الشيخ : العهد الذّهني هو الذي يكون معلوما عند النّاس، كما لو أردت أن تقول سنذهب إلى القاضي للّتحاكم عنده من القاضي؟
الطالب : قاض البلدة.
الشيخ : قاض البلدة معروف يعني هنا تعين الإنسان بعينه، العهد الذّكري نعم أن يسبق لهذا المدخول أي للذي دخلت عليه أل ذكر مثل قول الله تعالى: (( كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول )) من الرسول؟
الطالب : موسى عليه السّلام.
الشيخ : الأول الذي هو موسى عليه الصلاة والسلام، إذن المسجد هنا للعهد الذهني لأنّه معروف عندهم، " ليعوده من قريب " اللام هنا للتّعليل أي فعل ذلك لأجل أن يعوده من مكان قريب لقوله ( من قريب ) أي من مكان قريب
هذه القصّة سعد بن معاذ رضى الله عنه سيد الأوس كما قلنا وكانت بنو قريظة حلفاء لهم لما ... وكانت قريظة قد نقضوا العهد سأل الله عز وجل أن لا يميته حتى يقر عينه ببني قريظة فاستجاب الله دعاءه بقي جرحه ملتئما لم ينزف الدم حتى حصلت غزوة بنو قريظة ونزلوا على حكم سعد بن معاذ رضى الله عنه وظنوا أنه كقضية عبد الله بن أبي سلول أنه سيطلب العفو والتجاوز لكن هناك فرق بين سعد بن معاذ وعبد الله بن أبي سلول، الثاني منافق والأول مؤمن، نزلوا على حكمه رضي الله عنه ( فأرسل النّبى صلّى الله عليه وسلم إليه من يأتي به من المسجد إلى بني قريظة وحضر، فلما حكّموه قال حكمي نافذ على هؤلاء وأشار إلى النبى صلى الله عليه وسلم لكنه قد غض بصره ) احتراما للنّبيّ صلّى الله عليه وسلم، ( قال على هؤلاء أي على بني قريظة قالوا نعم اتفق الخصمان على أن يكون هو الحكم بينهما، فحكم أن تقتل المقاتلة وأن تغنم الأموال وأن تسبى الذرية )، رضى الله عنه، مع أنهم كانوا حلفاءه وكان مقتضى العادة أن يطلب العفو عنهم ولكنه لإيمانه بالله عز وجل ورسوله حكم بهذا فشهد له النبي صلى الله عليه وسلم أنه حكم فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات رضى الله عنه، في هذا المكان الضيق الضنك وفّق للصّواب، حصل ما حصل ( ثم رجع إلى خيمته فانبعث الدّم من أكحله ومات رضى الله عنه )، أقرّ الله عينه في بني قريظة أيما قرار حيث كان هو إيش؟ الحكم فيهم وهذه من إجابات دعوته، وقد اهتزّ عرش الله عزّ وجلّ لروحه وفي هذا يقول القائل:
" وما اهتز عرش الله من أجل هالك *** سمعنا به إلا لسعد أبي عمر " .
رضى الله عنه وجمعني وإياكم وإياه في دار النعيم المقيم.
الطالب : آمين.
الشيخ : حتى نذكّره بهذا ونذكر ذلك إن شاء الله تعالى.

الشيخ : في هذا الحديث فوائد:
أولا جواز ضرب الخيمة في المسجد ولكن بشرط أن يكون الذي تضرب عليه الخيمة أهلا لذلك لكونه سيدا وشريفا في قومه وإلا فلا يمكن أن نضرب خيمة لكل إنسان مرض.
ومن فوائده نعم الشرط الثاني ألا تضيق على المسجد وهذا أخذناه من النصوص العامة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يؤذى أهل المسجد ) حتى قال لرجل الذي يتخطى الرقاب ( اجلس فقد آذيت ) . فهذان شرطان الشرط الأول ايش؟
الطالب : أن يكون أهلا لذلك.
الشيخ : أن يكون أهلا لذلك والثاني ألا يتأذى المسجد أو أهله به
والثالث أيضا أن يكون هذا لغرض صحيح فتوفى ثلاثة شروط ،الغرض الصحيح ما ذكره في الحديث
ومن فوائد هذا الحديث بيان منزلة سعد بن معاذ رضى الله عنه عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين خصه بهذه الفضيلة أن مرضه من مسجده حتى يعوده من قريب
ومن فوائد هذا الحديث حسن خلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومعاملته لأمته حيث كان يعود مرضاهم ويزور أصحاءهم ويتواضع حتى للعجوز و الطفل الصغير عليه الصلاة والسلام
ومن فوائد هذا الحديث مشروعية عياده المريض وضابط المريض الذي يعاد هو الذي ينقطع عن الخروج من بيته أما المريض الذي يخرج فهذا لا يعاد لأنه لا حاجه الي عيادته ،قال نعم ليعوده من قريب
ومن فوائد هذا أن قرب مكان العبادة سبب لوجودها وهذا هو الواقع يعني لو كان مسلما مريضا وهو قريب منك سهل عليك أن تعوده لكن إذا كان بعيدا شق عليك وربما لا تعوده في الأسبوع إلا مره

الشيخ : " وعنها رضى الله عنها قالت ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد ) " نعم
( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني ) يعني عن الرجال وهي تنظر إلى الحبشة ،الحبشة هي جزء من أفريقية قدم منها أناس أسلموا إلى المدينة ليتعلموا دينهم من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وكانوا أهل الحبشة أهل مرح ولعب فما استطاعوا أن يملكوا أنفسهم أن يلعبوا في المسجد برماحهم ونبلهم
وقولها ( يلعبون في المسجد ) أل للعهد الذهني كما سبق أي مسجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكان هذا أيام عيد فتكلم فيهم عمر رضى الله عنه فقال ( دعهم حتى يعلم اليهود أن في ديننا فسحة )

الشيخ : هذا الحديث فيه فوائد عظيمة منها:
جواز اللعب بالرماح والنبال وما أشبه ذلك في المسجد هكذا نقول لكن هل هو من السنة أو من الأمر الجائز ؟ الثاني من الأمر الجائز فلا نقول للناس اذا كان يوم العيد هاتوا البنادق والسيوف وسووا عرض في المسجد ولكن هذا مشروط بشيئين:
الشيء الأول ألا يتأذى المسجد أو أهله بهذا اللعب
الشرط الثاني أن يكون ذلك لغرض صحيح وهو أن يعلم أعداء الإسلام أن دين الإسلام دين يسر وسهوله وإعطاء النفوس حظها من المرح واللعب في الأيام المناسبة
ومن فوائد هذا الحديث أنه لا حرج في أيام الأعياد أن تقام مثل هذه الأفعال لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أقر الحبشة على هذا لكن قلنا إنه لابد أن يكون هناك مصلحة إذا كان في المسجد أما في غير المسجد فهو من الأمور المباحة ولهذا لما أنكر أبو بكر رضى الله عنه على الجاريتين اللتين تغنيان قال النبي صلى الله عليه وسلم ( دعهما فإنها أيام عيد ) وهذا مما يدل على كمال الإسلام أنه يعطي النفوس بعض الحرية والانطلاق في المرح واللعب لأن الطبيعة البشرية لا يمكن أن تبقى النفس مكبوتة لا تتحرك ولا تمرح ولا تمزح لا بد من شيء ولكن في حدود ايش ؟
الطالب : الشرعية.
الشيخ : الشرعية
ومن فوائد هذا الحديث حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة أهله وقد قال عن نفسه صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) اللهم صلى وسلم عليه وهكذا ينبغي للإنسان أن يدخل السرور على أهله حتى في هذه الأمور بشرط ألا يحصل في ذلك مفسدة فإن حصل في ذلك مفسدة فلا، فلا يمكن الإنسان أهله أن يذهبوا إلى محل الألعاب واللهو وفيه مثلا رجال ينظرون وأناس يخشى منهم الفتنة لا لكن لابأس أن يخرجهم في بعض الأحيان حتى يحصل لهم من الفرح والمرح ماهو مقيد بالشريعة
ومن فوائد هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يعني يقول ( لها أشبعتي حتى قالت له شبعت ) يعني لم يجعلها تتفرج لمدة وجيزة ثم يتركها أبقاها حتى انتهت رغبتها وكذلك ينبغي في معاملة الأهل لاسيما في الشابات بنات أو زوجات أو ما اشبه ذلك لأن لكل مقام مقال ربما لو كانت عجوزا ممكن ما يهمها ذا ولا يهمها أن تنظر إليه لكن الشابة يجب أن يقدر لها قدرها
ومن فوائد هذا الحديث جواز نظر المرأة إلى الرجال جواز نظر المرأة إلى الرجال وجهه أن عائشة نظرت إلى الحبشة وهم رجال وأقرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
فإن قال قائل كيف تقولون بهذا وقد قال الله تعالى (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ )) فالجواب أن الله قال (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ )) ايش؟ (( يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ))َ ومن للتبعيض والتبعيض لا يقتضي الكل لو كان لفظ الآية (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ أَبْصَارِهِنَّ )) لكان في هذا إشكال مع هذا الحديث لكن يغضضن من أبصارهن وعليه فنقول الآية لا تعارض هذا الحديث لأن لما دخل عليها من صار الواجب غض بعض البصر ومتى يكون واجبا إذا خيفت الفتنة لو كانت المرأة تنظر إلى الرجال تتمتع بالنظر إليهم أو تتلذذ بالنظر إليهم صار هذا حرام
فإن قال قائل ما الجواب عن حديث عبد الله بن مكتوم حين ( دخل على زوج الرسول صلى الله عليه وسلم فأمرهما أن تحتجبا فقالا يا رسول الله إن الرجل أعمى فقال أفعمياوان أنتما ) فالجواب أن هذا الحديث ضعيف لا يصح وإذا كان ضعيفا سقطت المعارضة به لأنه لا يقاوم الصحيح إلا ما كان صحيحا أما إذا كان ضعيفا فلا يعتبر معارضا ،قال أهل العلم ويدل على ذلك أننا نحن لم نؤمر بالحجاب لأن لو كان نظر المرأة مثل الرجل لقلنا للرجل غط وجهك كما قلنا للمرأة تغطي وجهها ... لصار نظر الرجال إليهم محرما .
وقوله رحمه الله الحديث وتقرأ الحديث بالنصب ويكون التقدير اقرأ الحديث أو أتمم الحديث وربما يكون... أي إلى الحديث أي إلى نهايته

