه
السائل : اوقفه ...
الشيخ : فلا بأس.نعم؟
هل يتفرع على وجوب بناء المساجد في الحي بناء الجامع ؟
الشيخ : لا بدّ من هذا، يعني يتفرّع على هذا بناء مسجد جامع يكون في وسط البلد يجمع النّاس واجب، يكون واجبا بلا شكّ وحضور الجمعة في المسجد أقوى من حضور الجماعة في غير الجمعة فيكون أوجب.
السائل : أحسن الله إليك رجل بنى زاوية في بيته.
الشيخ : نعم.
السائل : ثم أرادوا ان يبني مسجدا آخر في موضع آخر ...
ما حكم تغير المسجد لمكان آخر لأجل مصلحة الناس ؟
المؤذن : الله أكبر
الشيخ : الله أكبر ايش ايش؟
السائل : ...
الشيخ : لا ما يجوز حتى لو كان ... الله أكبر الله أكبر
مناقشة ما سبق .
للمساجد معنيان يلاّ يا علي؟
الطالب : خاصّ وعامّ.
الشيخ : خاصّ وعامّ، الخاصّ؟
الطالب : الخاصّ بالموضع الخاص المعدّ للصّلاة.
الشيخ : نعم، أن يبني والمشرّع للناس عموما يصلّون فيه وتقام فيه الصّلاة، والعامّ؟
الطالب : مطلق الأرض.
الشيخ : مطلق الأرض، الدّليل على العامّ؟
الطالب : قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ).
الشيخ : جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، طيب حكم بناء المساجد في المدن والقرى؟
الطالب : واجب لقول عائشة أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والأمر يقتضي الوجوب.
الشيخ : نعم، الواجب عينيّ وإلاّ كفائيّ؟
الطالب : ...
الشيخ : ... طيب، هل يمكن أن يستدلّ بهذا على وجوب صلاة الجماعة؟ نعم.
الطالب : لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يأمر بشيء إلاّ وله حكمة وإن لم تجب فيكون بناؤه عبثا.
الشيخ : أي نعم، ويمكن أن يقال هذا من المصالح العامّة فيجب إيجاده سواء استعمل أو لم يستعمل، الاستدلال به على وجوب الجماعة في المساجد فيه نظر يعني فيه تأمّل، قوله: ( أن تنظّف وتطيّب ) ما الفرق بينهما؟
الطالب : ... يقتضي أمران أمر واجب ...
الشيخ : كيف؟
الطالب : الأمر الواجب هو إزالة القذر.
الشيخ : أوّلا أن تنظّف وتطيّب.
الطالب : التّنظيف إزالة الأذى.
الشيخ : إزالة الأذى، عامّة سواء نجاسة أو أشياء طاهرة لكنها تؤذي المصلّين، طيب التّطييب؟
الطالب : أن يجعل فيه طيبا ... أو بإزالة ..
الشيخ : طيب إيش؟ طيب إيش؟
الطالب : الطيب بخور يا شيخ.
الشيخ : بخور أو دهن، طيب، أو المعنى إزالة آثار الأذى والقذر، طيب ما هو الدّليل على أنّ مثل هذا يكون تطييبا؟ فهد؟ أي نعم
الطالب : ( ... فعرف ... قال فأخذته وقضمته وطيبته )
الشيخ : نعم، معنى تطيبب السّواك يعني تهيئته وإزالة ما فيه من القشور وما أشبه ذلك طيب بارك الله فيك، ( قاتل الله اليهود ) المراد بقاتل؟
الطالب : أهلك.
الشيخ : أهلك، لكن لماذا جاءت بلفظ المفاعلة؟
الطالب : لأنّها من الجانبين.
الشيخ : من الجانبين، لأنّ استكراه هؤلاء أو تعدّي هؤلاء حدود الله بمنزلة المقاتلة، طيب ما معنى قوله الا اخذنا ما معنى قوله ( اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) خالد؟
الطالب : ... وضع مسجد
الشيخ : أو ببناء المساجد عليها، يعني إنهم إما يأتون ويصلّون عندها ويجعلونها بين أيديهم أو يبنون عليها مساجد، تمام، واتّخذ بمعنى جعل، كما قال الله تعالى: (( واتّخذ الله إبراهيم خليلا )) أي جعله واصطفاه، طيب ( قبور أنبيائهم مساجد ) هؤلاء اليهود لا شكّ أنّ لهم أنبياء كثيرون كما قال الله عزّ وجلّ (( إنّا أنزلنا التّوراة فيها هدى ونور يحكم بها النّبيّون )) لكن النّصارى التي زادها مسلم ليس عندهم إلاّ نبيّ واحد وهو عيسى عليه الصّلاة والسّلام والجواب عن هذا سهل ما فيه إشكال لأنّ المراد بذلك الجنس المراد بذلك الجنس حتى ولو كان النّبيّ واحدا.
ولهما من حديث عائشة : ( كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ، وفيه : ( أولئك شرار الخلق ) .
كانوا إذا مات فيهم الرّجل الصالح هذا أعمّ من كونه نبيّا أو غير نبيّ، الصّالح هو مستقيم في دينه سواء كان نبيّا أو غير نبيّ، بنوا على قبره مسجدا، وهذا يوضّح معنى قوله: ( اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) ( بنوا على قبره مسجدا -وفيه- أولئك شرار الخلق ) يعني عند الله عزّ وجلّ، أولئكِ بالكسر لأنّ الكاف اسم إشارة تكون حسب المخاطب، واسم الإشارة يكون حسب المشار إليه، وفي هذا امتحان للطالب فإذا قيل لك أشر إلى واحد مخاطبا الإثنين كيف تقول؟ ارفع يدك، ارفع يدك، أي نعم كيف تقول؟ أشر إلى واحد مخاطبا الإثنين؟
الطالب : ذلك.
الشيخ : هاه لا ... الجمع نعم وليد؟
الطالب : هما يا شيخ.
الشيخ : خطأ، ذلكما كما قال الله عزّ وجلّ عن يوسف: (( ذلكما )) مخاطبا صاحبي السّجن، (( مما علمني ربي )) أشر إلى أنثى مخاطبا أنثى شرافي؟
الطالب : ذلكِ.
الشيخ : خطأ، فيصل؟
الطالب : تلكِ.
الشيخ : تلكِ صحّ، لأنّ التّاء يشار بها إلى الأنثى، والكاف المكسورة يخاطب بها الأنثى، طيب هذه هي اللّغة المشهورة الفصحى أن الكاف تكون بحسب المخاطب إن مفردا مذكّرا صار مفردا مذكّرا، وإن مثنّى صارت بالتّثنية وإن جمع الذّكور صارت بالجمع ... وإن جماعة إناث صارت بالجمع بالنّون قال الله تعالى: (( قالت فذلكنّ الذي لمتنّني فيه )) فذلكنّ تشير إلى واحد يوسف ولهذا أتى بذا وتخاطب نسوة جماعة، فيه لغة أخرى أنّ الكاف بالفتح مطلقا بالفتح والإفراد مطلقا على اعتبار الشّخص على اعتبار الشّخص، وإذا كان المخاطب جماعة أو مثنّى فهو باعتبار الجنس، باعتبار الشّخص بكونه مفردا مذكّرا وباعتبار الجنس لكونها مفردة لا مثناة ولا مجموعة، فيها لغة ثالثة أنّه إذا خوطب بها النّساء فهي بالإفراد والكسر مطلقا وإذا خوطب بها الرّجال فهي بالإفراد والفتح لكن اللّغة الأولى هي اللغة الفصحى، هنا ( أولئكِ شرار الخلق ) المخاطب أنثى واحدة والمشار إليه جماعة وهم الذين يبنون المساجد على قبور صالحيهم.
35 - ولهما من حديث عائشة : ( كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ، وفيه : ( أولئك شرار الخلق ) . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ... ) .