الشيخ : " وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
لا لا قبله
" وعنها أي عائشة ( أن وليدة سوداء كان لها خباء بالمسجد فكانت تأتيني تتحدث عندي ) الحديث متفق عليه "
هذه أمة وليدة سوداء يعني عبدة أمة وسوداء هذا بيان وصف بيان للواقع وليس بشرط أن تكون سوداء أو بيضاء
( كان لها خباء في المسجد ) الخباء هو الخيمة الصغيرة
( فكانت تأتيني تتحدث عندي ) تأتيها في أي مكان ؟ في بيتها لأن بيت عائشة رضي الله عنها إلى جنب المسجد وله باب على المسجد

الشيخ : ساق المؤلف هذا الحديث لفائدة وهي جواز ضرب الخباء للأمة إذا لم يكن لها من يكفلها وهذا ضرورة فهذا ضرورة ولعل هناك أيضا أشياء خاصة اقتضت ذلك ،يعني هذه القضية قضية عين لا نستطيع أن نقول يستفاد منها أنه تضرب الأخبية للإماء فهذه قضية عين اقتضت أن يضرب لهذه الوليدة خباء في المسجد .
ومن فوائد هذا الحديث أن تحدث الناس بعضهم إلى بعض من طريقة السلف لأن الإنسان لابد أن يتكلم مع الناس فهو مدني بالطبع ومن ثم نرى الرجل إذا كان منزويا لا يحدث الناس ولا يحدثونه نجد أنه يكون في نفسه انطباق ولو أنه انطلق لكان خيرا له .
فإن قال قائل كثرة الكلام يخشى منها لأن النبي صلى الله عليه و على آله و سلم قال ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ) ، فالجواب أن الخير نوعان :
خير في ذات الكلام كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و ... وما أشبه ذلك
وخير لغيره أي لغير ذات الكلام وهو أن يكون الكلام من الكلام المباح لكنه يريد أن يحدث إخوانه لإدخال السرور عليهم وللانبساط فهذا خير حتى وإن كان مضمون الكلام ليس خيرا في ذاته لأن إدخال السرور على إخوانك من الأشياء المطلوبة التي يثاب الإنسان عليها نعم.
السائل : شيخ بارك الله فيكم الآن في الأعياد والمناسبات الأمور المباحة بعض المناطق يعتبرون ... أقل ... مكروهة هل مثل هذه الأمور يعلنها الإنسان.. ؟
الشيخ : ايش؟
السائل : يعلنها .
الشيخ : يعلن ايش؟
السائل : في خطبة الجمعة يعني يقول لابأس أن تلعبوا لابأس يوم العيد ...
الشيخ : ما أرى لها داعي ... لكن إذا سئل يبين ، يبين الحق أما يقول للناس أخرجوا للبر وسوو العرضة وسووا كذا و سووا كذا ما أرى هذا في الخطب لكن إذا سئل يجيب بالحق.
السائل : يا شيخ الآن إذا سئل في شيء يترتب عليه مخالفة
الشيخ : إذا سئل؟
السائل : نعم، ... ما عندهم علم
الشيخ : نعم
السائل : الثانية أنه يحصل فيها تجمع شباب وربما يأتون بالطار ... مغلق ويحصل سهر ويحصل دخان يحصل مخدرات ..
الشيخ : لكن أن يؤتى بها أهون أن تعلن بها على المنبر .
السائل : ...
الشيخ : أنا أرى أن الشيء المجاز من السنة ما يمنع من ... والمحاذير التي قد تترتب عليه تمنع نعم يا يحيى

السائل : ... قوله تعالى (( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ))
الشيخ : نعم
السائل : ..
الشيخ : ... لتبعيض نعم لأن الرجل يجوز له أن ينظر إلى المرأة إذا أراد يخطبها أو عند الحاجة إلى علاج أو إلى شهادة عليها بعينها يعني أصلا التحريم النظر من باب سد الذرائع، تحريم النظر إلى الوجه من باب سد الذرائع ولذلك يجوز لأجل الحاجة، نعم

السائل : ...
الشيخ : ماحكم ؟
السائل : ما حكم المضاربة بالسيف؟
الشيخ : لا يشير إلى أخيه بالسيف لأنه خطر منهي عنه.
السائل : ولعب هؤلاء الحبشة يعني هكذا فقط من غير تضارب؟
الشيخ : إذن يشير بالسيف ولا يشير به على صاحبه، نعم.

السائل : شيخ هل للرجل أن يمنع زوجته النظر للرجال غيرة عليها ؟
الشيخ : إن رأى ريبة فلا بأس وإن لم ير ريبة فلا مانع فإذا رأى أنها تتبع الرجال وتنظر إليهم فحينئذ يمنعها وإلا يبقيها في بيتها أحسن لها ، نعم يا سليم.
السائل : عفا الله عنك يا شيخ بعض الناس ...
الشيخ : بعض الناس ايش ؟
السائل : ...سعد بن معاذ مريض في المسجد
الشيخ : نعم
السائل : ...وبعض الناس يفهم من تمريضه في المسجد إنه ... عن الرسول صلى الله عليه وسلم...
الشيخ : أنه ايش ؟
السائل : أنه مصلحة ...
الشيخ : ليعوده من قريب نعم
السائل : ليعوده من قريب بعض الناس يفهم إنه ما من مصلحته هو ...
الشيخ : مصلحة من سعد سعد ؟
السائل : ابن معاذ نعم
الشيخ : في ايش ؟
السائل : ... يفهمون إنه ما يمرض في المسجد أنه للعبادة ...
الشيخ : أبدا هذا احتراما من الرسول له احتراما من الرسول له عليه الصلاة والسلام

السائل : أحسن الله إليك هل يستدل بالحديث أمة سوداء جواز مكوث المرأة الحائض في المسجد... يعتريها شيء؟
الشيخ : الجواب على هذا ذكرناه مما سبق قلنا لكم إذا أتت النصوص محتملة ونصوص غير محتملة فما الواجب ؟ الرجوع للتي لا تحتمل لأن هذه المحكمة والمحتملة متشابهة و الواجب أن ترد النصوص المتشابهة إلى المحكمة فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم منع الحيض من دخول المساجد فهو صريح وواضح فهذه الأمة أول من يقول إنها تحيض هذا واحد ثاني على فرض أنها تحيض من يقول أنها إذا حاضت تبقى في المسجد وعندنا نص صحيح واضح ( أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر الحيض أن يعتزلن مصلى العيد )، نعم. ايش ؟
السائل : هل من المحتمل ...
الشيخ : كسر ؟
السائل : ...
الشيخ : ..نعم جاز لفئة حسب ... إذا لم يكن فيه مزمار
المؤذن : الله أكبر
الشيخ : الله أكبر.

الشيخ : الحمد لله ربي العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
هل يجوز أن يضرب خباء في المسجد ؟ آدم
الطالب : نعم يجوز ... حاجة
الشيخ : بدون شرط
الطالب : إذا لم يتضرر المسجد ...
الشيخ : ... المسجد ، ولا أهله ؟
الطالب : ولا يتأذى به الناس ... وإذا كان من يضرب له الخيمة أهل لذلك.
الشيخ : أهل لذلك
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب ، هل يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال ؟
الطالب : نعم يجوز.
الشيخ : يجوز مطلقا ؟
الطالب : إلا إذا خشيت الفتنة فإنها لا تنظر.
الشيخ : حدد
الطالب : تجوز أن تنظر إذا خشيت الفتنة.
الشيخ : حدد خشية الفتنة في ايش ؟
الطالب : إذا كانت تتلذذ بالنظر إليهم.
الشيخ : تتلذذ بالنظر إليهم طيب ماهو الدليل على جواز ذلك ؟
الطالب : حديث عائشة رضى الله عنها ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسترني وانا انظر إلى الحبشة )
الشيخ : طيب وجه الدلالة ؟
الطالب : وجه الدلالة إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لها عندما كانت تنظر إلى الحبشة
الشيخ : إقرار النبي صلى الله عليه وسلم عائشة أن تنظر إلى هؤلاء الحبشة طيب كيف نجمع بين هذا الحديث وقوله تعالى (( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ))
الطالب : قوله تعالى (( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ))، من هذه للتبعيض والتبعيض لا يشمل الكل .
الشيخ : لا يشمل الكل ؟
الشيخ : يعني إذن نقول لا منافاة أصلا بين هذا الحديث وبين الآية الكريمة لأن في حال من الأحوال يجب الغض و من للتبعيض تمام.