أنّ الشّرك عظيم، عظيم جدّا وذلك لعظم وسائله وذرائعه، أصل المسجد إذا بني على القبر إنّما يصلّى لله لكن في هذا المكان هذا هو الأصل، لكن لمّا كان يخشى أنّ صاحب القبر يعبد صار البناء على قبره من كبائر الذّنوب والتّعظيم في الوسيلة يدلّ على عظم إيش؟ الغاية، يدل على عظم الغاية.
ومن فوائد هذا الحديث حماية الشّريعة لجانب التّوحيد حماية كاملة بحيث سدّت جميع الوسائل التي قد تؤدّي إلى الشّرك ومنها تحريم بناء المسجد على القبر لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم وصف الذين يبنون المساجد على القبور بأنّهم شرار الخلق.
ومنها أنّ البناء على القبور فيه التّشبّه باليهود والنّصارى فيكون هذا الواقع في هذه الأمّة الآن مصداقا لقول النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ( لتركبنّ سنن من كان قبلكم، قالوا: اليهود والنّصارى؟ قال: فمن؟ ) وعلى هذا فالذي يبني مسجدا على القبر مشابه تماما لليهود والنّصارى.
ومن فوائد الحديث وجوب هدم المسجد المبني على القبر وجه الدّلالة أنّ البناء هذا من كبائر الذّنوب ولا يجوز إقرار الكبائر هذه واحدة
ثانيا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أمر بهدم مسجد الضّرار مع أنّه لم يبن على مسجد لكن فيه مضارّة لمسجد الى جانبه فما كان وسيلة إلى الشّرك فهدمه من باب أولى.
ومنها مسألة اختلف فيها هل تصحّ الصّلاة في هذا المسجد الذي بني على القبر أو لا تصحّ؟ في هذا خلاف بين أهل العلم، منهم من قال إنّها تصحّ لأنّ المحرّم هو بناء المسجد، نعم منهم من قال إنّ الصّلاة تصحّ لأنّ المحرّم هو بناء المسجد وهو منفصل عن الصّلاة ولم يرد عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه نهى عن الصّلاة في المساجد المبنيّة على القبور فهو كما لو صلّى الإنسان في مكان مغصوب، والرّاجح أنّ الإنسان إذا صلّى في مكان مغصوب فصلاته صحيحة مع الإثم وهذا مذهب الأئمّة الثّلاثة
القول الثاني أنّ الصّلاة فيه لا تصحّ لأنّه منهيّ عنها بطريق اللّزوم وهو أنّ الصّلاة في هذا المسجد وسيلة إلى عبادة صاحب القبر فتكون منهيّا عنها نهي الوسائل وإذا كان العمل منهيا عنه صار إيجاده مضادّة لله ورسوله فيقتضي المنع، منع تنفيذ هذا الشئ لقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ ) وهذا القول أقرب للصّواب أنّه لا يجوز، أنّ الصّلاة في المساجد المبنية على القبور حرام غير صحيحة لا سيما إذا كان المصلّي ممّن ينظر إليه النّاس نظر إمامة أي أنّهم يقتدون به فهنا يتضاعف الإثم ويقوى القول بأنّ الصّلاة غير صحيحة.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ الشّرّ يتفاضل لقوله: ( أولئك شرار الخلق ) وهو كذلك كما أنّ الخير يتفاضل ويلزم من هذا أن تتفاضل الأعمال، ويلزم لزوما آخر أن يتفاضل العمّال وهذا هو الحقّ أنّ الأعمال تتفاضل صالحها وسيّئها وأنّ العمّال يتفاضلون بحسب أعمالهم وعليه فنقول الإيمان يزيد وينقص لأنّ العمل من الإيمان فإذا تفاضل العمل لزم من ذلك تفاضل الإيمان وهذا هو الحقّ أنّ الإيمان يتفاضل يزيد بالطّاعة وينقص بالمعصية، ويزيد أيضا بقوّة الآيات المشاهدة وضعفها فإنّ الإنسان كلّما شاهد الآيات ازداد إيمانا بالله عزّ وجلّ، ولهذا قال إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام: (( ربّ أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي )) والإنسان يشاهد هذا في نفسه كلّما رأى آية عظيمة خارجة عن المألوف فإنّه يزداد إيمانا بلا شكّ، وقولنا خارجة عن المألوف لأنّ المألوفات قد لا تؤثّر في الإنسان تأثيرا بيّنا لأنّها مألوفة عنده فطلوع الشّمس وغروبها لا شكّ أنّها من آيات الله العظيمة ومع ذلك هي عند النّاس مألوفة لا تؤثّر ذاك التّأثير، لكن لو يحصل كسوف أو أشياء أخرى في الشّمس أو القمر ازداد الإنسان إيمانا إذن الإيمان يزيد باليقين القارّ في القلب وبالأعمال.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا فجاءت برجل فربطوه بسارية من سواري المسجد ، الحديث . متفق عليه .
( بعث خيلا ) أي للقتال والجهاد في سبيل الله
( فأسروا رجلا جاءوا به إلى النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ) وهذا الرّجل يقال له ثمامة بن أثال فجاءوا به وكان قد خرج يعتمر فأصابوه في الطريق فأتوا به وهو من أشراف أهل اليمامة وله كلمة فيهم ربطه النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم بسارية أي بعمود من سواري المسجد، وفائدة ربطه والغرض من ربطه شيئان:
الأول أن يشاهد صلاة المسلمين
والثاني أنّ فيه نوعا من الإهانة، أن يكون رجلا يربط بعمود من عمد المسجد هذا فيه نوع من الإهانة لأنّه كان شريف قومه
وقول المؤلف رحمه الله: " الحديث " يعني إلى آخر الحديث يشير إلى أنّ الحديث مطوّل وأنّه اختصره وأتى بالشّاهد فقط، القصّة أنّه ( لما جاءوا به وربطوه في المسجد مرّ به النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وقال له ماذا عندك ماذا عندك؟ قال له: إن تقتل تقتل ذا دم )، يعني تقتل مستحقّا للقتل ( وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن أردت المال فسل ما تشاء )، ثلاثة أشياء خيّر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيها، إن تقتل إيش؟
الطالب : ذا دم.
الشيخ : ( تقتل ذا دم، أي مستحقّا للقتل، وإن تنعم تنعم على شاكر وإن ترد المال فسل ما شئت ) ... ( فتركه النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، جاءه في اليوم الثاني فمرّ به فقال ماذا تريد؟ قال ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر ) ولم يذكر إن تقتل تقتل ذا دم ولا إن كنت تريد مالا فسل، أتى بشيء واحد يعرّض بأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يمنّ عليه ويطلقه وأنّه سينعم على شاكر ( فتركه، في اليوم الثالث مرّ به وقال ماذا عندك؟ ماذا عندك فأعاد عليه، قال عندي ما قلت لك عندي ما قلت لك، فأمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بإطلاقه فوقع هذا المنّ من رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم موقعه من هذا الرّجل الكبير فخرج من المسجد وذهب واغتسل ثمّ جاء فدخل المسجد وقال أشهد ألاّ إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمّدا رسول الله ) تشهّد وأعلن ذلك في مسجد الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلم ( فبشّره النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ) يعني بشّره بالخير لأنّه أسلم ( ثمّ أقسم أنّه كان لا يرى وجها أبغض إليه من وجه الرّسول صلّى الله عليه وسلم قال وإنّ وجهك اليوم لأحبّ الوجوه إليّ )، الله أكبر! شوف الإيمان، ( ولا أرى دينا أبغض إليّ من دينك وإنّ دينك اليوم أحبّ إليّ من كلّ دين فسُرّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بذلك وأمره أن يذهب إلى عمرته فذهب واعتمر ودخل مكّة يلبّي بغير تلبية المشركين )، تلبية المشركين يقولون لبّيك اللهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك إلاّ شريكا هو لك تملكه وما ملك هو دخل بالتّلبية الخالصة بالتّوحيد ( فأنكرت عليه قريش وقالوا له صبأت صبأت قال لا ).