الشيخ : نأخذ درس جديد
" وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( البزاقُ في المسجد خطيئةٌ، وكفارتها دفنُها ) "
البصاق هو الريق الغليظ سواءا كان نخامة أو غير نخامة وأما الريق الخفيف الذي لا يؤثر على الأرض فهذا لا يؤثر فلا يسمى بصاق فهو الغليظ سواءا كان نخامة أم دونها وقوله في المسجد أل للعهد الذهني أو للاستغراق.
الطالب : الثاني.
الشيخ : نعم الثاني أي في كل مسجد
وقوله ( خطيئة ) أي سيئة لأنها من خطئ يخطئ فهو خاطئ بخلاف أخطأ يخطئ فهو مخطئ فهذا مما يعذر به خطيئة أي سيئة وكفارتها أي سترها والتجاوز عنها دفنها يعني أن تدفن هذه النخامة وهذا ظاهر في ما إذا كان المسجد قد فرش بالحصباء أو الرمل أو ما أشبه ذلك أما ما كان مفروشا بالفرش القطنية أو الصوفية أو ما أشبه ذلك كما في وقتنا الآن فكفارتها تركها حتى تزول

الشيخ : في هذا الحديث دليل على احترام المساجد وأنه يجب أن تصان عن كل أذى وجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصف البصاق في المسجد بأنه ايش؟
الطالب : خطيئة.
الشيخ : بأنه خطيئة
ومن فوائد هذا الحديث أن الشيء يداوى بضده الشيء يداوى بضده وجه قوله ( كفارتها دفنها ) فإن البصاق في المسجد يبرز صورة البصاق فإذا دفنه زال ذلك
ومن فوائد هذا الحديث أن البصاق طاهر وجهه ذلك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( كفارتها دفنها ) ولم يقل بصب الماء عليها كما قال في بول الأعربي ( أريقوا عليه سجلا من ماء )
ومن فوائد هذا الحديث أن البصاق في المسجد خطيئة ولو أراد الإنسان أن يدفنها وجه ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم وصفها بأنها خطيئة ثم ذكر الكفارة ومن المعلوم أن الإنسان لا يحل له أن يفعل الخطايا ويكفرها لكن الكفارة تكون إذا وقعت الخطيئة أما إذا فعلت الخطيئة بنية التكفير فهذا لا يجوز ولهذا لو أن إنسانا قال إنه جامع في نهار رمضان مع عزمه أن يكفر فيحرم أو لا؟
الطالب : يحرم.
الشيخ : مع إن التكفير نعم يستر الذنب ويتجاوز به عنه كذلك لو قال الإنسان في واجبات الحج التي تجبر بالدم لو قال إنه يريد ألا يبيت في منى ولا يرمي الجمرات ولا يطوف بالوداع ولكنه مستعد أن يذبح عن كل واجب فدية فيجوز هذا أو لا ؟
الطالب : لا يجوز.
الشيخ : لا يجوز ولهذا يغلط بعض الناس حيث يظن أن الإنسان يخير بين ترك الواجب والفدية فيقال لا الأمر ليس إليك لكن إذا فات الأمر بغير قصد فإنك تفدي أما أن تكون مخيرا فهذا يعني هدم النسك بالكلية إذا قلنا بذلك لاقتصر الحاج على الأركان والباقي يهدي عنه ويمشي إلى أهله لكان يحرم ويقف بعرفة يحرم مين ؟
الطالب : من عرفة.
الشيخ : لا من أي شيء كان من أي مكان أراد لأن الإحرام من الميقات واجب لكن أصل الاحرام ركن أحرم ووقف بعرفة وبات في مزدلفة وطاف وسعى صح كلامي وإلا لا؟
الطالب : ...
الشيخ : انتبهوا يا جماعة، إذن احذفها أحرم وقف بعرفة طاف وسعى أربعة أشياء فعلها، والباقي قال نفدي عنه، كونه من الميقات هذه فدية، المبيت بمزدلفة فدية، رمي الجمار فدية، المبيت في منى فدية، طواف الوداع فدية، الحلق أو التقصير فدية، البقاء بعرفة إلى الغروب فدية، هذه سبع، هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : ... طيب سبع فديات! يقول ما يهم؟ يشتري له ثورا ويذبحه ويقول في أمان الله! هذا لو قلنا بأنّ الإنسان مخيّر بين هذا وهذا، فالواجب يجب فعله لكن إذا فات فوات الحرص فإنه ... طيب إذن نأخذ من هذا الحديث تحريم البصاق في المسجد ولكن لكل داء دواء كفارته دفنه.
من فوائد هذا الحديث أنّ مسجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مفروش
الشيخ : بما تتغطّى به النّخامة لقوله: ( كفّارتها دفنها ) وبهذا نجيب من أنكر وجود هذه العلامات على تسوية الصف، الخطوط قال هذه بدعة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يفعلها، فيقال مسجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليس صالحا لها يعني ليس مفروشا بالقطن أو بالصوف أو ما أشبه مفروش بإيش؟
الطالب : بالحصباء.
الشيخ : بالحصباء، إذا كان مفروشا بالحصباء كيف يمكن أن نصب عليه شيء يجعل له لونا معينا لا يمكن، قالوا يمكن أن يخط خطّا والصحابة ما خطّوا خطّا والجواب؟
الطالب : يزول.
الشيخ : هذا الخط يزول بالمشي عليه وحينئذ يكون الخط عبثا، قالوا ممكن أن يوضع خيط قلنا الخيط أيضا يعثر به الناس ولا يمكن ونحن لا نقول إنّ وضع هذه الخطوط إنّها عبادة لذاتها لكنه وسيلة لعبادة مقصودة شرعا وهي تسوية الصف ولهذا استرحنا، لما كان هذا المسجد هذا مفروشا بالرمل كان الانسان يتعب خصوصا في الصفوف التي ليست على الأعمدة يتعب، هذا يتقدم وهذا يتأخر ثم جاءت هذه الخطوط والحمد لله ريّحت الإنسان فهي مقصودة لغيرها كما أن تأليف الكتب، وطباعتها، وتبويب أبواب الفقه هذا ليس موجودا في عهد الرسول عليه الصلاة وسلام وهل أحد يمكن أن ينكره؟ لا يمكن لأنه إيش؟
الطالب : وسيلة.
الشيخ : وسيلة لمطلوب شرعا وهذا مثله، ولهذا يجب على طالب العلم أن يتنبّه لهذه المسألة وهي ما إذا فُعِل الشّيء مقصودا بالذات وما إذا كان وسيلة لمقصود شرعي ثابت، الأوّل؟
الطالب : غير جائز. غير جائز
الشيخ : أي الأول بدعة والثاني؟
الطالب : جائز .
الشيخ : جائز بل هو مطلوب فإن قال قائل أهل البدع يقولون إننا نتقرب إلى الله تعالى بها، قلنا إذن هي عندكم مقصودة لذاتها فهي بدعة، إذا قالوا إن إحياء ذكرى المولد النبوي من أجل أن تقوى المحبة للرّسول عليه الصّلاة والّسلام قلنا قد جعل الله تعالى لمحبّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم أسبابا أقوى من هذه وأدوم، أسبابا تكون مع الإنسان إلى موته ليلا ونهارا فإنّ كلّ عبادة يفعلها الإنسان وهو يشعر بأنه متأسّ بالرّسول صلّى الله عليه وسلّم سوف يذكره لا بلسانه لكن بقلبه ثم إعلان ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في الأذان في اليوم والليلة خمس مرّات على الأقل نعم وقد تكون ثلاث مرات إذا كان هناك جمع وقد تكون ست مرات أو سبع مرات إذا كان هناك أذان أوّل في آخر اللّيل وأذان أوّل في الجمعة فالحاصل ان انتبهوا لهذه الفائدة ما فعل لذاته فلابد أن يثبت بنص، ما تقرب إلى الله بذاته فلا بد أن يثبت بنص وما كان وسيلة لمقصود شرعي فهو على حسب ذلك المقصود، فإن قال قائل كيف نجمع بين هذا الحديث و بين أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يبصق الإنسان عن يساره أو تحت قدمه؟ قلنا الحمد لله ليس بينهما تعارض، يحمل قوله يبصق الإنسان تحت قدمه على إذا ما كان؟
الطالب : خارج المسجد.
الشيخ : خارج المسجد، وأمّا إذا كان في المسجد فليبصق في ثوبه، أو في منديله، أو بين يديه، ويحك بعضها ببعض حتى تزول.
ومن فوائد هذا الحديث أن العمل أعني المعصية ولو يسيرة تسمّى إيش؟
الطالب : خطيئة.
الشيخ : خطيئة، لأن الخطيئة ما جانب بالصواب وقد أخطأ فلان وأصاب فما جانب الصواب فهو خطأ ومعلوم أنّ المعصية وإن قلّت تجانب الصّواب، جاء وقت الأسئلة.
السائل : شيخ بارك الله فيكم ... (( قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ )).
الشيخ : نعم.
السائل : هل الآية التي قبلها ...
الشيخ : نعم.
السائل : ...

الشيخ : أي نعم، بس السنة دلت على أنّ الرّجل لا ينظر للمرأة إلا لحاجة ما هو لضرورة لحاجة، ومثلوا لهذا بنظر الخطيب إلى مخطوبته، ونظر الشاهد على من يشهد على عينها، ونظر المعامل أيضا، المعامل صاحب الدكان قال الفقهاء يجوز إذا كان الإنسان يريد أن يعرف عين التي تعامله أن يقول افتحي وجهك أشوفك، أخشى تأتيه مره ثانية تقول أنا فلانه.
السائل : وجهها وإلاّ ...
الشيخ : لا، وجهها وعلّلوا هذا بتعليل منضبط يعني ما واضح في الشريعة أن كل ما حرّم لغيره جاز للحاجة، وما حرّم لذاته لا يجوز إلا للضرورة، وتحريم النظر لوجه المرأة محرّم لا لذاته ولكن لغيره خوفا من أن يتدرج إلى الفاحشة ولهذا قال: (( يغضّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ))
السائل : على هذا إذا وجدنا نساء كشفن داخل ... لاننكر عليهن
الشيخ : لا لا، نحن نحكي كلام الفقهاء، أمّا عمليّا فلا يمكن أن يستقيم الآن لأنّ كل إنسان بيقول لو تشتري منه بريال واحد قال انا والله أخاف تكذبين علي في المرة الثانية أعطيني وجهك لا هو ... هذه دائما أكرّرها في الحقيقة لكم ليس كل ما جاز نظريا يجوز تطبيقه عمليا، وهذه سياسة عمر أليس يجوز أن يبيع الرجل أمّ ولده؟
الطالب : بلى.
الشيخ : في الأوّل، ثم لمّا رأى عمر أنّ النّاس تهاونوا في هذا وفرّقوا بين الأم وولدها منع منع يعني تطبيقها كذلك أيضا بالنّسبة لطلاق الثّلاث للإنسان إذا طلق زوجته ثلاثا أن يراجعها فمنع من المراجعة. نعم يحيي؟
الطالب : أحسن الله إليك، بالنّسبة للخطوط يا شيخ وطباعة الكتب فهل هذه ...
الشيخ : إيش؟

السائل : وطباعة الكتب، هذه ... المصالح المرسلة.
الشيخ : إيش؟
الطالب : من المصالح المرسلة.
الشيخ : أنا لا أقر بالمصالح المرسلة ولا أجعلها دليلا مستقلا، يعني أصل الشريعة كلّها مصالح تأتي بالمصالح لتكميلها أو تأسيسها، والمصالح التي يقال لها إنها مصالح مرسلة إن شهد لها الشّرع بالصّحّة فهي من الشّرع، وإن شهد لها بالبطلان فليست من الشّرع، ألم تعلم أنّ بعض العلماء الآن يقولون إنّ تجويز ربا البنوك من المصالح المرسلة! كيف؟ قالوا البنك يستفيد زيادة المال والآخر يستفيد أنه يحرث يؤسّس مصانع، يؤسّس تجارة، فهذه مصالح مرسلة وأصل تحريم الربا هو الظلم (( وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) وهذا ما فيه ظلم، هذا فيه مصلحة للمرابي والمربي وللشعب أيضا فهمت؟ كلّه على أساس إيجاد دليل لم يثبت، فأنا أقول ليس هناك دليلا يسمى مصالح مرسلة، بل ما شهد له الشّرع بأنّه مصلحة أخذ منه وما لا فلا. نعم؟
السائل : ...
الشيخ : هاه؟
السائل : قلنا يا شيخ أنّ ما تقرّب إلى الله بذاته.
الشيخ : إيش؟
السائل : ما تقرب إلى الله بذاته فلابد له من دليل.
الشيخ : نعم.

الشيخ : إيش؟
السائل : ما تقرّب إلى الله بذاته فلا بدّ له من دليل.
الشيخ : نعم.
السائل : وما تقرّب لغيره ...
الشيخ : وما كان وسيلة.
السائل : وما كان وسيلة لغيره أخذ حكم الغير.
الشيخ : نعم.
السائل : هل مثل هذا المسبحة؟
الشيخ : المسبحة؟
السائل : نعم
الشيخ : ... أيهما أولى المسبحة أو الأصابع؟
السائل : هو لا شكّ أنّ الأصابع هي سنّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
الشيخ : طيب.
السائل : ...
الشيخ : أبدا ما ينسى هذا يجعله يضبط أكثر ويحضر قلبه أكثر، يعني يعدّ العشرة، والعشرات، والمئات، السبحة كما شاهدنا الآن الذين يسبّحون بها تجده يسبّح وعينه تروح يمين ويسار يعتمد على ها الخرز ولا يحضر قلبه، لو كان الإنسان كثير النسيان وجعل يصلّي ووضع على يمينه أو يساره نوى أو خرزا أو حصى كلّما انتهى من ركعة رمى بواحدة يجوز أو لا يجوز؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : يجوز مع أنه لولا أنه يريد أن يذكر نفسه لكان هذا عبثا مكروها والأمثلة على هذه كثيرة. سليم
السائل : رضي الله عنك يعني المسبحة غير جائزة؟
الشيخ : ما نقول غير جائزة يا رجل هناك مرحلة بين الجواز وبين الاستحباب، نقول العد بالأصابع أولى وذكرنا لهذا ثلاث أسباب لعلكم تذكرونها؟
الطالب : لا يا شيخ.
الشيخ : طيب يُرجع إلى الشّريط، سليم؟

السائل : ... الله عنك يا شيخ ترك واجبا من واجبات الحج واعتمد على الدّم ... عليه الإثم يا شيخ؟
الشيخ : لا، يعني قصدك تركه قصدا وأتى بالفدية؟
السائل : نعم.
الشيخ : يأثم ما فيه إشكال، حتى إنّي أنا في نفسي شكّ هل يبرأ أو لا يبرأ بهذه الفدية لأنّه شرع لنفسه ما لم يشرعه الله، فالله تعالى لم يجعله مخيّرا بين أن يقوم بالواجب وأن يفدي أفهمت؟
السائل : نعم نعم.
الشيخ : طيب، نعم؟
السائل : يا شيخ أحسن الله إليك بالنسبة لهذه الخطوط التي توجد في المساجد هل يقيد هذا ... ويعني يمكن اقامتها إقامة الصف ... شيء آخر ... وهي شعيرة التّناظر.
الشيخ : إيش؟ شعيرة إيش؟
السائل : شعيرة التّناظر.
الشيخ : التراذل؟
السائل : التناظر.
الشيخ : هاه؟
السائل : التّناظر.
الشيخ : التّناظر؟
السائل : أي نعم يعني المأموم يتوكل على الخطّ وما ينظر إلى من بجانبه.
الشيخ : كيف ما ينظر إلى جانبه؟ هذا الذي نفقده إذا كان لا يتراصّون أما إذا تراصوا وحتى في الخطوط ...من بجانبه يقول له تقدم وإلا تأخر أمّا مسألة الصلاة فهذا غير واردة يعني ... نعم.
السائل : إذا أمكنه الخروج من المسجد
الشيخ : إذا
السائل : إذا أمكنه الخروج من المسجد فهل يجب عليه الخروج أو أنه يبصق في ثيابه؟
الشيخ : ليش ما يبصق في ثيابه؟
السائل : قد يستقذرها ...
الشيخ : لا يا أخي إذا فركها مرة راحت.
السائل : أو ربّما يتطاير شيئا من ...
الشيخ : نعم؟ إيش؟
السائل : ربما يتطاير منه أشياء من أجزائها .
الشيخ : ربّما إيش؟
السائل : يتطاير شيئا من أجزائها إذا بصق.
الشيخ : لا لا، إذا قرّب الثّوب ما يتطاير ...، إلا إذا كان ... نعم، يلاّ يا محمود؟

السائل : الستار بين النّساء والرّجال، إذا قال قائل أنّ هذا من البدع لأنّ في عهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان بالإمكان أن يضعوا جريدا أو شيئا من ذلك؟
الشيخ : هذا ربّما يقوله قائل لكن وإيش المضرّة؟ ما هي المضرّة؟ نحن إذا وضعنا هذا الجدار صار فيه فوائد:
أوّلا إنّ النّساء يحتجبن عن الرّجال والرّجال ليسوا على الطّهارة التي كان عليها الصّحابة
ثانيا أنّ النّساء يأخذن حريّتهنّ فإنّ المرأة إذا كانت في مكان مصون تأخذ حريّتها أكثر ممّا لو كان النّاس يشاهدونها فمسألة الحال تغيّرت، لكن يعني هؤلاء الذين يقولون إنّها بدعة أقرب من الذين يقولون إنّ الخطوط بدعة، لكن أين النّساء اللاّتي يتلفّعن بمروطهنّ ما يعرفهنّ أحد من الغلس؟! أين هم ؟ آدم؟

الشيخ : آدم؟
السائل : ...
الشيخ : الذي أراه أن يذكر الله مطلقا، بعض النّاس يقول أقيّد مثلا ألف أو ألفين عشان أفرح وأقول إني ذكرت الله هذا العدد لكن نقول هنا من يحصي عليك العدد (( ما يلْفظ من قول إِلّا لديه رقِيب عَتِيد )) وكون لسانك دائما رطب من ذكر الله أحسن، وما أحسن أن يقول الإنسان يقول دائما سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم لأنه ... كم أخذنا من الأسئلة؟

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
هل البصاق طاهر أو نجس؟ يلّا صالح؟
الطالب : طاهر.
الشيخ : من أين يؤخذ من هذا الحديث؟
الطالب : دفنه.
الشيخ : أن نبي صلى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: ( كفّارتها دفنها ) ولو كانت نجسة؟
الطالب : لأمر بتطهيرها.
الشيخ : نعم لأمر بتطهيرها، طيب هل هذا يدل على أن الإنسان إذا أراد أن يدفن البصاق فله فعله كما قاله بعض العلماء؟ نعم؟
الطالب : لا يدلّ.
الشيخ : لا يدلّ، وجه ذلك؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم، وجه ذلك أنه إذا ثبت أنّها خطيئة فإنه لا يجوز للإنسان أن يفعل الخطايا ليكفّرها طيب هل هناك شيء يمكن أن نقيس هذه المسألة عليه ويكون به الاقتناع التام؟ يلّا يا جمال؟
الطالب : في واجبات الحج.
الشيخ : هاه؟
الطالب : واجبات الحج.
الشيخ : لا، غير هذا؟
الطالب : مثل الذي أراد أن يجامع في رمضان ثم يكفر.
الشيخ : نعم كالذي يريد أن يجامع في نهار رمضان ونيته أن يكفّر فإنّه لا أحد من العلماء يقول إنه يجوز أن يجامع ويكفّر وكذلك في واجبات الحج فيها شبه من هذا ، أن يقول القائل أنا أترك الواجب وأفدي نقول هذا لا يجوز لكن إذا وقع الشيء ففداؤك يكفّره .
هل يدل هذا الحديث على أنّ مسجد النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم مفروش بالتّراب؟ نعم؟
الطالب : نعم يدلّ على أنّه مفروش بالترّاب لقوله: ( وكفّارتها دفنها ).
الشيخ : لقوله: ( كفّارتها دفنها ) تمام.
نأخذ درسا جديدا إن شاء الله.

الشيخ : قال: " وعنه رضي الله عنه -يعني عن أنس- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد ) . ".
لا تقوم السّاعة يعني ساعة البعث، والسّاعة تقوم إذا أنهى الله تبارك وتعالى هذا العالم نفخ في الصّور فصعق النّاس ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون فالسّاعة لا تقوم حتّى يصل الأمر إلى هذا حتى يتباهى النّاس في المساجد، يتباهون أي يتفاخرون أيّهم أبهى مسجدهم فهذا يقول مسجدنا أبهى لأنّنا شيّدناه تشييدا فاخرا، لأنّ فيه رسوم لأنّ فيه جصّ مثلا أو ما أشبه ذلك يتباهون ومن ذلك يتباهون بفراش المسجد أيضا يقولون مسجدنا قد فرش بالزّلّ الفاخر الغالي وما أشبه هذا، إذن أخبرنا النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم عن أمر يكون قبل قيام السّاعة فهل هذا يعني أنّه من أشراط السّاعة؟
الطالب : لا.
الشيخ : قد يوحي هذا أنّه من أشراط السّاعة ولكنّه ليس بصريح ولهذا لا يمكن أن نقول إنّ النّاس منذ صاروا يتباهون في المساجد فهو دليل على قرب السّاعة وأنّه من أشراطها وهذا يقع كثيرا أي مثل هذا التّعبير كقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ( لا تقوم السّاعة حتى تعود - يعني بلاد العرب- مروجا وأنهارا ) هل معنى ذلك أنّها علامة من أشراط السّاعة؟ لا، لكن لا تقوم السّاعة حتّى يكون هذا.

الشيخ : يستفاد من هذا الحديث إثبات قيام السّاعة وهو أمر ثابت بالقرآن والسّنّة والإجماع وهو من أركان الإيمان لقوله إيش؟ ( لا تقوم السّاعة ) فمن أنكر قيام السّاعة فقد كفر لأنّ الله سبحانه وتعالى أثبته في القرآن والنّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أثبته في السّنّة والمسلمون أجمعوا عليه وكلّ إنسان ينكر خبرا أخبر الله به ورسوله من غير تأويل فإنّه كاذب لأنّ هذا هو التّكذيب، أمّا التّأويل فينظر إذا كان النّصّ يحتمل التّأويل فهو شبهة تمنع ردته وإن كان لا يحتمل فإنّ تأويله لا يسمّى تأويلا ولكن يسمّى تحريفا ولا يفيد صاحبه.
من فوائد هذا الحديث إثبات آية من آيات الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لقوله: ( لا تقوم السّاعة حتّى يتباهى ) وهل حصل هذا؟ نعم حصل هذا، تباهى النّاس في المساجد من قديم الزّمان ولا يزالون يزدادون في التّباهي.
ومن فوائد هذا الحديث الإشارة إلى أنّ الأفضل أن لا تكون المباهاة في المساجد، وجهه؟ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ذكر هذا الحديث على سبيل الذّمّ وضعف الإيمان في النّفوس.
ومن فوائد هذا الحديث الرّدّ على من أنكر على من بنى المساجد على وجه متواضع وقال سبحان الله تبني بيتك على وجه مزخرف ومشيّد وبيت الله أولى، ويقول الآخر كيف تبنى الكنائس على وجه فخم وجه مشيّد ومحسّن ومساجد المسلمين لا يفعل فيها هذا؟ نقول لأنّ المسلمين لا تهمّهم المظاهر وإنّما الذي يهمّهم هو المعاني التي بنيت من أجلها المساجد وهي إقامة الصّلاة وقراءة القرآن والذّكر وما أشبه ذلك.

الشيخ : ثمّ قال: " وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما أمرت بتشييد المساجد ). أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان. ".
( ما أمرت ) أي ما أمرني الله أن أشيّد المساجد وتشييد أي طليها بالشّيد والشّيد هو الجصّ
وقوله المساجد جمع مسجد وهو ما بني للصّلاة فيه.

الشيخ : قوله عليه الصّلاة: ( ما أمرت ) يستفاد منه فوائد:
أوّلا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يؤمر وينهى فهو إذن عبد من عباد الله عزّ وجلّ لأنّ الله تعالى يأمره وينهاه.
ومنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لا يأت بالشّريعة من عند نفسه بل هو ينتظر أمر الله عزّ وجلّ، إذا أمره الله فعل وإذا لم يأمره أمسك.
ومن فوائد هذا الحديث الإشارة إلى عدم تشييد المساجد لأنّ لو كان تشييدها خيرا لإيش؟ لأمر به النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لأنّ ما من خير إلاّ وأمر به صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ودلّ النّاس عليه إمّا من نفسه ابتداء أو من الله عزّ وجلّ.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ الأولى أن تكون المساجد متواضعة يعني متواضعا فيها في بنائها وأنّ زخرفتها خلاف مقصود الشّارع لقوله: ( ما أمرت بتشييد المساجد ) هذا إذا كان التّشييد لا يلزم منه محظورا، أمّا إذا كان فيه محظورا فإنّه ينهى عنه ولا يقتصر على القول بأنّنا لم نؤمر بذلك فمن هذا ما ينشر في قبلة المسجد في بعض المساجد ينشر الله وإلى جانبه محمّد، والذي ينظر إليهما يعتقد أنّهما إيش؟
الطالب : سواء.
الشيخ : أنّهما سواء وأنّ الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ندّ لله تعالى لأنّ الحرف واحد ولفظ الجلالة على اليمين ولفظ محمّد على اليسار وهذا لا شكّ أنّه دخيل على الإسلام فالمسلمون لم يكونوا يكتبون في القبلة شيئا بل يكرهون ذلك كما نصّ على ذلك الإمام أحمد رحمه الله فكيف إذا كتبت مثل هذه العبارة؟ وأرى أنّ من رأى أحد المساجد فيه هذه الكتابة أن يبلّغ المسؤولين في وزارة الشّؤون الإسلاميّة حتى تبرأ ذمّته.
في هذا الحديث الذي عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: ( لتزخرفنّها كما زخرفتها اليهود والنّصارى ) وهذا هو الذي حصل أنّها زخرفت، أحيانا يدخل الإنسان في المسجد ويقول ما هذا أهذا قصر ملك؟ أم حجر تاجر حتى إنّه في بعض الأحيان تجد الفراش ليّنا كأنّه فراش نوم وهذا من التّرف الزّائد الذي لا ينبغي أن يعتاده المسلمون، نسأل الله الهداية.
الطالب : آمين.

الشيخ : " وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد ) ".
( عرضت عليّ ): يعني أوحي إليّ بها أوحي إليّ بها، لأنّ الأجور إنّما تكون بعد يعني في يوم القيامة، فالذي عرض عليه أنّه عليه الصّلاة والسّلام بيّن له ثوابهم
وقوله: ( أجور أمّتي ) يعني الثّواب، وسمّى الله تبارك وتعالى الثّواب أجرا من كرمه تبارك وتعالى كأنّ العبد يعامل ربّه معاملة الأجير لأجيره، أو الأجير لمستأجره ومعلوم أنّ الأجير مع المستأجر يتعامل بالمعاوضة فيلزمه أن يسدّد الأجر، فكأنّ الله تعالى جعل العمل والثواب عليه مثل إيش؟ عقد الإجارة ونظير ذلك قوله تعالى: (( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له )) من المعلوم أنّ الله عزّ وجلّ غنيّ عنّا وعن قرضنا لكن شبّه معاملته بالقرض لوجوب وفاء القرض على المستقرض فكأنّ الله تعالى ضمن للعامل أن يثيبه كما أنّ المقترض يردّ القرض على مقرضه.
وقوله: ( أجور أمّتي ) المراد بها أمّة الإجابة، لأنّ أمّة الدّعوة من لا يستجيب منهم ليس له أجر ولهذا نقول إنّ الأمّة إذا جاءت في الحديث فلها معنيان:
المعنى الأوّل أمّة الإجابة وهذه تشمل كلّ إنسان بلغ التّكليف من بعثة الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم نعم هذه أمة الدعوة، أمّة الدعوة تشمل كلّ إنسان بلغ التّكليف منذ بعث النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أمّة الإجابة هم الذين استجابوا للرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم واتّبعوا شريعته.

السائل : بعض العوام إذا ذكر لهم عذاب القبر أو يعني الميزان وكذا يقولون هل رأيت عذاب القبر وهل رأيت الميزان أو الجنّة؟ ما حكم هؤلاء؟
الشيخ : قل ما رأيت. قل ما رأيت
السائل : هل يعذرون بجهلهم؟
الشيخ : ما يعذرون بالجهل، لأنّنا نقول ألست تقول في كلّ صلاة أعوذ بالله من عذاب جهنّم؟ نعم
السائل : يقول بلى.
الشيخ : طيب كيف تكابر وتقول لا عذاب ألست تقرأ قول الله تعالى (( فمن ثقلت موازينه )) (( ومن خفّت موازينه )) كيف تكابر؟ واضح؟
السائل : نعم.
الشيخ : لا ليس له عذر، نعم.

السائل : شيخ بارك الله فيك ... جرم هذا يعني كتابة الله ومحمّد ... عام؟
الشيخ : لا هذا يعني أقلّ ما نقول فيه أنّه شرك أصغر، لأنّ المشاهد كما هو ظاهر يظنّ أنّ المسمّيين سواء، وأصل الكتابة بدعة، حتى لو كتب الله وحدها فهو بدعة، وبعض النّاس يكتب (( كلمّا دخل عليها زكريّا المحراب وجد عندها رزقا )) هذا المحراب نعم.

الشيخ : نعم؟
السائل : كتابة الآيات على المحاريب بدعة؟
الشيخ : نعم بدعة بلا شكّ.
السائل : أحسن الله إليك ... المساجد طلاء الدّهان هل يجوز وضعها؟ فيه أنواع من الدّهان غالية وفاخرة وفيه أنواع منها ...
الشيخ : لا، إذا شيّد بشيء غالٍ يقوم مقامه ما هو دونه فهو إسراف يدخل في الإسراف، نعم يا آدم؟

السائل : المنارة.
الشيخ : هاه؟
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : في بعض المساجد تكلف تكلفتها تقريبا ما يبني مسجدا، ما رأيكم؟
الشيخ : أنا رأيي أنّ هذا غلط فإن تطويل المنارة والإنفاق عليها إنفاقا كثيرا هذا غلط لا شكّ، لكن مشكلة النّاس الآن العوامّ هوام ... قالوا ليش ما وضعت ، مع أنّ أصل المنارة ما هي موجودة في عهد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ولو وضعت يعني منارة متواضعة يقولون ... قدر للمساجد، فالأولى أن يقال تبنى المنارة حتى يستدلّ بها من كان خارج المسجد على أنّ هذا مسجد ... نعم.
السائل : ...
الشيخ : إيش؟
السائل : ...

الشيخ : لا، الهلال لا، الهلال منهيّ عنه، لأنّ أصل الهلال إنّما يوضع على المساجد على القبب المبنيّة على القبور هذا أصله، نعم يا عبد الوهّاب.
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ هجر المساجد التي بولغ في تشييدها هل يجوز هجرها يا شيخ؟
الشيخ : ... لا تهجرها ما دام تقام فيها الجماعة، ما فيه فائدة في هجرها.
السائل : ...
الشيخ : كيف؟
السائل : ...
الشيخ : ما يخالف هل تجد مساجد أخرى؟
السائل : نعم يوجد يا شيخ.
الشيخ : طيب، إذا كان يوجد مساجد أخرى وهجرتها وهي قريبة من بيتك وذهبت إلى المساجد البعيدة هل هذا الذي شيّدها هل سيهدمها ويعيدها إلى الوضع الصّحيح؟
السائل : ...
الشيخ : هاه؟
السائل : ...
الشيخ : تنظر المصلحة، تنظر للمصلحة في مثل هذه الأمور، انتهى الوقت.
السائل : الهلال في كل مكان الهلال هذا في كلّ مكان ...
الشيخ : أي ما يخالف نحن ذكرنا فيه جوابا ونقلنا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية فيها وعلماء الدّعوة في هذا.
السائل : ...
الشيخ : إن شاء الله تجده مطبوعا في مجموع الرّسائل أو المسائل.
السائل : ...
الشيخ : نعم؟
السائل : ...
الشيخ : إن شاء الله، إن شاء الله.

الشيخ : نكمّل إن شاء الله بإذن الله عزّ وجلّ
يقول الحديث: ( عرضت عليّ أجور أمّتي ) والعارض هو الله عزّ وجلّ، والمعنى أنّه بيّن للرّسول صلّى الله عليه وسلّم أجور أمّته حتى في هذه المسألة وهي ( حتى القذاة )، القذاة هي القذى الذي يكون في العين وهو شيء يسير جدّا جدّا ولولا أنّ القذاة تكون في العين ما نحسّ بها فهي عبارة عن أذى صغير كقطعة ... صغيرة أو حبّة رمل أو ما أشبه ذلك يخرجها الرّجل من المسجد تنظيفا للمسجد.

الشيخ : فيستفاد من هذا الحديث أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أطلعه الله على أجور الأمّة لقوله: ( عرضت عليّ أجور أمّتي ).
ومن فوائده الحثّ على تنظيف المسجد لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم جعل في ذلك أجرا وإن كان القذى يسيرا ولكن إذا كان نعم إذا كان القذى نجسا وجبت إزالته وتطهير موضعه، وإن لم يكن فإن كان مؤذيا للمصلّين وجبت إزالته أيضا وإن لم يكن مؤذيا ولكنّه خلاف النّظافة التّامّة فإنّه يستحبّ إزالته.
ومن فوائد هذا الحديث تعظيم شأن المساجد وأنّه ينبغي أن تكون نظيفة منقّاة من كلّ أذى وهذا لا يعارض ما سبق من أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لم يرغّب في تشييد المساجد لأنّ هذا ما يكون في الأراضي، في أرض المسجد من الأذى ونحوه.

الشيخ : " وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ). ".
قوله ( إذا دخل أحدكم المسجد ) المسجد المكان المعدّ للصّلاة الذي تقام فيه الصّلاة وليس المراد كلّ المصلّى، بل المساجد المعهودة المفتوحة للنّاس يصلّون فيها
و " أل " في قوله المسجد للاستغراق أي أيّ مسجد تدخلونه صغيرا كان أم كبيرا، جامعا كان أو للصّلوات الخمس
( فلا يجلس ) أي في المسجد إذا كان يريد الجلوس
( حتّى يصلّي ركعتين ) وهاتان الرّكعتان تسمّيان عند أهل العلم تحيّة المسجد.

الشيخ : ففي الحديث فوائد منها:
مشروعيّة الصّلاة عند دخول المسجد قبل أن يجلس لقوله ( فلا يجلس حتى يصلّي ركعتين ) وهل هذه المشروعيّة على سبيل الوجوب أو على سبيل الاستحباب؟ اختلف في هذا أهل العلم وأكثرهم على أنّها على سبيل الاستحباب، حجّة القائلين بالوجوب أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نهى أن يجلس حتى يصلّي ركعتين والأصل في النّهي التّحريم لأنّها عبادة، والأصل في النّهي في العبادات هو التّحريم.
ومن الأدلّة ( أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم كان يخطب النّاس يوم الجمعة فدخل رجل فجلس فقال له: أصلّيت؟ قال: لا، قال: قم فصلّ ركعتين وتجوّز فيهما ) وجه الدّلالة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قطع الخطبة وهي موجّهة للنّاس، والنّاس مشرئبّون لاستماعها فقطعها ليخاطب هذا الرّجل
ثانيا أنّه أمره أن يصلّي ويتجوّز في صلاته مع أنّ الصّلاة هذه سوف يتشاغل بها عن استماع الخطبة، والتّشاغل عن استماع الخطبة محرّم لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ( إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت ) هذا مع أنّه نهي عن منكر.
وجه ثالث أنّه قال تجوّز فيهما لما يدلّ على أنّ هذه الصّلاة شبه ضرورة تتقدّر بقدرها ولا شكّ أنّ هذا استدلال قويّ فالقول بوجوب تحيّة المسجد قويّ جدّا
أمّا حجّة القائلين بأنّها لا تجب احتجّوا بأمور: منها
أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ( قال للرّجل الذي عليه خمس صلوات في اليوم واللّيلة قال: هل عليّ غيرها؟ الرجل قال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: لا، إلاّ أن تطوّع ) فقوله: لا يشمل كلّ صلاة سواء كانت ذات سبب أم لا، ولكنّ في هذا الاستدلال شيئا من النّظر لأنّ مراد النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم بذلك الصّلوات الخمس الدّائمة، فليس يوجد صلاة دائمة بدوام الأيّام واجبة غير هذه الصّلوات الخمس، نعم يستدلّ بهذا الحديث على عدم وجوب صلاة الوتر لأنّها صلاة تتكرّر في اليوم واللّيلة فيستدلّ بهذا الحديث على عدم وجوبها أي صلاة الوتر، ويقال في الرّدّ على هذا الدّليل صلاة دخول المسجد لها سبب عارض فتتقيّد بسببها كصلاة الكسوف مثلا على قول من يرى أنّها واجبة فإنّها خارجة عن الخمس لكن لها سبب أوجبها وكصلاة العيد فإنّها واجبة وهي خارجة عن الصّلوات الخمس لكن لها إيش؟
الطالب : سبب.
الشيخ : لها سبب وهو العيد، فمراد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بقوله: ( لا إلاّ أن تطوّع ) الصلوات إيش؟
الطالب : الخمس
الشيخ : التي تدور بدوران الأيّام، كذلك أيضا قالوا في ردّ هذا الاستدلال قالوا لو أنّ إنسانا نذر أن يصلّي وجبت عليه الصّلاة؟
الطالب : نعم.
الشيخ : وجبت عليه الصّلاة مع أنّها ليست من الصّلوات الخمس لكن لها سبب وهو النّذر فالمهمّ أنّ الاستدلال بهذا الحديث لا يستقيم
طيب قالوا ومن الأدلّة على أنّها ليست بواجبة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم كان يأتي إلى الجمعة يأتي إلى الجمعة فيبدأ بالخطبة ولا يصلّي ركعتين وهذا يدلّ على أنّ تحيّة المسجد ليست بواجبة هذا الاستدلال قد يقول قائل أنّ فيه شيئا من النّظر لأنّ الخطيب لا يجلس في الخطبة إلاّ بين الخطبتين وهو جلوس يسير لإظهار الفرق بين إيش؟ الخطبتين بالفعل وبالقول، أمّا بالقول فسيسكت عند الخطبة الأولى وأمّا بالفعل فسيجلس، وأيضا الخطبة تابعة للصّلاة صلاة الجمعة وهو لم يجلس بعد الخطبة بل سيبدأ بصلاة الجمعة فضعف الاستدلال.
استدلوا أيضا بأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لمّا دخل مكّة ودخل المسجد الحرام بدأ بالطّواف ثمّ صلّى بعد ذلك ركعتين وهذا الاستدلال أيضا فيه نظر لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ابتدأ الطّواف وجعل يمشي لم يجلس فإنّه عليه الصّلاة والسّلام لم يجلس بل طاف ثمّ صلّى ركعتين فالمهمّ أنّ القول بوجوب تحيّة المسجد قول قويّ لا يكاد الإنسان يأتي بدليل واضح يدلّ على عدم وجوبها.
استدلّوا أيضا بعدم الوجوب بقصّة كعب بن مالك رضي الله عنه حين دخل المسجد حين تاب الله عليه وتلقّاه النّاس يهنّئونه ولم يذكر في الحديث أنّه صلّى ركعتين، لكنّ هذا الاستدلال أيضا فيه شيء من النّظر لأنّه قد يقال أنّ كعب بن مالك ليس على وضوء، ومن ليس على وضوء لا تجب عليه الصّلاة فكيف يمكن أن نقول بوجوب الصّلاة وهو على غير وضوء؟ فإن قال قائل إنّ كعب بن مالك يحكي عن نفسه أنّه جاءته البشرى بعد صلاة الفجر والأصل بقاء وضوئه فقد دخل المسجد وهو على وضوء قلنا هذا ليس متعيّنا ليس متعيّنا وإذا كان الاحتمال في الاستدلال بطل الاستدلال به
استدلّوا أيضا بقصّة الثّلاثة الذين دخلوا المسجد فأحدهم جلس في الحلقة والثاني وراء الحلقة والثالث ولّى ولم يذكر أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أمرهم بالصّلاة والجواب عنه أن يقال عن هذا الاستدلال أن يقال هذه قضيّة عين فلعلّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم شاهدهم حين دخلوا فصلّوا وليس في الحديث أنّهم لم يصلّوا ركعتين، على كلّ حال فالإنسان إذا أراد أن يبرئ ذمّته فلا يجلس إذا دخل المسجد وهو على طهارة حتّى يصلّي ركعتين.
من فوائد هذا الحديث أنّ الرّكعتين تصلّيان كلّ وقت لعموم قوله: ( إذا دخل أحدكم المسجد ) فإنّ إذا ظرف زمان مطلق غير مقيّد فيصلّي تحيّة المسجد في أيّ وقت دخل حتّى بعد صلاة الفجر، حتّى بعد صلاة الفجر، حتى بعد صلاة العصر، حتى عند قيام الشّمس عند الزّوال فيصلّي تحيّة المسجد متى دخل، وقيل لا يصلّي تحيّة المسجد لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: ( لا صلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشّمس ولا صلاة بعد العصر تغرب الشّمس ) وهذا نهي عن الصّلاة عن أيّ صلاة لأنّ " لا " نافية للجنس فيكون نفيها نصّا في التّعميم فلا يصلّي، ولكن الجواب عن هذا أن يقال هذا الحديث ( لا صلاة بعد صلاة الصّبح، ولا صلاة بعد صلاة العصر ) خاصّ في الوقت عامّ في الصّلاة، خاصّ في الوقت عامّ في الصّلاة كيف؟ خاصّ في الوقت من صلاة الفجر إلى طلوع الشّمس، من صلاة العصر إلى الغروب، عامّ في إيش؟
الطالب : في الصّلاة.
الشيخ : في الصّلاة، وحديث أبي قتادة عامّ في الوقت خاصّ في الصّلاة فبينهما عموم وخصوص من وجه، كلّ واحد منهما أعمّ من الآخر من وجه، وحينئذ ننظر أيهما أقوى عموما، فإذا نظرنا أيّهما أقوى عموما تبيّن أنّ الأقوى عموما حديث أبي قتادة ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلّي ركعتين ) فيؤخذ بعمومه ويقال في أيّ وقت تدخل المسجد فلا تجلس حتى تصلّي ركعتين، وهذا القول هو الرّاجح أنّ تحيّة المسجد ليس عنها وقت نهي
فإن قال قائل هل يمكن أن يقاس عليها بقيّة النّوافل التي لها سبب كسنّة الوضوء وصلاة الاستخارة فيما يفوت وما أشبه هذا؟ فالجواب نعم يقاس عليها لأنّ العلّة واحدة وهي وجود السّبب فلقوّة هذا السّبب ارتفع النّهي، وأيضا في بعض ألفاظ الحديث حديث النّهي: ( لا تتحرّوا الصّلاة ) وهذا يدلّ على أنّ المقصود بذلك من يتحرّى الصّلاة ويصلّي في وقت النّهي وهو الذي يصلّي صلاة تطوّع ليس لها سبب فالصّواب إذن الرّواية الأخرى عن الإمام أحمد وهي مذهب الشّافعي واختيار شيخ الإسلام ابن تيميّة أنّه لا نهي عن كلّ صلاة ذات سبب، كلّ صلاة لها سبب لا نهي عنها من ذلك مثلا ركعتا الوضوء وركعتا الطّواف وركعتا الاستخارة فيما يفوت وغير ذلك.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه لو صلّى فريضة عند دخول المسجد لكفى، وجه الدّلالة أنّ الفريضة يصدق عليها أنّها ركعتان فإذا دخل المسجد وصلّى صلاة الفجر وجلس فقد أدّى ما عليه لأنّ الحديث عامّ ( فلا يجلس حتى يصلّي ركعتين ) والمقصود هو افتتاح المسجد بصلاة ركعتين وهذا يحصل بالفريضة كما يحصل بالنافلة.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه لو صلّى ركعة واحدة لم تجزئه كما لو كان الإنسان لم يوتر فدخل المسجد فأوتر بركعة واحدة فإنّه لا يجزئ لظاهر الحديث لأنّه قال: ( حتى يصلّي ركعتين ) ولم يطلق يعني لم يقل حتى يصلّي فلو قال حتى يصلي فلا إشكال قال ركعتين، وكذلك لو دخل فصلّى صلاة المغرب فإنّه لم يصلّ ركعتين بل صلّى ثلاثا، لكن يقال إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال هذا في الشّيء الدّائم أمّا الشّيء النادر فإذا سمّي صلاة شرعا أجزأ عن ركعتين وعلى هذا فإذا دخل المسجد في آخر الليل ولم يوتر فأوتر بركعة ثمّ جلس فقد أدّى ما عليه ويكون قول الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ( حتى يصلّي ركعتين ) بناء على الغالب وإلاّ فلو صلّى ركعة واحدة أو ثلاث ركعات لأدّى ما عليه.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه إذا دخل المصلّى فلا تحيّة عليه، المصلّى الذي أعدّه الإنسان مكانا للصّلاة في بيته أو في مزرعته أو ما أشبه ذلك لأنّ هذا المصلّى لا يسمّى مسجدا.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه إذا دخل مصلّى العيد فلا يجلس حتى يصلّي ركعتين لأنّ مصلّى العيد مسجد
فإن قال قائل ما هو الدّليل على أنّ مصلّى العيد مسجد؟ فالجواب الدّليل على هذا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ( أمر النّساء أن يخرجن لصلاة العيد ليشهدن الخير ودعوة المسلمين وأمر الحيّض أن يعتزلن المصلّى ) وهذا الحكم خاصّ بالمساجد أعني أنّ الحائض لا تدخل المسجد خاص بالمساجد فلمّا ذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حكما خاصّا بالمساجد ثابتا لمصلّى العيد دلّ ذلك على أنّ مصلّى العيد مسجد، ولهذا قال فقهاؤنا رحمهم الله أعني الحنابلة قالوا مصلّى العيد مسجد لا مصلّى الجنائز مصلّى العيد مسجد لا مصلّى الجنائز، كيف مصلّى الجنائز؟ لأنّهم كانوا يجعلون للجنائز مصلّى خاصّا خارجا عن المسجد فلا يكون هذا المسجد الذي ترك للصّلاة على الأموات ليس له حكم المساجد بخلاف مصلّى العيد
فإن قال قائل أليس النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في صلاة العيد لمّا دخل لم يصلّ ركعتين؟ فالجواب بل صلاّهما لأنّ صلاة العيد من حين يأتي الإمام يشرع فيها
فإن قال قائل النّاس يخرجون إلى مصلّى العيد مبكّرين وهو وقت نهي فما الجواب؟ الجواب أمّا على قول من يرى أنّه لا تصلّى تحيّة المسجد وقت النّهي فإنّه لا يصلّي، وأمّا على القول الرّاجح أنّه يصلّي تحيّة المسجد ولو وقت النّهي فليصلّ، يعني لا فرق بين مصلّى العيد والمساجد الأخرى.
ومن فوائد هذا الحديث تعظيم المساجد وهذا هو الشّاهد في سياق هذا الحديث في باب المساجد، تعظيم المساجد بحيث لا يجلس الإنسان فيها حتى يؤدّي التّحيّة لله عزّ وجلّ. العقيلي هل المصلّي يؤدّي التّحيّة لله؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : بإيش؟
الطالب : ركعتين.
الشيخ : لا، غير الرّكعتين؟ ألست تقول في الصّلاة التّحيّات لله؟ نحيّي الله عزّ وجلّ في صلاتنا " التّحيّات لله والصلوات والطّيّبات ".

الشيخ : ثمّ قال المؤلّف رحمه الله: " باب صفة الصّلاة " أي هيئتها القوليّة والفعليّة وإنّما عقد العلماء رحمهم الله لصفة الصّلاة بابا وصفة الحجّ بابا وللصّيام بابا وللزّكاة بابا لأنّ العبادة لا تصحّ إلاّ بشرطين أحدهما الإخلاص لله والثاني المتابعة لرسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ولكن في المتابعة إذا علمنا كيف يعمل أمّا أن نتخرّص ونعمل فلا يصحّ وحينئذ يتبيّن أنّه لا بدّ للإنسان أن يعرف صفة صلاة النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ليصلّي كما صلّى لا سيما وأنّه قال ( صلّوا كما رأيتموني أصلّي ) وحينئذ نأخذ صفة الصّلاة من السّنّة ونستعين على ذلك بما كتبه أهل العلم رحمهم الله في كتب الفقه.
بدأ المؤلّف بحديث ينبغي أن يكون أصلا في الموضوع وهو حديث أبي هريرة رضي الله عنه: " أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ( إذا قمت إلى الصّلاة ... ) إلى آخره " والمؤلّف رحمه الله يختصر الأحاديث فلا يأتي إلاّ بالشّاهد ويا ليته لم يفعل هذا لأنّ لهذا الحديث قصّة ينبغي أن تروى كما هي من أوّلها إلى آخرها ولأنّ ما حذفه فيه فوائد كثيرة لكن يجاب عن هذا بأنّ المؤلّف أراد أن يكون هذا الكتاب كتابا مختصرا. نعم يا محمّد؟

السائل : شيخ بارك الله فيكم، قلنا بحرمة الانشغال عن خطبة الجمعة.
الشيخ : نعم.
السائل : ... أحيانا يأتي الجمعة وهو مرهق ربّما نام فيها فهل إذا غلب على ظنّه في أوّل النّهار أنه ينام ... هل يجب أن ينام قبلها حتى يأتي نشيطا؟
الشيخ : لا، ما يجب ما يجب، الواجب أن لا يتشاغل والإنسان ربّما ينام أوّل النّهار وإذا جاء وقت الصّلاة نام زيادة.
السائل : أما إذا أخذ قسطا كافيا ما ينام
الشيخ : على كلّ حال النّاس يختلفون في هذا.
السائل : يستحبّ يا شيخ أن ...
الشيخ : نعم؟
السائل : يستحبّ.
الشيخ : الصّحابة ما كانوا يقيلون إلاّ بعد الجمعة لكن إذا كنت مرهقا فلا بدّ أن لنفسك عليك حقّا ريّح نفسك أوّلا، نعم يا سليم؟

الشيخ : نعم يا سليم؟
السائل : عفا الله عنك يا شيخ طلوع الشّمس وغروبها يا شيخ ... فيها أحاديث خاصّة.
الشيخ : نعم، طيب؟
السائل : أقول التّحيّة فيها يا شيخ؟
الشيخ : تسنّ التّحيّة مهما كان، تصلي التحية مهما كان في أيّ ساعة دخلت المسجد من ليل أو نهار فصلّ التّحيّة وهكذا أيضا كلّ صلاة لها سبب، الإنسان إذا توضّأ يسنّ له أن يصلّي ركعتين فتوضّأ بعد العصر نقول صلّ ركعتين.
السائل : جزاك الله خيرا يا شيخ.
الشيخ : نعم؟

السائل : إذا دخل الإنسان المسجد قبل أذان المغرب بدقائق يسيرة يا شيخ هل نقول يعني يقف حتى يؤذّن؟
الشيخ : الذي أرى أن لا يقف ما دام قد اطمأنّ إلى جواز الصّلاة في وقت النّهي لا يقف لأنّ الوقوف قد يقال أيضا أنّه مثل القعود، لو تأتي إلى المسجد هنا وتقف ساعة أو ساعتين هذا بمعنى القعود، نعم آدم؟

السائل : أراد أن يدخل المسجد ولكنّه على غير طهارة.
الشيخ : نعم.
السائل : مع أنّ الماء لدخول المسجد ميسّر له هل نأمره بالوضوء ثمّ بالصّلاة أو؟
الشيخ : لا ما نأمره بالوضوء، إذا دخل وهو في حال يمكنه أن يصلّي فليصلّ لأنّه لم يؤمر بالصّلاة وإنّما نهي عن الجلوس حتّى يصلّي.

السائل : شيخ دخل المسجد وبقي واقفا.
الشيخ : واقفا؟
السائل : واقفا، هل يعتبر مخالفا؟
الشيخ : يبقى واقفا دائما؟
السائل : ...
الشيخ : والله أخشى أن يكون مخالفا للحديث لأنّ الدّوران في المسجد شبيه بالقعود ولهذا منعت الحائض من الطّواف مع أنّها لم تمكث على سبيل الجلوس بل هي تدور.
السائل : ...
الشيخ : أي نعم مخالف يقال له صل ركعتين فإذا قال أنا لم أجلس قيل له هذا بمعنى الجلوس، وإذا كنت أتيت به حيلة فالأمر واضح، نعم يا جمال؟

السائل : شيح رجّحنا عموم حديث أبي قتادة.
الشيخ : نعم.
السائل : لماذا؟ ما فهمت ترجيح العموم؟
الشيخ : وجه التّرجيح أنّ حديث النّهي مخصّص بعدّة مخصّصات، فمثلا ركعتي الطّواف تجوز حتى في وقت النّهي.